اخر الاخبار

الصفحة الأولى

كتب المحرر السياسي: في الذكرى الـ ٢٠ للحرب والاحتلال وسقوط الدكتاتورية

لا يزال شعبنا يتطلع الى بديل ديمقراطي حقيقي

اليوم التاسع من نيسان انهارت فيه أعتى دكتاتورية عرفتها بلادنا.  وبسقوطها انتهت حقبة كريهة في تاريخ وطننا المعاصر. رحل النظام الذي مثل مصالح البيروقراطيين والطفيليين والقوى المرتبطة بهما، واعتمد أساليب فاشية واتسم بمصادرة حقوق الانسان وقيم الديمقراطية، واقدم على ارتكاب مجازر وحملات إبادة واستخدام السلاح الكيمياوي، ولجأ لتثبيت اركان حكمه الخاوي الى التعذيب والقتل الجماعي، وكذلك نفذ الاعدامات والاغتيالات وغيرهما على نطاق واسع. ومن جانب اخر قام بتدمير اقتصاد البلاد وتبديد ثرواتها وعسكرة المجتمع، وتسبب في اشعال ثلاث حروب وسقوط ملايين الضحايا وجلب للشعب العقوبات والحصار الاقتصادي الظالم. وكان النظام المنهار ظالما في كل شيء الا ان جرائمه طالت أبناء شعبنا على اختلاف قومياتهم وطوائفهم وأديانهم.

لقد أسهمت سياسة النظام المقبور وعنجهيته بنصيب أساسي في تمهيد الظروف لاندلاع الحرب التي رفضناها طريقا للتغيير ورفعنا شعارنا الوطني المسؤول “ لا للدكتاتورية .. لا للحرب “.

وجدير بالتذكير بان الشعب لم يستقبل القوات الغازية التي اجتاحت بلدنا بالورود، ولكنه أيضا لم يدافع عن الدكتاتورية، بل واستقبل سقوطها بفرح غامر. لكن الحرب، جاءت أيضا بالاحتلال وانعدام الاستقرار والانفلات الأمني والنهب وانهيار مؤسسات الدولة.

لقد انهارت الدكتاتورية البغيضة، لكن شعبنا لم يتمكن بعد من إقامة بديله الديمقراطي الحقيقي.

ان الازمة البنيوية الراهنة التي يعاني شعبنا ووطننا من تداعياتها على الصعد المختلفة، ليست بمعزل عن طريقة التغيير عبر الحرب والاحتلال، ولا عن تركة النظام المقبور الثقيلة، وطبيعة نظام الحكم ونهجه الذي اعتمد منذ نيسان ٢٠٠٣، منهج المحاصصة الطائفية – الاثنية في الإدارة، وفي بناء مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية، والابتعاد عن مبدأ المواطنة العراقية الجامعة. كما ان هذه الازمة المركبة ليست بمعزل عن مسعى لتأطير المجتمع وتسييس الدين وتوظيفه، وتفاعل العديد من العوامل الداخلية والخارجية، وما تعرضت له بلادنا من عنف وتخريب وحملات إرهابية، في ظل تعمق الطابع الريعي والاستهلاكي للاقتصاد واعتماد السوق المفتوحة، وغياب الرؤى لتحقيق تنمية متوازنة مستدامة.

ويضاف الى هذا وغيره تفشي الفساد في الدولة والمجتمع، الذي صار منظومة متكاملة، متعشقة مع المتنفذين في مؤسسات الدولة وأصحاب القرار، فيما يوفر لها السلاح ذو الطابع السياسي الدعم والاسناد.   

لقد وضعت الحرب ونتائجها، والحقائق الجديدة بعد ٩ نيسان ٢٠٢٣، شعبنا وقواه واحزابه الوطنية ومنها حزبنا الشيوعي العراقي امام مهمة أساسية مزدوجة، يتلازم فيها الوطني مع الديمقراطي، والسياسي مع الاجتماعي، أي انهاء الاحتلال واستعادة السيادة، وإعادة بناء الدولة العراقية على أسس دستورية ديمقراطية اتحادية، وتحقيق تنمية اقتصادية – اجتماعية، وضمان تحقيق الحياة الحرة الكريمة الآمنة للمواطنين العراقيين.

واليوم اذ يمر بلدنا بمرحلة انتقالية، تتسم بالصعوبات والتعقيدات، وتداخل العديد من العوامل الداخلية والخارجية، وفي ظل الصراع المحتدم المتواصل فيها حول المستقبل وشكل الدولة والنظام السياسي-الاقتصادي والاجتماعي، وفي ظل العجز المتواصل للقوى والكتل السياسية المتنفذة عن إيجاد حلول ومخارج للأزمة، واصرارها على المنهج الفاشل ذاته، يظل تطور الأوضاع مرهونا بمدى قدرة جماهير شعبنا على فرض إرادة الأغلبية.

ويستوجب تحقيق هذا الهدف النبيل من الشيوعيين والتيار الديمقراطي وقوى التغيير الديمقراطية، ومختلف القوى المدنية والديمقراطية، وسائر القوى التي تنشد التغيير إقامة أوسع اصطفاف للقوى، ينقذ العراق مما هو فيه، ودفع عملية التغيير نحو الخلاص من منظومة المحاصصة والطائفية السياسية والفساد والسلاح المنفلت وتدشين مرحلة بناء الدولة المدنية الديمقراطية والعدالة الاجتماعية.

 *************************

راصد الطريق.. متى تتعظون؟

كثرت في الآونة الأخيرة التغييرات في المواقع القيادية في العديد من الوزارات ومؤسسات الدولة المدنية والعسكرية، وصاحب ذلك إعفاء عدد اخر من المسؤولين، كما اتخذت مجموعة من الإجراءات والتنقلات التي تخص تلك المواقع.

وإذ كانت الحاجة ضرورية باستمرار الى التطوير والتجديد في اصلاح الجهاز الاداري، وتبوء العناصر الكفؤة والنزيهة وذات القدرة على الأداء الجيد، فليس مفهوما تماما المعايير والاسس التي اعتمدت والجاري اعتمادها في الاقدام على مثل تلك الخطوات، خصوصا وان اسناد بعض المناصب قد اثار تساؤلات ما زالت تبحث عن إجابات، سيما وان عددا من الأشخاص الذين جرى اختيارهم هم ممن تربطهم صلة بهذا المسؤول او ذاك، فيما البعض الاخر منهم جاء وفقا للمحاصصة والمناطقية والعشائرية، وبعضها يقول المتابعون ان لا ضرورة له، وفيه هدر للمال العام.

ان استمرار غياب مبدأ تكافؤ الفرص في اشغال الوظائف والمناصب العامة، وبيع هذه الوظائف، والنهب المنظم للمال العام والتحالف الخطير وغير الشرعي بين السلطة والمال كفيل باستمرار حالة الفوضى التي تعاني منها مؤسسات الدولة.

وعليه، ان الإصرار على ذات النهج البغيض لا يمكن ان يقدم شيئا جديدا للمواطن التواق لانقاذه من الازمات المتلاحقة.

فهل من متعظ؟!

 *************************

الصفحة الثانية

وزير الموارد المائية: الصيف سيكون صعبا هذا العام

بغداد ـ طريق الشعب

حذر وزير الموارد المائية عون ذياب، أمس السبت، من تحديات من الممكن أن يواجهها العراق في فصل الصيف متوقعاً أن يكون العام الحالي صعباً بشأن الموقف المائي.

وقال ذياب: إن” هناك اجتماعا موسعا مع مديري الموارد المائية ومديري الصيانة ومديري الكري لبحث مواجهة الموسم القادم والحالي كون الأمطار ستنتهي نهاية الشهر الجاري”، لافتا إلى، أن” الوزارة بعد شهر أيار ستكون أمام تحديات كبيرة تتمثل بارتفاع درجات الحرارة وما ينتج عنها من تبخير للمياه، بالإضافة إلى حاجة المواطنين للاستهلاك”.

وأضاف، أن” الوزارة جادة في إيجاد الحلول وتستنفر كل جهودها ودوائرها لتوزيع المياه بشكل عادل على المستهلكين كافة وخاصة من يقع في مناطق الذنائب في المحافظات الجنوبية”، محذرا، أن” هذا العام سيكون صعبا وهناك تحديات أهمها كيفية توزيع هذه الكمية القليلة من المياه بشكل عادل”.

وأشار إلى، أن” إجراءات الوزارة في مواجهة الأزمة ضمت جملة من النقاط من بينها إزالة التجاوزات على أحواض الأنهر والبحيرات غير المجازة”، مبينا، أن” الوزارة جادة برفع جميع أشكال التجاوزات التي تعترض إيصال المياه بشكل عادل لجميع المستهلكين”.

 ******************************

رئيس الجمهورية يطالب الحكومة التركية بالاعتذار.. اعتداء تركي مُدان على مطار السليمانية

متابعة ـ طريق الشعب

في مشهد متكرر، عاودت القوات التركية استهداف الأراضي العراقية، وهذه المرة من خلال استهداف مطار السليمانية الدولي بقصف عبر طائرة مسيرة، خلف اضرارا مادية.

رئيس الجمهورية يندد

ودان رئيس الجمهورية عبد اللطيف رشيد، امس السبت، الاعتداء على مطار السليمانية الدولي في إقليم كردستان، فيما طالب الحكومة التركية بتحمل المسؤولية وتقديم اعتذار رسمي.

وذكرت رئاسة الجمهورية، في بيان: “تتكرر العمليات العسكرية التركية على إقليم كردستان وآخرها قصف مطار السليمانية المدني”.

وتابع: “ونحن إذ ندين هذه الاعتداءات السافرة على العراق وسيادته، فإننا نؤكد عدم وجود مبرر قانوني يخول القوات التركية الاستمرار على نهجها في ترويع المدنيين الآمنين بذريعة وجود قوات مناوئة لها على الأراضي العراقية”.

وطالب البيان، الحكومة التركية بـ”تحمل المسؤولية وتقديم اعتذار رسمي عن هذه التصرفات ووقف هذه الاعتداءات وحل مشكلاتهم الداخلية عن طريق فتح منافذ الحوار مع الأطراف المعنية”.

وشدد البيان بالقول على انه “في حال تكرار هذه الاعتداءات سيكون هناك موقف حازم لمنع تكرارها مستقبلا”.

وكان “انفجار”، قد وقع، أمس الاول الجمعة، قرب مطار السليمانية، ما تسبب في اندلاع حريق دون وقوع إصابات، وفق ما أعلنت الأجهزة الأمنية.

البرلمان

ودان النائب الأول لرئيس مجلس النواب، محسن المندلاوي، الهجوم على مطار السليمانية.

وقال في بيان صحافي، طالعته “طريق الشعب”، “ندين بشدة الهجوم على مطار السليمانية الدولي والمحاولة العقيمة لخدّام الأجانب والتي استهدفت زعزعة أمن منطقة السليمانية”.

من جهتها، أصدرت كتلة الاتحاد الوطني الكردستاني، في مجلس النواب بياناً حول الهجوم الذي استهدف مطار السليمانية الدولي.

كما طالبت الكتلة مجلس النواب والحكومة العراقية بعدم السكوت عن هذه الانتهاكات على سيادة أرض وسماء العراق.

وطالبت أيضاً الأمم المتحدة ومنظمة الطيران الدولية (إيكاو) بحماية مطار السليمانية الدولي، وعدم السكوت على معاقبة هذا المطار بدون وجه حق.

السليمانية تدين..

كما دان محافظ السليمانية، هفال أبو بكر، ما اسماها “الغارة الجوية” على “مكان قريب من أطراف مطار السليمانية”.

ودعا أبو بكر في بيان صحافي، “جميع الأطراف السياسية إلى إنهاء خلافاتها وعدم جعل كردستان ضحية لنزاعاتها”. وتابع البيان، “نتمنى أن نقوم جميعاً بمواجهة التحديات الأمنية، وأن نتعاون لمنع تكراره مرة أخرى”.

لا ذريعة للاستهداف

فيما دانت رئيسة برلمان إقليم كردستان، ريواز فايق، الهجوم، مؤكدة أن لا ذريعة لاستهداف مطار مدني.

وقالت ريواز فايق خلال تغريدة على تويتر: “لا ذريعة للهجوم على مطار مدني في السليمانية، وكما كانت جميع الهجمات الأخرى السابقة غير مشروعة”.

وأضافت “من واجب الحكومة التعامل بنفس المعيار مع جميع مدن إقليم كردستان. الخزي والعار لمنفذي الهجوم وكل من يشرعن الهجوم”.

 ****************************

مطالبات بتعديل سلم الرواتب.. احتجاجات على انقطاع مياه الشرب وإخلاء الأراضي

بغداد ـ طريق الشعب

تواصلت الاحتجاجات المطلبية في مناطق متفرقة من مدن البلاد للمطالبة بمعالجة مشكلة انقطاع مياه الشرب ولتعديل سلم الرواتب، فيما واصل فلاحون في كركوك تظاهراتهم احتجاجا على محاولات الاستيلاء على أراضيهم.

انقطاع مياه الشرب

وتظاهر أهالي مناطق الشريعة والأنوار في قضاء الحر التابع لمحافظة كربلاء، احتجاجاً على قطع الماء عن مناطق سكناهم.

وذكر مراسل “طريق الشعب”، ان التظاهرة انطلقت من طريق الرزازة (طريق الحج البري) قرب سيطرة الـ55، بمشاركة أهالي منطقتي الشريعة والأنوار، مشيرا الى ان الأهالي اكدوا ان احتجاجهم جاء بعد صمت طويل، وانقطاع الأمل من إيجاد الحلول لمشكلة الماء ضمن منطقتنا الشريعة والمناطق المجاورة لها.

وشكا الأهالي من تعرضهم للتهميش والإهمال من قبل الجهات الحكومية التي دائما ما تتجاهل معاناة مشاكل الاحياء الفقيرة، مطالبين الحكومة المحلية بمعالجة أوضاعهم والكف عن تجاهل مطالبهم المشروعة.

تعديل سلم الرواتب

من جانبهم، نظم العشرات من موظفي الدوائر الحكومية العاملة في ميسان، تظاهرة أمام مبنى ديوان المحافظة، مطالبين بتعديل سلم الرواتب وشمولهم بالمخصصات وتوزيع قطع الأراضي والعلاوات.

وقال عدد منهم إنهم موظفون واغلبهم لديهم خدمة وظيفية تمتد لسنوات طويلة، ورغم ذلك يجدون أن رواتبهم لا تتناسب وحجم العمل الذي يقدمونه في دوائرهم وان تعديل سلم الرواتب هو مطلبهم وهذه التظاهرة ليست الأولى ولن تكون الأخيرة وستستمر لنيل المطالب.

الى ذلك، نظم العشرات من طلبة وتدريسي كلية التربية المفتوحة في ميسان وقفة للمطالبة بشمول الخريجين بالقبول بالدراسات العليا والعدول عن بعض القرارات الوزارية التي تسعى لعدم الاعتراف بخريجي هذه الكلية.

وقال عدد منهم إنهم حصلوا على نسخة من كتاب وزاري يلغي الاعتراف بخريجي كلية التربية المفتوحة في محافظات ميسان والبصرة وذي قار وواسط وهم يرفضون ذلك ويطالبون بشمولهم بالدراسات العليا وتوفير بناية مناسبة لهم كون كليتهم تابعة لوزارة التربية.

اخلاء الاراضي

من جانب اخر، لم يبق سوى اقل من أسبوعين امام فلاحي مناطق طوبزاوا، يايجي وتركلان في محافظة كركوك، لإخلاء أراضيهم التي تعتزم وزارة الدفاع، إنشاء مشروع سكني عليها.

وأعد الفلاحون عشرات من الوثائق التي تؤكد ملكيتهم لهذه الأراضي التي استولى عليها النظام السابق بقراره 369، وقاموا بإيصالها إلى الجهات المعنية.

وتسعى وزارة الدفاع إلى إنشاء مشروع سكني عليها، في حين تسعى إدارة المحافظة، بدورها، لتنفيذ مشاريع استثمارية على الأراضي ذاتها.

ممثل الفلاحين سامي غفور، يقول إن “المواطنين من القومية التركمانية والكردية هم المالكون الأصلاء لهذه الأراضي. لقد تم الاستيلاء على هذه الأراضي بقرار واحد في عام 1975، والآن هناك محاولات تبذلها 3 أطراف للاستيلاء عليها: أصحاب العقود الزراعية، وزارة الدفاع، والبلدية التي تريد تنفيذ مشروع مجمع سكني عليها”.

الفلاحون تظاهروا للمرة الثانية، احتجاجاً على محاولة الاستيلاء على أراضيهم، وهم يخشون استمرار العمل بقرارات العهد السابق ضدهم.

الفلاح فريدون ناصح، قال إن “الجيش العراقي ووزارة الدفاع يأتوننا يومياً ويقولون بأن ملكية هذه الأراضي تعود لنا”.

وحذر الفلاحون من أنهم سيواصلون التظاهر في حال عدم حل مشكلتهم.

 *********************************

اضاءة.. الانتخابات وتمثيل المكون!

محمد عبد الرحمن

مع اقتراب موعد انتخابات مجالس المحافظات وإقرار قانون انتخابي جديد لها ولمجلس النواب، عاد الحديث مجددا عن “دولة المكونات” ومصالح هذا “المكون” او ذاك.

تتوجب الإشارة أولا الى ان الدستور في مقدمته يقول: نحن شعب العراق، وفي المادة الثالثة منه يتحدث عن كون “العراق متعدد القوميات والأديان والمذاهب”. والمادة الخامسة من الدستور تؤكد على ان “السيادة للقانون والشعب مصدر السلطات وشرعيتها”، ولم يقل انها من هذا المكون او ذاك. وحتى في المادة التاسعة الدستورية، التي قالت بتشكيل القوات المسلحة العراقية والأجهزة الأمنية بما يراعي توازنها وتماثلها دون تمييز او اقصاء، فانها اكدت انها “تدافع عن العراق ، ولا تكون أداة لقمع الشعب العراقي”.

انه لأمر خطير ان يستمر هذا التشبث من قوى متنفذة بما ثبت فشله مئات المرات وضرره على المجتمع والدولة.

وتجربة العشرين سنة الماضية منذ سقوط النظام في ٩ نيسان ٢٠٠٣ وحتى يومنا، تؤكد ان السبب الرئيسي للازمات المتتالية التي مر ويمر بها بلدنا وشعبنا يتمثل في اعتماد نهج المحاصصة الطائفية – الاثنية الذي ساهم المحتلون في ترسيخه وتغذيته، والقوى المستفيدة منه في مده بعناصر الاستمرارية.

القوى المتنفذة استمرأت ذلك وقامت، ولما تزل، باختزال المكون او الطائفة التي تدعي تمثيلها الى كتلها ومجاميعها   السياسية والتي قامت بدورها بحصر ذلك التمثيل بقلة متنفذة مرفهة غنية، واستغلت ذلك لادامة نفوذها ومصالحها وحصر الوظائف والمناصب بها، وقيامها بتقاسم النفوذ مع “قلة متنفذة” أخرى تدعي هي ايضا مثل هذا التمثيل “المكوناتي”، عبر تفاهمات واعراف لم ينزل بها من سلطان، وساعية بكل الطرق الى جعل ذلك سائدا في الحياة السياسية العراقية، وبما يشكله ذلك من تجاهل تام لمبدأ المواطنة العراقية الجامعة والتعامل مع العراقيين على قدم المساواة بغض النظر عن قومياتهم وطوائفهم واديانهم ومواقعهم الاقتصادية والاجتماعية والسياسية.

كثرة من المتنفذين ما انفكوا ينظرون، ويريدون من المواطنين، تصديقهم في ذلك، بانهم ممثلو لمكونات، ولا احد يعرف تماما لماذا هم، ومن كلفهم بذلك، او حتى انتخبهم لهذا التمثيل!

الحقيقة المرة انه بعد هذه التجارب المؤلمة التي مر بها البلد هناك من لا يزال يغذي ذلك ويديمه، وهو شاء القائلون والمتمسكون به ام لا، لا يؤدي الى استقرار ولا يحقق السلم الأهلي، وهو يضعف البناء المؤسسي للدولة وهيبتها، او في احسن الحالات يبقيها كيانا هشا، ضعيفا داخليا، فيه الكثير من الاخاديد، موحدا ظاهريا، ويحكم من اقلية مكونة من ادعياء تمثيل “المكونات” او “الطوائف”.

إن تأكيد الدستور على تعددية المجتمع العراقي في العديد من مواده، لا يعني في حال إقامة “نظام مكوناتي” او بناء دولة المكونات، والإصرار على ذلك، رغم ضرره البين، في العراق وبلدان أخرى، هو إصرار على تحويل الخطأ الى خطيئة.

وما دامت المحاصصة الطائفية والاثنية هي الاس لذلك، فيتوجب مواصلة ما بدأته انتفاضة تشرين من زعزعة لجدار المحاصصة وصولا الى الخلاص الكامل منها. وهنا لا بد من تشجيع مبادرات تشكيل كتل سياسية ببرامج وطنية، وأن تكون عابرة ومتخطية للحواجز فعلا، لا إقامة تحالفات “ادعياء تمثيل المكونات”.

 *****************************

الصفحة الثالثة

بعد عقدين على الاحتلال.. ناشطون: لا حل إلا بالتغيير الشامل

بغداد ـ محمد التميمي

برغم مرور عقدين على التغيير والتحرر من سطوة النظام الدكتاتوري السابق، لا يزال المحتجون العراقيون والناشطون من اصحاب الرأي والمدافعون عن حقوق الانسان والصحفيون، يواجهون مصاعب ثقيلة، تتجسد بقمع الاحتجاجات وشيطنة المحتجين والتحريض عليهم بمختلف الطرق والوسائل المتاحة للقوى المتنفذة التي تأبى ان تستمع لهم او تنظر بجدية لجذور واسباب هذه الاحتجاجات.

قبل ايام غصّت مواقع التواصل الاجتماعي بحملة اطلقها ناشطون يطالبون بإغلاق احدى القنوات الفضائية التي حرضت على منتفضي تشرين، في احد برامجها.

ويؤكد مدشنو الحملة، أن هذه القناة وغيرها العشرات متورطة ببث خطاب الكراهية والتحريض بشكل مستمر دون الخوف من أي رادع قانوني.

غياب الرادع القانوني

يقول رئيس جمعية المواطنة لحقوق الانسان محمد السلامي، ان: الاحتجاجات الشعبية في العراق والمتواصلة منذ العام 2011 وحتى ذروتها في تشرين 2019 لم تتفجر من فراغ، وانما هي تراكم احتجاجي على كيفية ادارة الدولة سياسيا واقتصاديا.

ويضيف السلامي، ان هذا الاحتجاج كان له اشكال مختلفة وعديدة، وقد بلغت ذروتها في تشرين 2019، وما قابلها من رد عنيف دبرته السلطة وزبانيتها عبر القنابل المسيلة للدموع والرصاص الحي وغيرهما من الوسائل القمعية، بما يدلل على ان قوى السلطة لا تريد ان يكون هنالك صوت يطالب بتغيير منهجية او سياسة الحكم في البلاد.

ويلفت في سياق حديثه مع “طريق الشعب” الى ان هذا القمع ادى الى “احتجاج اخر اضافي وهو المطالبة بالكشف عن نتائج التحقيق بالعنف المفرط بحق منتفضي تشرين، والذي مارسته سلطات حكومية، الى قوى أخرى مساندة للحكومة ولكنها غير حكومية، وحتى الان لم يتم الكشف عن الحقائق الكاملة في هذا الملف.

ويذكر السلامي، انه “تم تشكيل لجنة تحقيقية لتقصي الحقائق ومعرفة كيفية سقوط الضحايا والأسباب التي أدت الى ذلك والمتسببين بهذا الأمر، في زمن حكومة رئيس الوزراء الأسبق عادل عبد المهدي، وهذه اللجنة أكدت سقوط أكثر من 500 شهيد، وبالنسبة للجرحى لم تكن هناك إحصاءات دقيقة، ولكن تحدثوا عن الآلاف، وقد تعهد رئيس الوزراء السابق مصطفى الكاظمي، في حينها بالكشف عن المعلومات، ولم يفعل”.

ويردف بالقول: “على ما يبدو ان هناك قوى داخل الدولة ـ الدولة العميقة ـ لا تريد الكشف عن هذه الحقائق”، مشيرا الى انه صدر قانون “يتعلق بتعويض الضحايا من الشهداء والجرحى، وتم تسفير بعض الجرحى للعلاج الى المانيا، ولكن تم الامر بحدود ضيقة، بينما الادارات المسؤولة عن التعويضات لم تكن حسنة النية، وكانت هنالك عراقيل وتعقيدات”.

وينوه الى ان “استمرار عمليات الخطف والاغتيال والافلات من العقاب وتهديد الناشطين، هو نتيجة عدم وجود رادع حقيقي، فعلى سبيل المثال حتى الان لم تتم محاكمة قاتل هشام الهاشمي ويتم تأجيل محاكمته في كل مرة، لان الدولة العميقة لا تريد محاسبة المتسببين بهذه الجنايات بحق الاحتجاجات السلمية”.

ويخلص رئيس جمعية المواطنة لحقوق الانسان الى القول: ان “الاحتجاجات الجماهيرية مستمرة ولن تتوقف، لان الناس لم تلمس معالجات حقيقية لسوء الاوضاع العامة”.

أسلوب لا تجيد غيره

ويعتقد المدافع عن حقوق الانسان، الناشط اثير الدباس، ان قمع الاحتجاجات الشعبية سببه ان القوى المتنفذة في السلطة، لا تعرف سوى هذا الاسلوب للرد على المحتجين، فالكثير من الخطوات التي يتم اتخاذها اليوم سواء كانت صادرة عن السلطة التنفيذية ام التشريعية، لا تصب في صالح الناس، او تعالج الأزمات التي يعيشها المواطنون بشكل جدي، وانما هي ترقيعات نتيجة غياب الحلول الواقعية.

ويقول الدباس في حديث مع “طريق الشعب”، ان “القوى المتنفذة لا تؤمن بالديمقراطية والرأي الاخر، ولا تعرف التعامل مع الاحتجاجات بطريقة اخرى غير القمع الوحشي والاعتداء على المحتجين دون النظر بجدية الى اسباب احتجاجهم ومطالبهم”، مؤكدا ان “من المعيب والمخجل ان نتحدث عن مثل هذه القضايا بعد مرور عقدين على التغيير، ونحن في العام 2023 حيث ان النظم الديمقراطية تطورت ولا تزال تتطور باستمرار في مختلف بلدان العالم، بينما نحن لا نزال ندور في المربع الاول دون تقدم”.

ويضيف الدباس، ان استمرار هذه المشاهد وتكررها المأساوي مع أي حراك احتجاجي “ليس مستغرباً او ضربا من الخيال، وانما هو واقع حقيقي نعيشه مع قوى متنفذة سيطرت وهيمنت على مقدرات البلاد ولن تتخلى عنها بسهولة”، منبها الى أن “هذا يؤدي بنا الى نتيجة حتمية هي ان لا حل سوى التغيير الشامل لهذه القوى التي لا تحترم الديمقراطية وتطبيقاتها”.

ويبين الدباس ان “القوى المتنفذة لا تعرف عن الديمقراطية سوى الانتخابات، وتلتف على ارادة الشعب بتشريع قانون انتخابات على مقاساتها وبما يضمن هيمنتها ونفوذها في السلطة، لان هذه القوى تعرف جيداً ان تخليها عن السلطة يعني فضح جميع ممارساتها الدموية في العنف والاضطهاد وغيرها”.

ويجد الناشط ان “التسويف وعدم كشف الحقائق يثبت ان القوى المتنفذة في السلطة لها اليد العليا ومتورطة بقمع منتفضي تشرين”.

ويشدد على “ضرورة أن تتوحد القوى المدنية في ما بينها، ورص الصفوف، كما نؤكد على ضرورة ان يكون هناك اصطفاف مدني واسع من اجل التصدي للقوى المتنفذة”، مضيفا انه “بخلاف ذلك لا يمكن الحديث عن حلول”.

ويخلص الى القول: ان استمرار الاحتجاجات الجماهيرية المطالبة بالتغيير، دليل دامغ على ان طموح التغيير لا يزال قائما، وان هذا العنف لم ولن يخيف هذا الشعب الذي قاسى المعاناة والمآسي طيلة السنوات الماضية، ويأبى إلا العيش حرا كريما موحدا.

 *********************

بعد 5 دورات برلمانية.. ما هي منجزات مجلس النواب؟

بغداد ـ طريق الشعب

بعد مرور عقدين على تغيير النظام الدكتاتوري، لا يزال الضعف الرقابي والتشريعي ملازما لعمل مجلس النواب، بدوراته الخمس خلال عشرين عاما، نتيجة لاعتماد منهج المحاصصة والفساد الذي يتخلل عمل اهم سلطة في البلاد، ما حال دون تشريع قوانين تصب في مصلحة الناس، وتلبي تطلعاتهم وآمالهم بواقع افضل. يؤكد معنيون، أن القوى المتنفذة تبحث عن قوانين تلبي مصالحها ومكاسبها السياسية، لا مصالح الشعب.

دور رقابي وتشريعي غير مفعل

في هذا الشأن، تقول عضو مجلس النواب، النائب سروة عبد الواحد ان: مجلس النواب العراقي، الذي يمثل الحالة السياسية في العراق، لم يكن بمستوى طموح الشعب العراقي بشكل عام، والسبب يعود الى غياب كتلة معارضة عددية كبيرة، وهذا كان السبب بان يكون البرلمان بهذا الشكل.

واضافت عبد الواحد في حديثها لـ”طريق الشعب”، قائلة ان “مصالح القوى المتنفذة والكتل السياسية فيما بينها،  حالت دون تفعيل دور البرلمان الرقابي والتشريعي”، لافتة الى ان غياب التشريعات القانونية التي تهم شرائح المجتمع العراقي “يعود الى التوافق السياسي ما بين الكتل السياسية، وإجماعهم على ان لا يقدموا قوانين تكون في صالح المجتمع بشكل عام، بقدر ما يبحثون عن قوانين ذات طابع مصلحي حزبي سياسي”.

واشارت النائبة الى ان “الدور الرقابي للبرلمان ضعيف على الرغم من وجود خطوات لتفعيل دوره، لكنه ليست بمستوى الطموح، ولهذا نحن بحاجة لتفعيل دور البرلمان، من خلال التمثيل الحقيقي للمواطن في عموم العراق”.

بلا قيادة ناضجة ودراية حقيقية

من جانبه، علّق المحلل السياسي والاكاديمي داوود سلمان، على عمل مجلس النواب خلال 5 دورات انتخابية، قائلاً: إن المتابع لعمل مجلس النواب يشعر انه مجلس لذاته وللقوى المتنفذة وعوائل السياسيين، وكل العمل والقوانين التي سنها ويهتم بها ويركز في اظهارها الى الواقع، هي لا تعني المواطن بشيء، ولا تهتم بحياته وواقعه الذي لا يسر.

وتابع سلمان حديثه مع “طريق الشعب”، قائلاً انه “في ظل النظام البرلماني الحالي الذي تقوده وتسيّره قوى السلطة لم نلمس اهتماما بحياة المواطن، وهذا دليل على انه لم يأت لخدمة الشعب”، منوها الى ان مجلس النواب “لم يقر قوانين يحتاجها المواطن باي حال من الاحوال، بل اصبح يعيق ويأخر تقدم البلد”.

وزاد بالقول: إن “مجلس النواب خصوصا في الدورتين الأخيرتين لم يكن بالمستوى المطلوب، فلا توجد قيادة ناضجة ودراية حقيقية لما يعانيه المواطن”، لافتا الى انه على الرغم من مضي 20 عاما على التغيير، إلا اننا ما زلنا “في السنة الاولى والدورة الاولى لمجلس النواب، ولا يوجد غير تشريعات وامتيازات وقوانين خاصة، وصمت مخيف يثير استغرابنا واستهجاننا على السرقات التي تحصل، والطمطمة عليها وعلى الفساد”.

واشار الاكاديمي الى ان الهوّة بين السلطة التشريعية والشعب “لم تأت من فراغ لان الشعب ينظر الى مجلس النواب، على انه يدعي تمثيل الناس ومصالحهم، في فترة الانتخابات فقط، ولكن في ما يخص سن القوانين واحترام ارادة الشعب وتطلعاته الى الافضل، فانها غير موجودة في حساباتهم”.

وزاد سلمان بالقول: ان الشعب ينظر الى مجلس النواب على انه يحمل هدفا واحدا: “الكسب والحصول على اموال ومشاريع وفوائد ذاتية، بغض النظر عما يعانيه ويقاسيه المواطن”.

170 قانونا بانتظار التشريع!

وفي السياق، قال الخبير القانوني علي التميمي ان الذي يحدد مسارات وخطى الشعوب هي القوانين، ولا يمكن ان نقول ان هذا المجتمع منظم وذاك غير منظم، بل نقول ان هذا المجتمع لديه قوانين، وذاك غير محكوم بقوانين.

وتابع التميمي حديثه بالقول: ان “هناك عددا كبيرا من التشريعات في العراق، تصل الى 27 الف تشريع مشرع، ولكن الدستور العراقي جاء بمواد نصت على كلمة _ وينظم بقانون _ والكثير من القوانين هي غير منظمة”، مبينا ان هناك ما يزيد على 20 قانونا في الدستور، غير منظم منها النفط والغاز، المادة 140، وقوانين الاسرة والطفولة والمواد الاقتصادية، وهنالك قوانين اخرى تنظم الحياة المجتمعية، مثل قانون العفو العام وتلك المتعلقة بالصحة والتعليم، وهذه كلها لم تشرع حتى الآن”.

وقال الخبير القانوني، إنه “يتم تدوير مسودات تلك القوانين من برلمان الى آخر، وبالتالي فإنها تدفع ضريبة عدم التوافقية، وحتى على مستوى النقاشات التي تجرى في مجلس النواب، نلاحظ انها نقاشات سياسية وليست نقاشات قانونية، وهذه هي احد اسباب عدم تشريع القوانين برأيي مثل دول العالم”.

وذكر التميمي انه في تصريح اخير لاحد النواب يقول: ان  “170 قانونا غير مشرعة في البرلمان، وهذا عدد كبير حقيقة، وفي ذات السياق فإن رقابة مجلس النواب العراقي ليست بالمستوى المطلوب في العراق، بسبب المحاصصة والتوافقية والقوى المتنفذة التي تحمي بعضها البعض لذلك كانت الرقابة ضعيفة”.

 ****************************

في الذكرى العشرين للحرب

ترجمة وإعداد طريق الشعب

الولايات المتحدة وإرث الحرب

نشرت مجلة أوبزرفر للأبحاث، والتي تصدر في الهند، مقالاً للباحث كبير تانيغا حول الأرث الذي تركته حرب العراق قبل عشرين عاماً، أكد في مقدمته على أن التاريخ، يبقى معلماً عظيماً لإدارة الشؤون الدولية، إذا ما كان لديه طلاب راغبون في ذلك.

نتائج غير متوقعة

وبعد أن إستعرض الكاتب الذرائع التي إستخدمتها واشنطن لشن الحرب، كمنع صدام من تطوير أسلحة الدمار الشامل ومواجهة وتصفية الإرهاب وتعزيز مكانة الولايات المتحدة كقطب أوحد، أعرب عن إعتقاده بأن الحرب لم تحقق أي فوائد واضحة لأحد، مهما حاول البعض تجنب الإشارة إلى المستفيدين من نتائج الحرب أو تخفيف قسوة الفشل بالحديث عن بعض النتائج السلبية، وإلقاء اللوم على القصور الإستخباري أو الإداري وليس على جوهر السياسة ذاتها.

رد الاعتبار

وأفاد الكاتب بان الإطاحة بصدام حسين، لم تكن اللحظة المحورية في الحرب، رغم إنها ربما حققت شيئاً من رد الاعتبار لغطرسة العظمة الأمريكية، التي خدشتها بقوة، أحداث 11 سبتمبر. فالمجموعات الإرهابية مثل القاعدة، برزت بشكل أقوى بعد الحرب، فيما اشتد حشد الدعم للحركات “الجهادية” في جميع أنحاء العالم، وصار ما جرى في أفغانستان والعراق، من أكثر الذرائع فعالية لتجنيد المتطرفين، بحيث سرى شعور في الغرب بأن الحرب ضد هذه المجاميع بلا نهاية منظورة.

تأزم داخلي

وخلص الكاتب إلى أن عدم شرعية الحرب وعدم محاسبة الذين اتخذوا قراراها، بالرغم من الإعتراف شبه الصريح بخطأ شنها، يترك بشكل مستمر أثار سلبية على الإدارات الأمريكية المتعاقبة ولا يشجع الكثيرين في العالم على الثقة بالولايات المتحدة ومنهم الهند.

موقف الهند

وذكّر الكاتب بموقف الهند من الحرب في حينها، حيث أسقط البرلمان رغبة رئيس الوزراء آنذاك، أتال بيهاري فاجباي، بالإستجابة لضغوط واشنطن والانضمام إلى التحالف في العراق. واشاد الكاتب بموقف المفكرين الاستراتيجيين الهنود، الذين ظلوا مؤمنين بأن الأمم المتحدة هي المؤسسة العالمية الوحيدة التي لها حق نزع أسلحة الدمار الشامل وتحديد من يهدد السلم والأمن الدوليين.

لكن فاجباي، لم يرضخ لقرار البرلمان لوحده، بل كان هناك في حزبه والحكومة، عدد ممن كان على علاقة ببغداد مثل سوايامسيفاك سانغ، العقل الأيديولوجي لحزب بهاراتيا جاناتا، القومي اليميني، ومثل بي رامان، المسؤول الكبير السابق في مكافحة الإرهاب في وكالة الاستخبارات الخارجية الهندية، وعدد ممن كان “مخلصاً” للعلاقات “التجارية” مع حكومة صدام. وبشكل عام، رأى الكاتب صحة ما تتبناه الهند من وجهات نظر حول التدخلات الغربية، والتي لم تقتصر على حرب العراق، بل شملت حرب ليبيا والنزاع في أوكرانيا.

واختتم الكاتب مقاله بالإشارة إلى أنه ورغم اتفاق الجميع على أن صدام حسين كان ديكتاتوراً وارتكب فظائع ضد شعبه وضد جيران العراق أيضاً، فإن حرب 2003 أدت إلى زيادة المخاوف بين العديد من الدول بشأن التعاون مع أو متابعة عملية صنع القرار الجيوسياسي في الولايات المتحدة، هذه المخاوف التي تأتي من تجربة قرون من الاستعمار، وعدم وجود شراكة حقيقية وعادلة مع القوى العالمية، طيلة التاريخ المعاصر.

 ***********************

الصفحة الرابعة

معماريون يكشفون أسباب انهيار المباني: صفقات الفساد تقف في المقدمة

بغداد ـ تبارك عبد المجيد

تكررت في الآونة الأخيرة أخبار عن انهيار عدد من المباني بشكل مفاجئ، تحديدا في محافظتي بغداد والانبار، الامر الذي يكشف عن ملفات الفساد التي تطال المشاريع وقطاع الاعمار والتأهيل.

ويعمل الفساد كضريبة غير فعالة على الأعمال التجارية، حيث يؤدي إلى زيادة التكاليف وتقليل جودة الأعمال المنفذة لغرض زيادة ربحية الاستثمارات.

وسجلت العاصمة بغداد ومحافظات أخرى خلال الفترة السابقة انهيار عدة مبان، تسببت بمقتل عدد من المواطنين وإصابة آخرين، اخرها مبنى قيد الإنشاء بمدينة الرمادي، مركز محافظة الأنبار، في 3 نيسان الجاري.

وفي محافظة أربيل، سقط 11 عاملا من أعلى بناية قيد الإنشاء، في شارع 120 الرئيس بالمحافظة.

وبحسب وكالات أنباء محلية، فإن السقوط جاء بسبب انهيار جزء من المبنى، وقد تم نقل العمال الى مستشفى قريب.

وفي تشرين الاول الماضي، تعرض مبنى طبي لانهيار كامل في منطقة الكرادة وسط بغداد، ما أدى الى مقتل ثلاثة أشخاص في حين أُنقذ 13 آخرون من تحت الركام.

مماطلة في العمل

ويلفت حسن إيهاب، الذي يعمل مقاولا بمحافظة الانبار، لوجود رشاوى ومساومات عديدة تتم مع المقاولين ما يجعل بعضهم يقبل ويتفاوض لعدة أشهر لمماطلة العمل والحصول على مبالغ مالية أكثر، مشيرا الى ان اغلب حالات الرشى تحدث في قسم الحسابات والتدقيق.

ويردف ايهاب كلامه لـ “طريق الشعب”، بان المخالفين من المقاولين يتعرضون لسحب المقاولة او المنع من دخول المناقصات، لكن بمجرد دفع مبلغ معين يستطيع استعادة المقاولة.

ويبين، ان اغلب الرشاوى تحدث في المشاريع الممولة من قبل المحافظة، وليس المشاريع الحكومية التي تكون على ثلاثة أنواع: مشاريع صندوق الاعمار، ومشاريع المنافذ الحدودية، ومشاريع المحافظة او الموازنة، ويتواجد مهندسون مشرفون على المشاريع الحكومية، لذا نادرا ما يكون هناك تلكؤ فيها.

ويستدرك قائلا: ان اغلب المشاريع السيئة هي عمليات اكساء الشوارع، فيما يعزى سبب ذلك لـ سعر المتر الواحد الذي يصل الى ٣٠-٤٠ كحد أدنى.

غياب المهنية

ويتابع إيهاب كلامه عن موضوع التبليط في الانبار، قائلا: ان “الميزانية تكفي ١٠٠ كيلو تبليط على ٣٠ ألفا للمتر، لكن يتم العمل بـ 200 كيلو بسعر ١٥ ألفا للمتر، مع غياب بقية الخدمات كالمجاري وغيرها”.

ويجد إيهاب ان أسلوب العمل المستخدم أدى الى اعمار كبير وسريع في العديد من مناطق المحافظة، لدرجة أحدث ضجة إعلامية، ولكن بالعودة الى الواقع فهي بعيدة على ان تكون خدمات ذات جودة، لغياب المصداقية والمهنية في العمل.

يشار الى ان اغلب الطرق في محافظة الانبار مشوهة وخاسفة، حيث جرى تبليطها في عامي 2017، 2019، كما يوجد العديد من المشاريع الاستثمارية المتلكئة، مثل مستشفى الباز في منطقة خمسة كيلو، متوقف العمل فيه، منذ أكثر من 3 سنوات، إضافة الى بنايات أخرى كثيرة.

اسبابها

ويتحدث المهندس المعماري، سلوان الاغا عن أبرز الأسباب التي تؤدي الى انهيار المباني في البلد، اذ يعتبر ان الوضع السياسي يشكل عاملا أساسيا يستطيع التأثير على جميع قطاعات البلد، ومنها قطاع الاعمار، وما يلاحقه من رصانة الإنجاز والروتين الطويل، وكفاءة المختبرات التي يتم فحص المواد فيها ومدى استيفائها الشروط الهندسية.

ويبين الاغا لـ “طريق الشعب”، ان “العراق يعتبر بلدا مستهلكا لمواد البناء، إضافة الى ان تصاميم الأبنية فيه تعتبر معقدة وتتطلب العديد من المواد، حيث لا نميل الى الاختصار او اعتماد التصاميم الرشيقة”.

وعن وجود أسباب أخرى تساهم في انهيار المباني، يذكر الاغا ان “عدم الشروع بالأعمال الأولية، وعدم اجراء تحريات التربة ومعرفة ما يلائمها من تصاميم معمارية، هي ابرز الاسباب، اما من جانب التنفيذ فتؤثر المواد المستخدمة ورصانة الشركات المصنعة على العمل بشكل رئيس”، مؤكدا أهمية وجود مختبرات لفحص مواد البناء واللجوء الى استشارة مهندسين ذوي اختصاص.

وينبه الى ان “مخبرات الفحص يجب ان تكون تحت رقابة أجهزة التقييس والسيطرة النوعية، وان يضمن مطابقتها لشروط الدولة.

وفي ختام حديثه، حث الاغا على ضرورة الالتزام بإجراءات السلامة المهنية، لضمان حقوق العامل وسلامة البناء.

يشار الى ان غالبية المباني التي شيدت في السنوات الأخيرة، غير مطابقة للمواصفات النوعية والهندسية، وبعضها ويجري بناؤها من قبل الأهالي، من دون أن تكون هناك عمليات كشف عليها من قبل الجهات المسؤولة.

وعلى الرغم من كثرة حوادث انهيار المباني وفتح تحقيقات بهذا الشأن، الا انها لم تفض إلى محاسبة أي جهات مقصرة ولم تعلن الحكومة عن إحالة المسؤولين عن تلك المباني إلى القضاء.

 ***********************

في غوتنبرغ – السويد.. الشيوعيون العراقيون يحتفلون في العيد الـ 89

غوتنبرغ – طريق الشعب

أقامت منظمتا الحزب الشيوعي العراقي والحزب الشيوعي الكردستاني في غوتنبرغ – السويد، حفلا خطابياً - فنياً في مناسبة الذكرى 89 لتأسيس الحزب الشيوعي العراقي.  سكرتير منظمة الحزب الشيوعي العراقي في غرب السويد، الرفيق حمزة عبد، استهل الحفل بكلمة في المناسبة. أعقبه الرفيق بختيار أحمد بكلمة باسم منظمة الحزب الشيوعي الكردستاني، ليلقي بعده الشاعر غالب محسن قصيدة في المناسبة.  وخلال الحفل تمت قراءة كلمة باسم حزب تودة الإيراني، عبرت عن التضامن مع الشيوعيين العراقيين في عيدهم.  ووصلت الحفل برقيات تهنئة من الأحزاب الكردستانية والحركة الديمقراطية والعديد من منظمات المجتمع المدني.  وشهد الحفل وصلات غنائية قدمها الفنان نوفل.

 *******************************

في ستوكهولم.. حفل خطابي مهيب في ذكرى ميلاد الشيوعي العراقي

ستوكهولم – طريق الشعب

أقام الشيوعيون العراقيون وعائلاتهم وأصدقائهم في ستوكهولم – السويد، حفلا خطابيا مهيبا في مناسبة الذكرى الـ 89 لتأسيس الحزب.

حضرت الحفل الذي أقيم على قاعة “شيستا ترف” في ستوكهولم، عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الكردستاني الرفيقة نرمين نجم الدين مامو، وممثلو أحزاب سياسية عراقية وكردستانية وشقيقة، إلى جانب ممثلين عن السفارة العراقية ومنظمات مدنية.

الرفيقة دلناز عبد الواحد أدارت الحفل واستهلته داعية الحاضرين إلى الاستماع للنشيد الوطني، ومشاهدة مشهد مسرحي عنوانه “من تاريخ الحزب الشيوعي العراقي”، قدمته “فرقة مسرح الصداقة” في ستوكهولم.

ثم دعت الجميع إلى الوقوف دقيقة صمت إكراما لشهداء الحزب والوطن. 

بعد ذلك، ألقى الرفيق جاسم هداد كلمة منظمة الحزب الشيوعي العراقي في السويد، وقال فيها: “تسع وثمانون شمعة نوقدها اليوم، ونؤشر بها الشوط المديد لمسيرة حزبنا الشيوعي العراقي.. المسيرةِ الوضاءة المعطاء، بمحطات سفر شعبنا النضالي من أجل التحرر والخلاص من الاستعمار والاستبداد والفقر والتخلف”.

وأضاف قائلا: “تسع وثمانون عاماً مضت، قدم فيها الشيوعيون العراقيون جليل التضحيات والمآثر، دفاعاً عن حق الإنسان في العيش الكريم، في كنف وطن حر ديمقراطي كامل السيادة؛ وطن متحضر مزدهر تتمتع بناته وأبناؤه بخيراته الوفيرة”.

وكانت لتنسيقية التيار الديمقراطي في ستوكهولم، كلمة ألقتها د. نوال الطائي، وقالت فيها أن “الحزب، ومنذ تأسيسه، سعى ويسعى من أجل بناء عراق ديمقراطي كامل السيادة تصان فيه حريات وحقوق وكرامة الانسان من خلال تطبيقه العدالة الاجتماعية. وكانت قوافل الشهداء التي قدمها الحزب خلال مسيرته النضالية الطويلة خير دليل على التزامه بقضايا الوطن”.

وتوالت بعدها كلمات تحيي الذكرى وتهنئ الشيوعيين بعيدهم، وهي: كلمة حزب اليسار السويدي قرأتها الرفيقة مارتا كوريي، وكلمة الحزب الشيوعي السويدي قدمتها الرفيقة بربارا، فضلا عن كلمة هيئة الأحزاب الشيوعية واليسارية العربية في السويد، التي ألقاها الرفيق طلال الإمام من الحزب الشيوعي السوري الموحد في السويد، وقال فيها أنه “من الصعب الحديث عن حزبكم المجيد ونضالاته ببضعة سطور، إذ لدى حزبكم مسيرة طويلة من النضال والتضحيات، فقد خاض منذ التأسيس نضالا عنيدا ومشرفا من أجل الاستقلال والحرية والاشتراكية والعدالة الاجتماعية، وضد الدكتاتورية”.

وفي سياق الحفل، جرى تكريم عدد من الرفيقات والرفاق والصديقات والأصدقاء الذين لم يبخلوا في عطائهم لمساعدة الحزب والمساهمة في نشاطاته.

وفي مناسبة الذكرى الـ60 لتأسيس أول قاعدة للأنصار الشيوعيين في كردستان، كرمت رابطة أنصار الديمقراطية العراقية في ستوكهولم وشمال السويد، بالتنسيق والتعاون مع اللجنة التنفيذية لرابطة الأنصار الشيوعيين في أربيل، كوكبة من مناضلي الحركة الأنصارية.

وكان للشعر حضوره في الحفل. إذ ألقى الرفيق سامي سلطان مختارات من قصائده الشعبية التي يتغنى فيها بحب الحزب والوطن والشعب. فيما قدم الفنان تحسين البصري باقة من أغنيات الحزب.

وتلقى الحفل برقيات تهنئة في المناسبة، أرسلها عدد من الأحزاب السياسية والمنظمات المدنية والاتحادات والروابط الثقافية.

 ***********************

في جنوب السويد.. فعاليات عدة في العيد الـ89

لوند - صلاح الصكر

أحيت منظمة الحزب الشيوعي العراقي في جنوب السويد الذكرى 89 لميلاد الحزب بفعاليات عدة، ابتدأتها برعاية معرض تشكيلي للفنان كاظم الداخل، أقيم ليلة 31 آذار الفائت على “كاليري انانا” في مقر الجمعية الثقافية العراقية.

وقد افتتح المعرض عميد الشيوعيين العراقيين في جنوب السويد، الرفيق صادق الجواهري، بحضور جمع كبير من أبناء الجالية العراقية والسويديين.

وفي ليلة الأول من نيسان، أقامت المنظمة حفلا فنيا – خطابيا على إحدى القاعات في مدينة لوند.

وافتتح الحفل باستماع الحاضرين من شيوعيين وأصدقائهم، إلى نشيد الحزب، ومشاهدتهم في الوقت ذاته فتيات وفتية يدخلون إلى القاعة بشكل منظم، حاملين بأيديهم الشموع والحلوى والعلم العراقي وراية الحزب.

بعد ذلك رحبت مديرة الحفل رغداء خليل بالحاضرين، ثم دعتهم إلى الوقوف دقيقة صمت إجلالا لشهداء الحزب والحركة الوطنية وانتفاضة تشرين. 

كلمة المنظمة ألقاها الرفيق لؤي الزبيدي، وأشار فيها إلى ما يعانيه العراق من “تخبط في سياسة القوى المهيمنة على السلطة جراء طبيعتها الطبقية، إلى جانب الفساد الذي ينخر البلاد، وضعف الإنتاج الوطني والخاص وانفلات سلاح المليشيات”، مؤكدا سعي الحزب الشيوعي العراقي إلى إحلال البديل الديمقراطي محل نظام المحاصصة والفساد، عبر النضال البرلماني والجماهيري وتوحيد القوى الوطنية ومنظمات المجتمع المدني.

وتابع الرفيق الزبيدي قائلا أن “الشيوعيين العراقيين، في ذكرى ميلاد حزبهم المجيد، يعاهدون أبناء شعبهم على مواصلة الكفاح ورفع الصوت عاليا مهما كانت الظروف صعبة ومهما كلفهم النضال من تضحيات، من أجل إنهاء نظام المحاصصة وبناء نظام جديد يقوم على أساس المواطنة واحترام حقوق الانسان”.

بعدها قدمت “فرقة ينابيع” الغنائية أغنيات سياسية، أعقبها الشاعر ماجد العيسى بقصائد تتغنى ببطولات الحزب وتضحياته.

وكانت لرابطة المرأة العراقية في جنوب السويد، كلمة ألقتها ساجدة محسن، وحيّت فيها ذكرى ميلاد الحزب.

وكرّمت المنظمة خلال الحفل رفاقا وأصدقاء روّاد، من الذين دعموا نضال الحزب ومسيرته، إلى جانب عدد من العاملين في منظمات المجتمع المدني ومن الرفاق في حزب اليسار السويدي المتضامن مع قضايا الحزب والمساهم في مساعدته، فضلا عن الفرق الفنية والتجمعات المهنية الداعمة للحزب. وقد كان التكريم عبارة عن ميداليات وشهادات تقدير.

ثم عادت “فرقة ينابيع” فقدمت أغنيات تراثية بغدادية. كما عزف الفنان طلال نعوم مقطوعات موسيقية على الكمان، ليعتلي بعدها الفنان آشور المهنا المسرح مع فرقته الموسيقية، ويؤدي أغنيات طربية.

 ********************************

شيوعيو الهندية يحتفلون بعيد حزبهم

الهندية - غانم الجاسور

أقامت خلية الشهيد صباح رشيد حسين، إحدى خلايا منظمة الحزب الشيوعي العراقي في الهندية، احتفالا في مناسبة الذكرى الـ 89 لميلاد الحزب.

حضر الاحتفال الذي أقيم على متنزه “حي الحسين”، سكرتير المنظمة الرفيق هادي الكفري، وجمع من الشيوعيين وعائلاتهم.

الرفيق رحيم كاظم أدار الاحتفال وافتتحه داعيا الحاضرين إلى الوقوف دقيقة صمت في ذكرى شهداء الحزب والحركة الوطنية وانتفاضة تشرين، مع قراءة النشيد الوطني.

 بعدها جرى عرض فيلم سينمائي عن سيرة كارل ماركس، تفاعل معه الحاضرون، وتلقوا شرحا لبعض أحداثه من قبل الرفيق رحيم.

وخلال الاحتفال جرى استذكار الشهيد الخالد فهد ومواقفه الباسلة، مع تقديم نبذة عن مسيرة الحزب النضالية، والتضحيات الجسام التي جاد بها الشيوعيون في سبيل وطنهم وشعبهم ومبادئ حزبهم.

 وفي ختام الاحتفال هتف الجميع بـ: “سنمضي.. سنمضي إلى ما نريد.. وطن حر وشعب سعيد”.

 ************************

الصفحة الخامسة

ما هو موقف وزارة الصحة؟!.. العراقيون ينفقون أموالاً طائلة على العلاج في الخارج

متابعة – طريق الشعب

وفقا للجنة الصحة البرلمانية، فإن أعدادا كبيرة من العراقيين، من الذين يعانون مشكلات صحية وإصابات معقدة ونادرة، تنفق ما بين 750 مليون ومليار دولار سنوياً للسفر إلى الخارج من أجل العلاج، لافتة إلى أن التكاليف تفوق أحياناً القدرات المالية لكثيرين لا تتوفر لديهم خيارات للتعامل مع مشكلات انعدام الإمكانات الطبية في الداخل.

وترى اللجنة أن الأطباء العراقيين لا تنقصهم الكفاءة، لكن المشكلة تتمثل في عدم توفر أجهزة متطورة تدعم إنجاز عملهم، مبينة في حديث صحفي أنها تعمل بالتنسيق مع قسم الإخلاء والاستقدام في وزارة الصحة، على جلب فرق طبية عالية الكفاءة لتقديم العلاج داخل العراق، وتقليل تكاليفه، وبالتالي تراجع حاجة المواطنين للسفر.

هل فقدت الثقة بالطبيب العراقي!؟

سعد حبيب (42 سنة)، يعمل منذ عام 2012 سائق سيارة أجرة تنقل المسافرين من بغداد إلى أربيل وبالعكس. أصيب قبل عام ونصف العام في حادث مروري، وأبلغه أطباء بأنه يحتاج إلى عناية طبية لا تتوفر في العراق، ما يحتم عليه السفر إلى الخارج.

يقول حبيب في حديث صحفي: “اضطررت إلى ترك العمل بعد أن أصبت بكسر في الحوض، وتضرّر عمودي الفقري. وعلمت من أطباء أنه لا يمكن إجراء جراحات معقدة لي في العراق. علماً أنني لا أثق أيضاً بالأطباء في البلاد لأن أقرباء لي ساءت أوضاعهم بعد أن أجروا عمليات جراحية هنا”!

ويضيف قائلا: “أجريت فحوصات كلفتني نحو 1800 دولار، ونصحني طبيب بالذهاب إلى الهند أو تركيا لأن وضعي معقّد واقترب من الإصابة بشلل تام، ما يتطلب خضوعي لفحوصات باستخدام أجهزة متطورة لا تتوفر في العراق، تمهيداً لإجراء جراحتين أو ربما ثلاث جراحات في الحوض والعمود الفقري. كما أنني أحتاج إلى رعاية طبية مستمرة لفترة لا تقل عن 3 شهور”، موضحا أنه “تواصلت مع مستشفى في الهند، ودفعت 32 ألف دولار تكاليف للسفر وإجراء العمليتين، بعد أن بعت مقتنيات زوجتي، وسيارتي - مصدر رزقي الوحيد”.

شركات سفر معنية بالخدمات الطبية

كثيرا ما تنشر شركات سفر موجودة في العراق، إعلانات على مواقع التواصل الاجتماعي، لإقناع المرضى بالعلاج في الخارج.

ويوضح عدي الأسدي، الذي يملك شركة للسياحة والسفر في بغداد، أن شركته، وبالتنسيق مع مستشفيات في الخارج، ترسل ما بين 20 إلى 30 مواطنا شهرياً للعلاج، مبينا في حديث صحفي أنه “ننشر على صفحتنا في فيسبوك بيانات بالخدمات الطبية المتوفرة والمستشفيات التي تقدمها، ونتلقى مراسلات لتحديد أنواع الخدمات المطلوبة بالاتفاق مع المريض، ثم لإجراء مقابلات أونلاين مع الأطباء المعنيين أو ممثلين عنهم لفهم الحالات المرضية وتحديد تكاليف علاجها”.

ويتابع قوله: “نحن نبلغ المرضى بإجمالي التكاليف التي تتضمن أيضاً تأشيرات السفر وتذاكر الطيران. وأن التكاليف تبدأ من 7 آلاف دولار، ويرتفع المبلغ كلما كانت العمليات أكثر تعقيداً، وهي تتنوع بين جراحة القلب والعمود الفقري والرقبة والحوض والركبة والمسالك البولية”.

أكثر الحالات سببها حوادث سير

من جانبه، يقول الطبيب الهندي المتخصص في جراحة العظام والمفاصل، راجيف فيرما، أنه أجرى مع فريقه الطبي أكثر من ألف عملية لعراقيين منذ عام 2018، مشيرا في حديث صحفي إلى أن كلفة العمليات تبدأ من 3 آلاف دولار، وصولاً إلى 25 ألف دولار.

ويضيف قائلا أن “ما لفت نظري، هو أن غالبية العمليات التي أجريناها، كانت لأشخاص مصابين بحوادث سير، ولديهم أضرار بالعمود الفقري أو الساقين. وهذه الحالات يتم علاجها بتقنيات متطورة لا تتوفر في العراق”.

ويلفت فيرما إلى أنه وفريقه قاموا بتدريب أطباء عراقيين أرسلتهم وزارة الصحة إلى الهند في إطار برنامج للتعاون المشترك “ما يتيح لهؤلاء الأطباء استخدام تقنياتنا نفسها، قريبا” – على حد قوله.

خطط لرفع كفاءة أطباء العراق

تقر وزارة الصحة بوجود حالات طبية تتطلب السفر إلى الخارج، لكنها تؤكد أنها تنفذ حالياً برامج وخططاً لرفع كفاءة الكوادر الطبية المحلية، كما تستقدم أطباء من الخارج لإجراء عمليات معقدة في الداخل.

وبحسب المتحدث باسم الوزارة، سيف البدر، فإن “غالبية الإجراءات الطبية المطلوبة تتوفر في داخل البلد، في حين يحتاج عدد قليل من التدخلات الطبية الخاصة بالحالات الحرجة والنادرة إلى إرسال المرضى إلى الخارج، أو استقدام فرق أجنبية لعلاجهم، وللمرضى حرية الاختيار”، مبينا أن “الوزارة تخطط لتعزيز استقدام أطباء من الخارج، والتخلي عن إرسال المرضى تدريجياً من أجل تسهيل العلاج وتقليل تكاليفه، وصولاً إلى توفير كوادر عراقية خلال سنوات قليلة”.

ويضيف البدر في حديث صحفي أن “قانون الضمان الصحي الذي تعتزم الوزارة تعميمه وتطبيق ضوابطه، سيساهم في تطوير واقع الخدمات الصحية، وتقليل إرسال المرضى إلى الخارج، فضلاً عن توفير المستلزمات الطبية، وتقليل التكاليف بشكل كبير، ما يشّجع المرضى على تلقي العلاج في الداخل”.

يمتلكون الكفاءة وينقصهم المال!

إلى ذلك، يقول الطبيب مصطفى جار الله، أن “الكثيرين من الأطباء العراقيين الاختصاصيين في الجراحات، يصرفون من أموالهم الخاصة للحصول على تأشيرات سفر إلى الدول المتقدمة من أجل الاطلاع على أحدث طرق العلاج، وتطوير إمكاناتهم، وأيضاً لجلب التقنيات المتطورة بالاتفاق مع مستثمرين، ووضعها في مجمعات طبية تابعة للقطاع الخاص”، منوها إلى أن “الأطباء العراقيين يمتلكون كفاءة عالية، لكن تنقصهم الإمكانات المالية لتطوير الأداء”.

ويشير جار الله في حديث صحفي إلى أن “الدولة تساعد بعض الأطباء على السفر، لكن الأمر يحتاج إلى خطة عمل تشمل جميع الخريجين، خاصة الأوائل، والجراحين المتميزين، وألا تقتصر الخطة على أسماء معينة تعمل في مؤسسات صحية مُحددة، أو تمتلك علاقات تسمح بسفرها بشكل متكرر”.

 ******************

اكول.. الغلاء يحرم أطفالنا  من فرحة العيد!

حميد المسعودي

يعيش المواطن العراقي الفقير وذو الدخل المحدود، هذه الأيام، وضعا غاية في الصعوبة والتعقيد. فهو عاجز عن توفير أبسط مستلزمات عيد الفطر لعائلته، ولا يقوى على تحقيق أحلام أطفاله بملابس جديدة ترسم البسمة على محياهم، وهو ما جرت عليه العادة في الأعياد. 

كل شيء غالٍ.. أسعار المواد الغذائية في ارتفاع واضح منذ بداية شهر رمضان، وحتما سترتفع أسعار الملابس والأحذية قبل العيد تماشيا مع الغلاء العام.

وللتخفيف من وطأة هذا العجز، لا بد للحكومة من ان تأخذ دورها في مساعدة الناس بدل الوقوف موقف المتفرج، الذي اعتادت عليه الحكومات السابقة. فماذا لو بادرت إلى تقديم “عيدية” معقولة للموظفين من ذوي الرواتب القليلة، والمشمولين بالرعاية الاجتماعية!؟

ولا بد أيضا أن يكون للحكومة موقف حازم في متابعة الأسعار ووضع حد لهذا الغلاء الفاحش الذي حرم الفقراء وذوي الدخل المحدود خلال رمضان، من أطباق طعام رمضانية عديدة، والذي من البديهي سيحرم أطفالهم من ملابس العيد!

على الحكومة متابعة أوضاع المواطنين وظروفهم المعيشية، ومساعدتهم في تلبية حاجاتهم البسيطة، بما يساهم في التخفيف من أعباء الحياة القاسية التي أرهقت الفقراء وزادت من أعدادهم!

 ******************

ميسانيون: غلاء الأسعار قلّص أطباقنا الرمضانية

العمارة – وكالات

شكا عدد من الفقراء وذوي الدخل المحدود في ميسان، من ارتفاع أسعار المواد الغذائية خلال شهر رمضان “بشكل مبالغ فيه”، مؤكدين أن “الغلاء اضطرنا إلى تقليص بعض أطباقنا الرمضانية الأساسية”.  وأشاروا في حديث صحفي، إلى أن أسعار لحم البقر والدجاج والأسماك وبعض الخضراوات، شهدت ارتفاعا ملحوظا منذ ما قبل رمضان، استمر حتى خلال الشهر، مبينين أن “سعر الكيلوغرام من لحم البقر ارتفع من 12 إلى 15 ألف دينار، فيما ارتفع سعر الكيلوغرام من الدجاج الحي إلى 8 آلاف دينار، بعد أن كان يباع قبل رمضان بـ 5 آلاف”.

وتابع المواطنون أن “سعر الكيلوغرام من السمك، ارتفع من 5 إلى 7 آلاف دينار، وبعض الأصناف من الأسماك وصل سعرها إلى 14 ألف دينار للكيلوغرام الواحد”، داعين الجهات الرقابية إلى متابعة الأسواق والسيطرة على الأسعار ومحاسبة المخالفين.

 ********************

نقص في كوادر مركز السماوة التمويني

السماوة – وكالات

دعا مواطنون في مدينة السماوة، إلى توفير كادر وظيفي متكامل في المركز التمويني بالمدينة، مبينين في حديث صحفي، أن هناك نقصا في أعداد الموظفين، ما يتسبب في تأخر إنجاز معاملات المراجعين.  وأشار المواطنون إلى مشكلة أخرى تعانيها هذه المؤسسة الحكومية، وهي عدم وجود أماكن مخصصة لانتظار المراجعين، موضحين أن المبنى يفتقر لوجود قاعات أو حتى مسقفات تحمي المراجع من أشعة الشمس أو المطر.

 **********************

مواساة

  • تعزي اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في الرصافة الأولى الرفيق جبار الفتلي بوفاة شقيقه أحمد عبيد.

للفقيد الذكر الطيب ولعائلته وذويه خالص العزاء.

كما تعزي اللجنة المحلية الرفيق ودود داود (أبو ذكرى) بوفاة شقيقه.

الذكر الطيب للفقيد والصبر والسلوان لعائلته وأهله وللرفيق أبو ذكرى.

 *******************

العشوائيات تزداد بشكل لافت في ديالى

بعقوبة – وكالات

كشف قائم مقام قضاء بعقوبة عبد الله الحيالي، عن ازدياد المنازل العشوائية في القضاء بما نسبته 5 في المائة سنويا.

وقال في حديث صحفي أن «العشوائيات برزت بشكل لافت منذ 15 سنة لاسباب عدة، ابرزها الاضطرابات الامنية وحركة النزوح المتكررة بسبب هجمات المتطرفين، ناهيك عن ازمات الفقر والجفاف والنزاعات العشائرية التي كانت تغذي حركة السكان من مختلف المناطق صوب بعقوبة».

 ولفت الحيالي إلى أنه «وفق التوثيق الرسمي، فإن هناك اكثر من 3 آلاف منزل عشوائي تنتشر في 9 مناطق محددة من بعقوبة، خاصة في الأجزاء الغربي والشرقي والجنوبي» منوها إلى أن «هذه العشوائيات تزداد من 3 إلى 5 في المائة سنويا في بعقوبة، ما تتحول الى مناطق كبيرة جدا».

وأشار إلى أن «العشوائيات لا يمكن تزويدها بالخدمات البلدية، كونها تقع على أراض متجاوز عليها».

 **********************

الصفحة السادسة

تصعيد إسرائيلي مسلح في لبنان وقطاع غزة

متابعة - طريق الشعب

شنّ الجيش الإسرائيلي غارات جوية استهداف 13 موقعًا في كل من غزة ولبنان فجر الجمعة الماضية.

ووفقًا لموقع “الجزيرة نت” فقد تحدث الجيش الإسرائيلي عن قصف 10 أهداف في قطاع غزة، و3 أهداف مفترضة في لبنان.

وأضاف أنه استخدم 50 طنا من المتفجرات لضرب الأهداف العشرة في غزة، والتي قال إنها ليست كلها لحركة حماس. وبعد الإعلان عن ذلك، تصاعدت الاحداث بشكل كبير لتتحول الى مواجهات واعتقالات وتوتر أمني شديد استمر لغاية وقت متأخر من يوم أمس.

انتهاكات إسرائيلية جديدة

واتهمت إسرائيل حركة حماس بالوقوف وراء القصف الصاروخي الذي تعرضت له من جنوب لبنان يوم الخميس الماضي باتجاه مستوطنات إسرائيلية بالجليل الغربي وذلك عقب اقتحامات الشرطة الإسرائيلية لباحات المسجد الأقصى.

وقال الجيش الإسرائيلي إن حماس تتحمل مسؤولية ما يحدث، وأنها ستدفع ثمن الانتهاكات الأمنية ضد إسرائيل، ولن يسمح لها بأن تعمل انطلاقا من لبنان.

وبعد ساعات من التصعيد، دعا الجيش الإسرائيلي سكان مستوطنات غلاف غزة للعودة إلى حياتهم الطبيعية، فيما توقع فيه مسؤول أمني إسرائيلي أن يعلن الجيش في وقت لاحق من اليوم عودة الهدوء إذا لم تحدث هجمات جديدة من غزة ولبنان.

رد فلسطيني

وردًا على الغارات الإسرائيلية التي استهدفت مناطق عدة بقطاع غزة أطلقت الفصائل الفلسطينية عشرات الصواريخ على مستوطنات غلاف غزة، من بينها دفعة جديدة تم إطلاقها أمس الأول باتجاه إسرائيل، ولم تنجح القبة الحديدية في اعتراض هذه الصواريخ بشكل كامل.

وقال الجيش الإسرائيلي، إن القبة الحديدية اعترضت 29 صاروخًا من جملة 44 صاروخًا أطلقت من غزة.

وكانت إسرائيل قد دعت مستوطنيها بغلاف غزة للبقاء قرب الملاجئ، وقررت تحويل الطيران المدني في مطار بن غوريون الدولي إلى مسارات أخرى تحسبًا لرد صاروخي أبعد مدى من قبل المقاومة الفلسطينية.

وحذرت حركة حماس مما ستؤول إليه الأمور في المنطقة جراء الاعتداءات الإسرائيلية، محملة إسرائيل كامل المسؤولية عن التصعيد، ودعت الحركة في بيان لها القوى والفصائل الفلسطينية إلى التحرك الموحد في معركة مفتوحة.

حزب الشعب يستنكر العدوان

من جانبها، استنكرت قيادة حزب الشعب الفلسطيني في لبنان، العدوان الصهيوني على لبنان الشقيق، باستهداف محيط مدينة صور، محملة العدو الصهيوني وحده مسؤولية التصعيد العسكري والامني وتوسيع رقعته إلى خارج الاراضي الفلسطينية المحتلة. وأكد حزب الشعب الفلسطيني في بيان له “بأن محاولة العدو الصهيوني نقل التصعيد العسكري والامني إلى خارج الاراضي الفلسطينية المحتلة ليطال لبنان وسوريا، سببه فشله الكبير في كسر أرادة الصمود والمواجهة والمقاومة لدى شعبنا الفلسطيني”. وأضاف “أنها محاولة فاشلة للهروب إلى الأمام من المأزق السياسي للاحتلال الذي وقع فيه بسبب وصول الاحزاب الصهيونية اليمينية المتطرفة والعنصرية والفاشية إلى سدة الحكم، وانعكاس ذلك على مجمل كيانه الغاصب”.

وردًا على القصف الإسرائيلي للبنان، قالت وزارة الخارجية اللبنانية إنها ستقدم شكوى إلى مجلس الأمن الدولي احتجاجًا على الاعتداء الإسرائيلي الذي استهدف جنوبي البلاد.

وأضافت أن الاعتداء الإسرائيلي يهدد الاستقرار وينتهك سيادة لبنان.

تعزيز أمني جديد

وعززت قوات الاحتلال الإسرائيلي إجراءاتها الأمنية، أمس السبت، في أعقاب عمليتين بالأغوار وتل أبيب، في حين أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية إصابة شابين برصاص الاحتلال قرب بلدة برقين جنوب غربي مدينة جنين بالضفة الغربية. ويأتي هذا بينما بدأت الشرطة الإسرائيلية ظهرا عمليات تفتيش عن سيارة تشتبه في أن سائقها حاول تنفيذ عملية دهس في شارع يافا بالقدس الغربية.

كما شددت قوات الاحتلال من إجراءاتها العسكرية في حاجزي تياسير والحمرا، وأوقفت مركبات المواطنين المتجهة إلى الأغوار، وفتشتها ودققت في بطاقاتهم الشخصية، مما خلف أزمة مرورية خانقة على الحاجزين.

وتسود اسرائيل حاليا حالة من الاستنفار بعد عملية الدهس التي وقعت الليلة الماضية في تل أبيب والتي قالت أجهزة الأمن الإسرائيلية إن منفذها هو يوسف أبو جابر (45 عاما) من بلدة كفر قاسم داخل الخط الأخضر.

وقال رئيس حكومة كيبيك فرنسوا ليغو في مؤتمر صحافي إن الهدف هو إعادة الكهرباء بنسبة 95 في المائة حتى مساء امس السبت. ودعا سكان المنطقة إلى “التحلي بالصبر والتزام الحذر”، مشددا على ضرورة التعاون بينهم.

من جهته، أكد ريجيس تيلير المتحدث باسم شركة الكهرباء أن “بالنسبة لبعض العملاء سوف يستمر (انقطاع التيار) حتى الأحد وربما الإثنين”.

كما أعلن ليغو مصرع رجل في منزله الواقع على بعد حوالي خمسين كيلومترًا شمال غرب مونتريال. وقالت الشرطة في وقت لاحق إن الرجل توفي بعد تسممه بأول أكسيد الكربون أثناء استخدام مولد كهربائي في مرآب منزله.

وبذلك يرتفع عدد ضحايا هذه العاصفة إلى ثلاثة قتلى بعد مصرع رجلين بسقوط أشجار في شرق أونتاريو وفي كيبيك.

وسجلت السلطات الصحية في مونتريال أيضا حوالي ستين تقريرًا عن تسمم بأول أكسيد الكربون مع استخدام العائلات أجهزة الشواء مثلا داخل منازلهم للتدفئة.

 *************************

الحركة التقدمية الكويتية ترفض دعوات «الانقلاب على الدستور»

الكويت ـ طريق الشعب

أصدرت الحركة التقدمية الكويتية بياناً علقت فيه على الأحداث الأخيرة في الساحة السياسية جاء فيه “في ظل أزمة سياسية مستحكمة تعاني منها البلاد، تتطلب معالجات حكيمة ومسؤولة وملتزمة بأحكام الدستور، فقد انتشرت دعوات وتواترت إشاعات عن محاولة تكرار تجربة الانقلاب على الدستور، التي سبق أن رفضها الشعب الكويتي في النصف الثاني من السبعينات والنصف الثاني من الثمانينات”.

وأكمل البيان “إزاء هذه الدعوات الخطرة، فإنّ الحركة التقدمية الكويتية تهيب بالشعب الكويتي إلى التحلي باليقظة وإلى توحيد صفوفه لقطع الطريق على مثل هذه التوجهات الخطرة والضارة، وإلزام السلطة بالإسراع في معالجة الأزمة المحتدمة ضمن إطار الالتزام بالدستور والمبادئ الديمقراطية، بدءاً من طيّ صفحة مجلس ٢٠٢٠ المرفوض شعبياً إلى غير رجعة فور تشكيل الحكومة، وعدم شرعنة وضعه الشاذ”.

*********************************

واشنطن ترسل غواصة نووية إلى الشرق الأوسط

لندن ـ وكالات

أعلنت بريطانيا منتصف الأسبوع الماضي استئجار بارجة تتسع لإيواء نحو 500 طالب لجوء على الساحل الجنوبي لإنكلترا، في خطوة تهدف إلى خفض تكاليف استقبال المهاجرين الوافدين إليها من شمال فرنسا عبر بحر المانش.

ستؤوي البارجة “Bibby Stockholm” الوافدين الجدد أثناء دراسة طلبات لجوءهم في بريطانيا.

بحسب المعلومات الأولية المنشورة على الموقع الرسمي للحكومة البريطانية، ستكون العبّارة الكبيرة راسية في ميناء بورتلاند جنوب البلاد، ومن المتوقع أن تؤوي طالبي لجوء ذكور وعازبين في الأشهر المقبلة.

ولاقت خطة الحكومة معارضة المنظمات الإنسانية، معتبرة أن تلك الأماكن “غير ملائمة بتاتا”، فيما وصفت وزيرة الداخلية في حكومة الظلّ إيفيت كوبر طرح لندن بأنه “اعتراف بالهزيمة”.

واستنكرت171 منظمة غير حكومية خطة الحكومة إيواء طالبي اللجوء في قواعد عسكرية وعبّارات، وقالت في رسالة وجهتها للحكومة إن المواقع “غير مناسبة على الإطلاق”، وإن الحكومة تخاطر بخلق “كارثة إنسانية يمكن تجنّبها تماما”، إذا مضت قدما في خططها.

*******************************

عاصفة ثلجية تضرب كندا والحصيلة 3 قتلى

مونتريال  ـ وكالات

بعد يومين على مرور عاصفة جليدية أدت إلى مصرع ثلاثة أشخاص وسببت أضرارا مادية جسيمة في شرق كندا، ما زالت آلاف العائلات محرومة من الكهرباء في مقاطعة كيبيك وخصوصا في مدينة مونتريال.

تسببت العاصفة بأسوأ انقطاع للتيار الكهربائي في كيبيك منذ 25 عاما. وكان نحو 400 ألف منزل غارقة في الظلام مساء الجمعة، مقابل 1,1 مليون في ذروة الطقس السيئ. ونجحت شركة الكهرباء العامة “هيدرو كيبيك” في حل المشكلة بنسبة 50 بالصمئة تقريبا.

 **********************

خطة «عنصرية».. بارجة كبيرة لإيواء 500 طالب لجوء في بريطانيا

واشنطن ـ وكالات

توجهت غواصة نووية أمريكية ذات قدرات صاروخية كبيرة إلى الشرق الأوسط دعماً للأسطول الخامس الأمريكي الذي يتخذ من البحرين مقراً له وسط زيادة التوترات مع إيران. الغواصة قادرة على حمل ما يصل إلى 154 صاروخ كروز من طراز توماهوك.

وقالت البحرية الأمريكية امس السبت إن غواصة تعمل بالطاقة النووية ومزودة بصواريخ موجهة تعمل في الشرق الأوسط دعماً للأسطول الخامس الأمريكي الذي يتخذ من البحرين مقراً له وسط زيادة التوترات مع إيران.

وذكر تيموثي هوكينز المتحدث باسم البحرية في بيان، أن الغواصة “يو إس إس فلوريدا” دخلت المنطقة يوم الخميس وبدأت في عبور قناة السويس.

وقالت قيادة القوات المركزية في بيان لها، إن الغواصة “قادرة على حمل ما يصل إلى 154 صاروخ كروز من طراز توماهوك وأُرسلت إلى الأسطول الخامس الأمريكي للمساعدة على نشر الأمن والاستقرار البحريين في المنطقة”. ورفض متحدث باسم البحرية الأمريكية في البحرين تقديم المزيد من التفاصيل بشأن المهمة أو تحديد ما إذا كانت الغواصة متجهة إلى الخليج، حيث أن سيتعارض مع بروتوكولات الأمن التشغيلية.

 ****************************

من اجل انهاء الحرب.. وفد سعودي عماني يزور صنعاء

صنعاء ـ وكالات

وصل وفد عماني، امس السبت، إلى العاصمة اليمنية صنعاء، للقاء قيادة جماعة الحوثي، ضمن مساعي إحياء جهود السلام في اليمن والتوصل إلى اتفاق لوقف دائم لإطلاق النار.

وقالت وسائل إعلام حوثية، إن وفدا عمانيا، وصل إلى العاصمة صنعاء، رفقة وفد الجماعة المفاوض المُقيم في مسقط، دون مزيد من التفاصيل.

وقال مصدران مشاركان في المحادثات لوكالة رويترز، اول من أمس، إن وفدا سعوديا عمانيا يعتزم السفر إلى العاصمة اليمنية صنعاء، الأسبوع الجاري، للتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار دائم مع مسؤولي جماعة الحوثي وإنهاء الصراع المستمر منذ ثماني سنوات في البلاد.

وقال المصدران، إنه إذا تم التوصل إلى اتفاق، فقد تعلن الأطراف المتحاربة في اليمن عن اتفاق قبل عطلة عيد الفطر التي تبدأ في 20 نيسان.

 *************************

في تطور خطير.. ماكرون يريد التحالف مع اليمين المتطرف لمواجهة اليسار

رشيد غويلب

أدخل مشروع إصلاح نظام التقاعد فرنسا في أزمة اجتماعية وسياسية عميقة. بعد ان مررت الحكومة قانون رفع سن التقاعد من 62 إلى 64 بمرسوم، متجاوزة البرلمان، على الرغم من أن أكثر من ثلثي الفرنسيين و93 في المائة من العاملين في البلاد يرفضون “الإصلاح”.

ونظرًا لاستمرار واتساع المقاومة، ومشاركة الملايين فيها، لجأت الحكومة، طيلة ثلاثة أسابيع، للعنف المكشوف ضد المحتجين والمضربين، واجبار العمال على العمل قسرا في بعض القطاعات.

ومع فشل استراتيجية العنف الحكومي ضد المحتجين والمضربين، طور الرئيس الفرنسي، منذ أسبوعين، استراتيجية جديدة، مبنية على استهداف قوى اليسار الفرنسي ورموزه الأكثر شهرة، وفي المقدمة منهم جان لوك ميلينشون، زعيم حركة فرنسا الابية، متهما إياه وحركته في توظيف العنف المنتشر لمحاربة النظام السياسي الفرنسي: “المشروع السياسي لحركة فرنسا الابية قائم على ركوب موجة العنف”، قال ماكرون خلال جلسة في قصر الإليزيه الأسبوع الفائت: “إنهم يريدون تقويض مؤسساتنا ونزع الشرعية عن المدافعين عنها”. واستنتج ماكرون أن ميلينشون يمثل تهديدا للجمهورية، معلنا أن الرجل هو العدو الأول للجمهورية.

وتوصيف الرئيس الفرنسي يهدف أيضا الى دق إسفين بين أطراف معسكر اليسار ومعسكر معارضيه عموما.

ان تحجيم المقاومة بشخص رجل واحد، يهدف إلى نزع الشرعية عن الاحتجاج بأكمله. ومن أجل تحقيق هذا الهدف تعمل الحكومة على “جبهة جمهورية موحدة ضد تحالف اليسار” على حد تعبير عدد من الوزراء.

والمعروف، حتى الآن، كانت “الجبهة الجمهورية المتحدة” دائما تهدف الى منع حزب التجمع الوطني الفاشي من الفوز في جولة الانتخابات الرئاسية الثانية، حيث تدعم جميع الأحزاب الأخرى المرشح الآخر (في هذه الحالة ماكرون)، لمنع وصول زعيمة حزب التجمع الوطني، الى رئاسة البلاد. ويريد ماكرون اليوم قلب المعادلة، وتشكيل جدار صدٍ ضد قوى اليسار والنقابات والحركات الاجتماعية، مكونة من يمين الديمقراطيين الاجتماعيين، واليمين الليبرالي والمحافظ وصولا الى اليمين المتطرف، الذي يشكل اليوم قوة مؤثرة في الجمعية الوطنية الفرنسية.

و جرب ذلك كنموذج لجبهة ماكرون اليمينية المرجوة، قبل أيام في مقاطعة “اريغ”، خلال جولة إعادة انتخابات الجمعية الوطنية فيها، اذ واجهت بينيديكت تورين من تحالف اليسار، مارتين فروجر “المنشق” عن الحزب الاشتراكي الفرنسي في الجولة الثانية. وعلى الرغم من تقدم تورين بشكل واضح في الجولة الأولى، إلا أنها خسرت الجولة الحاسمة لصالح منافسها اليميني، نتيجة لتوحد معسكر اليمين بكل قواه ضد المرشحة اليسارية، أي ان اليمين “الديمقراطي” تحالف مع الفاشيين الجدد لهزيمة اليسار. التقارب بين ماكرون واليمين المتطرف هو جزء أساسي من استراتيجية الحكومة، والتي لا تخفيها أيضًا. وأعلن وزير العمل أوليفييه دوسوبت مؤخرًا أن السيدة ماري لوبان (زعيمة اليمين المتطرف) كانت “جمهورية أكثر بكثير” من ميلينشون. وقال وزير الداخلية جيرالد دارمانين في مقابلة إذاعية ان “لوبان أكثر ذكاء من جان لوك ميلينشون”.

ليس من المستغرب أن يعمل ماكرون للخروج من الأزمة، عبر التحالف مع اقصي اليمين لمواجهة اليسار، لطالما عرف رأس المال مكانه في الوسط، موظفا طاقات اليمين المتطرف في أوقات الازمات. وهذا ما تؤكده أيضا التصريحات الأخيرة التي أدلى بها رئيس أكبر “جمعية لرجال الأعمال” في فرنسا في مقابلة إذاعية. هناك، صرح جيفروي رو دي بيزيو حرفياً أن سلطة لوبان كانت “مخاطرة ضرورية” يجب توظيفها.

توقع الفيلسوف الماركسي فريديريك لوردون بالفعل قيام “جبهة موحدة ضد اليسار” بقيادة ماكرون في عام 2021. ولكن من غير المرجح أن تساعد هذه الاستراتيجية الرئيس الفرنسي على الخروج من الأزمة. لقد أصبح الاحتجاج على “إصلاح نظام التقاعد” واسع للغاية، ولكن هذه اللعبة خطيرة لأنها تمهد الطريق أمام لوبان لدخول قصر الإليزيه.

 ***************************

الصفحة السابعة

  في الذكرى الـ20 للحرب والاحتلال وسقوط الدكتاتورية..  «طريق الشعب» تنشر آراء عدد من السياسيين والاقتصاديين والكتاب والصحفيين

مخاوف وهواجس القوى الوطنية

زهير ضياء الدين

كانت على رأس المخاوف والهواجس التي تخشاها القوى الوطنية في العراق أن عملية تغيير النظام إذا تمت من قبل القوات الأجنبية ستكرس لصالح قوى الاحتلال ومن سيأتمر بأمرها لذلك عملت القوى الوطنية على أن تكون عملية التغيير بأيدي العراقيين.

 وهذا ما حصل بالفعل حيث انفردت قوات الاحتلال باعتماد السياسات التي تخدم مصالحها بشكل أساسي بعيدا عن المصالح الحقيقية للشعب العراقي ولم تقم ببناء نظام ديمقراطي حقيقي في العراق.

بناء مثل هذا النظام يتناقض مع رغباتها ومصالحها كقوة احتلال وليس جهة تحرير كما ادعت، ومما زاد من صعوبة الموقف وتعقيداته أن العديد من القوى التي كانت تصنف نفسها ضمن المعارضة انشغلت بتحقيق المكاسب والامتيازات الذاتية بعيدا عن المصلحة الحقيقة للوطن المتمثلة ببناء نظام ديمقراطي يؤمن حقوق واحتياجات جميع العراقيين.

 وقد تسبب هذا التوجه الخاطئ لقوى الاحتلال وبالشكل الذي يخدم مصالحها ويكرس نفوذها في مضاعفه معاناة العراقيين، وتقديم قوافل من الضحايا خلال الاقتتال الطائفي التي أعقبها غزو عصابات تنظيم داعش الإرهابية والذي ما زالت آثاره الكارثية تعاني منها أعداد كبيرة من أبناء الشعب العراقي بين شهداء ومغيبين ومعاقين ومهجرين.

 واستمرت ما تسمى بالعملية السياسية البائسة في العراق في اجترار نفسها بعيدا عن المصالح الحقيقية للشعب العراقي وأصبح الفساد الإداري والمالي والسياسي من أبرز معالم العراق على مستوى العالم من شرقه إلى غربه، ولم يكن نصيب الشعب العراقي سوى التندر بممارسات الفساد بينما لم يكن من نصيب أبنائه سوى لعق جراحهم بانتظار انتهاء معاناتهم وتحقيق العيش الكريم أسوة ببقية البشر وخاصة في بلد يغص بالخيرات ويعيش شعبه في الكفاف.

وفي الختام نقول إن هناك حقائق ثابتة بأن بناء عراق مزدهر ينعم شعبه بالحرية والكرامة لا يتم إلا من خلال بناء نظام ديمقراطي حقيقي تصان فيه الحريات والحقوق والعدالة الاجتماعية.

 *********************************

الانتقال من الكبت إلى الانفلات

د. عامر حسن فياض

إن ما حصل في التاسع من نيسان من عملية تغيير، سببت انتقاله للعراق من مجتمع سياسي عديم الحريات إلى مجتمع سياسي منفلت في الحريات. الذي حصل أن الأرض والمال والبشر في العراق أصبح مقيدًا تحت الاحتلال، باستثناء العقل الذي أصبح محررًا من القيود، وبالتأكيد علمية الانتقال هذه أكدت بان العراق دخل في حال ماض سيئ «ماضي الديكتاتورية» ومستقبل صعب هو مستقبل تحقيق الديمقراطية الحقيقية، وما بين الماضي السيئ والمستقبل صعب التحقيق، تمددت مجموعة أزمات عناوينها البارزة هي على الشكل التالي: العراق أصبح يعاني من عوز تشريعي في التشريعات التأسيسية لدولة حديثة وأخد يعاني من عوز خدمي في الخدمات الاساسية التي تحافظ على كرامة المواطن ويعاني من عقم انتاجي قابله خصوبة استهلاكية في اقتصادات العراق.

ويعاني من عرج بالمال العام تؤكد مصاديقه المنسوب المتصاعد في الفساد المالي والإداري، حيث أصبح الفساد ظاهرة ممنهجة وليس مبعثرة وقوية وضعيفة، فالفساد في العراق محمي.

إضافة لهذه الأزمات هنالك عرج في مسار المعرفة على مستويات التعليم، وهنالك عزوف عن ما هو مستقبلي والوقوع في مستنقع الماضوية والتعامل مع التاريخ من خلال النظام السياسي الذي ترتب على الاحتلال، وتعامل يراد به أن لا نغادر التاريخ بل نعيش عليه ونعتاش منه، المستقبليات تكاد تكون غائبة ويقابلها حضور وتسلق في كل ما هو ماضوي.

هذه الأزمات كانت تحتاج بشكل أو بآخر إلى قيادات تفهم هذه العقبات وتعمل على تجاوزها مثل هذه القيادات لم تولد حتى هذه اللحظة من أرحام متعافية بل وجدت من أرحام مشوهة. نعرف أن القادة يولدون من ثلاثة أرحام متعافية هي رحم الأفراد المواطنين، ونحن لدينا أفراد رعايا وأفراد اتباع وأفراد زبائنية، والقادة يولدون من رحم الجماعات الحديثة العصرية، والرحم الذي ولد منه معظم القادة هي جماعات غير عصرية وغير حديثه بل هي جماعات تقليدية تمثلت بالعشائر والمذاهب والقوميات المتعصبة والطوائف اللاسياسية.

كذلك الحال بالنسبة للرحم الثالث وهو رحم المؤسسات فلما كان لدينا عوز وعوق في موضوعة المؤسسات فهذا العوق الذي من المفترض أن يكون رحمًا لولادة قادة يتجاوزون العقبات أصبح رحمًا مشوهًا حيث أن السلطة تعتمد على شرعية بركيزة واحدة وهي الانتخابات دون تحقيق الانجازات.

منظومة العقبات هذه هي التي أدت إلى عدم نجاح تجربة بناء دولة ونظام سياسي ديمقراطي يعتمد الديمقراطية القائمة على أساس العدالة الاجتماعية.

 *******************

لماذا تعثرت التجربة الديمقراطية بعد التغيير في 2003 

عبد المنعم الاعسم

ثمة اسباب كثيرة حالت دون  بناء نظام ديمقراطي فيدرالي حقيقي في العراق بعد التغيير (والسقوط والاحتلال) العام 2003 وهي تتوزع على 1- مسببون (جهات مختلفة) و2- تشوهات في النظر إلى ماهية وتطبيقات الديمقراطية والفيدرالية.

أما المسببون فيمكن تأشير معسكرين منهم، الأول، المحتلون الذين اتضح أنهم لا يحملون مشروعا سياسيا ذا مضامين ديمقراطية لدولة ما بعد الدكتاتورية، وقد اختزلوا البديل السياسي للنظام السابق في صفقة التمثيل الثلاثي  للطائفتين الشيعية والسنية والكرد فيما احتكرت أحزاب سياسية هذا التمثيل، وانتهى الأمر إلى نظام المحاصصة اللاديمقراطي، فيما المعسكر الثاني يتمثل في الجماعات السياسية التي استلمت السلطة، ولم تكن تعرف (وتطبق) من الديمقراطية غير الانتخابات، ومن الفيدرالية غير وزارات في الحكومة الاتحادية يديرها الحزبان الكرديان الرئيسيان.

وينبغي ان نتوقف مليا عند (علّة) المفهوم المشوه للديمقراطية الذي تمسكت به أحزاب المحاصصة كونها (انتخابات تسفر عن أغلبية شيعية حاكمة واقلية معارضة) والذي جرّ إلى مفهوم أكثر تشوهاً للفيدرالية كونها تمثيل للكرد في الحكومة المركزية، ولا شيء غير ذلك، فان هذه التشوهات التي قبلها وكرسها المحتلون، وسوقها الإعلام الرسمي والفئوي على نطاق واسع أدت إلى عملية تجهيل منهجية في الوسط الشعبي حيث استسلمت شرائح وفئات شعبية إلى وعي مسطح للديمقراطية والفيدرالية، وتعايشت مع الانتهاكات اليومية الفضّة لأبسط مبادي النظام الديمقراطي، وفي ظل هذا الوضع تمكنت أحزاب المحاصصة من تمرير قوانين تستهدف تكبيل الديمقراطية ومنع ممارستها عبر منظمات شعبية وأحزاب، وكل ذلك سهل لاستشراء الفساد السياسي حيث تولت الاحزاب الحاكمة نهب ثروة البلاد وقامت بعملية تدوير للأموال المنهوبة بتوظيفها في شراء الذمم والسلاح وبناء ماكنة الدعاية والتخويف وارهاب المجتمع من أجل ضمان الفوز بالانتخابات والظهور بمظهر حماة الديمقراطية.

اما الفيدرالية فان العقدين من حكم أحزاب المحاصصة شهدا صراعا ضاريا حول مصالح ونفوذ الاحزاب، وصراعا موازيا بين حكومة المركز والاقليم ولم تكن هناك وثيقة تفصيلية عن ماهية الدولة الفيدرالية، في حين يتوزع المدافعون عن الحكم الفيدرالي بين مفاهيم كثيرة، متناقضة ومشوهة، لتطبيقاتها على الارض، وفي النتيجة بدا لأي باحث بأن إمكانية إقامة نظام الفيدرالية الحقيقي البديل عن حكم الدكتاتورية، حيث يتمتع الشعب الكردي بحقوقه القومية والمعيشية الكريمة أصبحت أبعد مما كانت عليه قبل عشرين عاما.

 *********************

القوى المتنفذة أفشلت خطط التنمية

باسم جميل انطوان

كانت لدينا آمال كبيرة مع التغيير الذي حصل بعد ٢٠٠٣ رغم معارضة الكثير من القوى لهذا التغيير عن طريق دخول الأمريكان والاحتلال. كان التوجه بأن التغيير يجري بإرادة الشعب العراقي الذي عانى وضحى كثيرا خصوصا في المجال الاقتصادي، حيث كانت هناك بطالة متفشية ونسب عالية من الفقر وتعطل للعمل خصوصا بعد منع تصدير النفط العراقي.

نحن الصناعيين ورجال أعمال كانت لنا آمال كبيرة في هذا الموضوع بفتح الأبواب أمام الصناعة الوطنية والنشاطات الاقتصادية بوجود رجال أعمال ذوي الكفاءة ليقوموا بإنجاز الكثير من الأعمال ويلبون الحاجة المحلية، كان في ذاك الوقت أكثر من ١٧ ألف مشروع صناعي شبه متوقف، كانت الآمال مبنية بإحداث انفراج في الوضع  من خلال تبوء أصحاب الكفاءة والمعرفة بالواقع للمناصب من أجل انتعاش الجانب الاقتصادي وتكون إدارة الدولة بيد أياد وطنية مخلصة،  لكن مع الأسف الشديد مع مجيئ الحاكم الأمريكي بريمر بدل أن يدعم الإنتاج المحلي والصناعة المحلية والزراعة فتح الأبواب أمام المنتجات النفطية والخدمات بدون الأخذ بنظر الاعتبار الإنتاج المحلي  والاستفادة منه.

ومن الأسباب أيضا أن مجلس الحكم لم يُبن على أسس فكرية أو سياسية ولم يكن هناك من يتفهم الواقع الاقتصادي ويضع معالجات لذلك، رغم أن العديد من البرامج لمعالجة الوضع الاقتصادي وضعت من قبل الأحزاب الوطنية وفي مقدمتها الحزب الشيوعي كان يمكن اعتبارها منهاجا رصينا لإيجاد فرص عمل وإنهاء البطالة التي تجاوزت الـ ٥٠ في المائة ونسبة الفقر التي تجاوزت هذه النسبة في محافظة المثنى مثلا وتقترب منها في بقية محافظات الوسط والجنوب.

 كان هناك أمل في أن الاقتصاد سينتعش مع توفر الواردات وبدأت واردات النفط تتدفق لكن المحتل لم يكن يريد للاقتصاد أن ينتعش أو يزدهر أو يكون هناك إعمار، وبدأ ذلك من خلال أول خطوة بطرح عملية الخصخصة بدل أن يُشغل المعامل وأن يعطي فرصا للشباب. أراد أن يتخلص منها وبيعها مقابل أثمان بخسة.

وعارض العديد من القوى عملية الخصخصة وسعت إلى عملية بناء وتشغيل المصانع وإيجاد منافذ كبيرة للإنتاج وتشغيل الأيادي العاملة من أجل الاستغناء عن الاستيرادات الأجنبية من دول آسيا والجوار والصين حيث أغرقت الأسواق ببضائع استهلاكية رديئة ومخالفة لشروط جهاز السيطرة النوعية.

للأسف لم يكن هناك نهج لإنعاش الخطط الزراعية أو الصناعية في البلد، ودائما ما عرقلت كل الجهود لإنعاش الوضع الاقتصادي من خلال جهات متنفذة تبحث عن مصالحها الفئوية.

لم تتمكن الحكومات المتعاقبة من معالجة الوضع رغم الخطط الموضوعة من قبلها، وبدأت

 بتنفيذ خطط مدمرة للموازنات من خلال تشغيل أكبر عدد ممكن من الموظفين في تضخيم جهاز الدولة وكانت الموازنات تشغيلية بامتياز، وأما الاستثمارية فلا موقعا يذكر لها.

هناك فشل كبير في قيادة سياسة الدولة وبذرت إيرادات النفط بشكل لم يخدم البلد في شيء. نحن الآن نتأمل التوجه لحل المشكلات الأساسية، وتشغيل القطاع الصناعي والمعامل القائمة وعدم التفريط بالمتبقي منها.

 ******************************

عرقلة عملية البناء الديمقراطي

حمزة مصطفى

إن الكثرة من القوى السياسية المعارضة للنظام كان لا يجمعها سوى هدف إسقاط النظام، ولم تمتلك رؤية لبناء دولة أو نظام سياسي بديل قادر على أن يواكب العصر وتطلعات العراقيين الذين أمضوا أكثر من ٣ عقود في ظل نظام شمولي.

بعد أن تلاقى هدف هذه المعارضة والولايات المتحدة لإسقاط النظام السابق، وجاء ذلك عن طريق العمليات العسكرية التي شنتها أمريكا ضد العراق واحتلالها بعد ذلك.

أمريكا كانت تمتلك رؤية لعراق ما بعد صدام حسين، لكن قوى المعارضة لم تمتلك تلك الرؤية وهنا كانت الكارثة الحقيقية، فقد دمرت رؤية الولايات المتحدة الامريكية مؤسسات الدولة بما في ذلك حل الجيش العراقي، الذي يقول  البعض إنه كان منهارا، وفي حال سلمنا بالأمر فأن هناك فرق كبير بين عملية حالة الانهيار والتدمير بشكل كامل، وكان بالإمكان إعادة تشكيل الجيش العراقي من خلال استدعاء الضباط والمراتب والتحاقهم بعملية سلسلة، بدل محاولات لبناء جيش بديل لم يحقق الغرض الا في السنوات الأخيرة، وهذا معناه صرفنا وقتا طويلا كان من الممكن اختزاله في أمور أخرى على صعيد البنى التحتية أو بناء العملية الديمقراطية بشكل صحيح.

والخطأ الآخر الذي وقعت فيه قوى أساسية في المعارضة هي اعتماد المحاصصة العرقية والمذهبية والطائفية كطريقة لإدارة البلد واقتسام المناصب، ما دفعها للاصطدام سريعا بإرادة الشعب العراقي.

إن الحرية لا تعني تنظيم انتخابات كل أربع سنوات فقط والاكتفاء بذلك، ولا يمكن إطلاق مصطلح الحرية على هذا الأمر، فهو أقرب ما يكون إلى ديمقراطية سياسية فيها تداول سلمي للسلطة هذا شيء جيد، ولكن عندما نفحص التجربة العراقية بعد خمس دورات انتخابية نجد أن نسبة المشاركة في كل دورة انتخابية لم تتعد الـ٢٠ في المائة ما يعني وجود ٨٠ في المائة من العراقيين ليسوا عازفين عن المشاركة في الانتخابات فقط، انما يمتلكون موقفا واضحا من النظام السياسي بشكل عام تجلى ذلك في انتفاضة تشرين التي دفعت مئات الشهداء وآلاف الجرحى من أجل شعار «نريد وطن». إن بناء ديمقراطية فيدرالية تعثر للأسباب الآنفة فهي تعتبر شكلا من أشكال النظام السياسي، يمكن ان تحصل بطريقة إدارية لكل محافظة أو يشمل عدة محافظات لكن ليس على أسس طائفية، خاصة وأن تجربة العراق في الموضوع تقتصر على وجود إقليم كردستان الذي يمتلك خصوصية تاريخية وليست بالجديدة على العراق، فمنذ عام ١٩٧٠ عندما صدر بيان آذار اعترفت حتى الحكومات السابقة بحق الشعب الكردي بأن يكون له حكم ذاتي، وأخذ ذلك بعدا دستوريا بعد 2003.

وللأسف لم تتمكن بقية المحافظات من الحذو بهذا الاتجاه لأسباب يتعلق قسم منها أن البعض يريد أن يقيمها على أساس مذهبي أو طائفي وهذا يعني أنها تكون مقدمة لتقسيم العراق وهذا الأمر مرفوض اساسا.

ومع ذلك نرى القوى السياسية لا تعمل بشكل صحيح على تحقيق وحدة العراق بمعنى بناء ديمقراطية حقيقية تحقق المساواة والعدالة الاجتماعية بين جميع العراقيين وتصر على عدم السماح للمحافظات أن تعمل بنظام فيدرالي على أسس ديمقراطية بحتة وتصر على تحويل الأمر إلى صراع عرقي أو مذهبي.

 *****************************

الصفحة الثامنة

من تجليات 9 نيسان

خليل ابراهيم العبيدي

لم يبخل الاحتلال الامريكي للعراق عام 2003 بجهد إلا وترك اثاره واضحة على كل شيء، بدأ من موت مئات الآلاف من البشر مرورا بالدمار الشامل للكثير من البنى التحتية وصولا إلى ترك البلاد تحت امرة زعامات متنفذة همها مصالحها. ولو أراد أي محاسب قانوني ( دولي ) تقييم الاضرار الناتجة عن عملياته العسكرية التي شنتها جيوش المارينز المجوقلة ومقاتلاته المطورة وسفنه المدمرة على الانسان العراقي  وعلى ماله وبناه التحتية لخلص إلى تقدير يضاهي ما ذهبت إليه دراسة نشرتها مجلة لانسيت الطبية عام 2006 من أن عدد العراقيين الذين قضوا جراء الحرب الأمريكية على العراق وصل إلى 654965 فردا، وان مسألة تعويض من قضوا جراء تلك الحرب باتت قانونية في ضوء ما كشف مؤخرا من أن توني بلير وبوش الابن يعلمون جيدا  وقبل عامين من تاريخ شن الحرب، أن العراق لا يمتلك أسلحة دمار شامل، ورغم ذلك تم شن الحرب حتى دون موافقة الأمم المتحدة أو قرارا من مجلس الأمن، كما تجلت تلك الحرب غير المبررة بخسارة أكثر من تريليون دولار جراء تدمير العدوان لأهم البنى التحتية لبلد كان يتقدم دول الشرق الأوسط في الكثير من المجالات. حيث تجاوز المحتلون قواعد الحرب التي أقرها القانون الدولي من حيث استعمال الأسلحة المحرمة دوليا ومنها القنابل العنقودية والأعتدة ذات اليورانيوم المخضب، ومما يعد تجاوزا للفقرة الرابعة من الاتفاقية الدولية لتنظيم شروط الحرب عندما جعل الأمريكيون المدنيين العراقيين ومرافقهم أهدافا عسكرية ومنها مدارس ورياض الأطفال، أو دور الرعاية الاجتماعية. وقد تجلت نوايا المحتل المربكة أيضا عند تعيين بول بريمر رئيسا لسلطة الائتلاف، والذي أتى بدوره ليكمل الصفحة العسكرية بتخريب مدني لما تبقى من وجود لدولة العراق، فقد أصدر قراره بحل الجيش العراقي وقوى الأمن الداخلي مما أتاح فرصا سانحة وأبوابا مشرعة لسرقة ممتلكات الدولة وأموالها بالتعاون مع من جاء خلف دبابته، مضيفا خسارة مالية كبيرة لا زال يئن منها العراقيون،  كما وان الحاكم المدني بدأ بتنفيذ خارطة طريق سياسية رسمت بموجب قرار مجلس الأمن رقم 1546 لعام 2004، الذي اقترحت تفاصيله المملكة المتحدة ووافقت عليه الولايات المتحدة واقرها مجلس الامن وهي نسخة عن النظام البرلماني الإنكليزي، غير أن الحاكم المدني بالتعاون مع الزعامات «المتطيفة « آنذاك قاموا بلبننة هذا النظام على وفق مبدأ المحاصصة القائم على تقسيم الرئاسات تقسيما طائفيا وعرقيا لا تقييما سياسيا وفقا لمبدأ الأغلبية الانتخابية . ولما كانت المحاصصة هي أعلى مراحل الفساد، فإن هذا الفساد كان تحصيل حاصل القسمة على ثلاثة، وهكذا أطاح النظام البرلماني بآمال المواطن العراقي تمخضت عنه حكومات غير مؤهلة تولى فيها الجاهل وظيفة وزير والأمي درجة مدير، والچايچي رتبة جنرال ( والقول لأحد الوزراء)،  وصار كل منهم يتنمر على الناس وصارت الدرجات الوظيفية تقاس وفقا للطائفية السياسية، وتوسع الفساد في كل أروقة البلاد، كل شيء صار معروضا في سوق النخاسة، وظلت البنى التحتية تعاني التخلف والتعاسة، وظل المطلب عندهم مطلب السلطة بلا خجل أو كياسة، وقد خسر العراق كما يصرحون هم ما لا يقل عن تريليون دولار جراء المشاريع الوهمية والرواتب والمخصصات المجزية والأبنية الحكومية الفندقية، مقابل 30 في المائة أمية  و40 في المائة فقر وفاقة، مقابل آفات أخرى متنوعة وعملاقة..

 *************************

بريطانيا تنوي تزويد أوكرانيا بقذائف «اليورانيوم المنضب»

د. دكران يوسف                                                

أعلنت وزارة الدفاع البريطانية عن عزمها ارسال قذائف خارقة للدروع من اليورانيوم المنضب لدبابات تشالنجر – 2 إلى أوكرانيا. ووصفت روسيا استخدام هذه القذائف بأنها خطوة جديدة في تصعيد النزاع. وحذرت وزارة الدفاع الروسية والسفارة الروسية في بريطانيا من أن قذائف اليورانيوم المنضب ستؤثر على صحة مستخدميها والسكان المحليين على حد سواء. وستعتبر عملية تسليم القذائف المحتوية على اليورانيوم إلى كييف بمثابة استخدام للقنابل النووية القذرة. 

أعتقد أن العراقيين، وخاصة سكان البصرة، وكذلك اليوغوسلافيين والسوريين يتذكرون جيدا مدى الأخطار الناجمة عن هذا السلاح الذي استخدمته الولايات المتحدة وحلفائها في هذه البلدان والآثار والآفات المدمرة المميتة التي نتجت عنه والتي يعاني منها سكانها من الرجال والنساء والشيوخ، وخاصة الأطفال، إلى يومنا هذا.

وقبل أن نذكر الرأي العام العالمي بجرائم الإبادة الجماعية التي اقترفتها الولايات المتحدة وبريطانيا باستخدامها قذائف اليورانيوم في هذه البلدان لا بد أن نعود إلى علم الفيزياء لكي نلقي نظرة على ماهية “اليورانيوم المنضب او المستنفد” المستخدم في هذا النوع من الأسلحة.

يحتوي اليورانيوم الطبيعي على 99,23% من اليورانيوم 238 وعلى 0,72% من اليورانيوم 235  و 0,0055% من اليورانيوم 234. وهذه هي أهم نظائر اليورانيوم الطبيعي، والتي تتفكك بمرور الزمن إلى عناصر مشعة اخرى، وفي النهاية إلى نظائر عنصر الرصاص المستقرة غير المشعة.

وعند الحصول على اليورانيوم المخصب (او المركز) فأن عملية فصل النظائر تسمح باستعادة جزء كبير من اليورانيوم 235 الذي يستخدم لأغراض الطاقة النووية أو انتاج الأسلحة النووية او الاستخدامات الأخرى. أما الباقي، والذي يسمى “باليورانيوم المنضب” فيحتوي على 0,2 – 0,4% من اليورانيوم 235. ويمكن الحصول من اليورانيوم الطبيعي على نسبة منخفضة جدا من اليورانيوم 235. وتنتج عملية التخصيب كميات كبيرة من اليورانيوم المنضب.

على سبيل المثال لغرض انتاج كيلوغرام واحد من اليورانيوم المخصب بنسبة 5% يلزم استخدام 11,8 كيلوغرام من اليورانيوم الطبيعي، ويبقى حوالي 10,8 كيلوغراما من “اليورانيوم المنضب” والذي يحتوي على 0,3% فقط من اليورانيوم 235.

   واليوم ينوي الغرب، وخاصة بريطانيا، استخدام اسلحة “اليورانيوم المنضب” في أوكرانيا واستئناف جرائم القتل وابادة الجنود الروس وسكان أوكرانيا إلى آخر جندي أوكراني مثلما فعلوا عام 1991 في حرب الخليج وفي الحرب في البوسنة وخلال قصف يوغوسلافيا وفي الحرب العراقية عام 2003.

فالولايات المتحدة استخدمت هذا السلاح المخيف في العراق وجعلت من أراضيه ميدانا لتجارب “اليورانيوم المنضب” وآثاره المميتة على سكان العراق وخاصة البصرة. ويذكر أن الجيش الأمريكي استخدم حوالي 14 ألف من قذائف الدبابات المحتوية على “اليورانيوم المنضب”. واجمالا استخدمت أمريكا حوالي 300 طن من “اليورانيوم المنضب” في عملياتها الاجرامية ضد الجيش العراقي. وفي الواقع أكد البنتاغون في تصريحات عديدة على استخدام كميات كبيرة من الأسلحة الحاوية على “اليورانيوم المنضب” في الحرب ضد العراق.

ويشير علماء البيئة إلى أن الخطر الاشعاعي الرئيسي من “اليورانيوم المنضب” يظهر عندما يدخل جسم الانسان بشكل غبار. ومن المحتمل جدا أن يتسبب الاشعاع وجزيئات اليورانيوم الصغيرة المترسبة في الرئتين والمسالك الهوائية والمريء في تطور الأورام الخبيثة. ويتجمع اليورانيوم أساسا في العظام وتركيزات أقل في مختلف الأعضاء والأنسجة الأخرى. بالإضافة إلى أن هذا النوع من اليورانيوم يعتبر مصدرا لتلوث البيئة، خاصة التربة، والذي تستمر آثاره المسممة على مدى عشرات السنين.

وذكر عالم البيئة الروسي، العضو المراسل في اكاديمية العلوم الروسية ألكسي يابلوكوف عام 1999 أن القذائف الخارقة للدروع التي استخدمها الناتو تطلق “اليورانيوم المنضب” إلى الغلاف الجوي بشكل “رذاذ خزفي” بإمكانه ان ينتشر إلى مسافة عشرات الكيلومترات. وعند دخول هذا الرذاذ جسم الانسان تتراكم الجزيئات في الكبد والكلى ما يساعد على الاصابة بالأمراض السرطانية وخلق آفات مختلفة في الأعضاء الداخلية وتشويهات في الأجيال اللاحقة على المستوى الجيني.

ومن المعروف أن أخطار “اليورانيوم المنضب” وآثاره لا تنحصر فقط على سكان المنطقة التي استخدمت فيها هذه الأسلحة، انما على أفراد القوات التي استخدمتها ايضا. فبعد حرب الخليج عام 1991 تبين أن عدة آلاف من الجنود الأمريكيين والبريطانيين أخذوا يعانون من أمراض مختلفة مرتبطة بضعف وظائف الكبد والكلى وانخفاض ضغط الدم وسرطان الغدد الليمفاوية واضطرابات عقلية وتشوهات ولادية في الأجيال اللاحقة.

وأشار ألكسي يابلوكوف إلى أنه ازدادت في الأراضي العراقية الملوثة باليورانيوم في منطقة البصرة ب 3 – 4 مرات وتيرة الولادات المبكرة والتشوهات عند الأطفال حديثي الولادة وسرطان الدم وانواع أخرى من السرطان. واضاف يابلوكوف ان التشوهات الولادية، مثل انعدام العيون والآذان والتئام الأصابع والأوعية الدموية، وجدت في أكثر من 60% من الأطفال المولودين في عائلات جنود أمريكيين قاتلوا أثناء النزاع.

وفي الواقع، وكما هو معروف، أن أوكرانيا سبق وأن عانت من التسرب الاشعائي في كارثة تشرنوبل النووية، واليوم يجب أن تكون حذرة من المغالاة في استخدام قذائف اليورانيوم المنضب والانجرار وراء أسيادها الغربيين المتهورين على أساس أنها واحدة من أهم الدول المنتجة والمصدرة للحبوب والبذور الزيتية في العالم، وعليها ان لا تتجاهل المخاطر المحتملة والتلوث البيئي الناجم عن اليورانيوم الذي سيضر بأوكرانيا قبل كل شيء.

ان استخدام هذه القذائف من قبل النظام الأوكراني هو بمثابة إبادة جماعية لشعب أوكرانيا نفسه وتهديد كبير لطبيعته الغنية والذي ستبقى آثاره الكارثية، في حالة الاقدام على هذه الجريمة، على مدى أجيال كاملة.

 ************************

إضاءات في طريق التغيير

شاكر كتاب

(1)

- كل ظاهرة في الكون مادية كانت أو معنوية ما هي إلا منظومة تتكون من مجموعة من الأجزاء المترابطة مع بعضها بوشائج تكوينية يسهم كل منها بدوره في تحديد الظاهرة وتشكيلها ورسم معالمها وخلق وظائفها.

- نحن نفترض أن لا شيئا في الكون جاء اعتباطا من دونما غاية وجودية فعالة مهما كانت طبيعة هذا الشيء ومهما كان حجمه.

- مجموع غايات وجود الأشياء في هذا الكون على اختلاف أنواعها وأحجامها يساوي غاية وجود الوجود كله. من هنا لا ينبغي لأحدٍ أبداً المرور المتعالي بأية ظاهرة.

- فالظاهرة الأم (الكون) تتكون من حاصل جمع أجزائها.

- وعودة إلى الظاهرة الواحدة منفصلة عن محيطها افتراضاً فقط فإنها كما قلنا تتكون من مجموع أجزائها وان هناك قاعدتين حاسمتين بصرامة تتعلقان بالأجزاء وهما: أن كل جزء يؤدي دورا فاعلا في تحديد شكل الظاهرة ووظيفتها ودورها في الوجود وأن هذه الأجزاء ترتبط بعضها ببعض برباط تكويني يسهم في خلق وإتمام وجود الظاهرة.

- السر العبقري الكامن في هذا المفصل هو أن أي تغيير مهما كان حجمه يحدث لأي جزءٍ من الأجزاء سينعكس على الأجزاء الاخرى كافة. وسينال كل جزءٍ منها نصيبه من التغيير حسب صلته أو قربه من الجزء الذي خضع للتغيير. وهذا لا يعني أبداً ان تكون الاجزاء البعيدة عن الجزء المتغير غير مشمولة أو لا تتأثر. أبداً. انها ستنال نصيبها من التغيير ولو بنسب متفاوتة.                        

(2)

- هذه القاعدة تتعلق بكل ظاهرة في هذا الكون مادية او معنوية ولا يستثنى أيٌّ منها، المجرّات والكواكب السيارة، المحيطات والبحار، القارات ودول العالم، المجتمعات، أجزاء السيارة والمركبات، جسم الانسان، المنظومة الفكرية أو الفلسفية، سيقان النملة ورأس الشعرة.                       

 (3)

في السياسة. عندما نتطلع لتغيير مجتمع ما أو واقع ما ينبغي أن يكون الجهد منصبّاً على المساحات ممكنة التغيير وأكثرها تفاعلا مع الهدف المركزي للتغيير وتجاوباً مع هذه الغايات دونما ان نهمل الجوانب الأخرى التي يجب الوصول إليها عاجلاً أم آجلاً في الجهود الرامية إلى التغيير الشامل.      

(4)

الأجزاء التي خضعت للتغيير (في المجتمع) ستؤدي رسالتها في إرسال إشعاعات هذا التغيير إلى الأجزاء الأخرى. وبالتكرار والإرادة والعمل ستتسع تأثيرات التغيير لتشمل بقية أجزاء الجسد.

(5)

قانون الحركة وشريعة التقدم تؤكدان أن الأجزاء الأخرى التي لم تخضع بعد للتغيير تتطلع متلهفةً لقدوم بشائر التغيير إليها لاسيما عندما يكون هذا التغيير جذريا تقدميا حضاريا محققا للإنجازات في المناطق المحررة. التغيّر قاعدة كونية لا تستثني شيئا.

(6)

نتكلم هنا عن الإنجازات الحقيقية الواضحة للعيان والراسخة التي ينبغي أن تتحقق في الساحات التي خضعت للتغيير بإشراف وإرادة الوطنيين التقدميين حملة رسالة التغيير.

 ************************

برلمانيو الصدفة

حميد المسعودي

يتفاجأ العراقيون كل فترة باكتشاف برلماني جديد ، وفتح نيابي غير مسبوق، الغرابة ليس بالتدافع الذي حصل بين النواب داخل قبة المجلس، او نزول الجهاز الامني لإخراج نواب من قبة البرلمان، رغم اننا لم نجد او نلمس تلك الحماسة والاهتمام، بمواضيع تتعلق بمستوى معيشة المواطن، وبؤس خدمات الدولة، ولا بحجم الفساد الذي نخر جميع مفاصل الحياة ، المفاجأة تكمن في الطلب الذي تقدم به النائب الإطاري في جلسة التصويت على القانون الانتخابي سانت - ليغو المعدل بنسخته الاقصائية، الطلب كان يحمل من الغرابة ما يدعو الى التساؤل، هل من المعقول ان نائبا يمثل الشعب العراقي تصدر عنه دعوة  لإلغاء تمثيل اكثر من مليون ناخب صوتوا لصالح القوى المدنية، دعوة النائب هي آخر تحفة للتصويت على الغاء عضوية أكثر من اربعين  نائبا (اقصاء بالجملة وكأنه في مزاد) لمجرد أن صدر السيد النائب لم يتسع لاعتراض النواب المدنيين الرافض لتمرير القانون الانتخابي سانت ليغو، الرفض الذي جاء معاكسا لمقاسات نواب قوى الدولة العادلة، ومنسجما مع تطلعات وحاجة جماهير القوى المدنية الساعية لتعزيز حضورها، القانون الذي تسعى القوى المتنفذة بقوة المال المنهوب والسلاح المنفلت والفرصة السانحة، التي وفرها لهم المناخ السياسي المأزوم، فرضه لإقصاء أحزاب و قوى مدنية ناشئة تضع في حساباتها العمل على اصلاح ما خربه نهج القوى الماسكة بالسلطة منذ التغيير ولحد اليوم، القانون المفصل حسب مقاسات الاحزاب والكتل، التي صرح قادتها اكثر من مره علنا بأنهم فاشلون.

 *********************

التغيير الجذري

مناضل عبد الله

التغيرات التي حدثت في العراق خلال قرن كامل كانت على الدوام تغييرات مفاجئة وعنيفة قادت البلد لمنزلقات خطيرة، ابتداء من تنصيب ملك حجازي على العراق مروراً بثورة ١٤ تموز وانقلاب ٨ شباط وما سمي بـ (الثورة البيضاء) في ٦٨ ولغاية الاحتلال الذي نصب مجلس الحكم الذي بدوره انتج الحكومات المتعاقبة.

 لا يمكن الاستقرار سياسيا واقتصاديا وامنيا  ونحن على فوهة بركان من الخلافات المُرَحْلة من حقبة لاخرى، لن يستقر العراق طالما السلاح أهم وأسهل وأفضل ادوات ( التغيير).

كلما استقر البلد سياسيا واقتصاديا واجتماعيا هدأت المعارضة أذ سينحصر الصراع على نزاعات محدودة لا تهدد بنية المجتمع، وبشكل أدق تكون معارضتها سعيا لمكاسب اقتصادية أضافية او المحافظة عليها على أقل تقدير، هذا ما يحدث في الدول ذات البنى التحتية الرصينة والتي يتمتع المواطن بكامل حقوقه.

ان من يطالب بتوفير فرص العمل او توفير الخدمات يبتعد كثيرا عن جوهر المشكلة، المشكلة تكمن في نهج المحاصصة المذهبية الفاشل، لذلك علينا المطالبة بتغيير هذا النهج الذي اثبت فشله طيلة عقد ونصف وليس المطالبة بمحاربة الفساد.

السؤال الكبير: هل لدينا معارضة حقيقية ومتماسكة ؟ الجواب لا يوجد، بل لدينا احتجاجات مطلبية سرعان ما تتبدد لكونها غير منسجمة اولا وثانيا كونها غير منظمة، سمة هذه الاحتجاجات رد فعل لفعل احزاب السلطة ولم تكن ضمن منهاج وبرنامج ثابت يشكل رأي معارض.

لا يمكن قيام ثورة اجتماعية بدون حزب سياسي ولكن يمكن قيام ثورة سياسية بدون ثورة اجتماعية، بل بواسطة الفعل العسكري(الحراب)، تحولت السلطة من سلطة القاسميين الى سلطة القوميين العرب الى سلطة بعث صدام الى سلطة امراء الطوائف، هذه المتغيرات السياسية المتمترسة بالسلاح والعتاد سرعان ما تعيد نفسها لخدمة ذات السلطة القديمة المرتكزة على تجاهل معاناة المواطن وزيادة فقره، لذلك  على القوى الوطنية الديمقراطية ان تسعى لثورة اجتماعية عبر تنظيم جبهة  سياسية عريضة  وفق منهجية واضحة.

الافكار السائدة اليوم متعددة:

اولها : افكار الطوائف المتمثلة بالفئة الحاكمة وهي السائدة اليوم لانها تملك (السلطة، المال، السلاح و الاعلام) والتي بدورها تروّج لفكرة (ان الفوضى التي يخلقها النضال ضد الظلم هي أسوأ من الظلم ذاته) او (الشين الذي تعرفه احسن من الزين الذي لا تعرفه) كلها سفسطات تروّج لها احزاب السلطة في كل الازمنة، هذه الافكار تبدو وكأنها بمتاهة وغير قادرة على ادارة الدولة وتبحث عن منقذ.

ثانيها : افكار هزمت وازيحت عن السلطة وهي افكار البعث الصدامي الذي يحاول البعض تجميل صورته ويتحسر عليه، هذه بدورها قد استهلكت واستنفذت كل ما لديها وباتت من الماضي لكن هنالك من يروّج لها تشفياً.

ثالثها : افكار ثورية متصاعدة بعضها مازال تحت هيمنة بعض من احزاب السلطة الحاكمة لكنها تلتقي مع تطلعات المواطن المتضرر وهي بحاجة لترتيب نفسها، والبعض الاخر غالبيته من الشباب المتحفز لاحتلال الصدارة في المواجهات مع السلطة نتيجة للإهمال المتعمد والمتكرر لكنه لا يملك البديل الواضح لأنه يرفض التحزب وممتعض من احزاب (اساءت) للعمل السياسي وحوّلته لإقطاعيات الطوائف والعوائل ويبدو انها ماضية لإقطاعيات المحافظات، أساءتها هذه اضرت بالمجتمع أيما ضرر.

ما يهمنا هنا الافكار الثورية المتصاعدة، كيف السبيل لانضاجها وتحويلها لقوة مؤثرة قادرة على ادارة دفة المعارضة وتوجيهها توجيهاً صحيحاً، لا يمكن تأمين احتياجات المجتمع الا بعمل جماعي يسعى من خلاله تحقيق الهدف المنشود، العمل الجماعي لا يمكن ان ينضج بدون اطر تنظيمية ذات نهج سياسي واضح، قادة هذه الجماهير يجب ان تمتلك خطاب سياسي واضح ومباشر ولا تنتهج نهج الخطاب الانتهازي الوصولي، لا بأس من محاورة ومناقشة من يمسك بزمام السلطة طالما الهدف هو انقاذ الشعب العراقي من براثن الدمار والخراب والتخلف بشرط المحافظة على هويتها الوطنية الديمقراطية وتدافع عن الجماهير الفقيرة والمتضررة التي هي مصدر قوتها وديموميتها وتحقيق الحياة الحرة الكريمة للعراقيين.

مهمة القوى الوطنية الديمقراطية تتجلى بتكثيف اللقاءات فيما بينها والعمل على ايجاد صيغة تنسيقية وليس بالضرورة البدء مباشرة بالتحالف، التحالف يأتي في المرحلة الاخيرة بعد المكاشفة بطبيعة واسس كل طرف سياسي ومعرفة جذوره التأريخية وبالتالي يمكن تشكيل قوى معارضة حقيقية لا تهادن ولا تنساق ولا تستدرج خلف نزوات احزاب السلطة  بل تسعى الى التغيير الجذري وفق آليات جديدة تستوعب كل القوى المدنية الديمقراطية في جبهة واحدة وقائمة انتخابية واحدة.

 *****************************

الصفحة التاسعة

دولاتشي يلتحق بتدريبات منتخب الشباب

بغداد ـ طريق الشعب

وصل، فجر أمس السبت، إلى العاصمةِ بغداد محترف شباب نادي “شالكه الألماني” رومان دولاتشي للالتحاق بتدريبات منتخب الشباب.

وذكر بيان لاتحاد الكرة أنه “وصل، فجر اليوم السبت، إلى العاصمةِ بغداد محترف شباب نادي شالكه الألماني  “رومان دولاتشي”، وكان في استقباله في مطارِ بغداد المنسق الإعلاميّ لمنتخبِ الشباب قحطان المالكي، ومن المؤمل أن يلتحقَ دولاتشي بتدريباتِ منتخب الشباب في العاصمةِ بغداد والذي يستعدُ للمُشاركةِ في نهائياتِ كأس العالم شهر أيار المقبل”.

وعبّر دولاتشي، بحسب البيان، عن سعادته بالوصُولِ إلى بغداد، وبالدّعوةِ التي تلقاها من الجهاز التدريبيّ للانضمامِ إلى تدريباتِ منتخب الشباب، متمنياً أن يحققَ الإضافةَ للمنتخب الشبابيّ في نهائياتِ كأس العالم.

 **************************

في منافسات الدوري الممتاز لكرة القدم.. فوز الكرخ والنجف ونوروز والشرطة

متابعة ـ طريق الشعب

تمكنت فرق الكرخ والنجف ونوروز، امس السبت، من الفوز على منافسيها ضمن مباريات الجولة الثالثة والعشرين من الدوري العراقي الممتاز لكرة القدم.

وضيّف فريق الكرخ على ملعبه فريق القاسم، واحرز اللاعب كرار علاء الهدف الأول للقاسم في الدقيقة 45+3، وجاء هدف التعديل للكرخ عن طريق جعفر عبيس بالدقيقة 74، وسجل هدف الفوز للكرخ اللاعب عمر عبد الرحمن في الدقيقة 82.

كما فاز فريق نوروز على ضيفه فريق زاخو في ديربي كردستاني بنتيجة 2-1 في المباراة التي جرت على ملعب السليمانية.

وجاء هدف نوروز عبر اللاعب كلاودیو اولیفیرا في الدقيقة 44، وعاد نفس اللاعب وسجل هدفاً ثانياً في الدقيقة 53، وجاء هدف زاخو الوحيد عن طريق اللاعب فرحان شكور بالدقيقة 63.

كما فاز فريق النجف على مضيفه الصناعة بهدف دون رد جاء عبر اللاعب محمد زامل في الدقيقة 90+3، في المباراة التي جرت على ملعب الصناعة.

واعتلى نادي الشرطة، امس الاول الجمعة، صدارة الدوري العراقي بشكل مؤقت، بعد فوزه على نادي النفط بهدف وحيد.

وسجل آسو رستم هدف الشرطة الوحيد من رأسية جميلة في الدقيقة السابعة من الشوط الأول للمباراة التي جرت المباراة على ملعب الشعب الدولي

 ***************************

وقفة رياضية.. دور الإعلام في تحقيق النهوض الرياضي

منعم جابر

نعم، لقد أصبح عمر الرياضة العراقية قرنا من الزمان، من دون تحقيق إنجازات كبيرة. ولعل السبب بما حصل هو انشغالنا بالمشاكل والخلافات وانعدام البيئة الصالحة للعمل الوطني المشترك، الذي يسعى لتحقيق الإنجازات والنتائج الرياضية الكبيرة وفي مختلف الألعاب، وكان لتدخل الحكومات والأنظمة المتعاقبة في تفاصيل العمل الرياضي سببا في تراجعها.

اليوم نجد ان هناك جهوداً حثيثة وجادة من أجل النهوض بالواقع الرياضي وتحقيق الإنجاز الرياضي الذي سعينا من أجله منذ سنوات طويلة، ولعل الإعلام الرياضي أصبح سلاحاً فعالاً ومهماً في الارتقاء برياضة الوطن والدفاع عن مفاهيمها.

إن بناء واقع رياضي متقدم مع وجود إعلام رياضي يعرف واجباته ومهماته سوف يؤثر في تحقيق الإنجاز الرياضي. كما أن الإعلام الرياضي أصبح اليوم فاعلا ومهما وقادراً على التغيير والتأثير، ومع كثرة البرامج الرياضية في الفضائيات وغيرها إلا أننا نجد البعض من هذه الفضائيات والاذاعات يبثون الأخبار والمعلومات غير الدقيقة وينشرون المعلومات التي تبث الخلافات ذات الطابع الشخصي مما يسبب اشتعال نار الفتنة بين أطراف وشخصيات الرياضة العراقية وهذا يشكل خطراً على الرياضة وتخريبا لتوجهاتها، في الوقت الذي نقول للمؤسسات الرياضية وندعو أعضاءها وقادتها إلى تجنب نقل الأحداث والحكايات الشخصية التي تضر الرياضة ونقلها إلى الإعلام الرياضي بغية نشرها والمبالغة فيها، فالواجب المطلوب هو ناطق إعلامي متخصص بنشر الأخبار الرسمية التي تساهم في إيصال الحقائق إلى الجمهور الرياضي بعيدا عن المبالغة والتهويل مما يساعد على معرفة الحقائق من دون غيرها من الأخبار الكاذبة والحكايات المفبركة.

على الإعلام الرياضي أن ينقل الحقائق بكل تفاصيلها وأن يبتعد عن المبالغة غير المطلوبة، فالإعلام الصادق يبقى أصيلاً، أما الإعلام المخادع فانه يغش الجماهير وعليه نقول، انقلوا الحقيقة من دون رتوش ولا مبالغة من أجل خدمة العمل الرياضي الوطني وأنتم اهلا لهذا المسؤولية.

 *******************

برشلونة يهدد بالانسحاب من صفقة روكي

برشلونة ـ وكالات

لا يزال نادي برشلونة يسعى للتعاقد مع البرازيلي فيتور روكي لتدعيم خيارات الهجوم، لكن النادي لا ينوي الدخول في مزايدة على اللاعب ووضع حد لسعر التوقيع معه.

ونشرت صحيفة سبورت تقريرًا قالت من خلاله أن وكيل اللاعب يعرف الرقم الذي يجب أن يحصل عليه منذ عدة أسابيع، لكن البارسا حازمًا والتحذير كان واضحًا للوكلاء من البداية، حيث إذا انتهى الأمر بالدخول في مزاد على اللاعب فسوف ينسحب النادي الكتالوني من الصفقة.

ولا يخطط النادي لشراء اللاعب بالمبلغ الذي يطالب به ناديه ووكلاء اللاعب وهو 50 مليون، ويرغب النادي في الوصول إلى اتفاق مُرض للطرفين.

وأشارت الصحيفة إلى أن رغبة فيتور روكي هي الانتقال إلى برشلونة ويضغط النادي الكتالوني من تلك النقطة لحسم الصفقة لصالحه متفوقًا على أندية الدوري الإنجليزي الممتاز.

وكانت قد تم دعوة الأب إلى رحلة في كتالونيا من أجل التعرف أكثر على البيئة هناك، ووسيلة من وسائل الضغط على المقربين من اللاعب ولطالما البارسا واضحًا بشأن وضعه الاقتصادي، ووضع حدًا لسقف المفاوضات.

لذلك فإن برشلونة على استعداد لترك اللاعب رفقة ناديه لمدة عام إضافي ولكن بشرط أن يتم التخفيض في المبلغ المطلوب في بيع اللاعب، ودفع قيمة الصفقة على أقساط.

وكان فيتور روكي قد وصل إلى أتليتيكو بارانينس في أبريل من العام الماضي قادما من كروزيرو، وظهر من النادي البرازيلي بشكل أكثر من رائع لفت من خلاله أنظار أندية أوروبا وعلى رأسهم برشلونة.

 *****************************

أرباح خيالية من عقود الرعاية مع شركات الأحذية.. نيمار وهالاند في صدارة القائمة

متابعة ـ طريق الشعب

لا تقتصر الأموال التي يتحصل عليها لاعبو كرة القدم على رواتبهم من أنديتهم، إنما هناك أموال طائلة يتحصلون عليها من عقود الرعاية والإعلان وغيرها.

ويسلط هذا التقرير على الأموال التي يتحصل عليها نجوم كرة القدم من عقود الرعاية مع شركات الأحذية التي تتصارع في ما بينها

محمد صلاح وفيراتي

المصري هداف ليفربول التاريخي في الدوري الإنكليزي يملك الكثير من العقود الإعلانية، لكن أحد أفضل تلك العقود هو عقده مع أديداس وما يحصل عليه مقابل ارتداء أحذية الشركة الألمانية.

المصري وقع على عقد مع الشركة يسمح له بالحصول على 2.8 مليون يورو مقابل ارتداء الأحذية.

الإيطالي فيراتي كان أحد الذين تنقلوا في الصراع بين بوما ونايكي حيث انتقل للشركة الأمريكية في 2017 بعد انتهاء عقده مع الشركة الألمانية ويحصل على 2.8 مليون يورو في الموسم.

بوغبا وغريزمان وبالوتيلي

في نهاية 2013 نجحت شركة أديداس في الحصول على توقيع بوغبا لمدة عشر سنوات في عقد قيمته 3.4 ملايين يورو في الموسم الواحد.

لاعب برشلونة السابق وأتلتيكو مدريد الحالي يملك عقدًا مع شركة بوما مقابل حوالي أربعة ملايين يورو في الموسم الواحد وقعه في 2015.

الإيطالي المثير للجدل دائمًا هو أحد نجوم شركة بوما الألمانية ويحصد 5.7 ملايين يورو في الموسم الواحد بفضل عقد قديم له وقعه في 2014 بعد انتهاء عقده مع نايكي.

مبابي ورونالدو وميسي

النجم الأول لباريس سان جيرمان لا يتم التعامل معه بنفس الطريقة في شركة نايكي التي تفضل في الوقت الحالي كريستيانو رونالدو وإرلينج هالاند عليه. مبابي يحصل على 16 مليون يورو بفضل عقد وقعه مع نايكي في 2019 في صفقة مدتها عشر سنوات، أي أنه أمامه عدة سنوات قبل أن يجعل ذلك العقد أفضل.

النجم البرتغالي لاعب النصر الحالي يملك عقدًا قيمته حوالي مليار يورو رفقة شركة نايكي، لكنه لا يخص الأحذية فقط بل عدة أمور إعلانية أخرى.

مقابل ارتداء رونالدو لأحذية شركة نايكي يحصل اللاعب البرتغالي على حوالي 17 مليون يورو في الموسم الواحد.

بطل كأس العالم وقائد المنتخب الأرجنتيني يحافظ على علاقته التاريخية بشركة أديداس الألمانية ويرتدي أحذيتها منذ سنوات بعيدة.

وبفضل تلك الشراكة وقع على عقد مدى الحياة في 2017 مقابل 20.6 مليون يورو في الموسم الواحد.

نيمار الأعلى أجرًا

بالعقد الأخير الذي وقعه مؤخرًا وضع هالاند نفسه في مكانة مميزة للغاية أمام أبرز النجوم في عالم كرة القدم، وعلى رأسهم كريستيانو رونالدو وليونيل ميسي.

هالاند يحصل في الوقت الحالي على مبلغ قيمته 22 مليون يورو في الموسم الواحد بعد توقيعه مع شركة نايكي لمدة عشرة مواسم.

النجم البرازيلي يملك عقدًا هو الأكبر بين كافة نجوم كرة القدم حول العالم رفقة شركة بوما الألمانية بعد أن انتهى تعاقده رفقة نايكي في 2020.

انتقال نيمار من نايكي إلى بوما منحه ضعف قيمة عقده مع الشركة الأمريكية حيث كان يحصل على 13 مليون يورو فقط هناك.

 ***********************************

اتحاد السلة يفرض غرامة مالية على الشرطة

بغداد ـ طريق الشعب

قرر الاتحاد العراقي لكرة السلة، فرض غرامة مالية قدرها 5 ملايين دينار على نادي الشرطة على خلفية الأحداث التي رافقت مباراته أمام الحشد الشعبي.

وذكر بيان للاتحاد أن “الاتحاد العراقي لكرة السلة عقد اجتماعا استثنائيا يوم الجمعة بتواجد ستة أعضاء من أعضاء الاتحاد حضورياً وأربعة أعضاء عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي مباشرة حول الملابسات ‏التي جرت خلال المباراة بين نادي الشرطة والحشـد الشعبي يوم الخميس الموافق 2023/4/6 وعلى قاعة الشعب للألعاب الرياضية”.

‏وأضاف، أنه “تمت مناقشة الأحداث التي رافقت المباراة وما قام به جمهور نادي الشرطة من الابتعاد عن الخلق الرياضي وتجاوزه وعلى الحكام والاتحاد وكذلك رمي قناني الماء والاطلاقات الصوتية (الصعادات) في الملعب باتجاه الحكام واللاعبين”، مبينا أنه “استناداً إلى لائحة الدوري الممتاز للموسم 2022-2023 التي تمت ‏المصادقة عليها من قبل ممثلي الأندية المشاركة في الدوري الممتاز في المؤتمر الفني الذي سبق البطولة قرر الاتحاد العراقي لكرة السلة ما يلي:

1 - ‏فرض غرامة مالية قدرها 5,000,000 خمسة ملايين دينار على نادي الشرطة الرياضي على أن تدفع قبل المباراة القادمة

2 - ‏منع دخول جمهور نادي الشرطة الرياضي مباراتين متتاليتين ضمن المربع الذهبي”.

 ***************************************

الصفحة العاشرة

فرج الله الحلو: الثقافة واجب من الدرجة الأولى*

إننا نلاحظ بغبطة وفخر أن حزبنا قد نما وتقدم، وأن المستوى العام السياسي والثقافي قد ارتفع في منظمات حزبنا بالنسبة إلى ما كان عليه من قبل، ونلاحظ أيضاً بسرور وارتياح أنه قد بدا في الحزب ملاك من القادة لا بأس بهم، استطاعوا في كثير من الأحوال، أن يجدوا بأنفسهم الاتجاه السياسي الصحيح الذي يجب أن يتخذوه في المعارك الوطنية.

ولكننا لسنا هنا لنتغنى بانتصاراتنا ولنطري نجاحاتنا. إننا هنا لندرس طريق عملنا وتنظيمنا، ونواحي نشاطنا. ونضالنا فنزيد الصالح منها إتقاناً وعناية، ونعالج منها ما هو غير صالح وغير مجد.

إننا هنا قبل كل شيء لندرس نواحي الضعف في عملنا وتنظيمنا، ولنجد العلاج الصالح. ونحن من عاداتنا ألا نخفي عيوبنا ونقائصنا وإن خفيت بنفسها عن غيرنا. إننا ننتقد أنفسنا ونظهر بشجاعة وإخلاص نواحي ضعفنا وتقصيرنا وبهذا نستطيع أن نتلافى بنجاح نواحي الضعف والتقصير.

صحيح أن حزبنا قد ارتفع مستواه السياسي والثقافي ولكن لا يزال هذا المستوى، في كثير من المنظمات دون الدرجة المطلوبة، وأقل من الواجبات الوطنية الخطيرة الموضوعة أمام حزبنا أو التي تضعها الحياة كل يوم أمام حزبنا. إن بعض منظماتنا لم تتمكن إلى الآن من رفع مستواها السياسي والثقافي إلى مستوى النفوذ الذي يتمتع به حزبنا في الأوساط السياسية والوطنية والأوساط المثقفة. ولو استطاعت هذه المنظمات أن تجعل قوتها التنظيمية في مستوى النفوذ السياسي لتمكنت من النمو والتقدم أضعاف ما وصلت إليه.

والمعروف عن حزبنا أنه الهيئة السياسية الوحيدة التي تعني بتثقيف أعضائها ثقافة سياسية عامة، وتسعى إلى توسيع اطلاعهم ومعارفهم. وقد تمكن حزبنا من تثقيف عدد كبير من أعضائه فأصبحوا في منظماتهم قادة مرموقين يتمتعون بعطف من الشعب وحب واحترام. وقد رأينا، نتيجة ذلك، نمو في هذه المنظمات حتى باتت في كثير من الأحيان قطباً سياسياً تجتمع العناصر الوطنية وتسير الجماهير في نضالها تحت رايته.

ولكن هذه ليست حال جميع منظماتنا. وليس يكفي أيها الرفاق، أن يكون الشعب مقتنعاً بإخلاص الشيوعين وصدق وطنيتهم وشجاعتهم وتفانيهم في النضال من أجل وطنهم وحريته وهنائه حتى يقبل بالسير معهم والالتفاف حولهم وتحت لوائهم. وينبغي أيضاً أن يرى الشعب في الشيوعين أناساً ذوي اطلاع وثقافة وبراعة ومعرفة كافية في جميع الشؤون والمشكلات التي يواجهها الشعب في حياته اليومية ونضاله السياسي والاقتصادي.

لذلك فالثقافة في الحزب الشيوعي هي من أكبر الواجبات الوطنية على القادة الشيوعيين نحو أنفسهم ونحو المنظمات التي يتولون أمرها.

وينبغي أن يدرك جميع رفاقنا أن الثقافة في الحزب ليست عملاً طارئاً ولا هي من الحملات السياسية التي يقوم بها الحزب في مرحلة معينة من حياته ونضاله، بل هي عمل مستمر دائم منظم طويل الأمد. وليس في الحزب عضو واحد في غنى عنها. وتتطلب الثقافة في الحزب، ولا سيما من القادة والمسؤولين، جهداً شخصياً كبيراً وصبراً وطول أناة، وجلداً لا حد له.

ولا ريب أن الكثيرين من رفاقنا يدركون حقاً أهمية الثقافة السياسة والنظرية في الحزب، والحياة نفسها وظروف نضالهم كانت لهم خير حافز على طلب الثقافة والمعرفة. ولكننا نلاحظ، مع الأسف، في صفوف حزبنا رفاقاً وبعض الأحيان قادة لم يدركوا بعد حق الإدراك ضرورة الاهتمام بالثقافة ولم يعطوا القسط الذي تستحقه أنفسهم مطالعة الكتب والمطبوعات التي تصدرها لجنتنا المركزية. ومن المؤسف حقاً أن نقول إن الكثيرين أيضاً يطالعون «صوت الشعب» ولكنهم لا يعنون العناية الكافية بدرس افتتاحياتها ومقالاتها الهامة الدولية والوطنية.

أيها الرفاق

إننا بحاجة إلى رفاق مسلحين بالمعرفة والثقافة والاطلاع، إننا بحاجة إلى حزب مطلع مثقف عارف، إذا كنا نريد أن نقوم بواجبنا الوطني الخطير، إذا كنا نريد أن نصبح حقاً طليعة الحركة الوطنية الصاعدة، إذا كنا نريد فعلاً تحقيق الاتحاد الوطني الصحيح في سبيل الاستقلال الوطني الصحيح.

وليس يكفي الشيوعيين أن يعرفوا نظريتهم العلمية، وأن يعرفوا مستواهم السياسي، بل ليس يستطيع الشيوعيون أن يفهموا ويهضموا نظريتهم العلمية، إذا لم يكن لهم معارف عامة وثقافة عامة. ولا يستطيع الشيوعيون أن يرفعوا مستواهم النظري السياسي، إذا لم يدرسوا أحوال وطنهم وتاريخ شعبهم، يجب أن نعرف بلادنا، أن ندرسها بكل بقعة من بقاعها، بجميع مميزاتها وخاصياتها، بثروتها وجمالها وبكل ما حبتها الطبيعة من منح غالية غزيرة.

ويجب أن ندرس تاريخنا في ضوء نظريتنا العلمية، لأن هذه النظرية لا تساعدنا على وضع سياسة صحيحة لحزبنا وعلى إيجاد الحل لمشكلاتنا وقضايانا الوطنية فقط، بل تعيننا على فهم تاريخنا العربي وثقافتنا العربية، وعلى إحياء أجمل ما في تراثنا، واكتشاف جميع النواحي الإيجابية الطيبة في تاريخ شعبنا، هذه النواحي التي ما زالت الأيدي الغربية تعمل على طمسها ومحوها وإخفائها.

ويجب أن ننفض غبار الأجيال عن مخلفات شعبنا الديمقراطية، يجب أن ننقب عن كل آثاره الثقافية وثروته الفكرية، ويجب أن نبعث أمجاد آبائنا العرب وبطولتهم في نضالهم التحريري خلال الأجيال الطويلة مهما كانت أشكال ذاك النضال ومهما تنوعت مظاهره.

ولا يستطيع الشيوعيون أن يؤدوا رسالتهم السامية في خدمة شعبهم وتحرير وطنهم، إذا لم يعرفوا تاريخ نضال آبائهم وأجدادهم وإذا لم يشعروا أنهم من الورثاء الشرعيين لهذا التراث الغالي الذي خلفه الآباء والأجداد.

إننا بحاجة إلى قادة شيوعيين يجمعون إلى التجربة السياسية والإخلاص والإقدام والتفاني، الثقافة السياسة والثقافة العامة، وبذلك يصبحون جديرين بالواجب الخطير الملقى على عاتقهم.

إننا بحاجة إلى قادة من هذا النوع يستطيعون أن يجعلوا قرارات الهيئات العليا في الحزب وشعاراتها، قرارات وشعارات الحزب كله، والجماهير كلها. إننا بحاجة إلى قادة، يعرفون ويدركون أن الخطة السياسة في الحزب لا يمكن فهمها، ولا يمكن بالنتيجة تطبيقها تطبيقاً صحيحاً مجدياً، إذا نظر إليها أعضاء الحزب كخطة آتية من فوق، لا كخطتهم أنفسهم. فكلما ازداد الشيوعيون الذين يدركون أن سياسة الحزب وقراراته وشعاراته، هي لهم ومنهم، ازداد حزبنا قوة وكفاءة في القيام بواجبه، كطليعة للحركة الوطنية وقائد للنضال الوطني. ولكي يتم ذلك يجب رفع المستوى السياسي والثقافي العام للحزب بصورة مستمرة وبدون كلل أو ملل.

ــــــــــــــــــــــــــ

* من التقرير الذي ألقاه فرج الله الحلو في المؤتمر الثاني للحزب الشيوعي في سورية ولبنان الذي عقد بتاريخ 31 كانون الأول من عام 1943 والأول والثاني من كانون الثاني عام 1944.

ـــــــــــــــــــــــــــــ

“قاسيون” – 6 آذار 2023

 ********************************************

  الليبرالية الجديدة وتناقضاتها / خيمينا دي لا بارا

 ترجمة: د. هاشم نعمة

 

عندما أضطر التوسع الرأسمالي العالمي للتعامل مع فترات الركود المتكررة خلال السبعينيات، جرى نشر استراتيجية جديدة لتوسيع تغلغله في الأسواق الوطنية. وقد أدى هذا إلى مواجهة بين احتياجات رأس المال العابر للحدود واحتياجات تشكيلات أمريكا اللاتينية غير المتكافئة والمتخلفة. ومع استثناءات قليلة، أدت الأزمة التي تلت ذلك في نموذج اللجنة الاقتصادية لأمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي لإحلال الواردات إلى فرض تعديل هيكلي على النحو الذي تمليه القوى الاقتصادية العظمى الأساسية. وتشير هذه الأزمة الناتجة داخل الدولة التنموية والكوربوراتية إلى أن موجة أخرى من الإصلاحات كانت وشيكة.

تشكلت الخلفية الجديدة للتنمية من ظهور تكتل قوي من الشركات الضخمة العابرة للوطنية التي أطلق عليها المنظر الأرجنتيني أتيليو بورون “لوياثانس الجديد” (2000). يُتوقع الآن من الدول ذات السيادة في أمريكا اللاتينية أن تتكيف مع “الحقوق الطبيعية” لرأس المال العالمي. وفي وقت لاحق، كان من الواضح أن إعادة الهيكلة العالمية للتراكم الرأسمالي في السبعينيات قد مثّل بداية لما نعرفه الآن بـ “العولمة” في حين أصبحت السياسات الاقتصادية والسياسية التي دعمتها تُعرف بالليبرالية الجديدة. في ظل الليبرالية الجديدة، اعتبر دعم الدولة بعد إصلاحها مرادفا لوعود التنمية للجميع، وظروف معيشية افضل وزيادة مستويات الاستهلاك الشخصي. وستكون الوسيلة لتحقيق ذلك هي السوق، وسيتم إقصاء الدولة التمثيلية لتأكيد سلبية المجتمع المدني وحرمة حقوق الملكية الخاصة باعتبارها أفضل طريقة لتجربة الحقوق الفردية.

مع استثناءات قليلة، مثل دولة جزيرة كوبا، أصبحت الليبرالية الجديدة بسرعة متوطنة في أمريكا اللاتينية. وفي أعقاب فترتين من حكم المحافظين الجدد في عهد رولاند ريغان، أصدر عضو في الإدارة التي خلفت جورج بوش (الأب) ما أصبح يعرف باسم “إجماع واشنطن”، أي مجموعة من المبادئ التوجيهية للشكل الجديد لحكم الدولة الذي تضمن: الانضباط المالي؛ إعادة تنظيم أولويات الانفاق العام؛ إصلاح الضريبة؛ تحرير معدلات الفائدة؛ أسعار صرف تنافسية؛ تحرير التجارة؛ تحرير الاستثمار الأجنبي المباشر الداخل؛ الخصخصة؛ رفع القيود؛ وتعزيز جميع حقوق الملكية (واشنطن 2002). في الواقع، أصبح التراجع الجذري عن المبادئ اليكنزية يُمثل الشكل الوحيد الممكن للتطور الديمقراطي.

بالطبع، لم تكن عملية قبول إملاءات واشنطن سلمية ومتناسقة. كانت الليبرالية الجديدة قد فُرضت أولا عن طريق التجريب وتحت تهديد السلاح في حالة شيلي في عام 1973. وفي أوائل الثمانينيات، خضعت البلدان المثقلة بالديون للتكيف الهيكلي كشرط للحصول على قروض جديدة من أجل بقائها. وعملت المبادرات الجديدة لواشنطن على توحيد هذه السياسات الليبرالية الجديدة وترسيخها من خلال سياسات التجارة والاستثمار “التفضيلية” التي بلغت ذروتها في مجموعة كاملة من اتفاقيات التجارة الحرة شبه الإقليمية والثنائية التي كانت اتفاقية التجارة الحرة لأميركا الشمالية أولها.

سعت الليبرالية الجديدة إلى خلق الأساطير الخاصة بها بشأن توزيع الثروة، وإحياء الفكرة التي فقدت مصداقيتها فعليا القائلة بأن الرأسمالية تصحح نفسها بنفسها وتتطور نحو المزيد من المساواة. ما تم تفسيره على أنه عدم مساواة متأصلة سيظل عند مستوى “مقبول”، كما تقول الخرافة، وسيعمل “سحر السوق” على تسخير التقنيات الجديدة والقوية التي من شأنها تحقيق أفضل عالم ممكن لعدد أكبر من المواطنين. وتحت العبارات الأيديولوجية المتناغمة، سعى إجماع واشنطن لتسهيل الوصول إلى الموارد الطبيعية والمواد الخام الرخيصة في المنطقة، مع التركيز المتزايد على الطاقة. كما اقترحت سياسات تجارية مصممة للاستفادة من هيمنة الولايات المتحدة على التكنولوجيا والمعلومات لتعميق هيمنتها على اقتصادات أمريكا اللاتينية الناشئة. ويسعى الجيل الجديد من مبادرات التجارة العالمية إلى تجريد الدول الوطنية من عمليات صنع القرار الأساسية الخاصة بها، ووضعها في أيدي مؤسسات فوق وطنية وغير ديموقراطية مثل مؤسسات التمويل العالمية والشركات فوق الوطنية، وإخضاعها لآليات التحكم التي تعمل خارج نطاق المؤسسات الوطنية. في هذا السيناريو، وبما إن الكثير من الشركات فوق الوطنية لديها ميزانيات أكبر بكثير من معظم دول أمريكا اللاتينية، ستكون التباينات واضحة إلى حد كبير. باختصار، كان هذا بمثابة هجوم رأسمالي عالمي يهدف إلى تكريس “حقوق” رأس المال على حساب الحقوق البشرية والبيئية لشعوب المنطقة وخارجها.

تمثّل التناقض الواضح لهذه العملية بالفصل العالمي لصنع القرار الاقتصادي عن آليات المشاركة الديمقراطية. ويُمنع المواطنون الذين صوتوا في الانتخابات على نحو متزايد من ممارسة تأثيرهم على السوق التي على العكس من ذلك استجابت لإملاءات الشركات الأجنبية الكبيرة. لقد ركزت الليبرالية الجديدة بدقة على تفكيك جميع أنظمة وقدرات التدخل لدى الدول الوطنية، مدعية أن “السوق الحرة” لا يمكن أن تتسامح مع أي شكل من “تدخل الدولة” في الشؤون الاقتصادية. وباسم الحرية، سيحل الاقتصاد محل السياسة. في حين يجادل بورون بأنه كان هناك دائما اهتمام معين بالمساواة في المبادئ الغربية الديمقراطية منذ أفلاطون، لكن الليبرالية الجديدة كانت تطمح لتحقيق حالة من عدم الاكتراث الكامل بالتوزيع الاجتماعي للثروة، وبالتالي خلق التناقض الكامن وراء الادعاءات الديمقراطية المنسوبة للسياسات الليبرالية الجديدة. ومن خلال تجاهل القبول المتزايد للحقوق الأساسية، فقد صادرت الليبرالية الجديدة بشكل أساسي حق ممارسة المواطنة بصورة فعلية لدى قطاعات اجتماعية بأكملها. 

لم تتعرض الليبرالية الجديدة الأرثوذكسية للهجوم من قبل المؤسسات العالمية إلا بعد اندلاع أزمات متعددة في عام 2008، وذلك في محاولة لإعادة الاستقرار للرأسمالية. وبدأ معظم القوى الغربية الرئيسة في سياق الأزمة المالية التحمس بشكل انتقائي لأراء الكينزية الجديدة. تكليف الدولة بدور الإنقاذ المالي لتلك الكيانات نفسها التي تسببت في الأزمة في المقام الأول من خلال تكهناتها المتهورة. ولم يكن هذا سوى نصف الصورة، لأنه بدلا من ضمان العمل والأجر المعيشي للتخفيف من الاتجاه المزمن نحو الإنتاج الزائد وتقلص الطلب الكلي، جرت المحاولة لجعل العمال يتحملون عبء خطة الإنقاذ من خلال خفض الأجور، وتراجع الإنفاق الاجتماعي، والسياسة المالية التراجعية والبطالة والقمع. وقد أبقى هذا الإحياء الجزئي للتفكير الكينزي السليم الاقتصاد العالمي في وضع صعب، في حين أظهر إلى أي مدى باتت الدولة بعيدة عن المبادئ الديمقراطية لتمثيل مصالح الأغلبية.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الترجمة من كتاب: Victor Manuel Figueroa Sepulveda (ed.),Development and Democracy: Relations in Conflict (Leiden/ Boston: Brill, 2017).

.*************************

طبعة جديدة من كتاب هؤلاء علموني لسلامة موسى

عن مكتبة الأسرة (الهيئة المصرية العامة للكتاب)، صدرت طبعة جديدة من كتاب “هؤلاء علموني” للكاتب والمفكر الراحل سلامة موسى، ويتضمن شذرات من حياته التي امتدت من 1887 إلى 1958.

ويقول سلامة موسى: “بدأت أرسم خريطة حياتي حوالي عام 1906 حين ساء الوسط العائلي، ففررت إلى أوروبا، وهناك انبسطت لي آفاق، وحلمت أحلاماً ورأيت رؤى، وشرعت أدرس اللغتين الفرنسية والإنكليزية”.

ويضيف موسى الذي يعد من رموز النهضة المصرية الحديثة: “رأيت شعوباً حرّة لكل منها الكلمة العليا التي تتضح في الانتخابات البرلمانية، ورأيت مشاكل الشعب تدرس في البرلمان الذي له وحده حق تعيين الوزارات وإسقاطها، ورأيت جرائد تعالج المذاهب وتناقش الساسة، ورأيت الاجتماعات التي يجتمع فيها الرجال والنساء ويبحثون فيها مشاكل العالم، ورأيت البيت النظيف، والشارع النظيف، والكتب العديدة، والمكتبات المجانية، واختلط بكل ذلك، وتحدثت إلى الفرنسيين والإنكليز، وشرعت عندئذ في الأخذ بأساليب المتمدنين، وأهدف إلى أهدافهم، وأدرس وأتعلم وأتجول وأتأمل”.

ويستطرد الراحل الكبير: “عرفت فوق ما عرفت، أن المرأة يمكن أن تكون إنساناً حرّاً لا يختبئ من الدنيا، ولكن يواجهها في شجاعة، تتعلم وتعمل وتتحمل المسؤوليات”، ويتابع: “هناك كتب قد غيرت نفوسنا كما لو كانت ديانات جديدة، بل إن الاختلاف بشأن نظرياتها يشبه إلى حد كبير الاختلاف الديني، فإن المختلفين على كتب نيتشه في مذهب القوة يحتدون ويتعصبون، وكتاب داروين عن أصل الأنواع لا يزال يحدث مصادمات ذهنية بين التقليديين والابتداعيين، فهو كفر مظلم عند أولئك، وهو رؤية مثرية عند هؤلاء، وإني واحد من أولئك الذين تغيروا بنظرية داروين، لأن التطور عندي مذهب سام، قدس نفسي غيّرني ووجهني، وهو ليس عندي تفكيراً فحسب، وإنما هو إحساس وعاطفة وحب وروحية”.

ـــــــــــــــــــــــــــ

“النهار العربي” – 18 آذار 2023

 ********************************

الصفحة الحادية عشر

ذاكرة

هاشم الطعّان: أصالة الرأي وصدق الموقف

سعيد عدنان

ولد هاشم سعدون حسن الطعّان في الموصل، في سنة 1931، ودرس في مدارسها، وكان في دراسته نابهاً يحبّ العلم والمعرفة، ويُقبل على الاستزادة منهما، وقد أدرك معلّموه فيه، منذ صدر حياته، النباهةَ والذكاء، واستقامةَ المسلك. كان صغوه نحو العربيّة؛ في ألفاظها وأبنيتها، وفي كَلِمها المنظوم؛ وكان كلّما تقدّم في دراسته زاد إقبالُه على الشعر العربيّ؛ حفظاً ودراسة، وزادت رغبته في قراءة الآثار القديمة والجديدة؛ وتحفّزتْ قريحتُه الأدبيّة لمزاولة النظم والنثر. وحين أتمّ الدراسة “الثانويّة “ التحق بدار إعداد المعلمين، وتخرّج فيها معلّماً؛ فعمل في التعليم الابتدائيّ مدّة، عرَفَ، خلالَها، تلاميذُه فيه الجدَّ والإخلاص وحسنَ الرعاية، ونزعةً أدبيّة حبّبت إليهم الدرسَ وصاحبه.

أقبل هاشم الطعّان على الأدب العربيّ الحديث مثلما أقبل على الأدب القديم؛ لا يصدّه عن موطن الأصالة والإبداع قِدَمٌ أو حداثةٌ؛ ذلك أنّه وُهِبَ مقدرةً على إنزال المعارف منازلَها واستصفاءِ خير ما فيها، مثلما وُهِب رحابةَ أفق ولينَ جانب. وقد نشأت بينه وبين ناشئة الأدب في الموصل، ممّن هم في سنّه أو في سنّ قريبة منه، وشائج تقوم على حبّ الأدب والثقافة، وعلى التطلّع إلى غدٍ مشرق. فقد قامت بينه وبين شاذل طاقة، ابن مدينته، صحبةٌ ومودّة؛ كان كلاهما حريصاً على إدامتها. وكان شاذل أكبر منه، وأسبق إلى ميدان الشعر والثقافة. ثمّ التقى معهما من أبناء المدينة: يوسف الصائغ، وعبد الحليم اللاوند؛ وكلّهم كان في صدر حياته، يزاول الشعر والكتابة، ويُعنى بالشأن العامّ وما يضطرب فيه، ويمدّ عينيه مستشرفاً ما يتخلّج في الأفق.

كان هاشم الطعّان قد أصدر في سنة 1954 ديوانه الأوّل: “ لحظات قلقة “؛ طبعته المطبعة العصريّة في الموصل، لكنّه لم يُقدّر له الذيوع، وظلّ مداره في حلْقة الأقربين، والأدنين. وبدا، من بعدُ، للأصدقاء الأربعة؛ شاذل طاقة، ويوسف الصائغ، وهاشم الطعّان، وعبد الحليم اللاوند أن يُصدروا معاً ديوان شعر بعنوان: “ قصائد غير صالحة للنشر “، يضمّ قصائدهم التي اعتذرت الصحفُ اليوميّة، يومئذٍ، عن نشرها؛ فأصدروه في سنة 1956، غير أنّ الحكومة أمرت بحجبه، وإبعاده عن التداول؛ لأنّها رأت أنّ من قصائده ما لا يجري على مرضاة منها. غيرَ أنّ أولئك الأصدقاء الأربعة، وديوانهم المحجوب بقوا موضعَ ذكر وثناء كلّما ذُكر الشعر في سنوات الخمسين في الموصل خاصّة وفي العراق عامّة. ولقد كنتُ في الموصل أعمل في جامعتها في سنوات الثمانين من القرن الماضي، وأردتُ أن أرى عبد الحليم اللاوند، بقيّةَ أولئك الأصدقاء الأربعة في الموصل، فقيل لي: إنّه في دكّانٍ صغير له في السرجخانة فقصدته عصر يوم من أيّام الخريف، أنا وصاحبٌ لي موصليٌّ خبيرٌ بشعاب المدينة فوجدته قائماً في دكّانه منصرفاً إلى نفسه، مستغرقاً فيها، وكأنّه في حوار معها لا ينقطع . قلت له: ماذا بقي من أولئك الأصدقاء الأربعة ؟ قال: اثنان أطبق عليهما الثرى، يريد شاذلاً وهاشماً، وثالث مدير عام مؤسسة السينما والمسرح، والرابع ينتظر أجله!

ولئن أطبق الثرى، من بعدُ، عليهم جميعاً فلقد كانوا صفحةً مضيئة في الأدب العراقيّ الحديث.

ظلّ هاشم الطعّان مع الشعر؛ ينظمه وينشره حتّى أصدر في سنة 1960 “ غداً نحصد “، ثمّ بدا له أن ينصرف إلى ميدان الدرس والبحث والتحقيق. وكان قد التحق بكليّة الآداب، بقسم اللغة العربيّة، في سنة 1956، وتخرّج في سنة 1960 فاتّضح أمامه طريق الدرس والبحث، ورمى بعينه نحو الدراسات العليا. وانشغل، وهو في الطريق إليها، بتحقيق “ ديوان الحارث بن حلّزة اليشكريّ “، فأصدره في بغداد سنة 1969، وبتحقيق “ ديوان عمرو بن معديكرب الزّبيدي “، فأصدره في بغداد سنة 1970. ونهجه في التحقيق يقوم على الوثاقة والضبط وإخراج النصّ مستقيماً بريئاً ممّا يشوب.

وإذ تهيّأت له الدراسات العليا في كليّة الآداب تخصّص في حقل اللغة، ونال شهادة الماجستير بتحقيق كتاب “ البارع في اللغة “ لأبي عليّ القاليّ، وهو معجم يجري على نهج الخليل الفراهيديّ في “ العين “. وقد دلّ الطعّان، في عمله، على علم متين باللغة ورجالها، ومناهجهم في الدرس والتأليف، ومابينهم من صلة تقوم على اقتداء اللاحق بالسابق في المادّة والمنهج.

وتمّ له بعد نيل الماجستير إحرازُ الدكتوراه بدراسة رصينةٍ متينة عنوانُها “ الأدب الجاهليّ بين لهجات القبائل واللغة الموحّدة “. وعُني بمساهمة العرب القدماء بدراسة اللغاتِ السامية، وبيان ما بينها وبين العربيّة من صلات؛ فوضع في ذلك دراسة نُشرت في سلسلة الموسوعة الصغيرة التي كانت تصدر ببغداد عن دار الشؤون الثقافيّة.

وإذا بدا هاشم الطعّان في ما حقّق، وما كتب في الماجستير والدكتوراه رجلاً من أهل التراث العربيّ يعرف مداخله، ويُحسن القيام عليه؛ فإنّه، مع ذلك، رجلٌ مغموس في عصره؛ فكراً وممارسة؛ إذ عرف العملَ السياسيّ المُنظّم في مطلع حياته، وأخلص له على وضوح رؤية واستقامة نهج؛ وغايتُه منه إقامةُ العدل الاجتماعي، وردُّ الظُلامات عن فئات من الناس مُعدمةٍ؛ فكان أن لقيَ، بسببٍ من ذلك، صنوفاً من الأذى؛ سُجِنَ، وأُقصيَ، ودُفع عمّا هو له؛ غيرَ أنّه بقي وثيقَ النفس، قويَّ الإرادة، مقبلاً على الدرس والتأليف، وعلى الشأن العام؛ لا يني عن عمل مفيد ما أُتيح له؛ فقد ساهم في اتّحاد الأدباء، وعمل في هيئته الإداريّة؛ وكان له صوتٌ واضح وموقفٌ رصين. وهو في عمله كلّه يرعى المؤتلف ويحوطه، ويمدّه بما يشدّ من عضُده، ويحفظُ على المختلف اختلافه. وكان، مع ذلك، يكتب المقالة وينشرها في صحيفة أو مجلّة متناولاً بها رأياً ما، أو قضيّة من القضايا، أو يبسط القول في عَلَمٍ من أعلام الأدب واللغة، أو يقف عند كتاب جديد يعرضه. فقد نشر في مجلّة “الأديب المعاصر”، وفي مجلّة “التراث الشعبيّ”، وفي مجلّة “المورد”، وفي مجلّة “الثقافة الجديدة”. وهو لا يكتب حتّى يُتمَّ الإحاطةَ بما يُريد أن يكتب عنه، وحتّى يُسلّط ذهنَه الناقد على ما بين يديه؛ فلا غروَ أن تجيء كتابته حصيفة محكمةً يلتقي عندها القديم بالجديد على نحو من الائتلاف المنسجم.

وهو، من قبلُ ومن بعدُ، صاحبُ كتاب؛ يحبّ الكتب، ويُقبل عليها إقبال الشَّغف الملهوف، ويبذل في سبيلها من غير حساب حتّى تكوّنت لديه مكتبةٌ ضخمة بآلاف الكتب رأيتُها حين اشترتها، بعد وفاته عام 1981، كليّة التربية للبنات بجامعة الكوفة فإذا بها غنيّة ثريّة لا تُخلُّ بمصدر أو مرجع في اللغة والأدب والتاريخ. ولئن أُعجل فذهب قبل أوانه فلقد بقي منه أصالةُ الرأي وصدقُ الموقف.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الى الشهيد عامر الأعرجي..  المُعَلم الأول*

طه الزرباطي

الى الشهيد عامر الأعرجي

اعدم ضمن قائمة طويلة من العُشاق عام 1983

لم يُفَكِر بوطـنٍ بديلٍ، مهما كان مؤقتـا على الرغـم من كل الاغراءات , والتحذيرات، في آخرِ

يومٍ من حريتهِ المُلغمةِ في شـارع الرشـيد؛ تقول ابنةُ أخيهِ : حيثُ تتوجَهُ الى عملِها الوظيفي

وهو يتوجهُ الى معملِ النِجارَةِ محطة أخرى من منافيه داخل الوطن قال : حتى الموتُ هُنا أحلى

مؤشرا الى شارعِ الرشـيدِ تارِكا باقاتٍ من ابتساماتٍ لا تُنسى...

يَسْتيقظُ الليلُ

يَتَلبَسُ عباءَةَ خَوفِهِ

يُشهرُ حُلمَهُ الخَشَبِيَّ

يَنْسى على بابِ ابتِسامتِهِ ألفَ قَلَقِ

يَتَنَفسُ رائحةَ كِتابٍ

بين نَبضِكَ وقميصِكَ الداخِليِّ يَغفو

على أغنيةٍ،

تَحُثُّ خُطى نورِكَ،

في جوفِ عُتْمَةِ قلقِهِ عليكَ،

تُطارِدُ بِحُنْكَةِ صَيّادٍ كِلابَهُم...

في تلك العُتمةِ؛

خلفَ نَخلةٍ يَتسمَّرُ عاشِقٌ،

تَسْتهْدي اليهِ بِنبضِهِ،

يُجيدُ نَبْضُكُمُا الغَزلَ الوطنِي َّ؛

تُخرجان كتابيكُما من صدريكُما؛

كَمَنْ يُخرِجُ قلبينِ لِلتَبادُلِ،

بِهَمْسٍ تقولُ له : في النَهارِ لا أعرِفُكَ

يَردُ بِشَهقَةِ ابتِسامَةٍ مَخنوقَةٍ في الظلامِ؛

في النهارِ لا ( نَعرِفُنا )

يُطارِدُهُ المُخبرُ السِرِّي بِقلقٍ مُزمِنٍ؛

يَكتُبُ :

في الخامسةِ صباحاً يُمارسُ رياضتهُ الصباحيَّةَ؛

بين البساتين،

يَعْشَقُ القِداحَ،

والنهرَ؛

يَتَحدَّثُ الى الماءِ طويلا...

ويضيفُ المُخبِرُ :

(يشلعُ قلوبنا بالركضِ خلفَهُ؛ لهُ عِلاقَةٌ حميمَة بِكُلِّ الأشياءِ)

في السادِسَةِ على نهرِ جَزمانَ يُعلمُهم الصَيْدَ،

يَرْمِي سِنارتَهُ في النهرِ،

ويَطِشُّ في وجوهِهِم خمسَ عَشرَةَ ابتسامَةً،

ويَحصِدُ وَطَنَاً سَعيدَاً....

في السابِعةِ والنِصفِ يَصْطَفونَ،

يَقرأ لهم النشيدَ الوطني تِلاوَةً

ورأسُهُ مرفوعٌ كعلمٍ،

جاء في تقرير المُخبرِ أيضا؛

(كُلُهم ينظرونَ اليه؛

أنصحُ بإلغاء فقرة النشيد الوطني)

في الثامِنَةِ يَغرَقُ في رِذاذ طبشورِه؛

يقولُ لهُم : لا شيءَ أنقى أن نتعلمَ،

فيرسُمَ حُلمَ فيثاغورَس على السبورةِ،

أحلَموا...أحلَموا...الحُلُمُ هو البابُ السريُّ..

في العاشِرَةِ مع فريق كُرةِ السلةِ،

أنتَظِرُ تَصفيقَهُم؛

حينَ يَضَعُ الكُرةَ في سَلَةِ انتِظارِهم؛

وهو يشرَحُ...

بِرَشاقةٍ قَواعِدَ اللُّعبَةِ...

في الحادِيَةِ عشرةَ يُوزعُ التغذيةَ الصباحيَّةَ،

ويَحصِدُ ابتساماتِ وطنٍ آتٍ لا مُحال..

حين علمَهُم الصيدَ،

بأناقةٍ صنعَ (شناطاتِ) صيْدٍ؛

لا تقتلُ طائرا...

قالَ لَهُم : الصَيْدُ لذيذٌ يا أبنائي؛

لكنَّ الألذَّ هو مَنْحُ الحُريَّةِ؛

وهو يُطلِقُ صَراحَ البُلبُلِ،

وينتظِرُ تغريدَهُ على أقربِ غُصنٍ..

(أتسمعونَ الحُريَّةَ أنها تُغرِّدُ اليكُم )

في المَنفى الاختباري في الشحيميَّة

جاءَ في التقريرِ الأوَّلِ لِمُخبِره الجديد :

حَصَلَ انقلابٌ في المدرَسَةِ؛

المُعلمون يُعقمونَ الماءَ الآسنَ،

استحدَثَ الرياضةَ الصباحيَّةَ،

رَمَمَ النشيدَ الوطنيَّ؛

بالموسيقى،

بالحَماسِ....

صَنعَ بجدارةِ نجارٍ سَلةً،

وهدفين في ساحةِ كُرةِ القدَمِ،

استحدثَ المَرْسمَ المُهمَلَ،

رسمَ لوحاتٍ جميلةٍ؛

لِنِساءٍ يَبْتَسِمْنَ للشمسِ،

جَمَّلَ بها الرِواقَ القَبيحَ بابتسامَةِ طِفلَةٍ

ملاحظة عوقِبَ المُخبرُ السِرِّيُ حزبيا؛

بتُهمَةِ كيل المديحِ لِشيوعيٍّ...

****

في السِجنِ؛

أنهكَ جلاديهِ؛

بِصَمْتِهِ الجبار،

قال لهم : قابيلُ لم يقتُل هابيلَ،

بل أُريدَ لهُ ذلك...

لا تقتلوا أنفسَكُم،

قالَ لَهم؛

كانَ يُمْكِنُ لشكسبير أنْ يَمنعَ هاملتْ من قتلِ أبيهِ..

في السِجن كانَ يتذكرُ فصولَ؛

(رجالٌ تحتَ أعواد المشانِق)...

في السِجنِ...

كانَ يترُكُ الليلَ مُسْتيقِظَاً

يسرِدُ لهُ قُصصَ الحُبَّ،

أشهى من ألفِ ليلةٍ وليلةٍ..

صباحَ الإعدامِ

أوقفهُم جَمِيعاً،

أنشدوا النشيدَ؛

وَدَعَهُم؛

لِكُلِ جبينٍ قُبْلَةً...

عامِرُ الأعرجي لم يَمُتْ

سَيَبْقى عامِرا،

أراهُ الآنَ؛

بَيْنَنا يَسمَعُ نصيَّ؛

يُصَفِقُ أكثرَ مِنْكُم...

وَيَضحَكُ سَعيداً،

كَمَنْ يَقطِفُ ثمراً منْ شجرَةِ حُلمِهِ؛

ويُصحِحُ مُبتَسِماً أخطائي،

اشُمُّ رائحةَ قِداحِهِ،

أسمَعُ وَقعَ خُطاهُ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

*القصيدة القيت في الحفل المركزي للحزب الشيوعي العراقي ببغداد يوم 21/ 3/ 2023.

 *********************************************** 

قصة قصيرة.. كتاب الأبرار

كاظم جماسي

دائب الحركة من دون كلل أو ملل، بجسد كما الخيزرانة نحافة ومرونة وعنفوان، متوهجا، أي وقت تراه، بإبتسامة  منداحة على وجه أسمر صبوح، يساعد هذه ويعين ذاك، ودودا محبا للجميع، مثلما يحبه الجميع.

الفتى علي الذي فاضت روح أبيه بين يديه، ذات نهار تشريني، برصاصة” مجهولة المصدر”.. ولم يك قد أقترف أي ذنب، سوى أنه كان يهتف مع آخرين، في ساحة التحرير مطالبا بوطن.

فجرا من كل يوم، ينطلق علي وحشد من جيرانه، شبابا وشيبا، نساء ورجالا، وأطفالهم أيضا، كل يحمل شوالاته، الى حيث جبال الزبل المتناثرة في خلاء موحش، والتي تحيط بها ما بدا مساكن، هياكلها محض صفيح صدىء، وبخليط من طين وتبن مملوطة سقوفها. يدبون على سفوح الجبال، صيفا مستعرا أو شتاء متجمدا، يلقمون شوالاتهم بعلب من المعدن أو قنان من البلاستك، حتى أذا أنقضت نهاراتهم وأمتلأت شوالاتهم، يمضون بها، متعبين مكدودين الى حيث دكان بائع العتيق، يزنها، ينقدهم أثمانها، فيقفلون الى مساكنهم راجعين.

في آخرة ذاك النهار، والشمس كعادتها بدأت تذوي لتغادر،  وسفوح جبال النفايات راحت تسكن من دبيبها، تناهى الى سمع علي، وهو لما يزل على احد السفوح منهمكا بالعمل، هسيس بلغه من فوق قامته: تعااااال.. تعاااال..، لبرهة أطرق علي، ثم مالبث أن أستجاب صاعدا، وراح كلما يخطو خطوة يتضح الهسيس درجة، حتى أذا أنتصف الليل وكان علي قد استوى واقفا على القمة، فيما غدا الهسيس صوتا واضح النبرات، جال بصره حائرا الجهات جميعها، ولم يلبث أن أستشعر ما يلفت اسفله، أصطكت عظامه وأعترته رعشة عظيمة، لحظة رأى، في دائرة مشعة صغيرة بين قدميه، مهرا ناصع البياض بأجنحة وعيون كحيلة الأجفان واسعة الحدقات، أناخ له فأمتطاه علي قابضا بكفيه على عرفه الأبيض الكث، غائبا أو مغيبا عن الوعي أو يكاد، شهق المهر بقوائمه الأربع من فوره مسافة في الفضاء، ثم نكس رأسه وجسده نحو مركز الدائرة، جناحاه طليقان يرفرفان، زارقا في عمق الجبل، لتنفتح الطريق سالكة رحيبة قبالتهما، المهر وفارسه، سابحين في نور وهاج.

بعد شوط من الزمن لايمكن حساب مقداره ربما كان دقائق أو سنوات، رأى علي قدورا جبارة، على جانب من مسراه، تفور قارا وصديدا، وتحتها نار موقدة عظيمة، فيما تشرأب من على حافاتها، صارخة مستنجدة، رؤوس آدمية بلحى وشوارب كثة وجباه مختومة، جسومها تسلق في جوف القدور، وتتخاطف أذرعتها خارجا ملوحة، وعلى مقربة منها جسوم شبيهة أخرى، مجندلة بسلاسل طويلة من حديد، وأدبارها مخوزقة بإسياخ حامية محمرة غليظة، فيما، يقابلهم جمع من نسوة عاريات نافشات الشعور معلقات من حلمات أثدائهن بكلاليب حديد، وبطونهن وظهورهن تكوى بإسياخ مجمرة.. وغير ذلك مما كدر روح علي وأجزعها، فأقشعرت لمرآه مسامات وشعر جلده.

.. وكما لوكان نيزكا، عبر المهر مبهر العينين كحيلهما، وفارسه متشبثا بناصية عرفه ناصع البياض، شوطا أخر من الزمن، وأضحت تبين أمامهما قسمات مرأى آخر، تفغم أنفيهما، منبعثة منه، عطور زكية، وقد أقتربا أكثر شاهدا خمائل يانعة بزهر ملون، تأتلف وإياها جداول وغدران من ماء ومن لبن ومن خمر، بدت صفحاتها كما مرايا رائقة صافية..

تباعا، وقد أبطأ من إندفاعة طيرانه، حط المهر رخيا قوائمه فوق عشب ناعم وثير، مشدوها رأى علي جموع من صبايا وصبيان بعمره، جذلين يرقصون بين تلك الخمائل والغدران، تحيط بهم أشجار تين ورمان وزيتون، وتظلهم سقائف أعناب، عناقيدها دانية، ما أن لمحت الجموع عليا حتى ألتمت عليه، هللوا لمقدمه، سقوه نبيذا أنعش العافية في جسده، وعلي تعقد الدهشة لسانه، راح يتفرس في الوجوه صافنا، هذه الوجوه ليست بغريبة، أنه يعرفها.. نعم يعرفها.. أين..أين؟..

أهتدى، بعد لحظات، الى أنه ألتقى بعضها في ساحة التحرير، والبعض الآخر، عبر شاشات التلفزة، في سوح التظاهر الأخرى التي حفلت، عرضا وطولا، بها البلاد.

ما مكث علي حتى ضمته جموع الصبايا والصبيان الى حلقاتها، واندفع راقصا وسط الراقصين بعنفوان ليس كمثله عنفوان، على وقع لحن عذب شدت به حناجرهم” جنه.. جنه.. جنه.. والله ياوطنه.. يوطن يحبيب.. يبو تراب الطيب.. حتى نارك جنه..”.

قبيل حلول الفجر بقليل أصطحبت الجموع علي الى ضفة خضراء لجدول قريب، شاهد شيخا تحتشد بحضنه وعلى كفيه وكتفيه ورأسه ايضا أسراب حمائم بيض، يطعمها دخنا وحنطة، ويسبل ساقيه في مويجات الجدول المنسابة الرقراقة، وجهه البهي نوراني الطلعة، سرعان ماعرف علي فيه وجه أبيه، ألتقيا، ضما بعضهما، تبادلا القبل، سأل الوالد ولده عن أمه وعن أهل حي الصفيح، وهل مازالوا يعملون ويهتفون عاليا يريدون وطن، طمأنه الولد: أن نعم.. ومن بعد مد الأب يمناه في عبه فأخرج مجلدا منقوشا على غلافه، بإحرف باهرة من ماس” كتاب الأبرار” ثم شدد موصيا ولده أن أقرأ صفحة منه، بكل ماتصدح به حبال حنجرتك، في كل ساحة وشارع وزقاق، يتظاهر فيها مواطنوك.. سيساقط، يابني، كن موقنا، كما الورق الأصفر الميت في الخريف، كل جبروت الظلمة والمفسدين.

متأبطا” كتاب الأبرار” مع الخيط الأول لضياء الفجر، متلبسا بحماسة ليس من نظير لها، أمتطى علي مهره.. مهره الأبيض كحيل العينين وسيعهما، منطلقا، تشيعه الحمائم البيض، عائدا الى حيث أتى.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

هل تتوقف «الآداب»؟

مؤلم جداً ان تتوقف مجلة زاهرة مثل “الآداب” عن الصدور بعد غياب أركانها الثلاث: د. سهيل ادريس، د. سماح ادريس، وأخيراً د. عايدة مطرجي ادريس التي رحلت مؤخراً.

“الآداب” التي شكلت ابرز وأهم ظاهرة في الثقافة العربية على مدى اكثر من نصف قرن، وكانت قبلة الادباء العرب في كل بلدانهم، وكانت تجمعهم على مائدة الفكر والفن والابداع.

ومع انها كانت تشهد تحولات من: التوجه القومي والوجودية والليبرالية، والماركسية. الا انها كانت تعد الأكثر اصالة في العطاء المعرفي والابداعي العربي، كما كانت “دار الآداب” تقدم كتبا نوعية في التأليف والترجمة، وقد تركت بصماتها على أجيال من المثقفين والمفكرين والمبدعين.

الأمل ان تظل “الآداب” مدرسة للجمال والمعرفة الرصينة.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الصفحة الثانية عشر

الموصل تستعيد جمال أجوائها الرمضانية

متابعة – طريق الشعب

التأم أطفال موصليون، ذكورا واناثا، خلال مساء رمضاني الأسبوع الماضي، أمام “مسجد النوري” في مركز المدينة، وهم يرتدون ثيابا بيضاء ويحملون بأيديهم فوانيس، وذلك في فعالية احتفالية دعت إليها “مؤسسة بيتنا” للثقافة والفنون.   

 وتجمع الأطفال أمام المسجد الذي كان قد دمره إرهاب داعش وهدم مئذنته التاريخية “الحدباء”، والذي تجري الآن إعادة بنائه، وهم يرددون الأناشيد ويتأملون هذا الصرح التاريخي. مؤسس “بيتنا” صقر آل زكريا، يقول في حديث صحفي أن “لحظات الاحتفال الجميلة ستبقى راسخة في ذاكرة الأطفال وذاكرة المدينة”، مشيرًا إلى أنّه “في رمضان القادم ستحتفل الموصل ببناء المنارة الحدباء”.

ويضيف قائلا أن “هذه الفعالية تحاول ترسيخ انتماء الأطفال لمدينتهم، وربط ذاكرتهم منذ الصغر برموز المدينة وشواخصها”.

من جانبه، يقول الناشط المدني الشاب، سعد عامر، أن “الموصل اعتمدت على شبابها في الكثير من أعمال إعادة الإعمار التي شهدتها”، مبينا في حديث صحفي، أنّ “لشباب الموصل دورا تقويميا كبيرا منذ تحرير المدينة وحتى الآن، وأن شعور شبابنا بالمواطنة والانتماء أصبح أكبر”.

زحام على العصير والمخللات 

وتشهد المدينة يوميا قبيل الإفطار، زحاما شديدا عن محال بيع العصير في شارع “سوق النبي”. إذ يتزاحم الناس للحصول على عصيري التمر الهندي والزبيب، اللذين يعدان أساسيين في مائدة رمضان.  فيما يتزاحم آخرون أمام محال بيع المخللات، لشراء الخيار المخلل وثوم العجم والزيتون.

حركة دائمة

ولا تتوقف حركة الناس في الموصل، سوى خلال فترة الإفطار. فعند المساء يخرج الناس إلى الشوارع، ويجتمع الكثيرون منهم عند دجلة، قرب “قلعة باشطابيا” الأثرية، حيث تم افتتاح متحف داخل منزل فخم هناك، يضم قطعا أثرية نادرة، ويحتضن جلسات ثقافية وفنية.

وقبل السحور بقليل، يسمع سكان “حي البكر” شرقي المدينة، صوت ريان الخالدي، الذي يوقظهم لتناول وجبة السحور، مستخدما الطبل والدف.

ويلفت الخالدي في حديث صحفي، إلى أن عملهم كان ممنوعًا خلال سيطرة داعش على المدينة، مستدركًا “لكن الآن أصبحت المدينة آمنة ومستقرة، ونحن نعمل بكل أمل وحب على عودة الحياة إلى مدينتنا”.

إفطار جماعي

عائلات كثيرة خسرت منازلها ومصادر رزقها إبان احتلال داعش المدينة والحرب ضده. ولهذا تقوم منظمات إنسانية وخيرية بتوزيع مساعدات على الأهالي مع حلول شهر رمضان، لكن الأكثر شيوعًا، هو تنظيم مواطنين خيرين موائد إفطار جماعية في المنطقة القديمة المنكوبة. وهو تقليد كان سائدًا في قبل احتلال داعش. إذ تمتد الطاولات لأمتار وتوزع عليها صحون الطعام وكاسات العصائر.

عودة الحكواتي

وفي “حي باب لكش” ومناطق أخرى من المدينة القديمة، تكثر التجمعات الرمضانية، خصوصا بوجود الحكواتي، الذي عاد هذه الفترة ليروي القصص على الناس، رغم تطور أسلوب الحياة.

أمنية محمد، وهي شابة موصلية أخذت حيزًا بين الرجال لسماع قصص الحكواتي، تقول أن “الوضع السابق في المدينة، حتى قبل داعش، لم يكن يسمح لي بالجلوس إلى جانب الرجال لأستمع للحكواتي، أما الآن فقد أصبحت الموصل أكثر انفتاحًا”.

وتضيف في حديث صحفي قائلة أن “الظرف العام في الموصل جيد، ووجود الحكواتي هنا مهم. فهو يذكرنا بإرث لا نريد أن نغادره”، مستدركة “لكن الدمار الذي نحاول محوه، يبدو أن الحكومة تتعامل معه ببطء. إذ لا تزال هناك جسور مقطوعة وشوارع لم تعمّر”.

 ***********************

الرفيق غازي عوض يتبرع شهريا لبناء «بيت الشيوعيين»

السماوة – عبد الحسين ناصر السماوي

قرر الرفيق غازي عوض عبد العامري، من محافظة المثنى، تخصيص 100 ألف دينار شهريا من راتبه، للتبرع بها إلى حملة بناء المقر المركزي للحزب الشيوعي العراقي.

وسبق للرفيق العامري ان تبرع بمبلغ مليون دينار إلى الحملة.

جدير بالذكر أن الرفيق العامري من لجنة الشهيد محمد الخضري الأساسية للحزب في قضاء الخضر، وهو مناضل له تاريخ مشرّف، وكان قد تعرّض إلى الملاحقات الأمنية والسجن ابان النظام الدكتاتوري المباد، نظرا لكونه شيوعيا ومن عائلة شيوعية.  

 **********************

د. محمد كحط في ضيافة «دار المأمون»

بغداد – طريق الشعب

تضيّف “دار المأمون للترجمة والنشر”، غدا الاثنين، الكاتب المغترب د. محمد كحط عبيد الربيعي، ليتحدث عن “التلفزيون الفضائي وتأثيره في المجتمع”.

والربيعي أستاذ مساعد في كلية الإعلام والاتصالات بالأكاديمية العربية المفتوحة في الدنمارك.

تبدأ الندوة عند الساعة العاشرة صباحا على “قاعة طارق العبيدي” في مقر الدار الكائن في مبنى وزارة الثقافة – الطابق الثالث.

 ******************************

اتحاد الأدباء العراقيين يستعد لإنشاء مكتبة عامة

متابعة – طريق الشعب

يستعد الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق، إلى إنشاء مكتبة عامة في بغداد، تضم مطبوعات ورقية وكتبا الكترونية.

وفي حديث صحفي، قال الأمين العام للاتحاد الشاعر عمر السراي، أنه “تجري الآن التحضيرات في مبنى الاتحاد، لإنشاء مكتبة عامة، تتوزع مقتنياتها بين مطبوعات ورقية وكتب الكترونية، وتضم مؤلفات قديمة وحديثة في ميادين المعرفة والجمال كافة”.

وأضاف قائلا أن “الاتحاد يهيئ حاليا مكانا في الجانب الخلفي من مقره في ساحة الأندلس، لا تصله أصوات الشارع العام، ليكون موقعا للمكتبة، التي ستتضمن طاولات للقراءة الورقية وكومبيوترات للقراءة الالكترونية”، مؤكدا أن “المكتبة ستكون متاحة للقراء من أدباء وكتاب وطلبة دراسات عليا وباحثين، فضلا عن عامة الناس. كما ستضم جناحا خاصا بالأطفال”.

 *******************

المصور محمد ديجان يعرض «مدينة بذاكرة موجوعة»

متابعة – طريق الشعب

ضمن فعاليات ليالي القشلة الرمضانية، أقام المصور الفوتوغرافي محمد ديجان، مساء الخميس الماضي في ديوان القشلة، معرضا فوتوغرافيا بعنوان “مدينة بذاكرة موجوعة”.

ضم المعرض الذي قص شريط افتتاحه رئيس هيئة السياحة والآثار د. ليث مجيد حسين بحضور جمع من روّاد القشلة، لوحات فوتوغرافية تجسد الحياة اليومية في بغداد، وتنقل أماكن تراثية عديدة نال منها الإهمال وطالها التشويه والتخريب.

وسلطت لقطات ديجان الضوء على التناقض العماري الذي تشهده اليوم الأحياء البغدادية التراثية القديمة، من حيث دخول عناصر هجينة على التكوينات المعمارية الأساسية، تسببت في تشويهها.  ووفقا للفنان الفوتوغرافي، فإنه من خلال صوره أراد توجيه نداء للجميع، بالمحافظة على الهوية الأساسية للمباني التراثية، والاهتمام بهذه الشواخص ومنع عمليات هدمها.

 *******************

ضفتان.. معرض تشكيلي عراقي يتجول في إيطاليا

متابعة – طريق الشعب

افتتح الفنانون التشكيليون العراقيون بالدين أحمد ورسمي الخفاجي وقاسم الساعدي، في الأول من نيسان الجاري، معرضهم التشكيلي المشترك المتجول “ضفتان”، وذلك على “غاليري بيانو نوبل” في مدينة بستويا الإيطالية. هذا المعرض الذي سيستمر في بستويا لغاية يوم 27 نيسان، كان الفنانون الثلاثة قد أصدروا كتابا عنه بـ124 صفحة ملونة من القطع الكبير.

ومن المؤمل انتقال المعرض إلى الأكاديمية المصرية للفنون الجميلة في روما، ثم إلى هولندا، وبعدها إلى العراق. إذ سيقام في السليمانية على “غاليري أيستا”، وفي بغداد على قاعة جمعية الفنانين التشكيليين العراقيين – حسب ما أفاد به الفنان رسمي الخفاجي على صفحته في فيسبوك.

 **************************

معاً لبناء بيت الحزب.. بيت الشعب

دعماً للحملة الوطنية لبناء مقر الحزب الشيوعي العراقي، تبرع الرفاق والأصدقاء:

  • الرفيق كاوة بيساراني ٥٠٠ دولار، وقام بجمع (٧) ملايين دينار من الرفاق والاصدقاء في السليمانية.
  • الرفيق نجاح العلي 100 الف دينار.

الشكر والتقدير للرفاق والأصدقاء على دعمهم واسنادهم حملة الحزب لبناء مقره المركزي في بغداد.

معاً حتى يكتمل بناء بيت الشيوعيين.. بيت العراقيين.

 *************************

اشترت أكثر من 36 ألف كتاب.. البصرة تودّع «لوغوس هوب»

متابعة – طريق الشعب

ودع أهالي مدينة البصرة فجر أول أمس الجمعة، سفينة “لوغوس هوب” بعد أن رست على كورنيش البراضعية وسط المدينة مدة 15 يوما، واستقبلت أكثر من 91 ألف زائر.  ورأى عدد من البصريين، أن جود هذه السفينة في البصرة مثل نافذة ثقافية فريدة من نوعها، ستنقل إلى العالم الخارجي صورا عن ثقافات وعادات أهالي هذه المدينة، مشيرين في حديث صحفي إلى أن “لوغوس هوب” تركت أثرا ثقافيا مهما في ذاكرة البصرة، نظرا لما حملته من معرض عائم للكتاب، وما شهدته من فعاليات ثقافية وفنية وأدبية نظمها مبدعون بصريون.  وطالب عدد من المواطنين بتكرار مثل هذه التجارب التي تعكس وجها حضاريا لمدينة البصرة.

وطيلة أيام وجودها، كانت السفينة تستقبل دون انقطاع وجوها ثقافية وطلبة وعائلات.  وكانت اللجنة التنظيمية للسفينة، قد أصدرت إحصائية بأعداد الكتب التي تم بيعها خلال زيارتها البصرة.

وقالت في حديث صحفي، أن إجمالي عدد الكتب التي بيعت، وصل إلى 36.113 كتابا، 7215 منها باللغة العربية، و28.898 باللغة الانكليزية، مبينة أن المعرض العائم وفر 5 آلاف عنوان.

وأشارت اللجنة إلى أن هناك جهودا تطوعية دعمت فعاليات السفينة، منها مساهمة 400 شخص بضمنهم 100 مترجم، و15 منظمة مجتمع مدني و8 مؤسسات ثقافية.

 *************************

شيوعيو الزبير يوزعون سلات غذائية

الزبير - طريق الشعب

وزعت منظمة الحزب الشيوعي العراقي في قضاء الزبير، أخيرا، سلات غذائية على العديد من العائلات المتعففة في القضاء.

يأتي ذلك في سياق حملات التكافل الاجتماعي التي دأب الشيوعيون على تنظيمها، في مختلف مدن البلاد، كمساهمة في التخفيف من أعباء الأوضاع المعيشية الصعبة، عن العائلات الفقيرة.

 *********************

«محيبس» في مقر شيوعيي الرصافة الأولى

بغداد – طريق الشعب

 

نظمت اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في الرصافة الأولى، مساء الخميس الماضي، مباراة “محيبس” بين فريقي “أساسية كمب الكيلاني” و”الفضل”.  وحضر المباراة التي جرت على حديقة مقر المحلية في الكرّادة، جمع من المهتمين ورفاق الحزب.

وقد تخلل المباراة تقديم أغنيات من “المربعات البغدادية”، وتوزيع الحلوى على الجميع.