اخر الاخبار

الصفحة الأولى

حلّ البرلمان وإجراء انتخابات جديدة.. الشارع يغلي.. غياب دور البرلمان والحكومة يفاقم معاناة الناس

بغداد ـ طريق الشعب

بعد أكثر من عام على عمل مجلس النواب في دورته الخامسة، و100 يوم على تشكيل الحكومة الحالية، لا يزال أداء الجانبين متلكئا وبعيدا عن مصالح الناس وتطلعاتهم؛ فالأزمات المتلاحقة التي تعصف بالبلد، أنهكت المواطنين، بينما تواصل القوى المتنفذة فرض إرادتها ومحاصصاتها على البرلمان والحكومة.

وفي الاثناء يؤكد نواب ومراقبون أن المخرج الوحيد يمر عبر حلّ البرلمان لنفسه، واجراء انتخابات تشريعية جديدة، وفق قانون انتخابي عادل.

ضعف واضح في الأداء

تقول النائبة عن حراك الجيل الجديد سروة عبد الواحد، ان “العمل البرلماني ما زال متلكئا، ولم يقم حتى الان بدوره الرقابي الحقيقي. نتطلع الى ان يكون هناك دور رقابي فعال، خصوصاً بعد تشكيل اللجان البرلمانية”، مشيرة الى ان السبب في ذلك هو “فرض بعض القوى إرادتها على مجلس النواب؛ حيث رأينا ضعفا واضحا في الجانب التشريعي والرقابي للبرلمان، خلال السنة الماضية”.

وتضيف عبد الواحد في تصريح لـ “طريق الشعب”، ان “هذه الحكومة هي نتاج القوى التقليدية التي حكمت العراق منذ العام 2003 الى اليوم. وهذه القوى لديها اجندة خاصة ولا تسمح لأي حكومة بان تعمل باستقلالية”.

وتشير عبد الواحد الى ان هناك “ضغوطا سياسية تمارس على حكومة السوادني، الامر الذي جعل خطواتها ليست بالمستوى المطلوب”.

وتأمل عبد الواحد ان “تكون هناك رقابة حقيقية على عمل الحكومة من قبل مجلس النواب، وان نذهب باتجاه تشريع قوانين مهمة”، فيما تنصح بـ”حل البرلمان والذهاب الى انتخابات مبكرة، اذا ما بقي غير قادر على تفعيل دوره الرقابي والتشريعي”، معتبرة ذلك “افضل من بقائه مشلولاً”، بحسب تعبيرها.

انعكاسات سلبية

وفي ظل أنظمة الحكم الديمقراطية، يُعد أعضاء مجلس النواب ممثلي الشعب الشرعيين، لكن في العراق لا يتجاوز التمثيل الاطار الحزبي والطائفي.

ويلاحظ الناشط المدني عمار القنصل، أنه منذ استئناف مجلس النواب لأعماله قبل اكثر من عام، لم نشهد أي تشريع عدا قانوني “التطبيع” و”الامن الغذائي”.

وفي حديث مع “طريق الشعب”، يصف القنصل مجلسَ النواب بأنه “عاجز وغير قادر على تمرير قوانين تخدم مصالح الناس، بسبب الصراعات وعدم الانسجام بين القوى الممثلة في السلطة التشريعية”.

وتعليقا على الدور الرقابي لعمل البرلمان، يشير القنصل الى أن “الحكومة تشكل انعكاسا سلبيا للبرلمان العاجز”.

ويشرح المتحدث عجز البرلمان بأنه “غير قادر على إقرار القوانين المهمة مثل قانون النفط والغاز، وقانون الموازنة التي هي العصب الأساسي للبلد، بينما نحن الآن في الشهر الثاني من السنة الجديدة، والكثير من القوانين الأخرى التي تتعلق بمصالح الناس، نجدها خارج حسابات الكتل السياسية”.

ويرجع الناشط المدني تراكم تلك المشكلات الى أن “القوى المسيطرة على عمل البرلمان لم تدخل مبنى السلطة التشريعية بفضل نتائج الانتخابات، بل فرضت نفسها بأساليب ملتوية”.

ويدعو القنصل الحكومة إلى “تنفيذ وعودها والتزاماتها بالتهيئة للانتخابات المبكرة، ليكون هناك برلمان حقيقي يمثل تطلعات الناس، ويسعى لإصلاح ما خرّبته القوى الفاسدة”.

ويتوقع المتحدث أن تكون هذه الدورة الأخيرة لوجود قوى المحاصصة في السلطة، والتي تثبت فشلها في ظل استمرار الأوضاع المزرية، مشيرا الى ان على تلك القوى الفاشلة أن تستعد لمواجهة غضب الشعب الناقم والمكتوي بنار الأزمات”.

لا يلبي تطلعات الناس

فيما يصف الناشط السياسي ياسين موسى، أداء البرلمان الحالي وخطواته بأنه “بعيد كل البعد عن مصالح المواطنين ومعاناتهم”، معتبرا أن “ما يصدر من قرارات حكومية أو برلمانية تحمل الكثير من العشوائية والترقيع وعدم التخطيط، لأن الغاية منها هي امتصاص غضب الشارع”.

ويذكّر في حديثه لـ”طريق الشعب”، بوعود قوى السلطة المسيطرة على البرلمان والحكومة، التي تعهدت بتخفيض سعر صرف الدولار وإنهاء تواجد القوات الأجنبية وغيرها، لكن بمجرد دخولها غرفة صناعة القرار، تم التخلي عن تلك الوعود، وصار الشعب يواجه الأمرّين”.

ويردف موسى كلامه بأن المواطن لا ينتظر شيئا من تلك القوى المتشبثة بنهج المحاصصة، مشيرا الى انها “خاضعة لإرادات خارجية، ليس من مصلحتها استقرار العراق بين دول الشرق الاوسط”.

ويكرر موسى ما ذهب اليه القنصل بأن “حل البرلمان واجراء انتخابات مبكرة، يشكل واحدا من الحلول للخلاص من تلك القوى”، لكنه يرهن ذلك بـ”اقرار قانون انتخابات جديد وعادل، لا ان تفصّل القوى المتنفذة قانونا على مقاساتها لترسيخ وجودها في البرلمان”..

---------

دعا الى تقديم المساعدة العاجلة لإنقاذ وايواء المتضررين.. الشيوعي العراقي يتضامن مع ضحايا الزلزال في سوريا وتركيا

بغداد – طريق الشعب

عبر عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي الرفيق حسين النجار، عن “تضامن الحزب، مع المواطنين في إقليم كردستان العراق ومع الشعبين السوري والتركي وعموم ضحايا الزلزال الذي حدث ليلة امس ونهار اليوم، واعرب عن تعازيه لعوائلهم الضحايا وتضامنه مع المحاصرين تحت الأنقاض”.

ودعا الرفيق النجار، الحكومة العراقية الى “تقديم واجب المساعدة وارسال فرق انقاذ الى المناطق المنكوبة للمساهمة في جهود انتشال المحاصرين تحت الأنقاض وتقديم كافة الاعانات الممكنة لهذا الغرض”.

وقال النجار لـ”طريق الشعب”، ان “حزبنا يدعم الجهود الإنسانية لفرق الإنقاذ والمتطوعين، وتقديم المساعدات العاجلة. وكلنا امل ان يتم انقاذ اكبر عدد من مواطني المناطق المتضررة في أسرع وقت ممكن.

واكد الرفيق النجار أهمية قيام الجهات المعنية بالرصد الزلزالي في بلدنا، باستشعار هذه الحوادث، واشعار المواطنين مبكراً بخطورتها، مع رفع الجهوزية التامة في مواجهة الكوارث.

---------

قوى التغيير الديمقراطية: جرائم الخطف والتهديد «سياسية بحتة»

بغداد ـ طريق الشعب

اصدرت قوى التغيير الديمقراطية يوم امس الاثنين بياناً حول اختطاف الناشط البيئي والمدافع عن حقوق الانسان جاسم الأسدي، من قبل مجموعة مسلحة، بعد تعرضه لتهديدات بسبب نشاطه البيئي، وفقاً لشهادة ذويه.

وجاء في البيان انه “قبل ذلك بأسبوعين، تعرضت عائلة الشهيد في احتجاجات تشرين حمزة كامل، الى تهديدات ومحاولة اغتيال في قضاء سوق الشيوخ في محافظة ذي قار”.

وازاء الصمت الحكومي بشأن الجريمتين وغيرهما، شدد البيان على أنها “جرائم ذات طابع سياسي بحت”.

وذكر البيان الذي حصلت “طريق الشعب” على نسخة منه، إن “التماهل مع تلك الأحداث الشنيعة، يعطي الضوء الأخضر للجماعات المسلحة في ارتكاب المزيد من الجرائم، وهذا ما لا يجب السماح به”.

وقال إن قوى التغيير الديمقراطية تطالب القضاء والأجهزة الأمنية بإجراء تحقيقات مهنية في القضيتين المشار لهما، وتوفير الحماية لمن يتعرض للترهيب، وكشف مصير الناشطين الذين جرى تغييبهم قسراً الآن وسابقاً، وحماية الضحايا والشهود من الترهيب.

ودعا البيان الى الوقوف بوجه محاولات قمع الأصوات المطالبة بالحقوق والحريات، والمعارضة لنهج المحاصصة والفساد.

---------

راصد الطريق.. لا أحد معفياً من مكافحة الفساد

قالت العرب ان “الفساد اشد التحاما بالطبائع”، ويبدو ان القول جاء عن تجربة نرى اليوم برهانها في عراقنا المنكوب.

ففساد المنظومة الحاكمة ممتد الى جميع مفاصل الدولة، وحتى المجتمع لم يسلم منه، وكأن الفساد اصبح حقيقة مطلقة، ولا يمكن العيش الا من خلاله.

ومعلوم ان محاربة الفساد تتطلب إنفاذ القانون وتطبيقه بصرامة، لكن هذا لا يعني اعفاء الفرد من مسؤوليته في رفض هذا الشذوذ وليس التعايش معه. خصوصا وان الفساد ينتعش اذا ما انسحب الشرفاء والوطنيون من مواجهته، وتركوا الساحة للمتلونين والباحثين عن الفتات على موائد عتاة الفساد.

وعلى مدار التاريخ لم يتسلط الطغاة بفضل قوتهم وحسب، انما لوجود من يخدمهم بلا وعي ودراية، وما اكثرهؤلاء اليوم!

وندرك ان المنظومة الحاكمة تغذي الفساد وتقوي عناصره في مؤسسات الدولة وخارجها، وان المسؤولية الاخلاقية تتطلب مجابهة هؤلاء ورفض التعامل معهم ونبذهم اجتماعيا.

ونذكّر الموغلين في الفساد واتباعهم ان مصيرهم لن يكون افضل ممن سبقوهم، وان لعنة التاريخ ستلاحقهم الى الابد.

وتبقى محاربة الفساد همّا وطنيا يتوجب ان يتقاسمه الجميع، لكن الحصة الاكبر تبقى للسلطات المعنية.

*****************************

الصفحة الثانية

حديث عن تخفيض سعر صرف الدولار امام الدينار

بغداد ـ طريق الشعب

قال مستشار رئيس مجلس الوزراء ضياء الناصري، امس الاثنين، إنه سيتم تخفيض سعر صرف الدولار وفقًا لمقترح البنك المركزي.

وذكر الناصري في تغريدة له على تويتر أنه “سوف يتم تخفيض سعر صرف الدولار بحسب مقترح مقدم من البنك المركزي العراقي إلى رئيس الوزراء محمد شياع السوداني”.

ونقلت الوكالة الرسمية عن مصدر وصفته بـ”المسؤول” قوله إن “البنك المركزي العراقي أكمل دراسته بشأن خفض سعر صرف الدولار وقدمها إلى رئيس الوزراء”.

ولم تذكر الوكالة أسباب عدم ذكر أسم المسؤول في البنك المركزي.

--------

اختطاف الخبير البيئي جاسم الأسدي.. جماعات مسلحة تلاحق سدنة «جنة عدن»

بغداد ـ طريق الشعب

أعلنت عائلة الناشط البيئي البارز، جاسم الأسدي، المعروف بدفاعه عن الأهوار في جنوب العراق، عن قيام مسلحين مجهولي الهوية، الأربعاء الماضي، باختطاف الأسدي على الطريق الدولي بالقرب من العاصمة بغداد قادما من محافظة بابل، وان قطعت أخباره منذ أربعة أيام.

ويدير الأسدي (65 عاما) جمعية للدفاع عن البيئة “طبيعة العراق”، ويتحدث باستمرار عبر وسائل الإعلام المحلية والأجنبية عن ضرورة رفع مستوى الوعي حول أهمية الأهوار العراقية، المدرجة على لائحة منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونسكو).

ملابسات الاختطاف

يقول ناظم الأسدي في تصريح صحافي تابعته “طريق الشعب”، إن شقيقه الناشط “كان يقود سيارته على الطريق السريع قادما من مدينة الحلة باتجاه بغداد” عندما “أوقفته سيارتان وقام مسلحون بملابس مدنية بتقييد يديه ووضعه في إحدى المركبات ونقله لمكان مجهول”.

ويضيف أن الحادث وقع “على بعد حوالي خمسة كيلومترات عن العاصمة”.

ويشير شقيق الأسدي الى أن “ابن عمي كان معه وقد تركوه في اللحظة نفسها على الطريق”، مؤكداً ان الخاطفين لم يتصلوا بالعائلة، لكن الشرطة تواصل البحث عن الناشط البيئي.

وردا على سؤال حول دوافع الخطف، قال ناظم الأسدي: “نحن بحاجة إلى وقت لفهم الأسباب”.

وأثار اختطاف الأسدي استنكارا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي، وحالة من الحيرة بشأن دوافع المختطفين.

أحد الحالمين بالتغيير

بدورها، أصدرت حملة احموا المدافعين عن حقوق الإنسان في العراق، بيانا أعربت فيه عن قلقها من اختطاف الأسدي.

وقالت الحملة في بيانها: “نحن قلقون على مصير زميلنا الخبير جاسم فاضل دويج الأسدي، الذي تم اختطافه من قبل جهة مسلحة اقتادته الى جهة مجهولة، بحسب ما وردنا من معلومات من ذويه”.

وأضاف البيان، ان “الأسدي خبير في قضايا البيئة والمياه وحماية الأهوار، وهو مهندس استشاري معروف بتفانيه واهتمامه البيئي ودفاعه عن الأهوار في جنوب العراق، وقد تم اختطافه في مدخل بغداد الجنوبي ظهر يوم الأربعاء ١ شباط ٢٠٢٣ وهو في طريقه الى العاصمة”، مشيرا الى ان “الأسدي هو ممن يحلمون بتغيير كامل للوضع البيئي والمائي في العراق. حيث عمل لسنوات كناشط وباحث وخبير بيئي مدافع عن الأنهار والأهوار العراقية وحق العراق في الحصول على حصته الكافية من المياه”.

تهديد كبير

وطالب البيان “الحكومة العراقية وكل الجهات الامنية بالنظر بجديه الى هذه القضية والإسراع بالعثور على الاسدي والافراج عنه، داعيا المنظمات الحقوقية والمدافعة عن حقوق الانسان المحلية والدولية للتضامن من اجل إطلاق سراح الخبير جاسم الاسدي.

واشار البيان الى ان النشاط البيئي هو الاخر اصبح عرضة الترهيب والتهديد من قبل الجماعات المتنفذة والمسلحة، موضحا ان القلق يراود كل النشطاء في مجال البيئية والمياه، في الفترة الأخيرة عادة عمليات الخطف والترهيب بحق النشطاء.

-----

إغلاق مؤسسات حكومية احتجاجا على ارتفاع سعر الدولار.. مطالباً بالماء والكهرباء.. اعتصام دربنديخان يدخل يومه السادس

بغداد ـ طريق الشعب

تتواصل الاحتجاجات المطلبية في مناطق متفرقة من البلاد، للمطالبة بتوفير فرص العمل، وحسم اجراءات تثبيت اصحاب العقود، ورفضا لاستبعاد الخريجين الاوائل عن التعيينات المركزية، فيما اغلق محتجون غاضبون دائرة الكهرباء في ذي قار، احتجاجا على استمرار ارتفاع سعر الدولار.

عقود وخريجون

وتظاهر العشرات من اصحاب العقود في تشكيلات وزارة النقل، أمام مبنى الوزارة وسط العاصمة بغداد، مطالبين باعادة رواتبهم التي تم قطعها وتجديد عقودهم.

وقال مراسل “طريق الشعب” إن “المحتجين طالبوا بإعادة رواتبهم التي جرى قطعها وتثبيتهم على الملاك الدائم أسوة بأقرانهم في بقية الوزارات”، مبينا ان “المتظاهرين رفعوا لافتات طالبوا فيها الحكومة بإنصافهم من خلال تجديد عقودهم بأسرع وقت ممكن”.

وطالب العشرات من الخريجين الأوائل المستبعدين من التعيين المركزي، الحكومة المركزية بإعادة النظر في قرار استبعادهم.

وقال الخريجون خلال تظاهرة أقيمت أمام الأمانة العامة لمجلس الوزراء، وشارك فيها خريجون من واسط: إن القانون رقم 67 نص على دمج الدراستين الصباحية والمسائية، وأخذ الثلاثة الأعلى معدلا، فيما استبعد الثلاثة الآخرين، وهذا مخالف لتعليمات القانون، بحسب قولهم.

وقال المحتجون، إن الدراستين منفصلتان بكتاب رسمي صادر عن وزارة التعليم العالي.

تصعيد في ذي قار

وفي محافظة ذي قار، أغلق العشرات من المحتجين من موظفي دائرة توزيع كهرباء المحافظة، مبنى الدائرة في تصعيد احتجاجي على استمرار ارتفاع سعر صرف الدولار.

وذكر المحتجون، ان إغلاق الدائرة يأتي استجابة للدعوات الشعبية التي أطلقها متظاهرو ساحة الحبوبي، والتي تطالب بإعلان الإضراب عن العمل، من أجل الضغط على جهات الحكومية في الاستجابة لمطالبهم، مشيرين إلى استمرار هذا التصعيد لحين الاستجابة لمطالبهم.

وواصل خريجو الكليات والمعاهد اغلاق فرع شركة توزيع المنتجات النفطية في المحافظة، مطالبين بتوفير فرص العمل.

وأفاد مراسل “طريق الشعب” بأن العشرات من خريجي الكليات والمعاهد اقدموا على اغلاق فرع شركة توزيع المنتجات النفطية في المحافظة، للاسبوع الثاني على التوالي، مطالبين بتوفير فرص العمل، مبينا ان المتظاهرين يطالبون الحكومتين المركزية والمحلية في محافظة ذي قار، بالنظر في معاناتهم، وتضمين مطالبهم في موازنة 2023.

مطالبات في البصرة والمثنى

وتظاهر العشرات من موظفي الشركة العامة لنقل الطاقة الكهربائية في البصرة، أمام مقر الشركة، مطالبين بإطلاق تخصيص 750 قطعة أرض في المقاطعة 35.

وطالب المتظاهرون محافظ البصرة بتثمين جهودهم المبذولة خلال فترة بطولة خليجي 25، والإيفاء بالوعود السابقة لهم من قبله بتنفيذ مطالبهم بخصوص توزيع قطع الأراضي، مهددين بإغلاق أبواب الشركة وتصعيد احتجاجهم في حال تجاهل مطالبهم.

في السياق، نظم العشرات من أصحاب العقود في دائرة صحة المثنى تظاهرة أمام مبنى الدائرة، احتجاجا على الأخطاء الإدارية التي ستؤدي إلى ضياع حقهم بالتثبيت.

وقال المتظاهرون، إن دائرتهم قامت برفع قوائم فيها أخطاء بتواريخ التعاقد معهم، خلافا لخدمتهم الفعلية التي يحق لهم من خلالها التثبيت على الملاك الدائم، مشيرين إلى أن تلك الأخطاء الإدارية ستؤدي إلى ضياع حقهم بالتثبيت.

مزارعو النجف

وفي محافظة النجف، تظاهر العشرات من المزارعين امام شعبة زراعة العباسية، مطالبين الحكومة بصرف مبالغ التعويضات للسنوات الماضية وتزويدهم بالاسمدة للموسم الزراعي الحالي.

وأكد مراسل “طريق الشعب”، ان الفلاحين امهلوا الحكومة 10 ايام لتنفيذ مطالبهم، فيما هددوا بتنظيم احتجاج واسع في حال تجاهل مطالبهم.

اعتصام دربندخان

ودخل اعتصام أهالي مدينة دربنديخان جنوبي السليمانية ضمن إقليم كوردستان، يومها السادس على التوالي، من دون أي استجابة تذكر لمطالبهم المتمثلة بتوفير الماء والكهرباء.

مدينة دربنديخان التي تحتوي على أحد أضخم السدود في العراق،  يعاني أهلها على غير العادة، من قلة الماء والكهرباء والخدمات الأساسية، الأمر الذي دفعهم إلى إعلان الاعتصام العام لحين الاستجابة لمطالبهم.

وبدأ أهالي دربنديخان، اعتصامهم المفتوح منذ 24 كانون الثاني الماضي، وذلك للمطالبة بالخدمات الأساسية، إذ أمهلوا الحكومة أسبوعاً لإتمام مشروع معالجة المياه، وتعبيد الطرق في دربندخان، وتوفير مياه الشرب وزيادة ساعات الكهرباء.

وذكر احد المتظاهرين أن “عدم الاستجابة للمطالب آنفة الذكر، وانتهاء المهلة اضطرنا إلى نصب الخيام وإعلان الاعتصام المفتوح للمطالبة بالحقوق”.

وأضاف أن “مشروع الماء الخاص بتصفية مياه الشرب وصل لمرحلة متقدمة من الإنجاز، لكن لم يتم إكماله، ما أنعكس سلباً على حياة مواطني القضاء، والذي تسبب عدم إنجازه بأمراض تعرض لها المواطنون.

----------

منتصف الأسبوع.. جردة حساب أولية

حسين النجار

دخلت الحكومة العراقية الآن مرحلة الحسم، بعد مضي مائة يوم على تشكيلها وإلتزامها بتوقيتات زمنية من خلال المنهاج الوزاري، الذي جاء باتفاق الكتل السياسية المشاركة لها.

وفي السياق الذي تشكلت الحكومات السابقة بموجبه (ولم تلتزم به في الغالب) ألزمت الحكومات نفسها بـاجراء “تقييم” لعملها بعد مرور المائة يوم الاولى على تشكيلها.

وتضمنت المقدمة الواردة في المنهاج الحكومي إشارات واضحة الى التزام سياسي – أخلاقي تجاه القضايا المدرجة فيه، ولعل اهمها تلبية مطالب الشعب بشكل عام والشباب المحتجين خصوصاً.

وبجردة أولية لنتائج عمل الحكومة خلال هذه الفترة، نلاحظ انها جاءت معاكسة لما ورد في سلم الأولويات. فالحكومة لم تفِ بوعدها للشعب باعتماد الوضوح والشفافية، على الأقل في موضوع سرقة القرن وإعلان نتائج التحقيق بشأن داعمي المتورط نور زهير والمستشار هيثم الجبوري في القضية.

كما ان الأوضاع المأساوية للشعب العراقي بقيت على حالها، بل وزاد الامر سوءاً حين لم تتمكن الحكومة وكتلها السياسية من السيطرة على المضاربات في سعر صرف الدولار، وإذ غابت الجدية في اتخاذ القرارات الكفيلة بالتخفيف عن كاهل المواطن، الذي بات يعاني الأمرّين بغياب القرارات النافعة وتسلط مافيات الفساد.

وبين هذا وذاك غاب الوعد بتعديل قانون الانتخابات النيابية خلال فترة ثلاثة اشهر، بل وجرى التراجع عن حديث اجراء انتخابات مبكرة خلال عام. كذلك لم يلحظ المواطن أيّ اجراء ملموس، بخصوص إلزام الحكومة نفسها ببناء ادوات فعالة لمحاربة الفساد، خلال مدة اقصاها 90 يوما من تأريخ تشكيل الحكومة، التي عجزت عن توجيه ولو ضربة خاطفة إليه.

وسجلت الحكومة فشلاً في نقاط اخرى من منهاجها: التأخّر في انجاز مسودة قانون الموازنة الاتحادية، توحيد السياسية الكمركية، البدء بإعادة النازحين بمن فيهم نازحو جرف الصخر، الغاء العمل بالتصريح الأمني، اعلان إجراءات الكشف عن المفقودين والمغيبين، اطلاق حملة وطنية شاملة لمكافحة المخدرات .. علماً ان هذه النقاط وردت في المنهاج كأولويات للحكومة!

وفي مجرى التطورات السياسية شهدنا في الآونة الأخيرة بروز مظاهر تشتت في مواقف القوى المشكلة للحكومة، رافقتها تصريحات هنا وهناك للتملص من عبء المسؤولية السياسية في دعمها، فيما غاب الجهد الرقابي لمجلس النواب واستمرت ممارسات اقصاء المعارضين على قدم وساق.

ومع اشتداد حدة الاحتقان السياسي، وتواصل الصراع على المناصب والمغانم، يطرح السؤال عن إمكانية تنفيذ بقية التزامات المنهاج الحكومي، خلال فترة الـ90 يوما الواردة فيه، وابرزها تشريع قوانين مجلس الاتحاد والمحكمة الاتحادية والانتخابات المحلية والنيابية، وتعديل المادة 26 من قانون البطاقة الوطنية. وسنعود الى هذا في جردة حساب ثانية.

ونحن في ضوء التجربة الفاشلة لنهج المحاصصة على مدار السنوات الماضية، وعدم إمكان التغيير على يد قواه الفاسدة، نرى ان في استمرار هذا النهج ما يطيل أمد الأزمة، وربما يعقدها. لذا نجد ان خيار حل مجلس النواب والذهاب الى الانتخابات المبكرة، ينبغي ان يسبقه اكمال مستلزمات اجرائها بما يؤمّن تجاوز حالة الاستعصاء، باعتباره المدخل المناسب للسير في طريق التغيير الشامل.

************************************

الصفحة الثالثة

الأمم المتحدة تدعو العراق الى سن قانون يجرم العنف القائم على النوع الاجتماعي.. وقفات احتجاجية تدين العنف ضد النساء

بغداد ـ طريق الشعب

شهدت محافظتا بغداد والبصرة، يومي السبت والاحد، وقفات احتجاجية نسوية، طالبت بوقف “قتل” النساء وتشريع قانون لحمايتهنّ من العنف الأسري، بعد أيام من مقتل مدونة شابة على يد والدها في محافظة الديوانية.

فيما وجهت بعثة الأمم المتحدة في العراق، دعوة الى الحكومة العراقية لدعم القوانين والسياسات التي تكافح العنف ضد النساء والفتيات، الى جانب التشديد على اتخاذ تدابير فاعلة للتصدي للإفلات من العقاب.

وكانت وزارة الداخلية أعلنت أن طيبة العلي (22 عاما) قتلت على يد والدها ليلة 31 كانون الثاني في محافظة الديوانية، رغم قيام الشرطة بمحاولات وساطة لحل “خلاف عائلي”.

احتجاج امام مجلس القضاء

وبعد أن منعت القوات الأمنية، الأحد، الناشطات من الاقتراب من مجلس القضاء الأعلى، تجمعت نحو 20 متظاهرة في الشارع المؤدي الى المبنى، رافعات لافتاتٍ كُتب عليها: “أوقفوا العنف ضد النساء”، و”نطالب بمحاسبة قاتل طيبة”.

وقالت الناشطة روز حميد (22 عاما) لفرانس برس: “جئنا اليوم لوقفة احتجاجية على مقتل طيبة ومقتل كل النساء سابقا. من الضحية التالية أو أنا الضحية المؤجلة؟ لأنه كلنا مشاريع قتل في هذا المجتمع”.

وأضافت، “نطالب بقوانين تحمي النساء، مثلا تشريع قانون (ضد) العنف الأسري”.

وتبذل ناشطات ومحاميات عراقيات جهودا حثيثة للدفاع عن حقوق المرأة، ويتّهمن السلطات بتجاهل وجوب الحدّ من العنف الأسري والزواج المبكر والجرائم التي تُطلق عليها تسمية “جرائم شرف”.

وقالت ناشطة مشاركة في الاحتجاج تُدعى لينا علي لفرانس برس “سنواصل التحرك (...) بسبب زيادة العنف الاسري وحالات القتل”.

والتقى وفد يمثل المحتجات، أحد مسؤولي مجلس القضاء الأعلى، لتقديم مطالب الاحتجاج.

ونظم عدد من الناشطات في البصرة، وقفة احتجاجية، حملت ذات المطالب الرافضة لاستمرار العنف ضد النساء.

وتناقل أصدقاء طيبة ونشطاء، تسجيلات للشابة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تتضمن مقاطع من حديثها مع والدها الذي كان غاضباً لأن ابنته تعيش بمفردها في تركيا، فيما تتهم الشابة شقيقها بالتحرّش بها.

الأمم المتحدة تدخل على الخط

بدورها، دعت بعثة الأمم المتحدة في العراق، الحكومة العراقية إلى دعم القوانين والسياسات لمنع العنف ضد النساء والفتيات، واتخاذ جميع التدابير اللازمة للتصدي للإفلات من العقاب، على خلفية حادثة مقتل المدونة طيبة العلي.

وذكر بيان للبعثة في بغداد، “تدين الأمم المتحدة في العراق القتل المروع لطيبة العلي، 22 عامًا. إنّ موت طيبة الذي كان يمكن تجنبه هو تذكير مؤسف بالعنف والظلم الذي ما يزال موجودا ضد النساء والفتيات في العراق اليوم”.

وأضاف البيان، أنّ “ما يسمى بجرائم الشرف وغيرها من أشكال العنف القائم على النوع الاجتماعي، ينتهك حقوق الإنسان ولا يمكن التسامح معه. في حين تم بذل بعض الجهود من قبل مؤسسات الدولة لمكافحة أعمال العنف هذه ضد المرأة، إلاّ أنّه ما يزال يتعين بذل المزيد من أجل الوقاية والحماية والمساءلة”.

وتابع البيان، “نحث مجلس النواب على تعزيز الإطار المؤسسي، بما في ذلك إلغاء المادتين 41 و409 من قانون العقوبات العراقي، وندعو إلى سن قانون يجرم بوضوح العنف القائم على النوع الاجتماعي، بما يتوافق مع المعايير الدولية لحقوق الإنسان، إلى جانب تحسين الخدمات للناجين والمعرضين للخطر”.

ودعا بيان الأمم المتحدة، حكومة العراق إلى “دعم القوانين والسياسات لمنع العنف ضد النساء والفتيات، واتخاذ جميع التدابير اللازمة للتصدي للإفلات من العقاب من خلال ضمان تقديم جميع مرتكبي هذه الجرائم إلى العدالة”.

وذكر مصدر أمني في محافظة الديوانية لوكالة فرانس برس، مفضلا عدم كشف أسمه، ان “الخلافات العائلية “بين طيبة العلي وعائلتها تعود للعام 2015”، لافتا إلى أن “الأسرة كانت قد سافرت عام 2017 الى تركيا ورفضت الشابة العودة الى العراق مع العائلة، وعاشت هناك مذاك الوقت”.

ونشرت الضحية عبر حسابها على موقع يوتيوب مقاطع فيديو عن حياتها اليومية في تركيا، يظهر فيها خطيبها الذي نشر عقد زواجه بالضحية.

 ***************

العراق في الصحافة الدولية

ترجمة وإعداد: طريق الشعب

المكالمة الثلاثية ودعم حكومة العراق

نشر موقع المونيتور مقالاً للكاتب أدم لوسينتي، تحدث فيه حول المحادثة الهاتفية التي أجراها الرئيس الأمريكي مع رئيس الحكومة العراقية، والتي ذكرت واشنطن بأن بايدن قد جدد فيها التزام الولايات المتحدة بمساعدة العراق في مواجهة الإرهاب ومن أجل تعزيز سيادته واستقلاله، إضافة إلى الأجندة الاقتصادية لبغداد. كما أورد الكاتب بأن الملك عبد الله، الذي كان يحضر مأدبة غداء عندما تم إجراء المكالمة، شدد هو الآخر على دعم الأردن للعراق في مشاريع البنية التحتية الاستراتيجية المشتركة.

عرض آخر

ونقل الكاتب وصفاً مختلفاً للمكالمة، قدمه مكتب رئيس الحكومة العراقية، حيث حصرها بمناقشة العمليات العسكرية الأمريكية في المنطقة، التي أكد الرئيس الأمريكي بأن استقرارها مرهون باستقرار العراق، والذي لا ينبغي استخدام أراضيه كنقطة إنطلاق لمهاجمة جيرانه.  ورأى الكاتب بأن هذا الوصف ربما جاء كإشارة للصراع العسكري بين الولايات المتحدة والفصائل المسلحة الحليفة لإيران، والتي سبق وهاجمت مواقع عسكرية ودبلوماسية أمريكية أو هاجمتها قوات أمريكية في الأراضي العراقية والسورية.

أزمة الدولار

وأعرب الكاتب عن إعتقاده بأن الرجلين ناقشا بعمق قضية تدني قيمة الدينار العراقي مقابل الدولار، وأسبابها المتمثلة بالقيود التي فرضها مجلس الاحتياطي الفيدرالي على التحويلات المالية من الولايات المتحدة إلى العراق لكبح التحويلات النقدية إلى إيران، وهو ما دفع ببغداد إلى اتخاذ بعض الإجراءات بشأن منع عدة بنوك من استخدام الدولار تجنباً لعمليات تهريب الأموال.

تعاون مع الأردن

وفيما أكد المقال على أن تعزيز علاقات الأردن مع العراق ولاسيما تعاونهما في تطوير البنية التحتية كمشروع توصيل الشبكة الكهربائية ومد إنبوب للنفط، أمر يهم واشنطن، ذكر بقرب وصول وفد عراقي إلى واشنطن لمواصلة الحوار حول ما دار في المحادثة الهاتفية.

حرب تشن

وفق معطيات مُضّللة

ونشر موقع وايومنغ العام مقالاً للكاتب جاك ميشيل حول مرور 20 عاماً على التحذير الذي أطلقته الولايات المتحدة من أسلحة الدمار الشامل العراقية، جاء فيه بأن حرب العراق لم تك محددة بلحظة ما أبداً، كما كانت يوم الأربعاء الخامس من شباط 2003 حين ألقى وزير الخارجية كولن باول أمام أعضاء مجلس الأمن، خطاباً تضمن أهم الحجج لشن الحرب، لاسيما حين ادعى بأن هناك شواهد وادلة مستندة إلى حقائق ومعلومات استخبارية دقيقة، على كل تصريح أدلى به.

ويشير الكاتب إلى أن باول قد استخدم معلومات قال له مسؤولو المخابرات بأنها ذات مصداقية، كالصور الإستطلاعية والخرائط والرسوم البيانية المفصلة وحتى محادثات هاتفية مسجلة بين كبار قادة الجيش العراقي. وأكد باول، الذي ردد 17 مرة عبارة (أسلحة الدمار الشامل)، على أن لصدام حسين أسلحة كيماوية، لن يتردد في إستخدامها ضد شعبه وجيرانه. ولم يمض سوى شهر ونصف حتى أمر بوش بشن غارات جوية على بغداد وذلك “لنزع سلاح العراق وتحرير شعبه والدفاع عن العالم من خطر جسيم”.

وبعد أسابيع من القتال والبحث والتقصي، لم يعثر الأمريكيون على شيء، فتصاعد الجدل، وشعر الكثيرون بالإحراج من افتضاح أمر تلك الادعاءات، وتراجع ساسة عديدون عن مواقفهم، بعد أن كانوا قد أيدوا الغزو وتبنوا ما زعمته إدارة بوش حول أسلحة الدمار الشامل، وسعوا لتبرئة النفس من ممارسة الكذب أو تبنيه كجوزيف سيرينسيون وجين هارمان.

ويفسر الكاتب إرسال كولن باول لإداء هذه المهمة في الأمم المتحدة بما كان يتمتع به الرجل من شهرة وربما مصداقية، أرادت إدارة بوش استغلالها لإقناع الآخرين بالكذبة.

كارثة إنسانية

ويعتقد كاتب المقال بأن حرب العراق، ماتزال تعد وعلى نطاق واسع كارثة إنسانية، حيث إستمرت لما يقرب من تسع سنوات وأودت بحياة ما يقرب من 4500 أمريكي، وأكثر من 185 ألف مدني عراقي، وفقًا لمعهد واتسون للشؤون الدولية والعامة بجامعة براون، فيما نزح حوالي مليوني عراقي من ديارهم. وأكد الكاتب بأن كولن باول كان قد اتصل بالأمم المتحدة فيما بعد، متحدثاً عن “فشل استخباراتي كبير” و “لطخة” في سجله كما إعترف لشبكة NBC News ‘Meet the Press بأن المعلومات التي وصلته لم تكن دقيقة، بل خاطئة ومضللة بشكل متعمد، مما أصابه بخيبة أمل، يأسف عليها.

 ********************

شريط الأخبار

أنقذوا الشباب من اليأس

كشفت وزارة الداخلية عن أن عدد حالات الانتحار قد شهدت تصاعداً مستمراً، من 376 حالة عام 2015 إلى 1073 حالة في العام الماضي، أي بنسبة تجاوزت 185 في المائة. وأشارت إلى أن لذلك أسباباً ترتبط بالزيادة السكانية والوضع الاقتصادي والبطالة والعنف الأسري والابتزاز الإلكتروني. هذا وفي الوقت الذي فاق فيه عدد النساء المنتحرات عدد الرجال المنتحرين بسبب التمييز والعزلة وغياب التسامح والضغط المجتمعي، يؤكد الباحثون على أن المشاكل النفسية والاجتماعية والإدمان على المخدرات والفقر تقف وراء التفاقم المخيف لهذه الظاهرة الخطيرة، فيما لا نجد أية ردود فعل مناسبة من السلطات المسؤولة على الحد منها.

حتى الدواب ما خلصت!

ذكر مساعد وزير الزراعة الإيراني بأن بلاده تمتلك فائضاً بقطاع إنتاج المواشي الحية، لذا أطلقت مفاوضات مع العراق لتصدير هذا النوع من الماشية اليه، فيما سجل اتحاد الجمعيات الفلاحية تحفظه وإعتراضه على الأمر معتبراً إياه سابقة غير صحيحة بسبب مخاطر إنتقال الأمراض المعدية وما سيسببه الإستيراد من منافسة مع منتجي الثروة الحيوانية المحلية، الذين يعانون أصلاً من مشاكل عديدة كالجفاف ونقص الأعلاف. هذا ويذكر بأن عدد الأغنام والماعز قد نقص في العراق بنسبة 10 و 50 في المائة على التوالي فيما نقص إنتاج اللحوم الحمراء بنسبة 87 في المائة خلال العقدين الماضيين.

نار شحة الدولار

نشرت صحيفة لوموند مقالاً حول الأوضاع التي تمر فيها بعض الدول العربية، ومنها العراق، في ظل تدهور عملاتها الوطنية والصعوبات الإقتصادية والإستقطابات الداخلية والمشاكل التي تواجهها عمليات الإدارة، أشارت فيه إلى أن هناك من يحذر من أن نقص الدولار قد يكون سبباً في إنهيار هذه الدول وإعلان إفلاسها. وذكرت بأن العراق الذي يمتلك وفرة مالية، يضطر إلى إيداع ثروته في البنك الفيدرالي الأمريكي، وإلى تسديد ديونه إلى إيران بعملته الوطنية، مما يسبب تراجعاً حاداً في قيمتها، ويستدعي تغييراً جذرياً في أوضاع البلاد السياسية والإقتصادية وفي مؤسساتها الفاعلة كي يتم تجنب الإفلاس.

فساد دوائي!

أعلن رئيس الحكومة عند ترؤسه اجتماعاً ضمّ رابطة منتجي الأدوية ووزيري الصحة والصناعة وعددا من المختصين، عن إنفاق العراق نحو ثلاثة مليارات دولار سنوياً لاستيراد الأدوية، التي لا يخضع معظمها إلى الفحص والتقييم. ووعد بإعادة تنظيم ملف توفير الأدوية والعمل على توطينها وتطويرها، لاسيما بعد أن بلغ الإنتاج الوطني 10 في المائة فقط من إحتياجات البلاد. هذا وفيما تثقل الأسعار المرتفعة للأدوية كاهل المواطنين ويشكل عدم التأكد من جودتها وتواريخ صلاحيتها للإستخدام خطراً على صحتهم، يؤكد الخبراء على قدرة مؤسساتنا على تصنيع الأدوية محلياً، بجودة وأسعار منافسة للمستورد، إذا ما إهتمت الحكومة بذلك.

حقوق الإيزيديين

ذكرت عضو مجلس النواب العراقي السابق عن الكوتا الايزيدية خالدة خليل، بأن الحكومة الاتحادية لم تصرف حتى الآن الأموال المخصصة لمساعدة الناجيات الإيزيديات والبالغة 25 مليار دينار، حسب قانون الأمن الغذائي، إضافة إلى عدم تطبيق أي شيء من قانون الناجيات الإيزيديات. وتساءلت عن مصير هذه الأموال، والتي لم تصل إلى الإيزيديين الذين يعيشون ظروفاً مأساوية. هذا ويطالب الناس الحكومة بالإهتمام بأبناء شعبنا من الإيزيديين، ضحايا الإرهاب الأسود، وتعويضهم وتأهيلهم صحيا وتعليميا ونفسياً وإعمار ديارهم المنكوبة وإعادة النازحين وتأمين دمجهم في المجتمع، لاسيما وقد مرت تسعة أعوام على نكبتهم وهم ينتظرون أن تفي الحكومة بواجباتها تجاههم. 

 ***************************

الصفحة الرابعة

مراقبون يؤشرون «إفراطا» في حفر الآبار.. تغيّرٌ مناخي يضرب سنجار وتلعفر  والمزارعون اكثر المتضررين

بغداد ـ تبارك عبد المجيد

لم تسلمْ منطقتا سنجار وتلعفر من تبعات التغيرات المناخية وشحة المياه التي طرأت على مناطق العراق في العموم، ما سبب هجرة داخلية لسكان هذه المناطق، وعزوف الفلاحين عن مصادر رزقهم الأساسي.

وتحدّث تقرير دولي أعدته كل من منظمة (سوليداريت انترناشنال)، الدولية للتضامن ومنظمة (حماة نهر دجلة)، عن الأضرار الاقتصادية التي لحقت بأهالي قضاءي سنجار وتلعفر التابعين لمحافظة نينوى من جراء التغيرات المناخية، مشيرا إلى أن عددا من القرى تركت الزراعة بسبب شح المياه.

وأكد التقرير، أن “قسماً من مدراء بلدية محافظة نينوى قد كشفوا عن حدوث موجات نزوح من مناطق ريفية، تصل الى نسبة 15 في المائة من تعداد سكانهم”.

وشدد على أن “المزارعين برغم تمسكهم بالحفاظ على نشاطهم وإرثهم، فانهم يعبرون في الوقت نفسه عن احتمالية المغادرة، وترك أراضيهم في حال عدم إيجاد حلول لحالة الجفاف”.

انسلاخ الهوية الاقتصادية

ويذكر نصير باقر، عضو منظمة حماة دجلة، ان “تأثير التغيرات المناخية التي طرأت على مناطق سنجار وتلعفر؛ الأولى تمثلت بتأثيرات اقتصادية، كون اغلب سكان هذه المناطق يعتمدون على الزراعة كمصدر رزق أساسي، وبسبب شح المياه اضطروا الى مغادرة هذه المهنة لينتقلوا الى مهن أخرى لا تمثلهم”.

ويوضح، أن شح المياه لا يرتبط بالتغيرات المناخية بشكل اساسي، انما بالإدارة السيئة لملف المياه في البلد، إضافة الى قطع المياه عن العراق من قبل دولتي تركيا وإيران”.

يقول جعفر التلعفري (باحث وكاتب)، من سكان منطقة تلعفر، ان الأهالي “يعتمدون على الزراعة بشكل كبير منذ عقود، كونها منطقة خصبة وصالحة للزرعة”، موضحا ان “سقي المزروعات يعتمد على الأمطار بالدرجة الأولى (الزراعة الديمية)”.

تداعيات الجفاف

ويردف التلعفري حديثه لـ”طريق الشعب”، بان “منطقة تلعفر شهدت جفافا خلال اخر ثلاث سنوات، وقد ساهم في عزوف الفلاحين والمزارعين عن مهنة الزراعة وترك حقولهم وأراضيهم، وتوجهوا الى مهن أخرى مثل حفر الابار الارتوازية ونصب المرشات”، موضحا أنها “مهن غير متاحة للجميع بسبب تكاليفها الباهظة وقلة المياه الجوفية”.

ولفت الى ان بعضهم حوّل جنس الأرض من زراعية الى سكنية او تجارية، والبعض الآخر اضطر الى النزوح صوب المدينة.

ويعزو التلعفري غياب الغطاء النباتي الى “شح المياه وانتشار التصحر”، مضيفا انه أثر على المورد الاقتصادي للمواطن، وعلى جودة ونوعية الإنتاج الزراعي، كما انعكس ذلك بشكل سلبي على المنتح الحيواني، حيث باتت أسعار العلف باهظة ومكلفة للفلاح.

وبحسب الإحصائيات الرسمية، فإن نسبة العاملين في مهنة الزراعة عام 1979 بلغت نحو سبعين في المائة، أما الآن فقد وصلت النسبة الى 6 بالمائة في منطقة تلعفر!

ملائمة للزراعة

وتقدر مساحة مركز قضاء تلعفر بحوالي ثلاثمائة وستة وسبعين دونما، منها ثلاثمائة وثمانية وثلاثون دونما صالحا للزراعة، وتشتهر بمحصول التين والرمان والزيتون، بحسب التلعفري.

كما تقدر نسب الأمطار في منطقة تلعفر بين 150 - 250 ملم في القسم العلوي، و100-150 ملم في القسم الجنوبي و300-400 ملم في مناطق الجزيرة سنوياً.

يقول خيري عدولة، صاحب مزرعة في سنجار، ان “أغلب المزارعين يعتمدون على محصولي الحنطة والشعير كمورد اقتصادي”، مشيرا الى ان “الكثير من المزارعين والرعاة اضطروا خلال السنوات الثلاث الأخيرة إلى بيع مواشيهم وتقليص مساحة الأرض المخصصة للزراعة أو تحويل نشاطهم الى عمال بناء بأجر يومي من اجل توفير لقمة العيش”.

ويضيف عدولة في حديث مع “طريق الشعب”، ان “المزارعين في كل من مناطق سنجار وتلعفر يعتمدون على حفر الآبار بشكل مفرط، لأغراض الري، ولكن في منطقة واحدة فقط عند حافة جبل”.

خسائر فادحة

ويستدرك بالقول ان “بعض المزارعين خسروا مبالغ تصل الى أكثر من خمسين مليون دينار”.

مبينا انه دفع مبلغ ثمانمائة ألف دينار مقابل كل طن من بذور الحنطة ومئتين وخمسين ألف دينار للطن الواحد من بذور الشعير، الى جانب كلفة وقود المكائن الزراعية والمصاريف الأخرى.

بدوره، يذكر الناشط من ناحية سنجار خليل، ان “نسبة تساقط الأمطار تراجعت الى النصف، وهي نسبة لا تكفي لتأمين إنتاج وفير من محاصيل الحنطة والشعير، لذا تعرضت عشرات الدونمات من محاصيل الحبوب الى أضرار”.

ويعلق بالقول: ان “المزارعين ورعاة المواشي يفتقرون الى ابسط مقوّمات الحياة في مناطقهم الريفية، حيث البنى التحتية في هذه القرى متهالكة وقديمة، ولا ترتقي لمستوى تقديم زراعة جيدة وناجحة”، لافتا الى ان بعضهم “اضطر الى بيع مواشيهم وتقليص مساحات الارض الزراعية بسبب شح المياه”.

 *********************

كارثة التغيرالمناخي في العراق

هاشمية محسن السعداوي 

يشير العديد من التقارير الخطيرة، الصادرة عن منظمات دولية ووطنية موثوقة وذات مصداقية، والخاصة بالتغيير المناخي، إلى أن بلادنا متجهة نحو الهاوية، وأن شعبنا سيواجه مشاكل بيئية ومناخية خطيرة.

وكانت الأمانة العامة لمجلس الوزراء، قد كشفت عن الكتاب الخاص الذي ورد لها من وزارة الخارجية العراقية، والمتضمن ما جاء في التقرير الصادر عن المجلس الاستخباري للأمن القومي الأمريكي (NIC) والذي جاء فيه أن 18 جهازاً استخبارياً أمريكياً، وضعوا تقييماتهم وأدلوا بوجهات نظرهم في المعلومات الخطيرة المرتبطة بالأمن القومي العراقي والخاصة بالتغير المناخي، وما سيلحقه بالأمن القومي من أضرار جسيمة.

بعض معالم الكارثة

من المعروف أن تجمع الغازات المنبعثة من حرق الغازات والنفايات والوقود وعلى مدى عقود من الزمن، سبب رئيسي للاحتباس الحراري. ويبدو أن ارتفاع عددد السيارات في العراق من مليون و520 ألف سيارة قبل عام 2003 إلى أكثر من 9 مليون سيارة حالياً، وبقاء أبواب إستيراد السيارات مفتوحاً دون قيود، وفي غياب أية دراسات حول مدى الضرر الناتج عنها ومدى استيعاب الطرقات لها وعدم تطوير وتوسيع تلك الطرقات، يعد السبب الرئيسي للتغيير المناخي في العراق، إضافة إلى الآثار السلبية للانبعاثات الغازية من ما تبقى من مصانع ومعامل ومن عوادم المولدات الأهلية التي تعمل على النفط بسبب الإنقطاع المستمر للتيار الكهربائي.

لقد أدت كل هذه الأنشطة إلى ارتفاع نسب ثاني أوكسيد الكاربون وغاز الميثان في الهواء وبالتالي إلى ارتفاع درجات حرارة الجو، والتي أثرت على النباتات والحيوانات وعلى الإنسان بشكل كبير، وشكّلت سبباً مهماً لهبوب عواصف ترابية خطيرة للغاية تجري بشكل متكرر وغير مألوف.

نتائج التغيير

من المتوقع أن يعاني العراق من مشاكل كبيرة في بناه التحتية، على مستوى الغذاء والمياه العذبة والرعاية الصحية والاجتماعية جراء التغير المناخي. كما أن وجود التوجه الدولي بتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري والتوجه نحو الطاقة المتجددة، على مدى السنوات القادمة وصولا إلى عام 2040، سيخلق تراجعاً في الطلب على الوقود الاحفوري، النفط، مما قد يزعزع الاستقرار داخل العراق، ويجبره على الإستدانة من الخارج، لاسيما والعراق ذو بنية ضعيفة في إنتاج الطاقة النظيفة ويعتمد على النفط، ويعد ثاني أعلى دولة في عملية حرق الغاز. وبالتأكيد يستدعي ذلك الإسراع في وضع معالجات جدية، بغية تقليل الاعتماد على النفط والتوجه نحو الطاقة المتجددة وإيجاد مصادر اخرى للدخل وليس الاعتماد فقط على عائدات النفط.

كما لابد من التناغم مع القرارات الدولية بشأن المناخ والانتقال الطاقي، وتجنب تسريح موظفي وعمال وزارتي النفط والكهرباء، بل البحث عن حلول للمشكلة، عبر إيجاد فرص عمل بديلة في إنتاج الطاقة المتجددة.

لقد أمرت الحكومة المحلية في واسط، وبسبب إشتداد التلوث، بإغلاق 15 معملاً للطابوق، لا تبعد سوى 5 كيلومترات عن المدينة. غير أن هذا الإجراء، الموالي للبيئة، قد تأجل، لتجنب تسريح أكثر من 2500 عامل وعاملة، من الذين يعيشون أصلاً ظروف عمل سيئة وبيئة مشبعة بالدخان، وذلك بعد تضامنهم وتدخل اتحاد نقابات عمال واسط، حيث تم التوصل إلى العمل على نقل المعامل إلى منطقة أبعد عن المدينة.

كذلك يجب تقليل الاعتماد الكلي على واردات النفط والكف عن إهمال القطاعات الإنتاجية الأخرى، والتشاور مع النقابات العمالية والمهنية والكف عن إبعادها عن رسم السياسات الاقتصادية للبلد، وفسح المجال أمامها للدفاع عن حقوق العمال.

 ******************

حذّروا من استغلالها في تكميم الأفواه وتقييد حرية التعبير.. الداخلية تلاحق «المحتوى السيء»

في التواصل الاجتماعي وناشطو الرأي ينتقدون الحملة

بغداد ـ محمد التميمي

 

أثار قرار وزارة الداخلية، مؤخراً، بتشكيل لجنة لمكافحة المحتوى الهابط على وسائل التواصل الاجتماعي، ردود فعل مختلفة، خصوصا مع اعتقال عدد من صناع المحتوى على تطبيقات وسائل التواصل الاجتماعي، فيما أكّد معنيون أن هذه المهمة هي ليست ضمن مسؤوليات وزارة الداخلية، المعرفة وفق القانون، إضافة الى ان عمل اللجنة يتسم بالضبابية، مع عدم وجود رؤية واضحة ولا أية معايير.

ودعوا الى احترام الدستور والنظام الديمقراطي وعدم التجاوز على الحقوق الأساسية وكسر مبدأ الفصل بين السلطات.

تجاوز على الدستور 

وفي هذا الشأن، قال الخبير في مجال حقوق الإنسان، علي البياتي، ان «كل الحريات بحاجة الى تنظيم، على اعتبار ان الحرية الشخصية والحقوق متاحة بشرط ان لا تتجاوز على حرية وحقوق الآخرين، وهذا يتطابق مع المادة 17 من الدستور التي تكفل حماية الخصوصية بشرط عدم التجاوز على الآداب العامة».

وأكد في حديثه لـ»طريق الشعب»، عدم الاختلاف على ضرورة «ان تكون منصات التواصل الاجتماعي هي مساحة لحرية التعبير عن الرأي، ولكن بدون التجاوز على حريات الاخرين وحقوقهم».

وأشار البياتي الى ان «الكثير من المواد والحقوق المكفولة في الدستور العراقي او حتى القوانين الدولية، غير مترجمة من خلال التشريعات، بالتالي نحن ما بين تشريعات قديمة تعود لحقبة ما قبل 2003 إن وجدت ويساء استخدامها، او مواد غير مترجمة على ارض الواقع، وبالتالي هناك فراغ تشريعي وقانوني واضح».

وشدد الخبير على ضرورة «الفصل ما بين عمل هذه المؤسسات والسلطات، ابتداء من التشريع الذي يعرّف هذا النظام وهذه الآداب لأنه غير موجود، وكذلك الحال بالنسبة للتشريع الذي يعرّف هذه المواد القانونية والدستورية، فهو غير موجود ايضاً».

ومهمة وزارة الداخلية حسب التشريعات الموجودة تتلخص بحفظ الامن الداخلي وضبط الحدود مع دول الجوار ومكافحة الارهاب وتجارة المخدرات والسلاح، ولا توجد ضمن مهمات وزارة الداخلية مراقبة وسائل التواصل الاجتماعي او المعاقبة، متسائلا حول كيف لوزارة الداخلية ان «تقوم بهذه المهام وهي ليست ضمن مهامها حسب القانون؟ وعلى وفق أي مادة ستتم معاقبة هؤلاء؟.

وخلص «نحن مع تنظيم ما ينشر على وسائل التواصل الاجتماعي بشرط ان يكون وفق القانون وطبقاً لما يصدر عن البرلمان».

بدون معايير أو رؤية

وعلى صعيد متصل، اكد المدير التنفيذي لمؤسسة الميثاق للتنمية والديمقراطية سعد عامر، الحاجة الى تنظيم هذا الفضاء الواسع، «لكننا نفتقد وجود الاليات في الدستور والقانون، التي تمنع التصرفات التي تسيء للذوق العام»، مؤكدا انه في الوقت الحالي لا يمكن «محاسبة شخص ينشر محتوى غير لائق، فلا يوجد نص قانوني يسمح ذلك، كما لم تحدد وزارة الداخلية أية معايير للعمل وفقها، ولم تطلب ان يكون هناك تدخل من المشرّع العراقي ليشرّع مثل هكذا قوانين او التعديل على قوانين موجودة سابقاً».

ونبّه عامر في حديثه لـ»طريق الشعب»، إلى ان «ترك الأمور تسير بهذه الطريقة يعني ذهابنا باتجاه عملية ازدواجية ومزاجية في محاسبة الأشخاص او المشاهير والإعلاميين»، منوها إلى انه «يجب ان تكون هناك رؤية وآلية عمل واضحة، ويتم التعريف بالضوابط والمحددات وما هو الممنوع والمسيء».

وعبّر في ختام حديثه عن خشيته «من استغلال هذه اللجنة في إسكات الأصوات وتقييد الحريات؛ فهناك جهات تعمل على تكميم الأفواه التي تنتقد بعض الجهات السياسية أو الحكومية».

قمع وانتقاء

إلى ذلك، علّق الكاتب والأكاديمي فارس حرام على الأمر بالقول: ان «دخول وزارة الداخلية على الخط لمكافحة ما يسمى (المحتوى الهابط) أمر غير مؤسسي ولا دستوري وبلا سند قانوني؛ فالظاهرة أصلها ثقافي، وتتم مكافحتها عبر إنقاذ قطاعي التربية والتعليم من الانهيار، وليس بعمل بوليسي سيختلط من دون شك بالقمع والانتقاء».

وعن سبل مواجهة المحتوى الهابط، قال إنه «لا بدّ من نشر الوعي بخطورة التفاهة حين تغزو حياتنا، لكن مع التذكر أن فكرة (المجتمع الفاضل) مستحيلة التحقيق، وإذا كان من دفاع عن ـ فضيلة ما ـ فتلك هي مسؤولية المجتمع بوسائله السلمية وصراع الأجيال وقدرات الإقناع. يعني قضية ثقافية تماماً، لا صلة للشرطة بها. هذا زرعكم وإذا أردتم التغيير فعلاً، فأبدأوا من التعليم الذي خربته سياساتكم».

وحذّر حرام في الختام من «الدفاع عن المفاهيم العامة في عمل الشرطة وتطبيق القانون».

 ***********************

الصفحة الخامسة

«كان جنة ذات يوم».. كمب الأرمن (الكيلاني) يئن تحت الحرمان!

بغداد ـ طريق الشعب

الكثير من الأحياء الشعبية في بغداد، تلك التي تتمتع بكثافة سكانية عالية، تعاني منذ التغيير 2003 إهمالا وحرمانا من الجانب الخدمي. إذ تتردى فيها أبسط الخدمات الأساسية من ماء وكهرباء وبنى تحتية.

أبرز مثال على هذه الأحياء هو حي “كمب الأرمن” سابقا - “كمب الكيلاني” حاليا، الذي يقع مباشرة خلف خزان الماء في منطقة الباب الشرقي بمركز العاصمة. فهذا الحي متقادم متهالك متداعٍ من جميع نواحيه، منازله وبناه التحتية وشبكتي الماء والكهرباء وما إلى ذلك. كل هذا سببه الإهمال والتهميش من جانب الجهات المعنية بالخدمات. 

ولم يتوانَ سكان الحي، خلال الحكومات السابقة، عن المطالبة بحقوقهم الخدمية، وآخر ذلك شكوى قدموها إلى قسم الشكاوى في مكتب رئيس الوزراء الحالي محمد شياع السوداني. إلا أنهم لم يتلقوا أي استجابة تذكر!  

وسعيا منها إلى إيصال صورة واضحة عن واقع هذا الحي إلى المعنيين، تجوّلت “طريق الشعب” وعدستها مطلع هذا الأسبوع بين أزقته، واطلعت على واقعه البائس المؤسف، وسجلت معاناة مواطنيه وهمومهم.

المنطقة منكوبة

يقول المواطن وهاب احمد، أحد سكان الحي، أن “الطرق المؤدية إلى حيّنا مغلقة، منذ أيام احتجاجات تشرين 2019، بالكتل الكونكريتية، ما أضرنا وأعاق حركتنا كسكان منازل وأصحاب محال”، مؤكدا لـ “طريق الشعب”، أنه “ناشدنا الجهات المعنية مرارا فتح الطرقات، لكننا لم نحظ بأذن صاغية”!

ويضيف أحمد متحدثا عن المشكلات الخدمية في حيّهم. ويقول أن “شبكة الكهرباء متهالكة وغير منظمة. فالأسلاك متشابكة عشوائيا بين الأزقة، وبعضها يتدلى على الأرض، الأمر الذي يشكل خطرا على سلامة السكان”.

ويلفت المواطن إلى أن “منطقتنا منكوبة من مختلف النواحي الخدمية، ولم تتلقَ أدنى اهتمام من المسؤولين”، موضحا أن “أبنيتنا متهالكة ومتقادمة، ومعرضة للانهيار في أي لحظة، وأحيانا تسقط أجزاء منها”.

ونظرا لتدهور البنى التحتية العامة في المنطقة، ومنها شبكة المجاري، تتجه المياه الآسنة نحو أساسات المنازل والمباني، ما يضرها ويعرضها للتآكل والانهيار.

تلال من القاذورات!

ولا يختلف حديث المواطن حيدر محمد، وهو أيضا من سكان الحي، عن حديث وهاب أحمد. فهو الآخر يؤكد أنه “لا شيء جيدا في منطقتنا لأذكره. النفايات تتراكم في الأزقة، حتى تتحول إلى ما يشبه تلال من القاذورات”! مضيفا أن “آليات البلدية لا تزور الحي، لذلك نضطر إلى التخلص من النفايات بحرقها”.

ويتابع قائلا: “أما البنى التحتية فهي منهارة”!

ويشتكي محمد في حديثه لـ “طريق الشعب”، من تدهور الواقع الصحي في منطقتهم. ويبيّن أن “الحي كان يضم في السابق مركزا صحيا، إلا أنه أغلق دون أن نعرف الأسباب”، مشيرا إلى أنه “طالبنا كثيرا بإعادة فتح المركز الصحي، لكن دون جدوى. وحاليا يلجأ السكان، في حال أصيب أحدهم بوعكة صحية، إلى معاون طبي لديه عيادة بسيطة في المنطقة”.

أشبه بالسجناء!

ويصف محمد منطقتهم بـ “السجن” بسبب إغلاق الطرق المؤدية إليها. ويقول: “أصبحنا أشبه بالسجناء. فلا سيارة تدخل أو تخرج. لذلك توجهنا إلى آمر الفوج المسؤول عن أمن المنطقة، وطالبناه بفتح الطرق، لكنه أحالنا إلى قيادة عمليات بغداد، وهذه لم نصل معها إلى نتيجة مُرضية”!

تجدر الإشارة إلى أن مراسل “طريق الشعب” لم يتسن له إدخال عجلته إلى الحي، بسبب إغلاقه بالكتل الكونكريتية. لذلك اضطر إلى ركن العجلة في مكان آخر، والدخول إلى المنطقة راجلا.

واقع مأساوي

بحرقة وألم، يتحدث المواطن خضير عزيز، أحد سكان “كمب الكيلاني”، عن واقع منطقتهم أيام زمان، مؤكدا أن “المنطقة كانت جنة ذات يوم.. وهذا أقل توصيف لها”!

ويوضح لـ “طريق الشعب”، أن “المنطقة كان يطلق عليها سابقا كمب الأرمن، نظرا لأن غالبية سكانها من الطائفة الأرمنية”، مضيفا بأسف أن “واقع المنطقة اليوم مأساوي ولا يسر اطلاقاً. فهي لم تشهد اي إدامة أو إعمار. وكان المسؤولون يزورونها فقط خلال فترات الحملات الانتخابية”!

ويتحدث عن والواقع الخدمي في المنطقة، قائلا أن “شبكات الصرف الصحي سيئة جداً. إذ تطفح المياه الثقيلة في المنازل وتتسرب نحو الطرقات، مخلفة جراثيم وأوبئة وروائح كريهة”.

ويضيف قائلا: “أما الشبكة الكهربائية فهي الأخرى متردية، محوّلاتها قديمة ومتهالكة. لذلك تتعرض للأعطال باستمرار”.

ويعاني الحي نقصا في المدارس. إذ لا تتوفر فيه سوى مدرستين، الطريق المؤدي إليهما تحتله كلاب سائبة شرسة، بينما يتحول إلى “مستنقع” خلال موسم الأمطار، وفي كلتا الحالتين سيكون من الصعب وصول التلاميذ إلى المدرستين – حسب عزيز. 

ويخلص المواطن إلى أن أهالي “كمب الكيلاني” لا يطالبون بالكثير، سوى بـ “فتح المركز الصحي، واستقرار الكهرباء وإنشاء شبكة مجاري جيدة وبنى تحتية تليق بمكانة هذه المنطقة التي أصبح عمرها اليوم 80 عاما”، مؤكدا أن “مختار الحي كثيرا ما طالب الجهات المعنية بمعالجة هذه المشكلات الخدمية، لكن أحدا لم يسمعه. فلا حياة لمن تنادي في ظل الفساد”!

 *******************

اكول.. الاكرامية رشوة مبطنة!

حميد المسعودي

يوما بعد آخر نتفاجأ بسلوكيات لا أخلاقية والتفاف مقصود على القانون والعرف الاجتماعي في غالبية مؤسساتنا الحكومية، لا نقول جميعها!

فما أن يتوجه المراجع لإنجاز معاملة في إحدى تلك المؤسسات، حتى يواجه عقبات روتينية خارج السياق، في إجراء مقصود وواضح وصريح، هدفه “دهن سير” الموظف المعني بإنجاز المعاملة! والويل للمراجع الذي يتذمر أو يشتكي أو يقف بالضد من ذلك الموظف!

هذا السلوك اخذ يتوسع، حتى وصل إلى عامل النظافة الذي بات لا يرفع النفايات عن الحاويات المنزلية، إلا بعد أن يتلقى رشوى لا تقل عن 5 آلاف دينار أسبوعيا، تحت مسمى “إكرامية”! وفي حال رفض المواطن دفع هذه الإكرامية، ستتحول واجهة منزله إلى مجمع للأزبال!

هذه الإكراميات هي في حقيقتها رشاوى مبطنة، باتت ترهق المواطن وتضعف ثقته بالمؤسسة الحكومية. لذلك يتطلب من الجهات المعنية السعي إلى الحد من هذه الأساليب قدر الإمكان. وهنا يجب أن لا نتناسى عنصر التوعية. إذ إن البعض يعتقد بأن هذه الرشوى – الإكرامية مشروعة، وتلقيها لا يعتبر عملا خاطئا! لذلك من الضروري جدا عقد ندوات تثقيفية في دوائر الدولة، لحث الموظفين والعاملين على تجنب هذه الأساليب. ومن الضروري أيضا نشر ملصقات في الأماكن العامة تحمل شعارات تستهجن هذه الظاهرة، وتدعو المواطن إلى عدم الاستجابة للمرتشين، وإبلاغ إدارات دوائرهم عنهم مباشرة.

الى هيئة التصنيع الحربي

تسلمت “طريق الشعب” مناشدة أرسلها إليها لفيف من منتسبي هيئة التصنيع الحربي موجهة إلى مدير عام الهيئة. وبدورها تنشر جريدتنا المناشدة على أمل إيصالها للجهة المعنية. وهذا مضمونها:

نناشد مدير عام الهيئة الالتفات إلى معاناة منتسبي (مصنع القادسية) جراء تأخر إرسال توقيفاتهم التقاعدية إلى صندوق التقاعد في هيئة التقاعد الوطنية”، مبينين أن “رئيس القسم المالي في المصنع، يتأخر عن إرسال تلك التوقيفات، وبالتالي لا يتم احتسابها لأغراض التقاعد. لذلك حينما يحال أحد المنتسبين إلى التقاعد ستجري مطالبته اثناء مراجعته دائرة التقاعد بدفع جميع التوقيفات التي لم ترسل في الموعد المحدد، ولن يصرف راتبه خلاف ذلك، وقد يستمر الأمر شهورا.

يناشد المنتسبون المدير العام حث القسم المالي على إرسال التوقيفات في مواعيدها، وعدم تأخيرها.

*******************************

لا خدمات بلدية في المحلة 883

بغداد – طريق الشعب

شكا العديد من أهالي المحلة 883 في حي الجهاد البغدادي، من تدهور الواقع الخدمي في محلتهم بشكل عام.

وقال المواطن عبد الجليل جبار، من أهالي المحلة، أن محلتهم تفتقر للبنى التحتية، مبينا أنه ليست هناك شبكة للصرف الصحي، وأن الأزقة، معظمها، غير مبلطة. فيما خدمات النظافة منعدمة. وأضاف لـ “طريق الشعب” قائلا، أن مداخل المحلة مغلقة من قبل القوات الأمنية، والأهالي يضطرون إلى السير مسافات على أقدامهم للوصول إلى منازلهم.  ولفت جبار إلى أن المحلة لا توجد فيها مدرسة ابتدائية. كما تخلو من المساحات الخضراء، مناشدا دائرة بلدية الرشيد، الجهة المعنية بخدمات المحلة، متابعة مشكلاتهم الخدمية المذكورة، واتخاذ الإجراءات اللازمة بشأنها. 

 **************

مواساة

  • تعزي اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في ديالى الرفيق حمزة سلام، سكرتير لجنة جديدة الشط الأساسية للحزب، وذلك بوفاة عمه إثر مرض عضال.

للفقيد الذكر الطيب ولعائلته الكريمة الصبر والسلوان.

كما تعزي محلية ديالى الرفيق فالح حسن، عضو هيئة المناضلين، والشيخ حامد العبدال شيخ آل عبادة، وذلك برحيل ابن عمهما.

الذكر الطيب للفقيد والصبر والسلوان لعائلته.

  • تعزي اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في المثنى عائلة الرفيق جبار عبد الملك آل ديبس (ابو ستار)، وذلك بوفاته.

والفقيد شخصية وطنية ووجه اجتماعي معروف في مدينة السماوة. وكان يساعد المحتاجين والفقراء. وقد سجن وعذب ابان فترة النظام الدكتاتوري المباد، لكونه من عائلة شيوعية مناضلة.

له الذكر الطيب ولعائلته الصبر والسلوان.

  • ببالغ الحزن والأسى تنعي منظمة الحزب الشيوعي العراقي في بريطانيا رفيقها جبار صالح ديبس (أبو ستار) الذي رحل في احد مستشفيات بغداد اثر وعكة صحية تعرض لها اثناء زيارته للوطن.

الرفيق الراحل أبو ستار من عائلة شيوعية ووطنية معروفة في مدينته السماوة نشط في صفوف حزبنا منذ الخمسينات وتعرض للاعتقال والسجن والملاحقات بعد انقلاب شباط الأسود عام 63.

وهو شقيق الرفيق والنصير الشيوعي الفقيد ناظم صالح (أبو ذكرى) والشهيد الرياضي الرفيق باقر صالح ديبس، والصديقة نظيمة صالح والناشطة المدنية نجاة صالح (شروق) وخلود صالح.

ولا يسعنا هنا الا ان نتقدم بأحر التعازي واصدق المواساة لأهله ورفاقه وذويه، ولرفيقنا الراحل العزيز أبو ستار عاطر الذكر دوما.

 **********************

الصفحة السادسة

زلزال مدمر يخلف كارثة انسانية  في سوريا وتركيا

متابعة ـ طريق الشعب

قتل وأصيب الآلاف إثر زلزال مدمر بلغت قوته 7,8 ضرب جنوب تركيا فجر امس الإثنين وامتدت اهتزازاته إلى سوريا، وهو الزلزال الأعنف الذي يضرب المنطقة منذ أكثر من نصف قرن. وفيما تواصل فرق الإنقاذ عمليات البحث عن ناجين تحت ركام الأبنية والعمارات المهدمة، أعلن رئيس إدارة الكوارث والطوارئ التركية أن حصيلة القتلى بلغت 1498 شخصا وآلاف المصابين. وعلى الجانب السوري، قتل 780 شخصا وأصيب المئات بجروح، في حصيلة غير نهائية، بحسب وزارة الصحة السورية وفرق إغاثة.

زلزال مدمر

وحسب المعهد الأمريكي للمسح الجيولوجي فإن مركز الزلزال القوي كان قرب غازي عنتاب في جنوب شرق تركيا عند الساعة 04,17 بالتوقيت المحلي (01:17 ت غ) على عمق حوالي 17,9 كلم. وأعقبت ذلك عشرات الهزات الارتدادية، قبل أن يضرب زلزال جديد بقوة 7,5 درجات عند الساعة 10,24 بتوقيت غرينتش جنوب شرق تركيا على مسافة أربعة كيلومترات من مدينة إكينوزو.

في أحدث حصيلة للضحايا في تركيا نشرتها السلطات تفيد مقتل 1498 شخصا على الأقل وما لا يقل عن 8533 جريحا. ولا تزال هذه الحصيلة غير نهائية وخصوصا أن عدد المباني التي انهارت في تركيا بلغ 8533.

ويعد هذا الزلزال الأكبر الذي يضرب تركيا منذ زلزال 17 آب 1999 الذي تسبب في مقتل 17 ألف شخص، بينهم ألف في إسطنبول.

ووصف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الزلزال بأنه أكبر كارثة تشهدها البلاد منذ عقود طويلة، مرجحا زيادة عدد القتلى، مؤكدا أن نحو تسعة آلاف يشاركون في عمليات الإنقاذ وأن بلاده تلقت عروضا لتقديم المساعدة من حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي و45 دولة.

نكبة في سوريا

وفي سوريا وصل عدد الضحايا إلى أكثر من 810 قتيلا و2280 جريحا في حصيلة جديدة للزلزال حسب وزارة الصحة السورية وفرق إغاثة في حصيلة غير نهائية ومرشحة للارتفاع في محافظات حلب واللاذقية وحماة وطرطوس، تزامنا مع إعلان منظمة الخوذ البيضاء العاملة في مناطق الشمال السوري الخارجة عن سيطرة دمشق مقتل 380 شخصاً وإصابة أكثر من ألف آخرين.

وأفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية سانا نقلا عن وزارة الصحة عن مقتل 403 شخصا وإصابة 1284 بجروح في محافظات حلب واللاذقية وحماة وطرطوس في حصيلة غير نهائية يتم تحديثها تباعا. كما أوردت منظمة الخوذ البيضاء (الدفاع المدني في المناطق الخارجة عن سيطرة دمشق) مقتل 380 شخصا وإصابة 419 بجروح، مشيرة إلى أن العدد مرشح للارتفاع. وأعلنت المنظمة المنطقة “منكوبة بالكامل”، داعية إلى مؤازرتها في عمليات الإنقاذ وسط ظروف مناخية قاسية.

وأفادت المديرية العامة للآثار والمتاحف بتضرر قلعة حلب التاريخية جراء الزلزال.

وقال همام سعد، المدير العام لمديرية المتاحف والمعالم السياحية والآثار في سوريا: ان “قلعة حلب التي تعد موقع التراث العالمي لليونسكو تضررت جراء الزلزال.. تلقينا تقارير عن حدوث صدع في قلعة حلب وأرسلنا فريقا من المختصين لتفقد الموقع وتقييم الأضرار”.

وتم تسجيل هزة أرضية جديدة، بقوة 7.8 درجات في وسط تركيا، شعر بها سكان دمشق وبيروت وبغداد، بحسب ما أفادت به خدمة الجيوفيزيائية الموحدة التابعة لأكاديمية العلوم الروسية.

وشعر بالهزة سكان العراق ولبنان وقبرص. وأظهرت صور بثها الإعلام التركي أبنية مدمرة في مدن عدة في جنوب شرق البلاد، ما يفاقم المخاوف من أن تكون الحصيلة أكبر بكثير من الأرقام المعلنة حتى الآن.

وفي السياق نفسه، خفضت السلطات الإيطالية من مستوى تحذير من موجات مد بحري عاتية (تسونامي) في جنوب البلاد كانت قد أطلقته بعد الزلزال القوي الذي هز وسط تركيا وشمال وغرب سوريا.

 *********************

حزب الشعب الفلسطيني يدعو الى مجابهة إرهاب حكومة الاحتلال

رام الله ـ طريق الشعب

دان حزب الشعب الفلسطيني بشدة الجريمة الجديدة التي ارتكبتها قوات الاحتلال في مخيم عقبة جبر في مدينة أريحا فجر أمس الاثنين، وذلك عقب اقتحامها المخيم، ما أسفر عن استشهاد ما لا يقل عن خمسة مواطنين.

وقال الحزب في بيان تلقت “طريق الشعب”، نسخة منه، إن حزب الشعب وفي الوقت الذي يدين فيه هذه الجريمة، ويعتبرها جزءا من الحرب المفتوحة والمتعددة الأشكال والأدوات على شعبنا الفلسطيني، ينعى الشهداء الأبطال ويتمنى الشفاء العاجل لجميع المصابين.

وأكد حزب الشعب في بيانه: إن التصدي المؤثر والناجح لهذه الجرائم المتصاعدة، يتطلب تعزيز وحدة كل قوى ومكونات شعبنا ونضالاته في مجابهة إرهاب الحكومة الفاشية للاحتلال وجيشه المجرم.

ودعا حزب الشعب إلى ضرورة تكثيف الجهود الوطنية الرسمية والشعبية من أجل تعزيز صمود شعبنا وحماية مناضليه وأبنائه وبناته كافة وتوفير الدعم والإسناد لهم، وإلى تصعيد المقاومة الشعبية بكل أشكالها ضد الاحتلال ومستوطنيه.

وأعلنت السلطات الفلسطينية، امس الاثنين، أن جيش الاحتلال الإسرائيلي قتل 5 فلسطينيين في مخيم عقبة جبر قرب مدينة أريحا شرقي الضفة الغربية.

 ****************

تعدد سيناريوهات الصراع حول تايوان.. الجيش الأمريكي يتوقع حربا مع الصين في عام 2025

متابعة – طريق الشعب

اثارت مذكرة اعدها الجنرال مايكل  مينيهان من سلاح الجو الامريكي ضجة، يدعو فيها إلى مزيد من الاستعدادات المكثفة للحرب ضد الصين، ويتوقع وقوع هذه الحرب في وقت مبكر من عام 2025.

 ويرى الجنرال أن القوات الأمريكية غير مستعدة لذلك ويشدد على إجراء تدريبات بالذخيرة الحية. المذكرة المؤرخة في الأول من شباط، سُرِّبت لقناة “ ان بي سي نيوز تي في”.

وأكدت البنتاغون صحة المذكرة، على الرغم من أنها تتبنى رسميا التنبؤ بوقوع حرب وشيكة أو توصيات الجنرال الصارمة للعمل.

وبدلاً من ذلك، قال المتحدث باسم وزير الدفاع الأمريكي باتريك س رايدر، ان الصين هي المنافس الحقيقي الوحيد للولايات المتحدة، الذي يقلقها.

في نهاية كانون الأول الفائت، وصلت طائرة مقاتلة صينية على بعد ثلاثة أمتار من طائرة استطلاع تابعة للقوات الجوية الأمريكية خلال تدريبات طيران فوق بحر الصين الجنوبي. وتنشر الصحافة الأمريكية أنباء عن مناورات صينية. ومع ذلك، نفى وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن نية الصين الاستيلاء على تايوان. وبالضد من ذلك تتحدث مذكرة الجنرال الأمريكي عن عمليات قتالية محتملة.

تعتقد واشنطن أن الردع ضد الغزو الروسي لأوكرانيا قد فشل. وفي شرق آسيا، كما يرى جنرالات مثل مينيهان ، لا ينبغي تكرار هذا الخطأ. لم ينتظر رد الفعل الصيني على المذكرة طويلاً: تثير الولايات المتحدة الصراعات. وحذرت الحكومة الصينية رئيس مجلس النواب الأمريكي كيفن مكارثي من زيارة تايوان كما فعلت سلفه نانسي بيلوسي.

السيناريوهات العسكرية الأمريكية بشأن صراع تايوان ليست نادرة. امام مجلس الشيوخ الأمريكي في عام 2021، ادعى الأدميرال فيل ديفيدسون أن الحرب على تايوان كانت ممكنة في غضون ست سنوات. لاحقا أصبح هذا البيان يعرف باسم “نافذة ديفيدسون”، لتحديد وقت الاستعدادات للحرب.

وتبلغ الميزانية العسكرية الأمريكية لعام 2023 أكثر من 816 مليار دولار، بينما تبلغ الميزانية العسكرية الصينية للعام الذي سبقه قرابة 230 مليار دولار.

ويتزامن إصدار مذكرة مينيهان مع زيادة التركيز الامريكي على الصين. قبل أيام قليلة تم تقييد إعفاءات صادرات التكنولوجيا لشركة هاواوي الصينية. ومن المنتظر أن يصل وزير الخارجية الامريكي أنطوني بلينكين قريبا إلى بكين.

وحذر تشو فنغ من جامعة نانجينغ من مبالغة كلا الجانبين بشأن نزاع تايوان، و”يحلمان” بحرب يمكن تجنبها. وقال تشو لصحيفة واشنطن بوست إن الكشف عن المذكرة يجب أن تكون فرصة لوقف هذه العملية بسرعة.

ويتضاءل إيمان واشنطن بفعالية العقوبات الاقتصادية، التي اعتبرت غير فعالة ضد روسيا، ولهذا يخشى فشلها ضد الصين. واتفق المعنيون بالسياسة الخارجية في الكونغرس الامريكي، مثل الجمهوري مايكل ماكول من تكساس، على الفور مع مينيهان: يجب على الولايات المتحدة الاستعداد عسكريًا. ونشرت صحيفة وول ستريت جورنال مؤخرًا تقريرًا استقصائيًا مفاده أن بعض أشباه الموصلات، التي تم حظر تصديرها إلى الشركات الحكومية الصينية من قبل بيل كلينتون في عام 1997، وجدت طريقها إلى مشترين مثل الأكاديمية الصينية للفيزياء التطبيقية، ومختبر الأسلحة النووية.

دعم الحزبين في واشنطن للتحضير للحرب

وكتب مينيهان أن لحظة الضعف ستأتي على الأرجح في عام 2024: قد تكون الانتخابات الرئاسية الأمريكية مصدر إلهاء كبير للأمة، ويمكن للصين الاستفادة من ذلك.

وفي تايوان ، يعتقد البروفيسور الفخري لين تشونغ بين ، وفقًا لصحيفة واشنطن بوست ، أن هناك علامات على أن الرئيس الصيني شي جين بينغ قد يكون أكثر صبرًا في خططه ، معتقدًا أن الوقت يعمل لصالح الصين. لكن مذكرة مينيهان تظهر أن دوامة التصعيد الخطيرة لا تزال تهدد الصراع في تايوان.

غضب صيني على الولايات المتحدة

وردت جمهورية الصين الشعبية بـ”عدم الرضا” على إسقاط منطاد بدون طيار. وقال بيان للخارجية الصينية، الأحد الفائت، إنه بعد التحقيق، أُبلغت الولايات المتحدة مرارًا بالطبيعة المدنية للمنشأة، وأن وصولها إلى الولايات المتحدة كان غير متوقع على الإطلاق.

وكان متحدث باسم وزارة الدفاع الصينية قد احتج بالفعل صباح الأحد على “الهجوم العنيف الذي شنته الولايات المتحدة على طائرة مدنية صينية بدون طيار”. ولقد كان “رد فعل مبالغ فيه بشكل واضح”. وقالت وزارة الدفاع إنها تحتفظ بالحق في “اتخاذ الإجراءات اللازمة للتعامل مع مواقف مماثلة”.

وقال متحدث باسم وزارة الخارجية في بكين، يوم الجمعة الفائت، إن المنطاد المدني يستخدم لأغراض بحثية ، متعلقة بالرصد الجوي، ولأسباب خارجة عن الإرادة، انحرف المنطاد بعيدًا عن مساره المحدد.

وأكد وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن يوم السبت أن القوات الجوية أسقطت “بالون المراقبة” بمساعدة طائرات مقاتلة قبالة ساحل المحيط الأطلسي. تم ذلك بتوجيه من الرئيس جوزيف بايدن.

 **************

لبنان.. تأجيل استجوابات قضية المرفأ

بيروت ـ وكالات

 أرجأ المحقق العدلي في انفجار مرفأ بيروت طارق بيطار امس الإثنين كافة جلسات استجواب المدعى عليهم والتي كان قد حدّدها إثر إعلانه استئناف التحقيق الشهر الماضي، ما أثار في حينه أزمة غير مسبوقة داخل الجسم القضائي.

وقال بيطار لصحافيين من مكتبه في قصر العدل في بيروت إنه قرر تأجيل كل جلسات الاستجواب المحددة في شباط، كون النيابة العامة التمييزية قررت عدم اعترافها بمذكراته وباستئناف التحقيقات.

وأوضح أن “التحقيق العدلي يجب أن ترافقه النيابة العامة التمييزية ويجدر أن يكون هناك تعاون بينهما”.

ويعكس مسار التحقيق في انفجار مرفأ بيروت ثقافة “الإفلات من العقاب” التي لطالما طبعت المشهد العام في بلد يحفل تاريخه باغتيالات وانفجارات وملفات فساد، نادراً ما تمّت محاسبة الضالعين فيها. كما تؤجّج التدخّلات السياسية المتكرّرة غضب أهالي الضحايا ومنظمات حقوقية.

 ****************

24 قتيل وحوالي 1100 جريح في حرائق غابات تشيلي

سانتياغو ـ وكالات

أسفرت حرائق الغابات التي تتواصل في وسط تشيلي حيث تستعر موجة حر شديدة، عن مقتل 24 شخصاً وإصابة 1182 آخرين، وفق حصيلة جديدة أصدرتها السلطات الأحد.

وأفادت السلطات بأنّ النيران التي أجّجتها رياح معتدلة إلى شديدة ودرجات حرارة زادت عن 40 درجة مئوية، أتت على حوالى 270 ألف هكتار ودمّرت 1081 منزلا في خمسة أيام.

وقال نائب وزير الداخلية مانويل مونسالف الأحد إنّ حصيلة القتلى “ارتفعت إلى 24 قتيلاً بعد وفاة شخص نقل إلى المستشفى في أنغول”، الواقعة في منطقة لا أراوكانيا.

وأعلنت الحكومة حالة الكوارث في عدّة مناطق في وسط البلاد.

وتحوّلت هذه المنطقة الزراعية والحرجية إلى مشاهد خراب.

وبحسب الهيئة الوطنية للوقاية من الكوارث والاستجابة لها، تمّ تسجيل 283 حريقاً نشِطاً، بما في ذلك 71 حريقاً خارج نطاق السيطرة.

وقال مونسالف “نشهد تحسّناً طفيفاً في الأحوال الجوية الأحد والاثنين. وهذا يعني أننا لا نشهد درجات حرارة عالية للغاية”، لكنّها قد تصل مرة أخرى إلى حوالى 40 درجة مئوية الثلاثاء.

وأضاف أنه عشرة أشخاص أوقفوا للاشتباه في دورهم في اندلاع بعض الحرائق.

 ********************

بريطانيا تشهد أكبر إضراب  في تاريخ نظامها الصحي

لندن ـ وكالات

واجه النظام الصحي البريطاني، امس الاثنين، أكبر إضراب عن العمل في تاريخه، إذ قرر عشرات آلاف الممرضين والممرضات والمسعفين التوقف عن العمل في اليوم نفسه.

وبدأ موظفو النظام الصحي الوطني (NHS) سلسلة من الإضرابات الواسعة في كانون الأول.

ويقول الممرضون والممرضات، إن رواتبهم لا تتماشى مع ارتفاع التضخم الذي شهدته البلاد في العقد الأخير، بحيث يعجزون عن تسديد فواتيرهم وسط ارتفاع أسعار الوقود والغذاء والسكن.

وقالت الممرضة المتدرّبة فيكتوريا باسك في جناح الصدمات في مستشفى الملكة إليزابيث في برمنغهام بوسط إنكلترا “ننهمك على مدار الساعة طيلة أيام الأسبوع ونشعر بالانهاك لقيامنا بمهام ثلاثة أشخاص”.

وأضافت “أحبّ وظيفتي، أحب العمل الذي أقوم به، وإحداث فرق في حياة المرضى. لكن لا يمكنني أن أتخيّل نفسي أفعل ذلك حتى بلوغي عمر الستين”.

خلال الأسبوع الماضي، توقف 500 ألف شخص، بينهم مدرّسون وعاملون في قطاع النقل وعاملون في قوات الحدود في الموانئ الجوية والبحرية في المملكة المتحدة، عن العمل.

ولفتت نقابة كلية التمريض الملكية إلى أن إضراب الاثنين سيؤثر على الممرضين والممرضات في نحو ثلث المستشفيات في إنكلترا ومعظم ويلز.

 ********************

الصفحة السابعة

ما بين الماركسية والدين متسع رحب للتعبير عن هموم الناس..  لقاء مع الكاتب الراحل عزيز سباهي *

موسى الخميسي

لقد دفع مجمل التغيرات والتناقضات التي يعيشها مجتمعنا العراقي العديد من المندائيين العراقيين إلى إعادة النظر بشكل انتقادي في المفاهيم القديمة حول المثقفين ودورهم الايجابي في حركة المجتمع، فهم الآن لا يمثلون مجتمعا خاصا قليل العدد متجانسا اجتماعيا ومنفصلا عن دورة الإنتاج المادي والفكري، لان ممثليه يمارسون المهنة او العمل الذهني الصرف كل على انفراد. اذ اندثرت مفاهيم تقليدية كثيرة حول المثقفين وانعزالهم في أبراجهم البعيدة عن الناس وهمومها وتطلعاتها. المثقفون اليوم باعتبارهم أمناء للحقيقة ومثل العدالة ومدافعين عن مصالح الذين حرموا من حق الكلام، لا زالوا يعيشون بيننا ويربطون بين نشاطهم المهني والنضال، في سبيل التقدم الذي نسعى اليه جميعا.

والمندائيون يعتزون بان عددا من مثقفيهم لا زالوا يمثلون إحدى *رموزهم ورموز مجتمعهم الروحانية التي لا تنقرض، من خلال أفكارهم وطروحاتهم وعملهم النضالي الدؤوب، الذي لا يزال إلى يومنا هذا مؤثرا في العلاقات المتبادلة بين أبناء الطائفة بشكل خاص والشعب العراقي بشكل عام. وعميد المثقفين المندائيين الأستاذ عزيز سباهي (1925ــ 2016) الذي انخرط منذ صباه في العمل النضالي والفكري، هو نموذج الإنسان البار الذي مثل ايجابية الموقف مع نتاج الفكر، حارب كل إغراءات الحلول الفردية ومغريات مؤسسات السلطات الرجعية البائدة، التي عملت على تحطيم وتشويه الإنسان العراقي، ودفع ثمنا لأفكاره سجنا وتجويعا وتشردا، من أجل ان لا تزاحم الإنسانية شريعة الغاب، ومن اجل ان لا يتم التلاعب في قيمة الإنسان.

هذا الإنسان، المفكر، المناضل، النموذج، ظل يطالب بان تكون الثقافة بنهوضها وآفاقها الرحبة بكل عناصرها المترابطة، مُسخّرة للإنسان، وان تأخذ زمام مصيره وتاريخه العام بيديه، وان تكون جميع روافدها في خدمته، وان تؤخذ بالاعتبار جميع جوانب الحياة الثقافية المتعلقة بالعلم والتقنية والفن والرياضة والأخلاق وتربية المواطنة والسياسة. لقد عكس هذا الإنسان البار بكل معاركه ونشاطاته ومواقفه وفصاحته، في ظروف الانحطاط الفكري التي سادت العراق او خلال هوامش العمل الديمقراطي والانفتاح، مفهوم المثقف الذي لا ينفصل عن نصير الآراء التقدمية بكل جلاء:

نص اللقاء مع الكاتب والمفكر  الاستاذ عزيز سباهي

1- كيف توفق بين التزامك الشيوعي وانتمائك الديني المندائي حيث اصدرت كتابا اعتبر من أهم المصادر الحديثة عن تاريخ ومستقبل هذه الديانة العريقة، بالمقابل عملك الحالي في انجاز الجزء الثالث من تاريخ الحزب الشيوعي العراقي؟

2- لقد تربيت في المناطق الريفية في جنوب العراق في وسط ديني. كيف استطعت ان تخرج شيئا فشيئا من هذا الوسط وتصبح كاتبا ماركسيا؟

3- هل لا زلت تعتقد بان الفكر الماركسي لازال صالحا لإصلاح الواقع العراقي؟

إذا سمحت، سأجيبك على تساؤلاتك هذه مرة واحدة، وكلها تدور كما ترى حول جمعي ما بين الانتماء إلى المندائية واعتناق الماركسية في آن واحد، وما تولد عن هذا من اهتمامات في ميداني الفكر والسياسة.

في البدء أود أن أشير إلى انني حين انخرطت في صفوف النضال الشيوعي في العراق إبان السنوات الأولى من أربعينات القرن الماضي، لم أكن يومها قد تعرفت على جوهر الفكر الديني، مثلما، في المقابل لم أكن قد الممت بالماركسية بعد، كفكر. ولكل من الأمرين أسبابه. فلا الوسط الديني الذي نشأت فيه كان بوسعه أن يقدم الإجابات الواضحة والمقنعة لجيلنا من الشباب، الذي كانت المعارف التي يتلقاها في المدارس (ويومها لم تكن الصحافة أو وسائل الأعلام الأخرى قد دخلت بيوتنا بعد) تفتح امامه آفاقا لا تسعفه بيئته العائلية البسيطة بتفسيرات مقنعة من جانبها. بالمقابل لم تكن المكتبة العراقية تزوده بما تطرحه الماركسية من تفسير للمشكلات التي تواجه هذا الجيل الا في النادر. وكل ما كان هنالك لا يتعدى افكارا وطنية صيغت لتوضيح المهمات الوطنية التي تنطرح امام الشباب من وجهة نظر الحزب الشيوعي العراقي.

هذا اولاً، ما اود التنبيه اليه ثانياً، هو انني انحدرت عن عائلة صابئية معدمة حقا، فقيرة إلى حد البؤس، إلى الحد الذي يدفعني إلى التساؤل بحيرة: كيف يا ترى استطاعت هذه العائلة، مع كل هذا، أن تدبر أمر إعالة خمسة اطفال؟ هذا من جانب (وهو بحد ذاته كما ترى يدفع بالشباب إلى الاحتجاج والنضال) من الجانب الآخر فالصابئة في العراق سابقا وراهنا يواجهون نوعا من الاضطهاد، خفي احيانا، ومكشوف أحيانا اخرى، من المجتمع وحتى من السلطات التي يفرزها هذا المجتمع. اضطهاد ماكر، ايديولوجي ومادي، لا يقر لهم بالمساواة، رغم انهم لا يقلون عن أقرانهم بشيء، ان لم يتفوقوا أحيانا ً. وكان لابد لهذه الحال ان تدفع بالشبيبة المندائية إلى البحث عما يعينها على الخلاص، ويحقق لها طموحها في المساواة، وهو، كما ترى بحث مشروع. وكان منطقيا ان يتجه الشباب، ومنهم المندائيون، إلى الحزب الشيوعي العراقي بالتحديد، ليس لصدقه فيما يفعل وحسب، وإنما لكونه يشرع ابوابه أمام أبناء الشعب، دون ان يضع أمامهم اية قيود أو اشتراطات، قومية او دينية او عشائرية او جاه ... الكل يجد فيه متسعاً رحباً للتعبير عن هموم جماعته، والكل يتساوى فيه وتآخى فيه مع الآخرين، ويتصدر صفوفه من هو أهل لذلك، بغض النظر عن كل الفوارق التي اتينا على ذكرها.

ومع الزمن، وتنامي المعارف وخبر الحياة والتجربة النضالية، بات يتضح لي ما خفي من أفكار كلا الانتماءين في بادئ الأمر، المندائي والماركسي. ولا أكتمك، إن هذه التجربة في كلا جانبيها لم تخل من قصور في الفهم، وتشنج في التعامل ومن نزعات الطفولة اليسارية احيانا. لا أزعم أنني غدوت أمتلك من كلا الأمرين ناصيته الآن. وعسى ان تمتد بي الأعوام قليلاً لأشبع بعضاٍ من فضولي في فهم العلاقة أكثر بين الانتماءين، تحقيقا للحكمة الصابئية المندائية: “ويل لعالم لا يمنح من علمه، وويل لجاهل منغلق على جهله”. والحقيقة أقول: إنني كلما ازددت وعيا بما تعانيه هذه المجموعة الصغيرة من الناس، ازددت يقينا بالحاجة إلى الاقتراب منها، والسعي للأخذ بيدها لكي تتلمس سبيلها إلى الانعتاق مما تكابده من مرارات.

قبل بضع سنوات كان لي لقاء مع جمع من المندائيين وبعض المثقفين من غيرهم في السويد في محاضرة، وضعت لها عنوان غير مألوف: “الاشتراكية والحلــم المندائــي”. يومها قال قائل إنني أمارس دعاية سياسية. لكنني كنت يومها، ولا أزال، أؤمن حقا بما قلته. ظل الصابئة المندائيون ولقرون طويلة يعيشون في بيئة منعزلة يسودها اقتصاد المقايضة. يحلمون بالمساواة والحرية... حتى إذا زحفت نحوهم العلاقات الرأسمالية الحديثة، بدأوا يواجهون وضعاً صعباً... تكيفوا له حقاً بما عرف عنهم من طيبة ومسالمة ومثابرة، لكنهم باتوا يواجهون خطراً جديداً هو انحلالهم كطائفة ذات معتقدات خاصة. وفي المهجر تحولوا، وسيتحولون ولا شك، إلى ما يشبه الأيقونات في المتاحف ... تحتاجهم دوائر الدراسات اللاهوتية كعينات حية لدراسة ماض سحيق من الصراعات الدينية ... ولهذا لن يجدوا هنا، ايضا، متسعا رحبا لتحقيق أحلامهم كما علمتهم إياها معتقداتهم. إن أبرز ما تؤكده العقائد المندائية تأكيدها على الجمع ما بين التطلع إلى العلم، والحث على العمل. حتى الإنسان الراهن يعجب حقا بما تسعى المندائية إلى تقديمه في تفسير ظهور الكون وخلق الإنسان الراهن والانتقال به من عالم الحيوان والظلام إلى دنيا النور ورحاب المعرفة الإنسانية، وتأكيدها على التآخي والسلام ما بين الناس. إن حكمتهم ترى ان أسمى ما يسعد به الصابئي هو احترام الناس: “رأس غبطتـك ان تحتـرم النــاس” التعاليم المندائية تؤكد على التعامل النزيه مع الناس وتحرم القتل وتقف ضد الحروب وتدعو إلى السلم وإلى الابتعاد عن الركض وراء المال واكتناز الذهب والفضة، وتنادي بالمساواة الكاملة بين الجميع وبين حقوق الرجل والمرأة. أليس في كل هذا ملامح من العدالة والمساواة التي تدعو لها الاشتراكية؟

لقد دعا ماركس الدين “زفرة المحرومين”، فأي تناقض، اذن، بين ان تدعو إلى انعتاق المحرومين (ومنهم المندائيون)، وان تدلهم على الدرب الذي يضمن لهم هذا الانعتاق! واي تناقض بين أن توفر لهؤلاء المحرومين فرصة التنفيس بالزفرة عما يضطرب في صدورهم إلى جانب العمل من أجل خلاصهم من عوامل الاضطراب هذه! لعل من أجمل معالجات الماركسيين في هذا الشأن ما كتبه فردريك أنجلز، رفيق ماركس، عن نضال المسيحيين الأوائل لنشر المسيحية بين اواسط الأرمن وغيرهم في آسيا الصغرى، ونضال الاشتراكين في مساعيهم الأولى لنشر أفكارهم في أوربا.

لقد كان منطقياً أن يتوصل القدامى، مع قصور أدواتهم المعرفية إلى فهم العالم الموضوعي الذي يحيط بهم على نحو ما توصل اليه الأنسان في قرونه المتأخرة، وبالتالي عجزهم عن تبين السبل التي تحررهم من تشابكات العالم وصراعاته. لقد تناول ماركس الدين تناولا موضوعيا كشكل من اشكال الوعي الإنساني كأيديولوجيا برزت وانتشرت في ظروف وبيئات معينة ... لكن نقده انصب على المؤسسة الدينية التي جعلت من نفسها ومعارفها أداة للتبشير بما يخدم خضوع عامة الناس المستضعفين إلى مشيئة المالكين والحاكمين. ولأتنسى أننا ورثنا ما صور لنا المحتلون البريطانيون عن الشيوعية، والا فقادة العراق الأوائل الذين حاربوا الإنجليز كان لهم رأيهم المعاكس تماما بالبلاشفة ولينين. ولأن المندائية توظف معتقداتها في خدمة عامة الناس وليس السلاطين، وتؤكد على معتنقيها بالابتعاد عن السلاطين، كان هذا هو ما قربها من المفكرين العرب الإسلاميين الذين عرفوا بنزعاتهم المتحررة كالفيلسوف ابو بكر الرازي او الشاعر المفكر ابو علاء المعري.

4-هل لا زلت تعتقد بان الفكر الماركسي لازال صالحا لإصلاح الواقع العراقي؟

5-هناك من يقول لنضع صورة ماركس إلى جانب صور العديد من مفكرينا العرب والعراقيين لرؤية المستقبل ما هو رأيك بمثل هذه الطروحات؟

دعني اصارحك القول في ضوء الفوضى الشاملة والتخبط الذي يجري في الواقع العراقي، وغابة الشعارات التي تذهب إلى حد التعارض احيانا، أعتقد ان لا سبيل إلى الخروج إلى بر الأمان واكتشاف السبيل الذي يؤدي إلى التقدم، الا بامتلاك المنهج التحليلي الذي دعا اليه ماركس لفهم هكذا واقع، وتبين العوامل التي تدفع إلى اضطرابه، والمصالح التي تحرك هذه او تلك من المجموعات والوجهات التي تؤدي اليها حركة هذه او تلك من المجموعات، وموقعها من الحركة العامة للمجتمع. الواقع العراقي في حاجة الآن إلى ما يوضح طبيعة الصراعات الجارية، وإلى ما ينزع عنها أرديتها الأيديولوجية للكشف عن المصالح الطبقية التي تحركها، وتمييز تلك التي تدفع إلى تقدم المجتمع. إن ما ينطرح الآن ليس بناء الاشتراكية. لكن ماركس لا يحدثنا عن هذا وحده، وانما هو يدلنا على السبيل الذي يفضي إلى القضاء على كل أشكال الاضطهاد، الطبقي والقومي والديني والاستعماري ... وحين تضطرب الأمور وتغيم المقاصد وراء مختلف الشعارات، ولا تعود الطبقات الفقيرة والمسحوقة والجماعات الدينية والإثنية المضطهدة تتبين طريقها في هذا الجو المتلاطم، يبرز الفكر الماركسي كدليل يقود إلى السبيل الذي يعبر عن مصالح الفقراء والمضطهدين وشغيلة الفكر.

بعد انهيار المنظومة الاشتراكية في أوربا الشرقية ترآى للكثيرين ان صفحة الماركسية قد انطوت ... واليوم، وبعد ان مر ما يزيد عن عقد من السنين على ذلك الزلزال الكارثة تبينت كثير من الدعوات ... وبات كثير من الذين ناصبوا الاتحاد السوفيتي العداء يندمون على ما فات. لكن ملايين من البشر تعود إلى ماركس من جديد وتقرأه بعيون فاحصة في ضوء واقعها الحي الملموس، وتتلمس منه سبيلها إلى المستقبل الأفضل، وليس التباكي على “الماضي السعيد”، وتتلمس منه العون للخروج من مشاكلها الاجتماعية والاقتصادية. إن عراق اليوم، ليس في حاجة إلى لطم الخدود على ماض ولى، وإنما هو في حاجة إلى اكتشاف سبيل المستقبل. وفي ظل المساعي التي تبذلها الاحتكارات الأجنبية، متدرعة بعدة العولمة اللبرالية وآلياتها ومؤسساتها للاستحواذ على خيراته، فان الشعب العراقي أكثر من أي وقت مضى في حاجة إلى استشارة ماركس من جديد وبعين فاحصة ومدققة، كما قلت، في ضوء واقعة الملموس.

6- هل تجد ثمة علاقة بين الدين المندائي ونزعتك المادية؟

7- كيف توفق بين نزعتك الماركسية واهتمامك بالدين المندائي وكتاباتك ومحاضراتك المستمرة عنه؟

8-المسيحيون والمندائيون بدأوا يهربون من موطنهم العراق بفعل تصاعد حدة الاضطهادات التي شملت القتل والاغتصاب ومطالبتهم بدفع الجزية من قبل عصابات دينية متطرفة. ما هو رأيك بعملية النزوح هذه وهل تعتقد بانها ستكون مؤقتة؟

لا احسب أن اي عراقي، غيوراً على وطنه وشعبه وتراثه ومستقبله لا يقلق للحال التي يتعرض فيها كثير من المسيحيين والصابئة للألوان من التضييق والاضطهاد، بما فيها القتل والاغتصاب والابتزاز، مما يدفع بالعديد منهم إلى البحث عن الأمان في الهجرة إلى خارج البلاد. وأنا الذي عانيت، ولا أزال من الغربة منذ ما يزيد عن ربع قرن، أدرك بمرارة، ما يعنيه التشرد والهجرة. من المؤسف، حقا ان أبناء العراق الأوائل، أعني بهم الصابئة والمسيحيين، أحفاد بناة الحضارة العراقية القديمة والذين عاشوا وعمروا بلاد الرافدين، قبل ان يدخلها العرب والمسلمون، يرغمون اليوم على الهجرة عن وطنهم. أن من حق المرء ان يتساءل بأي وجه حق تسمح عصابات تدعي الاسلام، لنفسها ان ترغم أبناء البلاد الأصليين على ترك وطنهم تحت طائلة التهديد بالقتل. ويجري كل هذا في القرن الحادي والعشرين؟ ثم أليست هذه العصابات تخالف بهذا الشرع الذي تدعيه، وهو الذي خاطبهم بقوله “ان لا خوف عليهم ولا هم يحزنون”؟ وهل هذه العصابات اعلى نسبا وأشرف قدرا وأكثر إدراكا ومعرفة من امامي الطالبيين، الشريف الرضي والشريف المرتضى، حين حزنا اشد الحزن على الكاتب الوزير أسحاق ابن هلال الصابئي وحين رثياه بأجمل المراثي؟

أنا أدعو كل القوى الخيرة في المجتمع على اختلاف مشاربها، لاسيما اليسار الديموقراطي ان تقف بقوة أكبر في وجه ما يتعرض له الصابئة والمسيحيون من اضطهاد، إن كانت تحرص حقا على إشاعة الديموقراطية في البلاد واطالب الأحزاب السياسية والصحافة والمنابر الأعلام كافة، لاسيما الشيعية ان تجاهر بمعارضتها هذه الممارسات، والتصدي للعصابات التي تمارس التنكيل بالمواطنين الأبرياء وإيقافها عند حدها.

في الجانب المقابل، أقول لأخوتي وأخواتي المسيحيين والصابئة الذين ينشدون الهجرة عن الوطن للخلاص مما يكابدون، ان الهجرة لن تحل المشكلة. فسيتعرض غيرهم للمحنة وان السبيل الوحيد للوقوف في وجه هذا الأجرام هو النضال ضده، ومشاركة من يكافح من اجل الديموقراطية في سعيه. ان هجرتهم قد تضمن سلامتهم، وقد توفر لبعضهم عيشا أفضل ... لكنها ستولد متاعبها المقابلة، وستولد وضعا يجر غيرهم إلى الهجرة حتى وان لم يرغبوا فيها، ولم يتعرضوا إلى ما يدفعهم اليها.

 ما هو رأيك بالدعوات الجديدة للثقافات العراقية المتعددة الاخرى التي تطالب بإزاحة هيمنة مظلة الثقافة العربية قليلا لتجد هذه الثقافات، هي الأخرى، وجه النور الذي حرمت منه لعقود طويلة؟

 دعني اولا، اشير إلى أن لهيمنة الثقافة العربية في العراق عواملها التاريخية الطويلة، اذ تولدت من هيمنة العرب والإسلام على مقدرات البلاد طوال حقب طويلة ظل فيها الأقوام من غير العرب، ومن غير المسلمين يتعرضون إلى التضييق وإلى الاضطهاد وفي ظل هذه الهيمنة الطويلة فرضت اللغة العربية نفسها لا في ميدان الثقافة وحدها، وإنما في التعامل اليومي والحياة الاجتماعية عامة. لقد تمثل العرب المسلمون ثقافات الأقوام الأخرى التي كانت سائدة في البلاد قبل احتلالهم وكسوها برداء من الأيديولوجيا الإسلامية، مضيفين لها ما أبدعوه هم واعادوا فرضها وبسط نفوذهم وهيمنتهم على المجتمع. وبات على المثقف من غير العرب المسلمين ان يسايرهم في هذا وإلا فأنه ينتهي إلى زاوية النسيان ويتوارى. وهكذا انمحت شيئا فشيئا لا الثقافات الخاصة بأقوام العراق الأولى، ومن بينهم الصابئة المندائيون والكلدانيون والآشوريون وحسب، وإنما انمحت ايضا المعالم القومية الأخرى أساسا وباتوا يحسبون في عداد العرب. وأضحى على علماء الأثار ان ينقبوا عن آدابهم في مكتبة آشور بانيبال وغيرها. وفي كتب المندائيين يشار في مواضع عديدة إلى فنونهم الموسيقية التي ما عاد لها أثر اليوم.

ان ازاحة هيمنة الثقافة العربية، ولو قليلا كما تقول لن تتم بمرسوم وإذا شئت الحق فأن الثقافة العربية هي الأخرى باتت تعاني من سلطان الذهنيات المتخلفة التي تدفع بها إلى التحجر، وكذلك مما تحمله العولمة الليبرالية من وافدات ... وليس غير الديموقراطية الحقة من علاج. وفي ظني ان الأبداع في جو ديموقراطي بحق، هو وحده ما يفرض التعدد والازدهار في الثقافة بما في ذلك ثقافة الأقليات ... ولنتمثل، بعد هذا بالقول الصيني: “ دع المئة زهرة تتفتح! “

انصب جهدك خلال السنوات الاخيرة على كتابة تاريخ الحزب الشيوعي العراقي فأصدرت جزئين وانت تعمل على الجزء الثالث. ما هو الفرق بين كتابك وكتاب الراحل حنا بطاطو عن تاريخ هذا الحزب؟

 عديدون هم الذين سألوني عما يميز كتابي (عقود من تاريخ الحزب الشيوعي العراقي) عما اورده الأستاذ الراحل حنا بطاطو في كتابه (الطبقات الاجتماعية القديمة والحركات الثورية في العراق) الذي صدر عن جامعة برينستن بالإنجليزية عام 1978 وترجم إلى العربية بعنوان (العراق). وإذا كان بعضهم خشي التماثل بين العملين فأن الأستاذ بطاطو ذاته قد عبر لي عن ترحيبه بمشروعي، وابدى استعداده لقراءة المسودات وابداء ملاحظاته. ولكن لسوء حظي ان يرحل قبل ان يتحقق له ما اراد. على انني اذكر تأكيده على اهمية ان يبادر الشيوعيون العراقيون ذاتهم إلى كتابة تاريخهم، فأبناء مكة أدرى بشعابها. ثم ان بطاطو يتحدث عنهم حتى منتصف السبعينات في ما يتواصل عملي إلى عقدين تاليين، جرت فيها أحداث خطيرة وإذا كان هو قد نظر إلى الأمر من خارجه فأنا انظر اليه من داخله واتابع حركته الداخلية بما لا يتسع للمراقب الخارجي ان يتابعها وستتيسر لقارئ العملين فرصة الجمع بين النظرتين ليحصل منهما على الرؤية الأدق.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* اُجري اللقاء قبل وفاة الرفيق عزيز سباهي ببضعة أشهر

 *************************

الصفحة الثامنة

في ذكرى انقلاب 8 شباط الفاشي.. ذلك اليوم الأسود*

لم تكن مجرد صدفة أن يتوحد الاقطاعيون والأغوات والرجعيون العتاة وبقايا نظام الملكية ورموزه، والقتلة والمأجورون، ووكلاء شركات الاحتكار النفطية، ويعقدوا حلفهم تحت الشعار المخزي (يا أعداء الشيوعية اتحدوا)، لاغتيال ثورة الرابع عشر من تموز المجيدة، والانتقام من الجماهير الكادحة صانعة ثورة الشعب العراقي، وفي مقدمتها الطبقة العاملة والحركة الديمقراطية وطليعتها الحزب الشيوعي العراقي.

وكان طبيعياً ان يستثمر كل أولئك الحاقدين والموتورين وأسيادهم ثغرات الحكم البرجوازي الوطني بالامتداد نحو اجهزته والتفريخ في رحم مؤسساته العسكرية والمدنية الحساسة والاجهاز عليه، من ثم، بانقلاب 8 شباط 1963 الفاشي.

لا نريد ان نبحث في (هوية) رشيد مصلح، صاحب البيان رقم (13) القاضي بإبادة الشيوعيين. يكفي ان (رفاقه) قادة انقلاب 17 تموز 1968، اضطروا لفضحه عميلاً امريكياً من على شاشة تلفزيون بغداد. والاعتراف الذي قدمه أحد اقطاب انقلابهم المشؤوم بأنهم (جاؤوا بقطار امريكي) فقد الكثير من إثارته، لأن ثمة ما هو أخطر من هذا الاعتراف، يتجسد في سلوك ومناهج ومواقف أولئك الورثة المخلصين لشباط الأسود الذين يحكمون عراقنا بقوة النار والحديد، ويسومون الشعب ألوان العذابات والكوارث.

اما ذاكرة الشعب فلا يمكن ان تنسى قطعان (الحرس القومي) وهي تجوب شوارع العراق لتعلن عن إلقاء القبض على السكرتير الأول للجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي الرفيق حسين احمد الرضي (سلام عادل) والعشرات من قادة وكوادر حزبنا، ليذهبوا شهداء، بين مئات الشهداء الذين تركت دماؤهم علامات فارقة على سحن وأيدي وبزات جنرالات الانقلاب، تحاصرهم كالكوابيس.

وكانت (أبيدوهم حيث وجدتموهم) العبارة الموجزة المسعورة التي تم بموجبها انجاز (الانتصار)، بيد أن الحقيقة تكشف أن الانقلابيين استطاعوا تسويق الجريمة شعبياً عندما نصبوا خيام الاعتقال والتعذيب والقتل في المنعطفات والساحات العامة والملاعب الرياضية بعد ان ضاقت السجون ودوائر الحكومة ومخافر الشرطة بخيرة المناضلين من أنبل بنات وأبناء شعبنا، وفي طليعتهم الشيوعيون العراقيون.

في تلك الأيام كانت مأثرة الشيوعيين الملهمة.. كانت مقاومة الجماهير الشعبية الغاضبة.. وكان صمود الشيوعيين، واستشهادهم، بشرف وبطولة، تحت التعذيب لكي يمجد حزب سلام عادل ورفاقه ذلك النداء الذي دوى في سماء العراق، ليتردد صداه في سماوات أخرى.. نداء فهد “الشيوعية اقوى من الموت وأعلى من اعواد المشانق”.. ومرة أخرى خاب أمل الأعداء الواهمين بتحطيم حزب الشيوعيين العراقيين، وأعاد التاريخ الذي لا يرحم، كلمات فهد الساطعة، بهتاف سلام عادل ورفاقه الشهداء، والمناضلين الشيوعيين.

ففي مؤتمره الوطني الثاني قيّم حزبنا انقلاب الردة واستخلص الدروس والاستنتاجات الضرورية في انتكاسة ثورة 14 تموز التي توجها ذلك الانقلاب.

وفي إطار هذا التقييم جاء في برنامج المؤتمر: “ان حكم الردة تمتع منذ اللحظات الأولى بعطف ومساندة القوى الامبريالية والرجعية في العالم كافة، وقد قبر لائحة قانون شركة النفط الوطنية في المهد، وألغى قانون الأحوال الشخصية، وجمد قانون رقم (80)، كما جمد الاتفاقية الاقتصادية العراقية – السوفيتية، وفتح الباب على مصراعيه أمام الرساميل الأجنبية الاحتكارية، ودشن عهده بالهجوم على الحركة الديمقراطية، مركزاً هجومه على الحزب الشيوعي العراقي. وأعلن البيان رقم (13) الذي يبيح قتل الشيوعيين وإبادتهم، فأطلق العنان للحرس القومي الفاشي بإباحة القتل والسلب والنهب وهتك الاعراض. وفتحت معسكرات الاعتقال التي ضمت عشرات الألوف من الوطنيين، وجرت ممارسة سياسة التعذيب والتصفية الجسدية. واستشهد المئات من الكوادر الشيوعية والعسكريين الثوريين ومئات الأعضاء، وقُتل السكرتير الأول للجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي سلام عادل والعديد من أعضاء اللحنة المركزية والمكتب السياسي تحت التعذيب، وتم سلب المكتسبات العمالية وجرى شن الغارات البوليسية (الزركات) على الفلاحين، وبعد أشهر من الهدنة مع قادة الثورة الكردية، والتي استثمرت لتصفية آخر بقايا الديمقراطية، شهدت البلاد أفظع حرب تدميرية ضد الشعب الكردي في العراق، وفي مثل هذه الظروف نهض حزبنا الشيوعي باندفاع إلى المساهمة الفعلية في الثورة الكردية المسلحة؛ حيث خاض الأنصار الشيوعيون معارك بطولية حققوا فيها أروع الانتصارات، كما شهدت البلاد أعنف صراع ضد قوى التحرر على المسرح العربي”.

تلك هي ثمرة انقلاب 8 شباط الفاشي، الذي أعاق تطور الثورة في بلادنا وأرجع مسيرتها إلى الوراء سنوات عديدة.

بيد ان المقاومة الجماهيرية الواسعة التي اندلعت منذ اللحظات الأولى تحت قيادة حزبنا الشيوعي، واستمرار هذه المقاومة، الذي تجسد على نحو بطولين في انتفاضة معسكر الرشيد في 3 تموز 1963، وحملة التضامن العالمي مع ضحايا الإرهاب، وتصاعد مقاومة الشعب الكردي البطولية، وتدهور الوضع السياسي والاقتصادي. ان كل هذا زاد، كما أكد برنامج المؤتمر الوطني الثاني لحزبنا، من عزلة الحكم وحطّم الحلف بين الرجعيين ومدعي القومية، ما أدى إلى اشتداد التناقض الداخلي بين أطراف الحكم واجنحته، وسقوط نظام شباط الفاشي، بعد تسعة أشهر من قيامه، مشيعاً بجرائمه وآثامه، وبلعنات الشعب والتاريخ.

وأكد حزبنا الشيوعي العراقي، الذي كان الضحية الأولى للانقلاب، الدروس والاستنتاجات الأساسية المستخلصة من ظروف تطور الثورة في العراق التي برهنت، كما اكدت وثائق حزبنا، ان تلك القوى السياسية والاجتماعية التي وضعت نفسها في البدء موضع التحدي إزاء الطبقة العاملة الثورية والجماهير الكادحة التي يقودها الحزب الشيوعي، وحاولت جر جماهير مختلفة إلى جانبها بتسعير الحقد ضد الشيوعية والحركة الديمقراطية، وبتسعير الشوفينية ضد القومية الكردية والأقليات القومية والطوائف المضطهدة، ساقها منطق التاريخ الذي لا مرد له الا أحضان أعداء الشعب والحرية والديمقراطية، واعداء الحرية والوحدة والاشتراكية، وإلى التحالف مع الاستعمار واعوانه، وإلى تنفيذ اغراضهم ومخططاتهم.

وإذ برهنت تجربة 14 تموز والانتكاسة والخفاقات على ان قيادات البرجوازية عاجزة عن قيادة الثورة حتى نهايتها، فقد علمت بعض الأوساط والفئات من البرجوازية الصغيرة انه ليس هناك طريق آخر في العراق لمسيرتها في الثورة الوطنية الديمقراطية من دون التحالف مع الطبقة العاملة وحزبنا الشيوعي. كما برهنت على الدرس البالغ الأهمية من “ان أعظم الانتصارات تحققها جماهير الشعب عندما تكون الأحزاب والقوى الوطنية متحدة ومتراصة. وان خطر الانتكاسات والهزائم تمنى بها الحركة حين تتمزق الجبهة الوطنية ويشتد الصراع بين أطرافها”.

واليوم يرفع مجرم الحرب صدام حسين راية 8 شباط ويستلهم تراثها الفاشي ليس فقط من خلال رفع راية مكافحة الشيوعية، وانما مكافحة كل القوى الخيرة في المجتمع العراقي تحت الواجهة المفتوحة، بعد ان حاول، بطرقه التضليلية، ان يعيد الاعتبار لنفسه من خلال الزعم بأنه تجاوز تلك الراية وتلك الواجهة.

لقد اكدت مسيرة السنوات الماضية، الاستنتاجات المهمة التي استخلصها حزبنا الشيوعي العراقي بشأن مسيرة تطور الثورة الوطنية الديمقراطية في بلادنا، فها نحن نشهد خندقين يحتدم بينهما الصراع: خندق صدام حسين ومنظمته ورايته معاداة الشيوعية والديمقراطية ومكافحة كل القوى الوطنية، وخندق المعارضة الديمقراطية والقومية التقدمية والدينية الوطنية التي تكافح ضد هذا النظام، مستهدفة اسقاطه وإقامة حكومة ديمقراطية ائتلافية، تنهي الحرب على أساس سلم ديمقراطي عادل، وتحقق الديمقراطية للعراق والحكم الذاتي الحقيقي لكردستان. وإذا كان ثمة ما ينبغي تأكيده من قبل خندق المعارضة الوطنية فهو ان عليها ان تكرس وتتمثل خلاصة هذه التجربة، وتعزز من وحدتها، وتنخرط على نحو جاد وفاعل لتحقيق الهدف الأساسي لشعبنا.

لقد تجاوز التاريخ أوهام قوى ردة شباط، فذلك الحكم الفاشي المعادي للشعب كان، في الممارسة العملية، اول من تملص من (التزاماته) إزاء الحركة القومية، بل ووجه ضربات قاسية لها، وهاجم الزعيم عبد الناصر ودخل في صراع مع الناصرية ومع فصائل أخرى من حركة التحرر الوطني العربية، وعزل العراق وابعده عن ساحة النضال العربي التحرري.

وليس من قبيل المصادفة ان نرى استمرار سياسة عزل العراق هذه الآن على ايدي ورثة انقلاب شباط الاسود، حيث جاء اشعال الحرب ضد الجارة إيران، نيابة عن الامبريالية، ولتحويل الأنظار والمعركة إلى غير وجهتها، ولصالح تنفيذ مخطط الامبريالية والصهيونية في المنطقة، وتهديد مصالح شعوبها، والامن والسلم في المنطقة وفي العالم. ويواصل النظام الدكتاتوري اليوم استمراره في هذه الحرب الاجرامية ومواصلة عزل الشعب العراقي عن المعركة الأساسية الدائرة ضد الامبريالية والصهيونية، ودعوته لتعريب الحرب في محاولة لتوجيه الجهود لا ضد الامبريالية وإسرائيل، بل لإسناد (قادسية صدام). كما يواصل حكام بغداد، ابطال 8 شباط، تعاونهم وتحالفهم مع حسين ملك الأردن باتجاه تصفية القضية الفلسطينية من خلال مباركة اتفاق جزار أيلول الأسود مع رئيس منظمة التحرير الفلسطينية، ومباركة (مبادرات) مبارك وأطراف كامب ديفيد المعلنة والمستورة من الرجعيين العرب، حلفاء صدام وحربه، وممولي نظامه. هذا ان لم نذكر سياسة التخريب التي مارسها ويمارسها النظام ضد الأنظمة والفصائل الوطنية والتقدمية في حركة التحرر الوطني العربية، وممالأة الامبريالية، والتنسيق مع اداتها العسكرية حلف الأطلسي العدواني، وخيانة الوطن، والتنازل عن أجزاء من أراضيه للحكام الرجعيين العرب، وانتهاك السيادة الوطنية، وغير ذلك من أوجه نهج الطغمة الفاشية. ان سياسة الدكتاتورية الفاشية الراهنة ليست بعيدة عن تراث 8 شباط، بل تستلهم ذلك التراث المشبع بمعاداة الشيوعية والحزب الشيوعي والشوفينية وعموم الحركة الوطنية في بلادنا. فما اشبه الليلة بالبارحة! لقد افتخر انقلابيو شباط بـ (مأثرتهم) بـ (تصفية الحزب الشيوعي)، وأعلن قادتهم ان صوت الحزب الشيوعي لن يعلو بعد عشرات السنين. ان حقائق التاريخ أسطع، والشمس لا يمكن حجبها بغربال، كما يتوهم حكام بغداد الحاليون، الذين راحوا يشنون، منذ سنوات حملات شعواء لـ (تصفية الحزب الشيوعي) مستخدمين مختلف السبل والامكانيات والأجهزة والمأجورين.

ان حزب الشيوعيين العراقيين حزب مجيد، مناضل، ترسخت جذوره عميقاً بين جماهير الطبقة العاملة العراقية وشغيلة وكادحي العراق، وهو يمتلك رصيداً من التجربة الثورية، يمكنه من مجابهة اعدائه من كل صنف ولون. وان هذا الحزب الذي منحه الشعب العراقي ثقته، والذي تنظر جماهير الشعب إلى رفاقه وانصاره البواسل نظرة الامل الوطيد، سيظل حزب الوطنية الصادقة والاممية الحقة، الحزب الذي يستلهم تراث شهدائه وامجاد تاريخه، ويتطلع إلى المستقبل، اميناً للشعب، ومُثل الطبقة العاملة، واثقاً من الظفر الأكيد.

ان ما حدث في 8 شباط سيظل عاراً في جبين أولئك الذي ساهموا في ارتكاب الجريمة، ومن يواصلون ذلك الإرث الفاشي، حكام بغداد المجرمين.. ولا يمكن تغيير اللون الأسود الذي شمل تسعة أشهر من حكم الردة، مثلما يستحيل على نخيل العراق التنازل عن خضرتها الدائمة، وعلى الرافدين ان يصبا في واشنطن.

ــــــــــــــــــــــــــــ

*نشرت في الثقافة الجديدة العام 1985 واعادت نشرها المجلة العام 2015

----------

الجمعة السوداء..  (8) شباط يوم حالك في ذاكرة العراقيين

غانم الجاسور

إلى كل العراقيين الذين عاصروا وشاهدوا الأيام الدامية، من الشهداء ومن رحلوا والباقين المضحين بالغالي والنفيس.. إجلالا وإكبارا وتقديرا لتضحياتهم الجسام في تلك المحنة التي لا تمحى من الذاكرة.

عندما نتصفح تاريخ العراق بعد الاحتلال العثماني لغاية الاحتلال الأمريكي. لم يمر بتاريخ العراق يوم دموي يحمل بين طياته الكره والحقد والانتقام مثل يوم (8/شباط/ 1963) أو ما يسمى بالجمعة الدامي، حيث استباحت قطعان الحرس القومي وأسراب الجراد الاصفر من البعثيين وحلفائهم من القوميين والاخوان المسلمين، حرمة الشعب العراقي بكافة انتماءاته العرقية، وجرت الدماء سيولا دون توقف في تلك الايام المشؤومة وما سميت بعدها (بعاهرة الثورات) من ذلك العام.  

 وفي مثل هذه الأيام المشؤومة وقبل (60) عاما وبالتحديد من الثامن من شهر شباط عام 1963 تم اغتيال ثورة الرابع عشر من تموز، الثورة التي اطاحت بالنظام الملكي العميل وأقامت أول نظام جمهوري بقيادة الزعيم الركن عبد الكريم قاسم. في يوم الثامن من شهر شباط بدأت المرحلة السوداء من تاريخ العراق السياسي الحديث حيث جيء بحزب البعث ليتحول العراق إلى حمامات من الدم وساحات للإعدام مارس خلالها البعثيون أبشع أنواع واساليب التعذيب الهمجي والقتل والتهجير بحق الشعب العراقي، ابتدأت من ذلك اليوم المشؤوم الثامن من شباط الاسود عام (63) فترة حكمهم، وفترة حكمهم الثانية في (السابع عشر من تموز عام 68) وحتى يوم سقوطهم باحتلال العراق في التاسع من نيسان عام (2003). حيث تعتبر هاتان المرحلتان من حكم البعثيين مراحل سوداء في تاريخ العراق الحديث. لقد حققت ثورة الرابع عشر من تموز رغم قصر عمرها منجزات وطنية وانسانية قل نظيرها لتبقى خالدة في ذاكرة كل عراقي وطني. تمثلت هذه الانجازات بقانون الاصلاح الزراعي الذي قضى على رموز الاقطاع وتوزيع الاراضي على الفلاحين وكذلك صدور قانون رقم (80) لعام (61) الخاص بتأميم وتحديد مناطق استثمار النفط. إضافة إلى قانون الأحوال الشخصية، والخروج من حلف بغداد. كل هذه المنجزات التي أعادت للعراق سيادته واستقلاله وهيبته واسترجعت ثرواته الوطنية المنهوبة، لم ترق للبعثيين والقوى الرجعية العالمية. من هنا بدا التخطيط للقضاء على هذه الثورة (الرابع عشر من تموز) ومنجزاتها ونهجها الوطني الديمقراطي وعلى رأسها الزعيم الركن عبد الكريم قاسم وما حققته من منجزات عظيمة. فكان انقلاب الثامن من شباط عام (63) وتسلم عصابات ومجرمي البعث المقبور زمام الأمور في العراق، بعد اعتقال واقتياد الشهيد عبد الكريم قاسم إلى مبنى دار الاذاعة والتلفزيون في منطقة الصالحية بعد أن أعطوه وعد شرف بعدم المساس بشخصه حيث تم تنفيذ حكم الإعدام به وبرفاقه الضباط الاحرار بطريقة وحشية وغير انسانية ومن دون اية محاكمة قانونية وشرعية. 

وما نريد التذكير به بأنه على كل عراقي وطني غيور عدم نسيان ذلك اليوم المشؤوم وتلك الجمعة السوداء من رمضان والتذكير به وبجرائمه لأبنائنا وأحفادهم في المستقبل، لكي لا يتكرر مثل ذلك اليوم الاسود الدامي الذي نجح بانقلاب فاشي وأد ثورة الرابع عشر من تموز التي جاءت من أجل الفقراء والعمال والفلاحين والمعوزين، وسنت الكثير من القوانين لصالح الشعب العراقي بكل انتماءاته القومية والعرقية. ولا تزال هذه الانجازات شاخصة إلى يومنا هذا. ويكفي ان نتذكر ان القتلة الانقلابيين أعدموا بدم بارد يوم (9) شباط قادة ثورة تموز دون محاكمة تذكر. وقد حولت مؤسسات مدنية ورياضية وقصر النهاية وملعب الإدارة المحلية والنادي الأولمبي إلى سجون لآلاف من المعتقلين المعارضين للانقلاب،  كما تعرض الشعب العراقي برمته وخاصة الشيوعيين والتقدميين الديمقراطيين والنساء العراقيات إلى صنوف الارهاب والتعذيب واخذت سكاكين الغدر والخونة الانقلابيين تحز رقاب الوطنيين من الشعب في مقرات الحرس القومي وأقبية قصر النهاية بلا هوادة وسالت أنهار من دماء الأبرياء، وقد فاحت رائحة القتل والموت والتعذيب الجسدي تحت سياط الجلادين حتى ازكمت الأنوف خلال الايام القليلة الماضية على استيلاء عصابات القتل والارهاب. وأدركت كل القوى الوطنية والديمقراطية ان هدف الانقلابيين الجبناء تصفية كل من يمكن أن يعارض او حتى يتبرم باستئثارهم بالسلطة وتحكمهم بالبلاد والعباد.

ولقد حدس رفاقنا وقتها أن سكاكين البعث العفلقي سوف تطالهم قبل غيرهم. عندما تم تشكيل هيئة خاصة للتحقيق في قصر النهاية وغيره من أماكن السجون والمعتقلات من غلاة المجرمين الطغاة والحاقدين الساديين الذين كانوا يتلذذون بتعذيب الشيوعيين والوطنيين تحت سياطهم الحارقة في أقبية قصر النهاية المشؤوم الذي كان فيه اختبار معنوي وفكري وجسدي لمقاومة الشر الذي استباح القيم الانسانية، بعد أن حلت البربرية والهمجية على أرض الرافدين، وكان يأتي العديد من كبار الضباط والعفالقة للإشراف على التحقيق ودفع المحققين إلى الايغال في اساليبهم الوحشية لانتزاع المعلومات من المعتقلين (وكانت هستيرية التعذيب تركب افراد الهياة التحقيقية عندما يدخلون القصر المشؤوم ).

(إن الانسان لا يمكن قهره أو كسر إرادته في أقسى الظروف ضراوة، وأن إخلاصه لأفكاره ومبادئه التي ضحى من أجلها هو جزء أساس من إحساسه لإنسانيته).

وتبقى الشيوعية رغم أنوفهم أقوى من الموت وأعلى من أعواد الشانق.

وليبقى الثامن من شباط يوما أسود في ذاكرة العراقيين..

----------

مأساة لا تمحو ذكراها السنون

نضال صبيح مبارك

ستون عاماً مضت على النكبة التي حلت في بلدي العراق. ستون عاماً لم ير الشعب فيها بصيصاً من نور ليشع في حياتهم. جاءوا بقطار أمريكي محملين بأدوات القتل والتعذيب، كانوا رعاع الغدر في ذلك الزمن، رفعوا شعاراتهم القومية الزائفة ليضللوا بها أفعالهم النكراء. حرسٌ لا قومي استباحوا حرمة البيوت.

 أتذكر والدي صبيح مبارك رحمه الله الذي زرع فينا حب الشعب والوطن ونحن صغار. أخذتني تلك الذكريات المؤلمة لحادثة لم تمح السنون ذكراها.

كان والدي صلة الوصل بين الشهيد حسن سريع والحزب، وكان مقرراً ان يكون هنالك لقاء بين والدي والرفيق الشهيد محمد صالح العبلي في دارنا بخصوص ما دار بين والدي ورفاق حسن سريع، أعلمنا والدي قبل ذلك إن حدث أي شيء طارئ يجب علينا أن نضع بطانية على سور الشرفة “ البالكون “ إشارة ليجنب الرفيق الشهيد العبلي الوقوع في أيدي المجرمين.

في يوم اللقاء هجم الحرس اللاقومي على دارنا نتيجة وشاية قذرة لإلقاء القبض على والدي. أدركت أن عليَ أن أنشر البطانية، هرعت ونشرتها على سور الشرفة وفي تلك اللحظة وإذا بي أرى شخصاً نحيفاً على دراجته الهوائية يعود أدراجه مسرعاً فاطمأن قلبي بأنه قد نجا في الوقت المناسب. وفي ذلك اليوم تم القاء القبض على عمي سليم الذي كان صديقاً للحزب وبقي عندهم ليلة وثاني يوم جاءوا به إلى دارنا مخضباً بدمائه ويداه مكسورتان وطالبوا بإحضار والدي والا سيقتلون عمي وكذلك أخي الصغير، كانوا زمرة التعذيب ناظم كزار وعصابته. هي ذكرى مؤلمة أخرى، ولقد تم القاء القبض على والدي والواشي الذي كان بحمايتنا.

ظل حرس الموت في دارنا مدة خمسة أيام يأملون في إلقاء القبض على من أخبرهم الواشي (لا أريد ان أذكر اسمه) وغادروا الدار بعدها غبر مأسوف عليهم بخفي حنين، ولكن يا للأسف تم القاء القبض على الشهيد العبلي بعد أن فشلت محاولة الشهيد حسن سريع، وخسرنا الكثير من الرفاق الذين مازالت ذكراهم تؤرق الطغاة وما زال الحزب يستمد من ذكراهم العزيمة على مواصلة النضال.

ورغم مرور هذه السنين التي لم تستطع محو هذه الذكرى، بل زادتني كراهية بما فعله الطغاة بشعبنا.

-----------

الصفحة التاسعة

نتائج مباريات دوري السيدات لكرة القدم

بغداد – طريق الشعب

حقق فريق القوة الجوية فوزاً كاسحاً على فريق بلادي، فيما فاز فريق الزوراء على راوندوز، ضمن مباريات الجولة الرابعة من مرحلة الذهاب لمنافسات دوري كرة الصالات للسيدات.

وفي المباراة الأولى اكتسح القوة الجوية فريق نادي بلادي بعشرة اهداف مقابل هدفين.

وفي المباراة الثانية حقق فريق الزوراء فوزاً عريضاً على فريق راوندوز بخمسة اهداف مقابل هدف واحد.

------------

ضمن منافسات الدوري العراقي.. نفط البصرة يهزم القوة الجوية والصناعة يصعق أربيل

بغداد ـ طريق الشعب

انطلقت يوما الأحد والإثنين منافسات الجولة 15 من الدوري العراقي الممتاز لكرة القدم.

وخلال مباريات الأحد، تمكن فريق نادي الزوراء من تحقيق الفوز على مضيفه فريق نفط ميسان في ملعب ميسان الدولي.

وجاء هدف الزوراء الأول في الدقيقة 37 عن طريق اللاعب علاء عباس، وفي الدقيقة الثانية من الوقت بدل الضائع للشوط الأول جاء هدف الزوراء الثاني عن طريق اللاعب سعد عبد الامير، لينتهي الشوط الاول بتقدم الزوراء بهدفين دون مقابل لنفط ميسان.

وفي الشوط الثاني قلص نفط ميسان النتيجة في الدقيقة 54 عن طريق المحترف بنيامين اكور، وعاد علاء عباس وسجل هدفه الشخصي الثاني والهدف الثالث للزوراء في الدقيقة 83 من عمر اللقاء.

وفي المباراة الثانية، فرط الكهرباء في فرصة اعتلاء صدارة الدوري العراقي الممتاز، بعد تعادله مع مستضيفه الحدود بنتيجة (1-1)، في المباراة التي جرت يوم الأحد في ملعب الشعب الدولي، وسط حضور جماهيري ضعيف.

وشهدت مجريات المباراة في بدايتها خطورة قليلة رغم أفضلية الكهرباء في الشوط الأول، وتوج داوودا مجهود فريقه بإحرازه لهدف السبق عبر رأسية جميلة وضعها في مرمى الحارس علاء خليل.

وفي الشوط الثاني فرض لاعبو الحدود سيطرتهم المطلقة على أحداثه، وبعد سلسلة من المحاولات، تمكن الموريتاني محمد أسويعيد من خطف هدف التعادل “بالكعب” مسجلًا أجمل أهداف الموسم حتى الآن.

وخطف دهوك فوزا ثمينا من مستضيفه كربلاء، في المباراة التي جرت على ملعب كربلاء الدولي.

ونجح شافيو ماموني في تسجيل هدف الفوز الثمين لفريقه دهوك في الدقيقة 77 من زمن المباراة التي أقيمت وسط حضور جماهيري متوسط.

وفي مباريات الإثنين، تمكن فريق زاخو من التغلب على مضيفه نفط الوسط بهدف وحيد حمل امضاء اللاعب علي مهدي في الدقيقة 54 من المباراة، فيما تعادل فريق نادي النفط مع ضيفه فريق نادي نوروز بنتيجة 1-1.

وسجل النفط أولاً في الدقيقة 32 من الشوط الاول عن طريق المحترف دينيس اكبار انتوي، وفي الدقيقة 83 جاء هدف التعديل لنوروز عن طريق المحترف كلاوديو اوليفيرا.

اما في المباراة الرابعة، فقد صعق فريق نادي الصناعة مضيفه اربيل بعد الفوز عليه بأربع اهداف مقابل لا شيء. وفي خامس اللقاءات خسر القوة الجوية امام ضيفه نفط البصرة بهدف وحيد.

---------

«مارادونا مات».. فضيحة عنصرية جديدة تهز إيطاليا

سبيزيا ـ وكالات

لم تشتبك جماهير نابولي مع جماهير مضيفهم سبيتزيا كما جرت العادة في آخر مواجهاتهم، لكن جماهير الأخير كانت أكثر قسوة بهتافات عدائية ضد كل ما يخض الضيوف. مباراة الفريقين الموسم الماضي توقفت لدقائق بسبب اشتباكات بين الجمهورين. مباراة الأحد لم تتوقف لكن جماهير سبيتزيا هتفت بشكل عدائي ضد ضيوفهم: «لسنا نابوليتانيون»، «اغسلوهم بالنار- في إشارة إلى بركان فيزوف الذي ثار سنة 79م بخليج نابولي»، «هل تعرفون لماذا يدق قلبنا؟ لأن مارادونا مات، دييغو لن يدخن بعد الآن».

وحقق نابولي الفوز بثلاثية على سبيتزيا ليعزز صدارته بـ 56 نقطة ويترك مضيفه يعاني من شبح الهبوط في المركز السابع عشر برصيد 18 نقطة.

الهتافات ضد نابولي المدينة والفريق وأسطورته دييغو مارادونا لم تشغل جماهير المتصدر كثيرًا الذين ردوا «لدينا حلم في قلوبنا؛ عودة نابولي ليصبح بطلًا».

رغم ما حدث إلا أن قبل انطلاق المباراة صعد النيجيري فيكتور أوسيمين الذي سجل هدفين باللقاء، معتذرًا لسيدة من مشجعي سبيتزيا بعدما ارتطمت الكرة التي كان يتدرب بها في وجهها؛ أوسيمين أُحيط به ونزل الملعب بصعوبة بعدما حاولت الجماهير التقاط صورًا تذكارية معه.

--------

الهلال يواجهة فلامنغو في نصف نهائي كأس العالم للأندية.. الصحف الاسبانية تحذر «الملكي» من «المارد الاحمر»

متابعة ـ طريق الشعب

يُواصل الهلال استعداداته لمواجهة فلامنغو بطل أمريكا الجنوبية غدا الثلاثاء في نصف نهائي كأس العالم للأندية المقام حاليًا في المغرب، وهو اللقاء الذي سيغيب عنه نجم الوسط محمد كنو بعد طرده خلال مواجهة الوداد.

عطيف يعوض كنو

التوقعات كانت تُشير إلى أن عبد الله عطيف سيُعوض كنو في الوسط، حيث يُعد البديل الأكثر خبرة في مجموعة الوسط، لكن صحيفة الرياضية السعودية كشفت عن توجه المدير الفني رامون دياز لخيار آخر مفاجئ تمامًا.

الصحيفة أوضحت أن المدرب الأرجنتيني سيدفع بالشاب مصعب الجوير في الوسط بدلًا من كنو، فيما سيُواصل عطيف جلوسه على مقاعد البدلاء مما يصب في صالح التقارير التي تتحدث عن رحيله عن النادي بنهاية عقده الصيف القادم.

اللقاء سيشهد كذلك غياب أندريه كاريلو بعدما تعرض لإلتواء في المفصل، وفيما أكد دياز غياب اللاعب عن مواجهة فلامنجو أوضحت الرياضية أن مدة غيابه مازالت مجهولة ولم تُحدد بعد.

واصلت الصحافة الإسبانية، امس الاثنين، تغطيتها المكثفة للمباراة المرتقبة بين ريال مدريد والأهلي المصري، المقررة غدا الأربعاء في نصف نهائي مونديال الأندية بالمغرب.

ومن جانبها، ذكرت صحيفة “ماركا” المدريدية أن الميرينغي يستعد لمعركته الجديدة دون راحة، حيث وصل الرباط امس الاثنين استعدادًا لمواجهة الأهلي.

وقالت الصحيفة: “ينتظر ريال مدريد 11 محاربًا مصريًا على استعداد لجعل نصف النهائي مستحيلًا أمام الفريق الملكي.. إنها المباراة الأكثر أهمية في تاريخ الأهلي، وصيف دوري أبطال إفريقيا، والضيف الوحيد الذي تمت دعوته للبطولة”.

وتابعت: “شارك الأهلي في المونديال بعد مصادفة تنظيم المغرب للبطولة، بالتزامن مع تحقيق الوداد المغربي للقب دوري الأبطال.. واجتاز أول مرحلتين دون أن تهتز شباكه، بعد الفوز 3-0 ضد أوكلاند سيتي، و1-0 على سياتل ساوندرز”.

وأضافت الصحيفة المقربة من النادي الملكي: “يتسلح الأهلي براحة إضافية تبلغ نصف يوم أكثر من ريال مدريد، وهو ما قد يؤخذ في الاعتبار، عند لجوء الفريق المصري لأسلوب دفاعي ضد الريال”.

«ملك إفريقيا»

كما أبرزت تاريخ المارد الأحمر في المونديال، قائلةً: “الأهلي أحد كلاسيكيات كأس العالم للأندية.. إنه الفريق الذي يشارك في هذه البطولة، منذ بدء النظام الجديد عام 2005”.

وواصلت: “يعد الأهلي أكثر فريق خاض مباريات في البطولة (20)، بفضل مشاركاته الـ8.. وهذا ليس مستغربًا، لأن ملك إفريقيا لديه 10 ألقاب في دوري الأبطال، أي ضعف ما لدى منافسه الزمالك المصري.. كما أنه جاء في المركز الثالث بالنسخة الأخيرة من كأس العالم، لذا فإنه فريق ذو خبرة دولية كبيرة”.

واسترسلت “ماركا”: “الأهلي لديه العديد من اللاعبين الدوليين، الذين يتواجدون باستمرار في منتخب مصر، مثل حارس المرمى محمد الشناوي، وقلب الدفاع محمد عبد المنعم، ولاعبي الوسط حمدي فتحي وعمرو السولية.. بالإضافة إلى التونسي علي معلول، والجنوب إفريقي بيرسي تاو، والمالي أليو ديانج”.

واختتمت: “كما أن هناك آخرين يمثلون المنتخب المصري على فترات، مثل: محمد مجدي أفشة ومحمد شريف وطاهر محمد طاهر ومحمود كهربا ومحمود متولي”.

---------

وقفة رياضية.. لا بد من دوريات للفئات العمرية

منعم جابر

كتبنا كثيراً عن أهمية البدء في العمل الرياضي مبكراً، لأن المواهب والفلتات الرياضية تتكون في هذه المرحلة العمرية ومن يتجاوزها يخسر كثيراً ويجد صعوبة في اكتشافها.

لذا نقول للجميع ولكل المعنيين بشؤون الرياضة أن يستعدوا مبكراً لتحقيق النجاح ليكون عملنا صحيحاً وقائما على أسس علمية ونفتح الطريق للجميع ولكل الألعاب، فهذا يلعب كرة القدم وذاك كرة السلة والآخر تعجبه الكرة الطائرة واليد والبعض يجد في العاب القوى ضالته وهكذا لجميع الألعاب.

إذا لنسعى لتوجيه الشباب والفتيان والفتيات للألعاب التي يعشقونها ويستمتعون بممارستها، وتكون هذه المرحلة هي مرحلة التأسيس والبناء للصغار، وهنا يبرز العمل المنظم والتوجه النوعي لألعاب محددة وتدريبات نوعية يستطيع الصغير الذي بعمر الفتوة أن يستوعب التوجيهات، وتبدأ الأندية الرياضية بتلقف المواهب التي تتميز بقدرتها المبكرة.

لهذا أقول للمسؤولين في الاتحادات الرياضية المركزية أن يقيموا دوريات للفئات العمرية ولكل الألعاب لأن المواهب الصغيرة ذخيرة، ومن خلالهم نستطيع تحقيق الإنجاز. لقد كانت لنا تجارب سابقة في ألعاب متنوعة ومنها كرة القدم حيث استطعنا من خلال هذه التجربة أن نهيئ أجيال لاعبي كرة القدم استطعنا بواسطتهم الوصول إلى نهائيات كاس العالم عام 1986 من لاعبي نهاية السبعينات ومطلع الثمانينات ممن امتلكوا الموهبة والمستوى المتقدم الذي حقق التألق في بعض البطولات.

إذا المطلوب من اتحاد كرة القدم ووزارة الشباب والرياضة واللجنة الأولمبية الوطنية أن يعملوا على توفير الظروف المناسبة التي تحقق لنا الوصول مجدداً إلى نهائيات كاس العالم عام 2026، من خلال إعادة بناء الواقع الرياضي والاعتماد على إقامة بطولات الفئات العمرية لأنها الأساس الصحيح لكرة القدم ولكل الألعاب، خاصة وأن الاتحاد الآسيوي يقدم اهتماماً خاصاً لتطوير كرة القدم في العراق من خلال اعتماده أحد خبراء علم التدريب في العراق ويعمل بمعيته نخبة من خبراء مدربي الأشبال وفي مقدمتهم داود العزاوي الذي يواصل العمل مع الفئات العمرية منذ أكثر من خمسين عاماً ويوظف خبراته مع زملائه في عالم التدريب والتربية.

--------

الديوانية يبرم صفقة أردنية جديدة

الديوانية ـ طريق الشعب

انضم لاعب شباب الأردن، فضل هيكل، لصفوف الديوانية حتى نهاية الموسم الحالي.

وسينضم هيكل إلى مواطنه ولاعب شباب الأردن، خالد الدردور، الذي التحق بصفوف الديوانية قبل أسبوع.

وكان الديوانية قريبا من التعاقد مع الأردني الآخر، يوسف الرواشدة، قبل أن يقرر الأخير الانضمام لأمانة بغداد.

وتعتبر هذه التجربة الاحترافية الخارجية الأولى، في مسيرة فضل هيكل الذي بدأ مشواره الكروي مع شباب الأردن، حيث تدرج في الفئات العمرية وصولا للفريق الأول، وتم استدعاؤه لصفوف المنتخب الأولمبي.

----------

الصفحة العاشرة

مآثر المرأة العراقية في ثورة العشرين

مزاحم الجزائري

كان للمرأة العراقية دور مؤثر في ثورة العشرين، فكانت تحرضّ الرجال وأبناءها على القتال، ومنهن من حملن السلاح وتقدمن الصفوف أسوة بالرجال، فضلا عن دورهن كمسعفات وناقلات جرحى وحاملات للماء والغذاء الى المقاتلين. إلا أنّ الدور الفاعل الذي سجله التاريخ للمرأة العراقية آنذاك هو إثارة الهمم، وإيقاظ العزائم، وشدّ أزر الرجال بالهوسات والـﮕفلات.

قالت الشاعرة (نازي بنت حاﭼم) وهي من عشيرة الظوالم، وقد استقبلت الشيخ شعلان أبو الجون الذي أطلق اول رصاصة في الثورة ومعه سبعون بطلا اقتحموا المعركة وسيطروا على جسر السوير:

شعلان اجاها اوصحت شوباش

خله الرميثه امجضعه الشاش

العـج غـطاهـا والـثـره افـراش

ﮔرﮔـه اوسيك اوباجي الاوبـاش

اولا هاب مـن مـدفع اورشاش

والـلـي يـخـلّد امـتـه عـاش

ويتجلى الدور التحريضي بأبها صوره في موقف الشاعرة (صافية) زوجة عطية آل دخيل ووالدة جبل آل عطية رئيس عشائر الاﮔرع، بعد أن تراجعت عشائر الجبور والبو سلطان من قضاء الهاشمية أمام ضغط قوات الاحتلال، حين وقفت في طريق المتقهقرين، كاشفة عن شعرها، وهي تحضّهم على الثبات وتستنهض فيهم قيم الرجولة ، وتنادي بأعلى صوتها:

لا يل الجبور والبو سلطان

نــايـف وفــارس آلـــ جريـان

وشخيتر الهيمص او غضبان

وابن براك راعي الفخر سلمان

 من تشب يوم الحرب نيران

هزيمتكم خيانه الهذي الاوطـان

 اشلون اتواجهون ابهاي عربان

عـار عـلى يعـرب او ﮔحـطان

تبـﮔـه زلمها إببين نسوان

فما كان من الثوار إلا أن يقوموا بهجوم مضاد أوقع في صفوف القوات البريطانية العديد من القتلى والجرحى، مما اضطرهم إلى الانسحاب صوب مدينة الحلة.

أما الشاعرة (شزنة بنت حالوب) من عشيرة البو سلطان، فهي تتغنى بمآثر ولدها وبطولاته، وما الحق بالعدو من خسائر فادحة بالأرواح في معركة (بنشّه)، وهي قرية محاذية لمدينة الحلة، بعد أن أبلى بلاء حسنا، وتقول:

الله يا دﮔّـة بنشّــه

يـوم اولـدي للجيش طشّــه

حالوب أهـو او للزرع حشّــه

مجرشه وللصوجر تجرشه

خـلاهـا لشّــه فـوﮒ لشّــه

حــوم او عــلى الـــدانه تـعشّه

او لو بطش كلها تعرف بطشه

يـا سـوجــر اشـبلشـك بـلشـه

ﮔمت اتـحارـش بينـه حرشـه

واطـيتـنه اذنــك الـطرشـه

وهذه الشاعرة (صافية البو عبيد) من عشيرة الأعاجيب في الرميثة ترثي ولدها في معركة جسر السوير، فتقول:

ابني المضغته البارود

ابني البيه كل الزود

ابني اللي يجيد الجود

وهو لزّام تاليها

ابني اللي يوج النار

ابني المايحمل العار

ابني يموت دون الدار

والعتبة اليصل ليها

 ولا يقف التحريض على القتال عند حدود معينة، فالجميع معنيون بالمشاركة ما زالت القضية متعلقة بالوطن، ولن يكون بمنأى عنها أقرب الناس. فهذه (ضويه) من بني احـﭼيم تخاطب زوجها وكان شيخا، وقد تبادر إلى ذهنها إنّ الغلبة ستكون إلى جيش الاحتلال، وإنّ كارثة ستلحق بالثوار، فاندفعت تخاطب زوجها وتستحثه على القتال، لكونه وجد في كبره عذرا بعدم المشاركة في القتال، وهي تقول:

يـلمـــا تـهـز عزمـك هـزايـز

يـلـنـفـتخـر بـيــك أو نـنــابـز

شــوف الــربـع ﮔـامت تــبارز

او هــاي الـفـعـايل الك حــافز

انـهـض لـعـد خـصـمـك او ناجز

من تـنـﭽـتل بالـخـلـد فـــايـز

عـيـب عـلـيـك اتــﮕول عـاجـز

المرأة وانتفاضة تشرين:

كان للمرأة العراقية حضور لافت ومؤثر في انتفاضة تشرين التي انطلقت في الأول من تشرين الأول 2019. وإذا إنماز حضور المرأة في ثورة العشرين بالنوع، فإن مشاركة المرأة في انتفاضة تشرين اتسمت بالنوع والكم. وبالرغم من الأساليب البشعة التي سعت الأطراف إلى توظيفها من أجل اجهاض التظاهرات وشيطنتها، وفي الأخص دور المرأة فيها. ومع تفاقم عمليات الخطف والتهديد، ارتفعت مناسيب المشاركة ، وتزايدت وتائر التواصل، حتى أن بعضهن هجرن بيوتهن واطفالهن، وافترشن سوح التظاهرات وهنّ يقدمن كلّ ما تصل إليه اياديهنّ لطوابير المتظاهرين في اوقات الطعام، واهتم بعضهنّ بنظافة الساحات، في حين تبنى البعض الآخر غسل ملابس المتظاهرين، وبات في حكم يقين الجميع أنهنّ رقم صعب لا يمكن تجاوزه في المستقبل. ورغم العنف المفرط المستخدم ضدهنّ، فهنّ لم يحملنّ سوى اصواتهنّ والأعلام العراقية. ولم يقتصر حضورهن على بغداد، بل لهنّ حضور مهم في البصرة، والعمارة، والناصرية، والكوت، والسماوة، وبابل، والديوانية، والنجف. وتعرضت المرأة لصنوف الأسآة. ومن منا لا يتذكر مقطع الفديو الذي تناولته الفضائيات لرجال أمن يتصدون بالضرب والشتائم لطالبات ثانوية خرجن متظاهرات في أحدى مناطق بغداد، ولم يتوقف الأمر عند هذه الحدود، فالعديد منهنّ ضحين بحياتهن جرّاء مشاركتهن في التظاهرات، نذكر على سبيل المثال: الشهيدة (هدى خضير)، والشهيدة (سارة طالب)، والشهيدة (جنان الشحماني)، والشهيدة (زهراء لوسي) اللواتي امتدت لهن يد الغدر والخيانة.

وكان لتظاهرات 13 /شباط/ 2020 النسوية الأثر الكبير في احتساب المرأة ايقونة لتظاهرات تشرين، التي شاركت فيها: ربات المنازل، وطالبات الثانويات المعاهد والكليات، وتربويات، وموظفات، وطبيبات، ومهندسات، وهن يرددن: (هايه بناتك يا وطن هايه) و(أصوات المرأة ثوره) و(المرأة ليست عوره، بل ثوره) يتجلى فيها الاصرار، والمواصلة، والتحدي.

المرأة والقيم الابداعية:

لعبت المرأة العراقية دورا تشاركيا لم نألفه منذ عقود، وكان لها ولذوي القمصان البيض مكان الصدارة في الحراك الجماهيري، واصبح تدافعهنّ المتنوع من مختلف الطوائف والأديان والأعمار صفة مائزة وسمت شارع التظاهرات، وتحولت سوح التظاهر إلى مراكز للتحدي والإلهام، ومثّلت الجداريات التي تشيد بروحية النساء العراقيات تمثيلا مرئيا بارزا لدورهن في الاحتجاجات، أما الاعمال الفنية التي دبجتها أنامل النساء فقد أصبحت مرآة لعمق مشاركتهن، وصدى لما يعتمل في صدورهن من مشاعر ورؤى، ومسعى فاعل لاستعادة هويتهن الوطنية، ومحاولة جادّة لمشاركتهن في كتابة تاريخ العراق المعاصر، وأدى هذا الفعل السياسي إلى جانب الأسباب الأخرى إلى استقالة حكومة عادل عبد المهدي.

وبالرغم من التخوف المشروع لهواجس اولياء الأمور على سلامتهنّ، تزايدت اعداد النسوة في التظاهر باطراد. واصبح لمشاركتها دورا فاعلا في دعم الحراك وديمومته سياسيا وفكريا، غير آبهات بما يترقبهن من كواتم صوت، وخطف عشوائي ومنظم. وصار لحضورهن صدى في الفعل الإبداعي والفني، بعضه سنتلمسه في النتاجات الأدبية القادمة، وبعضه تلمسناه في الشعر، لأنّ الشعر أسرع استجابة لمتغيرات الحياة من الأجناس الأدبية والفنية الأخرى، وقد مثّلّ حضورها في الاغنية العراقية فعلا عاطفيا وانسانيا بليغا، وكان لأغنية حسام الرسام (العراق)، ورحمه رياض (راجع آخذ حقي) حضورا ملحوظا في سوح التظاهر. أما أغنية (عراق الهيبة) التي أداها محمد السالم وأحمد السلطان، فكانت من الأغاني الحماسية التي رافقت الموجة الأولى من التظاهرات. وفي الجولة الثانية، كان لأغنية (البيكيسي) لجلال الزين وغزوان الفهد، أثرا في تعزيز الدور الحماسي للتظاهر، واغنية (اليوم الـﮕذلة اتسولف خلي اعـﮕالك للدﮔات) للمطرب أحمد الشمري، وهي من الاغاني التحريضية التي وضّفت فيها (الهوسة) توظيفا موفقا.

وإذا كانت رحمة رياض أول صوت نسائي غنى للتظاهرات، فهناك أصوات واعدة اسهمت في هذا التوجه المسؤول، منهن: إسراء الأصيل، وجوان حسن، وغيد، وغيرهنّ.

وملاحظة لابدّ منها:

تحاشت قوات الاحتلال البريطاني التعرض لأية مرأة عراقية وهي تشارك في المعارك الحربية أو قريبا منها ولم نعثر في قراءاتنا للدراسات والمؤلفات والبحوث العراقية على ما يشير الى ذلك ولو تلميحا..

بعكس ما حدث في انتفاضة تشرين 2019 مثلا ، حيث والحمد لله لم يتورّع بعض أبناء جلدتنا عن ممارسة الأفعال المخلة بالشرف والأخلاق، من شتم، وإساءة، وضرب، وترويع، واختطاف، وقتل.

علما انه في الوقت الذي انخرطت فيه المرأة في ثورة العشرين في الفعاليات الحربية، فإنّ المرأة التشرينية اكتفت برفع العلم العراقي مع شعار (انريد وطن)، وكان هذا كافيا، بنظر “الطرف الثالث” لممارسة ذلك القدر الكبير من القسوة والعسف.

--------

شيوعيين

سامي عبد المنعم

چنا صغار...

حرمان وفقر..

وبيوتنا من الطين

حفاي.. إبدشاديش اللعب

من التعب مطمورين

الخبز والچاي.. چان ريوگنا

بس چنا مرتاحين

نغبش للمدارس.. كاتبين إنشاء

سفرة إبيوم ممطر.. نحلم إمكيفين

نسمع سمع...

عن سيخ الكباب.. وگيمر المعدان

صم ديري.. متاع المدرسة

ومانگرب الحانوت

ونطحن بالحزن بسكوت

لاعشنا الطفولة.. ولا فرحنا ابعيد

من دون الخلگ..

من كلشي محرومين

وإبعز الشباب.. إتلاگفتنا احزاب

ومن حرب الحرب...

نركض ومذعورين

خفنا إعله الوطن ينباگ

وابتالي الوكت...

صرنا احنا مبيوگين

چان الوكت بس دربين..

لو تمشي إبشرف..

لو لازم إتطخ راس للعفنين

وتغربنا.. وعبرنا حدود

ورسمنا ابكل درب.. ثايات ونياشين

محطات وسچچ.. ونام جوعانين

نداوي جروحنا بالامل..

بالنصر حلمانين

احزاب وحكومات ودكاكين إستفادت

وإحنا منسيين

وابو الزيتوني.. صاير تاج للغمان

صاحب موكب.. ويستقبل الماشين

وبس هوه اليحب حسين

مشاريع وعقود ولهف مليارات

بإسم الدين

وإحنا اللي نحب الناس...

ونهاب الوطن والدين

باخير القافلة اصبحنا

لان رمز النظافة إحنا ويساريين

نبقه اهل الوطن والشعب

إحنا الشيوعيين

-------

حيطان من طين

باسم البيضاني

معروف السجن حيطان من طين،،

ومده من السنين وحوله حراس..

وآنا بالبال سجني وأعمى عينين،،

وهم ينخر بعقلي بخفة الوسواس..

الظنون اثگال وأحبابي بعيدين..

انطر كل زياره وما شفت ناس..

واحسبها الأخوه العدل والميتين،،

ولا صاير الزير ولا صرت جساس،،

روحي آمنت شرها وصبرت سنين..

جنه بغير صحبه شلون تنداس،،

كل لحظه التمرني تزيد ألونين..

ونغم طور الفراگ بصوتي جناس،،

طفه النور البگلبي وشاخت العين..

وأتاني الأمل يخضر بالورود احساس..

-----------

عاش الحزب

الى شهداء الحزب الشيوعي العراقي جميعا في ذكرى انقلاب شباط الأسود

حسين جهيد الحافظ

كل كطرة دم

سالت منكم

نبتت ورده

او هاي الورده

صارت شجره

او كل وركه ابهاي الشجره

للشعب طكت مناضل

خله روحه ابراحة ايده

او ظل يناظل

روحه من أجل الوطن

منذوره فدوه

صوته غنوه

او جملته جلمة مقاتل

شهم باسل

كل حرف جيفارا بيهه

و بيهه كل چلمه عادل

او كل سطر ببهه قصيده

ابصوت كل ثائر نشيده

شال روحه ابراحة ايده

انطه للدنيه درس

صوت هادر

يكره السكته

او يموت امن الهمس

للموت عنه ابكل وفه

فرحة عرس

يا شهيد الحزب

يا أنبل شهيد

يا نجم السمه

او ببت القصيد

فهدانته

وانته صارم

الحيدري انته

وانته حازم

يا سلام او عطر دمه

نثر عالوادم سلامه

غصن زيتون او حمامه

طرز احبال المشانق

شوگ شاعر من يحب

انموت خل انموت

وايعيش الحزب

عاش الحزب

--------

اليوم الأسود

لفته عبد النبي الخزرجي

في الثامن من شباط من عام 1963 كشرت رايات الحقد السوداء ..ورفعت سيوف الموت والكراهية ..وعلقت المشانق في كل زقاق

كان ذلك قبل ستين من الاعوام..لكن اولئك الاوغاد ما عاد لهم وطن ..فقد كانوا عصابة للموت والرصاص والخراب والعبث ، و ذهبت تلك الايام السوداء الحالكة ومن ركب موجتها ..ذهبت الى مزبلة التاريخ ...وبقي شعبنا وقواه الوطنية المخلصة ، وهاهم الشيوعيون راسخة أقدامهم مرفوعة راياتهم الحمراء في سماء الوطن ،وهم يغذون السير نحو الوطن الحر والشعب السعيد.

يوم الثامن من اشباط  يوم اسود

حيث الشمس غابت والكمر أرمد

واجتنه الريح صفره ..اتحزمت برصاص 

واجتنه اجيوش متحزمة فشك

 وامعاشره البارود

واجانه الليل أظلم والرياح بحيلها وتشتد

لكن يشهد التاريخ ..شعبنه اتحزم

وشمر ساعده بكل حيله وترصد  ..

يقاوم هل العصابه بكل شجاعة وصد 

وراد الوطن ما توصله نيران الحقد الاسود

شعبنه بكل صفوفه اتظاهر اتوحد

ورصاص الشر والعمالة انكشف من كشر

ذاك اليوم ما ننساه لان تاريخ حيل اسود

اجانه بكل وقاحه محزم  بنيران

وسجاجين الغدر شفناها تنزف دم

وشفنه الشمس غابت والكمر ارمد

ويوم الثامن من اشباط ..ذاك اليوم  ما ننساه

يوم اللي نزل حقد وظلام الليل

واتوسد شوارعنه برصاص ونار يتوعد

ذاك اليوم يوم اسود

شفنه الشمس تتعثر ..وشفنه الكمر صار ارمد

ويوم الثامن من اشباط يوم اسود

ويظل تاريخ مكتوب برصاص ودم

ذاك اليوم يوم اسود

يوم اللي غطانه الشر ..

ويوم اللي رصاصه يلعلع وزمجر

ويوم الطلعت الحيتان من جحر الظلام

اتحزمت للشر

ذاك اليوم ..يوم الثامن من اشباط

 ذاك اليوم يوم اسود

بيه الشمس غابت والكمر ارمد  

وكان الوطن ينزف دم

واعيون الشعب تتجادح من الغيظ

حيث الوطن ينحب والشعب محتار

وحيث الليل يرعد والظلام اشتد

ويظل تاريخهم اسود

ويظل تاريخ شعب النور

ابيض والعلم شامخ ويتمجد

وعصابات الغدر والشر

راحت للمزابل يعتنيها العار

لان تاريخهم  اسود 

ويظل شعب الحضارة  امعاشر التاريخ

يظل شامخ وما يلتفت لان الراح ما ينرد

يظل يزرع سنابل خير

ورايات المسيرة تظل  منشورة ترف  تصعد

ويظل اثامن  من اشباط يوم اسود

 

******************************

الصفحة الحادية عشر

السلام

الشاعر اليوناني يانيس ريتسوس (1909 - 1990)

السلام هو رائحة الطعام عند المساء

حينما لا يعني وقوف سيارة في الشارع خوف

حينما طرق الباب يعني صديق

وفتح النافذة كل ساعة يعني سماء

لنملأ عيوننا بألوان اجراسها البعيدة

السلام هو كوب الحليب الساخن

وكتاب امام الطفل عند الاستيقاظ

------------

طالب عبد العزيز: المكان.. تضاريس شعرية

د. وليد جاسم الزبيدي

(طريقانِ على الماء.. واحدٌ على اليابسة).. عنوانٌ يراهُ ويقرأه المتلقي بدءاً، كأنه لقاء النقيضين، أو هو لإثارة الدخول في عوالم المجموعة الشعرية، لكنّك ستعلم بعد حين ، كم هو مرتبطٌ بكل نصوص المجموعة ولم يكن عنواناً لنصّ واحد (ص41)، فالماءُ واليابسة هما جغرافية المكان حيث الماء الأنهار والخليج واليابسة (المدينة).

تجدُ المكان هو الهواء والشمس والذاكرة، يحفرُ حضوره في كل صورةٍ، ومع كل جملةٍ شعرية، وهذا المكان، جعلهُ الشاعرُ، يتحرّرُ من الجغرافية الضيّقة، ومن أساليب توظيفاتهِ التقليدية، الى خصوصية أخرى ، خصوصية الحركة والتمحور، بل أن المكان يتعشقُ ويتناغمُ بجسدٍ واحد بالزمان والانسان، وخروجه من رداء ومنهج الوصف نحو اختلاط المرئي بالمتخيّل والمسموع، في جِرسِ اللفظةِ والحرف والاشارات والعلامات. فالمكانُ سُرّةُ النّص عند (طالب عبد العزيز)، ويضحى قناديلَ المبهم في شفرات المعنى، وللمكانِ في النّص شفراتُهُ أيضاً التي تتشظى(تاريخاً، سلوكاً، زماناً، انساناً، حركةً، عقيدةً، مجتمعاً..).

1 - المكان/ المدينة : مدنٌ عاشها عشقها وكرهها، وضعَ بصمةً هنا، وذكرى هناك، علقت بروحه وخيالاته، وضعها على خارطة حروفه ليرسم لنا مدناً جديدةً كأنها تتوحّد وتتقارب، في موسيقى هارموني. المدينة الحقيقة وما يريدها أن تكون. المدن التي لا تحدّها حدود السياسة ولا الطبيعة.

من المقدمة التي كتبها الشاعر وسبقتْ نصوصه(إنّي ليوحشني أنْ أدنوَ من فسيلٍ/ لا أشمّ رائحتك فيه). الارتباط الواضح بالمكان وأنّ حبلهُ السّريّ ظلّ ممتداً في أزقة المدينة أو المدن.

ويسوحُ بنا الشاعر في مدينته البصرة، والكويت، مصر، ومدن السعودية، وتركيا، وايران، وأرمينيا، وأربيل، والحلة. ومنها على سبيل المثال( الذي أبحر من الفاو الى سومطرة/ والذي تمزّقتْ غيمتهُ في عدن/لأبي الخصيب بعبد الليان/ بنهر الخوز/ أم النعّاج/ البصرة القديمة/ الزريجي/ البطحاء/ سوق الشيوخ/ المعامر/ المخراق/ الواصلية/ الفداغية/ الدويب/ الأُبلّة/ المعقل/يصل الهرم بمنارة الاسكندرية/ بين بابل والهاشميات/ ...).

2 - المكان/ الانسان: الانسان، الصديق، نبلاء الزمان القديم ، والشخصيات الشعبية، والشعراء، الانسان الذي التقاه الشاعر، أو منْ لم يلتقه بل سمع عنه أو قرأ له. وهم جزء مهم في سبب حب الشاعر للمكان.

(المكانُ بالمكين) فلولا البشر لما أصبحت الأرض جنة، ومأوى ،وسكن بما تحمله من معنى، الارتباط بالمكان يصحبه ارتباط بصحبةٍ فيه، حبيبة/ أصدقاء/ نهر/ نخلة/ شجرة/ حيوانات... ويقول الشاعر( أتراني سعيداً صُحبةَ منْ ثوت أقمارهُ هناك..) / أبي ، جدّي ، آدمهم الأول / حيثُ يرقدُ أشياخي: السيّابُ والبريكان، وعبد الوهاب../ حسين الحمداني/ طه البربوري/ الأسطى جودي/ عبد الرزاق اسحق/ صالح بيك/ الجاحظ/ دخيل الخليفة/ حسين عبد اللطيف/ بيير لوتيه/ آزادي/ حبيب أوغلو/ سركون بولص/..

3 - المكان / القبر: هذا الهوس الذي يظل فزاعة الانسان في كل عصر منذ جلجامش وأنكيدو، وهو المكان الذي ينبئ  (الطريق الى النجف جدُّ طويل/ وسّدوني الرمل../ فقدّ أبي ظلاله/ أنا المحمولُ أبداً من هناك الى البساتين./تحجبُنا عن دكّة المُغتسل/ تحدّثَ بعضُنا عن بيوتٍ مهجورةٍ تحت التُراب/ ..).

4 - المكان / النخلة – النهر: النخلة رمز العطاء والخير، ورمز من رموز المدينة (البصرة/ العراق)، وما تحمله من تاريخ وعطاء وخصب وديمومة الحياة، والأنهر والسواقي التي يتابعها الشاعر وهو يعرفها ويحفظ مساراتها ليلا ونهارا في صحوه وسكره.

هذه المجموعة الشعرية تستحق قراءاتٍ أخرى ورؤى تختلف، ومن زوايا ومناهج متنوعة، فالشاعر مرتبط حدّ العطش ببصرته، بجذوره الأولى، بكل شيخ وصبي، وكل دكان ومحلة، ونخلة وفسيلة وسفينة، طالب عبد العزيز يرسمُ لنا جغرافيا وتضاريس شعرية لأمكنةٍ توقظ فينا الحنين والمحبة.

----------

بلقيس خالد:  الكلمة مفتاح وقفل كل بيت

ماجد قاسم      

“مزاج المفاتيح”، نصوص شعرية للشاعرة بلقيس خالد، واحدة من بين الشاعرات المتميزات بشِعرهن والتي تعد نصوصها ضمن اشكال الحداثوية او وسيلة من وسائل التجديد الشعري، ما عادت النصوص الشعرية ذات القوالب الجامدة مفيدة في عصرنا اليوم، عصر الانفتاح والتكنولوجيا والسرعة، وفي الوقت نفسه ليس ضد اصول وقواعد الشعر وقوة وتماسك القصيدة لكون هذه الاشياء من الثوابت ومن اولويات كتابة الشعر والتمسك بها من قبل الشاعر ايضاً ، وربما نجد سؤالا عند المتلقي: لماذا التجديد والحداثة؟ والجواب يكمن في اندفاع الشاعرة لتقديم موهبتها او مهنة الكتابة بنمط جديد، لا تريد ان تصل الى المتلقي بلغة النص الشعري الى عواطفه وقلبه وانما ارادت ان تصل الى المتلقي لمشاعره وبث الاحساس والتعمق في عقله والى تفكيره، ولكي ينقل المتلقي الى الخيال والصور ليحفز الذاكرة التصويرية لديه، ولنأخذ مثالاً: قصيدة مزاج المفاتيح، وهي من قصائد (الومضة) حسب التصنيفات الشعرية تتكون من (23) مقطعاً شعرياً سيكون  الباب الدال على المفتاح فيها (السؤال والحكاية والكلمة والخائف...) كذلك التصور او الخيال الى الباب الى عالم اخر من حيث لا تشعر الى عالم آخر من المخيلة التصويرية وتفاعلها مع اللحظة والواقع. تصور الشاعرة بلقيس خالد الباب بأوجه متعددة فمفتاحه ربما (المخاوف، المتغير، السكن، المستقبل المجهول...) اخذتنا الى العقل قبل ان تأخذنا الى العاطفة:

 1 - خلف الباب

امام الباب

سؤال.. وحكاية

2 - الكلمة: مفتاح وقفل كل باب...

3 - في باب الدار

هل تحفر يد الطارق

بئراً؟!

 نعود قليلاً الى الشعراء الكبار الذين كتبوا هذا الفن من الشعر في سبعينات القرن الماضي منهم (مظفر النواب وسعدي يوسف واحمد مطر)  مثال: قصيدة الشاعر سعدي يوسف يقول:

[[[ الابواب مشرعة..

والسفن اتيه ]]]

اذن قصيدة (الومضة) المجردة من الانا موجودة منذ زمن، اليوم جرى تفعيلها من قبل الشعراء الشباب ومنهم الشاعرة بلقيس خالد، مثال اخر: قصيدتها ( باب خلعته رفسة) تتكون هذه القصيدة من (30) مقطعاً، تبدو ملامح التخوف واضحة من قبل الشاعرة وما حولها من الاشياء، ولكن بقيت هذه القصيدة محافظة على خصائصها بالتفرد والخصوصية والتركيبة والايحاء وعدم المباشرة وكذلك الايقاع والصورة واللغة والفكرة، يبقى الباب هو محور المفاتيح ، اي مفتاح يلائم الابواب  هل قارع الباب الذي يمثل  (الضعف والعوز، او السلاح في لحظة ما او الخوف من الريح التي تعصف بالباب، فيبقى الخوف والقلق سيدّي الموقف حيث ينفث سمه بباب الدار فيمرض ويخلع برفسة، المنقذ الرب بعد التهشم من الداخل دفع بالزائر الاخير) هكذا تبدو الصورة رائعة متماسكة قوية، فان فتح الباب عند شاعرتنا هو الخلاص من النكد وضنك العيش لربما اصبنا في التشخيص والخروج منه اي من الخوف الى الامان، يبدو التفاعل حاضراً  بين اللحظة والواقع والآلام، لنقرأ بعض من النصوص من قصيدة (باب خلعته رفسة)

1 يصخب هدأة الظهيرة

: من يقرع الجرس

2 ترفضه الجموع

: طارقاً يذكرنا بضعفنا

3 اذا ما دفع بك العوز

كل الابواب قابلة للقرع

4 احياناً

ينفث سماً

باب الدار.

وأرى ان النقد ليس المقدرة في الكتابة المجردة من التفاعل مع  النص والجهد، بل هو القدرة والتعمق في البحث ضمن الحقائق التاريخية والادبية حيث يضيف شيئاً ما من المعرفة الى المتلقي والشاعر او الكاتب.

---------

بلغات الشعوب.. جاذبية... قصة: إتكار كيريت

ترجمة: جودت جالي

بعد ثلاثة أيام من انتقالهما الى شقتهما الجديدة قفزت المرأة التي تسكن فوقهما في الطابق الثامن من نافذة شقتها. كانت رومي عائدة للتو من حانوت القهوة حاملة القهوة عندما ضربت الجارة الممشى الجانبي. أسقطت رومي الصينية ناثرة القهوة على نفسها وثبتت عيناها على البقع التي على بنطالها الرياضي القطني ولهذا لم تر شيئا آخر. سمعت تراكضا، ولهاثا، وأصواتا تتصايح. تجمع جمهور خلال لحظات، والرجل المتعرق الذي نظف الرواق كان يطلب إسعافا. قال أحدهم أن إسم المرأة كان رينات أو رينوت، وشخص آخر قال أنه رآها تبكي في المصعد قبل أيام. قال المنظف: “إنه بسبب مرض كوفيد. كل الناس تقترف انتحارا هذه الأيام. إنهم يتحدثون عن الأمر في الأخبار”.

اختلطت الصفارات البعيدة مع اهتزازات هاتف رومي. كان المتصل دانيال، ولكنها لم ترغب بإخباره أي شيء عبر الهاتف. لمست خديها لتتأكد من أنها لم تكن تبكي. أخذت نفسا عميقا ودخلت الى البناية. سمعت المنظف يصيح خلفها: “هيْ!”، وحين استدارت نحوه صاح: “يا سيدة. أين تظنين نفسك ذاهبة؟ أنت شاهدة”. سألت رومي: “شاهدة على ماذا؟ لم أشاهد شيئا”. لكن المنظف لم يكن ينوي تركها وصاح: “أنت الأقرب! أنظري... دمها على ملابسك كلها!”. قالت رومي: “إنه ليس دما، إنه قهوة. أسقطت قهوتي”. صرح المنظف: “حسن. إنه يبدو لي دما. لا بد من أن تلقي الشرطة عليه نظرة”. تجمدت رومي للحظة، ولكن، عندما بدأ هاتفها يهتز مجددا، ظلت تسير. صاح المنظف مرة أخرى: “هيْ!” ثم قال صوت ذكري آخر: “يا للمسكينة. دعها في حالها”.

فتح دانيال الباب بغضب، وسأل: “لماذا لا تجيبين على نداءاتي؟”، ولكن قبل أن تشرح رأى البقع على سروالها وقال: “ماذا يجري؟ هل أنت بخير؟”. أرادت رومي أن تخبره عن الجارة التي قفزت وعن المنظف المتأمّر وعن كيف أن البقع على بنطالها ربما لن تزال، ولكن كل ما دبرته كان أنينا غريبا. احتضنها دانيال بواحدة من احتضاناته الواهنة التي لا تزيد عن مجرد ملامسة: “تعالي، يا حبيبتي، ما الأمر؟”.

قالت له كل شيء. أرادت أن تشعر بالأسف من أجل الجارة وتقول كم كان الأمر مرعبا وكيف أن المرأة كانت تعاني ولا شك، ولكن كل ما بدر منها كان غضبا. لقد دفعا لهذه الشقة حوالي ثلاثة ملايين ونصف، وقد أعطتهما أم دانيال مليونا ونصف تقريبا، ورهنا لباقي المبلغ رهنا يستمر تسديده 23 سنة! فكرت إذا مارست مع دانيال الجنس وحملت منه سيكبر الطفل وينهي الدراسة ويدخل الجيش ويخوض حربا ويتسرح، وهي ودانيال لا يزالان يدفعان شهريا أقساط الشقة، وفي كل مرة يأتي الى البيت من الروضة، هذا الطفل الذي لم يوجد حتى بعد، أو يأتي من المدرسة أو يغادر للجيش، لا بد له من أن يدوس على الموضع الذي تتمدد عليه الآن جثة رينات أو رينوت.

كانت عروض بيع شققهم موجهة الى “ أصحاب المهن الشبان الصاعدين”. إن الناس الذين اشتروا هنا بيوتا أرادوا تحسين حياتهم، فأخذوا سلفا، وأراقوا دما، وعرقا، ودموعا، ومن أجل ماذا؟ لكي تقفز رينات أو رونيت من نافذتها وتحطم الحياة خارجها؟ حتى ولو كانت المرأة مكتئبة فكان عليها على الأقل أن تعرف أنها ليست الوحيدة في هذا العالم وعليها أن تمتلك من الإحتشام ما يدفعها الى الإنتحار في الفراش أو الحمام. إذا قفزت ببساطة من النافذة فلم لم تفعلها في فندق بدلا من أن تفعلها على رأس جارتها؟ قالت رومي لدانيال: “لا أريد هذه. لا أريد العيش هنا بعد. لا أستطيع العيش في بناية حيث يقفز الناس”. قال دانيال وهو يربت على ظهرها: “اهدأي يا حبيبتي. ليس العيب في البناية بل في المرأة التي قفزت. المسكينة. لا علاقة للأمر بنا جميعا”. قالت رومي غاضبة: “إنها ليست مسكينة. أنا المسكينة! أنا وأنت وأمك. ألأجل هذه رهنت فندقها الصغير؟ ألكي تقترف جارة لا نعرف إسمها الإنتحار فوق رؤوسنا بالضبط؟”.

تبين أن إسم المرأة هو ساريت، وفي اليوم التالي اصر دانيال على الذهاب الى الجنازة. قال بأنهما بحاجة الى اتخاذ قرار، وذلك، على قدر ما يهمه، إما الذهاب الى الجنازة أو أنهما في وضع يتعذر عليهما فيه التفاهم بحيث يتوجب عليهما مراجعة المختص بمعالجة الأزواج. لم تملك رومي الرغبة في أن تذهب الى الجنازة، ولكن بدت المعالجة أسوأ. عرف دانيال عنوان المقبرة من الأنترنت، وفي الطريق بالكاد تبادلا الحديث. عندما وصلا أصر أن يشتري زهورا من رجل متدين كان يبيع باقات نصف ذابلة يضعها في دلاء سود. كان هناك ربما عشرة أشخاص، والوحيد الذي تعرفت عليه كان منظف الرواق الذي سارع الى القول بأنه لم يكن مقبولا تماما.. أن تغادر قبل مجيئ الشرطة بالأمس، وبدلا من أن يقف دانيال الى جانبها ويقول للمنظف أن يتركها أومأ برأسه وقال: “أنت على حق، أنت على حق”، وابتعد المنظف وعاد بعد دقيقة مع زوجين عجوزين كانت عيونهما منتفخة. قال مشيرا الى رومي: “أنتما تريان. هذه هي الجارة التي أخبرتكما عنها والتي رأت إبنتكما تسقط”. أومأ الرجل ومد يده، وحتى لو أن رومي ودانيال كانا متحفظين جدا بالنسبة الى المسافة الإجتماعية، تصافحا معه. قال: “أنا إسحاق، وهذه شوشانا”. بعد لحظة وربما لأن أحدا لم يقل شيئا أضاف: “نحن والدا ساريت”، وحالما قال ذلك بدأت شوشانا تبكي. سأل رومي: “متى سقطت؟ هل استطعت رؤيتها؟ رؤية وجهها؟”. لم تجب رومي. لم تعرف ماذا تقول، وأملت أنها لو انتظرت بما يكفي سيقول دانيال شيئا ليخلصها من الإحراج. لكن دانيال كان هادئا، والجميع وقفوا صامتين، ما عدا الأم التي ظلت تبكي.

تلك الليلة، راح دانيال في النوم حالا وأخذ يشخر. اضطجعت رومي مستيقظة ساعة تقريبا، ومن ثم نهضت، وخرجت الى الشرفة. صديق لدانيال باعهما الأصيص ذا الرائحة التي تشبه رائحة الكعك وكانت قوية حقا. نظرت رومي الى الأسفل من فوق الدرابزين وحاولت رؤية الموضع الذي ارتطمت به المرأة ساريت. تحدث المنظف في الجنازة عن المماشي الرمادية التي تغطت بالدماء، ولكن الآن، من سابع طابق، يبدو كل شيء نظيفا وجديدا، ويقف شاب وشابة هناك ينظران الى المكان.

عندما قالت رومي الى دانيال بأنها كانت غاضبة من المرأة لأنها قررت قتل نفسها فيما كانت

هي تجتاز المكان قال لها دانيال بأنها أنانية وقد حان الوقت لتدرك بأن ليس كل شيء في العالم له علاقة بها. لكن الآن، فيما كانت تراقب الشابين يستمتعان على الحاجز الشجري المرتب بعناية أمام البناية التي فيها شقتها، لم تستطع أن تستبعد بأن ما يفعلانه لا علاقة له بها قطعا، وأن ساريت ربما اعتقدت بأن الرائحة الجديدة المنبعثة من الجدران والرخام الأبيض اللامع في الرواق ستبدأ حياتها من جديد، ثم، عندما نظرت خارجا ورات رومي تعود من حانوت القهوة ببنطال الرياضة واتاها انطباع وهي في ذلك الطابق العالي بأن رومي سعيدة وتعيش حياة زواج لا ينقصها شيء، بأنها ودانيال متلاصقان كالكوبين في نقالة قهوتها، وربما لم تستطع ساريت أن تتحمل هذا أكثر ولهذا قفزت من النافذة لكي تدمر لرومي كل شيء، بالضبط كما تتحرق رومي الآن شوقا الى أن تهوي على تلكما العاشقين المتأوهين وتفسد عليهما شهوتهما

------

عودةٌ ثانيةٌ لـ وضّاحِ اليمن*

إلى روح د. عبدالعزيز المقالح

عبدالرزّاق الربيعي

لمّا وارتْ صنعاءُ

بجيبِ الغيمةِ

مهجتَها البيضاء

أسدلتِ الأنجُمُ

في اللّيلِ ستائرَها

والمدنُ المنكوبةُ

سدّت أبوابَ منازلِها

وقبابُ اللهِ أعارتْ للصمتِ

منائرَها

واتّشحتْ

بالدمعِ المنسابِ

قرى الفقراء

وانكسرتْ

في الأفقِ الأضواء

لمّا وارتْ....

في جيبِ الغيمةِ (صنعاء)

توارتْ

لكنّ الكلمات

بصورتِها الأولى

خرجتْ من قلبِ المأساة

لتُعلنَ أنّ

الشاعرَ

لمّا يُغمضُ عينيهِ

قليلا

نتوهّمُ ماتْ

فنقيمُ على الحبّ الصلواتْ

وحين يهيلُ الحفّارُ

على الصلصالِ

ترابَ الأبدِ

المبتلّ بماءِ الدعوات

ويمضي

يفتتحُ الشاعرُ مكتبَه

الأرضي

يزيلُ غبارَ الحزنِ

العالقَ في جلدِ الوقت

ويدخلُ عزلته الكبرى

يتصفّح “أوراقَ الجسدِ العائدِ من موتِه”

يحفرُ في الريحِ طريقاً

لحصانٍ آتٍ

من أفلاكِ الجهة الأخرى

يصعدُ

نحو سماء الصبوات

وينثرُ في الأرضِ

صهيلَ الأفراحْ

وأمامَ الأبوابِ السبعةِ

يبركُ منتظراً

عودةَ (وضّاحْ)

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* إشارة إلى حكاية غيبة الشاعر وضّاح اليمن بعد افتضاح قصّة حبّه لزوجة الخليفة الوليد بن عبد الملك، وللمقالح ديوان عنوانه( عودة وضّاح اليمن)

** أوراق الجسد العائد من الموت، عنوان ديوان للمقالح صدر عام ١٩٨٦

* إشارة لأبواب صنعاء السبعة: باب السبح، وباب عامر، وباب البلقة، وباب شعوب، وباب القاع، وباب السلام، وباب اليمن وهو الوحيد الذي بقي بعد تهدّم الأبواب الستة.

******************

الصفحة الثانية عشر

دعوة عامة

تدعوكم اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي لحضور جلسة استذكار بمناسبة الذكرى الستين لانقلاب 8 شباط الأسود عام 1963.

يتضمن برنامج الجلسة كلمات وشهادات وعرض أفلام عن الانقلاب.

وتبدأ الجلسة في الساعة الرابعة من عصر هذا اليوم الثلاثاء، على قاعة جمعية الثقافة للجميع في الكرادة داخل، شارع حسينية التميمي قرب مستشفى الراهبات.

والدعوة عامة

 ****************

حقائق عن انقلاب  8 شباط الدموي

بغداد – طريق الشعب

يضيّف منتدى “بيتنا الثقافي” في بغداد، بعد غد الخميس، د. فائزة المهداوي لتقدم محاضرة بعنوان “حقائق عن انقلاب 8 شباط 1963 الدموي”.

تبدأ المحاضرة في الساعة الثالثة عصرا على قاعة المنتدى في ساحة الأندلس.

والدعوة عامة.

 ************************

ندوة في جمعية التشكيليين.. محاربة التزوير والاستنساخ في الأعمال الفنية

متابعة – طريق الشعب

عقدت جمعية الفنانين التشكيليين العراقيين، صباح السبت الماضي، ندوة بعنوان “محاربة التزوير والاستنساخ في الأعمال الفنية”، وذلك في إطار سعيها للحفاظ على القيمة الفنية والمكانة التاريخية للفن التشكيلي العراقي.

حضر الندوة جمع من الفنانين والمثقفين والإعلاميين، فيما أدارها الناقد التشكيلي د. جواد الزيدي، واستهلها بالحديث عن ظاهرة تزوير الأعمال الفنية أو استنساخها، ونشرها بين مقتنيي الأعمال أو عرضها في المعارض والمتاحف، مشددا على أهمية محاربة هذه الظاهرة.

ثم قدم رئيس الهيئة الإدارية للجمعية، الفنان قاسم سبتي، مداخلة ذكر فيها أن “هذه الندوة هي جرس إنذار وخطوتنا الاولى في سبيل منع سرقة الأعمال الفنية أو تزويرها أو استنساخها”، مؤكدا سعي الجمعية إلى وضع منهج قانوني متكامل لمكافحة الظاهرة.

وساهم في الندوة أيضا معاون مدير المركز الوطني لحماية حق المؤلف في وزارة الثقافة، مصعب كميل، الذي تحدث عن الإجراءات المتخذة لحماية الملكية الفكرية، وعن كيفية توثيق الاعمال الفنية والادبية وآلية تسجيلها في المركز من أجل حمايتها من السرقة أو الاستنساخ.

 ******************

شعارات الحزب الشيوعي العراقي في الذكرى الستين لانقلاب ٨ شباط الأسود

  • معاداة الشيوعية والديمقراطية تلحق الخزي والعار بحاملي رايتها
  • الانقلاب الفاشي أجهض مسيرة ثورة ١٤ تموز ١٩٥٨ المجيدة
  • المجد والخلود للرفيق الخالد سلام عادل ورفاقه الميامين
  • المجد والخلود للشهداء قادة ثورة ١٤ تموز وفي مقدمتهم الزعيم الوطني

    عبد الكريم قاسم

  • نطالب بانصاف ضحايا المجزرة والقمع الوحشي
  • لا بديل عن الديمقراطية، نهجا وحكما وممارسة
  • الانقلاب نقطة انعطاف سوداء في تاريخ العراق المعاصر
  • لا للميليشيات والسلاح المنفلت

 ***********************

د. عبد الجبار عيسى في «بيتنا الثقافي»..  عن التنمية المستدامة والحكم الرشيد

بغداد – طريق الشعب

ضيّف منتدى “بيتنا الثقافي” في بغداد، السبت الماضي، أستاذ علم الاجتماع السياسي في الجامعة المستنصرية د. عبد الجبار عيسى عبد العال، الذي قدم محاضرة بعنوان “التنمية المستدامة والحكم الرشيد”.

المحاضرة التي احتضنتها قاعة المنتدى في ساحة الأندلس، استمع إليها جمع من المثقفين والمهتمين في الشأن السياسي. فيما أدارها الرفيق حسين النجار، عضو المكتب السياسي للحز ب الشيوعي العراقي، واستهلها بتقديم نبذة عن سيرتي الضيف الذاتية والأكاديمية.

د. عبد العال، وفي معرض محاضرته، تحدث عن التنمية كمفهوم متداول بشكل عام، وعن أسباب فشلها (التنمية)، نظرا لتركيزها على الجوانب الاقتصادية كالصناعة والزراعة والتجارة دون التطرق إلى علاقتها بالقضايا الاجتماعية وبالمؤسسات الأخرى في الدولة.

ثم تناول موضوعة “التنمية المستدامة”، مشيرا إلى أن التفكير بدأ يتوجه إلى هذه الموضوعة بعد المشكلات الكبيرة التي واجهت الاقتصاد والقضايا الاجتماعية منذ منتصف ثمانينيات القرن الماضي “لذلك بات من الضروري تأسيس نمط جديد للتنمية متعدد الأوجه، لتوظيف الموارد المتاحة اليوم في دعم الأجيال اللاحقة، بما يصب في صالح التطور البشري”.

وتابع أن “هذا كله يتطلب العمل المشترك بين الدول لاستثمار الموارد. فهناك قضايا توجد اليوم ذات بعد عالمي تحتاج إلى جهود الجميع، كالاحتباس الحراري وتلوث البيئة والإرهاب ومصير الكرة الأرضية”.

وأشار المحاضر إلى أنه “تم تحديد 17 هدفا للتنمية المستدامة، منها القضاء على الفقر والجوع، وتأمين الصحة الجيدة والرفاه للشعوب، وتوفير التعليم الجيد وتحقيق المساواة بين الجنسين وتأمين مياه نظيفة والاهتمام بالنظافة، واستخدام الطاقة النظيفة وتقديمها بأسعار معقولة، وتوفير العمل اللائق، وتنشيط وتشجيع الصناعة وروح الابتكار في الهياكل الأساسية في المجتمع. كذلك الحد من أوجه عدم المساواة بين البشر، وإنشاء المدن والمجمعات المستدامة، والتشديد على الإنتاج والاستهلاك المسؤول والمخطط له بشكل علمي، والسعي إلى جودة المناخ، والحفاظ على التوازن البيئي وتجنب الصيد الجائر، والسعي لخلق أجواء من السلام والعدالة وبناء مؤسسات قوية، وأخيراً عقد الشراكات الدولية والمحلية لتحقيق كل هذه الأهداف لأنها تمس الجميع”.

بعدها تحدث د. عبد العال عن مفهوم “الحكم الرشيد” وعلاقته بالتنمية المستدامة، موضحا أن “هذه التنمية لا تتحقق إلى في ظل حكم رشيد يعمل على تحقيق كل ما يطمح له المواطن، وعلى سيادة القانون بدون سلاح منفلت”.

وتابع قائلا أنه “من الأهمية أن تكون هناك شفافية في الحصول على المعلومة، وأن تكون الدولة صريحة في تعاملها مع الشعب. ومن الضروري أيضا تطبيق مبدأ (من أين لك هذا؟) وتحقيق العدالة بين الجميع، وأن تتوفر الكفاءة في رجال الدولة والقدرة على تأمين الكهرباء والماء والصحة والتعليم والمواصلات وتحقيق مطالب الجماهير، وأن يكونوا (رجال الدولة) ممتلكين بعدا تقنيا ولديهم رؤية استراتيجية للمستقبل”.

وأثارت المحاضرة نقاشات بين المحاضر الضيف والحاضرين.

وفي الختام، قدم عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي الرفيق فاروق فياض، باقة ورد باسم المنتدى إلى د. عبد الجبار عيسى، وشهادة تقدير أيضا باسم المنتدى، قدمها له عضو اللجنة المركزية الرفيق علي مهدي.

 ***************

ليس مجرّد كلام.. الوطن لناسه الحقيقيين..!

عبدالسادة البصري

حين قرأتُ تقريراً عن نسبة الفقر في العراق، هالني ما قرأته رغم أنني أعرف ان أكثر من 50 في المائة يعانون الفقر، في بلد يُعتبر من أغنى البلدان بالثروات النفطية وغيرها. الاّ أن حكوماته المتعاقبة لم تنتمِ لناسه وأرضه بشكل حقيقيٍّ كامل، حيث أن العشوائيات في كلّ مفاصل الحياة انتشرت في كل مكان منه، بسبب الفساد المستشري وثراء الفاسدين على حساب الفقراء عبر اللصوصية المشرعنة والمضاربات بالعملة التي جعلتنا في دوّامة قلق دائم!

في المناطق الفقيرة والأكثر فقراً في وطننا، تعيش العائلات تحت خط الفقر، وبعضها من ذات الدخل المحدود التي أرهقتها الإيجارات وهزال الدخول بفعل الاستقطاعات والاجراءات المماثلة.

في كل محافظاتنا الوسطى والجنوبية وبضمنها العاصمة، انتشرت هذه المناطق وتجمعاتها السكانية بسبب اللامبالاة والفساد المستشري ، اللامبالاة ازاء معيشة الناس واحوالهم، عاشوا أم ماتوا ، أكلوا أم جاعوا ، سكنوا ام تشردوا،  المهم ان السيد المسؤول وعائلته وأقرباءه  يتنعّمون بحياتهم ويكتنزون الذهب والفضة وليذهب الشعب إلى الجحيم.

ساكنو العشوائيات هم الأكثر تضرراً في هذا الوطن، والأكثر ارتباطاً به وانغماساً بحبّه، فحينما ادلهمّت الخطوب وصاح الوطن: ها أولادي ، حتى انتفض الشباب من أبناء هذه الأحياء ملبّين نداءه وباذلين مهجهم في سبيل الدفاع عنه، والدليل هو الأعداد الكبيرة من الشهداء الذين روت دماؤهم الطاهرة ارضنا العزيزة حينما دنّستها ضواري داعش، وكذلك من هبّوا مطالبين بأبسط حقوق المواطنة والعيش الكريم  التي تقرّها كل دساتير الأرض والسماء، باحثين عن وطنٍ حلموا به حراً في انتفاضة تشرين الخالدة !

مَنْ تضرر ويتضرر بارتفاع سعر الدولار سوى الفقراء ؟! لهذا يحتاجون وقفة حقٍّ وبضمير حيٍّ نابضٍ بحب الوطن والناس، لننصفهم ونمسح عنهم عرق التعب والانتظار، ونمنحهم سكناً وعيشاً يليقان بهم وبتضحياتهم وإخلاصهم، وهذا حقٌّ مشروع لهم. لكن مَنْ يعي الحقَّ في زمن سادَ فيه الفساد للأسف؟! وأصبح الدولار سيّد العقول بعد الجيوب!

تجدهم مهووسين بالوطن حدّ التماهي، يحملونه غيرةً وشهامةً ومحبّةً وطنيةً خالصة، لا لشيء سوى أنهم فتحوا عيونهم فوجدوا الأرض تحتضنهم وهم في القماط، لهذا عشقوها منذ الوهلة الأولى وضحوا لأجلهارغم ما يعانون من شظف العيش وأزمة السكن!

ان على المسؤولين الالتفات للفقراء دائما، وحلّ المشكلات التي يعانون منها، وإعطاءهم ما يليق بوطنيتهم الحقيقية، وان لا يكون الأمر مجرد دعاية انتخابية وشعارات. وعلينا أن نعرف جيدا أن الوطن لناسه الفقراء، لا للفاسدين الذين ينهبون خيراته ويفرون بها الى ما وراء الحدود!!

 ***************

في مقر شيوعيي المحمودية .. ندوة حول «التلوث البيئي في العراق»

بغداد - مهدي العيسى

اقامت منظمة الحزب الشيوعي العراقي في قضاء المحمودية – اللجنة المحلية في الكرخ الثانية، أخيرا على قاعة مقرها، ندوة توعوية حول التلوث البيئي في العراق، قدمها د. حسين كريدي وأدارها الرفيق عباس معن.

وأمام جمع من الأكاديميين والمهتمين في الشأن البيئي، تحدث د. كريدي عن التلوث البيئي الذي يشهده العراق اليوم، مقدما مقترحات وحلولا لمعالجة هذه الظاهرة الخطيرة التي أضرت كثيرا بصحة الناس.

وساهم عدد من الحاضرين، من الاختصاصيين في مجالي البيئة والموارد المائية، في تقديم مداخلات حول آثار التلوث على الصحة والبيئة.