اخر الاخبار

الصفحة الأولى

مطالبات بإنفاذ قانون حمايته وتحسين مستوى معيشته.. لمناسبة عيد المعلم الأغر.. معلمون: جهودنا غير مُثمنة

بغداد ـ طريق الشعب

مرّ يوم امس عيد المعلم في العراق، فيما لا تزال التحديات والصعوبات شاخصة دون معالجات حقيقية، وتبقى التشريعات التي تسهم في دعم وحماية المعلمين غائبة.

وعود الوزارة

وتقدم المتحدث الرسمي باسم وزارة التربية كريم السيد بـ”أجمل التهاني للكوادر التدريسية في عموم البلاد لمناسبة عيد المعلم”، مشيرا الى ان “الوزارة وجهت الشكر لجميع الملاكات التربوية عبر كتاب رسمي من اجل حثهم على بذل الجهود في سبيل تطوير العملية التربوية والتعليمية”.

وقال في حديثه لـ”طريق الشعب”، ان الوزارة تسعى لتعزيز الكوادر التربوية بأعداد كافية، ومعالجة نقص الابنية المدرسية”.

وأضاف السيد، ان الوزارة “طالبت بتوفير دعم اكبر للمعلمين، وللكوادر التربوية بشكل عام، سواء بتخصيص قطع اراض، ووضع امتيازات خاصة بالمعلمين، لان الامم العظيمة هي تلك التي تحترم وتقدر المعلم”.

ويجد السيد، أنه “آن الاوان لأن ينال المعلم استحقاقه، بعد سنوات من المعاناة والحرمان”.

صعوبات كبيرة

في المناسبة ايضاً هنّأت عضو نقابة المعلمين العراقيين ومديرة مدرسة الرازي في مدينة النجف، سهاد الخطيب المعلم العراقي بعيده الأغر، متمنية له مستقبلا أفضل من اجل الارتقاء بواقع العملية التربوية في البلاد.

وقالت الخطيب لـ”طريق الشعب”، ان “هناك صعوبات كبيرة تواجه العملية التربوية، أهمها الدوام المزدوج والثلاثي في المدارس”، مبينة ان العراق بحاجة الى بناء 10 آلاف مدرسة.

واستذكرت الخطيب “الدور الوطني الكبير لنقابة المعلمين العراقيين في انتفاضة تشرين، وتضامنها مع مطالب الشعب باعلانها الاضراب عن الدوام، والتوجه الى ميادين الاحتجاجات”.

وأضافت، أن هناك انتشارا كبيرا للمدارس الأهلية دون الركون للضوابط والقوانين، إضافة الى التغييرات السنوية للمناهج الدراسية، مع صعوبتها سنة بعد اخرى.

وبينّت الخطيب انه “لا يوجد أي دعم حقيقي لإدارات المدارس مالياً؛ فالمدرسة ذات الدوام الثنائي يرتادها ما لا يقل عن 1000 طالب يومياً، وهذا يعني ان المدرسة بحاجة الى إدامة وصيانة مستمرة، بينما نعتمد بشكل اساسي على الجهود الذاتية”.

وتعليقا على الوعود الحكومية، اكدت الخطيب ان “الكلام والوعود تطلق منذ سنوات، والعبرة بالتطبيق على ارض الواقع، وترجمة الأقوال الى أفعال. لا شيء حتى الآن”، منتقدة “عدم تعاون مديريات البلديات وقيادات الشرطة مع المدارس؛ فأبواب مدارسنا اصبحت مكبا للنفايات، ولا يتم رفعها، كما أن الكثير من المدارس بلا حراس أمنيين”.

وخلصت الخطيب الى ان “ازمات القطاع التربوي والتعليمي كثيرة، وهذا تحد كبير؛ فالتطور والتنمية وتقدم البلد يجب ان يبدأ عبر رفع مستوى التعليم، والنهوض به، وهذه مسؤولية كبيرة تقع على عاتق الحكومة”.

جهد غير مثمن

من جانبه، قال مدير اعدادية ابن خلدون د. عامر فيصل، ان “شريحة المعلمين في مجتمعنا العراقي، تواجه عبئا ثقيلا. وعلى ما يبدو ان جهودهم التربوية والتعليمية غير مثمنة من قبل وزارة التربية”، متهما الوزارة بعدم الاهتمام بهذه الشريحة، ليس ماديا فحسب، انما هناك جوانب اخرى مهمة ايضا، مثل الرعاية أو توفير أبنية مدرسية لائقة، إذ أن أبسط المقومات غائبة”.

وأضاف الدكتور عامر في حديث لـ”طريق الشعب”، ان “المشاكل التي يعاني منها الكادر التدريسي لا حصر لها، واهمها قضية الاعتداء على المعلمين بين الحين والآخر”، مشددا على ضرورة “تنفيذ قانون حماية المعلم الذي يعد تطبيقه من ابسط حقوق المعلم، لأجل ان يكون هناك رادع حقيقي في مواجهة الانتهاكات بحق المعلمين”.

ودعا فيصل الى العمل على تحسين الواقع المعيشي للكوادر التدريسية اسوة ببقية الموظفين في دوائر ومؤسسات الدولة، وهذا ابسط الحقوق المشروعة التي يجب ان ينالها المعلم”.

المثنى لا تحتفل!

وقررت نقابة المعلمين في المثنى عدم استقبال المهنئين بعيد المعلم، معللة السبب بأن غالبية المعلمين يسكنون مناطق عشوائية، في حين أن المتقاعدين منهم لم يتحصلوا على قطع أراضٍ سكنية.

وجاء في وثيقة صادرة عن النقابة، أن “نقابة المعلمين في المثنى قررت أيضاً غلق أبوابها لهذا اليوم، وعدم إقامة أي احتفالية للمعلم، احتجاجاً على الظلم الذي يتعرض له المعلم”.

ويواصل معلمو البصرة احتجاجهم، مطالبين بتخصيص قطع أراض لهم.

وخلال الحفل المركزي الذي نظمته نقابة المعلمين العراقيين، امس الاربعاء، بحضور رئيس الحكومة، دعا نقيب المعلمين عباس السوداني الحكومة لان يكون النهوض بواقع المعلم في مقدمة اولوياتها، وضمان واقع افضل لشريحة المعلمين، يتمثل بمرتبات مناسبة، واسكان لائق وخدمات صحية وعلمية تليق بمكانة مربي الاجيال.

وتعهد رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، بدعم المعلم، وذلك في تهنئة له بمناسبة “عيد المعلم”، قائلا: “نعدكم بالعمل على كلّ ما يخدم المعلّم العراقي ويرفع من مستوى البيئة التعليمية”.

 ********************

غوتيريش يدعو العراقيين إلى «كسر دائرة عدم الاستقرار»

بغداد ـ طريق الشعب

دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أمس الأربعاء من بغداد العراقيين إلى “كسر دائرة عدم الاستقرار” ومواصلة العمل على طريق تحقيق “الازدهار والحرية”، خلال زيارة هي الأولى للعراق منذ ستّ سنوات، أكد فيها على “التضامن” مع العراقيين. وأعلن غوتيريش خلال مؤتمر صحافي إلى جانب رئيس الوزراء محمد شياع السوداني “أنا هنا في زيارة تضامن وللتأكيد على التزام الأمم المتحدة بدعم العراق في توطيد المؤسسات الديموقراطية... وحقوق الإنسان لكل العراقيين”. وتطرق إلى عدة ملفات هامة، لا سيما التغير المناخي، معربا عن “الأمل” في أن يكسر العراق “دائرة عدم الاستقرار والهشاشة” من أجل الانطلاق نحو “مزيد من الازدهار والحرية والسلام”. من جهته، شدد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني على أولويات حكومته من “توفير فرص العمل” و”محاربة الفقر ومكافحة الفساد”. ومن المؤمل ان يزور غوتيريش اليوم الخميس مخيّماً للنازحين في شمال العراق، قبل أن يتوجّه إلى أربيل حيث سيلتقي ممثّلين عن حكومة إقليم كردستان.

 **********************

راصد الطريق.. «يخوطون بصف الاستكان»

اصدرت الحكومة قرارات تتعلق بمعالجة اوضاع المتقاعدين، أثارت استغراب المتقاعدين أنفسهم.

وقد عوّدنا ابطال المحاصصة والفساد على اصدار قرارات يُعلن انها لمعالجة هموم الناس، وهي ابعد ما تكون عن الناس وهمومهم.

وفي الوقت الذي يئن فيه المتقاعدون تحت وطأة شظف العيش، وما خلّفه ارتفاع سعر صرف الدولار امام الدينار من غلاء، تكتفي الحكومة بخصم ٢٥ في المائة من تذاكر السفر لمرة واحدة في السنة للمتقاعدين! ومثل هذا قرارات أخرى لا تمسّ معاناة من أفنوا عمرهم في خدمة البلد.

أبدا لا تحتاج معالجة اوضاع المتقاعدين للتفكير والتنظير، وكان حريا بالحكومة ان تضمّن مشروع الموازنة الجديدة زيادة في رواتب المتقاعدين، تتناسب مع التضخم في الاسعار وما فقده الدينار من قيمته.

كذلك شمولهم بالضمان الصحي وبالاعفاء من اجور العلاج والعمليات، وتقديم تسهيلات لذويهم في تسديد الاجور الدراسية، وشمولهم بزيادة مفردات البطاقة التموينية وتقديم قروض وسلف لهم دون فوائد.

هذا ما يمكن ان يسهم في انتشال هذه الشريحة المنسية من الفقر والعوز.

اما التخفيض في تذاكر السفر وما يشابهه فليس اكثر من محاولة لذر الرماد في العيون..

 ****************

الصفحة الثانية

ضبط مدير بلدية في الانبار اختلس 3 مليارات دينار

بغداد ـ طريق الشعب

أعلنت هيئة النزاهة الاتحاديّة، امس الاربعاء، عن ضبط مدير بلديّة الصقلاوية وعدد من مسؤولي الدائرة؛ لاختلاسهم مبالغ ماليّة يصلُ مجموعها إلى قرابة ثلاثة مليارات دينار في محافظة الأنبار.

وقالت دائرة التحقيقات بالهيئة في بيان ورد الى “طريق الشعب”،  إن “ملاكات مكتب تحقيق الأنبار التابع للهيئة انتقلت إلى بلديّة الصقلاوية، وتمكّنت من ضبط مدير البلديّة وأعضاء لجنة الصرف فيها المُؤلّفة من مديري الحسابات والتدقيق والموارد البشريّة؛ لقيامهم باختلاس مبلغ (2,890,000,000) ملياري دينار، مُبيّـنة أنّ تلك المبالغ مُخصّصة للمُوظّفين الذين تمّ تعيينهم بصفة عقود وفق القرار (315)”.

وتابعت إنّ “المُتّهمين المذكورين قاموا بسحب اثنين من الصكوك بعد إعداد أوامر إداريّة شكليّة لكل صكّ من قبل مُدير البلديّة، تتضمّن إنشاء حدائق ومُتنزّهات وتعبيد طرق؛ وذلك لغرض تسهيل استلام تلك المبالغ”.

وأوضحت الدائرة أنّه تمّ تنظيم محضر ضبط في العمليّة التي نُفّذت بموجب مُذكّرة قضائيّة، وعرضه رفقة المُتّهمين والمُبرزات الجرميّة المضبوطة على قاضي محكمة تحقيق الأنبار؛ الذي قرّر توقيف المُتّهمين الأربعة وفقا لأحكام المادة (316) من قانون العقوبات .

 **************

وتيرة الاحتجاج تشتد.. والمتنفذون يلوذون بالترقيع.. المعلمون يتظاهرون في يوم عيدهم

بغداد ـ طريق الشعب

تشتد وتيرة الاحتجاجات المطلبية يوما بعد اخر، خصوصا مع اقتراب الحكومة من ارسال قانون الموازنة العامة الى مجلس النواب، لغرض مناقشتها وإقراراها، فيما اعتاد المواطنون على ممارسة الضغط من اجل انتزاع أي شيء من الكتل المتنفذة المصرة على توزيع واردات الريع النفطي على فئات محددة، ضاربة عرض الحائط مبدأ العدالة الاجتماعية.

تظاهرات للمعلمين

وجدد المئات من الكوادر التربوية في محافظة البصرة، تظاهراتهم الاحتجاجية امام مبنى المحافظة، مطالبين بمنحهم قطع أراض سكنية اسوة ببقية الوزارات، لاسيما انهم هددوا بالتصعيد، امس الاول الثلاثاء، في حال عدم تنفيذ مطلبهم من قبل المحافظ والجهات المعنية.

وقال مراسل «طريق الشعب»، ان الكوادر التربوية في المحافظة نظموا تظاهرة غاضبة لليوم الثاني على التوالي، مطالبين بمنحهم قطع أراض سكنية»، مشيرا الى ان المعلمين أكدوا استمرار احتجاجهم لحين ايفاء المحافظ بوعوده.

وشجبت نقابة المعلمين في المحافظة حادثة الاعتداء على أحد التربويين من قبل القوات الأمنية خلال تظاهرة يوم الثلاثاء امام بوابة المحافظة، داعية إدارة المحافظة وقوات الأمن الى فتح تحقيق عاجل في مجريات الحادث ومعاقبة المسيء ورد الاعتبار للمعلم كقيمة عليا في المجتمع.

من جانبهم، نظم منتسبون في هيئة ذوي الاحتياجات الخاصة في البصرة تظاهرة، مطالبين بشمولهم في تخصيص قطع الأراضي، أسوة بباقي الوزارات.

احتجاج للمتقاعدين

من جانبهم، نظم العشرات من متقاعدي محافظة ذي قار، وقفة احتجاجية امام مبنى دائرة التقاعد وسط مدينة الناصرية، رفضا لحزمة القرارات الأخيرة التي أعلنت عنها الحكومة المركزية، بشأن رواتبهم، مطالبين اياها بزيادة الحد الأدنى للرواتب.

وقال أحد المشاركين في الوقفة، انهم من الشرائح المتضررة، والتي لا تكفي رواتبها لمواجهة الظروف الاقتصادية الحالية، الامر الذي دعاهم اليوم الى تنظيم هذا التجمع للمطالبة بالمساواة في احتساب الرواتب التقاعدية بين المتقاعدين السابقين والجدد والعمل على تحسينها، وكذلك الجرحى والمصابين منهم.

ازمة كاز

 وجدد سائقو مركبات حمل في المثنى، التظاهر امام مصفى السماوة، مطالبين بزيادة حصتهم من الوقود.

وبيّن المتظاهرون، ان الحصة المقررة لهم بواقع 250 لترا فقط، لا تكفي للتنقل بين المحافظات، مشيرين إلى أن احتجاجاتهم تهدف لايصال صوتهم الى الجهات المعنية في وزارة النفط، من أجل إعادة النظر في تلك الحصة وزيادتها بالشكل الذي يتناسب مع حركة نقل البضائع. 

فيما طالب عدد من أصحاب محال الحي الصناعي في الكوت، الحكومة المحلية ودائرة البلدية بإعادة النظر في قرار ترحيلهم من منطقة عملهم في الزهراء وداموك.

وأشار أصحاب المحال خلال وقفة احتجاجية، الى ان أغلبهم دفع بدلات الإيجار الخاصة بهم، إضافة إلى رسوم البلدية والدعاية الخاصة بهم.

المفسوخة عقودهم

وفي العاصمة بغداد، أعلن العشرات من المفسوخة عقودهم، في الخطوط الجوية العراقية، اعتصامهم أمام وزارة النقل، مطالبين بإعادتهم الى الخدمة.

وذكر مراسل «طريق الشعب»، إن العشرات من المفسوخة عقودهم في الخطوط الجوية العراقية أعلنوا اعتصامهم المفتوح أمام وزارة النقل لحين تحقيق مطالبهم بإعادتهم الى الوظيفة، اسوة بعقود الوزارات الأخرى.

موظفو البطاقة التموينية

ويتواصل اعتصام موظفي دائرة البطاقة التموينية في محافظة السليمانية، إضراباً عن العمل، لليوم العاشر على التوالي، فيما أعلن أهالي قضاء دربنديخان البدء بالإضراب العام، بعد شهر من الخطوات الاحتجاجية، نتيجة لنقص الخدمات الأساسية.

وأفاد مراسل «طريق الشعب»، بأن «إضراب موظفي دائرة البطاقة التموينية في محافظة السليمانية دخل يومه العاشر بسبب حرمانهم من حوافز الحصة الغذائية»، مبينا ان «الموظفين يقولون ان هناك اتفاقا بين وزارة التجارة الاتحادية ووزارة التجارة والصناعة في الإقليم على أن يتم توزيع مبالغ الحصة التموينية على موظفي دائرة البطاقة التموينية وشركة توزيع المواد الغذائية إلا أن عملية الاستفادة تذهب فقط لموظفي الشركة، وحرمان موظفي الدائرة منها».

وأشار الى ان الموظفين يصرون على عدم العودة للعمل في حال تجاهل مطالبهم.

أهالي دربندخان

على صعيد متصل، قال محمد حاجي أحمد، وهو أحد المحتجين في قضاء دربندخان، إن «المحتجين دخلوا مرحلة جديدة من الاحتجاجات، وهي إعلان الإضراب العام بسبب عدم تنفيذ مطالبنا».

وأضاف أحمد أن «مطالبنا تعد حقوقاً مشروعة وواجبات أساسية على الحكومة، تتضمن تحسين الماء والكهرباء والطرق».

وبدأ أهالي قضاء دربندخان في السليمانية وقفة احتجاجية في 24 كانون الثاني الماضي، وأمهلوا الحكومة أسبوعاً لمعالجة مشروع المياه، وترميم الطرق، وتوفير مياه الشرب وزيادة ساعات الكهرباء. وبعد تجاهل مطالبهم نصب الأهالي نهاية شهر كانون الثاني خيماً على الطريق العام في السوق، احتجاجا على ذلك.

 ***************

حيث غنت ام كلثوم.. انهيار اقدم مسرح في بغداد

متابعة ـ طريق الشعب

مشهد محزن من قلب بغداد جسده انهيار مسرح “ماجيستك” التراثي، مثيرًا انتقادات جديدة إلى أمانة العاصمة بشأن إجراءات حماية مباني المدينة القديمة بوصفها شواهد عاصرت مراحل ما قبل تأسيس الدولة العراقية في بدايات القرن الماضي.

خان المشاهير

توسع المبنى عام 1918، مع احتلال القوات البريطانية للعاصمة، وضم فندقًا أيضًا باسم “خان المدلل”، ليشهد حضور مشاهير تلك الحقبة من فنانات وراقصات ومطربين وشعراء، من بينهم الراقصة التركية آلن، والمطربة اليونانية ماريكا ديمتري، والدة الفنانة الشهيرة عفيفة إسكندر.

أشهر ما شهده المسرح حضور “كوكب الشرق” أم كلثوم عام 1932، على مدى شهر، مع فرقتها الموسيقية، التي كان على رأسها الفنان محمد القصبجي، حيث اكتظت بغداد القديمة بالمستمعين والمشاهدين.

المكان ذاته كان استضاف قبل ذلك المطربة المصرية نادرة أمين، ومنيرة المهدية عام 1919، إلى جانب العازفين صالح وداود الكويتي، وسفير الأغنية العراقية ناظم الغزالي وزوجته سليمة مراد.

اهمال متعمد

متفاعلون كتبوا بحزن عن ذكريات المكان، تعليقًا على صور أظهرت تداعي المبنى وانهيار أجزاء منه، بعد أن صمد لنحو 11 عقدًا دون صيانة.

مدونون أعربوا عن حزنهم لانهيار المبنى منتقدين إهمال المعالم التراثية في العاصمة بغداد

‏اتهامات وجهت إلى الجهات المعنية بـ “إهمال متعمد لكل ما يتصل بالتراث العراق”، مع دعوات إلى إنقاذ ما يمكن من مباني شارع الرشيد، بوصفه بعدًا تاريخيًا للعاصمة بغداد، وتجسيدًا للهوية الوطنية.

تشير المعلومات المتوفرة عن المبنى، إلى أنّ المطربة منيرة الهوزوز، رائدة الأغنية الشعبية، عملت في مسرح “ماجيستك” (1928 – 1940).

كما شهد المكان تلحين ألبوم من الأغاني الشهيرة، منها؛ “هوة البلاني، آه يا سليمة، قلبك صخر جلمود وخدري الشاي”، فضلاً عن قصائد ألقاها الشاعران جميل صدقي الزّهاوي (1863- 1936)، ومعروف الرصافي (1875 - 1945).

مؤخرًا كان رئيس الجمهورية رشيد عبد اللطيف قد دعا أمين العاصمة إلى تطوير عدد من مناطق بغداد التراثية، مثل شارع الرشيد والقشلة، والحفاظ على تراثها وعمارتها العريقة.

“الرشيد” يتداعى

وعلى الرغم من تعهدات مسؤولي أمانة بغداد، خلال الحكومات المتعاقبة بعد 2003، بـ “خطط تطوير”، ما يزال شارع الرشيد يتداعى مع استمرار إشغال مبانيه وأزقته الضيقة بالبضائع الثقيلة، بعد أن تحول مركز تجاري مكتظ.

شُيد شارع الرشيد عام 1916، من قبل خليل باشا حاكم بغداد وقائد الجيش العثماني آنذاك، بهدف تسهيل مرور العربات العسكرية، ثم تحول إلى أشهر معالم العاصمة بذاكرة تلخص تاريخ البلاد وأزماتها.

أعادت المشاهد الجديدة إلى الواجهة مطالبات بحماية مباني شارع الرشيد أقدم معالم بغداد المعاصرة.

 *******************

كل خميس.. للتغيير ساحات عدة

جاسم الحلفي

الانقسام الطبقي للمجتمع العراقي اصبح حادا، والفجوة الطبقية تتسع بشكل مضطرد. فهناك الاقلية (الاولغارشية)، الماسكة بالسلطة والمتحكمة بالمال من جهة، تقابلها الاكثرية من طبقات المجتمع الاخرى.

انها الطبقة المترفة فاحشة الثراء، ونواتها طغمة الحكم التي تضم كذلك حيتان الفساد والمرابين من اصحاب البنوك وكبار المضاربين بالعملة الصعبة، الذين كانوا قبل التغيير اصحاب (بسطيات) واصبحوا اصحاب ترليونات ثم انتفعوا من مزاد العملة، ومعهم سماسرة الصفقات وقادة المليشيات الذين استهوتهم لعبة جني المال أيّا كانت الطريقة، وبعض كبار موظفي الجهاز البيروقراطي للدولة التابعين للقوى المتنفذة، ومسؤولو اللجان الاقتصادية لأحزاب السلطة، ومهربو النفط، ومجرمو صفقة القرن واشباههم في هذا النوع من الجرائم، ولا ننسى أيضا كبار تجار المخدرات والمتاجرين بالبشر.

بحر من الظلم والحرمان ومآسي العوز والفقر وشظف العيش يفصل هذه الطبقة عن الطبقة التي تضم العمال وفقراء الفلاحين والعاملين في القطاع غير المنظم، كذلك منتسبي الدولة ممن يقعون في اسفل السلم الوظيفي حتى الدرجة الخامسة، وكل من لم يبلغ دخله الشهري مليون دينار، والعاطلين عن العمل والمهمشين، وسكنة العشوائيات، والذين يعتاشون على مكبات النفايات.

لا توافق ولا ايّ مساعدات خيرية او خطابات سلطوية، تستطيع اخفاء حجم انعدام العدالة، الذي يسببه تسيّد الطبقة المترفة والمتنعمة بالسلطة والجاه والمال والنفوذ، على الطبقة التي انهكها الفساد وتداعياته الكارثية، والمحرومة من مستلزمات الحد المعقول من العيش الكريم.

وطبقة المترفين تستخدم كل الوسائل بما فيها غير الشرعية، لإضفاء شرعية وهمية على وجودها في السلطة السياسية وتربعها على سلطة المال، وتاتي الانتخابات كأحد الوسائل التي تستخدمها للحصول على اكثرية زائفة، تضفي شيئا من الشرعية على التسلط، بعد ان تُفرغ الانتخابات عن معايير العدالة والانصاف والتنافس الحر والفرص المتساوية. حيث تصمم قوانين انتخابية تؤمن تمترسها  بالسلطة. ونظرا لكونها تملك الاعلام وتهيمن عليه، فانها تعمل على صنع رأي عام ضاغط يروّج لها وينفخ فيها ويصورها، حسب الحاجة وعلى وفق المصلحة الذاتية، بصورة الحامية للمذهب وللوطن. فتبدو العملية الانتخابية وكأنها السبيل الوحيد للتغيير، ولا سبيل غير ساحتها التنافسية لتمثيل ارادة الشعب. فيما تكون قد خططت وهيأت لاعادة انتاجها ومعها تسلطها،  وممارسة شتى الافعال لجرّ اعداد غير قليلة من النخب الى جانبها.

هناك اليوم بالطبع من يتطوع للتأكيد ان الانتخابات وبطريقة سانت ليغو، ستسفر عن الاستقرار والتنمية السياسية! والمؤسف هنا هو استدراجها بعض المعارضين وجرّهم الى جانبها، متناسين ان الانتخابات التي تعكس تمثيلا صحيحا للشعب، انما تتطلب معايير صارمة، من أهمها استقلال الادارة الانتخابية وعدم خضوعها للمحاصصة.

وليس جائزا لطغمة الحكم ان تحاصر الشعب في ساحة الانتخابات وتفرض عليه قانونا جائرا، وللشعب وقواه المدافعة عن مصالحه - كما هو معلوم - ساحات أخرى توفر فيها امكانية التغيير، وهي ساحات تهابها الاولغارشية، ومن بينها ساحات الاحتجاج والتظاهر السلمي.

 *******************

الصفحة الثالثة

الاغتيالات تقلق المواطنين.. ومختصون يؤكدون: المنفذون محميّون!

بغداد ـ تبارك عبد المجيد

لا تزال عمليات الاغتيال في العراق تشكل تهديدا للوضع الامني في بعض مناطق البلاد، التي شهدت مؤخرا عددا من الخروقات، الامر الذي جوبه بموجة استنكارات من جهات معنية واستياء شعبي يستدعي تدخلا حكوميا لمعالجة تلك الثغرات.

وشهدت محافظات ديالى والأنبار وبابل حوادث اغتيال تنوعت أسبابها بين أعمال إرهابية وقضايا جنائية وثارات عشائرية.

وفي هذا الصدد، طالب المركز الاستراتيجي لحقوق الإنسان بتكثيف جهود الحكومة وجميع المؤسسات الأمنية وإعادة خططها الاستخباراتية، إضافة الى تعزيز دورها في حماية المواطن وكفالة حقه في الأمن والأمان، مشددا على ضرروه استثمار الوفرة المالية بنصب كاميرات حرارية في كافة المحافظات.

ودعا المركز في الوقت ذاته مجلس القضاء الى اعتبار جرائم الاغتيالات من الجرائم الارهابية، مهما كانت اسبابها ودوافعها.

وأجرت “طريق الشعب” عددا من الاتصالات مع نواب لجنة حقوق الانسان النيابية، من اجل التصريح بصدد موضوع التقرير، لكن بعضهم رفض التعليق واخرون طالبوا بتأجيل الحديث الى وقت لاحق، دون تقديم أية مبررات.

انتهاك حق الحياة

يقول الناشط والخبير المعني بحقوق الانسان، الدكتور علي البياتي، ان “موضوع الاغتيالات يعتبر تعديا على حق الحياة، الذي يعد من اهم حقوق الانسان، التي من واجب الدولة حمايتها، وعدم السماح لاي جهة المساس فيها”.

ويضيف في حديث خص به “طريق الشعب”، ان “مسألة الاغتيالات، ليست بجديدة فهي متواجدة منذ العام 2003، وانها احدى الادوات الاساسية التي تستعملها المجاميع الارهابية والمتطرفة لترهيب الناس”، موضحا ان اهداف استعمالها متنوعة؛ فأما تكون لأغراض شخصية او قضايا عشائرية او اجتماعية او تكون ذات ابعاد إرهابية او سياسية”.

حوادث إجرامية

ويشير البياتي الى ان “الاسبوعين الماضيين شهدا حوادث اغتيالات في أكثر من محافظة”، مشددا على أن هذه الافعال الاجرامية “لا يمكن السكوت عنها”.

ويعتقد البياتي ان هناك من يريد بعث رسائل مفادها ان الامن غير مستقر في العراق، وأيضا قد تكون هناك دوافع طائفية للعب على الوتر الذي تضرر منه العراقيون كثيرا في وقت سابق”.

دور الدولة؟

ويؤكد البياتي ان “دور الدولة ليس فقط توفير الحماية وتعزيز الامن انما يتمثل بالاستجابة السريعة لكشف الجناة والوقوف على دوافع جرائمهم”، مشددا على أهمية عدم السماح بتمرير هذه الجرائم من دون أي رد فعل حكومي حازم.

ويجد البياتي انه “برغم وجود فوضى وخلل أمني في أكثر من منطقة في العراق، لكن لا يمكن ان تتحرك أي جهة، وتحمل السلاح وتنفذ هذه العمليات دون ان يكون لها غطاء بشكل سياسي او أمني او جهة ذات سلطة توفر لها المساحة والأمان للقيام بهذه الأعمال”، مضيفا ان “غياب مسؤولية الدولة وغياب استجابتها السريعة يجعلها في قفص الاتهام”.

حالة من الإرباك

فيما علّق الناشط مازن محبوبة على حوادث الاغتيالات قائلا، ان “زيادة الاغتيالات تستهدف إرباك المجتمع العراقي، إذ أنها تثير الرعب لدى عامة الناس، خصوصا المدافعين عن الحقوق والحريات.

وأشار إلى “أننا لا نملك آليات استنكار ورفض غير سلمية منها”، مؤكدا “أننا نعمل على تقديم تقارير الانتهاكات التي تحدث على الساحة العراقية الى منظمات دولية، ولفت العالم اليها”.

لا موقف للقانون

اما عن دور القانون، فيقول “اننا اعتدنا ان يكون غير مفعل، وليس صارما، للوقوف ازاء ما يتعرض له المواطنون من قمع وانتهاك”. ولوّح ان “السلطة الحالية قانونها السلاح”. وفي محافظة ديالى تعرّض احمد طلال المدفعي، طبيب استشاري متخصص بأمراض القلب، لإطلاق نار من قبل مسلحين، وسط بعقوبة مركز محافظة ديالى، ما أسفر عن مقتله في الحال.

ديالى لا تشعر بالامان

ويعتبر باقر سالم (ناشط مدني من محافظة ديالى)، ان “حادثة اغتيال الطبيب الاستشاري وفرار الجناة هو انتهاك خطير للأمن المجتمعي، تحديدا في ديالى”. ويردف سالم كلامه لـ”طريق الشعب”، ان “حادثه الاغتيال وقعت في أكثر منطقة مزدحمة ومحصنة امنيا، كونها تتضمن اغلب الدوائر الحكومية”.

وعن الوضع بعد هذه الحاثة، يلوح في حديثه ان “لا أحد في محافظة ديالى يشعر بالأمان، تحديدا من هم من الطبقة الكادحة والناشطين الذين واجهوا الاغتيالات الفاشلة والتعرض للتهجير القسري”، لافتا الى ان “نواب المحافظة وقياداتها المحلية اكتفوا باستنكار الجريمة”.

مطالبات بإجراءات حقيقية

وطالب سالم، القائد العام للقوات المسلحة، باختيار قادة ذوي كفاءة وخبرة لإدارة القطاع الامني في العراق.

 *****************

العراق في الصحافة الدولية

ترجمة وإعداد: طريق الشعب

العراق والطاقة المتجددة

تحت هذا العنوان، كتبت الباحثة في شؤون الطاقة جيسكا عبيد، مقالاً لمعهد الشرق الأوسط للدراسات، ذكرت فيه بأن جهود تحسين البنية التحتية للكهرباء في البلاد قد تباطأت منذ إحتلالها عام 2003، على الرغم من كونها خامس أكبر احتياطي للنفط الخام في العالم والدولة التي تحتل الموقع 12 على قائمة أكبر احتياطيات الغاز الطبيعي المؤكدة. وأشارت إلى أن المواطنين لا يتمتعون بإمكانية الوصول إلى خدمة كهرباء موثوقة، مما يتعين عليهم الاعتماد على مولدات الديزل باهظة الثمن في الأحياء لسد بعض الفجوة. وأعربت الكاتبة عن إعتقادها بحاجة العراق لإستكشاف بدائل أنظف، مثل أنظمة الطاقة المتجددة.

بلد نفطي

وأوضحت الكاتبة بأنه وعلى الرغم من أن العراق هو أحد أكبر منتجي النفط الخام في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، حيث يحتل المرتبة الثانية بعد السعودية، ويمتلك 17 في المائة من احتياطيات النفط المؤكدة في الشرق الأوسط و 8 في المائة من الاحتياطيات العالمية، فأن قطاع الطاقة فيه مرهون بأشكاليتين رئيسيتين، النمو غير المستدام في الطلب على الطاقة من جهة وقلة الاستثمار من جهة موازية.

شحة الكهرباء

وذكر المقال بأن السعة المركبة لتوليد الطاقة الكهربائية قد بلغت حوالي 30 كيغاواط نظرياً، لكنها لا تبلغ في الحقيقة سوى 23.4 كيغاواط فقط، فيما تحتاج البلاد عملياً إلى 34.18 كيغاواط. وتغطي المولدات العاملة بالديزل قسما من الفرق بين العرض والطلب، وهي مولدات منتشرة في جميع أنحاء العراق، لدرجة أن البلاد تحتل المرتبة الخامسة على مستوى العالم من حيث عدد مولدات الديزل لكل فرد.

ورغم ما أنفق من أموال، بينت الكاتبة، بإن النمو السنوي في إنتاج الكهرباء، لا يتعدى 5 في المائة، فيما يزداد الطلب بنسبة 8 في المائة سنوياً. مؤكدة على وجود عوامل عديدة تزيد من عدم التناغم بين العرض والطلب تعقيداً، كالخسائر الكبيرة التي تحدث بسبب الخلل في عمليات النقل والتوزيع، وسوء الصيانة والصراعات وتفشي الفساد وضعف إجراءات جباية تكاليف الإستهلاك والتي تسبب هدراً يتراوح بين 40 و 50 في المائة من الواردات.

مشكلة المناخ

ورأت جيسكا عبيد في مقالها أن توليد الطاقة غير مرن ويتفاقم بفعل تأثيرات تغير المناخ، التي يعد العراق خامس دولة معرضة لها على مستوى العالم، بما في ذلك درجات الحرارة المرتفعة والجفاف والفيضانات والعواصف الرملية. وإذ تؤدي درجات الحرارة المرتفعة والجفاف إلى زيادة الطلب على الكهرباء، فإنها تقلل من العرض بسبب تأثيراتها السلبية على كفاءة الإنتاج والنقل والتوزيع.

تكامل الطاقة المتجددة

وذكّرت الكاتبة بالقاعدة القوية من الطاقة المتجددة المحتملة التي يتمتع بها العراق، كتوفر مستويات كبيرة من الإشعاع الشمسي، وسرعات رياح مجدية اقتصاديًا في بعض المناطق، وينابيع ساخنة يمكن أن توفر فرصة لتطوير الطاقة الحرارية الأرضية. وخلصت إلى أن توليد الطاقة من مصادر الطاقة المتجددة سيؤدي إلى زيادة أمن الطاقة وتقليل انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري والتي تمثل ما يقرب من نصف إجمالي الانبعاثات في العراق.

الا أن الكاتبة عادت وأعربت عن قلقها من مجموعة التحديات التي ستواجه دمج أنظمة الطاقة المتجددة المتغيرة مثل الخلايا الكهروضوئية الشمسية وتوربينات الرياح، بسبب الحاجة لأنظمة طاقة مرنة، وسعة شبكة موسعة وحديثة، وأنظمة تخزين متطورة، وقدرة نقل كبيرة لنقل الكهرباء المولدة عبر مسافات طويلة، لاسيما مع ضعف شبكات البلاد ونقص الاستثمارات وإرتفاع الخسائر.

تشجيع الإستثمار

وبسبب ما تتطلبه هذه الإستراتيجية من استثمارات رأسمالية ضخمة، دعا المقال إلى خلق مناخ مناسب لجذب المطّورين والممولين، والقضاء على أية مخاطر للفساد، بشكل عملي وحقيقي وعبر آليات محاسبة ومتابعة قوية، وبما يؤّمن للمستثمرين ثقة بالسوق العراقية، من ناحية الأرباح والاستقرار، إضافة إلى وجود منافسة نزيهة وذات مصداقية بين المتقدمين لتطوير سوق الكهرباء في البلاد.

 ****************

شريط الاخبار

التحاصص في حقوق الإنسان

قرر مجلس النواب تشكيل لجنة لإختيار المفوضية العليا لحقوق الإنسان، والتي سبق له وجمّد عملها وفشل مراراً في تجديد مجلس مفوضيها الذي انتهت مدة ولايته. وجاءت لجنة الإختيار هذه بإشراف النائب الثاني لرئيس البرلمان وعضوية 12 نائباً من مختلف الكتل و “المكونات” مع ممثلين عن مجلس الوزراء ومجلس القضاء ومنظمات المجتمع المدني. هذا وفيما يأمل الناس أن تقوم اللجنة بإختيار دقيق للمفوضين، تتحقق معه إستقلالية الهيئة ويُضمن تمتعها بالمصداقية، يعربون عن قلقهم مما إتسم به تشكيل لجنة الإختيار من محاصصة مفضوحة ومن غياب الشفافية حتى في إختيار ممثل منظمات المجتمع المدني!

دولة ومافيات

أعلن جهاز الأمن الوطني عن إلقاء القبض على أحد اخطر المهربين و المطلوبين في العراق والمدعو (أحمد شايع ) بتهم أرهاب وجرائم تمس أمن الدولة، من بينها قتل مدير شركة دايو الكورية (بارك شل) الذي وجدت جثته معلقة داخل مشروع الفاو الكبير، والذي تساهم شركة شايع في تنفيذه. هذا وكانت مذكرات قبض عديدة سبق وأن صدرت بحق المتهم وأعوانه، لكنها لم تنفذ بسبب الحماية التي وفرها له بعض المتنفذين في الدولة، مما أبقاه حراً وأبقى شركته نشطة في أعمال الميناء، حتى مبادرة جهاز الأمن الوطني هذه، والتي لاقت إستحسان الناس.

الأمية من خيراتكم!

أعلن المتحدث باسم وزارة التخطيط عن أن نسبة الأمية في العراق تبلغ حوالي 12 في المائة بين السكان بعمر 15 سنة فما فوق، وترتفع لتصل إلى 18 في المائة بين النساء و20 في المائة بين سكان الريف. ورغم أن تقديرات اليونسيف لعدد الأميين في العراق تتجاوز هذه الأرقام بكثير، فإن الوزارة أغفلت الحديث عن حجم الأمية المعرفية في البلاد، ونسب الإرتداد للأمية ممن غادروها، وماهية الخطط التي وضعتها الحكومة لمواجهة هذه المشكلة، التي كادت أن تختفي من العراق قبل عقود، لاسيما في ظل غياب جهاز خاص بمحو الأمية، والنقص في الميزانيات و الكوادر.

«داري»  جديدة لو شنو !

أعلن مجلس الوزراء، عن وجود مشروع لتوزيع 500 ألف قطعة أرض سكنية على الشرائح الفقيرة والمتوسطة، وذلك في تنسيق عالي المستوى مع الهيئة الوطنية للإستثمار، وتأميناً لإهتمام الحكومة بقطاع السكن. وكانت الحكومة السابقة قد أعلنت قبل عام مضى عن توزيع 186 ألف قطعة أرض سكنية في مشروع أسمته “داري”، دون أن تقوم بتوفير الخدمات التي تمّكن الناس من بناء “دارهم” والسكن فيها. هذا ويبدو أن فشل نظام المحاصصة في رسم خطة تنموية للإسكان ومعالجة الفساد بمجال الاستثمار في البناء، قد أفقد الناس الثقة بكل هذه الوعود، لاسيما مع الإرتفاع الجنوني بأسعار العقارات.

فاحت ريحتكم

إكتشفت لجنة تفتيش من هيئة النزاهة وجود 120 ملف تزوير في منفذ زرباطية، في يوم واحد، باغتت فيه العاملين بزيارة مفاجئة. وبسبب بقاء اللجنة مقيمة في المنفذ لأربعة أيام، توقف العمل تقريباً هناك، مما يعكس حجم الأعمال غير القانونية التي يتسم به عمل المنفذ، كما هو الحال بباقي المنافذ الحدودية. من جهة أخرى أعلنت هيئة النزاهة عن صدور أمر إستقدام بحق مدير عام في مُحافظة بغداد بتهمة التضخُّم الحاصل في أمواله وأموال زوجته وأولاده. هذا وكانت منظمة الشفافية الدولية، قد دعت الحكومة العراقية لتطوير آليات مكافحة الفساد، معربة عن دعمها لأية جهود جادة في هذا المجال.

 ****************************

الصفحة الرابعة

“المركزي” يواجه ضغوطا سياسية لتخفيف ضوابط المنصة.. خبراء: المصارف الحكومية «متخلّفة»  والأموال المكتنزة تقدر بـ50 تريليونا

بغداد ـ محمد التميمي

عدّ خبراء في مجال التكنولوجيا والتحول الرقمي، التصريحات الحكومية الاخيرة، حول عملية رقمنة التعاملات المصرفية، لتسيير معاملات المواطنين ومكافحة الفساد وغسيل الاموال، بانها احاديث للاستهلاك الإعلامي فقط، وان القضية اصبحت شبيهة بشعارات مكافحة الفساد التي يطلقها المسؤولون.

واكد الخبراء، ان الحكومة غير قادرة على قيادة هذه العملية لوحدها، وان عملية التحول الرقمي في البلاد، يجب ان تقودها هيئة مستقلة، بعيدة عن المحاصصة، وأن تتم وفق سياسات رصينة وخطة مرسومة سلفاً، تخضع لعملية التطور باستمرار.

تصريحات رسمية

واستقبل رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، امس الأول الثلاثاء، وفداً من شركة فيزا العالمية لبطاقات الدفع الإلكتروني، مؤكدا مضي حكومته في خطط الشمول المالي والرقمنة للتعاملات المصرفية، والارتقاء بها؛ لتلبّي المعايير العالمية، والمواصفات المعمول بها على مستوى دولي.

وأشار السوداني بحسب بيان المكتب الرسمي الذي ورد لـ”طريق الشعب”، الى أن “خطوات الحكومة في هذا المجال، ستيسّر التعاملات المالية للمواطنين، وتختزل الوقت وتعزز مظلة القانون بتنفيذ الضوابط التي تكافح غسيل الأموال”.

من جانبها، اكدت وزيرة المالية، طيف سامي، ضرورة انتقال التعامل المصرفي من الورقي إلى الالكتروني لاختزال الوقت وتبسيط الإجراءات أمام المواطنين، طبقا لما اورده مصرف الرافدين، في بيان تلقته “طريق الشعب”.

وشددت على ضرورة “تنفيذ البرنامج الحكومي في تطبيق النظام المصرفي والاهداف التي تتحقق من خلاله في الانتقال من التعاملات الورقية الى الالكترونية، واختزال الوقت وتبسيط الإجراءات وتذليل المعوقات، بعيدا عن الروتين، بالإضافة الى تكثيف الجهود للارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة للزبائن”.

وأضاف البيان، أن “هدف الزيارة يأتي للوقوف على العقبات وتشخيص مكامن الضعف في أداء القطاع المصرفي والعمل على تجاوزها عبر تعزيز قدرات النظام المصرفي الشامل وتوفير متطلباته لضمان تقديم أفضل الخدمات لزبائن المصرف”.

العديد من المتطلبات

في هذا الشأن، قال الخبير في مجال التكنولوجيا والحوكمة الإلكترونية علي أنور، ان الدولة العراقية لا تفرق بين مفاهيم الاتمتة والحوكمة والرقمنة وتخلط في ما بينها، بينما كل واحدة منها لا تشبه الاخرى وبينها فروقات، لافتا الى ان هذه التصريحات الرسمية لا تعدو كونها احاديث اعلامية فقط؛ فمشكلة المصارف ليست بالرقمنة، لان القطاع المصرفي قطاع متطور من هذه الناحية، بشكل كبير.

واضاف انور في حديثه لـ”طريق الشعب”، قائلاً ان الحكومة “بمفردها غير قادرة على قيادة هذه العملية، لأننا في البدء نعاني نقصا في التشريعات القانونية، وهذا يتعلق بعمل مجلس النواب، ولدينا مشكلة في عدم وجود جهة مستقلة تدير التحول الرقمي، فهناك اكثر من جهة تريد ادارة الملف، منها الامانة العامة لمجلس الوزراء ووزارة الاتصالات ووزارة الداخلية”.

ولفت المتحدث ـ وهو استشاري لدى 12 مصرفا في العراق  لرسم خطط الحوكمة والتحول الرقمي ـ الى ان “عملية التحول الرقمي والاتمتة، هو برنامج لا يتوقف بل يستمر في التطور، لذلك لابد ان يكون لدينا استراتيجية في التحول الرقمي، وخطط”، مبينا “اننا حتى الان لم نوزع الادوار والمسؤوليات بشكل واضح بين مؤسسات الدولة من جهة وما بين علاقة القطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدني من جهة اخرى”.

وتابع حديثه قائلاً: ان “الحكومة ما زالت تعمل بعقلية العمل المنفرد، وهذه النتائج واضحة. نحن نعيش تجارب وشعارات فقط، بدون خطة واضحة تبدأ من صياغة مسودات صحيحة للقوانين والتشريعات التي نحتاجها في هذا المجال، ورسم السياسات والخطط وخارطة الطريق، ومن ثم تشكيل هيئة مستقلة تقود عملية التحول الرقمي كما في دول العالم، ونبعدها عن المحاصصة، وهذا الكلام قد يكون حلما”.

وبحسب الخبير، فان القطاع المصرفي يعد من القطاعات المتقدمة في الرقمنة بالعراق، مقارنة بقطاعات الصحة والتعليم والنقل والقطاعات الاخرى، وهذا يعود لأنه محكوم من البنك المركزي بتنفيذ معايير ونظم عالمية.

وأشار الى ان “البنك المركزي اصدر دليلا كاملا سنة 2019 يسمى (دليل الحوكمة)، وفرضه على المصارف، والمفارقة هنا ان المصارف الحكومية هي المتخلفة من ناحية تطبيق معايير البنك المركزي والنظم العالمية، بينما هي التي تملك اكبر كتلة نقدية”.

ونوه بان “انظمة مكافحة غسيل الاموال AML تفرض قوانين وسياسات دولية على البنوك المركزية، والاخيرة تعكسها على القطاع المصرفي”، مواصلا الحديث بأن “البنك المركزي دائما ما يضع متطلبات على المصارف، ولكن بعض المصارف تلكأت، وللأسف استخدمت الضغط السياسي على البنك المركزي للتهرب من تنفيذ الضوابط والتعليمات”.

المساءلة أولا

وعلى صعيد متصل، قال الخبير في مجال مكافحة الفساد سعيد ياسين ان العراق امامه ثلاثة ملفات، وهي غسيل الاموال وتهريبها وتمويل الارهاب، وهناك اجراءات ومتطلبات على العراق تنفيذها في هذا الجانب.

واضاف ياسين في حديث خص به “طريق الشعب” قائلاً ان “اول هذه الاجراءات هو مسألة الاتمتة؛ فالكتلة النقدية الموجودة لدى المواطن هي بحدود 50 تريليون دينار مكتنزة خارج النظام المصرفي، وعلى المعنيين التفكير بكيفية دمج هذه الاموال في الاقتصاد عبر سلسلة اجراءات؛ جزء منها من خلال ترسيخ الثقة من خلال التعاون مع شركات دولية، معترف بها ولها سوابق في هذا المجال. و في الجانب الاخر السيطرة على التحويلات المالية”.

واكد ياسين ان الرقمنة والتحول الالكتروني غير كاف “بدون مساءلة الجهات التي كانت تهرب وتمارس عملية غسيل الاموال، وسنبقى ندور في الدوامة ذاتها، فالرقمنة والاتمتة هي فقط تحدد ونعرف من خلالها مسار الأموال، وتعزز ثقة المواطن بالنظام المصرفي في العراق، ويبقى التحدي الكبير هو محاسبة هذه الجهات”.

وخلص الى انه على الحكومة اعتماد سياسات واضحة توضع من قبل خبراء ماليين ونقديين إضافة الى اعتماد مبدأ سياسة القانون وإنفاذه على الجميع وبصرامة وعدالة بدون تمييز.

 *********************

2000 بناية قيد الترميم.. تلميذات البصرة يفترشن الأرض  والتربية: المحافظة بحاجة الى 600 مدرسة

بغداد ـ تبارك عبد المجيد

تشهد أروقة المباني التعليمية في البصرة، اكتظاظا كبيرا لعدد الطلبة فيها، بالرغم من وجود محاولات في وقت سابق لبناء عدد من المدارس في المحافظة، لكن يبدو ان هذه المساعي لا تصب في حل ازمة الاكتظاظ، الذي أفرز دواما ثلاثيا في مدارس المحافظة.

تلميذات تتناوب على الرحلات

تقول فاطمة (8 سنوات) انها لا تحب الذهاب للمدرسة، وعند سؤالها من قبل مراسل “طريق الشعب” عن السبب، ردت بأنها لا تجد مكانا للجلوس. نتناوب انا وصديقاتي على الجلوس حتى على الأرض: لكل واحدة منّا حصتان للجلوس في المقعد الدراسي، وحصتان على الارض”.

وتضيف فاطمة، ان “عدد زميلاتها في الصف يتجاوز 60 تلميذة، ما يسبب ضوضاء وعدم تركيز”.

وتشير الى ان بناية مدرستها تعمل بالدوام مدرستها تحتضن دوما ثلاثيا، يتوزع بين مدرستين ابتدائيتين للبنات والبنين، والثالثة مدرسة ثانوية”.

اما والد فاطمة فيقول لـ “طريق الشعب”، انه بسبب عدم استيعاب ابنته وحبها للمدرسة، “اضطررت لان اشركها في التدريس الخصوصي”.

ويضيف، ان هذه التحديات تقع على عاتق الطلبة وذويهم وتحملهم أعباء إضافية، مشددا على حرصه بان تتم ابنته التعليم، فيما يتمنى في الوقت ذاته ان تكون هناك حلول ومعالجات من شأنها ان ترتقي بمستوى العليم، الذي سيتخرج منه أولادهم.

يفترشن الأرض

وتداولت مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو، في الفترة الماضية، لمدرسة في محافظة البصرة، تفترش فيها الطالبات الأرض، لتصدر وزارة التربية بعدها توضيحا بشأن هذا المقطع، قائلة ان “المقطع المصور لطالبات يفترشن الأرض بمدرسة في البصرة قبل عام من الآن، وان تصرف المدرسة كان فردياً، وتمت إحالتها للتحقيق وتزويدها بالرحلات الدراسية”، ليعود بعدها انتشار مقطع اخر من مدرسة أخرى في البصرة لطالبات يجلسن على الأرض في الصفوف في هذه الفترة. وتقدر حاجة العراق إلى 8 آلاف مدرسة خلال السنوات الـ 5 المقبلة، بحسب ما صرحت به وزارة التربية في وقت سابق.

المدارس الكرفانية مؤقتة

يقول المتحدث الرسمي باسم وزارة التربية، كريم السيد، ان “محافظة البصرة لا يوجد فيها أية مدارس طينية، لكن هناك مدارس كرفانية”، مشيرا الى انها تواجدت لوضع اضطراري، لحين استكمال المدارس الجديدة وترميم المدارس القديمة.

عدد المدارس التي تحتاجها البصرة؟

ويكشف المتحدث في حديث مع “طريق الشعب”، عن حاجة مديرية البصرة الى ما يقارب (500-600) مدرسة، مؤكدا وجود اهتمام ومبادرات حقيقية لدى وزارة التربية في ما يخص موضوع الأبنية الدراسية.

ويشير الى وجود عمليات ترميم لأكثر من 2000 مدرسة، من ضمنها مدارس البصرة، إضافة الى وجود مدارس من المؤمل دخولها الخدمة خلال عام 2023.

نقص شديد

بدوره، يقول ناشط في مجال التعليم، علي حاكم، ان “العراق لا يزال يعاني من نقص في البنية التحتية، تحديدا على مستوى قطاع التعليم، اذ وفق احصائيات وزارة التربية فأن البلد بحاجة الى 8000 مدرسة”.

ويردف كلامه لـ “طريق الشعب”، بان “الطلاب اليوم الذين يفترض ان يدرسوا في المدارس النقص، يواجهون تحديات كبيرة، اذ اجبروا على الدراسة ضمن الدوام المزدوج والثلاثي والاهلية”، مشيرا الى ان الحد الطبيعي لعدد الطلاب في الصف المدرسي الواحد يقدر بـ 30 طالبا. اما اليوم فمدارس البصرة تستقبل ضعف العدد”.

وتفتقر المدارس الموجودة الى العديد من المقومات الأساسية منها: الدورات الصحية ومياه الشرب ومقاعد الجلوس، وحتى المناهج الدراسية التي لم توزع بشكل كامل، حتى الان، بحسب قوله.

حلول خجولة

ويصف حاكم، ما تقوم به وزارة التربية من حلول ومعالجات بأنه “خجول ومضحك”، مبينا ان الوزارة تتفاخر إعلاميا عندما تقوم بإرسال مقاعد دراسية لمدرسة ما في قضاء او ناحية معينة او تقوم بتوفير أشياء بسيطة، بالوقت الذي يجب فيه خلال عام 2023 ان تناقش خططا استراتيجية للتعليم، او كيفية التحول من التعليم التقليدي الى الرقمي، اذ هذا ما وصل اليه التعليم في العالم.

 ***********************

وقفة اقتصادية.. استبعاد الحسابات الختامية من الموازنات السنوية

إبراهيم المشهداني

تشكل الحسابات الختامية اداة أساسية للتحقق الفعلي لما تم انفاقه في السنة السابقة لإقرار الموازنة السنوية سواء بالنسبة للنفقات العامة وما تم جبايته من إيرادات لذلك فهي تمثل نظاما يتم بموجبه تقييم النتائج التي تترتب على تنفيذ الموازنة السنوية ليشكل منطلقا مهما للسلطة التشريعية للقيام بأداء دورها الرقابي على الحكومة باستقلالية تامة وضبط شاطها من خلال البيانات التي تقدمها والتي تمكن السلطة التشريعية من تحقق مدى التزام السلطة التنفيذية بما اقرته السلطة التشريعية.

 واذا كانت الحسابات الختامية بهذه الأهمية وهي كذلك بالفعل  فلماذا تجاهل مجلس النواب  هذه الحسابات  في جميع الموازنات السنوية التي اقر قانونها باستثناء السنوات التي لم ترسل الموازنة من الحكومة وخاصة في سنتي عام 1914 و2020  مع علمه التام ان هذه الحسابات تشكل جزء لا يتجزأ من الموازنة السنوية  وفقا للمادة 62 / أولا من الدستور التي نصت  بما لا تقبل التأويل على (يقدم مجلس الوزراء مشروع فانون الموازنة العامة والحسابات الختامية الى مجلس النواب لإقراره) والحقيقة ان هذا الخرق الدستوري تتحمله الحكومة فهي المسئولة عن ارسال الموازنة والحسابات الختامية في ان واحد طبقا لنص المادة المذكورة  .

   وأيا كانت التبريرات التي يسوقها مجلس الوزراء في ان الأسباب ترجع الى عجز الوحدات الحسابية في الجهاز الحكومي  عن استكمال الحسابات الختامية  بسبب إشكالية السلف التي لم تجر معالجتها  من قبل الوزارات وغيرها من الاسباب  فاذا حصل هذا الإخفاق في سنة ما او سنتين فهل تعجز الحكومة عن معالجة هذا الخرق الفاضح  بكل الادوات والاليات المتاحة لها ام  ان هناك أسبابا اخر تعرقل هذه المادة الدستورية وفي مقدمتها انتشار قوى الفساد المهيمنة على مختلف مفاصل الجهاز الحكومي  والتي تتخذ من تأخير ارسال الحسابات الختامية للتعمية على عمليات النهب والهدر المالي الذي بلغ مئات التريليونات من الدنانير  وفي هذه الجزيئة المفصلية يتحمل البرلمان المسئولية في محاسبة الحكومة على هذا الاهمال حسب الصلاحيات الدستورية  الممنوحة له كما ان أيا من أعضاء البرلمان يستطيع إقامة الدعوى لدى المحكمة الاتحادية  الا اذا كان في الامر أسباب تتعلق بفقدان الشفافية في عرض البيانات  الحسابية من قبل الحكومة   ومن المؤسف ان نسمع ان مجلس النواب سيقوم بدراسة الحسابات الختامية لعام 2014  كما فعل من قبل في دراسة الحسابات الختامية لعامي 2007 التي قدمت في عام 2011  واقرها في مدة نصف ساعة!

“ولتسليط الضوء  على تداعيات غياب الحسابات الختامية  والاثار المترتبة عليها سواء من قبل الحكومة او مجلس النواب فمعنى ذلك ان مجلس النواب يناقش الأرقام التخمينية في الموازنات السنوية  العامة التي تقدمها الحكومة دون ان تتوفر له معلومات عما انفق وانجز فعلا من موازنة العام السابق او العام الاسبق أي ان مرجعية المجلس عدا اجراء المقارنات بين بنودا لموازنة العامة قيد المناقشة وهي ارقام تخمينية  أخرى للأعوام السابقة  وهذا يعني من الناحية العملية ان مناقشة الموازنة تتم من قبل مجلس النواب دون ان تكون له معرفة بما جرى ويجري على ارض الواقع وما انفقته كل وزارة او هيئة مستقلة فعلا ومعرفة مواطن الفشل او النجاح للاستفادة من المعلومات في تقييم التخصيصات المقترحة من الحكومة للسنة الجارية.”*

نخلص من كل تقدم ان مهمة الحكومة معرفة كيفية ومكان صرف كل دينار في الموازنة وان الحسابات الختامية من الأهمية بمكان بحيث تمكن من الكشف عن حجم  المبالغ التي صرفت في السنين السابقة او التي ستنفق في السنوات  اللاحقة لتحديد اشكال التلاعب بالمال العام من قبل منظومات الفساد  واليات تجريمها وعمليات استردادها .وان بعض القوانين فيها من الثغرات ما تسمح وتشجع الوزارات والجهات المستقلة على البذخ في نهاية كل عام ما يجعلها تلجا  لانفاق ما تبقى من التخصيصات المالية بالوسائل والأساليب التي تسمح بالهدر والتلاعب بالمال العام.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 *رائد فهمي سكرتير اللجنة المركزي للحزب الشيوعي العراقي

 ***************************

الصفحة الخامسة

العلاج المستورد لا يخضع للفحص!.. الشلل يصيب الصناعات الدوائية في العراق

متابعة – طريق الشعب

تشهد الصناعات الدوائية في العراق، منذ 2003، تراجعا كبيرا وصل إلى درجة الشلل التام، وذلك بسبب الضرر الذي لحق بمصانع الأدوية، فضلاً عن عمليات التخريب والنهب التي تعرضت لها، ما جعل البلاد تتجه نحو استيراد الدواء من الخارج، وإنفاق أموال طائلة في هذا الشأن.

وخلال الآونة الأخيرة، زادت عمليات تهريب الأدوية وإدخالها إلى البلاد بطرق غير قانونية، الأمر الذي يهدد سلامة الأمن الدوائي للبلاد. وحسب بيانات رسمية، فإن العراق يستورد كميات كبيرة من الأدوية بشكل عشوائي، وسط ضعف الرقابة وانتشار عصابات تهريب مستفيدة من حالة الفوضى في هذا القطاع.

لا حماية للإنتاج الدوائي المحلي

يقول نقيب الصيادلة العراقيين، مصطفى الهيتي، أن العراق يمتلك حالياً أكثر من 20 مصنعا لإنتاج الأدوية، قسم منها لا يعمل لأسباب تتعلق بالبيئة الاستثمارية والبنى التحتية، منتقدا في حديث صحفي “عدم وجود حماية لازمة للإنتاج الدوائي المحلي، فضلا عن غياب الأمن الدوائي، وانعدام الدراسات الفعلية عن حجم الاستهلاك لهذه المواد في السوق العراقية”.

ويشير الهيتي إلى أن “السوق الدوائية في العراق تعاني مشكلة قيام مافيات كبيرة مدعومة من أطراف سياسية، بإدخال الأدوية بطرق غير قانونية. وأن نسبة 50 في المائة من الأدوية المستوردة تقريباً تدخل بعيدا عن الضوابط الرسمية، ويتم تهريبها عن طريق منافذ حدودية غير رسمية من دون إخضاعها للفحوصات اللازمة”. ويشدد نقيب الصيادلة على “أهمية تقديم الدعم الكامل للصناعة الدوائية، للحد من عمليات الاستنزاف المتعلقة بالأدوية غير المرخصة والاستيراد العشوائي”، موضحا أن “هذا القطاع يحتاج إلى توفير مختبرات للرقابة الدوائية، ومنح إجازات استيراد قانونية، وتسجيل الأدوية من قبل وزارة الصحة حسب الضوابط المعتمدة، من أجل تأمين علاجات فعالة آمنة تباع بأسعار مقبولة على المواطن”.

3 مليارات دولار سنويا

وفي إطار السعي الحكومي لرصد مشكلات قطاع الأدوية ووضع خطط لمعالجتها، كشف رئيس الحكومة محمد شياع السوداني، أخيرا، عن أن البلد ينفق نحو 3 مليارات دولار سنوياً لاستيراد الأدوية. وفيما أشار إلى أن معظم الأدوية المستوردة لا تخضع إلى الفحص والرقابة، دعا إلى ضرورة توطين وتطوير الصناعة الدوائية في البلاد.

وحسب ما ورد في بيان صدر عن مكتب السوداني، فإن الأخير أكد خلال اجتماع ضم رابطة منتجي الأدوية في العراق، بحضور وزيري الصحة والصناعة، أن الصناعات الدوائية المحلية لا تغطي سوى 10 في المائة من الحاجة الفعلية، وان قطاع الصناعة الدوائية يحتاج إلى المزيد من إعادة التنظيم، من أجل تحقيق أمن دوائي متكامل.

إجراءات لتوطين صناعة الدواء

من جانبه، يؤكد وزير الصحة صالح الحسناوي، أنه خلال اجتماع رئيس الوزراء مع رابطة منتجي الأدوية تم الاتفاق على تسهيل إجراءات إنشاء مصانع الأدوية وتوطينها في البلاد، فضلا عن البحث في السبل الممكنة لتحقيق الأمن الدوائي.

ويضيف في حديث صحفي، أن الاجتماع انتهى إلى جملة من نقاط تتعلق بتطوير مصانع الدواء وتسهيل إجراءات إنشائها ودعم منتجاتها، بدءا من الاستيراد والجمارك والضرائب والتعاقدات مع وزارة الصحة، لافتا إلى أن “الاجتماع القادم سيتم بحضور وزارات المالية والصحة والصناعة، لأن هناك قضايا تتعلق بالجمارك والرسوم ينبغي الحديث بشأنها، وستتم مناقشتها بحضور مكتب رئيس الوزراء ورابطة منتجي الأدوية”.

مصانع لا تكفي

يملك العراق العشرات من مصانع الأدوية، موزعة بين القطاعين العام والخاص، وتعمل على تأمين الأدوية والمستلزمات الطبية للسوق المحلية، لكن مجموع من تنتجه هذه المصانع يتركز على أنواع محددة من الأدوية والأدوات الطبية.

وتنقل وكالة أنباء “العربي الجديد” عن مسؤول في وزارة الصناعة، قوله أن “القطاع العام يمتلك 5 مصانع دواء تابعة للشركة العامة للصناعات الدوائية والمستلزمات الطبية”.

ويضيف المسؤول الذي لم تذكر وكالة الأنباء اسمه، أن “العراق كان رائداً في الصناعات الدوائية منذ خمسينيات القرن الماضي، إلا أن عشرات المصانع توقفت عن العمل بشكل كامل بعد 2003. إذ تعرّض قسم كبير منها لعمليات نهب وتخريب”، مشيرا إلى أن القطاع الخاص لديه شركات خاصة بالصناعة الدوائية موزعة على عدد من المحافظات، وتنتج أنواعا متعددة من الأدوية “لكنها لا تسد الحاجة الوطنية”.

تجارة مربحة

وتعد تجارة الأدوية في العراق من أكثر التجارات تحقيقاً للأرباح – حسب الباحث الاقتصادي عبد السلام حسن، الذي يشدد على أهمية دعم ومساندة قطاع الصناعة الدوائية، وفتح مجالات الاستثمار فيه. ويؤكد في حديث صحفي، أن الصناعة الدوائية توفر الكثير من فرص النجاح الاقتصادي، مبينا أن “دعم هذه الصناعة خطوة في الاتجاه الصحيح، لأنها تعمل على دعم الناتج المحلي الإجمالي، وترفع قدرة الدخل القومي، فضلا عن أهميتها التنموية الناتجة عن توفير فرص عمل لآلاف الخريجين من ذوي التخصصات العلمية والإدارية والفنية المختلفة”.

ويلفت حسن إلى أن “جلب الأدوية من دول عديدة مثل إيران وتركيا والأردن وسورية والإمارات، فتح المجال أمام الاستيراد العشوائي، وأعطى ذريعة لخروج العملة الصعبة من البلد بدوافع غسل الأموال”، مشيرا إلى أن “إبقاء العملة داخل البلد بعد تعزيز الصناعة الوطنية، يزيد من فرص التنمية الاقتصادية”.

 *******************

اكول.. يأس وإحباط  في منافذ بيع العملة!

حميد المسعودي

لا تجري عملية بيع الدولار في المصارف أو المطارات بالانسيابية المطلوبة. إذ يواجه المواطن المتوجه للحصول على هذه العملة، لغرض السفر أو غيره، صعوبات، ويصطدم بشروط تعجيزية ومعرقلات تضعها أمامه منافذ بيع العملة، خلاف توجيهات البنك المركزي والجهات المعنية. فمثلا يقال له أن هناك عطلا في النظام (توقف السيستم)، أو ان الكمية نفدت، أو أن التصريف تأجل إلى اليوم التالي، أو يطلب منه الانتظار طويلا أمام بوابة المنفذ.

مثل هذه الأساليب يراها الكثيرون من الموطنين متعمدة هدفها بث حالة من اليأس والإحباط والضجر في نفسيتهم، ليضطروا بعدها إلى التخلي عن طلبهم، والتوجه إلى شراء الدولار من منافذ أخرى، مكاتب الصيرفة الأهلية مثلا، بتسعيرة أعلى من التي أقرها البنك المركزي وألزم المصارف بها.

وتجري عملية التصريف في بعض المنافذ العامة، بأسلوب بطيء يشبه “التقطير”! بحيث لا يتجاوز عدد الذين يتم تصريف العملة لهم، في اليوم الواحد، على عشرة مواطنين. وهنا بالتأكيد سيحتفظ المنفذ بكمية كبيرة من الدولارات غير المصرّفة، والتي يتسلمها من البنك المركزي وفق تخصيص محدد.

السؤال هو: أين ستذهب الدولارات المتبقية، التي تصل إلى مئات الآلاف!؟

 ****************************

الصفحة السادسة

روسيا واوكرانيا أبديتا اهتماما بمحتواها.. البرازيل تطرح مبادرة لأنهاء الحرب

رشيد غويلب

أكد نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل غالوزين أن حكومته “تدرس” اقتراح السلام الذي قدمه الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا بشأن الصراع في أوكرانيا. وأعرب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، هو الآخر عن اهتمامه بلقاء نظيره البرازيلي.

في مؤتمر صحفي مشترك لمناسبة زيارة المستشار الألماني أولاف شولتس إلى البرازيل في نهاية كانون الثاني الفائت، طرح لولا علنًا فكرة تشكيل مجموعة من الدول القادرة على لعب دور الوسيط لحل النزاع بين روسيا وأوكرانيا. وذكر الرئيس البرازيلي الصين والهند وإندونيسيا وبلاده بالاسم. وشدد بشكل خاص على دور الصين المهم في هذه المحاولة.

ورفض لولا طلب المستشار الألماني، مساهمة البرازيل في إرسال أسلحة وذخائر إلى مسرح الحرب. وقال “في الوقت الحالي يجب أن نبحث في العالم عن الذين يمكنهم المساعدة في تحقيق السلام بين روسيا وأوكرانيا”.

وفي الذكرى السنوية الأولى للغزو الروسي، جدد الرئيس البرازيلي، عبر تويتر مبادرته: “في وقت تحتاج فيه البشرية إلى السلام في مواجهة العديد من التحديات، تستمر، منذ عام، الحرب بين روسيا وأوكرانيا. ومن الملح أن تتحمل مجموعة من البلدان غير المتورطة في النزاع مسؤولية بدء مفاوضات استعادة السلام”. وفي مقابلة مع وكالة الأنباء الروسية تاس، قال نائب وزير الخارجية الروسي غالوزين: ان روسيا “احيطت علما بتصريحات الرئيس البرازيلي بشأن مسألة الوساطة الممكنة من أجل إيجاد وسائل سياسية لتجنب التصعيد في أوكرانيا وتصحيح الحسابات الخاطئة في مجال الأمن الدولي على أساس التعددية ومراعاة مصالح جميع. الجهات الفاعلة”. وأضاف، “أود أن أؤكد أن روسيا تقدر الموقف المتوازن للبرازيل في الوضع الدولي الحالي. لقد رفضت البرازيل الإجراءات القسرية الأحادية التي اتخذتها الولايات المتحدة وأقمارها الصناعية ضد بلدنا ورفضت كذلك تزويد كييف بالأسلحة والمعدات العسكرية والذخيرة “.

من جانبه، قال الرئيس الأوكراني في مؤتمر صحفي له، مع وسائل إعلام عالمية في كييف، إنه “مهتم جدًا بدعم لولا” من أجل تقارب أمريكا اللاتينية مع أوكرانيا. وأعرب عن رغبته الشخصية في مقابلة رئيس الجمهورية البرازيلي، حتى يتمكن من تعزيز “صيغة السلام” التي طرحتها أوكرانيا.

وحيا زيلينسكي موافقة البرازيل، الجمعة الفائت، على قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة، وأعلن أن حكومته تعمل على تنظيم قمة دولية لدعم مطالب أوكرانيا وأفكارها من أجل السلام. وأوضح أنه من المهم كسب ود بلدان أمريكا اللاتينية، حيث يحمله بعض قادتها، كالرئيس البرازيلي، جزءا من مسؤولية اندلاع الحرب ايضا.

وعزا الرئيس الأوكراني الموقف المحايد لمعظم بلدان أمريكا اللاتينية بشأن الحرب في أوكرانيا إلى تأثير “الحملة الإعلامية” الروسية. وكانت البرازيل قد صوتت في اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم الجمعة الفائت لصالح قرار “مبادئ ميثاق الأمم المتحدة من أجل سلام شامل وعادل ودائم في أوكرانيا”.

وقال زيلينسكي “كل الدول التي لا تدعم تدمير بلدانا أخرى يجب أن تتحدث مع بعضها البعض، لأن لدينا مصالح مشتركة ونحن نقف في نفس الجانب”. وأعلن افتتاح سفارات جديدة لبلاده في أمريكا اللاتينية لتعميق العلاقات السياسية والاقتصادية.

وكان لولا دا سيلفا قد ناقش مبادرته السلمية مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون ومع الرئيس الأمريكي جو بايدن خلال زيارته لواشنطن، وكذلك مع المستشار الألماني، ولم يتلق لولا أي رد إيجابي.

في غضون ذلك، وكما أُعلن في مؤتمر ميونيخ للأمن، عرضت الصين “موقفها من التسوية السياسية للأزمة الأوكرانية”، مؤكدة على ضرورة الحوار واحترام سيادة الدول. ويحتوي البيان، الذي نشر يوم الجمعة الفائت على موقع وزارة الخارجية الصينية على الإنترنت، على 12 نقطة لحل سلمي للحرب.

 **************

ارقام صادمة لضحايا الانتظار الطويل في المستشفيات بإنكلترا

لندن ـ وكالات

كشفت إحصائيات رسمية عن أرقام صادمة بخصوص عدد المرضى الذين يموتون كل يوم، بينما ينتظرون الحصول على الرعاية أو سرير في المستشفيات بإنكلترا.

واشار تحليل لأرقام دائرة الصحة الوطنية سجلها أطباء طوارئ الى مريض كل 23 دقيقة في إنكلترا بعد فترة انتظار طويلة في قسم الطوارئ.

إجمالاً، مات 23,003 أشخاص خلال عام 2022 بعد انتظارهم ما لا يقل عن 12 ساعة في الطوارئ حتى يحصلوا على الرعاية أو سرير، وفقاً للكلية الملكية لطب الطوارئ (RCEM).

وهذا يعادل تقريباً وفاة مريض كل 23 دقيقة، أو 63 كل يوم، أو 442 كل أسبوع أو 1917 كل شهر، وفق تقرير لصحيفة The Guardian البريطانية نُشر الثلاثاء 28 شباط 2023.

كما قالت الكلية  الملكية لطب الطوارئ إن هذه النتائج التي توصلت إليها في المستشفيات بإنكلترا، رغم أنها “صادمة”، لم تكن “مفاجئة”، وتؤكد حقيقة أن أقسام الطوارئ غالباً ما تكون ممتلئة عن آخرها وعاجزة عن توفير أسرّة للمرضى في المستشفيات.

قال الدكتور أدريان بويل، رئيس الكلية الملكية: “فترات الانتظار الطويلة تلحق ضرراً جسيماً بالمرضى وتتسبب في وفيات. وأعدادهم الموضحة هنا محزنة جداً”.

أضاف بويل أن المستشفيات بحاجة إلى مزيد من العاملين، ومزيد من الأسرّة ومزيد من المساحة لو أرادت العودة إلى تقديم العلاج للمرضى بسرعة أكبر.

 *****************

ارتفاع عدد ضحايا الزلزال الى 51 الفاً.. العالم غير مستعد للتصدي للكوارث الطبيعية

متابعة ـ طريق الشعب

دعا تقرير علمي إلى إعادة التفكير في إدارة المخاطر نظرًا إلى أن العالم ليس مستعدًا على نحو كاف لمواجهة الكوارث الطبيعية من زلازل وفيضانات وعواصف غالبًا ما تتحرك الحكومات بعد وقوعها.

في عام 2015، اعتمد المجتمع الدولي ما يُعرف باسم أهداف سينداي لتقليل الخسائر والأضرار بحلول عام 2030 من خلال الاستثمار في تقييم المخاطر والحد منها والتأهب للكوارث سواء كانت زلازل أو كوارث مناخية يُعزى اشتدادها إلى الاحترار العالمي.

اهداف بعيدة المنال

ولكن تقريرًا نشره مجلس العلوم الدولي الذي يضم عشرات المنظمات العلمية يرى أن “من المستبعد إلى حد كبير” أن تتحقق هذه الأهداف.

منذ العام 1990، أثرت أكثر من 10700 كارثة - من زلازل وانفجارات بركانية وجفاف وفيضانات ودرجات حرارة قصوى وعواصف، وما إلى ذلك - على أكثر من 6 مليارات شخص في جميع أنحاء العالم، وفقًا لبيانات مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث. وتأتي على رأس القائمة الفيضانات والعواصف التي اشتدت بفعل تغير المناخ وتمثل 42 في المائة من إجمالي الكوارث.

ويؤكد التقرير، أن هذه الكوارث ذات العواقب المتتالية “تقوض التقدم الإنمائي الذي تحقق بشق الأنفس في العديد من مناطق العالم”.

وقال بيتر غلوكمان رئيس مركز الدراسات الدولي في بيان “بينما يتحرك المجتمع الدولي بسرعة بعد الكوارث مثلما حدث إثر الزلازل الذي ضرب تركيا وسوريا، يتم توجيه القليل من الاهتمام والاستثمار نحو التخطيط والوقاية على المدى الطويل، سواء كان ذلك لتعزيز قوانين البناء أو اعتماد أنظمة الإنذار”.

تعزيزات ضرورية

وأكدت مامي ميزوتوري الممثلة الخاصة للأمم المتحدة للحد من المخاطر “لقد أبرزت التحديات المتعددة في السنوات الثلاث الماضية الحاجة الضرورية لتحسين التأهب للكوارث المقبلة. نحن بحاجة إلى تعزيز البنى التحتية والمجتمعات والنظم البيئية الآن، بدلاً من إعادة بنائها لاحقًا”.

ويلفت التقرير الانتباه إلى مشكلة تخصيص الموارد، فقد تم على سبيل المثال تخصيص 5,2 في المائة فقط من المساعدات للبلدان النامية للتعامل مع الكوارث بين عامي 2011 و2022 للحد من المخاطر في حين خُصص الباقي للإغاثة وإعادة الإعمار بعد الكوارث.

كذلك يدعو مركز الدراسات الدولي إلى تعميم أنظمة الإنذار المبكر، مشيرًا إلى أن التحذير من حدوث عاصفة قبل 24 ساعة قد يقلل الضرر بنسبة 30 في المائة.

وأكد تقرير نشرته الجمعية العامة للأمم المتحدة في نهاية كانون الثاني، أن مختلف بلدان العالم “ليست على المسار الصحيح” لتحقيق أهداف سينداي في حين يتزايد عدد المتضررين من الكوارث كل عام مع تقدير الأضرار المباشرة في المتوسط بنحو 330 مليار دولار سنويًا خلال الفترة 2015-2021.

خسائر الزلزال

وارتفعت حصيلة ضحايا الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا في السادس من شهر شباط الماضي إلى أكثر من 51 ألف قتيل، حيث أعلنت السلطات التركية امس الأربعاء أن عدد القتلى على أراضيها بلغ أكثر من 45 ألفا وما يزيد على 108 آلاف مصاب.

من جانبه، قال البنك الدولي يوم الاثنين الماضي إن الزلزالين الكبيرين اللذين هزا تركيا تسببا في أضرار مادية مباشرة بلغت قيمتها نحو 34.2 مليار دولار، لكن إجمالي تكاليف إعادة الإعمار والتعافي التي تواجهها البلاد قد يكون مثلي ذلك.

 ***********************

انتهاكات مستمرة للاحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينين

رام الله ـ وكالات

كشف تقريرا رصد وتوثيق فلسطينيان صادران عن مؤسسات رسمية وأهلية أن شهر شباط الماضي شهد ما يقرب من 636 اعتداءً للاحتلال ومستوطنيه الذين حاولوا إنشاء 5 بؤر استيطانية جديدة، إلى جانب 37 عملية هدم في القدس وسط تنامي مظاهر المقاومة في المدينة المحتلة، إلى جانب تجريف ما يزيد على 620 دونما، والمصادقة على 23 مخططا استيطانيا والاستيلاء على 1495 دونما في الضفة الغربية.

وأظهر التقرير الرصدي الصادر عن هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، أن قوات الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين، نفذوا 636 اعتداءً خلال شهر شباط الماضي، تراوحت بين اعتداء مباشر على المواطنين، وتخريب وتجريف أراضٍ، واقتلاع أشجار، والاستيلاء على ممتلكات، وإغلاقات، وحواجز، وإصابات جسدية.

في السياق، استشهد شاب فلسطيني إثر إصابته برصاص جيش الاحتلال، امس الأربعاء، أثناء اقتحام مخيم عقبة جبر، وفقا لما ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية.

وأصيب ثلاثة فلسطينيين بالرصاص الحي، واعتقل أحدهم، خلال اقتحام قوات كبيرة من جيش الاحتلال الإسرائيلي، مخيم عقبة جبر جنوبي أريحا، ومحاصرتها أحد المنازل.

وأفادت مصادر فلسطينية، بأن قوات الاحتلال اقتحمت المخيم، وحاصرت منزلا يعود لعائلة المواطن ماهر شلون، وأطلقت الرصاص الحي تجاه المواطنين، ما أدى إلى إصابة 3 شبان، أحدهم بجروح خطيرة في منطقة البطن.

 *********************

غضب في السودان إثر مقتل متظاهر بنيران الشرطة

الخرطوم ـ وكالات

أعرب ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في السودان فولكر بيرتس، عن أسفه لمقتل متظاهر على يد قوات الشرطة في الخرطوم.

وقال في بيان: إن استخدام الذخيرة الحية ضد المتظاهرين أمر غير مقبول، إذ يتعارض مع التزامات السودان بشأن حقوق الإنسان. وحث السلطات السودانية على إجراء تحقيق سريع وشفاف حول الحادث وغيره من الانتهاكات التي وقعت خلال الاحتجاجات الرافضة للانقلاب العسكري ومحاسبة المسؤولين عنها.

كما دانت أحزاب سياسية سودانية وتجمعات نقابية مقتل أحد المتظاهرين السلميين برصاص الشرطة في الخرطوم. وأصدرت قوى الحرية والتغيير وتجمع المهنيين ولجان المقاومة بيانات نددت فيها بالواقعة، واعتبرتها استمرارا لما وصفته بالانتهاكات ضد المتظاهرين.

وشددت على ضرورة تقديم الضالع في مقتل المتظاهر إلى العدالة.

وأكدت لجنة الأطباء المركزية مقتل المتظاهر بعد إطلاق النار على صدره. كما اكدت أن العشرات أصيبوا خلال المشاركة في الاحتجاجات التي دعت لها لجان المقاومة تحت شعار “نهاية المهزلة”.

واعترفت قوات الشرطة بأن ضابطا من عناصرها أطلق النار على أحد المتظاهرين، لكنها اعتبرت الحادثة فردية، والتصرف مرفوضا.

 **********************

فعاليات احتجاجية إيطالية تدعو للسلام

روما ـ طريق الشعب

شهدت العاصمة الإيطالية روما يوم السبت الماضي، تظاهرتين شارك فيهما المئات من المواطنين الرافضين للحرب والداعين للسلام.

وجنوب العاصمة روما، تحديدا في منطقة تشينتو تشيللي، نظمت الجمعية الوطنية للأنصار في ايطاليا الى جانب الاتحاد العام الايطالي للعمل (CGIL) والعشرات من المواطنين، تظاهرة نددت بالحرب والدعوة للسلام. فيما انطلقت التظاهرة الثانية بالقرب من المدرج الروماني، واستقرت عند بلدية العاصمة، ودعا المشاركون فيها الى انهاء عاجل للحرب، والركون الى المفاوضات في حل الازمات.

ونظمت فعاليات رافضة للحرب في 120 مدينة إيطالية أخرى خلال أيام الجمعة والسبت والأحد.

 ***********************

الصفحة السابعة

ضرورة تشريع قانون مناهضة العنف الاسري.. مراقبون وقانونيون: العنف ظاهرة مستفحلة وجهاتُ التشريع مسؤولة أيضا

بغداد – نورس حسن

تمارَس انتهاكات العنف الاسري بنسبة اكبر ضد النساء والأطفال وذوي الاحتياجات الخاصة، الذين يتعرضون الى صنوف التعذيب، ويستغل الجناة غياب قانون مناهضة العنف الاسري.

وبحسب مراقبين فان احصائيات العنف الاسري التي يعلن عنها تقتصر على الحالات التي تقدم شكوى بشأنها الى المحاكم المختصة، فيما هناك آلاف من الضحايا خاصة من النساء، يتعرضن لشتى الاعتداءات من قبل أزواجهن ولا يلجأن الى القضاء، بسبب الخوف من المساءلة من طرف الأهل والعشيرة.

تعنيف شديد

وتذكر المواطنة سجى احمد (33 عاما) وهي ام لطفلين وقد انفصلت مؤخرا عن زوجها، ان السبب الأبرز وراء اصرارها على الانفصال مع التنازل عن كافة حقوقها القانونية، هو تعرضها للتعنيف المتكرر من قبل زوجها، ولم ينفعها لجوؤها الى اهلها طلبا للمساعدة.

وتقول سجى لـ «طريق الشعب» انها تزوجت في عمر صغير «وكنت في كل خلاف اتعرض للتعنيف بمختلف انواعه. وفي احد الايام وبسبب التعنيف فقدت جنيني، وبعد فقداني الوعي اجبر على نقلي الى المستشفى، وبعد استكمال العلاج اعادتني والدتي الى بيت زوجي على الرغم من رفضي، وفضلت «عدم التدخل» في أمري مع زوجي».

الانفصال هو الحل

 وتفيد المواطنة انها لم يعد بامكانها «تحمّل اساليب التعنيف، الامر الذي اجبرها على اختيار الانفصال كافضل حل، مع التنازل عن كافة حقوقها القانونية باستثناء الاطفال».

قانون لمناهضة العنف

ويرى حقوقيين ان الإسراع بتشريع القانون المناهض للعنف الأسري ضرورة ملحة، خاصة وان حالات الانتحار والانفصال بسبب العنف ارتفعت كثيرا خلال السنوات الأخيرة.

وتبين المحامية سماح الطائي لـ»طريق الشعب»، أن «اساليب التعنيف اصبحت ظاهرة مستفحلة في المجتمع، وان المحاكم تزدحم اليوم بطلبات الانفصال لاسباب مختلفة، ابرزها التعنيف سواء للمرأة اوللاطفال، اضافة الى الاسباب الاقتصادية».

وترى الطائي «ان مماطلات الجهات التشريعية في تشريع القانون تتسبب في استفحال ظاهرة العنف الاسري وبالتالي التفكك المجتمعي».

وبخصوص الاحصائيات تجد التميمي ان احصائيات حالات العنف في البلاد تقتصر على الحالات التي تلجأ فيها الضحايا الى تقديم الشكوى، وبذلك فهي احصائيات لا يعتمد عليها.

وهي تنبه الى ان «هناك الآلاف من المعنفين خاصة من فئات النساء والاطفال وذوي الاحتياجات الخاصة، ممن يتعرضون يوميا الى ابشع انواع الانتهاكات، الا ان الخوف والقيود العشائرية والمجتمعية تمنعهم من تقديم الشكوى القانونية».

وتلفت التميمي الى أن» مشروع القانون بحاجة إلى تناول الجوانب النفسية المؤدية إلى الجريمة، ووضع الحلول لمثل هذه الجرائم بعيدا عن التقاليد»، مشيرة في ذلك إلى أن «مجلس النواب بحاجة إلى مختصين بعلم النفس والجوانب الاقتصادية لمناقشة القانون، قبل المضيّ بخطوات التشريع، خاصة وان أكثر جرائم الأسرة هي ذات أبعاد اقتصادية ونفسية».

دعوات الى ضرورة التشريع

وعلى الرغم من ان مشروع قانون مناهضة العنف الاسري مطروح في مجلس النواب منذ عام 2011 فانه لم يلقَ اهتماما من النواب ولم تتخذ أية خطوات باتجاه تشريعه.

وتقول الناشطة في مجال المرأة حنان التميمي لـ»طريق الشعب»  ان «مسودة مشروع قانون مناهضة العنف الاسري تبنت صياغة بنوده القانونية جهات حقوقية واجتماعية اضافة الى منظمات مجتمع مدني معنية بحقوق الاسرة والطفل، ووضعت له أطرا مدروسة تضمن الحد من العنف بمختلف اشكاله، وردع المتسبب بالعنف، الا ان خلافات تفتعلها عناصر برلمانية تعمل بالضد من الاستقرار المجتمعي، تعمل على عرقلة تشريع القانون».

مطالبات بدور ايواء

وتؤكد التميمي الى ان «العنف الاسري بات ظاهرة اجتماعية، وهو بحاجة الى محاكم متخصصة في النظر بقضايا العنف الاسري، كما ان هناك ضرورة الى انشاء دور خاصة لايواء المعنّفين، تديرها منظمات مجتمع مدني بمشاركة الجهات الامنية».

******************

دائرة تمكين المرأة تطلق توجيهات ساندة لأوضاع السجينات

بغداد ـ طريق الشعب

أجرت مدير عام دائرة تمكين المرأة العراقية، في الأمانة العامة لمجلس الوزراء، الدكتورة يُسرى كريم محسن، مؤخرا، زيارة ميدانية ضمت ممثلين عن مجلس القضاء الأعلى، ووزارات الصحة والتربية والتعليم العالي والبحث العلمي، ومحافظة بغداد وهيئة النزاهة، إلى سجن النساء في جانب الرصافة من العاصمة بغداد.

وتم خلال الزيارة الاطلاع على واقع السجن لتقديم الدعم للنساء السجينات وتهيئة الظروف المناسبة خلال فترة قضاء محكوميتهن، والوقوف على اهم الاحتياجات التي بالامكان تأمينها بالتنسيق مع المؤسسات الحكومية المعنية والمنظمات المحلية والدولية، من خلال برامج تأهيل وتدريب تعد لهذا الغرض وخاصة المحكوميات الخفيفة والمتوسطة لاعادة دمجهن في المجتمع بعد انقضاء مدة محكوميتهن.

والتقت د.يسرى كريم بالملاك المتقدم في إدارة السجن والملاكات الصحية والتعليمية والاستماع الى أهم التحديات التي تواجه عملهم، فضلا عن زيارة المواقف الخاصة بالسجينات واللقاء بهن وحثهن على اكمال التعليم وتلقي التدريب، لتكون فرصة لبناء قدراتهن لمواجهة التحديات بعد الخروج.

وتم خلال الزيارة توجيه ممثلي الوفد بضرورة العمل على تأمين الملاكات التعليمية للسجن وتسهيل طلب السجينات لإكمال دراستهن الى جانب توفير الملاكات الطبية اللازمة لسد احتياج النزيلات مع توفير الأدوية والأجهزة والمستلزمات الطبيبة التي تم تحديدها خلال الزيارة.

وأشارت كريم الى أنه “سيتم التنسيق مع نقابة المحامين لتهيئة ملاك من المحامين لزيارة السجن وتقديم المساعدات القانونية للسجينات”.

 **********************

أثقال الشرطة بطلا لأندية العراق المفتوحة للنساء

بغداد ـ طريق الشعب

توج فريق نادي الشرطة للنساء، مؤخرا، على قاعة المركز التخصصي للموهوب بوزارة الشباب والرياضة، بطلاً لأندية العراق المفتوحة بفعالية رفع الأثقال للنساء.

يقول رئيس الاتحاد العراقي المركزي محمد كاظم مزعل في تصريح طالعته «طريق الشعب»، إن «البطولة شهدت حضورا متميزا للاعبات، عكس ما كان متوقعا، وهذا دليل على زيادة الوعي المجتمعي تجاه الرياضة النسوية».

ويفيد بان «البطولة افرزت مجموعة من اللاعبات اللائي اتوقع لهن مستقبلا كبيرا في رياضة رفع الاثقال، ليس على مستوى العراق، ولكن على المستوى العربي والاسيوي.

وحول واقع حال الرياضة النسوية يفيد مزعل بانها «بحاجة إلى دعم حكومي لأننا نمتلك طاقات ومواهب نسوية جيدة بإمكانها ان تحقق إنجازات كبيرة للعراق في المحافل الدولية إذا ما تحقق لها الدعم المادي والثقافي والمعنوي المناسب».

 *****************

ندوة في مئوية د. نزيهة الدليمي

بغداد ـ طريق الشعب

أقام قسم الدراسات التاريخية في بيت الحكمة، الاثنين الماضي، ندوة علمية عنوانها “الحركة النسوية في العراق خلال مائة عام ما بين المكاسب والتحديات”، وذلك في مناسبة الذكرى المئوية لولادة رائدة الحركة النسوية، الراحلة نزيهة الدليمي.

الندوة التي احتضنتها قاعة المؤتمرات في بيت الحكمة، حضرها سكرتير الحزب الشيوعي العراقي الرفيق رائد فهمي، ورئيس تحرير “طريق الشعب” الرفيق مفيد الجزائري، الى جانب جمع من الناشطين والأكاديميين والمثقفين.

وخلال الندوة، قدمت باحثات أكاديميات أوراقا بحثية تناولن فيها الحركة النسوية في العراق، على مدى مائة عام ودور الرائدة الدليمي فيها. كما قدم بعض الحاضرين مداخلات مهمة.

وسننشر تغطية شاملة لوقائع الندوة في عدد قادم.

 *******************

عين المرأة.. حماية الطفل من العنف والإساءة

نسرين نشوان

للأطفال حقوق أساسية وإنسانية، والحق بالحماية من العنف والاستغلال وسوء المعاملة من أهم الحقوق مثله مثل الحق بالتعليم والصحة والغذاء، رغم ذلك ما زال الآلاف من اطفال العراق ومن كافة الديانات والقوميات والثقافات، والفئات الاجتماعية والاقتصادية المختلفة يُعانون من مختلف أنواع العنف والإيذاء، وأكثرهم تعرّضاً لذلك الأطفال ذوو الإعاقة واليتامى، ومن ينتمون للأقليّات العرقيّة وغيرها من الفئات المهمّشة في المجتمع (سكان العشوائيات)، وبحسب رصد منظمات المجتمع المدني هناك عشرات الأطفال يومياً يقعون ضحية لسوء المعاملة جسدياً، وجنسياً، واجتماعياً، ونفسياً، ولعل الرسائل التي تتركها هذه الإساءات على ذهن الأطفال مفادها أن العقاب الجسدي والمهين هو سلوك مقبول واستخدام القوة، سواء كانت لفظية أم بدنية أم عاطفية وخاصة استخدام القوة ضد الأشخاص الأضعف قوة والأصغر سناً، وهذا يمكن أن يؤدي إلى العنف في المدارس وبين التلاميذ والطلاب وحتى بين الاخوة في داخل المنزل.

ولمنع الاساءة وحماية الاطفال من العنف نحن بحاجة لتعزيز الوعي المجتمعي بقضية العنف ضد الطفل وطرق مكافحتها والقضاء عليها، والاهتمام بالأساليب التربوية التي تكفل تربية الطفل ورعايته، وعقد الندوات والبرامج الاعلامية الهادفة لتسليط الضوء على قضية العنف ضد الطفل وأشكاله ومظاهره، وارساء ثقافة التسامح ونبذ العنف في المجتمعات، والدعوة لاحترام حياة الطفل وكرامته وحقوقه التي كفلها الدستور والمواثيق الدولية، والتعاون بين جميع المؤسسات المعنية لخلق بيئة ملائمة داخل الاسرة، وفي المدرسة يتمّ فيها احترام أفكار الطفل والاستماع إليه، وحلّ المشكلات التي تواجهه، وتقديم الرعاية اللازمة له، وتقديم دروس خاصة لتعليم الطفل حقّه في الحماية وكيفية وقاية نفسه من العنف، وزيادة الجهود المبذولة لجعل العنف ضد الأطفال أمرا غير مقبول اجتماعياً، ويحاسب عليه القانون.

 ***************

الشهيدة عايدة ياسين.. الابنة البصرية العنيدة والمناضلة الشيوعية

انتصار الميالي

عايدة ياسين، هي الابنة التي ولّدت عام 1944 لاب كادح من أبناء البصرة اسمه ياسين مطر، ذلك الإنسان الذي انحاز في حياته للحزب الشيوعي العراقي، وكان يقوم بنقل البريد والمراسلات في سيارته التاكسي، كان أبا فخورا ببناته وخاصة (عايدة) الابنة التي احترفت نضال ابيها وايمانه بأفكار ومبادئ الحزب الشيوعي العراقي، تميزت بنشاطها في صفوف الطلبة حيث كانت احدى مسؤولات الطلبة في ثانوية البصرة للبنات، كانت تحظى بحب واحترام جميع الطالبات، وانضمت مبكراً الى لجان الدفاع عن    الجمهورية بين صفوف المقاومة الشعبية في السنوات الاولى لثورة 14 تموز 1958.

عملت في الدفاع عن حقوق المرأة إلى جانب رفيقاتها وزميلاتها في رابطة المرأة العراقية، المنظمة التي اخذت على عاتقها تبني قضايا المرأة والطفل بقيادة الدكتورة نزيهة الدليمي وساهمت في إيجاد أول قانون ينظم حياة الاسرة (قانون الاحوال الشخصية رقم 188 لسنة 1959)، وبعد نجاحات حققتها الثورة، جاء انقلاب شباط المشؤوم عام 1963 الذي اغتال الثورة، وتسبب في انتهاكات وجرائم وحشية تجاه الشيوعيات والشيوعيين ومناضلي النظام الجمهوري بزعامة عبد الكريم قاسم. نزلت عايدة الى الشارع في تظاهرة ضد انقلابيي 8 شباط امام متصرفية لواء (محافظة) البصرة، تندد بالانقلابيين وعندما فتحت النيران من قبل الجيش والشرطة على صدور المتظاهرين قامت الشهيدة عايدة بمساعدة من تعرض للرصاص، ونقلهم للبيوت القريبة ومعالجة الاصابات الخفيفة، اما الاصابات الخطرة فتم نقلها للمستشفيات.

أنهت دراستها الثانوية ثم شدت الرحال من مدينتها البصرة التي بدأت فيها نضالها وعضويتها في احدى لجان الحزب التنظيمية، لتبدأ رحلة نضال جديدة محفوفة بالمخاطر وتختار العمل ضمن التنظيمات السرية في العاصمة بغداد.

لم يكن سهلا ان تختار امرأة عراقية تحمل الفكر الشيوعي العمل السري في ظل انظمة استبدادية دموية، لكن عايدة اختارت طريقها الجديد وهي عازمة على مواصلة النضال، وساهمت في قيادة منظمات العمل السري التي اعادت بناء منظمات الحزب الشيوعي العراقي، كما واصلت مسيرتها المحفوفة بالمخاطر حتى بعد انقلاب عام 1968 البعثي، وكانت ضمن قيادات التنظيم النسوي داخل الحزب رغم محاولات تصفيتها اثناء حملات البعث القمعية، وفي فترة الاعتقالات التي استمرت لعامين ما بين 1969 – 1970.

عام 1976 انتخبت عايدة ياسين لعضوية اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي في المؤتمر الثالث، لتكون ثالث امرأة، تنتخب لهذا الموقع حيث كانت (امينة الرحال) المرأة الاولى ضمن اللجنة المركزية للأعوام (1941 – 1943)، ثم الدكتورة (نزيهة الدليمي) والتي كانت الوزيرة الاولى في تاريخ حكومات العراق وعلى مستوى منطقة الشرق الأوسط.

عايدة ياسين مكافحة من طراز خاص ضمن قيادة حزب يواجه نظاما فاشيا اشتد بطشه بين عامي 1978-1979 وكانت الفترة الاقسى والاهم في مسيرة نضالها، الا انها كانت صلبة، ولم تتردد في اداء مهامها الحزبية والعمل السري وفي قلب بغداد التي تعج بالمخبرين من ازلام البعث. بالمقابل كان الحزب حريصا على أمنها وسلامتها ولضرورات العمل السري هي ورفاق اخرون من قيادة التنظيم في المحافظات، وبقرار حزبي استثنيت من الحضور والمشاركة في اجتماعات اللجنة المركزية، نظرا لاشتداد الهجمة على الشيوعيين والتضييق عليهم.

في العام 1979 تمكن الشيوعيون من بناء ركائز وقواعد لحركة الانصار الشيوعيين في كردستان، ولعبت عايدة ياسين دورا مهما في تأمين سلامة عدد غير قليل من كوادر الحزب الذي كان يتعرض للمطاردة والملاحقة، وتمكنت من ارسالهم الى قواعد الانصار الشيوعيين في كردستان، وإرسال أعداد أخرى للدول المجاورة أو عبرها الى دول أوروبية.

عايدة ياسين لم تختر العمل السري للاختفاء، بل كانت مناضلة ميدانية، عُرفت بنشاطها المتواصل، تزور المناطق وتلتقي الكوادر الحزبية، والكوادر التي تعرضت للاعتقال وخرجت منه، لتتعرف الى وضع الرفيقات والرفاق وماهي الممارسات والطرق التي يتبعها النظام، ويقوم بها ضدهم، وتتواصل مع كوادر الحزب الموثوقة لنقل وإيصال المعلومات، وكانت تقوم بالزيارات الإشرافية ضمن عملها الحزبي في مرحلة كانت هي الأصعب من حيث الظروف والإمكانيات.

واشتد الخناق وتكررت المضايقات، بالمقابل كثرت المناشدات الحزبية التي تطالب عايدة بمغادرة بغداد والالتحاق برفيقاتها ورفاقها في جبال كردستان، لكنها رفضت المغادرة، وكانت تجد تواجدها مهما وضروريا في بغداد لمواصلة العمل الحزبي سرا، وفي عام 1980 تمكن النظام الدكتاتوري الفاشي من اعتقال الشهيدة (عايدة ياسين) في فترة تعرض فيها الكثير من الشيوعيات والشيوعيين للاعتقال والتغييب أمام صمت إقليمي ودولي وأممي، وغُيبت عايدة ياسين وعدد غير قليل من الشيوعيين، ثم اعلن عن استشهادها عام 1983 منذ ذلك الوقت لم يعرف حتى الان اليوم الذي استشهدت فيه.

طوى النظام صفحة مناضلة ومكافحة، لكنه لم يستطع طيّ أو تغييب صفحات مشرقة من حياة امرأة شيوعية ومناضلة عراقية عنيدة، بقيت على قيمها النضالية ومبادئها النبيلة، ووهبت عمرها من اجل سعادة الشعب وحرية الوطن واحترام القيم الانسانية فيه.

طوبى لنساء اخترن طريق الحرية وعدم الاستسلام والمجد والخلود للشهيدة عايدة ياسين (ام علي).

 ************************

الصفحة الثامنة

التسامح والتعايش السلمي

مجيد إبراهيم خليل

ما المقصود بالتسامح؟ التسامح من المسامحة، تسامح الشخص في الأمر: تساهل فيه، تهاون فيه. والتسامح هو التساهل، وهو مصدر الفعل: تسامح. أما في الاصطلاح فهو الصفح والعفو والإحسان، والذي يقابله هو التعصب والتطرف. والتسامح أنواع، منه التسامح الديني.

لماذا شاع مفهوم أو مصطلح التسامح، ومتى كان ذلك؟ إن الظروف الاجتماعية والتركيبة السكانية لأي دولة أو كيان في العالم تتعدد فيها الأعراق، أي الانحدار من أصول قومية مختلفة، كما تتعدد أديانهم وطوائفهم، وتبعا لذلك شعائرهم، وينشأ عن ذلك سلوك ونمط ثقافي لكل فئة يختلف عما لدى الأخرى. وتختلف استجابتهم للمتغيرات، فيعتنقون تصورات وأفكارا متنوعة تبعا لانتماءاتهم الدينية والطائفية والإثنية والسياسية.

وفي مثل هذه المجتمعات لا يمكن لأي فئة دينية أو عرقية أو سياسية أن تميز نفسها عن الفئات الأخرى، وتجعل نفسها في موقع التسلط والتصرف في شؤون الحياة؛ وعليه لابد للبشر أن يعيشوا بإخاء وسلام، وأن يحترموا بعضهم بعضا ويقبل كل منهم الآخر المختلف عنه، ويتعايشوا سلميا. فالتسامح في جوهره قائم على القبول والانفتاح على الآخر، واحترام الاختلاف ونبذ العنف وعدم التعصب.

إن ما يقابل التسامح هو التعصب؛ أن يرى أحدهم أنه على الدين القويم أما الآخر فهو ليس كذلك، أو أن عرقه أفضل أو أنبل من عرق الآخر، أو أن أفكاره وتصوراته عن العالم هي الصحيحة، وأن أفكار وتصورات الآخر خاطئة أو لا قيمة لها. ويؤدي فرض وجهة النظر الأقوى والمتسلط سياسيا أو دينيا أو فكريا إلى الصراعات والعداوات والحروب. وقد شهد تاريخ الإنسانية صراعات وحروب ومذابح في بلدان عديدة وفي فترات مختلفة من التاريخ. وحتى عندما تهدأ الحرب وتصمت لغة السلاح، فإن عوامل البغضاء وكراهية الآخر تبقى تفعل فعلها في النفوس وتتراكم. ويبقى الحقد والعدوان كامنا في النفوس ينتظر لحظة الانفجار. ولهذا لا بديل عن التعصب إلا التسامح.

وإذن فإن شيوع مصطلح التسامح وظهور ممارساته راجع إلى ظروف الواقع الاجتماعي، أنتجته المتغيرات الاجتماعية، ولبى حاجة البشر إليه، كي تستمر الحياة ويعم السلام والإخاء والمحبة. وقد استند ظهوره إلى العقل والدين والمنظومة الأخلاقية، وككل مفهوم أو مصطلح خاضع لتقلبات الأحوال، تتغير دلالاته بتغير الأزمان والظروف الاجتماعية. وبمرور الوقت يكتسب دلالات لم تكن موجودة فيه حين ظهور أولى ممارساته.

التسامح في أوربا

هناك إشارات متفرقة إلى ممارسات التسامح في أزمان بعيدة، في العهد الروماني وعهود أخرى في مختلف الممالك والبلدان وعلى امتداد التاريخ الإنساني وما شهده من صراعات. ونود التوقف عند التسامح في أوربا، في فترة محددة، فقد شهد القرنان 16 و17 الميلادي شيوع التسامح وتحوله إلى مفهوم أو مصطلح في فترة الإصلاح الديني في أوربا. وهكذا نشأ المصطلح بعد معاناة الناس من حروب الأديان، وإعدام البعض بتهم الهرطقة أو الزندقة والسحر. فالسلطة أو الجماعة التي تحتكر الحقيقة المطلقة والقوة تمارس العنف ضد الطرف الآخر باتهامه بالمروق عما تعتبره صحيح الدين أو الحقائق أو الثوابت.

وفي الفترة المشار إليها ظهر مفكرون دعوا إلى التسامح، كما أن هناك كتابا دافعوا عن التعصب. وقد رد على هؤلاء المتعصبين دعاة التسامح وفندوا أقوالهم. وبدأت الدعوة إلى التسامح الديني الصريح على يد المصلح مارتن لوثر 1483-1546، ودعوته كانت موجهة ضد البابا والكنيسة الكاثوليكية. يقول لوثر “ينبغي التغلب على الملحدين بواسطة الكتابة، لا بواسطة النار” وأكد لوثر حرية الاعتقاد وطالب بإلغاء محاكم التفتيش ووقف كل إجراء ضد الهراطقة والملحدين. (1)

نموذجان للموقف من التسامح في أوربا

ونود أن نتناول مفكرين كتبا عن التسامح. المثال الأول من انكلترا، وهو جون لوك 1632- 1704 وكتابه “رسالة في التسامح” وقد تم طبع هذه الرسالة في مدينة خاودة في هولندا 1689 باللغة اللاتينية دون ذكر اسم المؤلف ثم ترجمت إلى الإنجليزية.

ونود الإشارة إلى أن موقف لوك من التسامح خضع إلى التغير ودلل على تطور فكره. فقد كان موقفه ضد التسامح، حيث كتب في 1661-1662 رسالتين عن التسامح، يرى فيهما أن التسامح هو مجرد اسم آخر للعصيان المدني. ولم يستمر هذا الموقف طويلا، فقد كتب بحثا في التسامح 1667 حيث بدأ يميل إلى التسامح، وصولا إلى تأليف “رسالة في التسامح” التي مر ذكرها. (2)

وللتعريف بالأوضاع الدينية في العصر الذي عاش فيه جون لوك، فقد وقع نزاع خطير مع بابا روما سببه رغبة الملك هنري الثامن 1509-1547 في تطليق زوجته لأنها لم تنجب له ابنا ذكرا، والزواج بواحدة أخرى. رفضت الكنيسة طلب الملك، مما أدى إلى إعلان استقلال انجلترا دينيا عن بابا روما، وقد تعاقب عدة ملوك على الحكم في انكلترا، وبحكم انتمائهم أو تشجيعهم لشيوع هذا المذهب أو ذاك (كاثوليكي أو بروتستانتي) قاموا باضطهاد المذهب المخالف لمذهبهم. (3)

وأهم ما تضمنته أفكار رسالة جون لوك في التسامح ما يلي: 1 - لابد من التمييز الدقيق بين مهمة الحكومة المدنية وبين مهمة السلطة الدينية،

2 - لكل إنسان السلطة المطلقة في الحكم لنفسه في أمور الدين،

3 - حرية الضمير حق طبيعي لكل إنسان،

4 - التجاء رجال الدين إلى السلطة المدنية في أمور الدين يكشف عن أطماعهم هم في السيطرة الدنيوية.

ويستثني لوك من التسامح تلك الفرق أو المذاهب الدينية التي تدين بالولاء لأمير أجنبي. ولما كان الكاثوليك في انجلترا يدينون بالولاء للبابا ولملك فرنسا، فإن لوك يرفض التسامح مع الكاثوليك لأسباب سياسية وليست دينية. وفي رأيه ينبغي على الحاكم ألا يتسامح مع الملحدين. ونلاحظ أن التسامح الذي يدعو إليه لوك تسامح قاصر؛ لأنه يستثني من التسامح طائفتين: الكاثوليك والملحدين. (4)

المثال الثاني هو الفيلسوف الفرنسي فولتير، وهو واحد من أهم فلاسفة عصر التنوير. دافع عن الحقوق المدنية وحرية العقيدة، وهو القائل: لا أوافق على رأيك، لكنني مستعد للموت من أجل حقك بالتعبير عنه. وقد وقف ضد التعصب، وألّف في هذا المجال كتابه “رسالة في التسامح” ونشره 1763. فولتير وهو الكاثوليكي الذي ينتمي إلى الأغلبية، يدافع في كتابه عن أسرة بروتستانتية. فقد تم إعدام “جان كالاس” ظلما، على الدولاب حتى الموت، لأنه اتهم بقتل ابنه “مارك انطون” لأسباب دينية. وفي الحقيقة أن الابن انتحر لأسباب نفسية تتعلق بفشله في التجارة وعجزه وخسارته في لعب القمار. الناس اتهموا الأب البروتستانتي بقتل ابنه بسبب تحوله إلى الكاثوليكية. وأقاموا جنازة مهيبة للابن المنتحر، وبحسب رأيهم فهو شهيد. واعتبروه قديسا وراح بعضهم يتضرع إليه. بعد أن أعدم كالاس، سجن ابنه ثم نفي، وبناته حجر عليهن داخل أحد الأديرة. انتقد فولتير التعصب الديني ويشير عند سرده للحادث إلى كيفية تحويل الدين إلى وسيلة لممارسة السلطة المطلقة. وكان لدفاعه هذا عن الأسرة المظلومة تأثير فكري واجتماعي كبير. وقد رأى أن إعدام رب أسرة بريء جريمة، وضحية للانفعال الأهوج أو التعصب. (5)

التسامح في بلادنا

إن تركيبة سكان العراق متنوعة دينيا وطائفيا وقوميا وفكريا ثقافيا وسياسيا. وطوال عهود مختلفة ولمدة زادت على قرن من الزمان، منذ احتلال البلاد من قبل الاستعمار البريطاني في 1917 خضع الشعب لحكومات متعاقبة مختلفة، لم تشهد البلاد فيها ممارسة ديمقراطية سليمة عدا بعض فترات عابرة قصيرة. وقبل عقدين من الزمان تصاعدت حدة الأزمة العامة الشاملة في البلاد المتمثلة بنظام دكتاتوري تسلطي قمعي، وشعب مقهور يعاني الجور والحرمان وغياب الحريات، فتدخلت أمريكا، وجاء الاحتلال الانجلو الأمريكي ليحسم مصير النظام الدكتاتوري لصالح تصوراته عن مستقبل البلاد والمنطقة. وصاحب سقوط النظام وعود جذابة، أطلقها المحتل ومريدوه بإسناد السلطة للشعب عبر ممارسة وصفت بالديمقراطية، أطلق عليها اسم “العملية السياسية”. ومورست الديمقراطية بشكل مشوه، بعيدا عن قيمها وممارساتها، اقتصرت على صناديق الانتخاب حصرا لتفرز حكومة قائمة على المحاصصة الطائفية والإثنية تتوزع على ثلاث مكونات.

وفي خضم الصراع على السلطة والنفوذ والمال لجأت الأحزاب المتنافسة إلى أساليب التحريض وتصفية المعارضين وتغييبهم والتجييش الديني والطائفي والقومي والعشائري والمناطقي. وتم توظيف الدين لأغراض سياسية وإلباس الحاضر لباس الماضي لاستثارة كراهية الآخر المختلف واستدعاء التاريخ كوقائع الماضي وكأنها تحصل الآن لشحن مشاعر الناس ودفعهم إلى التعصب. وهكذا ادعت الأحزاب الدينية الإسلامية مثلا بشقيها السني والشيعي أنها تمثل الطائفة المعنية، أو بالأحرى ادعى كل حزب أنه هو من يمثل الطائفة المعنية لا غيره من الأحزاب المماثلة له والقائمة على أساس طائفي.

كما تصاعدت حدة الاعتزاز القومي والتعالي والتفاخر ونبذ الآخر عند أكثر من قومية، وتصاعدت أيضا النزعة المناطقية والعشائرية. وأدى كل ذلك على المستوى المجتمعي إلى اختلال القيم واهتزاز المنظومة الأخلاقية والعودة إلى ممارسات وأعراف بالية تجاوزها المجتمع منذ عقود.

فالتعصب والكراهية وعدم قبول الآخر في بلادنا مرده إلى الأوضاع الاجتماعية المعقدة والمتشابكة داخليا مع وجود التأثير الخارجي. والدافع لذلك السعي إلى السلطة والمال، لا الدفاع عن هذه القومية أو تلك، عن هذا المذهب أو ذاك أو الخطر المزعوم الذي يتهدده. وقد اتخذ التعصب للدين والطائفة والقومية والعشيرة مديات واسعة. وتضاءلت قيم التسامح وغابت في أحيان كثيرة. وأصبح السلاح منتشرا واستخدامه للترويع والقتل على الهوية أمرا شائعا. يمكن القول إن تضاؤل أو اختفاء قيمة التسامح وشيوع التعصب له جذور في حياة البلاد فلم يظهر فجأة، ولم يكن بهذه الحدة والعدوانية وهذا الاتساع، والذي جعله واسعا ومنتشرا هو الظروف الاجتماعية المعقدة التي مرت بها بلادنا.

من التسامح إلى المساواة

إن التسامح رغم أن له قيمة إيجابية كبيرة في مجرى التطور الإنساني، فإنه لا يصح النظر إلى المتسامحين (بفتح الميم) على أنهم أقل أهمية أو شأنا أو أقل انحرافا أو أنهم على خطأ. وقد يحمل معنى التسامح نظرة من الفوق إلى الأدنى، وقد يسامح المعني الآخر ولكن لا يقبله كما هو؛ ولهذا ليس مطلوبا التسامح بل المساواة؛ أي أن الجميع يتساوون أمام القانون مهما اختلفت دياناتهم وطوائفهم وقومياتهم وأفكارهم. والبديل لهذا المفهوم هو المواطنة والحريات الأساسية وحقوق الإنسان، والتي تعني المساواة في الحقوق والواجبات لعموم المواطنين مهما اختلفت أديانهم وطوائفهم وقومياتهم وأفكارهم. فللجميع وعلى قدم المساواة الحق في تكافؤ الفرص والعمل والصحة والنقل وكل الحقوق الأساسية، وحد أدنى أو قبول من منظومة العدالة الاجتماعية.

والدولة القائمة على قيم المواطنة وحقوق الإنسان هو ما تدعو إليه الأحزاب المدنية الديمقراطية بديلا لحكومات المحاصصة والفساد. وهو المشروع الواعد لمستقبل البلاد، ويتطلب إنجازه عملا هائلا وتضحيات كبيرة. ولا مستقبل لهذا المشروع إلا بتكاتف ووحدة القوى التي لها مصلحة في قيام نظام مدني ديمقراطي ينعم أهله بالسلام والخير والازدهار.

ــــــــــــــــــ

المصادر

1 - جون لوك، رسالة في التسامح، ترجمة عبد الرحمن بدوي، ط1 مكتبة الشروق الدولية 2011 م، ص11-12.

2 - المصدر السابق ص32-37.

3 - المصدر السابق ص15-16.

4 - المصدر السابق ص43-44.

5 - فولتير، رسالة في التسامح، ترجمة هنرييت عبودي، ط1 2009، دار بترا للنشر والتوزيع، دمشق ص9-19

 **********************

8 شباط الأسود.. قراءة في أسباب ما حدث

د. ابراهيم اسماعيل

رغم كثرة المآسي التي سجلها التاريخ المعاصر لبلدي، يبقى لما حدث في 8 شباط طعم مرارة مختلف، يجعله أكثر من مناسبة للندب ومن وقفة للتأمل ومن فرصة للتعرف على الدروس والعبر، ربما لأنه وأد حلماً بالديمقراطية والعدالة الاجتماعية والهوية الوطنية الجامعة، إنتظره العراقيون لقرون، ووجدوه يولد مع مخيض فجر 14 تموز 1958، وربما لنهر الدم الذي سال في كل أرجاء الوطن على يد المارقين، وربما لبريق المآثر التي إجترحها مقاومو المذبحة وصمودهم بوجه أبشع أشكال القمع والتعذيب الوحشي وخروجهم منتصرين مذ تحولوا لنجوم هداة.

لماذا نجح البغاة؟!

من البداهة، أن ترّكز أية قراءة موضوعية لأحداث شباط 1963، على الأسباب التي مكنّت حفنة من الشقاة من الإنتصار. ورغم صعوبة الألمام بكل تلك الأسباب والإختلاف البديهي في تقييمها فإن هناك إتفاق على تعددها وتباين تأثيراتها. 

  1. الأسباب الداخلية

كان العراق، كما هو معروف، من افقر بلدان الشرق الأوسط، تسود ريفه علاقات شبه إقطاعية معيقة للتطور الرأسمالي في الزراعة. وقد قامت ثورة 14 تموز بمحاولة جادة لتقويض النفوذ الاقتصادي والسياسي والاجتماعي لطبقة كبار ملاكي الأرض، التي كانت تمتلك 68 في المائة من الأراضي الزراعية وتستحوذ على 80 في المائة من الإنتاج الزراعي للبلاد، وتشكل رغم تنوعها القومي والديني والطائفي، القاعدة الاجتماعية الأبرز للنظام الملكي وتهّيمن على أغلب المواقع العليا في الدولة.

وقد نجحت الثورة لحد ما في تقويض نفوذ هؤلاء، اقتصاديا عبر قانون الاصلاح الزراعي الذي حدّد ملكيتهم، وسياسياً بالغاء البرلمان الذي كانوا يتمتعون فيه بأغلبية مريحة، واجتماعيا بالغاء قانون دعاوى العشائر الذي كان يمنحهم سلطة موازية للدولة في الريف.

غير أن هذا النجاح بقي محدوداً بسبب الإفشال المتعمد لتطبيق قانون الاصلاح الزراعي من قبل الإدارات الفاسدة، وعدم قدرة نظام التعويض المالي من تحويل صغار ومتوسطي الملاك الى رأسمالية ريفية، مما أدى الى دفع شرائح منهم للهجرة الى المدينة مع الاف الفلاحين، او تحول شرائح أخرى منهم الى عناصر طفيلية، تجمعت حول بقايا كبار الملاكين، وناصبت الثورة العداء ونشطت ضدها، ثم سرعان ما إشتد عودها تماماً مع ارتداد الحكومة عن بعض بنود قانون الإصلاح الزراعي والتلكؤات في تنفيذ قرارات الإستيلاء من قبل أغلب الجهاز البيروقراطي الذي كان معروفاً بموالاة الأقطاع.

وفيما يتعلق بالجزء الأخر من القاعدة الاجتماعية للنظام الملكي، والتي ضمت طبقة كبار رجال الاعمال التي تكونت من 9000 تاجر و 4000 عقاري، والتي تميزت هي الاخرى بتنوع قومي وطائفي ومذهبي، فقد سعت الثورة الى الحد من دور هذه الشرائح من خلال تحديد ارباحها على المبيعات والايجارات، الا أنها فشلت في تحييدها، حيث واجهت هذة الشريحة الثورة بالتوقف عن الاستثمار وتغييب السلع الاستهلاكية من السوق، واصطدمت بالسلطة وانخرط عدد كبير منها في التحالف مع الانقلابيين.

ورغم تبنيها للعديد من القرارات التي تحمي المنتجات الوطنية من المنافسة وتقديمها مساعدات سخية للمنتجين الصناعين، لم تتمكن حكومة 14 تموز من استثمار الخلاف الحاد بين الصناعيين ( وكان عددهم حوالي 200 شخص) وبين السلطة الملكية التي اغرقت السوق بالمنتجات الاجنبية، وذلك بسبب ضعف هذه الشريحة البرجوازية وغياب الشرعية الديمقراطية والاستقرار السياسي، مما دفع بهؤلاء الصناعيين للتحول الى معارضين او محايدين بين حكومة الثورة وبين الانقلابيين.

إن إزدياد اعداد الطبقة الوسطى وتحسن مشاركتهم في السلطة وتحقيقهم لأبرز طموحاتهم السياسية والاجتماعية – الاقتصادية، إثر إنتصار ثورة 14 تموز، لم يك كافياً لها لتكون بديلاً اجتماعياً لطبقتي مالكي الارض ورجال الاعمال، وذلك بسبب:

  • عدم نضوج هذه الطبقة عبر آليات السوق، وإنتفاعها من الدولة كمالك للثروة، والتمتع بخدماتها في التعليم والصحة والسكن، خاصة بعد ان اصبح واضحاً بأن العامل المحدد للفعل الاجتماعي يكمن في السيطرة على اجهزة الدولة.
  • أدى تفتت هذه الطبقة الى شرائح تتمسك بالدولة الوطنية وباقتصاد السوق والتي تجمعت حول قاسم، والى شرائح تريد إبتلاع الدولة والهيمنة على الاقتصاد والتي تجمعت حول خصومه العسكريين، الى بقاء جمهرة من العراقيين خارج الدائرة السياسية، والى غياب التمثيل الواسع للمكونات وتراجع دور الهوية الوطنية الجامعة. وحين حضيت مجموعة قاسم بنفوذ كبير ومتنوع، لجأت الشرائح الاخرى الى القبيلة والطائفة والقومية والامتدادات الاقليمية لتعزيز مكانتها، خاصة وإنها كانت متأثرة بمجموعها بفكر وولاء ماضوي.
  • أدت الطبيعة العسكرية للنظام وايمانه باحتكار السلطة وإلغائه السلطة التشريعية ومبدأ الفصل بين السلطات، وفشله في خلق نظام سياسي ممثل لجميع الناس، وإفتقاده لرؤى واضحة ولفهم دقيق لسبل مواجهة الخصوم والأعداء وحذره غير المبرر من الحلفاء وغياب ثقته فيهم، الى غربته عن قاعدته الاجتماعية، التي كانت مكوّنة في الغالب من العمال والفلاحين والبرجوازية الصغيرة.

وإذا ما إتفقنا على عدم قدرة حفنة من البغاة على اسقاط نظام يتمتع بقاعدة اجتماعية راسخة، فإن غربة نظام 14 تموز هذه عن قاعدته الإجتماعية، وعدم قيام رأسمالية زراعية لتحل محل طبقة الإقطاعيين البائدة في الريف، وتضارب مصالح أقسام البرجوازية الوطنية مع بعضها، وعدم تجانس الفئات الوسطى وإشتداد تبعيتها الى الدولة كرّب عمل وكمنجم للرفاه والخدمات، قد مكّن تحالفاً واسعاً من بقايا الملاكين والكومبرادور والبيروقراطيين العسكريين، من وأد الثورة.

  1. العامل الخارجي

تجمعت خلال العقود الستة التي أعقبت مجزرة 8 شباط، الكثير من الوثائق والمعطيات التي تثبت تورط الغرب الإمبريالي وحلفائه في المنطقة في دعم الإنقلابيين ماديا وسياسيا ولوجستياً. ويبدو منطقياً أن يناصب الغرب ثورة 14 تموز العداء بعد ما حقتته من أنجازات كبيرة على صعيد تحقيق الإستقلالين السياسي والاقتصادي وبعد أن وضعت العراق على طريق التنمية والعدالة الاجتماعية، الى الحد الذي أُجبر فيه الان دالس، مدير المخابرات المركزية، على وصف العراق حينها بأنه البلد الاكثر خطورة في العالم. ومن أبرز الشواهد على هذا الدعم إعتراف وزير خارجية الإنقلابيين، طالب شبيب، بوجود علاقة شخصية وثيقة بين وليم ليكلاند (ضابط الإرتباط مع المخابرات الأمريكية) وصالح مهدي عماش منذ 1960، واعتراف ملك الأردن بأن السي اي اي والمكتب الفرنسي لخدمات التوثيق الخارجي ومكافحة التجسس، قد ساعدوا البعثيين وزودوا الحرس القومي بعناوين واسماء الشيوعيين لتصفيتهم، ولقاء عماش وعلي صالح السعدي وعدنان القصاب مع هورد إستيفن في السفارة البريطانية في بغداد قبل الإنقلاب بعشرة أيام، وإستلامهم لنصائحه في خطة الإنقلاب، ولقاء البكر بنفس السفارة في 4 شباط 1963، واعتراف البريطانيين انفسهم في ان 99 في المائة من قادة الانقلاب هم موالون للغرب، وتحذير السفارة اليوغسلافية في بيروت لحكومة قاسم من وجود اتصالات سرية بين البعثيين والسي اي اي، واعتراف قادة انقلابيين كمحسن الشيخ راضي وعلي صالح السعدي وصباح المدني بأنهم كانوا تابعين لأمريكا وبريطانيا.

هل ثمة دروس وعبر مما حصل ؟

وقبل الإجابة على هذا السؤال، ينبغي الإشارة الى وجود الكثير مما تمت مناقشته حول نتائج وأسباب المجزرة الفاشية، والإختلافات الكبيرة في وجهات النظر حول ذلك، والتي وصل بعضها للأسف، الى التخوين والتكفير. غير أن تذكيراً عاجلاً يمكن أن يقتصر على ضرورة معرفة ما إذا كان تشخيص التناقض الرئيسي والتناقضات الثانوية حينها سليماً، والأثار السلبية، المدمرة أحياناً، لتغليب تناقض، يتوهم المرء بأنه الأراس، على تناقضات يراها في غفلة فكرية، تناقضات ثانوية، والمخاطر الجسيمة لضعف الهوية الوطنية الجامعة وللتغافل عن التمسك بالحرية والتداول السلمي للسلطة.

ــــــــــــــــــــ

المصادر

  1. حنا بطاطو، العراق ج 3
  2. ثمينة ناجي، سلام عادل، سيرة مناضل ج2
  3. فايز الخفاجي، الحرس القومي ودوره الدموي في العراق
  4. برقيات السفارة البريطانية في بغداد رقم 1041 في 6 اذار 1963 و 371 في 25 شباط 1963 وغيرها.

 **********************

الصفحة التاسعة

العراق يواجه روسيا في سوتشي

متابعة ـ طريق الشعب

أكد رئيس الاتحاد العراقي لكرة القدم عدنان درجال، أمس الأربعاء، إلغاء مباراة إيران الودية المقررة في طهران، فيما أشار إلى أن لقاء المنتخب مع روسيا هو المباراة “البديلة”. وقال درجال إن “الاتحاد لم يتوصل إلى اتفاق مع الجانب الإيراني لإقامة مباراة ودية تجريبية كانت مقررة في بغداد، ومن ثم في إيران نهاية الشهر المقبل، موضحاً أن “الاتحاد قرر حسم موضوع لقاء منتخب إيران، وأصبحت ملغية رسميا، وتم الاتفاق مع روسيا لخوض لقاء ودي معها”.

وأضاف رئيس الاتحاد، أن “نفس الموعد الذي كان مقررا لإقامة مباراة العراق وإيران، أصبح الموعد للقاء روسيا والعراق، في روسيا وهو يوم 27 من الشهر الجاري”، مبيناً أن “الموعد يقع ضمن أيام الفيفا دي”. وأشار إلى أن “الاتحاد وصل إلى اتفاق مع المدرب خيسوس كاساس، لوضع منهاج خاص لإعداد المنتخب لتجمع قصير للاعبين قبل اللقاء في بغداد، على أن يلتحق اللاعبون المحترفون أيضا كونه يقع ضمن أيام الفيفا دي”.

وخلص درجال، إلى القول إن “المنتخب العراقي سيلاقي روسيا ودياً في مدينة سوتشي، في السابع والعشرين من شهر آذار الجاري، بتواجد جميع اللاعبين المحترفين الذين تمت دعوتهم لتشكيلة المنتخب.

 ***************

في افتتاح منافسات كأس آسيا تحت 20 عاماً.. العراق يهزم اندونيسيا بهدفين دون رد

بغداد ـ طريق الشعب

حقق منتخبنا الشبابي لكرة القدم الفوز على نظيره الاندونيسي، امس الأربعاء، ضمن منافسات المجموعة الاولى لبطولة كأس آسيا للشباب تحت 20 عاماً لعام 2023.

وجاء هدف منتخب شباب العراق الاول في مرمى اندونيسيا عن طريق اللاعب حيدر عبد الكريم في الدقيقة 27 من زمن المباراة، وقبل نهاية الشوط الاول أشهر حكم اللقاء البطاقة الحمراء بوجه لاعب منتخبنا شربل امين لضربه اللاعب الإندونيسي متعمداً اثناء سير اللقاء، ليكمل المنتخب المباراة بعشرة لاعبين.

وفي الشوط الثاني احتسب حكم اللقاء ركلة جزاء للمنتخب العراقي اضاعها عبد الرزاق قاسم في الدقيقة 74 من عمر اللقاء، وقبل نهاية اللقاء بلحظات سجل محمد جميل هدفاً ثانياً للعراق في الدقيقة 95.

ويستعد منتخبنا لمواجهة اصحاب الارض والجمهور منتخب اوزبكستان السبت المقبل المصادف الرابع من اذار الجاري في الساعة الخامسة عصرا في ملعب ميلي، بينما يلاقي منتخب سوريا الثلاثاء المصادف السابع من الشهر الجاري، في ملعب لوكوموتيف بتمام الساعة الخامسة عصراً.

وضمن لقاءات نفس المجموعة حقق المنتخب الاوزيكي الانتصار على سوريا بهدفين وحيد.

وحقق المنتخب الفيتنامي مفاجئة كبيرة بالانتصار على استراليا بهدف وحيد ضمن اطار منافسات المجموعة الثانية، فيما انتهت مباراة قطر وايران بفوز الاخير بهدف وحيد.

 *************

وفاة «معجزة» كأس العالم 1958

باريس ـ وكالات

توفي الفرنسي جوست فونتين صاحب الرقم القياسي لعدد الأهداف المسجلة في نسخة واحدة من كأس العالم وذلك بحسب ما أعلنته عائلته لوكالة “فرانس برس” امس الأربعاء.

وسجل النجم الفرنسي الذي فارق الحياة عن عمر يناهز 89 عاما، 13 هدفا في نسخة مونديال 1958 وهو الرقم الأعلى لعدد الأهداف المسجلة في نسخة واحدة. ولعب فونتين 21 مباراة دولية مع منتخب فرنسا، منها نصف نهائي نسخة 1958 سجل خلالها 30 هدفا، كما ارتدى قمصان الاتحاد الرياضي المغربي ونيس وريمس.

ولد فونتين في مدينة مراكش المغربية في 18 اب عام 1933، وانتقل برفقة عائلته إلى مدينة تولوز الفرنسية، قبل أن يكشف في سن مبكرة عن موهبته في تسجيل الأهداف ومراوغة الكرة، ولفت انتباه مسؤولي نادي نيس، الذين قرروا ضمه إلى الفريق، وفي 1956 قام بتوقيع عقد لثلاث سنوات مع ريمس، خلفا للهداف المعروف ريمون كوبا، المنتقل حينها إلى ريال مدريد الإسباني. وسطع نجم فونتين بانتزاعه لقب هداف الدوري الفرنسي عام 1958 بتسجيله 34 هدفا. وتم استدعاؤه للانضمام إلى فرنسا في مونديال ذلك العام في السويد، مؤكدا خلاله هويته كأحد أبرز هدافي العالم، بتسجيله 13 هدفا في المونديال على مدار المباريات التي خاضها “الديوك”، افتتحها فونتين بثلاثية في شباك الأوروغواي، وهدفين في مرمى يوغسلافيا وإيرلندا، وهدف في شباك هنغاريا، وآخرها رباعية في مرمى ألمانيا الغربية في مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع.

 *****************

القوة الجوية يتمسك بصدارة الدوري الممتاز

بغداد ـ طريق الشعب

فاز فريق نادي القوة الجوية على ضيفه فريق نوروز، امس الأربعاء، فيما انتهت مباراة “ديربي” الفرات الأوسط بالتعادل السلبي، ضمن منافسات الجولة الاخيرة من المرحلة الاولى للدوري العراقي الممتاز لكرة القدم.

وعلى ملعب الشعب الدولي، سجل فريق القوة الجوية هدفه الوحيد عبر المحترف نيديفريك يودو بالدقيقة 49 من زمن المباراة.

وبهذه النتيجة أنهى القوة الجوية المرحلة الاولى من الدوري متصدراً ترتيب الفرق برصيد 41 نقطة، تاركا المركز الثاني للشرطة برصيد 39 نقطة، يليه الكهرباء بـ38 نقطة.

 *********************

وقفة رياضية.. الاحتراف وتطوير الكرة العراقية

منعم جابر

اليوم يجري الحديث عن إقامة دوري المحترفين بكرة القدم، لأنه وحسب قناعة المعنيين بكرة القدم سيساهم في نهوض وتقدم اللعبة في العراق ولا وصول إلى نهائيات كاس العالم من دون صناعة احتراف لكرة القدم.

هذا الكلام فيه الكثير من الواقعية، لأن وجود نظام احترافي بمعناه الواقعي والحقيقي هو أساس كرة القدم المتطورة والحديثة. وهنا يحق لنا أن نتساءل: كيف نقيم دوري للمحترفين، وكيف نصنع لاعبين محترفين، ولا نمتلك أندية للمحترفين ولا نظاما احترافيا؟ إذا المهم أن نبدأ خطوة بخطوة، كما بدأت دول آسيوية أقل منا تقدماً، لكنها امتلكت الإرادة والعزم.

لنبدأ بشكل تدريجي ونقيم اقل عدد من أندية المؤسسات كأن تكون ثمانية أندية وتتحول هذه الأندية إلى شركات مساهمة تابعة إلى وزاراتها ونستعين بالدول التي سبقتنا. وهذه الأندية المؤسساتية تتحول إلى شركات لها مجلس إدارة ولها هيئات إدارية متخصصة بالأمور الرياضية، ثم نقيم رابطة للأندية المحترفة وتكون للشركة ميزانية مالية مستقلة، لها ملاعبها ومنشآتها الخاصة بها، ويمكن أن تكتمل هذه المنشآت والملاعب خلا سنتين او ثلاث.

إن إقامة دوري المحترفين هو واقع آتٍ بقوة، أما أن يبقى الحال على حاله فهذا أمر فيه ضياع للكرة العراقية. وعلينا إصدار القوانين للأندية المحترفة (شركات) وتوفير أراض وملاعب خاصة لها، وممكن لبعض المستثمرين الاستثمار فيه إضافة إلى مساهمة الدولة في هذا المجال مثلما حصل في بلدان الخليج وبعض دول القارة الآسيوية.

إننا ومن خلال دوري المحترفين نستطيع خلق فرق قادرة على المنافسة وتقديم أحسن المستويات ومنافسة أفضل الفرق الآسيوية وبالتالي خلق المنتخب القادر على المنافسة في البطولات الدولية.

إن ما يسعى له الاتحاد العراقي لكرة القدم هو مشروع ومسعى مقبول من أجل الارتقاء بمستواها، وإننا نناشد الحكومة بتقديم السلف والقروض والأراضي من أجل بناء المنشآت الرياضية وبتسهيلات مالية كبيرة من قبل الدولة.

لهذا أقول لمسؤولي الأندية التي ستشارك في الدوري الممتاز عليكم بالتعاون والتطبيق التدريجي لدوري المحترفين لأنه سيمثل مستقبل الكرة العراقية وتطورها.

 ******************************

بنزيما ينتقد حفل جوائز الأفضل في العالم

متابعة ـ طريق الشعب

أرسل كريم بنزيما مهاجم ريال مدريد، رسالة مستترة على ما يبدو منتقدًا فيها حفل جوائز الفيفا “ذا بيست” عبر حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي “إنستغرام”. اللاعب الفرنسي نشر في حسابه عبر “إستوري” على إنستغرام صورة بكل الألقاب والجوائز التي حققها مع ريال مدريد ومع المنتخب الفرنسي في الفترة الزمنية التي كانوا يقومون فيها بالتصويت على جوائز “ذا بيست 2022” وأبرز بنزيما تسجيله ل 63 هدفًا و21 تمريرة حاسمة. وفاز ليونيل ميسي نجم باريس سان جيرمان والمتوج مع الأرجنتين بكأس العالم بجائزة فيفا لأفضل لاعب في عام 2022، بينما جاء كيليان مبابي الثاني في الأصوات وأخيرًا بنزيما. لم ينس بنزيما زميله في الفريق فينيسيوس جونيور الذي على الرغم من كونه أحد أبرز لاعبي كرة القدم في العالم في الأشهر الأخيرة، إلا أنه لم يتواجد ضمن الفريق المثالي وفقًا لجوائز “الأفضل”.

 **********************

قرارات جديدة بشأن أحداث مباراة الشرطة والقاسم

بغداد ـ طريق الشعب

أعلنت لجنة الاستئناف في الاتحاد العراقي لكرة القدم، أمس الأربعاء، إلغاء جميع مقررات لجنة الانضباط السابقة بشأن مباراة ناديي الشرطة والقاسم في الدوري الممتاز، فيما كشفت عن عقوبات جديدة بحق إداريين ولاعبين من نادي الشرطة ومدرب نادي القاسم وأحد لاعبي النادي.

وقال الاتحاد في بيان إن “لجنةُ الاستئناف في الاتحاد العراقي لكرة القدم اجتمعت، وناقشت طلب الاستئناف المقدم من قبل نادي الشرطة الرياضي، وقررت قبوله شكلاً من الناحية القانونية”، وأضاف البيان “بعد الاطلاع على الأوليات وقرار لجنة الانضباط بالعدد 18 في 15/2/2023 قررت اللجنة، إلغاء قرار لجنة الانضباط بالعدد 18 في 15 /2/2023”. كما قررت لجنة الاستئناف “معاقبة علي جويد الشحماني (عضو الهيئة الإدارية لنادي الشرطة) بالإيقاف لمرحلة كاملة، وابتداءً من المرحلة الثانية من الموسم الكروي الحالي 2022/2023 من مرافقة الفريق، وبغرامة مالية مقدارها عشرة ملايين دينار حسب المادة 52 /4 و52/7 من لائحة الانضباط، بمعاقبة لاعب نادي الشرطة (علاء عبد الزهرة) بالإيقاف مباراتين حسب المادة 50/5 من لائحة الانضباط، ومعاقبة السيد بلال حسين (إداري نادي الشرطة) بالإيقاف مباراة حسب المادة 52/2 من لائحة لجنة الانضباط. وبشأن نادي القاسم فقد قررت اللجنة “معاقبة علي عبد الجبار (مدرب نادي القاسم) بالإيقاف لمرحلة كاملة، وابتداءً من المرحلة الثانية من الموسم الكروي الحالي 2022/2023 من مرافقة الفريق، وبغرامة مالية مقدارها مليوني دينار حسب المادة 52 /4 و52/7 من لائحة الانضباط، وبمعاقبة لاعب نادي القاسم (مجتبى محسن عيال) بالإيقاف بمباراة واحدة حسب المادة 50/3 من لائحة الانضباط. وبينت اللجنة أنه “استناداً إلى أحكام المادة 45/أ من نظام المسابقات لسنة 2023-2022 تدفع الغراماتُ المفروضة على أي ناد أو على لاعبيه أو ممثليه أو ملاكه التدريبي إلى الاتحاد من قبل النادي خلال مدة أقصاها 72 ساعة من تاريخ إصدار العقوبة أو يتم خصمها تلقائياً من عوائد النادي لدى الاتحاد إن وجدت، وبخلافه يمنع النادي من خوض مباراته، ويعدُ خاسراً (3-0) في أول مباراة يخوضها في جدول مباريات الدوري ضمن مدة العقوبة”.

 *********************

الصفحة العاشرة

انتفاضات شبيبة 1968 بين الفيلسوفة المتفائلة والثوري المحبط

إبراهيم العريس

 

في رسالة بعثت بها الفيلسوفة الألمانية – الأميركية حنه آرندت يوم 26 حزيران 1968، وورد نصها في كتاب نشر بعد موتها يحتوي مراسلاتها مع أستاذها السابق الفيلسوف الألماني كارل ياسبرز، ماذا تقول صاحبة “جذور التوتاليتارية” و”إيخمان في القدس” عن انتفاضات شبيبة هذا العام؟

تقول إن “أبناء القرن الـ21 سينظرون ذات يوم إلى أحداث ثورات الشبيبة المندلعة في هذا العام بالطريقة نفسها التي ننظر بها نحن إلى ثورات عام 1848. وأنا أعتبر نفسي على أية حال معنية بالأمر شخصياً. فداني الأحمر، دانيال كوهن  بنديت، هو ابن صديقين قريبين جداً مني، وهو ولد ممتاز”.

ونعرف أن داني هذا كان واحداً من زعماء انتفاضة الشبيبة الباريسية خلال ربيع عام 1968 على رغم أنه ألماني، فهو كان يدرس في فرنسا ويتزعم مجموعة متطرفة في ماويتها – نسبة إلى الزعيم الصيني ماو تسي تونغ - وكانت آرندت قبل رسالتها إلى ياسبرز التي تعرب فيها عن هذا الرأي المبكر بالانتفاضة، قد كتبت إلى صديقتها الكاتبة الأميركية ماري ماكارثي تطلب منها أن تجد لها طريقة ما تمكنها من الاتصال بالزعيم اليساري المتطرف الذي سيقول لاحقاً إنه كان يعرف آرندت منذ صباه المبكر من خلال الزيارات المتبادلة بينها وبين والديه، وكثيراً ما ناقشها في شؤون السياسة والفلسفة.

تشجيع على الإيمان بالمستقبل

المهم أن ماكارثي عثرت لحنه على عنوان دانيال، وتلقى منها هذا على الفور رسالة تقول له فيها “إنني واثقة من أن والديك، ولا سيما والدك، كان من شأنهما أن يكونا فخورين بك إن كانا بعد على قيد الحياة. على أية حال سيمكنك دائماً أن تتكل علينا إذا كنت في حاجة إلى أية مساعدة أو إلى النقود”. والحقيقة أن حنه آرندت اختصرت في تلك العبارات القصيرة، ليس فقط مشاعرها تجاه ابن صديقيها القديمين، بل بشكل أكثر تحديداً، رأيها في تلك الأحدث المهمة التي كانت تجري في العالم من حولها ومن المعروف أنها نادراً ما عبرت عن موقف تجاهها. ففي نهاية الأمر كان ما يحدث لا يزال في أوله، ولئن كانت الفيلسوفة قد دنت من تلك الأحداث من خلال ما بدا أنه تعاطف عائلي مع فتى عرفته صغيراً فإذا به يصبح زعيماً ثورياً، فإن تعبيرها كان من الدقة والحسم ما استبقت به أياً من الفلاسفة الأوروبيين والأميركيين الذين تريثوا يومها – باستثناء قلة منهم – قبل المجازفة بإعلان موقف من “ثورة” فاجأتهم وبدت جديدة الوسائل والغايات في ذلك الحين.

ولسوف تواصل آرندت موقفها ذاك على رغم الفشل الآني لتلك الانتفاضة، بل يمكننا أن نجازف هنا أكثر بتأكيد أن ما ذكرته آرندت من التشبيه بين ثورة 1848 وانتفاضة 1968، سيبدو تاريخياً دقيقاً بالنظر إلى أن الثورة والانتفاضة أسفرتا عن هزيمة كل منهما، ولكن آنياً.

مقارنة في محلها

والحقيقة أن آرندت، التي عاشت من السنوات بعد أيار 1968 ما كفاها لتشهد هزيمة المنتفضين، لا شك أنها لو عاشت أكثر لشهدت تحققاً للمقارنة التي أجرتها في رسالتها إلى ياسبرز. فلئن كانت ثورة 1848 قد هزمت عبر تكالب الأنظمة الرجعية الأوروبية ضدها فإنها لن تلبث أن تنتصر لاحقاً إذ تواصل مفعولها في الذهنيات حتى يمكننا القول إن كل المراحل المتقدمة والتطورات الفكرية، بل حتى التبدلات الذهنية الخطرة التي عرفتها أوروبا بعد ذلك وحتى اندلاع الحرب العالمية الأولى على الأقل، أتت من رحمها.

ويمكن قول الشيء نفسه عن أيار 1968، حيث هنا كذلك “هزمت” الثورة على المدى القصير، لكن أموراً كثيرة بالمعنى التقدمي للكلمة، وتحديداً بمعنى التبدلات الجذرية في الذهنيات على امتداد القارة الأوروبية وأبعد من ذلك، إنما أتت من رحمها كذلك. أما بالنسبة إلى “داني الأحمر” فإنه سيقول لاحقاً كم أن اتصال حنه آرندت كان من شأنه أن يعيد إليه آمالاً كانت قد بدأت تخفت. فالرسالة لم تصله في وقت كانت فيه الهزائم قد بدأت تتلاحق من براغ، حيث غزا الجيش السوفياتي تشكوسلوفاكيا واضعاً حداً لربيعها. واستعاد الجنرال ديغول السيطرة على الحكم في فرنسا وباتت ليلة المتاريس من الذكريات. وكما كان الأمر في أروربا الشرقية، حيث سجل الاحتلال السوفياتي لبراغ نوعاً من التواطؤ بين الحكام المسيطرين بأحزابهم الشيوعية باسم الطبقة العاملة، وبين القوى العمالية صاحبة المصلحة نظرياً في التغيير الثوري، شهدت أوروبا الغربية وسواها ذلك التواطؤ نفسه بين الأنظمة الرجعية والنقابات والأحزاب العمالية. وهو نفس ما سيراه فلاسفة ومفكرون من طينة آرندت على خطى كبيرهم في ذلك الحين الألماني المقيم في أميركا كآرندت بدوره، هربرت ماركوزه.

علاقات عائلية

أما بالنسبة إلى دانيال كوهن بنديت، الذي سيعبر عن سروره بمكاتبة حنه آرندت له بعد سنوات عديدة، فسيعلق على ذلك بقوله بعد ذلك في حديث أدلى به لصحيفة “ليبراسيون” الفرنسية “الحقيقة أنني أول الأمر لم أتلق تلك الرسالة، لكنني علمت بوجودها خلال قراءتي للسيرة التي وضعتها إليزلبيث يونغ برويل لحياة آرندت في عام 1986. ولقد تعرف والداي إريك وهيرتا على حنه في باريس بارتيادهم جميعاً حلقات أصدقاء ونقاشات كان ينشطها في باريس المفكر والتر بنجامين، وتجمع من حوله مثقفون من طينة آرنولد تسفايغ وبرتولت بريخت وغيرهما من اللاجئين الألمان في وقت كانت حكومة فيشي الفرنسية بزعامة الماريشال بيتان الموالي للنازيين قد بدأت ترسل اللاجئين الألمان إلى معسكرات اعتقال بوصفهم “معادين لفرنسا”، وكان والدي قد أرسل إلى معسكر الاعتقال في فيلمالار، حيث التقى هناك زوج حنه هاينريخ بلوخر المعتقل بدوره. أما حنه نفسها فاعتقلت في معسكر في البيرينه الشرقية. ولاحقاً بما يشبه الصدفة التقى أبي وبلوخر بزوجتيهما. وبعد الحرب راح أبي (الذي سيرحل عن عالمنا عام 1950) يتراسل مع آرندت التي كانت قد توجهت لتعيش في منفاها الأميركي”.

ويذكر دانيال هنا فقرة هي عبارة عن ملاحظة بعثت بها الفيلسوفة إلى والده واستعملتها في أحد فصول كتابها “جذور التوتاليتارية”. أما هو فلسوف يلتقيها لاحقاً في الولايات المتحدة، لكنه كان لا يزال فتياً، ثم سيلتقيها من جديد في فرانكفورت لمناسبة تكريم كارل ياسبرز هناك. و”لكنني التقيتها كما لو كان أول لقاء بيننا”.

مهما يكن، كانت آرندت بحسب ما يذكر كوهن بنديت هنا، “تعتبر يمينية بحسب تصنيفات اليسار الألماني حينها، وذلك تحديداً لأنها كانت تعتبر الستالينية شمولية كالنازية سواء بسواء، تنويعتين على المنظومة الشمولية. وكان ذلك اليسار نفسه يصنفني أنا بدوري يمينياً بالتالي آرندتياً!”.

والحقيقة أن حنه آرندت رحلت عن عالمنا قبل أن يتبدل ذلك كله وتتغير التصنيفات، لكنها رحلت وهي على ثقة، كما راحت تردد وهي في آخر سنوات حياتها، بأن من الخطأ النظر إلى حراكات عام 1968 على أنها ثورة فشلت. فبالنسبة إليها - أي إلى آرندت - ليس من المنطقي اعتبار ما حدث مجرد محاولة للوصول إلى السلطة هنا أو هناك. كل ما في الأمر أن الأجيال الجديدة التي سئمت الاستماع إلى جيل الآباء والجدود يواصلون حديثهم عن أمجاد الحرب العالمية الثانية والحنين إلى الماضي في وقت راح العالم كله يتبدل، انطلاقاً مما سيعتبره ماركوزه الذي أشرنا إليه أعلاه، الوسيلة الوحيدة التي يمكن أن تكون غاية في الوقت نفسه، وهي التمسك بالحرية وما ينادي بها من مبدعي فنون وآداب.

ومن المؤكد أن آرندت التي شاركت ماركوزه رأيه هذا، نظرت بدورها إلى الحرية بوصفها التعويذة التي حملها منتفضو 1968، تماماً كما كان قد حملها من قبلهم ثوار 1848 وهم لا يفكرون بأن ذلك سيوصلهم إلى السلطة أو إلى تغيير العالم بشكل فوري، بل إلى إحداث ذلك التغيير في الذهنيات الذي ستكون مهمته تغيير العالم بدءاً من رفض ما تعفن من قديمه بغية فتح صفحات جديدة تمهيداً للوصول إلى مستقبل مبني على القيم لا على الأيديولوجيات.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

“اندبندنت عربية” – 7 شباط 2023

 ********************

جاك لاكان: كتابات من السنوات الأولى

إذا كان الطبيب والمحلّل النفسي الفرنسي، جاك لاكان (1901 ــ 1981)، يحظى بالشهرة والمقروئية اللتين يحظى بهما اليوم، فالفضل في ذلك يعود، قبل كلّ شيء، إلى اشتغالاته في المرحلة الأخيرة من تجربته، أي تلك التي تبدأ مع إلقائه، ولا سيّما في العقدَين الأخيرين من حياته، لسيمنار سنوي حول مسائل وقضايا متعلّقة بالتحليل النفسي.

ذلك أن هذه السنوات شهدت خروج لاكان بالعديد من التنظيرات والمقولات الجديدة، التي ستترك أثراً عميقاً على التحليل النفسي لم يعرفه هذا الحقل، ربما، منذ تأسيسه من قِبَل سيغموند فرويد في نهايات القرن التاسع عشر. ومن مفاهيم ونظريات المرحلة المتأخّرة هذه: الآخَر الكبير، ومنطق التهويم، وحلقات بورومين (أو العقدة البورومية)، والغرض بغينٍ ناعمة (l’objet petit a)، وغيرها الكثير.

عن منشورات “سوي” في باريس، وفي سلسلة “الحقل الفرويدي” التي كان لاكان نفسه قد أسّسها وأدارها في هذه الدار، صدر حديثاً للمحلّل النفسي الفرنسي الراحل عملٌ بعنوان “كتابات أولى”.

ويضمّ الكتاب مقالاته العِلمية والصحافية، والكتابات والملاحظات الشخصية، التي وضعها لاكان بين عامي 1928 و1935، وهي الفترة التي شهدت العديد من اللحظات التي ستحدّد لاحقَ مسيرتِه، مثل ابتعاده عن قضايا عِلم الأعصاب والالتفات أكثر إلى الطبّ النفسي، والالتحاق بالكادر الطبّي في “مستشفى سانت آن للأمراض النفسية” بباريس (1927 - 1931)، كما أن هذه الفترة شهدت تقارُباً بينه وبين العديد من المنتمين إلى السوريالية في الفن والأدب.

وكان لاكان قد نشر أغلب النصوص التي يتألّف منها هذا الكتاب في مجلّات ودوريات محكّمة، وفيها وصفَ حالاتٍ معقّدة من المعاناة النفسية، مثل الذهان، وجنون الارتياب، وغيرها من الأمراض التي تكشف النصوص عن اهتمامه الكبير بمَن كانوا يعانون منها، وتدوينه لكلّ شاردةٍ وواردة في تاريخهم الشخصي والطبّي، ضمن إيمانٍ منه بأن مساعدتهم على الشفاء، بل وإصابتهم، هي دائماً نتيجة لحالة فريدة خاصّة بالشخص نفسه وما عايشه وقاساه.

كما يفتح المحلّل النفسي، في مقالاته، نقاشاتٍ عديدة مع مُعاصريه من المشتغلين في الطبّ النفسي الفرنسي، مناقشاً مقولاتهم ونتائج أبحاثهم ومعايناتهم، ومنتقداً، في أحيان أُخرى، لاستمرار بعضهم بالعمل وفق مفاهيم قديمة تنظر إلى المريض النفسي والأمراض النفسية على أنها أشكال من التخلّف أو النقص العقلي، وما هي كذلك بحسب لاكان، الذي سعى إلى دراستها وعلاجها دون أحكام مسبقة.

ــــــــــــــــــــــــ

“العربي الجديد” – 28 كانون الثاني 2023

 *********************

وسائل التواصل الاجتماعي: لماذا تنتشر أفكار أندرو تيت المعادية للنساء؟

يصف أندرو تيت، المؤثر البريطاني الأمريكي المثير للجدل الذي اعتقل في رومانيا بتهمة الاتجار بالبشر والجريمة المنظمة والاغتصاب، نفسه بأنه “كاره للنساء تماما”، مضيفا أنه “لا توجد طريقة لكي تكون منتميا إلى الواقع من دون أن تكون متحيزا جنسيا”.

لكن لاعب الكيك بوكسينغ السابق البالغ من العمر 36 عاما، والذي حقق شهرة عالمية عبر الإنترنت، ليس قطعا الشخص الوحيد، الذي يعبر عن وجهات نظر معادية للنساء عبر منصات التواصل الاجتماعي.

ولكن على خلاف آخرين كثر، فلدى تيت الملايين من المعجبين الافتراضيين على هذه المنصات. وهو من بين مجموعة من المؤثرين الذين اكتسبوا شعبية كبيرة، أو بالأحرى سمعة سيئة على نطاق واسع، من خلال الدعوة إلى اختصار وجود النساء إلى مجرد خاضعات للرجال.

وقد حققت مقاطع الفيديو التي تحمل وسم #AndrewTate، على تطبيق تيك توك وحده، مشاهدات وصل عددها إلى أكثر من 12.7 مليار مشاهدة، بما في ذلك مقاطع الفيديو التي صنعها أشخاص ينتقدون أندرو تيت، مستخدمين الوسم ذاته.

فظاظة جذابة

يمكن أن تكون اللغة المستعملة في هذا النوع من مقاطع الفيديو فظة ومباشرة، إن لم نقل “سوقية”، لكن يبدو أن هذه الأفكار تحظى بجاذبية في أوساط جيل من المراهقين والشباب الذكور.

وهذا يستدعي ما هو أكثر من مجرد توجيه الانتقادات اللاذعة لبعض تصريحات تيت، فقد تخطى الأمر ذلك، ليصبح مصدر قلق حقيقي بالنسبة للآباء والمعلمين، ونشطاء حقوق الإنسان في الآن نفسه.

وقد قامت العديد من شركات التواصل الاجتماعي، ومن ضمنها فيسبوك، ويوتيوب، وإنستغرام، وتيك توك، بحظر أندرو تيت، وقد قالت شركة تيك توك إن “كراهية النساء هي أيديولوجية بغيضة، لا يمكن التسامح معها”.

وقد ظهرت أصداء الاتجاه (الترند) الذي يمثله تيت في المدارس في دول عدة. وفي المملكة المتحدة على سبيل المثال، يواجه المدرسون أعدادا متزايدة من التلاميذ المعجبين بتيت.

ويجعل هذا المدرسين يجدون أنفسهم في موقع يتعين عليهم فيه إيجاد الاستجابة والردود المناسبين، بما في ذلك مناقشة القوالب النمطية، ما هي، وما هو مصدرها.

انتشار كراهية النساء

إضافة إلى تكوين حشد من المتابعين، جعل تيت من نفسه الصوت الذي يتردد صداه بين عدد متزايد من الأشخاص عبر الإنترنت، والذين يبدو أنهم قد استمدوا الشجاعة من آرائه.

وفي حديثها مع البرنامج الإذاعي المذكور، تقول الصحفية والكاتبة صوفيا سميث غالر، التي تدرس التحيز الجنسي في المجتمعات عبر الإنترنت، إن تيت بالتأكيد ليس المزود الوحيد لهذا النوع من المحتوى.

وتوضح قائلة “هناك وفرة من مثل هذا المحتوى، ونحن نعلم أن المحتوى الكاره للنساء على الإنترنت قد شهد تزايدا ملحوظا منذ جائحة كورونا، لكنه في الحقيقة مستمر، منذ أن بدأنا استخدام الإنترنت”.

والسؤال الذي يطرح نفسه هنا، هو لماذا يحصل هذا؟ يقول فرانك فوريدي، الأستاذ الفخري لعلم الاجتماع في جامعة كنت البريطانية، لبي بي سي، إن المحتوى الموجود على الإنترنت لا يمكن فصله عن السياق الموجود في العالم الحقيقي.

ويرى البروفيسور فوريدي أن الحاجة إلى نيل الاهتمام والتقدير تتحقق عبر الإنترنت.

معالجة التحيز الجنسي في عالم الواقع

يعتقد الأكاديمي فوريدي أن غياب ضبط النفس على الإنترنت هو أحد أعراض “مشكلة موجودة خارج الاتصال بالإنترنت”.

ويوضح “علينا بطريقة ما الاهتمام بالعالم الواقعي للأشخاص في عمر الشباب، والذكور منهم على وجه الخصوص”.

وترى ناتاشا والتر أن هناك مخاطر من تحول التركيز على القضية إلى حالة يظهر فيها الرجال وكأنهم ضحايا. وهي تعتقد أن الأهم بكثير هو معالجة، ما تعتبره قوالب نمطية جنسانية “تضر النساء والرجال على حد سواء”.

وتقول “يجب أن يكون الرجال والنساء قادرين على العمل معا لكسر الروابط بين الذكورة والعنف، أو بين الأنوثة والعمل غير المأجور، أو بين الأنوثة والجاذبية الجنسية”.

لكن ريتشارد ريفز من معهد بروكينغز، يصر في المقابل على أهمية فهم الأسباب التي تؤدي إلى ارتفاع الطلب على المحتوى الرقمي الكاره للنساء.

ويضيف “لا أعتقد أن الاهتمام بهذه الأشياء سببه فقط أن كل هؤلاء الرجال والفتيان كارهون للنساء، ولكن لأن كثيرا منهم لديهم معاناة في سوق العمل، والحياة الأسرية والمدارس”.

ورغم أن بعض أكبر منصات التواصل الاجتماعي في العالم، قد حظرت أندرو تيت، يعتقد خبراء أن هناك الكثير من العمل، الذي لا يزال يتوجب القيام به.

وتقول صوفيا سميت غالر “أعتقد أن هناك مشكلة في كل منصة، وهذا أمر موثق على نطاق واسع في جميع الدراسات، التي أجريت عن المضايقات التي تستهدف فئة معينة عبر الإنترنت”.

وسبق لتيت أن طرد من برنامج تلفزيون الواقع البريطاني “الأخ الأكبر” عام 2016، بسبب مقطع فيديو ظهر فيه وهو يهاجم امرأة. لكنه قال لاحقا إن الفيديو كان “محض كذب” وعدّل “لجعلي أبدو سيئا”.

ـــــــــــــــــــــــــــــــ

“بي بي سي” – 19 كانون الثاني 2023 (مقتطفات ضافية)

 ********************

الصفحة الحادية عشر

عمارة زها حديد

“المفهوم والرؤى.. قراءة في عمارة زها حديد” كتاب جديد للناقد جاسم عاصي، صدر حديثاً عن دار الجنوب وأمل الجديدة. المعمارية زها محمد حديد، توزعت تصميماتها في بلدان عربية واوربية. يقول عنها المعماري حيدر هادي الخفاجي في مقدمته للكتاب: “ان منجزها يعد انتصاراً لها في معركة شرسة وجريئة ومغامرة خطيرة ضد القوالب الجاهزة.. وكانت اقامتها ودراستها في لندن قد أكسبت اعمالها الخصوصية والتألق”.

اما المؤلف فقد تناول: المفهوم والدلالة والخصائص الذاتية والعمارة الجديدة، والعمارة والمفهوم والمخيال كوحدة أساسية وتجدد للافكار، والالغاء والتطلع، والحلم ذائقة الانثى، والداخل والخارج والشكل والايقونة في اعمال زها حديد.

سلام القريني

 ***************

أسئلة وردود

الشاعر يحيى السماوي: أمي أرضعتني الفكر اليساري

سأله: عبدالحسين ناصر السماوي

يحيى السماوي، شاعر الألم العراقي المعتق، مثلما هو شاعر الغد المضئ والمرتقب. له من الاعمال الشعرية الكثير.. وله من الغربة والوطن بصمات اثيرة لا يمكن ان تغيب عن قصائده الحية.

هنا حوار موجز معه:

- من هو الشاعر يحيى السماوي؟

  • هو ابن أم قروية وأبٍ بدأ حياته بقّالاً يعرض بضاعته على رصيف من أرصفة المدينة قبل أن يمنّ الله عليه برزقٍ حلالٍ وفير فصار ذا نعمة مباركة بعد الطفرة الإقتصادية التي أعقبت تأميم النفط في السبعينيات الميلادية حيث افتتح مكتبا لتجهيز بعض مواد البناء والإنشاءات الأهلية والحكومية.

- الحرية اين موقعها بين قصيدة الغربة وقصيدة الوطن؟

  • قصيدة الغربة تُكتب في ظل فضاء الحرية الشاسع بينما القصيدة التي تُكتب داخل الوطن فشاعرها يكتبها بحذر شديد، يمشي بين سطورها كما لو أنه يمشي في طريق مليء بالألغام ـ وبخاصة إذا كان الشاعر معارضا للنظام الحاكم..

- ما موقع كلكامش وألق تشرين في شعرك؟

  • أصدرت قبل بضعة شهور ثلاث مجموعات شعرية هي (التحليق بأجنحة من حجر) و (فراديس إينانا) وكلتاهما تتناولان موضوعة العشق الحسي / العرفاني مستخدما فيهما شخصيات من ملحمة كلكامش، أردت من خلالهما نشر ثقافة الحب / العشق بوصفهما البديل لثقافة الكراهية وإلغاء الآخر... أما المجموعة الثالثة فهي (جرح أكبر من الجسد) تناولت فيها هموم الشعب العراقي في ظل الفساد السياسي والمالي وصراع دِيكة أعضاء المحاصصة من أجل الإستحواذ على السلطة ومفاتيح بيت مال الشعب ـ وهو صراع ما كان سيحدث لو ان مستنقع المحاصصة لم يكن الحاضن لكل جراثيم الفساد.

 كتابي الجديد سيكون على غرار مجموعتي (ملحمة التكتك) أتناول في نصوصه نضال “ التشرينيين “ من أجل تحقيق المطالب المشروعة للشعب العراقي بالحياة اللائقة بالكرامة المتأصلة في الإنسان ووضع حدٍّ للفساد والإنفلات الأمني والسلاح الميليشياوي المنفلت  ـ وهي جميعها مطالب مواطني السماوة كما هي مطالب مواطني جميع المدن العراقية.

- حضورك الدائم في الجامعات والاتحادات الأدبية.. ما الذي اضفته وما الذي اضافه اليك؟

  • أضاف لي الكثير، فقد قدّمت لي الدليل على حقيقة أن المستمعين يريدون سماع الشعر الذي يعبر عن معاناتهم وتطلعاتهم وأمانيهم وليس عن همومي وتباريحي ومعاناتي الشخصية..

- انت مرحب بك في وطنك ومدينتك.. هل هناك فكرة عن الإستقرار بعد طول الغربة؟

  • بالتأكيد ياصديقي، فزيارتي الحالية كانت من أجل تأمين مستلزمات إقامتي الدائمة في السماوة على صعيد السكن، وأيضا لشراء أرض مقبرة يتوسّدها جثماني ذات غد ـ أرجو ألّا يكون قريبا بإذن الله ـ في وادي السلام في النجف الأشرف في وطني الذي ناضلت من أجله عقودا عديدة  متحمّلا أقسى العذابات ولم أحصل فيه ولو على بضعة أمتار مربعة ـ بل ولم أحصل فيه حتى على حقوقي التقاعدية مع أنني عيّنت مدرسا عام 1974!

- يحيى السماوي شاعر تقدمي، عاش الإغتراب بسبب المطاردة من قبل السلطة السابقة، اما زال اليسار راسخاً في مواقفك؟

  • يمكن للإنسان أن يُغيّر قلبه ـ ولكن : هل يمكن له تغيير نبضه؟

أرجو ألآ أكون مبالغا في قولي إنني أشعر كما لو أن أمي قد أرضعتني الفكر اليساري مخلوطا مع حليب الأمومة..

- كتبت عن الطفولة  وما يعانيه الأطفال من بؤس وضياع في بلد الفقر والفساد.. ألم تتغير المعاني والصور في قصائدك؟

  • كتبت عن الطفولة وأنا في ربيع شبابي كما كتبت عنها وأنا في خريف شيخوختي.. ونشرت قصائد للأطفال في صحيفة “طريق الشعب” وصحيفة “الفكر الجديد” قبل منتصف السبعينيات الميلادية وسأبقى أكتب عن الطفولة ياصديقي..

 - هل تعتقد أنّ حياة الأطفال بالأمس افضل من حياة أطفال اليوم في العراق؟

  • فقر الأمس البعيد أثرى من غنى اليوم... ساسة الأمس البعيد أنزه وأكثر وطنية من ساسة اليوم ودليلي نزاهة ووطنية الشهيد الخالد عبد الكريم قاسم ـ وحتى لصوص الأمس كانوا أشرف من لصوص اليوم..

لصوص الأمس كانوا يسرقون من القطيع خروفا واحدا ـ أما لصوص اليوم فيسرقون القطيع كله (طبعا أقصد لصوص مرعى المنطقة الخضراء في موريتانيا والصومال  وبوركينو فاسو)!

-*---

 ********************

رأس

رغد قاسم*

كنتُ شاهدة على ولادة أولهم، أو من نعتقد أنه الأول على الأقل؛ كنتُ حينها لا أزال طالبة في قسم القبالة في المعهد، وسأحتفل بعيد ميلادي التاسع عشر بعد شهرين لا غير، وقد بدأنا التدريب في صالة الولادة في مستشفى بغداد التعليمي. كنتُ من أوائل من حملوا “الرأس الأول”، لم نعتقد بأننا نحضر حدثاً استثنائياً فكثير من الأولاد يولدون بلا شعر، لم يكن في الأمر ما قد يثير القلق، لكن لا بد أن يبدأ القلق يساورك بعد أن يكمل الأطفال سنتهم الأولى دون أن تنبت شعرة واحدة في رؤوسهم، خلال الخمس سنوات الأولى لم تكن الحالات على طول البلد وعرضها تتجاوز الثلاثين حالة، إلا أن الأمر تغير بالتدريج. أما الآن وبعد مضي ستون سنة على ذلك اليوم، فلن تجد عشرة أطفال يولدون بشعر على طول البلاد وعرضها، وحتى هؤلاء يسقط ما في رؤوسهم قبل إكمال العاشرة من العمر!

كان لذلك مقدمات بالطبع، فقد عانى أبناء البلد على طول القرن الماضي من تساقط رهيب في الشعر، لم تكن لتجد بين الرجال من لا يزال يحتفظ بشيء من شعر رأسه وهو على مشارف الأربعين، وما كانت النساء أحسن حالاً منهم، فقد أعتدن أن يصرفن رواتبهن كاملة على جلسات تقوية الشعر والخصلات المموهة، وحتى الشعر المستعار. أما الأطباء فقد كان جوابهم موحدًا؛ القلق والضغط النفسي! ليس سوى الحروب المتكررة والإجهاد النفسي الذي يتعرض له الناس.

 كان الناس يصرفون المليارات على مستحضرات الشعر، أما الآن، فتلك بضاعة كاسدة لا يشتريها أحد، توقف استيراد تلك المواد، وصار من الأسهل على من لم يفقد كلّ شعره بعد أن يحلق رأسه، حتى النساء أسقط عنهن اليوم فرض الحجاب، ما دمن يحلقن ما تبقى من شعر في رؤوسهن، وقد صدرت بذلك فتوى دينية عندما كنتُ في الثلاثين من عمري، أتذكر أن صديقاتي ابتهجن بهجة لا مثيل لها عند سماع ذلك، ثم صار الأمر لزاماً بعدها بسنوات قليلة. أما أنا ولسبب لعين ما، فقد أخترت المشي في الطريق المعاكس، كان رفضي مدهشًا لي قبل أن يُدهش غيري إذ لطالما كنتُ مسالمة، رغم عنادي المعروف عني. فزعت من التفكير بقص شعري ورفضت الانصياع للأمر، قلتُ سأحتفظ بشعري، وهكذا فتحت لنفسي أبواب جهنم!

تلك الظهيرة -في صالة الولادة- كان شعري قصيراً، لطالما كنتُ أقص شعري مثل الصبيان بطلب من أمي، وقد كانت تتطير مخافة أن أصاب بالحسد، حتى أنّها أرادات لي أن أرتدي الحجاب ورفضت، لكنني قبلت بالاستمرار بتقصير شعري. لم تصل عدوى الصلع إليّ، فشعري قوي وينمو بسرعة، لا تكاد تسقط منه شعرة إلا نادراً - ينمو شعري بجنون، ويتساقط شعر الناس بجنون أيضاً- حينَ تلقفت الطفل الأصلع وحملته بين يدي للممرضة التي قامت بتنظيفه، راودني شعور بأنه غريب، ذلك أن نظرته في وجهي وهو يخرج من رحم أمه غاضباً أخافتني، حتى بدا لي أن الطفل تغافل عن كل من في الصالة مركزاً ناظره عليّ، نظر إلى شعري بالذات، مُحدقاً فيه بغضب، للحظة في تلك القاعة شعرتُ بأنني مجرمة وأن هذا الطفل الغريب الذي لم يشح بناظره عن شعري يرمقني شزراً حتى بعد تركي له، صارخاً بغضب، لقد حاكمني هذا الطفل أول من حاكمني من قبل أن يغتسل من رفث الولادة!

عادت به أمه بعد سنة؛ وقد صارت نظراته أكثر حدة، حدق في شعري مطولاً، مد يده ليلمسه، أو ربما ليقتلعه من جذوره بنفسه! كنتُ بجوار الطبيبة في غرفة الفحص، أشفقت على أمه المسكينة التي ظلت تبكي على مدى تواجدها معنا، همست للطبيبة أنها خائفة منه، من نظرته الغاضبة لها طوال الوقت، ومن تبكيره بالكلام، من رأسه الملتمع بطريقة مؤذية للعين! أرادت علاجاً لإنبات شعر الولد، فشرحت لها الطبيبة أنها لا تستطيع وصف شيء كهذا لطفل بهذا العمر، وما دام الولد بصحة ممتازة، فليس هناك داعٍ للقلق. وصفت لها مضادات الاكتئاب، وبعد أن خرجت الأم التفت إليّ الطبيبة ساخرة منها؛ قالت إنها تعاني من حالة كلاسيكية من اكتئاب ما بعد الولادة، وأن حالات الصلع الولادي -على قلتها- موجودة. أما أنا فقد شاركت الأم قلقها، ومن يومها لمْ أعد لقص شعري أبداً، لم يكن مهمًا ما يقوله الناس، لم يكن مهمًا ما تقوله الدولة، لم يكن ثمة شيء ليُقنعني بحلاقة شعري.

في الأربعين من عمري أُجبرتُ على التقاعد، لأنني رفضت حلق شعري، مخالفة القانون الجديد، وأتُهمت بالتمييز العنصري ضد ذوي الرؤوس البيضاء -كما صاروا يسمون- جاء في وصف جريمتي في سجل المحكمة أنني بالإضافة لخرقي قوانين الدولة، أفتقر للتعاطف الذي يجعلني أتضامن معهم بالتخلي عن هذهِ القذارة التي تُدعى بالشعر، وكيف أني لا أقدر ما عانوه على مدى التاريخ من اضطهاد، وكيف أن الشعر والاحتفاظ به وصرف المبالغ الطائلة للحفاظ عليه لا يخدم سوى المصالح الرأسمالية التي تحول الأفراد إلى مستهلكين مجانين، فيبددو الثروات على منتجات لا تغني ولا تشبع، يمكن أن تفيد الفقراء، وبالتالي فأن استمراري بالحفاظ على شعري الذي لا يرضى أن يسقط مخالفًا لأبناء جنسي وأبناء بلدي بالذات، هو أمر لا أخلاقي، وهو في ذات الوقت تهديد للسلم الأهلي، وتفكيك لبنية المجتمع، ورغم شرحي لهم أنني لا أغسل شعري سوى بالماء ولا أبدد الثروات كما يقول وكيف أنني أكره الرأسمالية والاستهلاك مثلهم تماماً، حتى أنني أرتدي الحذاء ذاته منذ سنتين، إلا أنني لم أفلح في إقناعهم، واتهمني أحدهم بالتبذير في استخدام الماء، والبلد في أزمة جفاف، وهكذا أحلت على التقاعد المبكر، بعد دفعي غرامة كبيرة.

 تم استدعائي بعد خمس سنوات من ذلك، وأخبرت أن هناك من رفع دعوى ضدي، وأن القاضي قرر أنني أمام خيارين: اما أن أحلقَ شعري أو أن أغطيه بشكل تام، لأنه يثير انزعاج الأهالي، أريته وصل الغرامة التي دفعتها قبل خمس سنوات لأجل الاحتفاظ بشعري، فقرر أن ذلك ليس كافياً. هكذا صرتُ أغطي شعري، ولا أخرج إلا في أوقات متباعدة، كنتُ قد فقدت أبنتي وزوجي في حادث سيارة قبل فترة المحاكمة بقليل، فترفق القاضي بي في قراره، فقد أخبرتُ عن عقوبات أقسى من تلك. ثم جاء قاض آخر ورفعت قضيتي للمحاكمة من جديد، حتى أن وجهي وبضعة أشخاص مثلي عرض على التلفاز لفترات طويلة، وكانت البرامج تستقبل على الهواء مباشرة الشتائم بحقي. حين رآني القاضي سألني سؤالاً واحدًا فقط:

- هل ستحلقين شعركِ؟

- لا

أجبته بهدوء، فأصدر على الفور وبلا تردد قراره، قطع راتبي التقاعدي وحجزي في المنزل حجزًا إجباريًا لحين وفاتي، وتعيين شرطية مرافقة لي للحرص على عدم تركي المنزل لأي سبب كان، إلا أنه كان طيباً بما فيه الكفاية لتوفير وجبات الطعام لي. حاولت الطعن في القرار فلم أجد محاميًا يدافع عني، كلهم قالوا إنني محظوظة لأنني حبست في بيتي، لا في زنزانة.

هم على حق ربما، فالحبس في المنزل أفضل من البيوت البيضاء -دوائر الأمن- يتم ترحيلي لليلة واحدة كلّ شهر، أخرج من بيتي برفقة شرطيتي في الليل ليتم التحقيق معي، وهو تحقيق من سؤال واحد “لم لا تحلقين شعركِ؟!” يتم أخذ عينات من دمي وشعري -لا أدري ما يصنعوه بها-. البيوت البيضاء مرعبة للغاية، مغلفة من الداخل والخارج باللون الأبيض، بياض غريب وناصع يؤذي العين، كل شيء أبيض، الجدران، السقوف، الأرضيات، الكراسي، ملابس العاملين، ونظاراتهم المصححة للألوان التي يرتدونها لكيلا يصابو بالعمى من شدة البياض.

 رضي الجميع بالقرارات، لم يبق سواي أنا وعدد من النسوة العجائز -أصادفهن أحيانًا في جولات التحقيق- لا زال الموت عصي علينا، ولا نزال في عصياننا للدولة، نرفض حلق رؤوسنا، ونعيش في الحجز الإجباري في منازلنا، لئلا نفزع الصغار بمظهرنا الحيواني القبيح! هم يزعمون أن تطور الإنسان بدأ حين فقد شعر جسمه، وها هو يتطور مجدداً ليفقد شعر رأسه كذلك؛ ومن أنا كي أعارضهم، لكنني لا أستطيع، مهما حاولت أن أكون واحدة منهم، واحدة من “الرؤوس البيضاء” -كما يسمون أنفسهم- كلما فاضت بي الضغوط وحاولت الإصغاء للدولة ولعائلتي، ولوالدتي، لزوجي، لابنتي التي عاشت أياماً عصيبة بسبب تنمر الزملاء عليها، مهما حاولت أن أفعلها وأحلق شعري أرتد في اللحظة الأخيرة.

منذَ خمسة عشر سنة وأنا أعيشُ في الحبس الإجباري في بيتي، لا يحق لي أن أخرج إلى باب الدار، ممنوع عليّ فتح التلفاز، ممنوع استخدام الأنترنت. أقضي اليوم في صنع جدائل رفيعة من شعري، حتى آخر خصلة، أعمل ببطء ولا أنتهي من ذلك حتى ينتهي اليوم، ثم أعود في اليوم التالي لفك الجدائل الصغيرة، وأبدأ بإعادة جدلها من جديد، وهكذا حتى ينتهي النهار.. كانت هناك كتب، ثم حرمت منها، لا أستطيع القول إنني أفتقدها، إذ لم أكن يومًا قارئة مثالية. الشرطية التي تقوم بواجب مراقبتي طوال الوقت تسلمني وجباتي في ثلاثة أوقات، وجبات صغيرة لا تُشبع، باردة لا طعم لها ولا لون. وكسوة شتوية وأخرى صيفية من ملابس مستعملة كل ذلكَ بالمجان، بعد أن قرر القاضي قطع راتبي التقاعدي، وأنا لا أفهم لم ينشغل القضاة بشعري أكثر من انشغالهم بأمور البلد.

 ليس عندي اليوم أي دراية بما يحدث في العالم، لكنني لا أشك أنه غدا أكثر بؤساً، لم تعد تسمع ضوضاء الناس وحركتهم في الشوارع، ما من صوت للموسيقى، انقطعت أصوات الموسيقى منذ زمن طويل، وإذا ما توقفت الموسيقى في بلد توقفت الحياة فيه. حتى الصغار نسوا أمري، بعد أن اعتادوا على التلصص على النوافذ لرؤية الساحرة الشريرة -واحد من ألقابي الكثيرة- أما الشرطية التي لم يتم استبدالها لخمسة عشر سنة قضتها معي، وبالرغم من صغر سنها كانت تبدو سنة بعد سنة أكثر تعباً مني، تجلس برأسها الحليق الذي بهت لمعانه على عتبة الباب تحدق بخواء، فيما أصفرُ أنا بأغان قديمة من الأيام الخوالي، أضفر شعري وأفك الضفائر مرة تلو الأخرى، دونما ملل.

ـــــــــــــــــ

*أستاذة العلوم الأساسية لدى معهد الصحة العالي- بغداد.

 *****************

أوراق بيضاء

فاروق فياض

ايتها الاوراق البيضاء

انت مغرية كامراة

ومغرية جراحي كمحبرة

فلتكوني يراعي اذن..

ذاك ما جنيتُه من السهام الغادرة

ياكفن القصيدة في البدايات

ويا ثوب زفافها في النهايات

لم يبق لي منفى سواك

فاجمعيني كنجوم متناثرة

لاضيء ظلمتي ووحشة من يقرأون..

يا شريكتي في وحدتي

وحدك من يحتويني الآن

وعليّ ان امزج فيك ايقاع

نبضي مع نبض الكلام

لتنمو القصائد مثل حدائق..

وعلي ان احملك جوازَ سفر

لاترك في قلب كل مدينة وعاشقة أثر

وازرعك غيمةً في صحاريها

وقمرا في عتمتها..

يا بريدي الانيق لمن يعشقون

ساكتب عليك وصايا الوجع المعتّق

وما تيسر من الاحلام المؤجلة مثل القيامة

المصلوبة كمسيح على خشب الانتظار !

وحدك من يحتويني الان

فكوني ذاكرتي الوفية

لأرشف خرائط الخسارات بالكلمات

واجعل منك فنارا

يهدي ويغوي القلوب

كي تصبح اشرعة..

فابحري ايتها القلوب العاشقة

أنّى شئت ولا تستجدي المغفرة

فلا وقت للندم

غازلي الريح والموجة الحائرة

واسهري ايتها العيون

تعمدي بكحل الورق المضيء

وعاشري مثلك نجمة ساهرة.

وحدك من يحتويني الان

فاشهريني سنبلة بوجه الجفاف

وضفة لاحزان بلا ضفاف

لنخفق معا عاليا

كرايات الحرية المنسية

ولنكون بوصلة للأجمل..

ايتها الاوراق البيضاء

سامنحك ما يجعل منك اجنحة

يحلق بها العاشقون

بعيدا عن هذا الخراب

فامسهم مضى مسرعا

ولا شيء يدنو سوى الغياب

 **********************

الصفحة الثانية عشر

في المحمودية .. عن تلوّث المياه في العراق

متابعة – طريق الشعب

ضيّف البيت الثقافي في قضاء المحمودية، الأربعاء الماضي، د. حسين عودة كريدي، الذي قدم ندوة عنوانها “تلوث المياه في العراق.. رؤى ومعالجات”، بحضور جمع من المثقفين والمهتمين في الشأن البيئي.

وتحدث الضيف في بداية الندوة عن التلوّث البيئي الذي أصاب العراق، مبينا أن البلاد تعاني خللا كبيرا في نظامها البيئي والبيولوجي، ما أفرز العديد من المشكلات الصحية والاجتماعية والاقتصادية، مبينا أن “تلوث الهواء في العراق تأثرا بعوادم الطاقة، كذلك تلوث التربة بسبب الحروب ومخلفاتها وكثرة استعمال الأسمدة الكيمياوية، إضافة إلى تلوث المياه، كل ذلك خلق تحديات كبيرة وواقعا غير صحي وآثارا سلبية واضحة للعيان”.

وأشار د. كريدي إلى أن مساحات كبيرة من الأراضي الزراعية العراقية توقفت فيها عملية الزراعة جراء التلوث، وبسبب تحكم دول الجوار بمنابع الأنهار، وسيطرتها على الموارد المائية، مقابل انخفاض معدلات الأمطار، مؤكدا أن “العراق خسر خلال السنوات الأخيرة نحو 90 في المائة من إمدادات المياه التي كانت تصله”.

ولفت إلى أن “هناك سببا آخر للتلوث، وهو الصرف الصحي. إذ تشير الإحصائيات إلى أن ما نسبته 66 في المائة من سكان العراق، غير مخدوم بالصرف الصحي، ما يشكل خطورة على الوضعين الصحي والبيئي للبلاد”.

ونوّه الضيف أيضا إلى خطر التلوث النفطي. وقال أن “هذا التلوث يخلف ضررا بالغا بالبيئة، بدءا من المياه المصاحبة لاستخراج النفط، وتكرير وإنتاج المركبات النفطية، مرورا بحوادث الناقلات وأنابيب النقل والتسريب الطبيعي”.

وختم الضيف حديثه مقدما مقترحات يرى أن من شأنها الحد من التلوث البيئي، منها “وجوب إعادة تدوير المياه واستخدامها مرة أخرى، وإعادة استخدام مياه الصرف الصحي وتطوير محطاتها، وإعادة استخدام المياه الرمادية”.

وأثارت الندوة التي أدارها الإعلامي ثامر الحداد، مداخلات ساهم فيها العديد من الحاضرين.

وفي الختام قدمت إدارة البيت الثقافي شهادة تقدير إلى د. حسين عودة كريدي.

 *******************

اكتشاف 13 موقعا أثريا في دهوك

دهوك – وكالات

أعلنت دائرة آثار دهوك، أخيرا، عن اكتشاف 13 موقعا أثرياً ضمن موقع مطار دهوك الدولي، لتضاف إلى أكثر من 2000 موقع أثري اكتشفت خلال الفترة الأخيرة في المحافظة.

وقال مدير الدائرة بيكس بريفكاني، أن دائرته وبالتعاون مع جامعة فرايبورغ الألمانية، نقبت في موقع “مقبلي” الكائن ضمن مركز المطار، وعثرت على 13 موقعا أثريا غير مكتشف، مبينا في حديث صحفي أنه “تم الكشف عن العديد من الآثار في تلك المواقع، بينها مبانٍ وأختام”.

واستدرك: “لكن أهم ما تم كشفه هو معبد يعود للفترة المياتية، وهذا يعد من النوادر”، مشيرا إلى أن أعمال التنقيب لا  تزال مستمرة في هذه المواقع.

ولفت بريفكاني إلى أن “هناك تنسيقاً عالياً بين دائرة الآثار ومديرية مطار دهوك الدولي بخصوص حماية هذه المواقع”.

 ****************

غوتنبيرغ السويدية.. احتفال بيوم الشهيد الشيوعي العراقي 

غوتنبيرغ – طريق الشعب

أقامت منظمتا الحزب الشيوعي العراقي والحزب الشيوعي الكردستاني في غوتنبيرغ – السويد، أخيرا، حفلا في مناسبة يوم الشهيد الشيوعي 14 شباط، حضره جمع من الشيوعيين وأصدقائهم من أبناء الجالية العراقية.

بداية الحفل استمع الحاضرون إلى النشيدين الوطني والأممي، ثم شاهدوا فيلما وثائقيا عن شهداء الحزب.

بعدها ألقى الرفيق د. غالب محسن، قصيدة في المناسبة، أعقبه الرفيق حمزة عبد بكلمة باسم منظمة الحزب، أشار فيها إلى أهمية الاحتفال بيوم الشهيد الشيوعي، مبينا أن هذه المناسبة تحتل مكانة مهمة في قلوب الشيوعيين، وتعبر عن وفائهم لشهدائهم ودورهم النضالي الكبير خلال مسيرة الحزب الظافرة.

وفيما ألقى الرفيق حسين علي فليح، أيضا قصيدة في المناسبة، قرأ الرفيق بختيار أحمد كلمة باسم الحزب الشيوعي الكردستاني، وأوضح فيها المغزى من الاحتفال بيوم الشهيد الشيوعي. وتطرق إلى التضحيات الجسام التي قدمها الشهداء وعبدوا فيها طريق النضال. كما ضمّن الكلمة قصائد باللغة الكردية.

وقرئت كلمات وبرقيات في المناسبة من رابطة الأنصار الشيوعيين والتيار الديمقراطي العراقي وعائلات الشهداء.

وفي الختام، وزعت باقات ورد على عائلات الشهداء، أعدتها الرفيقة سوسن العبايجي.

 ****************

اصدار

عدد جديد من «النصير الشيوعي»

عن رابطة الأنصار الشيوعيين العراقيين، صدر أخيرا العدد (9) شباط 2023 من جريدة “النصير الشيوعي”.

تصدرت العدد تغطية عن الحفل الخطابي لذكرى يوم النصير الشيوعي، والذي أقيم يوم 18 شباط الجاري في أربيل. مرفقة مع التغطية نصوص أبرز الكلمات التي ألقيت في الحفل، إلى جانب صور ملونة لبعض الفعاليات.

كذلك ضم العدد مقالات سياسية وأخرى عن تاريخ الحركة الأنصارية ومسيرتها ونضالها وبطولات شهدائها، فضلا عن أخبار حول نشاطات الرابطة.

وقد جاء العدد في 24 صفحة ملونة. 

 ********************

في وداع المبدعة ازادوهي صاموئيل

بغداد – طريق الشعب

دعا الحزب الشيوعي العراقي الى جلسة تأبين عامة للفنانة المبدعة ازادوهي صاموئيل، التي رحلت الجمعة الماضية عن عالمنا.

ستقام الجلسة الاحد القادم في قاعة جمعية المهندسين في بارك السعدون ببغداد، وتبدأ في الساعة الرابعة عصرا.

 *****************

من الاحتجاج إلى السياسة

بغداد – طريق الشعب

يضيّف منتدى «بيتنا الثقافي» في بغداد، بعد غد السبت، الأمين العام لـ «حركة نازل آخذ حقي» الديمقراطية، مشرق الفريجي، ليقدم محاضرة بعنوان «من الاحتجاج إلى السياسة».

تبدأ المحاضرة عند الساعة الحادية عشرة ضحىً على قاعة المنتدى في ساحة الأندلس، والدعوة عامة.

 *******************

الفنون الموسيقية تحتفي بالشاعر ناظم السماوي

متابعة – طريق الشعب

تقيم دائرة الفنون الموسيقية في وزارة الثقافة، هذا اليوم الخميس، أمسية موسيقية - غنائية احتفاء بالشاعر الكبير ناظم السماوي ومنجزه الشعري الغنائي.

وستقدم خلال الأمسية، باقة من قصائد الشاعر المغناة، بمشاركة المركز الدولي لدراسات الموسيقى التقليدية وقسم الفرق الموسيقية. 

تبدأ الأمسية في الساعة السادسة مساء على “قاعة الرباط” في شارع المغرب – بغداد.

 *************

على قاعة بيت الحكمة..  المرأة في شعر

عمر السراي 

متابعة – طريق الشعب

ضيّف منتدى المرأة الثقافي في بغداد الخميس الماضي، الأمين العام لاتحاد الأدباء والكتاب العراقيين الشاعر عمر السراي، في أصبوحة عنوانها “المرأة في شعر عمر السراي”.

الأصبوحة التي أقيمت على “قاعة سيتي” في بيت الحكمة، حضرها جمع من الأدباء والمثقفين والمهتمين في الشأن الأدبي، بينما أدارتها الشاعرة غرام الربيعي.

وخلال الجلسة قرأت مديرتها مختارات من أشعار السراي التي يتحدث فيها عن المرأة ويصفها بأنها “عمود الحياة والحب، والدائرة التي لها نقطة انطلاق وليس لها نقطة نهاية”.

وأثارت موضوعة الأصبوحة مداخلات ساهم فيها عدد من الحاضرين. كما جرى الحديث عن إصدارات الشاعر وأهم الجوائز الأدبية التي قطفها داخل العراق وخارجه.

 *****************

«جيفارا» في مقر شيوعيي الرصافة الأولى

بغداد – طريق الشعب

يعرض نادي السينما في ملتقى الشبيبة والطلبة، بعد غد السبت، فيلما سينمائيا عن مسيرة حياة الثائر تشي جيفارا.

يبدأ العرض عند الساعة السادسة مساء على حديقة مقر اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في الرصافة الأولى، والكائن في منطقة الكرّادة قرب محطة وقود أبو أقلام.

والدعوة عامة.

 ****************

معاً لبناء بيت الحزب.. بيت الشعب

دعماً للحملة الوطنية لبناء مقر الحزب الشيوعي العراقي، تبرع الرفاق والأصدقاء:

  • صديق صناعي وطني 10 ملايين دينار.

الشكر والتقدير للرفاق والأصدقاء على دعمهم واسنادهم حملة الحزب لبناء مقره المركزي في بغداد.

معاً حتى يكتمل بناء بيت الشيوعيين.. بيت العراقيين.

 ******************

الشيوعيون يوزعون سلات غذائية على الفقراء

بغداد – طريق الشعب

في سياق حملات التكافل الاجتماعي التي يطلقها الحزب الشيوعي العراقي، وزعت اللجنة المحلية للحزب في الرصافة الأولى، أخيرا، سلات غذائية على الفقراء من سكان العشوائيات في منطقة بارك السعدون.

وشملت المساعدات 30 عائلة. وقد ثمّن المستفيدون منها مبادرات الحزب الإنسانية، متمنين للشيوعيين النجاح في تحقيق تطلعاتهم الوطنية.

 *****************

الشيوعيون يتفقدون رفاقهم الروّاد

  بغداد – طريق الشعب

زار وفد من اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في الرصافة الثالثة، الاثنين الماضي، عددا من الرفاق الروّاد الذين ساهموا في بناء تنظيمات الحزب في مناطق عمل المحلية.

وشملت الزيارة الرفاق شيحان ضمد المالكي (أبو سوزان)، وفالح محمد علي (أبو وسام)، وجبار تبل منشد (أبو ستار).

وتفقد الوفد يرافقه عضو المكتب السياسي للحزب الرفيق عزت أبو التمن، الرفاق المذكورين، ونقل لهم تحيات قيادة الحزب وتنظيمات المحلية وتمنى لهم السلامة والعافية.