اخر الاخبار

الصفحة الأولى

بلاغ صادر عن المجلس الحزبي العام (الكونفرنس) السابع للحزب الشيوعي العراقي

عقد الحزب الشيوعي العراقي يوم الجمعة ٢٤-٢-٢٠٢٣، مجلسه الحزبي العام السابع الذي التأم.

شارك في اعمال المجلس أعضاء اللجنة المركزية للحزب، ولجنة الرقابة المركزية، ومندوبون منتخبون من المحليات ولجان الاختصاص المركزية ومنظمات الحزب خارج الوطن. كما ضيّف المجلس عددا من الرفيقات والرفاق أعضاء اللجنة المركزية السابقين والكادر الحزبي.

افتتح المجتمعون اعمال المجلس بالوقوف دقيقة صمت تكريما لشهداء الحزب والحركة الوطنية، والراحلين عنا من رفيقات ورفاق الحزب وأصدقائه.

وبعد كلمة ترحيبية بالحضور ألقاها الرفيق رائد فهمي، سكرتير اللجنة المركزية للحزب وبيّن فيها حيثيات عقد المجلس وقرار المؤتمر الوطني الحادي عشر بشأن العضوية المؤازرة، جرى تقديم تقرير الاعتماد وإقرار شرعية انعقاد المجلس وتشكيل هيئة الرئاسة ولجنتي الاعتماد والقرارات والتوصيات، ليبدأ المجلس جلسات عمله.

توقف الحضور بشعور عال بالمسؤولية ومن خلال الحوار العميق ، عند أوضاع البلد الراهنة وتداعيات الازمة  البنيوية التي تعصف به على مختلف الصعد، والقضايا والمهام التي تنهض امام الحزب والتيار الديمقراطي وقوى التغيير الديمقراطية ، ومختلف القوى والشخصيات الوطنية ، التي يهمها انقاذ الوطن مما فيه  ، وتعزيز العمل  الوطني والديمقراطي ، باتجاه بلورة معارضة  مدنية - ديمقراطية  وطنية وجماهيرية وشعبية واسعة  لمنهج الحكم الحالي، ولمنظومة المحاصصة والفساد ، وفتح الآفاق للسير  على طريق التغيير الشامل وبناء دولة المواطنة والديمقراطية الحقة والعدالة الاجتماعية .

وفي سياق المداولات جرى التوقف عند الانتخابات القادمة، وجرى التأكيد على انها احدى رافعات العمل والنضال، بالترابط مع تفعيل الحراك الاحتجاجي والجماهيري والمطلبي، ومواصلة الضغط الشعبي لتهيئة ظروف ومستلزمات جعلها انتخابات حرة ونزيهة تمثل إرادة العراقيين جميعا. وهذا يتطلب تشريع قانون انتخابي عادل ومنصف وإعادة بناء مؤسسات مفوضية الانتخابات، في المركز والمحافظات، على أساس الكفاءة والنزاهة وبعيدا عن المحاصصة، وتطبيق قانون الأحزاب السياسية، وان تجري بعيدا عن قرقعة السلاح والتهديد به، وعن المال السياسي وشراء الذمم والولاءات.   

واكد الحضور رفضهم لأي شكل من اشكال التضييق على الحريات العامة ومصادرة حرية الرأي والتعبير والتظاهر والاحتجاج السلمي، تحت أي ذريعة، وان يتم اتخاذ اجراءات وخطوات واضحة وملموسة لمكافحة الفساد، وكشف جميع ملفاته، كذلك تنفيذ الوعود فيما يخص حصر السلاح بيد مؤسسات الدولة الدستورية، وتفكيك الجماعات المسلحة والكشف عن قتلة شباب انتفاضة تشرين، وعن مصير “المختفين” والمغيبين.

وبقلق بالغ تابع المجلس استمرار عمليات داعش الإرهابية في هذه المنطقة او تلك، ومحاولات تأجيج النعرات الطائفية، محذرا من تفاقمها، وتوظيفها في الصراع والمنافسة السياسيين.  

وتوقف المجلس عند معاناة الناس واوضاعهم المعيشية، معلنا انحيازه وتضامنه مع مختلف فئات وطبقات المجتمع، وخاصة من الفقراء والكادحين والمهمشين والعاطلين عن العمل، مطالبا الحكومة بالتوظيف السليم للموارد المالية وتوجيهها نحو إيجاد ركائز دائمة للتنمية المستدامة، والتقليل التدريجي من الاعتماد على الريع النفطي، وتنمية القطاعات الإنتاجية لاسيما الزراعية والصناعية، فيما بات ملحا   تقديم الخدمات العامة للمواطنين، وخصوصا في قطاعات الصحة والتعليم والسكن والنقل العام.

وجرى التوقف عند أزمة سعر صرف الدينار العراقي مقابل الدولار الأمريكي، ولوحظ انه رغم كل الإجراءات التي أقدمت عليها حكومة السيد السوداني لا يزال الفرق كبيرا بين السعر الموازي وذاك الذي اعتمده البنك المركزي. وقد ادى هذا الى مزيد من القلق لدى المواطنين، بما يتركه من آثار على ارتفاع أسعار المواد الغذائية والأدوية والخدمات، وتآكل القيمة الفعلية للأجور والرواتب. وبيّنت نتائج الإجراءات المتخذة انها غير كافية، وان من الضروري الإقدام على تبني سياسة متكاملة، بضمنها تدخل الدولة في التجارتين الداخلية والخارجية، ومنع تهريب الدولار، ومراقبة منافذ بيع العملة. 

وجرى التأكيد على ان هذه الأزمة ليست بمعزل عن نهج إدارة الدولة المحاصصاتي، والسياسة الاقتصادية والنقدية والمالية، وعن منظومة الفساد، وتهريب العملة ومضاربات الجشعين وسعيهم الى تكديس الأموال على حساب جوع غالبية العراقيين وقوتهم اليومي.

وإزاء هذه الأوضاع العامة والتدهور الحاصل، واستمرار الفرز الاجتماعي والطبقي في المجتمع، وتعمق الهوة بين اقلية متنفذة مرفهة واغلبية مسحوقة تعاني من الكوارث والأزمات، وعجز منظومة المحاصصة عن إيجاد حلول للأزمة المركبة والشاملة، بات الحل يكمن في التغيير الشامل. وهو ما يفرض بناء اصطفاف سياسي واجتماعي وجماهيري وشعبي لكسر احتكار السلطة وتغيير موازين القوى لفرض إرادة المواطنين.

واكد المجلس من جديد موقف الحزب بشأن العلاقة بين الحكومة الاتحادية وحكومة الإقليم ودعا الطرفين الى فتح حوار شامل وشفاف لانهاء الملفات العالقة بينهما، عبر اتفاقات رسمية وليست سياسية – حزبية، وعلى أساس روح الدستور ومواده، ومراعاة مصالح المواطنين في عموم العراق، وفي الإقليم، والاسراع في تشريع قانون النفط والغاز وتفعيل المادة 106 من الدستور.

وبحرص كبير ناقش المجلس ما احاله اليه المؤتمر الوطني الحادي عشر للحزب بشأن العضوية المؤازرة، في ضوء تقرير قدمته اللجنة المركزية عن خلاصة المناقشات حول الموضوع، التي جرت في اجتماعات وموسعات عقدتها محليات الحزب الى جانب منظماته في خارج الوطن.  وتمت المصادقة على التقرير المقدم وما تضمنه من خلاصة عن   العضوية المؤازرة.

وفي هذا السياق اتخذ المجلس قرارا بأن تواصل اللجنة المركزية للحزب العمل على تحريك وسائل وآليات العمل التنظيمي والبحث عن الجديد فيها، وتفعيل ما موجود منها، ومعالجة الثغرات والنواقص لتمكين التنظيم الحزبي من أداء مهامه والارتقاء بدور الحزب في الحياة السياسية وتحقيق اهدافه النبيلة. 

وتوقف المجلس باستفاضة عند الورقة التنظيمية التي قدمتها اللجنة المركزية للحزب بشأن أبرز الإشكاليات التي تواجه منظمات الحزب، وسبل تطوير التنظيم والتي أشّرت الصعوبات والتحديات التي واجهها ولأسباب موضوعية وذاتية. ومن ذلك دور منظمات الحزب واعضائه في الميادين السياسية والتنظيمية والجماهيرية، وفي تأمين التوازن المطلوب بين مواقف الحزب السياسية، والأداء التنظيمي والفكري.

 وجرت حوارات بناءة وبروح نقدية ليس فقط تشخيصا للمعوقات والظواهر السلبية، بل والبحث الجاد أيضا عن البدائل والمعالجات، والسعي الى تعظيم واعلاء دور الحزب ومكانته سياسيا وجماهيريا، والعمل المثابر على بناء تنظيم متراص الصفوف، مبادر وقادر على مواجهة التحديات في ظروف بلادنا، اخذا بالاعتبار تطورات الاحداث ومتغيراتها.

وجدد المجلس الحزبي تأكيد ان المهمة الأولى تبقى بناء حزب جماهيري، ومنظمات مبادرة وجماهيرية، وذات دور ونشاط فاعل متعدد الجوانب، وكفاءة عالية وقدرة على تحويل مواقف وسياسة الحزب الى اعمال ونجاحات ملموسة.

وفي ختام مداولاته أقرّ المجلس عديدا من القرارات والتوصيات، في الجوانب السياسية والتنظيمية والجماهيرية والفكرية والإعلامية والعلاقاتية، وعلى صعيد العمل النقابي والمهني، وكل ما يجعل العمل التنظيمي والجماهيري رافعة للتنفيذ المبدع لسياسة الحزب.

وعلى أنغام النشيد الأممي و”سنمضي الى ما نريد .. وطن حر وشعب سعيد” جرى اختتام اعمال المجلس الحزبي العام السابع.

اللجنة المركزية

للحزب الشيوعي العراقي

٢٤-٢-٢٠٢٣   

 *********************************

قوى التغيير الديمقراطية في بابل تعقد مؤتمرها

بابل - مائدة جميل 

عقدت قوى التغيير الديمقراطية في محافظة بابل، مؤتمرها الشعبي امس السبت، بحضور جماهيري غفير، ضم طيفاً واسعاً من مختلف الشرائح الاجتماعية، وساهمت فيه القوى المؤتلفة في مظلة قوى التغيير وهي : الحزب الشيوعي العراقي، حزب البيت العراقي، تيار الوعد العراقي، البيت الوطني، حركة نازل أخذ حقي، التيار الديمقراطي.

تطلعات التغيير الشامل

وأبتدأ المؤتمر بعزف النشيد الوطني والوقوف دقيقة صمت تكريماً لشهداء العراق وانتفاضة تشرين الباسلة، ليرتقي المنصة الشاعر الكبير موفق محمد، ويلقي واحدة من روائعه.

اعقبت ذلك كلمة قوى التغيير التي القاها السيد اسعد علي جبر التي تم التأكيد فيها على  الحاجة الى بناء منظومة سياسية تمثل بديلا لقوى المحاصصة، عبر اعتماد رؤى متكاملة للخروج من الازمات ومعالجة الثغرات والنواقص، من خلال برنامج ملموس ينطلق من الحقائق التي يعيشها البلد، وأوضاعه السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية.

ثم القى الامين العام لحركة نازل اخذ حقي الديمقراطية، كلمة الحركة والتي أكد فيها على ضرورة تمتين التحالف بين القوى المدنية الديمقراطية والخروج ببرنامج موحد، يعكس رؤاها وتطلعاتها للتغيير الشامل في مختلف المجالات.

مطالب عديدة

وضمن البرنامج القى السيد احمد العامري عن تيار الوعد العراقي، كلمة التيار التي ركز فيها على رؤية قوى التغيير الديمقراطية بضرورة التحول نحو النظام الديمقراطي القائم على أسس التعددية الفكرية والسياسية، والفصل بين السلطات والتداول السلمي للسلطة والوقوف ضد جميع اشكال الحكم الاستبدادي والتسلط السياسي، مطالبا بالكشف عن قتلة المتظاهرين وتبني مبدأ المواطنة وصيانة سيادة العراق والاصلاح الاقتصادي، والتمسك بحقوق الانسان ومحاسبة الفاسدين وتطبيق قانون الاحزاب، وانهاء نهج المحاصصة والاهتمام بالمناطق السياحية والاثرية في بابل.

وفي الاثناء وصلت برقيات من جمعية المواطنة لحقوق الانسان ورابطة المرأة العراقية فرع بابل وفرع الديوانية.

وحدة القوى المدنية 

ثم القى سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، الرفيق رائد فهمي، كلمة الهيئة العليا لقوى التغيير، وبين فيها اهمية توحيد الجهود والرؤى، والانطلاق بقوة للسير على طريق التغيير وانجاز التحول الديمقراطي الحقيقي، ووضع برنامج ملموس لإخراج البلاد من المحاصصة الطائفية المقيتة التي اوصلت العراق الى ما هو عليه من تخلف في مختلف المجالات، مؤكدا على أن وحدة القوى المدنية والديمقراطية هي الرافعة الحقيقية للتغيير الشامل.

 *******************

راصد الطريق.. من المسؤول عن استشراء الجرائم؟

سجلت مدن العراق المختلفة خلال الفترة الماضية ارتفاعا ملحوظا في معدلات الجريمة بضمنها القتل خلال الشهر الحالي.

وتنوعت الجرائم بين اختطاف للمواطنين وقتل للأطفال واغتيال واستهداف للأطباء والضباط، في مشهد يدق ناقوس الخطر بشأن الوضع الأمني ومدى استقراره، خاصة بعد استلام قوات وزارة الداخلية مسؤولية الملف الأمني في بغداد وبعض المحافظات.

ورغم ان القوات الأمنية تمكنت من القاء القبض على عدد من مرتكبي هذه الجرائم، الا ان عددا اخر من مرتكبي الجرائم ما زال حرا طليقا، ومن أبرزهم خاطفو الناشط البيئي جاسم الاسدي، الذي اطلق سراحه بجهود حكومية، دون الإفصاح عن الجهة الخاطفة.

ويرتبط ارتفاع معدلات الجريمة ارتباطا مباشرا بانتشار السلاح وعدم إنفاذ القانون، فضلا عن عدم قدرة الأجهزة المعنية على مواجهة الخارجين عن القانون، لاسباب عديدة أهمها تواجد العناصر المسلحة وتجار المخدرات وغيرهم داخل المدن، وعدم قدرة القوات الأمنية على محاسبتهم، نظرا لتوفر غطاء يحميهم.

ان استمرار هذه الاعمال الجرمية يؤشر خللا واضحا في عمل الأجهزة الاستخبارية والامن الوطني، التي من صلب مهامها جمع المعلومات الاستباقية لمنع وقوع الجرائم.

 ****************

متظاهرون يطالبون بمعالجة آثار ارتفاع الأسعار

بغداد ـ طريق الشعب

شهدت 3 محافظات خلال الأيام الماضية تظاهرات احتجاجية مطالبة بمكافحة تداعيات ارتفاع صرف الدولار وتأثيرها في أسعار المواد الغذائية، مبديا رفضا شديدا لمحاولات الكتل المتنفذة تمرير قانون الانتخابات بالصيغة الحالية، فيما شهدت محافظة ديالى اضرابا للأطباء، احتجاجا على الاعتداءات والاغتيالات التي يتعرضون لها.

 *********************

الصفحة الثانية

أوقفوا العنف ضد النساء والأطفال

بغداد ـ طريق الشعب

وجهت شبكة النساء العراقيات ومنظمات المجتمع المدني، دعوة عامة للمشاركة في الوقفة الاحتجاجية، التي تعتزم تنظيمها مساء اليوم الاحد في تمام الساعة الثالثة، في ساحة الفردوس ببغداد، للمطالبة بتشريع قانون العنف الأسري.

وفي هذا الشأن قالت الناشطة ايناس جبار ان هذه الوقفة “تأتي في وقت تتزايد فيه حالات العنف ضد النساء والاطفال، نظراً لغياب الرادع القانوني”.

واضافت جبار في حديثها لـ”طريق الشعب”، بالقول ان “هذه الوقفة هي للضغط على مجلس النواب من أجل تشريع قانون العنف الاسري، الذي من شأنه ان يوقف دوامة العنف المستمرة، ويحمي الاسرة وخصوصا الطفل”.

واكدت في حديثها ان “القصاص العادل لكل من يعنف الاطفال والنساء، هو واحد من مطالب التظاهرة الاحتجاجية المرتقبة”.

 ***************

ردا على اغتيال المدفعي.. نقابة الأطباء تدعو أعضاءها لاغلاق عياداتهم

متظاهرون يرفضون تمرير قانون الانتخابات ويطالبون بمعالجة آثار ارتفاع الأسعار

بغداد ـ طريق الشعب

شهدت 3 محافظات خلال الأيام الماضية تظاهرات احتجاجية مطالبة بمكافحة تداعيات ارتفاع صرف الدولار وتأثيرها في أسعار المواد الغذائية، مبديا رفضا شديدا لمحاولات الكتل المتنفذة تمرير قانون الانتخابات بالصيغة الحالية، فيما شهدت محافظة ديالى اضرابا للأطباء، احتجاجا على الاعتداءات والاغتيالات التي يتعرضون لها.

رفض تمرير قانون الانتخابات

وطالب مواطنون في محافظة واسط السلطات التنفيذية والتشريعية بإعادة النظر في مسودة قانون الانتخابات الخاصة بمجالس المحافظات والتي اعتمدت نظام سانت ليغو المعدل، كما شددوا على ضرورة العمل على إنعاش الصناعة الوطنية ومراقبة تنفيذ قرارات تسعيرة الدولار.

واشار المتظاهرون خلال وقفة نظمت في ساحة العامل في سوق الكوت المركزي الى أن العمل وفق هذا القانون يسمح فقط للأحزاب الكبيرة بالفوز والحصول على مقاعد في الانتخابات، مطالبين الحكومة الاتحادية بالعمل بشكل جدي على خفض تأثير ارتفاع أسعار صرف الدولار من ناحية دعم المنتج المحلي وتوفير مقومات النجاح للعمل به.

وبيّن المتظاهرون، أن استمرار الفرق في الأسعار بين ما أقره البنك المركزي وبين ما موجود في الأسواق، والبالغ 20 الف دينار، أثرّ سلبا على المواطنين بسبب استمرار ارتفاع أسعار المنتجات.

توزيع قطع ارض

الى ذلك، نظم العشرات من موظفي دائرة صحة محافظة ذي قار، وقفة احتجاجية داخل مبنى الدائرة، مطالبين بإفراز قطع أراضيهم التي تم توزيعها في العام 2021، لكنها تشهد تجاوزات من قبل أصحاب المقالع الترابية والسكن العشوائي. ونوه المتظاهرون بأن مطالبهم موجهة إلى الحكومة المركزية بعد عجز الحكومة المحلية عن تلبيتها، وحسم هذا الملف وتوزيع الأراضي عليهم، كونهم بحاجة إلى سكن، في حين تستمر التجاوزات على المقاطعة المخصصة لهم، من دون أي تحرك حكومي بهذا الجانب.

اعتصام مستمر في دربندخان

وتتواصل في قضاء دربندخان بمحافظة السليمانية، احتجاجات أهالي القضاء بسبب نقص الخدمات الأساسية، فيما تم رفع مذكرة الى القضاء للتحقيق وكشف الجهات المتسببة في “معاناتهم”.

وقال المتظاهر دلشاد احمد، ان “الاحتجاجات مستمرة في القضاء منذ 31 يوما، فيما دخل الاعتصام يومه الخامس والعشرين من اجل المطالبة بالخدمات الأساسية واستئناف العمل في مشروع مياه الشرب وزيادة عدد ساعات الكهرباء واستكمال طريق دربندخان ـ السليمانية”، مشيرا الى أن “وفدا من ممثلي النشطاء التقوا مع النائب العام لدربندخان وطالبوه بالتحقيق في سبب عدم استكمال مشروع مياه الشرب في دربندخان” .

وأضاف ان المتظاهرين يريدون من النيابة العامة أن تبدأ تحقيقاً في مشروع ماء دربندخان، وإذا كان السبب هو الشركة المنفذة فيجب اتخاذ الإجراءات القانونية ضدها، أما إذا كان السبب هو الحكومة والأحزاب، فيجب الكشف عن ذلك للمواطنين، مستغربا من تأخر تنفيذ المشروع منذ العام 2013.

وفي 24 كانون الثاني الماضي بدأ أهالي قضاء دربندخان في السليمانية تظاهرة لاستكمال مشروع معالجة المياه وتعبيد الطرق في القضاء، وتوفير مياه الشرب وزيادة عدد ساعات الكهرباء الوطنية، وفي الوقت نفسه أعلنوا أنه في حال عدم الاستجابة لمطالبهم في غضون أسبوع، فسوف يخرجون للتظاهر. وبعد انتهاء مهلة الأسبوع، نصب أهالي دربندخان الخيم على الطريق العام في سوق القضاء في 31 كانون الثاني، وبدأوا نشاطهم الاحتجاجي.

وشهدت محافظة ديالى اضرابا شاملا من قبل الاطباء حيث تم غلق العيادات وايقاف شبه تام للعمليات الجراحية في المستشفيات، فضلا عن اغلاق الصيدليات، احتجاجا على اعمال العنف المتزايدة في المحافظة ضد الأطباء.

ودعت نقابة الاطباء في العراق “المركز العام”، امس السبت، الاطباء إلى غلق العيادات الخاصة والمستشفيات الاهلية “عدا الحالات الحرجة” يوم الاثنين المقبل، احتجاجا على اغتيال اخصائي القلبية في محافظة ديالى الدكتور احمد طلال المدفعي.

واضافت النقابة في بيانها، ان “نقابة اطباء العراق اذ تقوم بهذا الاجراء فانها في نفس الوقت تدعو السلطات التنفيذية والقضائية الى الاسراع في القاء القبض على الجناة وانزال العقوبة العادلة بحقهم”.

من جانبهم، يحشد اسرى حرب الخليج الثانية 1991، لتظاهرة أمام وزارة الدفاع، للمطالبة بحقوقهم التي لم يتسلموها منذ عودتهم من الاسر عام 1991 وحتى الان. وقال منظمو التظاهرة في بيان، ان “قضيتنا وصلت الى دائرة التقاعد حسب القرار 262 ساري المفعول، الذي يتضمن منحنا راتبا تقاعديا بنسبة عجز 60 بالمائة، وباثر رجعي وقطعة ارض، حسب القانون الدولي”. وأضاف، ان “هناك امرا صادرا من رئاسة الوزراء، موجها الى دائرة التقاعد بوقف الاجراءات، وتشكيل لجنة لحل قضية منتسبي الجيش السابق، اي رفعنا من القرار 262، وهذا الامر نرفضه رفضا قاطعا”.

وأوضح، ان “اسرى حرب الخليج يحشدون لتظاهرة امام وزارة الدفاع يوم 27 المقبل من هذا الشهر، حيث سيتدفقون من كل انحاء العراق”.

وتابع، ان “هذه التظاهرة يمكن ان يطلق عليها (تظاهرة الشياب) لان اعمارنا اصبحت كبيرة، حيث ان اصغر شخص من الأسرى تعدى عمره الـ55 عاما، وهذا يتطلب نظرة أبوية من السيد رئيس الوزراء بان ينصف هذه الشريحة المظلومة التي تعيش في ظل فقر مدقع”.

 ***************

التسول ظاهرة متنامية.. وعصابات الجريمة المنظمة أبرز المستفدين

بغداد ـ طريق الشعب

أكد رئيس المركز الاستراتيجي لحقوق الإنسان في العراق، فاضل الغراوي، امس السبت، ازدياد ظاهرة التسول بشكل كبير جدا في السنوات الأخيرة في عموم محافظات البلاد.

تنوع الاساليب

وأوضح الغراوي، في بيان أن “ظاهرة التسول تنوعت بين التسول التقليدي والجريمة المنظمة والتسول الإلكتروني وأصبحت مهنة يتستر بها البعض للحصول على مساعدات من خلال منظمات وهمية أو جمعيات خيرية أو المطالبة بتقديم مساعدات لأغراض العلاج، في حين تذهب موارد التسول كافة إلى عصابات الجريمة المنظمة”.

وأضاف أن “فئات المتسولين أغلبهم من الأطفال والأحداث والفتيات، يتم اختطافهم أو استغلالهم أو الاتجار بهم، إضافة إلى متسولين من جنسيات عربية وأجنبية تقودهم عصابات جريمة منظمة”.

وأشار الغراوي، إلى أن “هذه الظاهرة بدأت تدر موارد اقتصادية كبيرة جداً لهذه العصابات، وتهدد الامن المجتمعي والاقتصادي والثقافي وتعكس صورة مشوهة عن البلد”، معرباً عن أسفه الكبير لـ”انتشار هذه الظاهرة أمام مرأى القوات الأمنية ومؤسسات الدولة بدون معالجات جدية”.

معالجة الظاهرة

ودعا رئيس المركز الاستراتيجي لحقوق الإنسان، الحكومة إلى “معالجة هذه الظاهرة بالقضاء على عصابات الجريمة المنظمة وشمولهم بقانون مكافحة الإرهاب وإيداع المتسولين بدور إيواء أو مراكز شبابية وتقديم برامج تأهيلية ونفسية لهم، وخلق فرص عمل حقيقية وإعادة النظر بالمواد العقابية لظاهرة التسول”.

بدوره، طالب مكتب المفوضية العليا لحقوق الانسان في البصرة الحكومة المحلية وقيادة الشرطة باتخاذ خطوات عاجلة لمعالجة ظاهرة التسول في المحافظة.

وذكر المكتب في بيان ان “الرصد الميداني لملف مهنة التسول، اظهر انها باتت اليوم ظاهرة، بصور مختلفة، من الانتشار في الأماكن العامة والتقاطعات وباعداد كبيرة، وصولا الى استخدام مواقع التواصل الاجتماعي”.

واضاف :” نظرا لكون امتهان التسول يعد مرضا وجرما اجتماعيا وفق مواد قانوني العقوبات رقم ١١١ لعام ١٩٦٩ ورعاية الأحداث رقم ٧٦ لعام ١٩٨٣ مع إنفاذ قانون مكافحة الاتجار بالبشر رقم ٢٨ لعام ٢٠١٢ والعمل على انفاذ قانون الاقامة للاجانب رقم ٧٦ لعام ٢٠١٧ ، نطالب باتخاذ اجراءات لمكافحة هذه الظاهرة التي باتت تشكل امرا خطيرا في المجتمع”.

 *******************

اضاءة.. إجراءات غير مقنعة!

محمد عبد الرحمن

الفساد في بلادنا وباعتراف الكل، مستشرٍ على نحو واسع في جميع وزارات ومؤسسات الدولة ودوائرها، في المركز والمحافظات. بل ومدت منظومة الفساد، للأسف، خيوطها الى المجتمع أيضا. 

فهل الهيئات الرقابية والقضاء في مستوى هذا التحدي الكبير، هذه الآفة الخطرة على حاضر البلد ومستقبله؟ وهل تركيبة الحكومة المؤسسة وفقا لمنهج المحاصصة والتخادم الزبائني، تسمح بالتصدي الناجع لهذه الظاهرة المستفحلة، وهي التي تتحرك ضمن مساحات محدودة ومؤطرة باتفاقات  سياسية، تراعي مصالح الكتل التي شكلتها وساندتها.

لا يكاد يمر يوم الا وتكشف لنا هيئة النزاهة عن مبالغ ضخمة من الأموال العامة  التي سرقت او اختفت، كذلك عن قوائم بأسماء من جرى استقدامهم او احالتهم الى القضاء بتهم الفساد بأنواعه ومظاهر تجلياته.

 المعطيات المعلنة من  هيئة النزاهة وحدها تدلل  على ان بلدنا لا يزال  بعيدا  ليس فقط عن استئصال هذه المرض القاتل، بل وحتى عن تحجيمه.

والإجراءات التي تعلنها الحكومة والتي تؤكد فيها تصميمها على مكافحة الفساد، وان لا هدنة مع الفاسدين، هي حتى اللحظة لا تقنع المواطن بان هناك توجها جادا لمكافحة الفساد، والتصدي لرموزه المعروفة والمكشوفة ولجميع الملفات المرتبطة به. فالمواطن عند توجهه لمتابعة اية معاملة مثلا في دوائر الدولة المختلفة، يتأكد له حالا بان لا معاملة تمر من دون مبلغ متفق عليه في تلك الدائرة. وهذا للأسف غدا واقعا معاشا، وهو ما لا تجهله دوائر الرقابة  المعنية.

من الخطأ بالطبع القول ان  الجميع  في مؤسسات الدولة كأفراد فاسدون، لكن الحقيقة المرّة تؤكد بان الفساد غدا ظاهرة ومؤسسة اخطبوطية، تحرسها بنادق ورشاشات وربما اكثر!

ولا يستطيع المواطن الاطمئنان الى كون ما يجري يتمتع بالصدقية، وانه جاء لمعالجة الظاهرة كليا، فيما يعرف قبل غيره بان هناك ملفات فساد  مسكوت عنها، وان اصحابها معروفون، وان هناك انتقائية في اختيار الملفات التي يخف وزنها.

ان قلق المواطن يكبر وشكوكه تزداد عندما يرى ويسمع ان إجراءات الحكومة في بعض الملفات لم تستكمل، وقد وصلت الى نقاط حرجة لا يسمح بالاقتراب منها. وامامنا سرقة القرن، وثراء نواب ووزراء ودرجات خاصة ومتنفذين وغيرهم، معروفين ويصولون ويجولون ولا تمتد يد القضاء اليهم ! بل ان تصريحات بعض من كانوا على صلة  بهيئة النزاهة تؤشر كونها قد  تنجز ما مطلوب منها وتحيله الى القضاء، حيث تبدا المساومات والضغوطات والتهديدات، واخيرا التوافقات عبر قانون العفو “واسترداد ما يمكن استرداده من المال المنهوب والمسروق”؟

على ان ما يتم الإعلان عنه في مجال مكافحة الفساد يكاد ينحصر  بنمط واحد منه، دون ان يلامس  الأوجه الأخرى المتعددة من حالات الفساد الإداري والمالي، ومنها مثلا وضع الشخص غير المناسب في المكان غير المناسب له، وما يسببه ذلك من هدر للمال العام، وضعف للأداء، وقلة في المنجز، وحالات فشل متوقعة، وغير ذلك.

ان اعلان النوايا وحده من جانب الحكومة لم يعد يكفي امام ظاهرة آخذة بالاستفحال، والامر بالتأكيد يحتاج الى مقاربات أخرى، مثل بناء مؤسسات قادرة حقا على الحاق الهزيمة بطاعون الفساد.

وأخيرا.. لا أمل في تحقيق شيء يذكر من دون وعي مجتمعي، رافض لظاهرة الفساد ورموزها.

 *************************

الصفحة الثالثة

العراق في الصحافة الدولية

ترجمة وإعداد: طريق الشعب

هل سيستطيع العراق إحياء مشروع «نبراس» المتعثر؟

تحت هذا العنوان، كتب سيمون واتكنس، مقالاً في نشرة أسعار النفط، حول محاولات العراق إحياء مشروع نبراس للبتروكيماويات، بعد أن قررت الحكومة تسعير الغاز الذي ستشتريه من شركة غاز البصرة (BGC) بـ 1.5 دولار مقابل مليون وحدة حرارية، على أن تتحمل وزارة المالية الفرق في الأسعار، وبعد أن تقوم الشركة العامة للموانئ العراقية بنقل ملكية الأرض إلى الشركة العامة للصناعات البتروكيماوية.

مشروع واعد يتلكأ

وأشار واتكنس في مقاله إلى أن قيمة عقد مشروع “نبراس” كانت في الأصل قد بلغت 11 مليار دولار، ووزعت ملكية المشروع بين شركة شل (44 في المائة) ووزارة الصناعة (20 في المائة) وحكومة البصرة (20 في المائة) وشركة غاز الجنوب (10 في المائة)، على أمل ان يتم إنتاج 1.8 مليون طن متري، وان يحقق ربحاً سنوياً قدره 1.3 مليار دولار، مما كان سيجعله أول مشروع بتروكيماويات كبير في العراق منذ أوائل التسعينيات وواحدًا من أربعة مجمعات للبتروكيماويات الرئيسية في جميع أنحاء البلاد.

وذكر المقال بأن شركة شل البريطانية عدلت عن توقيع العقد، بسبب مطالبة البعض لها بعمولة “قانونية” نسبتها 30 في المائة من التكلفة الإجمالية، أي ما يعادل 3 مليار دولار، وهو ما لا يمكن وصفه في الغرب الا كرشوة مخالفة للقانون، إن ورد في حسابات الشركة السنوية، مما كان سيضر بسمعتها المهنية والمالية، حسب تعبير واتكنس.

الفساد هو العائق

وأعرب واتكنس عن اعتقاده بأن مشكلة الفساد في العراق كانت وراء تلكؤ هذا المشروع لسنوات، كما هو الحال في مشاريع أخرى كمشروع الإمداد المشترك بمياه البحر (CSSP)، مبيناً أن قطاع الأعمال هو الأرض الأكثر تجاوباً مع الفساد، إلى الحد الذي صنفت فيه منظمة الشفافية الدولية المستقلة (TI) العراق كواحد من أسوأ عشر دول من حيث حجم الفساد ونطاقه، وذلك بسبب “الاختلاس الهائل وعمليات الاحتيال في المشتريات وغسيل الأموال وتهريب النفط والرشوة والبيروقراطية” حسب تقرير المنظمة، التي أعربت عن إعتقادها بأن الفساد تمّكن أيضاً من تمويل العنف السياسي وأعاق بناء الدولة بشكل فعال. كما خلصت المنظمة، حسب مقال واتكنس، إلى أن “التدخل السياسي في هيئات مكافحة الفساد وتسييس هذه القضايا وضعف المجتمع المدني وانعدام الأمن ونقص الموارد والأحكام القانونية غير المكتملة، يقلل كثيراً من قدرة الحكومة وكفاءتها على الحد من الفساد”.

الغاز أم النفط

ويعتقد واتكنس بأن هناك أمكانيات هائلة في مشروع نبراس للبتروكيماويات، سواءً للشركة التي تطوره أو للعراق، مذكراً بأمكانية أن يقيم العراق مركز غاز آخر بعيدًا عن البصرة، لإنتاج ما معدله مليار قدم مكعب قياسي في اليوم، وذلك لتشغيل مصنع بتروكيماويات كبير، حسب ما جاء في تقرير سابق لشركة روسية. وأشار إلى أن الروس اقترحوا على العراق اعتماد الغاز وليس النفط، كمادة خام أولية للمصانع البتروكيماوية الجديدة، أسوة بما عمدت اليه السعودية، لاسيما وأن الغاز المصاحب في العراق يحوي على 10 في المائة أو أكثر من الإيثان. وخلص المقال إلى أن إمداد الإيثان يجب أن يكون إمدادًا مستدامًا وموثوقًا به لمدة 20 إلى 25 عامًا على الأقل، كما لابد أن تتوفر ميزانية لا تقل عن 40 مليار دولار، لضمان نجاح الصناعة البتروكيميائية في العراق، كخطوة على طريق تقليل الطابع الريعي لإقتصاد البلاد.

 *************

شريط الاخبار

ألاعيب غير مجدية!

أدرجت الكتل المتنفذة القراءة الثانية لقانون انتخابات مجلس النواب ومجالس المحافظات، على جدول أعمال المجلس، بشكل مباغت وغير قانوني، مما أثار خلافات حادة بين النواب، وعرقل إنعقاد الجلسة. وكانت اللجنة القانونية والكتل الجديدة والمستقلون والعديد من القوى السياسية ومنظمات المجتمع الدني، قد أعلنت عن رفضها لمسودة القانون بسبب عدم إنسجامها مع تطلعات الشعب العراقي، وتصميمها بشكل يحولها لأداة تبقي المتحاصصين والفاسدين في السلطة. كما أعربت هذه الكتل عن شجبها لألاعيب تمرير مسودة القانون بالخداع، وقبل أن يدرس بإمعان ويتم التأكد من قدرته على التعبير عن إرادة الناخبين الحقيقية.

ماهذا، إن لم يكن تخريباً!

أعربت مجاميع كبيرة من الفلاحين، عن سخطهم وإحتجاجهم على الفوضى التي تتسم بها عمليات توزيع سماد اليوريا عليهم، حيث تفشت فيها الرشوة والمحسوبيات، بعد أن صار الفرق بين السعر المدعوم والسعر التجاري مليون دينار للطن الواحد. هذا وكانت سلطات الحدود قد إحتجزت سيارات محملة باليوريا المهربة من ايران، فيما أعلنت الدوائر الزراعية عن تعطل معامل انتاج وتعبئة هذا السماد، مما سمح للمحتكرين بالتلاعب باسعاره، وبعث اليأس في نفوس مزارعي القمح من حصولهم عليه، لاسيما وقد حان موعد تسميد حقول القمح ولم يعد ممكنا الإنتظار حتى تستفيق السلطات وتدرك مخاطرهذا الفساد على الأمن الغذائي.

فوضى «خمرية»!

نشرت جريدة الوقائع العراقية قانوناً يحظر استيراد وتصنيع وبيع المشروبات الكحولية بأنواعها كافة، ويعاقب كل من يخالف ذلك بغرامة لا تقل عن 10 ملايين دينار، ولا تزيد على 25 مليون دينار عراقي. من جهة ثانية قررت الحكومة فرض رسم كمركي إضافي بنسبة 200 في المائة من وحدة قياس منتج المشروبات الكحولية المستورد إلى العراق من الدول والمناشئ كافة، لمدة أربع سنوات بدون تخفيض، ومراقبة السوق المحلية خلال مدة تطبيق الرسوم الكمركية الإضافية. هذا وفيما سخر الناس من هذه التشريعات المتناقضة، طالبوا بالإهتمام بمكافحة المخدرات والتدخين، والحد من تفشي ظاهرة الإدمان ولاسيما بين الشباب.

جرائم علنية

اغتيل طبيب مختّص بأمراض القلب، في ديالى برصاص “مجهولين”، كما تعرض طبيب أخر للخطف قبل أيام وهُدد نقيب الأطباء في المحافظة. وفي بابل، تم اغتيال تدريسي متقاعد على يد مسلح مجهول، في ثالث حادث من نوعه بعد حادثين مشابهين في محافظتي ديالى وميسان. هذا وفيما أثارت الجرائم المروعة قلق الرأي العام، أعرب الناس عن إعتقادهم بأنها محاولات من عصابات الجريمة المنظمة لفرض الإتاوات، وذلك لتعويض ما خسروه جراء الضغط الذي تمارسه السلطات على شبكات التهريب، وطالبوا الحكومة بالتصدي لمافيات الفساد والسلاح المنفلت، فيما أغلقت الصيدليات أبوابها في ديالى وأضرب التقنيون الطبيون عن العمل احتجاجاً على ما يجري.

كلمة حق

يراد بها باطل

أبلغ وزير الزراعة مجلس النواب، عن تعثر المفاوضات مع إيران وتركيا حول حصة العراق من المياه، وذلك بسبب طلب البلدين من بغداد التخلي عن طرق الري القديمة وإزالة التجاوزات على الأنهار، والمتمثلة بإستخدام المياه في أحواض تربية الأسماك والأغراض غير الزراعية. هذا وفيما يحتاج العراق لإتباع طرق ري حديثة، تتفاقم أزمة الجفاف بسبب الانخفاض القياسي في هطول الأمطار وارتفاع درجات الحرارة، وتقليص كمية المياه المتدفقة من إيران بنسبة 90 في المائة ومن تركيا بنسبة 70 في المائة، وهو ما أدى إلى تدهور نوعية المياه وكميتها ولتصحّر70 في المائة من الأراضي الزراعية.

 *******************

الصفحة الرابعة

واقع بيئي مأزوم ومعالجات غائبة

بغداد ـ محمد التميمي

لا يزال الواقع البيئي في العراق يواجه تحديات كبيرة في ظل تصاعد معدلات التلوث للمياه والهواء، فيما غابت المعالجات الحقيقية الناجعة نظراً لعدم وجود برامج مجدية وسياسات مناسبة في هذا الجانب.

ويؤشر مهتمون بالشأن البيئي وجود خلل في تطبيق القوانين المعنية بحماية البيئة، اضافة لعدم الاهتمام الجاد من قبل صاحب القرار بهذا الملف، الامر الذي ساهم في تفاقم الازمات.

وتعتزم “طريق الشعب” اجراء سلسلة من التقارير الصحافية حول الواقع البيئي في العراق، من أجل تسليط الضوء على التحديات الي تواجه البيئة وسبل معالجتها.

نسب تلوث مرتفعة

وأفاد تقرير نشره موقع “نومبيو” الذي يعنى بالمستوى المعيشي لدول العالم، بأن مؤشر التلوث في العراق ما زال عالياً رغم انخفاض مؤشره عن عام 2019، فيما لفت إلى أن جودة الأماكن الخضراء والحدائق منخفضة.

وذكر التقرير بحسب آخر تحديث في شهر نيسان 2022، واطلعت عليه “طريق الشعب”، أن “مؤشر التلوث في العراق بلغ 73.59 %، منخفضاً عن عام 2019 الذي بلغ مؤشر التلوث فيه 79.43%، مبيناً أن “نسبة تلوث الهواء في العراق تعتبر عالية وبواقع 66.99%، فيما سجلت نسبة تلوث مياه الشرب وعدم إمكانية الوصول إليها تعتبر متوسطة وبواقع 55.50%”  

بحاجة الى مراكز أبحاث علمية

وواحدة من المشاكل التي يطالب المعنيون والمهتمون بالشأن البيئي، بمعالجتها هي عدم وجود هيئات مختصة بالشأن البيئي في عدد من الوزارات، مؤكدين اهميتها في حماية وتحسين الواقع البيئي.

وفي هذا الشأن، قال مدير معهد نيسان المهتم بالشأن البيئي فلاح الاميري: “لا نملك هيئات خاصة بالبيئة، لدينا في مجلس النواب لجنة الصحة والبيئة، التي من المفترض ان تكون كل منهما على حدة، لذلك يجب الفصل بين اللجنتين لانهما متناقضتان ومتباينتان في العمل”، لافتا الى انه يجب ان “يكون ارتباط لجنة البيئة بلجنة الطاقة النيابية بشكل مباشر، باعتبار ان الملوث الاكبر اليوم هو الاستخراج النفطي وحرق الغاز المصاحب”.

واضاف في حديثه لـ”طريق الشعب”، بقوله ان “وزارة البيئة باقية على ذات ترتيبها الكلاسيكي، وسط التحديات والمتغيرات التي بدأت تطفح على السطح، اذا لا يوجد تحديث حقيقي في العمل، ينسجم مع واقع التلوث، لذلك لا بد ان تكون هنالك آليات جديدة وحديثة”.

واكد الاميري “حاجتنا لتشكيل هيئة مرتبطة بوزارة النفط معنية بموضوعات التلوث النفطي، وللكشف بشفافية تامة عن عقود جولات التراخيص التي لا نعرف ما في بنودها بما يتعلق بالبيئة، حيث ان شركات النفط الاجنبية لا تكترث او تهتم بهذه القضايا، الى جانب تشكيل هيئة خاصة بالأهوار للعناية بها على ان ترتبط بوزارة الموارد المائية، ونفس الهيئة تعمل على قضية تلوث المياه”.

ويفتقر العراق الى وجود مراكز بحثية تُدعم من الحكومة، وترتبط بها الجهات المعنية ذات الشأن، لما لهذه المراكز من اهمية في رسم السياسات الخاصة بالبيئة. وهذا ما اكده الاميري الذي قال انه “لا يوجد في العراق مركز دراسات بيئية مرتبط بالجهات الحكومية، مع العلم ان هنالك هشاشة في المناخ العراقي وفي التعامل مع موضوعات التلوث”.

ونوه الى انه تم اعداد دراسة كاملة من قبل مديرية المنطقة الجنوبية بالتعاون مع معهد نيسان، حول موضوع انشاء مركز متخصص بالدراسات البيئية، وقدمت مديرية حماية وتحسين البيئة في المنطقة الجنوبية المشروع الى ديوان محافظة البصرة ليتم تضمينه ضمن موازنة 2023، لبناء مركز دراسات وابحاث بيئية.

وخلص مدير معهد نيسان الى انه “من الممكن ان ترتبط بعض الهيئات في السلطة التشريعية والتنفيذية، مع المركز لنحقق نتاجا علميا كبيرا، ولكي لا تكون الابحاث فقط حبرا على ورق ومركونة على الرفوف، لأنها لن ترى النور ما لم يكن هناك مركز بحثي حقيقي، مرتبط بالجهات المعنية”.

دون مستوى الطموح

وعلى صعيد متصل، اكد عضو المكتب الاستشاري لنقابة المهندسين الزراعيين د. جاسم حسين، عدم الاهتمام في كل المشاكل البيئية التي يعاني منها البلد، والناتجة عن تأثيرات التغير المناخي.

وقال في حديث خصّ به “طريق الشعب”، انهم لا يلمسون “اي اهتمام واضح من قبل الدوائر المختصة بالبحوث العلمية، التي يجريها الباحثون في المراكز البحثية والجامعات، بالرغم من ان الوضع البيئي في العراق يعاني من مشاكل مستعصية، تحتاج لوقفة جدية من قبل الحكومة، لإيجاد الحلول المناسبة لها”.

وتابع حسين متحدثا عن التشريعات البيئية الموضوعة لحماية البيئة بأنها “ما زالت دون مستوى الطموح، وان وجدت فإنها في اغلب الاحيان غير مفعلة، خاصة في ما يتعلق بالمسطحات الخضراء وحمايتها وزيادة مساحاتها، بل على العكس نلاحظ ضعفا في جوانب الادامة والخدمة لهذه المسطحات خصوصا خلال فترات الصيف الحرجة، ما يكبل الدولة بالمزيد من الأموال التي تصرف على تنفيذ تلك المسطحات”.

وعن مصادر التلوث البيئي، أوضح حسين ان من الشروط البيئية لاقامة اي منشئة صناعية هو ان “نؤمن إبعاد اي مصدر تلوث عن المدن القريبة، وبالرغم من قلة المنشآت الصناعية العاملة الا ان مصادر التلوث المؤثرة لم تزل كبيرة، خاصة المحطات الكهربائية والمنشآت النفطية التي تسبب التلوث للتربة والماء والهواء”.

ولفت الى ان هذه التصرفات السلبية ادت الى “ارتفاع مستويات التلوث بشكل ملحوظ، ما يتطلب منا العمل الجاد على تطبيق القوانين التي تمنع وتعاقب كل من يسهم في زيادة مصادر التلوث، مع ايجاد الحلول العلمية لمعالجة التلوث، وفي نفس الوقت توعية المجتمع بمخاطر التلوث”.

وبالحديث عن التلوث في العراق فمصادره عديدة، اخطرها ذلك المتعلق بتلويث المياه والذي يسميه المعنيون “الخطر الداخلي”، وهو ناجم عن رمي مخلفات المصانع ومؤسسات وزارة الصحة والصرف الصحي في الانهر.

وفي هذا الصدد، اكد عضو منظمة حماة دجلة نصير باقر بالقول: ان “مصادر التلوث ما زالت مستمرة في العراق، ولم يتم التقليل من اثرها، لأننا بلا سياسات يكون الهدف منها تقليل مصادر التلوث خصوصا في الانهر، فالمخلفات الطبية ومخلفات المصانع والصرف الصحي ترمى في النهر، وهذا اثر بشكل كبير على التنوع الاحيائي فيه”.

وقال في سياق حديثه مع “طريق الشعب”، ان “هنالك ضرورة في ضوء التحديات البيئية والمائية في العراق، لان نهتم بالأنهر ونحميها من التلوث والخطر الداخلي، الذي يعد اهم من قضية سد أليسو وقطع الروافد من جانب دول الجوار”.

وفي ما يخص تعاطي الجهات المعنية مع الملف المائي في العراق، بيّن باقر بانه يعد شكليا فقط ولا يضرب قلب الازمة او يفرض معالجات حقيقية لملف المياه.

العراق لم يف بالتزاماته

وفي جنوب العراق تعاني الاهوار التي اصبحت قبلة للسياح الاجانب من عملية جفاف مستمرة بدون اي معالجات حقيقية من قبل الجهات الحكومية على الرغم من إدراج منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو) في تموز2016 الأهوار على لائحة التراث العالمي بوصفها محميّة طبيعية دولية، لكن ذلك لم ينعكس إيجابا على المنطقة ولم يساهم في إنقاذها من موجات الجفاف التي تهددها.

وفي هذا الصدد، قال الناشط البيئي احمد صالح: انه لطالما عانت الاهوار من الاهمال بسبب سياسات التجفيف من قبل النظام المباد، وكذلك اهمال الحكومات المتعاقبة بعد العام 2003.

واضاف في حديثه لـ”طريق الشعب”، انه “كان لزاماً على الحكومات المتعاقبة ان تتخذ اجراءات تتناسب مع مكانة هذه المسطحات المائية، سيما ان العراق طلب ادراجها على لائحة التراث العالمي، وهذا التكريم يحمل التزامات، لكن العراق لم يف بالتزاماته التي جزء منها توفير 50 مترا مكعبا بالثانية، كحصة مستقلة عن نهر دجلة”.

وفيما يتعلق بالتشريعات القانونية اكد الناشط “وجود قوانين منها القانون الخاص بقضية الحصة المائية وهو يحافظ على تواجد المياه وآخر متعلق بضوابط الصيد ومنع الصيد الجائر، بالسموم والصعق الكهربائي، لكن مشكلتنا هي في انفاذ القانون وتطبيقه”.

 *****************

«طريق الشعب» تسلط ضوءا على معامل ميسان: قرابين لآفة الاستيراد

بغداد ـ تبارك عبد المجيد

تواجه مشاريع المدن الصناعية في عموم البلد إهمالا كبيرا، في ظل الاعتماد شبه الكلي على الاستيراد لسد احتياجات الناس الأساسية والكمالية وغيرها، بينما هناك آلاف المعامل والمصانع المعطلة، بانتظار انتشالها من الاندثار الذي طالها لأكثر من عقدين.

وبحسب الإحصائيات الرسمية لاتحاد الصناعات فإن المعامل المسجلة لديه، تبلغ نحو 60 ألف مصنع، منها 43 ألف معطل. أما غير المسجلة فتقدر بنصف أعداد المصانع المسجلة أو أكثر.

ففي محافظة ميسان، توجد أربعة معامل حكومية كبرى لإنتاج الورق والبلاستيك والزيوت النباتية والسكر، إلا أن هذه المعامل متوقفة عن الإنتاج لحاجتها إلى تأهيل خطوطها الإنتاجية، الى جانب أسباب تسويقية وارتفاع كلف الإنتاج وغيرها.

تراجع في إنتاجها

يذكر محمد حاتم ـ موظف سابق في أحد معامل ميسان ـ ان “معامل ميسان كانت تضم بالسابق الاف العمال والفنيين والمهندسين، إذ إنتاجها كان يغطي حاجة العراق”.

وعن اهم المشاكل التي تواجه المصانع في ميسان، يبين حاتم في حديث لـ”طريق الشعب”، انها “تتمثل في احالة الكثير من الكوادر على التقاعد، كما ان عدم إدراج الشباب في هذا القطاع، ساهم في ندرة الكوادر الهندسية والعمال والحرفيين إضافة إلى صعوبة توفير المواد الأولية”.

إعادة استثمارها

ويأمل حاتم أن تجري إعادة استثمار هذه المصانع، وتخصيص أموال كافية لتوفير أفضل الأجهزة والمعدات الخاصة بها، لضمان جودة المنتج المحلي أمام نظيره المستورد.

ويجد حاتم أن من واجب الدولة أن تحافظ على الصناعة المحلية.

وكانت وزارة الصناعة أكدت العام الماضي ان معمل قصب السكر سيعود للعمل قريبا.

ويتكون المعمل من مزرعة قصب السكر ويشغل أكثر من ألفي عامل، فيما تبلغ الطاقة التصميمية له 100 ألف طن سنوياً.

شلل القطاع الصناعي

ويذكر الاقتصادي والإعلامي قيس المرشد: ان “قطاع الصناعة في العراق يعاني واقعا مترديا في جميع مفاصله، وشللا شبه تام في جميع المنشآت الصناعية، بسبب الممارسات، التي كان لها اثر كبير في تدمير الاقتصاد العراقي”.

يقول المرشد في تعليق عبر الهاتف لمراسل “طريق الشعب”، ان “العراق بات سوقا مفتوحا للسلع والمواد المستوردة. بينما يعجز الإنتاج المحلي رغم محدوديته عن المنافسة، نتيجة لغياب وسائل الدعم”.

ويرهن المرشد إنجاح مشاريع المدن الصناعية بـ”العمل على توفير تمويل كاف للبنى التحتية، وتخصيص أراض بعيدة عن مناطق السكن”، لافتا الى ان “القطاع الصناعي إذا تم استثماره بشكل حقيقي، سيكون مساندا للاقتصاد، بالإضافة إلى توفير فرص عمل، وتعزيز النقد الأجنبي لدى الدولة”.

اكتفاء محلي وتشغيل العاطلين

من جهته، يقول مدير الإدارة في مصنع الورق في ميسان، علي سعدون، ان “هناك شحا في التخصيصات المالية من قبل وزارتي الصناعة والمالية”، موضحا أن “أعمال الصيانة والتأهيل بما يتناسب مع التطور الصناعي لدى مختلف دول العالم، يتطلب تخصيصات مالية كبيرة، تحدد وفق دراسة حقيقية للتكاليف”.

ويضيف المتحدث في حديث مع مراسل “طريق الشعب”، ان “دعم القطاع الصناعي في المحافظة، يسهم في النهوض بهذا القطاع، وتأهيل وتطوير وإعادة تشغيل المصانع المتوقفة، من أجل تحريك عجلة الإنتاج بما يخدم المواطن، ويرفد الأسواق المحلية بالمنتج الوطني”.

ويشير الى أن “إعادة تشغيل هذه المصانع تسهم أيضا في امتصاص جزء من البطالة، وإعادة ثقة المواطن بالمنتج والصناعة الوطنية”. ويلفت سعدون الى أن “مصنع الورق يسد حاجة مصانع الإسمنت للأكياس الورقية، إضافة الى اطباق بيض المائدة والفايل الكارتون”، كما “تعمل على تخفيف نفايات الأوراق المبعثرة في كل مكان وإعادة تدويرها، بما يساهم في الحفاظ على نظافة البيئة، ناهيك عن دورها في تشغيل عدد كبير من الأيدي العاملة المعطلة”.

يشار الى ان معمل الورق أنشأ في العام 1980، وكان يجهز المصانع والأسواق التجارية بكافة أنواع الورق.

 ********************

أزمة الكاز تحجب أرزاق السائقين ولجنة نيابية تنتظر فرج «الربيع»

بغداد - طريق الشعب

يشكو مواطنون من عودة طوابير السيارات، نتيجة لشح المشتقات النفطية وتحديدا مادة الكاز، مؤكدين ان احد أسباب خلق هذه الأزمة يتعلق بسوء الإدارة، وحملوا وزارة النفط مسؤولية التقصير، لأنها “أخفضت كميات التجهيز، وتسببت بخلق ازمة حادة”، بحسب وصفهم.

وتعهد نواب في لجنة النفط البرلمانية بإنهاء أزمة الكاز خلال شهرين. وتقول النائبة في لجنة النفط والغاز النيابية، انتصار حسن الجزائري، ان “المناطق الشمالية يكون شتاؤها أطول من بقية المناطق، ما يجعلها تحتاج إلى النفط الأبيض والمشتقات”.

وتضيف في تصريح خصت به “طريق الشعب”، ان “هذه الأزمة ستستمر ربما لشهرين”، لكنها تطمئن بانها “ستنتهي مع حلول فصل الربيع، الذي يقل فيه الطلب على النفط الأبيض ومشتقاته”.

وتستدرك بالقول، ان “هناك الكثير من المشاكل في المصافي العراقية، حيث مصفى “قيوان” في كردستان متوقف، ومصفى البصرة يعمل لكنه يفتقر الى الصيانة المستمرة، لكونه يشهد طلبا واسعا”، لافتة إلى ان “التوقفات في المصافي وعدم وجود صيانة مستمرة، يشكل سببا في قلة الحصول على الكاز”.

مصفى سيحل الأزمة

وتردف ان “العراق يعتمد على المصافي بشكل كبير”، مشيرة الى ان “افتتاح مصفى كربلاء الذي يشهد تشغيلا تجريبيا، سيعمل على زيادة كميات الإنتاج”.

وتعول النائبة على مصفى كربلاء “لإنهاء نصف الأزمة”، مشيرة الى ان لجنتها ستجري زيارة ميدانية الى كربلاء للاطلاع على عمل المصفى.

12 ساعة انتظار

ويقول احد بائعة الكاز، صاحب صهريج من محافظة ديالى، محمد صالح: ان “ازمة الكاز أكملت عاما كاملا”، واصفا إياها بأنها “أزمة حادة”.

ويذكر لـ”طريق الشعب”، “نضطر في اغلب الاوقات للذهاب الى محافظة بغداد لشراء الكاز”.

وتمتلك محافظة ديالى محطة واحدة توزع مادة الكاز، تقع في منطقة الرحمة، وهذه المحطة تحوي أربعة او خمسة حوزات تتعرض للعطل باستمرار، لافتا الى ان هذه المحطة كانت مغلقة لأكثر من 15 يوما بسبب الاعطال، وقد افتتحت قبل يومين.

وطبقا لصالح، يصل طابور الانتظار أمامها الى أربعة او خمسة كيلومترات، وبسعر 1000 دينار للتر الواحد.

تهريب الكاز

ويلفت صالح الى وجود عمليات تهريب لمادة الكاز من محطة بعقوبة وبعض الاقضية والنواحي، مشيرا الى ان شرطة ديالى القت القبض، يوم أمس، على مهرب للمشتقات النفطية.

اما عن المحطات الاهلية فيبين انها كانت توزع بمعدل مرتين او ثلاث مرات في الأسبوع. اما في الوقت الراهن فتوزع بمعدل مرتين كل شهر.

علي حسين، قال في حديث مع “طريق الشعب”، ان المتسبب الأساسي في الأزمة هو الإدارة السيئة للحكومة، لو انهم يقومون بتوزيع مادة الكاز على المحطات الأهلية لانتهت الأزمة خلال يومين”.

وأضاف ان “أزمة مادة الكاز في المحافظة موجودة منذ فترة طويلة، وذلك بسبب إشكالية في عملية التجهيز من قبل وزارة النفط، حيث تم تخفيض الكميات المخصصة للمحافظة”.

ويشكو علي من الانتظار الطويل، الذي يستمر ربما ليوم كامل أو يومين، وبالتالي تضيع أرزاقهم.

ويطالب المتحدث الحكومة بإيجاد الحلول السريعة لمعالجة الأزمة، لإدامة تشغيل سياراتهم التي تعتبر مصدر رزقهم الوحيد.

وفي ختام حديثه، يتمنى علي حسين ان يصل صوته الى أصحاب الشأن لحل هذه الازمة، التي باتت تشكا عائقا كبيرا لأرزاقهم.

 ******************

الصفحة الخامسة

في ذي قار .. وزعتها عليهم الدولة.. موظفون: أراضينا تحوّلت إلى مقالع ومزارع!

متابعة – طريق الشعب

كشف موظفون في محافظة ذي قار، عن تحول أراض سكنية كانت قد وزعتها عليهم الحكومة المحلية أخيرا، إلى “مقالع للتراب ومزارع”، دون علمهم. وفيما أشاروا إلى أن الجهات الإدارية والأمنية عاجزة عن اتخاذ قرار واضح يردع هذه التجاوزات، وصفوا الأمر بأنه “مصيبة كبرى”!

ونقلت وكالة أنباء “شفق نيوز” عن الموظفين قولهم، أن “المقاطعة 281 في ذي قار، كان قد تم تحويلها من وصفتها الزراعية إلى ملك صرف لمديرية بلدية الناصرية. حيث تم تحويل 5356 دونما إلى أراض سكنية توزع على الموظفين”، موضحين أن “4817 قطعة أرض ذهبت إلى موظفي دائرة الصحة، وأكثر من 3 آلاف قطعة خصصت لموظفي الداخلية والجرحى وغيرهم”.

ولفتوا إلى أن الأراضي وزعت على الموظفين عام 2021، مشيرين إلى أنه “عندما باشرنا بالتحرك لأجل فرز الأراضي بكتب رسمية، لم نتمكن، كوننا لم نجد أي تعاون من الجهات المعنية، وحينها لم يكن هناك أي تجاوز على المقاطعة، وأن البلدية وقتها لم تكن مستقرة إداريا، بسبب كثرة تغيير المديرين”.

وتابع الموظفون قولهم أنه “تم تعيين مدير جديد للبلدية، ودعوناه إلى مرافقتنا خلال إجراء الكشف على المقاطعة، لغرض فرزها. لكننا تفاجأنا بالمصيبة الكبرى التي وقعت علينا، وهي أن المقاطعة تحوّلت إلى مقالع ترابية ومزارع وبيوت متجاوزة”!

وأكدوا أنهم بلغوا القوات الأمنية بالمشكلة “لكن الأمر لم يجدِ نفعا. وأن موقف الحكومة المحلية من المتجاوزين ضبابي، وبالتالي نحن لا نستطيع أن نتحرك بمفردنا نحو المتجاوزين، ما لم نلمس جدية من حكومة المحافظة في محاربة هذا التجاوز”.

ونوّه الموظفون إلى أن “هذه المقاطعة تقع ضمن حدود بلدية الناصرية، ومصادق عليها من عام 2008 ضمن التصميم الحديث لمركز المحافظة”، مطالبين الحكومتين المحلية والمركزية بوضع حل لقضيتهم قبل فوات الأوان، والتي عجزت الجهات المعنية عن معالجتها رغم مناشداتهم السابقة.

 ****************

اگول.. وجوه متخالفة وقلوب متآلفة!

غانم الجاسور

لا يختلف اثنان على أن المتنفذين وأصحاب القرار السياسي، منذ 2003 ولغاية اليوم، يتصارعون في ما بينهم على كل شيء من اجل المغانم والامتيازات والإثراء الفاحش على حساب لقمة الفقير. ورغم كون هؤلاء تمتعوا بتلك المغانم، لكنهم لم يشبعوا ولن، فلا يزال الصراع قائما ومحتدما في ظل المحاصصة الطائفية المقيتة، على تقاسم الوظائف وغيرها من الامتيازات. فيما الأقربون أولى بالمعروف!

كل طرف من هؤلاء يرمي باللائمة على الطرف الآخر، غير مكترثين لمعاناة الشعب الذي أنهكته الأزمات. فهم في وادٍ والشعب في وادٍ آخر، بينما جيوش العاطلين والخريجين تزداد، وآلاف المعامل والمصانع مهملة ومعطلة أكلها الصدأ وغمرتها الأتربة، ناهيك عن تردي الخدمات الصحية والبيئية وشح الموارد المائية وتدهور الزراعة والتربية والتعليم، والارتفاع الفاحش في الأسعار.

الكثيرون من الفقراء صاروا اليوم يفتشون عن لقمة عيشهم في أماكن رمي القمامة، فيما يعتمد اقتصاد البلاد على مبيعات النفط وواردات المنافذ الحدودية والمطارات والضرائب، ولا يعلم المواطن أين تذهب هذه المليارات، وكيف تنفق، وفي أي جيوب تدخل!

البلد بحاجة ماسة الى التطوير والتغيير الشامل في كل منحى من مناحيه، وكل واحد من السياسيين المتنفذين يصرخ بأعلى صوته منددا بـ “الفساد الفساد السرقة السرقة”، وكل منهم يمتلك براهين وحججا ودلائل ضد الآخر، ويفضحه عبر الفضائيات بعرض ملفات في النهب والاستحواذ والتحايل والرشوة والاستثمار الوهمي.. كل يدين الآخر على سرقة قوت الشعب وهدر المليارات في مشاريع ليس لها وجود سوى على الورق.

لكن هذه المشاحنات نراها فقط على الإعلام، ويظل الشعب المغلوب على أمره حائرا، بين تصديقها وتكذيبها. فهؤلاء صار ينطبق عليهم المثل الشعبي القائل “اوجوه متخالفه وكلوب متوالفه”!

ويبدو أن الكتل المتنفذة متعاونة في ما بينها على إبقاء الحال على ما هو عليه لإذلال الشعب.. أهم شيء ان المتنفذين سالمون يتمتعون بالحصانة من كل مساءلة أو حساب أو عقاب، ويتوفر لهم كل شيء ما داموا أصحاب قرار محترمين مبجلين!

في العهد العثماني كانت تطلق مفردة “الشلايتي” على الموظف المكلف بمراقبة التجار كي لا يرفعوا أسعار المواد الغذائية بالشكل الذي يرهق المواطن. وقد تبيّن في تلك الحقبة أن قسما من الشلايتيين يتقاضوا رشى من التجار الجشعين كي يتغاضوا عن جشعهم في رفع الأسعار. فقامت الدولة بعد أن كشفت الأمر، بتعيين موظف يطلق عليه “السرسري”، وهذا مهمته مراقبة “الشلايتي”، لإلزامه بأداء واجبه بالشكل الصحيح. لكن تبيّن بعدها أن “السرسري” تواطأ مع “الشلايتي” في التآمر على قوت الشعب. ومنذ ذلك الحين صار الأول أخا للثاني، والعاقل يفهم!

 ******************

منفذ بدرة الحدودي بين الإهمال والفساد!

الكوت – شاكر القريشي

يعد منفذ قضاء بدرة الحدودي في واسط، من أهم المنافذ الحدودية مع إيران. إذ يحتل موقعا استراتيجيا مهما، نظرا لقربه من الطريق الدولي بغداد – البصرة، ومن العاصمة. 

وتمر عبر هذا المنفذ يوميا مئات الشاحنات قادمة من إيران أو ذاهبة إليها، ومحملة بمختلف البضائع. لكن المنفذ يعاني الإهمال والفساد المالي والإداري وتدهور البنى التحتية – حسب ما يذكره عدد من الموظفين والعاملين فيه لـ «طريق الشعب».

من جانبه، يقول الناشط محمد الكناني، أن المنفذ مسيطر عليه من قبل أحزاب متنفذة، وأن أموالا طائلة من واردات المنفذ من الضرائب الكمركية، تضيع وتذهب إلى جيوب الفاسدين.

ولفت في حديثه لـ «طريق الشعب»، إلى أن المنافذ الحدودية في العراق بشكل عام، يبدأ دوامها الرسمي من الساعة الثامنة صباحا حتى الثالثة عصرا «أما منفذ بدرة فهو يعمل ليل نهار. وهذا مخالف للسياقات الإدارية»، مبينا أن «هناك تلاعبا في تقارير أوزان الحمولات، ما يضيّع أموالا كبيرة». 

وعبر «طريق الشعب»، طالب العديد من سكان بدرة والعاملين في المنفذ، الجهات المعنية (مديرية الكمارك والحكومة المحلية) بمتابعة عمل المنفذ، وتعبيد شوارعه وأرصفته، مع إنارته وبناء دار استراحة للمسافرين. كما طالبوا بمحاسبة موظفي المنفذ الفاسدين واستبدالهم بآخرين كفوئين ونزيهين.

 **************

الدولار يحرج.. باعة الفاكهة والخضار!

هادي علي

يعاني اصحاب المصالح الصغيرة من باعة الفاكهة والخضار، مشكلة تذبذب سعر صرف الدولار مقابل الدينار العراقي بين الارتفاع والانخفاض. فبينما ارتفع السعر خلال الأسابيع الماضية ووصل إلى أكثر من 170 ألف دينار عراقي مقابل كل 100 دولار، انخفض فجأة بناء على إجراءات البنك المركزي إلى 130 ألف دينار، وهنا بالتأكيد سيتعرض الباعة الذين اشتروا بضاعتهم بالسعر السابق، إلى خسارة فادحة، وإلى إشكالية كبيرة من حيث صعوبة تجاوبهم مع السعر الجديد.

ولأن هذا النوع من البضاعة غير قادر على المطاولة وقابل للتلف، يضطر البائع إلى تصريفه سريعا، وعدم تأخيره كي لا تصبح الخسارة خسارتين!

هذه الخسارة التي يتعرض لها هؤلاء الكادحون في ظل تذبذب سعر الدولار، وعدم ثباته في السوق، من سيعوضها!؟

 ***************

مواساة

  • هيأة تنظيم الحزب الشيوعي العراقي في قضاء الحي، تقدم التعازي والمواساة للرفيق جبوري شنون وادي بوفاة زوجته والدة د. موفق ومقدام ومازن.

الذكر الطيب دوما للفقيدة، والصبر والسلوان لعائلتها الكريمة.

  • تعزي اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في الرصافة الثالثة ومعها منظمة الحزب في الأعظمية، الرفيق العزيز هاشم عباس بوفاة والدته إثر مرض عضال لم يمهلها طويلا.

للفقيدة الذكر الطيب دوما ولعائلتها الكريمة الصبر الجميل.

  • تتقدم اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في الديوانية بالتعزية والمواساة للرفيق جاسب سعيد (ابو عامر) بوفاة زوجته بعد صراع مرير مع المرض، للفقيدة الذكر الطيب دوما ولعائلتها الكريمة الصبر والسلوان.

 ********************

مواطنون من العمارة: غلاء الأسعار يتواصل

العمارة – طريق الشعب

بالرغم من إجراءات البنك المركزي الأخيرة في خفض سعر صرف الدولار إلى 130 ألف دينار عن كل 100 دولار، إلا أن الأسعار لا تزال مرتفعة في الأسواق، خاصة بالنسبة للمواد الغذائية.

وخلال جولتها في سوق مدينة العمارة، ولقائها مع عدد من المواطنين وأصحاب المحال التجارية، لمست “طريق الشعب” ارتفاعا في الأسعار، وإرباكا في حركة السوق.  يقول علي جلوب، وهو صاحب محل لبيع المواد الغذائية، أن حركة البيع والشراء تأثرت كثيرا نتيجة صعود الأسعار، مضيفا للجريدة أن “هناك ضعفا في الإقبال على الشراء وهذا أثر كثيرا على عملنا كباعة. إذ وصل سعر البيض مثلا إلى 4 بيضات بألف دينار، بعد أن كانت تباع 6 بيضات في هذا المبلغ. أما الألبان وبقية المواد الغذائية، فهي الأخرى لم تسلم من الغلاء”. 

من جانبه، يشكو السيد رياض الخشن، وهو صاحب مطعم، من ارتفاع سعر الزيت والخضراوات، مشيرا إلى أنه صار يضطر إلى زيادة سعر المأكولات، أو تقليل كميتها مقابل السعر السابق نفسه.

ويرى بعض المواطنين، ممن التقت بهم “طريق الشعب”، ان الحكومة غير جادة في حل مشكلة ارتفاع الأسعار ومنع حالات التلاعب بسعر صرف الدولار، معتقدين بأن “هناك جهات تعمد إلى خلق فوضى في حركة السوق”.

 *************

مناشدة إلى رئيس مجلس الوزراء

تنشر “طريق الشعب” مناشدة موجهة إلى رئيس مجلس الوزراء، تلقتها من لفيف من المستفيدين من “مجمع سومو” السكني في بغداد، وهذا مضمونها:

“نحن لفيف من المستفيدين من (مجمع سومو) السكني.. نرجو من سيادتكم التدخل شخصيا لإنصاف شريحة واسعة من موظفي وزارة النفط وشركة سومو، المستفيدين من المجمع، والذين دفعوا مبالغ باهظة إلى المستثمر (ائتلاف شركة فروم ويل وشركة بيسان للمقاولات العامة) تتراوح بين 85 و166 مليون دينار، لغرض الحصول على شقق سكنية في المجمع. فإنجاز الشقق كان متلكئا. إذ استغرق بناء 453 شقة 5 سنوات، بسبب التمديدات التي حصل عليها المستثمر، والمفترض حسب العقد هو أن تكون مدة الإنجاز 3 سنوات، من 2018 إلى 2021.

ومع التمديدات جرى الاتفاق على تسليم الشقق يوم 16 كانون الأول 2022، لكن بسبب المماطلة، لا يزال المجمع يفتقر للعديد من الخدمات المذكورة في بنود العقد، مثل الكهرباء والخدمات الاجتماعية. كما لم يجر استكمال العديد من النواقص مثل صب الأرصفة، الأمر الذي حال دون تسليم الشقق إلى المستفيدين.

لذلك، نرجو إنصافنا نحن الذين أرهقتهم الإيجارات المرتفعة والقروض السكنية العالية والأعباء المعيشية الأخرى”.    

 ***********************

الصفحة السادسة

الصالحي: جرائم الاحتلال نسفت مبررات «الاجتماع الخماسي».. الخليل.. مسيرة حاشدة في الذكرى الـ29 لمجزرة المسجد الإبراهيمي

متابعة ـ طريق الشعب

احتشد مئات الفلسطينيين أمس الاول الجمعة وسط الخليل بالضفة الغربية في مسيرة لإحياء ذكرى المجزرة التي أوقعت عشرات المصلين بين شهيد وجريح في المسجد الإبراهيمي قبل 29 عاما.

ودعت للمسيرة القوى السياسية من أجل «الانتصار لقضية الأسرى في ذكرى مجزرة الحرم الإبراهيمي»، وللمطالبة برفع الإغلاقات عن قلب المدينة.

وانطلقت المسيرة من مسجد علي البكاء في منطقة التماس بين الجزء الخاضع للسيطرة الفلسطينية والجزء الخاضع للسيطرة الإسرائيلية من المدينة، باتجاه شارع الشهداء في منطقة باب الزاوية، الذي كان يشكل شريان حياة رئيسيا للمدينة والمغلق منذ المجزرة.

رفض التهويد

وردد المشاركون في المسيرة هتافات تنادي بفتح الشارع ووقف الاستيطان، وتدعو إلى تدخل دولي لمنع إجراءات التهويد في قلب المدينة، وسرعان ما اندلعت مواجهات بين عشرات الشبان الفلسطينيين وجنود الاحتلال المنتشرين بمنطقة التماس.

وأصيب خلال المواجهات عدد من الشبان بحالات اختناق بالغاز، في حين أصيب 3 بقنابل غازية في الرأس والوجه، وفق إعلان وزارة الصحة الفلسطينية، أحدهم جراحه خطيرة.

وقال شاهد عيان، إن من بين المصابين عضو المجلس الثوري لحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) أسامة القواسمي، الذي أصيب بقنبلة صوتية في وجهه.

نسف المبررات

من جانبه، قال بسام الصالحي، الأمين العام لحزب الشعب الفلسطيني وعضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، إنّ المجزرة التي اقترفتها دولة الاحتلال الاسرائيلي في نابلس، ومواصلة اعتداءاتها وجرائمها في الخليل وفي كل مكان بالوطن، نسفت مبررات «الاجتماع الخماسي» المقرر عقده في عمان، وانهت معنى المشاركة الفلسطينية فيه.

من جهته، ذكر فهمي شاهين عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني وعضو المجلس الوطني الفلسطيني، في تصريحات صحفية خلال التظاهرة «إننا من الخليل نوجه التحية للقدس الصامدة والباسلة وإلى نابلس الأبية وكل محافظات الوطن، ونؤكد على وحدة وتلاحم شعبنا في مجابهة ومقاومة الاحتلال».

وأضاف: نلتقي اليوم هنا في هذه المظاهرة، لنعلي الصوت عالياَ ونؤكد مجدداَ مع أبناء شعبنا في الخليل الصامدة وفي كل مكان داخل وخارج الوطن، أنه ومهما بلغت جرائم الاحتلال وعصابات المستوطنين، فإن إرادة شعبنا ستبقى أقوى وأصلب من كل جرائمهم وأساليبهم الفاشية وجبروت آلتهم العسكرية، ونحن على ثقة أنه بوحدتنا ومقاومتنا التي يجب ان تتصاعد وتتكثف، سوف نكنس الاحتلال عن أرضنا ونفشل كل المؤامرات التي تستهدف النيل من شعبنا وقضيته.

وأكد شاهين، على رفض ما جرى في مجلس الأمن الدولي من سحب لقرار يدين الاحتلال والاستيطان، ندين أية صفقات سياسية على حساب دماء وتضحيات شعبنا وحقوقه الثابتة، ونطالب بالكف عن أية مراهنات على الادارات الامريكية كافة، وعلى القيادة الرسمية التخلي عن النهج السياسي الذي ثبت فشله في إدارة الصراع مع المحتل.

وأعلن مصدر رسمي أردني لوكالة فرانس برس، السبت إن اجتماعا «أمنيا سياسيا» سيعقد اليوم الأحد في مدينة العقبة الساحلية جنوب المملكة بين ممثلين عن الجانب الفلسطيني والإسرائيلي «لبحث التهدئة» في الأراضي الفلسطينية.

فيما دعا حزب الشعب الفلسطيني والجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين إلى عدم المشاركة الفلسطينية والى الغاء الاجتماع المقرر في الاردن اليوم الاحد، برعاية الولايات المتحدة ومشاركة مصر والاردن واسرائيل وفلسطين.

وقالت الجبهة وحزب الشعب ان المجزرة الاسرائيلية التي ارتكبتها اسرائيل في مدينة نابلس يوم الاربعاء وما تلاها من اعتداءات متواصلة في كل الأراضي الفلسطينية، بالاضافة الى استمرار التضييقات على الحركة الاسيرة الفلسطينية تناقض تماما الدعوة الزائفة التي قدمتها الإدارة الأمريكية وتثبت وهميتها، مؤكدة ان المسعى الاسرائيلي المستمر لفرض واقع هذه الممارسات والاجراءات ومحاولة التمويه عليها بالحديث عن بدء حوار حول ما يسمى الاجراءات الاحادية ومنع التصعيد والعنف.

وأضافت ان الهدف الأساسي للاحتلال وللإدارة الأمريكية هو إجهاض الموقف الفلسطيني الذي تضمن وقف التنسيق الامني ومواصلة التوجه للمؤسسات الدولية وتصعيد المقاومة الشعبية، واستبداله بدوامة حوارات أمنية جديدة في ظل مواصلة ممارسات الاحتلال والاستيطان والتوسع.

تفاصيل المجزرة

فجر يوم الجمعة الخامس والعشرين من شهر شباط عام 1994، ارتكب المستوطن الإرهابي باروخ جولد شتاين مجزرة داخل الحرم الإبراهيمي، بعد ان أطلق الرصاص بشكل مباشر صوب المصلين العزل، أسفرت عن استشهاد 29 فلسطينيا، وإصابة 150 آخرين داخل الحرم. > علي شغاتي: «عقب المجزرة، ارتكب الاحتلال الإسرائيلي مجازر بشعة بحق المسجد ومحيطه»، وفق مدير المسجد الإبراهيمي غسان الرجبي.

وأضاف الرجبي «قرارات لجنة شمغار الأحادية سرقت ونهبت أجزاء كبيرة من الحرم الإبراهيمي، منها 63 في المائة من مساحته الداخلية، وكافة الساحات الخارجية».

وفور وقوع المجزرة، أغلق الاحتلال المسجد نحو 6 أشهر، وشكّل لجنة «شمغار» للتحقيق في المجزرة، انتهت بنصرة الجاني على حساب الضحية وتحويل أغلب المسجد إلى كنيس يهودي.

ويضيف الرجبي: منذ 29 عاما يمنع الاحتلال رفع أذان المغرب يوميا، وأيام السبت يمنع رفع الأذان في كل الأوقات، إضافة إلى وقتي المغرب والعشاء أيام الجمعة.

وتابع المسؤول الفلسطيني أن الاحتلال أجرى «تغييرات كبيرة داخل أروقة المسجد ويبسط سيطرته الكاملة عليه، وفرض بوابات إلكترونية جائرة وظالمة هدفها التنكيل بالمواطنين».

أما العبث الأخطر فكان في الساحات الخارجية، وفق الرجبي، عبر «بناء مصعد كهربائي لخدمة المستوطنين، ومسار سياحي على أكبر قدر ممكن من المساحات المحيطة بالحرم، مما يشكل تلوثا بصريا استعماريا استيطانيا للحرم والبلدة القديمة».

 *****************

افريقيا تطرد الوفد الإسرائيلي من قمة اتحادها

أديس أبابا ـ وكالات

علقت وزيرة خارجية جنوب أفريقيا ناليدي باندور على طرد الوفد الإسرائيلي من قاعة قمة الاتحاد الأفريقي التي عقدت الأسبوع الماضي في أديس أبابا، مشيرة إلى الانتهاكات التي ترتكبها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني، والاعتراضات على منحها صفة مراقب في التكتل الأفريقي.

وقالت باندور في مقطع مصور تم تداوله عبر منصات التواصل الاجتماعي، “اعترضنا على قرار منح إسرائيل صفة المراقب في اتحادنا لأننا نعتقد أن استمرار احتلال أرض الشعب الفلسطيني وبناء مستوطنات جديدة وحظر التنقل، وحقيقة أن الشعب الفلسطيني مضطر لحمل وثائق الهوية والتنقل على طرق مختلفة من أشخاص آخرين يعيشون في المنطقة، ولا يستطيع الفلسطيني بناء منزله والتأكد من عدم احتلال أرضه، هذه كلها انتهاكات لمحتويات ميثاق الاتحاد الأفريقي”.

وأضافت “من هذا المنطلق، فإنّ إسرائيل لا تعكس قيم ومبادئ وأهداف ميثاق الاتحاد الأفريقي”.

وكانت إسرائيل نددت بطرد وفدها برئاسة شارون بارلي نائبة مدير دائرة أفريقيا في الخارجية الإسرائيلية من القمة الأفريقية الـ36، واتهمت جنوب أفريقيا والجزائر بالوقوف خلف الحادثة. في المقابل، أوضح رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي السبب وراء طرد المسؤولة الإسرائيلية من أعمال القمة الأفريقية التي اختتمت مساء الأحد الماضي. وقال فكي إنه تم إخراج المسؤولة الإسرائيلية من القاعة لأنه لم تتم دعوة مسؤولين إسرائيليين لحضور الاجتماع، مشيرا إلى القرار الذي تم اتخاذه في قمة سابقة بتعليق منح إسرائيل صفة مراقب حتى يتم بحث هذا الإجراء عبر لجنة خاصة.

وحين طُرد الوفد الإسرائيلي كان رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية موجودا في القاعة يتوسط رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش.

 **************

افريقيا.. الحلول الذاتية واختلاف الاجندات الدولية

الخرطوم - قرشي عوض

انعقدت أخيرا قمة مجلس الامن والسلم الاڤريقي بالعاصمة الاثيوبية اديس ابابا.

وتوزع المشاركون على ورش عمل ناقشت النزاعات في كل من ليبيا والكونغو، وجرى جمع الاطراف المتنازعة في كل منهما لتشكيل حكومة وحدة وطنية، ولترفع تلك القمم المصغرة توصياته‍ا لقمة المجلس.

وجاءت القمة هذه في وقت تزايدت فيه التدخلات الدولية في افريقيا، ووسط اتهامات متبادلة بين روسيا واوربا بالعمل عل زعزعة استقرار القارة . وقال ممثل روسيا في القمة في تصريحات صحفية ان الدول الافريقية جربت التعامل مع الغرب ولم تجنِ أية فوائد، وانهم في روسيا لا يوصدون الابواب ڤي وجه من يطلب التعاون معهم، واتهامات الغرب لهم لا اساس لها من الصحة . في  حين ركزت ممثلة الاتحاد الاوربي على الدور الذي تقوم به شركة فاغنر الروسية “في تشجيع الانقلابات العسكرية في دول الساحل الافريقي” .

وقطعت رئيسة مجلس الامن والسلم  الجنوب افريقية هذا الجدل مطالبة بحل مشاكل افريقيا بادوات افريقية، ومشيدة بنجاح المجلس في الوصول الي اتفاق سلام بين اطراف النزاع الاثيوبي.

ومعروف ان في القارة اكثر من ١٤ نزاعا مسلحا خلفياتها دينية او اثنية، وكلها مرتبطة بالتنافس الاستعماري عليها. وهناك اسئلة تطرح حول المصادر التي تحصل منها الجماعات المسلحة على السلاح الثقيل، ومثلها السكان على السلاح الخفيف والمتوسط وبهذه الكثافة.  ويكفي ان نعرف ان هناك  في اقليم دارفور السوداني، وحسب احصائيات الامم المتحدة، ٣ ملايين قطعة سلاح في ايدي الاهالي إضافة الى سلاح الحركات المسلحة.  

لذلك تظل جهود الاتحاد الافريقي لايجاد حلول افريقية لمشاكل القارة دون نتيجة. فالجهات المتقاتلة التي يجمعها الاتحاد للتحاور، ترتبط بمصالح دولية متناقضة، ولحل خلافاتها لابد من  وجود تفاهمات في مكان آخر قد يكون خارج القارة، والا طال امد الصراع على النحو الذي نراه في سوريا.

وهناك صراعات بين اطراف دولية على مناطق نفوذ في افريقيا، مثل منطقة (فلمنقو ) على ساحل البحر الأحمر، والاتحاد الافريقي لايستطيع ان يتحرك فيها ابعد من الحدود المرسومة له، لانه لا يستند علي حكومات تمتلك زمام امرها وتستطيع ان تقرر في شأنها الداخلي دون تاثير الاجندات الدولية عليها.

لذلك فمن الطبيعي ان ينتهي النزاع بحلول تغلب عليها المساومة وتقديم التنازلات من جميع الأطراف، وتكون النتيجة تكوين سلطة يتم فيها تمثيل كافة اطراف النزاع، بما فيها الجماعات التي ارتكبت جرائم حراب او جرائم ضد الإنسانية، وصدرت في حقها احكام  مثل خليفة حفتر في ليبيا، او نجل القذافي الذي لم تمنعه من الترشح للرئاسة كل جرائم نظام والده، التي لعب هو فيها دورا مهما.

 وهكذا تستمر النزاعات ومعها عوامل الهشاشة المؤسسية، لان الحكومات  الافريقية المتوقع تنصيبها بعد كل مفاوضات تجري في منتجعات الرؤساء الافارقة، لا تختلف عن سابقاتها في انتاج واعادة انتاج النزاع، المرتبط بالاحندات الدولية. فلا يمكن حلها نهائيا، ولا التوصل الى اكثر من التوفيق بينها، عبر المساومات التي تنعكس على السطح الافريقي، فيبدو هادئا لبعض الوقت .

 *************

اتحاد الشغل التونسي  يرفض الاستبداد

تونس ـ وكالات

نظم الاتحاد التونسي للشغل امس السبت تحركات احتجاجية في محافظات عدة ضمن سلسلة تحركات أقرتها الهيئة الإدارية للمنظمة النقابية للتنديد بتردّي الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية وأوضاع الحريات.

وندد المتظاهرون بما سموه استهداف السلطة للحريات النقابية والحريات بشكل عام وسعيها للتضييق على العمل النقابي عبر الملاحقات القضائية لعدد من المسؤولين النقابيين.

وقال المتحدث باسم اتحاد الشغل سامي الطاهري خلال مشاركته في تجمع عمالي بمحافظة باجة (شمال) إن تونس في خطر، وإن الاتحاد لن يقبل بالاستبداد وسيواجهه لأنه يؤذن بالخراب، على حد تعبيره.

واعتبر الطاهري أن الحكومة الحالية تسير على نفس خطى الحكومات السابقة في برنامج التفقير والتجويع عبر رفع الدعم عن المواد الأساسية وإبرام الاتفاقات السرية مع صندوق النقد الدولي.

وشدّد المتحدث على أن الحوار الذي يدعو إليه الاتحاد يهدف إلى إنقاذ البلاد وليس إنقاذ المنظومات السابقة. وكان الطاهري قال قبل ذلك إن الاتحاد مع القضاء المستقل ولن يقبل بأي محاولة للزج بالنقابيين في السجون.

من جهة أخرى، أكدت زوجة القاضي المعزول بشير العكرمي إيقاف زوجها ونقله من مستشفى الأمراض العقلية بضواحي العاصمة إلى مقر أمني بدون إذن قضائي بإيقافه.

وكان العكرمي قد أشار في تسجيل مصور من داخل مستشفى الرازي للأمراض العقلية إلى إمكانية “اختطافه” من جديد، موجها نداء استغاثة للتدخل لوضع حد لما وصفها بالمهزلة في حقه، وفق تعبيره.

يأتي ذلك بينما تستمر حملة الاعتقالات التي بدأتها السلطات هذا الشهر، وشملت معارضين وشخصيات قضائية وإعلامية وسط تواصل الصمت الرسمي بشأن طبيعة التهم والتفاصيل التي تخص الاعتقالات.

*************************

مبادرة صينية لإنهاء النزاع  في أوكرانيا سلميا.. والغرب يواصل توريد الاسلحة

متابعة ـ طريق الشعب

دعت الصين الروس والأوكرانيين الجمعة إلى إجراء محادثات سلام، بعد الإشادة بتوسطها في أسوأ نزاع في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية أدى إلى سقوط أكثر من 150 ألف قتيل وجريح من الجانبين حسب تقديرات غربية، ونزوح نحو ثمانية ملايين أوكراني.

في الوقت الذي تستمر فيه الدول الغربية بتوريد السلاح الى أوكرانيا.

كشف بيان للخارجية الصينية عن مقترح بكين لتسوية الأزمة بين روسيا وأوكرانيا “سلمياً”، وذلك في ذكرى مرور عام على شن موسكو عملياتها العسكرية ضد أوكرانيا في 24 شباط 2022.

ونشرت الوزارة الصينية في بيانها مقترحاً من 12 بنداً يعكس رؤية بكين “للتسوية السلمية” بين موسكو وكييف بعد عام من النزاع.

وشددت البنود على ضرورة احترام سيادة كل الدول، وتطبيق القانون الدولي بشكل موحد، والتخلي عن المعايير المزدوجة.

كما أشارت إلى أهمية “نبذ عقلية الحرب الباردة” مع احترام المصالح المشروعة، والمخاوف الأمنية لجميع البلدان ومعالجتها بشكل مناسب.

وشملت البنود أيضاً دعوة صريحة لوقف القتال والصراع، وقالت بكين في البيان إنه “لا يوجد رابح في الصراعات والحروب”، مؤكدة أهمية “عدم السماح بمزيد من التصعيد” خشية خروج الأزمة الأوكرانية عن السيطرة.

وتشهد العلاقات بين روسيا والصين تنامياً متصاعداً، مما عزز مخاوف حلف شمال الأطلسي “الناتو” بشأن إمكانية تقديم بكين دعماً “عسكرياً” لموسكو في الحرب الدائرة.

من كييف، أعلن رئيس الوزراء البولندي ماتوش مورافيتسكي الجمعة تسليم أول أربع دبابات قتالية من طراز ليوبارد 2، على أن تصل دبابات أخرى “في غضون أيام قليلة”.

من جانبه أعلن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو أن بلاده ستسلم أوكرانيا أربع دبابات إضافية من طراز “ليوبارد 2” لتصل مساهمتها في هذا المجال إلى ثماني دبابات.

 *********************

الصفحة السابعة

العراق والفرص الضائعة

فراس زوين

‎يشهد العالم منذ فترة حدثين مهمين، ولا أبالغ اذا قلت أنهما الأبرز على المستوى العالمي منذ سقوط جدار برلين وانهيار الاتحاد السوفياتي السابق، ولعل تأثيرهما هو الأبرز على الصعيد الاقتصادي والسياسي، وهما التغول الاقتصادي للصين ومحاولة تصدرها الساحة الاقتصادية العالمية، وصعودها السريع كمنافس حقيقي للاقتصاد الامريكي، الذي يعد الأول على مستوى تقدم الاقتصاديات العالمية، وانفتاح الصين باتجاه تأسيس لوبي اقتصادي مواز، يسعى لمواجهة اللوبي الغربي لمجموعة أهداف، منها زحزحة مكانة الدولار الامريكي وكسر مقبوليته العالمية في التداولات الدولية، ويهدف لإعادة ترتيب السوق العالمي وفق الشروط الصينية، وبشكل مفاجئ وسريع كاد أن يدفع لحرب اقتصادية معلنة بين الصين والولايات المتحدة الامريكية لولا الخروج المبكر للرئيس الامريكي السابق دونالد ترامب من أروقة البيت الابيض لحساب مرشح الحزب الديموقراطي جو بايدن.

‎والحدث الثاني هو الحرب المشتعلة بين روسيا وأوكرانيا، والتي تكاد نيرانها تدفع العالم بأسره نحو حرب عالمية ثالثة، في حال أن خرجت الأمور عن السيطرة، وهو احتمال يبقى قائماً اذا ما أخذنا بالاعتبار تورط العديد من الدول الكبرى  بشكل او بآخر في هذه الحرب من خلال الدعم العسكري او الاقتصادي او المواقف السياسية الداعمة لهذا الطرف او ذاك، وبشكل بدأ يعيد لأذهان العالم شكل التحالف الشرقي والتحالف الغربي الذي شطر العالم إلى معسكرين متقاطعين في القرن الماضي، ومن جهة اخرى فان تداعياتها تطال معظم دول العالم من خلال عوامل عديدة منها أن 40في المائة من واردات العالم من الحديد القمح والزيت والمواد الغذائية الأخرى هي كلها من روسيا وأوكرانيا، بالإضافة إلى ارتفاع سعر الغاز والبترول في العالم كله والذي اثر بشكل او بآخر فيكل الدول بدون استثناء.

‎ولعل ما يهمنا في هذين الحدثين ويثير الاهتمام،  ليس نتيجة الحرب الاقتصادية بين الصين والولايات المتحدة، ولا نتيجة الحرب العسكرية بين روسيا وأوكرانيا، بقدر ما يهمنا التكتلات الدولية والاصطفاف في محور شرقي بقيادة روسيا والصين وآخر غربي بقيادة أمريكا والغرب من ورائها، والذي يكاد يعيد رسم الخارطة الجيوسياسية العالمية ويعيد تمركز القوى بين الدول اعتمادًا على مواقفها الاقتصادية والعسكرية من جهة ومدى نفوذها وتأثيرها في محيطها الاقليمي من جهة اخرى، ولا شك ان هناك دولاً صاعدة وغيرها هابطة وأخرى تستمر في هبوطها وأفول نجمها، وبرغم  المحاولات ( الخجولة ) للحكومات المتعاقبة للنهوض بالبلاد ودفعها باتجاه مكانتها الدولية والإقليمية فإن دور العراق لايزال أقل من ثانوي في المعادلات الناشئة، بل لعلي لا أجانب الصواب اذا خشيت أن يتحول بشكله الحالي إلى مجرد ورقة من أوراق الضغط بيد القوى العالمية والاقليمية تدفع بها للضغط او المساومة فيما بينها، ولعل ما يؤلم أن أرض السواد لم يعد لها من التأثير ما لبعض الدويلات في المنطقة  والتي لم يمكن لها في أحسن الأحوال سوى أن تكون سوى صفحة في تاريخ العراق، ولكنها في نفس الوقت أدركت نقاط قوتها وحاجة الآخرين لما يملكونه، فاحسنوا المناورة في الوقت الذي شغلتنا حروبنا في الداخل او الخارج . لا أريد في هذه السطور الخوض في تاريخنا وتاريخ غيرنا بقدر ما أريد التنبيه إلى حجم الفرص المهدرة في الوقت الذي يعاد فيه رسم خارطة القوة والنفوذ في العالم، وتقرر فيه مصائر الشعوب، وكما قيل قديماً فالحقوق تؤخذ ولا تعطى، ولن أطيل على القارئ وسأكتفي بالإشارة إلى عاملين يجب على الحكومة التركيز والاتكاء عليها كمفتاح يرغم الآخرين على الاستماع لصوتنا، واعادة الاعتبار لما يمكن ان نمثله من ثقل اقليمي ودولي.

‎ إن العراق يملك رابع أكبر احتياطي مؤكد من النفط الخام في العالم بواقع 145.019 مليار برميل ويأتي بعد كل من فنزويلا التي جاءت أولا والسعودية ثانيا وإيران ثالثا، وفقا للتقرير السنوي لمنظمة الدول المصدر للنفط (أوبك) مع العلم أن من الممكن زيادة احتياطيه النفطي إلى 270 مليار برميل ليحتل المركز الأول في العالم من خلال تحويله من احتياطي محتمل إلى احتياطي مؤكد بشرط زيادة الجهد الاستكشافي للقطاع النفطي في العراق، كما تجدر الاشارة إلى أن العراق ينتج قرابة ٤مليون برميل نفط في اليوم بنسبة تصل  11% من انتاج اوبك بلس، وهو بذلك ثاني أكبر منتج في أوبك، فيما يعتزم البدء في زيادة طاقة تصدير النفط لإضافة ما مجموعه مليون إلى 1.5 مليون برميل يومياً بحلول عام 2025، فيمكن للقارئ ان يتصور حجم التأثير الذي يمكن أن يلعبه العراق في المعادلة الدولية اذا اخذنا بالاعتبار ان العراق يأتي كثالث أكبر مصدر للنفط إلى المصافي الصينية الحكومية بعد السعودية وروسيا .

‎الوضع الدولي المرتبك والحاجة الملحة إلى الطاقة في ظل الظرف الذي فرضته الحرب الروسية الأوكرانية وحاجة اوربا المتزايدة للطاقة وتفاقم أزمة الطاقة في أوروبا على إثر الحصار الذي المفروض على روسيا والذي اتخذته اوربا كورقة ضغط دولية لوقف القتال، أدى في النهاية إلى ارتفاع أسعار الطاقة لإضعاف عديدة، مع ملاحظة الحصار القديم على صادرات النفط والغاز الايراني والذي فرضته أمريكا والزمت به معظم دول العالم، وما شكله ذلك من احراج للحكومات الاوربية والغربية، وخاصة الولايات المتحدة الامريكية اتجاه حلفائها، مع بقاء احتمال ان تتفاقم هذه الأزمة إلى درجة قد تودي إلى عدم القدرة على توفير احتياجات المواطنين الاوربيين، الأمر الذي دفع الدول الأوروبية  إلى الدعوة لزيادة إنتاج النفط، والبحث عن تلبية احتياجاتها من بلدان أخرى، منها العراق.

‎في الختام للقارئ ان يتصور الفرصة المتاحة امام العراق لاستغلال رصيده الضخم من النفط، والحاجة الدولية له في فرض مواقف اقتصادية وسياسية تصب في صالحنا وتساعد البلاد في الخروج من النفق الذي تاهت في ظلماته البلاد منذ أكثر من اربعة عقود ولغاية الآن.

 ********************

الفساد والقروض المصرفية

حاكم محسن محمد الربيعي

القطاع المصرفي في أي دولة هو من الأركان الهامة لاقتصادها الوطني، وبقدر ما يكون هذا القطاع متطورا تكون مساهمته في دعم واسناد التنمية الاقتصادية والاجتماعية في الدولة  واضحة وكبيرة، من خلال قبول الايداعات لأموال المواطنين وشركات الأعمال، لأنه يوفر التمويل اللازم للمشروعات الاقتصادية الحديثة او القائمة عند الحاجة إلى الأموال لأغراض استثمارية وتوسعية ، وتمنح على شكل قروض  بآجال مختلفة للقطاعين العام والخاص وإلى الأفراد، وحيث أن الأموال التي تتعامل بها المصارف ومنها التجارية يعود جزئها الأكبر إلى المودعين  الذين تتنوع ايداعاتهم بين ثابتة وتوفير وتحت الطلب، و تمنح المصارف عن الودائع نسب فائدة هي أقل بكثير مما تستوفيه من المقرضين لأن طبيعة عملها هو السعي وراء الأرباح، لكنها  مصدر للحصول على القروض لتمويل المشروعات الاقتصادية ، وضمانا لاستعادة هذه القروض تعمل المصارف على دراسة حالة طالب القرض من حيث ما يأتي :

1- السمعة والسيرة  لطالب القرض : طالما أن الأموال  لا تعود للمصارف  فهي ملزمة  تجاه المتعاملين معها من المودعين وغيرهم للحفاظ على أموالهم اولا، وتأمينا  لمصالحها في ضمان الحصول على الايرادات التي هي الفوائد التي تفرض على  القروض، مهما كان حجم القرض ولكن الغريب أن تمنح قروض بالمليارات دون ضمانات او لأشخاص كما اشيع وهميين ، ان هذا الأمر بالتأكيد مرتبط بمافيات فساد تفرعنت باتجاه نهب المال العام لأن الحساب غائب والقانون على البسطاء،  والفاسدون محميون بأذرع مسلحة وهو ما عكس آثاره المدمرة على التنمية الاقتصادية والاجتماعية  في العراق، حيث رغم المليارات من الإيرادات النفطية ولكن لا شئ يذكر  عن البناء والاعمار عدا رواتب موظفي الدولة ومتقاعديها  وهو البلد الاكثر في عدد الموظفين والمتقاعدين مع ازدواجية الرواتب في بلد ينفرد بذلك عن بلدان العالم .

2- المركز المالي لطالب القرض: يقتضي حتما معرفة المركز المالي لطالب القرض، وهل هو قادر على استعادة القرض من عدمه ولذلك يجب معرفة المركز المالي من خلال الملكية وحجم هذه الملكية والا كيف يمكن استعادة القروض، وهو ما تعرضت له المصارف التي تورطت بإقراض مليارات الدولارات والتي اشير اليها في إحدى الفضائيات المشهورة.

3- الضمانات :  دأبت المصارف العراقية على استحصال ضمانات مقابل منح القروض التي لا تتجاوز بعض الملايين  بالعملة العراقية ( الدينار العراقي ) التي تمنحها للموظفين وغيرهم من المواطنين، فما الذي جعل المصارف المعنية ان تقرض المليارات دون ضمانات ، فهل ليس لهذا المال مالك، أم هو العبث  بالمال العام دون تخوف من رادع قانوني، إن المال هو مال عام والعام تعني شعبا تعداده اربعون مليون يواجه عسرا ماليا  وبطالة واسعة  وعدد المتسولين يزداد في بلد نفطي صادراته النفطية تجاوزت 4 مليون برميل ، مع تراجع في الخدمات لكل شيء والمليارات تنهب بشكل منتظم دون رادع، فهل يحتاج الامر إلى دلائل أكثر من حقائق أثبتت تورط البعض  بسرقة المال العام،  وهل تخلت المصارف عن شروط منح القروض بحيث تمنح دون ضوابط الأمر الذي يعرضها إلى الضياع وعدم معرفة من هو المدين، انها غرابة العصر الحديث.

 *********************

الصفحة الثامنة

مبجل اديب بابان وقانون الأحوال الشخصية

هادي عزيز علي

دلفت الصبية مبجل المعترك النضالي في وقت مبكر، فعدما كان عمرها (15) عاما اشتركت في تظاهرة لاسقاط حكومة صالح جبر، إذ اعتلت إحدى الدبابات المتواجدة في موقع التظاهرة مع رفيقتها ثمينة ناجي يوسف، واستمرت مثابرة ونشطة خاصة في المجال النسوي حتى تكلل ذلك النشاط بتأسيس رابطة المرأة العراقية وبجهد مميزتقوده الراحلة الدكتورة نزيهة الدليمي. كان على راس أولويات الرابطة اصدار تشريع وطني لقانون الاحوال الشخصية وفعلا اكتمل المشروع بجهد جماعي للخيرين من العراقيين خاصة النسوة منهم، وربما كانت السيدة مبجل بابان حينئذ الأصغر سنا بين زميلاتها. عرض الأمر على الزعيم عبد الكريم قاسم لوضعه موضوع التشريع فتسلمه بترحاب كبير وصدر القانون برقم 188 لسنة 1959 إذ جاء بمبادي عدة ومهمة لصالح المرأة، نكتفي بإيراد ثلاثة منها لاعتبارات تتعلق بالنشر وهي:

اولا – المساواة في الإرث : تقول الراحلة مبجل  في لقاء مسجل ( فيديو) أجرته معها الإعلامية أنسام الجراح بتارخ 30 \ آب \ 2020 بمناسبة تكريمها من قبل البنك المركزي العراقي باعتبارها أول امراة تم تعيينها في البنك المذكور إذ تقول ما مضمونه : ( اقترح علينا الدكتور صفاء الحافظ – الذي كان يشغل رئاسة ديوان التدوين القانوني –  عند الشروع في كتابة مشروع القانون حيث قال : ينبغي توحيد الأحكام الإرثية الواردة في القانون المدني مع أحكام الإرث في مشروع القانون، اذ من المعلوم أن حق التصرف الوارد تحت عنوان : ( كسب حق التصرف بالوفاة ) الوارد في المواد من 1187 – 1199 من القانون المدني رقم 40 لسنة 1951 تنص المادة 1194 على : ( يراعى دائما في الانتقال ان يكون للذكر مثل حظ الانثى، أيا كانت الدرجة التي انتقل اليها هذا الحق ) وهذه المادة تنص على المساواة في المسألة الإرثية، وهذ يعني أن مشروع القانون اعتمد المساواة في الإرث استنادا إلى قانون نافذ لم يطعن أحد بشرعيته أو مخالفته لأحكام الشريعة الاسلامية طيلة السنوات التي اعقبت نفاذه وهذه المساواة سارية المفعول إلى يومنا هذا تطبقه المحاكم عند اصدار القسامات النظامية . وهكذا استقرت المساواة في الإرث في القانون الجديد، إلا أن هذا النص الغي بعد انقلاب 8 شباط 1963.

المبدا الثاني – عقد الزواج: عرّف قانون الأحوال الشخصية الزواج بأنه: (عقد بين رجل وامراة تحل له شرعا غايته انشاء رابطة للحياة المشتركة والنسل) (المادة الثالثة) من القانون. وهذا التعريف يعني ان عقد الزواج من العقود الرضائية والرضا في العقود لا يصح الا لمن أكمل سن الرشد وتكون إرادته غير مشوبة بعيب من عيوب الرضا، وهذا يعني أيضا أن الإكراه على الزواج يعطل أحكام الرضا يجعل منه عقدا باطلا ويشكل جريمة يعاقب عليها القانون. يمكن أيضا ملاحظة الهدف النبيل الذي سعى اليه المشرع من هذا التعريف وهو الحياة المشتركة النازعة نحو تأسيس أسرة على وفق احكام هذا القانون. هذا التعريف ألغى التعريف الذي وضعه الفقه الاسلامي لعقد الزواج والقائل بأن: (عقد الزواج هو عقد استمتاع).

المبدا الثالث – للقانون العلوية على القواعد الأخلاقية والقواعد الفقهية: اذ نص القانون وفي مادته الأولى على: (1– تسري النصوص التشريعية في هذا القانون على جميع المسائل التي تتناولها هذه النصوص في لفظها في وفحواها. 2 – إذا لم يوجد نص تشريعي يمكن تطبيقه فيحكم بمقتضى مباديء الشريعة الاسلامية الأكثر ملائمة لنصوص هذا القانون) (المادة الأولى) من القانون. يلاحظ أن فلسفة المشرع وعند التعامل مع النصوص والموروث الضخم للأحكام الشرعية المتعلقة بالأحوال الشخصية كانت متوازنة ومدركة لحجم العمل الذي تقوم به فهي تمكنه من انتقاء القواعد الفقهية ومن دون التقيد بمذهب معين ليصوغها على شكل قاعدة قانونية تحوز صفة العموم وصفة التجريد مع تمتعها بقوة النفاذ، هذا أولا، أما ثانيا – فان مباديء الشريعة الاسلامية التي لا تنسجم مع احكام هذا القانون لا محل لتطبيقها ما دام النص القانوني حاضرا وهذا يعني أن السيادة للقانون دون سواها من القواعد الأخرى، أما ثالثا فقد اعتمد المشرع (المساواة أمام القانون) وبذلك رفع الحيف والتمييز ضد الفئات المستضعفة والمهمشة.

طوبى لهذا الجهد النبيل وطوبى للمؤسسين بناة الوطن ولروح الراحلة السلام.

 ****************

من الجنود المجهولين.. محمد خلف مجيد (ابو شروق)

فيصل الفؤادي

في كل الازمنة وفي كل العالم، هناك اناس من الرجال او النساء يطلق عليهم (جنود مجهولون) لهم أدوار مهمه وبعضها غير منظورة، في خضم الحياة الاعتيادية او في خضم النضال والكفاح، وكذلك في الحروب العالمية وحروب الانصار وعلى مر التاريخ.

وضعت بعض الدول لهؤلاء الجنود المجهولين نصبا وتماثيل وحتى أضرحة لأنهم أدوا ادوارا ومهمات على أكمل وجه، هؤلاء الجنود المجهولون لم تعرف اسماؤهم أو كنيتهم حتى قبورهم او اي شيئ عنهم.

واذ تحدثنا عن تجربتنا الانصارية التي جرت بين اعوام 1978 إلى 1989 والتي كانت ضد النظام الدكتاتوري في العراق، يحتاج منا الكثير من التدوين والحكايات عنهم. من بين هؤلاء كانوا مؤثرين في مهماتهم وعملهم خاصة بين الناس والجماهير واقرانهم والذين عايشوهم.

المهام الموكله لهم تستدعي الموقف والاقدام والبطولة، بعضهم استشهد والبعض الآخر لازال في هذه الحياة، لقد ضحوا بالغالي والنفيس ووضعوا مستقبلهم رهن مستقبل القضية التي آمنوا بها. هؤلاء هم كثيرون ونحتاج وقتا للحديث عنهم، وربما يأتي الوقت لتكون بطولاتهم جزءا من حكايا الناس الذين يعرفونهم.

عاش الانصار بين ثنايا الجبال ووديان ومغارات وكهوف، وحاولوا وبطرق مختلفة الوصول إلى الناس لتقوية صلتهم وتوعيتهم بأحاديث وطنهم وسلطته الدكتاتورية.

هؤلاء الجنود لهم خاصية معينة منها الشجاعة والصبر والتحمل والسكوت، غير مبالغين بالأمور التي تجابههم، فقد كان الجوع والعطش والبعد والمرض والألم والتعب وغير ذلك.

عايشت الكثير منهم، في أيام حلوة وايام قحط، وعايشتهم سنين النضال للفترة المشار لها وكانوا ابطالا بمعنى الكلمة، متمنيا من كل الاعزاء الأنصار أن يكتبوا عن هؤلاء المتميزين.

محمد خلف مجيد (ابو شروق) التحق في دورة العسكرية في لبنان بداية آيار 1979 في معسكر الدامور. بعد التخرج نقل مع مجموعة من الانصار إلى طرابلس لبنان.

من أوائل الملتحقين إلى كردستان في بهدنان في نهاية ايلول 1979 مع ثلاثة من الانصار هم (ابو حازم وسلام تحياتي وأبو وجدان)، استلم مسؤلية فصيل المقر في بهدنان، وهو يمتلك خصالا كثيرة منها المبادرة والهمه والاخلاص اضافة إلى الشجاعة، وكان له دور اساسي مع بقية الانصار في بناء مقر قاطع بهدنان في كوماته قرب الحدود العراقية التركية.

وبعد الالتحاقات الكثيرة وتوسع العمل وتشكيل سرايا جديدة أنيطت به مسؤولية السرية الثالثة والتي أعطيت لها مهمة النزول إلى عمق الوطن في منطقة دشت الموصل ومناطق الزيبار، وساهمت السرية بعدة اعمال عسكرية متميزة، وأطلق على نفسه ملازم شاكر لسهولة نطقه بين الاهالي في المنطقة.

نقل بعدها النصير أبو شروق إلى أربيل وقدم جهدا كبيرا مع الانصار الآخرين خاصة في فترة المعارك المحتدمة مع الاحزاب الاخرى. هذا النصير يستحق ان يكتب اسمه باحرف ذهبية في تاريخنا الانصاري.

غادر كردستان العراق إلى اليمن ثم إلى ليبيا، وتكاتبت معه ومن بعض رسائله...

-                العزيز.. تحية الحب أين ما تكون وللعائلة الكريمة أجمل الأمنيات

رغم أنى تعرضت لحادثة سقوط في السنة الماضية وعملية خطيرة في الجمجمة وكنت حقيقة بين الحياة والموت.. اذ سقطت من دور إلى دور والسقطة على الرأس.. والمهم فقدت الذاكرة لأكثر من شهرين لكن يبدو أنني استعدت الذاكرة القديمة.. ذاكرة شبابنا ياصاحبي في لبنان .. دكتورتنا جميلة في مخيم البداوي.. مدفعيتنا التي نتدرب عليها والاصدقاء .. أبو وطن.. أبو ثائر .. صالح .. .. أبو مازن.. أبو روزا.. نهاد والشهداء أبو سلمى..... وغص القلب بالأحزان.. بودي أن أقرا كتابك أيها الحبيب لكني في بلد الممنوعات.. لا أستطيع استلامه..

اخوكم ابوهافال

قبل سنوات توفي ابو شروق (ابو هافال) في ليبيا ودفن هناك.

المجد وألف تحية لك وباقات عطرة على قبرك دائما.

 **************

من مواقف الشيوعيين العراقيين.. الشهيد البطل بادي نايف حسين

شاكر بادي نايف

مرّت عقود وعقود والشيوعيون لا يزالون يسمون بشموخهم وبسالتهم؛ فالتاريخ حينما ينصف لا بد ان يعطي لكل ذي حق حقه، ومفخرة الشيوعيين تكمن في رسالتهم التاريخية ووطنيتهم العالية، والتي ما عاد يضاهيهم فيها احد، وفي حينها كانوا يتفاخرون بانهم سيقدمون أعز ما يملكه الإنسان من اجل هذا الوطن والشعب لسفر الشهداء، الذي لم يتوقف عند حد.

ومن هؤلاء الشيوعيين الأبطال الرفيق الشهيد بادي نايف حسين .. هذا الشيوعي المناضل الذي اختتم مسيرته النضالية في صفوف حزبنا المناضل باعتلاء اعواد المشانق هو وابنه الشهيد دايخ بادي نايف مع كوكبة لامعة من شهداء الحزب ضمن قائمة تضم (167) رفيقة ورفيق من كوادر ورموز الحزب ضمن حملات الارهاب والاعتقالات الجماعية التعسفية التي قام بها ازلام النظام البعثي الفاشي عامي 1979-1980 مستهدفين من وراء ذلك التصفيات الجسدية والسياسية للحزب الشيوعي العراقي وركائزه التنظيمية في بغداد وبقية المدن العراقية.

وارتأيت أن اصف لحظة اعتقال الشهيدين بادي نايف (والدي) وابنه الشهيد دايخ بادي نايف اللذين كانا يسكنان منطقة بغداد الجديدة/ المشتل، وكان بيتهما مؤجرا حديثا، بعد ان انتقلا من مدينة الحرية بعد كشفهما من قبل ازلام الامن إبان الهجمة الشرسة على الحزب في نهاية السبعينات من القرن الماضي، وكان البيت عبارة عن ملاذ ومأوى لعدد من الرفاق المطاردين، ومنهم الشهيدان كاظم علي محمد ونعيم عليوي جاسم، ورفيقة اخرى لم يراودني اسمها، ومعها طفلها الرضيع ذو السبعة اشهر، وكان قد وضعها زوجها مع نساء عائلة الشهيد بادي نايف حيث كان هو الاخر مطاردا. 

وقد داهم الامن الدار يوم 23/5/1980 واقتيد الشهداء الخمسة المذكورة اسماؤهم في اعلاه الى دهاليز وأقبية مديرية الامن وقد نجوت انا لكوني كنت في حينها خارج الدار، ولم نتسلم جثثهم، ولم نعرف اماكن قبورهم فقط وثيقة صادرة من مديرية الامن العامة تحتوي على اسماء (167) شهيدة وشهيدا تم اعدامهم شنقا حتى الموت لانتمائهم الى صفوف الحزب الشيوعي العراقي. وهذه الوثيقة حصل عليها حزبنا بعد سقوط النظام الدكتاتوري مباشرة، وتم نشرها في حينها في جريدة “طريق الشعب”، حيث علمنا من خلالها عن مصيرهم، وقد ضمت بين سطورها كوكتيل رائعا خالدا من اطياف الشعب من عرب واكراد ومسيح وصابئة وتركمان، تجلت باسمائهم كشدة الورد بالوان الطيف العراقي، وهكذا هو الحزب الشيوعي العراقي خالدا بخلود شهدائه، بدون قبور كالجنود المجهولين.

الخزي والعار لكل القتلة.. الخزي والعار لمهندسي صناعة الموت.. الخزي والعار لكل جلادي البشرية.

المجد والخلود لكل من مجد الحياة ويبني الأوطان.

كل المجد لمن ضحى بحياته في سبيل سعادة شعبه

مجدا للشهيدين بادي نايف حسين ودايخ بادي نايف ولكل شهداء الوطن والحزب

 ***************

مبجل اديب بابان.. الرائدة النسوية العراقية

د. خيال الجواهري

فجعت الأوساط النسائية صباح الجمعة المصادف 3 شباط الحالي برحيل الرائدة النسوية مبجل بابان بعد رحلة طويلة حافلة بالنضال والعطاء من اجل المرأة والمجتمع.

هي من مواليد 1933 ومن ابويين كرديين. كان والدها يعمل في سلك الشرطة وممن لا يميز بين الأبناء والبنات. ومن هنا نشأت في أجواء عائلية تقدمية اتاحت لها الرعاية والاهتمام والسعي لتحقيق ما تحلم به.

درست الابتدائية في الموصل، ثم انتقلت مع العائلة الى بغداد لتواصل اكمال دراستها المتوسطة والثانوية استأثرت باحترام وتقدير الآخرين اثر مواقفها الشجاعة يوم اعتلت احدى الدبابات القادمة لقمع المتظاهرين من طلبة الكليات والمعاهد ممن شاركوا في وثبة كانون الثاني عام 1948.

كانت المناضلة ثمينة ناجي يوسف زوجة الشهيد سلام عادل في مقدمة المتظاهرين تندد بالمآرب الدنيئة لمعاهدة بورتسموث. الشرطة لم تقف مكتوفة الايدي وهاجمت المتظاهرين وتسببت في قتل احد المدنيين مما دفع بعميد كلية الطب د. هاشم الوتري الى تقديم استقالته.

دوامة الغضب والاحتجاج كانت تكبر يوماً بعد يوم وكان الشارع العراقي يغلي والشعب يزداد استياءً وتذمراً ولعل أولى مطالبه كانت اسقاط الحكومة التي يقودها صالح جبر باعتباره المسؤول عن توقيع معاهدة بورتسموث. وفي خضم المواجهات استشهد كل من بهيجة – فتاة الجسر – وجعفر الجواهري وقيس الألوسي.

نشطت مبجل في رابطة المرأة العراقية عام 1949 يوم كان اسمها “رابطة الدفاع عن حقوق المرأة”. ذات يوم شعرت بوعكة صحية فلجأت الى عيادة الدكتورة نزيهة الدليمي برفقة اخيها حامد حينما كان يدرس الطب. وعندما تعرفت عليها الدكتورة نزيهة وعلمت انها في صفوف اتحاد الطلبة العام في الثانوية دعتها لحضور اجتماع الرابطة، وشجعتها على التواصل وحضور الاجتماعات. وحضر الاجتماع مجموعة من المناضلات نذكر منهن: سعدية الرحال شقيقة حسين الرحال، وفية أبو قلام، حياة النهر، فخرية أبو قلام، واخريات.

في هذا الاجتماع تشكلت هيئة تنظيمية منحت د. نزيهة الدليمي رئيسة وسكرتيرة الرابطة ومبجل بابان امينة الصندوق ومسؤولة اللجنة المالية وحياة النهر مسؤولة لجنة بغداد.

وفي اعقاب ثورة 14 تموز عام 1958، تم تغيير اسمها الى “رابطة المرأة العراقية” على اثر مقترح قدمه الزعيم عبد الكريم قاسم، وتم منحها الاجازة الرسمية بتاريخ 8 آذار 1959.

ساهمت الرائدة مبجل بابان في اعقاب ثورة تموز عام 1958 مع غيرها من الرائدات في العمل بين النساء والدفاع عن حقوقهن وحرياتهن وزيادة وعيهن، ولا ننسى دورها في الاتصال بالمحاميات والشخصيات الوطنية من اجل اصدار قانون الأحوال الشخصية رقم 188 لسنة 1959، حيث اعتبر اول قانون للأحوال الشخصية في العراق والوطن العربي، الذي انصف شريحة النساء في مجتمعنا العراقي. وتقول عن هذه الفترة التي عاشتها بأنها كانت ذهبية ومثمرة.

شاركت الرائدة مبجل بابان في التهيئة للمؤتمر الثاني بتشكيل لجان تحضيرية للانتخابات ووضع النظام الداخلي كمسودة لإقراره في المؤتمر بعد اجراء التعديلات عليه. اضطرت الى الاختفاء في اعقاب انقلاب شباط الدموي عام 1963.

عام 1967 قررت السفر الى الكويت بعدما تعرضت للملاحقة. عادت الى العراق بعد اسقاط حكومة عارف في تموز 1968 زاولت وظيفتها ثانية بعنوان “مدققة” علماً إنها كانت بدرجة مدير عام.

وعن كيفية تعيينها في البنك الوطني سابقاً، تذكر بانها في أحد الأيام اقترح عليها زميلها فوزي القيسي أن تقدم طلباً للتعيين في البنك (بعد ظهور إعلان في الصحف عن حاجة البنك لموظفين.

في البداية ترددت بسبب عدم تعيين النساء في حينها لكن القيسي أصر والح في ان تذهب معه الى البنك وتقديم الطلب الى مدير الذاتية وكان يومها اسمه محسن زلزلة، وقد تنافس اكثر من 250 طالباً للتعيين على عدد محدود من الدرجات.

المفاجأة وبعد الامتحان ان اسم مبجل كان الاسم الثاني بعد جعفر اللبان.

عندها اختارها المدير ان تكون معاونة له لتمكنها من اللغة الإنكليزية.

عام 1978 قررت السفر مع عائلتها الى لندن.

وقد كرمت مؤخراً من قبل البنك المركزي العراقي الحالي بورقة نقدية مذهبة كونها اول امرأة عملت في البنك فئة 50 ألف دينار.

وشغلت عدة مناصب في المنتدى الثقافي منذ عام 1987 وتدرجت ادارياً من عضوة الى معاون الى رئيسة المنتدى، وساهمت مع الرائدة بشرى برتو في اعداد مسودة استبيان وزع على المواطنين، من اجل اعداد كتاب عن المنتدى بمساعدة سوزان مناف، حتى وصل الى 25 مواطن. ساهمت المناضلة بكل ما تملك من طاقة في العمل الطوعي لمساعدة المواطن العراقي وبالأخص الأطفال باجراء نشاط لهم وهو معرض للرسوم والمشاركة به عام 1991، وبحضور الشاعر الكبير محمد مهدي الجواهري وتوزيع الهدايا لهم.

كانت المناضلة على علاقات اجتماعية وثقافية واسعة حيث وكما ذكرت لها صلة عائلية بالفنان المعروف محمود صبري وكذلك القصاب وابراهيم شيخ نوري، وحضور الكثير من النشاطات الأدبية والفنية. كان ذلك خلال وجودها في بغداد عام 2012 وفرصة طيبة ان نلتقي ونتحدث طويلاً عن نشاطها وذكرياتها.

لا نقول وداعاً للمناضلة الراحلة.

وعهداً ان نواصل الدرب من اجل عراق حر ومزدهر وموحد تسوده العدالة الاجتماعية والمساواة.

*********************

الصفحة التاسعة

زوجة ميسي تحسم مستقبله خارج باريس

باريس ـ وكالات

تلعب أنتونيلا، زوجة ليونيل ميسي نجم باريس سان جيرمان، دورا كبيرا في حسم مستقبل البرغوث الأرجنتيني، الموسم المقبل.

وينتهي عقد ميسي مع باريس، الصيف المقبل، وسط محاولات باريسية مكثفة للإبقاء عليه.

لكن بعض التقارير تحدثت عن تعقد مفاوضات تجديد عقد ميسي في حديقة الأمراء، واقتراب النجم الأرجنتيني من الانتقال لنادي إنتر ميامي الأمريكي.

ووفقا لصحيفة “لو باريزيان”، فإن أنتونيلا تدعم رحيل ميسي عن صفوف باريس سان جيرمان، والانتقال للولايات المتحدة الأمريكية.

وأشارت الصحيفة إلى أن زوجة ميسي ترغب في العيش بفلوريدا، كما أن البرغوث لديه منزل في مدينة ميامي التي تقع جنوب شرق ولاية فلوريدا.

وقالت لو باريزيان: “يجب على ديفيد بيكهام مالك إنتر ميامي، إيجاد الوسائل الصحيحة لإقناع ميسي بالانتقال للدوري الأمريكي، بداية من الموسم المقبل”.

 ***************

اللغز المحير يؤرق الزوراء.. وراضي يقترب من لقب الهداف التاريخي

متابعة ـ طريق الشعب

حفلت مباريات الجولة 18 من الدوري العراقي الممتاز، بعدة مشاهد وأحداث مثيرة، علاوة على تسجيل أرقام جديدة والاقتراب من كسر رقم الهداف التاريخي، بينما صراع الصدارة مازال مستمرا قبيل نهاية مرحلة “الشتاء” بجولة واحدة.

وتزايدت حدة المنافسة على صدارة الترتيب بعد انقضاء الجولة قبل الأخيرة، ونجح القوة الجوية في استعادة الترتيب الأول برصيد 38 نقطة بعد ساعات من فقدانها للشرطة، الذي يواصل عروضه القوية بعد تجاوزه عقبة نفط ميسان بثلاثية، لكنها لم تكن كافية للبقاء في المقدمة.

وتراجع الشرطة للوصافة بفارق الأهداف، بينما حضر الكهرباء بقوة بالمركز الثالث بفارق 3 نقاط عن المتصدر والوصيف، بعد نجاح كتيبة البرتقالي بعبور الديوانية بسهولة وبأقل مجهود.

واكتفى الطلبة بنقطة التعادل أمام مستضيفه نوروز، ليتراجع إلى الترتيب الرابع، ليواصل مسلسل إهدار النقاط، إذ بات مدربه التونسي يامن الزلفاني، يبحث عن الحلول الفنية لاستعادة نغمة الانتصارات المفقودة.

اللغز المحير

أصبح الزوراء، الذي تراجع إلى الترتيب الخامس، صاحب “اللغز المحير” بعد تحقيقه 3 تعادلات متتالية في الجولات الماضية، وبنتيجة واحدة قوامها (2-2)، التي حضرت في مبارياته الثلاث السابقة أمام نفط البصرة والحدود والكرخ.

ولم ينجح تلاميذ المدرب أيوب أوديشو، في فك طلاسم هذه النتيجة وبذات العدد من الأهداف، ليضعوا مدربهم أمام مقصلة الإبعاد في ظل غضب جماهيري غير مسبوق، دفع أوديشو إلى الانسحاب من مهمته لبضع ساعات بعد التعادل أمام الحدود، ولكن تمسك الإدارة البيضاء برئاسة فلاح حسن، جعلته يعود لقيادة الفريق أمام الكرخ. وواجه ذات السيناريو في ملعب الراحل أحمد راضي، وبقي مع لاعبيه محاصرا من قبل الأنصار الغاضبين، ولكن “الفيلسوف” لم يرمي المنديل هذه المرة، بل اكتفى بالصمت لأنه يخفي “السر” الذي جعل فريقه يفرط بالنقاط، وهو ذات علاقة بصفقات الميركاتو الشتوي، التي لم تأت بثمارها للفريق الأكثر شعبية في العراق.

مواجهة مثيرة

تعد مواجهة النجف وأربيل الأكثر إثارة في هذه الجولة، فمن الناحية الفنية حضر الأداء الكبير من طرفي اللقاء، وتمكن أصحاب الأرض من تقديم شوط أول مثالي وتقدموا بثنائية، لكن الضيوف قلبوا الطاولة بثلاثية بالنصف الثاني، ليحققوا الفوز، رغم أنهم لا يمتلكون من يدير المهمة التدريبية بعد استقالة غازي فهد قبل 3 جولات، وليكسب الطاقم المساعد إعجاب جماهير النادي بتحقيق 5 نقاط في المباريات الثلاث، دون التعرض للهزيمة.

وشهد اللقاء، تسجيل المخضرم أمجد راضي الهدف الثاني لفريقه، والسابع له في سجل المواجهات السابقة، كما أن هذه البصمة التهديفية، جعلت راضي يسجل الهدف 172 في تاريخ مشاركته بالدوري العراقي، ليقترب من عميد الهدافين “صاحب عباس” الذي سجل 177 هدفا.

كما أن هذه المباراة، سجلت عقب نهايتها ردود أفعال غاضبة من أنصار أهل الدار، ليعلن قلب دفاع النجف “كرار عامر” الرحيل عن الفريق عبر الاعتذار للجماهير والمدرب، ولكن قراره الذي أعلنه عبر حسابه بموقع “إنستجرام” لم يجد أي ردة فعل من الإدارة، التي اكتفت بالصمت، بينما علقت على قرار استقالة عبد الغني شهد، ببيان رسمي أكدت تمسكها بالمدرب رغم النتائج المتواضعة.

 ************

درجال: إقرار دوري المحترفين قريبا

بغداد ـ طريق الشعب

كشف رئيس الاتحاد العراقي لكرة القدم، عدنان درجال، أمس السبت، عن خضوع الدورين الممتاز والأول في الموسم المقبل لنظام الاتحاد، فيما أكد أن دوري المحترفين سيخضع لنظام خاص.

وقال درجال، إن “دوري المحترفين وبالتعاون مع رابطة الليغا الإسبانية، سيقر خلال الاجتماع المقبل، ولا بد من العمل به كونه سيخدم الكرة العراقية”.

وأضاف “لدوري المحترفين شروط خاصة، منها مالية وشركات رعاية وبنى تحتية وتشكيل فرق للفئات وأخرى للنسوية وغيرها من الشروط المهمة التي لا بد أن تتوفر في كل نادٍ”.

وأشار درجال، إلى أن “الاتحاد تعاقد مع شركة لتجهيزه بمنظومات (فار) بغية إدخالها للملاعب قريباً”، مردفاً بالقول: “سيتم استخدام (الفار) في الموسم المقبل وفي البطولات الرسمية التي سيشهدها العراق، بعد النجاح في تنظيم بطولة خليجي 25”.

وأعلن رئيس الاتحاد العراقي لكرة القدم عدنان درجال، بوقت سابق، أن الكرة العراقية باتت على أبواب اقامة دوري محترفين، ومشروع الحلم لاكتشاف المواهب، بالتعاون مع رابطة الليغا الاسبانية.

وكان اتحاد الكرة العراقي، قد أعلن الموسم الماضي، إقامة دوري المحترفين الموسم 2022-2023 لكنها لم تقم لوجود بعض المعرقلات التي حالت دون إقامته في الموسم الحالي.

ولا يزال الاتحاد يعاني انقساما بشأن إقامة دوري المحترفين في ظل رفض النائب الأول لرئيس الاتحاد علي جبار الأمر.

*************************

القوة الجوية يتفوق على الزوراء

بغداد ـ طريق الشعب

تغلب فريق القوة الجويّة لكرة الصالات للسيدات، على سيدات الزوراء 4-3 في المباراة التي أقيمت يوم الجمعة ضمن منافساتِ الدوري النسوي لكرة الصالات.

وجرت المباراة ضمن منافسات الجولة السادسة من دوري الصالات في قاعة نادي الاعظمية الرياضي بالعاصمة بغداد. وأحرزت أهداف فريق نادي القوة الجوية النسوية، اللاعبة طيبة سليم “هدفين”، وتبارك مؤيد، وروان وليد. بينما سجلت أهداف فريق نادي الزوراء النسوي اللاعبة شوخان نور الدين “هدفين”، وميس مهدي.

 **********************

بعد الخروج الأوروبي.. برشلونة يبحث عن المال

برشلونة ـ وكالات

يمر نادي برشلونة الإسباني بانتكاسة جديدة، ولكن هذه المرة على المستوى القاري بعد الخروج أمام مانشستر يونايتد بتصفيات خروج المغلوب بالدوري الأوروبي.

الخروج الأوروبي له خسائر رياضية واضحة بضياع حلم التتويج على فريق المدرب تشافي هيرنانديز، ولكن هناك بعض الخسائر المالية الأخرى التي ستضر بالنادي.

وأشارت صحيفة “موندو ديبورتيفو” إلى أن برشلونة كان يعتمد على ضخ بعض الأموال إلى خزينته من خلال دوري أبطال أوروبا، لكنه خرج من المسابقة ليكون البديل هو التتويج بالدوري الأوروبي لجمع بعض الأموال التي تنعش خزينته أيضًا ولكن بدرجة أقل.

وبعد النكسة الأخيرة أمام الشياطين الحمر، سيخسر برشلونة مبلغ 26 مليون يورو، لذلك سيبحث عن فرص لخوض بعض المباريات الودية خارج قارة أوروبا لتعويض هذه الخسائر المالية، واستغلال عدم لعب الفريق لأي مباراة بمنتصف الأسبوع لفترات طويلة لما تبقى من الموسم الحالي.

ولن تكون هذه المرة الأولى التي يسعى فيها برشلونة للحصول على دخل من خلال المباريات الودية بنهاية الموسم لعدم تمكنه من الوفاء بالميزانية، حيث سبق أن سافر الفريق إلى أستراليا العام الماضي لخوض لقاء ودي ضد فريق مجمع من أندية الدوري الأسترالي، وهو ما جلب لخزينة النادي مبلغ 5 ملايين جنيه استرليني.

 ******************

وقفة رياضية.. نعم.. الرياضة بحاجة إلى مؤتمر وطني

منعم جابر

قبل أن يبدأ المؤتمر الرياضي الوطني الذي نحن بحاجة إليه، لا بد أن نحدد الفلسفة الرياضية التي نؤمن بها، لأنها تحدد المسار الذي تسير عليه رياضتنا خاصة وأن رئيس الوزراء مهتم جداً بإيجاد حل للواقع الرياضي المتراجع.

إن ما حققته الرياضة بكل ألعابها خلال عقدين لا يوازي الدعم المادي الذي توفر لها، ولعل الأمر الأهم الذي تعاني منه الرياضة هو غياب الفلسفة الرياضية التي تحكم رياضتنا ومسارها، وهذا الغياب تسبب بفوضى القوانين والتشريعات المنظمة لقيادة العمل الرياضي وبالتالي أصبح لزاماً تحديد فلسفة النظام الرياضي ومنهجه، خاصة وأن القوانين النافذة لقيادة القطاع الرياضي بعضها قد مضت عليه عقود طويلة وبعضها صدر إبان مرحلة النظام الشمولي وهي لا تتناسب مع الواقع الحالي، وبعضها صدر بشكل مستعجل ومرتبك ولعبت الأهواء والمكاسب الخاصة والمصالح الشخصية والحزبية دورا فيه.

عليه، لا بد من عقد مؤتمر رياضي وطني برعاية رئيس الوزراء والعمل على دعوة الطاقات والخبرات والأكاديميين والمختصين بالشأن الرياضي والبعض من رجال القانون، لأن العمل بحاجة إلى تنظيم وتقنين ووضع حد للفوضى التي تسود القطاع الرياضي وتحكمه.

وهنا نطالب بالاهتمام بالمؤسسات القائدة للرياضة وضرورة وجود (مجلس أعلى للرياضة) وهذا المجلس يكون استشارياً من أجل الاشراف والتخطيط يتكون من شخصيات نزيهة ومختصة بالشأن الرياضي.

وحتى ينجح المؤتمر لا بد أن يبدأ من قاعدة الرياضة وهي الأندية والاتحادات التي نجدها ضعيفة وغير منتظمة والكثير منها عبارة عن (دكاكين) أو فرق شعبية يديرها شخص واحد أو اثنان! وكل جهودها منصبة لتحقيق المنح المالية السنوية، وبالتالي ضياع البوصلة الرياضية وعدم قدرتها على القيادة الناضجة مما أدى إلى ضعف الإنجاز الرياضي الوطني.

لذا فمن الضروري أن تكون أولويات المؤتمر الرياضي الوطني هو تحقيق ما يلي: تحديد الفلسفة الرياضية التي تحكم القطاع الرياضي. أهمية وضرورة تشكيل المجلس الأعلى للرياضة. ضرورة تفعيل المادة الدستورية رقم (36) من الدستور. إضافة إلى إصدار القوانين والتشريعات المحدثة للاتحادات والأندية واللجنة الأولمبية بشكل يتناسب مع الواقع العراقي الجديد.

 ******************

النقض ترفض طعن مرتضى منصور في الحكم بحبسه

القاهرة ـ وكالات

رفضت محكمة النقض، أمس السبت، الطعن الذي تقدم به مرتضى منصور رئيس نادي الزمالك، على حكم حبسه لمدة شهر، بتهمة سب وقذف محمود الخطيب رئيس الأهلي.

وكانت محكمة جنح مستأنف القاهرة الاقتصادية، قد حكمت من قبل، بتعديل حكم حبس مرتضى منصور، لمدة شهر واجب النفاذ، بدلًا من سنة، مع توقيع غرامة مالية قدرها 10 آلاف جنيه.

وعلق مرتضى عبر حسابه على موقع فيس بوك، على قرار رفض الطعن، قائلا “أخيرًا رئيس الأهلي يسجن رئيس نادي الزمالك لأول مرة في تاريخ الرياضة”.

وتابع “رفض الطعن لكن في انتظار قرار قاضي السماء.. لا تقلقوا علي، الأسود لا تخشى الموت ولا تخاف من السجن”.

ولفت “الخطة كانت إسقاطي في الانتخابات بالتزوير، قبلها عزلي من رئاسة النادي 4 سنوات وبعدها حل مجلس الإدارة، وكانت الخطوة الرابعة حبسي، هذه الخطوة تأخرت بعض الشيء”.

يذكر أن مرتضى منصور رئيس الزمالك، سلم نفسه إلى نيابة النقض، قبل نظر 3 طعون على حكم حبسه في إدانته بسب وقذف محمود الخطيب رئيس الأهلي.

 *********************

الصفحة العاشرة

النيوليبرالية والعدالة الاجتماعية

ماجد الياسري

تمثل الأيديولوجيا النيوليبرالية التي انبثقت على خلفية تكرر الازمات الاقتصادية الشديدة التي رافقت النظام الرأسمالي ومن أجل أيجاد حلول للتكيف وللتصدي لها والتي في الجوهر، تمثل نفيا للفكر الليبرالي الكلاسيكي الذي ساد في مجالات   السياسة والاقتصاد والثقافة في أوروبا وأمريكا الشمالية منذ القرن التاسع عشر، والذي بدأ بالانحدار منذ نهاية الحرب العالمية الثانية ورافقه صعود التيارات السياسية المحافظة واليمينية.

وتؤكد النيوليبرالية على الحرية الكاملة لاقتصاد السوق وتعزيز دعم الشركات الكبيرة بعيدا عن التدخل الحكومي، عبر إجراءات متعددة منها مثلا خصخصة وبيع ممتلكات الدولة واتباع سياسات تقشفية صارمة لتخفيض الأنفاق الحكومي على البرامج الاجتماعية. وتعتبر مارجريت تأشر (1925-2013) التي أصبحت رئيسة وزراء بريطانيا عن حزب المحافظين في 1979 -1990 ورونالد ريجان (1911-2004) الرئيس الأمريكي الأربعون الذي جلس في البيت الأبيض لدورتين انتخابيتين (1981-1989) هما الأكثر تشددا في التطبيق الصارم لمسار النيوليبرالية التي ركزت على أهمية العولمة وتقشف السياسة المالية والغاء التشريعات التي تحد من حرية الرأسمال والتجارة وتخفيف الضرائب على الشركات وخصخصة قطاع الدولة وتقليص الانفاق. وعزا الاقتصادي ملتون فريدمان وهو احد منظري النيوليبرالية في كتابه (الرأسمالية والحرية) انتخابهما الى التحول في الرأي العام على خلفية التصاعد في الانفاق

وتعود بداية الأفكار النيوليبرالية بالظهور في أمريكا خلال ثلاثينيات القرن الماضي في فترة الكساد الكبير بعد تدني شعبية هيمنة الدولة على الاقتصاد بسبب فشل السياسات الاقتصادية الليبرالية التقليدية في مواجهة الازمات الاقتصادية المتلاحقة، حيث بدأ البحث عن منظومة فكرية اقتصادية سياسية جديدة. وقد لعب انهيار الاتحاد السوفيتي (1917-1990) وانتهاء الحرب الباردة دورا هاما في تحفيز انتشار الأيدلوجيا النيوليبرالية في العالم.

 ومن رموز النيوليبرالية المعروفة الاقتصادي البريطاني النمساوي فردريك فون هاييك (1899-1992) الذي حصل على جائرة نوبل في 1974 وعرف بكتاباته حول التذبذبات الاقتصادية ودور السياسات السعرية في تنظيم النشاط الاقتصادي المجتمعي، والاقتصادي الأمريكي ملتون فريدمان (1912-2006) والذي حاز أيضا على جائزة نوبل في العلوم الاقتصادية عام 1976 وعرف ببحوثه حول الاستهلاك والسياسة النقدية التي وقفت بالضد من المدرسة الكينزية لصالح النقدية المتعلقة بكمية وحركة النقود في الاقتصاد. هذا اضافة الى نخب اقتصادية أخرى مثل جيمس بوكانان (1919-2013) الأمريكي الحائز على جائزة نوبل في 1968 لأبحاثه المتعلقة بدور السياسيين والبيروقراطيين في عملية اتخاذ القرارات لحماية مصالحهم المادية والاجتماعية. وكان لهؤلاء وآخرين تأثير كبير على تبني الأيديولوجيا النيوليبرالية من قبل السياسيين وانتشارها في الأوساط الجامعية والاكاديمية والثقافية. وقد رافقتها رؤية سياسية في أن هذا النهج سيؤدي الى خلق نخبة مميزة من البشر الذين بفضل نجاحاتهم الباهرة كبديل عن الديمقراطية التمثيلية البرلمانية، وحيث تتشكل بنية سياسية جديدة تقود المجتمع بكفاءة عالية. وهذا احد أسباب الانتقادات والاعتراضات عليها، كونها تشكل خطرا على الديمقراطية والحقوق والمكتسبات النقابية التي ناضل الملايين من اجلها بسبب تغول الشركات وتقلص الضمانات حول الانصاف والمساواة والعدالة الاجتماعية.

وعلى الصعيد الثقافي بادرت العديد من الاتجاهات اليسارية والماركسية في تدقيق المخاطر التي تحملها السياسات الاقتصادية الجديدة على القضايا المجتمعية المتعلقة بالقيم الأخلاقية والعدالة الاجتماعية. وبرز اتجاهان احدهما يتضمن نقدا للفكر الماركسي “التقليدي” لعدم تناوله بشكل معمق المفاهيم المرتبطة بالمعايير والقيم الإنسانية الشاملة، مختزلا إياها الى شعارات سياسية. على سبيل المثال ان الاستغلال في النظام الرأسمالي هو عادل بالنسبة للبرجوازية وفي الوقت نفسه فان النضال الثوري للبروليتاريا هو عادل أيضا، وكان من الأفضل على ماركس الاكتفاء بتبني نموذج الفكر الاشتراكي الطوباوي الذي اعتمد على قيم ومعايير أخلاقية واضحة. بينما يرى الاتجاه الاخر ان الخلل الحقيقي هو في تفسير وفهم الكلاسيكيات الماركسية نتيجة ما لحق بها من تشوه في التطبيق خلال تجربة الاشتراكية القائمة السوفيتية، والذي رافقه حسب رأي المفكر الفرنسي الماركسي المعروف لوي التوسير (1918-1990) ضعف وتراجع في دور الأحزاب اليسارية والشيوعية السياسي والفكري في أوروبا كردة فعل تجاه خيبة الامل والإحباط نتيجة انهيار المشروع الاشتراكي السوفيتي، والذي حفز تصاعد  الدعوات للعودة الى ماركس واعتماد القيم الإنسانية عبر “أنسنة” الماركسية والدعوة الى اشتراكية بوجه أنساني.

ولوحظ أيضا تعدد الانتقادات للأحزاب الاشتراكية الديمقراطية التي تسلمت مقاليد الحكم في بعض البلدان الاوربية وتبنت نموذج دولة “الرفاه الاجتماعي” حيث أن القضية الرئيسية لا تتمثل في اتخاذ خطوات أصلاحية لتحقيق الانصاف والعدالة  الاجتماعية بل في التصدي لجوهر التناقض المتحقق بنيويا داخل النمط الإنتاجي الرأسمالي المعتمد على الاستغلال والذي من مظاهره التشيؤ والاغتراب وفقدان المساواة والعدالة، حيث تستخدم الأقلية فائض القيمة لجمع ثروات خيالية. وهو ما لا يمكن انهاؤه الا عبر نضال ثوري لشغيلة اليد والفكر وضمان وحدة النظرية والممارسة. وقد قدم صعود الأيديولوجيا النيوليبرالية تحديا وجوديا لدولة الرفاه الاجتماعي بسبب تعاظم دور اليمين المتطرف في هذه البلدان الذي قام بإلغاء وتقليص التخصيصات المالية والتشريعات المكرسة لدعم الطبقات الهشة في أوروبا، خاصة بين أوساط اللاجئين والمهاجرين الذين يبلغ عددهم بالملايين.

ولم تقتصر ردود الأفعال على الاتجاهات اليسارية بل  شملت أيضا نخبا فكرية من أوساط أخرى تطالب بالحفاظ على القيم الأخلاقية مثل المساواة والعدالة داخل المجتمع الأمريكي الذي تتعاظم فيه اعداد الفئات المهمشة خاصة بين أوساط الملونين كونها تزيد من مخاطر احتدام الصراع المجتمعي الداخلي، والحل عبر  تكريسها دستوريا وقانونيا لضمان المساواة في الفرص والاختيار والعمل والتوزيع العادل للثروات المادية وضمان الحريات الإعلامية والتنقل والخدمات كالصحة والسكن والتعليم ورفض التفرقة العنصرية ونشر المحبة والتضامن بين أفراد المجتمع الأمريكي.

ويعود الفضل الى الفيلسوف الأمريكي جون بوردلي رولز (1921-2002) في تطوير النموذج النفعي أو التوزيعي للعدالة الاجتماعية المنسجم مع خصوصيات النيوليبرالية كأيديولوجيا للبناء السياسي والاقتصادي الأمريكي ومحاولات عولمته. وهناك شبه اتفاق على ان نشر كتاب رولز (نظرية العدالة) في 1971 كان الأكثر تأثيرا حيث طالب فيه الذين يملكون الكثير أن يقدموا المساعدة لمن هم اقل حظا عبر توفير المساواة في الفرص.

 وقد بدأ رولز حياته الأكاديمية بدراسة الدكتوراة وكانت اطروحته حول الفلسفة الأخلاقية. وألف ثلاثة كتب وكتب عشرات المقالات كان آخرها حول “العدالة كإنصاف”. كما قام بتفحص النموذج الليبرالي الكلاسيكي لمفهوم العدالة الذي جاء في كتابات الفيلسوف البريطاني توماس هوبز (1588-1679) وجون لوك      (1632-1704) والمفكر الفرنسي جان جاك روسو (1712-1778) وصياغة أفكاره حول عقد اجتماعي جديد يسمح للمواطن اختيار ما يلائمه من تطبيق لمبدأي الانصاف والعدالة بما ينسجم وظروفه الخاصة، وتطبيقه بشكل ديناميكي. وأطلق عليه رولز “التوازن التعبيري” الذي يتيح للفرد ان يبدأ بالموافقة وتقييم موقعه في العقد الاجتماعي، ومن ثم تكييف تطبيق العدالة حسب ظروفه الملموسة، وصولا الى حالة توازن مناسبة. وتعتمد صياغات رولز هذه على مبدأي الحرية والمساواة لجميع المواطنين الذين يجب أن تتاح لهم فرص متساوية لتحقيق طموحاتهم والتي يجب ان تكون الأساس في بناء المؤسسات القانونية والدستورية والسياسات الاقتصادية التي تضمن توزيعا عادلا للمنافع الاجتماعية،  وصولا الى مجتمع عادل يضمن الخير للجميع ،خاصة الفئات الهشة بما يناسبهم  دينيا وثقافيا، ويوفر لهم ممارسة تأثيرهم من خلال “منابر سياسية شعبية”  لدعم الحرية الفردية والمساواة السياسية والمشاركة الاقتصادية بما يخدم تنمية قدرات الانسان الذاتية وتحقيق مبادى العدالة المنصفة المتفق عليها والتي تدعمها الدولة قانونيا ودستوريا وتصبح حجر الزاوية للحكم المدني والعقل الجمعي المجتمعي، على أساس أن العدالة الاجتماعية هي الحالة الطبيعية التي في ظلها يتحقق التعاون والتكاتف الإنساني.

ويرى البعض أن ما قدمه رولز هو مجرد حماية النظام الرأسمالي على شكل جرعات للتخفيف من المعاناة الإنسانية وتعاظم الاستلاب، خاصة داخل أوساط الفئات المهمشة في المجتمع الأمريكي التي تتزايد بأعداد كبيرة وتتصاعد نضالاتها المطلبية والسياسية.

و يعتبر رولز الماركسية نظرية شمولية ونقيضا للحريات الديمقراطية الأساسية لأنها تنكر حقوق الفرد. ومد رولز أفكاره حول العدالة الى مجال السياسة الدولية وكان من الذين ادانوا قصف المدن واستخدام القنبلة الذرية في الحرب العالمية الثانية. ولكن بقيت أفكاره محصورة بتأثيرها النظري ولم يصل الى مجال التطبيق لأن الاتجاهات المحافظة واليسارية رفضتها.

و قد تواصل رولز مع يوجين هابرماس مدير مدرسة فرانكفورت للبحوث الاجتماعية. وتميزت نقاشاتهما باهتمام من قبل المعنيين بالفلسفات السياسية المعاصرة، خاصة وان كليهما اعتمدا أفكار الفيلسوف الألماني كانت (1724-1804) حول استخدام العقل بآفاقه ومحدوديته (أنظر كتاب تود هيدريك: العقل والتعددية وادعاءات الفلسفة السياسية، دار نشر جامعة ستانفورد 2010)، وكذلك في الاشراف على بعض اطروحات الدكتوراه لتلاميذ المعهد ومنهم الفيلسوف الألماني رينر فورست (ولد عام 1964) الذي يمثل حاليا الجيل الجديد فيه، وكتب عددا من المؤلفات حول مبدأ التسامح والعدالة السياسية والاقتصادية.

 ************

قاموس اقتصادي فلسفي..   منافسة بين الاحتكارات

اعداد: د. صالح ياسر

تمتاز أشكال الاحتكارات عن بعضها البعض بشكل التنظيم الراسمالي لملكية وسائل الانتاج.  والى جانب ذلك تظهر فروقات معينة في درجة احتكار الانتاج وسوق التصريف، وانطلاقا من هذا المعيار يمكن أن نميز:

احتكار القلة Oligopoly وهو اضيق انواع المنافسة الاحتكارية ويقصد به ان الإنتاج تسيطر عليه عدة مؤسسات مستقلة عن بعضها البعض.

الاحتكار الثنائي Duopoly ويقصد به أن السوق تحوي عدداً صغيراً من المنتجين قد لا يتجاوز في بعض الحالات اثنين وتدعى سوق الاحتكار الثنائي.

الاحتكار التام Monopol ويقصد به الاحتكار التام لإنتاج وتوزيع نوع محدد من المنتجات. وهذا يعني من جهة اخرى انفراد مشروع واحد أو عارض واحد بعرض سلعة ما ليس لها بديل، وهذا يعني أن هذا العارض لايصطدم بأية منافسة في السوق لا من مشروع ينتج السلعة نفسها ولا من مشروع ينتج سلعاً بديلة. وعلى ذلك فإن شرط الاحتكار الكامل هو اختفاء المنافسة تماماً من السوق، وانفراد منتج فرد أو عارض وحيد بإنتاج سلعة ليس لها بديل أو عرضها. ومنعا لاي التباس لابد من الاشارة الى ان الاحتكار الكامل، بالمعنى الذي سبق، والذي ينصرف إلى انعدام المنافسة لايعدو انعداماً تاماً، أن يكون أكثر من حالة افتراضية، إذ لا يمكن وجود محتكر لا يقابل أية منافسة له، ذلك أن السلع تتنافس فيما بينها، ولا توجد سلعة لا بديل لها. وفي هذا الصدد اكد (لينين) على ان التاثير المتبادل بين الاحتكار والمنافسة، انما هو عبارة عن خاصية هامة من خواص الآلية الاقتصادية في عهد سيطرة الاحتكارات.

وارتباطا بالملاحظات أعلاه فانه عند التحليل النظري لمشكلة الاحتكار، وكذلك دراسة الواقع الاقتصادي للرأسمالية المعاصرة، من الضروري مراعاة العوامل الخاصة بالسوق والتاثير المتبادل بين الاحتكار، وطليعة واشكال المنافسة في ظل الرأسمالية الاحتكارية، وآلية تكوين السعر، وطرق تنظيم السوق وقواعد تصنيفه.

ورغم ان النمط الاحتكاري للاقتصاد يمكن العثور عليه في كل البلدان، إلا أن هذا الواقع لا يعني أنه يلغي المنافسة بين مختلف المؤسسات. على العكس من ذلك، الذي يحدث ان شكل هذه المنافسة يتغيير اضافة الى احتدامها بين شركاء احتكاريين اقوياء ليس محليين فقط بل ينتمون لبلدان رأسمالية مختلفة، مثلا المنافسة القوية بين شركات صناعة السيارات اليابانية وصناعة السيارات الامريكية.

ومن جانب آخر تحدث المنافسة ايضا بين احتكارات متحدة مثلا بين الكارتل والتروست.

وأخيرا يمكن أن تتجلى المنافسة في إطار الرأسمالية الاحتكارية بالصراع بين الاحتكارات وبين المؤسسات الرأسمالية غير الاحتكارية والمنتجين السلعيين الصغار.

 ******************

يمنى العيد تسردُ سِيَر مبدعين عرب برؤية ذاتية

سامية عيسى

“واحات ثقافية” هي سيرة ذاتية وغيرية للكاتبة يمنى العيد تسرد فيه “سِيَر” عديد من المثقفين والمثقفات والمبدعين والمبدعات العرب، ممن التقتهم أو تعرفت إليهم في أنشطة ثقافية متنوعة، أسهمت في تشكيل سيرة يمنى المعرفية والأدبية، بل هي أشبه بسيرة لهذه الأنشطة التي جمعت يمنى العيد بعمالقة الشعر والأدب والمسرح، بحيث يصعب الفصل بين ذاكرتها الشخصية وذاكرة الأدباء والمثقفين، كما ذاكرة الأمكنة التي ضمت هذه الأنشطة.

كتاب فريد من نوعه في أدب السيرة، لا يشبه أي كتاب تناول السيرة الذاتية أو الغيرية، خطته يمنى العيد بقلمها وزخر بعديد من الحوارت الأدبية والنقدية والفكرية العميقة، فضلاً عن لقاءات شخصية خاصة عمقت حسها الإنساني ومخزونها المعرفي على السواء، في خضم بحثها عن جمر الحقيقة مع هؤلاء، الذين رحلوا عن حياة حافلة بالآلام والمشاق، تاركين إبداعاتهم أمانة في أعناقنا جميعاً، أو أولئك الذين ما زالوا على قيد الحياة يكابدونها إن عيشاً صعباً أو تساؤلات وجودية لا أجوبة لها، أو إبداعات لا تزال تحفر عميقاً لإثراء الثقافة ببعديها العربي والإنساني.

 تميز كتاب “واحات ثقافية” الصادر حديثا عن دار الفارابي، بأسلوب فريد وبنية فنية بديعة وسلسة، لسيرة ذاتية شخصية امتزجت مع سيرة غيرية لمثقفين عرب كتبتها يمنى العيد كلحظات لا تنسى، وها هي اليوم تشاركها مع قرائها كمن يحتفي بهؤلاء وبزبدة ما بلغوه من إبداع، لتروي لحظات مفصلية في حياتها وحياتهم. وبلغة رقيقة سردت هذه اللحظات التي تحمل مخزوناً معرفياً وأدبياً راقياً ممزوجاً بالظروف الشخصية التي عاشها هؤلاء المبدعون/ات، وحملت كثيراً من المعاناة كالسجن والنفي والمرض وتكسر الأحلام وخيبات الأمل والاغتيال.

لقاءات وذكريات

تستهل يمنى العيد “واحات ثقافية” بلقاءات جمعتها أكثر من مرة بالناقد الكبير إحسان عباس، وتبدأ من حادثة اعتقالها في مطار تونس عام 1978 للمشاركة في ندوة كممثلة عن اتحاد الكتاب اللبنانيين، خضعت للتحقيق من غير تهمة واضحة لمجرد أنها قادمة من لبنان، باعتقادها، وما لبثت أن وقعت في مصاعب أخرى، إذ حين أخلي سبيلها، اصطحبها سائق التاكسي إلى أحد الفنادق المتواضعة الأجر، فوجدت نفسها في غرفة مزرية تفوح منها رائحة العطونة، انتظرت منهكة طلوع الصباح حتى تغادر إلى القيروان.

تتكثف الذاكرة حين تتحدث يمنى العيد عن إحسان عباس، ويمتزج خجلها ككاتبة في بداية طريقها، بلطفه ودماثته، بل بسعة معرفته وجرأته العلمية التي تحدت المسلمات المنهجية، حين انتصر للشعر الحديث، وهي وإن اعتبرت أنه أكثر من يستحق أن يطلق عليه كلمة” الكبير” فلأنه انتصر للجمال وإمكانات جديدة للإبداع في مواجهته الجسورة لسلطة المنهج.

 حدث شيء شبيه وإن كان في ظروف مختلفة مع محمود درويش الذي عشقت شعره وتحولاته الفنية والفلسفية، أيضاً مع المفكر حسن حمدان الملقب بـ”مهدي عامل” الذي خرج على صنمية التأويلات للنزاعات والحروب في ما أطلق عليه “تضليلاً “ الحرب الطائفية في لبنان، فهذا المفكر الطليعي اعتبر أن تلك الحرب في حقيقتها هي حرب طبقية سياسية توارت خلف نزاعات طائفية، تم الترويج لها من أمراء الطوائف الذين هم في جوهرهم الحقيقي، تجسيد فاقع للرأسمالية ولكن بأقنعة مختلفة، يمنى شاطرته الرأي بقوة حينذاك، على رغم كل الصدامات التي خاضها حتى مع رفاقه الشيوعيين، تكتب عنه بحرقة وهي تروي المآل الذي أودى بحياته اغتيالاً، لقد دفع حياته ثمناً لآرائه وهو يواصل إزاحة اللثام عن جوهر الطائفية، بوصفها نزاعاً سياسياً أصيلاً ينتمي الى النضال ضد الرأسمالية.

مبدعون ووقائع

وقائع عديدة أوردتها يمنى العيد في كتابها “واحات ثقافية”، وحوارات وأفكار تفاعلت فيها مع هؤلاء الراحلين المبدعين والمبدعات، وإن بصفحات قليلة خصصتها لكل منهم/ن، وغاية في الكثافة، على أمل أن تفضي محاولات هؤلاء الراحلين إلى مكان ما في زمن ما للأجيال المقبلة.

هذا النص الفريد والبسيط والمبدع ينتمي حقاً إلى أدب السيرة، وتطغى عليه لغة رقيقة مبدعة بسهولة ويسر، وإن كانت تتحدث عن الشعر أو الرواية أو السيرة الشخصية لهذا المبدع أو ذاك، وتلمس برقتها شغاف القلب، حتى حين تتحدث عن إشكالات فكرية فلسفية عميقة، كما في حالة محمود أمين العالم، هذا المثقف الإشكالي بحسب الأديب والناقد المصري سيد بحراوي، “لم يتزحزح عن رؤيته النقدية بوصف الأدب انعكاساً للواقع الاجتماعي، بل حاول اكتشاف البنية الفنية والقيمة الجمالية للإبداع الروائي في ارتباط حميم بالرؤية الدلالية الاجتماعية”. هذه الرؤية التي كادت ممارسته النقدية الأولى تقتصر عليها، بحسب قوله في أحد اللقاءات الثقافية التي جمعتها به في القاهرة، وتعلق قائلة على هذه الواقعة “أدهشتني يومذاك حيوية هذا المفكر وهو يحاور ويناقش، ولفتتني ابتسامته وكأنها تعبر عن سعة صدره وترحيبه بالنقاش، تلك الابتسامة التي سأله محمود درويش عن سرها، فقال “شاغبوا تصحوا”.

وتذكر يمنى كيف ترفع عن كره توجب أن يسببه سجن عبد الناصر له لخمس سنوات، عانى فيها صنوفاً من التعذيب لا تخطر في بال، كان من الطبيعي أن يكره عبد الناصر لكنه لم يكرهه، بل أحبه لما رأى فيه من شجاعة المواجهة الشرسة مع الولايات المتحدة الأميركية، واستعانته بالاتحاد السوفياتي في بناء السد العالي، أحد أهم إنجازات عبد الناصر في بناء مصر.

لقاء باريسي

وكانت يمنى التقت محمود أمين العالم مع مجموعة من المثقفين العرب في مقهى باريسي في شارع سان ميشال، وخرجت من اللقاء الودي مندهشة ومبتهجة بهذا العالم الفيلسوف، الذي لم تكن تعرفت إليه قبل ذلك.

ترك هذا اللقاء بالعالم في يمنى العيد، أثراً لم يمح في روحها وذاكرتها، وتركها أسيرة الثراء الفكري الذي امتاز به العالم وشخصيته الثقافية المدهشة، ومضت يمنى على إثره تسير في شارع سان ميشال شبه شاردة، تحاول أن تعود لذاتها وتستعيد سعادتها بحصولها على موافقة أستاذها على أطروحتها عن “الدلالة الاجتماعية لحركة الأدب الرومنطيقي في لبنان” التي أضاعت نسختها المطبوعة تلك الليلة، وما لبثت أن وجدتها عند كشك لبيع الكتب كانت مرت به، هدفت دراستها حينذاك إلى “قراءة أثر الواقع الاجتماعي في تشكل البنية الفنية، بهدف تجاوز مفهوم الانعكاس الذي اعتمده النقاد الماركسيون العرب، وأدى بمعظمهم إلى الوقوع في ثنائية الشكل والمضمون”.

رضوى عاشور الكاتبة الروائية المبدعة التي حملت لها في قلبها محبة كبيرة نالت حصتها من الاحتفاء في “واحات ثقافية”، تتذكر يمنى الاحتفال بعودة عاشور من رحلة العلاج في الغرب في مسرح جامعة عين شمس في القاهرة في آذار 2014، وتستعيد بعضاً من خطابها في تلك المناسبة تقول فيه “من أنت يا رضوى، ومن أين جئت؟ آمنت بالثورة، وعملت لأجلها كي تكون مصر، تلك الأنثى الأم، أماً لنا جميعاً؟ رضوى التي كانت تعرف حقيقة وضعها الصحي، وتخاف لا من موتها، بل من الموت بأقنعته العديدة، التي منها الوأد، وأد الأنثى التي تنتمي إليها بصفتها امرأة عربية ومواطنة من العالم الثالث”.

نالت أيضا الراحلة لطيفة الزيات صاحبة “الباب المفتوح” حصتها من الذاكرة في احتفالية تكريمها في مدينة أغادير في المغرب، كما نالها آخرون لا تستطيع هذه المقالة الخوض في سيرتهم الممتزجة بسيرة يمنى العيد الشخصية والثقافية، أو سيرة اللقاءات التي جمعتها بهؤلاء المثقفين، وأماكنها وتواريخها، الذين باستعادتهم من أرض الذاكرة، وضعت يمنى شكلاً جديداً متعدد الأجناس من أدب السيرة، فالكتابة هنا ليست عملاً توثيقياً لما حواه النص من تخييل في مواضع عدة، فهي كتبت مثلاً بحنان بالغ عن يعقوب الشدراوي، المخرج المسرحي اللبناني الأصيل، الذي توارى بعد يأسه من تنفيذ مشروع حياته في خلق مسرح وطني يؤدي فيه الشبان والنساء والعمال نصوصاً عالمية وعربية ووطنية محلية “ويفتح أبوابه للناس لا للنخبة”، وتمكنت من خلال سبرها المكثف لسيرة الروائي المصري إبراهيم أصلان وكل من شاركوها في لقاءات ثقافية ولحظات صادقة ممن كتبت عنهم، أن تكتشف ذاتها وتتعلم وتتذكر ما لا يمكن نسيانه.

أما الطيب الصالح الكاتب الروائي السوداني صاحب “موسم الهجرة إلى الشمال” فقد نال حيزاً من”واحات ثقافية”، كما غالب هلسا بسيرته المؤلمة والثرية في آن، وكثر غيرهم ممن تمزقت حياتهم، بين برد السجون وصقيع المنافي.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

“اندبندنت عربية” – 1 شباط 2023

 ******************

الصفحة الحادية عشر

فارس كمال نظمي يحلل طبيعة ثورة تشرين

عن دار سطور في بغداد صدر، مؤخرا، كتاب (ثورة تشرين العراقية: الاحتجاج المستميت والمنظومة المغلقة والثورة المضادة) للباحث الدكتور فارس كمال نظمي.

الكتاب يتناول ثورة تشرين 2019، بوصفها تشكل منطلقاً من مقاربة نفسية لمفهوم الثورة بوصفها وانتقالاً جوهرياً في الوعي الاجتماعي والثقافة السياسية وما ينجم عن ذلك من حركة احتجاجات جمعية.. وتجسيداً لمفهوم الثورة، كونها حققت أقصى لحظة واعية خلال قرن من تاريخ الدولة العراقية المعاصرة، في مخيال الثوار الشباب، بين الماضي/ القديم الذي يريدون دفنَ فساده وحرمانه وطائفيته، والمستقبل/ الجديد الذي يتطلعون لاستيلاد الوطن والحقوق من رحمه.

وهو محاولة توثيقية وتحليلية لحدث تاريخي شهد أكبر مشاركة سياسية مارسها المجتمع العراقي لمغادرة اغترابه السياسي ومحاولة صنع مصيره بالضد من هيمنة السلطة وقهرها.

 ******************

ازادوهي صاموئيل: بلاغة الحركة

“رحلت ايقونة المسرح العراقي ازادوهي صاموئيل.. وهي تحمل تيجاناً من العطاء المسرحي والدرامي الرصين، كانت انموذجه الطليعي في تاريخ المسرح العراقي. مثلما كانت اول خريجة في معهد الفنون الجميلة تحمل شهادة مسرحية في العام 1962. وعلى مدى عمر كامل تجاوز (80) عاماً، ظلت ازادوهي العلامة الأبرز والاهم في المسرح العراقي التقدمي، وفي البهاء من فرقة المسرح الفني الحديث. ازادوهي صاموئيل.. كانت وستظل كائنة مضيئة بيننا”.

المحرر الثقافي

د. طارق الجبوري

عندما وقع عليّ الاختيار في اخراج سهره تلفزيونية من سيناريو للفنان الراحل يوسف العاني،كان لزاما علي ان اختار من الممثلين النجوم من له القدرة على لعب الادوار المركبه، فاخترت يوسف العاني لدور الموسيقي وازاد وهي صاموئيل بدور المنظفة، كان خيارا موفقا وكانت ازاد كما هو يوسف العاني جملتان موسيقيتان متناغمتان متوازيتان من ذات المقام،،كانت فرحتها كبيره عندما شاهدت هذه السهرة المعمولة باسلوب السينما كانت فيلما سينمائيا بحق  لعبت ازاد دورها بكل احترافية ونبل والتزام واحترام وصمت كبير،هذا العمل هو اخر اعمال ازاد على الاطلاق عام ١٩٩٢ ولكنها كانت تنتظر مني عملا اخر، احببتها كثيرا عندما شاهدتها لاول مره في مسرحية “النخلة والجيران” وحفرت في رأسي مكانا مرموقا وتصورا رائعا  كان غالبا ما يقع اختياز ازاد للادوار النمطية  للمرأة المسكينة الجدة الكبيرة الساذجة الطيبة ولكن في “الياقوتة” غير ذلك، فقد كان دورها مركبا مكتوبا بانتقائية ورصانة واحتراف،هذه المرة لعبت دورا سلبيا شخصية مغلفة بالشرور مقنعة بالطيبة والوداعة والسذاجة، وقد استطاعت مفاجأة الجميع بنجاحها في لعب هذا الدور وكانا وجهها مادة لدنة تغير ملامحه عبر فهمها العميق للدور وفلسفته وابعاده، من ناحية اخرى  كنت دائما اتعامل مع الممثلين الكبار كلاعبين محترفين يعرفون ما هو المطلوب منهم لتأدية ادوارهم، ولذلك نادرا ما اقوم بعمل البروفات التي تقتصر على الممثلين الثانويين والهواة الجدد، كنت اعطي للمحترفين مساحة واسعة للحركة واجتهاد كبير في الاداء، وازاد تبهرك بالتزامها بالحركة وحفظها للحوار ودقتها  في التوقف في الزمان والمكان الحقيقيين، لاول مرة كان مدير التصوير سهام شاكر مرتاح جدا لفهم ازاد ومعرفتها بدقة ما تعمل، آخذة بنظر الاعتبار حجم اللقطة ومساقط الاضاءة وحركة الكاميرا وايقاعها مع حركة الممثل، كذلك كان مسجل الصوت لا يعطي الملاحظات لان ازاد تعرف متى تتكلم ومتى تتوقف، متى ترفع الصوت ومتى تخفضه، كانت تأتي قبل وقت التصوير بمدة كافية لارتداء الملابس وعمل المكياج وضبط الاكسسوارات ومراعاة مراجعة النص لاتمام حفظه، وكان من اسباب نجاح اي عمل هو انسجام الابطال مع بعضهم  البعض  فكانت هي ويوسف العاني مقطعين موسيقيين متناغمين يضبط ايقاعهم المخرج وفق سلوك الشخصيات، كانت ازاد تفهم كثيرا ابعاد الشخصية الغير تقليديه  فكانت تؤدي دورها وهي تغير ماسكات وجهها ببراعة  لم ارها تغضب.. تتعامل باحترافية هائلة وكأنها خلقت نجمة كبيرة منذ الولادة، تلتزم الصمت عندما تنتهي من المشهد وتنتظر بفارغ الصبر لكي تؤدي مشهدا اخر هي ممثله تحب الجميع قليلة الحديث صموتة وبصمتها كانها تعيش الدور وتتماهى معه، ومن الغريب ان الكثير من الفنانات النجمات كانت تتدخل في ما تلبس وتتدخل باختيار تسريحة شعرها وطبيعة مكياجها، بحيث تحاول ان تصغر عمرها او تبيض بشرتها او تكبر شفتها لتكون  شابة  او ذا مظهر جذاب. الا ازاد فهي تتمسك بتعليمات المخرج لتقريب الوجه من ملامح الشخصية  لتكون اكثر تاثيرا، كان الوقت لديها مقدس  تحترمه وتجله ولم تاتي يوما متاخرة عن التمرين  ابدا ولم تكن متطلبة  بأجورها وخدماتها، ولا بنوع طعامها  كانت تخضع للتمرين صباحا او ظهرا او مساء او ليلا انها تتعامل بمهنية وأخلاق عالية وادب جم، هذه الفنانة الايقونة تركت بصمة كبيرة على الساحة الفنية في المسرح والتلفاز والسينما..

 **********

هذا خبز: سرديات الجوع والوَجَع

شريف هاشم الزميلي

يتقصى الباحث الموسوعي ناجح المعموري في كتابه (سحريات الطقوس والأساطير) 2022 شفرات الشاعر عبد الزهرة زكي في (كتاب اليوم … كتاب الساحر) عن دار الزاهرة للنشر والتوزيع 2001 وكأني به يعتمد البيان وسحره منهجاً في طرح ما في مخيلته من أفكار تضمنتها قصائده ومن تلك الشفرات التي تناولها الباحث (الخبز، طقوس البدئية، التفاح، السحر، الحكمة …) وشفرات أُخَر.

ينفرد الباحث المعموري بأسطرة نص (هذا خبز) والملاحظ في اسم الإشارة (هذا) الذي يستخدم للقريب، ولكنه السهل الممتنع، حاضر في الحقيقة، غائب عن واقع الجياع الذين أنشد لهم الشاعر الكبير محمد مهدي الجواهري قصيدته الحاضرة أبداً (ترنيمة الجياع) فما الذي وجده الباحث المعموري في (هذا خبز) ليتناولها بهذه السعة، عبر رؤى تشحذ بانثيالاتها نباهة المتلقي؟ وما الذي وجده في نص (هذا خبز)؟

لقد شخص المعموري في (هذا خبز)“نوعاً من المهارة والخبرة السردية، والسعي من أجل التجاوز بين عناصر” هذا خبز” وسرديات الجوع والحصار“. ص٩

ويسترسل المعموري لبيان ما للخبز من صلة بالحضارة الإنسانية، وما يبذله الجياع لتأمين تلك الصلة التي تشكل عتبة مهمة للتوغل في متاهة البحث عن (الخبز) حيث يرى فيه” علامة صريحة لما هو مفتقد في حياتنا، لكنه ينطوي على شعيرات مقدسة ذات طابع ديني“بدائي” لأن الخبز مرحلة من أهم مراحل الحضارة الإنسانية … والإنسان مستمر ببذله كل شيء من أجل حياته، معززاً في الوقت ذاته صلته بالخبز“. ص٢٣

    ويتابع المعموري مسيرة، رغيف الخبز في ما للشعوب من طقوس تعتمد (الخبز) مساراً للبحث عمّا يحمله من رموز يسعى الباحث إلى تفكيكها من خلال متابعة الدراسات بنوعها الحديثة والقديمة فيتناول“الخبز علامة ورمزاً -وقد -أخذ شكله وطبيعته من تطور المعتقدات والديانات وأسقطت هذه عليه تجليات، واتسعت هيمنته وصارت حياة كاملة“. ص٢٣

يسعى الباحث لتامين شمولية البحث إلى إشراك كل ذي صلة بالخبز وأصله المتمثل بالقمح، فالخبز غدا هدفاً واملاً يترقب الكثيرون أوانه فيستدعي“الأم الكبرى في التاريخ، هي التي اكتشفت القمح/ الخبز … رمز الخضر …الذي كان الخبز وليد خضرته وهو إله الخصب والانبعاث، الذي مات في الديانات، لكنه استعاد حياته مرة أخرى ونحن بانتظار انبعاثه في النص الشعري، وهذا ما أراد النص قوله، وانتظارنا لانبعاثه مرة أخرى… ما هو إلاّ ترقب للغذاء الذي هو أحد الآمال بالنسبة للعراقيين“. ص٢٤

لم يغفل الشاعر عبد الزهرة زكي ولا الباحث ناجح المعموري ما للحصار من دور في افتقاد الخبز، زاد العراقيين المتطلعين إليه رغبة وحلماً يسعون إليه“وهو ما توصل إليه الشاعر ليقول“هذا خبز” مؤكداً رؤيته، لابل العثور عليه بعد جوع طويل ليعلن من خلاله عن وجود الخبز في عصر الإبادة الجماعية بواسطة حروب جديدة -ومنها -الحصار والموت الجمعي … عصر يموت فيه الإنسان من أجل الخبز، أو يحلم به، ويفاجأ بوقوفه أمامه فيصرخ“هذا خبز“. ص٢٤-٢٥

ثمة سؤال يطرح نفسه، كيف تعامل الشاعر عبد الزهرة زكي مع (الخبز) ورموزه التي تشظت في الذاكرة الجمعية للجياع من العراقيين؟ والإجابة عن هذا السؤال لدى الباحث المعموري الذي رأى” أن الشاعر عبد الزهرة زكي لم يلتقط الخبز مثلما كان رمزاً أو علامة شائعة، بل تعامل معه بروح جديدة ابتكرها وأوجد من خلالها نوعية متباينة من الرمز الخاص، لأن الشاعر يدرك رموزه اختياراً واعيا … والرمز يفرض نفسه كياناً حينما يستمد روحه من لا وعي الشاعر“. ص٢٥

وكدأبه المعروف عنه، يسعى المعموري إلى إضفاء أجواء أسطورية على الخبز لما له من أهمية في سيرورة الإنسان، وحرصه على الإمساك به عبر البحث عمّا تجذر من مرجعيات في ذاكرة الجياع، عبر“تناول موضوعة الخبز، وهي موضوعة أسطرها الواقع، واكتسبت صفات أسطورية، وتكونت منها هذه المتتالية، صارت لنا مثل الخبز وأهميته في حياتنا“. ص٢٦

ويدعو المعموري إلى اعتماد فرادة خاصة لما يكتبه الشاعر عبد الزهرة زكي لتمثل ما تعنيه تلك الإحالات التي يطرحها الشاعر لإشراك المتلقي في استبيانها وتقصّي مخرجاتها،“إن العديد من المرجعيات الجاثمة في لاوعي الشاعر، أسهمت بتشكيل روح النص وجسده … قدم العديد من الإحالات، انصهرت الأسطورة المبثوتة في النص … ذابت وتلاشت …لم يبق منها شيء معروف في تفاصيل النص، لكن القراءة الواعية تساعد على الإمساك بجذورها“. ص٢٦

ما الذي يسعى اليه الشاعر عبد الزهرة زكي في نصه (هذا خبز)؟ وما أسلوبه للإمساك بما يسعى إليه؟  هذا ما تبينه المعموري عبر تشخيص“ابتعاد الشاعر عن التعامل التقريري مع أساطير نصه. اختار رؤيته لبنية الأسطورة العامة كإطار للخصب والموت، وبعدها أوجد أسطورته، فكانت أسطورة الجوع/ الخبز”. ص٢٦

تبقى قدسية (الخبز) وما تبعث به من شفرات، وما لها من مهمات يسعى إلى النهوض بها باعتبارها“علامة حققت غرضاً فكرياً ووظيفة جعلت من المركز هامشاً. الخبز بهذا الاتساع الدلالي، تنامت قوته، وصارت له وظائف يومية وروحية مقدسة. ظلت قوة إشارة الخبز ضاغطة بتطور دلالاتها الفكرية والحضارية“. ص٢٧

وللباحث المعموري أسلوبه المتميز لإشباع مفردة (الخبز) عبر جولاته في الموروث التاريخي للعراقيين فيطرح ما سعت إليه“البغي المقدسة في ملحمة كلكشامش، التي قدمت الخبز لأنكيدو، اقترحت سبيلا للحوار يكون طرفه الأول والأخير الخبز بوصفه البنية العميقة التي يطوف حولها الإنسان، وكان الخبز وسيطاً بين مرحلتين في الملحمة: مرحلة التخلف، والحضارة، لأنه كان موجوداً آنذاك فقد ارتضى الرجل أن تكون المرأة هي الوسيط الفاعل بأمومته وأنوثته معاً، ليعلن عن سيادة المرأة وطغيان دورها الحياتي والحضاري“. ص٢٧

وللشاعر عبد الزهرة زكي رؤيته للمرأة والرجل بوصفهما طرفي معادلة عليه السعي لبيان دورهما، والإشارة إلى انحيازه إلى ما يراه فاعلاً أساسياً وطرح مبرراته في تلك الرؤية حيث“قلب المعادلة، لأنه لم يرتضِ بقاء موقف المرأة وتكرره في الملحمة وسيادة الأنوثة والأمومة، ومحاولة ردّ الاعتبار لشخصية الرجل معلناً عن هيبته، مؤكداً مجتمع الذكورة، وفاعلية دوره الحضاري، لكنه تناسى أن المرأة في النص كانت مستسلمة لخطابه الشعري ولأنها منتجة للخبز، أي منتجة معرفياً وحضارياً“. ص٢٨

ويسترسل الشاعر في استقصاء ما تعرض له الخبز من استهداف لإبعاده عن دوره الملحمي وفي هذا“إشارة إلى تردي الحضارة، بوصفها علامة على الدمار من خلال الحرب التي قادت إلى الحصار. كان الخبز هو المستهدف:

 هذا ليس بسحر. هذا خبز

 لست تذكرينه؟ فلتهجيه إذن، خاء، باء، زاي“. ص٢٨

ويتابع المعموري مسيرة (الخبز) وما يبعث به من رموز عبر مرجعياته الأسطورية، فضلاً عماله من إشارات حيث“شاد نص“هذا خبز“نفسه فوق أسطورته التي استولدها الواقع اليومي المتكرر.

هذا الكلام من فضة

وهذه الحنطة من ذهب

فلأستبدل كل الذهب بالفضة

خذي الكلام. واكسبي الحنطة

 يا من أهرقت أنوثتك في التنور“. ص٣٠

وبثقة عالية يضيف المعموري أسطورة الخبز إلى ما في الموروث من أساطير.“أسطورة اليومي/ الواقعي/ المألوف، والمعتاد عليه عبر تكرّره وليس عبر المرجع الغائر في التاريخ، أسطورة التضحية لواحدة من أهم العلاقات والعلامات الدالة على صلة الأم الكبرى مع الإله الشاب الذي كان في آن ابنها وزوجها معاً:

كوني أنت أنا

سأكون حينها أنا أنت“. ص٣٠

يواصل المعموري استثمار الموروث التاريخي ليحاكي به الواقع المعيش، واقع الحصار، وكأنه يستنسخ ذلك الموروث لما بين الاثنين من محنة ليس لها سوى رغيف الخبز المفتقد.

“هو الإله الشاب الذي باعت زوجته الحلقة الذهبية رمز الاقتران/ الاتصالي، لتشتري بثمنها الطحين، وحاول الشاعر الإفادة من إمكانات اللعب باللغة، لإحلال التبادلية بين السلطتين الذكورية والأنثوية“. ص٣٠

التاريخ بما له من سطوة في استعراض ما في موروثه الشعبي من حكايات استثمرها الشاعر عبد الزهرة زكي واستقصى أبعادها ومدلولاتها الباحث ناجح المعموري مشيرينِ إلى أن الأم الكبرى تحرص على أن يكون لها دورها، فــ“الأميرة هي تنويع آخر للأم الكبرى في التاريخ. وهو تنويع شعري العناصر، وصوت الملكة المتوّجة بموسم إنتاجها وفيض البركة لديها:

“لآخذ شفاعتي/ وأرمي بدرهمي الذي أحسد عليه الأميرة/ الذي أخطف من أجله الأميرة/ من أجله/ من أجلك/ يا موهومة/ يا نساءة/ يا جوعانة/ من أجل الخبز“. ص٣١

يحرص عبد الزهرة زكي على استحضار صفات من يتحدث عنهن من النساء، وكأنه في مواجهتهن، باستخدام يا النداء، غير أنه في موضع آخر يتحدث عنهن غائبات حين يسبغ تلك الصفات على الأم الكبرى، حيث يخلص المعموري إلى أنّ:“المرأة/ الأم الكبرى في النص امرأة اعتيادية، لكنها تأخذ صفات متناوبة ومتوازنة/ متجددة و مختلفة بعضها مع بعض فهي:  عانس/ أرملة/ مسكينة/ موهومة/ نساءَة/ جوعانة - ثم يلتفت الشاعر من الحديث عن غائبات إلى المخاطبة المباشرة - “يا جارة/ يا نبية/ يا عدوة/ يا ساهمة/ يا لاهية/ يا نائمة/ يا جارتي/ يا أخواتي/ يا خالاتي/ يا كسيرات/ يا متألمات/ يا رحيمات/ يا غريبات/ يا مظلومات.. تبقى هذه الصفات لازمة للمرأة عبر التاريخ الطويل منذ عتبة الأم الكبرى وحتى استشهاد الحسين“. ص٣٢

تظافرت على متابعة رغيف الخبز قمتان الأولى متمثلة بالشاعر المبدع بامتياز عبد الزهرة زكي وهو يحلّق بجناحي التواضع والعرفان في إهدائه المخطوط لا المطبوع“الاخ العزيز الأستاذ ناجح المعموري، لك على هذا الكتاب فضل الاكتشاف الخلاق المبكر لـ (هذا خبز) دمت مبدعاً“والقمة الأخرى الباحث الموسوعي ناجح المعموري وقد وضع نص (هذا خبز) تحت مجهره الأسطوري بجرأة وثقة عالية بما يطرح من أفكار بلغة سلسة واضحة وموحية بمداخلاته مع ما في التاريخ من وشائج صلة  بنص الشاعر لإطلاع المتلقي على ما بذله الشاعر في متابعة رغيف يبقى ماثلاً كالبدر في السماء تدركه الأبصار لا الأيدي.

 ****************

هل كان الفجرُ هادئاً؟

عبد السادة البصري

هل كان الفجرُ هادئاً،

حين سرقت الطلقاتُ

آخرَ طيفٍ للفرح

من خيالِ فراشاتِ حدائقنا ؟!

ساعتها ...

سجّلت الرصاصاتُ

أولَ رقمٍ قياسيٍّ في عالم الحقد

فتحتْ بغدادُ نوافذَها

لتحتضنَ العصافيرَ المذبوحةَ

والبراءةَ الممزّقة !!

يمّمت المدنُ / القصباتُ / القرى وجهَها

شطرَ تأريخٍ حافلٍ بالمآسي والحروب !

فِرَقُ الموتِ

تصافحُ الأبوابَ بغدّاراتِ بورسعيد

لتغرقَ الشوارعُ بالدم ،

وتظلَّ القلوبُ معلّقةً على حائط الأمنيات

تنثرُ قصائدها مصبوغةً باللون القاني

وتحزمُ حقائبَها

لتدورَ في الطرقاتِ تمسحُ دموع الحدائق

وتقبّلُ النهارَ بشفاهٍ متشقّقةٍ

أيبَسَها الأسى

وعزَفَ الحزنُ موسيقاه في طول البلاد وعُرْضِها !!

**     **    **

العيون ...

العيونُ التي امتزجت بالأماني

هوّمت عن دربِها

فالليالي رصاص

والرصاص أنهار دمٍ وخراب

كلّما مرَّ زوّارُ الفجرِ في شارعٍ

اغلقت البيوتُ قلوبَها هلَعاً

وباتَ الحزنُ نديمَها

ليرتسمَ على الحيطانِ

قمرٌ من أسىً ولوعة !!

***    ***    ***

في تلكَ الساعةِ

هل كان الفجرُ هادئاً حقّاً ؟!

لا ......

لا .......

في تلكَ الساعةِ

إصطّبغَ كلُّ فجرٍ عراقيٍّ بالدم

ولم يهدأ الرصاص الى الآن !!!!

 ************

الصفحة الثانية عشر

في بيت شيوعيي كربلاء.. عماد الخفاجي عن «السلطة الرابعة.. التكوين والتحديات»

كربلاء – طريق الشعب

ضيّفت اللجنة الثقافية التابعة إلى اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في كربلاء، الثلاثاء الماضي، الإعلامي عماد الخفاجي، الذي تحدث عن “السلطة الرابعة.. التكوين والتحديات”، بحضور جمع من المثقفين والأدباء والإعلاميين.

الرفيق سلام القريني أدار الجلسة وابتدأها متحدثا عن الحملة الانتخابية للضيف حينما رُشح للبرلمان عام 2010 عن كربلاء ضمن قائمة الحزب “اتحاد الشعب”.

ثم تساءل: هل نمتلك اليوم في العراق إعلاما حرا؟   

وقبل أن يجيب، أعرب الخفاجي عن سعادته بوجوده في مقر الحزب الشيوعي العراقي، ومعه عديد من أصدقائه، مستذكرا الحملة الانتخابية وبرنامج الحزب الانتخابي.

وقال أن السلطة الرابعة هي دعامة النظام الديمقراطي وصمام الأمان لتقويم السلطتين التنفيذية والتشريعية، موضحا أنه “بالنسبة لي اشعر ان أشياء كثيرة في الاعلام غائمة، لم تتشكل بعد، وهناك تحايل على المسار السياسي”.

وتابع قوله أن “الكثير من البنود والمفاهيم التي وردت في الدستور، خصوصا المادة 38 التي تنص بشكل واضح على حرية التعبير بكل الوسائل وحرية الصحافة والطباعة والاعلام والنشر إضافة الى حرية الاجتماع والتظاهر السلمي.. الكثير من تلك البنود يتم الالتفاف عليها”، مبينا أن “غياب الاعلام الحقيقي ورفض تعدد الواجهات الإعلامية، كل ذلك يعطي السلطة كارتا مفتوحا لعمل أي شيء دون وجل”. ولفت الخفاجي إلى أن “مصطلح السلطة الرابعة يطلق على وسائل الاعلام عموما، وعلى الصحافة بشكل خاص”، موضحا أن “أحد اهم التحديات التي تواجهها السلطة الرابعة هو وجود الحكومات المستبدة. والحديث يطول لو تكلمنا عن الخروقات وعن حجب المعلومة ومنع معرفة مصدرها”.

وفي سياق الجلسة، قدم عدد من الحاضرين مداخلات حول موضوعها، بضمهم الشاعر سلام البناي والأستاذ عباس كمبر والإعلامي اياد الزاملي والشاعر عقيل أبو غيب والإعلامي مقداد الخفاجي والمحامي إبراهيم حلاوي والمحامية كوثر الناصر والرفاق سلام نوري وأكرم ناظم وغانم الجاسور.

وفي الختام قدم سكرتير اللجنة المحلية شهادة تقدير إلى الإعلامي عماد الخفاجي.

 ******************

«الأغنية السبعينية» في مقر شيوعيي البصرة

البصرة – باسم محمد حسين

أقام «ملتقى جيكور» الثقافي في البصرة، الثلاثاء الماضي، أمسية ثقافية – فنية حول «الأغنية السبعينية في العراق»، ضيّف فيها د. ناصر هاشم بدن ود. هاشم عبود الموسوي والمهندس ظافر المظفر.

حضر الأمسية التي أقيمت على «قاعة الشهيد هندال جادر» في مقر اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في البصرة، جمهور من المثقفين والفنانين ومتذوقي الغناء.

وخلال الأمسية، تحدث الضيفان د. الموسوي والمظفر، عن الأغنية العراقية أبان سبعينيات القرن الماضي، وتأثيرها على الذائقة الغنائية وترسخها فيها، معرجين على أبرز ملحني تلك الفترة وشعرائها ومطربيها.

وقدم الضيفان معلومات وجيزة عن بعض الأغنيات، ليتبعهما د. بدن بأداء تلك الأغنيات بصوته وعلى عوده.

وأشار الضيوف الثلاثة إلى أن الأغنية السبعينية من أرقى ما قدمه الفن الغنائي العراقي، لافتين إلى أن تلك الفترة كانت تشهد انفتاحا وبناء وتطورا في كل ميادين الحياة، الأمر الذي انعكس إيجابا على الأداء الشعري واللحني والغنائي.

وخلال الجلسة قدم العديد من الحاضرين مداخلات، وطرحوا أسئلة أجاب عنها الضيوف بإسهاب.

 *************

أين هي الحلةُ الآن!؟

الحلة – جبار الكواز

هذا الجرف البائس من شط الحلة - الظاهر في الصورة – محصور بين مقر بلدية الحلة و”حديقة النساء”. وكان في القرن الماضي فردوسا لشباب الحلة. إذ كان الساحل مفروشا بالرمل النقي الناعم كمهد ومجال رائع للسباحة خلال الصيف بين الظهيرة والغروب.

لم نكن نستطيع دخول “حديقة النساء” في ذلك الزمن، بسبب صرامة حراسها الذين يعاقبون بشدة من يقطع وردة من أغصان شتلاتها، او يقطف ثمرة من اشجارها اليانعة المانحة.. كانت الساعات هناك تمرّ سراعا ونحن نجتمع بمحبة بعيدا عن عيون الأهل الخائفين علينا من الغرق.. هنا شاهدت حوادث كثيرة عن أطفال وشباب ورجال غرقوا فجأة دون أن ندرك اسبابا واضحة لغرقهم حينها. وهنا أيضا شاهدتُ معارك دامية بين معلمين من أنصار اليسار واليمين وكيف قذفوا معلما في الشطّ عقوبة لأفكاره اليسارية! وهنا أيضا كان “نجم البلام” الذي يعبّر الراغبين بـ “بلمه” الصغير إلى الضفة الأخرى لقاء اجر زهيد.

هنا تعلمت السباحة مبكرا واستطعت عبور الشط عوما، لكن بصعوبة، بسبب قوة المياه الجارية.. هنا اصطدت اول سمكة صغيرة، وهنا أيضا غرق اخي الكبير (سهيل) الذي لم نستطع انتشال جثته الّا بعد يوم كامل وبمحاولات بحث شاقة.. هنا كان بيت المتصرّف، حيث اللقالق تراقبنا في عبثنا ولعبنا ومكرنا و(ختلاتنا) ومغامراتنا الصبيانية المدهشة. هنا كان فردوسنا المفقود الذي اكتشفناه مبكرا.

اليوم، كلما مررت على هذا المكان وهو يعيش محنته الكبرى، تقفز من ذاكرتي سنوات تنث جمالا ومحبة وألفة وبساطة وألقا لا ألق مثله ابدا.. مع الأسف قتل الرجال الجرف – فردوسنا - تحت وطأة الإهمال في زمن اقل ما يقال عنه انه زمن الخراب وضياع القيم.. زمن النهازين والمتصيدين في المياه العكرة وسارقي المال العام نكاية بالمدينة وشعبها. فهذا إذن زمن الحلة المنتهب الآن بلا رأفة ولا رفّة من ضمير حيْ.. أما أنت أيها القلب العاشق مثابات ذاكرته الأولى وبصمات خطاه وهو يقطع الطريق بين الطفولة والكهولة، ما زال يحدوك أمل في مدينة أردت لها الجمال والنقاء والعمران والسلام ولم يتحقق للآن..

طوبى لك أيها الحالم الباسل الذي ما زال متمسكا بحلمه الحليّ الجميل العنيد..

أين هي الحلة الآن!؟

 ***************

المهرجان التشكيلي 2023

تدعو لجنة احتفالات الذكرى الـ 89 للحزب الشيوعي العراقي الفنانات والفنانين التشكيليين العراقيين في بغداد ومحافظات الوطن،  إلى المشاركة في المهرجان التشكيلي، الذي تقيمه سنويا بمناسبة الذكرى.

فالرجاء من الفنانات والفنانين الراغبين في المشاركة، تسليم اعمالهم الى ادارة قاعة كولبنكيان في ساحة الطيران ببغداد، وذلك اعتبارا من يوم الثلاثاء الموافق ٢٨ شباط الجاري.

 *****************

كركوك تزدان بـ «مهرجان التآخي» السنوي

متابعة – طريق الشعب

أقام البيت الثقافي في كركوك، الخميس الماضي، “مهرجان التآخي” السنوي بنسخته الثانية، بمشاركة العديد من المؤسسات التربوية والثقافية والفنية في المحافظة.

المهرجان الذي حضره مسؤولون في وزارة الثقافة وممثلو اتحادات ونقابات مهنية ومنظمات مدنية، وجمهور من مختلف شرائح المجتمع، تضمّن برنامجه فعاليات ثقافية وفنية عكست تراث مجتمعات ومكونات كركوك، وجسدت مبادئ العيش المشترك والسلام والتنوع الثقافي.

وشهد المهرجان أناشيد جماعية وأوبريتا ودبكات فلكلورية ومقطوعات موسيقية ووصلات من المقام العراقي، شارك فيها فنانون روّاد وطلبة من معاهد الفنون الجميلة والمدارس.

كذلك افتتحت في سياق المهرجان معارض تشكيلية وأخرى للحرف والمشغولات اليدوية والأعمال التراثية. 

 ****************

عراقي يحصد فضية مهرجان الاسكندرية للفيلم القصير

متابعة – طريق الشعب

حصد الفيلم العراقي الموسوم «الصافرة»، للمخرج عادل عبد المجيد، «جائزة هيباتيا» الفضية لمهرجان الاسكندرية للفيلم القصير بنسخته السابعة، والذي اختتم الثلاثاء الماضي في «مسرح سيد درويش».

وفاز الفيلم العراقي بالجائزة ضمن مسابقة الأفلام العربية. وقد شملت جوائز المهرجان أيضا مسابقات الفيلم الروائي الطويل الدولي والفيلم الوثائقي الدولي وفيلم التحريك الدولي وأفلام الطلبة المصريين.

 *************

معاً لبناء بيت الحزب.. بيت الشعب

دعماً للحملة الوطنية لبناء مقر الحزب الشيوعي العراقي، تبرع الرفاق والأصدقاء:

- الدكتور حسن البياتي 500 الف دينار.

- حيدر عبد الرحمن فليفل 100 الف دينار

الشكر والتقدير للرفاق والأصدقاء على دعمهم واسنادهم حملة الحزب لبناء مقره المركزي في بغداد.

معاً حتى يكتمل بناء بيت الشيوعيين.. بيت العراقيين.

 ********************

اصدار

لحظة العمر الإضافية

عن “دار سطور للطباعة والنشر” في بغداد، صدرت حديثا مجموعة قصصية للكاتب فلاح الجواهري، عنوانها “لحظة العمر الإضافية”.

تضم المجموعة ثماني قصص تغطي 180 صفحة من القطع الوسط.

 **********

«هل تختار المرأة قيودها؟»

متابعة – طريق الشعب

عقدت الجمعية العراقية لعلم النفس السياسي في بغداد بالتعاون مع “جمعية الأمل العراقية”، الخميس الماضي، ندوة فكرية حوارية عنوانها “هل تختار المرأة قيودها؟ مناظرة فكرية بين الرؤية الجندرية والرؤية السيكولوجية”.

الندوة التي حضرها جمع من الأكاديميين والمثقفين، والتي أدارها د. علاء حميد إدريس، غطت فيها د. أسماء جميل رشيد موضوع القيود المفروضة على المرأة من منظور جندري، يعزو خضوعية المرأة إلى البنية الذكورية للمجتمع، موضحة أن هذه البنية قوضت المساواة في النوع الاجتماعي انطلاقا من عوامل اقتصادية وسياسية وثقافية.  فيما قدم د. لؤي خزعل جبر، مداخلة معمقة تناول فيها مشكلة تقييد المرأة من منظور سيكولوجي.

وتخللت الندوة مداخلات قدمها العديد من الحاضرين.