اخر الاخبار

الصفحة الأولى

مقترحات وآراء قبل شروع البرلمان في تشكيل مجلس جديد لمفوضية حقوق الإنسان

بغداد ـ محمد التميمي

صوّت مجلس النواب، الاثنين الماضي، على تشكيل لجنة خبراء لاختيار أعضاء مجلس المفوضين للمفوضية العليا لحقوق الإنسان، قبل تصويت البرلمان على المرشحين لعضوية المجلس، فيما شدد معنيون على ضرورة أن يكون الاختيار على أساس الخبرة والكفاءة والنزاهة، مع الاسراع في تشكيل مجلس المفوضين.

هيكلة اللجنة

وتم تشكيل اللجنة وسط إشكاليات عديدة لا تزال شاخصة تتعلق بغياب التنوع العادل والاستقلالية وعدم التأثر بالقوى السياسية وغيرها.

وتتكون اللجنة من 15 نائبا عن مجلس النواب، وثلاثة اخرين يمثلون الحكومة والقضاء والمجتمع المدني.

وستعلن هذه اللجنة عن افتتاح التقديم والترشيح لمجلس المفوضين الكترونيا، وبعد غلق التقديم تقوم اللجنة بفلترة السير الذاتية والوثائق الى 60 ملفا، ليخضع اصحاب هذه الملفات المفروزة لمقابلات مع اللجنة، واختار 14 عضوا، يكون 3 منهم احتياطا، و11 اصلاء، ومن ثم تطرح الاسماء على البرلمان للتصويت.

النزاهة والخبرة

في هذا الشأن، وجّه عضو مفوضية حقوق الإنسان سابقاً د. علي البياتي عتبا إلى المنظمات المعنية بحقوق الإنسان، التي صمتت لأكثر من سنة ونصف على الرغم من غياب مجلس المفوضين، فلم يكن لها أي استنكار او بيان باعتبار ان غياب مجلس المفوضين يعني غياب المفوضية.

وأوضح في حديثه لـ”طريق الشعب”، بالقول ان “قانون المفوضية يتحدث عن وجود ممثل لمنظمات المجتمع المدني، ولكن الآليات ضمن هذا القانون غير واضحة حول من يختار هذا الممثل، باعتبار ان هناك اكثر من جهة فهناك لجنة لمنظمات المجتمع المدني داخل البرلمان العراقي، ودائرة لمنظمات المجتمع المدني تابعة للأمانة العامة لمجلس الوزراء، وهناك آلاف المنظمات التي تعمل في العراق، ولا أعلم كيف يتم الاختيار بالاستناد إلى أي جهة”.

ولفت البياتي إلى ان “اللجنة مكونة من 18 عضوا، والقرار الأخير سيكون للأغلبية داخل هذه اللجنة، وهم 15 يمثلون مجلس النواب، والثلاثة الآخرون يمثلون الحكومة والقضاء ومنظمات المجتمع المدني، وممثل منظمات المجتمع المدني سيكون دوره شبه مراقب، باعتبار ان الاغلبية هي لمجلس النواب”.

وتابع بقوله القضية الأساسية هي ان هناك ضرورة حقيقية لوجود مجلس مفوضين “لان المفوضية الآن بدون صلاحيات حقيقية وبدون مظلة إدارية وقانونية كي تقوم بعملها، فاغلب مهامها متوقفة منذ سنة ونصف إلا المهام الشكلية”، مشدداً على ضرورة “الإسراع في تشكيل مجلس المفوضين وادعو منظمات المجتمع المدني لمراقبة ومتابعة عمل المجلس”.

وعن المعايير التي يجب أن تؤخذ بنظر الاعتبار حددها البياتي بـ”النزاهة والخبرة، باعتبار ان قضية حقوق الإنسان ذات احتكاك مع القوى السياسية والحكومة، وبالتالي بدون ان تتوفر النزاهة والخبرة لا يمكن ان يكون العضو مدافعاً عن حقوق الإنسان وسينحاز الى القوى السياسية”، مؤكدا ان “العاملين في مجال المجتمع المدني ممن لديهم الخبرة الحقيقية في هذا المجال هم الأقدر على أداء هذه المهمة”.

إشكالات عديدة

وعلى صعيد متصل، قال المدير التنفيذي لمؤسسة حق لحقوق الإنسان عمر العلواني، انه في الفترات الماضية كان اختيار ممثلي منظمات المجتمع المدني المعنية بحقوق الإنسان داخل اللجنة دائماً لصالح المنظمات ذات الصفة الاستشارية، التي تراعي المصالح المشتركة.

وبيّن في حديثه لـ”طريق الشعب”، ان من الضروري ان “تتم آلية اختيار ممثل عن منظمات المجتمع المدني بالتوافق مع مجموعة من المنظمات التي تعمل بقضايا حقوق الإنسان الحساسة”، مستدرك بالقول ان “ممثلي المنظمات دائما ما يتم اختيارهم طبقا للمصالح، وتم حصره ضمن نطاق المنظمات الكبيرة التي لديها ميزانيات ضخمة ومصالح مع الحكومة في كل الاختيارات الماضية”.

وأوضح العلواني أن “اعتراضهم يعود إلى عدم إشراك المجتمع المدني بشكل صحيح فالأمر محسوم سياسياً، نعم القانون يفترض ان تكون اللجنة مستقلة والأعضاء مستقلين، لكن في الواقع تخضع القضية لتوافقات سياسية، ولا نتوقع ان تختلف اليوم”.

وذكر العلواني ان “تسع منظمات ستتقدم للترشيح، واعتقد ان العدد سيزيد ليصل الى 25 منظمة”.

واشار الى انه في الوقت الماضي كان هناك مفوضون نشطون، ولديهم خلفيات عن حقوق الانسان، لكن في المقابل هناك عدد كبير يخضع للقرار السياسي والصفقات، ونتيجة لذلك فقدت المفوضية استقلاليتها.

أبعدوها عن المحاصصة

إلى ذلك، أبدى عضو منظمة تموز للتنمية الاجتماعية محمود الهيتي أسفه لحصر الهيئات واللجان والتي لها تماس بشكل اساسي مع قضايا حقوق الانسان بغرف خاصة أو ان تخلق أطر غير قانونية احياناً بما ينسجم مع التوافق السياسي.

وتساءل الهيتي في سياق حديثه مع “طريق الشعب”، عن “الاسس و المعايير التي على اساسها يتم اختيار اعضاء هذه اللجنة وكيف يتم تشكيلها؟ هذه الامور من المفترض ان نفهمها”.

وتابع الهيتي مؤكدا ان أي عملية اختيار أو تشكيل لجان تتأثر بنهج المحاصصة، التي تشكل منهجا أساسيا لعمل القوى المتنفذة.

وحمّل الهيتي المجتمع المدني جزءا من المسؤولية، وذلك بسبب التجاذبات المتعلقة بقضية من يمثل هذه المنظمات.

 ***************************

محلية ديالى للحزب الشيوعي العراقي: حصر السلاح بيد الدولة وملاحقة المجاميع الإرهابية

ديالى – طريق الشعب

اصدرت محلية ديالى للحزب الشيوعي العراقي، بياناً تحدثت فيه عن الاحداث الدامية في المحافظة، ومنها قرى الشاخه والجيالية والبوبالي  وناحية العبارة وحوادث الاغتيال والتهديد التي حدثت في الآونة الاخيرة.

ودان البيان الجرائم الارهابية وعدها مرتبطة بالوضع السياسي المبني على نظام المحاصصة المقيت، وشدد على ان ما حصل هو مؤشر واضح على تقاعس اجراءات القوات الامنية في بسط الأمن.

وطالبت اللجنة المحلية، بـ “هيكلة المؤسسات العسكرية والامنية وابعاد الفاسدين وغير المهنيين وتفعيل الجهد الاستخباري والامني وادخالهم دورات متخصصة لاستباق الأحداث قبل وقوعها والتنسيق الكامل بين كافة الجهات الامنية، واشراك الجمهور في توصيل المعلومة”.

واكدت المحلية، ضرورة عقد مؤتمر يجمع كل القوى السياسية والعشائرية ومنظمات المجتمع المدني لنشر روح التسامح والسلم المجتمعي وتجفيف منابع الإرهاب وحصر السلاح بيد الدولة وملاحقة المجاميع الإرهابية وتقديمهم للعدالة والقصاص منهم وتفويت الفرصة على المتربصين الهادفين إلى تخريب النسيج الاجتماعي في ديالى. واضافت « نحذر من استغلالها طائفيا»

ولفت البيان الى «ضرورة السيطرة على المنافذ الحدودية واعادة العمل الى الشركات والمعامل المعطلة وتفعيل غاز المنصورية بغية توفير فرص العمل ومكافحة الفقر والعوز والبطالة والفساد الإداري والمالي المستشري في جميع دوائر المحافظة ومكافحة انتشار المخدرات من اجل كل ذلك خلف بيئة أمنه في محافظة ديالى للأعمال والخدمات».

 ****************

التيار الديمقراطي يدعو إلى حماية المرأة ومناهضة العنف ضدها

بغداد ـ طريق الشعب

حيّا المكتب التنفيذي للتيار الديمقراطي العراقي، المرأة العراقية، بمناسبة الثامن من آذار، يوم المرأة العالمي، داعياً إلى مناهضة العنف ضد المرأة، وحمايتها ورفضِ أيِّ شكلٍ من أشكال التمييز أو العنف ضدها.

واستذكر التيار في بيان طالعتهُ “طريق الشعب”، التضحيات الجسيمة التي قدمتها المرأة العراقية خلال العقود الماضية، بسبب ظروف القهر الدكتاتورية، والحصار والحروب والإرهاب، وبعض العادات والتقاليد التي تتنافى مع جميع المواثيق الدولية، وفي مقدمتها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.

وأشار البيان إلى أن المرأة العراقية، وعلى مرّ التاريخ كانت هي الرائدة بين شعوب المنطقة في كافة مجالات العلم والمعرفة والنضال والتضحية، وشاركت مع الرجل يد بيد؛ لقهر كل الصعوبات التي مرّ بها وطننا الحبيب.

ودعا التيار إلى مناهضة العنف ضد المرأة وحمايتها، ورفضِ أيّ شكلٍ من أشكال التمييز أو العنف ضدها، ومحاربة كل ما يسيء إلى مكانتها من موروثاتٍ بالية، وتطرّفٍ وتخلفٍ وجهل، وتمكينها في المجتمع، والعمل على إزالة كل آثار الأعمال الإرهابية، والقتل والسبي والتهجير والنزوح.

وأكد البيان على اضطلاع المرأة بدورها الطليعي في البناء والإعمار والمشاركة في اتخاذ القرارات، وتبوأ المناصب العليا في مفاصل الدولة، والمشاركة الفاعلة في عملية الإصلاح والبناء الديمقراطي.

 **************

شباب العراق في مواجهة حاسمة أمام إيران

بغداد – طريق الشعب

تأهل منتخب الشباب العراقي إلى دور ربع نهائي  كأس آسيا المؤهل لبطولة كأس العالم للشباب، بعد خوضهِ تصفيات المرحلة الأولى التي ضمّت إلى جانبهِ منتخبات أوزبكستان وإندونيسيا وسوريا، ليتأهل كثاني المجموعة إلى جانب أوزبكستان الأول.

وفي هذا الصدد، رأى المدرب والمحلل الكروي جبار هاشم، أن أداء المنتخب في المباراتين الأولى مع إندونيسيا وأوزبكستان، كان مقنعاً إلى حدٍ ما، لكن الأداء أمام سوريا، كان دون المستوى، خصوصا بالشوط الأول.

وأضاف هاشم، أن “مستوى المنتخب الشبابي بشكلٍ عام مقلق، لا سيما وأنهُ سيواجه منتخب قوي يوم السبت في مباراة مصيرية”، مبيناً أن “المنتخب الإيراني قوي جداً، ويمتلكُ لاعبيهِ قوةً بدنيةً عاليةً وسرعة، حيث تمكن من إقصاء منتخب فيتنام المرشح للانتقال إلى الدور الثاني”.

 ******************

راصد الطريق.. بصل يابس ماكو؟ أخضر أكو!

التدهور في القطاع الزراعي يتواصل على قدم وساق، حتى اصبح واضحا اليوم للجميع ان العراق لم يعد بلد النهرين كما كان يعرف وكما يعرفه العالم حتى الآن. وهذه الحقيقة الصادمة يبدو انها لم تستفز بعد بما فيه الكفاية، المتنفذين على اختلاف ألوانهم ومواقعهم ومسؤولياتهم .

وبالنظر الى النقص الحاد في ايرادات الموارد المائية، والذي غدا سببا رئيسيا، قُلصت المساحات الزراعية كثيرا، ونالت محاصيل الخضار حصتها الواضحة من هذا التقليص، فارتفعت أسعارها وأسعار حتى المستورد منها، وتفاقم غياب المنتج محليا منها في الأسواق. ومن ذلك البصل، خاصة اليابس منه، الذي ازداد سعره كثيرا.

وازاء هذه الشحة خرج المتحدث الجديد في وزارة الزراعة لينصح المواطنين باستبدال البصل اليابس بالاخضر! ويا لها .. من نصيحة!

نقول لمن يملكون سلطة  القرار:  بدلا من  هذه النصائح المضحكة المبكية، عالجوا الأسباب الرئيسية للتدهور الحاصل، ومن دون ابطاء او تلكؤ لاي سبب،  والا فسنصل الى الحال الذي يصعب فيه توفير حتى مياه الشرب.

 ***********************

الصفحة الثانية

مجدداً.. القضاء يفشل في عقد جلسة لمحاكمة قاتل الهاشمي

بغداد ـ طريق الشعب

أفاد مصدر قضائي، أمس الأربعاء، بتأجيل محاكمة المتهم بقتل الخبير الاستراتيجي هشام الهاشمي، للمرّة العاشرة على التوالي.

وذكر المصدر في تصريح صحفي، أنهُ تقرّر تأجيل محاكمة قاتل الهاشمي إلى يوم 7 من شهر أيار المقبل؛ بسبب تقديمِ طعنٍ ثان، وإرسال الدعوى إلى محكمة التمييز.

وكان مصدر قضائي، قد أفادَ نهاية العام 2021، بأنهُ تم تأجيل محاكمة المتهم بقتل الهاشمي إلى يوم 8 من شهر آذار العام 2023؛ لعدم ورود الدعوى من محكمة التمييز الاتحادية.

 ************

احتجاجات متواصلة في المحافظات.. ومراقبو المراكز الامتحانية يطالبون بالحماية

بغداد ـ طريق الشعب

تواصلت الاحتجاجات المطلبية في عدد من مدن البلاد، للمطالبة بالحقوق الأساسية، فيما تظاهر عدد من مراقبي المراكز الامتحانية، احتجاجا على اعتقال أحد مديري المراكز الامتحانية، بعد كشف عمليات غش.

طلبة الدراسات العليا

وتظاهر العشرات من طلبة الدراسات العليا في محافظة ذي قار، أمام مبنى مديرية التربية، مطالبين بإصدار كتب عدم ممانعة لهم من اجل إكمال إجراءات التعاقد معهم.

وقال مراسل “طريق الشعب”، ان العشرات من طلبة الدراسات العليا الذين سبق لهم العمل بصفة محاضر مجاني في مدارس المحافظة، نظموا وقفة احتجاج أمام مبنى مديرية التربية، مطالبين بإصدار كتب عدم ممانعة لهم لتزويد جامعاتهم بها واستكمال إجراءات التعاقد معهم، مشيرا إلى ان الطلبة معرضون إلى خطر إيقاف الدراسة أو ترك وظائفهم في حال عدم إصدار كتاب عدم الممانعة.

مراقبو المراكز الامتحانية

وفي العاصمة بغداد، نظم العشرات من مدراء ومراقبي القاعات الامتحانية، وقفة احتجاجية، بعد أن أصدرت السلطة القضائية أمر إلقاء قبض على مدير قاعة امتحانية.

وأثار صدور مذكرة الاعتقال بحق مدير قسم الامتحانات في تربية الرصافة الثانية استغراب المراقبين ومديري القاعات الامتحانية، بعد أن كشف حالة الغش المذكورة، فخرج قسم كبير من المنتسبين، وأوقفوا العمل في قسم الامتحانات في تربية الرصافة الثانية.

وبحسب المحتجون إلى انه خلال الامتحان الخارجي لمادة اللغة الإنكليزية للسادس الإعدادي، بعث ابن القائد السابق للشرطة الاتحادية الفريق رائد شاكر جودت شخصاً آخر ليؤدي الامتحان بدلاً منه، ودخل الشخص المذكور قاعة الامتحان، لكن انكشف أمر هذا الشخص وتم إبلاغ الجهات الأمنية بذلك، إلا أن أمر إلقاء قبض صدر بحق مدير الامتحانات في تربية الرصافة الثانية.

وتقول مديرة إعدادية الشيماء، نضال محمد: “ما حصل هو عبارة عن رسالة موجهة للجميع، في حال اكتشافك غشا أو انتحال صفة عليك أن تسكت على ذلك”.

في حين أشار مدير الامتحانات في تربية الرصافة الأولى، خالد غازي، إلى أن “الدولة إذا أرادت أن تحافظ على سمعة الشهادة العراقية عليها حماية العاملين في سلك الامتحانات خصوصاً”.

وتذكر مصادر مطلعة ان الأمن الوطني العراق ألقى القبض على الشخص الذي امتحن بدلاً من ابن المسؤول الأمني بعد انكشاف أمره، وأن المتهم أقر بأنه تلقى 50 ألف دولار لقاء عمله هذا، لكن هذه الرواية انقلبت في ما بعد، واتهم مدير القاعة الامتحانية باختلاق هذه القصة.

رئيس نقابة معلمي بغداد، محمد سعيد الساعدي، دعا إلى التمعن ومراجعة قضية مدير الامتحانات في المديرية العامة للتربية في بغداد/ الرصافة الثانية، “الأستاذ عدي شريف والتريث في قراراتها إلى أن تتضح خيوط القضية بأجمعها”.  

الملف الآن في حوزة المحكمة وقد أطلق سراح المتهم لكن الشخص الذي لا يعرف له مكان هو مدير الامتحانات في تربية الرصافة الثانية الذي صدر أمر إلقاء قبض عليه.

أصحاب البسطات

من جانبهم، تظاهر العشرات من أصحاب البسطات في محافظة النجف، مطالبين الحكومة المحلية بإيجاد أماكن بديلة لبسطاتهم التي تمت إزالتها من قبل البلدية، مناشدين الجهات المسؤولة إيجاد حل عاجل لقضيتهم.

ونظم العشرات من موظفي ديوان الوقف السني في المنطقة الجنوبية، احتجاجية امام مبنى الوقف في منطقة التحسينية بمحافظة البصرة للمطالبة بشمولهم بقطع الاراضي اسوة بموظفي الدوائر الاخرى.

وقال عدد منهم ان عددهم لا يتجاوز 500 موظف تابع للوقف في المحافظة، والكثير منهم ستتم احالتهم على التقاعد دون حصولهم على قطعة ارض سكنية في المحافظة، مشيرين الى انهم وعدوا بتخصيص اراضي لهم، منذ اكثر من سنتين لكن دون تنفيذ.

 **********************

كل خميس.. الفساد وخطاب طغمة الحكم وفجوة انعدام الثقة

جاسم الحلفي

لم يكن صدور امر إلقاء القبض على أربعة من أبرز فريق رئيس الوزراء السابق مصطفى الكاظمي، يوم 3 آذار2023، حدثا مفاجئا. فمنذ انتهاء اعمال الحكومة السابقة والاقاويل تتوالى عن تهم فساد وسوء استخدام للسلطة من قبل فريق الكاظمي، وحتى وضع رئيس الوزراء نفسه في دائرة الشك.

الامر القضائي شمل أسماء مهمة، ويبدو ان تهمة الفساد ستطال آخرين في الحكومة السابقة. وبغض النظر عن صحة المعلومات التي استند اليها الامر القضائي، حيث ان القضاء النزيه هو صاحب الكلمة الفصل في ذلك، فان هذه الاتهامات ستزيد من فجوة عدم الثقة بين المسؤول والمواطن. كما سيزداد الشعور بالإحباط ازاء قدرات الفساد وتسلقه الى قمة السلطة واستغلاله اياها لنهب ثروات البلد، ما يجعل المواطن فاقد الامل بالإصلاح.

 وليس الخطاب الرسمي للمتنفذين حول محاربة الفساد وادعاء النزاهة، هو ما يثير السخرية، وانما كل ادعاءاتهم التمسك بالمبادئ والقيم واحترام الدولة ومؤسساتها. حيث تجدهم على سبيل المثال يمجدون القضاء ويطالبون باحترامه وتنفيذ قراراته، لكنهم ما ان يصدر قرار قضائي في غير مصلحة أحد منهم، حتى تسمع منهم كلام التشكيك والطعن. وفي هذا السياق جاء بيان رئيس مجلس الوزراء السابق، الذي رد به على قرار القاء القبض على فريقه المقرب.

تمنيت عليه ان لا يتناسى خطاباته السابقة، وان يقدم نموذجا لتطابق القول والفعل، فيحث زملاءه على المثول امام قاضي التحقيق، ما داموا أبرياء كما يعتقد، حيث يمكنهم ان يبرهنوا على احترامهم القضاء، وينفوا التهم الموجهة اليهم ويردوها بالدليل القاطع، فيثبوا نزاهتهم وبراءة ذممهم المالية، ويؤكدوا صدق تمسكهم بالقيم التي طالما تحدثوا عنها.

هذا هو الطريق الصحيح، وليس المطالبة “بإجراء تحقيق دولي شفاف وعادل يشمل كل القضية وشخوصها، بما يضع الجميع أمام مسؤوليته، ويوقف التلاعب والانتقائية والانتقام السياسي وانعدام الشفافية). علما انه بهذا يتناسى وقوفه مع فريقه ضد المطالبات باجراء تحقيق دولي في جرائم قتل المنتفضين، والمطالبات بإشراف دولي على الانتخابات!

 ****************

توجيه حكومي ببسط الأمن في المحافظة.. جهات متنفذة تتحمل مسؤولية الجرائم في ديالى

بغداد ـ طريق الشعب

شهدت محافظة ديالى أخيرا عددا من جرائم القتل التي طالت مواطنين أبرياء وأطباء وضباطا، وسط عجز القوات الأمنية عن التدخل في الأمر أو إيقاف نزف الدماء.

وكان رئيس مجلس الوزراء القائد العام للقوات المسلّحة محمد شياع السوداني ترأس اجتماعاً للقيادات الأمنية في المحافظة، لمناقشة الخروقات الأمنية المتكررة التي تشهدها مناطق عدة في المحافظة، وآليات معالجتها.

توجيه حكومي

ووجّه السوداني بإرسال تعزيزات عسكرية وأمنية إلى المحافظة، كما أمهل القادة الأمنيين أسبوعين لبسط القانون في جميع مناطق المحافظة.

وأكد أنّ الملف الأمني في عموم العراق يحظى باهتمام بالغ من قبل الحكومة، باعتباره أساساً للاستقرار الاجتماعي والاقتصادي، مشدداً على رفضه النهايات السائبة في الملف الأمني، وأن تأخذ السياقات القانونية مجراها مع المتورطين بتعكير صفو الأمن ومرتكبي الجرائم في ديالى.

وبيّن السوداني، أنّ البعض لا يروق له توجه الحكومة نحو تفعيل النشاط الاقتصادي، ويحاول إشغالها في تفاصيل أخرى بعيدة عن ذلك، مشدداً على مضي الحكومة لتنفيذ برنامجها في الاقتصاد والتنمية، ولا توجد لديها خطوط حمراء إزاء تعزيز الأمن وإنفاذ القانون.

تأثيرات سياسية

بدوره، قال الخبير الأمني فؤاد البياتي إن «ديالى بحاجة لمنظومة امنية رادعة بعيدة عن أية تدخلات أو تأثيرات سياسية تجهض خطط الأمن وفرض الاستقرار واجتثاث عصابات الارهاب والعصابات الخارجة عن القانون، لتفادي الوقوع في مربع الفتن الذي ودّعته المحافظة منذ فترات طويلة».

وتساءل البياتي عن «أسباب غياب وضعف الحلول الأمنية حيال المجازر الدموية في ديالى وانعدام الشفافية الواضحة إزاء ما يشهده المشهد الأمني في ديالى»، منتقدا الاكتفاء بـ»لجان التحقيق وتقديم المواساة والشعارات السياسية التي لا تغني ولا تسمن».

من جانبها، رأت النائبة عن ديالى نورس العيسى، أن «تكرار المجازر الدموية والهجمات الإرهابية مؤخراً في ديالى تأتي نتيجة لغياب الإجراءات الرادعة بحق المجرمين الخارجين عن القانون، ما يدفعهم لتنفيذ أعمالهم الإجرامية».

وحذرت العيسى من «مجازر وحوادث دموية جديدة بعد عمليات الاغتيال الإجرامية في بعقوبة والخالص وقضاء المقدادية».

ودعت العيسى إلى «إصدار قرارات شجاعة تحفظ أمن المحافظة وتعايشها الأخوي، وتُطفئ نار الفتنة التي يُراد لها أن تُوقد في ديالى وعدم الاكتفاء بإرسال الوفود وتشكيل اللجان بعد كل حادثة».

جهات خارجية

اما الناشط المدني أنور محمد فيؤكد ان الأحداث الأمنية في المحافظة وان بدت إجرامية، لكنها في طبيعتها تحمل أجندات سياسية مدفوعة من جهات خارجية لا تريد الاستقرار للبلاد.

وحمّل محمد بعض الجهات السياسية المتنفذة مسؤولية تأزم الأوضاع وتوترها نتيجة لتدخلها الدائم في مهام القوات الأمنية التي أصبحت عاجزة عن محاسبة أي مجرم يخترق القانون.

 ******************

الصفحة الثالثة

أغلب الشركات المنفذة تعوزها ثقافة السلامة المهنية.. مختصون لـ «طريق الشعب»: نصف طرق العراق غير صالح لسير العجلات 

بغداد – تبارك عبد المجيد

حذر فنيون ومختصون محليون، من تلكؤ الجهات الحكومية في تنفيذ عمليات الصيانة التي تحتاجها الطرق والجسور في مختلف المدن، لاسيما العاصمة بغداد. وفيما أشاروا إلى افتقار أغلب الشركات المنفذة لتأهيل المشاريع الخدمية لـ”ثقافة السلامة المهنية”، أكدوا أن نصف الطرق في العراق غير صالح لسير العجلات.

وعلى الرغم من هذه التحذيرات، أكدت مديرية الطرق والجسور في وزارة الإعمار والإسكان والبلديات، سعيها إلى اعتماد نظام مروري يقلل من حجم الحوادث في الشوارع العامة، مشيرةً إلى وضعها خطة عمل لصيانة جميع الطرق في المستقبل القريب.  

وتعاني أغلب الطرق المرورية في العراق، من تردي خدماتها، الأمر الذي يربك النظام المروري في البلاد، ويؤدي دائماً إلى وقوع مئات الحوادث المرورية خلال الشهر الواحد، وهو ما يسفر عن عدة وفيات وإصابات بين المواطنين.

وسبق أن سجلت مديرية المرور العامة، خلال النصف الأول من العام الماضي، 3854 حادثاً مرورياً، تمثلت بأربع أنواع من الحوادث: وهي حادث المركب، وحادث الدهس وحادث الانقلاب وحادث الاصطدام. ويعد عام 2021 من أكثر الأعوام الذي شهد ارتفاعاً بالحوادث المرورية التي تفتك بأرواح العراقيين، إذ سجل 8286 حادثاً مرورياً، وصلت الوفيات فيه لـ 2152 شخصاً.

“نصف الطرق غير صالح”

ليث علي، وهو مهندس في الطرق، قال إن “ما يقارب 50 في المائة من الطرق في العراق، لا تصلح لسير المركبات بسبب سوء التنفيذ وقدمها وعدم صيانتها، إضافة إلى ضيقها وعدم استيعابها لكثافة السيارات، تحديداً في الطرق الخارجية التي تشهد أعلى نسبة حوادث مرورية”.

ويضيف لدى حديثهِ لـ “طريق الشعب”، أن “هناك بعض الطرق أصبحت معروفة بحوادثها المرورية، سميت بطرق الموت، وأن قسماً منها لا يمكن تسميتهُ بطريق؛ كون كل مادة الاسفلت مقلوعة، وتحتوي العديد من المطبات”، لافتاً إلى أنهُ “بعيد جداً عن تسمية طريق”.

وطالب المختص في هندسة الطرق، وزارة الإعمار والإسكان والبلديات، وكافة الجهات المعنية بـ”إنشاء شبكة طرق حديثة، بمواصفات عالمية، واستحداث طرق حولية في كافة المدن ذات سعة عالية”، مشدداً على ضرورة “إنشاء طرق خاصة لسيارات الحمل بعيدة عن المدن، مع تحديد الأحمال، فضلاً عن تزويد هذه الطرق بمتطلبات السلامة وعلامات الدلالة والكاميرات”.

الافتقار لثقافة السلامة المهنية

وفي السياقٍ ذاته، يؤشر مختصون معماريون، على حالة الإهمال الواضح في تنفيذ أغلب المشاريع الخدمية المُقامة من قبل شركات القطاع العام، مؤكدين أن الكثير من الشركات المنفذة للمشاريع، تفتقد إلى ثقافة السلامة المهنية، لذا الأخيرة تغيب عند التطبيق.

ويقول مهندس الخطط المعمارية، سلوان الأغا، إن “سلامة الطرق هو علم خاص ومهم، إذ يرتبط بأعمال التأثيث وتخطيط الطرق وإعادة تأهيلها واكسائها”، مضيفاً أنه “يكون بأشكال وتصاميم مختلفة، وبمواصفات عالمية وعراقية، كالإنارة وعلامات التحذير لمناطق العبور والأنشطة، إذ كل رمز يدلُ على حالة معينة تنقل إلى سالك الطريق”.

ويشير إلى أن “أغلب محافظات العراق، تفتقدُ لإجراءات السلامة المهنية، وأن ما متواجد اليوم من لوائح بسيطة، يوضع ضمن درج الكماليات فقط، إذ يتم السعي إلى تقليلها باعتبارها أشياء غير مهمة أو ضرورية”، موضحاً أن “الطرق تكمن أهميتها في طريقة استخدامها من خلال تضمينها بكافة اجراءات السلامة التي تسهل على المواطن التنقل بأمان من جهة إلى أخرى”.

وأكد لـ”طريق الشعب”، أن “موضوع السلامة المهنية في عموم العراق، وفي جميع مفاصل الأعمال، تشهد اهمالاً كبيراً، يلاحظ في المشاريع التي تقام من قبل الدولة”، لافتاً إلى أن “السلامة المهنية مرتبطة بشكل كبير مع الثقافة التي تتبناها الشركات في تطبيق وتنفيذ المشاريع”.

و أوضح أن “الشركات الأجنبية في العراق، تعمل بعكس نظيرها المحلي، إذ تسعى دائماً إلى تطبيق إجراءات السلامة المهنية بشكل أساسي وبأعلى المعايير”، مطالباً بـ “إعطاء اهتمام أكبر لهذا الجانب، وأن تعد اللجان والجهات المهنية كشوفات للطرق التي تشهد حوادث بشكل مستمر، وتعيد النظر بالآليات التي تتبعها، وأن تعمل وفق معايير السلامة”.

تطمينات حكومية

بدورها، أقرّت مديرية الطرق والجسور في وزارة الإعمار والإسكان والبلديات، بحاجة الطرق العامة إلى التأهيل والتطوير، منعاً لتكرار الحوادث المرورية، فيما طمأنت بشأن الصيانة الدورية التي تحتاجها تلك الطرق، من خلال الخطط التي وضعتها المديرية مستقبلاً.

وصرّح المهندس في المديرية ناهض البياتي، لـ”طريق الشعب”، أن “هناك مشاريع قيد التنفيذ والصيانة، ستشمل القيام بأعمال التحويلات المرورية النظامية المؤقتة خلال فترة العمل”، مضيفاً أن “المشاريع ستؤمن جميع متطلبات انشاء التحويلات، من العلامات التحذيرية والتنظيمية، والعلامات الإرشادية، و المصدات البلاستيكية والكونكريتية، والأشرطة والسلاسل التحذيرية، وادامتها طيلة فترة العمل”.

وأكد البياتي أن “طرق العاصمة بغداد الحالية بحاجة إلى صيانة دورية، عبر تبديل الأسيجة الأمنية الوقائية بشكل مستمر، التي تمنع عبور المشاة والحيوانات على الطريق، فضلاً عن دورها في التقليل من ضرر حوادث اصطدام المركبات المرورية ومنع عبورها الى الاتجاه المغاير”.

وشدد على ضرورة “تثبيت علامات ارشادية وتنظيمية وتحذيرية في كل الطرق، للفت انتباه السائق بشكل فوري إلى اتجاهات الطرق ووجهاتها، فضلاً عن الاماكن والمسافات، دون الحاجة إلى التوقف والسؤال بصورةٍ مستمرة”.

وأشار إلى أن “نصب محطات وزن على مداخل العاصمة بغداد، للسيطرة على الأحمال الثقيلة المارة، سوف يضمن عدم تضرر الطرق بسبب الأحمال غير المسيطر عليها، بوصفها السبب الرئيسي في تضرر كل طرق العاصمة”.

 ******************

العراق في الصحافة الدولية

ترجمة واعداد: طريق الشعب

أوستن في بغداد.. زيارة مفاجئة

حول زيارة وزير الدفاع الأمريكي لبغداد، كتب الصحفي جاريد زوربا مقالاً لموقع المونيتور أشار فيه إلى إنه وبعد اثني عشر عامًا على قيادته لآخر كتائب أمريكية خارج العراق، هبط وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن في بغداد لمناقشة مستقبل وجود القوات الأمريكية في البلاد مع رئيس الحكومة، قبل أن يعلن بأن قواته البالغ عددها 2500 جندي جاهزة للبقاء لتقديم المشورة والمساعدة للعراق ضد الإرهاب. وأشار الكاتب إلى أن رئيس الحكومة قد سار، ومنذ توليه منصبه قبل أشهر، على حبل مشدود بين مؤيديه وبين الولايات المتحدة، التي تسعى للحد من النفوذ الإيراني في العراق.

ورغم الإستقرار الأمني النسبي، فإن بغداد لا تزال تعتمد على الدعم الخارجي، مما يجعل العراق في موقع متنازع عليه بشدة بين واشنطن وطهران، على حد تقدير الكاتب، الذي نقل مخاوف مسؤولين أمريكين من الدعم الكبير الذي يقدمه الحرس الثوري الإيراني للفصائل المسلحة في المنطقة، ومساعيه لمنع قيام أية شراكات أمريكية في الشرق الأوسط، رغم تقليص حلفاء أيران من هجماتهم على المصالح الأمريكية في الأونة الأخيرة، وذلك لتجنب أية مساع لتقويض مكاسبهم السياسية. 

وأعرب الكاتب عن إعتقاده بأن إعلان واشنطن في عام 2021 عن انتهاء المهمة القتالية الأمريكية في العراق، كان محاولة لتخفيف الضغط السياسي المحلي على رئيس الوزراء آنذاك مصطفى الكاظمي، حيث إشترك الأمريكان مع القوات العراقية في 33 عملية ضد داعش خلال شباط الماضي فقط، حتى ان مسؤولاً دفاعياً كبيراً قد وصفها بانها عمليات مشتركة وليست أحادية الجانب.

بعيداً عن الكاميرا

كما كتب المعلقان السياسيان كولين ماكولو وأورن ليبرمان، لمحطة السي أن ان، مقالاً حول الزيارة أشارا فيه إلى أن تزامن الزيارة مع الذكرى العشرين للغزو الأمريكي للعراق والذي أطاح بالدكتاتور صدام حسين، ربما يقف وراء تأكيد اوستن على الشراكة الاستراتيجية بين الولايات المتحدة والعراق، والتي تستهدف التحرك نحو عراق آمن ومستقر وذي سيادة على حد تعبيره.

ونقل المقال عن مرافقين للوزير قولهم بأن اجتماعه مع رئيس الوزراء العراقي، كان بعيداً عن الكاميرا، مؤكدين على ترحيب الأخير بالضيف وإعرابه عن حرص حكومته على تقوية وتوطيد العلاقات مع واشنطن.

وأعرب الكاتبان عن إعتقادهما بأن هذه التصريحات تبدو مختلفة مع توجهات إيران وحلفائها، الذين يقفون ضد أي دور أمريكي في البلاد، وهي مختلفة أيضاً مع توجهات التيار الصدري، الذي يقف ضد النفوذين الأيراني والأمريكي معاً، فيما تساهم تصريحات رئيس الحكومة في توسيع العلاقات مع واشنطن، وربما تفتح الباب أمام مسعي الولايات المتحدة في احتواء النفوذ الإيراني في المنطقة.

بعيداً عن الصين

من جهة أخرى نقلت وكالة سكاي نيوز عن قادة وباحثين أميركيين بأن من أهداف زيارة اوستين لبغداد، إبلاغ العراقيين بأنهم لازالوا مهمين لواشنطن القلقة من تنامي دور الصين في بلدهم، لاسيما بعد أن أبرم العراق اتفاقيات لمشاريع ثقيلة مع الصين في مجالات النفط والإنشاءات وتحلية المياه والكهرباء والترفيه، فيما أعلن البنك المركزي العراقي عن عزمه تنظيم تمويل التجارة الخارجية من الصين مباشرة بعملة اليوان الصيني.

هذا وأكد مراقبون عديدون على أن قيمة المساعدات العسكرية الأمريكية للعراق تأتي في المرتبة الرابعة، من حيث الدعم الأمريكي الخارجي، مما يعطي لواشنطن أوراق ضغط قوية على بغداد، في إطار دعم حكومتها من جهة وإنتظار أن ترد لها بغداد الجميل بتقليص نفوذ طهران وبكين من جهة مكملة. 

 *****************

شريط الأخبار

لا يمكن تصديقكم؟

قدمت كتلة بابليون طعنا فيما سمي بقانون منع الكحول، الذي بدأ تطبيقه بعد مرور ست سنوات على صدوره، مما أثار جدلاً واسعاً، بين من اعتبره مخالفاً للدستور لتعارضه مع الحريات الشخصية، ومن سخر من اعتباره مسعى لحماية الصحة العقلية والبدنية للمواطنين، لاسيما بعد أن فشلت الحكومة في توفير الحياة الكريمة كالمأكل والملبس والمسكن والتعليم والصحة، وبين من أبدى قلقه الشديد من أن يسبب القانون انتشاراً للمخدرات وتنشيطاً لشبكات مهرّبي الكحوليات السامة وحماتهم. هذا ويبدو أن وراء توقيت الأمر أهداف سياسية، حيث يحاول المتنفذون حرف الانتباه عن مصائب يدبرونها للناس كقانون الإنتخابات ومشاريع تكميم الأفواه.

لن نُخدع، الحسابات واضحة!

أبلغ وزير الكهرباء مستضيفيه في لجنة الكهرباء النيابية، ضياع 5 الاف ميغاواط من أصل 24 الفاً تنتجها الوزارة، التي تعاني من نقص الأموال وتذبذب كميات الغاز الإيراني المستورد وعدم تخصيص الأراضي اللازمة، واعداً بإضافة 5 الاف ميغاواط جديدة في الصيف القادم. هذا وبغض النظر عن المبررات الغريبة، التي دأب نظام المحاصصة على تكرارها، ومنها قلة الموارد، رغم هدر 80 مليار دولار حتى الآن دون جدوى، فإن الواقع يدحض وعود الوزارة، حيث تحتاج البلاد 34 ألفاً وليس 24 ألف ميغاواط، وإن نسبة النمو السنوي لا تتجاوز 5 في المائة، أي ألف وليس 5 آلاف ميغاواط. 

اتقوا غضب الحليم

اعلنت وزارة التخطيط، وعلى ضوء متابعتها لحركة الاسواق، عن إرتفاع التضخم بنسبة 3.6 في المائة خلال كانون الثاني قياساً مع الشهر الاخير من سنة 2022، حيث زادت أسعار النقل بنسبة 7.7 في المائة، وأسعار المطاعم بنسبة 6.7 في المائة، وأسعار التجهيزات والمعدات بنسبة 4.2 في المائة، والسلع والخدمات والأغذية بنسبة 3.9 في المائة. وفيما تثير هذه الأرقام قلق الناس من تدهور الأوضاع الاقتصادية وتواصل هدر المال العام واستشراء الفساد وفشل السياسات المالية والإنمائية، يحذرون من أن استمرار ارتفاع أسعار الغذاء وخفض القيمة الفعلية للمداخيل بما يزيد على ثلثها، سيفّجر غضب الشعب على هذا النظام المأزوم.

يمعودين عيب

إثر لقاء لها مع وفد الإتحاد الأوربي، أعلنت لجنة العلاقات الخارجية عن تأييد الأتحاد لحق العراق في المياه، بعد أن قامت تركيا وإيران بتقليص حصته في مياه دجلة والفرات. لكنها أشارت إلى عدم اتفاقها مع رغبة الأوربيين إعادة اللاجئين العراقيين إلى وطنهم، حيث ترى بأن من حق هؤلاء، كبشر أن يحصلوا على حرية التنقل والسكن، بعد أن عانوا من مخاطر كبيرة ليصلوا إلى أوربا. هذا ورغم صحة ما قالته اللجنة حول حقوق الإنسان، فأنها نست بأن حرية اللاجيء يجب أن تصان في بلده وليس في المنافي، الأمر الذي يشترط معه قيام اللجنة ببحث أسباب هجرة العراقيين ومعالجتها، عسى أن تثبت مصداقيتها. 

الحقيقة والغربال

أعلن معهدا جورج تاون وأبحاث السلام في أوسلو، عن مؤشر المرأة والسلام والأمن لعام 2021، حيث جاء العراق في المرتبة 20 عربيًا من اصل 22 دولة، أي قبل الاخير بمرتبتين. ويستند هذا المؤشر إلى 3 أبعاد لإدماج المرأة (الاقتصادي والاجتماعي والسياسي) والعدالة (القوانين الرسمية والتمييز غير الرسمي) والأمن (على المستوى الفردي والمجتمعي) من خلال 11 مؤشرًا. هذا وفيما سجل العراق 0.516 على هذا المؤشر، أي نصف ما حصلت عليه النرويج، يرى الناس بأن حل مشاكل المرأة لن يتحقق بالاحتفالات والخطابات، بل بسن قوانين تنهي العنف الأسري وتضمن حقوق النساء ومساواتهن مع الرجال سياسياً واقتصادياً واجتماعياً. 

 ***********************

الصفحة الرابعة

وقفة اقتصادية.. سياسة الاستيراد المعتمدة وتداعياتها الضارة

إبراهيم المشهداني

إن تحرير التجارة الخارجية التي سارت عليها الحكومات العراقية بعد الاحتلال، ومن ثم الانتماء إلى منظمة التجارة العالمية؛ بهدف الاندماج في الاقتصاد العالمي، أسفر لحد الآن إلى الحاق أفدح الأضرار بقطاعات الإنتاج الحقيقي. وذلك لعدم قدرة الاقتصاد العراقي على منافسة البضائع المستوردة ذات الطابع الاستهلاكي، وتسببها بتهالك القطاعات المنتجة: كالصناعة والزراعة. وتعرضهما إلى خسائر جسيمة في الأمد القصير والمتوسط، وبذلك تحولت سياسة الانفتاح بعد انخراط العراق في سياسة العولمة، إلى تدهور واختلال في بنية الاقتصاد العراقي، خصوصاً في ظل غياب سياسة اقتصادية ممنهجة.

لطالما حذرَ خبراء اقتصاد عراقيون، من خطورة اعتماد السوق العراقية على الاستيراد بكميات مفرطة من الدول الأجنبية، مما ترتب على ذلك في السنوات الأخيرة إلى خسارة أكثر من 250 مليار دولار من جرّاء تلك السياسة الاستيرادية الخاطئة، والتي أدت إلى تدمير الإنتاج الوطني الحقيقي؛ كونها منافساً قوياً لا يمكن مقاومته. فقد تدهورت الصناعة والزراعة وتردى الإنتاج في هذين القطاعين وانعكاساتهِ على الناتج المحلي الإجمالي، فضلاً على الآثار العكسية على الشرائح الاجتماعية الفقيرة، واتساع الفوارق الطبقية بسبب غياب نظام توزيعي عادل للدخل. ومن تداعياتها الملموسة أن الصناعة العراقية توشك على التوقف، فضلاً عن أن السلع الاستهلاكية المستوردة التي لا تخضع للفحص والتأكد من سلامتها وتوفر شروط الجودة، مما تلحق الضرر بالصحة العامة. فلطالما تم اكتشاف آلاف الأطنان من السلع منتهية الصلاحية، مما يقتضي والحالة هذه من انفاذ قانون حماية المنتج الوطني رقم 11 لسنة 2010 في القطاعين العام والخاص

ويعد شكلاً للتضليل، ما ورد في تقارير صندوق النقد الدولي التي تشير إلى أن العراق حقق المرتبة الأولى عربياً، والثانية عالمياً، حينما زعمَ أن معدل النمو بلغ أكثر من 9 في المائة، وعزا ذلك إلى ارتفاع الطلب العالمي على الطاقة في تشرين الثاني من عام 2022، دون اجراء مقارنة مع النسب في القطاعات الاقتصادية الإنتاجية المنكمشة على ذاتها في قطاعي الزراعة والصناعة مثلاً، اللذين لا تزيد نسبة مساهمتهما معاً عن 5 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي.  علماً أن الزراعة لوحدها كانت تشكل في خمسينيات القرن الماضي 35 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي، ونسب التفاؤل في تقرير الصندوق  تدلل على تناسي المخاطر المتوقعة لأسعار الطاقة المعرّضة للتراجع على المستوى  العالمي.

 كما أن الصندوق قد تجاهل انعكاس هذا المعدل من النمو الناتج عن توريدات البترول في ظروف دولية تشهدُ صراعاتٍ وحروب، على حياة الشعب العراقي، وما إذا استطاع العراق أو بإمكانهِ في المستقبل المنظور من معالجة أوضاعهِ الاقتصادية المأزومة والمتراكمة في ظلِّ نظام سياسي اقتصادي يقومُ على الهيمنة ومصادرة الثروة من قبل القوى الفاسدة.

وإذا كانت نسبة النمو المتفائلة الواردة في تقرير صندوق النقد الدولي، قد جعلت العراق أولاً عربياً، وثانياً عالمياً، فهل بإمكانهِ استغلال هذه الوفورات في معالجة مظاهر الفقر واسع الانتشار في المجتمع العراقي، والذي وصلت نسبته 30 في المائة تحت خط الفقر أو حتى 25 في المائة حسب تقديرات وزارة التخطيط. فيما تبلغ نسبة البطالة 30 في المائة، فليس من المتوقع وفقاً للسياسات المتبعة معالجة هذه الظواهر، ما لم تتولى الدولة بجدية إيجاد نظام توزيع عادل للدخل وتحقيق العدالة الاجتماعية .

وبناءً على ما تقدم، فإن الدولة مطالبة بمراجعة سياساتها التجارية /الاستيرادية، ونقترح ما يلي:

  1. ضرورة إعادة تأهيل القطاع الحكومي من أجل تحفيز النمو في القطاع الخاص بما يسهم في خلق شراكات استراتيجية.
  2. توفير البيئة الملائمة للاستثمار الأجنبي المباشر في القطاعات التي يعجز فيها القطاع الحكومي من تنشيطها، كالنقل والسياحة والتحول للزراعة الذكية.
  3. انشاء صندوق سيادي استثماري بالاستفادة من الفوائض النقدية المتأتية من الموارد النفطية، خاصة وأن العراق حقق 80 مليار دولار، من واردات تصدير النفط خلال الأشهر التسعة الأولى من عام 2022، ومن المتوقع زيادة هذا المبلغ إلى 120 مليار دولار في نهاية العام.

 ****************

في ظل غياب الدعم الحكومي.. مربو الماشية يحذرون من انقراض المهنة

بغداد – طريق الشعب

تشهدُ محافظة صلاح الدين، هجرةً لعدد كبير من مربي الحيوانات في مناطقها الريفية الذين يزاول أغلبهم اليوم مهناً حرةً في وسط المدينة، بعيداً عن مهنة الرعي وتأتي الهجرة نتيجة لعدة عوامل منها: الافتقار للمستوصفات البيطرية، وغياب الدعم الحكومي اللازم.

انخفاض المردود الاقتصادي

أحمد حسن رشاد، ذو 24 عاماً، أحد مربي الحيوانات الذي ورث هذه المهنة عن أبيه الذي بدورهِ ورثها عن جده، يقول لـ”طريق الشعب”، إنه “على الرغم من الصعوبات التي تواجه مربي الحيوانات حالياً، وهجرة الكثير منهم، مازالت عائلتي متمسكة بالبقاء ومزاولة هذه المهنة، من أجل منع انقراضها”.

ويعزو سبب هجرة مربي الحيوانات في محافظة صلاح الدين، إلى “غياب الأمن في بعض المناطق، وعدم صلاحية بعض الأراضي الزراعية، وانتشار الأمراض بين الحيوانات والإنسان، وعدم وجود مستوصفات متخصصة قريبة، فضلاً عن غلاء أسعار الأعلاف والمبيدات الخاصة”، لافتاً إلى غياب أي دعم حكومي بهذا الشأن.

ويشار إلى أن عائلة أحمد، قد اضطرت للنزوح إبان احتلال تنظيم داعش الإرهابي للمحافظة، لتتمكن من العودة بعد التحرير لمسكنها ومهنتها الأساسية، وبحسب أحمد فإنّ المردود الاقتصادي قد انخفض إلى النصف في الوقت الحالي.

من أسباب الهجرة

ويرى مصطفى عدي الشنداح، طبيب بيطري في محافظة صلاح الدين، أن “غياب المستوصفات الطبية الخاصة بالحيوانات، يعتبر من أهم أسباب هجرة المربينَ لها، إذ من النادر أن نجد قرية تمتلكُ مستوصفاً”، مؤكداً أن “المربين يعانون من وصول الحيوانات المريضة إلى المستشفى التعليمي”.

ويقول لـ “طريق الشعب”، إن “أغلبهم وجدوا أن الذهاب إلى المدينة والسكن قرب المستوصفات، يخفف العبء عنهم بعض الشيء”، محملاً الجهات المعنية “الضعف الملحوظ فيما يخص مكافحة الأمراض المعدية والسارية”، مشيراً إلى “غياب الرقابة وحملات تلقيح الحيوانات التي يجب ان يكون هناك تشديد عليها”.

وهاجرت عوائل عراقية عدة من المناطق التي خضعت لاحتلال تنظيم داعش، نازحةً إلى المناطق الآمنة، بما فيهم أولئك الذين يمارسون تربية الحيوانات. و بعد تحرير الأراضي المحتلة سنة 2017، لم يتمكن الكثير من النازحين من العودة إلى محال سكناهم، مما أثر على المهن الرائجة في تلك المدن.

ويعدد الشنداح، أسباب ضعف تربية الحيوانات في مدينته، إلى “عدم قيام الجهات المعنية بتقديم المساعدات وتسهيل أمور عودة المربين إلى مزارعهم، إذ أغلبهم بدأوا بمزاولة مهن حرة أخرى، كما أن السبب الآخر يكمن في معاناة سكان الأرياف من قلة مصادر المياه، لاسيما أنهم يملكون مصدراً واحداً يتمثل بنهر صغير، حيث اغلبهم ابتاعوا مواشيهم بأسعار بخسة واتجهوا إلى المدينة”.

ويؤكد الطبيب البيطري، أن “تربية الحيوانات تحتاج إلى بيئة خاصة، تحديداً الأبقار أو الدواجن منها، إذ تحتاج إلى لقاحات وأساليب تغذية خاصة”، مشيراً إلى أن “الريف يتعرض إلى الإهمال يوماً بعد آخر، وهناك مساعٍ لتحويل بعض المناطق الريفية إلى سكنية”.

ويطالب الشنداح الحكومة “بالنهوض بواقع الثروة الحيوانية والنباتية في البلد، من أجل العمل على منتوج محلي رصين، إضافة الى مكافحة الأمراض الانتقالية بين الإنسان والحيوان”، لافتاً إلى أن أكثر الامراض انتشاراً هي “داء القطط، وداء الكلاب، و انفلونزا الخنازير، وانفلونزا الطيور”.

ويطالب بضرورة “تطبيق قانون الطب البيطري، المدرج ضمن قوانين الوقائع منذ عام 2021، فضلاً عن التعيين المركزي للأطباء البيطريين في المستشفيات الحكومية، لسد النقص الحاصل في الكوادر الطبية”.

ضرورة الدعم الحكومي

من جهته، حذر اتحاد الجمعيات الفلاحية في محافظة صلاح الدين، من فقدان البلاد لمكتسبات الثروة الحيوانية في المحافظة، مؤكداً الحاجة إلى الدعم الحكومي لشريحة مربي الحيوانات وانقاذ هذا القطاع مما هو عليه.

عضو الاتحاد ناهض جاسم خلف، قال لـ “طريق الشعب”، إن “الجفاف وقلة الموارد المائية، وقلة الدعم الحكومي، وغياب اهتمامها بالمراعي، وصعود أسعار الاعلاف، وانتشار الأمراض والأوبئة دون وجود مستوصفات بيطرية، شكلت جميعها أسباباً لإرهاق المربي، مما دفعهُ إلى هجرة أرياف صلاح الدين”.

ويضيف أن “المشكلة بالدرجة الأولى تأخذُ جانباً اقتصادياً، حيث خسر الكثير من المربين أموالهم”. ووفقاً لحساباتهِ التقديرية، فأن “نسبة هجرة المربين للحيوانات تقدر حوالي 60 بالمائة، وقد تكون أكثر”، مشدداً على “ضرورة دعم الحكومة للفلاحين وتقديم الاهتمام الحقيقي، كتزويدهم بالأعلاف بشكل مجاني أو بأسعار مناسبة مثلما كان يحدث سابقاً”.

 *******************

في «بيتنا الثقافي».. مشرق الفريجي عن التحوّل «من الاحتجاج إلى السياسة»

بغداد - طريق الشعب

ضيّف منتدى «بيتنا الثقافي» في بغداد، السبت الماضي، الأمين العام لحركة «نازل آخذ حقي» الديمقراطية مشرق الفريجي، الذي تحدث في ندوة عنوانها «من الاحتجاج إلى السياسة».

حضر الندوة التي عقدت على قاعة المنتدى في ساحة الأندلس، سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي الرفيق رائد فهمي وعدد من قياديي الحزب الآخرين إلى جانب جمع من المثقفين والمهتمين في الشأنين الاجتماعي والسياسي.

الرفيقة إيناس جبار أدارت الندوة واستهلتها بتقديم نبذة تعريفية موجزة عن الضيف، مبينة أنه حاصل على الماجستير في الإحصاء الاقتصادي، وهو عضو سابق في «تنسيقية مستمرون» للحراك الاحتجاجي، وحاليا يشغل منصب مدير عام الدائرة الفنية في وزارة الإعمار والإسكان والبلديات.

ونوّهت مديرة الندوة في تقديمها الضيف، إلى التحوّل الذي طرأ على قوى الحراك الشعبي، من رفع شعار «كلا كلا للأحزاب»، إلى تشكيل أحزاب سياسية كضرورة نضالية من أجل التغيير.

بعد ذلك قدم الفريجي عرضا سريعا للحراك الاحتجاجي في العراق والقوى المشاركة فيه، خلال سنوات ما قبل انتفاضة تشرين. ثم ألقى الضوء على اللحظة التاريخية لاندلاع شرارة تشرين، ونجاح حراكها، بضغطه على السلطات، في إقرار قانون انتخابات آخر.

وتطرق الضيف إلى التطور الذي طرأ على الحراك، والذي حوّله من الاحتجاج إلى السياسة.

وقال أن «النضال من أجل بديل سياسي، لا يجب أن يكون في الخطابات فقط، إنما بتأسيس كيان يدخل الساحة السياسية»، مشيرا إلى أن «الشباب المنتفضين لديهم إرادة كبيرة من أجل التغيير، لكنهم بحاجة الى الخبرة السياسية. فانتفاضة تشرين طرحت العديد من التساؤلات، منها: كيف يتم التغيير؟ هل نشترك في الانتخابات، وكيف؟ هل نستطيع أن نتوحد، وكيف؟».

وتابع قائلا أن «الواقع أفرز أكثر من 20 جهة أو حزب على الساحة السياسية. لذا كيف سنتمكن من منافستها ونحن نعمل في ظل هذا التشتت، لا سيما بعد تشريع قانون انتخابات جديد».

وأشار الفريجي إلى أنه «عندما طرحت فكرة تأسيس حزب منبثق من الحراك، في ظل القسوة والمعاناة والظلم، كان لا بد من الحصول على أناس متقاربين في التفكير والأهداف، لكن الوقت كان قصيرا، ناهيك عما تعرضنا له من هجمات إعلامية بداية شروعنا بالتنظيم».

 ولفت إلى أنه «كانت لدينا أخطاء وقصور في الرؤية السياسية، كنا نجتهد في قراراتنا، لكن في الأخير توصلنا إلى ضرورة أن نكوّن حزبا سياسيا، ونبحث عن شركاء متقاربين معنا في الأهداف، فوحدنا لا نستطيع ان نعمل شيئا. لذلك لا بد من ان نشترك مع الآخرين القريبين منا، وأول هؤلاء الحزب الشيوعي العراقي».

ونوّه الضيف إلى أن «أملنا اليوم، هو أن نحتج ضد قانون الانتخابات الحالي. وننظم وقفات احتجاجية مشتركة، ونعمل مع جميع القوى المؤمنة بالتغيير».

وفي سياق الندوة، قدم عدد من الحاضرين مداخلات، كان بينهم الرفيق رائد فهمي، الذي أشار في مداخلته إلى أهمية أن يكون هناك خطاب جامع لقوى التغيير، مع التهيئة لخوض الانتخابات بكيان واحد والنضال من أجل قانون انتخابي عادل.

وفي الختام، سلم الرفيق فهمي الضيف مشرق الفريجي، شهادة تقدير باسم المنتدى. 

 *****************

الصفحة الخامسة

112 عاماً على أول عيد للمرأة.. ونساؤنا العاملات ما زلن يطالبن بزيادة الأجور

بغداد – نورس حسن

انبثق اليوم العالمي للمرأة من حراك عمالي، ليصبح حدثاً سنوياً اعترفت به لاحقاً الأمم المتحدة.

ففي عام 1908 خرجت 15 ألف امرأة في مسيرة احتجاجية بشوارع مدينة نيويورك، مطالبات بخفض ساعات العمل وتحسين الأجور، وبالحصول على حق التصويت في الانتخابات.

وفي العام التالي تم الإعلان عن أول يوم وطني للمرأة من قبل الحزب الاشتراكي الأمريكي.

واقترحت الناشطة الشيوعية في مجال حقوق المرأة كلارا زيتكن، في مؤتمر دولي للمرأة العاملة عقد سنة 1910 في مدينة كوبنهاغن الدنماركية بحضور 100 امرأة من 17 دولة، اعلان  8 من آذار من كل عام يوما عالميا للمرأة، وليس مجرد يوم وطني.

وفي عام 1911 تحقق أول احتفال بعيد المرأة في كل من النمسا والدنمارك والمانيا وسويسرا.

وعلى الرغم من مرور 112 عاما على احتفال العالم سنويا باليوم العالمي للمرأة، فان معاناة النساء العاملات في العراق وفي مختلف قطاعات العمل ما زالت مستمرة، مع استمرار التمييز في الأجور والمناصب، كذلك استمرار العمل لساعات غير محددة مقابل أجور قليلة، مع الغياب المتواصل لأي شكل من أشكال الضمان الاجتماعي للعمال، وخاصة للعاملات في القطاع الخاص.

10 ساعات عمل!

تقول المواطنة أمينة القيسي (33 عاما) وهي عاملة في أحد المراكز التجارية التابعة للقطاع الخاص إن ساعات عملها تتجاوز 10 ساعات يوميا طيلة أيام الأسبوع.

وتذكر لـ”طريق الشعب” أن “الأجور التي تمنح إلى جميع العاملات في المركز هي 500 ألف دينار شهريا، والجميع يعمل هنا حتى في أيام عطل نهاية الأسبوع والعطل الرسمية”، وعن أيام الاستراحة تفيد “من يرغب الحصول على يوم للاستراحة عليه طلب إجازة، مقابل استقطاع أجور عمل ذلك اليوم من الراتب الشهري”، مشيرة إلى أن جميع العاملات في المركز غير مشمولات بالضمان الاجتماعي، وأن هناك الكثير من العاملات تم الاستغناء عن خدماتهن بآلية غير منصفة.

في السياق، تفيد الناشطة النسوية بتول حمادي أنه “للأسف الشديد اعتادت المرأة العاملة في عيدها العالمي على تلقي التهاني من الجهات المسؤولة دون ان تنظر هذه الجهات في واقع حالها وما تتعرض له من إجراءات عمل تعسفية”.

وتقول لـ”طريق الشعب” إن “اليوم العالمي للمرأة الذي جاء بعد مطالبات النساء العاملات بتحسين ظروف العمل، لم يتحقق منه الكثير في واقع النساء العاملات، فالتمييز ضد المرأة على مستوى الأجور والمناصب ما زال مستمرا، لا بل فرضت قيود أخرى على المرأة في العمل”، موضحة أن هناك الكثير من النساء “يتعرضن في العمل إلى التحرش والاستغلال المظهري بعيدا عن الكفاءة”.

احتفال منقوص

وترى حمادي أنه “من الجيد أن يحتفل العالم والعراق بيوم المرأة العالمي إلا أن الاحتفال منقوص فالنساء العاملات، في يومهن هذا ما زلن يطالبن بضرورة انصاف حقوقهن بالعمل والمسواة في الأجور وساعات العمل، والأهم ضرورة شمول جميع العاملين في القطاع الخاص بالضمان الاجتماعي للعمال”.

من جانبها، تؤكد المحامية سماح الطائي على ضرورة النظر الى واقع حال النساء العاملات.

وتقول لـ”طريق الشعب” بعد أن قدمت تهنئة للمرأة في عيدها إن “النساء العاملات وعلى الرغم من الظروف المجتمعية وبيئات العمل الصعبة، إلا أنهن يواصلن العمل لبناء حياة كريمة ويسعين إلى تحقيقها لأسرهن ولأفرادها”.

تنفيذ قانون العمل

وتذكر الطائي أن “النساء العاملات اليوم لسن بحاجة إلى قانون لإنصاف حقوقهن، بقدر حاجتهن إلى جهات تنفيذية تعمل بصدق وحرص شديد على تنفيذ قانون العمل ليس فقط للمرأة وانما للعمال بصورة عامة”.

منبهة إلى أن قانون العمل النافذ منح حقوقا منصفة للعمال، وابدى اهتماما كبيرا بالنساء العاملات من ناحية ساعات العمل والإجازات السنوية بما ينسجم مع متطلبات المرأة مجتمعيا، إلا أن التقصير في ذلك هو من قبل الجهات التنفيذية المتمثلة بوزارة العمل والشؤون الاجتماعية التي تبرر دائما التقصير بقلة فرق التفتيش”.

 ******************

عين مرأة.. 8 آذار عملاً وليس رقماً

انتصار الميالي

أكثر من قرن والعالم في كل بقعة على هذه الأرض يحتفل بيوم المرأة العالمي في الثامن من مارس/ آذار من كل عام، ويصادف هذا الحدث العالمي مع مئوية ولادة الدكتورة نزيهة الدليمي وهي واحدة من رموز الحركة النسوية، وبالأحرى هي لم تتوقع أنها ستصبح أول وزيرة على المستوى الوطني والإقليمي في أول جمهورية في العراق عام 1958، ولم تعرف أنها ستؤسس أول قانون ينظم حياة الأسرة ويضمن حقوق المرأة والطفل وهو قانون الأحوال الشخصية رقم 188 لسنة 1959.

يهدف اليوم العالمي للمرأة إلى تسليط الضوء على المشكلات التي تواجهها المرأة ومحاولة إشراك الجهات الدولية والحكومات ومنظمات المجتمع المدني، وحتى الأفراد، في إيجاد أنجع الوسائل والحلول والعمل على تضافر الجهود لإنهائه بالكامل.

8 آذار يوم لتعزيز فكرة أن يكون العالم خالٍ من الصراعات والعنف والتمييز والفقر، عالم متنوع ومنصف وشامل، عالم يتم فيه تقدير الاختلاف والاحتفاء به. ويدعو إلى المساواة والعدالة والسلام، أذ أن بيئات الصراع لها آثار كبيرة على التنمية البشرية والفقر. وأنها تعرض النساء والفتيات لتحديات ومخاطر فريدة مثل التعرض للعنف وتقلص كبير في التحصيل العلمي.

بهذا اليوم النساء بحاجة إلى بيئة متوازنة وأن تأخذ المرأة ذات الفرص التي تمنح للرجال، وأن تختار هي اهتماماتها الذاتية بعيداً عن التوجيه المباشر والمبطَن، وأن تُفتح لها الأبواب وأن تتقدّم الصفوف وتتصدّر القرار أسوة بالرجل، ومعالجة قضايا رئيسية أخرى تتعلق بالمرأة في مكان العمل.

عندها فقط ستتحقق المساواة العادلة، وستتعلم المرأة أن تنجح لأجل ذاتها، وأن تتوجه للمجالات والتخصصات التي تريدها هي وليس المجتمع، وأن توظف المناسبات والفرص للارتقاء بنفسها نحو أدوار مؤثرة ومشاركة حقيقية لعراق أفضل.

 ************

اجتماع الهيئة العامة لشبكة المرأة للسلام

بغداد- طريق الشعب

عقد يوم السبت ٤ آذار، في بغداد الاجتماع السنوي للهيئة العامة لشبكة المرأة للسلام، بحضور عضوات الهيئة الادارية وممثلي المنظمات الاعضاء في الشبكة من جميع محافظات العراق وبضمنها اقليم كردستان.

وتزامن الاجتماع مع قرب حلول يوم المرأة العالمي. وكان يهدف الى تطوير عمل الشبكة ومراجعة خطط العمل واستراتيجية المناصرة والإعلام، ووضع آليات المتابعة والتقييم ومناقشة دور الشبكة في دعم تنفيذ الخطة الوطنية 1325 وكل ما يتعلق بأجندة المرأة والأمن والسلام على المستوى المحلي والوطني.

 ***********

بمناسبة 8 آذار.. حفل فني لرابطة المرأة العراقية في البصرة

بغداد – طريق الشعب

أقامت رابطة المرأة العراقية في البصرة، مساء يوم الاثنين من هذا الاسبوع، حفلا فنيا، بمناسبة ٨ آذار يوم المرأة العالمي.

الحفل الذي احتضنته قاعة الشهيد هندال، وحضره عدد من الشعراء والفنانين، وادارته الشاعرة بلقيس خالد، بدأ بالوقوف دقيقة صمت على أرواح شهيدات العراق، ومن ثم قدمت سكرتيرة رابطة المرأة العراقية في البصرة منى مسعود كلمة الرابطة بهده المناسبة.

وخلال الحفل قدم الكاتب باسم محمد ورقة بحثية سلط الضوء خلالها على دور المرأة في 12 مجالا من مجالات الحياة منها الاجتماعية والسياسية والثقافية، وتخلل حديثة عرض فيديو لنشاطات رابطة المرأة العراقية على مدار عام كامل.

كما وتحدث رئيس تحرير جريدة شط العرب عبد المنعم الديراوي عن جمال وزينة المرأة في الدول العربية والأفريقية وذلك بناء على ما شاهده وكتب عنه من خلال رحلاته حول العالم.  وفي الفقرة الفنية قدم الفنان والملحن مصطفى السرحان مقطوعات موسيقية وغنائية رافقته آلة العود. كما قدم الفنان المسرحي الاستاذ سجاد الموسوي عرضا مسرحيا حمل عنوان “المشاكل التي تتعرض لها المرأة داخل البيت وخارجه”.  وفي ختام الحفل قدمت محلية الحزب الشيوعي العراقي في البصرة باقة ورد قدمتها الدكتورة زهراء عبد الرضا إلى رابطة المرأة. كما قدم الاستاذ زكي الديراوي هدايا وورود لكل النساء المشاركات في الحفل.

 ******************

قانون الأحوال الشخصية.. لا يعالج ظاهرة الطلاق الالكتروني

المحامية زهراء حسن الزيدي

في ظل الثورة التكنولوجية التي نشهدها وفي خضم ثورة المعلومات والوسائل والتقنيات الحديثة التي أصبح استخدامها يتزايد بشكل كبير وسريع، ومنها الهاتف المحمول الذي يعتبر وسيلة من وسائل الاتصال الحديثة التي انتشرت بصورة واسعة، وأصبحت تشغل حيزا واسعا في حياة الإنسان حتى باتت هذه الوسيلة مفردة من مفردات حياته اليومية وذلك لما يحقق الهاتف المحمول ووسائل التواصل الاجتماعي من سهولة التواصل.

 حيث أفرزت هذه الوسيلة الحديثة عادات وتصرفات جديدة أثرت تأثيرا مباشرا في سلوكيات الإنسان وغيرت مسار حياته الاجتماعية، مما يقتضي في بعض الأحيان تدخل القانون.

 وبما أن الأسرة تعتبر مؤسسة تربوية وليست بضعة أفراد جمعتهم الصدفة، وأن عقد الزواج يعتبر ميثاقا غليظا  يتطلب من الزوجين الالتزام والشعور بالمسؤولية الكبيرة، غير أن هذه الرابطة قد تعتريها حالات يصعب بها مواصلة الرابطة الزوجية فيكون الطلاق هو الحل، وعلى الرغم من أنه يؤثر على مؤسسة الأسرة ويعرض أفرادها للعديد من المخاطر ويقلل فرصها في الحصول على حياة اجتماعية طبيعية بشكل كامل، ويهدد العلاقات الأسرية بالتفكك والترابط الاجتماعي بالانهيار، نلاحظ ظهور الطلاق الإلكتروني الذي يعتبر حل رابطة الزواج بلفظ مقصود من الزوج صراحة أو كتابة أو بالفعل الصريح أو الكنائي عبر وسائل الاتصال الحديثة، حيث نلاحظ لجوء بعض الأزواج إلى اتخاذ قرارات خطيرة عبر الهاتف المحمول أو البرامج الحديثة ( التلكرام والواتساب) كأن يبلغ أحدهم زوجته بالطلاق عن طريق رسالة نصية أو مكالمة هاتفية، هل يكون أمرا منطقيا ومقبولا أن يعتمد الإنسان هنا على الهاتف او الانترنت في مجال تعاملاته الشخصية التي تجمعه مع أقرب الناس إليه؟

ومع انتشار هذا الموضوع في الآونة الأخيرة فهناك البعض من المختصين من رفضوه بسبب تنافيه مع القيم التقليدية، واعتبروا أن الأسرة ليست صفقة تجارية حتى تنتهي برسالة عبر الهاتف او إحدى وسائل التواصل والبرامج الحديثة.

وهناك العكس على من ذلك، يؤيد وقوع الطلاق الإلكتروني واعتبروه صحيحا باعتبار أن وسائل الاتصال الحديثة جاءت من أجل تسهيل حياة الناس وتواصلهم، حيث بالنسبة لهم يقع الطلاق من الزوج الذي يرسل رسالة إلى زوجته صحيحا ويكون في الحالة المعتبرة شرعاً وقت كتابته للرسالة وان تكون صيغة الطلاق موجهه إلى الزوجة بطريقة لا لبس فيها ولا غموضا، قاصدا الطلاق وما يترتب عليه من أحكام، أما إذا كان غير ذلك فلا يقع الطلاق.

 وبالرجوع إلى القضاء العراقي نجده قد أجاز الطلاق الواقع عبر المحادثة عبر الهاتف المحمول كونه وسيلة اتصال حديثة منتشرة بصورة واسعة في الوقت الحاضر تؤمن سرعة الاتصال وسهولة الاستخدام، والأهم من ذلك أن التخاطب بين مستخدميه فوريا ومباشرا بحيث أن الزوجة تسمع صوت زوجها وتتيقن من أنه هو المتحدث وهو الذي يتلفظ بالطلاق.

 إلا أن الطلاق الذي يقع بهذه الوسائل الحديثة لا يخلو من طرائق الغش والتحايل والخداع واحتمال ورود الخطأ، وكذلك يمكن لأي طرف يريد إثارة المشاكل بين الزوجين أن يستخدم هاتف الزوج ليرسل منه رسالة إلى زوجته يكون مضمونها الطلاق، بل حتى أن الزوجة قد تستخدم هذه الحيلة وهي من تقوم بإرسال الرسالة لنفسها عن طريق هاتف زوجها مدعية بأنه هو من قام بإرسالها في سبيل الطلاق منه.

 وبالتالي فيما إذا عرضت على القضاة دعاوى مثل هذه الدعوى فعليهم أن يتأكدوا من أن الزوج هو الذي أرسل الرسالة واستخدم الألفاظ المنصوص الواردة فيها وله نية الطلاق وأن الزوجة هي فعلا من استلمت الرسالة.

أما بالنسبة للتوثيق الوارد في المادة ٣٩ وبتطبيقها على حالة الطلاق الإلكتروني فإن الزوجة إذا استلمت الرسالة وكان مضمونها ( أنت طالق، أو طلقتك) فيجوز لها اللجوء إلى  المحكمة وإظهار هذه الرسالة واعتمادها لتوثيق الطلاق، حيث أن الزوج هنا لم يقم دعوى في محكمة الأحوال الشخصية لإيقاع الطلاق وإصدار حكم به انما طلق خارج المحكمة، وبالتالي فللزوجة إن تلجأ إلى المحكمة لتوثيق واقعة الطلاق ( وجرت العادة على حسب قول بعض قضاة الأحوال الشخصية في محاكم بغداد بأنه يجوز تصديق الطلاق الخارجي الواقع بالوسائل الحديثة بعد أن يتم التأكد من أن الزوج هو من أرسل الرسالة وانه ينوي التطليق فعلا وعلى المحكمة عند التحقق من واقعة الطلاق استدعاء الشهود للاستماع لأقوالهم).

ولكثرة وقوع الطلاق الإلكتروني في عصرنا الحاضر أصبح ظاهرة تستوجب المعالجة القانونية بنصوص وضوابط واضحة وصريحة، وعدم الاكتفاء بالعموميات للتسهيل على الناس والقضاء معا.

وبالعودة إلى قانون الأحوال الشخصية العراقي نجد الفراغ القانوني في هذا الخصوص فلا توجد أي مادة في قانون الأحوال تنظم الطلاق الإلكتروني، ولهذا ندعو المشرع العراقي من خلال هذا المقال أن يواكب التطور الحاصل والواقع الذي يفرض هذا النوع من الطلاق ويصيغ مواد قانونية تنظم الطلاق الإلكتروني وتحصر كيفياته، وتحدد طرق إثباته، لكي يقلص ويحصر المجال لاستغلال الوسائل الحديثة في العبث بالميثاق الغليظ وبمستقبل مؤسسة الأسرة بصفة عامة.

 ***********************

الصفحة السادسة

في عيد المرأة نستذكر الراحلة آزادوهي صومائيل

ماجدة الجبوري

كتبت الرفيقة والمناضلة ندوة الصفار في صفحتها في الفيسبوك، معلّقةً على رحيل الفنانة المبدعة آزادوهي صومائيل تعليقاً جميلاً، وسردتْ أحداثا لم أسمعها من قبل، لذلك اتصلت بها وطلبت منها معلومات أكثر عن فنانة عظيمة ومبدعة تمتلك تاريخا نضاليا مطرّزا بالتضحيات ونكران الذات، فكان جواب العزيزة ندوة الصفار الآتي:

عزيزتي ماجدة الجبوري أرجو أن تكوني بأسعد حال واتمنى لك الموفقية والنجاح بعملك من أجل الاهتمام بقضايا المرأة. لقد طلبت مني بعض المعلومات والذكريات عن الفقيدة الفنانة المبدعة آزادوهي التي غيبها الموت جسداً، ولم تغِب روحها المرحة والشجاعة، والتي قدمت الكثير من أجل الدفاع عن حقوق المرأة وجسدتها من خلال أعمالها المسرحية وأدوارها المتميزة خاصةً في شخصية تماضر في مسرحية النخلة والجيران.

كنت متابعة لأعمالها وتمثيلها الرائع خاصة حين كنا نعيش في زهو وتوهّج وطني وسياسي وثقافي بعد ثورة ١٤ تموز ١٩٥٨، ونتابع ونشاهد المسرحيات التي تعرض على قاعة الشعب في بغداد. أذكر منها مسرحية “آنى أمك يا شاكر” التي أبدعت آزادوهي في دورها، وكان لها تأثير مذهل على الناس.

وبعد الانقلاب المشؤوم في 8 شباط 1963 تم اعتقال وتصفية الآلاف من الشيوعيات والشيوعيين، وفي الأيام الأولى لاعتقالي ومجموعة من النساء تم اعتقالهن ايضاً، واودعنا جميعاً في زنزانات مركز شرطة الزوية في الكرادة الشرقية، أذكر منهن: مفيدة سعيد الطاهر وعائدة عسيلان وأخريات. وفي ما بعد التحقت بنا الدكتورة فريدة الماشطة وكثيرات غيرها. وكانت قاعة الحجز عبارة عن غرفة صغيرة لا تتجاوز مساحتها ٤٠ مترا مربعا، وأترك لك ان تتصوري الازدحام فيها، ومشكلة الحمامات والمرافق الصحية، مما اضطر الجلاوزة الى نقل قسم ممّن أخذت افادتهنّ، وتم نقلنا إلى سجن النساء في باب المعظم. وصلنا إلى السجن، وهناك قابلت آزادوهي لأول مرة وبالرغم من وضعنا المزري والازدحام والتعذيب والترهيب في السجن لكن معنوياتنا كانت عالية جداً، ولم ألاحظ ضعفا او انكساراً لدى أي واحدة من المعتقلات الشيوعيات.

في المساء قامت آزادوهي بتمثيل مقطع من مسرحية آنى أمك يا شاكر في السجن. كان أداؤها مذهلاً ورفع من معنوياتنا، وشحن فينا الصمود والصبر، وارتفعت أصواتنا بالهتافات الوطنية والشعر السياسي. وقتها لم أتمالك نفسي ذرفت دموع الفخر والاعتزاز برفيقاتي وبنفسي وبحزبي وقيمه العظيمة.

بعدها افترقنا. أنا خرجت من السجن، وعلمت بأن آزادوهي حكم عليها بالسجن لمدة سنتين وبعد انتهاء مدة الحكم أعيدت إلى الوظيفة عام 1968 كمعلمة في الرمادي، وبقيت حوالى عشر سنوات هناك، ثم عادت إلى بغداد في السبعينات، وأصبحت اللقاءات بيننا متباعدة ومتقطعة خاصةً بعد الهجمة الشرسة على الحزب في نهاية السبعينات، لكني كنت اتابعها وأشاهد المسرحيات التي تشترك في تمثيلها وخصوصا مع فرقة المسرح الفني الحديث. وبعد سقوط النظام في 2003  عادت الصلة والتزاور بيننا، لكن الحرب والمد الطائفي فرقتنا مرة أخرى. انا هُجّرت من بيتي وسكنت في منطقة زيونة، وآزادوهي سكنت في منطقة الغدير. التقينا مرات قليلة ومتفاوتة. بعدها هي تركت بغداد وذهبت إلى كردستان، ومن ثم علمت من بنت أخيها أنها هاجرت إلى يرفان في أرمينيا، وماتت هناك بعيدة عن بغداد التي أحبتها وعن بيتها، وعن كل النساء اللواتي عملت ودافعت عنهنّ، لكي يعشن في أمان وسلام.

صديقتي ورفيقتي الغالية آزادوهي في عيد المرأة العالمي أستذكرك وأهديكِ أجملَ الورود واعطرها لك ولجميع نساء بلادي.

 ***************

خولة رحيم.. السيرة النضالية الحرة

حسينة بنيان

تلك الفتاة الصغيرة التي أتذكر خطواتها معي في السبعينيات، ونحن نخرج من ثانوية الطليعة للبنات متوجهاتٍ الى بيوتنا، نسير سويةً وهي تبادرني بالمهمة الصعبة على أعمارنا والسهلة على قلوبنا: حسينة الكفاح المسلّح هكذا يريدون الرفاق.. نبتسم. نعم، هو الطريق للقضاء على المجرمين الفاشست، هل أحدٌ يتصور فتاتين بعمرٍ لا يتجاوز السادسة عشرة يكون حديثهما كهذا؟ النضال والكفاح المسلّح وسيرة الحزب والرفاق. هكذا هي شقيقة المناضل الشيوعي البطل الشهيد معن رحيم. هكذا هي كما عرفتها منذ الصغر المناضلة خولة رحيم بقيناً معا منذ الثانوية وحتى تخرّجنا وأصبحنا مهندسات ومازلنا على الدرب: حبُّ الوطن والروح النضالية يجمعانا. وهذه كلمات قصيدة شعر شعبي القتها المناضلة والشاعرة الشعبية خولة رحيم، ترثي بها أخاها البطل معن رحيم في يوم الشهيد الشيوعي الموافقة ذكراه ١٤/٢ من كل عام. القتها في قاعة آذار في مقر الحزب الشيوعي العراقي في بابل، حيث أُقيمت الاحتفالية هناك.

أذكره أبكل صباح وكل مسيّة

وأحسّه وي النفس يدخل الريّه

أبن أمي وأبوي وشيلة الراس

يفز مفزوع خاف الوطن ينداس

كريم أوَّفي وچفوفه سخيّة

وأبد مايوم ساوم عل القضيّة

مشه ابدرب الوطن ظل شايل الراس

ماهاب المنايا وگال بس بس

عنيد وأبد مايثنيه كل لوم

من خوفه أعله حزبه وخاصم النوم

هوهَّ والرفاق عيون من نار

وما خافوا ابد ما هابوا الموت

حرّاس ابصمت غيره وشجاعة

وتهَيب العدو لو يمهم ايفوت

 *******************

في عيدها تزداد المرأة عزيمة وإصراراً.. من رحم الأنقاض يولد الأمل بحياة كريمة

نهلة ناصر - ايطاليا

 وأنا أتابع كما الكثيرين من على شاشة التلفاز، ولساعات طويلة، ذلك الجهد المضني منقطع النظير لفرق الإنقاذ التي واصلت الحفر، تدفعهم إنسانيتهم قبل كل شيء، لأكثر من أربع ساعات تقريباً، لإنقاذ الطفلة عائشة ذات الـ 7 سنوات بعد الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا في شهر شباط الماضي، ليتم انتشالها من تحت الأنقاض بعد ستة أيام حيةً تتلقفها عشرات الأيدي لحظة خروجها. أيدٍ تحنو عليها وتمسح على وجهها الصغير الجميل.

كل تلك المشاهد جعلتني أتذكر أولئك الرجال الذين كانوا يدفنون المولود تواً تحت التراب (يئدونه) إذا كان أنثى، معتقدين أنها ستجلب لهم العار، ناسين أو متناسين أنهم لم يكن ليكون لهم وجود لولا هذه الأنثى التي يشعرون بالعار من دخولها إلى عالمهم المريض.

تخيلوا الصورتين؛ واحدة لإخراج طفلة من تحت التراب لتولد من جديد. وأخرى لطفلة تدفن تحت التراب وهي حية.

ثم حملني كل ذلك إلى السؤال عن أولئك الذين تحجرت أفكارهم وقصر نظرهم وضعفت نفوسهم فكتبوا المادة (41 / 1) من قانون العقوبات العراقي وبشكلها الفضفاض القابل للتأويل، حسب المصلحة، ثم يتبعهم أولئك (في المحكمة الإتحادية العليا) الذين يتجاهلون كل ما ورد في القانون والمعاهدات الدولية لحقوق الإنسان، وخاصة اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة واتفاقية حقوق الطفل، فيقررون رد دعوى الطعن بهذه المادة التي تبيح “تأديب” الزوج لزوجته و”تأديب” الآباء والمعلمين للأولاد القصر، بحجة حماية الأسرة.

ولكن هذا “التأديب”، المرفوض أصلاً، تجاوز كل حدوده، وأصبح عنفاً يمارس بأبشع صوره في وضح النهار، محميّ فاعلـُه بتلك المادة من القانون، ليترك ضحاياه وقد قتلت الحياة فيهم، فهم يعيشون الخوف المستمر من العنف والضرب المبرح والإعاقة، والإهانة والذل وكأنهم عبيد تمارس ضدهم كل أمراض ذويهم التي توارثوها، أباً عن جد، وما زالوا يسقونها تخلـّفاً ويعلمونها أبناءهم لتستمر هذه العقلية إلى ما لا نهاية، دافعين ببعض الضحايا إلى الانتحار أو الهروب إلى أي ملجأ حتى لو كان عصابات الجريمة المنتشرة في كل مكان.

لو كنا في بلد آخر غير العراق، يُطبق فيه مثل هذا القانون بهكذا انتهاك، لقامت الدنيا ولم تقعد، ولخرج مواطنو هذا البلد لإلغاء هذا القانون، ليحافظوا على إنسانيتهم.

ولكن ما يهوّن الأمر علينا وجود المنظمات والمؤسسات المدافعة عن حقوق الإنسان والكثير ممن يؤمنون بمبادئ الإنسانية التي تقف إلى جانب المرأة وتدافع عن حقها في العيش بكرامة. ولأن هذا هو حقها الطبيعي وليس منّة تنتظرها من أحد، فإن المرأة وكل المنظمات والجمعيات والمؤسسات المدافعة عن حقوقها وحقوق الطفل، مستمرون في المطالبة بإلغاء هذه المادة (41 / 1) المدسوسة أسطرها وحروفها بسموم الكراهية والاحتقار واستضعاف المرأة والطفل.

ومتى ما تحققت العدالة واستعادة المرأة حقوقها المسلوبة، فسوف تـُولد من جديد، كما ولدت عائشة من رحم الأنقاض. عندها سيكون العيد حقيقياً، يستحق الاحتفال به وهي رافعة رأسها، مكللاَ بالرفعة والكرامة والإيمان بـ ”ما ضاع حق وراءه مطالب”.

 *****************

عيد المرأة العالمي 8 آذار

عبد الرزاق الحكيم 

عيد المرأة العالمي في 8 آذار، لم يأت كمنحة أو منّة أو هدية من الأمم المتحدة أو غيرها ... انما هو نتيجة نضال طويل وصبور ومثابر لنساء العالم ... فبالرغم من التقسيم الجغرافي والقومي والعرقي واللغوي والحضاري والسياسي والاقتصادي والاجتماعي للعالم ... فقد اتحدت النساء في كل الدنيا في النضال من أجل اثبات حقوقهن ومساواتهن مع الرجل، وخاصة في المائة سنة الماضية، حيث ناضلت المرأة الأوربية والأمريكية من أجل المساواة والعدالة والسلام، ومن أجل تقدم المجتمع.

يوم المرأة العالمي... هو قصة كفاح للمرأة كصانعة التاريخ الإنساني، فقد امتدت جذور هذا الكفاح لقرون طويلة في الحضارة الإغريقية والفرنسية والفارسية، من أجل مشاركتها الفعالة في بناء المجتمع وتقدمه، ومن أجل مساواتها مع الرجل. 

فكرة يوم عالمي للمرأة، تبلورت في بداية القرن الماضي، ومع التطور العلمي والتكنولوجي ومع الانفجار السكاني ومع الأفكار الراديكالية. 

في عام 1909 أعلن الحزب الاشتراكي الأمريكي، لأول مرة أن يكون يوم 28 شباط، كيوم احتفالي للمرأة في أمريكا، واستمر هذا الحال حتى عام 1913.

في عام 1910 اجتمعت عدة أحزاب اشتراكية أوربية وعالمية في كوبنهاكن/ عاصمة الدنمارك، وقررت أن يكون يوما للاحتفاء بالمرأة وعيدا لها، ضمن إطار النشاط الأممي لمشاركة معاناة المرأة ودعم الحركات النسائية العالمية، وقد وقعت على الاتفاقية 100 امرأة من 17 دولة، والتي ضمت لأول مرة ثلاث نساء من البرلمان الفنلندي .... ولم يحدد في هذا الاجتماع يوم محدد كعيد للمرأة العالمي. 

عام 1911 ونتيجة للاتفاقية الموقعة في كوبنهاكن بين الأحزاب الاشتراكية في السنة الماضية، فقد حدد يوم 19/ آذار عيدا للمرأة في كل من النمسا والدنمارك وألمانيا وسويسرا .... بعد قيام تظاهرات ومسيرات دعما للمرأة في المطالبة بحقوقها في الانتخابات، وفي المشاركة في الوظائف العامة وفي العمل، وضد التمييز بين الجنسين. وبعد أسبوع من هذا التاريخ أي في يوم 25 / آذار ، شب حريق كبير في معمل بمدينة نيويورك الأمريكية، بفعل متعمد، قضى على حياة 140 امرأة عاملة فيه، وكان أكثرهن من النساء الإيطاليات واليهوديات المهاجرات، هذا العمل الإجرامي البشع بحق النساء العاملات، الذي أقدمت عليه عصابات صاحب المعمل، لقمع النساء العاملات المضربات عن العمل وإنهاء العصيان في المعمل من أجل تحقيق مطالبهن في تحسين ظروف العمل وزيادة الأجور. كان لهذه المأساة الإنسانية تأثير كبير على قوانين العمل اللاحقة في الولايات المتحدة الأمريكية.

في عام 1914 وفي أجواء الحرب العالمية الأولى، حددت المرأة الروسية يوم الأحد الأخير من شباط يوما للتضامن مع المرأة في العالم. وبعد انتهاء الحرب العالمية الأولى يوم 11 تشرين الثاني عام 1918 والتي أدت إلى استشهاد مليونين من الجنود الروس، خرجت النساء الروسيات في تظاهرة كبيرة عمّت أرجاء روسيا تحت شعار (الخبز والسلام للجميع) والمطالبة بالحقوق الانتخابية ومشاركة المرأة إلى جانب الرجل في إعادة البناء وتحمل المسؤوليات، وتم اختيار مرة أخرى يوم الأحد 23 /شباط حسب التقويم الروسي، ويصادف يوم 8 /آذار حسب القويم المستخدم في أنحاء العالم ... يوما وعيدا عالميا للمرأة. 

ألف تحية وتحية للمرأة العراقية في عيدها الأغر 

وألف تحية وتحية للمرأة في عيدها العالمي 

والتضامن بلا حدود مع المرأة العراقية ومع كل نساء العالم من أجل مساواتهن مع الرجل في الحقوق والواجبات التي تنص عليها المبادئ الأساسية لحقوق الإنسان، وضمنها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان. 

 ******************

دور المرأة العراقية في المجتمع

ماجد مصطفى عثمان

يصادف يوم الثامن من اذار من كل عام اليوم العالمي للمرأة، ويعد هذا اليوم عيدا للمرأة واحتفالية لتتويج انجازاتها ومساهماتها في مجتمعها وقياس مجهوداتها والوقوف على الإنجازات التي حققتها على امتداد عام كامل من المشاركة الفعالة والنضال الدائم. كما أن هذه الاحتفالية هي بمثابة فرصة لإيصال صوتها للمطالبة بحقوقها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والانسانية بالتركيز على جميع الصعاب والمشاكل التي ما زالت تواجهها. كما أن للمرأة دورها الفعال في نهضة المجتمع ولا تختلف عن الرجل في أهمية وجودها، بل أنها تشكل نصف المجتمع، كما لها دور أساسي في إصلاح المجتمع، فهي تمارس كل الأدوار والمهن دون أي تعب او كلل، وقد أثبتت المرأة أيضا قدرتها على خوض الحياة السياسية في المجتمع من خلال توليها العديد من المناصب السياسية المهمة في الدولة وقدرتها على إنجاز المهمات المتعلقة بالمنصب السياسي.

وفي العراق شكلت انتفاضة تشرين الباسلة فرصة كبيرة لتواجد النساء ومن مختلف المستويات الثقافية والاجتماعية لإيصال أصواتهن إلى العالم من خلال مشاركتهن في ساحات الاحتجاجات وفي خيمة للنساء في ساحة التحرير، مطالبات بالحريات والحقوق والمساواة، والمبادرة بالتعريف بحقوق المرأة العراقية والدعوة إلى تلبيتها.. والانتفاضة التشرينية انطلقت من أجل الكرامة والعدالة الاجتماعية والحرية، وهذه المطالب لا يمكن تحقيقها بغياب دور المرأة العراقية عن المشهد العام. كما أن حضور ومشاركة المرأة العراقية الفاعل والمؤثر في انتفاضة تشرين الباسلة يعتبر إحدى العلامات البارزة فيها، والتي تمثلت في مشاركة النساء بجانبين رئيسيين وهما الحضور المتواصل والثاني المساهمة في تقديم الخدمات مثل الطبخ والتنظيف وتقديم الإسعافات الأولية. وقد دخلت المرأة العراقية هذا الميدان ليس لوحدها وإنما بمشاركة أخوية وودية مع جميع رفاقها المتظاهرين من الذكور.

لقد سجل هذا الحضور والمشاركة نزعا لجدار العزل والتمييز وساهم في خلق أجواء اجتماعية وانسانية بناءة، كذلك نزول المرأة العراقية تحت عنوان نازلة آخذ حقي، برهن على قدرتها في المشاركة بكافة شؤون الحياة العامة، واستعدادها لتحمل المواجهات القمعية التي مورست ضد تطلعاتها الثورية، ولتساهم بقوة في ثورة الشباب العراقي وحركة التغيير المنشود رغم كل الظروف والاوضاع الملغومة في الشوارع العراقية، لذا فإن الدور الذي لعبته المرأة العراقية في ظل هذه الظروف القاسية هو دور عظيم بكل المقاييس، ناهيك عن أن المرأة التي شاركت منذ بداية الانتفاضة الباسلة وبشكل فاعل قدمت عددا من الشهيدات برصاص الغدر وكذلك تعرض العديد منهم إلى الضرب والطعن بالسكاكين والاختطاف وخاصة من كنّ يعملن مسعفاتٍ في ساحة التظاهر والاحتجاج .

ألف تحية لكل نساء العالم وبالأخص النساء العراقيات في يوم الثامن من آذار يوم المرأة العالمي.

 ********************

الصفحة الثامنة

في وداع أُم انتشال - المناضلة فوزية يوسف  شهادة وعرفان بالجميل

حسن ناجي

رحلت قبل أيام واحدة من أشجع مناضلات بلادنا وأكثرهن تضحية وإيثارا... الأم المناضلة فوزية يوسف “ام انتشال”.

في أعوام الثمانينات والتسعينات ظن البعث الحاكم وأجهزته القمعية أنهم استطاعوا تحييد المناضلين الشيوعيين القدامى، غير أن الكثير من هؤلاء المناضلين كانوا يتواصلون بينهم اجتماعيا، سرا وعلانية، وشكلوا شبكات سرية لدعم نضال الشيوعيين الذين بقوا في بغداد او الذين قدموا من كردستان لمواصلة النضال ضد الدكتاتورية وأيضا لمساعدة عوائل الشهداء والسجناء الشيوعيين.

هذه الكوكبة من المناضلين القدامى قدموا مساعدات ودعما أنقذ حياة العديد من المناضلين ودعم كفاحهم ضد الديكتاتورية السافرة.

من بين هؤلاء المناضلين القدامى الذين لم يبخلوا في مساعدتنا طيلة أعوام النضال السري، المناضلة فوزية يوسف أم الصديق العزيز انتشال هادي كاظم التميمي التي رحلت عن عالمنا قبل أيام.

وإذا أردت التلخيص فقد عملت الفقيدة أم انتشال على:

  • اخفاء مناضلات شيوعيات مطلوبات لأجهزة الأمن ومطاردات، في بيتها بالكرادة ومساعدتهن ماديا ومعنويا.
  • مساعدة أرامل الشهداء وزوجات السجناء والمغيبين الشيوعيين، بتدبير فرص عمل لهن توفر مصدر عيش يسد حاجات هذه العوائل ويحفظ كرامتها.
  • إعادة الصلات الحزبية لكثير من المقطوعين والمقطوعات عن الحزب.

في الظاهر تبدو تلك الشبكات كأنها مجرد علاقات اجتماعية قديمة تتواصل انسانيا بين حين وآخر، لكن واقع الحال ما كان لنا ان نواصل نضالنا بدونهم، كانوا جذورنا الاجتماعية ومصادر دعم وعون لا غنى عنها.

 بين ما أعرفه في تلك الأعوام، كان هناك تعاون وتنسيق وثيق بين ثلاثة من قدامى المناضلين العمة الزكية، زكيه خليفة، وتوفيق ناجي الخياط و”أم انتشال” في دعمنا... وجميعهم رحلوا عن عالمنا. وسأورد مثالين ملموسين.

 في أول التسعينات عرفت أن أخي توفيق يساعد في إدارة معمل صغير أو ورشة خياطة في الكرادة بحكم خبرته في الخياطة، يذهب صباحا إلى هذا المعمل يهيئ وجبات الخياطة ويوجه العمل ثم يذهب إلى عمله في محله.

كنت على صلة منتظمة بتوفيق سألته عن هذا المعمل أو هذه الورشة، استشاط غضبا من سؤالي وأنكر وجود أي شيء من هذا القبيل وطلب مني بحزم عدم الحديث مع أي كان في هذا الأمر. وبالمختصر نهرني قائلا (خلونا نشتغل) أو (دعونا نعمل).

 لاحقا وفي عام 98 التقيت كثيرا في دمشق بالأخت الكريمة نضال هادي كاظم عمة العزيز انتشال وأرملة شهيد الحزب رفيق حسن الذي اعتقل واستشهد بدأيه الثمانينات ولديها ثلاثة أبناء، ولدان وبنت.

 سألتها كيف تدبرت أمر معيشتها هي وابناؤها طيلة تلك الأعوام العصيبة وبينها أعوام الحصار، قالت لي بمساعدة “أم انتشال وعمة زكية وتوفيق” ومنها فهمت انه كانت هناك ورشة أو معمل صغير للخياطة تديره العمة زكية وأم انتشال وتوفيق يعمل فيه عاملات كلهن زوجات سجناء وشهداء شيوعيين، لتوفير مورد عيش كريم لهن ولعوائلهن.

 ومثال آخر، عام 90 حدثتني الصديقة العزيزة نوال كاظم التي نظم توفيق إعادة صلتها بالحزب إثر لجوئها اليه بعد انقطاع وظروف قاسية عاشتها، ولم يكن عندها مكان يأويها، قالت أخذني فورا إلى ام انتشال وبقيت في بيتها لحين تدبير مكان آمن.

 وفي تلك الظروف كان إيواء مناضل شيوعي مطلوب للسلطات يعني إبادة العائلة التي تأويه، فيما لو كشفت الأجهزة الأمنية الأمر وثمة عوائل كاملة جرى اعتقالها وتغييبها وحتى إعدامها لهذا السبب.

 بمعنى أن الراحلة الحبيبة “ام انتشال” فدتنا بحياتها وحياة من معها في العائلة حين أخفت مناضلات في بيتها.

 هل ثمة موقف أكثر سموا في التضحية والنبل من هذا؟

 ولكي لا أطيل، اكتفي بهاتين الواقعتين في ظروف بالغة القسوة والتعقيد من نضال الشيوعيين في بغداد، وفي ظل نظام سلك أبشع المسالك في تصفية معارضيه.

قبل هذا بكثير

طيلة الحياة العائلية للفقيدة مع زوجها المناضل الشيوعي الراحل هادي كاظم التميمي كان بيتها بيتا حزبيا.

وهادي كاظم التميمي، وحسب “الموسوعة السرية الخاصة” التي اصدرتها مديرية التحقيقات الجنائية عام 1949 كان مسؤول تنظيم الحزب في الحلة عام 49 واعتقل مرتين عقب اعدام الرفيق فهد اذ كان من بين الكوادر التي نشطت في الإبقاء على حزب فهد وثمة صفحات عنه في تلك الموسوعة.  و “أم انتشال” من مؤسسات رابطة المرأة العراقية ومن الرعيل الاول للمناضلات الشيوعيات، وفي الخمسينات كان يختفي في بيتهم الشهيد جمال الحيدري بل كان بيته الحزبي بعد هروبه من السجن عام 1953.

 مره سألت العزيز انتشال عن اسمه الفريد قال إن ولادته كانت عام 53 مع ولادة انشقاق راية الشغيلة وكان الشهيد الحيدري مختفيا في بيتهم، ولأنهم وصفوا الانشقاق بأنه انتشال الحزب من أوضاعه فقد سمي انتشال تيمنا بالحركة الإنتشالية للحزب، أو راية الشغيلة، التي كان يقودها خارج السجن الشهيد الحيدري، وكان من أقرب معاونيه هادي كاظم التميمي.

منذ الاربعينات والخمسينات وأم انتشال مناضلة مقدامة ومضحية، طوردت وسجنت وعذبت، وعاشت كل ظروف النضال الصعبة لأكثر من سبعين عاما.

 أم انتشال وأمثالها من المناضلات والمناضلين هم من أبقوا راية النضال الشيوعي خفاقه في بلادنا.

للصديق العزيز انتشال ولشقيقاته الطيبات أحر التعازي والمواساة القلبية لهذا الفقدان الأليم.

 فوزية يوسف - أم انتشال مفخرة كبيرة ليس لأبنائها وبناتها فحسب بل لكل المناضلين الشيوعيين والوطنيين.

ملاحظة: انا لم استأذن الصديق الطيب انتشال في نشر ما كتبته لأني اشعر ان “أم انتشال” هي أمنا جميعا.

 **************

أسئلة وذكريات عن أساليب العمل بين النساء

يوسف أبو الفوز

في الاجتماعات، وفي ورش العمل، للمنظمات المهنية، ومنها رابطة المرأة، يتم الحديث عن أهمية ابتكار أساليب جديدة للعمل بين الجماهير، تتناسب مع التطورات الحاصلة في مجتمعنا العراقي، ارتباطا بالتطورات التكنولوجية وثورة المعلومات وتسيّد وسائل التواصل الاجتماعي، لكن ماذا عن بسطاء الناس، الذين لا يتعاملون مع الأجهزة الإليكترونية؟ بل وربما لا يجيدون القراءة والكتابة حتى؟ كيف الوصول لجمهرة واسعة من النساء العراقيات المهمشات أساسا في مجتمع ذكوري لا يؤمن أساسا بحقوق المرأة في المساواة؟

تخبرنا خبرة العمل المتراكم، للأجيال التي سبقتنا، وبعض ما أطلعنا عليه، بل وحتى ما عاصرناه، أن العادات والتقاليد والموروث الشعبي، تكون وستبقى كنزا يمكن الاستناد إليه دائما لابتكار أساليب عمل حيّة، تقربنا من الناس لنكون بينهم، نستمع لهم، لمشاكلهم ومعاناتهم، حيث يمكن تقديم النصح والحلول والتعريف بنشاط منظمات العمل المهني، والتعريف بتأريخها، وبرامجها، واهدافها.

كانت الرابطية أم موسى، المناضلة صفية الشيخ محمد ظاهر آل غريب (1910 ــ 1997)، في مدينة السماوة، وقبيل ثورة 14 تموز1958، تحث الرابطيات لتنظيم جلسات (شاي العباس) ومجالس التعزية (القراية). وحدثتنا أمي التي حضرت مثل هذه الجلسات، بل وساهمت في تنظيم بعضها، بأن العوائل عادة، لا تعارض حضور بناتهم لمثل هذه الجلسات، وهناك تلتقط أم موسى، ورفيقاتها من الرابطيات، قضية أو حدثا فيكون الأساس لجعله محور النقاش ويكون مناسبا لاستعراض وجهات نظر رابطة المرأة العراقية، والحلول المقترحة لتلك المسألة. ساعدت هذه الجلسات ــ الاجتماعات على وجود جمهرة واسعة من المؤيدات وعضوات جدد في رابطة المرأة، لهذا لم يكن مستغربا عند حصول العدوان الثلاثي على مصر عام 1956، خروج تظاهرة نسائية، مرت في السوق المسقوف وثم شقت شوارع مدينة السماوة، بقيادة أم موسى، تضم العشرات من نساء المدينة، وتروي أمي الراحلة، التي شاركت في التظاهرة، بان مناضلي المدينة وأهالي المدينة، وفيهم بعض من إخوتها، اصطفوا على الجانبين لحماية التظاهرة، التي انتهت بالصدام مع قوات الشرطة الملكية التي تصدت لطلائع التظاهرة.

والسؤال، هل ما كان يصلح في تلك الأزمان، يصح هذه الأيام؟ كيف لنا في عصر الفضائيات والأجيال المتطورة من الهواتف المحمولة أن نصل بالمعلومة لعموم الناس والنساء خاصة؟ وكيف يمكن النجاح في تحريضهن؟ وإقناعهن في الانضمام للجهود العاملة لأجل حقوقهن أساسا؟

أبرزت انتفاضة تشرين 2019، دروسا عديدة، منها أن المرأة العراقية لم تكن بعيدة عن المساهمة والحضور وتقديم الدعم، بأشكال مختلفة، للشباب المنتفضين في مختلف ساحات الاحتجاج. فلقد ألهم الفعل الثوري شريحة واسعة من النساء ودفعهن لكسر قيود المجتمع الذكوري فتواجدن في ساحات الاحتجاج ومددْن يد العون للثوار، وألهم وجودهن كثيرا من المترددين ليحسموا أمرهم في اختيار الموقف الصحيح في الانضمام للمحتجين. إن أسباب اندلاع انتفاضة تشرين 2019 لا تزال كامنة مثل الجمر تحت الرماد، فكيف لنا تأجيج ذلك؟ وكيف العمل بين صفوف النساء؟ وكيف يمكن النجاح في تحريضهن والاخذ بيدهن؟

بعد ثورة 14 تموز 1958، ولارتفاع نسبة الأمية بين النساء في مدينة السماوة، افتتحت رابطة المرأة، بمساهمة مباشرة من الرابطية أم موسى مركزا لمحو الامية للنساء، شهد إقبالا ملحوظا، ولكننا نعيش هذه الأيام في عصر انحسار الإقبال على القراءة عموما، عصر فضائيات النفط وهيمنة المسلسلات التلفزيونية التركية المدبلجة، فكيف يمكن أن نجذب انتباه جماهير النساء إلى أسئلة تهم مصيرهن ومصير أولادهن وذويهن؟

سيكون نافعا جدا أن تعقد ورش عمل لمنظمات المجتمع المدني، لمناقشة أساليب العمل بين الجماهير، وإيجاد طرق مبتكرة للوصول إلى مختلف الشرائح، خاصة النساء، ومن المفيد استذكار التجارب واستخلاص الدروس منها، ولكن الأهم والنافع أكثر ابتكار أساليب جديدة ملائمة للأوضاع الحالية ولا تكون تقليدية وتحظى باهتمام مختلف الشرائح من النساء. في عام 1975، الذي اقر من قبل الأمم المتحدة، عاما دوليا للمرأة، كانت منظمات الشبيبة والطلبة في مدينة السماوة، تنظم نزهات عائلية، في المناسبات الوطنية، إلى البساتين في أطراف المدينة وبحيرة ساوه، وتشترط على المساهمين فيها اصطحاب امرأة أو أكثر من افراد عائلتهم أو معارفهم، وفي النزهة كانت تنظم مختلف الفعاليات الفنية والفكرية، ومنها محاضرات وجلسات نقاش في مختلف الشؤون الثقافية والسياسية، فيتاح للنساء الضيوف الاطلاع على أفكار وعوالم ربما غير معروفة لهن. في أيامنا الحالية يا ترى كيف يمكن لفت انتباه النساء لتبني موضوعات واسئلة تهم مصيرهن ومستقبلهن؟ كيف يمكن التواصل مع مختلف الشرائح من النساء في ظل ظهور اشكال جديدة من عدم المساواة والعنف، مرتبطا بالثورة الرقمية، والتي تؤثر سلبا على النساء والفتيات؟

تحية للمرأة العراقية في يومها العالمي، الثامن من آذار.

تحية للمناضلات اللواتي يكافحن ليل نهار في سبيل رفع الوعي السياسي والاجتماعي بقضايا المرأة ولكسر التمييز والاعتراف بكل الجهد الذي تبذله المرأة في شتى نواحي الحياة.

تحية لشهيدات رابطة المرأة ورائدات العمل النسوي.

 *******************

صفحات مضيئة من تأريخ المرأة العراقية.. حملة تضامن عالمية تُنقذ ثلاث رابطيات

من حكم الاعدام عام ١٩٦٣

كمال يلدو

مع أن ستين عاماً قد انقضت على انقلاب ٨ شباط ١٩٦٣ الأسود، إلا أن حوادثه ومآسيه ما زالت عالقة في ذهن جيل عراقي غير قليل.

فعقبَ المجازر الدموية التي بدأت باغتيال قائد القوة الجوية جلال الأوقاتي ومن ثم قصف وزارة الدفاع ومجزرة مبنى الإذاعة، بدأ الانقلابيون مشروعهم الدموي ضد الشيوعيين والديمقراطيين وكل المدافعين عن ثورة ١٤ تموز وتوجوها ببيانهم المشؤوم، البيان رقم ١٣ بإبادة الشيوعيين. على إثر ذلك انطلقت حملة تضامن خارج العراق، بدأت بأول خطوة جماهيرية للتضامن مع الشعب العراقي، حيث دُعي إلى تجمع في مركز فسيح جدا بالعاصمة الجيكية براغ ضم العراقيين، وفعلا اكتظت القاعة بالحضور حتى أن عدد الواقفين كان أكثر من الجالسين. ونتيجة لهذه الاستجابة الكبيرة من القوى والشخصيات الديمقراطية العراقية انبثقت (لجنة الدفاع عن حقوق الشعب العراقي) وبدأت نشاطها بعقد مؤتمر صحفي حضرهُ مندوبون من الصحف الشرقية والغربية، وتم إنتخاب الشاعر محمد مهدي الجواهري لرئاستها، فضلاً عن لجنة عليا لقيادتها تكونت من الدكتورة نزيهة الدليمي وفيصل السامر ومحمود صبري ورحيم عجينة وعبد المجيد الونداوي وكمال فؤاد ونوري شاويس ومراد عزيز، وكانت تلك اللجنة تُدعى للمؤتمرات باعتبارها حركة ديمقراطية عامة، وتألفت لجان فرعية في بلدان عديدة نشطت في تعبئة المنظمات والصحف والإذاعات المحلية لمساندة الشعب العراقي. ولعل واحداً من أبرز نشاطاتها هو الدور المشهود لرئيسة رابطة المرأة العراقية نزيهة الدليمي في مؤتمر النساء العالمي الذي انعقد في موسكو حزيران ١٩٦٣، إذ أدى وفد الرابطة دوراً كبيراً في اقناع  الرئيس السوفيتي نيكيتا خروشوف بإرسال برقية إلى عبد السلام عارف طالبه فيها بالكف عن اضطهاد النساء العراقيات واصفاً صدور حكم الإعدام بحق عدد منهنَّ بالمفجع، وأدى هذا الضغط إلى إلغاء حكم الإعدام واستبدالهِ بالسجن، والمعتقلات كنّ زكية شاكر و سافرة جميل حافظ وليلى الرومي، القائدات في رابطة المرأة، حتى أطلق سراحهنَّ عام ١٩٦٦.

وكان من نشاطات الحركة ايضا ضم عدد من أعضاء مجلس النواب البريطاني في عضويتها، كما تمكنت من كسب الفيلسوف البريطاني (برتراند رُسل) إلى رئاستها، فضلاً عن نجاحها في إرسال لجنة تحقيقية إلى العراق برئاسة النائب العمالي (ويلي غريفتس)، إذ نجح في تقديم تقرير مهم عن الأوضاع في العراق ساهم في تعبئة الرأي العام البريطاني ضد ما كان يرتكب من انتهاكات فيه، وتمكنت الحركة من كسب عدد من الشخصيات العالمية الكبيرة، ففي فرنسا ترأس اللجنة (جاك كولان) الاستاذ في جامعة السوربورن، فضلا عن مساهمة شخصيات حكومية في دعم الحركة مثل رئيس وزراء المانيا الديمقراطية وجيكوسلوفاكيا وبلغاريا ورئيسة وزراء الهند أنديرا غاندي، والرئيس الكوبي فيديل كاسترو والرئيس الغاني نكروما . نشاط هذه اللجنة كان موجعاً للانقلابين حيث فضحهم عالمياً، فكان رد فعل تلك السلطات الرجعية هو إصدار مديرية الأمن العامة يوم السادس عشر من تشرين اول ١٩٦٣ كتابها المرقم ١٥٨٩ الذي نص على سحب الجنسية العراقية عن الدكتورة  نزيهة الدليمي ورفاقها، محمد مهدي الجواهري وفيصل السامر وصلاح خالص وهاشم عبد الجبار ونوري عبد الرزاق حسين وعبد الوهاب البياتي وذو النون ايوب وغائب طعمة فرمان ومحمود صبري وآخرين، فيما أصدر الحاكم العسكري العام امراً بحجز أموالهم المنقولة وغير المنقولة استنادا إلى كتاب كان قد صدر في ١٤ شباط ١٩٦٣.

اما المناضلات اللواتي شُملن بتخفيف حكم الإعدام إلى السجن فكنَّ:

١) زكية شاكر (١٩٣٠ ـ ٢٠٠٠) إحدى المؤسسات لرابطة المرأة، والمناضلة من اجل حقوق المرأة والمدافعة عن ثورة ١٤ تموز. تخرجت من كلية التجارة والاقتصاد أوائل الخمسينات، وكانت من النساء القلائل في الجامعة آنذاك، وهناك تعرفت على زوجها كاظم جواد. اعتقلت بعد أيام من الانقلاب، وتعرضت للتعذيب والضرب والإهانة في قصر النهاية، وكان من المجرمين الذين اعتدوا عليها صدام حسين، وشهدت تعذيب القائد سلام عادل ورفاقه، وبعد تخفيف الإعدام نُقلت إلى سجن النساء، وهناك كان دورها كبيرا بين النساء السجينات إذ استطاعت وضع جدول عمل لهنَّ وأسست مكتبة هناك. بعد إطلاق سراحها عام ١٩٦٦، قامت هي وزوجها الذي كان نزيلا في نقرة السلمان بفتح محل بقالة، وبعد فترة عادت للوظيفة فعملت مدققة للحسابات في وزارة العدل، وأحيلت للتقاعد المبكر نتيجة نزاهتها وكشفها للفاسدين، فيما عمل زوجها في شركة التأمين. لم تمض حياتهم سهلة مع استفزازات البعث واجهزته، مما اضطرهم إلى الهجرة والالتحاق بأبنائهم وأحفادهم في السويد. وحتى هناك لم تهنأ طويلا، فقد داهمها مرض عضال أتى عليها في شهر آب عام ٢٠٠٠.

٢) سافرة جميل حافظ، قاصة ومناضلة. من مواليد بغداد العام ١٩٣١، درست في كلية الآداب. بداياتها الأدبية كانت منذ الدراسة الابتدائية والمتوسطة والثانوية حتى الجامعية، حيث كتبت ونشرت العديد من القصص  وربما تكون أول امرأة كتبت القصة القصيرة، كما عملت في الصحف مٍحررة لصفحة المرأة في جريدتي البلاد والاخبار، تعرضت للتوقيف أول مرة عام ١٩٥٢، شاركت في تأسيس رابطة المرأة العراقية في يوم ١٠ آذار ١٩٥٣، واعتقلت لأول مرة عام ١٩٥٦ عقب المظاهرات المنددة بالعدوان الثلاثي على مصر، والمرة الثانية كانت بعد أيام من انقلاب شباط الدموي هي وزوجها الشهيد محمد حسين ابو العيس حيث لجأ الفاسشت إلى أقذر الطرق في كسر ارادة المعتقلين وذلك  بتعذيبها أمامه وتعذيبهِ أمامها أو أمام رفاقهم المعتقلين وخاصة سلام عادل ورفاقه الأماجد. ساهمت بكل النشاطات الوطنية بعد العام ٢٠٠٣، وكان حضورها واضحا في الساحة الادبية، حيث قدم لها اتحاد الادباء والكتاب لوح الابداع ناهيك عن العديد من الجوائز التقديرية من جهات متعددة. منذ ثلاث سنوات حولت مكتبتها وجزءا من دارها في منطقة الكرادة إلى مكتبة عامة للقراءة ودعت اليها كل محبي الكتاب والثقافة، هذه الخطوة التي قامت بها جاءت وفاءً لوالدتها التي كانت تردد على مسامعها (لو كنتُ اجيد القراءة، لقرأت مكتبات بغداد جميعها، لأن القراءة هي التي تفتح لكم آفاق المعرفة وفهم العالم).

 ٣) ليلى الرومي، طبيبة اختصاص بالأطفال، مناضلة طلابية ونسائية ووطنية. ولدت في مدينة العمارة ونشأت في بيئة مندائية متفتحة، إذ ساهم والدها غضبان الرومي الذي كان تربوياً، في زرع حب العلم والمعرفة بين جميع ابنائه وبناته حيث لم يكن يفرّق بينهم. دخلت الابتدائية والثانوية في بغداد. في الصف الرابع الثانوي (١٩٥٥) فصلت من الدراسة لعام نتيجة نشاطها السياسي. دخلت كلية الطب عام ١٩٥٧، ووصلت الصف السادس حيث كان مقررا أن تتخرج عام ١٩٦٣، لكن حدوث الانقلاب قلب حياتها رأساً على عقب. فقد تعرضت للاعتقال يوم ١٨ شباط ٦٣ ونقلت إلى قصر النهاية يوم ٢١ شباط، وتعرضت للتعذيب مع قادة الحزب الشيوعي من رجال ونساء وبضمنهم الشهيد سلام عادل. كانت ليلى الرومي وزكية شاكر وسافرة جميل حافظ من ضمن قائمة بـ ٢٤ اسما قد صدر حكم الإعدام بحقهم ليلة ٢٤ شباط ١٩٦٣، لكن جرى عزل النساء الثلاث مؤقتا ونفذ الحكم بالرجال الذين دفنوا في مكان مجهول. وبعد تسرب أسمائهم للخارج وبدء حركة التضامن مع السجناء جرى تخفيف الحكم إلى السجن حتى أطلق سراحها عام ١٩٦٦. حاولت العودة للكلية الطبية لإكمال الثلاثة شهور المتبقية لكنهم رفضوا عودتها، مما اضطرها لإخراج جواز مزور والسفر إلى بولندا وتعلم اللغة والدراسة هناك لعامين حتى تخرجت عام ١٩٧٠، سافرت بعدها الى المملكة المتحدة حيث تخصصت بطبابة الاطفال وتعمل في أرقى المستشفيات البريطانية. أما على صعيد النشاطات السياسية والثقافية فهي دائمة المشاركة وايضاً تعمل بنشاط في الجمعيات المندائية وخاصة النسوية.

 ************************

الصفحة التاسعة

بنزيما يتصدر الغائبين عن مران ريال مدريد

مدريد ـ وكالات

أكمل ريال مدريد امس الأربعاء، مرانه الثاني هذا الأسبوع استعدادا لمواجهة السبت المقبل، أمام إسبانيول بالليغا.

وغاب عن المران الثلاثي: الفرنسي كريم بنزيما والألماني أنطونيو روديغر وماريانو دياز.

وقام اللاعبون الـ3 بتدريبات داخل صالة المنشآت الرياضية بمدينة فالديبيباس في مدريد، ولا يوجد قلق بشأن إمكانية مشاركتهم في مباراة السبت المقبل، وينتظر عودتهم للمران الجماعي خلال اليومين القادمين.

بينما يواصل الثنائي: الفرنسي فيرلاند ميندي بعدما تعرض لإصابة بتمزق عضلي في الفخذ الأيسر، والنمساوي ديفيد ألابا، الذي يعاني من إصابة في عضلة الفخذ الخلفية اليمنى، التعافي من إصابتيهما، حيث سيغيبان عن مواجهة إسبانيول المقبلة.

 *****************

تذبذب الأداء يهدد حلم التأهل لكأس العالم.. العراق في مواجهة حاسمة مع إيران

متابعة ـ طريق الشعب

تأهل منتخب الشباب العراقي إلى دور ربع نهائي  كأس آسيا المؤهل لبطولة كأس العالم للشباب، بعد خوضهِ تصفيات المرحلة الأولى التي ضمّت إلى جانبهِ منتخبات أوزبكستان وإندونيسيا وسوريا، ليتأهل كثاني المجموعة إلى جانب أوزبكستان الأول.

أداء مقنع

وفي هذا الصدد، رأى المدرب والمحلل الكروي جبار هاشم، أن أداء المنتخب في المباراتين الأولى مع إندونيسيا وأوزبكستان، كان مقنعاً إلى حدٍ ما، لكن الأداء أمام سوريا، كان دون المستوى، خصوصا بالشوط الأول.

وأضاف هاشم، أن “مستوى المنتخب الشبابي بشكلٍ عام مقلق، لا سيما وأنهُ سيواجه منتخب قوي يوم السبت في مباراة مصيرية”، مبيناً أن “المنتخب الإيراني قوي جداً، ويمتلكُ لاعبيهِ قوةً بدنيةً عاليةً وسرعة، حيث تمكن من إقصاء منتخب فيتنام المرشح للانتقال إلى الدور الثاني”.

وشدّد على ضرورة تلافي الأخطاء التي وقعَ بها المنتخب العراقي في المباريات الثلاث السابقة، لا سيما التي رافقت الفريق في خط الوسط الذي يشهدُ خللاً في الأداء، كما ينقصهُ المهاجم الذي بإمكانهِ ترجمة الهجمات إلى أهداف.

ولفت هاشم، إلى أن “هناك متغيرات ومفاجآت ربما تشهدها مباراة يوم السبت المقبل”، معرباً عن أمله “أن يكون الفريق ككل على أتم الجاهزية، وعدم إضاعة هذه الفرصة”.

حقق الأهم

من جانبه، قال اللاعب الدولي السابق والمحلل الكروي الحالي، أوس إبراهيم، إن “المنتخب الشبابي حقّقَ الأهم في المرحلة الأولى، وهو التأهل للدور ربع النهائي”.

وبشأنِ مستوى الأداء الفني والجوانب الخططية، رأى إبراهيم، أن “الفريق لا يلبي الطموح، ووقع بأخطاءٍ كارثية على المستوى الجماعي وحتى على المستوى الفردي، وبأسلوب اللعبِ أيضاً”، مردفاً بالقول: “ما يزال أداء المنتخب غير واضح المعالم، واتصفَ لعبهُ بالعشوائية، مما أوقعهُ بأخطاءٍ كبيرة”.

وفيما يخص مواجهة المنتخب الإيراني، نوه إبراهيم، إلى أن “المباراة صعبة جداً، خصوصاً بالجوانب البدنية، وذلك لما يتمتع بهِ المنتخب الإيراني من مستوى عالٍ فيما يخص الالتحامات، وحتى على مستوى أسلوب وطريقة اللعب”.

وختم المحلل الكروي العراقي حديثهُ بالقول:  “وفق المعطيات بالنسبة لمباريات دور المجموعات، فالأفضلية واضحة بالنسبة للمنتخب الإيراني، لكن يبقى الأمل بالتأهل للمنتخب الشبابي، والتغلّب على إيران أولوية، للتأهل إلى نهائيات كأس العالم”.

بدوره، أشار المدرب حسن محمود، إلى أن “الأسماء المتواجدة لا غبار عليها، وتستحق تمثيل المنتخب، لكن هناك خللاً في بعض المراكز يجب تصحيحها في المباراة الفاصلة أمام إيران، من قبل الكادر التدريبي الشبابي، الذي نتمنى لهم التوفيق والانتقال بالمنتخب إلى المربع الذهبي، ولم يتبق على بلوغ كأس العالم سوى خطوة واحدة”.

وأضاف محمود، أن “المستوى الفني للفريق لا يلبي الطموح الذي يتمناه الشارع الرياضي”، موضحاً أن “الإعمار الصحيح والعمل الصحيح والتخطيط للمدى البعيد يحتاجُ لوقتٍ طويل”.

ولفت إلى أن “تراجع أداء منتخبات العراق للفئات؛ هو عدم وجود دوري فئات عمرية منظم يلبي الطموح، إذ لا بد أن تخوض فرق المواهب مبارياتها قبل الفريق الأول، مع رفع عدد المباريات ليساوي فرق الخط الأول، والتي لا تقل عن 36 إلى 40 مباراة في الموسم الواحد، ليرحل بعدها جاهزاً في الموسم التالي للفريق الأول، بدون وجود فوارق كبيرة”.

 ****************

وقفة رياضية.. مطلوب قاعات لكرة السلة

منعم جابر

القاعات والمنشآت والملاعب الرياضية، مطلوبٌ توفيرها وتواجدها في الساحة العراقية؛ لغرض تسهيل ممارسة ألعابها وتطوير القابليات الفنية لممارسي هذه الألعاب، من حيث الأرضية ونوعيتها وأثرها على أداء اللاعبين.

وقد اعتدنا في السنوات السابقة على التساهل في عمل الأرضيات؛ مما يعرّض لاعبينا لمختلف الإصابات في أنحاء الجسم، وهذا ما يؤثر على الأداء الفني للاعبين وممارسي اللعبة.

لهذا أقول لوزارة الشباب والرياضة، أن يهتموا بالقاعات والمنشآت الرياضية، وأن يقوموا بتكليف شركات عالمية متخصصة في هكذا ملاعب وميادين رياضية، فلدينا اليوم قاعة واحدة، هي قاعة القادسية مخصّصة لمنافسات كرة السلة والطائرة واليد وغيرها، وهي بمواصفات ليست دقيقة ومثالية.

هنا أتذكر أن لاعبي المنتخب الوطني لكرة السلة، قد ذكروا في حديث تلفزيوني أنهم حضروا وحدة تدريبية في احدى القاعات القطرية، والمُعدة لتدريباتهم، وقفوا مندهشين أمام جماليتها، وطريقة تصميمها، ومواصفاتها العالية.

أحبتي، قادة المؤسّسات الرياضية. عليكم الاهتمام في بناء القاعات والمنشآت الرياضية، والعناية بأرضياتها ومدرجاتها؛ لأنها ستشكل إرثاً جميلاً لأجيالنا من الرياضيين.

إن العراقيين مولعين بالرياضة بكل تفاصيلها، فإذا وفرنا القاعات المناسبة والكافية؛ فإنّ الأجيال المقبلة من الرياضيين ستحقق أفضل الإنجازات، وتقدم أفضل المستويات والعطاء المتميّز.

وبإقامة هذه المنشآت والصروح الرياضية، فإننا سنساهم بقوة في نشر كل الألعاب الرياضية على الساحة العراقية، وبهذا نقدم لأجيالنا وشبابنا منشآتٍ متكاملةٍ يستطيعون من خلالها تحقيق أفضل الإنجازات، ومن خلالها سنساهم في تطوير أغلب ألعابنا الرياضية.

 **************

الأولمبي العراقي يواجه فيتنام وكوريا ببطولة الدوحة

الدوحة ـ وكالات

كشفت اللجنة المنظمة لبطولة الدوحة الدولية، أمس الأربعاء، أن المنتخب العراقي الأولمبي سيواجه فيتنام وكوريا الجنوبية في الجولتين الأولى والثانية.

ومن المقرّر أن تنطلق هذه البطولة في أواخر شهر آذار الجاري، بمشاركة 10 منتخبات: العراق، قطر، السعودية، الكويت، كوريا الجنوبية، الإمارات، عُمان، فيتنام، قيرغيزستان، تايلاند.

وسيفتتح العراق مشواره في بطولة الدوحة الدولية “تحت 23 عاماً”، بمواجهة فيتنام يوم 22 آذار، على ملعب نادي الغرّافة، ثم يواجه كوريا الجنوبية يوم 25 من الشهر نفسه، في ملعب نادي قطر.

وستجرى مباراة ثالثة “ترتيبية” حسب نتائج المباراتين المذكورتين.

وسيستغل المنتخب العراقي بقيادة مديرهِ الفني الوطني راضي شنيشل، هذه البطولة لبدء الإعداد لمعركة التصفيات المؤهلة إلى أولمبياد باريس 2024.

 *****************

رسمياً إتهام برشلونة بقضية الرشوة

برشلونة ـ وكالات

يمر نادي برشلونة بموقفٍ صعبٍ لا يُحسدُ عليه، بعد إدانتهِ بشكلٍ رسميّ من قبل المدعي العام في قضية رشوة التحكيم المعروفة إعلاميًا باسم “مدفوعات نيجريرا”.

وكشفت صحيفة “موندو” الإسبانية، عرضاً من خوسيه ماريا إنريكي نيغريرا، الحَكم السابق ونائب رئيس اللجنة الفنية للحُكّام في إسبانيا، على نادي برشلونة، مساعدتهم في عام 2020، وذلك بعد عامين من إقالتهِ من قبل جوزيب ماريا بارتوميو، رئيس النادي السابق، لكنهُ قوبل بالتجاهل.

وأشار التقرير إلى أن الحَكم حافظ على رابط علاقتهِ مع برشلونة، حيث كشف التقرير عن وجود رسائل نصية منهُ كتبَ فيها: “يمكنني مساعدتك في تقنية حكم الفيديو المساعد، إذا كنت مهتمًا فاتصل بي”، وبعد أن رفضَ برشلونة العمل معهُ مرةً أخرى، وتحقيق ريال مدريد الفوز بالدوري، أرسلَ رسالةً أخرى كتبَ فيها: “كنت ستتحسن معي”.

وبحسب التقرير فإنّ الرسائل كانت قصيرة، ولم تتم الإجابة عليها؛ لأنّ بارتوميو قد قرّر قطع العلاقة معه.

يذكر أن برشلونة لم يتوّج بالدوري الإسباني في آخر ثلاث مواسم، حيث فاز أتلتيكو مدريد باللقب مرة وريال مدريد مرتين.

 ****************

«السمسرة والاحراج» تدفعان اتحاد الكرة لتشكيل لجنة تتابع اللاعبين المحترفين

متابعة ـ طريق الشعب

كشف الاتحاد العراقي لكرة القدم، أمس الأربعاء، عن دوافع تشكيل لجنة خاصة لمتابعة اللاعبين العراقيين المحترفين.

وقال عضو اتحاد الكرة غالب الزاملي، إن “الهدف من وراء تشكيل اللجنة، هو بسبب وجود دخلاء من السماسرة الذين يحاولون الترويج للاعبين مغتربين بغية الاستفادة مادياً”.

وأضاف الزاملي أن “الاتحاد لا يقبل المساومات أو فرض اللاعبين إلا عبر قناعة تامة، ولهذا شكلَ لجنة متخصصة لمتابعة اللاعبين العراقيين المغتربين خارج العراق، لاختيار الأفضل”، مبيناً أن “الاختيار يكون بشكل فني دقيق لكل الفئات العمرية”.

وأشار الزاملي إلى أن “الاتحاد رأى أن اللاعب المغترب جاهز بشكلٍ أفضل في الجانب الفني، مقارنةً بالكثير من لاعبينا المحليين”، لافتاً إلى “وجود خامات ومواهب جيدة جداً من أبناء العراقيين المغتربين، يمثلون أندية أوروبية على مستوى عالٍ وتستفيدُ منها تلك الأندية في دعم فرقها الكروية، ولابد أن تعود الفائدة لمنتخباتنا؛ لأن أغلبهم أُسّسوا بشكلٍ مثاليٍّ صحيح”.

وأكد عضو الاتحاد أن “اختيارات اللجنة ستكون وفق معايير، وسيكون اهتماماتها باختيار اللاعبين المميزين وفق المدارس الأوربية، والمصقولين بشكلٍ جيد”، موضحاً أن “الاتحاد سيبدأ من الصفر فيما يخص دعوتهُ للاعبين المحترفين”.

وكان الاتحاد العراقي لكرةِ القدم، أعلن عن تشكيلِ لجنةٍ خاصةٍ لمتابعة اللاعبين العراقيين المحترفين في مختلفِ الأعمار؛ وذلك لتسهيل جميع الأمور الإداريّة الخاصة بهم، من أجل إكمال أوراقهم الرسميّة بالشكل الذي يسهم في تمثيلهم المنتخبات الوطنيّة.

 ******************

جذع النخلة يستضيف مباراة القوة الجوية والشباب السعودي

البصرة ـ طريق الشعب

أعلنت إدارة ملعب البصرة الدولي “جذع النخلة” الذي يتسع لـ 65 ألف متفرج، عن جاهزيتهِ لاحتضان مباراة القوة الجوية والشباب السعودي.

ويلتقي الفريقان في ذهاب التصفيات التمهيدية لكأس الملك سلمان للأندية العربية، يوم 13 آذار الجاري.

ووفق إدارة ملعب جذع النخلة، فقد تم الانتهاء من عملية إدامة بذور العشب، بعد أن تضرّرت جراء كثافة المباريات ببطولة خليجي 25، حيث استضاف القسم الأكبر من مواجهاتها في يناير/كانون الثاني الماضي.

وأوضحت إدارة الملعب أن أعمال التأهيل، شملت أيضاً جميع مرافق الملعب، علاوةً على المناطق المحاذية لمحيطه.

وتعد هذه البطولة الثانية التي يستضيف فيها ملعب البصرة الدولي، مباريات القوة الجوية، حيث توِّجَ فيهِ بلقب كأس الاتحاد الآسيوي عام 2018، بالفوزِ على فريق ألتين أسير من تركمانستان.

يذكر أن مباراة الإياب بين الفريقين ستقام في العاصمة السعودية الرياض، يوم 16 نيسان المقبل.

 ******************

الصفحة العاشرة

رسامة شابة في بيروت وراء معظم مشاريع زها حديد

ابراهيم العريس

من المؤكد أننا لم نحاول اللعب على الكلام وخداع القارئ حين نتحدث عن تلك “الرسامة الشابة” التي نزعم في عنوان هذا المقال أنها كانت هي وراء اختيار العمرانية الراحلة والفنانة الكبيرة زها حديد، لتحقيق العدد الأكبر من تصاميم المتاحف والمكتبات والصالات الفنية الكبيرة في عدد من أهم مدن العالم من “كانتون” في الصين إلى بعض الولايات الأميركية مروراً ببلدان عربية، ولا سيما مدن خليجية، أدركت كلها القيمة الفنية المطلقة لما تنجزه تلك المبدعة “البريطانية” من أصل عراقي كانت لا تكف عن إعلان افتخارها به، كما افتخارها بصباها الذي أمضته فنانة وطالبة جامعية في بيروت قبل أن تعيش انطلاقتها العالمية التي أوصلتها إلى نيل جائزة “بريتزكر” التي تعتبر “نوبل الفنون العمرانية”، والتي لم يفز بها أي عمراني من الشرق الأوسط ولم تعط لأية عمرانية امرأة لا من قبل زها ولا من بعدها، وإلى أن تصبح من أشهر عمرانيي العالم قبل رحيلها المبكر عن 60 سنة. ولعل القارئ النبيه قد أدرك أن “الرسامة الشابة” لم تكن سوى زها حديد نفسها. أما المهتم المطلع على إنجازات هذه المبدعة الكبيرة فلربما أدرك من ناحيته العلاقة بين رسوم زها حديد حين كانت شابة ومنجزاتها العمرانية التي كرستها كمهندسة تتعامل مع مشاريعها تعامل الرسام مع لوحته.

العمرانية العالمية «الأولى»

صحيح أن هناك بين كبار المعماريين في العالم من زاوجوا بين الرسم والهندسة العمرانية، ويخبرنا تاريخ الرسم ولا سيما في عصر النهضة في ألمانيا وإيطاليا خصوصاً أن كبار الرسامين كانوا من بناة الصروح العمرانية (مايكل أنجلو مثلاً، أو ليوناردو دا فينشي من دون أن ننسى دورر) غير أن حالة زها حديد تختلف، أولاً لأن هذه المزاوجة لم تعد واردة في الأزمنة الحديثة، كما أن الفنان حتى حين ينتقل من الرسم إلى الهندسة أو بالعكس لا يعود واسع الاهتمام بممارسة الإبداع الثاني، ثم إن زها امرأة، ولم تجر العادة على مثل هذا التنقل بين النساء مهما بلغت قوة التعبير وتوسع المخيلة لديهن، أما بالنسبة إلى فنانتنا العراقية، ففي نهاية الأمر لن يكون من المبالغة القول إن ثمة وحدة أسلوبية وخطوطاً واضحة بين الفنين اللذين ظلت تمارسهما معاً حتى سنواتها الأخيرة على رغم كثرة وضخامة مشاريعها العمرانية. ويقيناً أنها بدت دائماً وكأن تصميماتها هي نوع من الامتداد للوحات صباها بل حتى للوحاتها التي ظلت ترسمها وتعرضها في مختلف مراحل حياتها. والحقيقة أن المرء إن تأمل في تصاميم زها حديد الكبرى سيشعر كما لو أنها مجرد تكبير للأشكال التي ما برحت تجعلها مواضيع لوحاتها.

من اللوحات إلى الصروح

ومن هنا، لا بد من أن نجد في ذلك الربط بين لوحاتها وما تشيده نوعاً من التواصل الذي يعطي الفنين لديها وحدة عضوية لا بد من التوقف عندها متأملين. وربما تكمن الرغبة في هذا التوقف في ما أشرنا إليه أول هذا الكلام في “حتمية” تفوق زها حديد على العدد الأكبر من العمرانيين الذين تخوض مباريات الحصول على مشاريع في وجههم، من خلال ربط أصحاب القرار النهائي للتصميمات التي تقترح وتخوض بها تلك المباريات، بما يعرفونه من لوحات معارضها. ولا سيما إن كان التباري يتعلق بصروح لها علاقة مباشرة بالفن والأدب والشؤون الثقافية عموماً. ولا يتسع المجال هنا لتعداد الأبنية ذات الطابع الفني التي نفذتها زها حديد، ولكن في مقدورنا بقدر كبير من الثقة أن نقول إن نسبة الأبنية الثقافية إلى مجمل إنجازاتها الكبرى تفوق ما لدى أي عمراني آخر من زملائها الذين، خلال العقود الأخيرة بل حتى طوال القرن العشرين، بدلوا من طوبوغرافية المدن ومن مفهوم العمران ومن وظيفة الصرح في المدينة بحيث تضافروا جميعاً لجعل المدن أشبه بمتاحف تنقل الفنون من داخل الصالات والبيوت والمؤسسات إلى الساحات والشوارع بشكل لا سابق له. والحقيقة أننا ما أسهبنا في هذه المقدمة إلا من أجل الحديث عن واحد من أهم مشاريع زها حديد (1950 - 2016) في هذا المجال، وهو مشروع من اللافت أنه لا يذكر بما فيه الكفاية مع أنه يكاد وحده يؤكد مزاوجة زها حديد الخلاقة بين الرسم والعمران شكلاً ومضموناً، ونتحدث هنا عن “المتحف الوطني لفنون القرن الحادي والعشرين” MAXXI الذي نفذته الفنانة في روما بين العامين 1998 و2010.

لحظة مفصلية

والحقيقة أن معظم الذين تناولوا بالتحليل والتعليق على هذا المشروع اعتبروه نقطة مفصلية في مسار حديد، إذ نجدها تعود في اندفاعة لافتة إلى بداياتها التشكيلية ممهدة لهذا التوق الفني الخالص الذي ميزها، جاعلاً من المباني التي تنجزها منذ ذلك الحين نوعاً من التوسع في استلهام الأشكال التي كانت تملأ لوحاتها، في تعبير عن توق مبكر لديها في التحول إلى عمرانية يرتبط عملها بأشكال هندسية وخطوط مدينية. وهذا ما تجلى بخاصة في المتحف الروماني الذي تكفي نظرة إليه ملتقطة من الفضاء الذي يعلوه ليكتشف المرء كم أن حديد عرفت كيف تدمجه تماماً في الفضاء المديني، الذي لم تكن مستاءة على أية حال من الاضطرار إلى حصر المبنى في تلك المساحة الواقعة بين أحياء سكنية وصناعية بالكاد تحتوي على فراغ غير مستخدم، كمصانع ومستودعات من النوع الذي يعطي المكان بعده المديني هذا. ومن الواضح في هذا الإطار أن مبنى المتحف، من دون أن يندمج عضوياً في المكان الذي بني فيه، راح يبدو ـ كجزء على حدة منه، متداخلاً فيه وإن باختلاف في لون جدرانه، إذ من جديد عادت الفنانة لتركز على ألوان شاحبة فاتحة تتناقض منطقياً مع لون المباني المحيطة والمتراوحة بين درجات الألوان القرميدية. وهكذا، إذ ميزت العمرانية المكان بشكل يحمل توقيعها، بات عليها أن تهتم بالفضاءات الداخلية على امتداد مساحة مدهشة بالنسبة إلى قاعات وظيفتها أن تقدم معروضات، لكن الفنانة عرفت كيف تجعل الأجنحة والقاعات في حد ذاتها محط الفرجة الأساسية.

“أليس” ومرآتها وبلاد العجائب

فحديد استغلت الحرية المعطاة لها من قبل المقررين، والمساحات الواسعة التي وجدتها قادرة على تقسيمها بحسب حلمها الفني الكبير، فلم تتردد في التعامل مع المشروع كله بشكل يجعل الزائر يشعر وكأنه تسلل إلى داخل لوحة فنية كما قد يفعل مشاهد للوحة عملاقة بدت له أول الأمر سهلة في تعبيرها عن عالم بدا له أليفاً، ثم إذ دخل إليه بالفعل وجده حافلاً بالتعقيدات والزوايا والأسرار التي توجد عادة داخل المدينة وفي خيال بانيها. ولا شك أن هذا الشعور إنما كان هو بالتحديد ما أرادت الفنانة بثه، مؤكدة مرة أخرى، وبشكل قاطع ومفصلي، من ناحية على مدينيتها، أي علاقتها الخاصة بالمدينة وبأبعد كثيراً مما يربط العمران نفسه عادة بالمدينة، ومن ناحية ثانية على حلم قديم لديها يقوم في إحياء قفزة “أليس” عبر المرآة إلى داخل “بلاد العجائب”. ومن هنا يخرج هذا المشروع عن وظائفيته إلى حد ليصبح هو نفسه الوظيفة، بل “الفرجة” كما أشرنا.

ونعرف طبعاً أن هذا البعد سوف يسود منذ ذلك الإنجاز في عوالم زها حديد ولكن ليس لديها فقط، بل لدى كثر من عمرانيي الحداثة الذين، كما حال كالا ترابا الإسباني الذي تبدو مشاريعه وكأنها الأقرب إلى مشاريع حديد، أي كأنها لوحات فنية ضخمة، أو منحوتات عملاقة مزروعة في الساحات، محولة المدن نفسها إلى ذلك العالم الخيالي المرتبط بـ”أليس” وقفزتها. وبعد هذا، من المؤكد هنا أن المحتوى والمحتوي يتضافران معاً لخلق وظيفة جمالية للمباني التي ستبدو هنا في نهاية الأمر تحقيقاً لأحلام فنية عمرانية – مدينية تنتمي إلى أحلام من معدن وأسمنت وألوان يحملها هؤلاء المبدعون في خيالهم ثم في تصميماتهم، ففي المباني، وقد أنجزت كلما أتاح أصحاب القرار إمكانية ذلك، بصرف النظر عن الكلفة الباهظة، مادياً ومعنوياً لذلك كله.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

“اندبندنت عربية” – 10 شباط 2023

 ********************

الرقص ضد الفقر ومن أجل الحياة.. مبادرة خيرية في البرازيل

تشتهر منطقة كومبليكسو دي أليماو المتاخمة لشمال مدينة ريو دي جانيرو بأنها واحدة من أخطر المناطق في البرازيل، من حيث العيش بها، فالجريمة مستمرة، وتعتبر المنطقة مرتعا للعصابات الإجرامية. كما تعاني المنطقة من نقص الخدمات وانتشار الفقر بين السكان وتشهد المناطق المحيطة بهذا التجمع السكاني الضخم اشتباكات متكررة بين الشرطة وتجار المخدرات، كما أن نسبة الحمل المبكر للفتيات المراهقات مرتفعة، ما يجبرهن ويجبر العديد من الأهالي على ترك المدرسة مبكرا من أجل التمكن من كسب لقمة العيش، بحسب تحقيق أجرته اذاعة ألمانية.

في هذا المكان الخطر ولدت مبادرة من أجل حث السكان على التمسك بالأمل ومن أجل توفير فرص عمل للعديد من الشباب والشابات المشتركين. تم افتتاح مدرسة باليه من أجل تعليم الفتيات والفتيان الرقص، وحثهم على اشغال أوقاتهم في أمور أخرى لا تعرض حياتهم للخطر. كما تشارك المدرسة وبعض المهتمين بتمويل حزم الطعام للمحتاجين من أعضاء مدرسة الرقص الذين لا يملك آباؤهم سوى وسائل محدودة لدعم الأسرة. بالإضافة إلى عدد كبير من الأطعمة الأساسية.

قصة الطفلة صوفي

أتمت صوفي التاسعة من عمرها، ويتم الاحتفال بعيد مولدها في المدرسة، شعرها الأسود مربوط بأحكام بينما وقفت بالقرب منها مؤسسة وصاحبة هذه الفكرة إلين سيرا، حيث أمضت السيدة البرازيلية 12 عاما وهي تنشر مبادرتها لتعلم الرقص في الأحياء الفقيرة المهملة، وتقول سيرا: “نحن مثل عائلة هنا، نحن مثل التروس في الساعة، ويجب أن تكون حركتنا مكملة لبعضها البعض”.

تساعد سيرا وفريقها الأطفال والشباب على الهروب من قلة الفرص في هذه النقطة الاجتماعية الساخنة لسنوات. في مدرسة الرقص يتعلم الأطفال والشباب بالفعل كيفية خلق الشجاعة والأمل وتحسين ظروفهم المعيشية في مجتمع الفن والثقافة. كما تخلق الرحلات والعروض المنتظمة في المنطقة آفاقا جديدة وتوفر فرصة للهروب من ظروف البيئة الصعبة.

من المعاناة والألم ولدت الفكرة

المشروع بأكمله، قصة النجاح العظيمة هذه، ولدت من ألم كبير، كما تقول المؤسسة إلين سيرا: “قصتي مع مشروع الرقص هي أيضا قصة مأساوية. عندما كنت طفلة، كنت ضحية الاعتداء الجنسي على الأطفال. وكنت ضحية للعنف المنزلي. كان الأمر سيئا للغاية ولم أكن أريد أن يمر الأطفال الآخرون بشيء من هذا القبيل “.

هذا أدى إلى فكرة مدرسة الباليه. مدرسة يتم فيها إعطاءالأطفال وأسرهم التوجيه والاستقرار من خلال المودة والتعليم والثقافة. بدأت إلين سيرا وصديقة لها فيدا تسار مع 14 طفلا. ومع استمرار المشروع لسنوات طويلة استفاد حوالي 3000 الاف طفل من الدعم الذي توفره المدرسة. تخرج أكثر من 90 بالمئة من المشاركين بالمدرسة، وتمكنوا من الحصول على فرص عمل لهم في أماكن أخرى، ساعدتهم على الهروب من الفقر.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

DW  الألمانية – 18 كانون الثاني 2023

 ******************

ما لا تريدك طالبان أن تراه: غضب الفنانات

محجوبة نوروزي

“أخرجت بعض لوحاتي من الإطارات وتخلصت من الإطارات وأخفيت اللوحات”.

هكذا حاولت فنانة يائسة في أفغانستان حماية لوحاتها.

سمعت “شاجية” أن عناصر طالبان يشنون حملات تفتيش على المنازل.

بعض الناس دمروا لوحاتهم وتماثيلهم وآلاتهم الموسيقية، وحتى كتبهم.

شاجية أبقت على بعض اللوحات، التي تصور الزهور والطبيعة، معلقة على الجدران.

لم تعتقد أن رجال طالبان سوف يكترثون بها، لكنها كانت مخطئة، لقد صادروها.

لا تزال الفنانة تعيش في أفغانستان، لذلك نبقي هويتها سرا من أجل سلامتها.

ملامح لوحات شاجية تشوبها القسوة وأجواء الرعب لكن فيها حميمية. إنها تصور قسوة حياة النساء الأفغانيات بتفاصيلها الصغيرة.

وفقا لتفسير طالبان المتشدد للإسلام فإن رسم الوجه البشري محظور، لذلك على شاجية أن تخفي لوحاتها.

حين سألت بي بي سي عن الموضوع، أنكر المسؤولون في كابل الاستيلاء على لوحات فنية بهذه الطريقة.

قال محمد صادق عاكف المتحدث من وزارة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر “ترددت تقارير في إقليم هراة قبل عدة شهور عن وقوع شيء كهذا. 99 في المئة من الأفغان مسلمون ولله الحمد، لقد لفتنا انتباههم إلى تعاليم الإسلام وقبلوا ذلك”.

لقد أغلقت طالبان مدارس الموسيقى، وأصدرت تعليمات لمحطات الإذاعة والتلفزة بعدم بث الموسيقى أو البرامج الكوميدية، والاستعاضة عنها بالأشعار الدينية والرسائل الموالية لطالبان.

يعتقدون أن الفنون الغربية هي طريق لنشر الفساد، مع أن المتحدث باسم وزارة الإعلام قال إنهم يحتفون بفن النساء وأشغالهن اليدوية في اليوم العالمي للمرأة.

وتصف شاجية أوضاع النساء تحت حكم طالبان بأنها “الجحيم على الأرض”.

“عودة القيود الصارمة على نساء أفغانستان”

نساء يتظاهرن ضد حكومة طالبان المكونة من الرجال فقط

وتقول “الفن يخلقه الحب، يتشكل في قلب وعقل الفنان. لا مكان لشيء جميل كهذا في بلاد يحكمها هؤلاء”.

كانت الفنانات الأفغانيات يرغبن على الدوام بتحدي التقاليد الأبوية الخانقة التي تسيطر على حياتهن. أعمال شاجية تحديدا قاتمة وتعبر عن مرارة.

كانت ضمن حركة فنية استثنائية بدأت تزدهر في أفغانستان على مدى عقدين من الزمان، خنقت عام 2021 بعد عودة طالبان إلى السلطة. كانت شاجية تتردد على مركز نسائي للفن في كابل للرسم واكتساب مهارات جديدة ولقاء فنانات شابات، لكن النوادي النسائية كلها أغلقت. تقول شاجية “تقتل الرقابة خيال الفنان، وهذه مصيبة بالنسبة لي ولبقية الفنانات”. وحظر التعليم على النساء الأفغانسات حاليا كما منعن من مزاولة معظم المهن، ومن رفع أصواتهن في العلن، ولا يستطعن مغادرة المنزل إلا بمرافقة محرم.

ومع الأزمة الاقتصادية المتفاقمة لم يعد باستطاعة شاجية الحصول على الألوان وفُرَش الرسم، لذلك فهي ترسم مسودات في السر للحفاظ على روح الفن حية داخلها.

لكن شاجية يحفزها هدف أكبر، هو إبقاء الضوء مسلطا على النساء.

“من مهام الفنان أن يستوعب الألم ويعبر عنه، كذلك أن يرى غياب المساواة وعدم احترام حقوق الإنسان في المجتمع. أريد أن أعبر عما تمر به النساء في أفغانستان”، تقول شاجية.

وتضيف “تعبنا من كل هذا القمع”.

وتحظى شاجية بدعم كامل من عائلتها وزوجها، وهو شيء نادر في المجتمع الأفغاني.

تقول “بالإضافة لأمي وأبي وأختي وأخي فإن زوجي كان دائما أكبر داعم لي ومدافع عني”.

بإمكان حكومة طالبان حظر الفن لكن شاجية تعتقد أنها لن تستطيع منع الفنانات من توثيق المقاومة النسائية.

تتلقى شاجية بيانات طالبان بتحفظ.

تقول “لو رسمت امرأة في برقع تحمل نسخة من القرآن فسوف يسمح لي بعرضها، لكني سأستمر في النضال من أجل الحرية من خلال لوحاتي”.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

“بي بي سي” – 20 كانون الثاني 2023

 ******************

الصفحة الحادية عشر

ذكريات الجواهري

 في مجلدين انيقين، صدرت الطبعة الجديدة من “ذكرياتي” لشاعر العرب الأكبر محمد مهدي الجواهري، عن دار الشؤون الثقافية في وزارة الثقافة-بغداد.

وكانت لجنة مكونة من السادة: د. حسين ناظم، د. سعيد عدنان، د. سعيد جاسم الزبيدي، د. نادية غازي العزاوي، د. رهبة اسودي حسين، قد تولت مراجعة هذه المذكرات التي تعد تاريخاً للعراق الحديث، وعلى مدى سبعة عقود قدم لنا الجواهري سلسلة من الاحداث التاريخية التي كان شاهداً عليها، وعرضها بأسلوب تاريخي وبلغة شعرية حية.

“مذكراتي” سجل حافل بالذكريات التي لا يمكن لأي قارئ الاستغناء عنها بسبب غزارة المعلومات الواردة فيها ولغتها الشفافة. المجلدان يقعان في حدود الألف صفحة.ؤ

 *****************

يا شهيداً

صاحب سعد الخفاجي

يا شهيداً ذُكرُكَ اليومَ أليمْ

ومُصابٌ حلَّ في الحزبِ عظيمْ

فَقَدَ الحزبُ نجوماً لألأتْ

في سماءٍ بين غيمٍ وأديمْ

لنجومِ الحزبِ نَهدي قبلةً

وسلاماً  لسلامٍ  وكريمْ

أنت تسمو فوق آفاقِ المدى

في ربانا خالداً طيراً وسيمْ

كلُّ يومٍ لك آياتٌ  لنا

و رشادٌ منك يأتينا نسيمْ

للهوى فينا  دموعٌ  تشتكي

وفؤادٌ قد بدا فيك كليمْ

لم تغبْ يوماً علينا لم نزلْ

نحفظُ العهدَ على الدربِ نقيمْ

يا أميراً سوف تبقى شاهداً

لسنيّ القحطِ أيامَ الجحيمْ

بدماءٍ قد سَقيتَ الأرضَ ذي

فبقى فيها  كينبوعٍ سليمْ

لم يجفْ يوماً ويبقى ثائراً

دائمَ الخيرِ على الناسِ كريمْ

ما شكا  يوماً ولا ملَّ العطا

بل رآى الموتَ خلوداً ونعيمْ

و بهِ يحيا كما يحيا الهوى

في قلوبٍ تحملُ الحبَّ حميمْ

لحبيبٍ كان يزهو مشرقاً

كصباحٍ ناب عن ليلٍ  بهيمْ

 ************

جمرةُ الثورات

د. وليد جاسم الزبيدي

سَلِ الأرضَ التي احتضنتْ ثراكا..

سَلِ الأيامَ هل شهِدتْ سواكا..

سَلِ الحُفرَ التي ضاقتْ فشقّتْ

فلذّاتٍ لنا نسجتْ سَماكا..

سَلِ الطُرقاتِ عن ليلٍ تقضّى

رصاصاتٍ، عويلاً، أو عراكا..

سَلِ الأحياءَ عن ذئبٍ تخفّى

يُكشّرُ، يقتفي، ألماً، خُطاكا..

توهّمَ أنهُ أخفى حياةً

وهاهُمْ بيننا روحٌ تَراكا..

توهّمَ أنّهُ بطلٌ يُفدّى

فأمسى مُفرداً، عِلّاً، رِكاكا..

يُحدّثُنا التُرابُ هنا بحالٍ

يُفرّقُ منْ بطى، عمّن تباكى..

فكلُّ حجارةٍ باتتْ لساناً

وكلُّ قماشةٍ شمختْ لِواكا..

وكلُّ حفيرةٍ شهقتْ تُدوّي

ملائكةٌ هنا صحبتْ مَلاكا..

فكمْ نشرَ الغُرابُ هنا شباكاً

فقضّ الدّهرُ ذيّاكَ الشباكا..

فلمْ نأتِ لننشدَ في رثاءٍ

فقدْ جَبُنَ الذي يوماً رَثاكا..

فأنتُمْ جمرةُ الثوراتِ فينا

وموقدُ قادمٍ يُصلي عِداكا..

فلو كانَ الحياءُ بظلّ أرضٍ

تجمّدَ خاشعاً، صَبّاً فَداكا..

ولو أنّ الرجالَ رجالُ صدقٍ

لَشيدتْ بيننا قُبباً مُناكا..

لكانَ الصّرحُ ترجمةً لحُبٍّ

ليومىءَ للّذي يأتي وفاكا..

فَبادِرْ، فالحياةُ نشيدُ فخرٍ

ليشرقَ في الظلامِ سنا ضياكا..

 ******************

معين بسيسو.. رؤية نفسية لمنجزه الشعري

ريسان الخزعلي

(1)

لم يحظ َ الشاعر الفلسطيني الراحل/ معين بسيسو/ بالكثير من الدراسات النقدية - على مستوى الكتاب - التي تتناول تجربته الشعرية رغم أنّه ُ من أقدم الشعراء الفلسطينيين الذين تفاعلوا مع تحوّلات الشعر العربي بعد التجديد والتحديث اللذين أحدثهما الشعراء العراقيون الرواد: السياب، البياتي، نازك الملائكة، بلند الحيدري في أربعينيات القرن الماضي. ومن الناحية الزمنية/ العمْريّة يكون/ بسيسو/ أكبر من الشاعرين: محمود درويش وسميح القاسم، إذ وِلد عام 1929، وهو عام ولادة الشاعر/ توفيق زياد/ أيضاً. لكن َّ مديات انتشاره لم تكن بسعة انتشار الشعراء الثلاثة – رغم منجزه المتنوّع الواسع - لأسباب قد ترتبط بموقف الإلتزام السياسي/ الفكري وما يستوجبه ُ من ضرورات وتبعات. ومع َ أنّه ُ يشترك معهم بالموقف ذاته، إلا أن َّ لبسيسو ظروفاً خاصة، وتفاعلاتٍ أكثر جدّية، وطريقة في ادارة الأعمال والانتشار والتفاعل الاجتماعي.

إن َّ منجزالشاعر الابداعي المتنوّع، يمكن الإشارة إليه على مستوى اصدارالمجاميع الشعرية و الكتابات النثرية والأعمال المسرحية وبما يتفوّق به كمّيا ً على أقرانه وبالنوع الذي شكّل خصوصيته. ومن بين مجاميعه الشعرية: حينما تمطر الأحجار، كراس فلسطين، جسدي كيس من الرمل، قصائد مصرية، فلسطين في القلب، الأشجارتموت واقفة، جئت لأدعوك بإسمك، مارد من السنابل، آخر القراصنة من العصافير، الأردن على الصليب، قصائد على زجاج النوافذ. إضافة إلى الأعمال الشعرية الكاملة. ومن الكتابات النثرية، له ُ: مات الجبل.. عاش الجبل، باجس أبوعطوان، دفاعاً عن البطل، البلدوزر، دفاتر فلسطينية. أما الأعمال المسرحية، فهيَ: ثورة الزنج، مأساة جيفاره، الصخرة، العصافير تبني أعشاشها بين الأصابع، محاكمة كتاب كليلة ودمنة.

(2)

من أهم مميزات شعر/ معين بسيسو/ بساطة التشكيل اللغوي، وضوح الفكرة، الميل إلى التهكم والسخرية، مواجهة الواقع والتجارب الحياتية وتعارضاتها كونه ليس من أصحاب التجارب الباطنية، الهم الفلسطيني الذي يُمثّل شاغله الوجودي، التفاعل مع الرموز العربية والماركسية والمسيحية والحيوانية، مسرحة الحالة الشعرية، التماهي مع تجليات البطولة.

(3)

من دالّة ودلالة الرموز التي تفاعل معها الشاعر، تلمّس َ الكاتب العراقي/ شوقي يوسف بهنام/ نبضا ً حسيّا ً لأن يضع كتابا ً عن الشاعر بعنوان عريض: معين بسيسو والغضب المقدّس – رؤية نفسيه لمنجزه الشعري. وهكذا جاءت فصول الكتاب تتابعا ً: بسيسو والبهلوان، بسيسو ورموزه الحيوانية، بسيسو ورموزه العربية، بسيسو ورموزه الماركسية، بسيسو والرموز المسيحية. ورغم تخصص الكاتب الأكاديمي: ماجستيرآداب/ علم نفس، وبكالوريوس آداب/ فلسفة.. إلّا أن َّ طروحاته لم تكن تحمل مكاشفات نفسية أو فلسفية وبما يتواشج مع عنوان كتابه العريض، وإنما جاءت بطريقة التعليق على عيّنات شعرية ترد فيها الرموز التي حددها، كما لم يتضح معنى (الغضب المقدّس) الذي بقي طافيا ً على غلاف الكتاب من دون تحليل له ُ في متنه ِ. وكان الأكثر ملائمة ً أن يكون عنوان الكتاب: معين بسيسو – قراءة في رموزه الشعرية، كي يتجنب توصيفات مثل: الغضب المقدّس والرؤية النفسية.

إن َّ ما قام به الكاتب - مع ملاحظة كثرة الأخطاء الإملائية والنحويّة – لا يتعدى قيامه بعقد مقاربات ومقارنات بين رموز بسيسو الشعرية والجذور التاريخية والسياسية والدينية لهذه الرموز من دون أن نجد تأويلاً نفسياً؛ إذ لا بد َّ من التمييز، هل كان البعد النفسي المُفترض كامنا ً في ذات الشاعر أم في مدركات الكاتب..؟ وللتوضيح سأورد نموذجا ً لطريقة تحليل الكاتب (النفسية) وهو عيّنة لما يشابهه:

يقول بسيسو:

الببغاء في غيبوبة المصير

في نزعها الأخير

ترتجف

في مصفحة

الببغاء في الخريف

صوتها هرم وريشها استحال إلى رماد

والببغاء حينما يذبل في منقارها الكلام يا أيها الأقزام

ينبذها أسيادها الكبار في قفص

قضبانه خيوط عنكبوت.. تنقر في الأفيون حتى تموت.

يقول الكاتب:

 في هذا المقطع يأس من الببغاء، الببغاء صارت هرمة.. في النزع الأخير. في غيبوبة المصير. مامعنى غيبوبة المصير ؟! المصير معدوم الهوية.. لا أفق يلوح له. ضياع في غياهب المجهول والسقوط في هوّة العدم. وتتمة النص ماهي إلّا استطراد لهذا المناخ النفسي الذي تعيشه الببغاء في حيرتها الجديدة. هي مخلوق رتيب. ولينين زعيم البلاشفة زادها رتابة ما بعدها رتابة. حتى القفص الذي توضع فيه الببغاء ليس أكثر من خيط عنكبوت. (انتهى).

هل هذا القول يُمثل (الغضب المقدّس والرؤية النفسية) في شعرية بسيسو..؟ أم أنّه ُ استطراد وتكرار وشرح للقصيدة..؟

وهنا لا أُريد مصادرة حق الكاتب في الكتابة بالطريقة التي وجدها مناسبة لفهمه وقراءته لشعرية بسيسو من خلال رموزه، لكنه تعقيب قد يجد طريقه إلى الصواب، عسى أن يكتسب التوصيف: معين بسيسو والغضب المقدّس – رؤية نفسية لمنجزه الشعري، الرسوخ الفني الأدق. ويبقى قصب السبق في هذه المحاولة - التي أراها الأولى - لكاتب عراقي يكتب كتاباً عن بسيسو...

 ********************

من ادب الاطفال.. الغابة

محسن ناصر الكناني

تصاعد صياح العصافير، على الشجرة الخضراء الباسقة، في غابة كثيفة، امتدت وامتدت صوب البحر. منذ ألف عام.

ثم أنصتوا الى سؤال حكيم العصافير:

- لماذا تتصايحون، ومم تخافون؟

أجابوا

- نخاف من الفأس المعلقة على غصن الشجرة.

ابتسم الحكيم، قائلا:

- انها مجرد ذراع خشبي، وليس فأسا.

عاودت العصافير لعبها، وتصاعدت زقزقاتها. وقبل أن تأوي الى أعشاشها وقت الغروب، سمعوا الحكيم، يوصيهم:

- اذا ما ظهر الحطاب، متقلدا فأسا، فماذا تصنعون؟

أجاب على سؤاله:

- هل تتركون الشجرة الخضراء الباسقة، تحت رحمة فأسه!؟

صمتوا، فواصل كلامه: ستجدون أنفسكم دون مأوى، فقد قرر الحطاب أن يقطع أشجار الغابة كلها.

دهشوا، فتساءلوا:

- نفقد أشجار الغابة كلها.

رد الحكيم، قائلا:

- هل نسيتم، ما فعلتموه، عندما اصطاد الصياد أحد العصافير، وبدأ بتكسير جناحيه، وعيناه تدمعان!؟

أجابوا:

- لقد خدعنا بعينيه الدامعتين، اذ قلنا، كم هو رحيم القلب هذا الصياد!

لكن عندما سمعنا كلامك: لا تنظروا الى عينيه، بل حدّقوا في يديه، كيف تكسر جناحي العصفور، الذي جمدت عيناه، من شدة الفزع.

حينئذ، انطلقنا فجرا، لمواجهته، وطردناه من الغابة.

ابتسم الحكيم، وأثنى على فعلهم الشجاع.

هذا ما حدث في الغابة الكثيفة، الممتدة صوب البحر، منذ ألف عام.

 ********************

سينما

شيكولاتة: تصنع ولا تقمع

منار حسين*

انتاج عام ٢٠٠٠ عن رواية تحمل ذات الاسم لجوان هاريس.  تقول الاسطورة أن قبائل المايا كانوا يقدمون الكاكاو كمشروب مقدس ولديهم اسطورة تقول:” ان الكاكاو يكشف الشغف والشوق و المصير”.

  في عام ١٩٢٧ كانت ابنة ريح الشمال تشيتزا وهي من قبائل المايا شغفت حبا برجل فرنسي، وهو عالم نباتات جاء باحثا عن دواء وعلاجات الصيدلاني جورج الذي زار امريكا اللاتينية “الوسطى“، تزوجها وهاجر معها الى فرنسا ورغم انهم حذروه ان ابنه سيواجه ريح الشمال ولا يستقر في مكان الا انه لم يكن ليصدق هذه الخرافات حتى استيقظ ذات صباح ليجدها قد رحلت الى المجهول مع ابنتها فيفيان التي علمتها صنع الكاكاو والشيكولاتة بكل نكهاتها وتعرف منها امزجة الناس وما يتناسب مع شغفها ومشاعرها.

يبدأ الفيلم بالأم العزباء فيفيان وابنتها أنوك وقد قدمتا مرتديتين معطفين احمرين ومع هبوب ريح الشمال اندفعتا الى قرية نائية يحكمها كونت دي رينو، ابا عن جد متشدد دينيا وقارئ مؤمن لكتاب الليتورجيا (العهد القديم)، يسيطر علي القرية بأفكاره المتشددة دون ان يراعى احتياجات ونوازع ومشاعر الانسان الطبيعية ليقوم بقمعها ولا يعلم ما يصيب الجميع  حيث ان سكان هذه القرية التي يغلق الجميع على نفسه الباب محتفظا بأوجاعه وهمومه لنفسه، ثم تفتح محل بيع الشيكولاتة في شهر الصيام، فيقوم الكونت بتحريض الجميع ضدها لأنها غير مؤمنة  ولديها ابنة غير شرعية، ولا تحضر القداس الذي يكتب موعظتها بنفسه ليسلمها للاب هنري ثم يلتقيها يوم الاحد او يقوم بتصويبها!

 المرأة اللطيفة فيفيان، المحبة للحياة والخير تحمل بداخلها واجبات امها ابنة ريح الشمال بان تقديم المساعدة وتغيير حياة الاخرين بان تجعلهم سعداء متآلفين كعائلة واحدة.

كان واجبها الابدي الرحيل كلما انهت مهمتها في بلدة ما لتنتقل الى بلدة اخرى، يحتاج اهلها للمساعدة ولكن ابنتها لاول مرة تطلب منها الاستقرار والبقاء، فهل ترضخ لنداء البقاء، رغم ان ريح الشمال تهب في كل وقت وتدعوها للرحيل فقد انهت مهمتها في هذه القرية وغيرت حياة سكانها..

انه نداء الحب الذي يبدأ منذ بداية هذه القصة للعيش في سلام ووداعة، حتى يحيى الجميع بأمان الحب والعطاء فقد تغيرت حياة جوزفين الزوجة المعنية والتي لم يحس احد قط بمعاناتها مع زوج يعاملها بالضرب والاحتقار..

الابنة كارولين التي تمنع ابنها من زيارة جدته ارماندا، الرجل الهائم على وجهه بالطرقات لأنه يخشى كلام الناس اذا ما تزوج بهذا العمر المتقدم وقصص كثيرة يحتويها هذا الفيلم الرومانسي الاجتماعي، الجميل..

كم نحتاج الى ريح شمال تدخل البيوت لتمسك بيد الضعيف وتشد من أواصر الاسرة والعائلة، حتى يعيش الجميع بلا زيف ولا تصنع ولا قمع..

ــــــــــــــــــــــ

*كاتبة سعودية.

 *******************

الصفحة الثانية عشر

في وداع المبدعة الكبيرة آزادوهي صاموئيل

بغداد – طريق الشعب

أقام الحزب الشيوعي العراقي عصر الأحد الماضي في بغداد، جلسة وداع للفنانة المسرحية المبدعة الراحلة آزادوهي صاموئيل، شاركت فيها نخبة من المسرحيين والفنانين الآخرين والمثقفين، وحضرها حشد غفير من المودعين الى جانب عائلة الفقيدة.

عُقدت الجلسة على قاعة جمعية المهندسين العراقية في بارك السعدون، وأدارتها الإعلامية نورس حسن والفنان المسرحي د. زهير البياتي.

 وبعد الوقوف دقيقة صمت إكراما للفقيدة، ألقت عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، الرفيقة انتصار الميالي، كلمة الحزب في المناسبة (ننشر نصها كاملا أسفل هذه الصفحة).

وعن فرقة المسرح الفني الحديث، التي نشطت فيها الراحلة فنيا، ألقى المخرج جواد الأسدي كلمة تحدث فيها عن الفرقة، وعن دورها التاريخي التنويري في تطوير وتعميق الثقافة العراقية عموما، مشيرا إلى دور الحزب الشيوعي العراقي في احتضان النشاطات الفنية والثقافية، وإلى مساهمة فرقة المسرح الفني الحديث في دعم وتطوير الطاقات المسرحية الشابة.

ولفت الأسدي إلى أن الراحلة آزادوهي كانت ممثلة متفردة من طراز يفخر به المسرح العراقي، من حيث دقة مواعيدها والتزامها في التعامل مع خشبة المسرح.

بعدها استمع الحضور الى شهادات عن الراحلة وتجربتها الفنية الطويلة، تصدرها د. زهير البياتي وساهم فيها كل من المخرج المسرحي د. عقيل مهدي، والفنان المسرحي كافي لازم، والفنان محمود ابو العباس، وكاتب السيناريو علي صبري ود. حكت جبو والفنان ستار الناصر والكاتب صباح المندلاوي.

هذا وانفرد الفنان كافي لازم بعد شهادته، بتقديم مشهد من مسرحية “بغداد الأزل بين الجد والهزل”، للمخرج الراحل قاسم محمد. وقد تابعه الحضور باهتمام كبير وعبروا عن اعجابهم بمبادرته وأدائه.

 ****************

شيوعيو النجف يحتفون بالمرأة

النجف – طريق الشعب

احتفت اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في النجف، أمس الأربعاء، بيوم المرأة العالمي 8 آذار، في جلسة عقدتها على قاعة مقرها، حضرها جمع من الرفيقات والرفاق.

الرفيق عليوي الميالي استهل الجلسة بكلمة حيّا فيها المرأة بعيدها. أعقبه الرفيق صالح العميدي بتقديم نبذة تاريخية عن يوم المرأة العالمي. ثم تحدث الرفيق كريم بلال عن الحركة النسوية في النجف، وتأسيس رابطة المرأة العراقية، مستذكرا ناشطات نسويات بارزات في فترة خمسينيات القرن الماضي.  كذلك ساهم الرفيق عيسى ناصر في الحديث عن شخصيات نسائية نموذجية.

وتخللت الجلسة قصائد في المناسبة ألقاها الرفيق يحيى جعفر.

 ****************

شيوعيو الكرخ الثانية يحيّون المرأة في عيدها

بغداد – عدنان جاسم

في مناسبة يوم المرأة العالمي 8 آذار، شكلت منظمات الحزب الشيوعي العراقي في الكاظمية والحرية والمنصور – اللجنة المحلية في الكرخ الأولى، فرقا إعلامية جوالة رفعت شعارات في العديد من الأماكن العامة ضمن الرقع الجغرافية لعمل المنظمات.

وحيّت الشعارات المرأة في عيدها، وتضامنت معها، وطالبت بمنحها حقوقها الاجتماعية والاقتصادية والسياسية. 

 **************************

آزادوهي صاموئيل .. الفنانة المرهفة والانسانة النبيلة *

يلتئم شملنا هذا اليوم لنحتفي بوجه منير من وجوه مسرحنا وثقافتنا العراقيين المعاصرين، بالفنانة الممثلة المبدعة آزادوهي صاموئيل ، ونحن نودعها في رحلتها الاخيرة والأبدية، بعد أن غادرت عالمنا الجمعة قبل الماضية، يوم الرابع والعشرين من شباط.

في أواسط خمسينات القرن الماضي ، بدأت آزادوهي تسترعي انتباه نخبة رواد الثقافة العراقية الناشطة والثامرة آنذاك، وتلفت الانظار في الحركة المسرحية الصاعدة خصوصا، وتحظى بالاعجاب في اوساط محبي المسرح والمقبلين على عروضه المتنوعة والمتكاثرة.

كانت آزادوهي في عمر الصبا والشباب تتوجه بعزيمة مثيرة للاعجاب، وبدعم من اسرتها ومن شقيقها الأكبر هايك بالذات، نحو فن التمثيل، وتقتحم المسرح يوم كان المسرح في أمس الحاجة الى العنصر النسوي. فقد كانت المرأة غائبة عنه بسبب سطوة التقاليد، وخشية الكثير من الفتيات الراغبات، من الالتحاق بمعهد الفنون الجميلة، ومن الصعود الى خشبة المسرح، الذي كان جمهوره يتسع بمرور السنين ، والفرق المسرحية الناشئة تنمو. اقتحمت آزادوهي هذا العالم بجرأة حُسدت عليها، وكسرت بذلك الحاجز الشاهق، الذي كان يعترض طريق الكثير من قريناتها ، ويسّرت من ثم تدفقهن على الفرق المسرحية ، التي كانت تنتظرهن بصبر فارغ كي تشق باسهامهن الضروري دربها الى الامام، وتبنى الحركة المسرحية العراقية الجديدة.

ومنذ ذلك الحين وعلى امتداد السنين والعقود التالية، اطلت آزادوهی من على خشبات المسارح البغدادية وغير البغدادية، وحتى غير العراقية، مرات لا تحصى، ومثلت في مسرحيات لجميع المخرجين العراقيين البارزين، ومع جميع زملائها وزميلاتها المرموقين في ميدان التمثيل. كما كان لها حضورها التلفزيوني والسينمائي المعروف.

وبلغ الاعجاب بها والتقدير لإبداعها وعطائها ، من طرف المعنيين بالمسرح والثقافة عموما والجمهور الواسع على حد سواء ، أن أطلقت عليها تسميات معبّرة ، مثل “راهبة المسرح” و”ايقونة المسرح”.

أيها الأحبة

هذا شيء صغير من الكثير الذي ينبغي أن يقال عن فنانتنا الراحلة آزادوهي، وما قدمت للمسرح وللحركة الفنية والثقافية العراقية المعاصرة.

لكن الاحتفاء بها لا يكتمل ، اذا لم نستذكر الانسان فيها، الانسان النقي الصادق الرقيق الشجاع والوفي، الذي احاطه الجميع بالحب والاحترام، الجميع من شتى بنات وابناء شعبنا وأطيافه، وليس فقط من الطيف القومي - الديني والاجتماعي الذي تنتمي اليه ، واعنى ابناء شعبنا الأرمن والمسيحيين عموما.

كانت آزادوهي فخورة طبعا بوسطها الاقرب هذا، الذي ولدت في احضانه وترعرعت في كنفه. تشاركه الافراح، وتتألم لآلامه الكثيرة للأسف، والتي نجمت في الغالب عن النظرة المتعالية الى المسيحيين كأقلية دينية وقومية، وعن سوء التعامل معهم من جانب الانظمة الرجعية المتعاقبة على حكم البلاد، والحركات الارهابية والمتطرفة عموما، وحتى من قبل الطامعين في ما يملكون، كما رأينا ساخطين في السنوات الأخيرة.

ونعلم جميعا ان الاضطهاد متنوع الاشكال هذا، دفع الكثيرين منهم الى الهجرة بعيدا عن العراق، وهو وطنهم الذي لا وطن حقيقيا لهم سواه. رضخوا لصنوف الترهيب والترغيب التي تعرضوا لها، لاجبارهم على ترك هذا الوطن، من جانب جهات متنوعة في الداخل والخارج، لكل منها دوافعه واسبابه الشريرة.

الا ان الاكثرية من اخوتنا في الوطن هؤلاء صمدت، والحق يقال، في وجه كل الضغوط القاسية الظالمة التي سُلطت عليهم، وفي مواجهة كل العروض المغرية التي قدمت لهم مقابل الهجرة.. وبقيت متشبثة بهذا الوطن لا تتزحزح.

ويحق لحزبنا الشيوعي ان يعتز بكون رفاقه واصدقائه من الأرمن والاشوريين والكلدان والسريان وغيرهم من مسيحيينا العراقيين، كانوا دائما ضمن الطليعة بين الصامدين، ومن ضمن هؤلاء العراقيين الاصلاء ، كانت فقيدتنا آزادوهی، شأن شقيقها الراحل قبلها هايك.

في كل الاحوال والظروف تمسكت عزيزتنا الراحلة بوطنها العراقي، الذي عبرت دائما عن اعتزازها به ، رافضة مغادرته، ومتمترسة خلف حب واحترام العراقيين بمختلف أطيافهم ، فاكتسبت بذلك المزيد من حبهم واحترامهم. طيبة ومضيئة على الدوام .. هكذا تبقى ذكرى المبدعة الكبيرة والانسانة النبيلة الجميلة آزادوهي صاموئيل.

نودعها .. الى لقاءات كثيرة قادمة

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* كلمة الحزب الشيوعي العراقي في حفل توديع الفقيدة الراحلة، ألقتها عضو اللجنة المركزية للحزب الرفيقة انتصار الميالي.

 *****************************

المهرجان الخامس للشهيد سلام عادل ينطلق اليوم في النجف

النجف – طريق الشعب

ينطلق في مدينة النجف اليوم الخميس، مهرجان الشهيد سلام عادل بنسخته الخامسة.

وتشهد قاعة غرفة تجارة النجف التي تقع على طريق الكوفة – نجف في تمام الساعة الرابعة مساء اليوم 9 اذار 2023، انطلاق فعاليات المهرجان بإقامة الحفل المركزي، الذي سيتضمن القاء كلمات سياسية وقصائد شعر في المناسبة، الى جانب افعالية موسيقية.

وفي التاسعة من صباح اليوم التالي الجمعة 10 اذار 2023 ستنظم لجنة المهرجان زيارة الى القبر الرمزي للشهيد سلام عادل في مقبرة النجف، وسيفتتح بعد ذلك في الساعة الحادية عشرة صباحاً معرض فني لصور الشهيد سلام عادل.

 ويختتم المهرجان في الساعة الرابعة من عصر الجمعة بقراءات شعرية لعدد من الشعراء المعروفين، في قاعة الشهيد سلام عادل بمقر اللجنة المحلية للحزب في محافظة النجف.

والدعوة عامة

 *********************

31 آذار موعداً لافتتاح المهرجان التشكيلي

بغداد – طريق الشعب

من المنتظر ان تبلغ احتفالات الذكرى الـ 89 لتأسيس الحزب الشيوعي العراقي احدى ذراها في يوم ذكرى التأسيس نفسه، 31 آذار الجاري، بافتتاح المهرجان التشكيلي السنوي، الذي هو جزء لا يتجزأ من تلك الاحتفالات.

وتستقبل قاعة كولبنكيان التي ستحتضن المعرض التشكيلي الكبير، اعمال الفنانين المشاركين منذ آخر الشهر الماضي، وستبقى أبوابها مفتوحة لهم حتى يوم 20 آذار، الذي سيكون آخر موعد لاستلام اللوحات والمنحوتات والاعمال الفنية الأخرى.

 ******************

عراقي يفوز بجائزة العلوم في ألمانيا

بغداد – وكالات

حصل طالب الماجستير العراقي المقيم في ألمانيا، مهند خلف، على جائزة العلوم الألمانية 2022 ليكون بذلك أول أجنبي يحصل على هذه الجائزة.

هذه الجائزة التي تمنحها وزارة الثقافة والإعلام الألمانية، منحت لمهند تقديرا لإنجازاته المهنية، وذلك بعد ترشيحه عن طريق جامعة هانوفر الألمانية، التي يدرس فيها الماجستير باختصاص هندسة المكائن والطاقة، ويقدم فيها محاضرات. 

وبفوزه هذا تفوق مهند على جميع طلبة العلوم المتنافسين على الجائزة، من جامعات ألمانية مختلفة.

 ***************

بعد توقف لثلاث سنوات.. معرض أربيل الدولي للكتاب ينطلق بنسخته الـ 15

متابعة – طريق الشعب

تحت شعار “حاضر وحضارة”، انطلقت أمس الأربعاء على أرض “بارك سامي عبد الرحمن” في أربيل، فعاليات معرض أربيل الدولي للكتاب 15، بمشاركة نحو 350 دار نشر من العراق وخارجه، عرضت قرابة مليون ونصف المليون عنوانا في مجالات العلوم والآداب والفكر والفن.

وعلى مدار السنوات الثلاث الماضية، توقّف المعرض، لأسباب عديدة منها جائحة كورنا وتزامن دورته الماضية مع شهر رمضان – حسب “مؤسسة المدى” للإعلام والثقافة والفنون، الجهة المنظمة.

المعرض الذي سيستمر حتى يوم 18 من آذار الجاري، امتد على مساحة 10 آلاف متر مربع. لكن برزت فيه المشكلة نفسها التي واجهها قسم من دور النشر في معرض العراق الدولي للكتاب 2022، والذي تنظمه “المدى” في بغداد. إذ واجهت الدور غلاء في سعر حجوزات الأجنحة داخل صالات العرض. فتكلفة المتر المربع الواحد تبلغ 100 دولار، بينما تشترط الجهة المنظمة على ألا تقل المساحة المحجوزة لكل دار نشر أو مؤسسة مشاركة عن 12 مترا مربعا.  ولإتاحة الفرصة أمام الجميع للمشاركة في معرض أربيل، لا سيما الذين لا يقوون على تحمل أجور الحجوزات، قررت “المدى” استنساخ فكرة معرض العراق الدولي للكتاب، من خلال إقامة أكشاكٍ خاصة بأصحاب المكتبات الناشئة أو الكُتبيين وباعة المخطوطات النادرة، ولمن يُشارك لأوّل مرةٍ أو لمن يرغب في مساحاتٍ أقل من المفروضة. حيثُ أقيمت هذه الأكشاك خارج قاعات العرض الرئيسة. ويتضمّن برنامج المعرض 80 ندوة وجلسة تناقش قضايا مثل: “تاريخ مدينة أربيل وواقع آثارها”، و”الحوار العربي - الكردي”، و”محنة العقل الإنساني”، و”الواقع الترجمي وحرية التعبير في العراق”، و”الفكر والمسرح في عصر الرقمنة وتأثيره في مجمل الحركة الثقافية”. كما تخصص جلسات لمناسبات عديدة، منها يوم المرأة العالمي ويوم الزي الكردي.

ويشارك في المعرض فنانون تشكيليون بعرض أعمالهم في قاعة خاصة. كذلك تقام فعاليات للرسم الحر في قلعة أربيل وحفلات غنائية وأمسيات شعرية.

 *****************

أصدار

الاستكشاف الأثري من وادي الفرات إلى عُمان

عن منشورات الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق، صدر حديثا كتاب بعنوان “الاستكشاف الأثري من وادي الفرات إلى عُمان”، من تأليف د. نائل حنون. يعنى الكتاب بمهد الحضارة الكبرى والرائدة في المنطقة، حضارة وادي الرافدين. إذ يبحث في ما استكشف من مدن قديمة في محورها الرئيس (وادي الفرات)، من أعاليه في سورية إلى أواسطه في السهل الرسوبي جنوبي العراق. ثم يستكشف ما وثق من شبه الجزيرة العربية في مدونات حضارة وادي الرافدين. وهي المدونات الأساسية في تغطية العصور التاريخية القديمة في المشرق العربي وما يجاوره من مناطق.  وأفرد المؤلف في كتابه فصلا خاصا لعُمان. إذ وثقت جوانب من حضارتها في مدونات حضارة وادي الرافدين، فضلا عن عمليات التنقيب الأثري. يقع الكتاب في 612 صفحة من القطع الكبير.