اخر الاخبار

الصفحة الأولى 

واهم من يظن أن بوسعه القضاء على حزب الشيوعيين.. احتفاء مهيب بيوم الشهيد الشيوعي

بغداد – طريق الشعب

احتشد الشيوعيون واصدقاؤهم وضيوفهم من الأحزاب الوطنية والمدنية الصفحة الأولىوالديمقراطية، عصر أمس 11 شباط الجاري، ليستذكروا شهداء حزبهم المجيد، الذين سقطوا على دربه رافعين رؤوسهم عالياً من أجل الوطن الحر والشعب السعيد.

وبعد أن وقف الحضور لسماع النشيد الوطني العراقي، طلب عريف الحفل الرفيق محمود سعدون عضو اللجنة المركزية للحزب من الجميع الوقوف حداداً وإجلالاً لشهداء الحزب والوطن.

بعدها طلب من الرفيقة سهاد الخطيب عضو اللجنة المركزية للحزب اعتلاء المنصبة لقراء كلمة الحزب في المناسبة، جاء فيها؛ ولعل الدرس البليغ الذي قدمته مسيرة شهيدات وشهداء حزبنا، وبينهم شهداء العمل السري، والسجون، والاغتيالات، وحركة الأنصار، وانتفاضة تشرين، وأولئك الذين لا قبور لهم ولا شواهد الا تلك الشواهد الشاخصة أبدا في قلوبنا، لعل هذا الدرس البليغ يتجسد في أن هذه المآثر أضاءت حقيقة أن جذور الشيوعية الممتدة عميقا في مجتمعنا لا يمكن اقتلاعها، وأن المثال الساطع الذي قدمه الشهداء سيظل ملهما لأجيال المناضلين، وخالدا في وجدان الشعب، بينما كان مصير القتلة والجلادين مزبلة التاريخ. (نص الكلمة كاملاً في الصفحة الثانية)

ثم جاء دور الفنان الكبير ميمون الخالدي ليقرأ مختارات من قصيدة الشاعر الأكبر محمد مهدي الجواهري (سلاماَ عيد النضال).

وعن عوائل شهداء الحزب والوطن، قرأ الرفيق محمد وروار كلمة عوائل الشهداء التي جاء فيها:

هذه هي أم الشهداء الثلاثة (كاظم، وصفي، علي) أم وروار اوصتني وهي راقدة في الفراش ان انقل اليكم تحياتها. وتقول إنني أطعمت الأرض من بذور بطني وسقيتها بدمائهم الزكية التي أثمرت شرفاً وانتصارات. (نص الكلمة كاملا في الصفحة الثانية.)

ووصلت إلى الحفل برقيات في المناسبة من رئيسة الفرع الخامس للحزب الديمقراطي الكردستاني اشواق الجاف والأمين العام للحركة الفيلية ماهر الفيلي ونائب رئيس حزب بيث نهرين الوطني جوزيف صليوا وعن التجمع القاسمي الديمقراطي صفاء النداوي وحركة نازل آخذ حقي الديمقراطية (ننشر نص البرقيات في عدد لاحق)

بعدها قدم الفنان المبدع عدنان نزار عضو الفرقة السمفونية الوطنية العراقية معزوفتين جميلتين على آلة الكمان أهداها إلى الحزب وشهدائه.

بعدها قدم الرفاق سكرتير الحزب رائد فهمي وأعضاء القيادة بشرى أبو العيس وشميران مروكل وياسر السالم وحيدر مثنى ألواح الحزب إلى عدد من عوائل شهداء الحزب في المناسبة.

واختتم الحفل الجماهيري بأغاني الفنان المبدع علي حافظ ثم وقف الحضور مجدداً لترديد نشيد الأممية.

 *******************

العراقيون يعشقون الدفع نقدا

متابعة ـ طريق الشعب

لا يزال العراق معزولاً عن النظام المالي العالمي، كما أن العراقيين معزولون عن أنظمة الدفع الإلكترونية، التي تعتبرها معظم الشركات في جميع أنحاء العالم أمراً مُسلماً به. وفقا لتقرير نشره موقع “ريست اوف ذا وورلد”.

ورغم امتلاك اغلب التجار للهواتف الذكية لكنهم لا يستخدمون تلك التكنولوجيا في التعاملات الالكترونية، فما يزال النقد هو الشائع في العراق، رغم ان هناك منصات للدفع الإلكتروني متاحة للمستهلكين العراقيين؛ إذ أصدر البنك المركزي العراقي تراخيص لـ 17 شركة لتشغيل محفظات إلكترونية، أبرزها: آسيا حوالة، وزين كاش، وناس واليت، وفاستبي، بالإضافة إلى إصدار 15 ترخيصاً آخر للخدمات المتعلقة بالمدفوعات الإلكترونية.

ورغم ذلك، يواجه رجال الأعمال وأصحاب الأعمال تحدياً مزدوجاً: المستهلكون المحليون يترددون في تبني منصات الدفع الإلكتروني المتاحة محلياً من جهة، والعراقيون معزولون عن أنظمة الدفع الإلكترونية التي تعتبرها معظم الشركات في جميع أنحاء العالم أمراً مُسلماً به من جهة أخرى.

 **********************

قصر مصطفى خان في كربلاء مهدد بالهدم

بغداد ـ تبارك عبد المجيد

يعكس قصر مصطفى خان تصاميم معمارية، تعود الى ثلاثينيات القرن الماضي، إذ تروي جدرانه المتهالكة والغبار المنتشر في أطرافه حكايات الزمن الماضي، كما اتخذ مركزا لتجمع العديد من الشخصيات البارزة في ذلك الوقت.

اليوم، يعاني هذا الصرح اهمالا وسط مساع خفية لهدمه وتشييد شارع، ويتهم البعض جهات متنفذة في محافظة كربلاء بوقوفها خلف قرار هدم هذا المعلم التاريخي.

يقع قصر مصطفى على بعد 8 كيلومترات من مركز محافظة كربلاء، تحديدا بين الشارع المؤدي إلى قضاء الحسينية ونهر الحسينية الزاخر بالبساتين وأشجار الفواكه.

بدوره، يشير الباحث في مجال التاريخ، حميد مجيد، الى وجود “مساع لإزالة هذا المكان”، موضحا ان “التخطيط الحضري للمحافظة يتضمن وجود شارع رئيسي في منطقة الحسينية، بدل قصر مصطفى خان”.

ويقول في حديث مع “طريق الشعب”، ان “القصر لا يعتبر ملكية حكومية”، مضيفا ان اصحابه الاصليين هاجروا خارج البلد في مطلع السبعينيات.

 ******************

راصد الطريق.. عرب وين .. طنبورة وين!

وقعت “هيئة الربط الكهربائي الخليجي”، اخيرا خمسة عقود مع الشركات المنفذة لمشروع الربط المذكور، بتكلفة  تتجاوز 220 مليون دولار، لتوفر للعراق 500 ميغاواط من الكهرباء.

وزير الكهرباء صرح اخيرا اننا بحاجة الى 37 ألف ميغاواط  لنصل الاكتفاء وتجهيز 24 ساعة من الطاقة الكهربائية.

وبما ان القدرة الانتاجية لمنظومتنا الكهربائية تبلغ حاليا 22 الف ميغاواط، فنحن بحاجة الى حوالي 15 الف ميغاواط اضافية لسد النقص.

لذا يحق لنا السؤال عما يضيفه 500 ميغاواط الى التجهيز بالكهرباء، وسط الحاجة الكبيرة اليها لتجاوز معاناة السنوات الماضية.

كلا، لا حل لمشكلة الكهرباء بالمعالجات الترقيعية المجربة سابقا، وليس مقبولا مواصلة نهج الترضية وعقد الصفقات السياسية على حساب معاناة المواطنين.

ان معالجة ملف الكهرباء بحاجة الى خطط مدروسة، تنطلق من تشخيص واقعي للأزمة من خلال بناء محطات توليد جديدة، تعمل بالوقود المتوفر في البلد، مع الاستفادة من الطاقة الشمسية وغيرها من المصادر الاخرى، ومعالجة القصور الضخم في شبكات النقل والتوزيع المهترئة، وضمان التوزيع العادل للطاقة على المواطنين.

اما المعالجات الحالية فاقرب الى تكرار سيناريو الفشل لا اكثر.

 *********************************

الصفحة الثانية

التخطيط: 3.3 مليون موظف سجلوا في منصة الرقم الوظيفي

بغداد ـ طريق الشعب

أعلنت وزارة التخطيط، امس السبت عدد الموظفين المسجلين في منصة الرقم الوظيفي لعموم الوزارات والجهات غير المرتبطة بوزارة والمحافظات ضمن المرحلة الأولى.

وقال المتحدث باسم الوزارة، عبد الزهرة الهنداوي، للوكالة الرسمية، إن “العمل في منصة الرقم الوظيفي ما زال مستمرًا”، مبينًا أن “عدد الأرقام الوظيفية التي مُنحت لحد الآن تجاوزت 3 ملايين و300 ألف رقم وظيفي لعموم الوزارات والجهات غير المرتبطة بوزارة والمحافظات، ضمن المرحلة الأولى للمنصة”.

وأضاف أن “الموظفين الذين عُينوا حديثًا، سيتم إدخال بياناتهم ومنحهم أرقامًا وظيفية، في المراحل المقبلة من عمل المنصة”.

 ******************

كلمة اللجنة المركزية للحزب في يوم الشهيد الشيوعي.. أيتها الرفيقات والصديقات .. أيها الرفاق والأصدقاء:

ضيوفنا وحضورنا الكريم:

نرحب بكم جميعا باسم قيادة حزبنا الشيوعي العراقي، ونعبر عن امتناننا لمساهمتكم معنا في احياء يوم الشهيد الشيوعي، الذي يصادف الرابع عشر من شباط من كل عام، وهو احتفاء ذو معانٍ عميقة، نجدد فيه عهد الوفاء.

في مثل هذا اليوم دائما ما نتذكر، من بين نداءات أخرى، ذلك النداء المدوي الذي أطلقه مؤسس حزبنا الرفيق الخالد يوسف سلمان يوسف (فهد): الشيوعية أقوى من الموت وأعلى من أعواد المشانق، لتأتلق راية تحدي الجلادين، واصرار الشيوعيين على مواصلة المسير من أجل الغايات الساميات.

ومن بين شرارات ذلك النداء، الذي تحول الى شبح يجول في شوارع وساحات بلاد الرافدين، أنه صار إلهاما لكل المناضلين ضد سلطة الاستبداد ورأس المال، ومصباحا يضيء طريق الكفاح من أجل الحرية والديمقراطية والغد الوضاء لعراقنا.

ومن الدلالات العميقة أن يتجدد ذلك النداء في أمثولة قائد حزبنا سلام عادل، الذي تحدى جلاديه، وقد جاءوا يوم الثامن من شباط 1963، بقطار أميركي، ليغتالوا ثورة 14 تموز، ويرفعوا راية معاداة الشيوعية سيئة الصيت، ويرتكبوا من الجرائم الوحشية ما لا نظير له في تاريخ بلادنا. ولعل مما يثير استغرابنا وسخطنا أن سائر أنظمة الحكم المتعاقبة في بلادنا، وحتى يومنا هذا، لم تعترف بشهداء انقلاب 8 شباط الفاشي، الذي مرت ذكراه المشؤومة الستون قبل ثلاثة أيام، كشهداء للشعب والوطن. ولعل الدرس البليغ الذي قدمته مسيرة شهيدات وشهداء حزبنا، وبينهم شهداء العمل السري، والسجون، والاغتيالات، وحركة الأنصار، وانتفاضة تشرين، وأولئك الذين لا قبور لهم ولا شواهد الا تلك الشواهد الشاخصة أبدا في قلوبنا، لعل هذا الدرس البليغ يتجسد في أن هذه المآثر أضاءت حقيقة أن جذور الشيوعية الممتدة عميقا في مجتمعنا لا يمكن اقتلاعها، وأن المثال الساطع الذي قدمه الشهداء سيظل ملهما لأجيال المناضلين، وخالدا في وجدان الشعب، بينما كان مصير القتلة والجلادين مزبلة التاريخ.

أيها الحضور الأعزاء:

ما يزال الوضع القائم في بلادنا، وبعد عشرين عاما من سقوط الدكتاتورية، يحمل مخاطر جدية، ترتبط بالاستعصاء والانسداد السياسي، والأزمة الاجتماعية البنيوية العميقة، الناجمة عن نهج المحاصصة المقيت، واستشراء الفساد، وما يرافقهما من طائفية سياسية وأزمة اقتصادية، وفقدان للاستقلال الحقيقي للبلاد، وانتهاكات لحريات وحقوق الانسان، وانفلات أمني، ومعاناة مريرة لملايين المواطنين، وخصوصا الشغيلة والكادحين، وغياب لفرص العمل، ومظاهر سلبية أخرى خطيرة على مختلف الصعد السياسية والاقتصادية والاجتماعية. وكان من بين آخر تجليات المآسي أزمة الدولار، وهي ذات أبعاد متعددة ودلالات عميقة وعواقب وخيمة. وفي أثناء ذلك، يطرح الملايين من الناس أسئلة حارقة، بينها سؤال عن الالتزامات التي أعلنتها الحكومة، ولم يتلمسوا، حتى الآن، دليلا على نتائجها في الواقع.

وفي مواجهة هذا الوضع المأساوي المتفاقم، حيث يتابع حزبنا سائر التطورات، ويطرح التحليلات والمواقف بشأن سبل الخروج من الأزمة، تتواصل الاحتجاجات المطلبية والسياسية السلمية. ووسط هذه التطورات العاصفة يواصل حزبنا، سوية مع القوى المدنية والديمقراطية، الكفاح من أجل التغيير، ويسعى الى توحيد قوى التغيير والبديل الديمقراطي المنشود، استعدادا لخوض المعارك المقبلة، وبينها معركة الانتخابات.

أيتها العزيزات .. أيها الاعزاء:

إن اصوات السخط تتعالى، وأمثولة الشهداء، هي مشعل الفكر الذي يقتحم عروش الظلم والطغيان، ويمضي عابرا كل جسور التحدي، ليصل الى ذلك  الحلم الذي ضحى من أجله فهد وسلام وعادل والآلاف من رفيقاتهما ورفاقهما. وإننا اليوم على يقين أعظم بأننا سنصل الى تلك الضفاف، وأن من يرشد خطواتنا هي تلك الروح التي تبقى، أبدا، حية في وجداننا، ونحن نعلم ونثق بأن من بين أعظم وأجمل دروس الحياة أن خصومنا اذا ما أبادوا كل الزهور فانهم لن يمنعوا حلول الربيع.

واهم من يظن أن بوسعه القضاء على حزب الشيوعيين .. هكذا قالت الحياة وهكذا قال التاريخ، وما من رادٍّ لدرس الحياة ولكلمة التاريخ.

إن حزب المواقف الثورية والتحليلات الواقعية، والسياسة المبدئية، والبطولة النادرة، والتاريخ المضيء، ونظافة اليد ونزاهة الضمير، والعيش وسط الناس ومن أجلهم، والتمسك بالمثل السامية ... إن حزباً كهذا هو حزب للحياة، وللأمل والمستقبل ..

تحية لكم جميعا .. وشكرا على اصغائكم ..

 *********************

أضاءة.. في انتظار  إجراءات تكميلية

محمد عبد الرحمن

اتخذت الحكومة والبنك المركزي في الفترة الأخيرة عدة إجراءات للسيطرة على سعر صرف الدينار العراقي، ومن ذلك تحديد سعره مقابل الدولار الأمريكي .

جاء ذلك لتدارك الارتفاع في السعر، وما خلّف من مخاوف وقلق وشلل في الأوضاع  الاقتصادية وتوقف العديد من الاعمال ، فضلا عن ارتفاع أسعار المواد الغذائية والدوائية، رغم ان الكثير منها كان في المستودعات قبل ارتفاع سعر الصرف.

وعكس هذا بوضوح روح الجشع ورغبة الاحتكار عند العديد من الاشخاص والجهات المؤثرة. فحتى الخدمات التي لا علاقة مباشرة لها بسعر الدولار، تاثرت أيضا واخذ الجشعون والمرابون وذوو النفوس الضعيفة  بالركض لجني الفوائد والارباح على حساب المواطن ولقمة عيشه .

وقد تضررت فئات واسعة جراء تآكل قيمة مواردهم، وانخفاض القوة الشرائية للدينار والأجور بالنسبة المذكورة. العراقي بنسبة تتراوح بين ٢٠و٣٠ في المائة ، بمعنى ان هناك تخفيضا قسريا للرواتب

نعم، الحكومة والبنك المركزي يغدقان الوعود بان يكون سعر صرف الدينار بالمستوى الذي حدده البنك المركزي، أي ١٣٠٠ دينار للدولار الواحد، وسعر البيع للمستفيد النهائي ١٣٢٠ دينارا. ولكن حتى الان وبعد مضي خمسة أيام على قرار مجلس الوزراء، ما زال السعر في الاسواق بحدود  ١٥٠٠ دينار للدولار. وقد يشكل هذا إشارة واضحة الى ان صدمة القرار الأولى  قد امتُصت آثارها او في طريقها الى ذلك  .

اننا لا نشهد إصرارا على بقاء أسعار صرف الدولار مرتفعة، بل  نلاحظ عدم توفره في الأسواق، وقد يتاح للمسافرين فقط وبكميات محدودة، فيما هناك الكثير من الإشكاليات المتعلقة بالأمر، رغم التوجيهات وتعليمات البنك المركزي.

والحقيقة التي يجب ان تعرف ان لا احد من مراكز ومكاتب الصيرفة يقوم الآن بعمليات بيع للدولار، رغم الطلب الكبير عليه، ومن ذلك طبعا دخول “ البحارة “ على الخط ومزاحمة المواطنين والمسافرين الذين هم بحاجة فعلية للدولار  .

هنا يتوجب تأشير حقيقة ان إلاجراءات لم تحقق حتى الآن الهدف منها، ما يفرض اجراء دراسة متمعنة للواقع ولحالة الأسواق، والتعرف جيدا على أسباب ذلك ووضع معالجات جادة وليس فقط اظهار حسن النوايا، فهذا رغم انه يوجه رسائل تطمين، فانه بحد ذاته غير كاف .

ويقول الواقع العملي ان على الدولة والسلطة التنفيذية ان تتدخلا بقوة، وان تسدا منافذ تهريب الدولار، وهي معروفة تحدث عنها رئيس الوزراء نفسه، وان يجري ذلك في جميع انحاء العراق، وليس في منطقة دون أخرى . وهناك حاجة لفتح بيع مباشر للدولار للمواطنين، وتوفيره لمن يحتاجه عبر مراكز بيع متعددة في محافظات العراق كافة .

كذلك تبرز الحاجة الى مراقبةٍ للبنوك ومراكز الصيرفة، ولبيع العملة من البنك المركزي، والى التحقق منها. بجانب تعظيم دور الدولة في التجارتين الداخلية والخارجية .

وسيبقى تخفيض سعر صرف الدينار مقابل الدولار غير ذي جدوى، من دون إلاقدام على حزمة الإجراءات  المذكورة.

 

 

وكلمة ذوي الشهداء في المناسبة.. سلاماً على جاعلين الحتوف جسراً إلى الموكب العابر

إلى الذين كفنوا أجسادهم بتراب الوطن

السيدات السادة الأصدقاء الرفيقات والرفاق الحضور

السلام عليكم: شرف للإنسان أن ينزف إلى آخر قطرة من دمه أفضل من العيش بدم فاسد.

من هذا المنطلق أقف اليوم وبكل فخر واعتزاز ممثلاً عن عائلات شهداء الحزب والوطن لألقي كلمتهم.

إذ تحل علينا اليوم الذكر (74) لاستشهاد قادة الحزب الشيوعي العراقي الأبطال الذين بقيت مآثرهم الوطنية خالدة. حيث وقف الطغاة عاجزين عن محو هذا الإرث التاريخي رغم مواصلة الطغاة مطاردة الشيوعيين من قبل الحكومات المتعاقبة. هؤلاء الذين أسسوا بدمائهم الزكية قيم الوحدة الوطنية العراقية والكفاح والتضحية من أجل الوطن الحر والشعب السعيد.

في عام 1949 أقدمت السلطة الملكية في يومي 13-14 شباط على إعدام قادة الحزب الشيوعي العراقي الأبطال (فهد، حازم، صارم). لقد توهم نظام نوري السعيد وبريطانيا التي تسانده، أن الطريق الأفضل لكسر شوكة الأبطال من أعضاء الحزب قيامه بإعدام قادته. ولكن توهج يوم 14 شباط بنور النضال وأصبح يوماً للشهداء الشيوعيين من أجل استخلاص الدروس والعبر والتزود بالمبادئ والقيم التي سار عليها الشيوعيون ويستلهمون من استشهاد قادتهم الأشاوس الإصرار على مواصلة النضال تحت راية بناء الدولة المدنية الديمقراطية والعدالة الاجتماعية.

الأعزاء الحضور.. هذه هي أم الشهداء الثلاثة (كاظم، وصفي، علي) أم وروار اوصتني وهي راقدة في الفراش ان انقل اليكم تحياتها. وتقول إنني أطعمت الأرض من بذور بطني وسقيتها بدمائهم الزكية التي أثمرت شرفاً وانتصارات.

تشد على أياديكم وتقول إن شعبكم لا يموت مازال يقدم الشهداء مثلما قدمت أولادي الثلاثة قرباناً لهذا الوطن.

أيها الأعزاء إن الوطن معرض لانتهاكات خطيرة ومدمرة عليكم بالحفاظ عليه وأن تأخذوا من دماء الشهداء مشعلاً نحو الحرية والتحرر وان تبذلوا كل جهودكم من أجل العطاء لهذه الأرض. لأن ارضكم فيها دماء الشهداء الذين حموا العراق وشرفه.

إن الشهداء أيها الأعزاء منحونا الشرف والعزة والكرامة وعلينا أن نحمي هذا الشرف من أيادي العابثين الذين يريدون القضاء علينا.

أحييكم في هذه الذكرى العطرة التي تفوح منها رائحة طهارة الدماء الزكية التي عبدت لنا الدرب من أجل تحقيق حلم دولة العدالة الاجتماعية والمواطنة..

لا تتراجعوا عن هذا الدرب البهي ولا تنسوا أمجاد ومآثر شهداء هذا الوطن فهي نبراس يضيء الدرب.

المجد والخلود لشهداء الوطن شهداء الحزب الشيوعي العراقي.. وشهداء الوطن.

القاها عن عوائل الشهداء الرفيق محمد وروار

 *****************

الصفحة الثالثة

تقرير: العراقيون يعشقون الدفع نقدا.. وأنصار التعاملات الإلكترونية يخشون عمليات الاحتيال

متابعة ـ طريق الشعب

لا يزال العراق معزولاً عن النظام المالي العالمي، كما أن العراقيين معزولون عن أنظمة الدفع الإلكترونية، التي تعتبرها معظم الشركات في جميع أنحاء العالم أمراً مُسلماً به. وفقا لتقرير نشره موقع “ريست اوف ذا وورلد”.

ورغم امتلاك اغلب التجار للهواتف الذكية لكنهم لا يستخدمون تلك التكنولوجيا في التعاملات الالكترونية، فما يزال النقد هو الشائع في العراق، رغم ان هناك منصات للدفع الإلكتروني متاحة للمستهلكين العراقيين؛ إذ أصدر البنك المركزي العراقي تراخيص لـ 17 شركة لتشغيل محفظات إلكترونية، أبرزها: آسيا حوالة، وزين كاش، وناس واليت، وفاستبي، بالإضافة إلى إصدار 15 ترخيصاً آخر للخدمات المتعلقة بالمدفوعات الإلكترونية.

لايفهمون بالعملة الالكترونية

ورغم ذلك، يواجه رجال الأعمال وأصحاب الأعمال تحدياً مزدوجاً: المستهلكون المحليون يترددون في تبني منصات الدفع الإلكتروني المتاحة محلياً من جهة، والعراقيون معزولون عن أنظمة الدفع الإلكترونية التي تعتبرها معظم الشركات في جميع أنحاء العالم أمراً مُسلماً به من جهة أخرى.

“الناس هنا لا يفهمون العملة الإلكترونية”، كما قال أنس فاضل، محلل بيانات السوق الذي يعمل في البازار في السليمانية، لموقع “ريست اوف ذا وورلد”.

وأكمل قائلاً: “اعتاد الجميع على النقد وثقتهم فيه أكبر من المدفوعات الإلكترونية، لكن أنا وزملائي نحتاجها بالتأكيد إذا أردنا إرسال الأموال إلى الولايات المتحدة أو أوروبا، ولكن القيام بذلك ليس سهلاً”.

ووفقاً للبنك الدولي، الغالبية العظمى من العراقيين لا يستخدمون بطاقات الائتمان أو بطاقات السحب الآلي، فإن أقل من خمسهم لديهم الحساب المصرفي المطلوب، كما أن مقدمي خدمات الدفع العالمية مثل PayPal، وApple Pay، وStripe غير متوفرين في البلد.

ووفقاً لتحليل أطلقه البنك الدولي، فإن ثلثي البالغين على مستوى العالم يقومون الآن بإجراء أو تلقي مدفوعات إلكترونية. ارتفع هذا العدد من 35 ٪ في عام 2014 إلى 57 ٪ في عام 2021 في البلدان النامية، ويتجلى هذا التحول بشكل خاص في مناطق مثل أفريقيا وآسيا.

أمر غير سهل

وقال ضياء ستار، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة الخدمات المهنية الناشئة “سبع صنايع”، ومقرها بغداد، لموقع “ريست أوف ذا وورلد”: “إن زيادة الوصول إلى المدفوعات الإلكترونية من شأنه أن يساعد في خلق فرص لرجال الأعمال، والنساء، والعمال العاطلين عن العمل. وبدلاً من إبقائهم معتمدين على التعيينات الحكومية وأنظمة المحسوبية السياسية، فإن ذلك سيسهل عليهم العمل لأنفسهم”.

وبسبب محدودية الوصول إلى الخدمات المالية الإلكترونية التي يعاني منها العراق، فإن إدارة أعمال ستار كانت سلسلة من التعقيدات، حيث أضاف أن: “الأمر استغرقني أكثر من خمسة أشهر لإيجاد طريقة للدفع وتسجيل التطبيق على متجر تطبيقات أبل لأنه لم يكن لديَّ وسيلة لإجراء المعاملة بنفسي، إذ أن بطاقة فيزا المرتبطة بحسابي المصرفي العراقي تعمل فقط داخل البلد ولا يمكنني ربطها بحساب أبل”.

وتابع الحديث مؤكداً: “هذا الشيء البسيط يشكل تحديًا كبيرًا للشركات الناشئة الجديدة، وهو ما يجعل من عملية نمو وتوسع الشركات الناشئة أمرا غير سهل”. وفي نهاية المطاف، أقنع ستار مطوراً يعيش في الخارج بتسديد المبلغ نيابةً عنه، لكنه أقر: “إن ذلك لم يكن آمناً ولا احترافياً”.

قد يرغب أصحاب الأعمال في جميع أنحاء العراق، من التجار العاديين في البازار إلى رواد الأعمال الذين يستخدمون التكنولوجيا، في استخدام المدفوعات الإلكترونية، لكن سيواجهون مشكلة بأن معظم عملائهم غير راغبين في استخدام أي شيء آخر غير النقد. على سبيل المثال، في منصة التجارة الإلكترونية العراقية، تشكّل عمليات الدفع الإلكتروني، في متجر التسوق الإلكتروني “مسواق”، 2٪ فقط من إجمالي المعاملات. حيث أكد علي الحلي، رئيس التسويق والاتصالات في “مسواق”، لموقع “ذا ريست أوف ذا وورلد”: “إن في المائة 98 المتبقية دفعت نقداً عند التسليم”.

إن المعاملات الإلكترونية الأكثر شيوعاً في البلاد، هي سحب الموظفين العموميين والمتقاعدين العراقيين رواتبهم الشهرية من البطاقات مسبقة الدفع في بورصات العملات والبنوك وأجهزة الصراف الآلي. وبعد ذلك، يقومون باستخدام النقد للمعاملات اليومية والادخار وإجراء عمليات الشراء الكبيرة.

يمكن الدفع نقداً

وعن سبب عدم استخدامها لعمليات الدفع الإلكتروني، أجابت جوانا أبو بكر، مالكة لأحد المشروعات الصغيرة في السليمانية: “واللهِ ماذا أقول؟ أنا لست بحاجة إلى المدفوعات الإلكترونية. كل ما أريد شراءه، يمكنني دفع ثمنه نقداً. لهذا السبب لا أفكر في استخدامها (طرق الدفع الإلكترونية)”.

وعلى الجانب الآخر، يتوق البعض إلى استخدام المدفوعات الإلكترونية، لكنهم يزعمون أن المنصات المحلية يمكن أن تكون غير موثوقة.

وأكد علي زلزلة، وهو مهندس يعيش في بغداد، لـموقع “ريست أوف ذا وورلد”:” إن المدفوعات الإلكترونية أسهل وأسرع من النقد”، لكنه اعترف:” هناك احتمال ألا تعمل أو تتعرض إلى الانقطاع، وهو ما بحدث في كثير من الأحيان”.

ويرغب أصحاب الأعمال ورجال الأعمال العراقيون، ممن يتوقون إلى زيادة ارتباطهم بالاقتصاد العالمي، في الاستفادة من المدفوعات الإلكترونية للحصول على الخدمات والإمدادات من الخارج عبر مزودي خدمات الدفع الإلكتروني مثل PayPal وApple Pay وغيرها. قال آدم حسن، مختص بتطوير المشاريع في مساحة العمل المشتركة في “المحطة” والتي يقع مقرها في بغداد، لموقع “ريست أوف ذا وورلد”:” هناك طلب من أصحاب الأعمال ورجال الأعمال العراقيين لمنصات الدفع مثل PayPal، ولكن لسوء الحظ، لا تدعم هذه المنصات رسمياً الحسابات التي تم إنشاؤها في العراق”.

تتطلب اصلاحاً

إن التحقيق الكامل لإمكانات الدفع الإلكتروني في العراق، سيتطلب إصلاحات تنظيمية كبيرة من قبل الحكومة في بغداد، لتسهيل عمل مقدمي خدمات الدفع المحليين والعالميين، إلى جانب تغيير عقلية المستهلكين لإبعادهم عن الاعتماد على المعاملات النقدية.

حيث أكد ستار، رجل أعمال من بغداد:” إن هذا التحول المزدوج من شأنه أن يقدم دفعة، العراقيون في أمس الحاجة إليها، خاصةً الذين يكافحون من أجل إيجاد مستقبل في اقتصاد البلاد المختل. كما أن تفعيل المدفوعات الإلكترونية في العراق لن يساعد الشركات الناشئة والشركات فحسب، بل سيخلق العديد من فرص العمل للعاطلين عن العمل في العراق”.

 ****************

شريط الأخبار

قانون في ثلاث دقائق

أنهى مجلس النواب مناقشة تسعة قوانين خلال نصف ساعة فقط، تضمنت القراءات الأولى لقانون دعم المشاريع الصغيرة المدرة للدخل وقانون تصديق اتفاقية تشجيع وحماية الاستثمار مع الإمارات وثلاثة قوانين لتجنب الازدواج الضريبي مع كل من إيران وتركيا والسعودية وقانون الإنضمام للاتفاقية الدولية حول التدخل في أعالي البحار وقانون منع ومكافحة القرصنة البحرية وإتفاقية الإنضمام للبنك الاوروبي واتفاقية التعاون مع السعودية في مجال النقل البحري. هذا ويبدو أن المجلس بحاجة لتعويذة تقيه شر الحسد على هذا التعجيل الذي حل بعمله، كي لا يتلكأ مجدداً، وينجح في تشريع القوانين الهامة المعطّلة والتي تمس مصالح البلد وحقوق الناس.

فساد شامل كامل

أفاد عضو في لجنة النزاهة النيابية عن ايقاف إستيلاء الفاسدين على مساحة 1200 دونم في النجف، كانت مخصصة كمساحات خضراء، بعد أن تم تحريك شكوى بذلك لدى الادعاء ولجنة النزاهة، مشيرا إلى وجود محاولة لتغيير تصميم المدينة، في مخالفة صريحة لقانون الاستثمار. من جهة أخرى تم الكشف عن سرقة أكثر من مليون و250 ألف إطلاقة من إحدى الوحدات العسكرية، بعد حدوث خلافات بين اللصوص على ما سرقوه، فاعتقل البعض وهرب الآخرون. كما أعلنت هيئة النزاهة عن ضبط 6 مسؤولين في نينوى لتنظيمهم عشرات المعاملات الوهمية للموظفين، من أجل الإستيلاء على المال العام.

شبهة اختيار الرئاسات

وصفت النائب ابتسام الهلالي، إنتخاب رئاسة لجنة المرأة والأسرة والطفولة، بأنه عمل غير نزيه ومخالف للقانون والنظام الداخلي للمجلس، كاشفة عن عزمها على رفع دعوى قضائية لدى المحكمة الاتحادية العليا والطعن بآلية الإنتخاب. وأوضحت الهلالي بأن موقفها يأتي بسبب إتخاذ رئاسة المجلس والأحزاب، من الغرف المظلمة مكانا للتلاعب بالقانون والنظام الداخلي. هذا وكان مجلس النواب قد ألغى قرارات سابقة له بشأن توزيع نوابه على اللجان، ليمّكن الكتل المتنفذة من السيطرة عليها وإقصاء المعارضة وممثلي الأقليات من مناصب رئاساتها ونياباتها، بل واحياناً حتى من عضويتها، في إجراءات تتسق مع طبيعة نظام المحاصصة. 

40 مليار وعشر سنين

أبلغ وزير الكهرباء اللجنة المالية النيابية بحاجة العراق إلى 14 ألف ميغاواط إضافية لتحقيق الاكتفاء الذاتي من التجهيز، مع ضرورة تحديث وحدات التوليد وشبكات النقل وإنشاء محطات حرارية، وضبط الجباية ومنع التجاوزات. وإشتكى الوزير من قلة التخصيصات المالية سواء في الجانب التشغيلي أو الإستثماري، وعدم إنتظام الحصول على الوقود، داعيا البرلمان إلى دعم وزارته للحصول على الإستثمارات. هذا وتظهر أية عملية حسابية بسيطة، ان الوزير سيحتاج إلى 40 مليار دولار إضافية وعشرة أعوام، ليحقق لنا نعمة الكهرباء، بعد أن “حققت” وزارته إنتاج 23 ألف ميغاواط فقط بالمليارات الثمانين التي إستلمتها طيلة عقدين من الزمان. 

ليتعدل الميزان

كشف مسؤول أردني، عن اتفاق مع بغداد لإقامة شراكات بعيدة عن المنافسة وتطوير التعاون بين القطاع الخاص في البلدين لاسيما مع وصول قيمة الصادرات الأردنية إلى السوق العراقية لأكثر من 200 مليون دولار. وأشار المسؤول إلى قدرة الأردن على المشاركة في عملية إعادة الإعمار بالعراق عبر تصدير الصناعات الإنشائية والتعدينية من منتجات الحديد والإسمنت والرخام والأسمدة والمواد الكيماوية والمستلزمات الصحية والكهربائية والصناعات الغذائية والدوائية والبلاستيكية إليه. هذا ولم يذكر لنا المسؤول شيئاً عما يمكن للصناعة العراقية تصديره إلى السوق الأردنية، أم أنه يرى ضرورة بقاء الميزان التجاري بين العراق وجميع جيرانه مختلاً، كما هو منذ سنين.

 **************

العراق في الصحافة الدولية

ترجمة وإعداد: طريق الشعب

العراق ودولة الإمارات

كتب أدم لوسينتي مقالاً للمونيتور حول الزيارة الأخيرة التي قام بها رئيس الحكومة لدولة الإمارات العربية المتحدة، أشار فيه إلى أن الزيارة، التي ناقش فيها الجانبان سبل تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري والتنموي، قد تزامنت مع إعلان “أبو ظبي” عن تمويل البنية التحتية للمياه في غرب سنجار بمبلغ قيمته 500 ألف دولار.

علاقات متوازنة

ونقل الكاتب عن بلال وهاب، الباحث في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، وصفه للزيارة بأنها مسعى من السوداني، لتعزيز العلاقات مع الخليج وسط نفوذ إيراني متواصل في العراق، وتعبيراً عن حاجته لدعم إقليمي، يحقق له شيئاً من التوازن ويمكّنه من تأمين إستقرار حكومته، لاسيما في ظل الخليط غير المتجانس، الذي تتصف به الكتلة الداعمة له في البرلمان، وقلق الإمارات من نفوذ بعض أطراف هذه الكتلة، ذلك القلق الذي قد يبدده السوداني في مباحثاته مع مضيفيه.

علاقات متنامية

وتطرق الكاتب إلى الكثير من الأمثلة على تنامي العلاقات العراقية الخليجية، كالزيارات التي قام بها السوداني وسلفه لدول المنطقة، وكحضور قادة الخليج لمؤتمر دعم العراق الذي عقد في عمان قبل أسابيع، والذي دعا فيه السوداني لمصالحة إقليمية، وكالاهتمام العراقي المتزايد بدور الشركات الإماراتية، والذي انعكس في توقيع مجموعة أبو ظبي للموانئ اتفاقية لنقل النفط في الخريف الماضي ومساهمة شركة Gulftainer ومقرها الشارقة في إعمار ميناء أم قصر العراقي. كما أكد المقال على ما تركته بطولة كأس الخليج لكرة القدم، والتي أقيمت في البصرة مؤخراً، من تأثيرات إيجابية. 

وأعرب الكاتب عن إعتقاده بأن للسعودية دور كبير في وجود ومستقبل هذه العلاقات، حيث أعرب وزير خارجية العراق عن سعي بلده لمزيد من التعاون الاقتصادي مع الرياض، في ذات الوقت الذي بدأ فيه الربط الكهربائي بين البلدين، فيما يُعتقد بأن قطع إيران صادرات الكهرباء عن العراق قد يحوّله أكثر نحو الخليج.

هل هناك ردود فعل؟

ولم يستطع الكاتب توقع ردود الفعل الإيرانية تجاه جهود العراق لتحسين العلاقات مع الخليج، لاسيما مع الظرف الإستثنائي الذي خلقته أزمة سعر صرف الدولار بسبب الإجراءات الحازمة التي إتخذها الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي للحد من تحويلات الدولار من العراق إلى إيران، مشيراً إلى أن ثقل العقوبات الأمريكية على طهران وعدم قدرتها على المجازفة بإنهيار الإقتصاد العراقي، قد يدفعها للتساهل تجاه علاقات اقتصادية عراقية أفضل مع الخليج.

في ذكرى احتلال العراق

بمناسبة قرب حلول الذكرى العشرين للإحتلال الأمريكي للعراق، نشرت صحيفة الإزفيستيا مقالاً لأندريه كورتونوف مدير مركز الشؤون الدولية في موسكو، أشار فيه إلى أن أهمية الحدث تكمن فيما شكله من إنعطافة خطيرة في تاريخ العلاقات الدولية، والتي أجهضت كل الآمال في قيام نظام دولي عادل، وأكدت مواصلة واشنطن مساعيها بكل السبل للإبقاء على عالم أحادي القطب.

حرب بلا نصر

وأعرب كورتونوف عن إعتقاده بأنه ورغم القوة العسكرية الهائلة التي إستخدمتها الولايات المتحدة في الحرب، والدعم العسكري الكبير الذي حضيت به من حلفائها، فقد سجلت الحرب هزيمة أجهزة الاستخبارات الأميركية، حين فشلت في إثبات إدعائاتها بإمتلاك صدام حسين لأسلحة دمار شامل، يهدد بها المنطقة، وفشل الحرب في بناء نظام ليبرالي على النمط الغربي في البلاد. ويبدو أن من عارض المشروع الأمريكي حينها، مثل فرنسا وألمانيا وروسيا والصين وتركيا، ومنع واشنطن من الحصول على شرعنة دولية أو غربية للحرب، سواء في مجلس الأمن أو في حلف الناتو، كان على حق فيما ذهب اليه.

دروس

لقد أدت الحرب، حسب كورتونوف، إلى زعزعة الاستقرار في العراق والمنطقة، وإلى استقطاب طائفي وإثني حاد، وإلى انتشار الإرهاب في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مشيراً في مقاله إلى أن أبرز دروس الحدث يكمن في أن إنهاء أي صراع لن يكون بسهوله إطلاقه، وأن الكلمة الأخيرة في صراعات القرن الحادي والعشرين ستكون للسياسيين وليست للعسكريين.

**********************

الصفحة الرابعة

مسؤول محلي يأمل تحسنها في فصل الربيع.. الكهرباء تزور منازل الموصل ساعتين وتنقطع عنها 8 ساعات 

بغداد ـ تبارك عبد المجيد

رغم اعتياد العراقيين على اعتدال نسبي للتجهيز الكهربائي، في موسم الشتاء، لكن الوضع يبدو مختلفا هذا العام، لا سيما في محافظة الموصل، حيث يشكو سكان بعض مناطقها قلة ساعات التجهيز، مبدين انزعاجا كبيرا من الحال الخدمي المزري، بينما يستغل أصحاب المولدات الأهلية هذه الأزمة، ليزيدوا من معاناة الناس وقسوة عيشهم.

حسن غلامي (يعمل في احدى محطات الكهرباء في نينوى)، يقول إن “قطاع الكهرباء في الموصل يواجه العديد من المشاكل، بسبب قلة المنظومات الكهربائية التي لا تسد حاجة سكان المحافظة”.

ويتراوح عدد سكان المحافظة بحدود الستة مليون شخصا، طبقا لغلامي. ويؤكد ان “ساعات تجهيز الكهرباء لا تزيد على خمس ساعات في اليوم”.

تجاوزات

 ويردف كلامه لـ “طريق الشعب”، ان الشبكات الوطنية “تتعرض لتجاوزات كثيرة من مواطنين ومؤسسات حكومية”، مشيرا الى ان هؤلاء يعملون على استخدام الربط المباشر، بعيدا عن أجهزة المقاييس كما يتم تبادل التغذية بين منطقة وأخرى.

ويضيف أن “الكهرباء تمثل عصب الحياة، وان فقدانها يعني توقف تام للكثير من القطاعات الصناعية والتجارية”، لافتا إلى ان المولدات الأهلية هي الأخرى أثقلت من كاهل المواطن.

مقترح حل

ويقترح غلامي حل هذه المشكلة عبر “استخدام الطاقة البديلة في توليد الكهرباء، كون محافظة الموصل تملك مساحات واسعة، يمكن استثمار الرياح فيها، إضافة لوجود اشعة الشمس”.

ساعات التجهيز

وفي هذا الصدد، يؤكد قاسم يعرب وهو ناشط من محافظة نينوى، ان “عدد ساعات توفير الكهرباء يتراوح بين 5 إلى 9 ساعات باليوم في فصل الشتاء، أما في فصل الربيع والخريف فتزيد قليلا”، مشيرا الى أن بعض المناطق في المحافظة تعاني من انعدام تجهيز الكهرباء.

ويوضح يعرب في حديث لـ”طريق الشعب”، ان “هناك مجموعة شركات تعمل على توفير الكهرباء منها شركة (كار) المتواجدة في الجانب الايسر من المحافظة، والتي تعمل بنظام الجباية”، مبينا أن تكلفتها الباهظة لا تتناسب مع الوضع الاقتصادي العام لمواطني محافظة نينوى، حيث يقدر المبلغ الشهري الذي يجبى من الناس بحدود مئة ألف، ويزيد”.

اما بالنسبة للمولدات الاهلية، فيبين ان سعر الامبير يتراوح بين (16 – 20) ألف دينار، وهذا السعر تقل قيمته عندما تكون الكهرباء الوطنية متوفرة، لافتا الى ضعف التجهيز الوطني.

وفي ختام حديثه، يقول القاسم ان “الكهرباء دخلت في جميع مفاصل الحياة وبعض اصحاب المصالح العامة يضطر الى الاعتماد على الكهرباء الوطنية دون المقدرة على توفير مولدة خاصة”، مطالبا بضرورة الالتفاف الى هذا الملف والتعامل معه بشكل جدي لأجل انهاء ازمة الكهرباء المستعصية منذ سنوات.

واقع مزرٍ

ويصف مدير قطاع توزيع الكهرباء في سنجار، محمد عبد الله، قطاع الكهرباء في الموصل بـ “المزري جدا”، مؤكدا أن “التجهيز وصل حالياً الى أكثر من خمسمئة ميغا واط، أي تجهيز ساعتين مقابل ثماني ساعات قطع لمرة واحدة”، متأملا ان يتحسن الوضع بعد قدوم الربيع”.

انقطاع الغاز

ويبين لـ “طريق الشعب”، ان “ السبب الرئيسي لانحسار عدد الساعات يعود لانقطاع الغاز الإيراني”، متأملا من الإدارة الجديدة لوزارة الكهرباء التي تعهدت بإنشاء محطات توليد جديدة، ان يتحسن واقع التجهيز في المدينة وفي عموم محافظات العراق.

وكانت وزارة الكهرباء صرحت في منتصف العام الماضي إن البلاد ستشهد نقصا في الكهرباء، بعد قطع إمدادات الطاقة الحيوية من إيران بسبب عدم سداد المبالغ المستحقة.

حيث أوقفت إيران تصدير خمس ملايين متر مكعب من الغاز يوميا إلى العراق.

وبلغ مجموع المبلغ الذي كان من المفترض على العراق سداه نحو 1.7 مليار دولار.

 *******************

مطالبات شعبية بتوفير الخدمات الاساسية.. احتجاجات عمالية على تحويل مصنع الى مشروع استثماري

بغداد ـ طريق الشعب

تتواصل الاحتجاجات المطلبية في عدد من مدن البلاد للمطالبة بتوفير الخدمات الاساسية، فيما تظاهر العشرات من عمال مصنع تعليب كربلاء، احتجاجا على تحويل ارض مصنعهم الى مجمعات سكنية استثمارية.

دربندخان

وتتواصل اعتصامات أهالي قضاء دربنديخان الواقع جنوب محافظة السليمانية، والتي دخلت يومها العاشر على التوالي، دون الاستجابة للمطالب المتمثلة بتوفير الماء والكهرباء وإعادة تأهيل الطرق.

وقال مراسل “طريق الشعب”، إن المعتصمين مستاؤون من تجاهل الجهات المعنية لمطالبتهم المشروعة.

وذكر خالوا مراد وهو احد المعتصمين إن “اعتصاماتهم ما تزال مستمرة منذ انطلاقها مطلع شهر شباط الجاري دون استجابة وحلول لمشاكل أهالي القضاء”.

وأضاف، ان “اعتصاماتهم ستستمر طالما لم تكن هناك استجابة حقيقية لمطالبهم والبدء بتنفيذ المشاريع الخدمية في القضاء”.

وكان عدد من النشطاء قد امهلوا الجهات الحكومية أسبوعاً واحداً في 24 كانون الثاني للاستجابة لمطالبهم والمتمثلة بتوفير الماء والكهرباء وترميم الطريق الرابط بمحافظة السليمانية، الا انه لم تكن هناك استجابة من قبل الجهات الحكومية، ما دفع أهالي القضاء الى إعلان الاعتصامات منذ الأول من شهر شباط الجاري.

المقدادية

الى ذلك، نظم العشرات من اهالي منطقة بلور في قضاء المقدادية التابع الى محافظة ديالى، تظاهرة احتجاجية على سوء الخدمات الاساسية.

وقال عضو تنسيقية التظاهرة محمد الجبوري، ان “العشرات من اهالي منطقة بلور في قضاء المقدادية شمال شرق ديالى، خرجوا في تظاهرة سلمية، للمطالبة بتحسين ملف الخدمات الاساسية”.

واضاف ان “اكثر من 5 الاف اسرة تعيش اوضاعا مزرية بسبب اهمال ملف الخدمات من قبل المسؤولين”، لافتا الى عدم وجود انصاف في توزيع المشاريع بسبب تأثير المحسوبية والأبعاد السياسية لبعض القوى المتنفذة”.

وتعد بلور من كبرى الاحياء في قضاء المقدادية، فهي تعاني من سوء ملف الخدمات الاساسية.

مصنع تعليب

وفي محافظة كربلاء، تظاهر العشرات من عمال مصنع تعليب كربلاء، احتجاجا على ما وصفوه “الاستيلاء على معملهم، وتحويله الى ارض للاستثمار السكني”.

وطالب المتظاهرون الحكومة بمراجعة القرار واعادة احياء المصنع وعدم تسريحهم.

وخلال العام الماضي، طالب النائب محمد جاسم الخفاجي، هيئة النزاهة ببيان مراحل التحقيق بشأن ملف فساد استثمار اكبر معامل العراق في كربلاء.

وشددت وثيقة صادرة من مكتب الخفاجي الى هيئة النزاهة بشأن الموضوع، على “ضرورة تبيان الأوليات والمراحل التي وصل اليها التحقيق الجاري لديكم بشأن الفساد في ملف الأرض المشيد عليها معمل تعليب كربلاء والبالغة مساحتها اكثر من 100 دونم والتي يراد الاستيلاء عليها بمبالغ زهيدة لا تتناسب مع القيمة الحقيقية للأرض عبر الاستفادة المشبوهة من بعض مواد القوانين النافذة فيما يخص استثمار الأراضي الصناعية”.

 ***************

مساع لهدمه من أجل شق شارع!.. قصر مصطفى خان في كربلاء.. معلم تاريخي بطراز هندي

بغداد ـ طريق الشعب

يعكس قصر مصطفى خان تصاميم معمارية، تعود الى ثلاثينيات القرن الماضي، إذ تروي جدرانه المتهالكة والغبار المنتشر في أطرافه حكايات الزمن الماضي، كما اتخذ مركزا لتجمع العديد من الشخصيات البارزة في ذلك الوقت.

اليوم، يعاني هذا الصرح اهمالا وسط مساع خفية لهدمه وتشييد شارع، ويتهم البعض جهات متنفذة في محافظة كربلاء بوقوفها خلف قرار هدم هذا المعلم التاريخي.

يقع قصر مصطفى على بعد 8 كيلومترات من مركز محافظة كربلاء، تحديدا بين الشارع المؤدي إلى قضاء الحسينية ونهر الحسينية الزاخر بالبساتين وأشجار الفواكه.

على وشك أن يهدم

بدوره، يشير الباحث في مجال التاريخ، حميد مجيد، الى وجود “مساع لإزالة هذا المكان”، موضحا ان “التخطيط الحضري للمحافظة يتضمن وجود شارع رئيسي في منطقة الحسينية، بدل قصر مصطفى خان”.

ويقول في حديث مع “طريق الشعب”، ان “القصر لا يعتبر ملكية حكومية”، مضيفا ان اصحابه الاصليين هاجروا خارج البلد في مطلع السبعينيات، وحاولوا اعادة ترميمه في الوقت الحالي مع الحفاظ على معالمه القديمة، الا ان الحكومة منعت ذلك، وابلغتهم بانه سيتم هدمه”، ملوحا الى وجود اهمال لهذا المبنى، حيث باتت الرطوبة تأكل جدرانه المزينة بالزخارف، في ظل سكوت وغض بصر دائرة الاثار والتراث في المحافظة”.

رفض شديد

ويعبّر المتحدث عن رفضه الشديد لهذه المساعي، معتبرا ان هذا المعلم التاريخي يحمل من عبق الماضي قصصا تاريخية، لا يمكن ان يرويها معلم اخر، اضافة الى ان طرازه المعماري نادر، ويكاد ينقرض”، لافتا الى ان الاسطوات والحرفيين في ذلك الوقت لم يسعوا لتوريث هذه المهنة، اذ لم يبق منهم سوى ما تركوه في جدران بعض المباني القديمة”.

ويوضح، ان القصر “يعود الى شخص ينحدر من أصول هندية اسمه مصطفى أسد خان، حيث كان شقيقه أول متصرف لمدينة كربلاء والنجف، وأبرز أقربائه المتنفذين هو سلطان بهرة الهنود (اغا خان الثالث)”، مبينا ان هذه العائلة “سكنت في كربلاء مئات السنين”.

ويتابع ان “القصر كان يمثل مركزا لاستراحة مصطفى خان، اضافة الى اعتباره مكانا لاقامة الحفلات واستقبال الضيوف من التجار والمسؤولين المتنفذين في الدولة”.

وفي ختام حديثه يبدي المتحدث اسفه لما تواجهه المعالم التاريخية في المحافظة، والتي ترسخ ما لهذه المدينة من جذور اصيلة تعود لآلاف السنين، لافتا ان هناك بعضا من هذه الاثار بقي صامدا، واهتم به اصحاب الشأن.

رأي حكومي: لن يهدم

وفي هذا الصدد، يذكر مدير مفتشية الاثار والتراث في محافظة كربلاء، احمد حسن، ان “هناك تنسيقا مع الدوائر المعنية بالمحافظة بشأن عدم هدم قصر مصطفى خان، وحرف الطريق الذي كان من المخطط ان يكون بدل القصر”، مبينا انه تم تشكيل لجنة خاصة بإشراف المفتشية”.

تبريرات

وفي الحديث عن الاهمال لهذا الصرح، يبين حسن ان “القصر ملك خاص ونحن غير قادرين على إعادة ترميمه دون موافقة أصحاب الشأن”، لافتا انه “تم البدء منذ الاسبوع الماضي بالتواصل مع اصحاب القصر لأجل اعادة الصيانة”.

 وعند سؤاله عن سبب رفض الصيانة التي باشر فيها اصحاب الملكية الخاصة في وقت سابق، زعم المتحدث ان الرفض جاء من أجل إرسال وكيل نيابة عن اصحاب القصر، لأن الحكومة ظنت بوجود متجاوز على هذه الملكية، لذلك اوقفت العمل، مطالبا بـ”ضرورة قدوم اصحاب العقار من أجل ترميم هذا المكان بشكل فني واحترافي من قبلنا”.

تصميمه المعماري

وتم تشييد القصر في العام 1931 على الطريقة الهندية والبريطانية، باستعمال الطابوق “الاجر”، وقد شيّد سقفه بحديد الشيلمان، ويحيط بالمنزل سور حديدي تتصدره باب خشبية وشبابيك على الجانبين، بحسب وصف المعمارية ايلاف علي.

وتسترسل بالحديث لـ”طريق الشعب”، عن تصميمه المعماري، قائلة ان “القصر يتكون من طابق واحد وواجهة عالية تطل على الشارع مباشرة”.

وكُتب فوق الباب بيت شعري يؤرخ سنة تشييده: مصطفى خان شاد قصراً منيعاً عزّ فيه أبو عصيد محلاً... وعلى بابه السعود ينادي أيها الوافدون أهلاً وسهلاً.

وتردف المتحدثة ان “مساحة القصر تقدر بحوالي 2500 متر مربع، ويطل على النهر”، مبينة انه يحتوي على “باحة للضيوف واستراحة وغرفتي نوم وسرداب وغرف للمعيشة. ويجاوره منزل بني لأحد أبناء صاحب هذا القصر”.

 ***************

الصفحة الخامسة

يوم الشهيد الشيوعي هو المناسبة.. وقفة إجلال وإكبار للدماء الزكية التي أضاءت الدرب

في الرابع عشر من شهرشباط من كل عام يحتفل الشيوعيون العراقيون بيوم الشهيد الشيوعي، هذا اليوم الذي أصبح تقليدا” يلتقي فيه الشيوعيون وأصدقاؤهم لإحياء ذكـرى شـهداء حزبهم الذين سـقطوا في ساحات النضال المختلفة، سواء في السجون والمعتقلات، أو في الشوارع والإنتفاضات، دفاعا” عن قضايا شعبهم ووطنهم في مواجهة الدكتاتوريات المتعاقبـة. فهـذا الأحتفال ليس احتفالا” عابرا” بل هو احتفال” لتمجيد شهداء الوطن الذي إبتلع الحقد الأسـود الآلاف منهم. إنه يوم ذكرى البطولة والصمود والأستشهاد من أجل القيـم والمبادئ الفكريـة السامية، ذكرى القـادة في الحزب الشيوعي العراقي الذين قدموا أنفسهم قرابين للمبادئ التي آمنوا بها من أجل حرية الشعب واستقلال الوطن والغد الأفضل.

ففي الرابع عشر والخامس عشر من شـباط/ عام 1949 وفي العهـد الملكي تعهـد الطـاغية نوري السـعيد بالقضاء على الحزب الشـيوعي العراقي، وذلك بأعـدام قادتـه الأبطال الذين رفعـوا رايـة النضال من أجل عراق مسـتقل تسـوده الحـرية والديمقراطية والعـدالة، حيث صعـدت إلى المشانق أول كوكبة خالدة من الشهداء وهم مؤسس الحـزب الشيوعي العراقي يوسف سلمان يوسف (فهد)، الذي اطلق صرخته المدوية (الشيوعية اقوى من الموت وأعلى من أعواد المشانق)، والشهيد زكي بسيم (حازم)، ثم تبعه في اليوم التالي إعدام الشهيد حسين محمد الشبيبي (صارم) وهم يهتفون بحياة وطنهم وحزبهم وشعبهم ومن أجل حرية الشعب والوطن.

ففي هذا اليوم وفي ذكرى أستشهادهم، دأب الشيوعيون أينما وجدوا على تمجيد هؤلاء القادة وهم يقفون إجلالا” لأرواحهـم الطاهـرة، وفي لحظات الخشـوع هذه يتطلع الشـيوعيون وكل الوطنيين بإكبـار إلى الإرادة الصلبة التي حملها هؤلاء الأبطال والتي واجهت المشانق برجولة وشرف متحدية الطغـاة.

وفي الخمسينات من القرن الماضي كانت دماء الشهـداء الشيوعيين والوطنيين تتواصل، في إنتفاضة تشرين الثاني عام 1952 ومجازر السجون في بغداد والكوت عام 1953، وانتفاضة خريف عام 1956، هذه الدماء التي تعتبر مشاعل على طريق النضال الذي توج بثورة 14 تموز/ 1958.

ثم جاءت مأساة الانقلاب الدموي الأسود في الثامن من شباط الأسود 1963 التي مثلت محطة من أكثر المحطات صموداً في تأريخ الحزب، ففي هـذا اليـوم فشل قـادة حزب البعث الفاشي بتحقيق نفس الأمنيـات لسـلفهم نوري السعيد، حيث صمد الحزب وانتصر على السيف، وإمتزجت دماء العـرب والكرد والكلدوآشوريين والصابئة المندائييـن والتركمان والإيزيـديين والشبك في وسـط وجنـوب الوطن وفي جبـال كردسـتان العراق، حين أصدر الحاكم العسكري للأنقلابيين رشيد مصلح البيان رقم 13 الذي دعا فيه الوحدات العسكرية وقوات الشرطة إلى إبادة الشيوعيين..

ثم تبعه قانون رقم 35 لسنة 1963 الخاص بتشكيل فرق الحرس القومي، ومنذ الساعات الأولى لتشكيلها بدأت بألقـاء القبض على الآلاف من الشـيوعيين والديمقراطيين، من قـادة الحزب وكوادره وأصـدقائه، وتحول العراق على يـد هؤلاء القتلة إلى سـجن رهيب باستعمالهم كافة أدوات التعذيب البشـعة في سـراديب قصر النهايـة، وبيوت المخابرات السرية، بحق الشخصيات الشيوعية والوطنية وأستشهد عدد كبير منهم وهم يسطرون ملاحم بطولية خالدة ومن هؤلاء الشهداء: سكرتير اللجنة المركزية للحزب سلام عادل، وجمال الحيدري ومحمد صالح العبلي،  جورج تلو، محمد حسين أبو العيس، طالب عبد الجبار، وعبد الرحيم شريف، عبد الجبار وهبي، نافع يونس، وحسن عوينة، متي الشيخ، ومهدي حميد، وحمزة سلمان، شريف الشيخ، والمئات من الشهداء من كافة القوميات والمذاهب والشخصيات النقابية والأجتماعية.

وفي17 تموز من عام 1968 عاد حزب البعث الفاشي لتولي زمام السلطة بأنقلابه المعروف ليواصل من جديد فكره الفاشي والتصفيات الجسدية لقادة وكوادر وأعضاء الحزب الشيوعي، وجرت تصفية العديد من قادته وكوادره عن طريق الخطف والأغتيالات في الشوارع والدهس بالسيارات، ومن بين القياديين الذين استشـهدوا بهـذه الطريقة كل من أسـتاذ الفلسفة في جامعـة البصرة الدكتور (عبد الرزاق مسلم الماجد) في 31 آذار /1968 وعضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي الشهيد  ستار خضير الحيدر في 23 حزيران من عام 1969 وعضو مكتب بغداد للحزب الشـهيد  محمد الخضري  في آذار من عام 1970،  والشهيد فكرت جاويد  في السليمانية عام 1974 والشهيد عبد الأمير سعيد.

وجاء عام 1978 وحدث ما كان بالحسبان، حيث نُفـذ حكم الأعـدام في شهر آيار من نفس العام بحق كوكبة من 31  شـيوعيا وصديقا للحزب بحجة العمل في القوات المسلحة، وشن النظام حملة واسعة النطاق لتصفية الحزب وإعتقال قياداته وكوادره وأعضائه في كافة أنحاء الوطن، لكن هذه الحملة هذه لم تحقق أهدافها وانتقل الحزب إلى العمل السري من جديد في ظل ظروف بالغة الصعوبة، بينما وقع في أيـدي البعث الآلاف من أعضاء الحـزب وكـوادره وتعرضوا للتصفيات الجسدية والتعذيب، وكان من بين القياديين المعتقلين والذين تمت تصفيتهم الشـهداء(عايدة ياسين) عضوة اللجنة المركزية للحـزب  والدكتور (صفاء الحافظ)، والدكتور (صباح الدرة).

وهنا لابد ان نتذكر المئات من شهيدات وشهداء الحركة الانصارية الباسلة في الثمانينات من القرن الماضي الذين سقطوا في سوح المعارك وهم يقاتلون النظام الدكتاتوري وعملائه في جبال كردستان وفي ظروف صعبة للغاية. كما قدم الحزب العشرات من الشهداء بعد سقوط النظام جراء الإرهاب الأسود الذي أراد ذبح العراق.

علينا اليوم وفي يوم الشهيد الشيوعي ووفاء منا للشهداء الأبطال ان نتذكر الشهداء ونمجدهم ونفتخر بهم كرموز لحزبهم ولشعبهم العراقي، وان نتمثل بطولاتهم وننقلها إلى جيل الشباب.

أن من واجبنا في هذا اليوم أن نشاطر عوائل الشهداء الحزن والفخر ونؤكد لهم بأن حزبهم وشعبهم لم ولن ينساهم يوما وليبدأ رفاقهم الشيوعيون وذوو الشهداء ومعارفهم بأحياء ذكراهم سنويا بالكتابة عنهم، عن تأريخهم وبطولاتهم وتفقد عوائلهم ووضع باقات الزهور على قبورهم وهذا أقل ما يمكن أن نقدمه لأرواحهم الطاهرة.

ليكن يوم الشهيد الشيوعي مناسبة لوقفة إجلال وإكبار أمام تلك الدماء الزكية التي أضاءت الدرب، ولابد أن نقول لجميع الشهداء أننا نفتخر بكم فقد كنتم الصخرة التي دفعت النظام الدكتاتوري إلى مزبلة التأريخ، فلكم المجد أيها الأحبة فأنتم في الوجدان والضمير.

المجد كل المجد لشهداء الحزب الشيوعي العراقي ولشهداء الحركة الوطنية.

-------

الشهيدة.. شوقية ضايف

سهام الخميسي

الشهيدة شوقية ضايف من مواليد ١٩٥٧ مدينة الناصرية، هذه المدينة التي أنجبت خيرة المناضلين والوطنيين.

ترعرعت وأكملت دراستها الابتدائية والمتوسطة والإعدادية فيها، أما دراستها الجامعية فأكملتها في بغداد كلية الإدارة والاقتصاد، وخلال المراحل الدراسية وفي خضم سنوات الشباب نما فيها حب الحزب والوطن والرغبة في الانتماء للحزب الشيوعي بكل اندفاع وشغف، فانضمت إلى تنظيم حزب الفقراء والعمال والكسبة.

عملنا سوية في الخلايا الحزبية في مدينة الناصرية منذ عام ١٩٧٣، وزاد نشاطنا وعملنا بعد اعلان الجبهة الوطنية، وكنا لا نعرف ما يخفيه حزب البعث الدموي من نوايا لإبادة الشيوعيين والقوى الوطنية، وكانت الهجمة الدموية التي خسر فيها الحزب بعض خيرة قادته والكثير الكثير من مناضليه ورفاقه في سجون البعث المقبور.

وما ان أكملت دراستها الجامعية حتى اعتقلت في ١١/٣/١٩٨١ وغيبت في سجون الدكتاتورية وظلت مسجونة ثلاث سنوات ثم أعلن عن اعدامها هي ومجموعة من الرفيقات والرفاق في ١٩٨٤ وقد طالب أزلام البعث الفاشي عائلتها بدفع ثمن الرصاص الذي اعدمت به.

كانت الشهيدة شوقية نموذجا للصمود حتى الموت من أجل مبادئها الشيوعية التي تربت وترعرعت عليها لترتقي سراجا مضيئاً ينير دروب الحرية من أجل غدٍ أفضل.

-----------

الشهيد بشير زغير حرز

فائز الحيدر

ولد الشهيد بشير زغير حرز الماجدي في ناحية السلام/ محافظة ميسان عام 1940، أكمل دراسته في مدرسة الشعب الابتدائية للبنين وكان من الأوائل فيها حيث تميز بذكاء حاد وبديهية في الكلام، أنتقل إلى العمارة وأكمل دراسته المتوسطة فيها.

عاش الشهيد طفولته في قرية (الطويّل) مركز عشيرة (آل أزيرج) في ريف العمارة، وترعرع فيها، وهناك تأثر بأفكار الحزب وبالمناضلين في المنطقة، منهم أخـوه نعيم زغير حرز، وصدام الزهيري، وعبد علوان وخلف صياح الزهيري نزيل سجن الكوت مع مؤسس الحزب الشيوعي وقياديه الأوائل، والفلاّح المعروف فعل ضمد، وسالم سريّح وجاسب كَبيّص، وغيرهم من المناضلين من الرعيل الأول، حيث واكب الشهيد الحركة الثورية، فأشترك في انتفاضة عام 1956 الخالدة والتي أعتقل الكثير ممن شاركوا فيها.

وفي عام 1961 إلتحق بدار المعلمين الأبتدائية وبعد تخرجه عين معلما” في مدرسة الخمس الابتدائية والتي تقع في إحدى المناطق التابعة لناحية السلام وفيها أنضم لصفوف الحزب الشيوعي العراقي وأخذ نشاطه يزداد بصفوف الفلاحين ويتنقل من قرية إلى أخرى لمتابعة التنظيمات والتثقيف، فكان الشهيد نشطاً ومحبوباً ومخلصاً في أداء واجبه الوظيفي مثلما إخلاصه لقضايا شعبه الوطنية وبنفس الوقت كان من الوجوه المعروفة لرجال الأمن والقوى المعادية للحزب. وبعد انقلاب شباط الأسود عام 1963، أعتقل الشهيد من قبل رجال الأمن بتهمة الانتماء للحزب الشيوعي العراقي وتعرض لتعذيب وحشي شديد لكنه تحدى جلاديه، ثم قدم إلى المحكمة وحكم عليه بعشر سنوات وسنة إضافية بسبب تطاوله على رئيس المحكمة والمدعي العام راغب فخري، وأودع سجن الرمادي الرهيب ثم نقرة السلمان بسبب رفضه أعطاء البراءه ثم نقل لسجن العمارة المركزي، حيث شارك هناك في محاولة حفر نفق في داخل السجن لغرض الهروب، لذلك تم نقله وعدد كبير من السجناء لسجن الموصل حتى أطلاق سراحه عام 1968 وأرجع لوظيفته كمعلم في (مدرسة البتيرة) الابتدائية للبنيين حيث عاد أتصاله بالحزب وتدرج في المناصب الحزبية حتى وصل إلى عضو محلية العمارة وكان من الشخصيات المعروفة في أوساط نقابة المعلمين.

 حصل الشهيد على زمالة دراسية للدراسة في جامعة موسكو في الاتحاد السوفياتي لكنه رفض مغادرة الوطن وأستمر في نشاطه الحزبي، وفي إحدى جولاته الحزبية إلى ناحية (العزير) تعرض لمحاولة أغتيال حيث أطلق عليه الرصاص من قبل رجال الأمن وترك في مكانه بعد ان أعتقدوا أنه فارق الحياة إلا انه تم انقاذه من قبل فلاحي المنطقة وأستمر في نشاطه بعد تعافيه.

وفي نهاية السبعينات وعلى أثر الهجمة الشرسة على الحزب الشيوعي العراقي، كشر النظام عن أنيابه التي أخفاها لمدة من الزمن لتصفية الحزب الشيوعي ومناضليه فترك الشهيد عائلته وأطفاله حاملاً أفكاره الوطنية واختفى في بغداد حتى عام 1976 حيث تزوج ورزق بمولود أسماه عادل.

نصحه المقربون له بمغادرة الوطن والرجوع مرة أخرى عند تحسن الظروف لكنه رفض الفكرة كلها لكن العيون كانت تترصده بدقة وتمكنت منه، ففي  22 / 7 / 1980 وفي إحدى الاجتماعات الحزبية تم كبس الخلية التي يرأسها وجميع أعضائها، وهكذا كان أمامه الامتحان القاسي مرة أخرى، فتعرض لتعذيب بشع فأرهب الجلادين بثباته، وكان مدرسة حقيقية للصمود، ثم أختفت أخباره بينما أستمرت مداهمات رجال الأمن لدور أهله وأخوانه متظاهرين البحث عنه حتى وصلت لعائلته شهادة وفاته التي تشير إلى الحكم عليه بالإعدام شنقا” حتى الموت حسب شهادة الوفاة المرقمة 2613 والمؤرخة في 25/7/1983، وبذلك أرتفع نجما” آخرا” من نجوم العراق قربان للحرية والمستقبل الأفضل للكادحين.

-----------

الصفحة السادسة

سلام عادل القائد الذي رأى

رشيد غويلب

في الذكرى الستين لانقلاب 8 شباط الأسود، يتجدد النقاش وتتباين الآراء بشأن ثورة 14 تموز المجيدة، باعتبارها محطة تاريخية هامة طبعت الحاضر العراقي منذ انتصارها، وسترافق الصراع والنقاش بشأن مستقبل العراق المرجو، فمنذ اغتيال الثورة في الثامن من شباط 1963 دخل العراق دهاليز مظلمة لا زالت تتواصل إلى يومنا هذا. وإذا كان الحديث عن الانقلاب لا يمكن أن يتجاوز جرائم الانقلابيين البشعة وغير المسبوقة في حينه، فإن الحديث عن مقاومة الانقلاب الباسلة والتضحيات الاستثنائية التي قدمت فيها، لا يمكن ان تكتمل، دون الحديث عن رمزها وقائدها الشهيد سلام عادل، الذي ستمر بعد أيام قليلة الذكرى الستين لاستشهاده البطولي في أقبية قصر النهاية، على أيدي انقلابيي 8 شباط وجلاديه.

وفي هذه المناسبة يتجدد الحديث عن هذا الرمز الوطني والقائد الثوري الفذ، وجرى ويجري تنظيم العديد من الفعاليات ونشر الكثير من المساهمات ووجهات النظر التي تتناول سيرته وانجازاته، وظروف اعتقاله واستشهاده. وفي هذا السياق يتجدد النقاش، ضمن أمور أخرى عن رؤيته الفكرية وأدائه السياسي، وعلى الرغم من اعتباره زعيما وطنيا ورمزا عراقيا، يتجاوز تأثيره حدود الحزب الشيوعي العراقي ومعسكر اليسار، يشار إلى “ تطرفه” وعدم قدرته على رؤية حجم تأثير الدعم الإقليمي الذي تمتع به البعثيون وقوى معسكر الانقلاب. فهل كان سلام عادل متطرفا؟

واسهاما مني في استذكار شهداء الشعب والوطن من شيوعيين ووطنيين عراقيين، سأطرح وجهة نظر متواضعة، في سعي للرد على السؤال المذكور.

أعتقد أن قراءة موضوعية لسيرة الشهيد النضالية منذ ارتباطه بالحزب حتى لحظة استشهاده، تشير إلى تمتعه بذهنية واقعية وانفتاح غير مسبوق، وحرصه على توسيع المشاركة، وعدم اقصاء الشركاء، وروح نضالية، والتزام وتواضع شديدين، ومبدئية عالية في التعامل مع الأحداث والرفاق المحيطين به، ربما كانت الأخيرة وراء التقديرات التي اعتبرها خاطئة إزاء معارضيه من قادة الحزب في حينه.

تعلمنا الحياة والتجربة الملموسة أن قراءة سلام عادل لطبيعة ثورة 14 تموز وطبيعتها الوطنية الديمقراطية كانت صحيحة، والتي على أساسها جاء سعيه ورفاقه لتجذير هذه الطبيعة واستكمال مشروع الثورة الديمقراطي، ومن ثم الدفاع عنها بكل الإمكانيات المتوفرة وبشجاعة قل نظيرها، كذلك كان تحليله صائبا لشخص الزعيم الشهيد عبد الكريم قاسم وسياساته الوسطية، التي قادته إلى عدم التفريق بين أنصار الثورة واعدائها، بالإضافة إلى قناعة الزعيم، بأنه الوحيد القادر على حماية الثورة وقيادتها. وبالقدر نفسه كانت قراءة سلام عادل لطبيعة قوى معسكر الردة، والانقلاب وطبيعته وذراعه السياسي المتمثل بالبعث وشلة من الضباط القوميين، صحيحة هي الأخرى.  ولا نأتي بجديد، إذا أشرنا إلى العنف والقتل الجماعي الذي مارسه البعث بقيادة صدام حسين، والذي لا ينحصر بالشيوعيين، أو بخصومه السياسيين في أحزاب المعارضة الأخرى، وحتى داخل حزب السلطة، بل تعداه وبكراهية عنصرية ضد التنوع القومي والديني والثقافي للمجتمع العراقي، هذا العنف الذي لا يمكن فصله عن طبيعة البعث ومنظومته الفكرية وأسباب وظروف تأسيسه التاريخية، والتي لا تحتاج إلى تطرف مقابل لتنشر القتل والإرهاب والجريمة في المجتمع.

وبودي أن اقتبس من مقالة بعنوان “ سلام عادل-عبد الكريم قاسم ثوابت ومتغيرات” للباحث الدكتور سيف عدنان القيسي: “ ففي رسالته التي أرسلها (أي سلام عادل) لقاسم في الثالث من شباط 1959 أهم ما جاء فيها “أسمحوا لنا أيها الأخ العزيز أن نضع أمامكم بعض الملاحظات حول الوضع السياسي في البلاد آملين أنكم ستأخذونها بما هي جديرة منا بالاهتمام”، مشيراً في رسالته “لقد كنا نؤكد دوماً على أن خصوم الثورة لن يلقوا سلاحهم بسهولة، فما السبيل لإحباط مساعي العدو؟ إن السبيل إلى ذلك يتألف في شقين: الأول: هو سد الثغرات في كيان الدولة. الثاني: هو المباشرة في تعزيز بناء الحكومة على أسس ديمقراطية”. الإشارة هنا تجري إلى وثيقة وليس استنتاج.

ويمكن الإشارة إلى محاولة الشهيد، حتى في أحلك الأوقات تجميع القوى الوطنية للدفاع عن الثورة، عبر دعوته قادة الأحزاب الوطنية صباح يوم الانقلاب للتشاور في مقر جريدة اتحاد الشعب، ولكن هؤلاء القادة لم يستجيبوا لدعوته مما فرض على الحزب مواجهة الانقلاب بالإمكانيات المتوفرة. وكذلك طلبه من الزعيم تسليح الجماهير للقضاء على الانقلابيين، الأمر الذي رفضه الزعيم. 

اما منجزات سلام عادل الحزبية والسياسية فهي الأخرى أدلة ملموسة تنفي عنه تهمة التطرف، لقد حقق سلام عادل وحدة الحزب الشيوعي العراقي وأعاد المجموعات المنشقة اليه، وهو حدث غير مسبوق، ولم يتكرر حتى الآن ليس فقط عبر تاريخ الحزب الشيوعي العراقي، وفي الحياة الحزبية العراقية، بل وربما في التجربة السياسية للبلدان العربية ومنطقة الشرق الأوسط أيضا. والمعروف أن الشخصية الجامعة والمحاورة والقادرة على قراءة المستقبل لا يمكن أن تكون متطرفة، فالتطرف أيا كانت اسبابه، يتعارض مع القدرة على التجميع والاحتواء وتعبئة القوى والقدرات.

والقول نفسه يصح على نجاح الحزب بقيادة سلام عادل في بناء جبهة الاتحاد الوطني عام 1957، التي يحتفظ بها التاريخ السياسي، بكونها الجبهة السياسية الوحيدة التي حققت أكبر أهدافها، المتمثل بانتصار ثورة 14 تموز 1958 والتفاف الجماهير حولها، وكذلك حرص الشهيد على إعادة الروح إلى الجبهة، باعتبارها ضمانة قوية لمواجهة تحالف قوى الردة، فكيف يمكن لقائد من هذا الطراز ان يكون متطرفا.

وهنا ربما من المفيد الإشارة إلى الحوار الذي نقلته الراحلة ثمينة ناجي يوسف في كتابها “سيرة مناضل ج 2 “، الذي طالب فيه الشهيد سلام عادل بضرورة إحياء جبهة الاتحاد الوطني، عندها أجابه الزعيم الشهيد “لماذا يحتاج حزب المليون؟”، أي لماذا تحتاجون الجبهة وأنتم من حشد في مسيرة الأول من أيار مليون متظاهر؟ فكان رد الشهيد سلام عادل صادما للزعيم: “لا نريد هذه الحرية حتى وأن اقتصرت على حزبنا.. نريد حرية للجميع.. لجميع الاحزاب والقوى الوطنية المخلصة”، فهل شخصية تفكر على هذا المنوال يمكن أن تكون متطرفة؟ أعتقد ان سلام عادل كان سابقا لسياسيي عصره في العراق، ومتجاوزا حتى للفهم السائد للماركسية في حينه داخل الحركة الشيوعية، وأن رده أقرب إلى ما تطالب به قوى اليسار الماركسي اليوم من تعزيز الديمقراطية وتوسيع المشاركة، وإطلاق الحريات في ترابط قوي بين ما هو سياسي واجتماعي.

إن العقود المظلمة التي أعقبت انقلاب الثامن شباط 1963، أثبتت بما لا يقبل الشك، أن التفريط بالثورة، وعدم السير بمشروعها حتى نهايته، قد حرم قوى اليسار والتقدم والديمقراطية من خلق تراكم ضروري، كان يمكن لها أن تستند اليه، في حال انهيار تجربة الثورة في عقود لاحقة. وهذا ما أكدته تجربة اليسار في العديد من دول أوربا الشرقية بعد انهيار التجربة الاشتراكية فيها، فلا يمكن مثلا تجاهل التراكم الذي خلفته تجربة السلطة الاشتراكية في المانيا الشرقية، في بلورة مشروع حزب اليسار الألماني، والأمر نفسه ينطبق على الرصيد الذي يتمتع به الحزب الشيوعي الروسي، والذي لا ينفصل عن التراكم الذي منحته إياه ثورة أكتوبر، والأمر يقال عن تجربة الشيوعيين التشيك، رغم أزمتهم الأخيرة، وعلى الحزب الشيوعي الأوكراني قبل حظر نشاطه العلني، وتجارب اخرى.

واختتم سلام عادل سيرته النضالية باستشهاد بطولي، لا ينحصر بحدود البطولة الشخصية، بل يمثل درسا لجميع المناضلين بالتمسك بمشاريعهم الثورية بوضوح تام والدفاع عنها. إن هذ الصمود لا ينفصل عن استيعاب لطبيعة الصراع.  وإعطاء المثل للأجيال القادمة بكيفية مواجهة قوى الردة والظلام.

إن قوى التغيير الحقيقية في العراق مدعوة اليوم، لدراسة هذه السيرة النضالية التي استندت على ثقة عميقة بالناس بعيدا عن مؤسسات السلطة، وروح نضالية كانت عصية على الاحتواء، وذهنية منفتحة قادرة على المراجعة والتجديد وتجميع القوى، بعيدا عن كل ما يعيق السير قدما بمشروع التغيير الشامل إلى أمام.

--------

«الغزالــة» انتصار جميل عاكف الآلوسي

كمال يلدو

”عيـونج الحلـوة، دنيا، دنيا

وابشـواطيهـن اشــوف البيت

والشـّميســة وســط البيت

تنطـر جيّـت غيابـــج

لـو رّديــت، ابوســن يا درب وابجـي على يا باب ؟

انا لو لو لو رديّت ،لو لو لو لو رديـّت

انا لو ردّيـت، ابوسـن يا درب واصـرخ على يا باب ؟

يا ماي الفرات، طعمك بكلبي حنين وعشــرة احباب

يا عشــرة عمر يا مـاي ،،” *

نعــم انا لـو رديّـت أبوســـن يا درب وأصـرخ على يا باب !

كعادتي، وكلما سـمح لي الوقت، أقلب هذا العالم بحثا عن خبر يفرح القلب أو يروي ظمأي. وكم انا ممتن لهذه الماكنة اللعينة (الكومبيوتر) والتي تطير بك اســرع ألف مرة وابعد آلاف المرات من بساط الريح حول العالم، وبين العالم وفي العالم،. تطير بك إلى مساحات القلب التي يلفها غبار من أيام خلت، إلى بغداد.

تصفحت بعض المواقع العراقية، بحثا عن بعض الأخبار وتوقفت مليا عند أســـم لم اســتطع للمرة الاولى ان أفهم ســـّر وجوده هنــا.

“انتصار جميل عاكف الآلوسي مواليد1958”

احفظوا اسم الشهيدة جيداً، في ربيع العمر22 عاماً، ذبيحة أو خريجة قسم الفيزياء/ كلية العلوم/ جامعة بغداد 1980. من أي شريان ينبع الحزن عند تذكر الأحبة الموتى يا انتصار، وهل يصبر الحزن الحبيس ولا يمزق شرنقته الواهية إذا كان الأحبة الموتى، قتلى وصرعى ظلم أسود مقيت.

هذه هـي انتصار، لا غيرها

هذه انتصـار ((الصـّغيرة))

هذه هي الغــزالة

لا، لا، وألف لا، هذا غير معقول. لم يظهر اســمها في قوائم الشهيدات، وحين اسـتفسـرت من الحزب لم أحصل على جواب (وكل مانع خير) وحين ســألت انتصار الكبيرة قالت، ربما تكون انتصار بخير. اذن ما الذي جرى حتى يطبق باب العمر على هذه الحلوة.

انا أحدثكم عنها!

هي واحدة من ألطف زميلاتي في العلوم، أرق من ورق الورد وأجمل منه، لا تفارق الابتســامة وجهها الطفولي البرئ. فيها كل الحب لشــعبها وحزبها، حتى كنت احســدها على وســع قلبها. لا اظن ان هناك من كان يكرهها في الجامعة، ولا حتى الانذال البعثيون ورجال المخابرات الا من حقدهم الكبير عليها وهي تتأبط صحيفتها المحببة (طريق الشعب) والتي كانت مثل مسـامير تدق في قلوبهم وعقولهم السـوداء. كانت من النعومة ان لقبناها بانتصار (الصّغيرة) للتفريق بينها وبين الزميلة انتصار يونس، وكانت من الســرعة في تأدية مهماتها ان لقبناها بانتصار (الغزالة).

حين ســقطت الدكتاتورية يوم 9 نيسان 2003 ، أول ما أعددت كانت قائمة بالأحباب الذين فارقتهم وصرت اكتب وأعدد الأســماء، وكلّي أمل من انهم موجودون في مكان ما!

نعــم مكان ما، صرت أؤمل النفس بأن قســما منهم قد أطلق الدكتاتور ســـراحه في تشرين الأول 2002، اما القسم الآخر فربما وجدوهم في الســجون السـرية، وهكذا أحلام تراودني، وأقول ســـنلتقي يوما.

هذا ســأزوره في البيت، وتلك أزورها في عملها، وهذه التقيها في مقر الحزب وهكذا لم يدم هذا الحلم الذي بدأت ألوانه بالخفوت وجوانبه بالتكســر مع ظهور أول قائمة لشهداء الحزب الشيوعي، صارت قائمتي تصــغر وتصغر، وكل مرة تصغر حتى انتابني شـــعور بأن لا أذكر أيّا من أصدقائي خشــية ان يكون ممن أجرمت الدكتاتورية بحقهم.

كم ســـتكون صعبة ان تمشــي بين مواقع القبور الجماعية وانت لا تعرف ان كانت انتصار أم فريال ام نادية ام عبد هناك؟ لا تدري لأنها أرض قاحلة.

لا تدري لأنه لا يوجد اي دليل أو حائط او حتى شــجرة تروي لك ما جرى، الا القـمر وانا ســئمت منه ومن شــهاداته، فعمن ســيحدثني هذا القمر؟

هل سـيحكي لي عن معاناتها ورفاقها، عن العطش ام التعذيب، عن أيام السجن الطويلة أم لحظات الاعدام القاســـية؟

هل ســيحدثني عن بطولاتهم والهتافات بسقوط الدكتاتورية وبحياة الشعب والحزب، عن الغناء السياسي في الزنزانات الانفرادية او الشعار العتيد ((الشيوعية اقوى من الموت وأعلى من أعواد المشانق)).

تعالـــوا أيها الأحبة، تعالــوا نرفع نجما آخرا في ســماء الوطن الجميل

وهذه المرة ســـنصوغه لفقيدتنا الغالية ((الغـزالة))

وســنـجعل اشـعاعه بعدد حروف اســـمها ((انتصـار جميل عاكــف الآلوســي))

وسيكون النجم بلون عيونها الوضاءة، وبكبر قلبها وبطيبة مشأعرها الودودة

عزائــي لعائلة الشهيدة وأهلها واحبتها

عزائي لكل من عمل معها أو عرفها

عزائي للعراق لأنه فقد أبطالا وبطلات ليس من السهل تعويضهم

وأملي لحزب الشهداء بوطن حر وشــعب ســعيد

ــــــــــــــــــــــــــــــــ

* مقطع من اغنية “بساتين البنفسج” للفنان كوكب حمزة

-----------

الشهيد الشيوعي حبيب عبيد علي (أبو صلاح)

عادل حسين

ولد الشهيد حبيب عبيد عام 1914 في محافظة ديالى قضاء خانقين، انتمى إلى الحزب الشيوعي العراقي في بداية الأربعينات من القرن الماضي، رجل وقور وذو شخصية قوية ومؤثرة هادئ الطبع والشكل، غرس في عائلته حب الناس والتفاني من أجلهم وعلى صدق التعامل مع الآخرين وعدم الرضوخ للطغاة مهما كلف الأمر، وبسبب نشاطه في الحزب الشيوعي العراقي فرضت عليه الإقامة الجبرية في مدينة الفلوجة.

في بداية انتصار ثورة 14 تموز المجيدة عام 1958 أصبح من قادة فصائل المقاومة الشعبية في لواء الدليم (محافظة الأنبار) حاليا.

أنتقل أبو صلاح وعائلته إلى محلة الدوريين عام 1961 وتعرض لفترات إلى الاعتقال والملاحقة، وواجه التعذيب الشديد وخصوصا عام 1963 وبقى صامدا بوجه جلاديه، مرت السنوات وبقي المناضل حبيب الركاع وهذا لقبه (كان يعمل بتصليح الاحذية) بقى وفيا لمبادئه وقيمه الإنسانية مما أثار حفيظة المجرمين من البعث وأدواتهم القمعية من مراقبته وملاحقته واستدعائه أكثر من مرة إلى دائرة أمن الجادرية هو وزوجته الوفية، وبعد الأفراج عنه  بفترة قصيرة وفي يوم 17-9-1986 أختطف الرفيق أبو صلاح من شارع الرشيد قرب أورزدي باك، وفي هذه المرة تعرض إلى تعذيب قاسي على يد مجرمي البعث الفاشي، وبعدها نقل إلى سجن أبو غريب قسم الاحكام الخاصة  حيث صدر بحقه حكم الإعدام  ونفذ فيه يوم 5-8-1987، قد تجاوز السبعين من العمر.

 أستشهد أبو صلاح وقدم حياته من أجل القيم والمثل الانسانية النبيلة التي آمن بها من أجل تحقيق مجتمع خالي من القهر والحرمان، مجتمع تسود فيه قيم الحرية والديمقراطية الحقيقية، والمساواة وتتحقق فيه العدالة الاجتماعية.

تسامى الرفيق حبيب عبيد علي شهيدا وأصبح نجمة تضئ ليل العراق الحالك من أجل إشراقة يوم جديد خال من الظلم والظلام، نم قرير العين أيها الشهيد الخالد حبيب عبيد علي ونحن نسهر من بعدك ونواصل المسير بذات الدرب الذي سرت فيه بكبريائك الانساني الشيوعي.

المجد لك ولكل شهداء حزبنا الميامين

--------

الصفحة السابعة

ننحني لوجوه شهدائنا الطيبة وتأريخهم الوضّاء

ماجدة الجبوري

حين تغلق الأبواب ويهم الناس بالنوم، يبدأ عمل خفافيش وثعالب الظلام، يتوّزعون في الشوارع والأزقة يراقبون هدوء البيوت وحركة الشارع ليقلقوا راحة الناس، ثم بعد المداهمة يدور حوار قصير، يتضمن كلمات قليلة محتواه «لدينا استفسار بسيط جداً لمدة خمس دقائق فقط» ولكن تطول الخمس دقائق إلى ساعات، أيام وسنوات لتنتهي في دهاليز وقبور مظلمة، أو ما يسمى بالاختفاء القسري.

الأسباب كثيرة ومتعددة، إما مثقف متنوّر وبعيد عن براثن الغيب والجهل، ويقرأ كثيراً، ويسمع الموسيقى، أو يؤمن بالحياة الحرة، أو يطمح بعدالة توفير الخبز والهناء، والراحة للجميع وبالتساوي، او لأنه ينبذ القسوة والتسلّط، أو لأنه يحب بلده ويخاف عليه، كل هذه الأسباب تؤدي إلى الاختفاء القسري والموت في زمن البعث الفاشي.

وهنا نتساءل هل من يحمل مبدأ وفكرا متحرّرا ويحب الناس كما يحب لنفسه يجب ان يموت اغتيالا، أو يُسجن أو يعدم، يكبر الأبناء ويقتلون بنفس طريقة آبائهم، ولدينا أمثلة كثيرة، اي موت وقتل ممنهج هذا! الذي يمارس ضد الشيوعيين العراقيين، هكذا يعذّبون حد الموت أو تحت أعواد المشانق، أو ترمى جثثهم في أرض الله الواسعة، أو يحشرون في أنابيب حد الموت، او ترض أجسادهم الطاهرة تحت حادلات، يقتلون وهم أحياء ليس لسبب وجيه فقط لأنهم يحبون ويدافعون عن ناسهم وبلدهم!

هل كان يدور في خلد تلك الأمهات الحنونات وهنّ يربّين أولادهن بدموع العين، وسهر الليالي والشابات الجميلات وهن يعشن حياة مستقرة، هانئة مع أزواجهن، وأطفالهن ان يفكرن ولو مجرد تفكير أن يعشن وحيدات ذابلات بعد فقدان أحبتهن بهذه الطريقة الوحشية وتسلب سعادتهن من بين أيديهن.

إذا أردت أن أكتب عن الشهداء الشيوعيين المقرّبين لعائلتنا، أقول فقدنا نخبة من الأخوة وأولاد العم والأصدقاء، كلهم جميلون، طيبون، مثقفون، أولاد عوائل محترمة، لديهم تحصيل دراسي يعملون بإخلاص لا حدود له، وكلهم رحلوا لنفس تلك الأسباب تربطهم علاقات عائلية محبّبة، ونضالات مشتركة طويلة، ينحدرون من مناطق متقاربة أرياف وأقضية ونواح.

اسماؤهم محفورة في وجداننا، وذاكرتنا، عاشوا معنا أيام حلوة، ففي كل يوم خميس يلتمّون في بيتنا في ريف العمادية الجميل، أخوتي وأولاد العم وأصدقائهم يتسامرون ويتناقشون حول الأوضاع، يغنّون بفرح يلعبون الورق، يتقاسمون الرغيف، يفترشون الحديقة وينامون بين الورود، نصحو يوم الجمعة على أصوات قهقهاتهم ومرحهم وكأن في بيتنا عرس.

كلهم رحلوا الواحد تلو الآخر فقدنا وجوههم الطيبة، وشخصياتهم وحضورهم الذي لا يعوّض، كانت أول صدمة للعائلة هو اغتيال أبن العم المهندس حسن عبد الهادي فرحان أبو سلام في عشيّة ليلة عيد الحزب ٣١ آذار ١٩٨٠ قتله المجرمون في كمين ورموه في أحد المبازل القريب من بيتنا.

وبعد انفراط الجبهة فقدنا أصدقاء كثر، منهم من عثرت له عائلته على قبر ومنهم من لم يعثر له على شاخص، أذكر منهم علي حسين الصكر ابو لظى، محمد النعمان ابو نجاح، محمد حمزة.

ثم اختفى أبناؤنا نعم ابناؤنا فقد اختفوا سنوات طويلة في بيتنا تحت الأرض لا يرون شمساً ولا ضوء نهار، ولا وجوه بشر، ولا الشجر لمدة ثماني سنوات.

اختفى معهم رفاق أعزاء أصبحوا إخوانا لنا، عشنا معهم نفس المعاناة، منهم كاظم عبيد أبو رهيب، وسعيد الصفار أبو حسن، اعتقلوا عام ١٩٨٤-١٩٨٥ وأعدموا من قبل النظام الدكتاتوري، وأستشهد معهم الكثير من رفاقنا.

في عام ١٩٩١ بعد انتفاضة آذار الباسلة شنّ الجيش وقوات الأمن حملة شرسة ضد الناس اعتقلوا الآلاف من أبناء بابل من شارك بالانتفاضة، أو من لم يشترك تم اعتقاله.

فقدنا الكثير من الأحبة منهم أخواني أركان وأنور، وحسين أبو ذكرى، الذي لا تفارقه الضحكة والنكتة، وسيد عبد الامير يحيى ابو سلام.

وفي عام ١٩٩٤ تم اعتقال وإعدام زوج اختي الشجاع حسن حمد الله وإخوانه الأبطال عباس أبو حامد، محمد، وظافر زهير ناهي الشاب الجميل البطل، وكأن علينا ضريبة عذاب متواصل ندفعها على مراحل، هي فقدان أحبتنا وذهابهم من غير رجعة.

شهداؤنا ننحني لوجوهكم الطيبة، وتاريخكم الوضّاء، وحياتكم التي لم تكتمل.. ننحني لبطولاتكم وبسالتكم ننثر لكم الورود، ونردد مع الشاعر مظفر النواب:

وحگ الشط الاحمر

والليالي الغبرة يگويعه

أموتن وانت حدر العين تتونسين

آفه يرجال طين عراگنه الطيبين

والمراجل بيكم اتمست مراجل

كلفه يمعودين.

-----------

عن نخلة باسقة أتحدث

يوسف أبو الفوز

كان الجو غائما، رطبا، واذكر ذلك اليوم تماما، في 24/ 10/ 1982. في تلك الأيام قرر (معم) ــ المكتب العسكري المركزي لقوات الأنصارــ وبسبب من اقتراب خطوط المعارك بين القوات الحكومية الإيرانية ومعارضيها من مواقع مقرات أنصار حزبنا، تفريغ مقر ناوزنك (الحدودي. وكانت الأوضاع السياسية معقدة شيئا ما، وتقرر انتقال عدد كبير من الأنصار إلى مناطق ومواقع مختلفة، ومنها منطقة عمل الفوج التاسع في ريف السليمانية ، و...ها نحن مفرزة محدودة العدد من أنصار الفوج التاسع، من يومين وصلنا إلى ناوزنك بمهمة خاصة، وبالاتفاق مع (معم) فأننا في عودتنا سنقوم بمصاحبة مجموعة من الرفاق تقرر انتقالهم إلى مناطق عمل الفوج التاسع، و...ها قد اصبحنا مفرزة كبيرة، مع عدة بغال مثقلة بالحمولة وعدد كبير من الرفاق والرفيقات، فيهم عدد غير قليل من كبار السن، والجميع على وشك عبور القنطرة عند فصيل الإدارة، وهي أخر نقطة في مقر ناوزنك، المتعدد المواقع، ووجهة المفرزة إلى موقع (بيتوش)، مقر الفوج  التاسع. كنت ما أزال) مشتبكا( بكل قواي مع الرفيق الراحل (محمود ديكتاريوف) المفوض باسم إدارة (معم) لتسهيل سفر المفرزة وتوفير احتياجاتها، وذلك من أجل انتزاع مبلغ آخر لمصاريف المفرزة أثناء الطريق، حين رن من أعلى سفح الجبل المقابل صوت ذو نكهة ريفية لا تخطئ، ولا يمكن لي نسيانها أبدا، مهما افترقنا ومهما تباعدنا. صوت له دفء السنابل وعذوبة الفرات ومذاق تمر)حلوة حاج عباس(:

ـــ ها ... أبن عطية؟

ومن غيرك يناديني باسم أمي طول كل هذه السنين؟

كنت ارافقه باستمرار إلى قريتهم الواقعة في ضواحي مدينتنا السماوة، كنا نصل إلى هناك بدراجاتنا الهوائية، إذ أن العديد من اجتماعاتنا ونشاطاتنا الطلابية كانت تعقد هناك، تحت أفياء النخيل وعرائش العنب. ومنذ الأيام الأولى لتعرفي على أفراد عائلته، أدركت انه منهم اكتسب طيبة القلب وكرم النفس، خاصة أمه الرائعة، التي تفرح وتسر لزياراتنا، وبطبعها الريفي صارت لا تسميني إلا واسمي متبوعا باسم أمي!

وأخذتها أنت بشطارة ومكر عن أمك!

وها هو، في الجبل، بعد فراق طال سنينا يستخدم ذات النداء، وبذات العذوبة، بتلك اللهجة الريفية التي تبدو وكأنها لا تناسب أحدا غيره، لتضيف لجمال روحه جمال أخر. نزل من السفح جريا مثل ماعز بري، بقامته المستقيمة، الفارعة مثل نخلة عراقية باسقة، نشأ معها، ونما تحت ظلالها. واشتبكنا في عناق صاخب وحار، تفجرت فيه عواطفنا ودموعنا، مما أثار مشاعر الأنصار الذين راقبوا لقاءنا.

آه أيها العزيز قبل هذا اللقاء لم نلتق أنا وإياك منذ ربيع 1978 .

كانت المفرزة تواصل عبور القنطرة إلى الضفة الثانية، أصبح الجزء الأكبر منها على الطرف الأخر، سأل بحب:

ــ أين لحيتك؟

انه يذكرني بالأيام التي قضيناها متخفين في بغداد ومدن أخرى من الوطن، فخلال فترة 1978 ــ 1979، إذ راحت قطعان العفالقة تطاردنا من مدينة لمدينة، ومن شارع لشارع لإجبارنا على التخلي عن أفكارنا ومبادئنا، ولتنتزع منا أوراق (البراءة) أو أرواحنا، أيامها أطلقنا لحانا لإخفاء ملامحنا، لكن لحيتي كانت موضع تندره! في تلك الأيام، وفي شارع فرعي من منطقة (المربعة)، في بغداد، التقينا على موعد مسبق، كان عجلا وعلى موعد أخر، كان يود الحديث بأمور كثيرة، لكن الأوضاع لم تكن تسمح باللقاءات الشخصية الطويلة وكلانا كان مطارداً وتتعقبنا قطعان الأمن، كان جلاوزة الأمن من ذئاب بغداد ـــ العاصمة، وذئاب مدينة طفولتنا وصبانا ـــ السماوة، وذئاب مدينة دراستنا ـــ البصرة، كلهم يتشممون آثارنا ويتعقبوننا، وأشيع انهم يحملون صورنا، وكان كعادته مباشرا جدا وواضحا، في عواطفه وفي قلقه على زملاء وأصدقاء مشتركين لنا:                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                           

ــ لا أريد أي تفاصيل، فقط أخبرني أن كنت تعرف، هل هم أحياء وبعيدون عن أيدي الجلادين؟

وثم بنفس الحرارة أضاف بوضوح:

ــ أحذر من فلان، اعتقلوه ليوم واحد فقط، وليس من تفاصيل عن موقفه، أتمنى انهم لم ينجحوا في كسره.

وقبل أن يتركني شد لحيتي الكثيفة.

ــ احلقها في أول فرصة، لا تناسبك!

واطلقتَ ضحكة. كنتُ ارغب في حديث أطول، لكنك تركتني في قلق ومضيت عجلا، مثل كل مرة.

رفاق المفرزة عبر القنطرة ينادونني أن الحق بهم، فقال لي:

ــ الحق برفاقك.

قلتُ مازحا:

ــ لا يمكن أن يتركوني، فمصاريف المفرزة معي.

قلص عينيه السوداوين بحركة أعرفها، احتواني بين ذراعيه وشدني من كتفي بحرارة:

ــ الحق برفاقك، سألحق بك إلى هناك، ولأسر لك شيئا، ربما سأكون عندكم بعد فترة، هناك نية لانتقالي إلى منطقة عملكم، ساعتها سيكون لنا الوقت الكافي لنستعيد ذكرياتنا الحلوة.

تعانقنا بحرارة، وعبرت القنطرة عدوا وأنا أتلفت، وحتى لفني منعطف الطريق كنت أراه يقف مكانه، مستقيم العود مثل نخلة باسقة، ويلوح بيديه ويصيح بكلمات لم أستطع تمييزها.

كل مرة نلتقي على عجل ونفترق على عجل، وكل مرة كان لنا الأمل بأن نلتقي.

 من أين لي أن أعرف يا هاشم أن هذه هي المرة الأخيرة التي أراك فيها؟

اتحدث عن الرفيق هاشم كاظم محمد، المعروف باسم أبو محمد. مواليد 1956، لعائلة فلاحية في ريف السماوة. طالب في كلية العلوم قسم الكيمياء جامعة البصرة. اضطر لمغادرة الوطن إثر الإرهاب البعثي عام 1978 ، دخل دورات عسكرية مع المقاومة الفلسطينية، وبرع في مجال العمل بالمتفجرات، في صفوف الأنصار وظف إمكاناته العسكرية والعلمية للمساهمة في تأسيس (هيئة المتفجرات) وليكون مسؤولا عنها، وصار يعرف بكنية (أبو محمد متفجرات) وكان مقرها في منطقة (بشت ئاشان) ولهذا السبب ألغيت فكرة انتقاله للعمل مع (التنظيم المدني)على ملاك تنظيم الفرات الأوسط، والمتواجدين أيامها في منطقة عمل الفوج التاسع في ريف السليمانية، وكنا نتبادل الأخبار بين الحين والأخر، حتى وصول تفاصيل أحداث جريمة بشت ئاشان في  أيار 1983.

آه يا هاشم، لو تدري ما الذي حل بي ساعة قرأت قائمة أسماء شهداء المجزرة ووجدت اسمك هناك الى جانب أسماء أخرى حبيبة للقلب مثلك؟

------------

قصيدتان

نجم خطاوي

1 - شهيد

إليك صديقي الشهيد

عبد الرحمن (دكتور عادل)

ها أن مساء آخر يقبل

قبل ثوان توارت شمسنا

قانية كالدم

خلف الجبل البعيد ديدوان

أتطلع في صمت

لخطوط الشعاع

لذلك الأفق الدامي

متذكرا

ألوان النزف والوجع

تفاصيل  اللحظة

في شموخ الحجر

مساء جبلي ووجوه أليفة

بعد قليل

سينادون للعشاء

صحن لبن كوردي

مع رغيف خبز حار

وكوب شاي أسود

أتطلع كالمشدوه

صوب مكان جلوسك

هناك، لا أرى

سوى بقايا ظلك

وشجرة جوز داكنة

وبقايا من صخب أحاديثنا

كان الرحيل مبكرا يا رفيقي

حلمنا لم يكتمل بعد

2 - هيمن

نحن ألفناك

ألفنا وجهك القروي

ألفنا الحلم في عينيك

ألفناها الطفولة

حية في القهقهات

وكان الطفل صوتك

يبحر

يحدث كالقرى

عن همك اليومي.

كنا نلتقي في النزف

وكنت تمانع الرغبات،

تقهرها،

وتنبت في فيافي الوهم

أغنية يرتلها الحفاة

نرتلها، تعذبنا وننشدها

ونبكيها الطفولة

والخسارة

مرة أخرى

-----------

الصفحة الثامنة

عبد الحسين كريم كحوش.. شهيد المهام النضالية

جاسم هداد

كل امرئ في مسيرته الحياتية، سواء الدراسية او الوظيفية او السياسية، يتعرف على أصدقاء أو زملاء او رفاق، وبمرور الزمن، يلف النسيان بعض هذه العلاقات أو أغلبها، ولكن قلة من هذه الصداقات أو العلاقات تبقى جذورها راسخة في الذاكرة، وتبقي عصية على النسيان، مهما مر الزمن، ومهما علا غباره وحاول مسحها. ومن هذه الصداقات التي تركت تأثيرها عليّ وآثارها لا زالت تحفر في الذاكرة، العلاقة الرفاقية والصداقية التي ربطتني مع رفيق مناضل عرفته سوح النضال والعمل السري وشبه العلني، وعلى مر هذه السنين كلما تحل ذكرى يوم الشهيد الشيوعي، أحاول الكتابة عنه، ولكني اتوقف ولا استطيع، وألوم النفس بالتقصير تجاه هذا الرفيق والصديق، الذي يستحق الذكر والكتابة عنه، ومما حفزني هذه المرة ، قراءتي لمقال رائع خطه يراع الرفيق فخري كريم عن المناضل جعفر الصفار، وتحت عنوان “ مروءة زمن الإيمان”، ونشرها في جريدة المدى بتاريخ 16/1/2023، واعادت نشرها جريدة طريق الشعب بتاريخ 24/1/2023، هذه المقالة هزتني سطورها من الأعماق، لما تحمله من قيم الوفاء، فسألت نفسي ألم يحن الوقت للكتابة عن رفيق وصديق تكن له كل التقدير والأحترام والمحبة، وتتغنى دوما بخصاله، وهو شهيد المهام النضالية داخل الوطن، فوخزني ضميري مؤنبا، لماذا هذا التأخير؟ فتناولت كتاب شهداء الحزب/ الجزء الثالث، “شهداء الحركة الأنصارية” واعدت قراءة سيرة رفيقي المنشورة في الصفحة 321 وأجلت النظر في صورته، ومر شريط الذكريات سريعا، وكأنني في صالة مسرح وتتراءى أمامي صور الذكريات، وكما يقال عند السفر يتم التعرف على مزايا رفيق سفرك، فكيف اذا كنت تعيش معه في سكن واحد، ولأشهر بل لسنوات، فبعد الهجمة البعثية الفاشية ضد حزبنا، تواجدنا في الكويت، وخلال الفترة 1979 ــ اواسط 1981 عشنا معا في سكن واحد، كان يكنى وقتها بـ “ أبو شاكر” و” أبو كفاح”، يتصف بنكران ذات عال جدا، في  كانون الثاني عام 1980 حل علينا رفاق ضيوف وكنا نسكن في غرفة واحدة في منطقة الفحيحيل، ولم يكن لدينا فرش واغطية كافية، فجمع الكارتونات ونام عليها، مفضلا الرفاق الضيوف على نفسه، وكان مخلصا لحزبه وتوج هذا الأخلاص بالأستشهاد، كان في لبنان وجاء إلى الكويت، لتواجد جالية عراقية في الكويت وليكون قريبا من العراق، دائم التفكير بالحزب وكيفية الحفاظ على الرفاق، من أقواله أن على الرفيق قبل أن ينام يجري كشف حساب، ماذا قدم في هذا اليوم لحزبه؟ كريم النفس، مجسداً قول الشاعر:

“يجود بالنفس إن ضن الجواد بها    والجود بالنفس أقصى غاية الجود”

لم يتذمر يوما، ولم يحصل خلاف بيننا، كان يتسابق في انجاز المهام اليومية من تنظيف السكن وغسل الأواني، كان في غرفتنا سرير واحد، فأصر على ان يكون من حصتي وينام هو على الأرض، قائلا انت تعمل وتتعب فأنت الأحق به. هو من عائلة شيوعية، له اخ وخمس أخوات جميعهم اضطروا لمغادرة الوطن، ودفعوا ضريبة مناهضة النظام المقبور في عيشهم في الغربة بعيدا عن أرض الوطن، ورفيقي وصديقي معروف في مدينتنا، هو عبد الحسين كريم كحوش، مواليد 1952 السماوة، انهى دراسته الأبتدائية والمتوسطة والثانوية في مدينة السماوة، تخرج من معهد التكنولوجيا / قسم الرسم الهندسي عام 1971، عضو مكتب محلية المثنى، ومنطقة الفرات الأوسط، عضو المؤتمر الوطني الثالث للحزب، إثر الهجمة الفاشية للنظام الدكتاتوري غادر إلى سوريا عام 1978 ثم إلى لبنان ومنها إلى الكويت، حيث كان في رحلة إلى أحد البلدان ونزل ترانزيت  في الكويت، وفي خطوة جريئة وشجاعة استطاع الخروج من المطار والبقاء في الكويت، في حزيران 1981 غادر الكويت إلى سوريا ومنها إلى كردستان ثم إلى الوطن ليعمل في عمق الوطن، اعتقل في ايلول عام 1984 بوشاية من أحد العملاء وتعرض للتعذيب الشديد، ولكن لم يستطع جلادو النظام المقبور وخدمه من النيل منه او كسر شكيمته، فظل مرفوع الرأس كما عرفناه، وقال عنه رفيقه في سجن ابو غريب الرفيق المناضل “رياض مثنى”، انه سيق إلى حبل المشنقة وهو مكسور الذراع مستقبلا الموت بكل بسالة  وذلك في 30 كانون الثاني 1985 ورفض تقديم البراءة من الحزب مقابل اطلاق سراحه او تخفيض حكمه الى السجن المؤبد وجرت المحاولة معه ثلاث مرات، واحسن وصدق الشاعر “هاتف بشبوش” ابن مدينته حينما خلده بقصيدة جاء فيها:

فيا من جعل التابوت سريرا

وليل التعذيب تقويما

ونهارات ما خلف القضبان مواويلا

ويا من جعل الدهر الآتي ازاهيرا، قصصا وتراجيديا

لماذا هطلت من خارج أسوار الوطن

وتركت الرخاء البوهيمي، واهواء بني البشر؟

كي ترى نفسك مضايقا وملاحقا ومن ثم معتقلا وشهيدا

وهل كنت بهذا الإستعداد العجيب للشهادة والفدا؟

---------

الشهيد كفاح كيشان.. استشهاد مؤلم وقبر مجهول في أرض غريبة!

داود أمين

بعد أن أنهى دورة عسكرية مركزة في إحدى معسكرات المقاومة الفلسطينية في بيروت، أوائل ثمانينات القرن الماضي، توجه الرفيق (كريم صبري ماهود) مثل عشرات الرفاق الشيوعيين من أمثاله، نحو مواقع أنصار الحزب في كردستان، وكانت قاعدة (كلي كوماته) في بهدينان هي الموقع الذي اختير ليستقر فيه، وكان (كفاح) هو الاسم الأنصاري الحركي الذي إخطاره لنفسه.

وبالرغم من صغر سنه مقارنة بالكثير من رفاقه الأنصار، إلا أن كفاح تميز بثقافته وحبه للمطالعة وبنشاطاته المتنوعة وبشجاعته وحيويته وهدوئه، لذلك كان يكلف بالعديد من المهام الأنصارية كالتموين والإدارة والعمل العسكري، وقد نجح فيها جميعاً  فاستحق حب رفاقه، وثقة كل من عمل معه، لذلك تم ترشيحه ليكون مسؤولاً عن مقر منطقة كيشان، المجاورة للحدود التركية، لذلك عرف من وقتها ب(كفاح كيشان) تمييزاً له عن العديد من الرفاق الذين هم أيضاً اختاروا اسم كفاح وقد ساهم إلى جانب رفاقه في التصدي لهجمات مقاتلي ب ك ك أواسط الثمانينات .

وبعد انتكاسة الحركة الأنصارية وهجوم قوات السلطة الشامل، بعد توقف الحرب العراقية الإيرانية على مواقعها ومطاردة مقاتليها، لجأ الرفيق (كفاح كيشان) مثل مئات الأنصار من أمثاله لسوريا، وفي سوريا لم يكن سهلاً أن يجد عملاً مناسباً يغطي احتياجاته، فعاش مثل غيره من الأنصار في البيوت الحزبية، التي كان الحزب يدفع إيجاراتها، ويستلم من الحزب أيضاً المخصصات الشهرية المتواضعة التي يقدمها الحزب لرفاقه! وفي وضعه الاقتصادي هذا، فكر أن باستطاعته مساعدة بعض العراقيين الأكراد للخروج نحو بلدان اللجوء لقاء مبالغ مغرية، ولم يكن كفاح يدرك أن المخابرات السورية متغلغلة في مثل هذه النشاطات، فألقي عليه القبض وزج في أحد السجون السورية لبضعة أشهر، وبعد وساطات الحزب ومنظمة الشام تم إطلاق سراحه وتسفيره لكردستان، وفي كردستان تم اعتقاله وسجن أيضاً لبضعة أشهر من قبل سلطات الحزب الديمقراطي الكردستاني في مدينة دهوك، وبعد إطلاق سراحه بوساطة من الحزب أيضاً عاش الرفيق في مقر محلية نينوى في مدينة دهوك، وكان يتلقى مساعدات مالية من الكثير من رفاقه الأنصار، الذين أصبحوا في بلدان اللجوء، أو يدرسون في مختلف البلدان، وفي دهوك اشتغل كفاح في الكثير من المهن، وكانت أموره المادية عموماً جيدة، لكن هاجس بلدان اللجوء ظل يسكنه، وظل يخطط لتحقيقه .

في الأول من تموز عام ١٩٩٧، غادر كفاح كردستان العراق متوجهاً إلى تركيا وفي تركيا أقام في مدينة إستنبول، وكان يبيت في تكية يديرها عراقيون مع طبيب عراقي تعرف عليه هناك، كما تعرف على شاب عربي يدعى (قدري) وكان طوال بقاءه في إستنبول يبحث عن طريق يقوده لبلدان اللجوء الى أوربا، وفي السادس من كانون الأول ٦ /١٢ / ١٩٩٧، توجه كفاح ليلاً بواسطة باص كبير نحو مدينة تركية صغيرة تدعى جنقلة، وتقع هذه المدينة قرب أقرب جزيرة يونانية!

وعندما وصل لهذه المدينة، ترك كفاح الباص، وتوجه لسيارة تكسي كانت تنتظره، فأجلس في المقعد الخلفي للتكسي مع ثلاثة أشخاص آخرين، وفي المقعد الأمامي جلس اثنان آخران عدا السائق، كان المطر يسقط بغزارة في تلك الليلة، تحرك التكسي نحو البحر وأخذ سائقه يبحث عن اليخت الذي يفترض أنه ينتظرهم ليستقلوه ويغادرون ولكنه لم يجده، وأثناء عملية البحث عن اليخت الموعود بدأ إطلاق النار من أسلحة مختلفة ينهال على سيارتهم، فأخذوا يصرخون دون جدوى، إذ كان هناك ١٢ عسكرياً تركياً مع ضابطهم، يواصلون الرمي باتجاه التكسي، فأصيب كفاح بطلق ناري دخل من صدره وخرج من رأسه ! وكانت الساعة وقتها الثالثة بعد منتصف الليل.

وحين سيطر الجندرمة الأتراك على السيارة، التي توقفت من شدة كثافة الرمي، كان كفاح يلفظ أنفاسه الأخيرة، من أثر الإصابة البليغة التي تلقاها في صدره ورأسه، وقد أخذت الشرطة التركية جثته ودفنته في مقابرها، وهكذا طويت صفحة نصير شيوعي شجاع، في بلد غريب وفي قبر مجهول لأهله ورفاقه.

------

الشهيد حبيب .. بطل من سوح النضال

ماجد مصطفى عثمان

في كل عام وفي صبيحة الرابع عشر من شباط يستذكر الشيوعيون العراقيون شهداء الوطن والشعب حيث يعتبر هذا اليوم رمزا للشهادة والتضحية من اجل وطن والشعب والمبادئ وفي سبيل الوطن الحر والشعب السعيد.

وفي هذه الذكرى كان لنا لقاء مع الرفيقة ليلى مهدي حمادي زوجة الشهيد حبيب .. احدى رفيقاتنا التي تعرضت الى السجن والاضطهاد وعانت الكثير من قبل البعث الفاشي وتحملت العذاب النفسي والمعنوي ولم تطأطأ رأسها وبقيت وفية لوطنيتها وحزبها المناضل لتحدثنا عن سيرة زوجها الشهيد..

الشهيد البطل حبيب عبد محمد فرج الزبيدي من مواليد بغداد /1946 وكان طالبا في متوسطة النظامية ثم اكمل دراسته في اعدادية النضال للبنين عام 1965 ليلتحق بعدها بكلية التجارة حيث تخرج منها عام (70-71) بكلوريوس- محاسبة وتم تعيينه بدرجة محاسب في وزارة التجارة / الشركة العامة للاسواق المركزية .

الشهيد حبيب واحد من شهداء الحزب الشيوعي العراقي انضم الى صفوف الحزب الشيوعي العراقي عام 1963 لروحه الثورية، وكونه يسكن انذاك في مدينة الثورة .. مدينة الكادحين والفقراء ومعقل الشيوعيين العراقيين وكان ملتزما بعمله وانموذجا يقتدى به ومحبوبا بين عائلته ورفاقه واصدقائه وخلال حياته الدراسية تم توقيفه عدة مرات لمشاركته في التظاهرات الجماهيرية التي اندلعت انذاك ضد الانظمة الفاسدة التي ابتلى بها العراق مما ادى الى مضايقته من قبل سماسرة البعث الفاشي وتحمل الكثير من العذاب والاضطهاد النفسي والمعنوي لحين اعتقاله في منطقة باب المعظم بتاريخ 15-5-1980 عندما كان يروم زيارتي في مستشفى مدينة الطب (قسم النسائية) لرقودي فيها بعد اعتقالي عام 1979 ولمدة شهرين ومرة اخرى اعتقالي عام 1980 ولمدة شهر واحد وجرى  خلالها تعذيبي بالكهرباء وكنت حينها حاملا ووضعوا العصا الكهربائية على رجلي اليسرى واسقطوني ارضا وتعرضت من جرائها الى تخثر بالدم في الساق اليسرى اضافة الى سحب الطفل مني ميتا وكان في الشهر الخامس اثر التعذيب الذي تعرضت له .

منذ اعتقال الشهيد حبيب في 15-5-1980 لم يصلنا أي خبر عنه بالرغم من مراجعاتنا المستمرة لدوائر الامن انذاك لكن بعد فترة حصلنا من الدوائر الرسمية شهادة وفاة باعدامه بتاريخ 1-7-1980 بالرغم من عدم تبليغنا من قبل الاجهزة الامنية باعدامه ولم يتم تسليم رفاته لنا ورحل عنا هذا البطل الى الابد وهكذا انتهت مسيرته النضالية .

انهض يا حبيب حتى ترى بأم عينيك كيف تهاوت دولة الهراوات والتعذيب والاغتيالات والمقابر الجماعية بعد ثلاثة عقود مرت مليئة بالفصول الدامية والمرعبة والتي عشناها سوية وليس لدينا أي رد على جريمة اعدامك غير مواصلة المسير في درب الحزب الشيوعي .

نم قرير العين وسوف نواصل المسيرة من اجل وطن حر وشعب سعيد.

---------

الصفحة التاسعة

إدارة الميناء تنفي استقالة كادرها التدريبي

البصرة ـ وكالات

نفت الهيئة الإدارية لنادي الميناء استقالة طاقهما التدريبي على خلفية مشكلات متعلقة بالرواتب، مؤكدة أن مدرب فريقها الكروي باسم قاسم وملاكه الفني المساعد مستمر في عمله ولا صحة للأخبار التي يتم تداولها من قبل وسائل الإعلام.

وقال مشرف فريق الميناء علي فاضل في تصريح صحفي إن “نبأ استقالة الكادر والطاقم التدريبي لنادي الميناء عارٍ عن الصحة ولا يوجد أي شيء رسمي بخصوص الاستقالة”.

وأضاف فاضل أن “الكابتن باسم قاسم لم يقدم استقالته إلى الإدارة والفريق متواجد حالياً في بغداد لإداء التدريبات مع كادر التدريب بأكمله، موضحاً أن الشائعات في هذا التوقيت هدفها تشتيت تركيز الفريق الذي يقدم مستويات ونتائج متميزة في دوري الدرجة الأولى وقاب قوسين أو أدنى من اقتناص بطاقة العودة إلى دوري الكرة الممتاز”.

وكانت وسائل إعلام محلية قد تناولت خبر استقالة الطاقم التدريبي لنادي الميناء بسبب مشاكل مالية تتعلق بالرواتب.

-----------

ضمن منافسات الدوري الممتاز لكرة القدم.. الطلبة يعود للصدارة والجوية يستعيد التوازن

بغداد ـ طريق الشعب

عاد فريق الطلبة الى صدارة الدوري العراقي الممتاز، بعد تغلبه على فريق نادي الصناعة بهدف وحيد ضمن الجولة 16 من الدوري الممتاز لكرة القدم.

وسجل الطلبة هدف المباراة الوحيد في الدقيقة 49 عن طريق اللاعب محمد جواد.

على ملعب فرانسو حريري، حقق فريق نادي نوروز الفوز على فريق نفط الوسط|، بهدفين نظيفين.

وسجل نوروز في الدقيقة الثانية من عمر المباراة عن طريق اللاعب حسين عبد الواحد، وفي الدقيقة 90 جاء الهدف الثاني لنوروز عن طريق اللاعب اوكيكولا توبى.

وفي مباريات الجمعة، حقق فريق القوة الجوية، فوزا مهما على الكرخ بنتيجة 2-1 ليعتلي صدارة الدوري مؤقتا ، فيما تعثر فريق الزوراء امام نفط البصرة.

وتمكن فريق الصقور من اقتناص فوز مهم من نظيره الكرخ 2-1 في المباراة التي جرت على ملعب الساحر احمد راضي.

وافتتح  اللاعب رسلان حنون سجل هدف الجوية الاول في الدقيقة9 ، فيما عادل النتيجة للكرخ اللاعب يوسف فوزي في الدقيقة 53 من الشوط الثاني، وسجل محمد قاسم هدف الفوز في الدقيقة الثالثة من الوقت  بدل الضائع”.

وفي المباراة الثانية تعثر نادي الزوراء على ملعبه وأمام جماهيره من نظيره نفط البصرة بتعادل ايجابي 2-2.

وسجل للزوراء نجم شوان في الدقيقة 33 واللاعب ميثم جبار في الدقيقة 77، فيما أحرز أهداف نفط البصرة اللاعب حسام مالك في الدقيقة 28 واللاعب أحمد زامل في الدقيقة 84.

وحقق فريق نادي الكهرباء فوزاً مستحقاً على ضيفه فريق نادي دهوك بنتيجة 3-0.

انتهى الشوط الأول بالتعادل السلبي من دون اهداف، وفي الشوط الثاني سجل فريق نادي الكهرباء ثلاثة أهداف، عن طريق مهيمن سليم من ركلة جزاء في الدقيقة 54، وعلي جاسم بالدقيقة، وداوودا بالدقيقة 85، لينتهي اللقاء بفوز الكهرباء بنتيجة كبيرة.

واقتنص نفط ميسان فوزا ثمينا من نظيره الحدود بنتيجة 2-1 في المباراة التي جرت على ملعب ميسان.

وسجل هدف نفط ميسان الوحيد اللاعب يونس عبد في الدقيقة 86.

وأنهى التعادل السلبي مباراة فريقيّ أربيل وزاخو، فيما حقق فريق نادي الديوانية فوزه الاول هذا الموسم، بعد تغلبه على فريق نادي القاسم بهدف يتيم.

---------

وقفة رياضية.. ابحثوا عن المواهب في دوري الشباب

منعم جابر

قبل أيام أعلن الاتحاد العراقي لكرة القدم عن قرب انطلاق دوري الشباب لفرق الدوري الممتاز، وكان عدد الفرق المشاركة في هذا الدوري عشرين فريقاً قسمت إلى مجموعتين، وهذا الإعلان يعكس اهتماماً بالمواهب الكروية الشابة التي ينتظرها مستقبل مشرق.

فلاعبي هذه الفئة هم الأساس والبداية التي نعول عليها، لذا نتوجه بالدعوة للمشرفين على فرق الدوري الممتاز ومدربي هذه الفئة العمرية بأن يكونوا أول الحاضرين في الملاعب ببغداد والمحافظات لغرض البحث عن المواهب واصطياد الكفوئين منهم، واختياره للمشاركة في تمثيل المنتخبات الوطنية.

وحتى لا تحرم هذه الفرق من هذه الكنوز الكروية أوجه ندائي إلى مشرفي ومدربي الفرق بالتواجد في الملاعب واختيار الموهوبين ورعايتهم واكتشاف قابلياتهم وضمهم إلى فرقهم. وكذلك أدعو زملائي في الإعلام الرياضي والقنوات الفضائية إلى ضرورة التواجد في ميادين هؤلاء المبدعين لأن ذلك سيكون حافزاً لهم لتقديم أفضل ما لديهم.

لقد قدمت المنتخبات الشبابية أفضل لاعبيها ونجومها إلى الكرة العراقية وصار نجومها اقماراً في الملاعب والساحات وكذلك في الملاعب العربية والآسيوية.

أناشد المسؤولين في الاتحاد العراقي أن يولوا اهتماماً خاصاً لهذا الدوري وأن يتواجدوا بأكبر عدد ممكن لإشعار اللاعبين باهتمام الاتحاد بهم ولتقديم الدعم والاسناد لهذه المسابقة لأنها تمثل مستقبل الكرة العراقية، خاصة وأننا نخطط مع الطاقم التدريبي الإسباني بقيادة كاساس للوصول إلى نهائيات آسيا وكأس العالم 2026.

أمنياتنا أن ينشط الاتحاد في إقامة بطولات الناشئين والشباب وبعدها بطولات للبراعم.

إن هذه الخطوات الفعالة والمتعددة ستوفر نخبة من المبدعين الصغار وكماً كبيراً من اللاعبين كما هو الحال أيام زمان، أيام الفرق الشعبية. ونهيب برجال الصحافة والإعلام لإعطاء اهتمام خاص بهذه المسابقات لأهميتها ودورها في مستقبل الكرة العراقية.

---------

فاتي يدمر مبيعات «الرقم 10» في برشلونة

برشلونة ـ وكالات

الرقم 10 دائمًا يحمل أهمية هائلة بالنسبة للاعبين والمشجعين، ولكن الأمر لا يبدو كذلك في برشلونة والسبب هو أنسو فاتي.

من الناحية التاريخية يعتبر الرقم من الأكثر تداولًا في برشلونة، حيث احتكره ليونيل ميسي لسنوات طويلة، ليقرر النادي الكتالوني منحه لفاتي بعد رحيل الأرجنتيني إلى باريس سان جيرمان.

صحيفة “as” الإسبانية أكدت أنه بعدما كان ميسي يتفوق على جميع اللاعبين في مبيعات القمصان بسنوات ضوئية، جاء فاتي ليلغي أهمية وشعبية هذا الرقم لدى الجماهير.

الإصابات المستمرة التي تعرض لها اللاعب خلال مسيرته، جعلت الجماهير تستبعد فكرة شراء قميصه، لتصبح قمصان روبرت ليفاندوفسكي وجافي وبيدري هي الأكثر طلبًا.

وقال أحد العاملين بمتاجر برشلونة لصحيفة “as” الإسبانية: ”في الوقت الحالي قميص فاتي ليس من أفضل 6 قمصان حتى، لو أردت الحصول عليه يجب أن تطلبه خصيصًا لأننا لا نمتلكه”.

وأشارت الصحيفة إلى أن قميص جافي أصبح هو الأكثر مبيعًا مؤخرًا بين المراهقين بعد حصوله على الرقم 6 الخاص بأسطورة النادي ومدرب الفريق الحالي تشافي هيرنانديز.

وأوضحت أن جوان لابورتا رئيس برشلونة يدرس هذا الوضع وكيفية التعامل معه بالصورة المناسبة، لأن الرقم 10 يعتبر من أهم القمصان التاريخية بالنسبة للنادي.

جدير بالذكر أن المهاجم الشاب صاحب الـ 20 سنة ارتبط مؤخرًا بالرحيل عن برشلونة، وسط أنباء حول اهتمام مانشستر يونايتد ومانشستر سيتي وآرسنال بضمه.

---------

سلتيكس يكشف موقف براون بعد الإصابة القوية

بوسطن ـ وكالات

يأمل مسؤولو بوسطن سلتيكس ألا يحتاج جايلن براون لجراحة، بعد تعرضه لكسر في وجهه، في دوري كرة السلة الأمريكي للمحترفين.

وقال رئيس عمليات كرة السلة في بوسطن، براد ستيفنز، أمس الجمعة، إن براون من غير المرجح أن يبتعد لفترة طويلة، بعد تلقيه ضربة غير متعمدة من مرفق زميله نجم الفريق الآخر، جايسون تايتوم.

وأوضح ستيفنز، في تصريحات صحفية: “آخر الأنباء عن جايلن براون أنه لن يحتاج جراحة. سنرى كيف يشعر بالأيام المقبلة. لقد تم تجهيزه بالفعل لارتداء قناع”.

وأضاف: “لكنه لا يزال يشعر بالأمر، وهذا ليس رائعا”.

وشرح بوسطن أن براون يعاني من كسر في الوجه، تعرّض له خلال الفوز على فيلادلفيا سفنتي سيكسرز، الأربعاء الماضي، عندما كان يحاول التقاط كرة مرتدة مع زميله تايتوم.

ويقدّم براون (26 عاما)، الذي يحمل ألوان الفريق الأخضر منذ 2016، أفضل مستوياته، ويبلغ معدله 27 نقطة في المباراة الواحدة مع 7.1 متابعات، برفقة سلتيكس متصدر ترتيب الدوري هذا الموسم.

----------

سكان «بوجيفال» يفكرون في مقاضاة نيمار

باريس ـ وكالات

قبل أيام من مواجهة باريس سان جيرمان مع بايرن ميونخ في دوري أبطال أوروبا، يجد النجم البرازيلي نيمار نفسه في قلب الحدث ولكن بعيدًا عن الملعب.

حب نيمار للحفلات على وجه الخصوص أصبح سببًا لإثارة الجدل في فرنسا خلال الأيام الماضية، بوجود تهديدات بالدخول في معركة قضائية ضده.

صحيفة “le Parisien” قالت إن نيمار تسبب في إزعاج أجزاء هائلة من الحي الذي يعيش فيه بسبب الحفلات المستمرة داخل الفيلا الخاصة به المكونة من 5 طوابق.

وأشارت إلى أن نيمار يقوم بهذه الحفلات منذ عدة أشهر، لدرجة دفعت سكان مدينة “بوجيفال” التي يبلغ عدد سكانها 9000 نسمة للتفكير في جره إلى المحكمة بسبب “ضوضاء الليل”.

ومن جانبه قرر لوك واتيل عمدة بوجيفال، اتخاذ بعض الإجراءات القانونية ضد نيمار، حيث يصفه بأنه شخص “غير محترم” ولم ينجح أبدًا في حياته.

وقال في تصريحات صحفية: ”يمكننا أن نتحدث كثيرًا عنه، ولكن ماذا تريد أن تفعل في مواجهة شخص لا يهتم بدفع غرامة قدرها 135 يورو مقابل ما يكسبه؟”.

وأضاف: ”في مرحلة ما سنرسل ملفًا إلى المدعي العام بشأن تكرار الإخلاء بالنظام العام، يوم الجمعة اتصل رئيس البلدية بصاحب المنزل الذي وافق على لعب دور الوسيط لفض النزاع بشكل ودي، إذا وجد نيمار صعوبة في الاستيقاظ على أرض الملعب منذ العودة من كأس العالم، فعليه التحلي بالهدوء في منزله لو أراد تجنب المتاعب القانونية”.

يذكر أن نيمار بدأ الموسم بصورة مبهرة مع باريس على كل المستويات، قبل أن ينخفض مستواه بشكل لافت ويتعرض لحملات من الهجوم بسبب مستواه بعد العودة من كأس العالم قطر 2022.

---------

في بطولة دالاس المفتوحة للتنس.. فريتز يتأهل  للمربع الذهبي

دالاس ـ وكالات

أصبح الأمريكي تايلور فريتز المصنف 8 عالميا، على بعد انتصارين من إحراز أول لقب له في الموسم.

وتأهل فريتز إلى الدور قبل النهائي ببطولة دالاس المفتوحة للتنس بالولايات المتحدة، بعدما تغلب على مواطنه ماركوس جيرون (7-6) و(9-7) و(3-6) و(6-3) مساء الجمعة ضمن منافسات دور الثمانية.

ويلتقي فريتز (25 عاما)، الذي يتطلع إلى اللقب الخامس في سجل مشاركاته بمنافسات الفردي في بطولات المحترفين، في الدور قبل النهائي، الصيني وو يبينج (23 عاما)، والذي تأهل بالفوز على الفرنسي المخضرم أدريان مانارينو (6-3) و(6-4).

وتشهد المباراة الأخرى في الدور قبل النهائي مواجهة أمريكية خالصة بين جيفري جون وولف وجون إيسنر.

وتأهل وولف بالفوز على مواطنه فرانسيس تيافوي (4-6) و(6-3) و(6-4).. قبل أن يتغلب إيسنر (37 عاما) على الإكوادوري إميليو جوميز (7-6) و(10-8) و(7-5).

*----------------------

الصفحة العاشرة

كارتل اصحاب المولدات!

حميد المسعودي

بعد ان طالت معضلة الكهرباء الوطنية، وبات كل ما نسمعه من تحسن في المنظومة وزيادة في ساعات التجهيز مجرد هواء في شبك، صار المواطن يدفع شهريا من مخصصات قوت عائلته قرابة 100 ألف دينار مقابل حصوله على 5 أمبيرات من المولدة الأهلية!

وبات بين أصحاب المولدات ما يشبه الكارتل (اتفاق بين عدد من المشاريع الإنتاجية المتشابهة). إذ يتفق هؤلاء في ما بينهم على وضع تسعيرة متقاربة للأمبير في جميع المناطق وعلى حسب أهوائهم، وليس بمقدور المشترك مجادلتهم أو الاعتراض على قراراتهم، خاصة حينما يقسمون بأغلظ الإيمان بأن الدولة لم تزودهم بالوقود اللازم. في حين تؤكد الدولة أنها تعمل جاهدة من اجل تخفيف اعباء الظرف المعيشي عن المواطن، وتقوم في هذا السياق بدعم أصحاب المولدات بالكميات الكافية من الكاز كي يخفضوا هم من جانبهم سعر الأمبير إلى الحد المعقول.

وبين هذا وذاك بات المواطن في حيرة من أمره.. بين صاحب المولدة والحكومة. فكلاهما يدعي الوصل بليلى! وفي نهاية المطاف لا يدري المواطن يكذّب من ويصدّق من، بعد ضياع الحقيقة. لذلك يدفع الـ 20 ألف دينار عن الأمبير الواحد “وهو الممنون” تحت تهديد صاحب المولدة بقطع خط كل من لا يدفع مبلغ الاشتراك المقرر من قبله!   

من جانبنا نرى أنه طالما ان الدولة هي الراعي وصاحبة الحل والربط، فماذا لو وضعت تسعيرة ثابتة للأمبير، وألزمت جميع أصحاب المولدات بها، بما لا يؤثر على مصلحتهم ومصلحة المواطن!؟ وهذا يتطلب منها أيضا أن تدعمهم بالوقود الكافي وتوزعه عليهم في موعد ثابت، وتتابع التسعيرة وتحاسب المخالفين وتسحب الإجازات منهم.

 *************

شكاوى من تأخرطباعة الجوازات المنجزة

بغداد – طريق الشعب

اشتكى مواطنون من تأخر طباعة جوازاتهم المنجزة، فترة طويلة في دائرة الجوازات العامة.

وأوضحوا لـ “طريق الشعب”، انهم انجزوا معاملات التقديم على الجوازات خلال فترة وجيزة جدا، لا تتجاوز 3 ساعات، إلا أن الجوازات لم تطبع وتسلم إليهم “بسبب عدم توفر نسخ خام لدى الدائرة” – وفق ما يرون.

وثمّن المواطنون أداء موظفي الدائرة، وتعاملهم الإنساني مع المراجعين، وجهودهم في سرعة إنجاز المعاملات. لكنهم يأملون أيضا أن تتكلل هذه الجهود بطباعة نسخ الجوازات في أسرع وقت ممكن، نظرا لحاجتهم الماسة إليها. إذ ان بينهم من يريد السفر لغرض العلاج أو إجراء عملية جراحية وغير ذلك من الحالات الطارئة التي لا تتحمل تأخيرا.

إلى وزير الموارد المائية

نحن شريحة الصيادين في محافظة كربلاء، يقدر عددنا بأكثر من 15 ألف عائلة من أهالي المحافظة، إضافة إلى أكثر من 10 آلاف عائلة من محافظات الفرات الأوسط، نمتهن صيد الأسماك والطيور في بحيرة الرزازة، وهذا مصدر معيشتنا الوحيد، لكن أعمالنا انقطعت بسبب انحسار الماء في البحيرة جراء الأزمة المائية التي شهدتها البلاد.

وأثرت هذه الازمة سلبا على قضاء عين تمر القريب من البحيرة، والمعروف بكونه يضم ينابيع مياه جوفية، والذي يسكنه أكثر من 50 ألف نسمة. إذ إن هذه الينابيع كانت تتغذى من البحيرة وتسقي البساتين، واليوم جفت على إثر أزمة المياه، وأثرت على النشاط الزراعي في القضاء. كما أن انحسار المياه في البحيرة تسبب في تصحر منطقة الرحالية المجاورة لها، بعد أن كانت واحة خضراء. 

نناشد وزارة الموارد المائية الاهتمام بهذه البحيرة، ورفدها بالحصة المائية الكافية. إذ إنها أهملت منذ 2003 رغم كونها منطقة سياحية مهمة. 

عن شريحة الصيادين

صباح ناجي حمزة

 ****************

مواساة

  • رفيقات ورفاق منظمة الحزب الشيوعي العراقي في هولندا وبلجيكا يعزون رفيقهم العزيز مجيد خليل وعائلته بوفاة الفقيد إحسان إبراهيم خليل، شقيق رفيقنا العزيز أبو إبراهيم في إيران بعد معاناة مع المرض.

للفقيد عاطر الذكر ولرفيقنا العزيز أبو إبراهيم والعائلة الكريمة الصبر الجميل والسلوان.

  • تعزي اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في واسط صديق الحزب الحقوقي تحسين جبار عكار، رئيس الاتحاد الفرعي للشطرنج في واسط، وتعزي أيضا أشقاءه، وذلك والدهم.

الذكر الطيب للفقيد والصبر والسلوان لذويه ومحبيه.

  • بمزيد من الحزن والأسى، تعزي اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في ديالى، الرفيق صالح رشيد حميد سكرتير المحلية، والرفيق سالم الركابي عضو أساسية بعقوبة، بوفاة عمهما التربوي علي حميد.

للفقيد الذكر الطيب ولعائلته الكريمة الصبر والسلوان.

 **********************

الغلاء وشظف العيش وسّعا تجارتها.. الملابس المستعملة كساء العراقيين اليوم!

متابعة – طريق الشعب

أدى انخفاض قيمة الدينار العراقي مقابل الدولار الأميركي، إلى تدهور أحوال الأسواق التجارية بشكلٍ عام. إذ أثرت هذه الأزمة على معظم القطاعات التجارية والاقتصادية، ومنها سوق الملابس الجديدة الذي شهد ركودا غير مسبوق في عموم البلاد. في حين ازداد توجه المواطنين، خاصة الفقراء وذوو الدخل المحدود، نحو الملابس المستعملة (البالة)، التي تبدو أسعارها مناسبة لهذه الشرائح.

وأثر ارتفاع سعر الدولار، الذي وصل في الآونة الماضية إلى أكثر من 170 ألف دينار عراقي لكل 100 دولار، على القوة الشرائية لمعظم الشرائح الاجتماعية، وبضمنها شريحة الموظفين التي اضطرت إلى إعادة ترتيب أولويات نفقاتها باتجاه المواد الغذائية الأساسية، التي ارتفعت اسعارها هي الأخرى بشكل كبير.

ويوم الثلاثاء الماضي، صادق مجلس الوزراء على تعديل سعر صرف الدولار ليكون 1300 دينار عراقي، لكن حتى الآن لا يبدو أن هناك تغيرا واضحا في أسعار المواد الغذائية والسلع – وفق ما يؤكده مواطنون.  

محال أغلقت

وسام الخفاجي، وهو صاحب محل لبيع الملابس الرجالية في المنصور، يقول أن “الأزمة المالية اضرت بنا وبتجارتنا كثيرا، واضطرت بعض المحال التجارية إلى الإغلاق مؤقتا على أمل عودة سعر صرف الدولار إلى ما كان عليه”.

ويضيف في حديث صحفي قائلا: “صرنا أمام مشكلات تجارية كبيرة، منها عدم القدرة على شراء بضائع جديدة. إذ ان عمليات الاستيراد تجرى بالدولار، ولعدم استقرار سعر هذه العملة بتنا نخشى من شراء البضاعة بالسعر المرتفع، وبالتالي نتعرض إلى خسارة كبيرة في حال هبوطه مفاجأة إلى سابق عهده”.

ويتابع الخفاجي قائلا أن “هذه الأزمة دفعت شريحة كبيرة من المواطنين إلى العزوف عن التبضع في الأسواق والمحال الراقية، ومنها أسواق الملابس. فصار التوجه يزداد نحو أسواق الملابس المستعملة كون أسعار بضاعتها تناسب أوضاع الفقراء وذوي الدخل المحدود”، مشيرا إلى أن هذه الأزمة تسببت في خسائر كبيرة للعاملين في السوق.

تجّار البالة يراعون الفقراء

من جانبه، يقول محمد علوان، وهو بائع ملابس مستعملة في منطقة الباب الشرقي، انّ “الاقبال الكبير على ملابس الأسواق المستعملة، لا سيما خلال الفترة الأخيرة في ظل أزمة الغلاء، دفع إلى ظهور تجار جدد متخصصين في البالة، يقومون بإيصال كميات كبيرة منها إلى المحافظات. فالملابس المستعملة لم تتأثر أسعارها بتقلبات سعر الدولار”.

ويرى علوان في حديث صحفي، أن “تجار الملابس المستعملة لا يستغلون الأزمات الاقتصادية، بل على العكس من ذلك، انهم يخفضون أسعار بضاعتهم مراعاة للفقراء. إذ ان معظم هؤلاء التجار ينتمون إلى هذه الشريحة ويشعرون بمعاناتها”.

وتمتاز ملابس البالة برخص أسعارها وجودتها العالية. فبعضها يرجع إلى مناشئ معروفة. ولعل أكبر هذه الأسواق في بغداد هي الموجودة في مناطق السعدون والباب الشرقي والكاظمية. كذلك في مراكز مدن إقليم كردستان، حيث توجد أسواق كبيرة للملابس المستعملة في مدينتي السليمانية وأربيل.

مواطن: لا بديل عن البالة!

يؤكد المواطن محمد علي شهاب، أنه “بالنسبة لنا كطبقات فقيرة ومحدودة الدخل، لا بديل لنا عن الملابس المستعملة. فبدل أن أشتري مثلا قميصا جديدا بسعر 15 إلى 20 ألف دينار، أتوجه لشراء 10 قمصان، ذات جودة جيدة، بهذا المبلغ”!

ويوضح في حديث لـ “طريق الشعب”، أن “المواطن الفقير مجبر على شراء هذه الملابس. فلا أحد يحب أن يرتدي ملابس ارتداها قبله شخص آخر، لكن ما باليد حيلة في ظل الغلاء الفاحش”، لافتا إلى أنه “حتى أطفالنا صرنا نشتري لهم ملابس من البالة، ونواجه صعوبة في إقناعهم بارتدائها. ففرحة الطفل المعهودة بشراء ملابس جديدة له، غابت ببركة الغلاء، عن أوساط الفقراء وذوي الدخل المحدود”!

أطنان كبيرة

وفقا للمستشار في وزارة التجارة والصناعة في كردستان فتحي محمد علي، فإن “قيمة استيراد الملابس المستعملة التي دخلت البلاد من تركيا عبر منفذ إبراهيم الخليل، عام 2022، بلغت ما يقارب 150 مليون دولار”، مبينا في حديث صحفي أن “الملابس تدخل بأطنان كبيرة عبر شاحنات، وأن هناك رقابة شديدة عليها عند دخولها إلى المنفذ. إذ يتم فحص نماذج منها لضمان مطابقتها للتعليمات من حيث النظافة والتعقيم”.

ويضيف قائلا أن “تجار الملابس المستعملة يستوردون بضاعتهم من دول مختلفة، منها تركيا والصين ودول أوربا وأمريكا الشمالية”.

 *****************

خطوة إيجابية تتطلب متابعة

بغداد - آيات سعدون

باشرت الجهات الحكومة خلال الآونة الأخيرة، بنصب لوحات دلالة في عدد من شوارع بغداد، وهذه خطوة مهمة طال انتظارها، كونها تساهم في تجميل العاصمة، وتساعد المواطنين وزائري العاصمة من الأجانب، في الوصول إلى وجهاتهم.

لكن عددا من الناشطين والمدونين على مواقع التواصل الاجتماعي، رأوا أن قسما من هذه اللوحات لم يوضع في المكان المناسب، وأن الترجمة الإنكليزية لأسماء المناطق ليست دقيقة في بعض اللوحات.

فيما طالب آخرون بكتابة أسماء المناطق باللغة الكردية إضافة إلى اللغتين العربية والإنكليزية.

 *****************************

الصفحة الحادية عشر

سلام عادل

مصطفى محمد غريب

تئن من وجع التغير في الفصول

يا رجل القرن العشرين

يا مرآة لحفاة الكدح الموروث

يا رمز هتافات الوجع الممدود إلى كل جهات المعمورة

عبر تواريخ القحط المفجوع

سجلت التاريخ باسمك

في هذا التاريخ المقبول

سُجل اسمك في النور

سُجل فيك الثوري

سُجل فيهم عار الاشرار

هذا الحاضر والمستقبل في عمق الصورة

ونشيد العمال المأثور

قامات في صرح الحزب

حزب الكدح الشامل والمنثور

الماشي رغم ظلام الديجور

يا دهشة تاريخ الموقف

يا لؤلؤةً في جيد الأجيال

انت جدار الفولاذ سقاه الكدح البرهان

وخطوط الأسماء الثكلى من نيسان

حرس قام على الغصب العار

كنت الصوت المدوي في كل الأزمان

كنت الشامخ في البلوى

تتحدى نير الطغيان

ورفعت الرايات الحمر بوجه السجّان

ثبت العزم وفيك العنوان

يا رمز الموقف للأجيال

وسطوع الفكر الانسان

ها انت الغائب والحاضر في الساحات

تجوب بيوت الفقراء

تُسجل ذكراك على الابداع

ونضالك نبراساً فوق الهامات

يا نور الكلمات

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* 6 ــ اذار ذكرى الاستشهاد البطولي للرفيق الخالد سلام عادل

 ******************

سكيتش قصصي.. الصوت والصدى

محمد خضير

سيكون لكلمة (أعمى) وقع مفرط الخصوصية، عند شخص يفكر في (السّكين العمياء) و(السّحلية العمياء) مثلهما مثل تفكيره بـ(الفكرة العمياء) و(النصّ الأعمى). كذلك فإنّه سيفصل بين حدّي تركيب العطف (الصّوت والصّدى) ويفرّقهما كلاً في فضاء روائيّ، فتتبادل الكلمتان موقعيهما اللغويّين وترتبطان بتركيبين متجاورين: (الصّوت الأعمى) و(الصّدى الأخرس). والحقيقة، إنّ هذا التبادل التركيبي جرى فعلاً في موقع تاريخيّ مقرِف، هو (مركز شرطة الخيالة في مدينة الناصرية).. وإليكم التفاصيل.

  لِنقُلْ أولاً، وقبل التوغّل في نتانة إسْطَبْل الخيول هذا، إنّ كاتباً مبتدئاً (أخفى اسمه تحت لقب السَّرطان الأحمر) سيُنقَل مع مئات الشيوعيّين، المعتقلين في انقلاب شباط ١٩٦٣، ليُمضى مدّة حجزه في الإسْطَبل، البالغة تسعة أشهر، في كتابة روايته الأولى تحت عنوان (الصّوت والصّدى). اقتنصَ الكاتبُ_ السَّرطان لحظات من الليل، في ركنٍ من مهجع الخيول القديم، لتدوين سيرته المدرسية الفجّة (الجزء الأول منها تحت عنوان: الصّوت الأعمى) وتكتّمَ عليها تحت فراشه، طيلة الاعتقال. إلا أنّ محاولة انقلابية مضادّة لانقلاب شباط، نفّذها القوميّون في تشرين الثاني من العام نفسه، أنهَت الجزءَ الأول من الرواية بحادثٍ غير متوقّع. مدّدَ المحقِّقون “التشرينيّون” فترة الاعتقال الجماعي، أربعة شهور أخرى، تمكّن “السّرطان الأحمر” خلالها من تأليف الجزء الثاني من الرواية، بعنوان (الصّدى الأخرس). ولهذا الجزء قصة تختلف عن الجزء الأول، سيركّز عليها هذا السكيتش. (يتضمّن الجزءُ الأول من المخطوطة: طفولةَ الكاتب، ومحلّته التي وُلِد فيها، وتنتهي بتخرجه بالمدرسة الثانوية. وأشهر مقطع في هذا الجزء من ذكريات الكاتب هو الاسم المستعار الذي لصِقَ به خلال الدراسة الثانوية إثر قبول ترشيحه لعضوية الحزب الشيوعي، ثم تسلّله فجراً على دراجته الهوائية لتوزيع المنشورات الحزبية في دروب محلّته المتشعّبة).

   يتكوّن مركز الخيّالة من القاعة الكبيرة_ الإسْطَبْل القديم، وملحق مسقَّف كان يُستخدم لخزن التِّبْن والأعلاف فيما مضى من زمان الشرطة الخيّالة (فضلاً عن الحمّامات والقسم الإداري الذي يشغله آمرُ المركز وكتَبَتُه). قبل نهاية العام، استُدعيَ الكاتب السرطانيّ للملحق الإداري وقابلَ هيئة تحقيق جديدة، شُكّلت بعد انقلاب تشرين الثاني. طلبوا منه الإفاضة في الحديث عن حياته وأسباب اعتقاله، فأخرج من ثيابه المتّسخة مخطوطةَ الجزء الأول (الصّوت الأعمى) وسلّمها للهيئة. أزمع على تبديل إفادة اعتقاله الأولى، وأبدى تعاوناً مع الهيئة الجديدة، إلا أنّه لم ينجح في تبديل نمط حياته، والبدء بمرحلة جديدة، فقد مدّدَ المحقّقون مدّة حجزه أربعة شهور أخرى، خاض خلالها في الغائط (المكان الذي سيتسيّد حوادثَ الجزء الثاني من الرواية، والموصوف بالكابوس النتن).

   قال لرئيس الهيئة العسكرية التي استدعته: “لا أملك شيئاً أعترف به. كنت طالباً مشاغباً، وفي هذه الأوراق ما تبغون معرفته”. اكتفت الهيئة بأوراق المخطوطة المجعَّدة، وأعيد السّرطان الى ركنه في القاووش الواسع، وفي ذهنه التخطيط الكامل لكتابة الجزء الثاني من روايته بعنوان (الصّدى الأخرس). باح لرفيقه الذي يتوسَّد الفراشَ المجاور له: “فرِحَ المغفّلون بأوراقي. كانت هذه حيلة استدرجتُهم فيها الى ثقب حياتي الماضية. أردتُ أن أتخلّص من مغامرتي الفاشلة في إخراج الثورة العذراء إلى عرض الشارع. لكنّهم طردوني شرَّ طردة من غرفة التحقيق. سأجعلهم يغطسون في النتانة معي”.

  سنعلم من هذا الحديث الطريقة التي يفكر الكاتبُ الأحمر بها لإتمام عمله في الجزء الثاني من روايته (بعبارة ثانية سنسمعه يقول لرفيقه في القاووش: سأحرّر الصدى من خَرَسه!). أمّا بتعبير هذا السكيتش، فسننقل ما كتبَه السَّرطان عن مشهد الخيول الخُرس “التي تخبّ ظلالُها بصمت، وتضرب بقوائمها سقف الإسْطَبْل الشاهق، فوق أجساد الهاجعين، في موهن الليل”.

  كان ذاك_ خَبَبُ الخيول_ مفتتح القسم الثاني من رواية (الصّوت والصّدى)، أنهاه الكاتب_ السَّرطان قبل فسحة الصباح الباكرة بدقائق؛ ثم فتح الحرّاس بوابة الإسطَبْل، ذات القضبان الحديدية الغليظة، فاندفع المحتجَزون من أفرشتهم نحو الحمّامات منتشرين كقطيع مُحتَبَس (وهنا يشرع السكيتش في تخطيط أحداثٍ مجاورة لمشهد انعكاس ظلال الخيول على سقف المهجع، ألا هو مشهد الغائط الثاني). فصّلَ الكاتبُ_ السَّرطان مشكلة العثور على باب حمّام مقشَّر الصِّباغ، يختلي المعتقَل وراءه لقضاء حاجته بارتياح وهدوء. ستتوالى الطرقات بإلحاح مكتوم على الخشب الرّطب لباب الحمّام، فيقطع المختلي إعصار معدته، ويُهرَع الى السقيفة المخصَّصة قبلاً لخزن أعلاف الخيول. وكان السَّرطان ممن يتوجّهون الى “المَتْبَنة” لا يلوي على حمّام مشترك، يتدافع القطيعُ على احتلال مساحته الضيقة والإقعاء فوق مقعده الواطئ.

   قُسِّمت سقيفةُ الغائط إلى مساحات، تفصلها كتلٌ اسمنتية، يقعي عليها السَّرطان، وسط مجموعة المتبرِّزين، المكشوفين في العراء، لا يفصلهم حاجز أو جدار. رَبَتْ مساحةُ المرحاض بما تراكمَ بين مواطئ الفواصل الإسمنتية، وأصبحت مستراحاً لا يُنفَر منه، بل يجتذِب مُحتصَرين يزيد عددهم على عدد مختلي الحمّامات المعزولة (في جعبة السكيتش تفصيلات سترِد تباعاً عن سقيفة التِّبْن_ الغَوطة، ليس آخرها تناثر أوراق الجزء الأول من رواية السَّرطان على سطحها المتبخِّر بالنتن والأفكار الكابوسيّة).

   ولتوضيح مسار الملاحظة السابقة عن الأفكار التي تراود السَّرطان خلال فترة التغوّط الصباحية، واختزان نتنها لحين ركض الخيول الصامت على السّقف، بين أحداث القسم الثاني من (الصّوت والصّدى)، نقول: إنّ انبثاق أخيلة الإسْطَبْل الإنسانيّ في رأس الكاتب تسارعت بوتيرة جنونية، لم يقوَ على احتمالها. ظنّ السَّرطان أنّه سيختلي بمخيّلته، بيضاءَ نظيفة، بعد تسليم مخطوطة القسم الأول من الرواية، حتى مشاهدتها منثورةً على رقعة الغائط الفائر، من دون أن يعلم سبباً لذلك، عدا ما باحَ به مرافقه اللصيق (وكُنيته: أبو عضّة) في ليلة اكتشاف الواقعة:

  _ “ليست روايتك إلا واحدة من مئات الأوراق التي نثرتها هيئة تحقيق تشرين الثاني في المَتْبَنة نكاية بكتّابها الأفذاذ”. ثم تابع أبو عضّة قوله: “ليست الواقعة بالإهانة قطعاً، فالأفكار العظيمة في هذا المكان تتحلّل كما يتحلّل الطّعام؛ ونحن نغُوط وراءها يوماً بعد يوم. لولا خطورتك عند الهيئة لما أقدمَتْ على تبديد جهدك الفكري بهذه الطريقة”.

  لم يقتنع السَّرطان بتحليل رديفه في ركن المهجع، فأضمر في داخله تأليف قسمٍ ثانٍ من الرواية، قال لرفيقه إنّه سيُحدِث رشّاشاً من الفضلات لو فكر شخصٌ برمي أوراقه في المَتْبَنة. نظر الى نَدبة رفيقه شبه الدائرية، وتخيّل انغراز الأسنان في وجنته، وما تركته من أثر نيّئ على الوجه الناصع (ستدخل العضّة أيضاً بين المشاهد الرئيسة للقسم الثاني من رواية السرطان. ونذكر هنا نتفةً من تخيُّل السَّرطان لمشهد التحقيق المرعب ذاك: وثبَ المحقّق على ضحيته، وأطبقَ بفكّيه على لحمة الخدّ الأيمن، مفرغِاً فيها شبقَه الساديّ في عضّة طويلة). كانت مواضع الأسنان في النَّدبة الغائرة تتلألأ على اللحم الأبيض، تحت ضوء الصباح الباكر، ما إن تنفتح البوّابة وينفلت المعتَقلون خارجها.

  لم يَبُح السَّرطان لرفيقه بمغامرته القادمة (خصوصاً المادة التي سيستخدمها في الكتابة) لكنّه لمّح عرَضاً إلى “رشّاش الغائط” وسأله: “هل للخيول التي عاشت في الإسْطَبل القديم أرواح كأرواحنا؟”. كانت الفكرة مفاجئة لأبي عضّة، فحمحم، كحصان هزيل، بما ظنّه السّرطان عبارةَ استخذاء وطاعة سكنَت روحَه المكسورة. لمحه يكتب سطوراً دقيقة على ساعد يده بقلم جافّ، فجاورَه وهمس له: “لا ريب أنّ ما تخطّه على ساعدك ذو أهميّة بالغة. إنّك تلعب بالنار أيّها الرفيق”.

  حدّقَ السَّرطان للنَّدبة النيئة، واستفهم باستنكار: “ما ظنّك أنّنا منتظرون؟ نزهة قصيرة في الغيط؟”.

  أخذَ (الصّدى الأخرس) يتسطّر في مقاطع متفرّقة على جِلد السَّرطان، مقطعاً بعد آخر. وإذا أردنا الوصف الدقيق لطريقته في تأليف الجزء الثاني، فقد نعثر على هذا السّطر، في جزء غير ظاهر من جسده: “تُدهِشُني طريقة المثّالين القدامى في حفر قصص ملوكهم وكهّانهم على مناطق مختلفة من أجسادهم الصخرية؛ وبطريقتي فإنّ الحفر بالقلم الجافّ على أديم جسدي سيحرم المحقّقين من متعة نثر روايتي في مساحة الغائط”.

  سِوى أنّ صاحبه المجاور لفراشه حسمَ الجدال، قبل طلوع الفجر، كاتماً صوته بأقصى ما يتوخّاه من حذر وريبة: “ماذا لو اكتشفوا كتابتَك، أتظنّهم يتباطؤون في تقطيع لحمك؟ أتبتكر نوعاً من الصَّلْب عبر استمراء العذاب؟ بئس ما تتخذ من أساليب قديمة عفّى عليها الزمن!”.

  لم يُدهَش السَّرطان لكلام رفيقه في الركن شبه المظلم، بل حصرَ المشكلة بإشارته المفاجئة: “إنّي أؤلف ما يتّفق مع قيمة الأفكار التي تتجرّد من وقائعها. أنت تعرف ما يمكنني كتابته عن عضّتك!”.

  صمتَ الرفيق المعضوض طويلاً، ثم أجهش في البكاء: “أتعرف؟ لن تصل في قسوتك إلى ما وصَلَه محقِّقو شباط أولئك. بل أنت جزء ضئيل من الغائط، كتابتُك نوع من الانحطاط، عكس كتابة الساديّين القدامى، أولئك الذين خلّدوا ملوكَهم بتماثيل منيعة على الدمار. أنت ساديّ منحطّ. هذا ما أعتقده بخصوص روايتك”.

  انتظرَ السَّرطان هدوء الاختضاض في صوت رفيقه، ليُبدي ملاحظته القاسية الثانية: “أنت تحبّهم أيضاً، بينما تحمل عارَهم الظاهر على وجهك؛ لن يُمحى هذا الوشم مهما تقدّم الزمن”.

  ردّ المعضوض: “سأقول لك سِرّا، كي تُسرِع في خطّ روايتك.. إنّهم يستعدّون في المركز لإجلائنا، كي يحلّ بدلنا زعماءُ انقلاب شباط المغدور بهم. ما اعتقلوه منهم يفوق عدد معتقَلينا، ولن يجدوا غير الإسْطَبْل لإظهار احتقارهم لخصومهم المطاح بهم. ستضيق الدنيا بفعلتهم”.

  فسّرَ الكاتب_ السّرطان معلومةَ الإجلاء في غير اتجاهها ومغزاها، وظنّ بصاحبه الظّنون: “حسن. في هذا الوضع المنقلِب رأساً على عقِب، سيُتاح لك أن تقابِل الجلاد الساديّ ثانيةً وجهاً لوجه خلال عملية التبادل. الأمر مرعب يا صديقي. هل ستقبّله حينذاك على وجنته قبلةَ المسيح للمفتش العام، بعد اللقاء الذي جرى بينهما في رواية “الأخوة كارامازوف؟”.

  سنستبق _في هذا السكيتش_ العمليات الجهنمية لاستبدال المعتقلين، بوشايةٍ من أحد المعتقلين، أعادتْ هيئةَ تحقيق تشرين الثاني إلى عملها في إسْطَبْل الشرطة الخيّالة، ثم سيُساق المُستَبدَلون الشيوعيّون الى ساحة المركز، أو ما تبقّى من هذه المساحة، ويُؤمَرون بالتجرّد من ملابسهم، والوقوف في صفوف مرتّبة تسمح بمرور آمر مركز الشرطة بينها.

  تجوّل الآمر بين الصّفوف، ثم أشارَ للكاتب_ السّرطان كي يفرِز نفسَه، ويتقدّم الصفوف؛ وبخطاب قصير ساخر، هتف المأمور بالمعتقَل العاري: “أتتصوّر نفسَك الوحيد الذي كتبَ روايتَه على جسده؟ أنظر حولك ترَ ما لا يقلّ عن عشرة أشخاص في الطابور توهّموا هذه الوسيلة السرّية لتهريب خواطرهم، أو كوابيسهم بحسب ما تصوّروا، بأوشمة وأشكال مختلفة. هيا انسحب وعُدْ الى مكانك، حتى يحين وقت عرضِك معهم على الهيئة التحقيقيّة”.

  نادى الآمر على أسماء معتقلين آخرين، مُدوَّنين على قائمةٍ بيده، فتقدّموا ووقفوا أمام الصفوف، وكان بينهم أبو عضّة الذي تجلّت نَدبتُه الغائرة على وجهه، دليلاً وحيداً على ثبوت التُّهمة التي زعمَها آمرُ المركز بخصوص الكاتبين على أجسادهم.

 ******************

الى شهداء انتفاضة الحي الباسلة 1956.. يا حيُّ.. مجداً

سعد الواسطي

يا حي مجدا ومن عاداك قد غلبا

زيدي الأحبة حبا صافيا عذبا

قدست اسمك يا نبعا أحن له

وغصت في بحرك المسحور منجذبا

هنا حياتي هنا شعري هنا نسبي

للحي أبقى وللنهرين منتسبا

كم من همام بإسم الشعب قد هتفوا

كم من شهيد لأجل الشعب قد ذهبا

منهم علي شهيد خالد أبدا

منهم عطانا شهيد الحي قد صلبا

ضحى الأسود وعز الشعب غايتهم

هم خالدون وحازوا المجد والعجبا

يا حي مجدا لك الأوطان باسمة

يا من شغلت الدنا والشعر والأدبا

أشدو اليك ونور الشمس قافيتي

لك الشموخ وبالأشعار قد كتبا

مجدا لذكراك للأبطال من رحلوا

مجدا لمن أنجبت ثوارها النجبا

مجدا لمن رحلوا مجدا لمن شمخوا

ما خاب شعب من النهرين قد شربا

 ******************

الساحة الحمراء

رضا الحبيب

على أعوادِها

التصقت هلهولةُ أُمٍ حامل

أنجبت الضوءَ

الّذي قارعَ الوجع

وصفعَ وجهَ الجلّاد..!

بعدَ ليلةٍ ليلاء

وقبيلَ ذلك الفجرِ الكانوني البارد

بكى الغرّافُ بشجنٍ غريب

الشوارعُ المُحاصرَة أُثكِلت

بتراتيلِ حُزنٍ عميق..!

الأعناقُ مُشرئبةٌ

في انكسار

لنظرةِ الوداعِ الأخير

ونزوةٌ غاشمة

تُحاصِرُ جذوة الثورةِ

من كُلِّ الجهات

هُتافٌ

أقوى من الموتِ

يُزلزِلُ ساحةَ الصَفا

ويُرعِبُ الطُغاة

بينما كانَ المطرُ

يغسِلُ وجهَ المدينةِ

وبكُلِّ رَباطةِ جأشٍ

تدلّت

في سماءِ البُطولةِ

قامتانِ شاهقتان

عانقَهُما الشمُوخ..!

 ****************

زه في ركابك

الى الحزب الشيوعي العراقي

حسينة بنيان

زه في ركابكَ سيدي

ودع الكتابَ يُترجمُ

ودع المسائلَ خُطّةً

تكفي السلامَ وترسمُ

نحو الصعود الى الذرى

فأنتَ صحوٌ أرقمُ

دع من تباعد سيدي

عنها خُطاك سيندم

دع من يقولُ قد أنتهى

بل أنت فينا بلسمُ

بين الطريق وبيننا

عقدٌ أمينٌ سُلّمُ

يخطو الى حيث السنا

تسري خُطاهُ تُصمّمُ

لمنارة التغيير تسري

بالرفاق تُكرّمُ

هذي جذوركَ سيدي

حزبُ الشغيلةِ مُلهمُ

للفكر للدرب الجميل

وللحياةِ يُقوِّمُ

حزبُ الشغيلةِ دربنا

لاينتهي بل يقدمُ

والرايةُ الحمراء تزهو

في السماء وتنعمُ

ولصرخةِ الثوّارِ صوتٌ

أذ تقولُ تُعلّمُ

في كُلِّ دربٍ أسمهُ

ودمُ الشهادةِ يُكرَمُ

لن تعتريكَ مخاوفٌ

أو يعتريكَ تصرّمُ

زه في خُطاك الى العلا

ودع الدما تتكلّمُ

 ***********************

الصفحة الثانية عشر

في حوارية نظمتها «طريق الشعب».. انقلاب ٨ شباط ١٩٦٣ 

العبر والدروس

بغداد – طريق الشعب

أقامت هيئة تحرير “طريق الشعب” الاربعاء الماضي، طاولتها الحوارية الشهرية التي كانت هذه المرة  تحت عنوان “ انقلاب ٨ شباط ١٩٦٣.. العبر والدروس”. وقد تحدث فيها كل من الناقد فاضل ثامر والدكتور عامر حسن فياض، والرفاق منعم الاعسم ورضا الظاهر ود. ابراهيم اسماعيل، وعضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي الرفيق فاروق فياض وعضو اللجنة المركزية الرفيق محمود سعدون، وادارها عن هيئة التحرير الرفيق صبحي الجميلي وافتتحها رئيس التحرير الرفيق مفيد الجزائري.

واجاب المشاركون خلال الحوارية عن اسئلة محاورها الاربعة وهي: لماذا تمكن الانقلابيون من اغتيال ثورة  ١٤ تموز؟ وهل جرى الاعتراف بوقوع الانقلاب والجرائم وتحمل مسؤوليتها؟ وكيف جسد الابداع العراقي تلك الجرائم ؟ وما هي دروس وعبر ما حصل؟  

وستنشر جريدتنا في عدد لاحق وقائع الندوة كاملةَ.

 *****************

شيوعيو المثنى يحتفلون بيوم الشهيد الشيوعي

السماوة – عبد الحسين ناصر السماوي

أقامت اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في المثنى، عصر الخميس الماضي، حفلا في مناسبة يوم الشهيد الشيوعي 14 شباط، حضره جمع من الشيوعيين وأصدقائهم وعائلات شهداء الحزب في المحافظة.

وبعد وقوف الحاضرين دقيقة صمت في ذكرى شهداء الحزب والحركة الوطنية واستماعهم إلى النشيد الوطني، ألقى سكرتير المحلية الرفيق جاسم شراد كلمة قال فيها: «في كل عام نقف رافعين هامات العز والكرامة نستذكر شهداء حزبنا الابطال الذين واجهوا الموت بعيون مفتوحة، سواء في زنازين الحكومات المستبدة المتعاقبة أم في سوح الوغى في ذرى كردستان».

واضاف قائلا: «نستذكر شهداء حزبنا نجوماً ساطعة في سماء الوطن تنير لنا درب الحرية والنضال من أجل سعادة الشعب وبناء الدولة المدنية».

بعدها ألقى الرفيق محمد وروار كلمة باسم عائلات الشهداء، جاء فيها: «تحل علينا ذكرى استشهاد قادة حزبنا فهد وحازم وصارم، الذين أعدموا في ١٤ شباط عام ١٩٤٩ على يد حكومة الذل والخيانة، التي أرادت في هذا الفعل كسر شوكة الابطال الشيوعيين، إلا انها كانت متوهمة، فأصبح هذا اليوم يوماً عظيماً للشيوعيين، يحتفلون به ويستمدون منه النضال والبطولات».

وكانت للرفيق يحيى محمد طربال كلمة باسم مناضلي الحزب القدامى، أشار فيها إلى الفخر والاعتزاز بـ «هذا اليوم التاريخي العظيم، يوم وقوف قادة حزبنا موقف الرجولة والأبطال أمام جلاديهم دون الاعتراف على مناضلي حزبهم. فبقيت مآثرهم الوطنية خالدة حيث وقف الطغاة عاجزين عن محو هذا الإرث التاريخي رغم مواصلتهم مطاردة الشيوعيين».

كذلك ألقت الرفيقة نازك الموسوي كلمة باسم رابطة المرأة العراقية، استذكرت فيها «صور البطولة والشهادة التي جسدها الشيوعيون، من أجل الدفاع عن كرامة حزبهم وشعبهم»، مبينة أن «الشهداء هم المثل الأعلى في استمرار النضال من أجل تحقيق الهدف الأسمى في بناء الحياة والوطن».

وشهد الحفل قراءات شعرية ساهم فيها الشعراء إسماعيل محمد إسماعيل وسعد سباهي وكريم الحداد، فضلا عن أغنيات شيوعية أداها الفنان حسين طعمة.

هذا وأشعلت الشموع أمام صور لشهداء الحزب الخالدين، عرضت في قاعة الحفل.  

وفي الختام ردد الجميع: «سنمضي.. سنمضي إلى ما نريد.. وطن حر وشعب سعيد».

 ***********************

في النجف.. ذكريات عن الانقلاب الدموي

النجف - أحمد عباس

في مناسبة الذكرى الـ 60 لانقلاب 8 شباط الدموي، عقدت اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في النجف، جلسة استذكارية حول الانقلاب وتداعياته الكارثية، حضرها جمع من الرفاق.

سكرتير المحلية الرفيق كريم بلال، وبعد أن دعا الحاضرين إلى الوقوف دقيقة صمت في ذكرى الشهداء من ضحايا الانقلاب وجميع شهداء الحزب والحركة الوطنية، فسح المجال للرفاق ممن عاصروا فترة الانقلاب لسرد ذكرياتهم عن تلك الأيام.

وكان أول المتحدثين الرفيق سوادي الفضلي، الذي استذكر هبة الجماهير وهي تندد بالانقلاب عندما تجمعت أمام مبنى وزارة الدفاع، حيث يتواجد الزعيم عبد الكريم قاسم، مبينا أن الجماهير طالب الوزارة بتزويدها بالسلاح كي تدافع عن ثورة تموز ومنجزاتها.

ثم قرأ نص رسالة سكرتير الحزب الشيوعي العراقي في تلك الفترة، الشهيد الخالد سلام عادل، والتي وجهت للشيوعيين ولكل أبناء الشعب العراقي وفضحت الانقلابيين وأهدافهم، ودعت إلى رص الصفوف وإحباط المؤامرة.

أما المتحدث الآخر فكان الرفيق صالح العميدي، الذي أشار إلى أن المؤامرات والمواقف المعادية لثورة تموز لم تتوقف منذ الأيام الأولى للثورة، حتى انتهت بمؤامرة الانقلاب عام 1963، مستذكرا وضع النجف يوم الانقلاب والتظاهرة التي نظمها الحزب للتنديد بالمؤامرة، والتي انطلقت من “شارع الرسول” وسط المدينة، يقودها الشهيد البطل محمد موسى التتنجي.

وتابع قائلا أن التظاهرة جابت عددا من شوارع المدينة القديمة، لكنها فُرقت بالقوة في منطقة الميدان.

وتطرق الرفيق العميدي إلى حملة الاعتقالات المسعورة التي شنها الانقلابيون ضد الشيوعيين والوطنيين الآخرين.

بعد ذلك، عاد الرفيق كريم بلال ليشدد على “أهمية الاستفادة من الدروس والعبر المأخوذة من الانقلاب، بما يخدم موقفنا في المرحلة الحالية، ونحن نعمل على إحداث التغيير الشامل في البلاد وتحقيق العدالة الاجتماعية وتوطيد الديمقراطية”.

هذا وساهم عدد من الحاضرين في تقديم مداخلات حول الانقلاب وتداعياته. لتختتم الجلسة بأهازيج حماسية صدح بها الرفيق أبو صامد.

 ********************

معاً لبناء بيت الحزب.. بيت الشعب

دعماً للحملة الوطنية لبناء مقر الحزب الشيوعي العراقي، تبرع:

  • الرفيق الدكتور وليد شلتاغ

 ٢٥ مليون دينار

الشكر والتقدير للرفاق والأصدقاء على دعمهم واسنادهم حملة الحزب لبناء مقره المركزي في بغداد.

معاً حتى يكتمل بناء بيت الشيوعيين.. بيت العراقيين.

 ****************

في معرض القاهرة للكتاب

إشهار رواية للأسير الفلسطيني باسم خندقجي

متابعة – طريق الشعب

في سياق فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب، الذي اختتم في السادس من شباط الجاري، أقيم حفل إشهار وتوقيع رواية “قناع بلون السماء”، للروائي الفلسطيني الأسير باسم خندقجي.

وكان المعرض قد أفرد منذ افتتاحه يوم 25 كانون الثاني الفائت، زاوية خاصة لعرض هذه الرواية، الصادرة عن “دار الآداب” في بيروت.

وحضر الحفل الذي نظمته سفارة دولة فلسطين في القاهرة، حشد من الأدباء والكتاب والمناصرين لفلسطين، وقدمه المستشار الثقافي للسفارة ناجي الناجي، بمشاركة الكاتب والناقد المصري شعبان يوسف، والروائية سلوى بكر.

وتبادل الحضور وجهات النظر حول أدب السجون، ودور الأسرى الفلسطينيين البارز في تاريخ تجربتهم النضالية أدبيا، وتوثيقهم واحدة من أهم مراحل النضال الفلسطيني.

وخلال الحفل نقل الناجي تحيات خندقجي إلى مصر ومعرض الكتاب، مؤكدا أن “التحدي الذي يخوضه هذا الروائي الأسير، تحدٍ مزدوج. حيث يجابه ظروف الاعتقال العصيبة من جهة، ويتحدى في الحين ذاته النص المقولب ضمن إطار نمطي”.

واضاف قائلا  أن “التجربة الروائية لخندقجي تستحق الالتفات والتقدير نظرا لبراعة تقنياتها الأسلوبية والسردية، وليس لخصوصية تجربة الكتابة خلف القضبان فحسب”.

من جهته، رأى الناقد شعبان يوسف أن ما يميز خندقجي في روايته هذه هو أنه “يروي رواية داخل الرواية، وأنه لم يكتف بمعاناة الأسرى في محيط السجن، بل انطلق الى فضاءات العالم الخارجي بعقل إبداعي”.

جدير بالذكر أن خندقجي عضوٌ في اللجنة المركزية لحزب الشعب الفلسطيني، وهو يقضي حكماً بالسجن مدته ثلاثة مؤبدات في سجون الاحتلال الاسرائيلي، قضى منها حتى الآن 19 عاماَ.

وكان قد صدر له ديوانا شعر، ودراسة عن المرأة الفلسطينية، وكتاب بعنوان “أنا الإنسان.. نداء من الغربة الحديدية”، فضلا عن عدة روايات .

 ****************

ناظم الغزالي غنى الخميس في بغداد

متابعة – طريق الشعب

تحت عنوان “لنا الحياة”، شهد المسرح الوطني مساء الخميس الماضي، الحفل السنوي الثالث لـ “أوركسترا السلام” للعود بقيادة العازف مصطفى زاير.

هذا الحفل الذي شهد حضورا لافتا من محبي الموسيقى، استخدمت فيه، لأول مرة في العراق، تقنية “الهولوغرام”، التي تتيح انشاء فيديوهات ثلاثية الأبعاد تستحضر شخصيات معينة غير موجودة في الواقع الحالي. وقد استحضر الحفل عبر هذه التقنية الفنان الراحل ناظم الغزالي.

ووقف الغزالي على المسرح، وأدى باقة من أغنياته بصوته، وعلى أنغام “أوركسترا السلام” التي تضم 50 عازفة وعازفا شبابا.