اخر الاخبار

الصفحة الاولى

الصحة تطمن: «اللقاحات آمنة» والإصابات تسجل أرقاما عالية

انتقادات لقانون «مواجهة كورونا»: يخالف حقوق الإنسان

بغداد ـ طريق الشعب

عدّت المفوضية العليا لحقوق الانسان في العراق، مؤخرا، نص مشروع قانون مواجهة جائحة كورونا الذي أعده مجلس الوزراء وقدمه إلى مجلس النواب، “مخالفا لمبادئ حقوق الانسان”. وقالت انه يتضمن “تهربا” من المسؤولية القانونية. وباشرت وزارة الصحة، منذ يومين، حملات التطعيم بلقاح سينوفارم الصيني في بغداد وذي قار وبابل والنجف ومناطق أخرى متفرقة، بعدما أعلنت عن تجاوز حاجز الـ 5000 إصابة ضمن موقفها الوبائي الأخير.

ونص مشروع قانون مواجهة الجائحة الذي أطلعت عليه “طريق الشعب”، على “الإعفاء من المسؤولية المدنية والجزائية للشركات المصنعة والمجهزة والموزعة والمسوقة وممثليها والمكاتب العلمية ووزارة الصحة وتشكيلاتها والعاملين فيها من الأضرار الناتجة عن توفير أو استخدام المواد الطبية اللازمة للوقاية أو العلاج من فيروس كورونا. وتتحمل الدولة تعويض المتضررين من الأعمال أو الأنشطة اللازمة لمواجهة جائحة كورونا، باستثناء الأعمال العمدية التي تؤدي إلى الوفاة أو الإصابة الجسيمة باستخدام إحدى المواد الطبية”.

وأوضحت مفوضية حقوق الانسان في بيان لها، إن مشروع القانون بمسودته الحالية “يعارض مبادئ حقوق الإنسان ويمثل تهربا من المسؤولية القانونية”.

وأكد بيان المفوضية أن ذلك “يتنافى مع معيار اساسي للإنصاف وفقا  للعهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية الا وهو (المساءلة الخاصة بالحق في الصحة) بغية التماس سبل انتصاف فعالة”.

واتهم البيان، الحكومة بـ”انتهاك الحق في الصحة، بسبب تأخر استجابتها وغموض إجراءاتها في توفير المستلزمات الوقائية لمواجهة الجائحة وفي مقدمتها (اللقاحات) على الرغم من وعودها المتكررة، آخذين بنظر الاعتبار ان حملات التطعيم انطلقت في الكثير من دول العالم وعموم الدول المجاورة، وهو ما قد يتسبب في خسائر مستمرة في الارواح”.

وخلال الساعات الماضية، أعلنت دائرة صحة الرصافة تسلمها أكثر من 6 آلاف جرعة من لقاح كورونا، وقد باشرت حملة التطعيم. 

وفي ذات السياق، دخلت حملات التطعيم باللقاح الصيني حيز التنفيذ في بابل والنجف وذي قار ومحافظات أيضا.

وطمأنت وزارة الصحة المواطنين بشأن هذه اللقاحات، مبينة في إيضاح تناقلته وكالات الأنباء، أن “اللقاحات آمنة، وفائدتها تفوق بعض الأعراض الجانبية المترتبة عليها”. 

وسجل العراق وفقا للموقف “إصابة 5173 اصابة بفيروس كورونا، خلال 24 ساعة فقط، فضلا عن وفاة 25 مواطنا”.

**********

حتى لا يصبح الحظر

عقوبة جماعية

رائد فهمي

اجراءات الحظر  في مواجهة  كورونا  لابد ان تقترن بحزمة من  الاجراءات الموازية، لتخفيف اعبائها  الشديدة على الفقراء والعاملين باجر يومي وذوي الدخل المنخفض.

فمن المعروف ان  معدلات البطالة في العراق مرتفعة، خصوصا وسط الفئات العمرية الشابة حيث تزيد على ٣٠ في المائة. لذا يتوجه معظمهم الى اعمال خدمية بسيطة  في القطاع غير المنظم، ويعتمدون على الدخل او الاجر اليومي في معيشتهم وعوائلهم.

وعندما تفرض الحكومة اجراءات حظر فانها تمنع الكثيرين منهم  من تحقيق  الحد الادنى من الايراد الذي يضمن  قوت يومهم، في حين تقلصت مفردات البطاقة التموينية وبات  توزيعها نادرا، يضاف الى ذلك ارتفاع اسعار المواد الاساسية ومواد التعقيم بسبب الحظر وبسبب رفع سعر صرف الدينار. ومن الطبيعي، في ظل انعدام اي شكل من اشكال الدعم الحكومي، ان يستثير هذا  كله غضبا مشروعا ضد السلطة، يجد تعبيره في رفض اجراءات الحظر  وعدم الالتزام بها، وينعكس في تظاهرات احتجاجية سلمية، جلّ المشاركين فيها من الشباب .

 في غياب اية اجراءات  حكومية تعالج آثار وتداعيات الحظر على هذه الفئات الاجتماعية الواسعة المتضررة في الصميم، لابد ان يُنظر  الى  الحظر   وكأنه عقوبة جماعية  تقطع ارزاق  الملايين من ابناء شعبنا، المحاصرين اساسا بالفقر والبطالة وغياب المقومات الاساسية للعيش الكريم .

لهذا فان المطلوب من السلطتين التنفيذية والتشريعية، اي الحكومة والبرلمان، ان تضعا اوضاع هذه الفئات والشرائح الواسعة من أبناء شعبنا  في مركز اهتماماتهم، وفي لبّ مناقشاتهم وهم يتداولون مواد موازنة عام ٢٠٢١، وان يخصصوا الأموال الضرورية لبرنامج دعمٍ  موجهٍ لتخفيف  تداعيات وآثار الجائحة، واجراءات الوقاية منها .

***********

بلاغ صادر عن المكتب التنفيذي للتيار الديمقراطي

عقد المكتب التنفيذي للتيار الديمقراطي اجتماعه الثاني لعام ٢٠٢١ عصر يوم الاول من آذار في مقر التيار الاجتماعي الديمقراطي.

واستهل الاجتماع مناقشاته باستعراض الاوضاع الدامية في الناصرية ، وباستفاضة عبر المجتمعون من خلالها عن غضبهم وادانتهم لما تعرض له متظاهرو الناصرية من عنف مفرط ادى الى استشهاد وجرح العشرات، كما اكد المجتمعون على تضامنهم مع المنتفضين ومطالبة السلطات المحلية والحكومة الاتحادية بحماية المتظاهرين وتلبية مطالبهم والكشف عن الجناة وملاحقتهم وتقديمهم للقضاء.

ان تكرار أساليب القمع وسقوط الشهداء مؤشر خطير على ان النهج في استخدام العنف المفرط ضد المتظاهرين السلميين ما يزال يمارس بنفس الطريقة التي اهدرت فيها دماء أكثر من سبعمائة  من ابناء شعبنا الذين خرجوا في تشرين ٢٠١٩ ، مدافعين عن حقوقهم في حياة حرة كريمة ومن اجل استعادة وطن تعبث فيه الأجندات الأجنبية والخاصة والعصابات والمليشيات المسلحة. ودعا المكتب التنفيذي الى عدم تسويف مطالب المنتفضين بالكشف عن الجناة ومحاسبتهم وإطلاق سراح المعتقلين والمغيبين وإجراء إصلاحات اقتصادية وسياسية شاملة وانتشال البلد من براثن الفساد.

ثم جرت مناقشة بنود جدول الاعمال حيث استعرض الحضور الصلات مع تنسيقيات التيار في الداخل والخارج واعادة تشكيل بعضها في عدد من المحافظات والمدن التي يسعى التيار بجهود حثيثة لإعادة نشاطها.

وأولى الاجتماع اهتماما خاصا بتنسيقيات الخارج بما يقوي وحدتها ويعزز صفوفها ودور شخصياتها جميعها بلا استثناء واستمرار تواصلها المثمر مع التيار في داخل الوطن .

وبصدد التحضير لمؤتمر التيار الديمقراطي فقد تقرر اعادة النظر في التاريخ الذي حدد سلفا لعقده في ١٢ آذار ٢٠٢١ لاعتبارات تتعلق بالأوضاع  الصحية المستجدة وتعرض البلاد الى الموجة الثانية من وباء كورونا وسيحدد موعد آخر مناسب يعلن عنه لاحقا.

كما وتقرر تشكيل لجنة لأعداد وثائق المؤتمر القادم للتيار ولجنة اخرى للأعلام.

المكتب التنفيذي

التيار الديمقراطي

بغداد في الأول من آذار ٢٠٢١

********

‏بيان رابطة المرأة العراقية في مناسبة 8 آذار

صامدات.. قادرات رغم العنف وجائحة كورونا

الثامن من آذار هو يوم نجدد فيه التزامنا بالعمل كمدافعات ومدافعين عن حقوق المرأة، ومساهماتنا الفعلية في حل مشاكل البلد عموما وحل مشاكل النساء والفتيات خصوصا، وتحسين اوضاعهن المعاشية والاجتماعية في جميع مدن وأرياف العراق، وتوفير احتياجاتهن الصحية والنفسية والقانونية وتخصيص الملاذات والسكن الملائم لحمايتهن من العنف والاستغلال والاتجار.

يأتي الثامن من آذار 2021 ونحن لازلنا نواجه الكثير من التحديات الصحية والبيئية بسبب جائحة كورونا وتأثيراتها الاجتماعية والاقتصادية، فضلا عن التعقيدات السياسية والامنية المربكة بسبب سياسة المحاصصة والفساد التي لازالت تسيطر على مقدرات البلد والانسان العراقي، والتي أثبت فيها النساء العراقيات قوة أرادتهن وقدراتهن العالية على مواجهة الصعاب والازمات.

وتؤكد المؤشرات والتقارير المحلية والوطنية والدولية على ان المرأة العراقية تعيش في ظروف انسانية قاسية وتتعرض للمزيد من الحيف والاهمال والعنف والتهميش والاقصاء بالاضافة الى عدم تكافؤ الفرص، بالرغم من انخراطها بالعمل ومساهمتها في مجالات مختلفة وعديدة، وسعيها لضمان حقها بالمشاركة السياسية الحقيقية في مواقع صنع القرار، ونضالها المستمر لمناهضة كافة أشكال العنف الموجه ضدها وإلغاء كافة القرارات والتشريعات المجحفة التي تنتهك كرامتها وتصادر حقوقها الإنسانية.

نحن في رابطة المرأة العراقية  ورغم الصعوبات التي تواجهنا كنساء في مختلف المستويات الفكرية والثقافية والاجتماعية، نواصل نضالنا من اجل توحيد الجهود الوطنية والمدنية لإصلاح العملية السياسية في العراق، ونؤكد على احترام أرادة الشعب في بناء نظام سياسي عادل ينصف المضطهدين وينتشل العراق من الأزمات الاقتصادية والصراعات السياسية، ونطالب  كافة الجهات المعنية الحكومية والبعثات الدبلوماسية والدولية بأهمية اعطاء المرأة حقها بالمشاركة وفي كافة المستويات لتأكيد مبدأ العدالة والنوع الاجتماعي والاعتراف  بدور النساء كشريك اساسي وفعال في عمليات التنمية والبناء والامن والسلام، واهمية تعزيز مشاركة النساء وتمكينهن اقتصاديا، وتأمين سلامتهن وتوفير الحماية لهن داخل الاسرة والمجتمع عبر الاسراع بإقرار قانون الحماية من العنف الاسري وتطبيقه من خلال تجريم مسببيه ومحاكمتهم وضمان عدم افلاتهم من العقاب،  وتوفير الضمانات الاجتماعية الكاملة للأرامل والمطلقات والعائدات من النزوح وذوات الاحتياجات الخاصة والنساء المعيلات لأسرهن والمتضررات من جائحة كورونا.

(الثامن من آذار) فرصة لنحتفل بصمودنا بوجه التحديات الكبيرة، وهو مناسبة نثبت فيها اننا قادرات على التغيير والبناء في كافة الميادين والمحافل، ولنا صوتنا الواضح في سوح الاحتجاج الرافضة لكل السياسات الخاطئة، ( الثامن من آذار ) يوم نذكر به كافة المسؤولين الحكوميين والدوليين بالتزاماتهم اتجاه قضايا المرأة وبما يتلائم مع حجم الجهود المبذولة والتضحيات التي قدمتها وتقدمها النساء كل يوم، ونطالبهم بضرورة اعتماد برامج تنموية من اجل انتشال المرأة وأطفالها وأسرتها من الفقر والعوز والحرمان، والسعي لتوفير الحياة الحرة الكريمة لها ولأطفالها وحماية حقوقها وإلغاء جميع القوانين والقرارات التي تسلبها حقها.

عاش الثامن من آذار عيداً أمميا لكل النساء، وألف تحية لكل امرأة تكافح من اجل أن تكون هذه الارض بيئة آمنة للجميع، عاشت المرأة العراقية في كل مكان.

المجد والخلود للشهيدات والمغيبات في العراق والعالم

كل عام والمرأة تعيش حياة حرة وكريمة وآمنة

رابطة المرأة العراقية

آذار 2021

*********

راصد الطريق

وبقية الفساد.. يا مجلس النواب؟

شكّل مجلس النواب في الأيام الماضية لجنة لتقصي الحقائق بشأن فضيحة الفساد الكبرى التي أعلنها محافظ صلاح الدين.

وبحسب قول المحافظ في لقاء متلفز، فإن مسؤولين متنفذين في المحافظة أنفقوا على “معمل تنقية البذور” الذي تبلغ تكلفته الأصلية 300 مليون دينار لا أكثر، حوالي مليارين ونصف المليار دينار بذريعة بناء مخازن “جملونات” تابعة له. 

وما زاد من فظاعة الأمر، تأكيد المحافظ إن حوالي 14 مليار دينار نهبت بنفس الشاكلة في “الشركة العامة للتجهيزات الزراعية”، فضلا عن نهب حوالي 18 مليار دينار في “دائرة التجارة” بالمحافظة. وكل ذلك لبناء مخازن في محافظة تعاني ما تعاني.

رد فعل البرلمان الخجول بشأن هذه الفضيحة المدوية، قوبل بسخط شديد من المواطنين، الذين عدوه محاولة لرفع الحرج، حيث جرى التشكيك بلجنة التحقيق وما اذا ستختلف عن سابقاتها!

هذا كله في صلاح الدين، وهو غيض من فيض منظومة الفساد والفاسدين. فمتى العلاج الحقيقي وإلى متى يستمر هذا الهدر للمال العام؟!

******

الصفحة الثانية

اتحاد الطلبة يُدين الاعتداء على مسيرة الشهداء

بغداد ــ طريق الشعب

شجب اتحاد الطلبة العام/ فرع بغداد، عمليات الاعتداء وملاحقة المشاركين في مسيرة الشهداء في العاصمة بغداد.

وقال الاتحاد في بيان تلقت “طريق الشعب”، نسخة منه، ان “طغمة الفساد تراهن هي ومن حولها من المنتفعين على تراجع المد الجماهيري المطالب بالخلاص من منظومة المحاصصة والفساد، من خلال اعادة انتاج نفسها بأشكال متعددة”.

واضاف البيان، “يوما بعد اخر نزداد يقينا ان المشكلة في البلاد هي نظام المحاصصة والفساد، ولا سبيل امام الجماهير المنتفضة، سوى الخلاص منه من خلال استمرار الاحتجاج السلمي بإشكاله المتنوعة”، مؤكدا “ضرورة تنفيذ المطالب المشروعة للمنتفضين، وايقاف عمليات الملاحقة والقمع باتجاه المتظاهرين العزل”.

ودان البيان، “عمليات الاستهداف المستمر الذي تمارسه قوات مكافحة الشغب ضد المحتجين، وتكرار استخدام الرصاص الحي على المدنيين في مدينة الناصرية”.

واستنكر بـ”أشد العبارات حادث الاعتداء وتفريق مسيرة الشهداء في بغداد”.

وتوجه الاتحاد في بيانه بـ”النصح للحكومة الحالية بعدم تكرار تجربة الحكومة السابقة باستهداف المواطنين ومحاولة تكميم أفواههم”.

*********** 

كل خميس

أهلا بالبابا فرنسيس

 مرحبا بلاهوت التحرير

جاسم الحلفي

لن يعطل الاسراع في إكساء الشوارع التي يمر بها موكب البابا بصيرة خورخي ماريو بيرجوليو (وهو اسمه الحقيقي) الذي اتخذ اسم فرنسيس عندما اصبح البابا تيمنا بالقديس فرنسيس الأسيزي، المدافع عن الفقراء والبساطة والسلام.

فأبن عامل السكك هذا، المولود في احد احياء عاصمة الارجنتين بوينس آيرس الفقيرة، لا يعبر عليه التزويق والطلاء وكل أساليب النفاق. ولا تمر الحيل على من عاش في قارة كانت مهدا لثورات وإحتجاجات على ظلم وتعسف دكتاتوريات وحكومات فاسدة، ظلمت شعوبها وسرقتها طوال تاريخ بلدان هذه القارة.

وان من تنازل عن السكن  في القصر الرسولي الفخم في الفاتيكان، المقر الرسمي لأسلافه، وإختار العيش في بيت القديسة مرثا الصغير، لا يعير ذلك اهتماما كبيرا، فالقصور الرئاسية لا تشغل باله ولا يغريه أثاثها الباذخ، وحين عُين اول مرة كاردينالا في بلده الارجنتين اكتفى بالعيش في شقته الصغيرة بدلاً من مقر رئاسي.

كان أحد أهم شخصيات لاهوت التحرير في أمريكا اللاتينية، التي دعمت حوار المكافحين ضد الطغيان والاستبداد والفساد والظلم والحرمان والمتطلعين الى العدالة الاجتماعية بكل صنوفهم وأيديولوجياتهم واتجاهاتهم السياسية، متدينين، علمانيين، ملحدين. شخصية خبرت العمل السري، وساعدت المطاردين حتى بإعارتهم وثائقها الرسمية كي يهربوا، وأسهمت في احتجاجات ٢٠٠١ في الارجنتين، رافضة قرارات الحكومة التي فاقمت معيشة المواطنين، ومنتقدة عنف الأجهزة الأمنية في قمعها المحتجين.

 هذه الشخصية ينبض قلبها مع هتافات الخلاص من الجور والظلم والتهميش في أي بقعة من الأرض،  وكم عمل سرا وعلانية من أجل إطلاق سراح المخطوفين ومعتقلي الرأي كافة. وهو القائل ان الفقر المدقع والهياكل الاقتصادية الظالمة التي تتسبب في عدم المساواة، تشكل انتهاكا لحقوق الإنسان، والذي انتقد الديون الثقيلة التي فرضتها الدول الغنية على الشعوب الفقيرة ووصفها بأنها ديون  “غير أخلاقية وغير عادلة وغير شرعية”.

انه الشخصية الذي تهمه نصرة الموجوعين وإشباع الفقراء، ويسعده ردم الفجوة المعيشية التي تتسع مع تنامي نزعة الجشع اللانساني. وهو من قال: “الفقراء يتعرضون للاضطهاد بسبب مطالبتهم بالعمل، والأغنياء يجري التصفيق لهم عندما يفرون من وجه العدالة”. ولا عجب في حساسيته المرهفة ازاء غياب العدالة، وهو الآتي من إرث لاهوت التحرير، صاحب الرؤية الواضحة في تحميل محتكري الثروات مسؤولية انتشار الفقر والامراض.

يحقق البابا في زياته للعراق حلما راود قبله ٢٦٥ بابا توالوا على رئاسة الكنيسة الكاثوليكية في روما، ولم يمتلكوا عزم الحبر الأعظم الذي قال يوما: “السلطة الحقيقية تكمن في الخدمة”

أجزم ان البابا قد تابع الانتفاضة العراقية بوجه طغمة الفساد، وان قلبه توجع لهول اعداد شهدائها والمصابين، الذين ضحوا في سبيل اقامة الدولة المدنية الديمقراطية. ولابد انه عالم بتدهور الخدمات في العراق وعجز كل الحكومات التي توالت على حكمه عن توفير مستلزمات المعيشة والكرامة الإنسانية. فوجود البابا في العراق اليوم يبعث رسالة عنوانها لا للظلم والجور وطغيان أصحاب رؤس الأموال، نعم لردم الهوة الواسعة في مستويات المعيشة، وهي قطعا ضد الفساد المستشري، وضد التهميش، ومع العدالة والمساواة.. وهي ليست رسالة واحدة، بل رسائل عديدة بضمنها ان قوة المجتمع في تنوعه، وتأكيد مبدأ التعايش المشترك والتسامح ونبذ التمييز على أساس العرق أو الدين أو الطائفة أو الفكر أو السياسة، ومد جسور التفاهم والتقارب والإخاء بين أتباع الديانات والمذاهب في العراق. كما تمثل دعماً لمسيحيي العراق ولحمايتهم واحترام طقوسهم، فهم من اهم الوان الموزاييك العراقي الجميل.

 كل الترحيب بضيف العراق الكبير وبكل الخيرين في العالم.

**************

الناصرية تطرح 6 مرشحين لمنصب محافظ ذي قار

الاحتجاجات تستهدف الحكومات المحلية

وغضب شعبي ينصب على “الحظر”

بغداد ــ طريق الشعب

أدرج المحتجون قرار استقالة محافظ ذي قار، ضمن خانة انتصارات الحراك على طريق التغيير الشامل، حيث دشن عدد من المحافظات، تظاهرات شعبية غاضبة تطالب بإقالة الحكومات المحلية فيها.

فيما تواصلت الوقفات الاحتجاجية المطالبة بالخدمات وفرص العمل وتحسين الواقع المعيشي في مناطق متفرقة من البلاد.

6 اسماء على قائمة الترشيح

وفي محافظة ذي قار، أعلن المتظاهرون ترشيح 6 شخصيات، لشغل منصب المحافظ، وتقديمها إلى مجلس الوزراء لاختيار احدهم.

وقال المتظاهرون في بيان طالعته “طريق الشعب”، ان ناشطي الحراك الشعبي وذوي الشهداء والجرحى وعدد من الشيوخ ووجهاء المحافظة، توصلوا بعد البحث والتشاور الى ستة مرشحين، وهم أحمد غني الخفاجي، ضياء كريم، عماد عبد الكاظم، ياسر البراك، نجم عبد طارش وعمران كامل.

وقال المتظاهرون، ان “هذه الأسماء تمثل إرادة الحراك الشعبي، ولا جدال عليهم، وعلى الحكومة المركزية دعم من يتسلم المنصب منهم”.

يُذكر ان العشرات من اصحاب العقود في وزارة الكهرباء، تظاهروا امام مبنى قيادة الشرطة المحلية في ذي قار، مطالبين بتدخل الحكومة المحلية وتثبيتهم على الملاك الدائم، نظرا لمضي 14 عاما على عملهم بالأجور اليومية.

في غضون ذلك، صعّد المعتصمون في قضاء الفاو جنوبي البصرة من احتجاجهم، من خلال قطع الطريق المؤدي الى مستودع الفاو النفطي.

وبيّن المتظاهر، على قاسم، لـ”طريق الشعب”، ان “هذا التصعيد يأتي من اجل استثناء المعتصمين من الاستمارة الكترونية التي اعلن وزير النفط عن اطلاقها حال اقرار الموازنة الاتحادية”.

حراك لإقالة الحكومات المحلية

من جانبهم، أقدم عدد من المحتجين في محافظة الديوانية، على قطع تقاطع الحرية، مطالبين باقالة المحافظ زهير الشعلان.

وذكر مراسل “طريق الشعب”، ميعاد القصير، ان “المتظاهرين المطالبين بإقالة المحافظ صعدوا من احتجاجاتهم من خلال قطع عدد من الطرق الرئيسية في الديوانية”، مشيرا الى ان “المتظاهرين مصرون على مطلبهم بإقالة المحافظ، نتيجة لفشله في اداء مهامه”.

وفي وسط مدينة الحلة (مركز محافظة بابل) تظاهر العشرات من المواطنين، مطالبين بإقالة الحكومة المحلية.

وأفاد مراسل “طريق الشعب”، بـ”انطلاق تظاهرة امام مبنى الحكومة المحلية للمطالبة بإقالة المحافظ حسن منديل”، مبينا ان “بعض المتظاهرين قاموا بقطع عدد من الطرقات بالإطارات المشتعلة”. واضاف ان “المحتجين طالبوا بمحاسبة المسؤولين الحكوميين المتهمين بالفساد”. يُشار الى أن العشرات من المواطنين اقدموا على قطع عدد من الطرق الرئيسية في قضاء العزيزية، احتجاجا على تردي الخدمات واستشراء الفساد”.

رفض الحظر

وفي العاصمة بغداد، تظاهر العشرات من المواطنين في مدينة الكاظمية، للمطالبة بإلغاء حظر التجوال الجزئي المفروض في البلاد، للحد من تفشي فيروس كورونا. وقال مراسل “طريق الشعب”، ان “العشرات من الاهالي من بينهم الباعة الجوالين والكسبة طالبوا الحكومة بإلغاء حظر التجوال او تقديم بديل ملموس لمساعدة الفقراء والكادحين، وتمكينهم من تجاوز الازمة”.

تظاهرة للمزارعين

الى ذلك، نظم عدد من المزارعين في ناحية السلام غرب محافظة ميسان، وقفة احتجاجية،  داعين الى صرف مستحقاتهم المالية.

وقال المتظاهر حميد بجاي لـ”طريق الشعب”، ان “الوقفة تأتي للمطالبة بمبالغ التعويضات المالية التي اقرتها الحكومة السابقة جراء موجة الفيضانات في عام 2018”، مؤكدا “استمرارهم بالاحتجاج لحين صرف مستحقاتهم المالية”.

وتظاهر عدد من سكان قضاء النجمي التابع لمحافظة المثنى، امام مبنى قائم مقامية القضاء، للمطالبة بإيجاد حل لمشكلة شح مياه الاسالة في منطقتهم، مناشدين الحكومة المحلية بإنشاء محطات ضخ للمياه في قراهم.

اعتداء في كركوك

وفي محافظة كركوك، اغلق المتدربين في شركة نفط الشمال ابواب الشركة احتجاجا على المماطلة التي تمارسها الشركة من اجل عدم تحويلهم الى عقود وزارية.

وتناقلت مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديوية لعدد من القوات الامنية وهم يقومون بالاعتداء على المتدربين بالضرب من اجل تفريقهم.

*************

احزاب ومنظمات في بريطانيا تستنكر قتل المتظاهرين

بغداد ــ طريق الشعب

دانت مجموعة من المنظمات العراقية والشقيقة في بريطانيا، جرائم قتل المتظاهرين في مدينة الناصرية، محملة الحكومة مسؤولية استمرار عمليات استهداف المتظاهرين السلميين.

اخبار مخيفة

وقالت المنظمات في بيان مشترك، تلقت «طريق الشعب»، نسخة منه، ان «الاخبار القادمة من العراق مخيفة، خاصة الجرائم التي اُرتكبت في الأيام الاخيرة بحق المتظاهرين السلميين في الناصرية»، مبينا ان «هذه الاعمال امتداد للأعمال الاجرامية التي شهدتها المدينة البطلة غداة انتفاضة تشرين»، مبينا ان «مسلسل القمع وسفك دماء الشباب العزل بالرصاص الحي اسفر عن استشهاد 10 متظاهرين على الأقل واصابة اكثر من 260 آخرين».

غضب من موقف الحكومة

وعبرت المنظمات في بيانها عن «غضبها من الموقف الحكومي وتعامله مع الحراك الجماهيري الذي استعاد زخمه، وعلى الاحتجاجات الشعبية التي خرجت تأييدا للمحتجين في ساحة الحبوبي الصامدة، وتضامناً مع مطالبهم المشروعة».

ولاحظ البيان «تصاعد الحراك مع حلول الذكرى العاشرة لانطلاق حركة الاحتجاجات الشعبية في 25 شباط 2011 من اجل التغيير، للخلاص من نظام المحاصصة والطائفية السياسية والفساد وبناء العراق المدني الديمقراطي وتحقيق العدالة الاجتماعية»، مشيرا الى ان ذلك «افزع القابضين على مصائر البلاد ودعاهم الى العمل على ارهاب الانتفاضة وجمهورها عن طريق سلسلة الاغتيالات والاختطافات التي طالت ناشطات ونشطاء الحركة الاحتجاجية».

اوضاع مأساوية

واضح البيان، ان «اوضاع بلادنا المأساوية والأزمة المتعمقة سياسيا واقتصاديا وماليا وصحيا وتداعياتها الوخيمة تلقي بظلالها الثقيلة على حياة المواطنين، وتزيد من معاناتهم»، مؤكدا ان «هذه الاوضاع مرشحة للمزيد من التدهور، طالما ظلت قوى الفساد والمافيات والمحاصصة متحكمة في السلطة، الامر الذي يدفع بالمزيد من المواطنين الى الدفاع عن حقهم في الحياة والعيش الكريم عبر مختلف اشكال الاحتجاج السلمي، الذي ضمنه لهم الدستور».

ايقاف العنف

وناشدت المنظمات الموقعة على البيان «كل القوى الخيرة في العالم والمنظمات الدولية المدافعة عن حقوق الانسان، أن ترفع اصواتها عالياً لإدانة هذه الجرائم البشعة»، مطالبة في الوقت نفسه بـ»الوقف الفوري لهذه المذابح بحق المتظاهرين السلميين والشباب العزل، وتأييد حق شعبنا وملايينه المحتجة في اقامة نظام العدالة والحرية، ودحر قوى الارهاب والسلاح المنفلت والطائفية».

الحكومة تتحمّل المسؤولية

وحملت المنظمات، بحسب البيان، «الحكومة العراقية المسؤولية عن استمرار القمع الدموي للمتظاهرين وعمليات القتل والاختطاف والتعذيب وترهيب الناشطين المدنيين»، مشددا على «وقف القمع وكشف هوية القتلة، ومن يقف وراءهم، وتقديمهم الى القضاء لينالوا القصاص العادل، واطلاق سراح جميع المعتقلين، والاستجابة لمطالب المتظاهرين العادلة».

ــــــــــــــــــــــــ

الموقعون:

  • منظمة الحزب الشيوعي العراقي *منظمة الحزب الشيوعي السوداني *رابطة المرأة العراقية *تنسيقية التيار الديمقراطي * رابطة الاكاديميين العراقيين *منظمة الكورد الفيليين الاحرار *رابطة الانصار (البيشمركة) *المقهى العراقي

************

الصفحة الثالثة

منهج فاشل في إدارة الدولة

حملات انتخابية مبكرة .. مناطق منسية تطأها اقدام المسؤولين

بغداد ــ طريق الشعب

اعتاد العراقيون مع اقتراب موعد الانتخابات متابعة جولات مكوكية يقوم بها المسؤولون سواء في السلطة التنفيذية أو التشريعية على عدد من المشاريع من أجل استغلالها في الملف الانتخابي، خاصة أن قانون انتخابات مجلس النواب زاد من حظوظ المسؤولين الذين ينتهجون هذا السلوك. ويشير عدد من النشطاء والمتابعين للشأن المحلي بوجود استغلال لآليات الدولة وتسخير لمواردها في خدمة بعض الأحزاب المتنفذة، في محاولة منها لإعادة إنتاج نفسها من جديد.

استغلال ودعاية مبكرة

ورصدت “طريق الشعب”، قيام عدد من أعضاء مجلس النواب الحاليين والسابقين ومسؤولين تنفيذيين بزيارات مكوكية، لعدد من المناطق في بغداد والمحافظات، وهذه الزيارات التي جاء غرضها المعلن متابعة الواقع الخدمي في هذا المناطق، ولكن الغرض الحقيقي منها هو الترويج لعدد من الشخصيات التي من المؤمل ترشيحها في الانتخابات المقبلة.

فيما يواصل عدد من أعضاء مجلس النواب بالعمل خارج اختصاصتهم من خلال زيارات صورية لأعمال التبليط الذي تشرف عليه مديريات البلدية وأمانة بغداد، وذهب عدد منهم، إلى استغلال آليات الدوائر الحكومية لغرض فرش الشوارع بمادة السبيس التي يؤكد المواطنون أنها مغشوشة ايضا!

مكاسب انتخابية

ويرى مراقبون ونشطاء أن تحركات القوى المتنفذة في هذا الملف الحيوي هو نتيجة للفشل في أداء مهامهم ومحاولة منهم لاستغلال موارد الدولة من أجل الترويج الانتخابي.

وقال الناشط المدني سجاد جواد، لـ”طريق الشعب”، إن “استغلال ملف الخدمات من أجل الحصول على المكاسب الانتخابية ليس جديدا على القوى المسيطرة على الدولة وتراها تنشط مع اقتراب أي موعد للانتخابات من خلال استعراض شخصياتها في سلوك مبتذل ومناف للأعراف الديمقراطية”، مشيرا، إلى أن “القوى الحاكمة دأبت على انتهاج هذا السلوك للهروب من فشلها في أداء مهامها”. وأضاف، أن “المواطنين في قضاء الحسينية شمال بغداد اعتادوا هذا السلوك منذ سنوات، ومع اقتراب موعد الانتخابات تظهر بعض الشخصيات سواء في مجلس المحافظة أو مجلس النواب لاستعراض عضلاتهم وتصوير مقاطع فيديو والتقاط عدد من الصور أمام المشاريع المتلكئة أو ما هو طور الإنجاز من أجل تجيير هذه القضايا لمصالحهم الشخصية والحزبية الضيقة”.

وانتقد جواد، “الفوضى وتداخل الصلاحيات في طريقة إدارة الدولة، حيث نشهد تدخلا من أعضاء في مناصب تشريعية في أعمال الدوائر الحكومية”، مؤكدا أن “هذا التداخل هو صراع بين الكتل المتنفذة لغرض تحقيق مكاسب انتخابية وليس من أجل مصلحة المواطنين أو الرقابة التي هي من صلب عملهم”.

زيارات غائبة منذ سنوات

من جانبه، أكد الناشط المدني أحمد عاشور، أن شوارع منطقة المعامل في قضاء الزوراء التابع لمحافظة بغداد تشهد ازدهارا ملحوظا في مادة السبيس المغشوشة أصلا.

وقال قاسم، في حديث لـ”طريق الشعب”، إن “المسؤولين التنفيذيين لم يسبق لهم زيارة القضاء طيلة السنوات الثلاث الماضية، ولكن مع إعلان موعد الانتخابات بدأت الزيارات للمنطقة في محاولة لتقديم مرشحين للانتخابات عن طريق تجميل صورهم من خلال متابعة ملفات المشاريع الخدمية”، مشيرا، أن “شوارع القضاء شهدت ازدهارا في مادة السبيس بسبب عجز الفاسدين والفاشلين عن اكسائها بمادة الإسفلت”.

وأضاف أن “الكتل السياسية المتنفذة تحاول إعادة إنتاج نفسها من خلال اتباع هذه الاساليب المكشوفة لدى المواطنين”، داعيا إلى “الحفاظ على المال العام وحماية المواطنين من عمليات الإستغفال التي تمارسها الأحزاب المتنفذة”.

ضغوط من المتنفذين

من جهته، كشف أحد مدراء البلدية في العاصمة بغداد عن تعرضه لضغوط كبيرة من قبل شخصيات نافذة في أحد الكتل السياسية من أجل استغلال آليات مديريته لأغراض شخصية ودعائية.  وقال المدير الذي رفض كشف هويته، لـ”طريق الشعب”، إن “أحد أعضاء مجلس النواب مارس ضغوطا كبيرة على مديرية البلدية من أجل استغلال آليات البلدية لأغراض الترويج الانتخابي وعند رفضنا لذلك هدد بشكل علني بإعفائي من منصبي”، مؤكدا أن “هذا ما حصل حيث تم إعفائي من المنصب تلبية لرغبة هذا النائب”.

منهج  فاشل

في المقابل، علل استاذ القانون محسن كريم، انتهاج الكتل السياسية المتنفذة هذا السلوك، إلى الفشل في ادارة الدولة ما دعاها إلى سلوك طريق استغلال معاناة المواطنين لمصالح فئوية ضيقة. وقال كريم، في حديث لـ”طريق الشعب”، إن “الكتل السياسية المسيطرة على منظومة الحكم منذ التغيير فشلت فشلا ذريع في ادارة الدولة وهذا ما نلاحظه من خلال الفوضى التي تشهدها المؤسسات التشريعية والتنفيذية وعدم معرفة الواجبات والصلاحيات المناطة في كل مؤسسة ما ساهم بشكل مباشر في تفشي الفساد والمحسوبية وتجيير موارد الدولة لمصالح كتل سياسية تسيطر على هذه المفاصل الحيوية”.

واضاف أن “هذا السلوك المعيب لا يمكن له بناء دولة حقيقية قادرة على تقديم الخدمات ومستلزمات الحياة الكريمة”، مبينا أن “الخدمات هي من صلب عمل الدوائر الخدمية ومن المعيب استغلال حاجة المواطنين لها من أجل تحقيق مصالح ذاتية”.

ودعا كريم، “مفوضية الانتخابات، إلى مراقبة سلوك المسؤولين في المؤسسات التنفيذية والتشريعية ومحاسبة من يحاول استغلال موارد الدولة لمصالح كتلته أو حزبه”، مشددا على “ضرورة تطبيق القوانين النافذة بحق مرتكبي هذه الافعال”.

******************

حرمان من الحقوق الوظيفية في دوائر الصحة

عمّال الأجور اليومية.. مخاطر كبيرة مقابل رواتب ضئيلة

بغداد ــ طريق الشعب

يواجه عدد كبير من العاملين بصفة أجور يومية أو عقود في دوائر وزارة الصحة انتهاكات كبيرة يتعرضون لها وبالخصوص منهم من يعمل في خدمات التنظيف. فرغم الخطورة التي ترافق عملهم اليومي بسبب تحديات وباء كورونا ودخول الموجة الثانية، يحرم الكثير منهم من التمتع بالإجازات أو العطل فيما تبقى رواتبهم ضئيلة جدا رغم شمولهم بقرار 315 الحكومي الذي يفترض أن يرفعها إلى الحد المعقول. ومقابل ذلك يقتطع راتب من يتعرض إلى الإصابة أثناء العمل، ويفصل من يتوفى منهم من الخدمة وتحرم عائلته من الحقوق القانونية بحسب ما يؤكده عاملون في هذا المجال.

حقوق مسلوبة

ويقول الموظف بصفة عقد في دائرة صحة بابل، أحمد اللامي، إن المادة 315 التي أصدرها مجلس الوزراء في وقت سابق، حولتنا من صفة أجور يومية إلى عقود، لكن مستحقاتنا بقيت كما هي ولم ترتفع مطلقا.

ويوضح اللامي خلال حديثه لـ»طريق الشعب»، إن «القانون يكفل لهذه الشريحة الكبيرة حقوقها، ولكن على أرض الواقع الانتهاكات مستمرة. وأما نحن العاملين في مجال خدمات التنظيف فلا حقوق لدينا مطلقا، ونعمل طوال أيام السنة وحتى في أيام الجمعة والسبت، ولا نعطى أي إجازة أو عطلة أو حتى استراحة مع أن أجورنا ضئيلة جدا لا يقتنع فيها أي مواطن، ولذلك نطالب بالتعريف عن هذه المعاناة المريرة التي نتذوقها يوميا»، مضيفا «حتى الذي يتعرض إلى إصابة خلال العمل، وبضمنها الإصابات بفيروس كورونا وهو الذي يحيطنا بخطورته، لا يعطى أجره بل يحال إلى إجازة لمدة 14 يوم بدون راتب».

ويؤكد المتحدث أن «الأجور التي تعطى لنا شهريا تبلغ 240 ألف دينار فقط مقابل عمل مستمر لمدة 30 يوما وبدون أي إجازة. وبحال أراد الموظف الحصول على إجازة يوم الجمعة فسيكون راتبه 208 الاف فقط وبهذا يكون الراتب اليومي في الحالتين أما 8000 أو 6000 دينار علما أن أجور النقل والطعام على حسابنا الخاص».

موازنة غائبة وأمنيات بالإنصاف

من جانبه، يتحدث موظف آخر يعمل منظفا بصفة أجر يومي في دائرة صحة البصرة عن أسباب تعطيل صرف المستحقات القانونية لهذه الشريحة.

ويلفت حسين عبد الله إلى أن «المدراء العامين في مختلف مديريات الصحة يؤكدون بأن حقوقنا ستبقى على وضع الأجور اليومية رغم أنها وفق القانون أصبحت ضمن العقود الوزارية، والسبب يعود الى عدم إقرار الموازنة وصرف مستحقاتنا كاملة»، مبينا أن «هذه الشريحة تعمل الآن بصفة عقود وتتقاضى رواتب الأجور اليومية مع الأسف الشديد».

ويشدد عبد الله خلال حديث خص به «طريق الشعب»، على أن «الكثير من العاملين في هذا المجال يحملون شهادات جامعية، وبالمحصلة يتعرض الجميع إلى نفس الانتهاكات والتي تتمثل باقتطاع راتب من يمرض أو فصل من يتوفى أثناء الخدمة وحتى إن كانت الوفاة بسبب فيروس كورونا وهذا ما حصل في أكثر من مكان»، منوها إلى «إصابة العديد من العاملين أثناء الخدمة وحرمانهم من حقوقهم بشكل مأساوي رغم أنهم يعملون وسط بيئة خطيرة، علما أن أصحاب الشهادات لا تحتسب لهم اي مخصصات».

ويطالب عبد الله بـ»ضمان حقوق العاملين وإعطائهم العطل والإجازات أسوة بأي موظف، وحمايتهم اثناء الإصابة أو المرض خلال العمل لا فصلهم كما يجري حاليا وكما جرى مع المتوفين ايضا، فضلا عن توفير مستلزمات التعقيم والأدوات اللازمة لحماية أرواحهم وهي غائبة بالكامل».

غضب واسع

ومن جانب آخر، لم يشفع لموظفي وعمال العقود والأجور اليومية في دائرة صحة ذي قار ما يقدمونه من خدمات للمصابين بمرض كورونا الخطير والمصابين بالأمراض الأخرى. حيث بقيت أجورهم ايضا ضئيلة رغم المجازفة بأرواحهم ورغم صدور القرار 315 الذي ينص على تحويلهم الى عقود وزارية وتعديل رواتبهم.

ويقول محمد ضمد (موظف خدمة تنظيف بصفة اجر يومي) لـ»طريق الشعب»، إن الموظفين جميعهم يطالبون بتحسين أوضاعهم ورواتبهم خصوصا وأنهم يقدمون خدمات مهمة في ظل جائحة خطيرة. ويبيّن أن «العاملين قاموا بإضراب سابق أمام دائرة صحة ذي قار لإيصال رسالة حول حجم معاناتهم وتدني أجورهم»، مبينا أن « عدد العاملين بأجور يومية في دائرة صحة ذي قار يقدر بألفي عامل وموظف وجميعهم يعملون بأجر يومي ويتقاضى كل منهم 120 ألف دينار شهرياً».

ويوضح ضمد أن «الكثير من عمال وموظفي الأجور يعملون منذ ثمانية أعوام في المؤسسات الصحية والبعض منهم تصل خدمته إلى 10 أعوام وأقل عامل منهم لا تقل خدمته عن أربع سنوات»، مبيناً «إنهم يعملون في ظروف عمل تجعلهم على تماس مع مخاطر المرض ولاسيما وباء كورونا حيث يعمل الكثير منهم كموظفين وعمال خدمة ضمن ردهات الطوارئ ومحاجر العزل ويقدمون خدماتهم للمرضى ويقومون بتنظيف الردهات والمحاجر الصحية. حيث إن كل هذه المخاطر التي يتحملها عمال الأجور هي مقابل أجور متدنية جداً كونهم غير مشمولين بمخصصات الخطورة والمخصصات الأخرى»، مردفا «سبق وأن صدر قرار يحمل الرقم 315 بتحويلهم من عمال وموظفي أجور يومية إلى عقود وزارية لكن للآن لم يجرِ تحويلهم ولا تعديل رواتبهم».

ويشير المتحدث إلى أن «قرار تحويلنا من عمال أجور الى عقود وزارية يتضمن فقرات ترفع الحد الأدنى للرواتب من 120 ألف الى 350 ألف دينار وإن أسباب تأخر تطبيقه تعود لتأخر إقرار الموازنة وعدم إطلاق التخصيص المالي من وزارة المالية بحسب ما تقول دائرة الصحة»، منوهاً إلى أن «العديد من دوائر الصحة في المحافظات الأخرى تصرف حالياً راتباً لا يقل عن 350 ألف دينار لعمال الأجور ونحن نطالب بتعديل رواتبنا وفق ذلك ولحين إقرار الموازنة».

وشدّد على ضرورة «التعجيل بتطبيق القرار 315 وتعديل رواتب عمال وموظفي الأجور وصرف مخصصات الخطورة واحتساب الشهادة الدراسية وسنوات الخدمة السابقة وكل الحقوق الأخرى التي يحصل عليها الموظف في المؤسسات الصحية».

************************

البابا في رحاب العراق..

عماد جاسم *

يعيش العراق أجواءً كرنفالية، تمهيدا لاستقبال البابا فرنسيس الى بلادنا التي تحاول طيّ آخر صفحات التناحر الطائفي او الديني، في ظل توجهات مجتمعية حقيقية، لاستثمار الزيارة لتكون دافعا مضافا لخطوات مؤسساتنا الثقافية والمدنية في ترسيخ قيم التعايش، بعد العمل الجاد لوزارة الثقافة على تفعيل هذا الحقل الانساني والمعرفي بتأسيس قسم معني بالتنوع ضمن خطط مستقبلية تتبنى آليات تجسير العلاقات مع المنظمات المدنية والمراكز البحثية، المعنية بالتنوع والتعايش عراقيا وعربيا وعالميا؛ حيث اخذت على عاتقها رسم استراتيجيات النهوض بواقع العمل المؤسساتي الذي يركز على البحوث والمشاريع التي تمنح العراق خصوصية وجمالية التنوع الديني والعرقي، بما يضفي بعدا مجتمعيا رافضا لكل اشكال التعصب والتطرف.

وتأتي زيارة الحبر الاعظم متزامنة مع توجهات حثيثة للارتقاء بعمل المؤسسات البحثية والثقافية والسياحية، الراعية لتوجهات الدولة العراقية، في فتح أفق التعاون مع الجامعات والسفارات ومختلف القنوات الدولية، التي تدعم تفعيل آليات انجاح رؤية وزارة الثقافة العراقية، التي تتجه لتوثيق هذه الزيارة، بما يجعلها خطوة انطلاق لفعل جماهيري وحكومي مشترك، يضع العراق ضمن الدول المستثمرة في مجال السياحة الدينية، في ظل عمل دؤوب من هيئة السياحة وهيئة الاثار والتراث، لإعادة اعمار الكنائس والاديرة الاثرية مع عقد اجتماعات والتمهيد لتوقيع بروتكولات عمل مع منظمات دولية، لترميم المواقع الاثرية والحضارية التي تعد مصدرا مهما ومضافا لإيرادات البلد الذي يمر بظروف اقتصادية صعبة، تتطلب توجها حثيثا لتعظيم الموارد باستثمار السياحة الدينية والثقافية، التي مرت لسنوات بشيء من الاهمال، ولنقلْ نوع من التجاهل، نتيجة لما حصل من انفلات امني او فوضى او احتراب طائفي، لم يمنح المؤسسات الثقافية والسياحية فرصة الاهتمام والاعمار.

وبعد ان كان الاعتماد الاول للدولة على مبيعات النفط ومنتجاته لتمويل خزيناتها، نجد أنفسنا اليوم ازاء مسؤولية وطنية واخلاقية، تتطلب من الجميع استنفار الطاقات المنتجة والعمل على حملة وطنية كبرى، تساهم فيها الشركات الاستثمارية والصناعية المحلية ومنظمات المجتمع المدني والوزارات من مختلف الاختصاصات، لتفعيل السياحة الدينية مع التأكيد على آليات التثقيف المجتمعي والتربوي لترسيخ قيم التعايش الذي لا بدّ له ان يخرج من نطاق الشعارات والتصريحات الشفاهية للعمل الموضوعي والواقعي، لإشعار ابناء الاقليات انهم ابناء بلد من الدرجة الاولى. ولا يمكن التغافل عن دورهم الفاعل في بناء وطنهم مع اخوانهم من شركائهم في الارض والمصير والماضي والمستقبل.

ولا بدّ ان يعضّد ذلك بإنتاج تشريعات داعمة تمنح ابناء الاقليات حرية ممارسة الطقوس وتمنحهم فرصة المشاركة الحقيقية في المناصب القيادية، وتمثيل مكوناتهم في مفاصل الدولة مع آليات اخرى تضمن تمكينهم من تحقيق ذواتهم في بلدهم الذي يعاني نزيف هجرة ابناء الديانات غير المسلمة، من بلد يعد احد بلدان التنوع الزاخر، والذي لا بد له ان يكون ملمحاً من ملامح القوة والرفعة وركيزة من ركائز الامان المجتمعي الذي تسعى لتحقيقه زيارة قداسة البابا، وهذا ما يجعل من أول اهداف زيارته رعاية مسيحيي الشرق، في ظل تصاعد وتيرة العنف الذي يتعرضون له في بلدانهم، وتحمل ايضا رسالة تضامن انسانية لتوجهات المجتمع العراقي الذي يؤكد على هويته العراقية الجامعة وهي الضمان في تحقيق الاستقرار الذي سيؤمن النجاح الاقتصادي والرخاء المجتمعي.

ـــــــــــــــــــــــــ

* وكيل وزارة الثقافة

***********************

الصفحة الرابعة

مفوضية حقوق الانسان بصدد اعلان اعدادهم

المغيبون والمختطفون: وعد حكومي معلق.. وإحصائيات مرعبة

بغداد ـ عبدالله لطيف

رغم التعهدات الحكومية المتكررة، بحسم ملف المغيبين والمخطوفين، ما زال يصنف هذا الملف ضمن الملفات “المسكوت عنها”. ولا تملك أية مؤسسة حكومية وغيرها “قاعدة بيانات موحدة لمعرفة اعدادهم”. لكن مفوضية حقوق الانسان تقول انها بصدد نشر إحصائية جديدة بخصوص المغيبين، مؤكدة أنها تعد تقريرا في ذلك، وقد ركز على النشطاء في الاحتجاجات تشرين. وشهدت احتجاجات تشرين منذ انطلاقتها في العام 2019، موجة اختطافات كبيرة، نفذتها جهات خارجه عن القانون، بحسب ما اكده قانونيون. في حين يتحدث مراقبون عن أن الارقام الحقيقية لملف المغيبين هي أكثر بكثير من الارقام التي تطرحها مفوضية حقوق الانسان في العراق. وتقول المؤسسات المعنية بحقوق الانسان إن 36 حالة اختطاف حصلت بحق المدافعين عن حقوق الانسان ونشطاء منظمات المجتمع المدني، بين الاول من تشرين الاول 2019 لغاية الواحد والثلاثين من آب 2020.  ويواصل أهالي المختطفين مطالباتهم بالكشف عن مصير ذويهم وأقرانهم المشاركين في الاحتجاجات.

8 آلاف حالة

عضو مفوضية حقوق الانسان، أنس العزاوي، قال في حديثٍ سابق للبرنامج الأسبوعي “يحدث في العراق” الذي يبث على صفحة الحزب الشيوعي العراقي في فيس بوك، إن “جهات عدة تهتم بتسجيل ارقام المغيبين، بينما لا توجد قاعدة بيانات موحدة في العراق لجمع الاحصائيات المعنية بهذا الملف”.

وذكر أن “هناك من يتحدث عن احصائيات تزيد عن 15 الف مغيب، في حين ان مجالس المحافظات والحكومات المحلية قدمت قوائم تقول ان عدادهم يزيد عن 5 آلاف مغيب”.

وتابع قائلا: “المفوضية سجلت 8 آلاف ادعاء بالاختطاف من قبل ذوي المخطوفين منذ عام 2017 لغاية ايلول 2020، وكانت أسباب الاختطاف مختلفة”.

وأكدت المفوضية انها بصدد تحديث ارقامها بخصوص هذا الملف بحسب اتصال هاتفي مع مراسل “طريق الشعب”

علي جاسم

وتحدث والد المحامي المخطوف، علي جاسب لـ”طريق الشعب”، عن اختطاف ابنه قائلاً: “في الثامن من تشرين الاول 2019 جاء اتصال الى ولدي علي، وادعى المتصل بأنه بحاجة إلى استشارة قانونية، واتفق معه المتصل على موعد للحديث عن الموضوع”.  وقال انه “بحسب اخر تصوير لكاميرات المراقبة الموجودة في الشارع، ظهر علي يلتقي بامرأة قامت باستدراجه، ثم وجهت إشارة الى سيارة فيها مسلحين قاموا باختطافه، واقتادوه الى مكان مجهول في محافظة ميسان”.

وزاد “توجهنا نحو القضاء. وبعد محاولات أكد القضاء من خلال شبكة (أسيا سيل) ان الاتصال الذي ورد لعلي كان من شريحة غير مسجلة لدى الشبكة”، مردفا “توصلنا في ما بعد الى أن الشريحة كانت تستعمل من قبل إحدى الفصائل المسلحة في ميسان”، حسب قوله.

إحصائية: 168 انتهاكا في اقل من سنة

وأصدر مركز النماء لحقوق الانسان،مؤخراً، تقريراً إحصائياً، حول ما تعرض له مدافعو حقوق الانسان ونشطاء المجتمع المدني في العراق اثناء الاحتجاجات من الاول من تشرين الاول 2019 لغاية الحادي والثلاثين من اب 2020 ، أكد ان مجموع حالات الانتهاكات وصلت الى 168 حالة”.

وسجّل المركز في تقريره: 39 اغتيالا، و 36 اختطافا، و 7 حالات اختفاء قسري، و 35 اعتقالا تعسفيا، و 31 محاولة اغتيال، و 20 حالة مضايقة وترويع.

وجميع هذه الحالات لم تطل سوى نشطاء مدنيين، ومدافعين عن حقوق الانسان.

توقعات بتصفيتهم !

من جانبه، قال المختص القانوني سجاد سالم لـ”طريق الشعب”، انه “لا توجد جهة من حقها ان تعتقل شخصا او تخفيه قسراً، من دون أوامر قضائية”.

وأضاف أن “انتفاضة تشرين، والايام التي تلتها، شهدت نشاطاً لعمليات التغييب القسري التي طالت نشطاء الاحتجاجات والشباب المشاركين فيها”، التي قامت بها جهات مجهولة.

وتوقع سالم، بأن “الشبان الذين طال تغييبهم لأشهر طويلة تمت تصفيتهم”.

وأشار الى ضرورة ان “تظهر المنظمات الدولية المعنية بحقوق الانسان جهودا اكبر، من اجل الكشف عن مصير الشباب المغيبين”، مبيناً أن العراق هو “عضو بالاتفاقية الدولية لمكافحة التغييب القسري”، وعلى الحكومة ان تفي بالتزامات العراق بهذه الاتفاقية”.

تشريع الانتهاكات؟

وقال الناشط المدني، في محافظة البصرة، علي المعلم، لـ”طريق الشعب”، إن “القوى السياسية المتنفذة ـ ومعظمها مرتبط بأجندات خارجية ـ تعتقد ان الناشطين الموجودين يطمحون لأخذ المناصب التنفيذية”.

وأضاف أن القوى السياسية “وضعت منهاجاً كاملاً” لمهاجمة المتظاهرين، وعملوا على تشوية سمعتهم “لتشريع الانتهاكات” التي يقومون بها في وقت لاحق.

وأوضح ان الحراك الاحتجاجي جاء “بمفاهيم جديدة خارج منهاج القوى السياسية”، واجبرت المجتمع على المطالبة بالحقوق والحريات، وهذا عكس ما تريده السلطة، لكنهم يجدونه يشكل “خطراً عليهم”.

وأشار المعلم الى أن “القوى السياسية الفاسدة تسعى لرعاية مصالح دول اخرى داخل العراق، في حين ان الاحتجاجات رفعت شعارات وطنية وحاولت ان تعزز الهوية الوطنية. وهذا عكس ما تطمح اليه بعض البلدان المجاورة”.

هذا ويستمر تغييب العشرات من الناشطين من بينهم جلال الشحماني، واعي المنصوري، فرج الحلو، علي جاسب، مازن لطيف، توفيق التميمي، وغيرهم الكثير.

*********

داعيا إلى مراجعة تعليمات انضباط الطلبة

طالب يقاضي جامعته بعد فصله مرتين ويكسب الدعوى

بغداد – علي شغاتي

انتهاكات عديدة يواجهها طلبة الجامعات العراقية بشكل متكرر جراء استغلال تعليمات انضباط الطلبة بشكل تعسفي، وكثيرا ما نسمع عن تعرض عدد من الطلبة إلى الفصل وترقين القيد بسبب قضايا متعلقة بحرية التعبير. محمد آوچي الطالب في جامعة كركوك كلية الطب أحد ضحايا هذه التعليمات السيئة الصيت، حيث تم فصله من قبل عمادة الكلية على خلفية منشور له في صفحته في فيسبوك انتقد فيه حجب درجاته بسبب انتقاده واقع الرعاية الصحية واخلاقيات بعض الأطباء. ورغم المضايقات العديدة والتهديد الذي تعرض له الطالب وعائلته إلا أن دفاعه عن مبدأ حرية التعبير دفعه إلى رفع دعوى قضائية ضد الجامعة والكلية احتجاجا على قرار الفصل، حيث تم انصافه من قبل محكمة القضاء الإداري بعد صدور قرار قطعي ببطلان قرارين للكلية بفصل الطالب.

بداية القصة

ويروي الطالب محمد آوچي، لـ”طريق الشعب”، قصته بالقول: إن “الموضوع بدأ عند نشري لمنشور على صفحتي في فيسبوك ينتقد تعامل بعض الأطباء مع المرضى وانعكاسات هذا الأمر على الأطباء أنفسهم كون هذه الافعال تؤدي إلى النفير المجتمعي ويدفع الناس للاتجاه إلى المشعوذين والعلاج الشعبي والعنف ضد الأطباء المقيمين”، مشيرا إلى “ورود بعض التعليقات من قبل أطباء من خارج جامعتي يتوعدوني بالتهديد بالفصل من الكلية، وعند استفساري من الكلية جاء الجواب بتركهم وعدم الاهتمام لكلامهم”.

ويضيف آوچي، “أديت الامتحانات النهائية للمرحلة الثانية وعند ظهور النتائج تفاجأت بحجب نتيجتي ومطالبتي بمراجعة عمادة الكلية التي طلبت بدورها حضور ولي أمري، الأمر الذي رفضته وابلغتهم أني انسان بالغ واتحمل مسؤولية تصرفاتي”، مبينا أنه “بعد شد وجذب ابلغت من قبل العمادة بوجود شكوى ضدي مقدمة من قبل أطباء من خارج الكلية بسبب المنشور على فيسبوك، وسط إصرار من قبل العمادة على حجب الدرجة وعدم إعطائي إياها رغم تدخلات بعض الأساتذة”.

اجراءات تعسفية

ويبيّن الطالب، أن هذه الاجراءات دفعته لنشر منشور آخر كتبت فيه: إن “العراق يعيش في زمن ديمقراطي يضمن حرية التعبير، وأن زمن البعث قد ولى ولا يمكن لأحد تكميم الأفواه بفضل تضحيات العراقيين ضد الدكتاتورية من أجل نيل الحرية، ليتم استدعائي إلى لجنة تحقيقية على خلفية هذا المنشور، وكانت اللجنة مشحونة جدا واستخدم اعضاؤها أسلوبا غير لائق فضلا عن محاولات الإملاء علي وتقويلي مالم أقله، ورغم هذا الأسلوب لم أتراجع أمامهم وعبرت عن رأيي بصراحة ودون خوف”، مضيفا أن “عمادة الكلية طلبت مني الحضور إلى استعلامات الكلية لغرض استلام قرار اللجنة الذي تبين أنها قررت فصلي لمدة عام كامل وإحالتي إلى لجنة طبية ونفسية لبيان مؤهلاتي من أجل أن أصبح طبيبا في المستقبل بسبب سلوكي العدواني أثناء الإفادة على حد وصف القرار، رغم كوني الأهدأ في لجنة الانضباط وأشرت إلى ذلك في محضر الاسئلة”.

ويشير آوچي إلى أنه “رغم استلامي للنتيجة ونجاحي من المرحلة الثانية إلى المرحلة الثالثة قررت الكلية سريان القرار على المرحلة الثانية وإعادتي للمواد السنة الدراسية التي سبق وأن نجحت فيها، ما دفعني إلى تقديم شكوى لدى مكتب المفتشية في الجامعة، وكان رد العمادة بعدم قبول تدخل المفتش العام في الجامعة بالقضية، فيما خاطب عميد الكلية مكتب مفوضية حقوق الإنسان في المحافظة بكتاب يقول فيه، أين حقوق الإنسان من هذا البشر لقد اخطأت الكلية حين فصلته لمدة عام ولم ترقن قيده ولكن تدخلاتكم تجعلنا نعيد النظر ونحاول تصحيح القرار بترقين قيده، واستمرت المشكلة من دون حل رغم مراجعاتي العديدة إلى وزارة التعليم العالي”.

عدم الاستسلام

ويتابع الطالب، “لم استسلم لقرار الكلية وقمت برفع دعوى قضائية في محمة القضاء الإداري وقررت المحكمة عودتي إلى مقاعد الدراسة بأمر ولائي، ولكني تفاجأت بكتاب مرفوع من 14 تدريسيا إلى المحكمة يرفضون عودتي مادفع القاضي لطلب إرسال اوراق التحقيق للمحكمة، عندها قامت الكلية بالمماطلة وعدم إرسال الاوراق وجرى تأجيل الجلسة عدة مرات ما دفع القاضي إلى امهال الكلية للمرة الأخيرة لجلب أوراق التحقيق، ما أجبرهم على تسليمها إلى القاضي، الذي قرر إعادتي للدوام، ولكن الكلية عادت لتقوم بفصلي بحجة تضليل الرأي العام من خلال الظهور في الإعلام، والفصل الثاني يعني ترقين قيدي وفق تعليمات انضباط الطلبة، ولكني أعدت الكرة في القضاء وحصلت على أمر ولائي جديد بالعودة للدوام”.

ويكشف آوچي، أن “القضاء أصدر حكمه في القضية بأن منشوراتي الداعية إلى محاربة الفساد لا تسيء إلى سمعة الكلية وأن الكلمات المستخدمة في المنشور تدخل ضمن نطاق حرية التعبير، لكن هذا لم يغلق القضية بشكل نهائي، حيث رفضت الكلية اطلاعي درجات السعي السنوي ومنعتني من دخول بعض الامتحانات والمحاضرات أثناء فترة الفصل الثاني، ووصلنا إلى موعد الامتحانات النهائية وأنا لا أعلم عن درجاتي شيئا، حتى جاء قرار التمييز لصالحي، وكسب قرار المحكمة الدرجة القطعية حينها زادت المضايقات باتجاهي، ورفضت محاولات اعتراضي على السعيات بحجة تأخرها عن الموعد المقرر رغم أنهم كانوا يرفضون تسليمي درجاتي في إجراء يثبت عدم اعترافهم بالخطأ الذي أشارت إليه محكمة القضاء الإداري والمحكمة الإدارية العليا ولم تبادر الكلية إلى فعل أي شيء لإصلاح تبعات هذا القرار”.

منحة مجانية

ويبدو أن القدر أنصف الطالب محمد آوچي حيث تم قبوله في منحة دراسية مجانية في إحدى الجامعات التركية التي تحتل المركز 1200 عالميا، فيما تأتي جامعة كركوك في المركز بعد 10 آلاف عالميا حسب نفس التصنيف وفقا لآوچي نفسه.

ورغم سفرة إلى خارج العراق لم يهمل آوچي قضيته وقام برفع دعوة قضائية جديدة بناء على قرار المحكمة الإدارية العليا بأن القرار خاطى وانتهاك لحرية التعبير، وطالب فيه بالتعويض عن الأضرار المادية والمعنوية التي أصابته جراء التشهير والمضايقات ضده وضد عائلته، وتقديم اعتذار رسمي من الكلية ينشر في الجريدة الرسمية.

طعن بالتعليمات

ويقول آوچي، إنه “ينتظر اكمال نصاب المحكمة الاتحادية من أجل الطعن في تعليمات انضباط الطلبة لمخالفتها الدستور وعدم تماشيها مع الوضع الراهن كونها سنت في وقت لم تكن فيه مواقع التواصل الاجتماعي موجودة، بالإضافة إلى احتوائها على مواد فضفاضة تمكن الجامعات من التضييق على حريات الطلبة بدون وجه حق”، مشيرا إلى أن “قضايا النشر يجب ان يلجأ فيها المتضرر إلى القضاء ومن غير المعقول الاحتكام إلى مؤسسة تكون هي الخصم والحكم”.

ويوضح آوچي، أن “إبعاد حضور ممثل عن هكذا جلسات يجعل من الطالب فريسة سهلة أمام أي شخص يحاول إيذاءه بدون وجه حق، ودائما ما يتم استغفال الطلبة نتيجة عدم معرفتهم بحقوقهم وعدم وجود جهة مخولة وفقا للقانون بالدفاع عن مصالحهم”.

ويشدد آوچي، على “وزارة التعليم العالي مراجعة تعليمات انضباط الطلبة المجحفة بحق الطلبة وخلق جو آمن بعيدا عن القمع الذي يؤدي إلى الكأبة والانتحار”، داعيا، “ المؤسسات الحكومية وغير الحكومية واتحادات الطلبة والمنظمات المهتمة بالدفاع عن حقوق الإنسان للتعاون مع منصته اخرس جامعي المخصصة لمساعدة الطلبة الذين يتعرضون للانتهاكات”.

**********

الصفحة الخامسة

لبرنامج “يحدث في العراق”:

شمخي جبر: أخطر أنواع العنف الذي مارسه النظام السياسي هو القتل الرمزي

علي عبد الخالق: نحن أمام عملية تراكمية لبناء نظام بديل

حسين الغرابي: احتجاجات تشرين جاءت لتصحيح النظام الديمقراطي

بغداد - خاص

خصص المركز الإعلامي للحزب الشيوعي العراقي حلقة السبت الماضي من برنامج “يحدث في العراق” لإحياء ذكرى تظاهرات 25 شباط 2011 ولمرور عشرة اعوام على حدث أسهم بانعطافة كبيرة في المشهد السياسي العراقي، وذلك في الحلقة التي حملت عنوان: “٢٥ شباط.. يوم الغضب المستمر بمواجهة قوى المحاصصة”. وقد ضيف المركز الكاتب والناشط المدني شمخي جبر والصحفي علي عبد الخالق وانضم اليهما الحقوقي وعضو البيت الوطني حسين الغرابي، في حلقة مميزة قدمها عضو اللجنة المركزية للحزب علي صاحب.

ذكريات جميلة رغم العنف الحكومي

المركز: عشر سنوات مرت على ذكرى 25 شباط، والناشطون يستذكرون هذا اليوم بحنين وكأن الفعالية حصلت يوم أمس، ويستذكرون أيضا القمع الذي مورس من قبل السلطة ضد المحتجين في ذلك الوقت، ما هي أبرز الذكريات التي تخطر في بالك وما هي المقاربات التي تضعها ما بين 2019 و2011؟

شمخي جبر : رغم الآلام والاعتقالات والعنف الذي رافق هذه الذكرى، لكنها ذكرى عزيزة علينا، كنا نجتمع كثيرا ونختلف، لكن مع هذا وصلنا إلى نتيجة مثمرة، خوف الحكومة آنذاك برئاسة نوري المالكي من الاحتجاج سببه التحشيد والتنظيم لهذا الاحتجاج، وعلى الرغم من فرض حظر التجوال توجهت من بيتي في منطقة الشعب مع أصدقاء ووصلنا إلى ساحة التحرير مشيا على الاقدام، أيضا قبل 25 شباط كان الاحتفال بعيد الحب على شكل تظاهرة، وفي المتنبي أيضا كانت هناك تظاهرة، لكن الأهم هو يوم 25 شباط كان التنظيم رائعا وهناك لجان أمنية تقوم بتفتيش الوافدين، وكان لدينا تجمع يحمل اسم “جياع” وكنا مجموعة من الاكاديميين والطلبة والكسبة، هذا التجمع في الحقيقة كان له دور وكان لدينا تنسيق مع شباب شباط، الذكريات جميلة رغم العنف الذي واجهنا.

تظاهرات 25 شباط اتسمت بالنضوج السياسي

المركز: البعض يصور أن 25 شباط لحظة وطن، كانت أول تظاهرة بارزة وأول حركة احتجاج ضد نظام المحاصصة ويعتبرها الآخرون أنها مهدت لعموم الحركات الاحتجاجية التي كانت تنطلق خلال السنوات العشر الماضية، ما هو تعليقك على هذا الموضوع؟

عبد الخالق: في هذا الوقت نتمنى السلامة العاجلة للمصابين والخلود لشهداء الحركة الاحتجاجية في ذي قار، الاحتجاج في العراق قصة تتواصل منذ 15 عاما، لكن 25 شباط 2011 هي لحظة خاصة وحميمية، أعتقد أن كل العراقيين لديهم ذكريات مهمة في هذا اليوم، أنا واحد من الناس كنت اتوقع أن الكثير من التيارات المتشددة والمناهضة للاحتجاج كانت بالضد منه، أيام كانت هناك انعكاسات الربيع العربي على العراق و25 شباط كان جزءا منه، في إطار البحث والتوثيق عن 25 شباط، الكثير من القوى الإسلامية والكثير من المؤيدين للحكومة الثانية للمالكي تحديدا، شاركوا في 25 شباط، أعتقد أن النضوج الذي اتسمت به والشعارات وايضا للشوط الذي قطعته الاحتجاجات العراقية، ونعرف جميعا خصوصا المهتمين بتوثيق الاحتجاجات أن هناك مراحل سبقت 25 شباط وعام 2011، كانت هناك احتجاجات الكهرباء وكانت هناك اعتصامات متفرقة.

25 شباط لم يكن احتجاجا فئويا ولا يملك طابع المطلب الخدماتي بل كان سياسيا، وهو متأثر بالرياح التي حملتها تظاهرات الربيع العربي في تونس ومصر، أعتقد كانت لدينا حالة خاصة في العراق، قد نتشابه ببعض أوجه الأزمة مع لبنان الآن، لكن مازلنا حالة خاصة تبعا لطبيعة هذا النظام وتبعا للطريقة التي تدار بها البلاد، وأن جيل 2011 قد تعلم درسا كبيرا وسلمه وأعطاه إلى الجيل الذي يقود الانتفاضة حاليا المستمرة من 2019 لغاية اليوم.

نعم هناك دروس كبيرة وأن من المناسب الآن دراسة ما يحدث وما حدث في 2011. بعض الشعارات وبعض المطالب لا تزال طرية وطازجة وبالإمكان إعادة طرحها. في 25 شباط كانت أول تظاهرة تطالب عمليا بإصلاح هذا النظام.

الحكومات كانت ولا تزال تمارس العنف بحق من يخالفها الرأي

المركز: السلطة على اختلاف اشكالها، الحزب المتصدر للحكومة يمارسان نفس القمع، يوم 25 قطعت الشوارع وبثت الاشاعات على المتظاهرين وتم اعتقال واغتيال الكثير وأبرزهم هادي المهدي، السلطة مشتابهة على الرغم من أن الأعداد لم تكن كما في تشرين، لكن أيضا مورس القمع ضدها، ألم تتعلم السلطة أن الوقوف بوجه الجماهير يزيد من زخم التظاهرات بشكل أو بآخر؟

شمخي جبر: السلطة لا تعترف بوجود معارضة ولا تعترف بأن هناك من لديه رأي آخر. لو كانت السلطة ديمقراطية لفهمت أن الاحتجاجات هي ترشيد واصلاح للعملية السياسية وإشارة بالإصبع نحو مكامن الخطأ، وكثير من البيانات التي أصدرها الحراك الاحتجاجي قبل وأثناء وبعد 25 شباط كانت تشير إلى أخطاء وهفوات النظام السياسي. النظام السياسي للأسف لا يجيد سوى العنف والتسقيط، وحين أقول العنف أقصد العنف المادي والعنف الرمزي، أخطر انواع العنف الذي مارسه النظام السياسي هو القتل الرمزي أو المعنوي حين تقول هؤلاء قاعدة وهذا بعثي وهؤلاء أعداء الشعب، يذكرني بالنظام السابق ومقولاته عن أي شخص يعارضه بانه خائن ومجرم، مازالت هذه اللغة هي الدارجة في الخطاب السياسي للنظام باتجاه الحراك الاحتجاجي، هم لا يجيدون سوى العنف، لا يجيدون الحوار ولا حتى عملية ايجاد الحلول لا يجيدون عملية التواصل مع الحراك الاحتجاجي وسماع صوته والقناعة بأن هناك اخطاءً كارثية هي التي أوصلتنا إلى ما نحن عليه الآن، منذ 2011 أشرنا إلى هذا الفساد وطالبنا بمحاسبة الفاسدين بما فيهم قيادات كبيرة في الدولة ورموز سياسية وقيادات حزبية كانوا فاسدين منذ ذلك الوقت، وهم من أوصلنا إلى ما نحن عليه الآن.

المركز: رغم القمع وما تمارسه السلطة ضد المتظاهرين، لكن شعار السلمية لم يختف، من 2011 ولغاية الآن هي سلمية بغالبها الأعم، نعم هناك مجموعة من الممارسات التي تكون لصيقة بالاحتجاجات وليست لدى المحتجين الأصليين، رغم القمع لم تتمكن السلطة ان تسحب المتظاهرين إلى العنف؟

شمخي جبر: لو تابعت كل الحراكات الاحتجاجية في كل العالم لما وجدت حراكات احتجاجية سلمية كالتي جرت في بغداد، بالعراق بالتحديد، لو تابعت الحراك الاحتجاجي واصحاب السترات الصفر في فرنسا والاحتجاجات التي جرت في جميع ولايات امريكا، جرت في دول عالم متطور ومتقدم لكنها لا يمكن مقارنتها من جانبها السلمي بالاحتجاجات العراقية.

العنف يقود إلى كوارث

حملات مستمرة لـ”شيطنة” المتظاهرين

المركز: ما بين شباط وتشرين ما الذي اختلف في وعي الشارع خلال عقد من الزمن هل تعتقد أن الوعي اختلف وتطور أكثر؟

عبد الخالق: إن شباط 2011 نقطة مرحلية ونعتبرها الانطلاقة ونقطة الشروع، كانت هناك مراحل طويلة من الاحتجاجات ومن ثم 2013 و2015 و2017 و2018، تخللتها مجموعة كبيرة من الاعتصامات المطلبية، نحن أمام عملية تراكم لبناء نظام بديل، الحكومة تبقى لكن هي غير منظمة إلى الآن في إطارها السياسي، هي لا تزال في مراحل رفض شعبي لم يتبلور إلى شكل أخر ولم يتمظهر إلى شكل اخر لكننا نتجاوز مرحلة 2011 إلى مرحلة جديدة اليوم، ما نحن بصدده اليوم هو أن لدينا جيل شاب بالتمام والكمال ينتهج اسلوبا مختلفا وأكثر تطورا مما كنا عليه في 2011  وفيها واجهتنا مصاعب شديدة في اطار حشد الناس إلى الاحتجاج بعد 25 شباط، كانت هناك تظاهرات مضادة، الحكومة حشدت الكثير من الفئات التي اشترتها ماليا ضد التظاهرات وكانت هناك حملات لشيطنة المتظاهرين واتهامهم بالبعثية.

في حراك 2013 استفدنا من اخطاء حراك 25 شباط

المركز: لماذا لم يستفد الفاعلون في احتجاجات تشرين من التجربة التي خضتوها في 2011 و2013 على الرغم من اختلاف وجهات النظر في بعض الاحيان، لكن قدر الامكان كانت هناك تنسيقيات مشتركة فيما بينكم، الا ترى أننا خسرنا الكثير من الوقت لأن التنسيقيات في 2019 لم تكن متفقة ولم تكن هناك ملامح واضحة لإطارات تنسيقية في بغداد والمحافظات؟

شمخي جبر: في 2013 كانت حملة الغاء تقاعد البرلمانيين، أنا وعدد من الاصدقاء كنا نجتمع عدة اجتماعات، واستفدنا كثيرا من الاخطاء التي رافقت حراك 25 شباط، واستفدنا كذلك من تجاربنا في حملات منظمات المجتمع المدني، في البداية أسسنا تنسيقيات في بغداد ومن ثم تواصلنا مع المحافظات، استطعنا أن نجعل الخطاب موحدا، حتى اللافتات التي ترفع في جميع المحافظات هي ذاتها والبيان أيضا، التنسيق كان رائعا جدا، الوعي الاحتجاجي نتيجة للتراكم، لكن للأسف في الحراك الذي تلى لم يكن هناك تنسيق بين المحافظات، حتى التنسيقيات القديمة كانت بعيدة، الاحتجاج التشريني كان تحت قيادة شباب مع كل اندفاعهم واخلاصهم وصدقهم وتضحياتهم، لكن للأسف لم تكن لديهم تجربة، كانت أغلب القيادات في المحافظات هي قيادات شبابية، وأستطيع القول قيادات عفوية رافقها تضحيات كبيرة كان من الممكن تقليلها على الأقل، ورافقها اخطاء اعلامية  واخطاء في الخطاب والبعض لا يعرف ماذا يريد، عدم وحدة المطالب من محافظة إلى أخرى ومن احتجاج إلى أخر، في الحقيقة سببه عدم التنسيق بين المحافظات.

الحكومة الحالية من مخرجات المحاصصة

المركز: سقط في الناصرية عدد من الشهداء خلال موجة الاحتجاجات الأخيرة، ومع ذلك ورغم الأوضاع الصحية الصعبة خرجت تظاهرات تضامن، هل هذا مؤشر على عودة موجة جديدة من حركة الاحتجاج امتدادا لانتفاضة تشرين؟

علي الجاف: أنا من الناس الذين يتمنون أن لا تسقط دماء جديدة، ما حدث من حمامات دماء ومجازر كانت كافية لتكسر قلوبنا، منذ 2011 ونحن نعيش هذه النكبات، كثير من اصدقائنا منهم من هاجر ومن اعتقل ومن اختفى، المشكلة الأساسية في طريقة التعاطي، هناك من يكذب على المتظاهرين، يخرج قائد عمليات سومر ويوجه من خلال اللاسلكي القطعات بعدم اطلاق النار على المتظاهرين، في نفس الوقت يجرح ويقتل 20 شخصا على جسر النصر وجسر الزيتون في الناصرية، بأي رصاص قتل هؤلاء؟!، المشكلة الأساسية ليست في تحفيز الناس على الاحتجاج، المشكلة الأساسية في طريقة التعامل، دائما هناك كسر للاتفاقات، الظروف لا تزال ذاتها موجودة لغاية اليوم، استطعنا إزاحة عادل عبد المهدي لكننا امام حكومة تدعي أنها من مخرجات تشرين لكنها على العكس تماما.

لا حياة ديمقراطية من دون أحزاب

المركز: اليوم نتحدث عن 2011 وهي لم تخرج بمخرج مناسب من كيانات سياسية أو حتى أحزاب شاركت فيما بعد وظهرت كمتبنية لمطالب المنتفضين، الآن خرجت لدينا مجموعة من الأحزاب تشكلت حديثا تدعي أنها من رحم تشرين، وبالتالي ستدخل الانتخابات المبكرة حاملة مطالب تشرين، لماذا لم تظهر حركات سياسية في 2011؟

شمخي جبر: الأحزاب التي تأسست كنتاج لحراك تشرين تنقسم إلى قسمين، الأول أحزاب خرجت من أحزاب السلطة من أجل خداع الجمهور، والثاني هي من شباب تشرين وتشكلت حركات سياسية للأسف بعضها ينقصها الوعي السياسي.

المسألة المهمة لا يمكن أن تكون هناك ديمقراطية من دون أحزاب، شباب تشرين يقولون نحن بديل عن الطبقة السياسية الحاكمة وبديل عن المحاصصة، إذن عليهم تأسيس أحزاب هذا شيء لابد أن يكون بديلا لهذا الواقع السياسي المتردي الذي أوصلنا إلى هذه المرحلة، لابد من بديل ولا بد من تأسيس أحزاب سياسية لكن يجب أن تكون أحزاب ناضجة يتوحد أطرافها، أتمنى أن تكون هناك واجهة واحدة تمثل جميع شباب تشرين حتى وإن كانت هنام بعض الخلافات في المواقف السياسية لكن هناك مشتركات يمكن الاجتماع عليها.

المركز: انتفاضة 2019 اختلفت عن نوعا ما عن 25 شباط بتعدد مراكز قوتها، ولم تكن بغداد هي القائدة بل في كل مركز محافظة قيادة، برأيك هذا الجانب سلبي أم ايجابي؟

عبد الخالق: اعتقد المركزية التي تميزت بها 2011 كانت مشكلة، بصراحة كان من السهل استهدافها وبغداد هي مركز السلطة وفيها أربع أو خمس فرق عسكرية، في 2011 كان من السهل تطويق الاحتجاج وكان من السهل أيضا محاولة السيطرة عليها وهذا ما حدث، أن تضع البلد في حالة حظر تجوال هذا معناه أن هناك خطرا شديدا على السلطة وهذا ما فعله المالكي، نزلت الدبابات والمدرعات للشارع، بمجرد أن تم تطويق المركز ضعفت المحافظات، في 2019 الوضع مختلف تماما كانت هناك قوى متعددة في الديوانية وواسط وفي البصرة وفي بغداد التي بدأت الانتفاضة فيها وفي والناصرية وغيرها، تضعف هنا تقوى هناك، الإيجابي كان الاستفادة من درس 2011، وكأنما عدنا إلى الصفر في بعض الأشياء، في 2011 كنا ننسق لكن في 2019 كل محافظة في واد معين، الكثير من التنسيقيات كانت تتحدث في شيء مختلف عن الآخر، البيانات لم يكن عليها اتفاق، هذا تطلب عملية تنسيق وتطلب وقتا، نتحدث عن شهور بعد الانتفاضة صارت هناك مجسات تواصل وهناك وفود تأتي لبغداد والعكس، لكن سياسيا كيف سينعكس هذا، تحدث استاذ شمخي أن معظم الاحزاب الوليدة اليوم والتي تدعي وصلا بتشرين، هذه الاحزاب بحاجة لتجربة سياسية أكبر من أن تكون جماعات محتجة، الوقت والتجارب المقبلة ستبين لنا ما اذا كنا على حق أو على خطأ أتمنى أن نكون على خطأ، لكن الواقع لا يجعلنا متفائلين.

تشرين قالت بوضوح: لا نريد نظام المحاصصة

المركز: ما هي أوجه التشابه بين شباط وتشرين كانتفاضة شعبية واسعة شملت أغلب المحافظات العراقية، حتى المحافظات التي لم تخرج لكن بشكل أو بآخر كان المواطنون فيها مساهمين ومساندين للانتفاضة؟

الغرابي: أنا دائما أقول أن تشرين هي وليدة حركات الاحتجاج منذ 2011، المطالب ربما كانت بسيطة كالمطالبة بالخدمات وتقليص رواتب النواب، احتجاج على خطاب لرئيس الوزراء، في النهاية وصلنا إلى قناعة أن هذه الكتل السياسية غير جادة في الإصلاح وهي أصلا لا تصلح أن تقود بلدا مثل العراق بتنوعه وثقافته وعمقه التاريخي والحضاري، وصلنا إلى مرحلة رفضهم جميعا، رفض كل الأحزاب الموجودة في السلطة، وتشرين كانت اختزالا لكل هذه الحركات التاريخية منذ 2011 ولحد الآن، تشرين قالت بصوت واضح إن هذه الكتل السياسية لا نرغب بها ونسعى لاستبدال نظام المحاصصة المقيت الذي دمر البلد، ونريد انتخابات حقيقية من أجل استبدال الموجودين في السلطة، حركات الاحتجاج صنعت وعيا داخل العراقيين لرفض ما يحصل من فساد ودمار وارهاب من قبل الكتل السياسية.

تشرين اختصرت مسافة سنوات

المركز: على الرغم من القمع الذي يمارس ضد المتظاهرين وعشرات الشهداء يسقطون ولكن السلمية لم تغادر حركة الاحتجاج، مازال العراقيون مؤمنين بالسلمية، ما هو تعليقك على هذا الموضوع؟

الغرابي: أنا دائما أقول إن السلمية ليست خيارنا الآني، السلمية هي خيارنا الوحيد، ولولا السلمية لوصلنا لمراحل خطرة جدا، لو رفعنا السلاح وخرجنا عن السلمية لا أعتقد أننا سنحصد الثمار كما الآن، أنا دائما أقول إن هنالك ثمارا لتشرين، تشرين اختصرت مسافة سنوات، لولا تشرين لما وصلنا إلى ما نحن عليه الآن، حتى الضغط الدولي وتعامل الأمم المتحدة مع العراق اختلف تماما، الآن العالم يشعر أن هذه الكتل السياسية غير شرعية لتمثيل الشعب العراقي، بالتالي شعار ونهج السلمية يفترض أن يبقى النهج الأوحد لمن هو داخل حركة تشرين الاحتجاجية.

هناك اختلاف بين الاحتجاجات والخوض في السياسة

المركز: برزت الآن من الانتفاضة مجموعة من القوى السياسية لشباب وتشكيلات شبابية، في بعض الأحيان يجري الحديث على أن إدارة الحزب السياسي تختلف بشكل او بآخر عن ادارة الاحتجاج هل تتفق مع هذا الامر أم لا؟

الغرابي: بالتأكيد هناك اختلاف واضح بين الاحتجاج والسياسة كمعارضة، أدواتها تختلف وخطابها يختلف، تشرين أكبر من أن تختزل بكيان سياسي، تشرين لها نتاجات وثمار كثيرة، واحدة من نتاجاتها أن هناك احزابا بدأت تختلف بخطابها وهيكلها وبمضمونها عن الأحزاب الموجودة، وهذا ما كنا نتمناه، أن تنتج تشرين هكذا اشياء، لكن هل هذه الاحزاب تمثل تشرينا، انا أعتقد أن تشرين والاحتجاج عملية ضرورية لتصحيح النظام الديمقراطي، حتى وإن وصل بعض أحزاب تشرين إلى الحكم، يجب أن يبقى هذا الاحتجاج مستمرا حتى لا يخرج الحزب السياسي عن مساره المرسوم له وعن ما طالبت به تشرين.

**********

الصفحة السادسة  

نسبة الفقر تقترب من 40 في المائة!

محنةالمواطن العراقي بين الفقر والحظر

بغداد – وكالات

في أزقة بغداد وشوارعها، يلمح البؤس في عيون المارة. المحال مغلقة على أرزاق أصحابها، رجال ونساء يتأففون من ارتفاع أسعار المواد الغذائية، شبان وشابات يهيمون بلا عمل، وخلف كل باب قصة عن عمال فقدوا وظائفهم بسبب الحظر الوقائي، وعن رواتب مقتطعة لا تؤمن كفاف معيشة الأسرة، وعن دولار يحلق أمام الدينار فيضعف القدرة الشرائية، وعن بطاقة تموينية اهملتها الحكومة وموازاناتها، وفقر يتزايد بصمت ليطاول أكثر من ثلث السكان .. وفوقها إصابات كورونا مقابل نظام صحي متردٍ متدهور!  وفي أروقة مراكز السلطة الكثير من الضجيج. ثروة نفطية بصادرات وصلت إلى أكثر من مليار برميل في العام الماضي، يبددها الفساد وسوء الإدارة، فيحرم من عائداتها ملايين العراقيين.. خلافات سياسية تمنع إقرار موازنة عام دخل شهره الثالث، وأرقام رسمية تشير إلى استفحال الأزمة المعيشية.

وتفاقم عمليات الإغلاق الجديدة في العراق، التي فرضتها السلطات الحكومية لمواجهة الموجة الثانية من جائحة كورونا، مشكلات المواطنين. فمعدلات الإصابة أصبحت قياسية، قاربت الخمسة آلاف حالة في اليوم الواحد.  وفي المقابل، ترتفع نسب الفقر أكثر بالتزامن مع صعود أسعار المواد الغذائية في الأسواق، والذي أخفقت الحكومة في السيطرة عليه رغم تعهداتها عقب قرار تخفيض قيمة الدينار أمام الدولار.

إغلاق بلا دعم

يؤكد آخر تقرير رصد لوزارة التخطيط، تصاعد نسبة الفقر في البلاد. فقد ذكر وزير التخطيط، خالد بتال النجم، إن “تداعيات كورونا تسببت في إضافة 1.4 مليون عراقي جديد إلى إجمالي أعداد الفقراء”.

وأضاف أن “عدد الفقراء بموجب هذا الارتفاع، بلغ 11 مليونا و400 ألف فرد، بعد أن كان قبل الأزمة حوالي 10 ملايين فرد”، موضحا ان “نسبة الفقر ارتفعت إلى 31.7 في المائة، والتي كانت 20 في المائة في عام 2018”. وفي حديث صحفي، يشتكي المواطن مروان محمد، من ضيق المعيشة. ويقول إن “كل أزمة يمر بها العراق، سواء كانت سياسية أم اقتصادية أم أمنية، يكون المتضرر الأكبر فيها هو المواطن”. وينوّه إلى أن “الحكومة في كل قراراتها لا تراعي أوضاعنا المعيشية”، مبينا أن “الحكومة تفرض حظر التجوال على المواطنين بسبب كورونا، وتطالبهم في الوقت ذاته بدفع فواتير الكهرباء والماء التي تصل إلى أكثر من 300 ألف دينار شهريا، فضلا عن تأمين قيمة إيجار السكن وتوفير لقمة العيش”. ويدعو محمد، الحكومة إلى إعفاء المواطنين من دفع رسوم الماء والكهرباء، وإلى تقديم مساعدات نقدية للعائلات الفقيرة، خاصة التي تعتمد على الأجر اليومي في تأمين قوتها.  من جهته، يرى المواطن أيوب العزاوي أن “ القرار الأخير بفرض حظر التجوال من جديد، تزامن مع عدم توافر فرص عمل، ومع ارتفاع سعر صرف الدولار الذي أحدث غلاء فاحشاً في أسعار السلع والبضائع”، موضحا في حديث صحفي، ان “قرارات الإغلاق تسببت في خسارة معظم المواطنين نصف رواتبهم، بل وأكثر من ذلك، فمنهم من خسر وظيفته نهائيا كالعاملين في المطاعم والأسواق والمتنزهات”.

نسبة الفقر ترتفع

واقتربت نسبة الفقر في العراق، فعليا من 40 في المائة، خصوصاً في المحافظات الجنوبية، وذلك بسبب الإجراءات الوقائية للحد من جائحة كورونا، وارتفاع الأسعار وهبوط سعر الدينار، بالإضافة إلى غياب فرص العمل في البلاد – وفقا لعضو اللجنة المالية البرلمانية، أحمد حمه رشيد، الذي يلفت في حديث صحفي، إلى أن” هذه النسبة بدأت تتزايد يوماً بعد يوم، مسببة مشكلات اجتماعية وأخرى صحية”. ويؤكد رشيد، أن “الظروف المعيشية الصعبة أدت بشكل مباشر إلى تزايد حالات الانتحار نتيجة وصول المواطن إلى حالة من اليأس في توفير لقمة عيش كريمة له ولأفراد عائلته”.

وفي السياق، يذكر النائب السابق في البرلمان، كامل الغريري، ان “ما يعانيه المواطن العراقي اليوم من أزمات وتدهور في ظروفه المعيشية، تتحمله الحكومة، بسبب قراراتها وسياساتها الخاطئة التي انعكست سلباً وبشكل مباشر على المواطنين”، مضيفا في حديث صحفي، ان “الحياة في العراق باتت أكثر صعوبة عن السابق، حيث تتطلب أموالا ضعف ما كان ينفق شهرياً، في وقت تعاني فيه غالبية الأسر ضعف السيولة النقدية”.

*************

أگـول

عينكم على المجمع السكني الهولندي!

ودود عبد الغني داود

يتمتع المجمع السكني الهولندي، الذي يقع في المحلة 210 بجانب الكرخ من بغداد، بمواصفات حديثة. فهو شيّد مطلع ثمانينيات القرن الماضي من قبل شركة هولندية، بواقع 540 شقة سكنية موزعة على تسع عمارات محاطة بسور عال.

هذا المجمع، كان قد خصص في حينه لأساتذة الجامعات حصرا، وشكل وقتها نموذجا سكنيا حضاريا مميزا، إلا انه بدأ بالتراجع بعد التغيير 2003، وصار يواجه جملة من المشكلات في الإدارة والنظافة، وصيانة محتوياته من حدائق ونافورات وغيرها.

وبالإضافة إلى ذلك، تم التجاوز على جميع سطوح العمارات، واستغلالها في نصب أبراج اتصالات متعددة الأغراض، وهذه محفوفة بالمخاطر، نظرا لما تخلفه من ذبذبات مؤثرة على الصحة العامة.

ومن بين المشكلات التي يعانيها سكان المجمع اليوم، هي مشكلة تحوّل الحدائق العامة الموجودة قرب العمارات، إلى أماكن لتجمع الشباب المتسكعين، القادمين من المناطق الأخرى، والذين تزداد أعدادهم في فترة انتهاء دوام طالبات “متوسطة الرحمانية” التي لديها بوابة رئيسة ضمن سور المجمع.

ويعترض هؤلاء الشباب طريق الطالبات بتصرفات سلبية مستهجنة، الأمر الذي أثار تذمر وانزعاج سكان المجمع.

نأمل من الدوائر المعنية، أن تضع هذا المجمع نصب أعينها، وتعالج ما يمكن علاجه من مشكلاته الخدمية. كما يتطلب منها اتخاذ إجراء لازم لوضع حد لمشكلة تجمع الشباب في طريق طالبات المدرسة المذكورة.

**************

مواساة

* تعزي اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في الرصافة الثالثة ومنظمة الحزب في حي اور، الرفاق الاعزاء فيصل وجبار وضياء بوفاة والدهم السيد تبل منشد المالكي. للفقيد الذكر العاطر ولرفاقنا وعائلاتهم الكريمة الصبر والسلوان.

* تنعى اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في الشطرة، الرفيق عبد الحسين سعدون، الذي توفي إثر مرض عضال. والفقيد من الوجوه الاجتماعية التي عملت طويلا في الجمعيات الفلاحية. له الذكر الطيب ولرفاقه وذويه الصبر والسلوان.

* تعزي محلية النجف للحزب الشيوعي العراقي بوفاة صديق الحزب والشخصية الوطنية الاستاذ هادي العادلي. للفقيد الذكر الطيب وللأهل الصبر والسلوان.

وتنعى المحلية أيضا الرفيق حيدر محمد جابر، الذي وافاه الاجل بعد معاناة مريرة مع مرض الفشل الكلوي. كما تعزي والده محمد جابر الحداد، بوفاة ولده حيدر. للفقيد الذكر الطيب ولعائلته ورفاقه الصبر والسلوان.

*تعزي  اللجنة المحلية للحزب الشيوعي في الديوانية الرفيق  الدكتور حسين عبد علي الحلو بوفاة والدته، والفقيدة زوجة شهيد حزبنا الشيوعي الرفيق عبد علي شاكر الحلو، للفقيدة الذكر الطيب ولرفيقنا والعائلة الكريمة الصبر والسلوان

***********

الصفحة السابعة

عندما تمارس الدولة القتل الكيفي

كولومبيا: إبادة أكثر من 10 آلاف مواطن بحجة «مكافحة الإرهاب»

رشيد غويلب

نشرت “منظمة العدالة الخاصة من أجل السلام” في كولومبيا مؤخرًا معطيات تفيد بأن الجيش الكولومبي قتل 6402 مواطن، أي ثلاثة أضعاف عدد المدنيين المعترف بتصفيتهم سابقًا، باعتبارهم مقاتلين في حركات الكفاح المسلح الناشطة في البلاد. ويمثل ذلك خطوة مهمة للكشف عن حقيقة ما حدث، ويوفر لذوي الضحايا فرصة لمعرفة مكان المقابر الجماعية التي دفن الجيش فيها أبنائهم. وبفضل عمل نظام العدالة الخاص، استعاد حتى الآن 71 من أقارب ضحايا عمليات الإعدام الكيفي، رفات الضحايا. ان العمل الذي تم خلال السنوات الثلاث الماضية يمنح الضحايا الثقة. لقد تم تحقيق ما فشل القضاء العادي والقضاء العسكري في تحقيقه خلال أكثر من ثلاثة عقود متتالية.

وتعد عمليات الإعدام الكيفي التي تنفذها أجهزة الدولة المسلحة، والتي يشار إليها باختصار “الإيجابية -الخاطئة”، من الثوابت في التاريخ الكولومبي. وتم توثيقها بشكل أساسي منذ تسعينيات القرن العشرين وزادت بعد أن تولت نائبة الرئيس الحالية مارتا لوسيا راميريز وزارة الدفاع الوطني في عام 2002. وقد وصلت إلى أعلى مستوياتها في عام 2007 في عهد حكومة ألفارو أوريبي فيليز 2002 - 2010، وهناك أدلة على وجود أكثر من 10آلاف حالة.

وتتحمل مجموعة من الجنرالات المسؤولية المباشرة لجرائم القتل الكيفي مستندة الى ضوء اخضر من مراكز القرار السياسي. وعادة ما يكون الضحايا من سكان البلاد الأصليين (الهنود الحمر) والعمال والفلاحين، وبشكل عام من الطبقات الاجتماعية والاقتصادية الدنيا، الذين لا تتاح لهم فرصة التحقق من ظروف الوفاة الدقيقة. وكان من بين الضحايا مرضى و قُصر.

وتقف وراء ممارسات القتل الكيفي في كولومبيا أسباب عديدة منها حصول القتلة على مكافآت مالية، والترشيح للمنح الدراسية والرحلات إلى خارج البلاد، والحصول على الميداليات والإجازة الخاصة وفرصة التقدم بسهولة أكبر من الآخرين في السلم القيادي، استنادا الى عدد الذين تمت تصفيتهم باعتبارهم “إرهابيين”. وهناك خطة استراتيجية سنوية بمؤشر “عدد الإرهابيين الذين قتلوا خلال العام”. تتم مراجعتها كل ثلاثة أشهر وهي إلزاميًة. وسياسياً، كان الهدف من عمليات القتل الكيفي الإشارة الى انتصارات عسكرية زائفة للتأثير على الراي العام، وبث الرعب في صفوف الحركات المسلحة، ونشر مشاعر الخوف في الأوساط الاجتماعية الداعمة لها.

وكان يجري تمويل مكافآت القتلة من صندوق خاص انشأته الحكومة لهذا الغرض، ومن صندوق احتياطي آخر. وقدمت الحكومة الكولومبية عمليات القتل الكيفي التي ارتكبتها كجزء من تنفيذ “خطة كولومبيا” الممولة من الولايات المتحدة الأمريكية.

ويقول مهتمون بهذا الملف ان هناك دراسات وبحوث تؤكد ان عدد ضحايا القتل الكيفي أكثر مما تضمنته الوثيقة الصادرة عن “منظمة العدالة الخاصة امن أجل السلام”. وان الأرقام الواردة في الوثيقة تستند إلى شهادات الجناة، الذين ذكروا أنه بين عامي 2002 و2006، كان نصف الأشخاص الذين قتلوا على يد القوات المسلحة ضحايا لعمليات إعدام كيفي جرت خارج ساحات المعارك. وكلما زاد عدد القتلى في المعارك، زاد عدد حالات الإعدام الكيفي. وتغطي بيانات المنظمة الفترة 2002 - 2008 فقط. وبالاعتماد على مراجعة قواعد البيانات الرسمية وتلك الخاصة بالمؤسسات المتخصصة. واستندت القضايا البالغ عددها 6402 حالة إلى إفادات الجناة العسكريين. اما وثائق مكتب المدعي العام الرسمية فتشير الى انه في سنوات 1988 – 21014 كان هناك 2248 ضحية فقط.  ولم تقدم جميع العائلات التي فقدت ذويها في عمليات الإعدام الكيفي شكوى خوفًا من انتقام القوات المسلحة.

ومعظم عوائل الضحايا لا يدركون أن أبنائهم جزء من “الإيجابية الخاطئة”.

ومعروف ان العراق قد شهد منذ انقلاب 8 شباط الأسود 1963  عمليات قتل كيفي نفذها الحرس القومي. وتوسعت هذه الجرائم وتعددت اشكالها في سنوات بطش الدكتاتورية المنهارة. وعادت هذه الظاهرة ثانية بعد 9 نيسان 2003 وبلغت ذروتها مع انطلاق انتفاضة تشرين الباسلة، وما شهدته مدينة الناصرية البطلة يمثل نسخة جديدة لهذه الجرائم.

************************

احتجاجات شعبية غاضبة في لبنان

بيروت ـ وكالات  

شهدت عدة مدن لبنانية، أمس، احتجاجات شعبية غاضبة، على الانهيار النقدي المتسارع لليرة، حيث تم قطع العديد من الطرق في بيروت، بينما شهدت مدن اخرى خروج مسيرات كبيرة.

وفي العاصمة بيروت، تم قطع السير على جسر الدورة باتجاه نهر الموت، وطريق الشيفروليه المؤدي إلى فرن الشباك بالإطارات المشتعلة. وتمّ قطع أوتوستراد الأسد مقابل ملعب الأنصار بالاتجاهين، وجسر الرينغ بالاتجاهين، وبشارة الخوري بالاتجاهين، ونفق شاتيلا باتجاه المطار، طريق المطار القديمة مقابل مستشفى الرسول الأعظم بالاتجاهين وطريق كورنيش المزرعة وقصقص وطريق الرحاب ــ صبرا. وقطع محتجون الطريق في ساحة الشهداء عند مسجد الأمين بالإطارات المشتعلة، واحتشدوا وسط الساحة مرددين هتافات منددة بالسلطة وسياساتها الاقتصادية والنقدية، ومطالبة باستقلالية القضاء، واستعادة الأموال العامة المنهوبة ومحاسبة الفاسدين...

وفي بعلبك، قُطِعت طريق عام رياق ــ بعلبك عند مفرق الخضر بالاتجاهين، وطريق عام شتورا ــ تعلبايا محلة جسر جلالا. كما أغلق المسلك الشرقي لأوتوستراد حالات بالإطارات المشتعلة.

وفي الضاحية الجنوبية، انطلق عدد من المحتجين من ساحة العلم في صور الشارع وساروا في تظاهرة في احياء صور احتجاجاً على ارتفاع سعر الدولار ورددوا هتافات ودعوات للأهالي بالنزول للشارع للتعبير عن غضبهم حيال ارتفاع الدولار.

ألقيت كلمة خلال التظاهرة دعت الى اسقاط المنظومة الحاكمة التي أفقرت وجوعت الناس ودعت المواطنين الى النزول للشارع، مؤكدة بأن محتجي صور سيستمرون بحراكهم حتى اسقاط المنظومة الحاكمة ومحاسبة الفاسدين.

وفي صيدا، شهدت ساحة تقاطع ايليا في صيدا تجمعاً لعدد من المحتجين وسط الطريق احتجاجاً على الارتفاع الجنوني لسعر صرف الدولار بعدما لامس العشرة آلاف ليرة في السوق السوداء، وسط هتافات تدعو للنزول الى الشارع والتحرك رفضاً لهذا الواقع، وسط انتشار لعناصر الجيش في المكان.

وشهدت مدن النبطية وكفررمان والشوف والبترون وحاصبيا وطرابلس والمتن وجونية، احتجاجات مماثلة حيث تم قطع اهم الطرق الحيوية وحرق الاطارات، مما ادى الى عرقلة حركة السير في البلاد.

******************

الحراك الطلابي يتجدد في الجزائر رغم منع المسيرات

طرابلس ـ وكالات

شارك حوالي ألفي طالب جزائري بصحبة أساتذة ومواطنين في تظاهرات شهدتها العاصمة، الثلاثاء الماضي. وتأتي هذه التظاهرات رغم منع المسيرات في البلاد بسبب انتشار فيروس كورونا.

ورفعت الشعارات المعتادة في الحراك “جزائر حرة وديمقراطية” و”دولة مدنية وليس عسكرية”. كما شهدت مدينة بجاية أيضا تظاهرة، بحسب صور نشرها مدونون على مواقع التواصل الاجتماعي.

وخرج ما يقرب من ألفي طالب جزائري ومعهم أساتذة ومواطنون للتظاهر وسط انتشار مكثف لقوات الشرطة ورغم منع المسيرات بسبب انتشار وباء كورونا. وهذه المرة الثانية التي يخرج فيها الطلاب في مسيرة، منذ نحو عام من تعليق مظاهرات الحراك ضد النظام في آذار 2020.

وتوجه الطلاب من ساحة الشهداء نحو وسط العاصمة. ورغم محاولة الشرطة منعهم إلا أنهم تمكنوا من تجاوز الحصار بالمرور عبر الشوارع الضيقة لحي القصبة.

وعبر نائب رئيس الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان، سعيد صالحي، عن ترحيبه بخروج الطلاب وكتب في تغريدة قال فيها “اليوم ابتكر الطلاب من خلال السير في الأزقة الضيقة لتجاوز الشرطة والقيام بمسيرة سلمية، لقد نجحوا. كل الطرق تؤدي إلى الحراك”.

وردد المتظاهرون شعاراتهم المعتادة “جزائر حرة وديمقراطية” و”دولة مدنية وليس عسكرية”، كما اعتادوا على ذلك كل يوم ثلاثاء منذ بدء الحراك في 22 شباط 2019.

*************

مرسوم كويتي بالموافقة على الحكومة الجديدة

الكويت ـ وكالات

 أعلن رئيس الوزراء الكويتي الشيخ صباح الخالد الحمد الصباح أنه رفع اسماء الوزراء في حكومته الجديدة إلى أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح ، والاخير يصدر مرسوما بالموافقة على الحكومة الجديدة.

وقال رئيس الوزراء في بيان تابعته “طريق الشعب”، إنه “استحدث حقيبتين جديدتين، الأولى وزارة الدولة لشؤون تعزيز النزاهة، والثانية لشؤون الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات”.

وأضاف أن “المرحلة القادمة تتطلب تضافر الجهود وتوحيدها للتركيز على مواجهة الفساد الإداري والمالي وأدواته سواء في الجهاز الحكومي أو خارجه”.

وأشار إلى أن “وزارة الدولة لشؤون الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ستعني بتطوير البنية التحتية الإلكترونية وتعزيز الأمن السيبراني والارتقاء بالخدمات الحكومية الإلكترونية والذكية وتنمية قطاع الاتصالات”.

وذكرت وكالة الأنباء الكويتية أن أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد الصباح أصدر مرسوما بالموافقة على حكومة جديدة.

وتتولى الحكومة الحالية مهمة تسيير الأعمال منذ استقالتها في كانون الثاني بعد أزمة مع البرلمان.

********************

مساعٍ لإعادة الحرب الى مسارها الدبلوماسي 

اليمنيون سيواجهون «حكماً بالإعدام» في ظل تراجع تعهدات المانحين

متابعة ـ طريق الشعب

أكدت الأمم المتحدة، أمس الاول، أن اليمنيين سيواجهون “حكما بالإعدام” بسبب ‏تراجع تعهدات المانحين، حيث لم يتمكن مؤتمر المانحين الدوليين إلا من ‏جمع أقل من نصف ما يحتاجه هذا البلد الغارق بالحرب لتجنب حدوث ‏مجاعة.

وبحسب الأمم المتحدة، سيواجه أكثر من 16 مليون شخص من ‏بين 29 مليونا الجوع في اليمن هذا العام، وهناك ما يقارب من 50 ألف ‏يمني “يموتون جوعا بالفعل في ظروف تشبه المجاعة”.‏

حكم بالإعدام

وحذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس من “حكم ‏بالإعدام” على اليمنيين بعدما جمع مؤتمر للمانحين الدوليين أقل من نصف ‏ما يحتاجه البلد الغارق بالحرب لتجنب حدوث مجاعة.‏

وناشدت المنظمة الأممية، سابقا الدول المانحة التبرع بسخاء لجمع مبلغ ‏‏3,85 مليارات دولار لتمويل عمليات الإغاثة في أفقر دول شبه الجزيرة ‏العربية، لكن مجموع التعهدات بلغ في النهاية نحو 1,7 مليار دولار.‏

‏وقال الأمين العام للمنظمة الأممية، أنطونيو غوتيريس، في بيان تابعته “طريق الشعب”، ان “الاطفال والنساء والرجال يحتاجون بشدة  إلى المساعدات للبقاء ‏على قيد الحياة، قطع المساعدات هو حكم بالإعدام”.‏

وعبّر غوتيريس عن خيبة أمله، قائلا إن “التعهدات تشكل تراجعا عن العام ‏الماضي، حيث بلغ مجموع المساعدات التي تلقتها الأمم المتحدة ‏والمنظمات الإغاثية العاملة في اليمن 1,9 مليار دولار في ظل أزمة فيروس ‏كورونا، وأقل بنحو مليار عن العام 2019”.‏

وأضاف “أفضل ما يمكن أن يُقال عن اليوم هو أنه يمثل دفعة أولى. أشكر ‏أولئك الذين تعهدوا بسخاء، وأطلب من الآخرين التفكير مرة أخرى في ما ‏يمكنهم فعله للمساعدة في تجنّب أسوأ مجاعة يشهدها العالم منذ عقود”.‏

ويؤكد غوتيريس، أن “الطريق الوحيد لتحقيق السلام هو من خلال وقف ‏فوري شامل لإطلاق النار ومجموعة من تدابير بناء الثقة، تليها عملية ‏سياسية شاملة بقيادة يمنية تحت رعاية الأمم المتحدة وبدعم من ‏المجتمع الدولي”. ‏

وشاركت نحو 100 دولة وجهة مانحة في المؤتمر الافتراضي الذي نظمته ‏الأمم المتحدة والسويد وسويسرا، والذي انعقد على وقع محاولة الحوثيين ‏التقدم نحو مدينة مأرب، آخر معقل للسلطة المعترف بها دوليا في شمال ‏البلد الفقير.‏

كارثة ‏مقبلة

‏وتضمنت بعض التعهدات الرئيسية، بما في ذلك تعهد الولايات المتحدة ‏بمبلغ 191 مليون دولار والسعودية بمبلغ 430 مليون دولار، أقل من تبرعات ‏العام الماضي من الدول ذاتها. ومع ذلك، قدمت ألمانيا 240 مليون دولار ‏مقارنة بنحو 140 مليون دولار العام الماضي.‏

‏وحذر منسق الشؤون الإنسانية والإغاثة في حالات الطوارئ، مارك لوكوك، ‏في مؤتمر صحفي عقب انتهاء الاجتماع، من أن “الأموال التي تلقيناها اليوم ‏لا تكفي لوقف المجاعة. سنحتاج إلى المزيد من المال”. ‏

وأدى نقص التمويل في 2020 إلى وقف برامج إنسانية رئيسية فيما ‏تراجعت نسبة توزيع المواد الغذائية وأُوقفت الخدمات الصحية في أكثر من ‏‏300 مرفق صحي.‏

وبحسب بيان الأمم المتحدة، سيواجه أكثر من 16 مليون شخص من بين 29 ‏مليونا، الجوع في اليمن هذا العام، وهناك ما يقارب من 50 ألف يمني ‏‏”يموتون جوعا بالفعل في ظروف تشبه المجاعة”. ‏

كذلك تحذّر وكالات تابعة للأمم المتحدة من أن 400 ألف طفل تحت سن ‏الخامسة يواجهون خطر الموت جراء سوء التغذية الحاد في 2021، في زيادة ‏بنسبة 22 بالمئة عن العام 2020.‏

وعلّقت منظمة المجلس النرويجي للاجئين، في بيان، على مخرجات ‏مؤتمر المانحين، إن “النقص في المساعدات الإنسانية سيقابله فقدان ‏أرواح”، فيما اعتبرت “سيف ذي تشيلدرن” أن “العالم أدار ظهره لمن ‏يعانون” في اليمن.‏

إنهاء الحرب‏

ويرى الحوثيين، مؤتمر المانحين مجرد فرصة لتبييض صفحة ‏الدول التي تدعم الحكومة وبينها السعودية.‏

‏وقال المتحدث باسمهم، محمد عبد السلام، في تغريدة على تويتر، أن ‏‏”المؤتمرات ذات الطابع الإنساني من أجل اليمن في ظل ما يتعرض له من ‏عدوان وحصار لا تساعد اليمن قدر ما تساعد دول العدوان بإتاحة الفرصة لها ‏لتبييض صفحتها”.‏

كما قال المسؤول السياسي في صفوف الحوثيين محمد علي الحوثي ‏‏”أكبر منحة لليمنيين إيقاف العدوان وفك الحظر الجوي والحصار القاتل”، ‏مطالبا بوقف مبيعات الاسلحة للدول الداعمة للحكومة.‏

وتسعى الإدارة الأمريكية الجديدة لإعادة الحرب ‏في أفقر دول شبه الجزيرة العربية إلى مسار الدبلوماسية، خصوصا بعدما ‏أنهت دعمها للتحالف العسكري الذي تقوده السعودية في هذا البلد منذ ‏‏2015 دعما للحكومة المعترف بها.‏

‏لكن الاجتماع يلتئم كذلك على وقع تصعيد عسكري كبير على الأرض مع ‏مقتل مئات الحوثيين وعناصر القوات الموالية للحكومة في معارك طاحنة ‏قرب مدينة مأرب، آخر معاقل السلطة في شمال اليمن، وتكثيف الحوثيين ‏هجماتهم ضد السعودية.‏

**********************

الصفحة الثامنة

لماذا رفض قاسم تسليح مقاومي انقلاب شباط؟

عبد الله عطية شناوة

طوال فترة حكمه ظل مؤسس الجمهورية العراقية الزعيم الركن عبد الكريم قاسم يكرر مقولة حفظها منه العراقيون، يقول فيها إنه فوق الميول والاتجاهات. وهو، حقا، لم ينتم إلى أي من التيارات السياسية والفكرية التي كانت سائدة في تلك الفترة. فلم يكن قوميا عروبيا، ولا يساريا أو شيوعيا، وهو بالطبع ليس اسلامويا ولا ليبراليا كما هو واضح الإبتعاد عن المعسكر الغربي.

أنصاره يصفوه بانه عراقوي، لكن لم يكن في الحقيقة ثمة تيار أو إتجاه عراقوي لكي يحسب عليه، وعندما حطمت حركته العسكرية في الـ 14 من تموز ـ يوليو دعائم النظام الملكي الموالي للغرب، انطلقت التيارات العراقية التي كانت متوافقة فيما بينها في معارضة الملكية، كل لتحقيق أهدافه، ويمكن القول إن الوطنية العراقية لم تكن قد تشكلت بعد، وربما هي لم تتشكل حتى وقتنا الراهن.

فالوطنية في وسط وجنوب العراق بالإضافة إلى مدينة الموصل لم يكن لها تجل منفصل عن العروبة والإسلام، أما بالنسبة لكردستان، فالوطنية هي الانتماء إلى الكرد وحلم الدولة القومية الكردية. ولم يساعد نهج الأعتدال الذي اعتمده الحزب الوطني الديمقراطي بقيادة كامل الجادرجي، ومسحة الليبرالية غير المفهومة من الشرائح المكونة للشعب العراقي، لم يساعدا الحزب في الحصول على قدر مناسب من الشعبية يمكنه من أن يلعب دور المعبر عن الوطنية العراقية، فالشارع المديني كان منقسما بين حزب الأستقلال القومي العروبي ومن أنتقل منه إلى حزب البعث حديث التأسيس ولكن كبير الفاعلية، وبين الحزب الشيوعي، أكثر الأحزاب العراقية عراقة، والذي تأسس قبل الإطاحة بالملكية بنحو ربع قرن، والذي برز دوره في النضال ضدها.

أما الريف العراقي فقد كان يسوده ما يمكن أن نطلق عليه بـ ((الوعي الديني)) الذي يترجم حالة الفقر المعرفي أرتباطا بجحم الأمية الذي لم يكن يقل عن 80% من الذكور و99% من الإناث، والمقيد بجبروت الأقطاع الأمي بدوره هو الآخر.

التيار القومي العروبي كان يرى الوطنية في الإلتحام بالعروبة ورمزها آنذاك الزعيم المصري جمال عبد الناصر، أما التيار اليساري ودعامته الأساسية الحزب الشيوعي، فكان يرى الوطنية في تحقيق المهام الأجتماعية، وفي صلبها أعادة توزيع الثروة الاجتماعية لصالح الكادحين، وحقق له ذلك شعبية كبيرة، تجلت في المسيرة العملاقة التي نظمها في الأول من أيار ـ مايو عيد العمال العالمي عام 1959، والتي هتفت فيها الجموع بشعار:

 ((عاش الزعيم عبدالكريم .... الحزب الشيوعي في الحكم مطلب عظيم))، حتى رجال الشرطة الذين طالما طاردوا الشيوعيين، ذهلوا من نفوذهم فآثروا الهتاف بشعارهم ((وطن حر وشعب سعيد)) مرددين: ((إسأل الشرطة ماذا تريد؟ ... وطن حر وشعب سعيد)). ولم يجد ((الوطنيون الديمقراطيون)) موطئ قدم صلب لهم بين الجماهير المنقسمة بين متطبات العروبة واستحقاقات العدالة الأجتماعية، رغم ضخامة حصتهم في مجلس الوزراء الذي شكله قاسم، والذي ضم إلى جانبهم ممثلين عن حزب الأستقلال، وعن البعثيين والحزب الديمقراطي الكردستاني، وخلا من الشيوعيين. كل كان يستعجل تحقيق المكاسب، والتطلع إلى الاستئثار بالسلطة، وتحقيق الأهداف. ولم تجد الأهداف الوطنية التي ربما عبر عنها حزب كامل الجادرجي من يعيرها إهتماما.

بالنسبة لقاسم كان الأنجراف في تيار العروبة والوحدة يعني تحوله إلى مجرد موظف لدى عبد الناصر يمكن الاستغناء عن خدماته في أي وقت وإيكالها إلى نائبه القومي المتحمس عبد السلام عارف المدعوم بغالبية الضباط المنتظمين في تنظيم ((الضباط الأحرار)) الذي أطاح بالملكية، أو إلى أي من رجالات القوميين والبعثيين. لذلك لم يجد أمامه سوى تبني المطالب الأجتماعية التي نادى بها الشيوعيون وفي مقدمتها قانون الإصلاح الزراعي. ليستند إليهم وإلى المستفيدين من القانون في معارضة الدعوات إلى الاندماج بالجمهورية العربية المتحدة التي كانت تضم مصر وسوريا بزعامة عبد الناصر. لكنه كان في نفس الوقت يجد نفسه ضعيفا أمام الشيوعيين الذين أجادوا مخاطبة الطبقات التي تهمهم وشكلوا منها منظمات جماهيرية عملاقة: نقابات عمالية، جمعيات فلاحية، أتحادات طلابية ونسوية ومهنية، وقبل هذا وذاك ميليشيا المقاومة الشعبية.

كان على قاسم أن يستعين بالشيوعيين وقاعدتهم الجماهيرية في دعم حكمه، وأن يقلم، في ذات الوقت، أظفارهم. من خلال ضرب تلك التنظيمات، ورشوة جماهير الكادحين، لنقلهم من دائرة نفوذ الشيوعيين إلى دائرة دعمه كزعيم أوحد أمين. وكان عليه في ذات الوقت مواصلة إضعاف القوميين والبعثيين ولكن ليس إلى الدرجة التي يكفوا فيها عن أن يكونوا قوة مكافئة للشيوعيين ومهددة لنفوذهم. وتورط قاسم من خلال ذلك في عملية اللعب على التوازنات. وقد لخص الباحث حنا بطاطو في الجزء الثالث من عمله البحثي فائق القيمة والأهمية ((العراق)) بالقول:

 (( لم يكن قاسم يقف فوق صراعات الأطراف، وخصوصا من بينها القوتان الرئيسيتان

القوميون والشيوعيون ـ ولا هو حاول التوسط بينهما، بل على العكس من ذلك فأنه لم يفعل إلا أن يسد، بإبقائهم منقسمين، ويلعب أحدهم ضد الآخر، وإبقائهم على خلافاتهم المتبادلة، وبغض كل طرف للآخر، ولم يكن باستطاعته أن يفعل غير ذلك، فمن ناحية، لم يكن الحزب الوطني الديمقراطي، نقطة إستناده الطبيعية يملك قاعدة سياسية ـ يقصد جماهيرية ـ كافيه. ومن ناحية أخرى، وهذا هو السبب الحاسم، لم يكن قاسم يسيطر على خلفية صلبة بين ضباط الجيش)).

ويضيف بطاطو:

((ومن نقطة الضعف هذه نبعت حاجة قاسم إلى المناورة بين القوميين والشيوعيين واضعا أحد الطرفين ضد الآخر، منهكا إياه أو متبنيا له، حسب ما تفرضه الظروف. وكان استمرار وجوده نفسه يعتمد على عدم سماحه لأي من القوتين بأن تصبح شديدة القوة، أو السماح للقوتين بالإتفاق في ما بينهما )).

الإقتباس من الصفحتين 156 ـ 158 من الحزء الثالث من كتاب حنا بطاطو ((العراق)) المعنون الشيوعيون والبعثيون والضباط الأحرار.

لم يصرح عبدالكريم قاسم علنا ان الحزبية والعمل الحزبي جريمة أو خيانة، لكنه تعامل معها كجريمة وكخيانة على أرض الواقع، وعمل على ضرب كل حزب أو فصيل سياسي لا يكون تابعا له، فبعد أن أستعان بالشوعيين للتعامل مع مساعي التيار القومي لأنتزاع السلطة منه وضم العراق إلى الجمهورية العربية المتحدة، ضرب الشيوعيين، وحارب الحركة الكردية بقيادة مصطفى البارزاني، وشق الحزب الوطني الديمقراطي الذي كان على رأسه الشخصية الديمقراطية واسعة الإحترام كامل الجادرجي، عبر تحريض نائب رئيس الحزب محمد حديد على الأنشقاق وتشكيل الحزب الديمقراطي التقدمي، واستخدم بعض المنشقين في عملية تحجيم الحزب الشيوعي، وأبرزهم عراك الزكم الذي أوكلت اليه مهمة شق الحركة الفلاحية، والأتحاد العام للجمعيات الفلاحية الذي كان يقوده الكادر الشيوعي كاظم فرهود، وأضطر الحزب الوطني الديمقراطي في نهاية المطاف إلى تجميد نشاطه، بعد أن وجد الجادرجي أستحالة مواصلة النشاط السياسي في ظل القمع الذي مارسته سلطة قاسم ضد الجميع، وأنتهى قاسم إلى تلفيق حزب شيوعي وهمي بقيادة داوود الصايغ كبديل طيع يستخدمة لتجريف الحزب الشيوعي الحقيقي، وشنت أجهوته الأمنية حملة قمع واسعة ضد أعضاء الحزب ومنظماته، وغضت تلك الأجهزة الطرف، وربما نسقت أو تواطأت مع العصابات الإجرامية التي نظمت مئات عمليات الأغتيال بحق الشيوعيين.

وبعد شن قاسم لحربه في كردستان، وجه حسين أحمد الرضي ((سلام عادل)) رسالة إلى الأحزاب الشيوعية، قال في جانب منها:

(( قبل أن يحتفل العراق بالعيد الأول للثورة، أخذ الوجه اللا ديمقراطي للسلطات الحاكمة في بغداد يزداد بروزا. إذ بدأت توجه ثقل سياستها في الداخل، لأخفات المد الثوري، ولتفتيت القوى الديمقراطية الواحدة بعد الأخرى، وفرض وإدامة حكم عسكري فردي على البلاد.

وعلى الرغم من أن هذه السياسة وجهت سهم رمحها في البدء ضد الحزب الشيوعي، بغية تجميد أو كسب القوى الوطنية الأخرى إلى جانبها، إلا أنها سرعان ما كشفت حقيقتها المعادية لكل القوى الديمقراطية، وللحقوق والمطالب الديمقراطية لكل جماهير الشعب)).

وفي خطابه أمام المؤتمر الثاني والعشرين للحزب الشيوعي السوفييتي، تحدث حسين أحمد الرضي ((سلام عادل)) عن ما كان يتعرض له حزبه ، قائلا:

((أحصي حتى الآن (269) شهيدا من الشيوعيين والديمقراطيين والوطنيين المخلصين. وقد أغتيلو على أيدي العناصر الرجعية والأقطاعية وعصابات الإجرام التي تعمل بمعرفة الحكومة، وبأشراف بعض أجهزتها البوليسية، أو نتيجة إطلاق النار على المظاهرات السلمية من جانب قوات القمع الحكومية. كما أصدرت المجالس العرفية العسكرية أحكاما بالموت على (106) من المناضلين الشيوعيين والديمقراطيين أبدل قسم منها إلى السجن المؤبد، أو السجن عدة سنوات. وقد نفذ حكم الإعدام بأربعة من الجنود الذين ساهموا بقمع مؤامرة الموصل. وطبقا لإحصاء أولي لم يشمل جميع الأحكام، أصدرت المجالس العرفية أحكاما بالسجن تجاوزت ( 4 آلاف سنة ) بينها أحكام بالسجن المؤبد. وبلغ عدد المعتقلين عام 1960 وحده، استنادا إلى مصدر رسمي (22) ألف شخص. وتعرضت المنظمات والنقابات العمالية وجمعيات الفلاحين والمواطنين عموما إلى (7510) حوادث اعتداء، وقد اقترنت هذه الإعتداءات بتوقيف وإبعاد الآلآف من ضحاياها، وباستثناء من قتل نتيجة هذه الإعتداءات أصيب (1527) شخصا بجراح. وهجرت ( 2424 ) أسرة عائلة من محلات سكناها، وأحرق أو نهب الكثير من دور وأكواخ الفلاحين.

كما جرى ولا زال يجري إنتهاك فظ للحركة الديمقراطية فيعتقل البارزون والقادة النقابيون ورجال حركة السلم والكتاب والصحفيون، وبعض قادة الأحزاب الوطنية، وأصحاب المطابع وتضطهد الحياة الحزبية، وتداس كرامة المواطنين، وتخرق القوانين، ويسود البلاد حكم عسكري فردي منذ 14 تموز 1958 حتى الآن)).

المصدر: سلام عادل .. سيرة مناضل الجزء الثاني تأليف: ثمينة ناجي يوسف ونزار خالد. إصدار دار المدى. الطبعة الأولى سنة 2001. صفحات 118 ـ 119

كل هذه المعطيات ربما تكشف سر أمتناع قاسم عن الأستجابة لطلب جماهير العراقيين التي تدفقت صبيحة الثامن من شباط هاتفة :(( يا كريم أعطينا سلاح … باسم العامل والفلاح))، فلا شك أنه قدر أنه لو كتب للمقاومة الشعبية النجاح في إحباط إنقلاب شباط 1963، لكانت النهاية ليست فقط من نصيب الإنقلابيين، بل كانت ستكون نهايته أيضا. كان الشعار يفصح بوضوح عن طابع المقاومة والجهة التي تنظمها، وأنها ذات المقاومة التي أحبطت أنقلاب الشواف، والتي كافأها قاسم بزج قادتها في السجون وإعدام بعضهم، وإطلق عصابات الإجرام لتصفية باقي المشاركين في إحباط الإنقلاب.

وبذكائه المعهود لابد أن قاسم قد أدرك أن المقاومين المنتصرين لن يسلموا رقابهم له هذه المرة، كما فعلوا في كل مره، وأنهم سيزيحوه إن لم يحاكموه على إتاحة المجال أمام القوى الفاشية للتغول،مقابل قمع القوى الديمقراطية، وتخريب الحياة السياسية، ومصادرة حرية الصحافة وإغلاق الصحف، وملاحقة التنظيمات الجماهيرية من نقابات عمالية ومهنية وأتحادات فلاحية وطلابية ونسوية وإغلاقها واعتقال قادتها.

*******************

يوم الشهيد الشيوعي

ماجد مصطفى عثمان

تمر علينا هذه الأيام الذكرى (٧٢) لاستشهاد قادة الحزب الشيوعي العراقي فهد وحازم وصارم.. هؤلاء أبناء الشعب العراقي الذين أسسوا بدمائهم الزكية قيم الوحدة الوطنية العراقية، وتابع من بعدهم أبطال آخرون طريق الكفاح والتضحية وفي مقدمتهم شهيد الشعب والحزب الرفيق سلام عادل وبقية الشهداء من كل قرية ومدينة عراقية الى يومنا هذا.. ففي كل عام وفي يوم الرابع عشر من شباط يستذكر الشيوعيون العراقيون واصدقاؤهم هذا اليوم الذي اعتبر رمزا للشهادة والتضحية من اجل الوطن والشعب والمبادئ.

ولقد أقدمت السلطة الملكية المقبورة في يومي ١٣و١٤ شباط عام ١٩٤٩ على اعدام قادة الحزب الشيوعي العراقي الابطال (فهد – حازم – صارم) معتقدة بأنها بهذا العمل الاجرامي الجبان قد قضت على الحركة الوطنية العراقية التي كان رائدها وقائدها حزبنا المناضل، لكنها بالتأكيد عاشت أحلامها الوهمية حين اكتشفت بأن فعلتها الشنيعة هذه واللاإنسانية قد مولت الحركة الوطنية العراقية بعزيمة وارادة وثبات منقطع النظير، وايضا كان ذلك الحدث قاعدة قوية وصلبة لتحرير العراق من النظام الملكي الرجعي صبيحة يوم الرابع عشر من تموز عام 1958، بثورة شعبية وطنية مباركة من كافة أطياف وألوان الشعب العراقي ومستوياته الثقافية والاجتماعية والسياسية، وهكذا يستفز هذا الشهر من كل عام وبألم مميز ذاكرة كل الشيوعيين العراقيين واصدقائهم .

لقد توهم العميل نوري سعيد والسلطة الحاكمة والادارة البريطانية آنذاك أن الطريق الأفضل لكسر عزيمة النضال الجماهيري وتصفية الحزب الشيوعي هو بإعدام قادته الأبطال الذي كان خسارة كبرى لحقت بالحركة الشيوعية بوجه خاص وبحركة التحرر الوطني في بلادنا بوجه عام.

إن الشيوعيين العراقيين واصدقاءهم ومناصريهم يدركون جيدا بأن يوم الشهيد الشيوعي هو مناسبة وطنية للوفاء لشهداء حزبنا ونضالاته من أجل استخلاص الدروس والتزود من حكمة الشعب بالذخيرة المناسبة بمواصلة مسيرة النضال بحثا عن أفضل وانسب الحلول لكل ما يواجه الوطن من ازمات ومنعطفات.

وفي شباط الاسود عام 1963 أطلق وحوش انقلابيي عفلق البيان رقم (13) الذي أباح خلاله هدر دم الشيوعيين العراقيين من دون محاكمة، وأباحوا أيضا مبدأ محاربة الشيوعية بشعارات جوفاء وفتاوى دينية مدفوعة الثمن، ولقد كشفت حقائق التاريخ عبر العقود الماضية المزيد من الخيوط والحقائق التي ارتبطت بها عملية معاداة الشيوعية ومروجي مثل هكذا شعارات.. والجدير بالذكر ان كل الذين يرفعون الآن عقيرتهم لتشويه سمعة وتاريخ الشيوعيين العراقيين وحزبهم المناضل أو محاولة تهميش دورهم النضالي لا يستمدون دلالاتهم إلا من ذات المستنقع الذي سبقهم اليه أسلافهم.

ان الشيوعيين العراقيين يستلهمون من ذكرى استشهاد قادة حزبه الاشاوس اللذين وهبوا أنفسهم لقضية الحزب والطبقة العاملة من اجل ان تضل راية حزبهم خفاقة للأبد وعزما يزيدهم واصرارا على مواصلة النضال الى امام تحت الراية العظيمة من اجل بناء الدولة المدنية الديمقراطية والعدالة الاجتماعية وسعادة الشعب وسيادة القانون.

ان ذكرى استشهاد قادة حزبنا (فهد – حازم صارم) هؤلاء الابناء للشعب العراقي واللذين اسسوا بدمائهم الزكية قيم الوحدة الوطنية العراقية الحقة وتابع من بعدهم ابطال اخرون طريق التضحية وفي مقدمتهم شهيد الحزب والشعب الرفيق سلام عادل وبقية الشهداء الابطال من كل محافظة ومدينة وقرية عراقية الى يومنا هذا.. تزيدنا عزما واصرارا على مواصلة المسيرة في سبيل الوطن الحر والشعب السعيد.

قرنفلة حمراء وتحية وفاء لكل شهيد شيوعي مضى بطلا مرفوع الرأس من اجل بناء العراق الديمقراطي الموحد.

******************

الصفحة التاسعة

في الذكرى الـ 150 لميلادها

روزا لوكسمبورغ .. النسر المحلق*

رضا الظاهر

كانت روزا لوكسمبورغ، المولودة في مدينة زاموسك البولندية الصغيرة يوم 5 آذار 1871، واحدة من أبرز ممثلي الفكر الماركسي والنشاط الاشتراكي الديمقراطي في أوروبا. وسوية مع كارل ليبكنخت كانت المعبرة الأهم عن المواقف الأممية المناهضة للنزعة العسكرية في الحزب الاشتراكي الديمقراطي في ألمانيا. وكانت ناقدة لا ترحم للرأسمالية، ومن هذا النقد استمدت نفوذها في العمل الثوري. ورحبت، مفعمة بالأمل، بالثورة الروسية، غير أنها كديمقراطية ثورية كانت على مسافة منها واتسم موقفها بالاحتراس والمرونة.

وكانت لوكسمبورغ قد واجهت، منذ مطلع شبابها، التهديد باعتقالها بسبب نشاطها الثوري، حيث التحقت في صباها بمنظمة “البروليتاريا”، وهي واحدة من أولى منظمات الماركسيين البولنديين، مما اضطرها الى الهرب الى سويسرا عبر ألمانيا. وفي جامعة زيوريخ درست العلوم الطبيعية، ثم القانون والاقتصاد. وفي عام 1897 حصلت على الدكتوراه في وقت ندر فيه دخول النساء الى الجامعات، وكانت رسالتها حول (تطور بولندا الصناعي). وكانت هذه المرأة، التي تتقن أربع لغات، موضع اعجاب باعتبارها الوحيدة بين أبناء الملاكين وأصحاب المصانع والموظفين التي تمتعت بتلك المكانة.

كراسة “جانيوس”

وفي زيوريخ، وفي عام 1890، التقت روزا لوكسمبورغ بالثوري البولندي ليو جوغيشيز، الذي أصبح رفيقها وحبيبها خلال السنوات السبع عشرة التالية، وظل صديقاً حميماً حتى آخر حياتها. وكان جوغيشيز، الذي التحق بالحركة الاشتراكية في فيلنا عام 1885، ستراتيجياً ومنظماً بارزاً في الحركات الثورية البولندية والروسية والألمانية لاحقاً. وعمل، على نحو وثيق، مع لوكسمبورغ، في الكثير من الجبهات، من تقديم التعليقات البناءة على مسودات مقالاتها، حتى نشر أفكارهما عبر عمل تنظيمي لا يكل خلف الكواليس في العمل الثوري السري. وكما لاحظ فيلكس تايش، وهو أحد أهم الباحثين في لوكسمبورغ، فانه جرى التقليل من أهمية إسهامات جوغيشيز لأسباب بينها أنه لم ينشر سوى القليل باسمه الصريح. (1) غير أنه كان، هو الآخر، شخصية أصيلة. وقد لاحظت كلارا زيتكين، النسوية الاشتراكية البارزة والصديقة الحميمة لروزا لوكسمبورغ، أن جوغيشيز “كان واحداً من تلك الشخصيات الذكورية التي كان بوسعها التسامح مع شخصية نسائية عظيمة”. (2) وتكشف العلاقة المتقدة والعاصفة بين لوكسمبورغ وجوغيشيز، خلال وبعد فترة صلاتهما الحميمة، الكثير عن لوكسمبورغ كامرأة ومفكرة وثورية. ومن بالغ الدلالة أنها اشارت ذات مرة قائلة “إنني متمسكة بفكرة أن شخصية المرأة لا تظهر نفسها عندما يبدأ الحب، وإنما عندما ينتهي”. (3)

وفي عام 1893 شاركت في تأسيس الحزب الاشتراكي الديمقراطي في مملكة بولندا، الذي أعاد تسمية نفسه في عام 1900 الى الحزب الاشتراكي الديمقراطي في مملكة بولندا وليتوانيا. وفي آب 1893، وكانت في عمر الثانية والعشرين، جسدت أول ظهور بارز لها في الحركة العمالية الأممية. ففي المؤتمر الثالث للأممية الثانية في زيوريخ ، حيث التقت فردريك انجلز، رفيق ماركس، وجيورجي بليخانوف، مؤسس الماركسية الروسية، صارعت، في خطاب جريء، من أجل تفويض لنفسها ولحزبها الفتي، وهو ما لم يحظ بالقبول في حينه. وفي ذلك المؤتمر جادلت ضد تقرير المصير القومي لبولندا، مؤكدة، بدلاً من ذلك، على الأممية البروليتارية “الصارمة”، وهو موقف وضعها في معارضة مباشرة لأبرز الشخصيات الاشتراكية لعصرها، وكذلك لكتابات ماركس حول بولندا.

وفي عام 1898 أقامت روزا لوكسمبورغ ثانية في ألمانيا. ومنذئذ كافحت من أجل الاشتراكية الديمقراطية الألمانية في مؤتمرات الحزب والمؤتمرات الأممية وفي مقالاتها وكتبها. وفي مؤتمر الأممية الاشتراكية عام 1900 بررت الحاجة الى أفعال أممية ضد الامبريالية والنزعة العسكرية والسياسات الكولونيالية.

وفي الفترة من 1904 حتى 1914 مثلت الحزب الاشتراكي الديمقراطي في مملكة بولندا وليتوانيا في المكتب الاشتراكي الأممي. ومنذ نهاية كانون الأول 1905 حتى آذار 1906 شاركت في الثورة في الجزء البولندي المحتل من جانب روسيا، واعتقلت، وأطلق سراحها بكفالة في حزيران 1906. وبينما كانت في برلين استخلصت دروساً للطبقة العاملة الألمانية من تجارب الثورة الروسية 1905 ـ 1907، ودافعت عن الاضراب السياسي الجماهيري كوسيلة للكفاح الثوري، وحققت لنفسها المكانة القيادية في الاتجاه اليساري في الحركة الاشتراكية الديمقراطية الألمانية.

وفي عام 1907 أعدت مع لينين ومارتوف برنامجا للحركة العمالية العالمية مناهضاً للحرب.

وفي شباط 1914 حكم عليها بالسجن بسبب خطاباتها المناهضة للحرب. وفي عام 1915 وتحت الاسم المستعار “جانيوس” كتبت كراسة ضد الحرب التي اندلعت عام 1914، اشتهرت باسم “كراسة جانيوس”.

الراية الحمراء

وفي نهاية 1915 أسست، مع كارل ليبنخت وخصوم آخرين للحرب في الحركة الاشتراكية الديمقراطية، عصبة “الأممية” التي انبثقت عنها عصبة سبارتاكوس عام 1916.

وخلال الفترة من تموز 1916 وتشرين الثاني 1918 كانت روزا لوكسمبورغ معتقلة في برلين ورونكه وبريسلاو. وفي عام 1917 دعمت، في مقالات من السجن، ثورتي شباط وأكتوبر في روسيا، ولكنها حذرت، في الوقت نفسه، من دكتاتورية للبلاشفة. ولم ينشر مقالها حول الثورة الروسية، الذي تضمن هذا التحذير، إلا عام 1922، وفيه جاء إنه “بدون انتخابات عامة، وصحافة حرة، وحرية تجمع، وصراع حر للأفكار، تصبح الحياة في أية مؤسسة زائفة بل وميتة ...”

وعندما أخرجت من السجن في التاسع من تشرين الثاني 1918 انغمرت، بكل طاقاتها، في ثورة نوفمبر. وأصدرت، سوية مع كارل ليبنخت، صحيفة “الراية الحمراء”، وكافحت في سبيل انتفاضة اجتماعية شاملة. وكانت في أواخر 1918 وأوائل 1919 من مؤسسي الحزب الشيوعي في ألمانيا.

شهيدة الثورة 

وروزا لوكسمبورغ شهيدة الثورة الألمانية. فقد جرى اغتيالها، مع كارل ليبكنخت، يوم 15  كانون الثاني 1919 على يد قتلة ينتمون الى تلك الدوائر التي دعمت، في وقت لاحق، تسليم السلطة الى هتلر، وامعاناً في الوحشية ألقوا بجسدها في قناة لاندفيهركانال، ولم يعثر عليها الا بعد أربعة أشهر.

وخلال العقود الأربعة الأخيرة تجدد الاهتمام بروزا لوكسمبورغ، سوية مع ظهور قضايا قديمة وجديدة مثيرة للجدل. ويمكن القول إن سيرة حياتها التي كتبها جي. بي. نيتل وصدرت في بريطانيا بجزءين عام 1966 كانت أول كتاب شامل عن حياتها منذ عام 1940. ومنذئذ ظهرت مجموعات من مقالاتها وكراساتها وخطاباتها في عدد من البلدان. وظلت نظرياتها تدرس من جانب الماركسيين وغير الماركسيين على حد سواء.

وخلال فترة حياتها، وعلى الرغم من كونها معروفة في اطار الحركة الاشتراكية في العالم، فانها لم تحصد الشهرة التي تمتع بها الكثيرون من معاصريها. فقد فاقها في هذا الاطار منظرون من أمثال أوغست بيبل وكارل كاوتسكي وإدوارد بيرنشتاين في ألمانيا، وجان جاوريس في فرنسا، وجيورجي بليخانوف في روسيا. غير أن هذه الأسماء معروفة اليوم من جانب الباحثين بشكل رئيسي، بينما يجتذب اسم لوكسمبورغ اهتماما أوسع نطاقاً. فقد أصبحت لوكسمبورغ بالنسبة لكثيرين رمزاً لحلم لم يتحقق بعد.

وكان هناك أيضاً سبب سياسي لابتعادها عن دائرة الضوء منذ سنوات الثلاثينات. ففي عام 1931 اتهمها ستالين بتحويل مفهوم ماركس حول الثورة الى “كاريكاتور”. وكان هذا الحكم مساوياً لاقصاء لوكسمبورغ من معيار الآيديولوجيا الماركسية في الشرق والغرب. غير أن رحيل ستالين وإعادة تقييم مفهوم لوكسمبورغ للاشتراكية أعادا أعمالها ثانية الى دائرة الاهتمام العام.

ولكن الى جانب الثورية الشهيرة هناك لوكسمبورغ أخرى غير معروفة الى حد كبير. وقد كرست سيرة الحياة التي كتبتها إلزبيتيا إتنغر في كتابها (حياة روزا لوكسمبورغ)، الصادر بالانجليزية عام 1987، الكثير لاضاءة هذا الجانب من شخصية لوكسمبورغ. فما أن نعرف أحلامها وصراعاتها، سرعان ما تصبح معاصرتنا، امرأة تثق بأن السعادة الشخصية يمكن بلوغها دون الاضطرار الى التضحية بالحياة العامة، امرأة كان كفاحها من أجل الحياة الشخصية والحياة العامة كفاحاً شاقاً وعنيداً ومثمراً.

ومن نواحٍ كثيرة كانت لوكسمبورغ ممثلة لجيلها، وفي نواحٍ أخرى كانت استثنائية. فلم تكن رغبتها الجارفة في أن يكون لديها طفل ورجل تحبه وعائلة، وفي الوقت نفسه رغبتها في أن تكون قائدة في الحركة الاشتراكية الأممية، شيئاً مألوفاً. فقد كانت للرجال زوجات يعتنين بهم وبالأطفال والأسرة ومساعدتهم في عملهم. وغالباً ما كانت النساء يضحين بحياتهن الشخصية من أجل هذه القضية. لكن هذا لم يكن شأن لوكسمبورغ. فلم تكن تؤمن بأن على النساء أن يقمن، بالضرورة، بمثل هذه الخيارات. كانت تثق بأن بوسعهن وعليهن القيام بالمهمتين.

لقد حدد مفهوم لوكسمبورغ للحياة “الجديرة بأن تعاش” مصيرها. فالحب والعمل، اللذان لا ينفصمان، يخلقان الحياة الحقيقية. وكانت في السابعة والأربعين، وهي في السجن، تعاني من المرض، عندما كتبت تقول إنه “بالنسبة الي أيضاً يظل الحب دائماً أكثر أهمية وقدسية من الشخص الذي يحفزه. لأن الحب يحول العالم الذي يحيط بنا الى حكاية بهية متألقة، ويطلق فينا الأسمى والأجمل، ويدع المرء يعيش بجذل ونشوة”.

مفكرة ألمعية وجريئة

كان همها الكفاح من أجل العدالة الاجتماعية. وكان الاضطهاد يحفز ذلك الكفاح، وقد واصلته في أفضل تقليد لأسلافها، مؤكدة، على الدوام، استقلاليتها الفكرية، ومعبرة عن الاحترام للمطامح الروحية، ومتسائلة عن السلطة الأخلاقية.

لقد عاشت وأحبت وحققت الكثير من السعادة وواجهت الكثير من التعاسة، لكنها كانت، على الدوام، مفعمة بالحيوية. كانت تمزقها المشاعر المتناقضة الناجمة عن واقعها المعاش وطبيعتها ومعتقداتها الهادفة الى تغيير هذه الواقع. كان عقلها يحلق بعيداً عن الراهن بينما كانت حاجاتها وميولها أسيرة تقاليد ذلك الراهن. كانت امرأة ذات مشاعر متقدة عارمة، وهو ما أسهم في جعل حياتها الشخصية والعامة حياة شاقة. غير أنها لم تفقد الأمل أبداً، إذ واصلت كفاحها، حتى عندما كانت تشعر بأنها وحيدة، مصممة على أن تعيش بطريقتها الخاصة وتحقق أفكارها وأحلامها.

إن صورة روزا لوكسمبورغ ، الثورية الجريئة، التي عاشت وضحت بحياتها من أجل “القضية”، ليست فقط صورة أحادية الجانب، وإنما مشوهة أيضاً. فالمرأة التي تظهر من خلال الرسائل التي كتبتها عائلتها في وارشو، وكتبتها هي الى من أحبتهم، هي إنسانة من لحم ودم، لديها نقاط قوة ونقاط ضعف، ومآثر وكوابيس. وكانت هذه المرأة الألمعية والشجاعة، تعاني من الشكوك والقلق وخيبات الأمل الحتمية في حياة امرأة تجاوزت زمنها.

من المؤكد أن العصر الذي عاشت وعملت فيه روزا لوكسمبورغ بعيد عن عصرنا، لا تاريخياً حسب، وإنما مفاهيمياً أيضاً. فقد رحلت قبل أن ترى تحول الثورة الروسية الى مجتمع استبدادي، ناهيكم عن انهياره. ولم تعش لترى الثورات المناهضة للامبريالية في أفريقيا وآسيا وأميركا اللاتينية. وماتت قبل نشر طائفة من كتابات ماركس التي مكنت أجيالاً لاحقة من الفهم الأعمق لأفق وبصيرة تفكيره. وكان اكتشاف (مخطوطات 1844 الاقتصادية والفلسفية) و(الغروندريسه) وكتابات عقده الأخير حول المجتمعات المتطورة تكنولوجياً، اكتشافاً مرتبطاً بالمستقبل. غير أنه على الرغم من المحدوديات التاريخية والمفاهيمية للزمن الذي عاشت فيه، طورت لوكسمبورغ مفهوماً عن الثورة والحرية مقنعاً بالنسبة لنا اليوم، على الرغم من ظروفنا المختلفة جذرياً.

ويقدم التزامها الحالم بالديمقراطية الاشتراكية والتحرر الانساني، ومعارضتها الشديدة للبيروقراطية والمركزية المفرطة والنخبوية، يقدم تحدياً دائماً لأولئك الذين يضيّقون الكفاح ضد الرأسمالية ويحيلونه الى إصلاحات تدريجية أو مساومات غير مبدئية مع الاتجاهات الرجعية. وعبر عملها عن الحاجة الى شكل أعمق من الديمقراطية، الديمقراطية الاشتراكية القائمة على أساس النظرة الانسانية والمتحررة من النزعة الاستبدادية والزعم بأن أية محاولة لتجاوز الآفاق الضيقة للديمقراطية الرأسمالية ستنتهي، بالضرورة، الى فوضى أو استبداد.

وفضلاً عن ذلك فان نقدها للحرب الامبريالية ما تزال أصداؤه تتردد، كما هو حال اندماجها العميق مع أولئك الذي يعانون أعظم معاناة في ظل هيمنة الرأسمالية المعولمة، من النساء العاملات، حتى أولئك الخاضعين لبربرية الحكم الكولونيالي.

دافعت روزا لوكسمبورغ بلا مساومة وبصوت عالٍ عن قناعاتها. وبدفء إنساني ومزاج متقد كانت قادرة على كسب جميع من تعاملوا معها دون تعصبات. غير أنها واجهت الاذلال والحقد من أولئك الذين كانوا يحسدونها. ولم يفقد كفاحها المتفاني ضد الحرب، والراديكالية التي أصرت بها على الآصرة بين الحرية السياسية والعدالة الاجتماعية، أي شيء من قوتهما اليوم، حيث نحن بأمس الحاجة الى إعادة قراءة روزا لوكسمبورغ واستيعاب فكرها العميق وسجل حياتها الساطع. وهذا هو ما سعينا إليه مساهمة متواضعة في إعادة القراءة والتقييم لمثال روزا لوكسمبورغ الملهم وأصدرنا كتابنا الموسوم (النسر المحلق) عام 2010، في أعقاب نشر مقالات عدة في الذكرى التسعين لاغتيالها.

ولعله من بليغ الدلالة أن نتذكر تقييم لينين لهذه المنظّرة الماركسية والثورية اللامعة إذ قال: “لقد أخطأت روزا ... لكن على الرغم من كل أخطائها، فقد كانت - وستظل بالنسبة لنا - نسراً محلّقاً. ولن يحفظ الشيوعيون حيثما كانوا ذكراها حسب، بل إن سيرة حياتها ومؤلفاتها الكاملة ستكون، أيضاً، دليلاً لتدريب أجيال من الشيوعيين في كل أنحاء العالم”.

هوامش:

(1) أنظر مقدمة تايش للوكسمبورغ عن جوغيشيز فرنكفورت، 1971، في (مختارات روزا لوكسمبورغ)، تحرير بيتر هوديس وكيفن أندرسون مونثلي ريفيو برس، 2004، ص 9 (وهو بالانجليزية شأن المصدرين التاليين)

(2) مقتبس من بول فروليش (روزا لوكسمبورغ: حياتها وعملها) ، نيويورك، مونثلي ريفيو برس، 1972

(3) رسالة الى ماتيلدا جاكوب في 9 نيسان 1915، (رسائل روزا لوكسمبورغ)، ويستفيو برس، 1978، ص 163

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* ترقبوا مقالات اخرى إحياء للذكرى الـ 150 لميلاد روزا لوكسمبورغ

***************

الصفحة العاشرة

فضاء شعبي

عبدالاله منشد الخليفة ونصه الشعبي

المكتظ بالهم الانساني

علوان السلمان

الشعر تجربة ذاتية واعية تعتمد الحدس...وتكشف عن الجوانب النفسية والعاطفية والفنية..من خلال الامساك باللحظة  المشبعة بالدلالة المستفزة لذاكرة المنتج.. ونسجها بقالب فني .. جمالي مكتنز بمضامينه الانسانية.. والمجر الكبير المدينة الجنوبية التي زخرت بطاقات ابداعية سجلتها ذاكرة المؤرخ علي العقابي في منجزه (المجر الكبير ذاكرة ثقافية).. الذي احتضن بين دفتيه العديد من مبدعيها في المجالات الادبية والفنية والشعرية بفصيحها وشعبيها الذي جمعه في منجز خاص حمل ايقونته العنوانية (الموال والابوذية في المجر الكبير)..وكان الشاعر عبدالاله منشد الخليفة شاهدا لانه جمع ما بين الفصيح من القول اضافة لشعبيه.. والذي اتسمت شاعرية بعمق المعنى ودقة انتقاء الالفاظ الموحية البعيدة عن الغموض والضبابية..وصياغة تراكيبه الجملية بطريقة سردية شعرية جاذبة..مما دعا الملحنين لتقديمها واختيار من يؤديها فكان صوت  كريم منصور مراقصا بشفتيه (الدنيا ادور وحلم) وعبادي العماري وسعدي الحلي و(هدية عرس)...

مرني غفل بالليل ما واعدته

وشبيت طول بطول آنه اوياه ـ لمن بسته ـ

ثاريها مدفونه حلاة الناس كلهه بشفته

ومجاذب... وعتني الضوه

لاشافني..ولا شفته

لك هوه

 توه وياي..توه وياي..جا طيرته؟

فالشاعر يحاول ان يجعل من الطبيعة بتشكلها الجمالي منظومة حركية فاعلة ومتفاعلة وذاته بدوافع نفسية..فضلا عن توظيف تقنيات اسلوبية تنحصر في تكثيف العبارة وعمق المعنى مع جنوح الى التركيز والايجاز للتعبير عن اللحظة القائمة على المتضادات(الليل..الضوه/ حضور..غياب..) عبر واقعية الحدث بلغة المجاز والاستعارة التي تحيل الى اجواء الرمز الذي هو(تعبير عميق الفكرة..مزدوج المعنى)..اضافة الى التكرار التقنية الاسلوبية الكاشفة عن الجوانب النفسية التي تنطوي عليها الشخصية المنتجة في تشكيل رؤيتها ووصف الحالة الشعورية التي تتملكها لحظة البناء الشعري..

غريب انته..عرفتك من سمه عيونك

نص الليل.. شفتك نايم بسد الشمس تعبان

لاعدك هوية..اولا الك عنوان

وبصفك جريدة او صم ملح وتراب

وبوجهك سؤال يحير الدنيه

ـ ياديرة الغربة اشكد بعد ونرد؟

فالشاعر يحاول الامساك باللحظة الاغترابية المشبعة بالدلالة المؤثرة في وجدانه معتمدا على الفاظ موحية وعبارات مكثفة منطلقة من ذات متسائلة مضفية رؤية متسعة عن المضمر وما يختمر داخلها.. وبذلك يكشف الشاعر عن همه المقترن بالذات الجمعي الآخر من خلال مناجاته الحياة وموجوداتها..

***********

"شوارد" رحيم العراقي

بين محنة وطن والحب والسلام

كريم جبار الناصري – بغداد

شوارد مجموعة شعرية شعبية للشاعر والإعلامي رحيم العراقي ، كتبت بعفوية روح إنسان مرهف عاش ويلات وضنك الحياة في زمن النظام الشمولي الديكتاتوري وهو الإنسان الشاعر ذات الاتجاه اليساري التقدمي الذي يبحث عن وطن حر وشعب سعيد ..

قصائد المجموعة فيها سلاسة المفردة الشعبية المتداولة حيث تم  اقتناص اللحظات والمواقف الحياتية  ما بين صبا الشاعر منذ سبعينات القرن الماضي الى عام 2013 ، فكتبت قصيدته الأولى (وردة وكرستال )عام 1973 التي فيها عاطفة الحب والأحلام الذي يحلم به كل شاب في مقتبل العمر في اكتساب حبيبة ولكن هنا يجد  الفارق الطبقي الذي يكون محال في توطيد العلاقة ..يقول الشاعر فيها :

انتي حال و آني حال .. وحبنا في حكم المحال

أنا جيت اهديج ورده .. شفت بيتج كرستال

وهناك قصائد جسدت معانيها حياة الوطن والناس والحب ، حب الوطن ، فقصيدة (يا وطن) يقول فيها:

اشكَد احبك يا وطن

عمري من عمرك زمن

حتى لو أيامي راحن

انت أيامك اجن

كتب عن حب الأم في قصيدته ( يا والده):

انتي الوفه يلوالده .. انتي الهنه يلوالده

حضنج دفه   وايدج شفه

 واللي يجازيج الوفه   الله بحياته ايساعده

وفي قصيدة ( الى أمي في بغداد )  يقول عن  الأم :

راح الحيل يُمه  والكَلب شاب

تعالولي كَبل ماروح يحباب

خافن يوم لوجيتوني للبيت

ما تلكَون أحد يفتح الباب

وعن حب الحبيبة في قصيدته ( لا تحاسبني ) قال :

لا تحاسبني على شي مضى

                وتفتح اجروح وروايات وأسَّيه

لا تسّمعني نصيحة  وموعظة

                لا تشّرح ذكرياتي واني حيّه

ففي قصيدته (غني ياكَلبي).. يبحث الشاعر عن الأمانى والأحلام  والسلام يقول فيها:

غّني غّني ..غني ياكَلبي غّني

أدري الجروح اتعبّني

يله شد جرحك وغّني

لكل جرح صوت ومغّني ..

......

غّني للوردة وأملهه

وصير ياكّلبي مثلهه

غني للأيام كلهه  والليالي السّهرّني

وأيضا عن الحلم والأمل يقول في  قصيدة (مانفترق):

من طفولتنه عرفنه نلتقي وما نفترق

ولو يسدوهه ابوجهنه..

نزرع بأحلامنا شتى الطرق

..ولو شفتني اتراجعت  يا صاحبي .لتظل قلق

آني مثل السهم يتراجع ..ويرجع ينطلق ..

وهاهي عنوان مجموعته  قصيدته ( شوارد ) التي كتبت عام 1977 تلخص ما يمر به الإنسان وآهاته والوطن وضياعه  والبحث عن الأمان في أعماق الخوف الداخلي :

مرة احس العمر طاب ..وعلى الريح وبالكتاب

وعالرمل أرسم احباب

ومرة لحظاته حزينه

ومره احس عمري سفينه ..بين اعصار وسراب

ومرة احس العمر جامح

بالأحباب وبالملامح

وأذكر وانسى وأسامح ..مثل ما اقرأ كتاب .

.. ومره احس العمر جنه

ويمتلي صدري محّنه

للوطن ..للناس ..النه ..وللطفولة والشباب ..

مره احس العمر غابه

ليل ووجوه وكآبه

كلهه ياعمري تشابه ..مثل لحظات العذاب .

..ومرة احس العمر هان

وأشتري بخوفي أمان

وشفته بجفوف الزمان ..هالعمر حفنة تراب

وتجسدت معان النضال أبياته أبوذيات ومواويل التي كتبت عام 1977عن الشهيد بشاررشيد :

صباح الشر يلبشّرت بشار

اغراب البعث هم فد يوم بشار

صدكَ هاي الحكومة اعدمت بشار

لا ما مات والمعدومه هيَّه ..

وعن أصدقاء الروح والحياة فكتب للفنان  قحطان العطار  صديقه ورفيق دربه الذي كان صوت الحرية انذاك .  حيث كتب الشاعر عدة قصائد غناها الفنان قحطان ومنها (على الميعاد ، ولفي وأريده ، يمه اشجرالي  ، ..)وغيرها من القصائد التي ارتقى بها الفنان قحطان العطار حيث تسمع وتردد على كل لسان محب للوطن والحب والناس وفي المجموعة  دارميات إهداء الى رفيق عمره :

يالسافرت لبعيد ..من بين الهَّموم

حتى أنتظارك عيد ..لو ودك ايدوم

........................

لا لا تظن أنساك ..لو تنسى ودي

دمعتك وأنته اهناك ..تجري اعلى خدي..

...................

جم غربة بيك ..تشكيلي منهه

أصعبهه غربة ناس ....داخل وطّنهه

كتب الشاعر للصديق الراحل كاظم اسماعيل الكَاطع  في قصيدته ما مرتاح فرد وفاءا له:

أحس ليلي طويل .. وماورا  مصباح ..

ما مرتاح ..

أحس الجاي من أيامي يتندم على اللي راح ..

ما مرتاح ..ما مستقر لا والله

أحس مو عا لأرض عايش ..على اجناح ..

ما مرتاح ..أحس تعبانه خطواتي

..واتعّكّز على أرماح .. ما مرتاح

كتب (قصيدة خاتمة السوء) عن صديقه الراحل (هادي السيد) الفنان الشاعر المغيبة أعماله في دهاليز الدنيا .. قال فيها :

...لا فرسان .. لا هيئتنه عشاكَ

متوّسدنه راحة بال ..لا ملكَه ولا فراكَ

على غفله عمرنه انباكَ

والله مهزله..

رافكَنه طيف الخوف

وخلّصنا مشاوير العمر زكَزاكَ

... على ياهيّ انخاف وناخذ الراكَ

على خالي بلاش انذوب

وتعذبنه لشواكَ

ونُدّور قضية الموت مهزوم

باع آخر جروحه بثمن مسواكَ

 اذا متنا.. بلا أمجاد

لا شاهده

لا ملوية ..لا طاكَ

البُكَه براسك

خاتمة الحزن والسوء ..يعراكَ

والى أصدقاء رحلة العمر والوفاء والطيبة  كتب الشاعر للصديق حسن شريف في لحظة وجد همس بها حسن..قال الشاعر في قصديته (بالطفولة):

بالطفولة يا ..حسن

جانت الأيام أطول ..وجان مترّهي الزمن

وجان خبز البيت أطيب

والهوى والماي أعذب

وبيتنا المظلم البارد ..أحلى من جنة عدن

وعايشين اليومنه

وما نحسب احساب الغداّ

ومن كبرنه ..ياحسن

حيرّتنه الحاله

كلما نكبر ..ايضيكَ الوطن

...............

قصيدة (ما أزعل) كتبت عن العلاقات الأبوية الحنونة التي فيها الحب والتسامح والبحث عن العيش الكريم فكانت القصيدة إهداء الى ابنته :

لتتصور عليك أزعل

أحبك للأبد واليحب يتحّمل

وأسامح وغْفِر الصعبات وتساهّل

أنا طبعي ربيع وزارعك ورده

واخاف عليك من خوفي عليك اهواي لا تذبل ..

تبقى شوارد  رحيم العراقي بقصائدها السبع والأربعين  شوارد الحياة والوطن ..شوارد أمس واليوم وتضعنا في مواجهة مع النفس والضمير الإنساني لنشع الجمال والحب والسلام.

************

گصايب

ضياء محسن - ذي قار

اخضر بالاغاني وياك

كمرة امن العشگ والدف

اخضر بالشعر وياك ديرة امن الحزن والتف

قصايد كل مساماتي اجيت اوياك

غزال الكيتك وغنيت من خضر بصابيعي العشب صليت

هذا انت جرح تضوي العمر وياي

من يصهل جمر اذار اخضرلك تعب وسيوف

اخضرلك بعدني اهواي

ما ابرد مهر لليل كلبي ايجيسه كل حزنك

ما اشهك هوى ابلياك

كصيبة الروح تتمدد على اذراعك

كمر وياك ما اتيه درب ملگاك

كلي اسرار مفضوحة ورضيت اوياك.

تركض واتبع ايامك وامد نحري اعله حد سيفك

تسمع بالنزيف الضامه ابروحي

واغطي الدم واغنيلك..

من ذاك الحزن كل الاغاني وياك

كل غيمة اعله موالي اخذها المستحه ومطرت

ليلك عاشگ اعيوني سهر وطيوف

صليل الفرگه يلجمني وعيش لخاطر اعيونك

نهر ما يدري وين ايبات

نهر ما مشط اجروفه هوى المشحوف

وارضه وياك اتبده كصيبة ابهندس ايامك

ترد واحجيلك اسراري وادليك ابمجان الاه

وانت ابكيفك الجمني

*************

صوتك .. عشگ

حسين جهيد الحافظ

من سمعت اسمك

طگ بي الفرح بركان

وأخذني للعشگ سكته

هويتك حب

لگيتك شوگ

شفاف او عذب شفته

غنه عاشگ حلم طيبين

احله امن الحله وكته

شفتك جسر والناس

تعبر بالحنان اعليك

ولو ظيم الوكت ماذيك

بس انته هذاك انته

لاويته او لويت اوياه چف الموت

على احبال المشانق

الك تغرديه بأجمل صوت

او سجل التاريخ الك

ابهه السوالف

بيهه تتباهه المضايف

احروفهه رسمت صدگ

فوگ الشفايف

اذار يا شوگ الدفو

من يمر طاريك محنه

يا ترف يطوير جنه

يا جرس فوگ الكنائس

او موطني ابصبح المدارس

او على بيبان الجوامع

انته طبع اچفوف حنه

افيش يا ريحة اهلنه

هاك روحي

روحي لعيونك نذر

وهاك گلبي

حطه للخطوه جسر

اعبر او عبر اهلنه

يللي صوتك

عالي صوتك موش سكته

اشما تمر اسنين عمرك

انته باقي ذاك انته

ذاك انته

*************

زهيريات

رحيم يوسف

يرحون فدوة ونذر لعيونك و ضحكتك

وجروح بيك شكثر ما بجتك ضحكتك

الغيض بيهم كبرحد سنك ال ضحكتك

ومسترخي لنك وطن  والدم بيهم فار

وكل ظنهم تنهزم حد الرصاص او فار

انته اسد من صدك خيرهم اصبح فار

والعمر منذور حد سنونك و ضحكتك

.........................

ايام حكم الظلم ميدومن يخايب عفن

لن ماكو بيهن شرف خسة ونذالة عفن

سامت بموت وغدر وايدين كط ما عفن

للهتفوا بكل امل بسنين صارت تسع

وأحلامهم بالفرح أرضه البلد ما تسع

يسعون سعده الوطن بسك لذاتك تسع

نفسك تموت بطمع ونفوس عزهم عفن

..........................

هزت ولولت رعت وعانت الام الولد

تاليها بالدم بجت فكدت وحيد الولد

والجبد منه انمرد من راح ابنه الولد

اشقدمت للبلد جاوينه كللي ال فكر

عايش بنص الترف الشعب كله فكر

معقولة نبراسهم ماكو دماغ أي فكر

ان شاالله تدوربك تتحسراعله الولد

**************

عليّ تلوگ

محمد جواد الكعبي

شگد سوالف دافيه

مربوطه أعلى سباح

الجروف انذور ربط أعلوگ

شگد نظرات

من عين المحب تحچي

مامش صوت

فهمناها وبلايه حلوگ

فتشت الدروب أعليك

مامش يلشبهك وين

بس أنته العلّي تلوگ

أروفن بالجروح

أغماگ

لا عطاب ينفع لا يفيد خياط

أرد أردود

بيها فتوگ

****************

شعراءنا وكتابنا

تستقبل صفحة (ادب شعبي) قصائدكم ومشاركاتكم على البريد الالكتروني عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.وتعتذر الصفحة عن نشر المواد المنشورة سابقاً  ولا تتعامل مع اصحابها مستقبلا. وان المواد والقصائد المرسلة ستُعرض على مختصين قبل النشر.

************

الصفحة الحادية عشر

نداء

غني العمار

عليك برمي السرج بعيدا

صِرْ أسدا

أزأر عاليا

كي يسمعك الاخرون

فأنت سيد الغابات

هرول  في الطرقات

واطرق أبواب الملوك

والعرافات

وملك الموت

لُجْ عليه البرزخ

سأم الناس العيش

فهم عراة

عاصبو البطن

ولايرى أحدهم مرمى أصبع  من العتمة

أما الجوالون فكثر

يمسكون  مسدسا ويضعونه في أحزمتهم

وأذاأرادوا ( الحش ) سريعا

فمنجل  العبوة ضالتهم

***********

سيناريو صُوري

الخرافة *

د. موفق ساوا / سيدني- خاص

المشهد /1

دخل الجمهور عراة من كل حدب وصوب الى خشبة مسرح الحياة، الواقعة بمحاذاة حافات المياه الآسنة... لمشاهدة أغرب عرض مسرحي خرافي، كتب نصه مخرج مسرحي مجنون، حينما ستروا عوراتهم، وتكاثروا فحاروا كيف يمكن السيطرة على هذا القطيع المتنامي عددا وعدة.

في أعلى خشبةِ المسرحِ ظِلٌّ لا يُشبهُ ظِلَّنا، ظِلٌّ باهتاً بلا لونٍ ولا طعمٍ ولاحِسٍّ ولا نَفَسٍ… ظِلٌّ  كطيفِ الفزّاعةِ …

بعد أن دبَّ الظلامُ وتصاعدَ سوادُ الدخانِ مُزِّقتْ ستارةُ المسرح وغزتْ عاصفةٌ ترابيةٌ أجواءَ المسرحِ من دون استئذانٍ فرسمتْ بعصاها المُلتويةِ ذاتِ النتوءاتِ الزّؤانيةِ ظِلَّ وحشٍ خُرافيٍّ (لا يُرى بالعينِ المجرّدةِ ولا بالرادارِ ولا بالميكروسكوب) زاعِمَةً أنّه يرى ما لا نراهُ ويفعلُ ما لا نفعلُ ويُرسلُ تعويذاتِهِ بما لا نستطيعُ تكذيبَه، ويُعشّشُ في أمْخاخِنا فلا تكشفه الأشعةُ السينيةُ ولا الصاديةُ أو الجيميةُ… يُبيدُ ما يشاءُ ومتى يشاءُ ويمشي بيننا كسُكونِ الليلِ أو كالهواءِ… نستنشقُه مضطرّينَ فنجدُ فيه رائحَةَ المستنقعاتِ… له ملياراتُ العيونِ مبثوثةً كأجهزةِ التصويرِ في شوارعِ الكونِ، في كلِّ بيتٍ وحتّى في المَرافقِ الصحّيةِ… هو معنا في الصبحِ والعشيةِ، في النهار والليلِ وحتّى في السريرِ ولا ندري ما شكلُهُ أو لونُه، ما حجمُه أو جنسُه… فحذارِ من تجاوُزِ الإشاراتِ الحمراءِ!

قالت أمٌّ، غزَتْها تجاعيدُ الزمن، : لا تنظروا إلى أعلى خشبةِ المسرحِ فقد تُشنقُونَ وأنتم تمشُون أو تأكلون، وأنتم نائمون أوتتضاجعون”.

فصرخ صوتٌ بوجهها: مَن هذا الذي يرانا ولا نراه.. مَن؟… مَن هذا الذي نذكرُه إذ نقومُ أو نقعُ، إذ نقف ُأو نجلس؟ مَن هذا الذي صار كاللّسانِ في الفمِ وعلينا أن ننتبِهَ إلى حركته عندما نأكلُ أو ننامُ … مَنْ هذا الذي ملأ الدنيا و شغَلَ الناسَ...؟.

ركعت الأمُّ وسط المسرحِ ورفعتْ كلتا يديها إلى صورةٍ في أعلى جدارِ المسرحِ الخلفيِّ من رسمِ الإيطاليِّ (ليوناردو دا فينتشي) ومازالت راكعةً… لكن دون جدوى، منذ ولادتها  إلى أن طواها القبرُ وهي تركع  لكن… دون جدوى.

المشهد 2

سرى الرعبُ في أغلب المشاهدين فهرعوا نحو الأبوابِ يطلبون الخروجَ فأغلِقَتْ دونهم  فعادوا راكعين أمامَ الوحش الخياليِّ  متذللّينَ … أشعلوا الشموعَ وقدّموا النذورَ… و قامت عاصفةٌ صفراءُ… السحرُ الأسودُ عشّشَ في الرؤوسِ وأكلَ نخاعَ العمودِ الفِقَريِّ فبقيَت الرؤوسُ محشوّةً بروْثِ البقرِ…

 أين العيبُ يا تُرى؟ في الوحشِ الخياليِّ أم فينا نحن، المشاهدون، الكائناتُ الحيّةُ؟ فكلُّ الرؤوسِ المحشوّةِ بالروْثِ هي التي خلقت لنا الوحشَ الخياليَّ…

هل رأيتم هذا الوحشَ (الخر آفه) الذي لا صفةَ له سوى أنّه مُرْعبٌ و مُخيفُ؟

وهل للْمُخرِجِ أن يضعَ، على خشبةِ المسرحِ، نهايةً لوحشٍ لا لونَ له ولا طعمَ ولا رائحة !

 لا أظنّ أنّه يستطيعُ إنهاءَ هذه المسرحيةِ بإسدالِ الستارِعلى هذا الوحشِ المصنَّعِ في معملِ الخرَ افة لأنّ نهايةَ المُخرِجِ ستكون دفنَه حيًّا  و كذلك نهايةُ كاتبِ هذا النصِّ (العبثي).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

*(الخرافه) هي الاعتقاد أو الفكرة القائمة على مجرد تخيلات من دون وجود سبب عقلي أو منطقي مبني على العلم والمعرفة. وترتبط الخرافات بفلكلور الشعوب، حيث أن الخرافة عادة ما تمثل إرثًا تاريخيًا تتناقله الأجيال. وهو معتقد لا عقلاني أو ممارسة لا عقلانية.

*********

قراءة في رواية لأحمد خلف

«الذئاب على الأبواب»

د. جمال العتّابي

تتمثل عقدة رواية (الذئاب على الأبواب) لأحمد خلف، التي صدرت في عام 2019،  ببطلها يوسف النجار، حيث وضع الروائي شخصيته الرئيسة في أتون الأزمة، وفي قلب المحنة، في اللحظة الحاسمة من تاريخ المأساة، إن مجتمعاً يقوم على القمع بأشكاله المختلفة، المجتمع المقهور من الداخل والخارج، يدرك فيه الإنسان مقدار الإستلاب والإحباط الذي يحيق به، إذ يحيله إلى كائن عاجز غير قادر على كسر قيوده المكبلة لحريته، هذا الواقع يسرق أحلام المرء حتى لوكانت وسيلة للمقاومة، إن درجة الحس المأساوي التي تعصف بأحمد خلف، جعلت منه صوتاً خاصاً، يختلط فيه الألم بالأمل، الشعور الحاد بالمسؤولية، والعجز عن القيام بها، الإلتصاق بالأرض والكفر بها، الإيمان بالمجتمع والإغتراب عنه، من هنا يتابع أحمد خلف خطه الذي إنتهجه بصلابة وقوة ودون مهادنة.

الروائي أحمد خلف لا يعتمد تسلسلاً تاريخياً في الكتابة، فتلك ليست مهمته، لكنه يعتمد الأحداث في عهدين مختلفين لكن متصلين، مادة لبناء معماره الفني الروائي، وهذا ما يقتضي أن يكون قد عاش حرارة أحداث العهدين، وبأسى عميق، وهذا ما آل اليه حال العراق من ألم وحزن معمق، وفجيعة أشاعت الخراب وراكمته في زمن الديكتاتورية والقمع والإستبداد، وما تركه الإحتلال وحكم الطوائف من فساد وخراب أبشع.

إن شخصية يوسف النجار بطل الرواية، تمثل نتاجاً طبيعياً لهذا الواقع، في مراحل القهر والفقر والظلم، وبعد أن فقد زوجته وابنته في حادث تفجير إرهابي لمنزله، وفي واقع الحال، فأن يوسف يستسلم للواقع والقبول به، وهو يعاني من وجع لا يمكن البوح به أو الإعلان عن رفضه إلا سراً، لكنه سيطر على سلوكه ونمط تفكيره، وقاده إلى مزيد من الأوهام والخيالات، ليتحول هذا السلوك إلى حالة مرضية نفسية، يمكن وصفها بالبارانويا، وهي إضطراب عقلي، يعرف بجنون الإرتياب، أو هي نمط تفكير ينجم عنه الشعور غير المنطقي بفقد الثقة بالناس، والريبة منهم، والإعتقاد بوجود تهديد ما، والإحساس بوجود عيون ترصد وتراقب، تحاول الحاق الأذى فيك، سواء كان ذلك بوجود دليل، من عدمه.

تشارك رواية “الذئاب على الأبواب” روايات كافكا، في التعبير عن إنسحاق الإنسان، وعدم تمكنه من التمرد، أو التخلص من الكواببس التي تحوله كائناً مسخاً، على الرغم من ان الروائي حاول ان يعطي بطله شحنة ثورية تسترد توازنه وتخفف من قلقه، في لحظة إختيار للمواجهة، مع خصم مبهم يكون على مرمى من فوهة مسدسه الذي إشتراه لتحقيق تلك الغايات.

إستطاع المؤلف أن يكشف لنا معنى أعمق عن طريق فيض المستويات السردية للواقع، ورؤية الواقع هذه هي بممضمونها رؤية في أسباب الخراب ودوافعه، فالبناء قائم على ضمير المتكلم، مع ساردين آخرين متداخلين، بلغة يختلط فيها المحسوس بالمرئي، الداخلي بالخارجي، في تآلف وإنسجام، لغة أتقنها الكاتب، وتألق في إستخدامها وتوظيفها فنياً بما تواكب حركة الأحداث، ويعمق أثرها لدى المتلقي. هكذا ينقل لنا أحمد نمطاً جديداً من شخصياته، تنوء بثقلها في حياة المجتمع العراقي، وباتت واحدة من أبرز صفاته السلوكية العامة، وإذ يتحرك السرد في عدة إتجاهات فانه ينسج الشاشة التي ترتسم عليه الدلالات والرموز، وعلاقاتها بالزمن والوجود، والحياة، فكأنه بذلك يرسم درب الخلاص من أزمات الوطن الكارثية.

يفسح الروائي مجالاً بإتجاه الماضي، لا من أجل الماضي نفسه، بل ليكون رؤية للحاضر، إذ يلتقي يوسف النجار بمصادفة عابرة، بزميلة الدراسة الجامعية (الأربعينية عبير)، وتتجدد العلاقة، بنمط عاطفي، يحاول النجار من خلالها ان يعوض خساراته، إلا انه بمثابة هروب إلى اللاشيء، وما كانت عبير قادرة ان ترمم حياة النجار، وهي الاهم في هذا الترميم العاطفي والنفسي، الإثنان عاجزان عن التعامل مع الأشياء، فيتراجعان كل منهما الى دواخله هرباً من العنف، والفوضى، ومن اللامعقول الذي يحيط بهما، حائران ومتناقضان غاية ومعنى، إنه العبث والضياع، وسؤال يرسم عن معنى المأزق القابع في قاع هذه الرواية، وربما يعود ذلك الى الطبيعة التي درجت عليه الكتابة الروائية عند أحمد خلف، ولاسيما في تناوله الواقع العراقي في أحداثه المتشابكة والمعقدة. وحين يجد شرط ومعنى الكتابة متيسرين لديه. وأهم ما يستوقف المتابع لكتابات أحمد خلف هو الصلابة والوضوح في الرؤية والموقف، والنظرة المنحازة بثبات وإستقامة، لعالم يشتد فيه الصراع من أجل الإنتماء والهوية، أو موقف البطل في التعبير عنها.

في الرواية جمالية إستثنائية غير الشكل، وان كان شرطاً مهماً في الكتابة كأسلوب، أو كتقنيات أسلوبية سردية، بل هي جمالية دلالة تحاولها الكتابة، وتتوخى توظيفها في محاربة اللاجمالي في الواقع والتاريخ، انها مواجهة الكتابة ضد العنف واللاعدالة.

كما ان عنوان الرواية أحالني إلى فيلم رعب أمريكي منتج عام 2016، يحمل نفس العنوان (wolves at the door)، يعتمد موضوعاً مختلفاً تماماً عن رواية أحمد خلف،  تدور أحداثه عام 1969، حول مطاردة بين مجموعة من الاصدقاء، ومحاولات قتل وإخضاع لبعضهم، من الصعب جداً المقارنة بين أحداث الفلم، وخصوصية موضوع الرواية، لكن من السهل الجزم بأن أحمد لم يطلع على الفلم أويسمع به على الأقل، في وطن حكموا فيه على السينما بالموت منذ عقود.

*****

قصة قصيرة

بقايا حلم.. ابيض

نعيمة مجيد

وضع عمال النظافة رحالهم بسياراتهم الضخمة وسط الشارع وبالقرب من بائع الشاي وبقية الباعة ودون انذار سابق اخذوا يطالبونهم بالرحيل وترك المكان ...أو يرمونهم وعرباتهم في الانقاض ..يعلو صياح عامل النظافة بين التهديد والوعيد، وتوسل الباعة أو هروبهم حاملين بضاعتهم للاختباء في الاماكن المنزوية، يغالبون التعنت والرفض، والمشادة الكلامية حدثت بينه وبينهم ..وانتهت بحملهم العربات ورميها في شاحنة الازبال ونقلها بعيدا... تاركين بائع الشاي (أمجد) متقرفصا على حافة الرصيف ينوح ببكاء مر، منغمسا بهمومه الصغيرة والكبيرة معا، فتتقاطر عليه المشاكل والاحزان كونه المعيل الوحيد لأسرته ولم يسعفه الحال في اكمال دراسته في الكليات الحكومية والاهلية إلا بدفع اموال باهضه .

يلتقى بأصدقائه وعالمهم الحزين وهم يتألمون مثله بسبب قطع ارزاقهم وهم يواجهون الحياة المُرة وسط تيهان مستشر بين الجميع، غاضبون، يتداولون الحديث يرسلونه لبعضهم البعض، يغمرهم الضياع والانكسار، فيتقاسمون الحيرة الممزوجة بحلول مفعمة بالطغيان والاسئلة المبتورة ..فيتقهقر الجواب بعيدا.

يجوبون المكان .. وتمتد المسيرة .. في شوارع بغداد المنتفضة ...يتظاهرون عند اعتاب الزمن الضائع، يتجّملون بأيام تلاشت مع احلامهم البيضاء، ، لتقربهم من بعض، يلتحفون العراء، حالمين، رافضين من دون خشية قنابل دخانية تفلق الرؤوس أو تقتلع العيون، او صقيع برد ومطر منهمر يبلل خيمهم المنصوبة تحت نصب التحرير في ثورة عارمة، ينبثق منها الامل السرمدي ... جموع الشباب يبحثون عن خبز الحرية الحار من تنانيرها المتقدة، تشتعل نورا وتنث عبقا يشّمه الثوار يتوافدون اليه عله يطفئ جمرة الجوع . تصطف الارغفة الحارة على منضدة كبيرة، فيما سيدة تهم بتقطيع ما تبقى من العجين أقراصا ورصها في التنور، يسير بائع الشاي يلتقي برفاقه بوجه غير مبال، يفتت الذهول مبتسما .يصب لهم الشاي ساخنا .مع الخبز، يرقص على انغام الالم الذي أوصل بهم لهذه الحال، ينشد، ، فينشدون أغاني لسلام في وطن ضاع..

 يرفعون شعارا ساطعا (نريد وطن) .يسترجع ما حدث قبل ايام، يشم نسيما باردا مغمورا بالدفء ينبعث من اواني الشاي واباريقه التي تفوح منها رائحة الهيل ...فيما الاخرى يتصاعد منها البخار ابيض من عيون طباخ الغاز يتوهج لهيبها الازرق .. او تنبعث من موقد معدن يتكوم فيه الفحم الاسود مخلفا بقايا رماد هش ابيض يخرج محلقا من عربة الصفيح والخشب التي تقف الى مساند ها الاربعة على حافة رصيف تآكلت احجاره وتحولت معاول تتهشم عليها اقدام المارة .. يقف بائع الشاي بقامته الطويلة مرتديا سروالا اسودا وقميصا كالحا يكاد يغيب عنه اللون البني ويغطيهما بصدريته المصنوعة من البلاستك الابيض، وبشعره الفاحم الكث يستقبل يومه مطمئنا ويودعه بالا مبالاة ..يغني على اعتاب محطات سنواته التي لم تبدأ بعد (شاي ...شاي ..شاي ).

صوت منادٍ يأتي من وسط الشارع ...فيجبه أمجد بشوشا مشرقاً .. (– تتدلل عيوني صار) فقد اعتاد ان يستيقظ فجرا ليأتي عبر احد شوارع الباب الشرقي ناصبا عدة عمله في الرصيف المقابل لتمثال حديقة الأمة الشاخص امام بوابتها العريضة، يحاكي اشجارها الشامخة الخضراء، والمكتظ بالباعة المتجولين وبعراباتهم الممتلئة بالخضار والفواكه، واخرى بالحلوى والمرطبات، وعربات أخر تتكدس بها الادوات الكهربائية الصغيرة من أدوات شحن الهواتف الجوالة والبطاريات والاسلاك وغيرها، فيما أخرى ترقد بها اكوام من الملابس المستعملة تتعالى الصرخات والشباب يتدافعون أمام سيل القنابل المسيلة للدموع

 ينثرها القناص.. باعثا أزيزا على رؤوس الشباب ، فتنتشر كالسحب الدخانية السوداء في فضاء المكان القريب.

المواجهة حامية ورجالات متلفعون باللباس الأسود، مدججون بالسلاح، المختبئون تحت عباءة رسمية يضربون بالرصاص الحي، فيختنق الشباب في ارض تمتلئ بالصبات الكونكريتية، وتتلقفهم عربات الحمل الخشبية لتنقلهم الى بر الامان في الضفة الاخرى حيث الاسعاف الاولي لهم من قبل متطوعين.. شباب وبنات، وسيارات التكتك التي حازت على رضى شباب التحرير كونها تتجول بسرعة البرق، لتنتشل الجرحى منهم، فيسكب المسعفون على الاعين والوجه شراب (البيبسي) عله يفيد في مداواة الجراح والاختناقات، المعركة لم تنته بعد... تنحسر السحب السوداء وعطرها العفن الخانق لازال عالقا بالسماء.. بعد زمن من القهر، يلتفت المارقون بعدما ان أضنتهم المواجهة، تعبين في شارع تناثرت فيه عشرات من العجلات المحروقة وبقايا دخان اسود توشحت به واجهات المحال التجارية ورماد نفايات محترقة تكدست امام ابوابها المغلقة، لترقد امامها اكوام من جثث الشباب المتفحمة فوقها ... يحصي الاحياء منهم من مات او لا زال ينتظر، يبحثون بين بقايا حجارة، ثائرة، منتشرة على ارصفة شارع.. صوت بائع الشاي يعلو لازال يبحث عن بقايا حلم ابيض.. عن عيش متواضع.. يركض .. يحلق للتشبث ببقايا نسيج حلمه المنشود، ، يلوذ منكمشا، ملتفا بخيوطه العنكبوتية، ألا أن جسده بات يتقهقر منكفئاً على رماد اسود. . فيما بقيت حنجرته تصدح ( شاي ..شاي....شاي مَنْ يريد الشاي ؟) امجد مسجىً بين الجثث المغدورة ، يبحث عن عربة شاي غمرتها النفايات، يبحث عن نفح دخان ابيض يتصاعد من بقايا انسان فيما كان الدم يندفع حارا لزجا فوق عربته، يطلق صرخته الاخيرة فتشتبك مع الاسلاك الشائكة القابعة عند بوابات الوطن وسوره العتيد، يتردد صدى الصراخ ليسمعه الجميع ... (كانت لي هنا عربة شاي ).

*********

عيونٌ أم حصى؟

علي كاظم

بقع دماءٌ جامدة

ألم طعنة خنجر في الحنجرة

سرير رملي

خلع الموت ملابسه هنا بروية ثم  إغتصب الجميع بهمجية..

 أنتم المعنيون

إتركوني على الرصيف..

لا تلطخوا عفة الموت بأياديكم القذرة..

إتركوني ولا توجهوني إلى أية قبلة

فأنا سأكون قبلتكم يوم تأتون

*********

الصفحة الثانية عشر

إصدار

تركيز أفضل.. إنجاز أكبر

عن “دار الساقي للطباعة والنشر” في بيروت، صدر أخيرا كتاب بعنوان “تركيز أفضل إنجاز أكبر”، من تأليف هارييت جريفي.

تتطرق مؤلفة الكتاب، إلى “التركيز” من حيث أهميته في الحياة اليومية والعوائق التي تحول دون تحقيقه في الكثير من الأحيان، مقدمة ارشادات عملية ونصائح حول كيفية استعادة السيطرة على الحياة وإزالة التشويش عن العقل، من أجل تنمية القدرة على التركيز. 

يقع الكتاب في 144 صفحة من القطع المتوسط.

*************

نقطة ضوء

رئيس خلف القضبان!

طه رشيد

تبني الدول تقدمها بالاعتماد اساسا على نشر التعليم وانتهاج سياسة اقتصادية تنموية في كل القطاعات الحيوية، وعلى احترام القانون وتطبيقه بتكافؤ على الجميع. ومن دون محاربة الفساد لا يمكن ان تقوم قائمة للدولة، اية دولة!

وهذا ما فعلته ماليزيا بتشديدها العقوبات على الفاسدين ماليا او اداريا، فانطلقت في طريق البناء الصحيح. كذلك فعلت الدول الديمقراطية الغربية التي لا يعنيها انتماء الفاسد لهذا الحزب او لذاك العرق او المنصب الذي يحتله من كان متهما بالفساد!

وعلى هذا الاساس تمت محاكمة جاك شيراك رئيس الجمهورية الفرنسية السابق في 2011 بتهمة استغلال المنصب، حين قام بتعيين بعض اصدقائه بوظائف وهمية عندما كان رئيسا لبلدية باريس.

اما الرئيس الثاني الذي واجه محاكمات قاسية فهو نيكولا ساركوزي، وقد تمت محاكمته مطلع هذا الشهر بتهمة “ التنصت “ ورشوة احد القضاة، فحُكم علية بثلاث سنوات سجن، سنتان مع وقف التنفيذ وسنة واحدة يقضيها خلف القضبان.

ولم تنته القضية عند هذا الحد، فساركوزي سيدخل قفص الاتهام مجددا في 17 هذا الشهر بتهمة اخرى تتعلق بتمويل حملته الانتخابية، التي فاز فيها عام 2007 حين دعم حملته رئيس ليبيا آنذاك معمر القذافي بأموال طائلة. وفي سياق هذه القضية تم التنصت عليه في عام 2013 ، واكتشف القضاة أنه كان يستخدم سرًا خطا هاتفيا فتحه تحت اسم مستعار “بول بيسموث”، للتواصل مع محاميه تييري هيرتسوغ، الذي حكم عليه هو الآخر بثلاث سنوات سجن!

لقد أثارت هذه القضايا الرأي العام في فرنسا واعتبرت اساءة وقحة لموقع رئاسي!

وبعيدا عن تفاصيل هذه القضايا، نلاحظ التدهور الكبير للاقتصاد وللمعاير الخلقية في مجموعة من الدول التي تتحكم بها “مافيات” الفساد.

ويتربع عراقنا اليوم على رأس قائمة هذه الدول! فالمناصب تباع وتشترى، والمساس بالمال العام اصبح سُنة للأحزاب المتنفذة التي يدعمها نظام “ المحاصصة”، واستشرت الرشوة في كل مجالات الحياة، ويتم تقاسم الموارد المالية في المنافذ الحدودية وارصفة الميناء والمطارات حتى اغتنى من اغتنى، ونشأت امبراطوريات مالية محروسة بسلاح خارج سيطرة الدولة!

هل تستطيع الحكومة ان تسال الحيتان الكبار، أصحاب هذه الامبراطوريات، من اين لكم هذا؟

والله انا في شك من زاخو الى ارصفة ميناء الفاو لأن هالكعك من هالعجين!

*************

مدمرة وآثار الحرب ظاهرة عليها

كنائس الموصل تتأهب

لزيارة البابا التاريخية

الموصل – وكالات

تحتل أربع كنائس تمثل طوائف مسيحية مختلفة، ساحة صغيرة في مدينة الموصل تحيط بها بيوت غير مرتفعة.

هذه الكنائس، التي تمثل شاهدا على الدور الذي لعبته الطائفة المسيحية في العراق بعامة والموصل بشكل خاص، لحق بها دمار وأضرار كبيرة بعد أن احتلت عصابات داعش الإرهابية المدينة عام 2014، والتي اتخذت العديد من المباني العامة ودور العبادة مقرات لإدارة شؤونها.

ومن المقرر أن يزور البابا فرنسيس (بابا الفاتيكان)، يوم الأحد المقبل 7 آذار، ساحة الكنائس هذه، خلال زيارته التاريخية للعراق.

رئيس أساقفة “أبرشية الموصل وعقرة” الكلدانية، نجيب ميخائيل، يتذكر باعتزاز كيف كان مسيحيو العراق من مختلف الطوائف، يتبادلون حضور المراسم الدينية في أعيادهم المختلفة قبل 2003. ويقول في حديث صحفي: “ولّت تلك الأيام ولم تعد سوى كنيسة واحدة من الكنائس الباقية في الموصل تنظم قداس الأحد للسكان المسيحيين، الذين تضاءل عددهم إلى بضع عشرات من الأسر، بعد أن كانوا يبلغون حوالي 50 ألف شخص”.

من جانبه، يقول القس رائد عادل، إن “ساحة الكنائس اتخذتها عصابات داعش الإرهابية مقرا رئيسا لها”، مضيفا في حديث صحفي، أن “زيارة البابا فرنسيس للموقع ستكون رمزية للغاية وستمثل رسالة أمل”.

وتقع الكنائس “الكاثوليكية السريانية” و”الأرثوذكسية السريانية” و”الأرثوذكسية الأرمنية” و”الكاثوليكية الكلدانية”، جنبا إلى جنب في الساحة ذات الأرضية الترابية. وقد باتت هذه المنطقة برمتها اليوم، أطلالا مثل مناطق أخرى في المدينة. ومن المقرر أن يقيم البابا فرانسيس، الصلاة في ذكرى ضحايا إرهاب داعش على الساحة المذكورة، لذلك – وفقا لميخائيل – أن العمال اليوم منهمكون في تنظيف الموقع قبل وصول البابا.

وتعمل منظمة اليونسكو حاليا، على ترميم “الكنيسة الكاثوليكية السريانية” في الساحة، الذي باشرت به منذ العام الماضي – بحسب ما يذكر مساعد منسق الموقع، أنس زياد، وهو من مكتب اليونسكو في العراق. وقد تطرق في حديث صحفي إلى الأضرار الكبيرة التي خلفها تنظيم داعش في الكنائس، قبل أن تهدم جراء الضربات الجوية اثناء الحرب.

ولا تزال “الكنيسة الأرثوذكسية الأرمنية” التي تعلوها قبة مميزة، مغلقة أمام عامة الناس، كونها تحتوي على ألغام لم يتم انتزاعها منها بعد – وفقا لـ زياد.

*************

بعد نحو نصف قرن من اختفائه

مواطنون يرصدون “الذئب الأسود” في بادية السماوة

السماوة – وكالات

ذكر سكرتير “تجمع حماية البيئة والتنوع البيولوجي” في محافظة المثنى، أحمد حمدان، أن مواطنين في ناحية بصية التابعة للمحافظة، رصدوا ظهور الذئب الأسود بعد مرور عشرات السنين على آخر رصد له. وأوضح حمدان في حديث صحفي، ان “الذئب الأسود ظهر في منطقة الحجرة غربي بصية قبل ايام، وهو يعتبر من الذئاب الهجينة نادرة الوجود في المنطقة، ويتميز بالفرو الكثيف، وشدة الفتك”. وأضاف أن “تجمع حماية البيئة أوصى بعدم التعرض لهذا النوع من الذئاب او قتله، كونه يتميز بندرته في ارض الجزيرة العربية بأسرها”، مؤكدا أن “آخر مرة شوهد فيها ذئب اسود في بوادي العراق كانت قبل ٤٥ سنة”.

وبيّن حمدان أن “البيئة المثالية التي يعيش فيها هذا النوع من الذئاب، هي امريكا الشمالية وأوربا”، مرجحا أن يكون عمر الذئب المرصود بين ثلاث او اربع سنوات.

****************

وزعوا الكمامات على المواطنين

شيوعيو النجف وشبيبتها يحثون على الوقاية من كورونا

النجف – عباس شكر، مهدي البكاء

يواصل الشيوعيون العراقيون في مدينة النجف، حملاتهم التثقيفية التوعوية الميدانية لمواجهة خطر فيروس كورونا والوقاية منه.

فخلال الأيام الأخيرة، نظمت لجنة الشهيد حسن عوينة واللجنة الشبابية الأساسيتان للحزب، جولات ميدانية راجلة في أزقة المدينة القديمة والحي العسكري، وشارعي المثنى وسلام عادل.

ووزعت الفرق الجوالة، كمامات على المواطنين، وحثتهم على أهمية الالتزام بتعليمات الوقاية الصحية والتوجيهات الصادرة عن وزارة الصحة في هذا الشأن، احترازا من الفيروس القاتل.

وفي سياق مماثل، نظم فرع اتحاد الشبيبة الديمقراطي العراقي في النجف، جولات راجلة في شوارع المدينة، وزع فيها على المواطنين ومنتسبي القوات الأمنية، الكثير من الكمامات.

ودعا المشاركون في الجولات، المواطنين إلى الالتزام بالتعليمات الصحية الاحترازية، لمواجهة وباء كورونا، متمنين السلامة للجميع.

**************

نصب تذكاري لشهداء تفجير المستنصرية

بغداد – طريق الشعب

نفذ الفنان التشكيلي عقيل خريف، أخيرا، نصبا تذكاريا لشهداء التفجير الإرهابي، الذي استهدف كلية الإدارة والاقتصاد بالجامعة المستنصرية عام 2007.

وتمت إزاحة الستار عن النصب تزامنا مع الذكرى الـ 14 للتفجير الوحشي، التي صادفت يوم 25 شباط.

**************

من رابطة المرأة

سلات غذائية

 إلى فقراء الناصرية

الناصرية – طريق الشعب

وزع فرع رابطة المرأة العراقية في مدينة الناصرية، أخيرا، سلات غذائية على العديد من العائلات الفقيرة، وذلك ضمن حملات التكافل الاجتماعي التي تطلقها فروع الرابطة لمساعدة الفقراء وذوي الدخل المحدود، الذين انقطعت أرزاقهم بعد تطبيق الحظر الصحي.  وتوافدت العائلات على مقر فرع الرابطة في مدينة الناصرية، لتتسلم السلات الغذائية، التي جاءت تبرعا من بعض الخيرين.

***********

في البصرة

ألمانيا تطبع خمسة كتب قصصية للأطفال

البصرة – وكالات

أعلن “مركز بيتا للخدمات الثقافية” في محافظة البصرة، أخيرا، عن انطلاق مشروع “حقوق الطفل العراقي”، الذي يتضمن طباعة 5 كتب قصصية موجهة للأطفال.

وقالت نائبة مدير المركز، آمال إبراهيم، أن المشروع ممول من قبل وزارة الخارجية الألمانية وسفارتها في بغداد، وتنفيذه يتم من خلال مركزهم و”مركز فيلسبيرغ” الألماني، مبينة أن الكتب القصصية ستتناول حقوق التعليم والهوية والاسم والحياة والرعاية الصحية والحماية من العمالة.

وأوضحت نائبة مدير المركز، أن الهدف من المشروع، هو دعم حقوق الطفل العراقي، خاصة خلال الوقت الحالي مع تفشي جائحة كورونا وتطبيق الحظر الصحي، مؤكدة أن هذا المشروع، بعد انطلاقه من البصرة، سيمتد إلى جميع محافظات البلد.

*************

أدانتا قمع المتظاهرين

جولتان إعلاميتان راجلتان في الحرية والكاظمية

بغداد – طريق الشعب

شكلت منظمة الحزب الشيوعي العراقي في مدينة الحرية/ اللجنة المحلية في الكرخ الأولى، الاثنين الماضي، فريقا إعلاميا جوالا جاب شوارع منطقة الحرية الثانية وأسواقها، سيرا على الأقدام.

ووزع الفريق على جمهور واسع من المواطنين وأصحاب المحال التجارية، نسخا من بيان صادر عن اللجنة المركزية للحزب، يدين جرائم قتل المتظاهرين في محافظة ذي قار. وهو منشور في “طريق الشعب” بعنوان “أوقفوا القتل واستجيبوا للمطالب المشروعة”. وفي السياق، جاب فريق جوال آخر، من منظمة الحزب في مدينة الكاظمية، شوارع المدينة وأسواقها، ووزع على المواطنين نسخا كثيرة من البيان المذكور.  هذا وأعرب الفريقان، خلال لقائهما بالمواطنين، عن تضامن الشيوعيين مع المتظاهرين ومطالبهم المشروعة، منددين بالقمع الدموي الذي تواجه به الحكومة المتظاهرين السلميين.