اخر الاخبار

الصفحة الأولى

مأزق كبير في تمويل العجز.. اقتصاديون: موازنة 2023 «فضفاضة» وتعمق المديونية ولا تختلف عن سابقاتها

بغداد ـ محمد التميمي

يستعد مجلس النواب، يوم غدٍ الأربعاء، لإجراء قراءة أولى لمشروع قانون موازنة 2023، التي تصفها الحكومة بأنها “الأكبر في تاريخ العراق”، لكنها بحسب اقتصاديين لا تختلف عن سابقاتها سوى بالأرقام التخمينية “غير المدروسة” التي تفرز عجزا حقيقيا لا تخمينيا، ستضطر الحكومة معه إلى تعميق مديونيتها.

ويطالب الاقتصاديون بتعديل سعر النفط في الموازنة، لأن بقاءه على الـ70 دولارا، يجعل العجز التخميني حقيقيا، وبالتالي فان عملية تعويضه ستكون مرهقة على الحكومة، التي ضاعفت إنفاقها التشغيلي عما كان عليه في العام 2021. 

وكان مجلس الوزراء، قد وافق في 13 آذار الماضي، على مشروع قانون الموازنة للسنوات 2023 و2024 و2025 وأحاله إلى مجلس النواب.

وتعدّ موازنة 2023 الأكبر في تاريخ العراق ما بعد 2003.

وقال رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، إن إجماليها يبلغ أكثر من 197 تريليون دينار (135 مليار دولار)، منها موازنة تشغيلية تبلغ أكثر من 150 تريليون دينار، واستثمارية تصل إلى نحو 47 تريلوناً، وتقارب نسبة العجز المقدَّرة 63 تريليون دينار عراقي، ومجموع الإيرادات المنتظَرة يعادل أكثر من 134 تريليون دينار، بينما تقدر الإيرادات النفطية بـ117 تريليون دينار على أساس سعر نفط يبلغ 70 دولاراً، بينما غير النفطية تصل إلى 17 تريليوناً.

سعر النفط التخميني.. خطأ

ويطالب الخبير النفطي حمزة الجواهري بـ”تعديل فوري” للسعر التخميني لبيع برميل النفط في الموازنة العامة، محذرا من أن ذلك “يضع العراق في مأزق كبير؛ فالسعر المحدد هو 70 دولارا للبرميل، والسعر الحقيقي يقترب من هذا الرقم، بينما نحن نبيع بعض أنواع النفط العراقي باقل من الأسعار العالمية، وبالتالي اذا انخفض تحت هذا الرقم ـ كما حدث قبل أيام ـ فإن عجزا كبيرا ستفرزه الموازنة التي لم تقر حتى الآن”.

ويقول الجواهري لـ”طريق الشعب”: “أننا الآن في مواجهة بين دول أوبك+، وبين أمريكا التي تضخ كميات إضافية كبيرة من النفط الى الأسواق، والتي بلغت مليون برميل خلال الأشهر الستة الماضية، ثم زادت الى مليون ونصف المليون من اجل خفض الاسعار، مدعية انه لصالح مواطنيها، لكنها في الواقع تحاول حماية دول اوروبا التي تدفع فواتير عالية لصالح أوكرانيا في حربها ضد روسيا”.

 ********************

وثائق في الذكرى الـ 20

وقد اثبت مجرى الاحداث ودللت الوقائع الدامغة، أن موقف جماهير شعبنا الواسعة، التي عمل طرفا الحرب جاهدين على تهميش دورها لم يكن ابدا موقف المتحمس للحرب والاحتلال، لذلك لم تُستقبل الجيوش الغازية بالورود والاحضان، لكن الشعب من جانب آخر، لم يقف الى جانب النظام ولم يدافع عنه وعن مؤسساته وبرهن على بطلان ادعاءات النظام المسبقة ان المقاومة ستندلع في كل شارع وتنطلق من كل بيت.

 لقد ظل موقف جماهير الشعب موقفا سلبيا ازاء الحرب وازاء النظام على حد سواء، موقف انتظار مفعم بالتوتر والترقب والقلق مما ستأتي به الأيام، غداة الرحيل المتوقع للدكتاتورية غير مأسوف عليها، وحافل بالأحزان التي تثيرها ذكرى من سقطوا ضحايا للحرب، والهموم التي يبعثها حال الخراب والدمار والفوضى، الذي يعم البلاد في معظمها .

‎لكن هذا الواقع المرير، يشكل من جانب اخر رصيدا لا يقدر بثمن لكل من اختاروا رفض الدكتاتورية، وناضلوا من اجل اسقاطها واقامة بديل ديمقراطي على انقاضها، كما رفضوا الحرب باعتبارها السبيل الأسوأ لإنجاز التغيير. . يشكل أرضاً ملائمة لاعتماد البرنامج الوطني الديمقراطي السلمي في اعمار الوطن واعادة بنائه لمصلحة ابنائه، بعيدا عن الاستبداد والاحتلال والوصاية والحكم العسكري.

وتنهض أمامنا اليوم، ونحن نواجه المنعطف في مسار الاحداث على صعيد البلاد، مهمة التعامل مع نتائج الحرب وثمارها المرة.

لقد ناضلت جماهير شعبنا طويلا ضد الدكتاتورية ومن اجل الحرية والديمقراطية وتقرير مصيرها بنفسها ووفق ارادتها الحرة.

 ‎واذا كان علينا، والنظام الدكتاتوري ينهار أن نتهيأ لاجتثاث مخلفاته، فان من واجبنا كذلك ان نعمل من أجل تصفية اثار الحرب.

‎وهذا يعني في مقدمة ما يعني ان نضع في حسابنا مهمة الانهاء السريع للاحتلال والحكم العسكري في بلادنا، وتسليم السلطة الى ادارة دولية مؤقتة تشرف عليها الامم المتحدة، وتهيء لتشكيل حكومة ديمقراطية ائتلافية انتقالية من ممثلي القوى السياسية الوطنية العراقية، مهمتها الاساسية اعداد الدستور الجديد والتحضير لأجراء انتخابات برلمانية حرة.

‎الا ان من الواجب قبل ذلك وخلاله أن تتحرك الامم المتحدة والهيئات الدولية الأخرى سريعا، لتنهض بمسؤولياتها استنادا الى ميثاقها، وتعمل على حماية ارواح ابناء شعبنا من المدنيين، والحيلولة دون تعرض حقوقهم الاساسية الى الانتهاك وتامين الاستقرار وتوفير المستلزمات الضرورية والاغاثة والعون الطبي العاجلين لأبناء شعبنا.

‎ان اوقاتا صعبة وعصيبة مازالت تنتظر شعبنا، وهو ينفض عن كاهله الوطأة الثقيلة لثلاثة عقود من الحكم الدكتاتوري وحروبه والحصار الدولي الذي جره عليه وعواقب الحرب الرابعة خلال ٢٣ عاما، المشتعلة حتى الآن..

في هذه المرحلة أيضًا سيقف الشيوعيون مع شعبهم، وفي قلب نضال جماهيره ، يداُ بيد مع القوى الوطنية المكافحة الاخرى، حتى تحقيق هدفه في إقامة الحكم الوطني الديمقراطي التعددي، المعبر عن ارادته الحرة المستقلة،  في عراق فيدرالي موحد.

من بلاغ الاجتماع المشترك للجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي

واللجنة المركزية للحزب الشيوعي الكردستاني - العراق

10 نيسان 2003

 ************************************

الصفحة الثانية

9 هزات أرضية في داخل العراق خلال شهر آذار

بغداد ـ طريق الشعب

أعلنت هيئة الأنواء الجوية، امس الإثنين، حصيلة الهزات الأرضية داخل البلاد والمناطق المجاورة لشهر آذار الماضي.

وذكرت الهيئة في بيان طالعته “طريق الشعب”، أن “قسم الرصد الزلزالي وبأشراف مدير عام الهيئة عبد العظيم عبد القهار الساعدي، أصدر التقرير الشهري الخاص بالنشرة الزلزالية الشهرية في العراق والمناطق المجاورة لشهر آذار الماضي”.

واوضح الساعدي بحسب البيان أن “مدير قسم الرصد الزلزالي سميرة رضا خلف اشارت الى ان العدد الكلي للهزات الأرضية المسجلة في شبكة الرصد الزلزالي العراقية لهذا الشهر هو 24 هزة ارضية منها 9 هزات أرضية داخل العراق و 9 هزات  أرضية داخل إيران وهزتان ارضيتان  في سوريا  وهزة ارضية واحدة في تركيا و هزتين ارضيتان  على الحدود العراقية - الايرانية وهزة واحدة على الحدود العراقية - التركية وتراوحت قوى الأحداث الزلزالية بين ( 2،1 - 5،2) درجة في حين تراوحت أعماقها البؤرية بين (5 -22)كم”.

واشار الى أنه  “تركز  النشاط في هذا الشهر داخل ايران حيث بلغ عددها تسعة هزات تركزت في محافظات كرمنشاه  وايلام وخوزستان وغيرها  وعلى الحدود مع العراق هزتان ارضيتان،  اما بقيت النشاط الذي حدث داخل العراق  قد تركز في محافظة نينوى - قضاء سنجار ثلاث هزات ومحافظة صلاح الدين - بيجي هزتان، بينما توزع بقية النشاط في عدد من المحافظات ومنها دهوك في قضاء زاخو ومحافظة السليمانية في حلبچة ومحافظة ميسان في العمارة ومحافظة كركوك  في حين تم تسجيل هزتان داخل سوريا وهزة واحدة داخل تركيا”.

 *****************************

إضراب لموظفي وزارة المالية بسبب تخفيض مخصصاتهم.. سائقو شاحنات يطالبون بحمايتهم من الخارجين عن القانون في ميسان

بغداد ـ طريق الشعب

شهدت محافظة ميسان تظاهرتين احتجاجيتين خلال الأيام الماضية، طالبتا بمعالجة أوضاع العاملين في الحقول النفطية وتوفير الامن للسائقين الذين يتعرضون لاطلاق نار قرب منفذ الشيب الحدودي، فيما واصل موظفو مقر وزارة المالية، اضرابهم عن العمل لليوم الرابع على التوالي، احتجاجا على تخفيض مخصصاتهم.

توفير الحماية

وتظاهر العشرات من سائقي سيارات الحمل العاملين على نقل البضائع من منفذ الشيب الحدودي، امام مقر قيادة شرطة ميسان، للمطالبة بتوفير الحماية لهم، بعد تعرضهم لأكثر من مرة الى إطلاق نار من قبل مسلحين مجهولين، يلاحقونهم خلال قيامهم بنقل البضائع.

وقال عدد منهم: انهم يتعرضون لإطلاق نار بهدف الابتزاز من قبل سيارات تقل مسلحين تتبعهم اثناء عملهم، وهم يجهلون لمن تنتمي تلك الجهات، مطالبين بضرورة ملاحقة هؤلاء ومحاسبتهم، بعد ان تعرض أحدهم لإطلاق نار كثيف كاد يفقد حياته.

التعاقد مع حراس أبراج النفط

وفي الاثناء، نظم العشرات من العاملين بصفة حراس أبراج نفطية في حقول الحلفاية، وقفة أمام شركة نفط ميسان، مطالبين بشمولهم بالتعاقد، وتحويلهم إلى العمل بصفة حراس أمنيين، بدلا من عملهم الحالي كمراقبين.

وبيّن الحراس، أنهم يتظاهرون منذ أشهر دون استجابة من الجهات المعنية بذلك، وهم يطالبون بتحويلهم إلى عقود أسوة بأقرانهم، وتحقيق الوعود التي وعدت بها جهة التعاقد، كونهم سلموا أراضيهم الزراعية، لتتحول الى حقول لاستخراج النفط، مقابل تعيينهم في الشركات النفطية.

احتجاج موظفي المالية

وواصل موظفو مقر وزارة المالية، اضرابهم عن العمل، لليوم الرابع على التوالي احتجاجا على تخفيض مخصصاتهم.

وقال مراسل «طريق الشعب»، إن الموظفين نظموا تظاهرات تحولت تدريجيا الى إضراب عن العمل داخل مقر الوزارة، ورفضوا الاستماع الى الوزيرة طيف سامي، مشيرا الى ان الاضراب جاء احتجاجا على تخفيض مخصصات الموظفين.

وقال احد الموظفين من المتظاهرين: ان «الدوائر التي اضربت عن العمل هي ديوان التأمين والحاسبة الإلكترونية ومركز المعلومات ودائرة عقارات الدولة والهيئة العامة للكمارك».

واضاف، ان «الاضراب عن العمل يأتي بهدف ايصال صوت الموظفين الذين جرى الغاء مخصصاتهم، إذ يطالبون حاليا بإرجاعها بالكامل»، مؤكدا ان «موظفي وزارة المالية مستمرون باعتصامهم حتى يتحقق مطلبهم وهو الغاء قرار مجلس الوزراء المرقم 23150 القاضي بأخذ الصلاحية وآلية العمل من هيئة الجمارك العامة وتحويلها لهيئة المنافذ المرتبطة بمكتب رئيس الوزراء، وهذا إجراء مخالف للقانون».

واكد ان «هذا التحويل يخص جزءا من ايرادات بعض دوائر المالية التي تعتمد على استقطاع جزء من ايرادات الكمارك وتحويلها مخصصات لتوزيعها على الموظفين، وبالتالي فان هذه الايرادات تم الغاؤها وتحويلها الى ايرادات للمنافذ، ومنع توزيعها على الموظفين».

أصحاب الاكشاك

من جانب اخر، نظم العشرات من أصحاب الأكشاك في السليمانية، وقفة احتجاجية، رفضا لقرار حكومي يقضي بابعادهم عن أماكن عملهم الحالية، أمام الحديقة العامة في المدينة.

وقال شوان محمد وهو أحد أصحاب الاكشاك، إن «اللجان الحكومية أخبرتنا بإخلاء أماكننا بحجة توسيع الشارع المار أمام الحديقة العامة، دون أن تتم مناقشتنا في الأمر ومعرفة انعكاساتها السلبية علينا، او إيجاد البدائل المناسبة لنا».

وأضاف، انه «احتجاجا على هذا الإجراء المجحف نظمنا وقفة احتجاجية لإيصال صوتنا ورفضنا لهذا القرار الجائر».

واشار شوان إلى أن «كل أصحاب الأكشاك مجازون من قبل البلدية وجئنا بأمر منها، لكن الآن نتفاجأ بقرار إخلاء اماكننا علما ان اغلبنا صرف قرابة (15) ألف دولار على انشائها، وهي مصدر رزق وحيد للكثير من الأُسر».

 ********************

منتصف الأسبوع.. تحد يتوجب خوضه

حسين النجار

أخفق تحالف إدارة الدولة، في إخفاء خلافاته العميقة بعد مرور 5 اشهر على تشكيله، ومنح الثقة لحكومة السيد شياع السوداني التي جاءت على انقاض ازمة بنيوية شاملة، وما زالت، اذ تؤشر المعطيات الى ان أي حلحلة للازمة لم يتم حتى الآن.

ومن المتوقع ان يصاحب التلكؤ عمل الحكومة، طيلة فترة دورتها الحالية، نظراً لحجم الخلاف بين القوى السياسية المتنفذة.

بينما جاء المنهاج الحكومي الذي كتب بعجالة محمّلا بالتناقضات والبنود غير قابلة التحقيق لصعوبة تنفيذ العديد من مواده، فيما سقط اتفاق تحالف الحكومة في اول اختبار له، بعد مضيهم في تمرير قانون الانتخابات المعترض عليه شعبياً.

وبرز خلاف مع حركة   بابليون، والتي هي جزء من تحالف إدارة الدولة، التي أصدرت بيانا تتهم فيه الأطراف الأساسية في التحالف بالالتفاف على مطالب قوائم ومرشحي الكوتا المسيحية  بالإبقاء في القانون الانتخابي  على تمثيل المكّون بدائرة انتخابية واحدة.

الخلاف الآخر والذي بدأ يطفو الى السطح حالياً، هو عدم الاستجابة الى مطلب تشريع قانون العفو العام او إعادة النازحين الى منطقة جرف الصخر المحررة، ما يمهد الى عودة الصراع السياسي الذي سيكون ضحيته المواطنين الأبرياء.

ولم يتم حتى الآن تحقيق انجاز كبير على مستوى المنهاج الحكومي، مع استمرار التوترات السياسية بين الإقليم والمركز بسبب الاحكام القضائية التي صدرت في الآونة الأخيرة فيما يخص الموازنة وتصدير النفط.

فهل ستصمد الحكومة وتحالفها امام هذه الإشكاليات الكبيرة؟، ام سنشهد نوعا جديدا من الصراع على تحقيق المكاسب، وخصوصاً ان قانون الموازنة جرى طرحه هذه الأيام للتشريع.

وفي العودة الى اصل الازمة، والحلول التي كانت مطروحة حينها لإيجاد مخرج منها، هو ان يجري تشكيل حكومة تهيئ لإجراء انتخابات مبكرة، بعد تشريع قانون عادل ومنصف، يتيح إمكانية المشاركة الواسعة من قبل الجماهير، وهذا ما جرى الالتفاف عليه في بداية مشوار تشكيل الحكومة.

لن يتحمل شعبنا بعد الآن، المزيد من الصراعات على المال والنفوذ والسلطة بين القلة الحاكمة، وستطول المعاناة، ما دامت هموم الشعب ومطالبه ليس في سلم الأولويات.

ان بقاء الآزمة المستعصية لنهج المحاصصة ومنظومة حكمها الحاضنة للفساد كما هي، دون التحرك لإيجاد الحلول، يصب في مصلحة القوى المدنية والديمقراطية حاملة مشروع التغيير، التي يجب ان تعمل على تشديد الضغط الشعبي، والمطالبة بإجراء انتخابات مبكرة، لتكون رافعة للبدء بتنفيذ مشروعها بتهديم منظومة المحاصصة وبناء الدولة المدنية الديمقراطية، وهذا الطريق لن يكون سهلاً، لكنه ليس بالعسير.

هذا هو التحدي الذي يجب ان نخوضه سوياً، فبلدنا بحاجة الى التغيير.

 *********************

مواساة

الاخوة الأعزاء

في قيادة التيار الاجتماعي الديمقراطي المحترمون

بحزن عميق تلقينا نبأ وفاة المهندس رياض كريم فرحان (أبو سلمى). وبرحيله فقدنا شخصية وطنية وديمقراطية، كان لها دورها في عمل ونشاط  التيار الديمقراطي ، وفي عملنا المشترك من اجل بناء الدولة المدنية الديمقراطية وتحقيق العدالة الاجتماعية.

سنظل نذكر معكم، ومع كل رفاق الفقيد وأصدقائه،  مواقفه ومساهماته  الفاعلة والنشطة وحضوره في الفعاليات والنشاطات، وفي الحراك الاحتجاجي.

في هذه الخسارة المؤلمة نتقدم اليكم باحر التعازي والمواساة، متمنين لكم الصبر والسلوان، وللفقيد دوام الذكر الطيب.

المكتب السياسي

للحزب الشيوعي العراقي

٢-٤-٢٠٢٣

 ************************

تعزية

الرفيق العزيز فاروق فياض المحترم 

نشاطركم الاحزان والألم  برحيل خالكم، ونتقدم اليكم والعائلة الكريمة باصدق مشاعر التعازي والمواساة، متمنين لكم الصبر والسلوان، وللفقيد دوام الذكر الطيب.

المكتب السياسي

للحزب الشيوعي العراقي

٢-٤-٢٠٢٣

 ***************

نقدر كفاحكم ضد الدكتاتورية والظلم

السادة المحترمون: السكرتير العام وأعضاء اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي.

تحية طيبة.

نهنئكم وأعضاء الحزب كافة بذكرى تأسيس الحزب الشيوعي العراقي، متمنين لكم دوام النجاح والسؤدد لتحقيق الأهداف الوطنية لشعبنا العراقي.

لقد كافح حزبكم التاريخي ضد الدكتاتورية والظلم الاجتماعي. وكلنا أمل أن يأخذ الحزب مكانته المرموقة في مسيرة العمل والإصلاح وتحقيق طموحات الشعب، مع باقي القوى الوطنية الساعية لبناء دولة المواطنة والمؤسسات.

تقبلوا فائق التقدير.

ائتلاف النصر

3 نيسان 2023

 ************************

نثق بنضالكم في ترسيخ الديمقراطية

بمناسبة ذكرى تأسيس الحزبين الشيوعيين  الكردستاني والعراقي، نرسل باحر التهاني الى سكرتير الحزب واللجنة المركزية وجميع اعضاء  ومؤازري الحزبين، ونتمنى لكم النجاح والتقدم.

لقد كان للحزبين الشيوعيين الكردستاني والعراقي الدور الرائد في الحركة السياسية العراقية وفي حركة التحرر لشعب كردستان  وقدموا التضحيات الجسام في سبيل ذلك.

ونحن على ثقة باستمراركم على ذات الطريق من النضال من اجل الدفاع عن حقوق المشروعة لشعب كردستان، وفي ترسيخ النهج الديمقراطي والحرية في العراق.

مسرور بارزاني

رئيس حكومة اقليم كوردستان

31/3/2023

 ***********************

معاً لتوحيد القوى لمواجهة التحديات

فی هذا اليوم  31 من اذار، المصادف ذكرى تأسيس الحزبين الشيوعيين العراقي والكردستاني واننا بهذه المناسبة نهنيء قياديي الحزبين واعضاءهم وجماهيرهم، ونتمنى لكم التقدم والنجاح ،واننا نقدر وبكل اعتزاز واحترام نقف امام التضحيات ودوركم في النضال التاريخي على مستوى العراق وفي اقليم كردستان، ونؤكد على تقوية وضرورة العمل المشترك وتوحيد القوى بين جميع الاطراف السياسية والمكونات العراقية وفي اقليم كردستان لمواجهة التحديات الكبيرة التى تواجهنا ،وتقديم افضل ما يمكن تقديمه للشعب والوطن.

المجد والخلود لارواح شهداء الحزب الشيوعي وجميع شهداء كوردستان

نيجرفان بارزاني رئيس اقليم كردستان

31/3/2023

 **********************

الصفحة الثالثة

خارج النسق.. غياب سن الرشد التشريعي وحرية التعبير

هادي عزيز علي

للنص التشريعي منهجياته ومصادره ووسائطه باعتباره منتج لـ (صنعة فكرية) ترتقي الى مرتبة عليا من مراتب الانتاج الفكري وبأبعاد مختلفة تتعلق بصناعة وصياغة النص، وحيث انه كذلك فقد نظر اليه من قبل فقهاء وشراح القانون باعتباره منطلق لمنظورين: الاول -  قانوني المتضمن  البحث في منطوق النص من حيث فحواه ولفظه والاحكام التي جاء بها المعبر بأمانة عن ارادة الشعب بواسطة ممثليه.  والمنظور الثاني هو الصناعة الفكرية ذات الابعاد اللغوية والبنيوية والفنية له ركائزه وسياقات العمل فيه. وعلى وفق المنظورين المذكورين تاتي اهمية العملية التشريعية والصياغة القانونية التي كانت محلا للدراسات والبحوث والرسائل والاطاريح منذ العقود الاخيرة للقرن العشرين الى يومنا هذا فضلا عن انتشار مراكز التدريب والمراكز الجامعية ومؤسسات تشتغل على صياغة النص التشريعي لذا فقد اولت الدول الديمقراطية منها او التوتاليتارية موضوع العملية التشريعية اهتماما ملفتا باعتبارها التمثيل الفعلي للارادة السياسية.

من خلال مراجعتنا لمشروع قانون حرية التعبير والتظاهر السلمي المطروح حاليا لدى مجلس النواب  ومشاركتنا في الندوة التي عقدها مجلس النواب بمبادرة من  لجنة حقوق الانسان في المجلس المذكور المنعقدة  برئاسة  النائب الاول لمجلس النواب ( يوم 5 آذار 2023 )  وجدنا ان مشروع القانون يفتقد الى المنظورين المطلوبين للتشريع  وهما القانوني والصناعة الفكرية المشار اليهما اعلاه ، وبغية الوقوف على هذا العوز المهني في التشريع فسوف نتناول المنظور القانوني وبنقاط محددة على سبيل المثال اضافة الى الاشكالات المرتكبة من قبل كتبة المشروع على امل ان نتناول المنظور الثاني في مناسبة لاحقة :

اولا –  نصت  المادة  14 منه على : (تطبيق قانون العقوبات رقم 111 لسنة 1969 في كل ما لم يرد فيه نص خاص في هذا القانون) ( المادة 14 منه ) هذا النص يعني ان واضع المشروع لم يلتفت الى ان هذا القانون يندرج تحت احكام ( القانون الخاص ) اي انه جاء استجابة لحركة المجتمع وتطوره وسيرورته فجاء بمضامين تتعلق بحرية التعبير والتظاهر السلمي لم ترد احكامها في قانون العقوبات الصادر منذ مدة تزيد على النصف قرن لانها لم تكن موجودة حينئذ وبالحجم الموجودة عليه في الوقت الحاضر ، هذا من جهة اما من جهة ثانية فان القوانين الخاصة المتضمنة لجوانب عقابية تخرج من عباءة قانون العقوبات بسبب فقدان الاخير للتغطية التشريعية للوقائع والاحدات المستجدة وهذا ما يفسر مغادرتها للجانب العقابي في قانون  العقوبات لتقادم نصوصه اولا ولتضمنها فلسفة عقابية تنسجم والقوانين الجديدة ثانيا  منها على سبيل المثال العقوبات الواردة في قانون مكافحة الارهاب وقانون العمل وقانون الاحوال الشخصية وقانون الكمارك وقانون الضريبة وقانون التجارة وسواها من القوانين الاخرى .

ثانيا – جاء في الفقرة اولا من المادة 13 من المشروع نص يعاقب مرتكب من يذيع عمدا دعاية للاعمال الارهابية وتكون العقوبة السجن مدة لا تزيد على (10) العشر سنوات، في حين ان الدعاية للاعمال الارهابية تعد جريمة على وفق احكام قانون مكافحة الارهاب رقم 13 لسنة 2005 المادة الثانية منه وتكون عقوبتها الاعدام لذا يكون هذا المشروع قد ارتكب الخطأ القانوني المفضي الى ازدواج القوانين وباحكام عقابية مختلفة وتجعل القضاء في حيرة من امره في تطبيق اي من القانونين.

ثالثا – هذا المشروع نقل الفصل الثاني من الباب الثامن من قانون العقوبات الوارد تحت عنوان (الجرائم التي تمس الشعور الديني) والمعروفة لدى فقهاء القانون وشراحه باسم (ازدراء الاديان) وأدرجه ضمن احكام البند ثانيا من المادة 13 منه وابقى الفصل الثاني من الباب الثامن من قانون العقوبات على حاله وبذلك يكون المشروع قد اوجد لنا قانونين بذات النصوص ولكن بنظام عقابي مختلف مرتكبا ذات الخطأ الذي ارتكبه في الفقرة السابقة. هذا من جهة اما من جهة ثانية فان المس بالشعور الديني يتعلق باحكام العقيدة الواردة في المادة 42 من الدستور في حبن ان حرية التعبير والتظاهر السلمي موضوعها المادة 38 من الدستور لذا فلا مساغ قانوني لوجود احكان العقيدة في هذا المشروع لاختلاف الموضوع.

رابعا – (اذا رفض رئيس الوحدة الادارية طلب عقد الاجتماع العام، فلرئيس اللجنة المنظمة للاجتماع ان يطعن بقرار الرفض امام محكمة البداءة المختصة ...). هذا النص تضمنه البند ثالثا من المادة 7 من المشروع وفات على كتبة المشروع ان الاختصاص الوظيفي لمحاكم البداءة هوالمسؤولية المدنية بشقيها العقدي والتقصيري فضلا عن المعاملات المالية وان الطعن بالقرارات الادارية يخرج عن اختصاصها وكان حريّ بالمشروع ان يحيل الطعن الى المحكمة الادارية لان الطعن بالقرارات الادارية يدخل ضمن الاختصاص الوظيفي لهذه المحاكم.

عليه فان كتبة المشروع وبالصيغة هذه لم يبلغوا سن الرشد التشريعي بعد لعدم امتلاكمهم المؤهلات المطلوبة للعملية الشريعة وبالنتيجة فان مشروعهم لا يصلح للتشريع.

 **********************

مأزق كبير في تمويل العجز.. اقتصاديون: موازنة 2023 «فضفاضة»  وتعمق المديونية ولا تختلف عن سابقاتها

تتمة

ويضيف الجواهري، “نحن غير معنيين بحرب اوكرانيا، بل يعنينا اقتصاد بلداننا، وبالتالي فإن من غير المنطقي أن تلجأ اوبك+ الى تخفيض طوعي بمجرد تراجع امريكا عن ضخ الكميات الكبيرة من خزينها الاستراتيجي الذي انخفض الى مستوى اقل من المستوى الذي كان عليه قبل 38 سنة”، مشددا على “ضرورة عودة اوبك+ الى الانتاج الطبيعي”.

ويذكر ان لجنة المراقبة الوزارية المشتركة لتحالف “أوبك+” أعلنت عن خفض طوعي اضافي لإنتاج النفط بواقع 1.66 مليون برميل يوميا كإجراء احترازي يهدف إلى دعم استقرار أسواق البترول.

وبحسب المعطيات التي يؤشرها الجواهري فان العراق “لن يكون قادرا على تغطية عجز الموازنة”، مقترحا “تخفيض السعر الافتراضي الى 45 أو 50 دولارا للبرميل”.

ويؤشر الخبير النفطي تخصيص أموال كبيرة “لأمور غير ضرورية”، الى جانب “التعيينات العشوائية للناس وبأعداد كبيرة جداً”، بينما الموازنة لا تتحمل مزيدا من العبء.

ويخشى الجواهري أن يصل الحال بالعراق الى عدم قدرة إيرادات النفط على تسديد رواتب الموظفين.

 

كيف يموّل العجز؟

ويقول الخبير الاقتصادي د. نبيل المرسومي، ان موازنة 2023 هي الاكبر في تاريخ العراق، وهي كذلك من ناحية العجز ايضا، الذي يقدر بأكثر من 63 تريليون دينار.

وينبه المرسومي الى أن “المشكلة ليست في حجم العجز وانما أيضا بطريقة تمويله”.

ويبين المرسومي لـ”طريق الشعب”، بالقول: ان “ثلث العجز تقريبا (23 تريليون دينار) يتم تمويله من خلال الفائض النقدي المتحقق عام 2022، لكن (40 تريليون دينار) تتم تغطيتها من خلال الاقتراض الداخلي والخارجي، وهذا ما يعمق المديونية على العراق، الذي يقدر حجم ديونه الداخلية والخارجية بحدود 100 تريليون دينار، وربما سترتفع الى (140 تريليون دينار)”، معتبرا ذلك “مأزقا كبيرا في الموازنة”. ويشير المرسومي وهو استاذ الاقتصاد في جامعة المعقل بالبصرة، الى ان “الموازنة فضفاضة واكبر من قدرات العراق المالية والاقتصادية”، مؤشرا ملاحظة اخرى تتعلق بكبر حجم النفقات التشغيلية التي تقدر بـ 150 تريليون دينار، وهي اكبر بنسبة 50 في المائة عن النفقات التشغيلية في موازنة عام 2021.

إيرادات لا تسد الانفاق

ويذكر المتحدث ان “الايرادات العامة قدرت في موازنة 2023 بـ(134 تريليون دينار)، ومعنى هذا أنها لا تكفي لسد الانفاق التشغيلي، وبالتالي فان العجز التقديري في الموازنة سوف يتحول الى عجز حقيقي، ليزيد الاقتصاد العراقي ارهاقا”.

ويصف المرسومي مشروع الموازنة للعام 2023 بأنه “توزيعي، أيْ توزيع العائدات النفطية على اكبر قدر ممكن من الناس لكسب رضاهم”، مشيرا الى ان ذلك يعني أن تأثيرها في الاقتصاد العراقي والنمو الاقتصادي سوف يكون ضعيفا جداً، بسبب ضآلة حجم المخصص للإنفاق الاستثماري”.

ولا يعول على “صندوق التنمية” الذي اعلنت عنه الحكومة، لأن حجمه سيكون 1 تريليون دينار، هو بالتأكيد رقم متواضع جداً، وغير قادر على تبني مجموعة مناسبة من المشاريع. هذه الموازنة لا تختلف عن الموازنات السابقة، عدا أرقامها الفلكية التي تشكل قنابل موقوتة، قد تنفجر في أي وقت”.

مؤشرات على موازنة 2023

وكانت عضو مجلس النواب السابقة ماجدة التميمي، كشفت تفاصيل مشروع قانون الموازنة الاتحادية، مشيرة الى “تأخر ارسال مشروع القانون من الحكومة الى مجلس النواب في حين انه قد نصت المادة (11) من قانون الادارة المالية رقم (6) لسنة (2019) (يتولى مجلس الوزراء مناقشة مشروع قانون الموازنة العامة الاتحادية واقراره وتقديمه الى مجلس النواب قبل منتصف شهر تشرين الاول من كل سنة)، لكنه قد تم ارسال مشروع القانون أعلاه الى مجلس النواب بتاريخ 16\3\2023، مما يعني تأخر ارسال المشروع لمدة خمسة أشهر عن التاريخ المحدد وفق القانون”.

وأبدت التميمي في بيان لها، استغرابها من “استلام اللجنة المالية للمشروع في الاول من شهر نيسان بشكل رسمي من رئاسة البرلمان. هذه سابقة خطيرة لم تحصل خلال الدورات السابقة، واذا ما أضفنا اليه مدة شهر ونصف للمناقشات في اللجنة المالية والمجلس، مما يعني ان الموازنة ستكون نافذة مع بداية شهر حزيران بعد مصادقة رئاسة الجمهورية عليها ونشرها في الجريدة الرسمية”.

وتنبه التميمي الى ضرورة “ارفاق تقارير مهمة، فضلا عن الجداول وتقرير البيان المالي المرسل مع مشروع قنون الموازنة، لاكتمال الصورة لدى أعضاء مجلس النواب، والذي من شأنه ان ينعكس ايجابيا على اداء المجلس اثناء قيام اعضاء اللجنة المالية واللجان المساندة الاخرى بإجراء التعديلات على مشروع القانون، لتكون المخرجات دقيقة ومستندة الى معلومات كافية”.

الحكومة تطالب البرلمان بحسمها

ودعت الحكومة في وقت سابق، رئاسة البرلمان إلى حسم قانون الموازنة العامة.

وقال المتحدث باسم الحكومة، باسم العوادي ان “مشروع قانون الموازنة العامة الاتحادية، اشتمل على مشاريع خدمية واستثمارية وغيرها”، داعيا النوّاب ورئاسة مجلس النوّاب والقوى السياسية إلى “تكثيف جهودهم لحسمها”.

واضاف المتحدث باسم الحكومة ان رئيس الوزراء، محمد شياع السوداني، مستعد “للحضور إلى مجلس النوّاب، والإجابة عن كل التفاصيل والاستفسارات التي يقدمها السادة أعضاء مجلس النواب بخصوص مشروع الموازنة”.  وأكد أن “هناك ملفات مهمة وقضايا أساسية مازالت تتوقف على الموازنة، منها استكمال مشاريع الكهرباء، ومعالجات شحّ المياه، وإعادة المفسوخة عقودهم، فضلاً عن توفير الآلاف من فرص العمل من خلال المشاريع التنموية الجديدة”.  وقال العوادي أن الموازنة “وضعت معالجات لسد العجز وآليات الصرف بشكل رصين ومحكم”. يشار إلى أن رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي، قرر منح نفسه إجازة لمدة 15 يوماً تبدأ اعتباراً من يوم الثالث من شهر نيسان الجاري، فيما خوّل نائبه الأول بإدارة جلسات المجلس.

 ********************

في الذكرى العشرين للحرب

ترجمة وإعداد طريق الشعب

حرب العراق وقيام بُنية إقليمية جديدة

نشرت مجلة الشؤون الدولية في عددها 99 والصادر قبل أيام، دراسة للباحث لويز فوسيت، في الذكرى العشرين لحرب العراق، أشار فيها إلى أن الاستنتاج بولادة بنية إقليمية جديدة نتيجة الحرب، يستلزم تشخيص أدلة واضحة على حدوث تغيير معنوي في التحالفات والعلاقات والأنماط والسلوكيات، لدرجة لا يوجد معها أي احتمال على الرجوع إلى البنية القديمة، حتى ولو لم تكن البنية الجديدة مستقرة ومتكاملة.

تغييرات عميقة

وفي معرض إستعراضه للمتغيرات، إستشهد الكاتب بما توصل إليه فريق بحث بريطاني في 2016، من أن عواقب الحرب والصراع داخل العراق، ما زالت غير محسوسة على صعيد الشرق الأوسط بأكمله، حيث تسود اليوم تأثيرات قوى عالمية ثلاث، الولايات المتحدة وروسيا والصين، وبالتزامن والتداخلات الاقليمية ، واضطرار الآخرين إلى التكّيف مع ذلك.

كما أورد الباحث بعض الأدلة على هذا التغيير، والمتمثلة برفض الدول العربية الموالية للغرب، انتقاد الغزو الروسي لإوكرانيا، أو التجاوب مع مطالب واشنطن بزيادة إمدادات النفط لمواجهة النقص الناجم عن العقوبات المفروضة على روسيا، في وقت تمكنت فيه دول مثل إيران من الإقتراب الكبير من موسكو. وأشار أيضاً إلى أن من علائم التغيير المتسارع، زيادة الاعتماد على كل من الصين وروسيا للحصول على الدعم والإمدادات الحيوية في ما يسمى بـ “دبلوماسية اللقاحات”، معتقداً بأن هذه المتغيرات مستمدة من المواقف والسياسات التي تم تبنيها أثناء وبعد تجربة حرب العراق، وخاصة تفاقم الشعور بالحاجة إلى تنويع التحالفات والأطر المؤسسية، لمواجهة التبدلات السريعة في موازين القوى الإقليمية، والتي كان آخرها التقارب العربي الإسرائيلي الجديد، الذي انعكس في اتفاقيات إبراهام لعام 2020، إضافة إلى اتساع هذه التحالفات لتشمل آسيا الوسطى وأوراسيا ومنطقة المحيط الهندي وأفريقيا، إلى الحد الذي صارت معه فكرة “الشرق الأوسط” المحدود إقليمياً، لا معنى لها، على حد تعبيره.

وذكّر الباحث بعدد آخر من المتغيرات التي نجمت من الحرب والتي تركت آثاراً كبيرة على البنية الإقليمية كالانتفاضات الشعبية العربية، والإستقطاب الطائفي، وبروز المنظمات الإرهابية كالقاعدة وداعش، والدور التخريبي الكبير الذي لعبته، خاصة في العراق وسوريا، والإتساع الكبير في أزمة اللاجئين.

مستويات التغيير

وحددت الدراسة ثلاثة مستويات لعملية التغيير التي وضعت المنطقة على مسارات جديدة، أولها البعد الدولي، حيث تراجعت القطبية الأحادية، والثاني البعد الإقليمي، حيث أدى تدمير العراق إلى بروز قوى إقليمية جديدة، أما الثالث فالبعد المؤسسي، حيث إنعكست التغييرات على الترتيبات الأمنية للمنطقة. وخلصت الدراسة إلى أن مستويات التغيير الثلاثة تجعل من العودة إلى النظام الإقليمي القديم أمراً غير ممكن، لأنها تؤكد بأن لا رجعة في المشهد الأمني في المنطقة، والذي غيّرته الحرب، ولا في التغييرات الجيوسياسية والتوزيع الجديد للهيمنة، على الرغم من الإضطراب الذي يتسم به النظام الإقليمي الناشئ عن البنية الجديدة، حتى الآن.

استنتاجات

ولخّصت الدراسة استنتاجات أخرى بإشارتها إلى أن حرب العراق قد فشلت في تحقيق الأهداف الرئيسية التي توقعها مشعلوها في واشنطن ولندن، بل وأضرت بشكل خطير بالمصداقية الغربية، حين افتضحت دعاوي الدفاع عن حقوق الإنسان وإسقاط المستبدين الأشرار، ولم يعد لها تأثير ما على شعوب المنطقة، لاسيما حين تعزز الفشل في العراق بالفشل في ليبيا وإنتشار حالة اللاستقرار في الشرق الأوسط.

وأعرب الباحث عن تصوره بأنه لولا حرب العراق، فإن سقوط صدام حسين في إنتفاضة تشبه تلك التي حدثت أثناء الربيع العربي، كان أمراً محتملاً، خاصة في ظل استبداده وقمعه لشعبه والصعوبات القاسية التي كان هذا الشعب يعاني منها في ظل الحصار، مشيداً بهذا السيناريو الذي كان سيجنب البلاد ماعاشته من تفكك واستقطاب طائفي وإرهاب وتدهور في جميع المجالات.

وخلصت الدراسة إلى أن من ثمار الحرب المرّة، بروز الطائفية، كمرآة للصراع الإقليمي وديناميات المنافسة الجيوسياسية، إضافة إلى أن حرب العراق، قد أنهت حقبة من الغطرسة حول قدرة الغرب على الترويج للديمقراطية وتفرده في ممارستها، لاسيما بعد النتيجة المخيبة للآمال التي إنتهى اليها الربيع العربي، وعودة الأوضاع ربما لإستبداد أشد في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وفي العالم الأوسع.

 *****************

الصفحة الرابعة

توجيهات التربية «حبر على ورق».. التدريس الخصوصي يثقل كواهل أولياء الأمور

متابعة – طريق الشعب

تعاني الأسر العراقية، خاصة الفقيرة وذات الدخل المحدود، ظاهرة التدريس الخصوصي التي اتسعت خلال السنوات الأخيرة بشكل لافت، وباتت تشكل عبئا مضاعفًا يرهق ميزانيتها تحت وطأة الظروف المعيشية القاسية.

يأتي ذلك في ظل تراجع التعليم الحكومي من مختلف النواحي، بدءا من نقص المدارس واكتظاظ الصفوف بالتلاميذ وعدم تحديث المناهج الدراسية وطرائق التدريس، فضلا عن نقص الكتب وعدم دعم التلميذ بمستلزمات الدراسة والقرطاسية.

وتحسبًا للتخلف عن سداد أجور التدريس، يشترط مدرسو الخصوصي استيفاءها مقدما، ما يضطر أسرا كثيرا إلى الاقتراض، أو العزوف عن إرسال أبنائها إلى تلك الدروس. 

وتفيد أسر عديدة بأنه “كلما كان مدرس المادة في المدرسة الحكومية هو نفسه من يشرف على الدرس الخصوصي، كان النجاح يسيرًا”، مؤكدة أنها تضطر إلى تسجيل أبناءها في دروس خصوصية لدى مدرسيهم الأساسيين، لضمان نجاحهم.

ما قول وزارة التربية؟

في أيار العام الماضي، قالت وزارة التربية إنها نظمت قبل 4 أعوام، دورات تقوية صيفية في مدارس المتميزين ولجميع تلاميذ المدارس، مبينة أن هذه الخطوة تأتي للحد من ظاهرة التدريس الخصوصي.

وترى الوزارة أن التدريس الخصوصي من “التحديات” التي تواجهها منذ سنوات طويلة. كما تعترف بأن هذه الظاهرة تتمدد، خاصة بالنسبة للمراحل الدراسية المنتهية.

ويزعم المتحدث باسم الوزارة، كريم السيد، أنّ “الوزارة كانت لديها في سنوات سابقة ضوابط صارمة بالنسبة لهذه الظاهرة”، مبينًا في حديث صحفي أن “الوزارة كانت تستقبل الشكاوى في شأن ابتزاز المعلم لطلبته، خاصة ممن يقومون بفرض الأموال أو إجبار الطلبة على التدريس الخصوصي”.

لكن السيّد يبرّر تفاقم الظاهرة بقوله أن “اللجان التحقيقية التي شكلت، رغم كثرتها، ربما لم تكن رادعًا لهذه الظاهرة”، لافتا إلى أن “الوزارة كانت لديها قرارات مهمة للغاية في الشهور الثلاثة الماضية، منها إيقاف الإجازات للمدارس والمعاهد الأهلية، وتشكيل لجان للمراجعة لأجل تقويمها وتقويتها لتكون بديلًا وساندًا للتعليم الحكومي، إضافة إلى توفير خيار آخر للتدريس الخصوصي يكون بإشراف الوزارة وضمن سقف التعليمات والأنظمة”.

والقضاء على التدريس الخصوصي يحتاج ـ وفق السيد ـ إلى “جهود كبيرة جدًا، سواء على مستوى المراقبة من جهاز الإشراف أم من خلال طرح برنامج حكومي”، مضيفًا قوله أنه “لدينا مجسّات حقيقية وغرف طوارئ لمتابعة هذه الحالات، ونحن حريصون جدًا على مكافحتها”.

وتقر التربية بأن التدريس الخصوصي يشكل “ضاغطًا أساسيًا على التعليم، فضلًا عن كونه يرهق كاهل الأسرة”.

حلول غير مجدية

وتصدر وزارة التربية في كل عام توجيهات واضحة لجميع مديرياتها بإلزام المعلمين والمدرسين بعدم إعطاء دروس خصوصية. لكنّ الباحث والكاتب د. مزهر جاسم الساعدي، يرى أنه “لا يوجد التزام بهذه التوجيهات”.

ويقول في حديث صحفي، أن “العديد من المعلمين والمدرسين لا يلتزمون بالتوجيهات، فيمارسون ما اعتادوا عليه في كل عام، بل ان بعضهم لا يتردد في نشر أوقات التسجيل لحضور هذه الدروس عبر مواقع التواصل الاجتماعي. وهذا يعني أن التوجيهات، أيًا كانت، إن لم تلحق بجهد رقابي تبقى مجرد توجيهات”!

وعلى ما يبدو، فإنّ بعض أولياء الأمور - حسب الساعدي - اعتادوا على تسجيل أبنائهم في هذه الدروس “كونها جزءًا من ثقافة مجتمعية عامة، وصارت شائعة ومقبولة”.

وتعاني غالبية مدارس الأطراف والمناطق النائية مشكلات عديدة، من بينها اكتظاظ الصفوف بالطلبة، ووجود شواغر في بعض الاختصاصات، ما يتطلب من وزارة التربية – وفق الساعدي – توفير ملاكات تربوية كاملة كي يأخذ الطالب استحقاقه الطبيعي من الدرس.

ويرى الباحث انه من الضروري تطوير أساليب التعليم وإدخال التقنيات التربوية الحديثة، وتطبيقها في جميع المدارس “فهذا قطعًا سيساهم في اختفاء ظاهرة التدريس الخصوصي بشكل تدريجي”. كما يقترح توفير البدائل التعليمية وتطوير مهارات المدرسين والمعلمين، من خلال اتباعهم طرائق جديدة تفضي إلى تسهيل فهم المواد الدراسية.

التربية متورطة أيضا!

هناك جهات في وزارة التربية تعلم جيدًا أن أحد أسباب تدهور التعليم هو التدريس الخصوصي. لكن هذه الجهات “ضعيفة بسبب الفساد وقدرة الفاسدين على التأثير في القرارات التي تصدر عن الوزارة” – حسب التدريسي خالد المسعودي، الذي يعزو الأمر إلى أن “الكثيرين من المتنفذين في الوزارة لديهم معاهد للتدريس الخصوصي”!

ويقترح المسعودي في حديث صحفي، إجراءات رادعة للحد من التدريس الخصوصي، منها “منع أي شخص يعمل في التدريس الحكومي من العمل في التدريس الخصوصي أو الأهلي، مع إصدار عقوبات صارمة في هذا السياق، وأهمها الغرامات المالية، على أن لا تترك أي ثغرة في قانون المنع”.

ويلفت إلى أن “بعض التدريسيين يتعمدون تقديم مادة دراسية ضعيفة، من أجل إجبار الطلبة على أخذ الدروس الخصوصية”، مقترحا في هذا الشأن “زيادة رواتب المدرسين، خاصة ذوو الاختصاصات العلمية، الذين يسمح لهم بفتح دورات تقوية في مدارسهم لطلبة المراحل المنتهية خلال العطلة الصيفية”.

تجاهل للقانون

لدى وزارة التربية إعمام صادر من دائرة المفتش العام مرقم بـ963 في 12 كانون الثاني 2017. وأعيد إعمامه في 2019. وينص على “منع الكوادر التدريسية من العمل في التدريس الخصوصي”.

وفي هذا الصدد، يوضح القانوني ساطع المسعودي، أنّ “الإعمام طالب إدارات المدارس بأخذ تعهدات في بداية كل عام دراسي من الملاكات التدريسية، لمنعها من هذا السلوك، وان الجزاءات المفروضة في الإعمام خاضعة لقانون انضباط موظفي الدولة”.

وينوّه في حديث صفي، إلى “تجاهل مديريات التربية وإدارات المدارس هذا الإعمام بشكل فاضح”، مؤكدا أن “الوزارة والجهات الرقابية لم تمارس دورها في تتبع أثر الإعمام”!

 *****************

اگول.. لماذا يهاجر الأغنياء ؟

محمد موزان الجعيفري

زيادة نسبة المهاجرين من البلدان العربية إلى أوربا، لا تعني ترفا أبدا. فرحلة الهجرة غير الشرعية من أشد المغامرات الجسدية والنفسية والقانونية خطورة، وغالبا ما تنتهي نهايات كارثية في اعماق بحار الدول الساحلية في القارة الشقراء، والتي أصبحت خطوط التماس الأولى مع المهاجرين الذين لا يزالون يتدفقون من شمال أفريقيا عبر الدول العربية، خاصة تونس وليبيا.

الفقر وعدم الاستقرار السياسي والتدخلات الخارجية من أبرز عوامل تكوين أرض خصبة للهجرات. وكانت فرنسا وبريطانيا قد اتفقتا قبل أسابيع على السيطرة على الهجرة غير الشرعية بإجراءات قانونية صارمة تنص على عدم استقبال أي مهاجر مهما كانت الأسباب، لكن هذه الإجراءات القانونية لم تمنع المهاجرين من الوصول إلى السواحل البريطانية، رغم المصير المجهول الذي ينتظرهم!

هناك مخاوف جدية ذات طبيعة استراتيجية في العواصم الغربية ازاء القدرة الاستيعابية للاجئين، ليس من الناحية المالية، إنما هناك تحديات ثقافية ودينية متراكمة عبر 60 سنة، ولا يريدون تكريسها، بل انهم يطمحون إلى تفكيكها منذ سنوات عديدة، لا سيما بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر ٢٠٠١، وذلك عبر برامج الاندماج الاجتماعي التي مهما كانت كبيرة تبقى عاجزة عن فكرة التذويب التي ينادي بها البعض.

أحيانا تكون الهجرة بالنسبة للدول الفقيرة سلاحا تجذب من خلاله الدعم الغربي، لكن الهجرة التي لم تنقطع عن العراق ابان السنوات العشرين الأخيرة بعد التغيير، توحي في الواقع بأن الأسباب ليست اقتصادية ومعيشية فقط، لأن هناك عائلات باعت بيوتها بمئات آلاف الدولارات، انفقتها على المهربين بحثا عن حياة في مكان آخر. فتلك مسألة لا يبدو أن الدولة العراقية تفكر في تفكيكها بشكل علمي، ومن ثم انساني اجتماعي عادل.

لم يكن المهاجرون العراقيون دائما فقراء، كما في دول عربية أخرى. فهنا الهجرة ترتبط بأسباب عديدة، منها استحالة استمرار حياة الانسان عندما يكون أمنه الشخصي مهددا، ولا أحد يكفل له الحماية، وهذا كان ما قبل احتلال البلد وبعده ايضا، ومهما انحسرت الظاهرة، فإنها لا تزال باقية ولم تنتهِ!

 ******************

الصفحة الخامسة

في واسط.. الشيوعيون وأصدقاؤهم يحيون ذكرى ميلاد الحزب

الكوت – طريق الشعب

احتفاء بالذكرى الـ 89 لميلاد الحزب الشيوعي العراقي، نظم الشيوعيون وأصدقاؤهم في مدن محافظة واسط نشاطات وفعاليات عديدة.

ففي مدن الكوت والصويرة والحي والعزيزية، وزع الرفاق نسخا من «طريق الشعب» وغيرها من مطبوعات الحزب وبياناته السياسية، على المواطنين في الشوارع العامة والأسواق الشعبية.

كما رفع الرفاق لافتات تحمل شعارات الحزب في المناسبة، في العديد من الشوارع والساحات العامة في مركز مدينة الكوت، وفي مدن الصويرة والنعمانية والحي والعزيزية.

كذلك حضر وفد من شيوعيي واسط وأصدقائهم، الحفل المركزي الذي أقامه الحزب في بغداد، إحياء للذكرى. وكان ضمن الوفد الشاعر طه الزرباطي، الذي ساهم في الحفل بقصيدة تعبر عن أمجاد الشهيد الشيوعي عامر الأعرجي وكل شهداء الشعب والحرية.

وفي صبيحة يوم الجمعة 31 آذار، استقبلت اللجنة المحلية للحزب في واسط العديد من المهنئين في المناسبة. وقد ازدانت القاعة الكبيرة لمقر المحلية وسط مدينة الكوت، بالشعارات والزينة.

وفي لقائهم مع المهنئين، استذكر الشيوعيون تاريخ حزبهم المضيء ومحطاته النضالية الثورية. كما تحدث العديد من الرفاق عن تجارب نضالية عايشوها في حقبات مختلفة.

هذا وشكر سكرتير المحلية الرفيق سفاح بدر جميع المهنئين، متمنيا لهم ولعائلاتهم السلام والأمان والسعادة.

 *****************

حفل خطابي في الناصرية ابتهاجا بعيد الحزب

الناصرية - نصير باقر

في مناسبة الذكرى الـ 89 لتأسيس الحزب الشيوعي العراقي، اقامت اللجنة المحلية للحزب في الناصرية، حفلا خطابيا حضره جمع من الشيوعيين وأصدقائهم ومؤازريهم.

 افتتح الحفل بالاستماع للنشيد الوطني الوقوف دقيقة صمت في ذكرى شهداء الحزب والحركة الوطنية.

بعدها ألقي خطاب يحمل عنوان “البدايات”، يسلط الضوء على أهم المحطات التي مر بها الشهيد الخالد فهد وهو يضع أولى لبنات تأسيس حزب الفقراء والكادحين.

كما تطرق الخطاب إلى الظروف السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي أدت إلى أن تكون مدينة الناصرية، المحطة الأولى لتأسيس الحزب.

ثم ألقى عضو اللجنة المركزية الرفيق حسين علي كلمة اللجنة المركزية في المناسبة، أعقبه سكرتير المحلية الرفيق فلاح نوري بإلقاء كلمة المحلية، التي أكد فيها مساعي الحزب إلى التغيير الشامل. وتناول الدور البارز للحزب في توحيد صفوف القوى الوطنية من اجل خلق البديل السياسي الذي يطمح إليه العراقيون للخلاص من الفساد والظلم وبناء الدولة المدنية الديمقراطية.

وكنت هناك كلمتان للتيار الديمقراطي العراقي وقوى التغيير الديمقراطية، عبرتا عن التقدير العالي لمسيرة الحزب الطويلة، والدور الذي مارسه عبر محطات نضالية عديدة ومهمة.

وتخللت الحفل قراءات شعرية تغنت بالتاريخ النضالي للحزب وببطولات شهدائه، فضلا عن فقرات موسيقية. كما جرى تكريم عائلات شهداء الحزب في ذي قار.

هذا وحضر الحفل ممثلون عن الحكومة المحلية، وآخرون عن أحزاب سياسية، إلى جانب شخصيات ووجوه اجتماعية، وعائلات.

وفي الختام، صدحت حناجر الشيوعيين بهتاف: “سنمضي.. سنمضي إلى ما نريد.. وطن حر وشعب سعيد”.  

 **********************

حفل سياسي وفني كبير في بودابست.. بالذكرى 89 لتأسيس الحزب الشيوعي العراقي

بودابست- طريق الشعب

إزدانت سماء بودابست تسع وثمانين نجمة أضاءت ليل العاصمة الهنغارية المعتم. ففي مساء يوم الجمعة المصادف 31 آذار 2023، وعلى قاعة المركز الثقافي التابع  لمجلس بلدية الحي الحادي عشر لمدينة بودابست، احتفل الشيوعيون العراقيون وأصدقاؤهم وعوائلهم  بالعيد التاسع والثمانين لميلاد الحزب الشيوعي العراقي، بحضور ممثل سفارة جمهورية العراق في  هنغاريا السيد مثنى أسعد رضا، ورئيس اتحاد الشباب الديمقراطي العالمي آرتيز رودري جيوز، ونائبه مسؤول الشرق الأوسط وشمال افريقيا الرفيق عدنان المقداد، وممثل الحزب الشيوعي الأيطالي الرفيق عمر مينيتي، وممثلي منظمة الحزب الشيوعي اللبناني، الرفيق علي جوني والرفيق ماجد  أمين، و رئيس رابطة الجالية السورية ونائب رئيس الجالية العربية في هنغاريا السيد مازن المكت، وممثلي لجنة التنسيق بين الأحزاب والمنظمات  والشخصيات المدنية الديمقراطية العراقية في هنغاريا.

ووسط أعلام العراق والمجر، وعلم وشعارات الحزب الشيوعي العراقي، رحب عريف الحفل الرفيق حسين فرمان والشابة نرجس، بالحضور ودعوهم للاستماع الى النشيدين الوطني العراقي والمجري. ثم بعد ذلك دعوا الحاضرين للوقوف دقيقة صمت اجلالا لأرواح شهداء الحزب والحركة الوطنية وشهداء انتفاضة تشرين واستذكارا للرفيق الفقيد ثامر الزيدي سكرتير منظمة الحزب في هنكاريا الذي رحل مؤخرا.

بعدها ألقى الرفيق مؤيد عبدالعال كلمة الحزب بالمناسبة. وجاء فيها: «في الوقت ذاته يلتئم احتفالنا يمر الوطن العزيز بظروف صعبة ويعيش أوضاعًا شديدة التعقيد، هي بالتأكيد نتاج نظام المحاصصة المقيت، الذي فرض على بلدنا وشعبنا في أعقاب الحرب والغزو والاحتلال الأمريكي قبل عشرين عاما والذي حرف مسار التحول الديمقراطي وبناء دولة المواطنة والعدالة الاجتماعية صوب كيان مشوه ضعيف تحكمه منظومة الفساد والأجندات الخارجية والسلاح المنفلت. ولهذا أضحى التغيير الشامل لمنظومة المحاصصة والفساد حاجة ماسة، بل وضرورة لتخليص شعبنا من محنته ومعاناته. ومن المؤكد أن هذا لن يتحقق إلاّ بإرادة سياسية قوية وفعل جماهيري واسع ومنظم، ووحدة كل القوى المدنية والديمقراطية والوطنية المؤمنة بالتغيير الديمقراطي.

وقد أرسل كل من ممثل الاتحاد الوطني الكردستاني في هنغاريا د. حسين شورش، ورئيس رابطة الجالية العراقية في هنغاريا محمد الشمري، وتنسيقية التيار الديمقراطي في هنغاريا تحايا بالمناسبة. وألقت الرفيقة باسمة كمال الدين كلمة ممثلية رابطة المرأة العراقية في هنغاريا، هنأت فيها الحزب بالذكرى الـ 89، وأشادت بتأريخ نضال الحزب منذ تأسيسه.

ثم شارك رئيس أتحاد الشباب الديمقراطي العالمي من خلال كلمته بتقديم التهنئة للحزب الشيوعي العراقي بمناسبة تأسيسه. ودعا جميع الشبيبة العالمية واتحاداتهم للنضال ضد الحرب ومن أجل السلام وضد الرأسمالية المتوحشة. كما تطرق مسؤول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في الاتحاد العالمي الى دور اتحاد الشبيبة الديمقراطي العراقي منذ تأسيسه في الحياة السياسة العراقية، ودعمه لنضال الشبيبة العراقية ومطالبهم العادلة، لاسيما في انتفاضة تشرين.

بعدها شارك الرفيق د. حسين جهاد بإلقاء قصيدة بالمناسبة.

وبعد انتهاء البرنامج السياسي ابتدأ البرنامج الفني، حيث قدمت الشابة ياسمين قصيدة باللغة المجرية للشاعر الكبير رادنوتي ميكلوش بعنوان (لا يمكن أن أعلم). وألقت الشابة نرجس قصيدة لأحد أكبر الشعراء المجريين، بتوفي شاندور، بعنوان (هناك فكرة واحدة تقلقني).

ثم قدمت كل من الشابتين ياسمين وشهرزاد مجموعة من الأغاني باللغة الإيطالية. وبعدها تم تقديم رقصات شعبية مجرية من قبل الشابتين نرجس وياسمين. وعزفت الشابة ياسمين على البيانو مقطوعة بعنوان (أغنية لسينا) من تأليف براين كرين. وقد صفق لها الحاضرون طويلاً.

وفي الختام، دعت الشابة نرجس وياسمين الحاضرين للمشاركة في الرقصات الفلكلورية المولدافية، والتي شاركت فيها مجموعة كبيرة من الأطفال والشباب وكبار السن، حيث استمر الحفل حتى ساعة متأخرة من الليل.

 *************

محلية بابل تحتفل بعيد الميلاد الميمون

الحلة - مائدة جميل

أحيت اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في بابل، الذكرى الـ 89 لميلاد الحزب في أمسية فنية أقامتها على “قاعة آذار” في مقرها.

استهلت الأمسية  التي أدارها رئيس اتحاد أدباء بابل الشاعر أنمار مردان، بوقوف الحاضرين، من الشيوعيين وأصدقائهم، دقيقة صمت إكراما لشهداء الحزب والحركة الوطنية.

ثم ألقى عضو اللجنة المركزية الرفيق بهجت الجنابي، كلمة الحزب في المناسبة. أعقبه الشاعر د. وليد الزبيدي بقصيدة استذكر فيها مآثر الحزب ودوره في النضال الوطني، لتلقي بعده الرفيقة الشاعرة حسينة بنيان قصيدة تجسد جوانب من مواقف الحزب الوطنية.

وكانت للمناضلين القدامى كلمة ألقاها الرفيق فلاح الرهيمي، واستعرض فيها أدوارا بطولية لمناضلي الحزب.

وفي الختام، قدم الرفيق بهجت الجنابي “لوح الوفاء” إلى الشيوعي المغترب د. ممتاز كريدي، الذي حضر الأمسية رغم وضعه الصحي. كما قدم الرفيق عقيل الربيعي باقة ورد لإبنة شهيد انتفاضة تشرين نوفل الخزرجي.

 ************************

شيوعيو ميسان يحتفلون بالعيد الـ ٨٩

العمارة - طريق الشعب

في مناسبة الذكرى الـ 89 لميلاد الحزب الشيوعي العراقي، أقامت اللجنة المحلية للحزب في ميسان، الجمعة الماضية، حفلا خطابيا – فنيا، حضره حشد غفير من الشيوعيين وأصدقائهم، إلى جانب عضو اللجنة المركزية الرفيق وسام مهدي.

 الحفل الذي احتضنته حديقة نقابة الفنانين وسط مدينة العمارة، استهل باستماع الحاضرين للنشيد الوطني ووقوفهم دقيقة صمت إكراما لشهداء الحزب والحركة الوطنية.

بعدها ألقى عضو اللجنة المحلية الرفيق سعدون جبر، كلمة الحزب في المناسبة. أعقبه الأستاذ رعد الطائي بكلمة باسم التيار المدني الديمقراطي.

ثم أستمع الحاضرون إلى قصائد في الذكرى ساهمت فيها مجموعة من شعراء ميسان.

وقدمت نقابة الفنانين خلال الحفل عرضا مسرحيا. كما تضمن الحفل معارض فنية وبازارات لمجموعة من الفنانات والفنانين.

واختتم الحفل بأغنيات وطنية أداها الملحن رضا الساهر.

 ***************

الشيوعيون العراقيون في موسكو يحتفلون

موسكو – طريق الشعب

أقام الشيوعيون العراقيون في موسكو وأصدقاؤهم، في الأول من نيسان الجاري، حفلا في مناسبة الذكرى 89 لتأسيس حزبهم.  سكرتير منظمة الحزب في موسكو، استهل الحفل بكلمة في المناسبة، أشار فيها الى نضال الحزب طيلة تاريخه المجيد وديمومة هذا النضال عبر مسيرته، متوقفا عند الأزمات التي يعانيها العراقيون اليوم بسبب المحاصصة الطائفية والاثنية.

وشدد الرفيق في الكلمة على ضرورة توحيد كل القوى الوطنية من اجل التغيير الشامل لمنظومة المحاصصة والفساد، وبناء دولة المواطنة والقانون والعدالة الاجتماعية.

وكانت لممثل منظمة الحزب الشيوعي الكردستاني في موسكو، كلمة أشاد فيها بتلاحم النضال التاريخي للشعبين العربي والكردي في العراق، وبالمسيرة النضالية المشتركة للحزبين الشيوعيين العراقي والكردستاني.

ممثل القوى اليسارية والشيوعية في روسيا الاتحادية، تحدث أيضا عن سفر النضال والتضحية للشيوعيين العراقيين.

هذا وساهم العديد من أصدقاء الحزب في كلمات سردوا فيها ذكرياتهم النضالية مع مسيرة الحزب المجيدة.

 ********************************

الصفحة السادسة

منذ 2003 وحتى اليوم.. راهنية ومستقبل الحزب.. رائد فهمي: إقامة الدولة المدنية الديمقراطية.. هدف طيف واسع من العراقيين

ضيف الملتقى الحواري الشهري لجريدة “طريق الشعب” الرفيق رائد فهمي سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، للحديث عن التطورات السياسية في البلاد، وما آلت اليه الاوضاع منذ 2003 ولغاية يومنا هذا، والإجابة على استفسارات وأسئلة المساهمين في الحوارية من مثقفين وإعلاميين وناشطين.

وحضر اللقاء كل من الإعلامي سالم السوداني والشاعر حميد قاسم ونشطاء المجتمع المدني فيان الشيخ علي وأنس عزاوي ورؤى خلف، إضافة إلى حضور الرفاق أعضاء هيئة تحرير “طريق الشعب”، مفيد الجزائري وحسين النجار وعلي شغاتي.

الشاعر حميد قاسم كان أول المتداخلين، وإضافة إلى تقديم عدد من الأسئلة، أبدى وجهات نظر في مواقف متنوعة من تاريخ وحاضر الحزب الشيوعي العراقي.

وذكر قاسم أن هذا الحوار يقترن مع الذكرى 89 لتأسيس الحزب الشيوعي العراقي، الذي ترسخ عميدا للأحزاب العراقية كتاريخ وموقف، والكثير من التساؤلات تدخل ضمن باب الحوار الديمقراطي بعيدا عن القيود.

الآن المتغيرات كثيرة حتى في داخل الحزب، ما الذي فعله الحزب بعد قطيعة استمرت لأكثر من 25 عاما عن واقعه وبيئته ومحيطه والمكان الذي نشأ من أجله، نعلم أنه كان هناك أناس يعملون في داخل الوطن، لكنه لم يكن حضورا بارزا وقويا وفاعلا، خصوصا في الثمانينات والتسعينات، الحزب في ظل سطوة البعث واستئثاره بالسلطة حتى في أيام الجبهة الوطنية كان أقوى من حزب البعث بدليل مبيعات طريق الشعب والشارع والمظاهرات.

اليوم، كيف يفكر الحزب في أن يستعيد مكانته، في زمن الانترنيت ووسائل التواصل الاجتماعي والفضائيات، كيف يمكن للحزب أن يمد الصلة مع الآخرين والشباب تحديداً، وهل فكر الحزب كيف سيتسمر، وما هو التجديد الذي يتماشى مع حركة الزمن والتاريخ والوعي والمتغيرات السياسية الكثيرة، التي تبدأ من السياسة والاقتصاد ولا تنتهي بالمجتمع؟

تحديات تواجه الحزب

رائد فهمي: نأمل أن يطرح هذا الحوار القضايا والتساؤلات، والتي في قسم منها نحن ايضا لدينا تساؤلات، ما تفضل الشاعر حميد القاسم بذكره قسم منه تحديات، أي بمعنى لا توجد إجابات جاهزة، لكن الحزب شخصها كتحديات وتعامل معها ومدرك لأبعادها.

هنالك فرق بين فترة السبعينات وغيرها عن الآن، نحن دائما نتحدث عن الموضوعي والذاتي، موضوعيا في تلك الفترات مع وجود العوامل القطبية الثنائية بالعالم كله، كل ما كان ضد النظام كان الحزب يستقطبه، الناس وهم جمهور الحزب، هناك تيارات دينية ومدنية بجميع تلاوينها كانت تأتي إلى الحزب أو تتجمع في محيطه.

الوضع اليوم اختلف، بمعنى أن المشهد السياسي والقوى السياسية الفاعلة، والكثير من القوى التي كانت في السابق لا تجد ملاذا أو وجهة إلا في الحزب الشيوعي، اليوم لديها توجه باتجاهات ليبرالية ومنظمات المجتمع المدني، بالتالي لا يمكن أن نقارن وضعا شموليا يحدد التنوع السياسي الموجود، وما بين وضع ليبرالي، حيث توجد قوى عديدة ولديها وسائلها الاعلامية والسياسية والمال، ولا يمكن إطلاقا أن نعيد صورة الواقع من هذه الزاوية.

ثانيا، المناخ الفكري والسياسي العام، في ذلك الوقت كان للاتحاد السوفيتي حضوره، وخيارات الرأسمالية من جهة والبديل الاشتراكي، وكان يلهم الكثيرين، ولعب دورا حتى على مستوى البدائل للأنظمة القائمة والمشروع المجتمعي، ولابد أن نذكر ان في تلك الفترة في الثمانينات نشأ النظام النيو ليبرالي (الليبرالية الجديدة).

أحد المفكرين الماركسيين يصف الليبرالية الجديدة ويقول: إنها فكر مؤثر خلال الأربعين سنة الأخيرة. كان مؤثرا لأنه لم يكن فكر سلطة فقط، بل هو فكر واجه الفكر الاشتراكي واستطاع أن يعبئ، ونحن نعرف اليوم أن الليبرالية الجديدة دخلت حتى في الأحزاب الاشتراكية الليبرالية. ومقابل انهيار الاتحاد السوفيتي وكل ما يترتب عليه فكرياً نهضت الليبرالية الجديدة، وظهر ما يسمى في الكثير من البلدان “الرأسمالية” البحث عن بدائل جديدة. الليبرالية الجديدة التي تقدم لك نظاما معينا سواء كان خطأ أم صحيحا، لكن كان لها تأثيرها.

واجهنا على المستوى الفكري تحديا، وليس نحن فقط، بل الحركة الاشتراكية وكل الفكر المعادي للرأسمالية، يواجه هذا التحدي، اليوم بدأ الوضع يتغير منذ عام 2008 لأن الليبرالية الجديدة لأول مرة بدأت تتصدع وبدأت تواجه مشاكل.

ثالثا، المجتمع العراقي عاش الحروب والحصار والتداعيات المجتمعية، وحتى على مستوى السلوكيات والقيم والمواقف، حصلت هجرات منذ أواخر السبعينات، وهنا لا نتحدث عن هجرة الكم، انما هجرة النوع، فالكثير منهم حمل الفكر التنويري والتقدمي، المئات منهم إذا لم نقل آلاف من المثقفين اضطروا لترك البلد، وفيما بعد بدأت بتركه الفئات المهنية المحترفة.

بالتالي طرأ على المجتمع العراقي تغييرات ترافقت مع مجيء صدام حسين والدولة الشمولية، وفيما بعد الحرب وغياب البدائل الفاعلة داخلياً، هنا بدأ البحث عن الخلاص والطمأنينة، وصار التوجه نحو الأفكار الأخرى سواء دينية أو غيرها مجتمعياً، وفيما بعد تكرست، طبعاً بعد الحملة الإيمانية بشكل كبير، وجاء الحصار الذي لعب دورا هائلا على المستوى المجتمعي وخلق مجتمع البقاء، حيث أصبح هم الشخص أن يعيل عائلته، وهذه هي التغيرات الاجتماعية.

تنظيمياً العدد الذي كان ينشط في العمل السري محدود، وبعد العام 2003 جئنا إلى مجتمع الكثير من ملامحه لم يعد المجتمع الذي تركناه.. لم يعد نفسه؛ وهنا تأتي قضية كيفية التفاعل معه، على المستوى الوعي السائد، اذ قام صدام حسين بتقديم المجتمع للأحزاب الاسلامية على طبق من ذهب، كونه ضرب كل ما هو مدني وأنهى فضاءات الحرية وأبقى على المؤسسات الدينية، وجاءت الأحزاب الإسلامية ووجدت الأرضية مهيئة لها.

وفيما يخص الشباب، وضمن الواقع، طالهم ما طالهم، ومنذ الثمانينات ونزولاً، نشأوا بأجواء قطيعة معرفية وتشويه لكل ما هو تقدمي وتنويري، وغاب التواصل الذي رأيناه سابقاً في العائلة، فالنظام الديكتاتوري أرهب العائلة بحيث يتجنب الأب أن ينقل تجربته وفكره لابنه، فقضية التواصل تعرضت للانقطاع.

لا بديل عن الديمقراطية والتجديد

كيف تعاملنا نحن؟ منذ انهيار الاتحاد السوفييتي وانعقاد المؤتمر الحزبي الخامس (الديمقراطية والتجديد) دخلت الديمقراطية والانتخابات على مستوى الآليات الداخلية للتنظيم.

صار التجديد في الحزب، أولا بالفكر، وبدأت كتاباتنا بعد عام 1993 إذا ما قورنت بالأحزاب الشيوعية في البلدان المجاورة، نجد أن هناك فرقا كبيرا في نوعية الخطاب، وهو أقرب إلى الواقع، وهذا لا يعني أننا نبذنا الفكر ولكن اليوم الفكر جاء من خلال ملامسة ومعايشة الناس بأشكال تعبيرية معينة.

الخطاب اختلف، هل اختلف بما يكفي وبدأ يصل لكل الفئات، لا، خاصة مع تطور وسائل التواصل الاجتماعي واختلاف اللغة والخطاب، حيث يجب ان يكون مكثفا ومختصرا ومباشرا وبلغة مختلفة، وهذا تحد كبير، والوسائل أيضاً اختلفت ونهتم بها، جئنا متأخرين لوسائل التواصل الاجتماعي بكل مفاصلها ونحن الآن مهتمون بها.

تعدد الأجيال في الحزب قوة

الحزب عمره 89 عاما، ومن الطبيعي أن تجد فيه عدة أجيال، وليس مثل الأحزاب الناشئة، ويمكن ان نواجه شأننا شأن كل الأحزاب طويلة العمر التي لديها تعدد أجيال. الفرق الذي حدث بعد الثورة التكنلوجية والتطورات العلمية ووسائل الاتصال. أنتجت هذه الظروف عملية قطع، ولم يكن التطور هادئا.. اليوم بين الأب والابن هناك فجوة كبيرة على صعيد التكنلوجيا، أصبحنا نعيش في فضاء آخر، وسائل التواصل الاجتماعي والانترنيت والفضاء الرقمي، بحسب ما يصطلح عليه، هو عالم آخر كلياً، وهذا أيضاً انعكس علينا في داخل الحزب؛ هذه تحديات غير غائبة عنا، ونحن في داخل الحزب في آلياتنا في حالة تطور مستمر، كل هذا وغيره، أدى إلى صعود الشباب لقيادة الحزب، وهو غير كاف، ولايزال أمامنا تحدٍ كبير على المستوى القيادي.

على مستوى تلمس الواقع والاحتجاج على الواقع، نعم الشباب لديهم رفض كبير وطريقة تعبير عن هذا الرفض، وممكن نحن أبطأ في هذا الموضوع. فبرزت الحركة الاحتجاجية بأشكالها وخطابها، ونحن لم نتخلف عن الحركة الاحتجاجية لا بل كنا مبادرين منذ عام 2011 وغيرها، وفيما بعد هذه الحركة الاحتجاجية، توسعت خاصة في عام 2019 حيث طرأت ملامح جديدة؛ وهذه أيضا فرضت كيفية التواصل مع العمل الاحتجاجي.

التغيير الشامل وإعادة توزيع الثروة والسلطة

وشيء آخر، أريد أن أقوله في هذا الشأن قضية المعارضة، نحن اليوم طرحنا التغيير الشامل، وهذا التغيير الشامل ربما غير مفهوم بالنسبة للبعض، نحن نعتقد أن بعد عام 2003 صار هناك توزيع معين ليس فقط للثروة، نعم ربما الناس تحتج لأن الثروة سيئة التوزيع وهناك فوارق. رفضنا نحن أن يقترن بتوزيع السلطة والذي تم من خلال آلية المحاصصة ووزعت السلطة على أساس المكونات وممثلي المكونات، وفق هذا البعد الاجتماعي وليس البعد العمودي.

وعلى مدى 20 عاما مع هذا التوزيع الأولي، والذي كان يحاول معالجة المظلوميات “ كمبرر”، نشأت منظومة من المصالح مرتبطة بطريقة التصرف بالريع النفطي، أما من خلال الامتيازات المفرطة أو من خلال الفساد، وخلال هاتين العمليتين نشأت شريحة كاملة مستحوذة على السلطة وآلياتها، والتي هي مدخل للوصول إلى الثروة باعتبار أن البلد ريعي، والسلطة تعني الثروة.

اليوم عندما نريد أن نعارض ونقول التغيير الشامل، ربما نختلف حتى مع بعض الإخوة في الاحتجاجات ممن لا يدركون أبعادها، نحارب الفساد وضد الفاسدين، الفاسدون جزء من العملية، وفيما بعد يراد أن نأتي بحكومة تكنوقراط، لا، الموضوع أعمق، وحتى هذه الحكومات وغيرها هي جزء من الدولة، مثلا من يسيطر على الدولة ومؤسساتها.

اليوم نقول إن هذه الدولة خاصة بعد العشر سنوات الأخيرة، بعدما تمكنت شرائح جديدة، أصبحت بمضمون اجتماعي واضح، الدولة تخدم شريحة ضيقة في المجتمع العراقي بكل مكوناته ويشمل ذلك الإقليم ايضا، وهذه الشريحة الضيقة تتنافس فيما بينها على حصص السلطة والنفوذ، ولكن تجتمع على إعادة انتاج منظومة الحكم لأنها الوسيلة التي تمكنها من الاستحواذ على القرار والثروة، ليس هناك انتاج يخلق قيمة إضافية وثروة إضافية، فالثروة التي تتراكم في قطب من المجتمع يقابلها فقر مؤشراته واضحة، فـ 30 في المائة من الشعب تحت خط الفقر والعشوائيات وما إلى ذلك، بالتالي يستخدم اليوم مصطلح حكم الأقلية، لذلك ربما يُستخدم تعبير “الأوليغارشية” وهذا أصبح واقعا.

وحتى عندما نتحدث اليوم عن معركة قانون الانتخابات، فقضيتها أكبر من قانون “سانت ليغو”. المتنفذون يريدون انتخابات كوسيلة لشرعنة إعادة انتاج حكمهم، ونحن عندما نقول التغيير الشامل نتحدث عن تلك الآليات التي تجعل توزيع السلطة يديم اللاعدالة في المجتمع وهذه الاستقطابات ومنظومة الفساد، بالتالي نظرتنا أعمق، من يقف بوجه المنظومة الحاكمة؟ هنا يأتي التكتيك والاستراتيج، من يغير؟ من هي الشرائح الاجتماعية ذات المصلحة؟

في المجتمع قطيعة مع المنظومة الحاكمة

هناك مؤشر العازفين والمقاطعين للانتخابات الذي يصل إلى 80 في المائة، والبعض يقول حتى أكثر من 80 في المائة، وهذا يؤشر إلى أن هناك في المجتمع قطيعة معينة مع المنظومة الحاكمة، هل تحول ذلك إلى قوة فاعلة وضاغطة؟، المنظومة الحاكمة الآن تملك السلطة والمال والسلاح، وحتى يمكن جزء كبير من الإعلام وكذلك البعد الثقافي، وبدأت تتحرك كمنظومة متكاملة، وإذا أردنا أخذ مؤشراتها نأخذها من خلال الدولة، حتى في البرلمان اليوم تجد رجال أعمال واشخاص لهم امتدادات في مجاميع السلاح المنفلت.

هذا التشابك والتحالف موجود وهذه منظومة لها قدراتها الكبيرة، ما الذي يواجهها؟ تواجهها قوة الناس والانتفاضة، نعم لديها قوة تستطيع أن تزحزح، ولكن قد تكون لفترات. كذلك نحن باستراتيجيتنا نعارض نهج المحاصصة ليس لأنه فقط من معايير أسباب مجيء الفاسدين وغير الكفوئين، بل لأنه صيغة من صيغ توزيع السلطة، التي تعيد انتاج احتكارها، فنحن نريد أن نغير المحاصصة وهذا النهج من أجل أن يعاد توزيع السلطة على مستوى أكثر ديمقراطية وعدالة.

نعمل على مستويين

وأيضاً القوة المواجهة لهذا النهج، نسعى لأن تكون على مستويين، العمل من فوق والعمل من تحت، والأخير نحن نعطيه الأولوية، خاصة خلال السنوات الأخيرة، وهو الحراك الجماهيري، حيث تحتج الجماهير بأشكال مختلفة ونحن نتفاعل معها ولنا حضورنا، ونعمل على تشكيل اللجان والاصطفافات والتحالفات والائتلافات، ولا تأخذ خطا معينا، ومن ضمن ذلك العمل بين الشباب، ونريد أن نعمق البنى الاجتماعية الأكثر تماسكاً، فلدينا اليوم العمال وهناك فئات مهمشة من العملية الإنتاجية والريع، وهي الآن تلعب الدور الأكبر في الاحتجاجات، وهذه الشريحة تنظيمها وخطابها مختلف، ونواجه تحديات في هذا الشأن، وهذا أمر نلاحظه إذا ما حللنا القوى المشاركة في الانتفاضة.

ومن جانب آخر كما قلنا هناك العمل الفوقي، هذا العمل في البرلمان والدولة، ونحن لا نستثنيه، لكنه يخضع لمتطلبات العمل من تحت، وإذا اقتضى الأمر وأصبح هناك تعارض، نترك العمل الفوقي، ولذلك قدمنا استقالتنا من مجلس النواب وغادرنا مواقع، لأننا لم نشارك من أجل الموقع، ونحن نعتبر العمل البرلماني هو ميدان من ميادين الصراع الذي لا يمكن فصله عن باقي الميادين خارج مؤسسات الدولة.

وحين يتحدث البعض عن “السلمية”، ويجب ان يكون العمل فقط من داخل البرلمان، فهذا فخ، كون البرلمان بهذه الآليات لم يعد فاعلا، وإمكانية ان يتحرر ويكون عاكسا حقيقيا لإرادة الناس، فقد تم تحجيمه بأشكال مختلفة، من خلال القوانين والمال السياسي، وهذا أمر ندركه، لكن هذا لا يعني اننا نستهين بالبرلمان.

الإعلامي سالم السوداني المساهم في الحوارية، طرح تساؤلات عديدة، كانت قريبة للمداخلة، تحدث من خلالها عن دور الجمهور العام والنخب، والأمزجة المتغيرة التي تحرك القناعات.

ويرى السوداني في معرض حديثه، أن الجمهور، في أغلبه شئنا أم أبينا، مع أو ضد، منطلقاته دينية وإسلامية، ودائما لديكم تقاطع مع هذا الجمهور الكبير، الشيء الآخر مخاطبا الرفيق أبو رواء الذي تحدثت به جنابك عن الشباب، هل عمر الحزب بايولجياً 89 عاما أم هو متجدد، إذا كان 89 عاما فمعناها يحتضر، أريد إجابة على هذا السؤال من عندك.

وتابع السوداني مداخلته، بأن “وجهة نظركم معروفة وما تريديونه، والرفض معروف، وربما الناس أيضاً تنسجم وتتعاطف معكم في القضايا التي تحدثت عنها، حيث تحدثت عن أنكم تريدون التغيير الشامل وهذه كلها مقبولة ومعروفة عند الناس، لكن وظيفتكم ليست الرفض، بل أن تكون لديكم آليات لصنع البدائل وهي أصعب مرحلة عند الأحزاب، وهذه تحتاج إلى التفاتات، فالرفض بحد ذاته ليس هدفا ولا يقنع الآخر، بأنك صح فالجميع يمكنهم الرفض، بصراحة من خرج في احتجاجات تشرين هم ناس نوعيون، لكن بالنتيجة هم لا يمثلون كل الشعب أو نصفه، لذلك نحتاج صناعة قاعدة جماهيرية أخرى، كم لديكم شباب في الحزب وطريقة حساب حجمكم هذه بحاجة إلى إيضاح أيضا.

نحترم الخطاب الشعبوي ونتفاعل معه

رائد فهمي: الثقافة الشعبوية لها عاملان في تقديرنا، أحدهما هو وسائل التواصل الاجتماعي، حيث أصبح كل شخص هو وكالة أنباء ويبث رأيه مباشرة بدون فلتر أو أي نوع من الأفكار تطرح مباشرة في الفضاء العام، والعامل الثاني البنية المجتمعية، ذكرت أن المجتمع إلى حد كبير ضعفت فيه الأطر المنظمة، بالتالي ضعفت المؤسسة النقابية وحتى منظمات المجتمع المدني، رغم دورها إلا أنه لا يزال محدودا. المؤسسات الثقافية ودورها المجتمعي ليس بذلك الدور ويرجع ذلك إلى جملة من العوامل.

نحن أيضا نعاني من الشعبوية، وطبيعي أن تقول الناس مطالبها بشكل مباشر دون أن تتهيكل نظرياً، وقسم منها مقصود، شعبوية من باب الكسب والتحريض الجماهيري والتعبئة، والمعيار في المطاف الأخير الواقع الذي يفرزه، فمثلا حتى في الحركة الاحتجاجية منذ عام 2019 إلى الآن، هناك مراجعات في داخل الحركة الاحتجاجية وخطابها، وهذا الخطاب خضع لتجربة عميقة. الانتفاضة وما قدمته من تضحيات وما أعقب ذلك. هناك بعض الأفكار في الواقع بدأت تتشذب.

نحن لا نتعالى على الخطاب الشعبوي، ويجب أن نحترمه ونكون جزءًا منه ونتفاعل معه ونهذبه، وهذا ما نسعى اليه من خلال جانبين، الأول عبر وسائلنا التي لم نكن نعيرها اهتمام (وسائل التواصل) التي تلاقي صدى وتكون مصدرا للكثير من الأفكار الشعبوية، وأصبحنا نعير اهتماما كبيرا لوسائل التواصل الاجتماعي ولا نزال متأخرين قليلاً عنها، والجانب الآخر اهتمام الحزب بملامسة مشاكل الناس الحقيقية والحركات المنبثقة من رحم هذا المجتمع، حركات الاحتجاج بأشكالها، قسم منها مطلبية وقسم منها سياسية، ووجهتنا أن نحاول التواصل معها ولنا حضور فيها، وفي الفترة الأخيرة حققنا تقدما، حيث حققنا صلة بمعظم الحركات الاحتجاجية، واستطعنا أن نتجاوز بعض الفجوات التي كانت تفصلنا عنهم، بسبب قدرتنا على إطلاق حوارات فيما بينهم.

 وجزء آخر ما تسنده من داخل تلك الحركات، وبدأنا نتلمس منهم استعدادا للتحاور ليس بمعنى انهم يتقبلون ما نقوله كلياً، لكن هم بدأوا يدركون أن المصلحة مشتركة في أن يخوضوا حوارات، هذا الخطاب إذا تلاحظوه سواء مع قوى التغيير أو مع جماعات غيرها، لدينا حوارات ونقاشات معهم في هذا الموضوع، ويبقى العمل الاحتجاجي فيه بعد شعبوي بحكم طبيعته، لكن المطالب وغيرها بدأت تتشذب من خلال هذا التفاعل.

 ما نعارضه هو تسييس الدين

بالنسبة للدين، نحن بصراحة استراتيجياً نحاول أن نضع القضايا العقائدية والإيمانيات ضمن حريات الشخص، لكن عملية تسييسها وجعلها محاولة للتجييش ولخلق فجوة بيننا وبين القوى المدنية عموماً وبشكل خاص، كانت توجهات ذات طابع سياسي وهي محترمة، ونعمل أن لا تكون بيننا وبين جمهورها المتدين سدود وحواجز.

ونحاول ان نضع الموضوع وفقا لمساحته الاعتيادية الإيمانية وحققنا نجاحا في ذلك. واعتقد اليوم لو أخذنا صورة عن الوعي في 2003 و2004 و2005 ومن يراها اليوم، ويأخذ عينة من مواطنين اعتياديين يلاحظ أن هناك فرقا كبيرا، حتى عند السؤال عن المواقف من القضايا الدينية، ومن القضايا المدنية.

على المستوى السياسي، عملية جعل المشكلة كأنها مشكلة معتقدات ـ تسييس الهويةـ باختصار بدأت تصطدم بالواقع، والانتفاضة كانت أبرز تعبير عن هذا الموضوع، لاسيما حين ذكرت قضايا لا تتعلق بالهوية، لا بالدين ولا المذهب، وكانت تطالب بالوطن والكرامة وضد الفساد، بالتالي لاحظنا ان الصراع انتقل حتى داخل المؤسسات السياسية الدينية التي كانت تقول انها تحمي المذهب والدين، اليوم أصبح جمهورها تقليديا بعد معايشته للواقع والممارسات الفعلية.

في العمق الاجتماعي بالريف وبعض الأوساط، نعم لا نزال نواجه مشكلة، ولا يزال هذا الجمهور في ظل أجواء قوانين الانتخابات الراهنة هو عمق يؤمن للقوى المحافظة أن تصل للسلطة، حتى بالضد من مصالح هذه الجماهير، وحتى في العلاقات مع التيار الصدري، كان هذا الموضوع رئيسيا، في إحدى جوانب موقفنا، وليس كله، هو أن هذا التيار هو حركة عقائدية دينية شعبوية، كان ممكن أن تحمل اقسام منه مضمونا معاديا للمدنية والخ، وعندما أصبحت هناك فرص للتحالف، كانت رسالة سياسية للمجتمع ككل، من أن هذه الفجوة بغض النظر عن المضامين ليست عائقا يحول دون قيام لقاء سياسي على قضية معينة.

السوداني: لكنكم لم تحققوا سوى مقعدين في البرلمان؟

رائد فهمي: لم يكن تحقيق المقاعد البرلمانية معيارنا، بل وتنازلنا عنها في الأخير، فهو لم يكن هدفا بحد ذاته، بل كان هناك البعد الأكثر منه، نحن نعتبر قضية التغيير هي ليست فقط قضية القوى المدنية، فهذا الأمر يمس مصالح الناس كلها، بما فيها الناس من جمهور الحركات الإسلامية، فهم متضررون من واقعهم الاقتصادي والاجتماعي، وهم جزء موضوعي من القوى الاجتماعية التي لها مصلحة في التغيير، فقسم من التحالفات والائتلافات تهدف إلى تحريك جماعات مجتمعية بهذه الوجهة.

هناك فهم خاطئ للتحالفات، إذا لم تحقق شيئا فهذا لا يعني فشل التحالف، فكل التحالفات التي أجريناها فيها عناصر نجاح وعناصر فشل، بما فيها الجبهة الوطنية والقومية التقدمية، يمكن للتحالف ان يكون لغرض معين، فالتحالف مع الصدريين كان من الممكن ان يستمر وحقق شيئا معينا، لكن نحن غادرناه، عندما لم يحقق شيئا آخر، وهذا لا يعني نهاية الدنيا، واليوم لا يمكنك التقدم بدون تحالفات، وأي حديث عن أن أي حزب يحقق شيئا لوحده، لا تدعمه معطيات الواقع.

البعض يقول إن من في السلطة جهلة ونحتاج إلى تكنوقراط لإدارة السلطة، وهذا الفكر خطر، لان القضية لا تتعلق بالجهل، وقد يكون الوزير لا يملك معلومة، لكن لديه استشاريون وتصل له المعلومة، وجميعهم يعرفون الفساد ومسبباته ويعرفون أن احد مشاكل الفساد هي طريقة اختيار الشخص وآليات العمل والشفافية، لكن لا يعملون بها، التكنوقراط قد يكون فيه بعد يخدم المنظومة الحاكمة، فالقضية ليست فنية، لذلك نحن نتكلم عن الدولة وليس فقط الحكومة، فهي على مدى 20 سنة تعبر عن مصالح معينة، فلو لم يكن هناك أي أحد من الأحزاب الحاكمة للسلطة، وتأتي بعناصر جيدة لن تستطيع تسيير الدولة كما تريد.

لذلك يجب ان يكون هناك فهم لما نقصده بالتغيير الشامل، وأنه لن يتحقق بدفعة واحدة، إلا إذا كانت هناك ثورة عارمة، وعناصر من متطلبات ذلك غير متوفرة، وممكن ان يكون هناك عمل تراكمي، خلال هذه الفترة نعمل على أولوياتنا، فالحكومة الحالية مثلا أولت أهمية للجانب الصحي ونحن نعمل على مقترحاتنا للصحة، وكذلك في التعليم، اليوم هناك التعليم الخاص والطب الخاص، نحن لسنا ضد وجودهما بشكل مطلق، ولكن أن يصبح التعليم الخاص أساسيا والتعليم العام ثانويا، هنا تكمن الخطورة، لان هناك بعد اجتماعي، فليس كل الناس تستطيع الوصول للطب الخاص وللتعليم الخاص.

مفاهيمنا تجد طريقها إلى جماهير واسعة

وبالنسبة لمقياس النفوذ المباشر في الدولة محدود، ولكن أن أريد التحدث عن النفوذ والتأثير الفكري للحزب، اليوم لا أحد يتجرأ ويدافع عن المحاصصة فكرياً، فكرة التغيير بالأساس نحن أول من طرحها، واليوم حتى نسمع أيضا السيد مقتدى الصدر يتحدث بالتغيير، وحتى فكرة التغيير الشامل، ونلاحظ أن الكثير من الأفكار أصبحت سائدة.

الحزب والقوى المدنية الأخرى لعبوا دورا كبيرا، بمعنى أنه في الفضاء الفكري القوى المتنفذة في حالة تراجع ودفاع، هل تلاحظ التناقض؛ وهم أقوياء في كل شيء، ولكن البرنامج الحكومي هو البرنامج الذي طرحته الاحتجاجات، واليوم عندما يتحدث رئيس مجلس الوزراء سواء السوداني وقبله الكاظمي وغيرهما يتحدثون بأطروحات ومواضيع تطرحها القوى المدنية لا أطروحاتهم.

أما أن لديهم إجراءات للتضييق على الحريات، نعم، لديهم، لكن الفضاء الفكري والسياسي يخلق أرضية أفضل لتحويل هذا الفضاء إلى واقع أحرز على المستوى المفاهيمي، وتحديد طبيعة الأزمة تحتاج إلى متابعه تحويله وتمكينه بالأدوات السياسية الفاعلة وهذا التحدي الأكبر.

علي شغاتي: في بداية الحديث لابد من الإشادة بالجهود المبذولة من قبل الحزب من خلال الإصرار على رفع الدعاوى الدستورية ومنها ما يخص عدم إرفاق الحسابات الختامية مع الموازنات العامة، وأعتقد أن هذه الاجراء يسهم بشكل مباشر بتذكير القوى المتنفذة بوجود دستور يجب احترامه وأن الاستمرار في انتهاكه يخل بمجمل العملية الديمقراطية في العراق.

هناك أسئلة ملحة تدور دائما، ما أبحث عن الإجابة لها، أولها يعود إلى عام 2003 حيث انفرد الحزب الشيوعي العراقي عن بقية أحزاب المعارضة بموقف وطني رافض للحرب والدكتاتورية، لكن بعد سقوط النظام اشترك الحزب في مجلس الحكم والعملية السياسية.

والأمر الآخر، هو التطور في الخطاب السياسي ما بعد انتفاضة تشرين والانتقال من شعار الإصلاح إلى التغيير ثم التغيير الشامل وما رافقه من عدم مشاركة في الانتخابات، لكن المتابع للخطاب السياسي يلمس أن هناك تراجعا في نوعية الخطاب وهذا ما يفسر ربما بالتراجع عن شعار التغيير الشامل.

هذه المواقف تحمل من الضبابية الشيء الكثير ولا بد من توضيحها للجمهور، وفي حال المشاركة في الانتخابات ما هو ميزان القوى الذي يمكن تغييره في ظل سيطرة الأحزاب المتنفذة على مؤسسات الدولة؟

والسؤال الأخير، هل هناك راهنية للمشروع اليساري الديمقراطي في العراق؟

رفضنا الغزو الأمريكي واحتلال العراق

 رائد فهمي: فيما يتعلق بموضوع الاحتلال، فموقف الحزب كان واضحا برفضه للغزو الأمريكي واحتلال العراق، أما فترة ما بعد الاحتلال فقد طرح الحزب خيار تشكيل حكومة قوى ائتلافية لكل الأطراف المعارضة لملء الفراغ السياسي، ولكن هذا الأمر لم يتحقق.

وعلى صعيد الموقف السياسي، فأن قوى المعارضة العراقية اشتركت في مجلس الحكم، أما القوى التي وقفت في وجهة العملية السياسية فهي إما قوى صدامية وأخرى اتضح في ما بعد اشتراكها في العمليات الإرهابية، وبالتالي من غير الممكن التحالف مع البعثيين الصداميين أو من يريد عودة النظام السابق، و الحزب في عام 2003 كان في مرحلة تضميد الجراح وإعادة البناء وترتيب الأوضاع والتواصل مع الجماهير، وطرح خيار البقاء خارج العملية السياسية يعني العزلة، خاصة وأن طيفا واسعا من العراقيين كان تواقاً ومتطلعاً للخلاص من الدكتاتورية والاستبداد، ونشير إلى أن القوى التي قاطعت العملية السياسية اندثر أغلبها.

وعليه فأن الحزب اعتبر المشاركة في مجلس الحكم هو ميدان آخر من ميادين الصراع لقطع الطريق أمام تمرير المشروع الأمريكي (الليبرالي) بشكل كامل، والذي نعتقد أن المواجهة لا تقتصر على شقة الاحتلالي، فالمشروع الاقتصادي تحول إلى صراع داخل منظومة الحكم.

ومثال على ذلك أول المشاريع الامريكية كانت الخصخصة والإجراءات الحاسمة لتغيير البنية الاقتصادية على غرار مصارف بولونيا وغيرها، وفشل مشروعها بمقاومة من داخل مجلس الحكم لأسباب عديدة، والكثير من الأمور لم تكن تسير كما يريدها الامريكان، وأخرى سارت كما يريدون.

وأريد التذكير هنا ان المؤتمر الوطني الثامن للحزب أكد أن العملية السياسية تعيش نوعين من التناقض بينها وبين أعدائها، فالإرهاب ودعاة عودة النظام الشمولي من جهة، والصراع على الدولة ومحتواها ومضمونها من جهة أخرى، ولهذا فأن الحزب اعتبر قضية البرلمان والحكومة ميادين للنضال من أجل تبني المشروع المدني الوطني الديمقراطي، ببعده الاجتماعي والاقتصادي.

العمل في مؤسسات الدولة هو وجه آخر للصراع

  أما موضوع عدم المشاركة في الانتخابات فالقضية غير مطلقة وتعتمد على الظروف وبنية النظام وطبيعتها، وتحليل الوضع السياسي، وفي حال وجود كتلة متماسكة داخل مؤسسات الدولة مثل البرلمان يمكنها خوض صراع لتمرير قوانين تهم المواطنين مثل الضمان الاجتماعي والمحافظة على الحريات و عدم المساس بها، خاصة ونحن نرى المحاولات الدؤوبة للقوى المتنفذة للمساس بالمكتسبات الدستورية من خلال طرح مسودات قوانين منافية لحقوق الانسان والدستور، وعليه فأن المشاركة في الانتخابات والدخول إلى مؤسسات الدولة لا يتنافى مع شعار التغيير الشامل، فالعمل في داخل مؤسسات الدولة هو ميدان آخر للصراع.

إن وضوح الرؤية في مواجهة منظومة الحكم واختيار ميادين الصراع ضروري جدا في تحقيق الأهداف، خاصة وأن كل ميادين الصراع مفتوحة أمامنا لخوضها، وعليه نعتقد أن القوى الداعية للتغيير عليها عدم الركون والسكون في جانب واحد، فالعمل داخل البرلمان غير كافٍ، لذلك نؤمن بضرورة وجود ظهير شعبي ضاغط للأفعال السياسية من أجل تحقيق أكبر قدر ممكن من الأهداف وصولا إلى التغيير الشامل.

وحول راهنية المشروع اليساري في العراق، فأن المنظومة النيو ليبرالية العالمية تصدعت بسلسلة أزمات وخاصة بعد عام 2008، لأن الرأسمالية اختلفت وتحولت إلى رأس مالية ريعية، ويمكن ملاحظة الأمر من خلال انتاج الشركات الكبرى مثل مايكروسوفت وغيرها، وتتلخص ريعيتها في انتاج برامج وتحقيق الربح من ارتفاع الأسهم الخاص بها، بالتالي هذه الرأسمالية يكبر حجمها عن طريق الميدان المالي وليس الميدان الانتاجي، وهذا الأمر خلق أزمات عميقة وكرس الفوارق الاجتماعية.

 ونحن نتحدث الآن عن مشروع يصطدم بالرأسمالية ويتجاوزها، خاصة وأن الرأسمالية بحالتها الحالية وآلياتها بالنسبة للبشرية غير قابلة للاستدامة وذات الحال ينطبق على العراق.

الناشط المدني أنس عزاوي: هناك مجموعة من الحركات الاجتماعية التي تتبنى خطابا مشابها لخطاب الحزب الشيوعي في مواضيع عديدة منها قانون الانتخابات، ودائما ما يأخذ الحزب الشيوعي على عاتقه عملية لملمة الاوراق وتوحيد الصفوف وتنظيم الحراك الجماهيري، اليوم أين يجد الحزب نفسه في ظل وجود حركات جديدة ناشئة تتبنى هذا الخطاب الذي كان حصراً للحزب الشيوعي العراقي؟ وما هو مدى التقارب بينكم وبين الحركات الناشئة، فالبعض يتهم هذه الحركات الناشئة بانها تمول من الاحزاب الحاكمة ونشأت في كنف هذه الاحزاب وخرجت للساحة فقط للمشاغلة؟

منظمات المجتمع المدني ليس بديلا عن الأحزاب

 رائد فهمي: إن مناقشة ظهور الحركات الاجتماعية ومنظمات المجتمع المدني يعود لتسعينات القرن الماضي وما طرح في حينها من انتهاء دور الأحزاب السياسية في الحياة العامة، أثبتت التجربة عدم صوابه، فلا يمكن اعتبار منظمات المجتمع المدني بديلا للأحزاب ولا العكس، وكل جهة لها ساحتها وميدان عملها.

وظهور الحركات الاجتماعية الاحتجاجية له أسباب موضوعية، وكما معلوم أن لها تركيبات متنوعة وأثبتت أنها ممكن أن تهز وتسقط أنظمة كما في مصر وتونس، وهنا أيضا أسقطت حكومة عادل عبد المهدي، لكنها لا تستطيع خلق بدائل لعدم امتلاكها مشروعا متجانسا كلياً، وإذا انطلقت لتأسيس المشروع المتجانس فأنها بحاجة إلى شكل من التنظيم أقرب إلى تنظيمات الأحزاب، وهذا ما حدث فعلا بعد انتفاضة تشرين حيث رفع البعض في البداية شعار كلا كلا للأحزاب، لكن القوى الفاعلة في الاحتجاج عادت لتشكيل الأحزاب وهذا التطور إيجابي.

إن هذه التنظيمات أفقية وما زالت لا تمتلك العمق الكافي والخبرة لمواجهة منظومة متمرسة مستعدة للمواجهة معارضيها بالقمع السافر والترغيب والاندساس وتشويه السمعة، ومن ضمن ذلك ايجاد تنظيمات مفتعلة، ويمكن للمتابع رصد الاتهامات والتخوين في ما بين أعضائها.

رؤيتنا في التعامل مع الجميع تتم عبر الأفعال والمواقف لا التخمينات، وعملية الفرز تمر عبر المواقف، لهذا طرحنا مشروعنا من خلال قوى التغيير الديمقراطية وتوصلنا إلى تفاهمات يمكن لها بناء تحالف رصين لا يهتز أو يتصدع عند أول اختبار.

الحديث عن مشروع سياسي واقتصادي واجتماعي يطمح لأن يكون بديلا للمنظومة الحاكمة عليه خلق استدامة وقدرة على مواجهة الصراعات والانعطافات، وأن يستند إلى مشروع فكري رصين يعزز الثقة والعمل المشترك، وعليه فأننا نسعى من خلال مظلة قوى التغيير الديمقراطية للعمل بهذا الاتجاه.

رؤى خلف: هل يمكن ان تتوحد القوى المدنية مع الأحزاب التشرينية لأنه دائما تعتبر القوى المدنية هي الأصعب ومن الصعب أن تتوحد؟، والسؤال الآخر معني بالحركة الاحتجاجية، هل يعتقد الحزب أنه من الممكن أن تكون هنالك نهضة للحراك الجماهيري كما حدث في تشرين 2019؟، وأخيرا كيف يواجه الحزب الشيوعي المزاج الجديد من مسألة التنظيمات الحزبية؟

نعمل على البعد الاجتماعي والسياسي في الحراك

رائد فهمي: إن صعوبة توحيد الحركات والقوى المدنية تكمن في استنادها إلى قناعات فكرية مختلفة، لهذا نخوض نقاشات معمقة من أجل إيجاد صيغ معينة لتوحيد الأهداف والرؤى مع تنوع الأطر، عليه فأن توحيد العمل يشترط توحيد الرؤى والأهداف والاولويات.

إن الدعوة إلى إقامة الدولة المدنية المنبثقة من الشعب ودولة المؤسسات والقانون، ليست هدفا للقوى المدنية وحدها، فهناك طيف واسع من العراقيين الذين يحسبون على التيارات الدينية يدعون إلى إقامة الدولة المدنية، وعليه من الضروري الجمع بين القضايا الفكرية والسياسية دون إلغاء او إقصاء البعد الاجتماعي من أجل تحقيق الهدف المنشود في إقامة الدولة المدنية الديمقراطية.

نلاحظ أن هناك مشكلة ما بين البعد الاحتجاجي والبعد السياسي؛ فالعمل الاحتجاجي فيه خطاب شعبوي، وفي السياسة يجب ان تكون هناك ملموسيات، لهذا هناك تفاوت بينهما، ونحن نتفهم هذا الموضوع ولا نضعه كعائق أمام إقامة الصلة، ولكن في الوقت نفسه نميز بين الاحتجاج والرفض المطلق للأشياء.

اما حول موضوع عودة الحركة الاحتجاجية، فالتاريخ ليس بالضرورة ان يعيد نفسه بذات الصيغ، ومن الصعب أن تنشأ انتفاضة أخرى بنفس الطريقة، لكون السلطة تعلمت من تشرين والمنتفضون هم أيضا تعلموا منها الدروس والعبر.

ان المار من ساحة التحرير يمكنه ملاحظة وجود قوات حفظ القانون بشكل كبير في الساحة، السبب ان المنظومة الحاكمة لا تريد ان تفاجأ بمثل ما حدث في 2019، لهذا في أي احتجاج نجد ان نسبة قوات الأمن تمثل ثلاثة مقابل واحد من المحتجين.

عوامل تجدد الانتفاضة قائمة

المشاكل والقضايا التي انبثقت بسببها الانتفاضة لا تزال قائمة، ولا يمكن حلها من خلال إجراء تعيينات هنا وهناك، والمنظومة الحاكمة غير قادرة على انتاج الحلول، لهذا أقدمت على إعداد مسودة قانون للموازنة يمكن أن يطلق عليه مصطلح “استرضائي” لشراء صمت الناس وإعادة الصلة معهم بعد القطيعة الواضحة والعزوف عن المشاركة في الانتخابات، واستقالة الصدريين من مجلس النواب.

قد يعتقد البعض أن الحديث هنا يعني الوقوف بالضد من عملية خلق فرص العمل للناس، وهذا خلاف للواقع، فنحن نشير إلى أن هذه الطريقة ستخلق ازمات مستقبلية لا يمكن معالجتها، والسير في هذا النهج الفاشل محفوف بالمخاطر على الصعيد الاقتصادي والمالي، لكن المنظومة المتنفذة تحاول تحويل حالة الهدوء الحالي إلى استقرار وهي تعلم ان هناك فرقا كبيرا بين الأمرين.

نعتقد ان منظومة الحكم غير قابلة للاستدامة، بمعنى أن هذا النهج مكلف سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، وأن استمراره يعني تعميق التناقضات الاجتماعية، وعدم بناء الدولة، لأن هنالك تناقض جوهري ما بين نهج المحاصصة القائم على اقتسام السلطة وما بين بناء الدولة، وما بين وجود مؤسسات مسلحة مرتبطة ظاهريا بالدولة لكن لديها إدارة منفصلة ومنظومة قيادة ومشروع آخر.

إن موضوع حصر السلاح بيد الدولة هو ضمن برنامج الحكومات منذ عام 2018، لكنها لحد الآن غير قادرة على احتكار السلاح ومحاسبة العناصر المنفلتة.

إن المسعى الحالي للحراك الاحتجاجي هو الشق المطلبي، على القوى الفاعلة تدارك هذه الاحادية قبل فوات الأوان لكون مفتاح الحل الجوهري لازمات العراق هو العمل السياسي.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الصفحة الثامنة

الشعر الشعبي حاضر في الذكرى الـ89

بغداد ـ طريق الشعب

نظمت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي في مناسبة الذكرى الـ 89 لتأسيس الحزب، يوم الجمعة الماضي، مهرجانا شعريا على قاعة منتدى بيتنا الثقافي في العاصمة بغداد.

ووسط حضور حاشد، غصّت به أرجاء القاعة، رحّب عريفا الحفل الشاعرة حذام يوسف والاعلامي ماجد رهك بالحاضرين، شاكريْن حضورهم من اجل الاحتفال بعيد الحزب.

وبدأ الحفل بعزف النشيد الوطني العراقي، تلاه الوقوف دقيقة صمت، حدادا على أرواح شهداء الحزب والحركة الوطنية والعراق.

ثم ألقى عضو المكتب السياسي للحزب الرفيق فاروق فياض، كلمةً رحّب فيها بالشعراء الشعبيين، شاكرا حرصهم على المشاركة في الأمسية.

وتغنى 12 شاعرا شعبيا بقصائدهم الجميلة بنضالات الشيوعيين العراقيين في مواجهة الدكتاتورية، وفي الدفاع عن مصالح العراقيين على طوال 89 عاما من عمره المجيد.

وننشر في هذا العدد جزءاً من القصائد على ان تنشر البقية في اعداد قادمة.

 **********************

اعادة صلة

طارق حسين

في مناسبة وضع حجر الأساس لبيت الحزب

أدخل..

لا إتظل بالباب

البيت بيتك وأنته بي تنهاب

أدخل ياهوى الخمسين والستين والسبعين

بعدك شاب

ومن حيلك نمد إجسور للغياب

فهد من دگ أساس البيت

راد البيت يجمعنه

واحنه بغير هذا البيت

مامش بيت يوسعنه

بخت هذا بخت ينرادله إمدارات

ودنيه إبلابخت مابيها كل معنى

فهد يابوي ..

بعدنه بسچتك ماشين

وبعدنه إنزامط بلينين

وبعدهه الناس تسمعنه

وإعذرنه..

لون مره انتچينه اعله الرمح

ومدينه ادينه أنصافح العفنيني

چان الليل كلش ليل

والظلمه الثجيله إتچلچل أعله العين

لچن طبع الاصايل من تگع للگاع

تگوم بحيلها وترتاب منها أسباع

فهد بويه فهد

بعدنه اعله العهد

عام وألف عام

تتلاله الاحلام

وفكرك ماخمد

بعدنه بكل مكان

نشع گمره وأمان

نطش بكل درب

فرح ترس الگب

وبعد بينه بعد

أمل عدنه وعزم

وشعب ماينهزم

رغم كل الصعاب

يظل بسمك شباب

ولا يخلف وعد

 ****************************

الى الرفيق فيصل

حامد الشمري

ما بيه روح

مكان الهسّه روحك بيه

وحشه ولا شجن مر بيه

يمته ترد ؟

حنين إنت واعرفنّك

بلايه إحساس تستبرد ..

اشتاقينه لسواليفك درد كافي ..

ملّيت الوجوه البارده بتمّوز

أريدلي وجه دافي ..

على گلبك شگل للناس ؟

وصف گلبك ولا هيّن ..

ادبّرلي وصف رايد

قليله چلمة احنيّن ..

الي المرأه....

انولدتي انتي  بشهر اذار

حالج حال اي ورده

جمال الورد صارخ بي احس مرات

جمالج انزك او اهده

يبس كلشي بغيابج حتى ماي العين

اجيتيني وتبدل كلشي واتنده

ربج خالقج من دفو وراحة بال

المصايب تنسي بشوفتج والشده

اليعيش وياج شاب يضل يشيب شلون ؟

نوح وكل نبي ميعمر بگده

 *************************

رغم ضيم الوكت

أدهم عادل

رغم ضيم الوكت والوجع ما گلنه..

نضحك والدمع عل العين يدنه..

مقتنعين بالدنيا شيصير يصير

ما نكفر ونسأل يمتى نتهنه ؟!.

ما نكره بشر طيبين چن تنور

شما تحرگنه يطلع بس خبز منه..

ومن نعشگ عشگ نوصل لحد الموت

واحدنه إعلى ولفه عيونه ما هنه !..

بعدها هدومنه معلگيها عل الحيطان

وبعد بيبانه بكل هويه تتدنه..

وبعدها أطفالنا ترسم وجه عل الطين

وفطور السگف بالمطر تتغنه..

رغم كل هذا نبقى نغني للعشاگ

وتظل حبوبتي بكل عيد تتحنه..

أنتوا منين ؟ أحنه السمر ولد الگاع

منحب نحچي هي الناس تسألنه..

صلفين بشكل بس ويه بت البيت

خجلنه من الجدم للراس يآكلنه..

وطيبين وتحبنه الناس والمو ناس

ومرات الشمس للباب تتعنه..

 ******************

ارتباط الشعر الشعبي بالافكار السامية

القى الرفيق فاروق فياض عضو المكتب السياسي، كلمة اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي في امسية الشعر الشعبي فيما يأتي نصها:

الحضور الكريم

الرفيقات والرفاق الاعزاء

اسعدتم مساء

واهلا بكم في امسيتنا المكرسة للشعر الشعبي بمناسبة الذكرى التاسعة والثمانين لتاسيس الحزب الشيوعي العراقي. الذكرى العزيزة على قلوب كل الوطنيين والشرفاء من بنات وابناء شعبنا، وبضمنهم الشعراء الشعبيون، الذين وهبوا حزب الشيوعيين دائما، وفي ذكرى تأسيسه السنوية في 31 آذار خصوصا، اجمل قصائدهم وأشدها حرارة وتأثيرا.

ولطالما ارتبط الشعر الشعبي العراقي بحزبنا الشيوعي وبفكره واهدافه السامية، وبكفاحه من اجل قضايا الكادحين وحقوقهم، ولطالما تغنى مبدعوه في قصائدهم بمسيرته الكفاحية وامجادها، وببطولات مناضليه وتضحياتهم الكبرى في سبيل الشعب والوطن.

ويتذكر الكثيرون منا دون ريب كيف ان هذه الحقيقة اغاضت كثيرا ودائما رؤوس النظام الصدامي في السبعينات، ودفعتهم الى اختلاق مختلف المبررات واتخاذ مختلف الاجراءات، وبضمنها القانونية وبذريعة الدفاع عن سلامة اللغة العربية، للتضييق على الشعر والشعراء الشعبيين، وحتى منعه ومنعهم من إلقائه في المناسبات العامة.

 وفي مقابل انحياز الشعر الشعبي ومبدعيه على الدوام الى الحزب الشيوعي وتعلقهم به، افتخر الحزب بالشعراء الشعبيين واحتفى بهم وبابداعهم، وقدر إسهامهم في العطاء الثقافي الوطني والتقدمي، ومشاركتهم المباشرة في الصراع اليومي الذي تخوضه جماهير العمال والفلاحين والكادحين عموما من اجل حقوقها المشروعة، وضد سياسات وممارسات الانظمة الرجعية والدكتاتورية وقمعها وارهابها.

ومن منا ينسى مظفر النواب وعريان السيد خلف والعديد غيرهما من الشعراء الشعبيين الكبار، الذين خاضوا النضال من قلب الحزب الشيوعي، وطرزوا سماء الثقافة العراقية الى جانب كبار شعراء الفصحى، العموديين والحداثويين، والذين تتلمذت عليهم وتخرجت اجيال متعاقبة من شعرائنا الشعبيين الجدد، بضمنهم من نتطلع هذا المساء، في احتفالنا هذا المكرس لاحياء ذكرى تأسيس حزبنا الشيوعي، الى سماع قصائدهم والجديد من شعرهم.

ايها الاعزاء، اسمحوا لنا ان نرحب بكم ونشكركم على تلبية دعوتنا لحضور احتفالنا هذا المساء، وان نرحب باسمكم ايضا بشعرائنا الشعبيين، الذين استجابتهم كذلك للدعوة، ونشكرهم على حضورهم وعلى مشاركتهم التي نتطلع اليها، في احياء احتفالنا هذا.

   ما قدمه وما يقدمه  خلال مسيرته الطويلة في تاريخ العراق المعاصر. من تضحيات جسام من اجل وطن ينعم بالسيادة وشعب يتمتع بخيراته الوفيرة،لا ان تكون تلك الخيرات حكرا على الاقلية وعلى حساب الغالبية العظمى من ابناء شعبنا التي تعاني الفقرة والبطالة والتهميش والمرض والجهل. كما بقي حزبنا  ثابتا في نضاله ضد كل اشكال التمييز القومي والديني والطائفي والاثني ومدافعا امينا من جل تحقيق الديمقراطية القائمة على اساس المواطنة والمساواة في الحقوق والواجبات. كما لا يغيب عن بالنا دوره برفد الحركة الثقافية والادبية والفنية والاكاديمية باسماء سطعت كالنجوم في سماء الثقافة التنويرية في العراق، والتي مازالت جذورها عميقة في افئدة شعبنا. وملهمة في التصدي لكل اشكال التجهيل والتضليل وتشويه روح الانسان ومقاومة كل ما يبعث على الاحباط والياس.

نتقدم بالشكر الجزيل لشعرائنا الشعبيين على تلبيتهم دعوتنا متمنين لهم وافر العطاء خدمة للثقافة والجمال.

 ***************************

هيبة زمن .. يا حزب

ريسان الخزعلي

*.. هيَ التاسعة ُوالثمانون.

الحزنُ وردٌ في العيون. والملحُ

بين الجفون.

وإنَّ التجاعيدَ إن لاحتْ

ففي وجه الصبيِّ أجملُ ما تكون..*

والصبح..

وجه الحبيبة خبز..

والناس توگف بالشعر خنجر

جبت / الجريده / حرز

وامّن رفيف الگلب.. چان اعله حرفك يفز

واشگد عاندت بيك السهر والنوم..،

طعمك مدرسه إو بالدفتر استهلال.

وإبأول نشيد اتگوم.. حتّه ابغيبتك چتال..!

يا عشگ نهر/.. يخطف اشما يعلاه..

لو مامش سمه... بالماي نلگفك سمه واهلال..1

*.. مباركٌ حينَ يلثغُ الطفل..

مبارك حين يشيخ الصبي..

غيرَ أنَّ البذارَ مودعٌ في الاجنّه.

وما كنّا مع الذاهبين الى الوليمه.

كم حفظنا الوصيةَ..؟ وما كنّا للوصايةِ

منصتين..*

يغبش الواهس درب مرسه إو حزن الگلب دفتر

واقراك: لليمشي شمس.. للناس، والوحشه

التجي..، والبيت لو ليلة مطر.

أقراك: خطك سومري ابلوحي

وايدور الحلم وجهي..،

تلعب بالنجم مهرتك.. والمدى ابروحي.

*.. عَصبٌ ناتيءٌ على كفِّ/ الرفيقِ

القديم/.

عَصبٌ على هيأة 34..،

كان طرياً.. وقد توازى مع الغيمةِ

الواطئة..!

كم تبدو السماء قريبةً من النافذة..؟!

وكم كان /قطار الموتِ/ بطيئاً..؟!

عَصبٌ نابضٌ في كفِّ /الرفيق الجديد/..

عَصبٌ على هيأة 89..،

كان صُلباً.. وقد توازى مع الغيمةِ العالية!

كم تبدو السماءُ بعيدةً خارج النافذة..؟

وكم هي الأرض واسعةٌ قربَ ساحةِ

الأندلس..؟!

الورد.. ريحه إو لون مهيوب.

إو كلاللي  نحبّه.. إعله الورد محسوب

إهي هيبة زمن.. مو هيبة ذاك اليوم..،

والهيبة الچبيره /الحزب مهيوب/.

جبناها محبه.. الماعتگ بيهه العشگ للسّاع..،

عفيه اگلوب تزغر بالعمر مگلوب..!!

بس قمصانّه أيام السجن عتگت.. إو ضمينه العِتگ عطّاب للمصيوب.

كل هذا الحزن.. والفرح جاي انگول..؟!

بويّه أنتَ دگلي امنين..؟ من يا ديس راضع.. يا بطن مجيوب..؟!

هذا استشهد ابصحوة عراق إو فايض القيمه..،

والآخر عله الشطّين بالظلمه گمر مصلوب.

والعدلين..؟

العدلين باب.. إو /فهد/ ليهسه سماه امشرّعه البوب..!

إو ذرعانك مشاعل /يا سلام/ ابساعة التحرير..،

ويّه /اجواد/ كلّك بالنصب مصبوب.

*.. كلّما يضيقُ بيَ المستقرُ الأخير..

أرنو الى الأذرع المقطوعةِ

في ساحة الأندلس

وأكتبُ النشيدَ عناداً..*

شتلناهه المعزّه ابغمگ دمع العين..ّ

واتراكض خضارك كل غصن بستان..،

والهايم يترْس اعيوب..!

مجنونه المعزّه.. اشيلحگ اليكره..،

يسولف ويّه روحه ايگول أحبّه..،

إو كافي عمري اذنوب..!

بالغيبه او همسنه اصياح..،

يتلوّن عله الحيطان.. يا/ لاعب ولا ملعوب/

والشارع كبر طوله.. تحضنه اللافته الحمره..،

وأغانينه يصفگلهه الطفل والشايب المتعوب..!

لو ضيعت طولك.. أنفضح بالروح

يا روح التضمّك وانت بالطوفان بأول لوح مكتوب..!

والگاع الوسيعه ابغير وزنك ما صفت گاع..،

چا خفّت ابساع إو ثگل خيط الثوب..!

صَمْ /سِمْسم/ يلمّك چف.. بس يملي مزارع بالنثار اشليل فوگ اشليل..،

وايلوّن اخيوط الشمس بالحالوب.

ولا لَمك زمن.. حتّه الزمن سمّوه شيوعي إو من أوّل التقويم..،

ليهسه المشاعيّه حرف من نار.. لا ممحي ولا مشطوب.

مو گتلي الزمن، ما ينعد ابساعات، لا بأيام، لا بسنين، ينعد من تشم أرواح.

أشم أرواح..؟!

- هاي الريحه شهگة گصب يا /خالد/..، شهگة هيل يا /يا وضّاح/ يا أول(سريع/ الفات، يا /ستار/ يا /محمود/ يا /أبو العيس/ يا /زكي/ الما طاح

يا آخر شهيد/ العَدِل.. شد گلبك عله الصندوگ والمفتاح.

زغير آنه إو عرفتك گبل اصابيعي..،

حسبتك.. إنت إوّلهن..

حسبتك.. إنت عاشرهن..،

گبل درس المعلم بالدرس محسوب..!

والفرگه..؟

الفرگه عبرناهه رسايل بالحلم، والذاكره الرّگص

هچع.. بالغيبه عيب اتّوب.

ليهسه وتر بالكون../ ينده غفوة التاريخ..،

واليسمع عزفنه ايلوب مدري ايذوب..!

ما يدري الورد بالعمر.. رحه إو لون مهيوب

إو كل اللي نحبه إعله الورد محسوب

و /الهيبه الچبيره/.. الحزب.. يا ماي الوطن.. مهيوب.

ما مش للمحبه عُمر.. ما مش بالمحبه اذنوب...

.....    .....   .....    .....    .....

أعرف امرأةً في التسعين

كانت ترددُ قبل وفاتها بيومين

*.. سوّلك نهر يهواي وابصف نهرنه

كل العشگ مستور واحنه

اشتهرنه!

 ***********************

الصفحة التاسعة

في الذكرى العشرين لإقرار برنامج المساواة العرقية.. البرازيل إجراءات جديدة ضد العنصرية

رشيد غويلب

قبل عشرين عاما تم إطلاق برنامج حكومي لحقوق الإنسان في البرازيل. وركّز البرنامج على مكافحة العنصرية، عبر حزمة من التدابير التي تهدف إلى الحد من عدم المساواة العرقية. في 21 اذار الفائت، جرى الاحتفال بهذه المناسبة، بحضور الرئيس لويس إيناسيو لولا دا سيلفا. وقال لولا عن السياسات العامة التي دشنها في بداية ولايته الأولى (2003-2009): “لن تصبح أي دولة في العالم ديمقراطية على الإطلاق طالما أن الفرص تمنح، التي تُمنح للناس في الحياة، استنادا الى  لون البشرة”.

برنامج عام 2003

بعد تسعة أيام من تنصيبه رئيسا للجمهورية للمرة الأولى، في الأول من كانون الثاني 2003، أصدر لولا القانون رقم 10.639، والذي بموجبه تم إدراج التاريخ والثقافة السوداء إلزاميًا في مناهج المدارس الابتدائية والثانوية في جميع أنحاء البرازيل. كان هذا القانون إنجازًا رئيسيًا للحركة السوداء واستجابة لمطالب الاعتراف والتقدير لتاريخ وثقافة السود في البلاد. وفي آذار من نفس العام، تم إنشاء وزارة “تعزيز المساواة العرقية”، لتنسيق تدابير الحد من الحرمان العرقي وتنفيذ برامج الدعم في مختلف المجالات مثل التعليم والصحة والعمل والثقافة.

كوتا للسود في الجامعات

كانت الخطوة المهمة الأخرى هي العمل بنظام الكوتا في الجامعات الحكومية، لفسح المجال امام غير البيض للحصول على مقعد دراسي بعد إتمام الدراسة الثانوية. وقد تم العمل بهذا النظام في جامعة ولاية ريو دي جانيرو في عام 2001، وحذت حذوها لاحقًا مؤسسات التعليم العالي الحكومية في أجزاء مختلفة من البلاد. وأشارت وزيرة “تعزيز المساواة العرقية” في الحكومة الحالية، أنيل فرانكو، إلى هذا التدبير المهم لتكافؤ الفرص في خطابها في الحفل: “لقد تم قبولي في الجامعة بفضل نظام الكوتا وأنا فخورة به. لقد استفاد جيلي من هذه الإجراءات ونرى النتيجة اليوم: لم يتم تعيين موظفين في الوزارات في هذا البلد من قبل من السود كما كان في عام 2023. لكننا ما زلنا قليلين للغاية، ونحتاج إلى المزيد. نحن نشكل 56 في المائة من سكان هذا البلد”. وتضمنت الإجراءات الأخرى التي تم تقديمها في اطار مكافحة العنصرية، تخصيص فرص توظيف للمواطنين السود في الوظائف العامة التي يتم الاعلان عنها، بالإضافة الى تدابير لاستذكار وتكريم ثقافة السود، وتشريع قوانين تجرم التمييز العنصري، وإقرار أسس لتعزيز المساواة. وعبرت الوزيرة عن خالص تقديرها لزملائها السابقين في الوزارة التي تقودها حاليا: “بلا شك، كانت السنوات العشرين الماضية هي الأكثر أهمية بالنسبة للسكان السود. الجذور العميقة تخلق أشجارًا قوية، مثلما فعلت الوزارة. أعطت الحكومة الفيدرالية أولوية قصوى لمكافحة العنصرية”.

حزمة جديدة من التدابير

في الاحتفال، أعلن لولا عن سلسلة من الإجراءات العامة التي سيتم تنفيذها عبر القطاعات بالتعاون مع الوزارات الأخرى. وان الحكومة منفتحة على الحوار مع المجتمع المدني وحركات السود وحركات حقوق الإنسان. وأكد الرئيس أن إعادة بناء البلاد بسياسات عامة شاملة مهمة لا مفرّ منها. وتأكيدا لتصريحاته، وقع لولا خمسة مراسيم: تخصيص مناصب شاغرة في الإدارة الفيدرالية، وإنشاء مجموعة عمل بشأن برنامج التمكين الجديد للدولة، وتشكيل مجموعة عمل الشباب الأسود الحيوي، وإنشاء مجموعة عمل ضد العنصرية الدينية. وأخيرًا، وقع الرئيس سندات ملكية مناطق كويلومبوس السابقة، ممثلة بأربع بلديات شارك ممثلوها في الاحتفال.

 ******************

شهيدان فلسطينيان برصاص الاحتلال في اقتحام نابلس

الضفة الغربية ـ وكالات

استشهد فلسطينيان برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال اقتحامها حي المخفية في مدينة نابلس امس الاثنين.

وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية استشهاد الشابين محمد أبو بكر ومحمد الحلاق متأثرين بجروحهما برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال اقتحامها مدينة نابلس.

ووفق مصادر فلسطينية، اعتقلت قوات الاحتلال شابين فلسطينيين آخرين بزعم الاشتباه بضلوعهما في عملية إطلاق النار في بلدة حوارة جنوب نابلس قبل أسبوعين، والتي أدت إلى إصابة جنديين إسرائيليين.

وأفاد مدير الإسعاف والطوارئ بالهلال الأحمر في نابلس أحمد جبريل بأن “الطواقم نقلت إصابتين خطرتين جدا إلى مستشفيي رفيديا الحكومي ونابلس التخصصي أعلن استشهادهما لاحقا”.

ولفت إلى أن “قوات الاحتلال هاجمت مستشفى نابلس التخصصي بقنابل الغاز السام”، مشيرا إلى أن “العدوان أسفر ـ إضافة إلى الشهيدين ـ عن إصابة مواطن بالرجل جراء عضة من كلب بوليسي، و55 آخرين اختناقا بالغاز المسيل للدموع، وتم إخلاء 5 منازل من العائلات، كما تعرضت سيارة إسعاف الهلال الأحمر لاستهداف مباشر بقنابل الغاز”.

***********************************

تضارب الأنباء حول من يسيطر على باخموت

كييف ـ وكالات

تضاربت الانباء حول مصير مدينة باخموت التي تحاول القوات الروسية السيطرة عليها، فيما تستميت القوات الأوكرانية في الدفاع عنها.

وفي آخر التطورات الميدانية، أكد قائد مجموعة “فاغنر” يفغيني بريغوجين، امس الاثنين، رفع العلم الروسي فوق مقر إدارة باخموت (أرتيوموفسك)، مؤكداً أن قواته سيطرت على هذه المدينة “بالمعنى القانوني”.

وقال بريغوجين، إن القوات الأوكرانية لا تزال في الأجزاء الغربية بالمدينة، لافتا إلى أن قادة وحدات القوات الروسية، يتولون إدارة المدينة ووسطها بأكمله.

ورد أندريه يرماك مدير مكتب الرئيس الأوكراني امس الاثنين قائلا إنه لا صحة لما تردد عن سيطرة روسيا على مدينة باخموت، مؤكدا أن المدينة لا تزال “أوكرانية”.

وأضاف يرماك في حسابه على تويتر أن هذا الأمر “ليس حتى قريبا من الواقع”. بدورها، قالت هيئة الأركان العامة الأوكرانية على “فيسبوك”: “العدو لم يوقف هجومه على باخموت. لكن المدافعين الأوكرانيين يسيطرون بشجاعة على المدينة وصدوا الكثير من هجمات العدو”.

***************************************************

أسعار النفط تعاود الارتفاع بعد قرار خفض الإنتاج

متابعة ـ طريق الشعب

ارتفعت أسعار النفط امس الاثنين، مسجلة أكبر زيادة يومية منذ نحو عام، بعد أن تسبب الإعلان المفاجئ من تحالف “أوبك+” بخفض الإنتاج بقدر أكبر في إرباك الأسواق.

وقفز خام برنت 4.15 دولار أو 5.19 في المائة إلى 84.04 دولار للبرميل بحلول الساعة 10:26 بتوقيت غرينتش، بعد أن لامس أعلى مستوى في شهر عند 86.44 دولار في وقت سابق من الجلسة. كما صعد خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 4.07 دولار أو 5.38 في المائة إلى 79.74 دولار للبرميل، بعد أن سجل في وقت سابق أعلى مستوى منذ أواخر كانون الثاني.

وستخفض السعودية، التي نسقت الخطوة، 500 ألف برميل يوميا والعراق 211 ألف برميل، والإمارات 144 ألف برميل، والكويت 128 ألف برميل والجزائر 48 ألف برميل وسلطنة عمان 48 ألف برميل.

وبالمثل، أعلنت روسيا المنضوية في تحالف أوبك بلاس أنها ستمدد خفض إنتاجها من النفط الخام بواقع 500 ألف برميل يوميا حتى نهاية العام 2023.

******************************************

تقرير: المنطاد الصيني جمع معلومات عسكرية حساسة

واشنطن ـ وكالات

ذكرت شبكة “إن بي سي نيوز”، امس الاثنين، نقلاً عن مسؤوليْن أميركيين كبيرين حاليين ومسؤول كبير سابق، أن المنطاد الصيني الذي حلق فوق الولايات المتحدة جمع معلومات مخابراتية عن عدة مواقع عسكرية أميركية حساسة برغم جهود إدارة الرئيس جو بايدن لمنعه من ذلك.

وتم رصد المنطاد لأول مرة من قبل الولايات المتحدة في 28 كانون الثاني الماضي، وأسقطه الجيش الأميركي في النهاية قبالة سواحل كارولينا الجنوبية بعد عبور البلاد.

وأُسقط المنطاد في الرابع من شباط بواسطة طائرة مقاتلة “اف 22” قبالة شواطئ ساوث كارولاينا، وتم على الفور نشر فرق لانتشال الحطام من البحر.

 ****************

بريطانيا: استمرار الإضرابات والمعلمون يرفضون عرضاً للحكومة

لندن ـ وكالات

لا تزال إضرابات العمال والموظفين في بريطانيا تزداد حدة بعد إعلان موظفي مكاتب إصدار جوازات السفر الإضراب لمدة خمسة أسابيع.

ويتزامن ذلك مع زيادة الطلب على إصدار جوازات السفر الجديدة، ويشارك في الإضراب أكثر من 1000 موظف.

وخرج للاحتجاج موظفو مكاتب الجوازات في جميع أنحاء إنكلترا واسكتلندا وويلز اعتباراً من امس الاثنين، بينما سيُضرب الموظفون العاملون في بلفاست من 7 نيسان إلى 5 أيار.

ونبّهت النقابة إلى تأخير الطلبات وتسليم جوازات السفر في الفترة التي تسبق موسم الصيف.

ويضرب أعضاء نقابة الخدمات العامة والخدمات التجارية حتى 5 أيار على التوالي بسبب الخلاف على الوظائف والأجور وشروط العمل.

ورفض المعلمون في إنكلترا، أعضاء أكبر نقابة تعليمية في بريطانيا، عرض زيادة الأجور الذي قدمته الحكومة وقرروا الإضراب يومين خلال الفصل الصيفي.

وبينت نتائج تصويت أعضاء النقابة أن 98 في المئة من أعضاء الاتحاد الوطني للتعليم يؤيدون رفض الاتفاق.

وسيضرب المعلمون يومي الخميس 27 أبريل نيسان والثلاثاء 2 مايو أيار، لكن الاتحاد الوطني للتعليم يقول إن الإضراب لن يؤثر على إجراء الامتحانات.

ووصفت الحكومة البريطانية في وقت سابق عرضها للمعلمين بأنه “عادل ومعقول”.

 ********************

في جنوب السودان.. مسؤولون متهمون بارتكاب فظائع ضد المدنيين

نيويورك ـ وكالات

أكدت مجموعة خبراء مستقلين تابعة للأمم المتحدة، أمس الاثنين، أن عددا من كبار المسؤولين في جنوب السودان، بينهم حاكم ولاية، متورطون في فظائع خطيرة ارتكبت بحق مدنيين، داعية إلى محاكمتهم.

ويرد اسم حاكم ولاية الوحدة (شمال) جوزيف مونيتويل واللفتنانت جنرال في قوة الدفاع الشعبية ثوي تشاني ريت في تقرير جديد أعدته مجموعة الخبراء المستقلين، يؤكد مسؤولية الدولة عن عمليات قتل واغتصاب واستعباد جنسي على نطاق واسع.

وقالت اللجنة: إن أيا من الذين وردت أسماؤهم في التقرير النهائي لم يحاسب على جرائمه.

ووفق التقرير، فإن حاكم ولاية الوحدة وثوي تشاني ريت متورطان في عمليات قتل في بلدة مايوم في آب 2022 حيث أعدمت القوات الحكومية أربعة أسرى متمردين بإجراءات موجزة، قُتل ثلاثة منهم رميا بالرصاص والرابع أحرق حيا.

كما خصّ التقرير بالذكر مفوض بلدة كوخ في ولاية الوحدة (شمال) غوردون كوانغ المتهم بتنفيذ هجمات على مدنيين في بلدة مجاورة بين شباط ونيسان 2022.

 *****************

هل ستشكل في فنلندا من جديد حكومة أزرق ـ أحمر؟

يوسف أبو الفوز

أعلنت مساء الاحد المنصرم نتائج الانتخابات البرلمانية الفنلندية التي حملت رقم 39، بمشاركة في التصويت بلغت 71,9 ٪، وتم انتخاب نواب الفصل البرلماني للأعوام 2023 ـ 2027، وتنافس فيها 2024 مرشحا، بلغت نسبة النساء منهم حوالي 43٪، من 20 حزبا على 200 مقعد، في 13 دائرة انتخابية، يتم تحديد عدد مقاعدها بناءً على عدد السكان، باستثناء دائرة مقاطعة أولاند، التي يُنتخب منها دائمًا ممثل واحد.

 وتصدر النتائج فيها حزب الاتحاد الوطني الفنلندي (يمين تقليدي) حصل على 48 مقعدا (20.8٪)، بزيادة 10 مقاعد، عن الانتخابات السابقة في عام 2019، وحزب الفنلنديين الأصليين (يميني شعبوي متطرف) حيث حصل على 46 مقعدا (20.1٪) بزيادة 7 مقاعد. بينما جاء في المركز الثالث الحزب الاجتماعي الديمقراطي، حزب سانا مارين (38 عاما) السياسية الشابة التي نالت شهرة دولية كأصغر رئيسة وزراء في العالم، وحصد 43 مقعدا (19.9٪) ، بزيادة مقعدين. وجاءت هذه النتائج على حساب التراجع في مقاعد حزب الوسط الذي حصل على 23 مقعدا، بفقدانه 8 مقاعد، وحزب الخضر الذي حصل على 13 مقعدا بفقدانه 7 مقاعد، واتحاد اليسار الذي حصل على 11 مقعدا بفقدانه 5 مقاعد. بينما حافظ كل من الحزب الشعب السويدي على مقاعده التسع، وكذلك الديمقراطي المسيحي على مقاعده الخمس، وأيضا حركة العمل اليمينية على مقعدها الوحيد.

يذكر ان 92 امرأة نجحت في الوصول الى البرلمان، على كل القوائم، مقابل 108 رجال. بينما في البرلمان السابق كانت هناك 94 امرأة.

وارتباطا بهذه النتائج، سيشكل حزب الاتحاد الوطني الفنلندي اليميني الحكومة القادمة للسنوات الأربع القادمة، وسيواجه بيتري أوربو (54 عاما) زعيم الحزب، مهمة صعبة في تشكيلها، حيث سيتعين عليه ان يطرح برنامجا حكوميا يحمل أرضية مشتركة مع الاحزاب التي سيتحالف معها وصياغة برنامج حكومي. المهمة الأولى تتمثل في إيجاد الشريك الأساس، فهل سيكون الحزب الديمقراطي الاجتماعي، إذ سبق لهما أن تحالفا في حكومة مشتركة في دورات سابقة سميت (حكومة الأزرق ـ الأحمر)، ولكن وجهات نظرهما في الحملة الانتخابية والمناظرات المشتركة، كانت مختلفة حول السياسة المالية للدولة والحاجة لخفض الميزانية التي طالما طالب بها حزب اليمين؟ ام يتحالف اليمين التقليدي مع اليمين المتطرف، وهو يبدو الخيار المفضل حسب العديد من المراقبين، للتوافق في السياسات الاقتصادية؟ لكن اليمين المتطرف يدعو الى خروج فنلندا من الاتحاد الأوربي كهدف استراتيجي، ويعارض بشدة برامج الهجرة على أساس العمل، وهذا أبرز نقاط الاختلاف بينهما.

كما تشير النتائج الى انه ستكون هناك صعوبة لتشكيل حكومة (قوس قزح) بانضمام أحزاب اليسار والخضر والديمقراطي الاجتماعي، اذ أعلن الخضر واليسار والديمقراطي الاجتماعي مرارا انه يصعب عليهم العمل مع حزب اليمين المتطرف، ويبقى هناك احتمال اقناع حزب الوسط بالانضمام للحكومة القادمة، التي يقودها اليمين التقليدي بمشاركة اليمين التطرف، وهذا يبدو سيتطلب جولات مفاوضات قادمة قد تكون ماراثونية.

اهم التحديات التي ستواجه الحكومة الجديدة، هو حجم النفقات العسكرية التي ستفرضها عضوية فنلندا في حلف الناتو والمساعدات المستمرة التي تقدم لأوكرانيا في حربها مع روسيا، وأيضا موضوعات مثل ملف الضرائب وسياسة التقشف التي ستقود الى استقطاعات في قطاعات التعليم والخدمات، وكذلك الموقف من سوق العمل واليد العاملة المهاجرة. ومن بين الملفات الهامة التي ستواجه الحكومة القادمة، ملف الدين الحكومي؛ ففي الحملة الانتخابية، قبيل اعلان النتائج، كان الدين الحكومي المتراكم المعلن، يبلغ 7.4 مليار يورو للعام 2023، هو الشغل الشاغل للأحزاب اليمينية، ولذلك فأنها ظلت تدعو الى سياسة التقشف وخفض الانفاق الحكومي، وهذا يعني خفض حجم المساعدات التي تقدم لمن يعيشون بالاستفادة من قوانين الضمان الاجتماعي.

 **********************

الصفحة العاشرة

الإحتلال الامريكي وديمقراطية الفوضى الخلاقة

د. فاخر جاسم

تحاول الولايات المتحدة الأمريكية التمويه على مساعيها للهيمنة على العالم، ومنها منطقة الشرق الأوسط، عبر مجموعة من الذرائع والحجج، كصعوبة القضاء على الأنظمة الاستبدادية بدون الاستعانة بالقوى الخارجية، وبإن النموذج الأمريكي للديمقراطية هو الاختيار الوحيد للتطور السياسي والتنمية الاقتصادية والاجتماعية بعد سقوط النموذج الاشتراكي، ولكونها القوة الوحيدة القادرة على مكافحة الإرهاب في العالم، وأن عليها مسؤولية أخلاقية، لإسقاط الانظمة الدكتاتورية، ونشر القيم الديمقراطية.

ومن النظريات الجديدة التي ابتدعها الفكر السياسي الأمريكي المحافظ، في بداية القرن الواحد والعشرين، نظرية الفوضى الخلاقة، التي تهدف لإحكام الهيمنة الأمريكية على منطقة الشرق الاوسط الغنية بمصادر الطاقة، عن طريق نشر الفوضى الشاملة للقضاء على الأنظمة الاستبدادية وإقامة أنظمة ديمقراطية بديلاً عنها. وقد مرت الاستراتيجية الأمريكية للهيمنة على العراق بثلاث مراحل:

 المرحلة الاولى: سياسة التدمير” الاحتواء” المزدوج للعراق وإيران، التي انتهجته خلال الحرب العراقية ـ الإيرانية، والتي استمرت لثمان سنوات وألحقت بالبلدين نتائج كارثية. وما يتعلق بالعراق، أدت الحرب إلى حالة من عدم الاستقرار الاجتماعي والسياسي، وإلى غزو الكويت كمسعى من الدكتاتورية لترحيل الأزمات التي نتجت عن حروبها وسياساتها الاستبدادية، الداخلية والخارجية، والتي لقيت تشجيعاً من الولايات المتحدة. 

المرحلة الثانية: تطبيق سياسة الهيمنة غير المباشرة من قبل الولايات المتحدة، فبعد حرب الخليج الأولى، جرت الهيمنة الأمريكية بالاعتماد على ثلاثة أساليب رئيسية:

  1. اعتماد القوة العسكرية، بشكل متكرر لإضعاف العراق حتى بعد خروجه من الكويت.
  2. تطبيق نظام الحصار الدولي الشامل على العراق الذي استمر لغاية احتلاله في 2003.
  3. تشكيل تحالفات من الأحزاب العراقية، تعمل بالانسجام مع سياسة الولايات المتحدة وعلى أساس قانون “ تحرير العراق” الذي صدر عام 1998.

المرحلة الثالثة: تطبيق نظرية الفوضى الخلاقة، مباشرة بعد الاحتلال الأمريكي، حيث عملت الولايات المتحدة على إسقاط/ وتهديم الدولة العراقية، وإعادة بنائها بطريقة تتلاءم مع أهداف الغزو.

أهداف الغزو

تم تمويه الأهداف المعلنة للغزو من قبل الولايات المتحدة، لخلق حالة من التعاطف أو على الأقل الحياد، مع الغزو، شعبياً ودولياً، فجرى الحديث عن تدمير أسلحة الدمار الشامل وتحقيق الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان. وعلى ضوء النتائج السياسية والاقتصادية والقانونية، والتي أفرزتها عشرون سنة من الغزو، يتبين لنا أن كل الشعارات السابقة كانت مجرد أكاذيب.

اولاً. النتائج السياسية:

سعت قوى الاحتلال، إلى نشر الفوضى الشاملة في العراق، فتُركت كافة مؤسسات الدولة معرضة للنهب والتدمير، باستثناء وزارة النفط والبنك المركزي، اللذين وقعا تحت سيطرة القوات الأمريكية، وتسريح كبار الموظفين وحل الجيش وكافة الأجهزة الأمنية، بحيث بقيت الدولة بدون حكومة لمدة ستة أشهر، مما عمّق حالة الفوضى والاضطراب في المجتمع.

وبديهي أن لا يكون الهدف من سياسة الفوضى، إسقاط السلطة الاستبدادية وإقامة سلطة ديمقراطية حقيقية، بل كان لتدمير الدولة ثم لإعادة بنائها، حيث تشكلت حكومات غير مستقرة، تدير الأزمات ولا تحلها، وعاجزة عن القيام بواجباتها في توفير الأمن والخدمات والحد من مظاهر العنف والفساد الإداري والمالي. وأخذت سياسة نشر الفوضى الأشكال التالية:

  1. إنهاء سيادة العراق واستقلاله من خلال إضفاء شرعية على سلطة الاحتلال من قبل مجلس الأمن الدولي.
  2. تشكيل مؤسسات لقيادة الدولة خاضعة لسلطة الاحتلال.
  3. تأسيس نظام يقوم على المحاصصة الطائفية ـ القومية، وتطبيقه على كافة مؤسسات الدولة، وذلك لتفتيت التشكيلة الاجتماعية الوطنية، لاسيما وقد أثبتت التجربة العراقية، أن وحدة السلطة السياسية أساس التلاحم الوطني لهذه التشكيلة.
  4. إعادة بناء المؤسسة العسكرية والأمنية، بما ينسجم مع المصلحة الأمنية والسياسية للولايات المتحدة.
  5. الإسراع في إجراء انتخابات برلمانية من أجل اضفاء شرعية شكلية على مؤسسات الدولة التي بنتها سلطة الاحتلال.
  6. ربط العراق بمعاهدة غير متكافئة كشرط لسحب القوات الأمريكية من العراق (اتفاقية الإطار الاستراتيجي 2011).

ثانياً. النتائج الاقتصادية:

لم يظهر المحتلون أي اهتمام بإعادة الحياة للبنية التحتية للاقتصاد الوطني، التي دمرتها الحروب والحصار الاقتصادي، بل اهتموا بإنهاء دور الدولة في الحياة الاقتصادية، والذي كان قد ساهم بشكل بالغ الأهمية في تطوير القوى المنتجة والحد من اتساع الفروق الاجتماعية بين المواطنين بشكل عام. وقد تحقق ذلك من خلال السعي لتكريس الاقتصاد الريعي وإعاقة قيام اقتصاد إنتاجي، على الرغم من توفر موارد مالية كبيرة للسلطة ـ تقدر بحوالي تريليون دولار. وكان من مظاهر الاقتصاد الريعي في العراق في المرحلة الراهنة:

  1. إعادة توزيع الدخل القومي، على شكل نقدي، بحيث يرصد أكثر من ثلثي ميزانية الدولة للتشغيل ولتغطية تضخم عدد العاملين في مؤسسات الدولة.
  2. ترك المؤسسات الصناعية الإنتاجية لتتقادم، مما يوفر الذرائع للسلطة الحاكمة لبيع هذه المؤسسات للمستثمرين بأسعار زهيدة جداً.
  3. فتح السوق العراقية أمام السلع الأجنبية، وبدون رقابة أو تعرفة كمركية. وقد ساهم هذا النهج بتعميق الجانب الاستهلاكي في الاقتصاد العراقي، وتدمير المنتوج الوطني، الصناعي والزراعي.
  4. عدم اعطاء أهمية للعمل، بحيث أصبحت مؤسسات الدولة تعمل لمدة ستة أشهر في السنة في أحسن الأحوال، نتيجة تعطيلها في كثرة من المناسبات الدينية والوطنية، او بسبب عدم الاستقرار الأمني والعمليات الإرهابية والعنف.
  5. تركيز الاهتمام على زيادة انتاج النفط لتعزيز الموارد المالية للدولة، للإيفاء بمستلزمات الاقتصاد الريعي، يقابله إهمال إعادة بناء المؤسسات الاقتصادية الانتاجية.
  6. نهب المال العام، من قبل النخب المتنفذة في السلطة وأعوانها، وانتشار مظاهر الفساد المالي بحيث أصبح العراق على رأس قائمة دول العالم التي تعاني من الفساد المالي والرشوة.

ثالثاً. النتائج القانونية:

تزداد أهمية البناء القانوني للدولة في العراق بالارتباط مع بقاء التركة الثقيلة للدكتاتورية، التي كّيفت البنية القانونية للدولة لتخدم طبيعة نظامها الاستبدادي. ولذلك أصبحت الحاجة ماسة للقيام بإصلاح قانوني بعد سقوط الدكتاتورية. الا أن ذلك لم يتحقق فما زالت قرارات سلطة الاحتلال وقوانين مجلس قيادة الثورة المنحل هي التي تسير أغلب مؤسسات الدولة، فيما نرى الفشل في تأسيس بنية قانونية تتناسب وقيام نظام ديمقراطي وهذا يتضح من خلال:

  • عدم انجاز مهام العدالة الانتقالية، حيث تم تعطيل إصدار قانون متوازن للعفو العام ينصف ضحايا الاستبداد ويوفر محاكمة عادلة للمسؤولين عنه، مما أدى لتنامي نزعة الثأر في المجتمع.
  • إعداد دستور، مليء بالثغرات والتناقضات، وبنصوص سهلة التأويل ولا تناسب دولة ديمقراطية حديثة، مما جعله أداة بيد القوى السياسية المتنفذة، تفسره حسب مصالحها الخاصة، مما أبعده من أن يكون مرجعاً قانونياً ملزما لجميع مؤسسات الدولة، وأن يكفل حقوق المواطنين المختلفة.
  • فشل في خلق بيئة قانونية مستقرة للانتخابات، عبر اعتماد قانون لا ديمقراطي لها، مما مكّن النخب المتسلطة من استغلاله وتعديله كل مرة، بما يخدم استمرار نظامها ومنع معارضيها من الوصول إلى السلطة التشريعية.
  • تحول الأعراف العشائرية إلى ناظم رئيسي للعلاقات بين الأفراد وفي أحيان كثيرة بين مؤسسات الدولة والمواطنين، بسبب التمييز في تطبيق القوانين النافذة وعدم اصدار قوانين مدنية تنظم علاقة مؤسسات الدولة بالمواطنين وعلاقات المواطنين مع بعضهم البعض.

الخلاصة 

  1. لم تدرك النخب الحاكمة منذ عقدين، مخاطر استمرار تمسكها بنهج المحاصصة الطائفية ـ القومية، المرفوض شعبياً، والذي فشل في بناء دولة حديثة قادرة على المحافظة على السيادة الوطنية وتوفير الأمن والخدمات والحماية الاجتماعية للمواطنين، وصار سبباً في الكثير من الأزمات العصية على الحل.
  2. أدى تطبيق “ديمقراطية” الفوضى الخلاقة في العراق إلى نتائج خطيرة تهدد مستقبل العراق كدولة ومجتمع موحد، كعدم الاستقرار السياسي والاجتماعي، واتساع مظاهر العنف في المجتمع، ونشوء نخب سياسية فاسدة تتصدر الحياة السياسية وتقود سلطة الدولة وتقلص شعور الانتماء الوطني والمصير المشترك للمواطنين العراقيين، مما أدى إلى تهميش مفهوم المواطنة الواحدة، وعزز الانتماء إلى الهويات الفرعية “ طائفيةـ مذهبية ـ قومية ـ عرقية ـ إقليمية”.
  3. أدت الفوضى الخلاقة على الصعيد الاقتصادي إلى عرقلة التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وبالتالي تردي مستوى الخدمات بكافة أنواعها، الامر الذي ادى لارتفاع نسبة الفقر (25 في المائة حسب آخر أحصاء لوزارة التخطيط) وانتشار البطالة بين المواطنين ونشوء فئات غنية من الطفيليين ولصوص المال العام والمرتشين.
  4. إن على النخب السياسية الحاكمة إدراك المخاطر التي تنشأ من تمسكها بسياسة التحالف مع قوى الهيمنة الٌإقليمية والدولية، وضرورة سعيها لانتهاج سياسة وطنية، بعيدة عن الانفراد والاقصاء، تقوم على التعاون مع القوى الوطنية بمختلف تياراتها لتحقيق تطلعات المواطنين بقدر معقول من العدالة الاجتماعية، فبدون هذا النهج لا يمكن تحقيق الاستقرار السياسي والاجتماعي ومقاومة التدخل الخارجي.

 ***********************

لماذا احتلال العراق وهل كان شرعيا؟

د. ماجد الياسري

هناك أسباب مركبة لتدهور حالة النظام الدولي الذي تشكل بعد 1945 وتزايد ضعف دور المنظمات والمؤسسات الدولية التي تكونت بعد الحرب العالمية الثانية كآلية لضمان تطبيق العدالة في التعامل الدولي، والذي كان أحد معابيرها الاحتكام إلى الشرعية الدولية ممثلة بالأمم المتحدة لحل النزاعات بالطرق السلمية واحترام السيادة الوطنية وأدانه تغيير الأنظمة بالقوة من خارجها.

مقابل ذلك ازداد التشدد الأمريكي في تطبيق مفهوم الأمن الوطني واستخدام القوة المفرطة والتدخل العسكري لفض النزاع بديلا عن الطرق الدبلوماسية كتطبيق “مذهب الدومينو” الذي اعتمدته إدارة أيزنهاور خشية من التمدد السوفيتي. وحتى تسعينات القرن الماضي غلب على الوضع العالمي توازن هش بين قوتين عظميين أنداك، الاتحاد السوفيتي الذي انهار بشكل دراماتيكي والولايات المتحدة التي أصبحت الإمبراطورية الأقوى وزادت غطرستها في ظل ما أطلق عليه “القرن الأمريكي”.

في ظل هذه المتغيرات الدولية استيقظت نيويورك يوم 11 أيلول 2001 على جريمة كبري ذهب ضحيتها الآلاف من المواطنين الأبرياء. نفذها تنظيم القاعدة الإرهابي الذي هو أساسا تجمع من الأفغان العرب الذين سلحتهم استخدمتهم الإدارة الامريكية في سياق حرب استنزاف ضد التواجد الروسي في أفغانستان وأعلنت إدارة بوش الابن التي انتخبت حديثا بدء حرب عالمية لمناهضة الإرهاب في أفغانستان. وكانت الإدارة الامريكية مازالت تعاني من تداعيات حروبها في فيتنام وأمريكا اللاتينية والعشرات من الانقلابات العسكرية بعضها ضد أنظمة ديمقراطية منتخبة مثل إيران وتشيلي.

وقد وفرت مجموعة المحافظين الجدد الذين وصلوا إلى مواقع مؤثرة في إدارة القرار السياسي الأمريكي الغطاء الأيديولوجي في سياق منظومة الفكر الليبرالي الجديد وبهدف تغيير هاجس الهزيمة الوطنية نتيجة سلسلة الهزائم العسكرية ومنها التدخل العسكري في أفغانستان. وركزت الآليات والأدوات على استخدام التفوق العسكري والاقتصادي والمالي الأمريكي غير المسبوق وفرض عولمة للثقافة الليبرالية والغطرسة والتنمر في التعامل مع دول العالم الثالث إلى جانب التدخل العسكري والحرب النفسية والإعلامية.

ومازال الغموض يلف قضية متى وكيف اتخذت الإدارة الامريكية قرار غزو العراق حيث نجد روايات مختلفة في مذكرات أقطاب الإدارة الامريكية. إلا أن الصورة الأقرب للصحة كما يبدو هي ما كتبه الصحفي الاستقصائي الأمريكي بوب ودوارد في كتاب “خطة الهجوم” (2004) عن دور الترويكا التي كانت تدفع بشكل مباشر لغزو العراق (جورج بوش ألابن ونائبة ديك تشيني ووزير الدفاع رامسفيلد) تحيط بهم مجموعة من الموظفين والمستشارين المقربين من حلقة المحافظين الجدد، يرافقه تهميش لدور وزير الخارجية كولن بأول ومدير المخابرات المركزية جورج تنينت.

وقد تناولت عشرات الكتب والمذكرات والمئات من الدراسات الرصينة دوافع احتلال العراق خاصة وأن الإدارة الامريكية استخدمت ذرائع مختلفة في مسار الإعداد للاحتلال، وآخرها حجة تحرير الشعب العراقي لاعتبارات أخلاقية وإنسانية. ولكن يعتقد العديد منهم بوجود عوامل متعددة مرتبطة بمراكز القرار ومجاميع الضغط، وخاصة المجمع العسكري الصناعي وشركات الطاقة، حيث التقت جميعها في اتخاذ قرار غزو العراق ككبش فداء لمغادرة موروث عقود من المغامرات العسكرية الفاشلة، وفرصة لاستعراض الجبروت العسكري الأمريكي في العالم الأحادي القطبية الذي مثل العراق فريسته السهلة، حيث يقود السلطة فيها دكتاتور على رأس نظام قمعي شمولي ارتكب المجازر بحق الشعب العراقي عربا واكرادا وأقليات قومية أخرى. وفيه مؤسسة عسكرية منهارة ومتدنية المعنويات نتيجة الحروب العبثية التي استمرت لعقدين والغارات الجوية الامريكية والبريطانية شبه اليومية منذ عام 1991.

أما على الصعيد المجتمعي فقد تدهور الاقتصاد العراقي نتيجة العقوبات الدولية الظالمة التي استمرت لمدة ثلاثة عشر عاما وأدت إلى تصاعد معدلات الفقر والبطالة وتدهور الوضع الصحي للمواطنين. ومن العوامل المساعدة أيضا وجود معارضة سياسية لنظام صدام مسلوبة الإرادة نتيجة الولاءات الإقليمية، وتعيش واقع الصراعات الداخلية ويغلب على سياساتها النهج الطائفي والميكافيلية، والتي أنسحب منها ممثلو التيار الديمقراطي لرفضهم المشاركة في مؤتمر فيينا (1992) ومؤتمر لندن (2002) حيث تحولت المعارضة إلى أداة لتوفير الغطاء السياسي الشكلي للاحتلال وأعطيت دورا هامشيا خلال فترة تسلط بريمر على مقدرات العراق.

وقد امتدت تداعيات فشل احتلال العراق وكذبة ادعاء بناء عراق ديمقراطي مزدهر على النمط الليبرالي إلى داخل أوساط مراكز اتخاذ القرار الأمريكي والبريطاني. ففي بريطانيا على سبيل المثال أشرت لجنة تشيلكوت للتحقيق في قرار حكومة بلير للمشاركة في غزو العراق، والتي تأسست تحت ضغط واستياء شعبي ورسمي بريطاني واسع من غزو العراق وفشل المحتلين في إعادة بناء العراق والفضائح التي رافقت مسيرته، بل تحول العراق إلى ضحية لأكبر نشاط إرهابي عرفه العالم وهو “داعش “. وعلى الرغم من محدودية صلاحيات اللجنة وسرية أغلبية جلساتها وتأخر نشر تقريرها لمدة سبع سنوات في 2016 والذي احتوى استنتاجات خجولة لم تتضمن انتقادا صريحا للسياسيين الذين كانوا في موقع المسؤولية، أصبح من الواضح أن أحد الأهداف الرئيسية من تشكيل اللجنة هو احتواء الضغط الشعبي والسياسي حول الدور البريطاني البارز في احتلال العراق. ومع ذلك فمن الاستنتاجات هو أن غزو العراق في 2003 لم يكن ضروريا واتخذ على أساس معلومات مضللة، بينما تشير الأدلة إلى أن البعض في إدارة بلير دعم الغزو الأمريكي للعراق سرا وأن الجهد الأمريكي البريطاني للحصول على موافقة الأمم المتحدة كان مجرد مسرحية لامتصاص الغضب الشعبي المتصاعد ضد احتلال العراق وأيضا لتسهيل مشاركة رمزية من الدول الأخرى لإقامة تحلف دولي عسكري داعم لاحتلال العراق.

كما وتصاعد الضغط في داخل الأوساط القانونية في أمريكا وبريطانيا وأوروبا والعديد من بلدان العالم المشككة بقانونية غزو العراق. وطالبت بتقديم المسؤولين عنه إلى محكمة العدل الدولية كونه شكل انتهاكاً سافراً لميثاق الأمم المتحدة وللعهود والمواثيق والأعراف الدولية ومبادئ القانون الدولي والإعلان العالمي لحقوق الإنسان واتفاقيات جنيف الأربع لعام 1949، خاصة وان الصين وروسيا وفرنسا ودولا أخرى عارضت القرار داخل مجلس الامن على أساس أن النظام العراقي قد نفذ جميع المطالب والشروط المذلة التي فرضتها الأمم المتحدة.

وقد اعتمدت وجهات النظر المعارضة للاحتلال على ميثاق «حقوق الدول وواجباتها» الذي أقرته الأمم المتحدة في الدورة التاسعة والعشرين بتاريخ 29/12/1974 والذي يشير في المادة الأولى من الفصل الثاني إلى «إن لكل دولة حق السيادة غير القابل للتصرف في اختيار نظامها الاقتصادي، فضلاً عن نظامها السياسي والاجتماعي والثقافي وفقاً لإرادة شعبها دون تدخل أو إكراه أو تهديد خارجي بأي شكل من الأشكال”، وأيضا فشل الإدارة الامريكية والحكومة البريطانية في الحصول على تفويض دولي لشن الحرب. وعليه فان غزو العراق لا يتماشى مع مفاهيم الحق والعدالة والإنصاف، ولا ينسجم مع القيم الأخلاقية والحضارية والإنسانية والقانونية، ويشكل خطراً داهماً على جميع الشعوب والأمم في العالم عندما تحولت الولايات المتحدة إلى شرطي العالم، كما يشجع استخدام القوة الغاشمة ضد الدول الضعيفة أينما ومتى تريد، يهدد الاتفاقات والمواثيق الدولية تنظم العلاقات الدولية وتقوض دور ومكانة الأمم المتحدة.

 *************************

الصفحة الحادية عشر

نزار عبد الستار: «الادميرال لا يحب الشاي»!

“الادميرال لا يحب الشاي” احدث رواية صدرت للقاص والروائي العراقي نزار عبد الستار، عن دار الساقي- بيروت.

الرواية تتناول حدثاً يتعلق بباخرة قادمة من مومباي تخلت عن خمسة من صناديق شاي في ميناء البصرة عام 1850، حيث يقضي الادميرال لانكستر عقوبة النفي.

وعن طريق هذا الحدث تتبين تفاصيل الاحتكار واستعباد الشعوب والمتاجرة بأجساد النساء.. نسجها الروائي بخيوط تتشابك فيها الحقيقة والخيال. فيما تسمع أصوات تأوهات المستضعفين المريرة.

*************************

قصائد وجدتها في سماوات مرايا طفولتي

لطيف هلمت

1

حين كنا اطفالا

انا واصدقائي المدججين

بالمشاكسات الحبلی بالضحك

نملٱ السماء بالطيارات الورقية الزاهية

والآن كبرنا ٱنا ورفاقي

كلما حدقنا الی العلی

نبصر السماوات مفخخة

بالطائرات الحربية ...

2

البرجوازیون منهمکون بشراء الازهار الزاهية

لتزيين موائدهم المفخخة بما تشتهي الانفس ...

والبؤساء الجوعی

لا يصطادون قرصا من خبز

الٱ في افخاخ احلامهم ‌..

انهما جارتان منذ عشرات السنین

احداهما تشتري كل ما لذ وطاب

والثانية تحلم كل شتاء

ان يمتليء حوض مدفٱته

بالنفط ...

بعد كل حرب

تعلن الدول المتحاربة الحداد ....

من اجل تعظيم شهدائها

وتنسی الطيور والحشرات

والحيوانات المحترقة

في اتون الحرب ...

رغم حيادها ...

تحول كل ما في القرية

الی رماد

سوی زهرة واحدة

جنب جدار قديم

ترقص مع نسيم الفجر

زهرة واحدة فحسب

تنثر الجمال علی السهول

والوديان والقمم الشامخة

بعد انتهاء الطائرات من القاء قنابلها علی قريتنا ...

لو اشبعت مثلي بنظراتك.. صخرة علی قمة اي جبل

ستكتشف بانها

مثل فنان مبدع كبيكاسو 

او سلفادور دالي

نقشت فوقها باناملها الطويلة

عشرات اللوحات الوحشية:

الامطار...

لولا الحزن

من کان یتذكر اسم الفرح

ولولا العبودية ...

اي شاعر كان يغني للحرية ؟

8

شخص ما يدخل مسجدا

شخص ما يشعل شمعة في احدی الكنائس ...

شخص ما يصلي في معبد لالش

شخص ما يدخل معبد بوذا

كل منهم يعشق الله

بطريقته الخاصة

 9 

عامل اسود يزرع اغانيه

في امواج الفولاذ

بلبل ينشد في ركن قفص حديدي

نهر متجمد يذوب ويهرول.....

اسير يرمق بسمات الشمس من كوة زنزانة...

كوردي جائع يشتري بدل الخبز: بندقية

كلهم كلهم هائمون بالحرية

10

واحد

اثنان

ثلاثة

اربعة

خمسة

ستة

سبعة...

دوما طفلة جارتنا تعدد

اصابع يديها السبعة ...

تبكي... وتبكي

لٱن طائرة تركية

سلبت ثلاثة اصابع

من يدها اليسری....

ولحد الآن اراها تعدد

اصابعها السبعة

وتغرق.... في البكاء

*ابرز الشعراء الكرد

 في العراق.

ــــــــــــــــــــــــــ

كتب الشاعر هذه القصائد باللغة الكردية وترجمها الى العربية بنفسه وخص بها صفحتنا الثقافية.

********************************

إشكالية النقدية العراقية (1-2) ما هو العالم الذي ينبغي أن يمثله الأدب؟

عباس عبد جاسم

إندرجت النقدية العراقية قبل منتصف الثمانينيات في ثلاثة أنماط: الانطباعي والأكاديمي والسوسيو اجتماعي، ولكن هذه الانماط تعرّضت الى الازاحة والابدال مابعد منتصف الثمانينيات، حتى تفكّكت الأنظمة الوصفية والمعيارية والانشائية لها، لتتشكل على وفق بنى جديدة، تمتلك حيوات متجدّدة مع قوانين تطور حركة النص الأدبي، لتكون أكثر تمثلا لخصائصه النصوصية والاجناسية باعتبارها بنى متحوّلة باستمرار. وبما ان المناهج النقدية الحديثة هي جزء لايتجزأ من تحوّلات معرفية في العلوم الانسانية، فقد وضعت النقدية العراقية أمام إشكالية مركبة: إما أن تتبنى المنهج بتشكلاته المعرفية الوافدة إليها أو أن تقوم بتبييء المنهج بخوصنة أدواته ومفاهيمه محلياً، وقد نجمت هذه الاشكالية عن المفارقة بين اكتساب الحداثة كرؤية للتغيير، وبين نقل التحديث من دون تغيير. وعلى الرغم من درجة عمق المؤثرات البنيوية والسيمولوجية التي تنافذت الى النقدية العراقية، فإن هذه النقدية لم تتبلور برؤى منهجية مكتفية بذاتها، غير أننا يمكن أن نلحظ أربعة مناهج رئيسية:

  • منهج السوسيو- شعرية.
  • المنهج النصي.
  • المنهج الدلالي.
  • منهج النقد الثقافي.

من حيث منهج السوسيو- شعرية، فقد بدأ فاضل ثامر ناقدا إيديولوجيا، ثم تحوّل نحو الشكلانية الروسية، ليتبنى الــ “المبدأ الحواري “لباختين و” رؤية العالم “لغولدمان، ثم انتهج بعد ذلك منهج السوسيو- شعرية، ولكنه لم يتخل عن جدل الطبقة والايديولوجيا التي ينتمي اليهما في تشكلاته الذاتية والنقدية، إبتداء من كتابه “معالم جديدة في أدبنا المعاصر “وحتى كتابه “شعر الحداثة من بنية التماسك الى بنية التشظي “وصولا الى كتابه “السردي والتاريخي في الرواية  العربية “، وظل في أكثر أنساقه النقدية تمثلا لاطروحات ما بعد الحداثة.

وقد تنبهت الناقدة د. نادية هناوي الى “هذا التحوِّل المفاجئ للناقد فاضل ثامر في إنعطافه من المناهج النقدية والقرائية نحو الأسلوبية ثم عودته غير المبرّرة الى الى الشعرية وفضاءاتها الشكلانية “(1). وقد أقرَّ فاضل ثامر بهذه التعددية المنهجية، بوصفها حلا مشروعا لإشكالات الثقافة النقدية:

“حري بنا أن نؤمن بأهمية تعددية المناهج النقدية وحقها في الحوار والحياة بعيدا عن المصادرة أو فرض منهج أحادي يزعم لنفسه القدرة المطلقة على حل إشكالات الثقافة المتنوعة في مجالات العلوم الاجتماعية والطبيعية “(2).

وقد يتداخل المنهج (النصي) والمنهج (الدلالي) ويتمايزان أحياناً آخر من حيث الأدوات والمفاهيم والتصورات النقدية، ذلك لأنهما يتجهان نحو الشمولية من حيث الافادة من المرجعيات البنيوية والسيمولوجية، وقد تبنين المنهج الدلالي في نقدية د. علي جعفر العلاق، وبخاصة على مستوى كيفية تحليل النص الشعري، وتأويل البنى المتعالقة المتبادلة بين رؤيا النص وبنيته اللغوية، ويمثل كتابه(الدلالة المرئية) الانموذج الأعلى لهذا الإتجاه، ويلتقي مع هذا الاتجاه الناقد سعيد الغانمي في كتابه (أقنعة النص). ويشير الناقد حاتم الصكر في كتابه (الأصابع في موقد النار) الى ان منهجه هو   (منهج النص) في مهاد صريح، ولغرض الملاحظة والمعاينة، فالنصية هنا وان كانت غير النصانية بمفهوم سلفر مان، فان هذه النصية تفترض إمتلاك خاصيتي التحليل والتأويل.

ولكن قبل دخول البنيوية الى النقد العراقي، كانت البنيوية تشكل مركز مدار المناهج الشكلانية والتكوينية، وهي مناهج تمتاح من اللسانية البنيوية لسوسير ومقالات ستراوس. وقد تبنى د. عبدالملك مرتاض البنيوية ثم تخلّى عنها بعد عشرين سنة من تدريسها لطلبته، وكذلك كمال أبو ديب مع انه أول من أدخل البنيوية الى النقدية العربية، فقد أعلن عن تحوّله من البنيوية الى التفكيكية في مهاد صريح،

 وثمة مَن تبنى البنيوية في النقدية العراقية بعد ان تراجعت داخل ثقافتها المنتجة لها، كالدكتور مالك المطلبي، ثم تبنى البنيوية الباحث سلمان كاصد في اطروحته الاكاديمية التي أعدّها فيما بعد في كتاب بعنوان(عالم النص/ إنموذجا) وقد جاء في مقدمة كتابه:

- شرعت في البحث عن المنهج الذي يعنيني على تلمس السبيل الى كشف البؤر المركزية في عالم فؤاد التكرلي، فكانت (المهيمنة) بمفهوم ياكوبسن عوناً في التحرك ضمن إطار هذا العالم.

- أما دراسة البناء الفني، فلا بأس من تبني بعض من مفاهيم المنهج البنيوي لدراسته.

- وكمحاولة أخيرة لتبيَن تعالق نصوص التكرلي مع نصوص أخرى لقصاصين آخرين أو مع نصوصه ذاتها استعنت بالمفاهيم السيميائية التي اضطلعت بها جوليا كريستيفا ومن جاء بعدها.

نكتفي بهذه الفقرات بوصفها مثالاً للكيفية التي تنازعت فيها البنيوية ومهيمنة جاكوبسن وسيميائية كريستيفا هذا النموذج النقدي.

وظهرت “مابعد البنيوية“– فتجاوزت البنيوية ذاتها، وقد انشطرت الى مناهج عدة، ثم اتجهت الى دراسة منظومة الانظمة الاتصالية العلاماتية اللغوية وغير اللغوية، وكانت “الجملة “و” النص “مركز الاختلاف بين مناهج مابعد البنيوية.

 وبذا كانت النقدية العراقية جزء من متاهة نقدية عربية مفتوحة أسماها د. عبد العزيز حمودة بـ (التيه النقدي) في كتابه (الخروج من التيه)، لهذا لم تخرج النقدية العراقية من هذه المتاهة بأي منهج من المناهج النقدية الحديثة، لأنها أكثر نزوعاً الى الانتقال من منهج الى آخر، والتكيّف معه من دون درجة معينة من الثبات أو الاستقرار النسبي، وسبب ذلك ان المنهج الواحد بمرجعياته المستعارة لم يأت نتيجة إستجابة حية لأدبية النص العراقي بقوانينه الداخلية لتمثيل انتصاصه الأدبي. أما د. محسن الموسوي، فقد كانت العناصر الفنية للنص القصصي مركز تحليله النصي، ولكنه شاء الاصطلاح على دراسته لـ “الرجع البعيد “لفؤاد التكرلي و” ظلال على النافدة “لغائب طعمة فرمان بـ (دراسة اسلوبية).

ومن بوابة النقد الأدبي دخل أربعة نقاد الى النقد الثقافي، وهم: د. عبد العظيم السلطاني و د. نادية هناوي و د. بشرى موسى صالح. ولكن ثمة مَن إشتغل على النقد الثقافي من دون المرور بالنقد الأدبي، وخاصة على مستوى وظيفته وتعالقه مع البنى الأخرى، منهم. حيدر سعيد وصادق ناصر الصكر.

إشتغلت د. نادية هناوي على “النقد النسائي” بوصفه فرعا من النقد الثقافي، وذلك لـ “تشييد نقدية مابعد بنيوية لنظرية نسائية عربية تقرّ بأن النسائية ليست واحدة، بل هي متعدّدة إختلافا وإنفصالا بين المتجانسين والمؤتلفين من جهة، ودعما وتحاورا بين المختلفين والمتنافرين من جهة أخرى “(3). وقد حدّدت منهج كتابها “الجسدنة والخط “بـ “منهجية ثقافية “تعنى بـ “تقديم فضاءات نقد نسائية فيها المرأة نص أدبي ومعطى قيمي “(4). وترى من خلال هذه الرؤية الثقافية – ان الأدب النسائي “قد مرَّ بمراحل ثلاث: مرحلة التكوّن (التأسيس) ومرحلة التمكّن (التبلور) ومرحلة التمكين (التفرد) (5). ومن خلال هذه الموجهات قامت بتفكيك النسق النسوي، ومن ثم تفكيك الفحولة الذكورية غير الآبهة بـ “حتمية إعادة الاعتبار للنسق النسوي وإقتراحه معبرا لكتابة نسائية باتجاه التدليل على وعي المرأة ووعي الآخر بها “(6).

وما يعنينا أكثر في ما قدمته د. نادية هناوي في مقاربتها لـ (الانوثة – الذكورة) – الكيفية في الضبط النقدي والمعرفي للأدب النسائي – إصطلاحا ودلالة، وخاصة عند الكشف عن جمالية الأنثى في النقد الأدبي، حيث تقول: “نحن نرجّح كفة مصطلح النسائي على النسوي والانثوي معا من ناحية صرفية بحتة، لامن ناحية نفسية أو بيولوجية “. وبهذا تخالف الرأي الذي يذهب الى “ان الاصح نسوي وليس نسائي، والسبب: أن الأول يعبر عن وعي فكري ومعرفي، فيما يشير الثاني الى جنس بيولوجي فقط “(7).

ولكن قبل ذلك تتفق الدكتورة نادية هناوي مع الدكتور محسن الموسوي في أن النقد الانثوي ليس مجرّد نقد مصدره الانثى، ولكنه يفيض بطاقة الانثى ولهذا لايكتبه الرجال حتى عندما يجارون الحركة النسوية. أما المرأة الناقدة فتكتب شيئا آخر. تكتب السر المعلن ذلك المكنون الاساس للنقد الانوثي أو الانثوي “(8).

من هنا تستعيد الناقدة هناوي الوعي بجمالية الانثى في سياق نقدي جديد من البحث عن الجمالية الانثوية كإنعكاس وفعل لهذا الوعي في تجارب ناقدات عربيات منهن: د. رضوى عاشور وسيزا قاسم وخالدة سعيد.

ونستطيع ان نعد الدراسة التي قدمها حيدر سعيد “الادب وتمثيل العالم “(9). دراسة مكتفية بذاتها في النقد الثقافي، لأنها قائمة على إجتراح مصطلح خاص بها هو “الفكر الادبي “على وفق سياق “الخطاب الادبي، النظرية الادبية، الخطاب النقدي “، غير ان هذه المصطلحات لا تدل عليه، لانه يتشكل من تقاطع الادب مع النقد على وفق تصور ثقافي يتجاوز ما هو أدبي أو نقدي. وعلى الرغم من ان الدراسة إنبنت على تشريح آليات تاريخ النقد الادبي العربي، فإن ما يعنينا منها: ان النقد لم يستطع “ان يصل الى ان يكون تعليلا ً نصيا ً “إلاّ مع ظهور النقد البنيوي، لانه كان محكوما ً بنزعات ذوقية وانطباعية بتأثير الاتجاه اللانسوي وتأثيرات النقد الانطباعي الفرنسي، وتغلب عليه الانشائية من غير منهج واضح.

لهذا تحدّدَ الخطاب النقدي العربي من خلال إشكاليتين؛ إشكالية التقدم وإشكالية الهوية، وقد تحكّمت هذه الاشكالية المزدوجة في توجيه “الفكر الادبي العربي “، وقد إختزل الناقد هذه الاشكالية في سؤالين إشكاليين:

“الاول – ما هو هذا (العالم) الذي ينبغي أن يمثله الأدب؟

الثاني – كيف يتم تمثيل هذا (العالم)؟ “.

ويتتبع الناقد سياق ما توصل اليه د. جابر عصفور من أن مفهوم (المحاكاة) – “هو جزء من مفهوم عام حكم الفكر قاطبة بحقبهِ المتعدّدة ونظرياته   المتعارضة “.

ثم يقوم الناقد بالتمييز بين الادب الاوربي الذي إتجه نحو نقد الحياة أكثر من نقد الكتابة وتجديدها من جهة، وبين الادب العربي الذي إتجه نحو نقد الكتابة أكثر من نقد الحياة وتجديدها من ناحية أخرى.

ويتوقف الناقد عند اهمية “الرومانطيقية العربية “، وقد درجها ضمن “إشكالية الادب والعالم “التي حكمت الفكر الادبي العربي، ثم إقترح ان يكون الأدب تمثيلا ً للذات.

من هنا يرى “إن الفكر الادبي العربي في حقبته الاولى كان فكرا ً أدبيا ًخالصا ً “، وفي حقبته الثانية، “كان ذا إرتباطات ايديولوجية حميمة بالنسبة له “.

وتنبّه الى أن ظهور فكرة “الواقع “لتشغل خانة (العالم) في (إشكالية الادب والعالم) لم يخضع لتطور داخلي في داخل سياق الفكر الادبي العربي، بقدر ما كان مطلبا ً إيديولوجيا ً “يرتبط بـ “علم الجمال الماركسي “، وهذا يعني ان مفهوم  (الواقع) يمثل مسوّغا ً نظريا ً لاستبداله بمفهوم الذات، الذي هيمن على الحقبة الرومانطيقية، اما الحقبة اللاحقة فقد استبدلت مفهوم الواقع بمفهوم (الرؤيا)، وهي تدخل في لجة “إشكالية الادب والعالم “حتى دخل الفكر الادبي العربي في فضاء إشكالي جديد.\

ـــــــــــــــــــــــ

*كاتب وناقد/ رئيس تحرير مجلة “الاديب الثقافية”.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الصفحة الثانية عشر

الرفيق يحيى طربال يتبرع شهريا لبناء بيت الشيوعيين

السماوة – عبد الحسين ناصر السماوي

أعلن الرفيق يحيى طربال، من اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في المثنى، تخصيصه 100 ألف دينار شهريا من راتبه التقاعدي، للتبرع بها إلى حملة بناء مقر الحزب المركزي في بغداد.

جاء ذلك خلال حضوره حفل وضع حجر الأساس لبناء المقر، والذي أقيم الجمعة الماضية في موقع العمل بمنطقة “بارك السعدون”. ودعا الرفيق طربال (أبو رعد)، جميع رفاقه إلى التبرع “من أجل الإسراع في بناء بيت الحزب، وجعله صرحا وطنيا يوثق تاريخا نضاليا طويلا بلغ حتى الآن 89 عاما”.

وهذه ليست المرة الأولى التي يساهم فيها الرفيق أبو رعد، بسخاء، في حملة التبرع، فقد سبق له أن تبرع بمبلغ مليوني دينار. كما أنه استطاع جمع 6 ملايين أخرى، تبرعات من نحو 96 مواطنا من أبناء مدينته السماوة.

الرفيق طربال ناشط فاعل في حملة جمع التبرعات بمدينته، ووجه اجتماعي ووطني، وهو من الشيوعيين القدامى، وله تاريخ نضالي حافل.

 *******************

إصدار.. العدد 10 من «النصير الشيوعي»

صدر أخيرا العدد (10) نيسان 2023، من جريدة “النصير الشيوعي”. وهي نشرة دورية الكترونية تصدر عن رابطة الأنصار الشيوعيين العراقيين.  تصدرت العدد تغطية حول الحفل المركزي الذي أقامه الحزب الشيوعي العراقي في مناسبة الذكرى 89 لميلاده، مع كلمة رابطة الأنصار في المناسبة.  كما ضم العدد أخبارا وتقارير عن نشاطات الرابطة في الداخل والخارج، وكتابات حول تاريخ الحركة الأنصارية ومسيرتها النضالية البطولية، وأخرى عن المسرح في مناسبة يومه العالمي 27 آذار.  

 *********************

بابلية ضمن أبرز 100 امرأة تقنية في العالم

متابعة – طريق الشعب

أعلن مركز الإعلام الرقمي (DMC) أن منظمة “Women Who Code” الأمريكية وضعت أسم الشابة العراقية البابلية فاطمة حسن ياسر، على قائمة أبرز 100 امرأة تقنية تستحق المتابعة في العالم للعام الحالي 2023.

وذكر المركز في بيان صحفي، أن هذه القائمة تأتي ضمن برنامج رفع مستوى القادة المتنوعين في مجال التكنولوجيا، من خلال التعرف على ابتكاراتهم، مبينة أن الشخصيات المائة التي وضعت في القائمة استطاعت تحقيق التميز والريادة في مجال التقنيات وابتكار الصناعة.  وأشار إلى أن المنظمة تلقت مئات الترشيحات من جميع أنحاء العالم، واختارت الأسماء الأبرز وفق معايير تعتمدها في سياق عملها. وفي حديث صحفي، ذكرت فاطمة إنها تعمل جاهدة على ترك اثر إيجابي في المجتمع. وتطمح إلى أن يكون اسمها مهما في المستقبل “كاسم المعمارية الراحلة زها حديد”. جدير بالذكر أن فاطمة (26 سنة)، حاصلة على البكالوريوس في تكنولوجيا المعلومات في جامعة بابل، وانها اسست عام 2018 أول مشروع في العراق لتمكين المرأة في مجال التكنولوجيا. كما انها عملت مدربة ضمن مبادرة “مليون مبرمج عربي”، التي أطلقها حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم سنة 2019.

 *********************

في «بيتنا الثقافي».. «القانون الانتخابي - التحديات والايجابيات»

بغداد: محمد الكحط

ضيّف منتدى “بيتنا الثقافي” في بغداد، السبت الماضي، الباحث في الشأن الانتخابي دريد توفيق، الذي تحدث عن “القانون الانتخابي – التحديات والإيجابيات”، بحضور جمع من المثقفين والناشطين والمهتمين في الشأنين السياسي والانتخابي.

الجلسة التي احتضنتها قاعة المنتدى في ساحة الأندلس، أدارها الناشط الحقوقي محمد السلامي، وافتتحها مقدما السيرة الذاتية للضيف، مشيرا الى أن توفيق متخصص أكاديميا في علم الكيمياء، وفي الوقت نفسه هو باحث متخصص في النظم والقوانين الانتخابية ومبادئ الديمقراطية، وأنه عمل في مراكز معنية بالتدريب والتنمية والبشرية، وعمل أيضا في مجال الدراسات الإعلامية.

بعدها ترك الحديث للضيف، ليلقي من جانبه الضوء على واقع العملية السياسية والقوانين الانتخابية في العراق.

وقال توفيق أنه “من المؤسف ان يكون لكل موسم برلماني قانون انتخابي جديد، دون اعتماد صيغة واحدة تلبي العدالة الانتخابية”، موضحا أنه “توجد أكثر من ٢٠٠ صيغة انتخابية، وليست هناك صيغة تحقق العدالة بشكل كامل 100 في المائة، لكن هناك أفضلية لبعض هذه الصيغ حسب وضع البلد الذي تجرى فيه الانتخابات. كما أن لكل صيغة إيجابيات وسلبيات”.

وعن القانون الذي أقره البرلمان أخيرا، ذكر أنه “رغم المعارضة التي جوبه بها هذا القانون، إلا أنه بإمكان أي قوة سياسية ان تستغل الصيغة القانونية الحالية وتعمل بشكل علمي ودقيق ومدروس على الحصول على أكبر عدد ممكن من المقاعد”.

وتابع: “مثلا بنفس هذا القانون عام ٢٠١٤، حصلت القوى الديمقراطية على ٣ مقاعد، ولو عملت هذه القوى بذكاء، لحصلت على ١٥ مقعدا. لذلك بالإمكان أن تتحقق أمور كثيرة لو درسنا القانون وفهمناه وتهيأنا له بشكل جيد”.

وأشار الباحث الضيف إلى أهمية التسويق السياسي “فهو شبيه بالتسويق التجاري، ويحتاج الى المهارة”. ثم تحدث عن أنواع التمثيل الانتخابي، وعن الفروق بين البطاقة الموحدة والبطاقة البيومترية، وعن مشكلات الانتخابات وتكاليفها.

وبخصوص المشاركة في الانتخابات أو مقاطعتها في ظل أي قانون. رأى توفيق أنه “من الأفضل المشاركة في الانتخابات بأي حال من الأحوال، ليكون لنا صوت في البرلمان. فهذا الصوت حتى لو كان ضعيفا يمكنه التعبير عن وجهة نظرنا”.

كما تطرق إلى مشكلة عدم تجديد أعداد كبيرة من المواطنين بطاقاتها الانتخابية، ما يؤثر على نسبة المصوتين. وأشار أيضا إلى أخطاء تحصل في عملية التصويت، تؤدي إلى استبعاد تلك الأصوات.

وتحدث الضيف أيضا عن التأثير النفسي للتصويت المبكر للقوات الأمنية “فهؤلاء يمثلون 4 في المائة من أصوات المشاركين في الانتخابات، ومعظمهم ينتخبون القوى السياسية المعروفة، ما يؤثر نفسيا على الناخبين المدنيين. فعدد محطات العسكر يبلغ 2500 محطة من مجموع 55 ألفا”، مشددا على أهمية إيصال رسائل صحيحة للمواطنين، وعلى أن يؤثر الإعلام بشكل إيجابي من حيث كشف عمليات التلاعب بصناديق الاقتراع وسد الثغرات التي تتيح التزوير، والاعتراض فورا وبالوثائق.

وبعد مداخلات ونقاشات ساهم فيها العديد من الحاضرين، سلم عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي الرفيق حيدر مثنى، الباحث دريد توفيق شهادة تقدير باسم المنتدى.

 *******************

«مكتبة الطفل العراقي»  تحتفل بيوم اليتيم

بغداد – مروة فاضل

شاركت “مكتبة الطفل العراقي” التابعة إلى رابطة المرأة العراقية في مدينة الثورة (الصدر)، في الحفل الذي أقامته دار ثقافة الأطفال الخميس الماضي، في مناسبة يوم اليتيم العربي. وحضر الحفل الذي أقيم على “قاعة النوارس” في مقر الدار، مدير عام الدار د. علي عويد العبادي وكادر مكتبة الطفل، إلى جانب 60 طفلة وطفلا من المنتسبين إلى المكتبة.

وقد استهل الحفل بفقرة رسم حر. بعدها عرض فيلم كارتوني بعنوان “الأمنيات الثلاث”. فيما قدم الأطفال فقرات غنائية.

وقبيل الختام، شكرت السيدة سهيلة الأعسم، باسم رابطة المرأة، دار ثقافة الأطفال على إقامتها هذا الحفل الذي غرس البهجة في نفوس الصغار.   وفي الختام، وزعت الدار سلات غذائية رمضانية على أطفال المكتبة وكادرها.

 ******************

في البصرة.. الرسام إحسان الفرج يقيم معرضا في عيد الحزب

البصرة – طريق الشعب

تحت عنوان “الحزب الشيوعي العراقي”، أقام الفنان الرسام إحسان الفرج معرضا شخصيا في مناسبة الذكرى الـ 89 لميلاد الحزب.  وجاء المعرض ضمن فقرات الاحتفالية التي أقامتها اللجنة المحلية للحزب في البصرة، يوم 31 آذار في ذكرى الميلاد. إذ وجهت المحلية إلى الفرج دعوة للمشاركة في الاحتفالية، فلباها قادما من مدينته الناصرية.

وضم المعرض 19 لوحة جسدت رموز شعار الحزب: “الراية الحمراء” و”الحمامة البيضاء” و”ثنائي المنجل والمطرقة”.

وحظي المعرض باستحسان الحاضرين وإعجابهم، نظرا لما جسدته رسومه من أفكار ورؤى عميقة حملها الحزب خلال مسيرته الطويلة الخالدة.

 ********************

معاً لبناء بيت الحزب.. بيت الشعب

دعماً للحملة الوطنية لبناء مقر الحزب الشيوعي العراقي، تبرع الرفاق والأصدقاء:

  • الأستاذ زهير ضياء الدين مليون دينار، وسبق له التبرع بمبلغ 1000 دولار.
  • الرفيق محمد السلامي 500 ألف دينار.

الشكر والتقدير للرفاق والأصدقاء على دعمهم واسنادهم حملة الحزب لبناء مقره المركزي في بغداد.

معاً حتى يكتمل بناء بيت الشيوعيين.. بيت العراقيين.

 ****************

ليس مجرّد كلام.. والحجر الأساس وضعناهُ.. !!

عبدالسادة البصري

قبل ثلاثة أيام وضمن احتفالات الشيوعيين وأصدقائهم ومعهم الكثير من المواطنين الطيبين، بإيقاد الشمعة التاسعة والثمانين لتأسيس الحزب الذي فتح نوافذ الثقافة والإبداع للجميع، وتعلّمنا منه أبجدية المحبة والسلام، تمّ وضع الحجر الأساس لبناء بيت الحزب، من تعبهم وقوتهم، ومن جمهرة واسعة من المواطنين شاركوا بكلّ ذرّة رملٍ فيه، الكلّ ساهم في تدشين هذا الصرح الذي سيشمخ بالمحبّة والانسانية مثلما اهله الشامخون بالنضال والصمود والبسالة من أجل تحقيق الحلم المنشود في وطنٍ حرٍّ وشعبٍ سعيد.

باحتفالهم هذا وهم يضعون اللبنة الأولى في البنيان استذكروا عمراً من النضال والكفاح لتحقيق ذلك الشعار الذي قدّموا القرابين تلو القرابين من أجله، منذ اعتلى الشامخ بشهادته فهد ورفاقه المشانق هاتفين: الشيوعية أقوى من الموت وأعلى من أعواد المشانق، مروراً بإسطورة الصمود سلام عادل ورفاقه، ووصولاً لهذه اللحظة العظيمة.

سيقول قائل: إنكم حالمون.

أُجيبُهُ: نعم، وهل هناك أفضل من أن تحلم وتبقى تناضل من أجل تحقيق حلمك هذا؟

نعم، حالمون وساعون بكل قوة لتحقيق هذا الحلم، لأنّنا رسمنا الوطن والناس على شغاف قلوبنا وحملنا كلمة الحق والنزاهة والأمانة ونكران الذات أيقونة على صدورنا، وعاهدنا أنفسنا على السعي بكل ما أوتينا من قوةٍ وصبرٍ لإسعاد الناس، فنحن منهم واليهم، لهذا انطبع حبنا في قلوب الناس جميعا وبالأخص العمّال والفقراء والكادحون.

حتى الأعداء لا يستطيعون أن يكرهونا رغم كل شيء، فاذا تحدّثوا عن سيرتنا المطرّزة بالمجد والكبرياء تكلل حديثهم بالذكر العطر لمآثرنا دائما، لأنّنا أصحاب أيادٍ بيض لم تُلوَث أبداً، ونفوسنا تشّع نزاهة وتفيض محبّة وشهامة.

كم من عثرةٍ لم توقف مسيرتنا.

وكم من طعنةِ غدرٍ لم توهننا.

وكم من مؤامرة دنيئة استهدفت سحق حلمنا، لكننا رفعنا بيرقنا عاليا فظل يشعّ شمساً في سماء الوطن.

وكم .. وكم .. كالعنقاء ننهض في كل وقتٍ لنصنع الجمال وننثر البهجة والفرح.

لهذا حينما نضع حجر أساس بيتنا مع إيقاد شمعة جديدة في سفر مسيرتنا الخالدة فإننا نكتب على هذا الحجر تاريخاً حافلاً بكل شيء: تضحيات/ نزاهة/ عبق/ إبداع/ ثقافة/ وعي/ رياضة/ فن وموسيقى..

ولأننا صانعو جمال، فالجمال ديدننا ورؤيتنا في كل احتفال. أينما نحلّ نطشّ الجمال ورود محبة للجميع ونغنّي:

والحجر الأسّ وضعناهُ

وبيت العزّ بنيناه

لتشمخ دوما يا حزبي

ولتعلو دوما يا شيوعي

في سفرٍ بالدمّ كتبناهُ.