اخر الاخبار

الصفحة الأولى

العراق خارج لائحة الدول الديمقراطية لعام 2023

بغداد ـ محمد التميمي

اصدرت وحدة المعلومات الاقتصادية EIU، مؤشرها السنوي للديمقراطية في العالم وكان العراق خارج هذا المؤشر، فيما عزا معنيون ذلك للمشاكل والقيود التي تواجهها حرية الصحافة والتعبير في البلاد.

ولم يبدِ ناشطون استغرابا من عدم وجود العراق ضمن هذه اللائحة بسبب ما يواجهون من تضييق واستبداد، تمارسه القوى المتنفذة.

ووفقًا للمؤشر، فإن الدول الأكثر ديمقراطية في العالم هي النرويج ونيوزيلندا وفنلندا والسويد وأيسلندا والدنمارك وإيرلندا وتايوان وأستراليا وسويسرا، بينما كانت سوريا الدولة العربية الوحيدة ضمن قائمة الدول الأسوأ في ما يتعلق بالديمقراطية.

كيف يعمل المؤشر الديمقراطي؟

وتجمع وحدة المعلومات الاقتصادية (EIU) بيانات بشكل سنوي، لتحديد مستويات الديمقراطية حول العالم، فيما يسمى “مؤشر الديمقراطية العالمي”، حيث يعتمد هذا المؤشر على مقياس من 0 إلى 10 لقياس المؤشرات التالية في جميع دول العالم سنوياً ومن هذه المؤشرات هي الحريات المدنية، العملية الانتخابية والتعددية، عمل الحكومة، الثقافة السياسية والمشاركة السياسية، وعلى أساس ذلك يقسم المؤشر دول العالم إلى دول “تتمتع بالديمقراطيات الكاملة” حيث تتميز هذه الدول بوجود: انتخابات حرة ونزيهة، الحقوق السياسية والحريات المدنية، ثقافة سياسية قوية، حكومة تعمل بشكل فعال لمصلحة المواطنين، وجود وسائل الإعلام المتنوعة والمستقلة، قضاء مستقل، ديمقراطية مزدهرة باستمرار. وايضا “الديمقراطيات المعيبة” حيث ان الدول التي تصنف تحت هذه الفئة يلاحظ فيها وجود: انتخابات حرة ونزيهة، الحقوق السياسية والحريات المدنية، الحكم غير الكافي أو غير الفعال، ثقافة سياسية متخلفة، ضعف المشاركة السياسية. وفي ما يخص “دول الأنظمة الهجينة” فيلاحظ فيها وجود: مخالفات في الانتخابات، ضغوط الحكومة على المعارضة، ثقافة سياسية ضعيفة، حكومة غير فعالة، ضعف سيادة القانون، مجتمع مدني ضعيف، الضغط على الصحافة وسلطة قضائية غير مستقلة

قيود حرية التعبير

وتعليقا على ذلك، يقول الصحافي والقانوني دولفان برواري في حديث مع مراسل “طريق الشعب”، ان حرية الصحافة والتعبير أحد أبرز معايير تقييم الانظمة الديمقراطية في العالم. وفي العراق تعاني هذه الحرية مشكلات عديدة.

ويسترسل برواري بالحديث: ان “اولى تلك المشكلات هي عدم توافق القوانين العراقية والمعايير الدولية والمواثيق والمعاهدات التي وقع عليها العراق. ببساطة: العراق لم يوفِ بالتزاماته الدولية التي تقع على عاتقه في مجال الصحافة وحرية التعبير التي وقع عليها في العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية”.

ويؤشر المتحدث وجود مخالفة في الدستور العراقي، قائلا: ان “العهد الدولي وضع ثلاثة شروط لتقييد حرية الصحافة والتعبير في الدول بالقوانين الداخلية. واول هذه الشروط ان يكون التقييد بموجب قانون. بمعنى يصدر قانون بهذا التقييد. والشرط الثاني ان يكون هذا التقييد ضروريا لتنظيم هذه الحرية. والشرط الثالث ان يكون التقييد متناسبا مع حجم التنظيم”، مردفا كلامه بان “الدستور العراقي يخالف هذا الامر: هناك مادة تؤكد امكانية تقييد الحقوق والحريات بقانون او بناءً على قانون. بما معناه انه يمكن لهيئة تنفيذية قائمة بموجب قانون أن تصدر لوائح تقيّد حرية الصحافة والتعبير”.

ويستشهد برواري على ذلك بمثال: ان “هيئة الاعلام والاتصالات في العراق، هي كيان قائم بموجب قانون، ووفقه تقوم بتقييد حرية الصحافة بمجموعة من اللوائح، بضمنها لائحة تنظيم البث الاذاعي والتلفزيوني التي يتم استخدامها حالياً في تقييد عمل الاذاعات والتلفزيونات”، يذكر ذلك بأسف واستياء.

قانون لانتهاك الحريات!

ويواصل برواري، ان هناك “مجموعة مشاكل في القوانين التي شرعت في العراق منذ العام 2003 وحتى الان، والمتعلقة بحرية الصحافة والتعبير؛ فقانون حماية الصحفيين يفرض الكثير من القيود التي لا تتناسب مع الدستور العراقي والمواثيق والعهود الدولية، وهو ايضا لا يعطي اية حقوق للصحفيين، بل على العكس يفرض عليهم مجموعة من القيود، وربما الوضع يكون افضل من دون هذا القانون” بحسب رأيه.

ويضيف أن هناك عددا من القوانين النافذة التي سُنت في زمن النظام السابق، والتي تنص على مجموعة من القيود المفروضة على حرية التعبير والصحافة.

السلاح والميليشيات

ويشير المتحدث الى أن “السلاح المنفلت والميلشيات والعشائر وحتى المؤسسات الحزبية للمتنفذين داخل الدولة، تشكل جميعها عوامل مقيدة لحرية الصحافة والتعبير في العراق. بالتالي لا يمكن تصنيف العراق ضمن لائحة الدول الديمقراطية، طالما لدينا مشاكل في حرية الصحافة والتعبير باعتبارها اكثر الحقوق التي يجب ان تكون مضمونة في الانظمة الديمقراطية”.

دكتاتورية من نوع آخر

أما الناشط والمدون أحمد الطائي، فيصف خروج العراق من هذه اللائحة بأنه “غير مستغرب”، لأن العراقيين “يعيشون منذ العام 2003 وحتى الان دكتاتورية بشكل اخر: الحريات مفقودة، فقد بانت وحشية هذه المنظومة السياسية في انتفاضة تشرين 2019، والتي تفننت بقمع المحتجين وقتلهم” بحسب قوله.

ويقول الطائي لـ”طريق الشعب”: ان من “يعارضون منظومة المتنفذين اليوم، يعانون جملة من الانتهاكات التي تطالهم، منها الخطف والاغتيالات، اضافة الى الحرب القذرة المتمثلة بتشويه السمعة والتشهير حيث يتم اختطاف بعضهم ويتم ابتزازهم بمقاطع وصور تؤخذ لهم تحت ضغط التعذيب والتخويف”.

ويضيف ان “القوى السياسية تتحمل المسؤولية كاملة، ولا يمكن ايضا الحديث عن حريات او إحياء للديمقراطية في ظل المنظومة الحالية المأزومة ما لم تتم ازاحتها من خلال التغيير الشامل”.

ديمقراطية مشوّهة 

الناشط والمهتم بقضايا الحقوق المدنية مازن محبوبة، يقول إن “التعامل مع الاحتجاجات السلمية في العراق دائما ما يتسم بالعنف؛ فالكثير من الناشطين والمتظاهرين تعرضوا وما زالوا الى عمليات اغتيال وخطف وتغييب”.

ويضيف ان العراق “امام العالم يعد بلد حريات ديمقراطي، ولكن في الحقيقة تمارس القوى المتنفذة الدكتاتورية الناعمة، التي تشمل كل من ينتقد او يعارض المنظومة السياسية”.

ويتابع محبوبة في حديثه لـ”طريق الشعب”، قائلا ان “الحقوق الدستورية يجب أن تحترم”، مشددا على ضرورة قيام الاعلام بلعب دور رئيسي في نقل الحقيقة من دون تزييف او تضليل أو تلميع، وبالتالي فان ذلك سيشكل ضغطا على الجهات المعنية لتحسن سلوكها والانضباط اكثر؛ فالديمقراطية في العراق منقوصة ومشوّهة”.

وفي ختام حديثه، ينبه محبوبة الى ان استمرار الحال على ما هو عليه “سيأخذنا الى منزلقات خطرة لا تحمد عقباها، ودوامة لا متناهية من القمع والاستبداد غير قابلة للكسر، بخاصة أن القوى المتنفذة تملك المال والسلاح والاعلام، ومستعدة لنسف اي محاولة او عملية تغيير في البلاد”.

----------

راصد الطريق.. رفقا بالمواطنين .. لا تزيدوا همومهم!

تحدثت مواقع التواصل الاجتماعي عن توجيه اصدرته نقيب المحامين أحلام اللامي يمنع المحامين من التوكل عن “ البلوكرات”  و”الفاشينيستات”. وحتى كتابة هذه السطور لم يصدر من النقابة نفي لهذا التوجيه، كما ليس معلوما هل هو  قرار النقيب ام مجلس النقابة، وهل عُرض الامر على المجلس؟ وكلنا أمل ان تكون السيدة اللامي قوّلت ما لم تقله .

ولئن صح أمر التوجيه، فسيتوجب التوقف عند مدى انسجامه مع حقوق الانسان والقوانين التي تقضي بحق المتهم في توكيل من يدافع عنه. كما سيحق لنا التساؤل: لماذا اذن لم تمنع النقيب والنقابة المحامين من التوكل عن السراق والقتلة والمجرمين؟ وهل هذا  توجّه يأتي في سياق  حملة “المحتوى الهابط” التي تثار تساؤلات مشروعة بشأنها وشأن أهدافها الحقيقية؟ 

هناك قلق كبير من خلط الأوراق واستخدامه أداة لمصادرة الرأي الآخر والنقد البناء، وبضمنه ما يوجه الى  السلطات الثلاث ومؤسسات الدولة، كما جاء في اعمام مسرب من القضاء.

ياسادة ياكرام: لا تضيقوا ذرعا بالرأي المخالف وبالنقد! وتذكروا ان العراقيين يعرفون عواقب ذلك ولا تريد اغلبيتهم الساحقة  تكرارها!

 ****************************

مطالبات بتعديل سلم رواتب موظفي الدولة

بغداد ـ طريق الشعب

شهدت العاصمة بغداد ومحافظتا ذي قار والبصرة تظاهرات احتجاجية تطالب بتعديل سلم الرواتب لموظفي الدولة، وتظاهرة أخرى لأصحاب البسطات رفضا لقرار إزالة بسطاتهم في سوق البصرة القديم، فيما تظاهر الآلاف من المحاضرين في المجان في مديرية تربية الرصافة الثالثة في ساحة التحرير وسط العاصمة بغداد، مطالبين بالتعاقد معهم أسوة بأقرانهم في باقي المديريات.

 ******************************

الصفحة الثانية

خلال شهر واحد.. 90 أمر قبض واستقدام لمسؤولين كبار

بغداد ـ طريق الشعب

أعلنت هيئة النزاهة الاتحادية في العراق، امس الإثنين، أنها أصدرت، خلال الشهر الماضي، 90 أمر قبض واستقدام، بحق مسؤولين كبار حاليين وسابقين على خلفية قضايا فساد مختلفة.

وذكر بيان لدائرة التحقيقات في هيئة النزاهة  أن “الجهات  القضائية أصدرت (90) أمر قبضٍ واستقدام على خلفية قضايا حقَقت فيها مديريات ومكاتب تحقيق الهيئة في بغداد والمحافظات وأحالتها على القضاء”.

ونبهت الدائرة إلى أن أنه  19 أمر قبض و71 أمر استقدام بحق “كبار المسؤولين من ذوي الدرجات العليا”.

وأضاف البيان، أن “الأوامر شملت 4 من أعضاء مجلس النواب الحالي، و5 نواب سابقين، ووزيرين سابقين وآخرين أسبقين، إضافةً إلى وكيلي وزيرٍ حاليين، ووكيلي وزيرٍ سابقين ووكيل أسبق”.

ولفت إلى أن “من بين أوامر القبض والاستقدام ما صدر بحق 3 محافظين حاليين، و11 محافظاً سابقاً، و3 أسبقين، كما شملت الأوامر 10 مديرين عامين حاليين، و26 مديراً عاماً سابقاً، ومديراً أسبقاً، فضلاً عن سبعة من أعضاء مجالس المحافظات السابقين”.

 ************************************

منتصف الأسبوع.. عيد الحب وشهداء الحزب

حسين النجار

يتوهج في هذا اليوم 14 شباط، مناسبتان فريدتان تبدوان لأول وهلة بعيدتين عن بعضهما، لكنهما في الجوهر أقرب ما يكونان من بعضهما.

فالشيوعيون واصدقاؤهم والتقدميون عامة، يحتفلون هذا اليوم بقيم ومُثل التضحية بالنفس العزيزة، التي كرسها رفاقهم قادة وأعضاء وهم يعتلون اعواد المشانق، او يقاومون وحشية الجلادين في الزنازين والاقبية، او يواجهون بصدورهم العارية رصاص القتلة المحترفين.. يجترحون تلك البطولات والمآثر الكبرى، لا لسبب سوى الحب لجماهير الناس الكادحين المحرومين المقهورين، ولقضية رفع الحيف التاريخي عنهم، وإنصافهم في ظل عدالة اجتماعية شاملة، تعيد لهم حقوقهم الإنسانية، وتحتفل بهم كبشر جديرين بالاحترام الذي يليق بأرقى الكائنات، وبالتعامل القائم على محبة الانسان للإنسان، وتؤمّن لهم الحياة الكريمة الحرة، وهم هذه الملايين العراقية الطيبة المخلصة، التي عانت وتعاني من وطأة المحن، ما قد نعجز عن تصوره.

وهو كذلك حب الشيوعيين المتجذر عميقا للوطن العراقي الغالي، بلاد الرافدين، مهد المدنية الأول وموطن الحضارات المعطاء المتعاقبة، التي وهبت البشرية عبر مسيرة آلاف السنين ما لا يحصى من المعارف والكشوفات ووسائل التقدم والرقي الماديين والانسانيين.

هذا الحب للوطن والشعب، الذي يتوهج في قلوب الشيوعيين في مثل هذا اليوم من كل عام، يزداد سطوعا وهو يمتزج في يومنا هذا نفسه بـ “عيد الحب”، الذي غدا في زمننا الراهن مناسبة عالمية للاحتفال بأنبل مشاعر الانسان، أيّا كان وأينما كان،  مناسبة كونية لإعلاء قيم المحبة وقمم العشق الانساني، محبة الانسان للإنسان في رفقتهما الأبدية، وتواصل وبقاء وتطور نوعهما الذي لا مكافيء له بين الكائنات على سطح هذا الكوكب.

انه في الحالين الآصرة الجميلة السامية، التي تميز البشر عن سواهم مما يدب على الأرض، والتي تشدنا اليوم نحن العراقيين، شيوعيين وغيرهم، الى بعضنا ونحن نحيي العيد الاجمل، عيد الحب للشعب والوطن ولواهبي النفوس في سبيلهما، عيد حب المرأة والرجل، عيد حب الأمهات والآباء والبنات والابناء، عيد الحب الإنساني الشامل الذي نبقى نتوق اليه، ولا نكف كبشر ـ نحب أهلنا وبلادنا ونتعلق بهما ـ عن السعي الى تحويله من حلم الى واقع.

 **************************

احتجاج واسع لمحاضري الرصافة الثالثة.. مطالبات بتعديل سلم رواتب موظفي الدولة

بغداد ـ طريق الشعب

شهدت العاصمة بغداد ومحافظتا ذي قار والبصرة تظاهرات احتجاجية تطالب بتعديل سلم الرواتب لموظفي الدولة، وتظاهرة أخرى لأصحاب البسطات رفضا لقرار إزالة بسطاتهم في سوق البصرة القديم، فيما تظاهر الآلاف من المحاضرين في المجان في مديرية تربية الرصافة الثالثة في ساحة التحرير وسط العاصمة بغداد، مطالبين بالتعاقد معهم أسوة بأقرانهم في باقي المديريات.

المحاضرون والتثبيت

وقال مراسل “طريق الشعب”، ان الآلاف من المحاضرين في مديرية تربية الرصافة الثالثة ملحق (2020) نظموا تظاهرة غاضبة في ساحة التحرير، وسط العاصمة بغداد، مطالبين وزارة التربية بالتعاقد معهم اسوة بأقرانهم في باقي المحافظات والمديريات.

وأضاف، أن التظاهرة شهدت احتكاكا بين قوات حفظ القانون والمتظاهرين، أسفرت عن إصابة احد المحتجين، نتيجة لاستعمال القوات الأمنية العنف ضدهم.

تعديل سلّم الرواتب

وبالقرب من إحدى بوابات المنطقة الخضراء، تظاهر العشرات من المواطنين، مطالبين الحكومة ومجلس النواب بتعديل سلم الرواتب الحالي، وإنصاف أصحاب الرواتب المتدنية من موظفين ومتقاعدين.

وتظاهر العشرات من موظفي الدوائر الحكومية في محافظة ذي قار، امام مبنى إدارة المحافظة، مطالبين بتعديل سلم الرواتب.

وذكر مراسل “طريق الشعب”، أن “العشرات من الموظفين في مختلف الدوائر الحكومية في ذي قار، نظموا تظاهرة امام مبنى ديوان المحافظة، مطالبين بتعديل سلم الرواتب”.

وأضاف، أن “التظاهرة تأتي على خلفية سياسة التهميش التي يتعرض لها الموظف الحكومي في ظل الرواتب المتدنية وعدم تفعيل المواد القانونية والدستورية بتحسين رواتبهم”، مشيرا إلى أنهم “يعانون من تدني مستوى الرواتب في ظل الظروف الاقتصادية الحالية، الأمر الذي يتطلب التعامل معها بشكل جدي، والعمل على تحسينها من قبل الجهات الحكومية”.

إزالة البسطات

ونظم العشرات من أصحاب المحال والبسطات في سوق البصرة القديمة، وقفة أمام ديوان محافظة البصرة، احتجاجاً على قرار إزالة محالهم وبسطاتهم.

وأفاد مراسل “طريق الشعب”، بأن العشرات من أصحاب المحال والبسطات في سوق البصرة القديمة نظموا وقفة أمام مبنى الحكومة المحلية في المحافظة، احتجاجا على صدور قرار بإزالتها دون سابق إنذار.

وطالب أصحاب البسطات الحكومة المحلية بضمان حقهم وإيجاد بديل لهم وتعويضهم، منوهين الى ان سوق البصرة القديم وسط المحافظة يحتوي على اكثر من 2000 بسطة ومحل.

 ************************

الى المهندس المعماري الأستاذ خالد بابان والعائلة الكريمة المحترمين

آلمنا وأحزننا كثيرا نبأ رحيل رفيقنا العزيز القاص والروائي يحيى بابان ، الذي توفي أمس السبت في مدينة براغ عن 92 سنة.

انخرط الفقيد وهو في عمر الشباب في النشاط الطلابي الوطني ببغداد، وفي سنوات الخمسين انضم الى الحزب الشيوعي، وتعرض للملاحقة والترهيب من قبل شرطة العهد الملكي الرجعي، فلجأ الى الخارج حيث أمضى شهورا طويلة متخفيا في البحرين، ثم عاد سرا الى الوطن ونشط ثقافيا قبل ثورة 14 تموز وبعدها.

غداة انقلاب شباط 1963 وتعرضه للاعتقال أشهرا طويلة، وبعد الافراج عنه في اعقاب انقلاب تشرين في السنة ذاتها، غادر الى الخارج واستقر في مدينة براغ، حيث عمل لاحقا محررا في القسم العربي للاذاعة التشيكوسلوفاكية.

عرف الفقيد الراحل أدبياً في اواسط الخمسينات عندما فازت مسرحية كتبها عن الثوار الجزائريين ضد الاستعمار الفرنسي بجائزة مجلة «الآداب» البيروتية. وبعدها وفي مجرى السنين والعقود التالية كتب ونشر الكثير من القصص القصيرة والطويلة، وكلل نتاجه الادبي في العقد الاخير من حياته باصدار رواية عن تجربته في البحرين، وأخرى عن سني طفولته وشبابه في بغداد.

نشط إعلاميا بجانب الكتابة الأدبية، وسخر مواهبه وقدراته في الميدانين كليهما لخدمة النضال الوطني والتقدمي، في كلا الاطارين الحزبي والعام. وبقي حتى آخر أيامه حريصا على ارتباطه بالحزب، متابعا لاخباره وللتطورات في الوطن.

نتوجه في هذه المناسبة الحزينة بالمواساة الحارة اليك عزيزنا خالد بوفاة شقيقك، والى السيدة ياروسلافا بابانوفا زوجة الفقيد وابنتيهما وابنهما جيان، والى اهله ورفاقه وأصدقائه ومحبيه كافة، راجين للجميع جميل الصبر.

وتبقى ذكرى الرفيق الراحل يحيى بابان عطرة على الدوام.

المكتب السياسي

للحزب الشيوعي العراقي

الاحد 12/2/ 2023

 ***********************

من التجمع القاسمي الديمقراطي

الأصدقاء في الحزب الشيوعي العراقي نستذكر بألم شديد يوم الشهداء الشيوعيين والقاسميين وجميع المنادين بالحرية والسلام. في عام 1963 وبالذات 8 شباط الأسود الاجرامي.

المجد والخلود لشهداء العراق.

التجمع القاسمي الديمقراطي

المهندس صفاء النداوي

 **************************

من حركة نازل اخذ حقي الديمقراطية

في مناسبة الذكر 74 لاستشهاد مناضلي وقادة الحزب الشيوعي العراقي، تتمنى لكم حركة نازل آخذ حقي الديمقراطية الاستمرار في نضالكم وتجديد العهد الذي قطعتموه سابقاً في العمل على تحقيق الدولة المدنية.

وستكون حركتنا التي تؤمن بدولة المؤسسات والهوية الوطنية معكم في مسعاكم.

نشد على أيديكم لتحقيق الأهداف السامية، وسلاماً على شهدائكم وشهداء العراق.

حركة نازل اخذ حقي الديمقراطية

11 شباط 2023

 **************************

إلى الأحبة في الحزب الشيوعي العراقي المقدام

في مناسبة يوم الشهيد الشيوعي، نستلهم من تضحيات كوكبة الشهيدات والشهداء الشيوعيين الذين بذلوا اعز ما لديهم من اجل قيم السامية ومن أجل الوطن والشعب لنشر العدالة والمساواة وأن يكون الوطن حراً والشعب سعيد.

لا يسعنا في هذه المناسبة إلا أن ننحني إجلالاً وأكراماً لتلك الدماء الزكية آملين تحقيق ذلك الشعار السامي.

 المجد والخلود لشهداء الشيوعيين وسائر شهداء طريق التحرر.

جوزيف صليوا

نائب رئيس حزب اتحاد بيث نهرين الوطني

عضو مجلس النواب العراقي سابقاً

 **********************************

من الجبهة  الفيلية

بمناسبة حلول ذكرى يوم الشهيد الشيوعي الجبهة الفيلية تثمن الدور النضالي في العمل الوطني والكفاح المسلح للحزب الشيوعي في مناهضة الدكتاتورية والسلطة الفاشية وكيف جسد قادة الحزب الامجاد وأثبتوا المعنى الحقيقي للتضحية والرجولة دفاعاً عن حرية الشعب وكرامته.

ماهر الفيلي

الأمين العام للجبهة الفيلية

 ************************

الأخوات والإخوة في الحزب الشيوعي العراقي المناضل المحترمون

تحية نضالية

يشرفنا أن نستذكر معكم بيوم الشهيد الشيوعي ومرور ٧٤ عاما على اعتلاء قادة وكوادر وأعضاء حزبكم المناضل منصات الخلود وهم يهتفون للحرية والديمقراطية ووطن حر وشعب سعيد، في أروع ملحمة نضالية قادتهم إلى الاستشهاد من أجل الأهداف الانسانية النبيلة.

في الرابع عشر من شباط سجل أبطال الحزب الشيوعي العراقي أجمل مشاهد المقاومة والصمود بوجه الطغاة، ليملؤوا السجون ويعتلوا أعواد المشانق وتبقى ذكراهم خالدة في ضمير الشعب العراقي وأحرار العالم ويقدموا دروسا من التضحية والفداء من أجل المبادئ والقيم الانسانية.

ونغتنم هذه الفرصة للتذكير بالنضال المشترك لحزبينا طوال عقود من الزمن حيث امتزجت دماء شهدائنا في خنادق المقاومة على جبال كوردستان ووديانها من أجل بناء عراق حر ديمقراطي مستقل وتوفير حياة حرة كريمة لجميع المواطنين العراقيين.

واليوم ما يزال الحزب الشيوعي يلعب دورا مهما وفاعلا في العملية السياسية ويشهد الجميع بنزاهة مسؤوليه وكوادره الذين تبوؤوا مناصب رفيعة في الوزارات والمؤسسات الحكومية اذ تعد هذه الخصوصية مفخرة لهذه المدرسة النضالية العريقة.

تحية إجلال وإكبار لشهداء الحزب الشيوعي العراقي المناضل

مجدا وسلاما لمناضلي الحزب الشيوعي العراقي

دمتم ودامت مدرستكم النضالية التي قدمت دماء سخية من أجل العراق وكبريائه.

د. اشواق الجاف

مسؤول الفرع الخامس

للحزب الديمقراطي الكوردستاني

 *********************************

الصفحة الثالثة

اعتقالات عشوائية ومخالفات دستورية وقانونية بذريعة «محاربة المحتوى الهابط» معنيّون يسجلون احتجاجهم على حملات الملاحقة

بغداد ـ طريق الشعب

سجلت منظمات ومؤسسات وصناع رأي وصحافيون ومواطنون، احتجاجًا على حملة ملاحقة صناع محتوى على مواقع التواصل الاجتماعي بحجة “محاربة المحتوى الهابط”.

الاحتجاج جرى عبر بيان موحد أشار إلى المخالفات “الدستورية والقانونية” التي شابت الحملة، و”انتهاكات خطيرة” في إجراءات الاعتقال والقبض، كونها صدرت بموجب تعليمات عن وزارة الداخلية، دون وجود أوامر قضائية مسبقة مبنية على اتهامات محددة وفق القانون.

أبدى الموقعون على البيان من منظمات وناشطين وصحافيين ومواطنين مخاوف من تحول الملاحقات إلى ملفات ترفع بدوافع سياسية وكيدية

البيان الذي حمل توقيع منظمات حقوقية ومؤسسات إعلامية وصحافيين وناشطين ومواطنين، طالب مجلس النواب العراقي بـ “أداء دوره في حماية الدستور والنظام الديمقراطي المستند إلى حرية الرأي والتعبير، والقيام بمهامه في المراقبة والمساءلة وتشريع قوانين جديدة تلغي قوانين مقرة في زمن النظام الدكتاتوري، وتتعارض مع الدستور”.

كما دعا، المجتمع الدولي وبعثتي الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وممثلي البعثات الدبلوماسية للدول الديمقراطية، إلى “المشاركة في تنبيه السلطات المختلفة في البلاد من أي انحراف عن القواعد الدستورية التي صوت عليها العراقيون عام 2005 والتي تشكل أساسًا راسخًا في حكم البلاد”.

نص البيان:

تواصل الجهات الأمنية اعتقال العديد من “مشاهير” وسائل التواصل الاجتماعي، بتهمة “الإساءة للذوق العام” ونشر “المحتوى الهابط”، بعضهم لم تتضمن موادهم أية إساءة أو ضرر مادي للمصلحة العامة بدليل الإفراج عنهم لاحقًا، وذلك بالاعتماد على مذكرات قبض قضائية، منحها بيان مجلس القضاء الأعلى، إطارًا أوسع للملاحقات بإضافته لعبارة “الإساءة المتعمدة لمؤسسات الدولة بمختلف العناوين والمسميات”، ما يفتح الباب أمام ملاحقات أكبر لكل من ينتقد أجهزة الدولة.

نحن مجموعة من الصحفيين والكتاب والباحثين والناشطين وممثلي منظمات المجتمع المدني، إذ نؤكد أهمية معالجة المحتوى المسيء عبر إصلاح قطاعات التربية والتعليم والثقافة، والتمكين الاجتماعي لصناعة المحتوى الهادف، والتنبيه إلى تأثيراته السلبية، في إطار ما ينشره من قيم خاطئة وأخبار مضللة، وتحريض فاضح، فإننا نرى أن تلك الاعتقالات والأحكام الأولية الصادرة، مخالفة للدستور والقوانين والمعاهدات الدولية التي وقع عليها العراق، ولا تعتمد على سند قانوني واضح، في ظل عدم وجود نص صريح يجرم الحالة، خاصة وأن تهم “الإساءة للذوق العام” و”الآداب والأخلاق العامة” غير محددة التوصيف قانونيًا، ويمكن التوسع فيها لتشمل أي تصرف أو قول أو حتى إيحاء، ما قد يحمل في طياته تهديداً لكل من لديه رأي يخالف توجه السلطات.

وإننا إذ نطالب الجهات المعنية بوقف تلك الملاحقات غير الدستورية، وتحديد تعريف واضح لما يسمونه بـ “المحتوى الهابط”، نؤكد أيضًا على أنّ اللجنة المشكلة من قبل وزارة الداخلية، ما هي إلا خرق دستوري فاضح، وانتهاك للنظام الديمقراطي، وذلك من خلال تثبيت الملاحظات القانونية الآتية:

إن الحملة والإجراءات المتبعة تحمل مخالفة للمعايير الدولية لحرية التعبير التي نصت عليها العهود والمواثيق الدولية، والتي وقع عليها العراق.

تشوب هذه الحملة الممنهجة مخالفة دستورية واضحة لأحكام المادة 38 من الدستور العراقي التي كفلت حرية التعبير عن الرأي بكل الوسائل وحرية الصحافة والطباعة والإعلان والإعلام والنشر وحرية الاجتماع والتظاهر السلمي، ما لم يتضمن التشهير أو الإساءة أو التهديد، مقابل الانجرار وراء قوانين موروثة من زمن النظام الشمولي قبل 2003.

تأشير انتهاكات خطيرة في إجراءات الاعتقال والقبض، كونها صدرت بموجب تعليمات صدرت عن وزارة الداخلية، دون وجود أوامر قضائية مسبقة مبنية على اتهامات قانونية محددة وفق القانون.

لا تنطبق أحكام نص المادة 403 التي تمت بموجبها المحاكمات على الكثير من الحالات، كون المادة لم تنص على معاقبة “المحتوى الهابط”، وبذلك مخالفة لمبدأ: “لا جريمة ولا عقوبة إلا بنص”.

عدم وجود نص قانوني واضح يحدد معايير “المحتوى الهابط”، والاتكاء على مواد قانونية أخرى من خلال التفسير الموسع، ما يعطي للقابضين على السلطة إمكانية استخدام المصطلحات المطاطية للتوسع في قمع الحقوق والحريات العامة والآراء المخالفة لذائقة السلطة.

إن الملاحقات التي جرت، تثير جملة ملاحظات، في ظل عدة حقائق مهمة لا يمكن التغافل عنها:

الملاحقات تتم من قبل وزارة الداخلية، وهي وزارة أمنية معنية بحماية أمن المواطنين، وبموجب قانونها المرقم 22 لسنة 2016، ولا نعرف ما علاقتها بـ “المحتوى الهابط”.

إن منصة (بلغ) التي استحدثتها وزارة الداخلية، تؤكد وجود أجندة لتحقيق أهداف معينة، إذ أن المنصة لا تظهر حجم التبليغات، ولا أسماء أصحاب المحتوى، ولا توجد شفافية في معرفة حجم التبليغات ونوعها وأسماء الحسابات أو الصفحات أو القنوات.

نجد تغافلاً واضحًا من لدن وزارة الداخلية على صفحات وأسماء ومنصات عرفت بالتحريض على القتل والطائفية والتشهير والعنف، وبقيت بعيدة عن كل أنواع المساءلة، لاسيما وأنها ذاتها شاركت في تأييد الملاحقات القضائية، الأمر الذي يثير القلق من كونها حملات ذات دافع سياسي.

إن فضاء السوشيال ميديا المفتوح، لا يمكن حصره والتضييق عليه وتحديد مساره بملاحقات قضائية اعتمادًا على قوانين قديمة، وإذا كان من الممكن ملاحقة نشطاء يعملون من العراق، فهناك مئات غيرهم يمكنهم نشر ذات المحتوى الهابط وما هو أسوأ منه خارج البلاد، ليدخل كل بيت، دون أن يكون هناك قدرة على محاسبة أصحابه، وبالتالي فإن التذرع بحماية المجتمع حجة واهية.

إن النشر في تلك الصفحات والمنصات، محكوم بقواعد واضحة لمنع وقوع الانتهاكات والإساءات، فهي تسمح للشخص المشترك أن يقوم بالتبليغ عن المحتوى الذي يتضمن انتهاكًا لتتخذ إدارة المنصات (وسائل التواصل) الإجراء اللازم دون تدخل السلطات التي قامت مؤخرًا بعرض بعض من تعتبرهم “مروجي محتوى هابط” كإرهابيين ونشر صورهم بما يخالف القانون والدستور.

معالجة المحتوى الهابط في الأساس، لا يتم عبر الملاحقات القضائية، بل عبر التثقيف المجتمعي، وعبر خلق فرص عمل للعاملين في هذا المجال، والتنبيه الى أخطائهم والعمل على تطوير إمكاناتهم الفنية واللغة المستخدمة من قبلهم ضمن المسار المفيد مجتمعيًا.

إننا الموقعون أدناه، نعرب عن قلقنا البالغ من أن تؤدي الملاحقات غير المستندة لجريمة واضحة، إلى تحريف السلطة القضائية عن المسار الدستوري المرسوم لها، وقد تتحول الملاحقات إلى ملفات ترفع بدوافع سياسية وكيدية، طالما أنها تتم وفق عبارات مطاطية، لتطال كتابا وصحفيين وناشطين على وسائل التواصل، ما يعني دخولنا في مسار سلطوي يكبح حرية الرأي والتعبير بأشكالها المختلفة، ويضيق مساحة عمل مؤسسات المجتمع المدني التي تمثل ذراعا أساسيا في حماية الممارسة الديمقراطية التي اكتسبها العراق بعد 2003 .

فيما نطالب مجلس النواب العراقي بأداء دوره في حماية الدستور والنظام الديمقراطي المستند إلى حرية الرأي والتعبير، والقيام بمهامه في المراقبة والمساءلة وتشريع قوانين جديدة تلغي قوانين مقرة في زمن النظام الدكتاتوري، وتتعارض مع الدستور، ولا تتلاءم مع عالم اليوم، ولا مع حقوق العراقيين المقرة دستوريا، بما في ذلك ضمان الحريات والتعددية الفكرية التي دفعوا لتثبيتها مئات آلاف الضحايا.

ختامًا، ندعو المجتمع الدولي، وبعثتي الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، وممثلي البعثات الدبلوماسية للدول الديمقراطية، إلى مشاركتنا في تنبيه السلطات المختلفة في البلاد من أي انحراف عن القواعد الدستورية التي صوت عليها العراقيون عام 2005 والتي تشكل أساسا راسخا في حكم البلاد.

 ******************

عقوبة السجن القاسية والخوف من تقييد الحريات

زاهر ربيع

هل يستحق من ينشر محتوى تافها حقا او هابطا كما يسمى عقوبة السجن؟ وهل ان الدافع الى ذلك هو الإصلاح فعلا والخوف على الذوق العام والآداب العامة؟

لطالما كان موضوع الذوق العام والآداب العامة محط جدل بين القانونيين والناشطين، وعندما كان يزج في مسودات القوانين مثل المتعلقة بالجرائم الالكترونية وحرية التعبير والاعتصام والتظاهر السلمي، كانت تثار تساؤلات عن أسباب إعدادها، ومن الذي يقرر مخالفة هذا الفعل للذوق العام او الآداب العامة، وما هي معايير تحديد الذوق العام والآداب العامة، التي يفترض الا نتجاوزها؟ وهل المشرع عاجز حقا عن وضع معايير او شروط لها؟ ولماذا تتم المحاسبة على أساس تقدير من القاضي قد يجهله المتهم؟

طبعا يمكن محاسبة من يخالف هذه المعايير ان وجدت، ولكن يجب ان يكون هناك تناسب بين الجرم والعقوبة، خصوصا في الأنظمة التي يكون هدفها الإصلاح وزيادة وعي المجتمع، حيث يجري الاهتمام بالعقوبات البديلة مثل دفع الغرامة او العمل في خدمات اجتماعية. وهذا موجود في كل العالم.

 ان السجن حتى وان كان ليوم واحد، عقابا على نشر محتوى اعتبر هابطا او مسيئا، هو اجراء قاسٍ، خصوصا مع عدم  نشر تحذيرات مسبقة او وضع شروط او ضوابط. اما اذا كان القصد من العقوبة توجيه رسائل الى المجتمع، فان الموضوع خطر ويعد تعديا على حرية التعبير، ويمكن ان يتطور الى جوانب أخرى تستخدم فيها المادة لأهداف قمعية ولتكميم للأفواه.

فهناك يوميا محتويات تنشر عبر الفضائيات والاذاعات وعبر المسلسلات والبرامج ومختلف الاعمال الأخرى، بعضه يحرض على الكراهية والعنصرية والتطرف والعنف والتنمر، فضلا عن اعمال اكثر تفاهة مما ينشر في التواصل الاجتماعي، فهل ستتم محاسبة كل كتابها وحبسهم؟ وهل سيجرأ احد على محاسبة بعض من يعتلون منابر الجوامع وبعض السياسيين ممن ينشرون خطابات كراهية وطائفية.

ان الأفضل برأيي هو التوجه الى طرق أخرى في المحاسبة والمعاقبة، والاهم ان تحدد وتوضع أولا معايير لما يسمى المحتوى المسيء، وان يكون التركيز على من ينشرون خطاب الكراهية والتطرف والعنف، وتحديد معايير للذوق العام والآداب العامة وعدم ترك المجال مفتوحا للتأويلات.

وفي الوقت ذاته نتمنى من القضاء الذي تحرك بكل اجهزته للمحاسبة وإصدار الاحكام بهذه السرعة، ان ينطلق بنفس الهمة والسرعة لمحاسبة الفاسدين والقتلة وناهبي وسراق أموال العراقيين.

ان ما حدث يجب ان يُشعر كل الناشطين وسائر المجتمع المدني والفاعلين السياسيين بالقلق من إمكانية استخدامه لتقييد الحريات لاحقا.

 ************************

شريط الأخبار

عيب، صارت بلا ملح!

أصدرت هيئة النزاهة قراراً باستقدام أحد أعضاء مجلس النواب الحالي، دون أن تسميه لاتهامه بالحصول على 750000 ألف دولار، بالاشتراك مع نائب آخر سابق، من رجل أعمال مقابل عدم إثارة ملفات فساد تخص شركات الأخير. وأضافت الهيئة بأنها أشعرت مجلس النواب بطلب لرفع الحصانة عن هذا النائب وتزويدها بمعلومات تخص النائب الآخر المتهم بالاشتراك معه في القضية ذاتها. هذا وعلى الرغم من أن إفتضاح أمر بعض النواب المرتشين بات لا يثير الدهشة لكثرة ما تكرر، فإنه يسبب حزن وسخط الملايين ممن حلموا بالديمقراطية لسنين، قبل أن تحطم الكتل المتنفذة والفاسدون حلمهم الجميل.

عساكم تقدرون!

دعت هيئة الكمارك إلى نقل ساحات التبادل التجاري لمنفذ زرباطية الحدوديّ والمنافذ الأخرى من الجانب الإيراني إلى الجانب العراقي لتتمكن الجهات القائمة على المنفذ من الإشراف والمراقبة والتحقُّق بشكل واضحٍ من الإرساليَّات الداخلة والسيطرة على ظاهرتي التهريب وإدخال بضائع غير مشمولة بالإعفاء وسلع ممنوعة لأنها تشكل ضرراً أمنيا وصحياً ومن أجل منع الهدر في المال العام وحماية المنتج الوطني. هذا وفيما يرى الناس كيف تعيش منافذنا الحدودية فوضى وفساداً تحميه الكتل المتنفذة وأصحاب السلاح المنفلت وعصابات الجريمة المنظمة، والمخاطر التي تهدد اقتصاد البلاد وأمنها وسيادتها، لا يشاطرون المتفائلين رأيهم بإمكانية تحقق هذه الإجراءات السليمة.

يجب أن تدوم الفرحة!

ذكر نقيب الصيادلة أن العراق ينتج 1100 دواءً من 24 مصنعًا حكومياً وخاصاً، وأن هذا الإنتاج لا يغطي سوى 11 في المائة من مجمل الاستهلاك، فيما يكلف الاستيراد بين 3 و 4 مليار دولار سنوياً. كما أشار إلى أن ضبط المنافذ الحدودية، سيسهم في التخلص من الأدوية غير الخاضعة للفحص بنسبة 80 في المائة. هذا وفيما أعلن عن شراء وزارة الصحة أدوية سرطانية منتجة محليا بسبعين مليار دينار، أعرب الناس عن فرحتهم من تطور المنتج الوطني وخشيتهم من ضعف الرقابة على هذا الإنتاج، وهو قلق يجب على الحكومة أن تبدده برقابة ذات مصداقية.

فساد نفطي

أعلنت هيئة النزاهة ضبط (27) صمَّاماً نفطياً مُجهَّزة من قبل إحدى الشركات الأمريكيَّة بقيمة 3.216.000 دولارٍ أمريكيٍّ، لمصلحة شركة نفط البصرة تمَّ تسلُّمها رغم عدم صلاحيَّتها للعمل  بسبب عيوبٍ في اللحام وعدم تحمل الصمَّامات لدرجات الحرارة. كما كشفت الهيئة عن ضبط آليات قامت باستيرادها شركة نفطية في ميسان غير مستوفية لشروط التعاقد وتتميز بكثرة عطلاتها الكهربائيَّة والميكانيكيَّة، وعدم توفُّر قطع الغيار اللازمة لها، الأمر الذي أدَّى إلى تركها دون استخدام. هذا وأعلنت لجنة النفط النيابية أن تهريب المشتقات النفطية في مختلف المحافظات، والتي تكرر كثيراً في الآونة الأخيرة، مدعوم من جهات متنفذة داخل وزارة النفط.

أزمة إثر أخرى

شهدت مدن عديدة بما فيها العاصمة بغداد وإقليم كردستان، أزمات تخص توفير المشتقات النفطية من بنزين وديزل ونفط مما أدى إلى ظهور طوابير طويلة أمام محطات التعبئة، بحيث يتوجب على الناس الإنتظار لساعات وربما أيام دون أن يحظوا بشراء ما يحتاجون. وقد بررت السلطات هذه الأزمات بوجود عصابات لتهريب المشتقات أو بسبب الفساد الإداري والمالي أو بسبب نقص الإستيرادات وغير ذلك من المبررات الواهية. هذا وتسبب الشحة مشاكل عديدة للناس في مجال النقل والتدفئة، وخاصة العوائل الكادحة التي تعتمد على النفط في التدفئة، لاسيما في هذا الشتاء القارص، دون أن يعير لها “أولو الأمر” إنتباههم.

 ******************************

الصفحة الرابعة

مجلس النواب ضرب ملاحظاتهم عرض الحائط.. قانون تقاعد العمال وضمانهم الاجتماعي

 بحاجة الى تعديلات

بغداد ـ تبارك عبد المجيد

يتجه العراق صوب تشريع قانون جديد برغم امتلاكه قانونا ساريا، يصنف ضمن القوانين الضعيفة، لكن مسودة التشريع المنتظر لا تخلو من اشكالات في بعض فقراته، والتي اشّرتها النقابات العمالية.

وقدم نقابيون عماليون تعديلات على (30) مادة في مشروع القانون الجديد.

ويساهم قانون التقاعد والضمان الاجتماعي للعمال بحماية وضمان حقوق العامل ويعمل على تنشيط القطاع الخاص، بحسب خبراء اقتصاديين.

وتنص مسودة القانون المرتقب على شمول شرائح واسعة من العاملين في المهن وجميع النشاطات الاقتصادية الخاصة بالضمان الاجتماعي، مثل سائقي سيارات الأجرة والنقل الخاص وأصحاب المحال التجارية والورش الصناعية وغيرها من النشاطات.

كما يحدد مشروع قانون التقاعد راتب العامل في القطاع الخاص بما لا يقل عن 350 ألف دينار عراقي (ما يقارب 250 دولاراً) وإلزام صاحب العمل بأن يأخذ في الاعتبار المؤهل الدراسي للموظف قبل احتساب أجره.

وكان من المفترض ان يشرع هذا القانون منذ عام 2021 ليكون بديلا عن قانون التقاعد والضمان الاجتماعي للعمال الصادر عام 1971.

رغبة في تعديل فقراته

تقول عضو المكتب التنفيذي لاتحاد العمال، سميرة الخفاجي، ان “قانون الضمان الاجتماعي لسنة 1971، هو النافذ والساري حاليا”، مردفة ان “اغلب مواده مجمدة وغير مطبقة، وتحديدا ما يتعلق بالجانب الاجتماعي”.

وتضيف الخفاجي في حديث مع مراسل “طريق الشعب”، ان قانون الضمان الاجتماعي “يحتاج الى تعديل في اغلب بنوده، ليشمل فئات أكثر ممن يمتهنون الاعمال الحرة”.

ملاحظات في عرض الحائط!

وتشير الى انه “تم تقديم تعديلات على مشروع هذا القانون منذ العام 2016، عن طريق تنظيم اجتماعات ومؤتمرات مع عدة جهات معنية منها منظمة العمل الدولية، التي كان لديها العديد من الملاحظات على هذا مسودة القانون، اضافة الى مركز معلومة والتضامن واتحاد العمال وبقية الاتحادات المعنية”.

وتؤكد الخفاجي، ان البرلمان لم يأخذ بتلك الملاحظات والتعديلات “تمت مناقشة مسودة القانون غير المعدلة”.

وتتابع الخفاجي، انه “قبل أيام تفاجأنا بمناقشة النسخة غير المعدلة”، لافتة الى قيام الامين العام لاتحاد العمال بعدة خطوات بهذا الصدد، من بينها تقديم ملاحظات على 30 مادة ضمن مشروع القانون”.

وأبرز تلك البنود التي لم تزل موضع اعتراض نقابات العمال، توضح الخفاجي أنها “تلك التي تخص عمر العامل المضمون ونسبة الاستقطاع”.

وبحسب المتحدثة، فان القراءة الأولى لهذا القانون ستكون في الاشهر القريبة.

وتؤشر أيضا عددا من الملاحظات التي تخص “تشكيل هيئة خاصة بالقانون، تتكون من حوالي ألف موظف، وهؤلاء سيتقاضون رواتبهم من الصندوق الخاص بالضمان الاجتماعي”.

وكانت اللجنة المالية برئاسة النائب عطوان العطواني عقدت مطلع الشهر الجاري، اجتماعا لمناقشة القانون.

واكدت اللجنة خلال الاجتماع اكمالها قراءة عدد من فقرات قانون الضمان الاجتماعي في سبيل تثبيت الملاحظات الواردة فيه بغية صياغتها وتنضيجها، بالتنسيق مع لجنة العمل النيابية وتنظيم الية العمل في القطاع الخاص، والشمول في الضمان الاجتماعي، ونهاية الخدمة، وسلف المشاركين المضمونين وتأمين العاملين.

الهروب من المسؤولية

وطبقا للخفاجي فان “الدولة تحاول سحب مسؤوليتها من صندوق الضمان الاجتماعي، كون يقع على عاتقها تقديم نسبة 30 بالمائة، كمساهمة شهرية للصندوق”.

ووصفت الخفاجي مسودة القانون من دون تلك التعديلات التي أشرها النقابيون بأنها “مجرد تأمينات فقط”، مضيفة ان “الجانب الاجتماعي من القانون يجب أن يراعى من قبل الدولة، حيث أكد الدستور العراقي في العديد من قوانينه على مسؤولية الدولة في ضمان الحياة الحرة والكريمة لجميع المواطنين”.

وتضيف ان “عدد المسجلين في قانون الضمان الاجتماعي يبلغ حوالي 600 ألف عامل من ضمن 6 ملايين، بحسب تصريحات الجهات المعنية”، مؤكدة أن “عدد المضمونين لا يتجاوز 300 ألف عامل”.

علّة الوظائف الحكومية!

ويطلق مصطلح “العامل” على كل من يعمل في القطاع الخاص والعام، هكذا جاء مستهل حديث الخبير الاقتصادي باسم جميل انطوان لمراسل “طريق الشعب”.

ويؤكد انطوان، ان “هناك شركات ما زالت غير مسجلة في دائرة الضمان”.

ويجد الخبير الاقتصادي أن من الضروري تعديل او تغيير قانون الضمان الاجتماعي: “التشريع النافذ مضت عليه سنوات كثيرة، وبالتالي فان الكثير من بنوده بحاجة الى تعديل، لا سيما ما يخص الراتب التقاعدي القليل الذي يتقاضاه العامل من صندوق الضمان، وهذا يرتبط بسعي الشباب الى إيجاد وظيفة حكومية لأن أغلبهم يفكرون في الراتب التقاعدي والضمان”.

ويشدد انطوان على ضرورة الاخذ بنظر الاعتبار المهنة والمهارة التي يمتلكها العامل، وان يكون الحد الادنى للراتب بين (600 الى 700) ألف دينار عراقي، بما يكفي لسد رمق المعيشة، طبقا لوجهة نظره.

ويأمل المتحدث أن يسهم إقرار وتفعيل قانون الضمان الاجتماعي الجديد في دعم القطاع الخاص وتخفيف نسب البطالة والطلب على الوظائف الحكومية.

أهميته

وعن اهمية قانون الضمان الاجتماعي، يقول مصطفى قصي، انه “يساهم في توفير العيش الكريم للعامل في أثناء وبعد الخروج من سوق العمل. كما يضمن للعامل حقوقه في حال حدوث إصابات أثناء العمل والمرض وحالات العجز والشيخوخة وغير ذلك.

ويضيف قصي في حديثه لـ”طريق الشعب”، ان هذا القانون يمنح بعض الامتيازات للعاملين والتي تتمثل “ببعض الخدمات: رياض الأطفال والمستشفيات والمشاركة في الاندية وغيرها”.

ويلمح الى ان عدم تطبيق قانون التقاعد والضمان الاجتماعي في العراق سيفرز كلفا وعبئا اجتماعيا واقتصاديا كبيرا، يشمل “زيادة معدلات الفقر وانتشار عمالة الاطفال والاحداث، والضغط على نظام الرعاية الاجتماعية، وقطاع الرعاية الصحية وغيرها من الاثار المباشرة وغير المباشرة”.

ويعد قصي القانون الجديد بأنه “جيد، ويعد مكسبا هاما للعمال في العراق”، مردفا لكنه “بحاجة تعديل واضافة بعض المواد التي تواكب المتغيرات وسوق العمل”.

وفي ختام حديثه، يحث قصي الطبقة العاملة على ضرورة التسجيل في دائرة التقاعد والضمان الاجتماعي للعمال في وزارة العمل والشؤون الاجتماعية. كما يتمنى على النقابات أن تأخذ دورها الحقيقي والجاد في هذا الجانب.

 ***********************

“رُسُل” الانكليزي والرياضيات يوزعون دوامهم: يومان لكل مدرسة!.. مدارس نينوى تشكو نقصا في الكوادر التعليمية

بغداد – طريق الشعب

يعاني قطاع التعليم في محافظة نينوى نقصا في أعداد الكوادر التدريسية، وهو أحد أكثر المعوقات التي تعتري التعليم الأولي في نينوى، حيث يشتكي تدريسيون من نقص في الكوادر والمواد التدريسية، إضافة الى بقية الخدمات، فيما تتعهد وزارة التربية بإيجاد حلول لهذه المشكلات.

وبحسب تصريحات رسمية فإن عدد المدارس المتضررة جزئيا والتي أعيد إعمارها حتى الآن بلغ 1850 مدرسة من مجموع 2164 مدرسة في عموم محافظة نينوى، وعملية الإعمار هذه تمت من خلال برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) ومنظمات محلية، إضافة إلى الدعم المالي من وزارة التربية.

كما ان المحافظة تحتاج إلى بناء 500 مدرسة جديدة لتسد العجز بغض النظر عن المدارس المتضررة حاليا، حيث انها لم تشهد بناء أي مدرسة جديدة منذ العام 2014.

غياب الوسائل الحديثة

وعن بعض السلبيات التي تواجه التعليم في الموصل، يذكر التدريسي احمد أفندي ان “الاستراتيجية التي استخدمتها الحكومة في فترة كورونا كان لها تأثير سلبي على مستوى الطلاب، تحديدا في اعتمادها نظام العبور الذي وضع طلبة في مراحل متقدمة لا يجيدون القراءة والكتابة”، مشيرا الى ان هذه المشكلة جعلت من المعلم يحمل على عاتقه الكثير من الصعوبات، خاصة في ظل غياب الوسائل التعليمية الحديثة.

ويقول أفندي لـ”طريق الشعب”، ان المحافظة شهدت تأخرا في توزيع المناهج الدراسية، ما اضطر بعض أولياء الامور ميسوري الحال الى شراء واستنساخ الكتب الدراسية من المكتبات العامة، لكن ذوي الدخل المحدود ظلوا ينتظرون الكتب الحكومية”.

نقص حاد في كوادرها

ويشير افندي الى افتقار العديد من مدارس المحافظة الى الكثير من الاختصاصات، لا سيما مادتي الإنكليزي والرياضيات، مؤكدا ان اغلب المدرسين يضطرون الى الدوام في أكثر من مدرسة: “يومان لكل مدرسة في محاولة لسد النقص”، مضيفا ان هذا الأسلوب يشتت جهود المعلمين والمدرسين”. بينما هناك آلاف الخريجين بانتظار فرص تعيين حكومية، ويواصلون الاحتجاجات أمام دوائر التربية في جميع المحافظات.

فارق اجتماعي

وفي مقابل البؤس الذي تعانيه المدارس الحكومية، يلقى طلبة المدارس الاهلية في نينوى وغيرها، اهتماما كبيرا.

وطبقا للمتحدث، فان “المدارس الأهلية تتكفل بالزي الرسمي والقرطاسية والمناهج الدراسية وصولا الى توفير باصات لنقل طلابها، فضلاً عن اتباعها نظام الواجبات الالكترونية والمختبرات الحديثة، وتوفير اجهزة التكييف في حين لا نجد هذه الامور في المدارس الحكومية التي تفتقر الى المختبرات العلمية والادوات التعليمية الحديثة”.

ويشدد أفندي على ضرورة العمل على توفير كافة المستلزمات في المدارس الحكومية، لردم تلك الهوة التي صنعت فوارق اجتماعية بين أبناء المجتمع.

معرض للانهيار

أما هدية خديدا (ناشطة في مجال التعليم من قضاء سنجار)، فتقول ان “التعليم في محافظة نينوى سينهار إذا استمر في اتباع النهج الحالي”.

وتضيف خديدا في حديث مع مراسل “طريق الشعب”، ان هناك اعتمادا كبيرا على المحاضرين المجانيين في المدارس الحكومية، التي لم توفر لهم أية وسائل من شأنها ان تساعدهم في تأهيل الطلبة الى مستوى تعليمي وتربوي جيد، تحديدا في المراحل الابتدائية.

وتكرر خديدا ما ذهب اليه أفندي، بأن هناك نقصا كبيرا في الكوادر التدريسية، إضافة الى انعدام الرقابة والمتابعة من قبل المشرفين التربويين. كذلك تفتقر المدارس الى مرشدين تربويين، بينما لا يزال الطلبة يقاسون تداعيات الحرب ضد داعش.

أبناء الأرياف والقرى بلا تعليم

ويشير خديدا الى أن الكثير من الطلبة في القرى والارياف حرموا من الدراسة بسبب ضيق الحال المادي، وعدم وجود وسائل نقل خاصة الى المدارس الحكومية”.

وتلفت الى أن بعض الاهالي يحاولون الصمود والاستمرار في إرسال أبنائهم الى المدارس، لكنهم يضطرون للانتظار ساعات قبل ان تصل سيارات الاجرة، وقد لا تصل، فيتخلفون عن الدوام.

حلول حكومية

بدورها، نقلت “طريق الشعب” شكاوى الكوادر التدريسية والتعليمية في نينوى الى وزارة التربية، عبر متحدثها الرسمي كريم السيد، الذي أكد بان الوزارة تعمل على حل مشكلة نقص الكوادر التعليمية من خلال تثبيت المتعاقدين “قريبا”.

ويقول السيد لمراسل “طريق الشعب”، ان القرى والارياف في محافظة نينوى تضم مدارس كافية، مردفا لكنها بحاجة الى تأهيل، “وهذا أيضا بانتظار اقرار موازنة 2023”.

ويوضح السيد ان هناك خطة لبناء “(92) مدرسة من خلال القرض الصيني كوجبة أولى، وأكثر من (200) مدرسة خلال الوجبة الثانية، وستتم المباشرة بالمشروع في (117) موقعا”، مشيرا الى انه ضمن مشاريع تنمية الأقاليم  سيتم بناء مدارس اضافية خلال عام 2023”.

 **********************

وقفة اقتصادية.. القدرة التنافسية في الاقتصاد العراقي

إبراهيم المشهداني

استهدف  البرنامج الحكومي لعام 2004 أوائل فترة الاحتلال، التحول نحو اقتصاد السوق، وهذا يعني من بين إجراءات عديدة السعي لخصخصة المؤسسات الانتاجية الحكومية، غير أن هذه السياسة اصطدمت باعتراضات جادة من قبل الكثير من الاقتصاديين والأحزاب السياسية العريقة لما لها من تداعيات خطيرة سواء على المستوى الاقتصادي أو المستوى الاجتماعي، ولهذا أرجأ الحاكم الإداري الأمريكي بول بريمر تنفيذ هذه السياسة لبعض الوقت من أجل  المزيد من الإقناع، وظلت الحكومات المتعاقبة منذ ذلك التاريخ تدور حول نفسها وتكرر هذا المفهوم في برامجها الاقتصادية. وفي الورقة البيضاء وجدت الحكومة كيما تخفف من هذه الاعتراضات بأجراء الإصلاحات الاقتصادية من خلال إدراج فقرة تنمية القدرة التنافسية للمؤسسات الحكومية.

ولأجل تفعيل عملية الإصلاح يقتضي أن تتخذ الدولة الإجراءات الضرورية من أجل حماية الاقتصاد من مخاطر العولمة الاقتصادية وتدخلات المؤسسات المالية الدولية المشروطة  وتأثيرها على إضعاف الاقتصاد الوطني، فيصبح تدعيم عملية التنمية وزيادة الدخل وتعظيم القدرة التنافسية للمؤسسات الحكومية التي تضمنتها البرامج الإصلاحية الحكومية والتي تتكرر في كل دورة حكومية وكانت إحدى مبررات تخفيض قيمة الدينار العراقي، من الواجبات الحكومية الأساسية في عملية الاصلاح الاقتصادي، يأتي ذلك بالتوازي مع برنامجها في التحول إلى اقتصاد السوق الذي هو بالأساس لم يأت بناء على إرادة سياسية، إنما استجابة إلى توجيهات المؤسسات الدولية متمثلة بصندوق النقد الدولي والبنك الدولي ولاحقا منظمة التجارة الدولية في ظروف غير طبيعية مر بها العراق.

إن اتباع نهج الاصلاحات الاقتصادية من قبل الحكومة من الأمور الحتمية من أجل وضع الاقتصاد على سكة التنمية المستدامة، ولكن ينبغي أن لا يفهم على أن هذه الاصلاحات مقتصرة على سياسة الخصخصة عبر عملية هيكلة الشركات الصناعية الحكومية كما فعل العديد من البلدان الاسيوية التي تختلف عن ظروف العراق السياسية والاجتماعية والثقافية وإمكاناتها المالية فيتحول الاقتصاد إلى قطاع للاستثمارات الأجنبية، وما على الدولة إلا المباشرة بحراسته فضلا عن مخاطر الخصخصة في غياب معايير واضحة لتحديد المؤسسات القابلة للخصخصة ضمن القطاع الحكومي ما ينتج عن صراعات اجتماعية قد لا تستطيع الدولة إدارتها بأساليب حضارية تتماهى مع القواعد الدولية في احترام حقوق الانسان .

ومهما يكن شكل الإصلاح الاقتصادي الحكومي فلا معنى له مع وجود الفساد وغسيل الأموال بكل اشكالهما، ففي عام 2015 أثار تصريح وزير النفط العراقي عادل عبد المهدي، بأن “موازنات العراق المالية منذ عام 2003 وليومنا هذا بلغت 850 مليار دولار، وفقدنا بسبب الفساد أكثر من 450 مليار دولار لا نعلم أين ذهبت؟ وأن هذا المبلغ متحصل من عائدات النفط العراقية فقط ولا نعلم أين ذهبت الأموال المتحصلة من الموارد الأخرى”.

إن أهمية القدرة التنافسية تأتي من كونها تعمل على توفير البيئة التنافسية الملائمة لتحقيق كفاءة تخصيص الموارد واستخدامها وتشجيع الإبداع والابتكار وإدخال التكنولوجية بما يؤدي إلى تحسن وتعزيز الانتاجية والارتقاء بنوعية الانتاج ورفع مستوى الأداء وتحسين مستوى معيشة المستهلكين من خلال خفض التكاليف والأسعار، ولتحقيق هذه النتائج من الضروري العمل على:

  • مراجعة شاملة لإدارات المؤسسات الحكومية واستبدال الادارات الفاشلة بإدارات تتحلى بالكفاءة والنزاهة، قادرة على تطوير مؤسساتها الانتاجية والإلمام بالتجربة وإتباع الطرق العلمية في العملية الانتاجية.
  • اعتماد المعايير الاقتصادية العلمية في انتقاء المشاريع القابلة للخصخصة والتي ثبت فشلها في مواكبة العملية الانتاجية وتعرضت إلى خسائر لا تستطيع معها الاستمرار ضمن القطاع الحكومي.
  • مراجعة أساليب الانتاج في المؤسسات الحكومية وإدخال التقنيات الحديثة في الانتاج من حيث المكائن والمعدات والأساليب الحديثة في الانتاج وإتباع نظام إدارة الجودة من أجل تحسين نوعية الانتاج بما يستطيع المنافسة في السوق المحلية والسوق الخارجية.
  • توفير الحماية الكاملة لمنتجات المؤسسات الحكومية من خلال تنفيذ القوانين الحمائية التي تم تشريعها كقانون حماية المنتجات الوطنية وقانون المنافسة وقانون منع الاحتكار.

 **********************************

الصفحة الخامسة

عن الاحتفال بـ 14 شباط وتكريم عوائل الشهداء

«اهلا وسهلا بكم معنا ونحن نحيي الذكرى الرابعة والسبعين ليوم الشهيد الشيوعي

تدور السنة دورتها، وتعود الذكرى تضيء بجلالها الآفاق، وتنير بوهجها الامل الانساني، وتعلي قيم الكفاح والتفاني والفداء.

يتجدد الحضور البهي لخير المناضلين في سبيل العراقيين والعراق، واشدهم اخلاصا واكثرهم وفاء.. وللآلاف من رفاق الدرب المضيء، الذين وهبوا اغلى ما عندهم للشعب والوطن، ولقضاياهما السامية في الحرية والكرامة والعدالة والتقدم والاشتراكية.

هؤلاء الشهداء الشامخون، وقوافلهم غيرُ المنقطعةِ مقدامةً لا تتهيب، هم من نحيي ذكراهم في هذا اليوم، الرابع عشر من شباط، وفي مثل هذا اليوم من كل سنة منذ الذكرى الاولى لاستشهاد مؤسس حزبنا الشيوعي وقائده يوسف سلمان – فهد، ورفيقيه حازم وصارم، الذين افتدوا الشعب والوطن بارواحهم، وضربوا المثل الساطع في التضحية العظمى، لآلاف المناضلين الشيوعيين واصدقاء الحزب الشيوعي ومؤيديه، من بعدهم.

نتذكر القادة الشيوعيين الخالدين سلام عادل وجمال الحيدري ومحمد صالح العبلي و ابو العيس وعبد الرحيم شريف وجورج تلو و صبيح سباهي ، والمئات من رفاقهم الميامين، الذين تصدوا باقدام وصمود فريدين لانقلاب البعثيين في شباط الثاني، سنة 1963، المدعوم والموجه من طرف الدول الامبريالة والاحتكارات النفطية وفلول الاقطاع والرجعية المحلية، الذين اضرت ثورة 14 تموز بمصالحهم. الانقلاب الغادر الذي انقض على الثورة المجيدة ورجالها الوطنيين الاحرار، واستباح جلادوه وقطعان حرسه القومي المسعور، ارواح وابسط حقوق الآلاف وعشرات الآلاف، من زهرة بنات وابناء شعبنا من الشيوعيين والديمقراطيين والوطنيين، واقترفوا اشنع الجرائم والموبقات بحقهم.

نتذكر الشهداء الاماجد عميدة عذيبي وانسام داوود وام سرباز و مام رسول و خضر كاكيل وحامد الخطيب و نزار ناجي  من ضحايا الحكم البعثي الصدامي غداة انقلابهم الثاني سنة 1968، والصفوف الطويلة من رفاقهم الميامين في ارجاء العراق كافة، من اقصاه الى اقصاه، من جبال كردستانه الى ارياف واهوار جنوبه ووسطه، من غربه الى شرقه، من ابعد قراه الى حواضره ومدنه، مكافحين مضحين باغلى ما يملكون من اجل حرية الوطن وسعادة الشعب”.

بهذه المقاطع قدم الرفيق محمود سعدون مدير الفعالية الكبيرة التي أقامها الحزب الشيوعي العراقي، يوم 11 شباط الجاري للاحتفاء بشهداء الحزب والوطن.

وفي هذه الصفحة، تسلط “طريق الشعب” الضوء بالصور على وقائع هذا الاحتفال الكبير الذي تضمن قراءة كلمة اللجنة المركزية للحزب من قبل الرفيقة سهاد الخطيب عضو اللجنة المركزية وكلمة عوائل الشهداء التي القاها الرفيق محمد وروار، فيما ابدع الفنان الكبير ميمون الخالدي بالقاء مقاطع من قصيدة الجواهري “ سلاماً عيد النضال” ثم عزف الفنان المبدع عضو الفرقة السمفونية العراقية معزوفتين اهداها للحزب وشهدائه وختم الحفل بأغنية للمطرب المبدع علي حافظ.

وقدم الرفاق سكرتير الحزب رائد فهمي وأعضاء القيادة بشرى أبو العيس وشميران مروكل وياسر السالم وحيدر مثنى الواح تكريم لعوائل الرفاق الشهداء وهم ( الشهيد نصير الصباغ، الشهيدان سعد وعلي محمد حمد، الشهيد يوسف عبد عون، الشهيد نصير عبد الله المؤمن، الشهيد رافع عبد السلام عبد العزيز الكحاح، الشهداء أيوب ويوسف وكريم عمر، الشهداء كاظم ووصفي وعلي وروار حاشوش، الشهيد سعيد متروك، الشهيدان بديع وجعفر المنذري، الشهيد محمد بكر القصاب، الشهيد ستار مهدي الخواجة، الشهيد شهاب احمد المشهد التميمي، الشهيد عبد العال موسى الشريباجي وولده، الشهيد حميد شلتاغ، الشهيد مطشر حواس، الشهيد حازم سلو، الشهيدان عبد الرسول وعبد الجبار طعمة الدراجي، الشهيد عبد الكاظم محمد الحجامي، الشهيد محمد الخضري، الشهيد ناصر جودي الحكيم، الشهيدان محمد وخيرية جعفر الصراف، وعائلة الشهيد خليل المعاضيدي).

 ******************

الصفحة السادسة

كيف دعمت بريطانيا انقلاب 8 شباط 1963 في العراق؟

سلم علي

نشر الكثير عن دور وكالة الاستخبارات المركزية الامريكية (سي آي أي) في التخطيط لانقلاب 8 شباط 1963 الفاشي في العراق، والدعم الذي قدمته لحزب البعث وأقطابه آنذاك، لتمكينهم من الوثوب الى السلطة وتحقيق أحد الاهداف الرئيسة للانقلاب: القضاء على الحزب الشيوعي والتصفية الجسدية للآلاف من قادته وكوادره ومؤيديه. ولكن دور بريطانيا في التخطيط للتخلص من نظام عبد الكريم قاسم ودعم انقلابيي 8 شباط وحكومتهم لم ينل اهتماماً كافياً من قبل الباحثين وبقي مبهماً بالمقارنة مع الدور الامريكي.

ومن اجل تسليط الضوء على هذا الدور، نستعرض بإيجاز ما جاء في هذا الشأن في كتاب للباحث البريطاني مارك كرتس تناول انتهاكات خفية لحقوق الانسان مارستها بريطانيا في بلدان مختلفة حول العالم.

مقدمة:

تمت الاطاحة بالنظام الملكي المدعوم من بريطانيا في ثورة 14 تموز 1958 واقيمت جمهورية برئاسة الزعيم عبد الكريم قاسم. وتعرضت السفارة البريطانية في بغداد، التي كانت تعرف بأنها القوة الفعلية وراء العرش، الى النهب وقتل أحد البريطانيين. ووصف مسؤولون في السفارة الثورة في تقاريرهم الى لندن بأنها «ثورة شعبية» تقوم على «مشاعر مكبوتة من الكره والاحباط، تتغذى على تطلعات قومية لم تلبّ، وعداء لحكومة اوتوقراطية، وسخط من الهيمنة الغربية، واشمئزاز من فقر متفشي».

وكان النظام الملكي الذي دعمته بريطانيا من بين الانظمة الأدنى شعبية في الشرق الاوسط، وكان البريطانيون يدركون جيداً سماته القمعية. فقد أشار تقرير لوزارة الخارجية البريطانية، على سبيل المثال، الى ان «الثروة والسلطة بقيتا متركزتين في أيدي حفنة من ملاك الارض وشيوخ العشائر الاغنياء الذين كانوا يحيطون بالبلاط».

وقبل ثلاثة أشهر من ثورة 14 تموز 1958، كتب السير مايكل رايت، السفير البريطاني في بغداد، الى وزير الخارجية سلوين لويد قائلا ان «الوضع الدستوري في العراق يشبه الى حد بعيد ما كانت عليه المملكة المتحدة عند صعود جورج الثالث الى العرش». فالسلطة السياسية تتمركز في البلاط، ويمكن للملك أن يعين ويعزل رؤساء الوزراء كما يشاء، بينما «لا يمكن للمعارضة ان تنظم اجتماعات عامة او تعبر عن معارضتها للنظام في الصحافة». كما لفت رايت الى ان «كفاءة جهاز الأمن العراقي تزايدت مادياً في السنة الاخيرة، ويعود الفضل في ذلك الى حد كبير الى المساعدة البريطانية بالتدريب والمعدات».

 ووصف الوضع القائم آنذاك بأنه «قمع سياسي كامل».

ثم عبر السفير البريطاني عن معارضته الديمقراطية بقوله ان «إرخاءً كاملاً للقيود الحالية على حرية التعبير بالاقتران مع انتخابات حرة كلياً» من شأنه ان «ينتج فوضى وربما ثورة». وأوصى فقط بالسماح بتشكيل احزاب سياسية.

وبضربة واحدة، أطاحت ثورة 14 تموز الوطنية والشعبية بنظام موالٍ لبريطانيا كان يمثل دعامة رئيسة لسياستها في الشرق الاوسط. الأسوأ من ذلك، ان مخططي السياسة البريطانية أقروا بأن عبد الكريم قاسم كان يحظى «بشعبية كبيرة جداً». ورغم ان بريطانيا تعاملت مع قاسم بتسامح في الفترة الأولى من عهد النظام الجديد، الاّ انه سرعان ما انضم الى صنف القادة من امثال سوكارنو في اندونيسيا، وتشيدي جاغان في غويانا البريطانية، وجمال عبد الناصر في مصر، الذين اعتبروا أعداء لمصالح بريطانيا في العالم الثالث.

النفط

لم تكن بريطانيا مهتمة بالطابع الاستبدادي لحكم قاسم وقمع اجهزته الامنية، وهذه العوامل لم تحدد موقفها منه. فالتهديدات التي كان يشكلها قاسم لخصها بوضوح احد الاعضاء البريطانيين في «شركة نفط العراق»، التي كانت تسيطر على النفط العراقي، في تقرير الى وزارة الخارجية البريطانية قبل بضعة أشهر فحسب من الاطاحة بالنظام في 8 شباط 1963. وجاء في التقرير ان عبد الكريم قاسم «يرغب في اعطاء العراق ما يعتبره استقلالاً سياسياً وكرامة ووحدة، وتعاوناً أخوياً مع بقية العرب، وحياداً بين الكتل المتنفذة في العالم. وهو يرغب في زيادة وتوزيع الثروة الوطنية، انطلاقاً من مبدأ وطني واشتراكي من جهة، وانطلاقاً من مجرد تعاطف مع الفقراء، من جهة اخرى. كما يريد، بالاستناد الى الرفاه الاقتصادي والعدالة، ان يبني مجتمعاً جديداً وديمقراطية جديدة. وهو يريد ان يستخدم هذا العراق القوي، الديمقراطي، العروبي كأداة لتحرير بقية العرب والآسيويين – الافريقيين والارتقاء بأوضاعهم والمساعدة في تدمير «الامبريالية»، وهو ما يعني به بشكل أساسي النفوذ البريطاني في البلدان النامية».

كانت سياسة عبد الكريم قاسم بشأن النفط موضوع كم كبير من المراسلات في ملفات الخارجية البريطانية التي رفعت عنها السرية وسبباً رئيساً وراء رغبة مخططي السياسة البريطانية في التخلص منه. وتكمن خلفية الأمر في ان قاسم أعلن في 1961 ان حكومته تريد الحصول على اكثر من 50 في المائة من الارباح المتأتية من صادرات النفط، وشكا ايضاً أن الشركات كانت تثبّت سعراً يخدم مصالحها بالذات. وفي قانون صدر في كانون الأول 1961، سعى الى حرمان «شركة نفط العراق» (آي بي سي) من حوالي 99,5 في المائة من امتيازها. وشملت الاراضي التي تم انتزاعها حقولاً نفطية ثمينة ذات احتياطي مثبت. كما نشرت في تشرين الأول 1962 مسودة قانون لإنشاء «شركة نفط وطنية عراقية» جديدة، لكن القانون لم يكن قد اصبح نافذاً عندما وقع الانقلاب الذي أطاح بقاسم في 8 شباط 1963.

الكويت

ومن القضايا الاخرى التي كانت مصدر قلق كبير لبريطانيا، مطالبة العراق بضم الكويت. وفي 1961، ارسلت بريطانيا قوات الى الكويت لحمايتها، كما يفترض، من هجوم عراقي وشيك. لكن الملفات التي رفعت عنها السرية، تكشف ان بريطانيا لفقت التهديد العراقي كي تبرر تدخلاً بريطانياً من اجل تأمين اعتماد زعماء الكويت، الدولة الغنية بالنفط، على «الحماية» البريطانية.

الدور الامريكي

سقط نظام عبد الكريم قاسم في 8 شباط 1963 وجرى إعدامه في انقلاب قاده عبد السلام عارف واصبح احمد حسن البكر، من حزب البعث، رئيساً للوزراء. وبذلك وصل البعث الى السلطة للمرة الأولى. وكان الانقلاب حصيلة دعم وتنظيم كبير من قبل وكالة الاستخبارات المركزية الامريكية (سي آي أي)، وكان العقل المخطط له هو ويليام ليكلاند، الذي كان بمنصب ملحق في السفارة الامريكية في بغداد. وكانت الولايات المتحدة قد تآمرت بنشاط في وقت سابق لقتل عبد الكريم قاسم، وبعثت لجنة متخصصة في الـ»سي أي أي» ذات مرة بمنديل مطرز، مسموم، الى قاسم، لكن اما ان المحاولة فشلت او ان المنديل لم يصل الى الهدف المقصود.

وحسب الكاتب سعيد ابو ريش، فان الولايات المتحدة كانت قد أصرت قبل الانقلاب على تنفيذ خطة تفصيلية لإزالة الحزب الشيوعي العراقي كقوة في الحياة السياسية بالعراق، ما يعني التصفية الجسدية لأعضائه. ولذا زودت وكالة «سي آي أي» قادة انقلاب شباط بلائحة اسماء لهذه الحملة، وجرى ملاحقة حوالي 5 آلاف منهم وقتلهم. وكان بين الضحايا قادة عسكريون كبار بالاضافة الى محامين واساتذة جامعات ومعلمين واطباء. وكان من ضمنهم نساء حوامل ورجال مسنون، وتعرض كثيرون منهم الى التعذيب امام اولادهم. وجرت عمليات التصفيات الجسدية عبر استهداف الافراد، وباستخدام فرق مطاردة تداهم بيوتهم وتعرف هويات الضحايا المستهدفين وتنفذ احكام اعدام فورية. وقام روبرت كومر، العضو في مجلس الأمن القومي، بإبلاغ الرئيس الامريكي جون كنيدي، فور وقوع الانقلاب في 8 شباط، بأن «الانقلاب مكسب لجانبنا».

كان صدام حسين حينها مساهماً عن قرب في الانقلاب. فقد استفاد كلاجئ عراقي في القاهرة، هو وآخرون من مخططي الانقلاب، منذ 1961 الاتصال مع وكالة «سي آي أي» رتبها القسم العراقي في الاستخبارات المصرية. وخلال الانقلاب، أسرع صدام في العودة من القاهرة وساهم شخصياً في تعذيب اليساريين خلال المجازر.

الدور البريطاني

كانت بريطانيا ايضاً ترغب منذ وقت بعيد بسقوط عبد الكريم قاسم، وتؤكد الملفات السرية البريطانية ذلك في الأشهر التي سبقت الاطاحة به. هل تورطت بريطانيا بدور مباشر اكثر في الانقلاب؟ تتضمن الملفات التي رفعت عنها السرية اشارات الى استعداد بريطاني للمشاركة في إطاحة قاسم، ولم ترفع السرية بعد عن العديد من الملفات التي تعود الى تلك الفترة. ويبدو بالفعل ان بريطانيا ربما كان لديها علم مسبق بالانقلاب، لكن لا توجد أدلة مباشرة على أن بريطانيا كانت على صلة بمخططي الانقلاب، بخلاف الحال بالنسبة الى الولايات المتحدة.

ولكن توجد بعض الاشارات الملفتة للانتباه. قبل خمسة أشهر من الانقلاب، تشير ملاحظة لمسؤول في وزارة الخارجية البريطانية الى وجهة نظر السفير البريطاني في بغداد بأنه «كلما كان سقوط قاسم في وقت أقرب كلما كان ذلك أفضل، وانه ينبغي الاً نكون انتقائيين اكثر مما يجب للمساعدة باتجاه هذه الغاية». كما نقل عن السفير، السير روجر ألن، تأييده «سياسة مبادرة ضد قاسم». واشارت احدى المذكرات من السفير قبل خمسة اسابيع من الانقلاب الى مؤامرة انقلابية ضد قاسم وانه «تلقينا تأكيداً بأن الخطة جرى الاعداد لها بتفصيل وان اسماء كل اولئك الذين سيحتلون مناصب رئيسة قد تم اختيارها». لكن هذه المذكرة لا تلمح الى ان عبد السلام عارف، الذي تولى في النهاية قيادة الانقلاب، سيكون زعيمه. كما يلفت السفير الى أهمية أن «لا يبدو (موظفوه في السفارة ببغداد) على علم او على صلة بالتخطيط للانقلاب، وقد أكدت مؤخراً مرة اخرى على الموظفين، بما فيهم الملحق الجوي الجديد، انه يجب ان نتصرف دائماً بأقصى درجة من الحذر».

وقبل أحد عشر يوماً من الانقلاب، تم ابلاغ السفير البريطاني من قبل القائم بالأعمال الامريكي في بغداد بأنه «حان الوقت للشروع في بناء رصيد ثقة لدى خصوم قاسم، بانتظار اليوم الذي يحدث فيه تغيير بالحكم هنا». واستنتج السفير أنه «للمرة الأولى منذ وجودي هنا، لدي إحساس بأن النهاية يمكن أن تأتي في المستقبل المنظور». وقد يبدو ذلك أشبه بإشعار، على الأقل، من جانب الولايات المتحدة التي كانت سفارتها تتواطأ بشكل وثيق مع المتآمرين. وبالفعل، بعد يوم واحد على الانقلاب، في 9 شباط 1963، بعث السفير روجر ألن برقية الى وزارة الخارجية البريطانية مفادها أن وزير الدفاع الجديد «كان من المتوقع ان يصبح قائد سلاح الجو في حال وقوع انقلاب» – وهو ما يشير الى نوع من المعرفة المسبقة.

نداءات لإبادة الشيوعيين

لكن ما لا يمكن ان يكون موضع شك هو ان المسؤولين البريطانيين في بغداد ولندن كانوا على علم بالمجازر ورحبوا بارتكابها من قبل النظام الجديد. وتبين ملفات الخارجية البريطانية ان السفير روجر ألن وموظفاً آخر في السفارة كانا يتابعان تقارير الاذاعة العراقية في اليومين الأولين من الانقلاب: 8 و9 شباط. فقد ذكرا ان نداءات النظام الجديد كانت تدعو الناس الى «المساعدة على إبادة جميع اولئك الذين ينتمون الى الشيوعيين والقضاء عليهم نهائياً»، وحثتهم: «اقضوا على المجرمين» و»اقتلوهم كلهم، اقتلوا كل المجرمين». وجرى إعادة بث تلك النداءات مرات عديدة. وابلغ السفير وزارة الخارجية في 11 شباط ان «الاذاعة تحرض الناس على ملاحقة الشيوعيين. ويبدو ان القتال الذي دار كان موجهاً، جزئياً بأي حال، ضد المتعاطفين مع الشيوعيين». وارسل نص كل هذه النداءات الى وزارة الخارجية البريطانية في 15 شباط.

وقال الملحق العسكري البريطاني في السفارة ببغداد في رسالة بتاريخ 19 شباط انه في يوم 9 شباط كان هناك «اطلاق نار في كافة ارجاء المدينة» و»اعتقالات للشيوعيين». واضاف انه «بما ان السفارة تقع في منطقة تعد معقلاُ للشيوعيين، فانه سمع اطلاق نار كثير من اسلحة صغيرة معظم الوقت خلال اليوم». وفي 10 شباط، كانت السفارة تبلغ وزارة الخارجية عن «اعتقالات للشيوعيين» و»اطلاق نار متفرق في اجزاء مختلفة من المدينة». وفي اليوم نفسه، لاحظت وزارة الخارجية البريطانية ان «اجراءات قوية تتخذ ضد الشيوعيين».

وفي 11 شباط، كانت السفارة تفيد بوقوع « اطلاق النار» في ضواحي بالأطراف حيث يعتقد بوجود شيوعيين، مع «روايات عن اصابات كبيرة، من المفترض انها بين المدنيين، لكن ذلك غير مؤكد». وبحلول 26 شباط، كانت السفارة تقول ان الحكومة الجديدة تحاول «ان تسحق الشيوعية المنظمة في العراق» وانه كانت هناك اشاعات بأن «كل كبار الشيوعيين ألقي القبض عليهم وانه جرى إعدام خمسين منهم بهدوء»، رغم انها اضافت بأنه

«قد لا يكون هذا الخبر صحيحاً».

وفي الشهر التالي، آذار، أشارت رسالة من «شركة نفط العراق» الى وزارة الخارجية البريطانية الى «ملاحقة للشيوعيين» وانه «يتعين الانتظار لنرى الى أي مدى سيتم تدميرهم». وفي تقرير بعد مرور 6 أسابيع على الانقلاب، يشير مسؤول في وزارة الخارجية الى «حمام دم» وانه «ينبغي الاّ نظهر في العلن وكأننا ندعو الى مثل هذه الاساليب في قمع الشيوعيين». واضاف ان «مثل هذه القسوة ربما كانت ضرورية كوسيلة على المدى القصير».

وقال السفير روجر ألن في مذكرة الى وزير الخارجية البريطاني، اليك دوغلاس هيوم، في أيار 1963، انه «جرى التعامل مع الخطر الشيوعي بحزم». واضاف ان الحكومة العراقية ذكرت ان هناك حالياً 14 ألف سجين سياسي وان «السجون لا تزال مكتظة بالمعتقلين السياسيين». وبحلول حزيران 1963، ذكر بيرسي كرادوك، المسؤول في وزارة الخارجية الذي اصبح لاحقاً رئيس «لجنة الاستخبارات المشتركة»، ان «النظام العراقي يواصل قمعه الشديد للشيوعيين»، مع الاعلان مؤخراً عن تنفيذ 39 حكماً بالإعدام.

وكانت وزارة الخارجية البريطانية تدرك ان المجزرة التي نفذت ضد الشيوعيين كانت عملية ذات طابع هجومي بالكامل. فقد لاحظت في 9 شباط 1963، على سبيل المثال، ان اعمال القتل كانت تجري «في الوقت الذي لم يكن هناك أي مؤشر الى خطر شيوعي او أي معارضة ذات تأثير للحكومة الجديدة».

دعم حكومة الانقلاب

وفي الواقع أيد مسؤولون بريطانيون هذه المجازر. فقد ابلغ السفير روجر ألن وزارة الخارجية في لندن بعد اسبوع من الانقلاب ان «عملية مطاردة الشيوعيين في بغداد والبلدات تتواصل»، لكن «ستبقى هناك مشكلة شيوعية». واضاف ان «الحكومة الحالية تفعل ما باستطاعتها، ولذا

فإنني اعتقد انه ينبغي ان ندعمها ونساعدها على المدى البعيد في ترسيخ نفسها كي يتلاشى تدريجياً هذا الخطر الشيوعي».

وتابع السفير ان الحكومة الجديدة في بغداد، «على الأرجح تناسب مصالحنا بصورة جيدة». وفي رسالة اخرى بعث بها في اليوم نفسه، قال انه بما ان «المعارضة الشيوعية يحتمل ان تستمر»، وانه حسب رأيه لا يوجد بديل للحكومة الجديدة، «لذا من الضروري لها ان تعزز مواقعها بسرعة». وانها «ستحتاج الى كل الدعم والمال الذي يمكن ان تحصل عليه».

وكانت وزارة الخارجية البريطانية قد وزعت آنذاك قبل ذلك مذكرة الى سفاراتها توضح فيها الموقف البريطاني من الانقلاب. وأشارت فيها الى ان النظام الجديد «اتخذ بالفعل اجراءات نشيطة ضد الشيوعيين المحلين» وان «قمع الشيوعيين المحليين» سيستمر على الارجح، بينما ستتمثل احدى المشاكل الرئيسة الاخرى للنظام في «تهدئة الاكراد». واضافت المذكرة «نتمنى الخير للنظام الجديد»، بعدما اشارت الى تدهور علاقات بريطانيا مع نظام قاسم.

كما لاحظ تقرير داخلي لوزارة الخارجية ان الحكام الجدد في بغداد «اظهروا شجاعة وثباتاً في التخطيط لانقلابهم وتنفيذه»، وانه ينبغي ان يكونوا «بعض الشيء اكثر وداً تجاه الغرب».

وعندما التقى السفير البريطاني وزير الخارجية في النظام الجديد (طالب شبيب) بعد يومين من الانقلاب، لم يرد في تقريره عن اللقاء أي ذكر لكونه أثار موضوع اعمال القتل، بينما وصف اللقاء بأنه كان «ودياً للغاية». وبالفعل، لم ترد أية إشارة في أي من الملفات التي اطلع عليها الكاتب حول أي تعبير عن القلق بشأن اعمال القتل، بل ان التأثير الوحيد الذي مارسته على السياسة البريطانية هو التشجيع على دعم اولئك الذي كانوا ينفذون اعمال القتل.

هكذا، أشار مسؤولون في وزارة الخارجية البريطانية الى انهم ينبغي ان «يتفحصوا كل الوسائل الممكنة للانتفاع من المناخ الحالي المعادي للشيوعية في العراق»، وبذل «جهد كبير لإقامة صلات مع النظام الجديد». واقترحت الوزارة وسائل متنوعة «للقيام بإيماءات» تجاه النظام الجديد، بما فيها «إبداء المساعدة بشأن

تجهيز الاسلحة» و»توفير كورسات تدريب عسكري اذا كان العراقيون يريدون الحصول عليها». وكُتبت هذه المذكرة في اليوم نفسه الذي بعث فيه السفير البريطاني روجر ألن الى وزارة الخارجية نص ما بثته الاذاعة العراقية التي تحث على «قتل المجرمين»، كما جرت الاشارة أعلاه.

كما قدمت السفارة في بغداد توصيات مماثلة «لتقديم ايماءات ودية من نوع ما» الى «اولئك الذين عانوا في مجرى عملية تفكيك الشيوعية في العراق». والمقصود بهؤلاء هم اولئك الذين عانوا على أيدي الشيوعيين، وليس ضحايا المجازر. واوضحت السفارة ان ذلك سيتم «تقديراً للجهد المعادي للشيوعية المبذول هنا».

الحرس القومي

كانت سياسة لندن تتمثل في الاعتراف الدبلوماسي بالنظام الجديد على الفور واقامة «علاقة عمل» معه. كما انها «ستجري اتصالاً ودياً بأسرع ما يمكن مع القادة البعثيين والقوميين»، ودعوة اعضاء في «الحرس القومي» (وهي المنظمة التي ساعدت على تنفيذ المجازر) الى لندن. ولكن المسؤولين في وزارة الخارجية البريطانية لاحظوا انه ينبغي القيام بذلك «تحت عنوان آخر ما» من اجل ابقائه طي الكتمان، كي يتم تجنب الظهور علناً بمظهر المؤيد لأي مجموعة معينة.

وجرى التماثل في هذه السياسة مع الولايات المتحدة، حيث ابلغ مسؤول كبير في وزارة الخارجية الامريكية وزارة الخارجية البريطانية انه «اذا أدى (الانقلاب) الى نظام بسمات بعثية، فان سياساته ستكون على الارجح مقبولة اكثر بالنسبة الى حكومة الولايات المتحدة».

وكان من المؤمل ان تكون احدى منافع النظام الجديد اعطاء «فرصة لمرحلة جديدة في علاقات شركات النفط مع الحكومة» واستبدال السياسات النفطية السابقة لنظام قاسم التي كانت تهدد شركات النفط الغربية المهيمنة على «شركة نفط العراق».

وبعد اسبوع على الانقلاب، كان السفير البريطاني روجر ألن يبعث تقريراً مفاده ان الامور «عادت تقريباً الى وضع طبيعي»، معبراً عن أمله في ان تكون «فترة الشعور بالإحباط» في ظل عبد الكريم قاسم قد انتهت، وأن «يكون هناك أفق لعمل بنّاء نسبياً هنا». ومع ذلك فانه يدرك تماماً ان «مشكلة الشيوعيين وسكان الاحياء الفقيرة لم تنته بعد»، ولذا فان قمع الشيوعيين من قبل نظام الانقلابيين سيستمر على الأرجح، كما جرت الاشارة أعلاه. وبحلول نيسان 1963، كان بإمكان السفير ان يتحدث في احدى رسائله عن «سجل صداقتنا مع النظام الجديد».

قلق من حملة تضامن

كما اشارت وزارة الخارجية البريطانية، حسب ملفاتها، الى الحاجة الى «مواصلة تتبع» نشاط منظمة جديدة انشأها نواب برلمان من حزب العمال تسمى «اللجنة البريطانية للدفاع عن حقوق الانسان في العراق»، وكانت تنوي القيام بزيارة الى العراق والتحقيق في اعمال القتل. كما «حذرت» السفارة في بغداد وزارة الخارجية من انشطة مماثلة تتعلق بحقوق الانسان يقوم بها اللورد برتراند راسل، وصفت بأنها «مصدر إزعاج» في العلاقات الأنكلو-عراقية.

الكويت مرة أخرى

ومن المنافع الاخرى لبريطانيا موقف النظام الجديد تجاه الكويت. فبعد الاطاحة بعبد الكريم قاسم، نصح البريطانيون الكويت باستباق أي تهديد عراقي مستقبلي لاستقلالها من قبل النظام الجديد بالقيام برشوته. ودفع الكويتيون الى الحكومة البعثية الجديدة 50 مليون جنيه استرليني.

وفي تشرين الثاني 1963 اُطيح بالنظام البعثي في انقلاب عسكري آخر. ولم يعد البعث الى السلطة الاّ في 1968، بعد تعاقب حكومات عدة. وحظي انقلاب 1968 ايضاً بدعم وكالة الاستخبارات المركزية الامريكية (سي آي أي) التي أقامت على الفور علاقات وثيقة مع الحكام البعثيين، حيث اصبح احمد حسن البكر رئيساً فيما تولى صدام حسين منصب نائب الرئيس.

وبعد انقلاب 1968

ورحبت بريطانيا ايضاً بنظام حزب البعث بعد انقلاب تموز 1968. وكتب السفير البريطاني في بغداد قائلاً: «قد يتطلع النظام الجديد الى المملكة المتحدة للحصول على تدريب عسكري ومعدات، وينبغي الاّ نضيّع أي وقت بتعيين ملحق عسكري». وتلقى وزير الدفاع الجديد حردان التكريتي دعوة الى زيارة معرض فارنبره الجوي، وأبلغه السفير البريطاني انه «يبدو لي ان لدينا الآن فرصة لإعادة العلاقات الانكلو-عراقية الى شيء من حميميتها السابقة». وفي معرض رده، «قال الجنرال التكريتي انه خلال النظام البعثي في 1963، كان يقدّر كثيراً الموقف المتعاون لحكومة صاحبة الجلالة».

 *******************************

الصفحة السابعة

جرائم البعث لن تمحوها السنون

د. صادق إطيمش

قد لا تتسع مجموعة من القواميس لاحتواء جرائم حزب البعث بعد أن جاءت به المخابرات المركزية الامريكية على قطارها المشؤوم في الثامن من شباط عام 1963.

لقد تميزت جرائم انقلابيي الثامن من شباط ليس ببشاعتها وابتعادها عن كل القيم الأخلاقية فقط، بل أنها امتازت ايضاً بكونها مورست على مجاميع بشرية بكاملها أصبحت تشكل عامل انشراح للجلادين حينما يرون ضحاياهم وقد تراصفت جثثهم وضاقت بها القاعات التي أعدها مجرمو البعث لهذا الغرض.

إحدى هذه الجرائم الجماعية التي خطط لها ونفذها مجرمو الثامن من شباط هي تلك الجريمة البشعة المعروفة باسم « قطار الموت «.

إن المتابع لحيثيات هذه الجريمة، وقد كُتب عنها الكثير، سيخرج بالقناعة الكاملة بأن الأعجوبة التي جعلت قائد القطار يعلم بماهية «حمولته « مما دعاه لمخالفة أوامر من أمره بأن يسير بقطاره ببطء تحت وطأة أشعة شمس تموز على العربات الحديدية المعدة لنقل حمولات البضائع والتي كانت مليئة بمئات من السجناء السياسيين الذين أراد الجلادون نقلهم إلى سجن نكرة السلمان بهذه الطريقة القذرة.

لئن حالفنا الحظ نحن سجناء البصرة لأن ننجو من قطار الموت لعدم وجودنا في بغداد بعد فشل الانتفاضة الشجاعة لحسن سريع ورفاقه الأبطال، فإنه لم ينجنا من «قافلة الموت « التي نقلتنا من البصرة إلى نكرة السلمان عبر الطريق الصحراوي غير المطروق إلا من المهربين والذي كان يُطلق عليه طريق إبصية. وإبصية هذه نقطة تأتيها شرطة الكمارك بين فترة واخرى. وقد يتحدث البعض عن قافلتين من هذا النوع سلكت أحدهما طريق الناصرية عبر الصحراء والتي ضمت السجناء السياسيين العسكريين وغير العسكريين الذين نُقلوا إلى نكرة السلمان. أما الثانية التي نقلت العسكريين من معسكر محمد القاسم إلى نكرة السلمان فهي التي سارت على طريق إبصية هذا بسيارات نقل خشبية كان يُطلق عليها آنذاك (دَك النجف).

كان عدد هؤلاء السجناء في قافلتنا هذه مائة سجين تقريباً تم حشرهم في هذه السيارات التي انطلقت بهم عبر الصحراء تقودها سيارة مسلحة من سيارات الشرطة لتصل إلى قلب الصحراء التي لا أثر فيها لأي نوع من الحياة في منتصف نهار أوائل تموز. ولو أن السفر في مثل وسائط النقل هذه وتحت هذه الأجواء تحت الشمس اللاهبة في هذه الصحراء قد تم بشكل اعتيادي لكانت الصعوبات الناجمة عن ذلك غير ذي أهمية تُذكر. إلا أن غوص عجلات السيارات في رمال الصحراء وعدم استطاعتها الحركة قد جعل السجناء أمام خيارين أحلاهما مرٌّ علقم. فإما المكوث في الصحراء والتعرض للموت عطشاً وإما تمهيد الطريق لعجلات السيارة من خلال الحفر في الرمال في الوقت الذي لم يكن سواق هذه السيارات قد استعدوا لحالة مثل هذه كوجود آلات الحفر في سياراتهم مثلاً. وفي الوقت الذي ظلت فيه سيارة الشرطة تتفرج على الموقف، وكأنها كانت متوقعة لموقف كهذا، كان لابد من استعمال الأيدي لإزاحة الرمال من أمام عجلات السيارات. هذا الجهد الذي يرافقه تعرض الجسم إلى العرق وفقدان الأملاح مما يتطلب تعويضه بتناول الماء الذي لم يكن متوفراً بكمية كافية لهذا العدد الكبير من السجناء. واستمرت هذه الحالة في قطع الصحراء حتى خارت كل القوى في منطقة ما في قلب الصحراء لم يكن من المستطاع اجتيازها بالنظر لفقدان القوة الجسدية لدى السجناء الذين أخذ منهم العطش مأخذه. والغريب في الأمر أن سيارة الشرطة اختفت فجأة ولم يعلم اي أحد سبب اختفائها وظل سائقو السيارات في حيرة من أمرهم لا يعلمون ماذا يفعلون. واستمر الوضع على هذا الحال حتى المساء حيث انحسرت الشمس وانخفضت درجات الحرارة اللاهبة، إلا أن ذلك لم يعط السجناء القوة الكافية للاستمرار في الحفر، فانتشروا يلقون أنفسهم على الأرض بانتظار المجهول. وبعد أن حل وقت الغروب فوجئ الجمع الملقى على الأرض بوصول سيارة حمل (لوري) محملة بالرقي والخبز والمساحي. ما كان أطعم ذلك الرقي الذي لم يفارق مذاقه في ذلك اليوم ما تبقى من العمر. وعلى تلك الرمال التي بدأت تكتسب حرارة ليل الصحراء شيئاً فشيئاً انهالت الأكف بقبضاتها التي استعادت قوتها فجأة لتهشم الركي وتقطع الخبز، فيتناول الجمع أحلى وألذ وجبة طعام.

من الطبيعي ان لا يتبادر إلى الذهن تحت وطأة مثل هذه الظروف أن يجري الاستفسار اولاً عن كيفية وصول هذه السيارة وإلى هذا المكان غير المطروق بالذات. إلا أننا علمنا بعدئذ بأن سيارة الشرطة التي تركتنا أخبرت رفاقنا السجناء في نكرة السلمان بالأمر، فلم يتوانوا عن الاتصال بدائرة السجن وأجبروها على أن تسمح لهم بتهيئة سيارة الحمل هذه وملئها بهذه البضاعة التي وصلتنا في الوقت الذي يمكن أن نسميه بالوقت الضائع فعلاً.

وصلت هذه القافلة إلى سجن السلمان بعد منتصف الليل تقريباً وهي تعاني من الإرهاق والهزال، فتوزعت في باحة السجن على غير هدى، إذ لا مجال لتوزيع القادمين الجدد على قاعات السجن العشر (القواويش) التي أخذت تمتلئ تدريجياً لتصل إلى الآلاف التي تفوق بكثير العدد الرسمي المسموح به.

إن نجاة سجناء قافلة الموت هذه الذين خُطط لهم الموت في الصحراء التي راح ضحيتها فعلاً الرفيق صلاح أحمد الذي حاول الهرب من سجن السلمان لكنه لم يستطع التغلب على لهيب الشمس الحارق الذي استشهد تحته، يشكل اعجوبة أخرى حينما علم سجناء السلمان بوضع رفاقهم في الصحراء وأسرعوا إلى انقاذهم.

جرائم انقلابيي القطار الأمريكي يسرح الكثير منهم ويمرح اليوم على ملاعب الأصدقاء من ركاب الدبابة الأمريكية، فالكل يشترك في إطاعة السيد المُطاع حتى وإن تنوعت اشكال الطاعة سواءً كانت في عربة قطار أو على ظهر دبابة، المهم هو made in USA.

 *********************

الصفحة الثامنة

إلى الشهيد الشيوعي المقدام محمد زهراوي (أبو فجر)

كريم علي (ابو اسكندر)

بتاريخ 31/1/1985 اعتلى الرفيق محمد زهراوي حبل المشنقة مع كوكبة من رفاق الحزب البواسل، اعتلوا المشانق، بكبرياء وعزة وشموخ، محافظين على أسرار حزبهم ورفاقهم مثل حدقات العيون.

تتذكر يا رفيقي الجميل كيف كانت المساءات ثقيلة حينها وساعات الليل التي كانت تنذر لحظاتها بفقدان رفيقات ورفاق، حيث كنا نودع رفيقا بعد آخر إلى المجد، كانت روايات صمود الشهداء البواسل أمام الجلاد كأنها حكايات من نسج الخيال بل ضروبا من الصمود والثبات والتضحية في سبل الوطن، حزينة كانت الأيام يا صاحبي وانت تتحدث عن رفاق أبطال نذروا حياتهم لتحقيق أهداف حزبهم وقضايا شعبهم الكادح.

تتذكر يا محمد حين اتفقنا أن تذهب إلى كردستان وتلتحق بحركة الانصار، بعد اشتداد حملات القمع وكثرة الاعتقالات، لكنك رفضت وبقيت في بغداد من أجل لملمة الرفاق في التنظيم رغم سرية وخطورة العمل الحزبي وانتقلت من مكان إلى آخر بعيدا عن عيون رجال الأمن الفاشست.

حين اعتقل الشهيد محمد زهراوي كانت زوجته ورفيقة الدرب خلود جاسم مثنى حاملا، فأوصى أن يكون اسم المولود (فجر)، جاءت فجر صبية تحمل نفس الملامح ونفس السجايا، لكنك رحلت قبل أن تولد، فصار زاد فجر أحاديث وذكريات من السفر النضالي للوالد الشهيد محمد، كانت تسمع عن انسانيته وأخلاقه حيث جمعت كل جميل في شخصيته وطيبة معشره.

  كنا نحلم رفيقي الشهم ببزوغ فجر يوم جديد، في وطن حر وشعب حر وسعيد، وطن يحتضن الجميع دون خوف أو ارهاب، كنا نحلم يا محمد كيف يكون البلد بعد ازاحة النظام البعثي الفاشي وجلاوزته عديمي الانسانية، اليوم في الذكرى الثامنة والثلاثين لفراقنا أشعر بوحشة الروح ووحشة الفراق ولازالت تلك الايام رغم قسوتها وظلامها تبقى ذكريات لا تمحى في ذاكرتي حيث رفاق درب بواسل لم ينحنوا للجلاد ابدا.

السلام عليك معلمي الأول، السلام عليك وعلى رفاقك الشهداء، عواد حريجة، شريف فرج، حسين أحمد، كمال عطية، والشهيد نبز. سأبقى معك يا رفيقي أحلم مثل ما كنا بشرق يوم فجر جديد..

طوبى للرفيق الشهيد محمد زهراوي ورفاقه البواسل، خالدين في ضمير الحزب والوطن.

 ******************************

14شباط..  يوم الشهيد الشيوعي

زهير المادح

(شيوعيين كل نبضة بگلبهم ورد للناس ورياحين

وكل نسمة بفجرهّم خبز للفقّرة وشمس يفرش ضواها بيوت المحبين)

كوكبة من شهداء الحزب الشيوعي العراقي ممّن روت دماؤهم الطاهرة أرض عراقنا وقدمّوا حياتهم قرباناً للوطن، نهديهم باقات ورد وننحني لصلابتهم ومآثرهم البطولية.

منهم وهم كثر الشهيد فهد، صارم، حازم، وسلام عادل وشهداء الجبل في كردستان العراق والكثير من النساء الشيوعيات اللاتي ناضلّن من أجل حرية الشعب فوقفّن بكل صلابة وصمود بوجه الأنظمة الدكتاتورية التي تعاقبت على حكم العراق منذ تأسيس الحزب الشيوعي العراقي عام ١٩٣٤ وحتى سقوط نظام البعث البغيض.

وهنا لا يسعني الاّ ان اكتب عن المناضل الذي ما أن آمن بقضية حتى تحول من نقيض لنقيض وتجمعت فيه الاضداد وهو واحد.

في رأي المتواضع، ان المناضل يعيش بلا مكان وبلا زمان وهو على استعداد أن يفدي حياته من أجل قضية او معتقد او فكر وما أسمى هذا، فهو له عالمه الموازي لعالمنا نعيه ولا نعيه، نلمسه ولا نستطيع الوصول اليه، نراه ولا تدركه أبصارنا، موته حياة وخلود وذكرى..

انهم يتقدموننا نحو الشمس، نحو الحرية، نحو الكبرياء

وعجبي عندما يقولون الموت واحد!

فرسان يمتطون أرواحهم من أجل قضيتنا وكرامتنا، أناس يتقدمون الركب وهم يعلمون بأنهم سيتساقطون في الطريق الواحد تلو الآخر كالنجوم ولكن المسيرة مستمرة وتخضّر على مكان سقوط كل شهيد وردة تروي عبر أريجها حكاية بطل استشهد هنا فأصبح استشهاده هو الحياة …

المجد والخلود لشهداء الحزب والوطن

 ************************

نجوم مضيئة في مسيرة الشهداء.. الشهيدة البطلة بشرى عباس صالح (أم ذكرى) بقلم زوجها الرفيق

الفقيد ناظم ديبس

من مواليد 1956 السماوة. وهي معلمة بدأت مشوارها السياسي والنضالي في منتصف السبعينات في مسقط رأسها مدينة السماوة وبعد الهجمة الشرسة على الحزب في أواخر عام 1978 كانت المحطة الثانية في مشوارها السياسي هي عدن في اليمن الجنوبية آنذاك، وعملت في مجال التعليم وقد ساهمت خارج الدوام الرسمي بفتح مركز لمحو الأمية لتعليم الكبار. وعلى الصعيد السياسي نشطت في مجال عمل رابطة المرأة العراقية. أما المحطة الثالثة والمهمة في مشوارها السياسي هي كردستان حيث كان قلبها ينبض للعودة الى ربوع الوطن فعند وصولها الى أول قاعدة عسكرية للأنصار في منطقة بهدنان في عام 1981 اختيرت الشهيدة آمرة حضيرة النصيرات، وبعدها انتقلت الى قاعدة أخرى لكي تساهم في العمل الحزبي والعسكري، وفي ايار 1982 اختيرت للمدرسة الحزبية في بشتاشان وهي الرفيقة الوحيدة بين الرفاق وفي المحطة الأخيرة في كردستان انتقلت الى منطقة السليمانية وفي مهمة تنظيمية خاصة وفي المحطة الرابعة والأخيرة في مشوارها النضالي انتقلت لعمق الوطن الى بغداد وبعد نزولها الاول في تموز 1983 وعودتها الى كردستان في آب 1983 كتبت رسالة للحزب حول العمل التنظيمي في الداخل. وفي منطقة سورين في نزولها الثاني في 1983/10/31 كتبت لي آخر رسالة وهي رسالة مؤثرة حقاً وخلاصة صادقة للحب والوفاء والعلاقات الزوجية الشيوعية. وفعلاً لم نفترق ابداً وقد فرقنا الموت وهذا شرف وقدر المناضلين. وفي 27 / 11 / 1983 وصلنا نبأ استشهاد الرفيقة ام ذكرى في مأثرة بطولية من دون ان تستسلم للجلادين فأصبحت في ركب الخالدين حيث أضاءت الدرب الطويل شمعة مضيئة وهي في ربيعها السابع والعشرين. عرفها الرفاق بتفانيها ونكران ذاتها واخلاصها اللا محدود لقضيتها ومبدئيتها العالية وتواضعها وحبها للرفاق جميعاً.

لقد امضت الشهيدة ( ام ذكرى) زهرة شبابها ووهبت حياتها من أجل الشعب والوطن، فقدناها وهي في عنفوان العطاء، فلم أنسَ ذكراها ابداً وتبقى في وجداننا وقلوبنا وكما نبقى أوفياء لها وللقضية التي نذرت حياتها من اجلها تبقى ذكراها العطرة خالدة على مر السنين.

زوجك ورفيق دربك...ابو ذكرى

 **********************

لماذا يفتخر الشيوعيون العراقيون بكون حزبهم  حزب الشهداء!

حسين علوان

للاجابة عن هذا السؤال عليك ان تقرا التاريخ بحيادية وبذلك ستجد ان هؤلاء النوع من البشر يختلفون كليا عن غيرهم من الناس في ولائهم لوطنهم ومبادئهم التي امنوا بها عن قناعة تامة ونذروا انفسهم للتضحية من اجلها.

هم من تقدم الصفوف الاولى في كل مظاهرات واضرابات واعتصامات وانتفاضات شعبهم فكانت دمائهم الزكية التي سالت على ارض الوطن برصاص العملاء الخونة لتصعد ارواحهم الى السماء محلقة في ربوع الوطن الكبير.

ويشهد لهم اضراب كورباغي واضرابات الموانيء وعمال النفط والسكائر والزيوت النباتية والوقوف البطولي لوثبة كانون واسقاطها بدم الشهداء الابرار نساءا ورجال .

وتشهد ساحة المتحف في بغداد وباب المعظم وعكد النصارى استشهاد قادة الحزب الابطال حين اقدم النظام الملكي الذي رهن كل مقدرات الشعب بعجلة الاستعمار البريطاني ليقوم بجريمته الشنعاء باعدام خيرة ابناء هذا الوطن عام ١٩٤٩ (قادة حزبنا الاماجد) .

لقد اعطى الحزب الشيوعي العراقي كوكبة من مناضليه الافذاذ دفاعا عن الديمقراطية وحقوق الناس الكادحين فكانت مجازر البعث حين زج بهم في اقبية المعتقلات والسجون سيئة الصيت فكانت الضحايا فقدان خيرة كوادر الحزب من المناضلين الاشداء وبقى الحزب صامدا عظيما حين اختار اسلوب الكفاح المسلح لاسقاط الدكتاتورية المجرمة واعطى في نضاله الجديد الكثير من الرفاق نتيجة خيانة الحلفاء لعهودهم وتواطئهم مع الدكتاتورية المجرمة لضرب الحزب بغدر صارخ.

ان الحزب الشيوعي العراقي هو بحق حزب الشهداء وليس تعاليا على احد بل ان دماء شهدائه تشهد للقاصي والداني انهم مفخرة الوطن وابنائه النجباء في تضحيتهم ونكران ذاتهم من اجل خلاص وطنهم من الظلم والاستبداد والاستغلال والفساد.

 **************************

في يوم الشهيد الشيوعي العراقي

سعد الواسطي

يوم الشهيد لك التحية والعلا

نشو القصائد للشهيد وذكره

وشذى الجنائن عاطر من عطره

ما اشركت لغتي اذا سجدت له

فالشعر يلمع دره من دره

ان الشهيد منارنا به نقتدي

ونشيد في هذا المنار وفكره

له تنحني كل الرقاب مهابة

مجدا لكوكبه المشع ودوره

ضحى الرفاق الخالدون وخلدوا

وعلا سلام الخالدين بطهره

يوم الشهيد مخلد ومذاقه

كمذاق وادي الرافدين وتمره

بغداد تفخر بالشهيد ويومه

والمجد يسطع من منارة قبره

قدست يومه والخشوع يلفني

وذكرت فجره هائما في فجره

ياأيها الممتد بحرا واسعا

كل البحار تفرعت من بحره

مامت فهد انت حي خالد

والحزب يمضي للأمام بسيره

وبقى العراق منورا رغم العدا

وهو العزيز بحلوه وبمره

هو سومري بالشموخ مكلل

ومعزز بتراثه وبشعره

عش يا عراق الرافدين مظفرا

والعز دوما للعراق وسحره

قبر الشهيد على ترابك مشعل

والنصر يبزغ مشرقا من بدره

ان الشهيد مكرم ومعظم

ضحى لاجل الأخرين بعمره

يوم الشهيد لك التحية والعلا

ستظل رمزا للنضال وسفره

لك من قصيد الواسطي قصيدة

وأقول مجدا للشهيد وذكره

 **************************

الصفحة التاسعة

عقوبات منتظرة بعد أحداث مباراة القاسم والشرطة

بغداد ـ طريق الشعب

توعدت لجنة الانضباط في الاتحاد العراقي لكرة القدم، امس الاثنين، باتخاذ إجراءات صارمة بعد أحداث مباراة القاسم والشرطة .

وقال رئيس اللجنة علي والي إنه “بعد الاطلاع على مقاطع الفيديو التي سجلت فيه الأحداث المرافقة لمباراة القاسم والشرطة، نؤكد بأن هناك عقوبات صارمة ستتخذ بهذا الصدد”.

وأضاف أن “كلَّ من تثبت مخالفته في تلك الأحداث أو المشاركة فيها سيتخذ بحقه الإجراء المناسب”، مشيراً إلى أن “هذه الأحداث دخيلة على الملاعب العراقية ويجب الحد منها”.

يذكر، أن مباراة فريقي القاسم والشرطة التي جرت على ملعب كربلاء، شهدت مشادات كلامية واحتكاك  وضرب بين مدرب حراس مرمى نادي الشرطة ومدرب نادي القاسم وعدد من اللاعبين.

 ******************

تعاون بين كاساس وعماد محمد.. العراق يواجه إيران وديا في طهران

بغداد ـ طريق الشعب

وافق الاتحاد العراقي لكرة القدم على مواجهة نظيرة الإيراني وديا في العاصمة طهران في آذار المقبل، بعد اعتذار المنتخب التايلندي عن اللعب في بغداد.

الغاء ودية تايلند

كشف عضو اتحاد الكرة العراقي غالب الزاملي، أمس الاثنين، أن مباراة المنتخب الوطني مع نظيره الإيراني ستقام في العاصمة الإيرانية طهران.

وقال الزاملي إن “مباراتنا مع منتخب تايلند الوطني ألغيت ولن تقام بناء على طلب الاتحاد التايلندي”.

واشار إلى أن “الاتحاد بصدد مفاتحة عدد من الاتحادات الآسيوية لإقامة مباراة بديلة تقام لمنتخبنا الوطني في بغداد أو العاصمة القطرية الدوحة خلال أيام الفيفا دي كون أغلب الفرق متاحة خلال هذه الأيام “.

وبين الزاملي، أن “الاتحاد في مناقشات متواصلة مع الكادر الفني الإسباني بغية الاتفاق على آلية لإعداد الفريق للمرحلة المقبلة”.

موعد التجمع

من جانبه، أعلن المنسق الاعلامي للمنتخب العراقي، محمد عماد، أمس الاثنين، عن تحديد موعد أول تجمع للمنتخب بعد بطولة خليجي 25، لخوض مباريات ودية لإعداد اللاعبين من قبل الكادر التدريبي الاسباني.

وقال عماد ل نيوز، إن “موعد تجمع المنتخب الوطني لكرة القدم سيكون في 20 من شهر اذار المقبل ويستمر لغاية 28 من الشهر نفسه، لكون هذه الفترة تقع ضمن أيام الاجندة الدولية (فيفا دي) وستكون فرصة جيدة لتجمع لاعبي المنتخب كافة”.

واشار إلى أن “مدرب المنتخب الوطني خيسوس كاساس وكادره المساعد يتابعون عن قرب بطولة الدوري العراقي الممتاز للتعرف على مستويات اللاعبين لدعوتهم للمنتخب لتمثيل العراق في استحقاقات دولية مقبلة”.

وبين أن “كاساس رغم سفره لقضاء إجازته إلا أنه يتابع بطولة الدوري عبر النقل التلفزيوني ويسجل ملاحظات عن اللاعبين للوصول إلى قناعة تامة بشأن بمستوياتهم قبل دعوتهم لتمثيل المنتخب العراقي”.

تعاون بين كاساس ومحمد

بدوره، كشف مدرب منتخب شباب العراق لكرة القدم، عماد محمد، عن آلية تعاون بينه وبين المدرب المنتخب العراقي الأول، خيسوس كاساس، بشأن تبادل اللاعبين لتدعيم الفريقين.

وقال محمد ان “كاساس كان ايجابياً في طرحه ومتفهماً بشأن إعداد منتخب الشباب وتفريغ بعض لاعبي المنتخب الأول، لاسيما أن هناك لاعبين في المنتخب الأول ضمن الاعمار المحددة لمنتخب الشباب”.

واضاف “ليس لدى كاساس أي ممانعة للعب بعض لاعبي المنتخب الأول ضمن فئة الشباب مثل آلاي فاضل، في نهائيات بطولة كأس آسيا للشباب”.

وبين محمد أن “كاساس أكد بأنه سيحضر بنفسه ويتابع لاعبين آخرين في كأس آسيا للشباب التي تستضيفها أوزبكستان للفترة من 1 إلى 18 من شهر آذار المقبل”.

واشار إلى أن “منتخب الشباب يواصل تدريباته استعدادا للنهائيات فضلاً عن خوضه لمباريات تجريبية مع أندية عراقية ممتازة، كما سيخوض مباراة تجريبية مع فريق نادي الكهرباء في يوم 22 من الشهر الجاري، وسبق أن فاز المنتخب على فريق نادي الكرخ قبل ثلاثة أيام بنتيجة 2-1”.

وأوقعت القرعة منتخب الشباب العراقي في المجموعة الأولى إلى جانب كل من أوزبكستان البلد المضيف وسوريا وإندونيسيا.

 ***************************

ثنائي الدوري الإنجليزي.. يشعل شائعات الانتقال إلى ريال مدريد!

مدريد ـ وكالات

جاءت احتفالات البرازيلي فينيسيوس جونيور نجم نادي ريال مدريد الإسباني بعد الفوز ببطولة كأس العالم للأندية 2022 التي أقيمت في المغرب لتعيد الارتباط بين النادي الملكي وعدد من النجوم، وعلى رأسهم ريس جيمس ظهير تشيلسي الإنكليزي.

جيمس يملك علاقة مميزة مع فينيسيوس جونيور، حيث يتبادل الثنائي التعليقات بشكل مستمر عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وذلك منذ مواجهة ريال مدريد أمام تشيلسي في الدور ربع النهائي من دوري أبطال أوروبا 2021-22.

وقام فينيسيوس بنشر مجموعة صور من احتفالات ريال مدريد بالفوز بكأس العالم للأندية، بعد التغلب على الهلال السعودي بنتيجة 5-3 في المباراة النهائية، عبر حسابه على موقع “إنستغرام” للتواصل الاجتماعي.

ونشر البرازيلي صورته وهو يحمل كأس العالم للأندية بين يديه، مع تعليق: “على قمة العالم”، ليرد عليه جيمس برمز التاج التعبيري.

ولم يكن جيمس فقط من بين المتفاعلين على تلك الصورة، حيث انضم إليه الأرجنتيني أليخاندرو غارناتشو جناح مانشستر يونايتد الإنكليزي، حيث علق هو الآخر برمز تعبيري على صورة البرازيلي.

وتغذي مثل هذه التصرفات تحركات ريال مدريد في سوق الانتقالات، حيث ارتبط جيمس وغارناتشو بالانتقال إلى النادي الملكي في الآونة الأخيرة.

 ***********************

بايز يتوج بلقب بطولة كوردوبا للتنس

بوينس آيرس ـ وكالات

توج الأرجنتيني سيبستيان بايز بلقب بطولة كوردوبا المفتوحة للتنس في الأرجنتين إثر تغلبه على مواطنه فيدريكو كوريا (6-1) و(3-6) و(6-3) في المباراة النهائية.

واحتاج بايز، المصنف 47 على العالم، إلى ساعة واحدة و50 دقيقة لحسم المباراة النهائية واعتلاء منصة التتويج في بلاده.

وقال بايز في تصريحات نشرتها الرابطة العالمية للاعبي التنس المحترفين: “الفوز ببطولة في الأرجنتين هو شيء من الصعب للغاية وصفه بكلمات، كل عائلتي وأصدقائي كانوا حاضرين، هو أمر مذهل”.

وأبدى بايز سعادته بالإنجاز قائلا: “عمري 22 عاما وقد أصبحت في المكان الذي طالما حلمت به. بالطبع أرغب في تحقيق المزيد، لكنني سأستمتع بما حققته الآن لأقصى درجة. أثق في أنني سأحتفل بشكل جيد مع الأصدقاء والعائلة”.

-----------

نيمار يشتبك مع فيتينيا وكامبوس بعد ثلاثية موناكو

باريس ـ وكالات

اشتبك البرازيلي نيمار دا سيلفا، نجم باريس سان جيرمان، لفظيا مع أحد زملائه في الفريق الباريسي، بحسب تقرير صحفي فرنسي.

فقد ذكرت صحيفة “ليكيب” أن نيمار انتقد زميله البرتغالي، فيتينيا، ووبخه بشدة، متهما إياه بعدم تمرير الكرة له بالسرعة الكافية أمام موناكو، قبل أن يدخل اللاعبان في حديث طويل.

وكان سان جيرمان قد سقط أمام مضيفه موناكو (1-3)، السبت الماضي، في الدوري الفرنسي.

وجاءت ثلاثية صاحب الأرض عن طريق كل من: ألكسندر غولوفين، ووسام بن يدر “ثنائية”، في الدقائق (4، 18، 45+1)، بينما سجل زاير إيمري هدف باريس الوحيد، في الدقيقة (39).

وحصل نيمار، على ثاني أقل تقييم من “ليكيب” للاعبي سان جيرمان خلال مباراة موناكو (3 درجات).

وسبق أن زعمت تقارير فرنسية، أن الدولي البرازيلي اشتبك مع لويس كامبوس، المستشار الرياضي لباريس سان جيرمان، عقب مباراة موناكو.

-+---------------------------------------

كلوب يسخر من «لعنة الموسم السابع»

ليفربول ـ وكالات

رد الألماني يورغن كلوب، مدرب ليفربول، بقوة على الانتقادات الموجهة إلى الطاقم المساعد له في الريدز.

وقال كلوب، في تصريحات أبرزتها صحيفة “ديلي ميل” البريطانية: “إذا لم يكن الموظفون متعاونين أو ملهمين أو أي شيء تريد تسميته فلن يكونوا هنا”.

وأضاف: “أنا واضح في هذا الأمر بنسبة 100%، ولا أحد هنا لأنه من أصدقائي.. لم ولن يكون الأمر كذلك أبدا”.

وتابع: “إنهم هنا لأنهم الأفضل في عملهم.. هذا كل شيء. إذا امتدحتهم في الأوقات الجيدة فإنني أنتقدهم في العصيبة، وإذا كنت لا تشيد بهم في الأوقات الجيدة فلا تفعل ذلك في السيئة.. تحلوا بالشجاعة وهاجموني”.

وواصل: “أحصل على قدر هائل من المال كي أواجه هذه المواقف.. سيكون الجميع في وظائف بعد أن يرحلوا من هنا، وإذا كنت أستمع إلى الأشخاص الذين يقدمون لي النصيحة الخاطئة، فهذا خطئي”.

وحول النظريات المتداولة بأن كلوب يغادر الأندية في نهاية موسمه السابع، كما فعل مع ماينز، وبوروسيا دورتموند، ابتسم المدرب الألماني بسخرية، وقال: “مررنا في ماينز بأوقات عصيبة طوال الوقت وكان دورتموند على الأرجح كذلك في البداية والنهاية، لذلك أفهم أن الناس سيفكرون بهذه الطريقة، لكنني لن أذهب ولا يمكنني ذلك، لدي الكثير من المسؤوليات هنا وأريد ترتيبها مرة أخرى”.

واختتم: “إنه وقت صعب، لا أستمتع بذلك، لكن علينا أن نظهر في هذا الوقت أن النادي مميز جدا لأننا نؤمن بكل شيء، ثم علينا أن نتجاوز ذلك معا لأننا عندما ننهي هذا الأمر سنقدم فترات رائعة مرة أخرى”.

 **************************

وقفة رياضية.. إدارات الأندية الرياضية أساس نجاحاتها

منعم جابر

بالأمس كانت إدارات الأندية الرياضية مثالاً متميزاً في عطائها ودورها الناشط في قيادة الأندية وحسن إداراتها في العمل الإداري الناجح وفي النشاط الرياضي بكل أنواعه حيث كان أغلب ان لم يكن كل الأعضاء هم معلمو ومدرسو ومبدعو الرياضة وعملهم تطوعي وبلا مقابل نقدي أوعيني لأنهم كانوا يعشقون رياضتهم وألعابهم ويتفانون في سبيلها ومن أجلها. وكانت انديتهم قلاعا لجميع الألعاب والرياضات، وقد برزت وظهرت في الساحة الرياضية أندية كبيرة وبارزة ونجوم كبار حققوا أحسن النتائج في ألعاب المصارعة ورفع الاثقال والملاكمة والسباحة، وكان لهؤلاء الابطال دورهم ولأنديتهم أدوار خالدة بفضل حسن الإدارة والتشجيع المعنوي والدعم المتواصل. لكن الأحوال تغيرت في مراحل الثمانينات وما تلاها حيث بدأت الحزبية الضيقة تفرض نفسها على الرغم من ظهور أبطال ورياضيين كبار إلا أن تسلط البعض من غير المتخصصين والطارئين على هذه الأندية وسطوة البعض من هؤلاء على الاتحادات الرياضية بحكم نفوذهم (وارهابهم) واستمر هذا الواقع وذاك الحال إلى اليوم، إلا أنه أخذ اشكالاً أخرى، ولعل في مقدمتها الطائفية! وهنا نجد وبشكل واضح وجلي أن سبب نجاح الأندية بالأمس هو الكفاءة والنزاهة الوطنية حيث كان جميع أعضاء الهيئات الإدارية للأندية يعملون بجد وإخلاص من أجل الرياضة وحب العراق، وهنا أتذكر حكاية جميلة عن البطل الأولمبي العراقي الراحل عبدالواحد عزيز ابن البصرة أنه حقق نتائج كبيرة في بطولة آسيا برفع الاثقال حيث احتاج لمبلغ من المال للسفر إلى الاتحاد السوفيتي (السابق) لغرض التدريب مع أبطالهم استعداداً للدورة الاولمبية في روما عام 1960 وكان يمتلك سيارة قديمة (فولكس واكن) فاضطر لبيعها وصرف مبلغها لسفره وتدريبه في موسكو!.

هكذا كان نجوم وأبطال الأمس، وكانت إدارات الأندية الرياضية جادة ومخلصة في عملها وتقدم نفسها للوطن ومن أجله بعيداً عن النفعية والمصالح الضيقة.

لذا أقول إن واجبنا اليوم ان نعتني بواقع الأندية الرياضية ونعمل من أجل تطويرها والارتقاء بها والوقوف بوجه من يحاول تخريبها والإساءة اليها لأنها أساس الرياضة العراقية واساس نجاحها. أما الحزبية الضيقة والطائفية المقيتة والمناطقية والعشائرية المتخلفة فإنها لا تساهم في تطوير انديتنا التي هي أساس الرياضة العراقية ومنها ومن خلالها تتشكل اتحاداتنا المركزية والفرعية في المحافظات، وبالتالي تتأسس وتظهر القيادة الحقيقية للرياضة العراقية التي هي اللجنة الاولمبية الوطنية العراقية. وعلينا ان نبدأ بالأندية الرياضية ونهتم بتشريع القانون المناسب لها بشكل يحقق وصول الاكفأ والأنشط والأنزه إلى هذه المؤسسات الرياضية والوقوف بقوة بوجه المتسلقين والانتهازيين وقناصي الفرص. وبتلك نخلص الرياضة العراقية من إدارتها ونفتح الطريق امام الكفاءات من الأكاديميين وابطال الرياضة والمختصين. وبهذا نكون قد حققنا نقلة نوعية في رياضة الوطن.. ولنا عودة.

 *******************

بغداد تحتضن بطولة دولية بالجودو

بغداد ـ طريق الشعب

أعلن الاتحاد العراقي للجودو، امس الاثنين، عن احتضان العراق بطولة بغداد السلام الدولية الثانية.

وذكر الاتحاد في بيان ان العاصمة العراقية سوف تحتضن بطولة “بغداد السلام الدولية الثانية” مطلع شهر حزيران المقبل. وأضاف البيان ان “الدعوة وجهت لثمان دول من آسيا وأفريقيا وأوروبا للمشاركة في البطولة “.

وأشار الى أن “الاتحاد سيعمل منذ هذه اللحظة على التهيئة لإقامة بطولة دولية تليق باسم العراق وتاريخه من خلال توجيه الدعوات لعدد من أهم الاتحادات الدولية في جميع القارات للمشاركة بالبطولة”.

 ************************

الصفحة الحادية عشر

جـديـد الـروائـي والأسـيـر بـاسـم خـنـدقـجـي

صدَرَ عن دار الآداب في بيروت، مؤخراً، رواية جديدة للروائي والشاعر الفلسطيني الأسير باسم خندقجي، بعنوان (قناع بلون السماء). وكان قد اصدر من قبل: مسك الكفاية، خسوف بدر الدين، نرجس العزلة، أنفاس امرأة مخذولة. وديوانين شعريين هما: الاول طقوس المرّة الأولى، أنفاس قصيدة ليلية.

باسم صالح خندقجي عضو اللجنة المركزية لحزب الشعب الفلسطيني، يقضي حكما بالسجن مدته ثلاثة مؤبدات، أمضى ١٩ عاماَ متنقلا بين سجون الاحتلال الصهيوني، ويقبع حاليا في سجن “نفحة” بعد نقله إليه مؤخراَ من سجن “هداريم”.

* “تأشيرة السعادة” لصبيحة شبر. الروائية العراقية التي أصدرت سلسلة من الاعمال الروائية، صدرت لها مؤخراً رواية بعنوان “تأشيرة السعادة” عن دار امل الجديدة- دمشق.

 *************************

مرح اللون والكلمة.. قراءة في تجربة الفنان عباس الكاظم

شاكر الأنباري*

يظل الفن لغزاً لبني البشر، على مر العصور، فمن الصعوبة بمكان، وضع قواعد وشروط لممارسته وفهمه وتقييمه، سواء كان ذلك في الأعمال الأدبية أو الفن التشكيلي أو العمارة أو الموسيقى. هنالك جذوة غير مرئية تتخلل العمل الفني، هي التي تنسج تفاصيل خلوده. وهناك استحالة وضع نظريات لتقييم الفن وتذوفه والحكم عليه حكماً نهائياً. وفي الفن التشكيلي خاصة. هل الفنان التشكيلي ضمير عصره، عليه أن يتمثل هموم الناس ويصبها بهذا الشكل أو ذاك في لوحاته، ملاحم وقصصا وحكايات لها ملامحها في الخطوط والكتل والألوان والفراغات؟ وهل يكفي اللون، باعتباره مفردة الفن التشكيلي، ولما فيه من تعبيرية تعكس الحزن والفرح والقلق واليأس والمتعة. كي يكون الأداء والهدف، لتعبير الفنان عن عصره؟ وماذا عن الهوية التي تهدد بلا شك حين يصبح الانسان كونياً؟ هل وصلنا يا ترى إلى مرحلة الفنان العالمي، والأديب العالمي، التي جاءت عبر تطور موضوعي للبشرية، فأصبحت المعاناة واحدة، خاصة وأن ثمة هموماً توحد بني البشر في هذا الوقت؟ خطر حرب نووية، خطر تلوث المصادر الطبيعية وتلف الطبقة الواقية لخلية الأرض، وخطر سيطرة الآلة على الانسان، وانتشار الأمراض الغامضة كالأيدز، وما إلى ذلك من اشكالات كونية؟ لكن هل تغيّب تلك الأسئلة مخاطر أخرى تهدد الشعوب وفنانيها كخطر إلغاء الثقافات الصغيرة واستغلال الانسان المتطور للمتخلف تكنولوجياً وتهديم العالم الروحي لبني البشر والقمع المؤدلج ومصادرة حقوق الشعب، بابسط حاجاتها الانسانية، والهجرات والاصطدامات الحضارية واللغات المهيمنة والعنصرية واهتزاز القيم الروحية والمفاهيم الاجتماعية نتيجة نقلة مفاجئة؟

كيف يتعامل الفنان العربي المغترب عن محيطه الثقافي مع أسئلة مثل تلك وأخرى شبيهة؟ لا سيما وأنه يخضع يومياً لمعضلة العلاقة بين الوطن الأم والوطن المضيف. وجوده كإنسان متمايز عن المحيط بلونه ولغته وذائقته، ووجوده كفنان. تلك الأسئلة وتلك الهموم هي التي دعت إلى وضع الفنان عباس الكاظم تحت مجهر المعاينة، للتعرف أكثر من النقد الأكاديمي لمغامرة الكتابة في الفن، أكثر من الكتابة عن الفن، ولمزاوجة الصورة بالكلمة، لقارئ لا بد أن يكون ذا حس أدبي وفني، هو الذي يقيّم التجربة أولا وآخراً.

الفنان العراقي عباس الكاظم

ولد الفنان عام 1954/ العراق. تخرج في معهد الفنون الجميلة- بغداد/ عام 1976، وواصل دراسته في روما حتى عام 1978، ثم استقر بعدها في كوبنهاكن، التي درس فيها الكرافيك والرسم. وكان قد أقام أول معارضه في بغداد وعمره 17 سنة. عرض في ايطاليا وهولندا وبريطانيا، فضلاً عن تواصل معارضه في المدن الدانماركية. ولوحاته تحمل أسماءها دائماً، (خطة لتغيير الأشياء. أعيش مع الضوء، فصل الدموع، بين عينيك وبيني)، وكأن الفنان يضع أسماء لكائنات غامضة، يجهل هو أيضاً هوياتها. كائنات العالم السفلي وقد اشرأبت بألوانها وخطوطها وهيئاتها، لتختبر حساسية العين والذهن. كأنه خائف من الوحدة، ومن الوقوف مع لوحاته وجها لوجه، فهو يستمد العون من عيون المشاهد، ويصبو إلى مشاركة وجدانية مكتنزة بالحرارة.

ان الطبيعة بغناها، وتعدد ألوانها، واحدة من أهم مصادر إلهام عباس الكاظم، ففيها يجد الهارمونية والجمال والتناسق، وتعكس لوحاته التضاد بين النور والظلام، حيث الترابط بينهما خالد، وقد أعطاه الشمال ضوءاً آخر يختلف كلية عن ذلك الذي دأب على رؤيته في السعف والرمال والقباب. لذلك نراه اليوم يمزج الألوان الشرقية بالتقنية الايطالية وقد سكب الشمال عليهما غلالة من مزاجه. إن القناعة بهارمونية الوجود الطبيعي متأتية من التآلف الأخاذ بين الشجر والماء والطيور والفضاء والإنسان والحركة، متجسدة بالتغير غير المنقطع لنسيج الطبيعة، وكأن المرء أمام لوحة فنية هائلة تتشكل كل لحظة بخيالات جديدة ومعان جديدة. وحين يُعبث بذلك الهارموني، بما فيه الإنسان، يبدأ الفنان بالسقوط في أزمة الروح، وحمى البحث عن ارتكازات داخل النفس والجسد، فيصغي إلى نفسه ثم يهرب إلى اللوحة، إلى مخبر الشواطئ المكتنزة والمياه السرية، مفتشاً عن جوهرته اليتيمة، التي يضئ بدورها أنفاق الظلمة.

تتشكل الأزمة الروحية على شكل طبول وصناجات وموسيقى غير مفهومة، تلازم الأذن الداخلية بإلحاح، تنخس اليد والعين والذهن، إلى حيث القماشة أو الخشبة أو ورقة الرسم البيضاء، ليبدأ التخطيط الأول والمغامرة المتوحشة مع الألوان. المغامرة التي لا يدرك الفنان محطتها النهائية، لا تكتمل اللوحة إلا مع الزمن، مع مروره الشبيه بالرمل، مع الاسترخاء الداخلي بعد عبث الألوان وزفير الأحاسيس.

الكاظم لا ينتسب إلى مدرسة فنية بعينها، ومن الصعوبة تحديد اسم لاتجاهه الفني، غير أنه يتناغم شيئا ما مع التجريدية التعبيرية، هذا إذا عرفنا أن التجريدية تشعبت إلى فروع كثيرة كالتجريدية التكعيبية والهندسية والواقعية والرمزية، إلخ. وجاءت نشأة التجريدية التعبيرية في أمريكا على يد المهاجرين البولنديين والهولنديين، من أمثال كوركي وبولاك، وكان الغرض منها خلق هوية أمريكية للفن التشكيلي.

يفضل الفنان عباس الكاظم الرسم بمادة الأكريليك بدلا من الزيت، فهو أكثر مطاوعة، واللوحة المرسومة به أطول عمراً، ولا يحتوي على مواد كيماوية كما هو شأن الزيت. والأكريليك مادة بلاستيكية مصنعة أرخص من الزيت، وبالنسبة لفنان كعباس يستخدم اللون بكميات كبيرة ولوحاته ذات أحجام ضخمة، يعد الأكريليك المادة الملائمة للوحته. وقد تأثر في بداية حياته الفنية بالهولندي فان كوخ، بعد أن أهداه أبوه كتابه المعروف، “رسائل إلى أخي ثيو”، حيث قرأه بشغف وكان يقلد لوحاته الموجودة في الكتاب. وبعد دخوله المعهد أوصاه أستاذه رسول علوان بقراءة رائد التعبيرية الألمانية الفنان كوكوشكا.

يمارس الفنان عباس عمله التشكيلي بالألوان المائية والكرافيك والتصوير والسيراميك والحفر على الخشب، يجد نفسه منغمراً بواحدة منها حسب المكان والدافع وتوق التجديد والتغيير، وهو يقول إن على الفنان الإلمام بعدد كاف من وسائل التعبير لكي يستطيع تنفيذ فكرته في واحدة منها إن تعذر تنفيذها بالأخرى.

* سؤال: كثير من الأعمال الفنية العراقية ينظر إليها المرء فلا يجد فيها سمة تعبّر عن هويتها المكانية والثقافية، بينما يحس الناظر إلى فنان مكسيكي أو أفريقي أو هندي، بأنه لا ينتمي إلى كوبنهاكن أو لندن أو نيس، أي أننا أمام إشكالية الهوية في العمل الفني، وتبعية بعض الفنانين للمدارس الغربية، تقنية وتنظيراً وحساسية.

* جواب: الرسوم المكسيكية الشعبية ذات المفردات الفنية الواضحة، رسوم مميزة تدل عليها محليتها، بعد تراكم لتلك المفردات جرى في الزمان والمكان، ساهمت عوامل جمة في تكوينها. وينطبق هذا أيضا على فنون الفايكنغ في اسكندنافيا والفنون الفرعونية والبابلية والصينية، لكن عند الحديث عن الفنان المعاصر، المفكر الكوني، ابن امتزاج الحضارات في عصرنا المتشابك، المضطرب السريع، فمن الصعوبة مطالبته بأن يكون محلياً أو شعبياً، فحركة الفن أصبحت حركة عملاقة بأذرع أخطبوطية لم تترك بقعة من الأرض إلا ومدت إليها لوامسها، وهضم الفنون الشعبية، أسلوبا وتكنيكا ولوناً، عملية متواصلة في ذلك المصهر الكوني. وعندما يكون اللون هم فنان من البيرو مثلما هو لفنان من البصرة، فاعتقد أننا سنقع على نتاج ذي سمات مشتركة، وقد أستثمر آخر ما أبدعته التكنولوجيا من طرائق لونية ومواد أولية.

إن الطيور المرسومة على الأزار الذي جلبته لي أمي من العراق، والتكوينات الهندسية المشعشعة الأنوار في ملابس الهنود الحمر، وآخر ما أخرجته مراسم أوربا، تتوحد وتتقارب حسياً في عدسة العين الرائية حين تشرق الألوان وتستولي على الأحاسيس، لافة البشر بطلسم سحرها. فالكرة الأرضية تبتكر ألوانها، لبشر كلهم أبناؤها. شجر واحد ومياه واحدة وسماء زرقاء تُظلّ بني آدم، وفي كل كونيّ لمسة من المحلي والعكس صحيح، ولا أحد يجرؤ على تصنيف بيكاسو من أي بلد أو قارة.

صراع الفنان المغترب صراع من أجل بقائه الجسدي، كإنسان أولا، أي الاعتراف بوجوده، ثم تقبله ضمن لحمة المجتمع الجديد، وتكاد أن تكون الظاهرة تلك، ظاهرة يومية ملازمة لحياة كل شخص هنا في أوربا، في مجتمع راحت العنصرية تنتشر فيه مهددة كل القيم الحضارية التي نادت بها الدساتير والفلسفات الانسانية والثورات. الفنان غير مرغوب فيه، بسبب اللون والدين والخلفية الاجتماعية، والصراع اليومي هذا يفقده كثيرا من طاقاته الابداعية، خالقا عنده حالة دائمة من الإحباط والإنكسار واليأس، علما أن العنصرية بمختلف تجلياتها، تمتد أيضا في الأوساط الفنية والصحافية، وتتجسد في تجاهل الأعمال المبدعة والتغطية عليها، أو إيصال رموز ثقافية مسطحة تابعة، لإقصاء الأكثر عمقا وتشبثاً بالهوية الحضارية. على أن هذا لا ينفي وجود التجمعات الثقافية والفنية المتعاطفة مع الثقافات الأجنبية القاطنة في الدنمارك أو اوربا. وعن طريق تلك الجهات يتم تنظيم المعارض والتظاهرات الثقافية. أجواء مثل تلك تجعل الفنان يحس، مهما كانت قناعته بالعيش في أوربا، أنه مقتلع من مكانه الأليف، مزروع بتربة غريبة، عدائية تهدد جذوره الروحية وتشعره بالرهبة والخوف من المجهول. المجهول القادم، المتمثل بصعود اليمين الفرنسي وتصاعد قوة النازيين الجدد في ألمانيا واسكندنافيا، ودخول الفاشيين في الحكومة الإيطالية.

ان الفضاء الفني للدنمارك فضاء متلق للجديد، تصله أمواج متعاقبة من المدارس القادمة من فرنسا وألمانيا وإسبانيا، ثم أمريكا لاحقاً. فهو لا يمتلك خصوصية واضحة أو تأثيراً ملموساً في الحركات الفنية الأوربية. إن خصوصيته جزءاً من خصوصية الفن الاسكندنافي، تتمثل في عتمة الألوان والوحدة الروحية، والحذر من المغامرة، والاهتمام بالبيتي والأنثوي والأليف، بعيدا عن قساوة الطقس وجحيم الثلوج الشتوية وغموض الطبيعة القاسية.

(لا يوجد فنان دنماركي يعيش على إنتاجه الفني). يقول الفنان عباس الكاظم الذي مارس أعمالا كثيرة لا علاقة لها بالفن. عمل في دور العجزة ومصحات المجانين والمتخلفين عقلياً ورياض الأطفال ومعامل الصلب، كي يوفر المادة الأولية كالمرسم الصغير والألوان والقماش والتفرغ من حين لآخر. وهذه الحالة الممتدة بين لوحتين، الفترة الزمنية بين العمل وتنفيذ اللوحة، فترة زمنية طويلة تستغرق منه الجهد والوقت والطاقة.

إن الثقافة الدانماركية – ويقع الفن في القلب منها – ذات اشكاليات كبيرة، لتأرجحها بين الغزو الثقافي الأمريكي، بنبرته الاستهلاكية الخاضع لتقاليد السوق، وبين صرامة التقاليد الفنية الأوربية النخبوية، المتطورة تطوراً طبيعيا، المنبنية على فكرة المركزية الأوربية.

لقد كان للطبيعة القاسية تأثير ضاغط على الفن، ابن الضوء، لهذا نرى العتمة والوحدة والبرودة في بلاد تخلو من الشمس وينتهي كثير من فنانيها ومثقفيها، إلى مصحات عقلية ومستشفيات مجانين وانتحارات غير معقولة وهجرات تقودهم إلى الجنوب، حيث الضوء وبيارات العنب وحقول البطيخ والنبيذ المعتق.

ــــــــــــــــــــــــــــــ

*روائي عراقي يقيم في الخارج. “نشيدنا الحزين” آخر عمل روائي صدر له عن دار سطور- بغداد.

 *************************************************

قصة قصيرة.. حقيبة مثقلة بالهراءات

كاظم جماسي

المحطة التي للتو وصلها القطار، القطار المكتوب على أبدان عرباته” قطار الأبدية”، وكنت أحد مسافريه، تلك المحطة لم تكن الأخيرة، فما دام قطارا للأبدية، قطعا هناك محطات أخر.

نزل الركاب للتزود بما يحتاجونه، ونزلت أنا، ليس للتزود بأيما شيء كما يفعلون، وإنما للتخلص من أشياء كثر..

إذ لم يعد في طاقتي حمل حقيبة ظهري، وقد فاضت بالاثقال، حتى أن ظهري كاد أن ينكسر..

أنزويت على مصطبة من مصاطب المحطة، خلفها جدار وأمامها خلاء، وبجهد كبير أنزلت على الارض، قبالتي، حقيبة ظهري، أرحت قليلا، متكئا إلى الجدار  فتنفست الصعداء، بعد دقائق أقبل صبي في نحو السادسة راكضا باحثا عن شىيء ما، عرفت فيما بعد أنها طابته التي عثر عليها تحت المصطبة، تناولها وظننته غادر، لكنه تسمر قبالتي وعينيه شاخصتين إلى الحقيبة، سألته: - ما تريد؟.

- أليست ثقيلة جدا بالنسبة اليك؟

- ‏نعم يابني، صدقت، فقرات ظهري تنطحن تحت ثقلها.. فقد حملتها مذ كنت في سنك، واليوم عبرت الستين..

- ‏اذن تخفف مما لا تريده في جوفها.

ها.. مقترح مذهل.. ياللحكمة!!..

شكرته ودعوته ليساعدني، تربع امامي وباشر فورا بفتح الحقيبة، وراح يخرج منها غرضا تلو غرض سائلا في كل مرة: ما هذا؟.. وكنت اجيبه:-   جثث احلام متفسخة/ آمال يظنها الظمآن   أرتواء../ ثقة عمياء لطالما أرتطمت جبهتها بكونكريت النكران / شهوات، كما نيران تتأجج، أفتقرت لشجاعة البوح أو السطو، فأنطفئت/ وعود كاذبة/ براهين، أو بدا إنها كذلك، سرعان مافسدت كنبيذ تخطى موعده فامسى خلا/ صداقات الأمس، وجه لوجه، أو على أثير الالكترون، أمست اليوم وجها لظهر، معظمها انفضح بضغائن مبيتة من دون أيما سبب/ ثرثرات كثيرات/ محاباة زائفة/ عديد الاقنعة بإصباغ مغشوشة هشة، سالت على الفور، ولم تصمد ازاء بلل نزير/ علاقة حب فاشلة خلفت الكثير من الرماد/ كتب تعاليم قدستها وتبين لك، فيما بعد، رخصها وتفاهتها..

 كانت هناك في قاع الحقيبة ايضا أسئلة تخصني جدا، من مثل: اتكون البطولة في المواجهة أم في الهرب؟ ولكن إن لم تكن مكافئا لخصمك، كما أعزل يواجه حشدا مدججا بالسلطة والمال والسلاح .. الإجابة يقينا: سيغدو الهروب، بطولة كبرى في هذه الحال، وخيار أوحد ليس به حاجة إلى أي برهان..

وأظنني، مادمت مسافرا على متن هذا القطار، لم أزل أقاوم كبطل، سوى أنني بطل هارب من الزوال نحو الأبدية..

كان الصبي يصغي فيما يداه، في الوقت نفسه، تقذفان، بنشاط ملحوظ، إلى الخلاء بما تخرجاه من جوف الحقيبة المختنقة بأسمال متهرئة وعديد الاغراض منتهية الصلاحية..

بعد مضي مايقرب ساعة من الزمن دوت صافرة القطار.. إنتفض الصبي واقفا، ناولني حقيبتي، وقد كانت شبه فارغة، حملتها على ظهري، وكما مهر فتي، جذلا أفيض عنفوانا وحياة، ركضت أسابق الصبي لنواصل الرحلة على متن قطارنا.. قطار الأبدية.

 ***********************************

تحت ظلّ الشّجرةِ

أمير الحلاج

لذّةُ التّنزّهِ،

حينَ تفْتحُ  الأرضُ لها الذّراعينِ،

وعزْفُ الماءِ يبتكرُ الدّبكاتِ،

ونبضُ الوجوهِ

يُسْبِغُ على عيونِ المحيطينَ البريقَ.

يكبرُ في جوهرها الاختيالُ

وتتراقصُ تحتها التّربةُ.

فلها وحدها الحقُّ 

تاجًا يضفرُ نفسَه الاختيالُ

لتتبسّمَ طولَ الوقتِ الدّهشةُ.

هيَ لذّةٌ كصرخةِ الطّفلِ

بعد أن زَرَعَ اللّبَّ  أحلامَه

في عيونٍ تستجدي الورْدَ

ليرشَّ الدّربَ العطرَ

فتتبسّم الوجوه

 منتظرةً جذع النخلةِ

مغريًا الصّوابَ

أن يمنح الشّجرةَ القوَّةَ المانحةَ للاتكاء

وردِّ الشّمسِ

 وكلّ ما يُوقِدُ في ليل الرّوحِ الشّمعةَ.

ما دام للتّنزّه من يمدّه بالنّقاء

 ************************************

بين الظهيرة والليلِ

خضير الزيدي

دمٌ تعلقُه ...المرايا

لم نبصرك

أيها الوطن

كنت وقتا

أم شظايا

******

ألم تبصر

هذا الأفقَ

من حجرِ المقابر ....

ماذا ظننتَ

تيهٌ

ظلامٌ

ولحمُك نيءٌ أيها الشاعر

***

الجنوبُ .......بريء

ولا احد يصدقني

كم كان الجنوبُ ..يضيء 

**

ما لهذا الفراتِ ....

لا يعبرُ الشمسَ

إلا بالفضيحة

**

دمٌ في الكتاب

دم في اعالي البيوت

قرأناك بعينين من صدأ

وسمعناك قبل أن تموت

**

لا توجدُ ....سعادةٌ

على ارضٍ فوقها ..دمٌ

وسماءٍ

تحتها ......خوذة

**

لقد احترقَ العشبُ

ككتابِ رياضيات

بينما على جبهتي

وشمٌ لأغنيةٍ تقولُ

تصرفَ العالم ُ

كطفلٍ معتوه

 ******************************

الصفحة الثانية عشر

شيوعيو الديوانية يحتفلون بيوم الشهيد الشيوعي

الديوانية – طريق الشعب

في مناسبة يوم الشهيد الشيوعي 14 شباط، أقامت اللجنة المحلية للحزب في الديوانية، حفلا حضره جمع من الشيوعيين وعائلاتهم وعائلات الشهداء، فضلا عن ممثل البيت الوطني أحمد رحمن، وأعضاء في التيار الديمقراطي واتحاد الأدباء والكتاب وشخصيات وطنية واجتماعية. الاحتفال الذي احتضنته “قاعة الشهيدة فوزية محمد هادي” في مقر اللجنة المحلية، افتتح بوقوف الحاضرين دقيقة صمت في ذكرى شهداء الحزب والحركة الوطنية.

بعدها ألقى عضو اللجنة المركزية للحزب وسكرتير محلية الديوانية الرفيق ميعاد القصير، كلمة المحلية. وقد توقف فيها عند تضحيات رفاق الحزب وقادته، مثمنا نضال الشيوعيين من اجل حقوق شغيلة اليد والفكر واستقلال القرار السياسي وتكريس التعددية السياسية واغناء التنوع الفكري.

وكانت لعائلات الشهداء كلمة ألقاها شقيق الشهيد مقداد الغنام، الأستاذ صائب الغنام، وأشاد فيها بنضال الشيوعيين وبفخر عائلاتهم وذويهم بهذا الشرف الرفيع.

كما ألقت الرفيقة عالية الخفاجي كلمة باسم رابطة المرأة العراقية، أعقبها الأستاذ أحمد رحمن بقراءة كلمة باسم البيت الوطني، تحدث فيها عن دور الشيوعيين في نشر الوعي والثقافة والتنوير ودعم الحركة الوطنية.

ولاتحاد الأدباء والكتاب في الديوانية، كانت أيضا كلمة ألقاها الأستاذ فاضل الفتلاوي.

وتخللت الحفل الذي أداره الرفيق رياح الشباني، قراءات شعرية ساهم فيها الشعراء كاظم الزيدي وقاسم شاتي وجواد المياحي وحميد البدري. وفي الختام، وزعت ألواح تقديرية على عائلات الشهداء. تناوب على تسليمها إياها الرفاق ميعاد القصير وجواد الخفاجي وحمزة سوادي.

 *********************

في جنوب السويد.. إحياء ذكرى يوم الشهيد الشيوعي العراقي

ستوكهولم - صلاح الصكر

أقامت منظمة الحزب الشيوعي العراقي في جنوب السويد، السبت الماضي، حفلا في مناسبة يوم الشهيد الشيوعي 14 شباط، وذلك بحضور جماهيري واسع من أعضاء الحزب وعائلاتهم وممثلي الأحزاب الصديقة السويدية والعربية. 

أدارت الحفل رغداء خليل، واستهلته بكلمة في المناسبة. ثم دعت الحاضرين إلى الوقوف دقيقة صمت في ذكرى شهداء الحزب.

بعدها ألقى الرفيق أياد كلمة باسم منظمة الحزب، ثمّن فيها تضحيات الشيوعيين وصمودهم من أجل التغيير وإقامة دولة العدل والمساواة والحرية، مجددا العهد على السير من اجل تحقيق الأهداف التي ناضل الشهداء في سبيلها وقدموا حياتهم.

أما كلمة عائلات الشهداء، فقد ألقتها أميرة حامي، وقالت فيها أنه “نجتمع احتفاء بيوم الشهيد الشيوعي.. يوم الواهبين المفتدين الشعب والوطن بأرواحهم. فمن ذكراهم نستمد العزم لمواصلة النضال من أجل عراق ينعم بالسلم والأمن”.

وكانت لحزب الشعب الفلسطيني كلمة القاها السيد أبو ربيع من الجبهة الديمقراطية، وتحدث فيها عن تضحيات الشيوعيين. أعقبه السيد عروة قدورة بقراءة كلمة باسم حزب اليسار السويدي، ثمّن فيها مواقف الشيوعيين وعمق العلاقة الراسخة بين الحزبين.

كذلك ألقى د. مؤيد عبد الستار كلمة باسم البرلمان الكردي الفيلي، أكد فيها ارتباط الكرد الفيلية بالحزب الشيوعي العراقي، وما قدموه من تضحيات في سبيل الوطن والشعب. فيما ألقى الرفيق وجدي كلمة باسم الحزب الشيوعي السوداني، وعبر فيها عن عمق العلاقة والتضحيات بين الحزبين الشيوعيين العراقي والسوداني.

وتلقى الحفل برقيات في المناسبة، منها برقية باسم الاتحاد الديمقراطي للجمعيات العراقية في السويد.

هذا وقدمت “فرقة ينابيع” الغنائية أغنيات وطنية وسياسية.

 ***************************

على قاعة شيوعيي البصرة.. احتفاء بـ «أجنحة الرغبة» للكاتب المغترب ياسين الناشئ

البصرة - صلاح العمران

احتفى “ملتقى جيكور الثقافي” في البصرة بالتعاون مع “دار السامر للترجمة والنشر والتوزيع”، أخيرا، برواية الكاتب المغترب ياسين الناشئ الجديدة، “أجنحة الرغبة”، التي تتناول مرحلة من تاريخ الحزب الشيوعي العراقي.

جلسة الاحتفاء التي احتضنتها “قاعة الشهيد هندال” في مقر اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في البصرة، حضرها جمع من الأدباء والمثقفين، وادارها الكاتب عبد الكريم السامر، الذي قدم سيرة الروائي الناشئ.

وقال أن الناشئ كاتب وشاعر وصحفي مندائي ولد عام 1937، وتخرج في كلية الآداب بجامعة بغداد، وعمل رئيس تحرير لمجلة “آفاق مندائية” بين عامي 2003 و2010، ومدير تحرير لصحيفة “العهد” في استراليا. كما أصدر مجموعة قصصية بعنوان “خارطة الهروب”، ورواية عنوانها “نوافذ على زمن الارتحال”.

ونوّه السامر إلى أن “الناشئ يرغب في توزيع روايته الجديدة، مجانا على العراقيين، كونها تتحدث عن مرحلة مهمة من مسيرة الحزب الشيوعي العراقي”.

وفي سياق الجلسة قدم عدد من الحاضرين مداخلات عن رواية الناشئ، أولهم الناقد مقداد مسعود الذي أشار في ورقة نقدية قرأها إلى أن الرواية تتحدث عن نضال الحركة الوطنية العراقية والشيوعيين بصورة خاصة، مبينا أن الرواية تجسد سيرة الكاتب وذكرياته في الفترة الممتدة من عام 1963 حتى عام 1973، وتتحدث عن انقلاب شباط الدموي والملاحقات الأمنية وجرائم الإعدام التي طالت الشيوعيين وقادتهم المناضلين.

وأضاف قائلا أن أسماء شخوص الرواية حقيقية مذكورة مثلما هي، وليس بشكل رمزي، عدا الراوي الذي كان باسم “يوسف”، المستلهم من اسم مؤسس الحزب الشيوعي العراقي الشهيد الخالد يوسف سلمان يوسف (فهد).

وكانت للرفيق قاسم حنون مداخلة تحدث فيها عن سيرة الكاتب وموضوعة روايته. وأشار إلى نضال الشيوعيين في الفترة قبل عام 1958، وما تحملوه من جور وظلم واعتقالات واعدامات. أعقبه مدير الجلسة بقراءة ورقة نقدية أرسلتها الشاعرة بلقيس خالد.

كذلك ساهم في المداخلات كل من الشاعر صبيح عمر والإعلامي صلاح العمران والكاتب ياسين شامل وعبد الأمير العبادي والشاعر عبد السادة البصري والإعلامي باسم محمد حسين والسيد عبد الإله المهنا.

وفي الختام، وزعت شهادات تقدير على المساهمين في الجلسة.

 **********************

زيارة أضرحة شهداء الحزب في أربيل

أربيل – طريق الشعب 

في مناسبة يوم الشهيد الشيوعي 14 شباط، زار وفد من منظمة الحزب ورابطة الأنصار في ألقوش، الجمعة الماضية، مقبرة شهداء الحزب ومقبرة الشيوعيين المغيبين، في أربيل.

واستذكر الوفد بطولات الشهداء، ووضع الورد على أضرحتهم.

 ***********************

شعارات يوم الشهيد  في أرجاء المنصور

بغداد – طريق الشعب

شكلت منظمة الحزب الشيوعي العراقي في المنصور – اللجنة المحلية في الكرخ الأولى، فريقا إعلاميا قام برفع شعارات في مناسبة يوم الشهيد الشيوعي 14 شباط، في العديد من الأماكن العامة بمنطقة المنصور.

 ******************

في «بيتنا الثقافي».. محاضرة عن «الحدود العراقية الكويتية»

بغداد – طريق الشعب

 ضيّف منتدى “بيتنا الثقافي” في بغداد، السبت الماضي، القاضي المتقاعد هادي عزيز الذي قدم محاضرة بعنوان “الحدود العراقية الكويتية وفق قرارات مجلس الأمن الدولي”، وذلك بحضور جمع من المثقفين والمهتمين في الشأن السياسي.

المحاضرة التي احتضنتها قاعة المنتدى في ساحة الأندلس، أدارها المحامي أكرم عبد الله. فيما استهلها الضيف بالحديث عن إشكالية ترسيم الحدود العراقية – الكويتية، بعد خضوع المنطقة إلى سلطة الانتداب البريطاني، مبينا أنه منذ تأسيس الدولة العراقية في 1921 وحتى ترسيم الحدود من قبل مجلس الأمن الدولي بقراره 833 لسنة 1993، ظهرت أزمات سياسية عديدة، ترتبت عليها اتفاقات وقرارات دولية.

وتابع قائلا أنه “كانت أول محاولة لتحديد الحدود بين العراق والكويت ضمن الاتفاق البريطاني ـ العثماني عام 1913، والذي اتخذ في ما بعد أساسا لترسيم الحدود عام 1923، واستمر الوضع حتى عام 1932 عندما قررت بريطانيا منح العراق الاستقلال وانضمامه الى عصبة الأمم”، موضحا أن “بريطانيا قامت بترسيم الحدود بموافقة العراق، ووفق مذكرة بعثها نوري السعيد في 21 تموز 1932”

واستدرك المحاضر قائلا ان “العراق تراجع عام 1938 عن قراره بترسيم الحدود، إثر مطالبات شعبية دعمها الملك غازي، حتى تم توقيع مذكرة بينه وبين أمير الكويت”.

أما في العهد الجمهوري، فذكر المحاضر أن الحال استمر حتى 19 حزيران 1961، عندما أنهت بريطانيا اتفاقية الحماية الموقعة عام 1899 ومنحت الكويت الاستقلال، مضيفا أن “عبد الكريم قاسم بعث برقية تهنئة الى امير الكويت بانهاء الاتفاقية، ضمّنها نقاطا منها أن العراق يرحب بإلغاء اتفاقية1899 باعتبارها غير شرعية لأنها عقدت دون علم الدولة العثمانية، وكون من عقدها كان قائم مقام الكويت التابعة لولاية البصرة. لذلك لم تشر البرقية الى استقلال الكويت، فنشأت أزمة بين الجانبين حينها”.

وتطرق القاضي عزيز إلى اتفاقات أخرى ابرمت بين البلدين، لحين احتلال العراق الكويت عام 1990، مشيرا إلى أن “الاحتلال خلق أجواء معقدة دوليا، فجرى اتخاذ القرار 833 والذي سبب اشكالية في ترسيم الحدود العراقية – الكويتية. إذ وضعت خريطة في ظروف معقدة”.

وفي عام 1991، شكلت الأمم المتحدة لجنة دولية لترسيم الحدود بين البلدين، اعتبرت القرارات الصادرة عنها ملزمة ونهائية، وقد حددت الحدود البرية والبحرية بينهما”.

ونوّه المحاضر إلى خلافات حدثت داخل اللجنة، وبعدها جرى نقاش واسع انتهى باتخاذ مجلس الامن القرار 833، الذي وقعت عليه الكويت والعراق. “وقد الحقت بنود هذا القرار ضررا كبيرا بحقوق العراق، خصوصا في ترسيم الحدود البحرية”.

وبعد مداخلات ساهم فيها عدد من الحاضرين، قدم سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي الرفيق رائد فهمي، شهادة تقدير إلى المحاضر الضيف.