اخر الاخبار

الصفحة الأولى

التعداد السكاني العام من جديد.. اجراؤه بحاجة الى ارادة سياسية

بغداد ـ طريق الشعب

على الرغم من أهمية التعداد السكاني إلا أن البلاد لم تشهد أي إحصاء منذ العام 1997 رغم أهميته في عملية التخطيط والإدارة وتوزيع الثروات والتنمية وجوانب متداخلة في السياسة والاقتصاد والخدمات وغيرها، فيما يعزو مراقبون ومهتمون بالشأن السياسي سبب عدم إجراء التعداد إلى عراقيل المتنفذين، كونه يصطدم مع مصالحه الضيقة.

وأعلنت وزارة التخطيط أخيرا إعادة تشكيل الهيئة العليا للتعداد العام للسكان والمساكن في العراق، فيما تمت تسمية نائب رئيس مجلس الوزراء وزير التخطيط محمد علي تميم رئيسا لها.

وأوضح المتحدث الرسمي للوزارة، عبد الزهرة الهنداوي، في بيان وردت لـ”طريق الشعب” نسخة منه، ان “اعادة تشكيل الهيئة جاء في ضوء البرنامج الحكومي، الذي اكد أهمية تنفيذ التعداد العام للسكان”، مشيرا الى ان “الهيئة ستعمل على تهيئة الظروف المطلوبة وتحديد الموعد المناسب لتنفيذ التعداد”.

وأوضح الهنداوي، ان “تشكيل الهيئة العليا للتعداد اخذ بنظر الاعتبار الدور الذي تضطلع به المؤسسات المعنية بهذا المشروع الوطني الكبير”، مبينا ان “مجلس النواب العراقي كان ممثلا في تشكيلة الهيئة بصفة مراقب، فيما مثّل الأعضاء الكثير من الوزارات والهيئات غير المرتبطة بوزارة وإقليم كردستان، وعدد من الخبراء والمستشارين وأساتذة الجامعات”.

تقاطع واضح

من جهته، يرى المحلل السياسي مناف الموسوي، ان عملية الإحصاء السكاني ترتبط بإرادات سياسية لا تريد الكشف عن الأعداد الحقيقية.

وقال الموسوي في حديثه لـ”طريق الشعب”، ان “الأعذار سابقاً كانت تتحدث عن عدم وجود بيئة امنة لإجراء التعداد  بسبب وجود القاعدة وداعش.. والخ. اما اليوم فهناك بيئة ومناخ مناسبان. وفي العام 2020 تحدثت وزارة التخطيط عن اجراء تعداد سكاني وقالت إنها أكملت جميع الاستعدادات لكنه لم يجرَ، وبالتالي اعتقد ان عدم إجرائه طوال هذه الفترة يعود الى أسباب سياسية”.

واردف بالقول: ان هناك “بعض الزعماء السياسيين لا يرغبون في إجراء التعداد السكاني، حتى لا تظهر النسب والارقام الحقيقية التي على أساسها تصرف حصص المحافظات والإقليم والقضايا المتعلقة بالموازنة او بقية القضايا الأخرى”.

وعن إمكانية ايفاء السوداني بوعده بخصوص إجراء التعداد، قال المحلل السياسي، ان هناك “الكثير من القضايا التي ضمنها السيد السوداني في برنامجه الحكومي، ولعل ابرزها اجراء انتخابات خلال فترة سنة، وهذا الحديث يتقاطع بشكل واضح مع اجراء التعداد السكاني، وبالتالي لا يبدو ان رئيس الحكومة ملتزم بشكل كبير ببرنامجه او تنفيذه، وهذا مؤشر اخر يدل ربما على عدم امكانية اجراء التعداد، ليبقى مجرد ورقة تتحدث بها الحكومة ولا يتم تنفيذه”.

وعن اهمية اجرء التعداد السكاني قال الموسوي ان “اجراءه مهم لمعرفة اعداد السكان والمراحل العمرية والتقسيمات الموجودة، ويفترض انه يرتبط ايضا بالمفوضية العليا للانتخابات وبقانون الانتخابات والكثير من القضايا من ضمنها  الموازنة، ولكن هنالك قضايا اساسية كثيرة ومهمة تحول دون اجرائه”.

واسترسل في حديثه بالقول ان “اجراء التعداد بشكل حقيقي سيكشف الكثير من القضايا التي تستخدمها الكتل السياسية، لتحقيق المكاسب الشخصية والحزبية الضيقة، والتي ترتبط بالمشاريع التنموية وديموغرافية المناطق ونوعية السكان، واعتقد ان هذه المسائل فيها الكثير من قضايا الفساد المسكوت عنها، وربما اجراء التعداد قد يؤدي الى كشف مثل هذه الإشكاليات”.

متطلبات عديدة

من جانبها، قالت الخبيرة الاقتصادية د.سلام سميسم ان “التعداد السكاني مهم ويؤثر في عملية وطبيعة ونمط توزيع الدخل ولمعرفة طبيعة السياسات التي انُتهجت خلال هذه الفترة، وفيما اذا كانت اتت أكلها في التنمية الاقتصادية أو لا، وكذلك تحديد مستوى الخدمات العام ومستوى الرفاهية بالاضافة الى نصيب الفرد من الدخل، كل ذلك من خلال التعداد السكاني”.

وأضافت سميسم في حديث لـ”طريق الشعب”، انه لو كان هناك “تعداد سكاني دقيق فسيُبين نسب البطالة والبطالة النوعية بين الرجال والنساء والعديد من المسائل الاخرى. ومن جانب اخر ايضا فأن خلاصة ما يدعون بانه تنمية اقتصادية سيتم اثبات انها خطط فاشلة، وذلك من خلال النتائج التي ستظهر”.

وأعربت المتحدثة عن اسفها الشديد لـ”إناطة المشروع بنفس اللجنة التي ترسم سياسات خطط التنمية الفاشلة؛ فالقضية تخضع للعلاقات، ووزارة التخطيط متمسكة بذات اللجنة دائماً منذ 20 عاما، فهي التي ترسم سياسة التعداد وتحليل البيانات وخطط التنمية الاقتصادية الفاشلة التي لم يتم تطبيقها، وهي التي تقدم استراتيجية مكافحة الفقر بينما مستوى الفقر بازدياد مستمر، وكذلك خطط التنمية الصناعية والزراعية”.

وشددت الخبيرة على ضرورة ان “تخضع عملية الاحصاء السكاني للشفافية، وان يخرجوا من القوالب التقليدية التي اعتادوا عليها وورثوها عن النظام السابق، وان يبدلوا عقلية الطبقة الاستشارية التي تستعين بها الوزارة”.

وبالحديث عن متطلبات التعداد قالت “اننا بحاجة الى كادر مهيأ ومدرب للقيام بالتعداد، وكادر لتحليل البيانات الذي من المفترض ان يكون موجودا لدى وزارة التخطيط، والاهم هو الارادة الوطنية والسياسية والعامل الامني. وانا اعتقد بان الامم المتحدة ستدعم الحكومة في هذه العملية”.

وخلصت الى انها تتمنى على وزير التخطيط ان “يعيد النظر من جديد في قائمة المستشارين الذين تتم استضافتهم من خارج الوزارة، ويجب ان تكون هناك ابواب مشرعة لسماع الاصوات خارج الصندوق”.

خطوة متأخرة

ويفتقد العراق البيانات والإحصاءات الدقيقة التي من شأنها ان تحقق مبدأ العدالة الاجتماعية في المجتمع، والذي لا يمكن تحقيقه من دون توافر بيانات التعداد السكاني التي تُبنى على هيكليتها السياسات في البلاد.

وعلى سياق متصل، قال الناشط زين العابدين البصري، أن هذه الخطوة ـ ولو جاءت متأخرة ـ لكنها صحيحة، وكان من المفترض أن تأتي بوقت أبكر، مشيرا إلى “أننا لو كنا نملك تعدادا سكانيا صحيحا ودقيقا على ارض الواقع، لنستطيع من خلاله اطلاق مشاريع وحملات تهتم وفق المعطيات والأرقام بالمجتمع والأفراد، لذلك لا بد من ان يكون هناك تعداد سكاني دقيق”.

وأضاف في حديثه لـ”طريق الشعب”، بالقول “إننا اعتدنا على تشكيل اللجان والهيئات لكن عمل ودور هذه الهيئات واللجان يكون بطيئا واحياناً معدوما، بالإضافة الى كم المشاكل الموجودة في كل المؤسسات، ستفاجئ حكومة السوداني، واعتقد هي هذه الحقيقة انه لن تستطيع ان تخطو اي خطوة تجاه هذا الامر”.

وبين البصري في ختام حديثه قائلا: ان “الارادة السياسية تمنع ذلك من اجل ان يكون الوضع ضبابيا وعشوائيا، وليسمح بهدر المال العام في توزيع ثروات البلد واتاحة فرصة للفساد، الذي يتراكم ويخيم على النظام الحالي، لذلك نجدهم دائما يبتعدون عن ايجاد صيغة حل سلميةللتعداد السكاني في العراق”، منوها الى ان “الإرادة السياسية مجتمعة بكل القوى الموجودة تقف بالضد من قضية التعداد خصوصا ممن لديه مصالح داخل هذه المنظومة”.

----------

راصد الطريق.. ويستمر سفك الدماء! 

قُتلت امرأة وأصيب أحد عناصر الشرطة في اشتباكات عشائرية مسلحة بمنطقة الفضيلية شرقي العاصمة بغداد فجر أمس السبت، استخدمت فيها مختلف أنواع الأسلحة الخفيفة والمتوسطة وحتى الثقيلة.

وعاش سكان المنطقة والمناطق القريبة منها رعبا حقيقيا جراء ذلك لاستخدام المتنازعين اسلحة متنوعة وغزارة الاطلاقات وكثافتها.

والغريب في الأمر هو تأخر قوات الامن في التدخل والانتظار حتى الصباح لتبدأ حملة لمداهمة منازل المتورطين في النزاع.

ان النزاعات العشائرية في العراق ليست وليدة اللحظة، لكنها تفاقمت كثيرا، نتيجة ليقين افراد العشائر بعدم امكانية محاسبتهم وملاحقتهم قانونياً، وبالأساس بفعل ارتباطاتهم بزعامات سياسية متنفذة.

ان هذه النزاعات العشائرية سواء في بغداد او المحافظات يتوجب ان تتوقف، عبر نفاد القانون على الجميع، وحصر السلاح بيد مؤسسات الدولة الامنية الدستورية، ومعاقبة من يخالف ذلك.

ان الحكومة ملزمة بوضع حدا لحالة الفوضى والاستهتار بحياة الناس، فمن غير المقبول التمادي في تهديد امن المواطنين وارعابهم بهذا الشكل المخزي.

ونذكر الجهات المعنية كافة ان الحملات الامنية الطارئة لمداهمة العشائر لن تجدي نفعا، فأن كنتم جادين في ضبط الاوضاع عليكم بضبط السلاح المنفلت اولا، فهو المغذي والممول والمشجع لمثل هذه النزاعات وغيرها.

---------

التعامل الالكتروني في القطاع المصرفي ما يزال يحبو

بغداد ـ محمد التميمي

مع التطور التكنولوجي الذي يشهده العالم توجهت معظم الدول نحو التعامل الإلكتروني في مختلف المجالات، بينما لا يزال العراق يحبو بخطوات بطيئة ومتأخرة حتى عن جيرانه.

وطبقاً لمختصين ومهتمين، فإن بطاقة الدفع الالكتروني يقتصر استخدامها على استلام الرواتب فقط، فحتى مؤسسات الدولة لا تتعامل بالدفع الالكتروني!

--------------

الصفحة الثانية

احتجاجات لإيقاف هدم المساكن والتعاقد مع المحاضرين

بغداد – طريق الشعب

شهدت محافظتا بغداد والنجف تظاهرتين احتجاجيتين طالبتا بالتعاقد مع المحاضرين في المجان، وايقاف قرار هدم المساكن.

وفي مدينة الصدر شرقي بغداد، اقدم المئات من المحاضرين في المجان ملحق عام 2020 على حرق الاطارات في الشوارع، في تصعيد احتجاجي يطالب بالتعاقد معهم، وفق قرار مجلس الوزراء رقم 315.

وافاد شهود عيان بأن المتظاهرين يطالبون وزارة المالية بالتعاقد معهم وادراج مستحقاتهم المالية في مشروع قانون الموازنة العامة.

من جانبهم، تظاهر العشرات من أهالي منطقة المزارع في محافظة النجف، مطالبين بإيقاف هدم دورهم السكنية.

وانطلقت تظاهرة لأهالي منطقة المزارع ـ شارع العلامة باقر شريف القريشي، ورفعوا لافتات طالبوا من خلالها رئيس مجلس الوزراء ونواب النجف بـ”إيقاف هدم الدور، وإخراج أهاليها خلال 72 ساعة من قبل محافظ النجف من دون بديل”.

---------

اضاءة.. ظواهر مقلقة

محمد عبد الرحمن

شاء البعض أم لم يشأ، فان حالة الهدوء النسبي الظاهري  في بلادنا لا تعني استقرارا، ولا تعني رضا الناس وقبولهم وقناعتهم بما يجري.

 وبرغم بعض الإجراءات المتخذة، فبالنظر الى عدم حصول  تطور ذي شأن في أوضاع المواطنين فان معاناة الناس، وعلى العكس تماما، راحت تكبر وفاقمهما التضخم وارتفاع الأسعار وأزمة سعر صرف الدينار مقابل الدولار، وبقاء الكهرباء على وضعها السيء، والغاز الإيراني مسلط مثل سيف على رقاب العراقيين، كذلك سوء الخدمات العامة  وازمات الوقود،  فيما لم تصل سلة الغذاء “ المحسنة “ الى كل المواطنين.

الجانب الاخر الملفت هذه الأيام والذي يراه المواطنون امام اعينهم، هو هذه التعيينات غير المحدودة في الدرجات الخاصة، وهي لا تكرس المحاصصة الطائفية والاثنية فقط، بل والعشائرية والمناطقية، وهي تبين ان الذين  كانوا ينتقدون مثيلتها ايام حكومة السيد الكاظمي يأتون الان بأكثر  منها. والسؤال هنا : الا يحق للمواطن أيا كانت خياراته وانتماءاته، ان يحظى بفرصة تقديم خدماته لبلده، خصوصا ممن يمتلكون الكفاءات والتخصصات ؟ والعجيب ان هذه التعيينات الجديدة لا تخرج عموما عمن سبقت تجربتهم واكثرهم معروف  بعدم الكفاءة وحتى الفشل، ويجري الآن تدويرهم من موقع الى اخر وكأنهم وحدهم من يمتلك “العصا السحرية” لحل المشاكل المستعصية، التي هم جزء منها ومن أسباب تشكلها واستمرارها؟!  

غريب هذا الذي يحصل اليوم مع انطلاق” شهوة “ تعيينات المستشارين. فهل هناك فعلا حاجة اليها، وان كانت موجودة فلماذا تقتصر على أسماء معينة ؟ وهل هي مطابقة للمعايير المعتمدة ؟ ام هي تعيينات لارضاء هذا الطرف او ذاك، هذه العشيرة او تلك ؟ وبجانب هذه التعيينات المستهجنة تعلو أصوات الماسكين بمقاليد السلطة ومن الأحزاب الحاكمة تنادي بالإصلاح والحفاظ على المال العام؟ فهل هذا هو الإصلاح الذين يريدون، وهل هذا هو السبيل لحفظ المال العام وتقليص الانفاق؟ مهما قدم من تبريرات فان الافراط في ذلك وتجاوز المعايير المطلوبة واحتكار هذه المواقع، هو فساد اخر وتفريط بالمال العام.

هذا فيما يستمر التجاوز على أراضي الدولة والأراضي الزراعية، الذي اخذ يمتد حتى الى الصحاري والبوادي واستغلالها بنحو اعتباطي وعشوائي.

وفي ظل حالة الحذر  بين المتنفذين يأتي قرار المحكمة الاتحادية الأخير والقاضي بعدم دستورية قرار تحويل الأموال الى حكومة الإقليم، ليزيد من التساؤل عن مصير الاتفاقات التي وقعتها الأطراف التي توافقت او دعمت تشكيل حكومة السيد السوداني. وهذا الاجراء يدلل  مرة أخرى على ان تفاهمات واتفاقات الأحزاب السياسية لن تكون بديلا عن الحلول القانونية والدستورية التي تمتلك صفة الثبات والديمومة، وتاخذ بمصالح المواطنين أولا وقبل كل شي، وليس التفاهمات في الغرف المغلقة، والتي جربت سابقا ولم تزد الأوضاع الا تعقيدا.

هذه العينات من راهن الحال وغيرها تؤشر حقيقة ان مشاكل البلد ليست في طريقها الى الحل رغم حسن نوايا البعض، وهذا امر له بعده البنيوي الذي يوجب ويستلزم وضع البلد على طريق اخر مختلف، يفضي الى التغيير الشامل. ويمكن للانتخابات المبكرة ان تكون احد روافع ذلك، اذا تم نوفير مستلزمات نزاهتها وعدالتها، لتعبر حقا عن إرادة المواطنين وارادتهم، بعيدا عن المال السياسي وقرقعة السلاح والدولة العميقة.

---------

قاضي محكمة تحقيق الكرخ ضياء جعفر: سياسيون متورطون في سرقة القرن يحاولون الضغط على القضاء

بغدادـ طريق الشعب

كشف القاضي الأول في محكمة تحقيق الكرخ ضياء جعفر عن خفايا كثيرة وملفات فساد تدور في فلك منظومة المتنفذين المسيطرة على مقاليد الحكم في البلاد، خاصة في ما يتعلق بسرقة الأمانات الضريبية “سرقة القرن”، وتهريب النفط والضغوط السياسية على القضاء.

شراكة مع السارق

وقال جعفر في حديث متلفز، إن “الكثير من السياسيين المهمين ومن خلال التحقيقات، تبين أن لديهم شراكات مع المتهم نور زهير، ومن مصلحتهم ان يوجهوا الضغط اليه فقط”، مبينا “وجود اطراف حكومية في الحكومة السابقة ومن مستويات عالية مضطلعة في قضية الامانات الضريبية وحاولت أن تسلط الأضواء فقط على شخص واحد دون بقية المتهمين”.

وأضاف، أن “بعض السياسيين يتوسطون بالخفاء لنور زهير وبالعلن يظهرون بمظهر آخر وكذلك قنوات إعلامية تتسلم بالخفاء مبالغ مالية وبالعلن حاولت تظهر بمظهر أمام العالم”، مشيرا الى أن “كثيرا من الحقائق مثبتة والتحقيقات مستمرة في ما يخص السياسيين والإعلاميين”.

وبيّن أن “المتهم نور زهير سدد حتى الآن ما يقارب الـ400 مليار دينار من أصل تريليون و600 مليار دينار”، لافتا إلى إلى أن “هناك الكثير من المعوقات التي ترافق عملية التسديدات، ولا صحة لرفع منع السفر بخصوص المتهم، وهناك إجراءات متخذة بعدة اتجاهات وصدور قرار بأن يكون المتهم تحت أنظار ومتابعة التحقيقات بشكل واضح”. 

تشويش على القضاء

وأشار القاضي الى ان بعض السياسيين يُحاولون التشويش على القضايا المعروضة أمام القضاء وان اغلب التدخلات تكون في قضايا جرائم الفساد الإداري والمالي، مبينا ان القضاء لن يسمَح بأي تدخل سياسي في عملهِ، لكن بعضَ السياسيين يحاولون التشويش على القضايا من خلالِ ارسالِ كتبٍ او عبر وسائل الاعلام.

 وتابع جعفر، ان اغلب تدخلات السياسيين تكون في قضايا جرائم الفساد الاداري والمالي واَن المتهمين يكونون مرتبطين بهم.

ووصف القاضي ضياء جعفر عمليَة استرداد الاموال من الفاسدين بانها عملية معقدة، مشيرا الى ان القضاء العراقي يعمل اليوم بطريقةٍ غير كلاسيكية في مكافحةِ الفساد الاداري والمالي، خاصة وان استرداد اموال الفاسدين يحتاج الى ارادة سياسية.

الفساد في مزاد العملة شائك

وأقر جعفر بأن الفساد في ملف مزاد بيع العملة شائك ومتداخل، إلا ان التحقيقات في عمليات التزوير في الحوالات والاعتمادات لا تزال مستمرة، وفي الآونة الاخيرة عرضت بعض القضايا المرتبطة بمزاد العملة، لكنها كانت خجولة.

وكشف جعفر عن وجود مؤشرات بأن جهات سياسية تقف وراء الأشخاص الذين يرتكبون جريمة تهريب النفط، مبينا أن القضاء وضع ضوابط جديدة حول بيع وشراء في العراق من خلال الزام كل من يشتري عقارا الفصح عن مصادر أمواله وانه من غير المعقول ان يشتري احدهم عقارا بمبلغ 10 ملايين دولار دون الكشف عن مصدر هذا المبلغ الهائل.

وذكر جعفر، ان بعض الدوائر الوزارات تدير عملياتِ طمس الأدلة تحت عنوان “الممثل القانوني”، وتتحجج بعدِم وجود ضرٍر بالمال العام، منوها الى ان الخلافات السياسية مفيدٌة في بعض الاحيان لانها تكشِف جرائمَ الفساد.

----------

ناشطون يطالبون بتكرار تجربة الحلة مع الفرات.. مطالبات بتحويل ضفاف نهر دجلة الى كورنيش عائلي

بغداد ـ طريق الشعب

لا يزال البغداديون يفتقدون وجود المساحات الخضراء والكورنيشات التي تعد قبلة لمن يبحث عن الاستجمام دون أي كلف ممكن ان تنفق في مرافق ترفيهية اخرى، والتي تعتبر مهمة حتى وصلت الى ان تكون واجهة للبلدان وقبلة للسياح، وتحتضن الفعاليات الثقافية والفنية المتنوعة.

وفي العراق لا يختلف اثنان على ان المنظر المأساوي لنهر دجلة ليلا ونهارا من الممكن ان يتحول الى اجمل المناظر الخلابة لو توفر اهتمام حكومي جاد لاستغلال المساحات الواسعة الممتدة على جهتي النهر، لإنشاء كورنيش على ضفاف “دجلة الخير” الذي عانى من الاهمال والخراب، وهو ما من شأنه ان يجتذب السياح.

أهميته كبيرة

في هذا الصدد، يقول الناشط البيئي ارشد ميرزا إن هناك ضرورة للاهتمام في إنشاء الكورنيشات على ضفاف الانهر، وايجاد المساحات الخضراء سواء على نهر الفرات ام دجلة، فهو سيكون بالدرجة الاساس متنفسا لأهل المدينة، وذلك لان اغلب مناطقنا اليوم تناقصت فيها المساحات الخضراء وتحولت الى دور سكنية”، منوها الى انه “في ذات الوقت هناك أهمية كبيرة للكورنيش في الحفاظ على حافات النهر، ويضفي جمالية عليه افضل من تحوله الى مكب نفايات”.

واكد ميرزا في حديثه لـ”طريق الشعب”، انه يجب ان يكون هناك توجه حكومي للاهتمام بهذه المشاريع، مع مراعاة مسألة التشجير، فلا يترك الامر لأصحاب المطاعم او المقاهي وذلك لان الكثير منهم يزرعون شجرة الكابرس على حافات الانهر، وهي مضرة بالبيئة، وتعرض شبكات المياه للخطر”.

وذكر ميرزا في سياق حديثه تجربة محافظة بابل قائلا: إن “كورنيش بابل من الأماكن الجميلة في الحلة، واصبح متنفسا للعوائل البابلية، فنرى العوائل تتوافد في فترة المساء والليل للاستجمام. وكان قبلة للناس في بطولة خليجي 25 لمتابعة مباريات منتخبنا الوطني”.

ولفت إلى انه “يجب على الحكومات المحلية الاهتمام بهذه المشاريع، ولكن للأسف نحن في دولة خراب وهذه الدولة لا تفكر بهذه العقلية، بل تفكر في ايجاد مشاريع تستفيد منها جهات سياسية، بينما لا نجد أي اهتمام في البيئة، ونتمنى ان يتطور الامر ونرى مشاريع الكورنيش في كل المحافظات”.

متنفس للشباب 

من جانبه، تحدث الناشط سيف كريم، وهو احد المشاركين في حملة تنظيف ضفاف نهر دجلة، عن تجربته في الحملة، قائلا: “لقد شاركت في الحملة من منطلق شعوري بالمسؤولية تجاه مدينتي وحبي لهذا النهر الذي يملك قيمة معنوية وتاريخية كبيرة، فكان منظر النهر مشوها ولا يسر من ينظر اليه”.

وأوضح في حديثه لـ”طريق الشعب، قائلا: إن “الحملة دشنت بجهود بسيطة وإمكانات محدودة وحققت أهدافها في تسليط الضوء على ما يعاني منه هذا النهر”، مردفا “لكن هذه المبادرات شبابية ومحدودة وغير كافية بل يجب ان يكون هناك دعم حكومي، يسند ما يقوم به الشباب”.

وأوضح بالقول: ان “هذا المشروع من شأنه ان يكون قبلة ومتنفسا للعوائل والشباب، فعلى سبيل المثال الشاب اليوم يقضي اغلب وقته في المول او المقهى أو المطعم، وذلك لعدم وجود مثل هذه الأماكن، التي لو توفرت لامتلأت بالناس والفعاليات الترفيهية”.

قبلة للسياح

وفي سياق متصل، تجد الشابة سارة محمد أن “حاجتنا الى هذه الاماكن تبرز من افتقادنا لها، وعدم وجود متنفس اخر بديل عنها، بالنظر الى أهميتها، وما ستحققه من مردود اقتصادي عبر اجتذاب المواطنين، وحتى السياح. وعلى سبيل المثال، يغص شارع المتنبي ليلا بالعوائل والشباب والسياح الاجانب بعد ان تم الاهتمام به وتأهيله”، مضيفة ان “هذا الشارع حافظ على أهميته ولا يزال قبلة للجميع ويحتضن مختلف الفعاليات”.

 وترى محمد في حديثها لـ”طريق الشعب”، ان من الجيد ان “نملك مثل هذا المشروع، وأن يتضمن ممشى ومرافق ترفيهية بسيطة وممشى للدراجات الهوائية، وانا على ثقة بانه سيكون مشروعا ناجحا وقبلة لجميع الناس، ونهر دجلة يستحق كل الاهتمام، لذلك نطالب بهذا ان يرى كورنيش دجلة النور، والذي سيكون مميزا. لا اعتقد ان انشاءه صعب او يكلف كثيرا”.

-----------

الصفحة الثالثة

المحكمة الاتحادية توقف إرسال مستحقات الإقليم المالية.. مساعٍ لحل المشاكل العالقة بين بغداد وأربيل

بغداد ـ طريق الشعب

عمدت الكتل السياسية المتنفذة إلى حل المشاكل العالقة في ما بينها، عبر اتفاقات سياسية، لكنها عادة ما تعود إلى الدخول في مشكلات أكبر، وسط عدم مبالاة بمعاناة الناس واحتياجاتهم.

ومن الواضح ان المتضرر الوحيد من هذا الامر هو المواطن، فقد عاد فتيل الازمة السياسية للاشتعال مجددا بعد قرار المحكمة الاتحادية العليا، الأربعاء الماضي، بإلغاء كافة القرارات الخاصة بتحويل الأموال الشهرية إلى إقليم كردستان.

أزمة جديدة

ويبدو ان هذا القرار يمثل تهديدا جديا لتحالف ادارة الدولة الذي شكلت على أساسه الحكومة الحالية.

وكانت حكومة رئيس الوزراء السابق مصطفى الكاظمي قد أرسلت عدّة دفعات مالية بصورة شهرية إلى الإقليم خلال عامي 2021 و2022، وذلك بغية دفع حكومة الإقليم رواتب موظفيها، على أن يتم اقتطاعها لاحقًا من حصة الاقليم في الموازنة المالية العامة للدولة.

واتساقا مع حكومة الكاظمي، أعلن رئيس الوزراء الجديد محمد شياع السوداني في كانون الأول الماضي، إرسال دفعة جديدة بقيمة 400 مليار دينار (نحو 234 مليون دولار أميركي) لحكومة الإقليم.

وجاء قرار المحكمة الاتحادية على خلفية دعوى أقامها النائب مصطفى جبار سند، عضو اللجنة المالية النيابية، الذي قال في مؤتمره الصحفي: إن “القرار القضائي صدر بناءً على الدعوى التي أقمتها أمام المحكمة الاتحادية التي حكمت بعدم صحة 6 قرارات للحكومة السابقة بتحويل المبالغ للإقليم عام 2022، وهي قرارات مخالفة للنظام الداخلي والدستور وقانوني الموازنة العامة والإدارة المالية”.

ضغوط على القضاء

وتعليقا على القرار، قال نائب رئيس البرلمان شاخوان عبد الله، إن جهة تعد جزءاً من ائتلاف “إدارة الدولة” أمرت المحكمة الاتحادية بإيقاف صرف المستحقات المالية لإقليم كردستان، مشيراً إلى أن الجهة نفسها تسببت برفع سعر صرف الدولار.

وأضاف عبد الله في بيان طالعته “طريق الشعب”، أن “الجهة الذي وجهت وزيرة المالية بعدم تنفيذ قرار مجلس الوزراء المتعلق بإرسال 400 مليار دينار كمستحقات شعب كردستان، هي نفسها التي أمرت نائباً بتوقيع على دعوى ضد مستحقات الإقليم وتقديمه باسمه دون قراءة مضمونه”.

وأشار إلى أن “الجهة ذاتها التي أمرت المحكمة الاتحادية بأن يكون قرارها بقبول الدعوى ومنع إرسال مستحقات الإقليم دون أي وجه حق”.

وتابع عبد الله في بيانه “هي نفسها (الجهة) التي تسببت بارتفاع أسعار صرف الدولار من خلال تهريبه إلى خارج البلاد، وللأسف تلك الجهة نفسها التي أمرت المحكمة الاتحادية بإصدار قرار بالضد من مشروع قانون النفط والغاز في إقليم كوردستان”، ماضيا يقول: “الغريب من كل هذا أن أدوات هذه الجهة هي جزء من تحالف إدارة الدولة”.

وأصدرت المحكمة الاتحادية العليا، توضيحا حول القرار، على لسان رئيسها جاسم عبود أنه “بموجب أحكام المادة 80 / ثالثا من الدستور، فإن الواجب على مجلس الوزراء هو إصدار الأنظمة والتعليمات والقرارات بهدف تنفيذ القوانين وليس بهدف مخالفتها إذ إن مشاريع القوانين واستنادا لأحكام المادة (60) من الدستور تقدم من رئيس الجمهورية ومجلس الوزراء وعندما يصدر مجلس الوزراء قراراً مخالفا لقانون ما فإن ذلك يمثل خرقا للدستور”، وبالتالي فإن قرارات مجلس الوزراء التي قضت المحكمة بعدم صحتها مخالفة لقانون الموازنة الاتحادي لسنة 2021 ولقانون الإدارة المالية رقم (6)لسنة 2019”.

وأضاف عبود “يجب على الحكومة والجهات ذات العلاقة أن تبحث عن جميع السبل التي من شأنها تجعل موظفي إقليم كردستان متساوين من حيث مبلغ الراتب الشهري وموعد استلامه وأن عدم  تقيد جهة معينة بأحكام الدستور والقوانين النافذة يجب أن لا يخل بمبدأ المساواة ويجب العمل على توحيد رواتب الموظفين وكل ما يتعلق بهم في جميع أنحاء العراق وعدم جواز تأخير تسليم الرواتب عن موعدها لأي سبب كان”.

لا للعبث بحقوق الناس

اما الباحث في الشأن السياسي وسام المالكي فيتساءل: ان “المحكمة الاتحادية هي ذاتها كانت موجودة في اثناء فترة الحكومة السابقة فأين كانت من هذا القرار في الفترة الماضية؟”، مردفا أن “توقيت القرار يثير الشكوك ويعبر عن استهداف سياسي”، بحسب رأيه.

ويجد المالكي في حديث لـ”طريق الشعب”، ان هناك “انتقائية في تطبيق الدستور. والمحكمة الاتحادية ليست حصينة امام المزالق السياسية”، مستشهدا بـ”المادة 3 من الفقرة ثالثا من قانون المحكمة الاتحادية التي نصت على آلية تشكيل لجنة لترشيح رئيس واعضاء المحكمة الاتحادية عن طريق رئيس الجمهورية و رئيس الوزراء و رئيس البرلمان مع نوابهم”، ما يعني ان الاحزاب المتنفذة هي التي تقوم بترشيح اعضاء المحكمة الاتحادية بحسب الرغبة السياسية وضمن عملية التخادم المحاصصاتي”.

ويؤكد المالكي ان “مقدار الاموال التي يشملها هذا القرار ليس لها وزن امام صفقات الفساد، التي تنهبها الاحزاب المتنفذة”، موضحا ان “الاموال هي من حق شعبنا في الاقليم وليس السياسيين”.

شرعية القرار

بدوره، أشار القاضي رزكار أمين الى انه “ليس من حق المحكمة الاتحادية التدخل في مثل هذا القرار وهو عبارة عن اتفاق بين الحكومة الاتحادية وحكومة الاقليم، واتساءل ما هو السند القانوني او الدستوري الذي اعتمدت عليه المحكمة لاصدار قرار ايقاف ارسال مستحقات الاقليم المالية؟ من الواضح ليس هناك اي سند دستوري”.

وأضاف القاضي، أن منع الموارد عن الشعب امر مرفوض وهذه حالة حصار ضد الكرد العراقيين، لا يجوز ان تضع شعبنا في وضع مساومة او صراعات او مزايدات سياسية، ولا يمكن استخدام الشعب وسيلة او ورقة للضغط السياسي”، مبينا ان “الكرد عراقيون، وثروات العراق للعراقيين، ولهم حق مثلما لأي عراقي آخر حقوقه في ثروات بلده ولا يمكن قطع الرواتب عن الموظفين والمتقاعدين، وهذا امر غير دستوري وغير انساني على الاطلاق”.

وفي السياق، اعربت كتلة الديمقراطي الكردستاني في مجلس النواب عن شديد أسفها للقرار، داعية الى ان تكون جميع مؤسسات الدولة وبما فيها القضاء “عوامل تقارب وتفاهم من اجل دعم الاستقرار السياسي في البلاد”.

وأشارت الكتلة في بيان صحفي الى ان المحكمة الاتحادية عليها دعم التفاهمات والالتزامات والبيئة الايجابية بين الحكومة الاتحادية وحكومة الاقليم بقرار تراعى فيه حقوق جميع المكونات، لا ان يكون قرارا يستهدف قوت وارزاق المواطنين”.

تجويع الموظفين

وفي وقت سابق، اعتبر النائب عن تحالف إدارة الدولة علي المشكور، ان عدم ارسال مبالغ للاقليم و”تجويع الموظفين هناك” امر صعب، ولا بد من إيجاد حل من نوع ما لضمان استمرار ارسال الاموال الى الاقليم.

ودعا المشكور في حديث صحفي “الإقليم للجلوس الى طاولة الحوار للاتفاق على صيغة وسطية تضمن إرسال دفعات  مالية كرواتب، فضلا عن إرسال الإقليم لنفطه ليصدر عبر سومو”، مشددا على ضرورة اعطاء موظفي الاقليم رواتبهم.

ويصف وليد السهلاني النائب عن ائتلاف الفتح (أحد أبرز تشكيلات الإطار التنسيقي) المحكمة الاتحادية بأنها “صمام الأمان” للبلاد، وأنها المُحافظ على الديمقراطية ووحدة الشعب، مبينا أنها لا تتعامل بلغة المُجاملة، وإنما تتعاطى مع القرارات الصادرة برؤى مبنية على أسس قانونية.

 ******************

العراق في الصحافة الدولية

ترجمة وإعداد: طريق الشعب

الغاز وحل الألغاز

أشارت وكالة أمواج، في مقال لها حول ما تتعرض له الحكومة العراقية وحكومة أقليم كردستان من ضغوط لتسريع جهود تصدير الغاز الطبيعي، الى الدور الذي يُنتظر أن يلعبه المنسق الرئاسي الخاص للبنية التحتية العالمية وأمن الطاقة، عاموس هوكستين، والذي كانت له اليد الطولى في الوصول إلى الإتفاق اللبناني الإسرائيلي على حقول الغاز الطبيعي، فبينت أن لهوكستين تاريخ طويل من التدخل في العراق، حيث كان قد زار البصرة في عام 1999 للتعرف على تأثير الحصار على قطاع الطاقة، إضافة الى عمله كمبعوث خاص ومنسق لشؤون الطاقة الدولية في ظل إدارة باراك أوباما وتدخله بشكل ما في حل النزاعات النفطية بين بغداد وأربيل، مذكّرة بتصريحه الشهير بأن صفقة لربط حقول الغاز في كردستان العراق بأوروبا عبر تركيا ستكون أمراً جيداً لجميع الأطراف.

صعوبات كبيرة

ونوّه المقال الى العقبات الرئيسية أمام توسيع قطاع الغاز في إقليم كردستان، ومن أبرزها الانقسامات داخل الصف الكردي والخلافات بين الإدارات الإقليمية والفيدرالية في العراق، وخاصة حول قانون النفط والغاز، وهي عقبات من المتوقع أن يسعى هوكستين الى تذليلها، مذّكرة بإعلانه بعد زيارته الى أربيل ومباحثاته الهاتفية مع رئيس وزرائها، عن الإتفاق على تحقيق الوحدة الكردية وإنجاح الترتيبات البناءة والبراغماتية مع بغداد.

ورغم هذه الصعاب يرى مراقبون، حسب الوكالة، بأن واشنطن سبق وأعربت مراراً عن تصورها بأن صادرات الغاز إلى أوروبا من إقليم كردستان، ستكون أحد الحلول الجادة المقترحة للتخفيف من تأثير أزمة الغاز التي سببتها الحرب الروسية الأوكرانية، مشيرين الى ممارستها لضغوط كبيرة على بغداد وأربيل والسليمانية لحل الخلافات، وحثها مجلس النواب العراقي على تشريع القوانين المهمة التي وردت في جدول أعمال الحكومة، وفق الإعلان الصادر عن إجتماع رئيس المجلس مع كل من ماكغورك وهوكستين.  

هل كردستان إقليم آمن للأكراد؟

نشرت ديستان جاسم، الباحثة في المعهد الألماني للدراسات العالمية (غيغا)، على موقع معهد السلام الكردي مقالاً بعنوان العنف عبر الحدود في إقليم كردستان العراق، أشارت فيه الى ما شهده الأقليم في الأشهر القليلة الماضية من عمليات برية تركية ومن تصاعد الهجمات الإيرانية بطائرات بدون طيار وصواريخ، ضد السكان، الذين لم يعودوا آمنين، رغم تمتع منطقتهم بإستقلال نسبي، معترف به من قبل حكومة بغداد. وذكّرت الباحثة بالعشرات من ضحايا الإعتداءات وبينهم أطفال رضع، إضافة الى الإغتيالات التي طالت أكثر من 300 شخصية كردية.

ماالعمل؟

ونقلت ديستان جاسم تساؤل الكثير من المراقبين عما يمكن لإقليم كردستان فعله لمواجهة تصاعد العمل العسكري التركي والإيراني والقمع العابر للحدود، بما في ذلك التهديدات والإغتيالات المتواصلة، من أجل حماية إقليمه وشعبه بشكل أفضل؟ وخلصت الى وجود صعوبة لدى بغداد أو أربيل في إتخاذ موقف ما من انتهاكات السيادة هذه، بسبب الخلافات الحادة بين الإقليم والمركز وبين إدارتي أربيل والسليمانية وتحالفاتهما الأقليمية، إضافة الى ما تتمتع به دول الجوار من علاقات ونفوذ في مختلف أرجاء البلاد. ولهذا لم يك مستغرباً، حسب الباحثة، إقتصار ردود أفعال السياسيين الأكراد والعرب على الإيماءات الرمزية، وبعض الإدانات اللفظية، وإجتماعات لم تثمر عن فعل جاد.

موقف القانون الدولي

وشرحت الباحثة موقف القانون الدولي من هذه الإعتداءات فذكرت بأنه لا يحمي مواطنين لا ترغب حكوماتهم في حمايتهم أو لا تستطيع ذلك، لأن الأمم المتحدة تعترف بهذا الحق للدول القومية وليس للسكان. وأعربت عن إعتقادها بأن المؤسسات السياسية في بغداد وأربيل تتحمل بعض المسؤولية، لأنها سمحت بإنشاء شبكات سياسية اقتصادية تخدم إستراتيجياً مصالح الجيران، وتسمح لهم بدور فاعل في حل النزاعات الداخلية، فيما لا تعارض واشنطن ذلك كما يبدو، على الرغم من تصريحاتها الإعلامية.

 ************************

شريط الأخبار

صراع محتدم

نشرت صحيفة الغارديان البريطانية تقريراً كشفت فيه عن وجود صراع محتدم بين قوى أمنية وعشائرية وفصائل مسلحة، للسيطرة على ثروات، سرقها تنظيم داعش الإرهابي من المواطنين ودوائر الدولة عند تحكمه بمحافظة نينوى، ثم قام بدفنها عند تحرير المحافظة من قبضته. وحددت الصحيفة عدداً من مواقع الدفن، التي يدور حولها الصراع، والتي تخضع نظرياً للقوات الحكومية، دون أن يجرؤ أحد على إخراج كنوزها، جراء الخوف من المنافسين ولحدوث بعض التبعات القانونية ولغياب التنسيق بين الأجهزة الأمنية، فيما يعتقد بوجود معلومات تفصيلية لدى بعض السجناء، عن مواقع أخرى، دُفنت فيها ثلاجات مليئة بملايين الدولارات. 

عالجو السبب!

أكد عضو اللجنة المالية سجاد سالم، على أن قرار تغيير محافظ البنك المركزي لن يحل أزمة تدهور قيمة الدينار، حيث تواصل إرتفاع سعر صرف الدولار رغم هذا القرار. وأرجع النائب سبب الأزمة الى تهريب العملة وغسيل الأموال، معرباً عن إعتقاده بأن الحل هو في إيقاف تلك العمليات وتشديد الإجراءات الرقابية المالية. هذا وتلقى محاولات الحكومة والبنك المركزي لضبط السوق وتنفيذ إجراءات الحوكمة على المصارف الأهلية، مقاومة شديدة من المهربين والمحتكرين، الذين يقيمون علاقة زبائنية مع الكتل المتنفذة وينعمون بحمايتها كما صرح بذلك مؤخراً، قاضي مهم من قضاة النزاهة.

حصانة بالجملة

وقعت الحكومة إتفاقية تعاون إستراتيجي مع فرنسا تضمنت مساعدة العراق على تحقيق التحوُّل الديموقراطيّ السلمي وتعزيز الشفافية ومكافحة الفساد والإرهاب والتطرف والإتجار بالمخدرات والبشر، وحماية البيئة، والتزود بالسلاح والتقنية الأمنية، والتعاون لإطلاق تنمية مستدامة في مختلف القطاعات الزراعية والصناعية والتجارية وفي الطاقة والنقل والري والثقافة والشباب والتعليم، مقابل توفير بيئة مناسبة لنشاط وعمل رؤوس الأموال والشركات الفرنسية. هذا وتضمنت الإتفاقية إبرام مذكرة تفاهم متعلقة بالتعاون العسكريّ تضمن وضعاً قانونياً وقائياً للكوادر العسكريّة والمدنيّة، وهو ما يعني منح العسكريين الفرنسيين في العراق حصانة على غرار ما يتمتع به العسكريون الأمريكان.

من بركات نظام المحاصصة

كشف موقع (يو أس نيوز) عن تصنيف للدول ذات التأثير الثقافي الأكبر في العالم، على اساس النتاج الإبداعي ومجالات الترفيه والأزياء وغيرها، حيث جاءت أيطاليا في المرتبة الأولى تلتها فرنسا والولايات المتحدة واليابان. وإحتلت الأمارات المرتبة 13 عالميا (الأولى عربياً) تلتها قطر ومصر والسعودية، فيما خلت القائمة من إسم العراق، جراء غياب تأثيره الثقافي في المشهد الدولي. هذا ويذكر بأن مهد الحضارة والشعر والإبداع، والذي عُرف بنظامه التربوي المتميز، يعيش منذ سنين تدهوراً تعليمياً كبيراً، حيث أعلنت منظمة الأمم المتحدة في اليوم الدولي للتعليم، عن عدم تمكن 3.2 مليون طفل عراقي من الإلتحاق بالمدرسة.

خُو ما بِيها إنَه؟

أعلنت هيئة النزاهة عن إستقدام وزير الداخلية السابق وثلاثة من مساعديه، بتهمة تقديم كشف غير مطابق للحقيقة الى مجلس الوزراء عن قطعة أرض مساحتها 2880 متراً، وذلك بهدف الإستحواذ عليها لمنفعته الشخصية. كما إستقدمت الهيئة ثلاثة محافظين أسبقين لبابل، وعضو سابق في مجلس محافظتها، نظراً لقيامهم بتخصيص قطع أراضٍ لشركات إستثمارية وإعفائها من بدلات الإيجار، مما شكَّل ضرراً للمال العام. هذا وفيما ينتظر الناس التعامل مع كل حالات الفساد بمعيار واحد، وأثناء وقوع الفعل وليس بعد تقاعد مرتكبيه، يستذكرون وقفة شجاعة للوزير، حين القى القبض على حرامي القرن، قبل تركه منصبه بوقت قصير!

 **************************

الصفحة الرابعة

تخص الحضارات السومرية والاكدية والبابلية والعصور الإسلامية.. 420 موقعاً أثرياً في واسط بانتظار المبادرات الحكومية لاكتشافها

بغداد ـ تبارك عبد المجيد

تعكس مدينة واسط عبق الماضي لتروي حكايات تعود إلى آلاف السنين، حيث تضم العديد من الآثار التي تعود إلى حضارات متعددة، إلا أن جميعها تعاني تقصيرا وتغافلا كبيرين، تتحملهما الحكومة، وفقا لمختصين.

وطالب المختصون بالنهوض في واقع الخدمات الذي من الممكن أن يجعل منها معلما سياحيا كبيرا، يستقطب السياح من جميع إنحاء العالم.

وكان الرحالة ابن بطوطة قد وصف مدينة واسط عندما شاهدها في القرن الثامن الميلادي بقوله: «مدينة حسنة الأقطار، كثيرة البساتين والأشجار، فيها اعلام يهدي إلى الخير شاهدُهم، وأهلها من خيار أهل العراق».

التوزيع الجغرافي

ويذكر مستشار محافظ واسط، وائل العبودي، ان «هناك مناطق اثرية في المحافظة لم يسمع عنها إلا القليل من الناس».

ويوجد بعض الحضارات في هور الدلمج، تتمثل بالحضارتين السومرية والاكدية، التي تمت إحاطتها وترقيمها من قبل البعثة الإيطالية، ويقدر عمرها حوالي 4000 عام، بحسب ما وضح العبودي لـ «طريق الشعب».

ويضيف العبودي، ان «هناك مدينة تاريخية تحتوي على العديد من الاثار، تقع في المنطقة المحاذية (الدجيل)، وهي تعود الى حقبة العصر الإسلامي».

ويوضح المستشار، أن «مركز مدينة الكوت لا يعتبر مدينة حضارية»، مبينا ان «المدينة الحضارية تقع في مدينة الحي، تحديدا في منطقة (عبد بن جبير)، وحضارة أخرى في مدينة جصان».

واستدرك بالقول ان «منطقة السهل الرسوبي التي تتواجد في مدينة واسط، استوطنها الكثير من الحضارات التاريخية»، لافتا الى انها «تحتاج الى الكثير من التنقيب والبحث الشامل».

غياب الاستثمار

ويبدي العبودي أسفه لهذه المنطقة التي لم تحظ حتى الآن بأي استثمار، من شأنه أن ينعش السياحة الدينية والترفيهية فيها، ليستقطب سياحا من داخل وخارج البلد، الذي بدوره سينعش الحركة الاقتصادية في المحافظة.

ويقرّ المستشار بأن عملية الاستثمار في هذا الجانب «لا تزال مركونة ومتروكة»، معتبرا أن ترك هذه الآثار دون اهتمام يعتبر سرقة لثروات البلد، التي دخل بعضها ضمن محمية برنامج الأمم المتحدة، كونها تحتوي على طيور نادرة الوجود».

ويجد ان «هذه المدينة المحمية لم تأخذ فرصتها في ان تكون الاثار الموجودة فيها محلا للتنقيب ومركزا للدراسات التاريخية والبحوث العالمية».

حضارات عديدة

بدوره، يذكر الناشط في مجال الآثار والتراث، حازم الصائغ، ان «مدينة واسط تحتوي على أكثر من اربعمائة وعشرين موقعا أثريا تعود الى فترات زمنية مختلفة وحضارات متعددة، منها السومري والاكدي والبابلي إضافة الى العصور الإسلامية، كالأموي والعباسي».

ويتحدث الصائغ لـ»طريق الشعب»، عن ابزر الاثار الموجودة في المدينة، حيث يذكر «بوابة واسط الاثرية التي تعود الى العصر العباسي، ومرقد الشاعر أبو الطيب المتنبي، واطلال قصر النعمان بن المنذر، إضافة الى الكثير من التلول الأثرية مثل تل البقرات وتل العكر وتل أبو الذهب»، لافتا الى وجود موقع النجم الاثري الذي يضم ضريح العالم الرباني الشيخ محمد بن ابي كرم البقلي، وهو يبعد بحوالي ثلاثين كيلومترا شمال غرب قضاء النعمانية».

لا مبادرات حكومية

ويقول الصائغ، إن المدينة «تعاني الإهمال الشديد»، مشيرا الى غياب المبادرات الحكومية والمدنية عن هذا الصرح التاريخي، مبينا ان «موقع الأثر النجمي يفتقد ابسط الاهتمامات، ألا وهو عدم وجود طريق وصول سليم، حيث هناك صعوبة كبيرة في الوصول لهذا الموقع».

ويتابع، أن «الحكومة لم تقدم أية محاولات لاستثمار هذا العدد الكبير من المواقع الأثرية، وجعلها موردا اقتصاديا وسياحيا للمحافظة والبلد».

مناشدة

ويوضح الصائغ، أن «المدينة تحتوي على متحف واحد يقع في بناية داخل جامعة واسط، ولا يزوره سوى طلاب الجامعة»، مضيفا ان العديد من الأشخاص لا يعلمون بوجود هذا المتحف، وتم تقديم العديد من المناشدات من قبل أبناء المحافظة، لأجل إقامة متحف شامل وكبير يعكس حضارة وتاريخ المدينة، او نقل هذا المتحف الى مكان اخر خارج الجامعة، لكن لم يكن هناك من يسمع لتلك المناشدات».

مشاريع صيانة

أما من مفتشية الآثار والتراث في واسط، تحدّث المنقب فيها مصطفى الغزي، قائلا ان «المفتشية تسعى لحماية الآثار وتوفير سبل الحفاظ عليها بالتعاون مع الأجهزة الأمنية ومنها قسم حماية الآثار والتراث، فضلاً عن قيام الهيأة العامة للآثار والتراث، المتمثلةً بدائرة الصيانة العامة بإطلاق برنامج سلسلة مشاريع بشكل مراحل متعاقبة لصيانة المواقع التاريخية في واسط»، لافتا الى انه «تم تنفيذ مشروعين الأول يتمثل في صيانة بوابة المدرسة الشرابية في واسط في عام 2022، والمشروع الثاني تمثل في صيانة بناية النجمي الأثرية في الأعوام 2021 و2022».

ويؤكد الغزي لـ»طريق الشعب»، ان «مراحل تنفيذ هذه مشاريع صيانة الأماكن الاثرية مستمرة، حتى يتم ضمان حمايتها وتأهيلها لتصبح وجهة سياحية ونقطة جذب للسياح المحليين والعرب والأجانب».

قلة التخصيصات المالية

وبالحديث عن جوانب الإهمال، يذكر الغزي ان المواقع الاثرية تعاني من «قلة التخصيصات المالية التي تعرقل مشاريع الصيانة، فضلا عن تعرضها لحالات العبث والإضرار الإنساني، إضافة الظروف الجوية والتغيرات المُناخية القاسية التي ساهمت بزيادة الإضرار بتلك المواقع الأثرية».

أما عن الاستثمار، فيشير الغزي الى انه «لا يلبي الطموحات مقارنة بغزارة اعداد الاثار وأهميتها».

ودعا الغزي الى «استثمار الطاقات البشرية العاملة في هذا المجال والسعي إلى تنميتها ورفع من قدراتها العلمية والفنية والمادية والمعنوية، وتفعيل دور الإعلام في التسويق وبث الوعي الحضاري لدى عامة المجتمع، ما ينعكس ذلك إيجاباً على زيادة مستويات الاستثمار وتوسيع آفاقها بشكل تدريجي».

 ****************

وجهة نظر.. تهريب الدولار يفتك بالعراقيين

احمد الخضر

تشكّل عمليات تهريب الدولار إلى خارج العراق سببا رئيسيا في الكارثة الاقتصادية التي يتعرض لها العراقيون البسطاء اليوم، وطبعا بغياب الرقابة الكافية وانعدام النية الصادقة لدى الكثير من الذين بيدهم الامر، انتعشت عمليات التهريب.

وقبل ان اسرد حكاية الدولار في العراق يجب علي ان اقول ان كل ما يصدر للناس بأن هناك ضغطا امريكيا على حكومة السيد السوداني والاطار في عملية رفع سعر صرف الدولار غير صحيح.

فالحقيقة التي يعرفها جميع السياسيين وربما لا يعرفها كل العراقيين، ان العراق ابلغ منذ ثلاث سنوات بتفعيل نظام السوفت العالمي للحولات الخارجية باعتبار ان العراق عضو في هذا النظام المالي العالمي المرتبط بالولايات المتحدة وغيرها، وهذا النظام يلزم كل عضو فيه بجملة شروط يجب ان يحققها حتى يربط نفسه في هذا النظام، وهذه الشروط ملزمة لجميع المشتركين في هذا النظام، وليس العراق فقط.

وتم إعطاء العراق مبدئيا مهلة سنتين بناء على طلبه لتهيئة نظامه المصرفي، كون نظامه المصرفي ما زال يعمل بالطرق القديمة، وبسبب جائحة كارونا في العالم تم تمديد المهلة التي انتهت الان، والتي بموجب نفاذها يكون البنك المركزي العراقي ملزما بتقديم كافة التفاصيل الدقيقة لعمليات التحويلات الخارجية بالنسبة للدولار الى هذا النظام العالمي، والذي يضم امريكا ومصارف كبرى في الاتحاد الأوربي وغيرها.

وهنا انخفضت مبيعات البنك المركزي من الدولار بعد أن عجزت مصارف أهلية عراقية عن تقديم تفاصيل حوالاتها الخارجية فتم استبعاد تلك المصارف من نافذة مزاد بيع الدولار من قبل المركزي العراقي علما ان المصارف المستبعدة كانت تشتري حوالي 40  في المائة من كمية الدولار التي يطرحها البنك المركزي يوميا في مزاد بيع العملة، فضلا عن ان هذه المصارف الأهلية وغيرها متهمة أصلا بعلميات تهريب الدولار إلى خارج العراق بموجب فواتير استيراد مزورة ووهمية ببضائع لم تدخل العراق أصلا أو بأسعار تفوق سعر المنتج المستورد بخمسين مرة، وهنا كارثة أخرى اذ ليس هناك رقابة صارمة في العراق طيلة هذه السنوات تدقق في أسعار المواد المستوردة حسب الرنج العالمي او الأسعار العالمية فبالإمكان ان يقوم اي مصرف بشراء كميات كبيرة من الدولار من المركزي العراقي بموجب اسعار سيارات مثلا بضعف سعرها الأصلي بـ 3 او 4 مرات!

وهذا ما يحدث ليس في استيراد السيارات بل في اغلب السلع المستوردة.

اليوم بعدما انكشف المستور وظهر مَن المتحكم بسعر صرف الدولار وهم المهربون بالدرجة الاساس انخفض وجود الدولار في السوق المحلية مع زيادة طلبهم ارتفع سعر بيعه، وسوف يواصل ارتفاعه ان لم تتم مكافحتهم ومكافحة عمليات التهريب كلها وبمختلف اشكالها، لذلك المطلوب تفعيل نظام مصرفي حازم مع وجود مراقبة حكومية صارمة لمنع عمليات التهريب هذه، وضمان استقرار سعر الصرف.

 *****************

تنتظرها منذ 100 عام.. الناصرية تطالب بإنشاء قاعة لمسرحها

الناصرية ـ حسين علي

اكثر من100 عام مرّ على نشأة المسرح في الناصرية، ففي عشرينيات القرن الماضي ظهرت أول فرقة مسرحية في لمدينة وسميت (فرقة السعدون). وقد طالب العديد من المهتمين في المسرح، في فترات لاحقة، بإنشاء مسرح في الناصرية لكن تلك المطالبات انتهت بوعود بلا تنفيذ.

 وعادت تلك المطالبات من جديد على لسان اهم كتّاب المسرح في العراق علي عبد النبي، الذي قال لـ”طريق الشعب”، انه قدم العديد من الطلبات بهذا الصدد حول بناء قاعة مسرح متطورة في المدينة، لكنه لم يجد اجابة على الاطلاق.

وأضاف عبد النبي، أن الناصرية منذ مائة عام على وجود المسرح فيها لم تكن هناك قاعة مسرح واحدة صالحة للعرض المسرحي هناك قاعات في المدينة مثل قاعة البهو وقاعة النشاط المدرسي، لكن ليست قاعة مسرح مبنية بمواصفات متطورة.

تهميش الثقافة في الناصرية

رئيس اتحاد الأدباء والكتّاب في ذي قار علي الشيال، قال لـ” طريق الشعب”، ان الهم الثقافي في الناصرية كبير بسبب التهميش الواضح سواء من وزارة الثقافة او من الحكومات المحلية داخل المدينة، وقد يكون مقصودا خصوصًا في البنية الثقافية، وأقصد البنية التحتية للثقافة، فلا يوجد في مدينة الناصرية قاعة مسرح حقيقية.

ويرى الشيال، ان هناك أموالا طائلة مخصصة للمدينة “تبعثر هنا وهناك ولكن لا يصرف دينار واحد على تطوير الثقافة ودعمها، ونحن نعلم بأن الناصرية تجف بلا ثقافة، مبينا ان “هناك جزءا بسيطا من اموال صندوق اعمار ذي قار، خصص لدعم الثقافة، ولا نعلم اين هو!”.

من جانبه، اكد الدكتور والمخرج المسرحي ياسر البراك في حديثه لـ”طريق الشعب”، أن الحكومة ووزارة ثقافتها “لم تعملا على تطوير البنى التحتية للمسرح في المحافظات، ولا تأسيس فرق مسرحية مدعومة من الدولة، ولا تخصيص منح مالية للفرق المسرحية المستقلة من أجل ديمومة وجودها وعملها المستمر، فضلًا عن تنصّل وزارات أخرى من مهماتها المسرحية مثل: وزارة التربية ـ المسرح المدرسي، ووزارة التعليم العالي ـ المسرح الجامعي والأكاديمي، ووزارة الشباب والرياضة ـ مسرح مراكز الشباب، والأمر ينطبق على وزارة الزراعة في المسرح الريفي، ووزارة الصناعة في المسرح العمالي، وهكذا. وبالنتيجة تكون الحكومات المتعاقبة بوزاراتها المتعددة لا تمارس أي فعل حقيقي باتجاه دعم المسرح وتنشيطه، والأمر ينسحب أيضا على مستوى المعمار المسرحي حيث لم تبادر الحكومات المحلية ببناء دور مسارح لتكون فضاءات ثقافية لبناء الإنسان الذي خرّبته الحروب والحصارات، والصراعات الطائفية والمذهبية والقومية خاصة بعد الاحتلال.

التأثير السياسي على المسرح

وتابع البراك، أن الدولة لم تضع ضمن خططها الاستراتيجية كيفية النهوض بالمسرح وظلت تنظر إليه إما بعين القلق والرقابة الصارمة، أو بعين الترويض والتبعية لخطاب السلطة، ما يعني أن الحركة المسرحية عموماً سواء في العهد الملكي أم الجمهوري ظلت بين مدٍّ وجزر تتجاذبها تغيرات السياسة والسيطرة على وسائل الإنتاج من قبل تلك الحكومات المتعاقبة. لذلك نرى أن الوجود المسرحي ظل مرتبطاً بمدى قدرة (بعض) المسرحيين على المقاومة والصبر الاستثنائي للبقاء ضمن المشهد المسرحي الذي ظل على الدوام مرتبطاً بالأفراد وليس بالمؤسسات.

قاعات غير مؤهلة

إنّ المتابعين للنشاط المسرحي والثقافي في المدينة يعتقدون ان “بهو بلدية الناصرية” قاعة مسرح فقط، لكن نقيب الفنانين في ذي قار علي عبد عيد أشار إلى أن “بهو بلدية الناصرية صرح وعنوان كبير في مدينة الناصرية عندما تعرض للقصف تمت إعادة ألقه، لكن ليس بالمستوى المطلوب وأصبح قاعة للمؤتمرات والمسرح الذي بداخله ليس ضمن المواصفات للمسارح ولم يشرف علية متخصص في هذا المجال”.

وأشار في حديث لـ”طريق الشعب”، إلى أن القصر الثقافي “اسم على غير مسمى، فهو بناية متخلفة، وليست لها علاقة بالثقافة على الإطلاق، وهناك قاعات لا هوية لها، بل انها قاعات لا تصلح للأمسيات المسرحية، ولا قاعة للمسرح، بل لا تصلح حتى للبروفات المسرحية، وذلك لوجود الصدى في جدرانها وخريطة بناء متخلفة جداً، ولا نعرف كيف وافقت نقابة المهندسين في ذي قار على هذه الخريطة. وبالتأكيد ان القصر الثقافي ليس سوى غرف وزعت للنقابات والاتحادات والمنضمات وهو لا يصلح لأن يكون مسرحا أو معرض فنون تشكيلية أو فنون موسيقية، ووجوده من عدمه الشيء نفس الشيء.

 **********************************

الصفحة الخامسة

اكول.. تلوث مياه وادي الرافدين.. من يوقفه؟!

غانم الجاسور

الماء سر الحياة، أينما وجد وجدت الحياة. لكنه أيضا ناقل للأمراض فيما إذا تلوث بالأوساخ والقاذورات، فضلا عن مخلفات الجزارين – مثلما يحصل عندنا اليوم. إذ يقدم البعض من هؤلاء الجزارين، من الذين لا يشعرون بالمسؤولية تجاه بيئتهم وصحة مواطنيهم، برمي مخلفاتهم في الأنهار والجداول.

وكثيرا ما نشاهد في العديد من مدننا، أنهارا وجداول تطفو على سطحها أكوام من النفايات والأزبال وجثث حيوانات ميتة، وتنبعث منها روائح كريهة. فهل يعقل ذلك ونحن نشرب من تلك المصادر المائية؟! 

وتحذر وزارة الموارد المائية باستمرار من خطورة أزمة المياه التي ضربت العراق، والتي أثرت على القطاع الزراعي، ولعلها قد تقود إلى صعوبة تأمين مياه الشرب للمواطن. 

ان هذا التلوث البيئي الخطير الذي يشهده العراق، والذي حذر ويحذر منه الكثيرون من الخبراء البيئيين، قد ينتهي إلى كارثة حقيقية إذا لم يجر التعامل معه بشكل جاد.

كما أن المواطن هو الآخر يتحمل جانبا من هذه المسؤولية. فليس من المعقول أن يرمي نفاياته في مياه يشرب منها ويغتسل بها!

عليه يتطلب أن تتضافر كل الجهود الممكنة، الحكومية والمجتمعية، لتجنب كارثة حقيقية قد تحصل فيما إذا لم يوضع حد لهذا التلوث الخطير.

 *****************************

محلة في الدورة تستغيث من الغرق!

متابعة – طريق الشعب

شكا سكان المحلة 840 في “حي الشرطة” بمنطقة الدورة جنوبي بغداد، من غرق أزقتهم بمياه الأمطار والمياه الآسنة.

وذكر أحد سكان المحلة في منشور له على “فيسبوك”، أنه قبل عام باشرت إحدى الشركات بمشروع إعمار أزقة المحلة، لكنها، وبعد أن حفرت الشوارع، أوقفت العمل بذريعة أن المجاري تحتاج إلى تأهيل “رغم كونها سليمة!” – على حد قوله.

وأضاف قائلا، بعد شهور جاءت شركة أخرى لغرض تأهيل مجاري المحلة، وهذه أيضا تركت العمل دون أن تكمله، مشيرا إلى أن أمين بغداد زار المحلة عقب ذلك، ووجه دائرة المشاريع في الأمانة بإنجاز العمل “لكن للأسف لا توجد استجابة حتى الآن، وحالنا اليوم يرثى له”.

ويلفت الموطن إلى أنه خلال عمل تلك الشركات، تكسر بعض أنابيب المجاري، ما تسبب في تراكم المياه الآسنة ومياه الأمطار في الطرقات، راجيا من أمانة العاصمة وبقية الجهات المعنية اتخاذ الإجراءات اللازمة لمعالجة هذه المشكلة.

 ***********************

مواساة

  • بمزيد من الحزن، تعزي منظمة الحزب الشيوعي العراقي في قضاء القرنة، الرفيق عبد الرحمن زغير (أبو حازم)، وذلك بوفاة زوجته.

الذكر العطر للفقيدة والصبر والسلوان لعائلتها وذويها وللرفيق أبو حازم.

  • بمزيد من الحزن، تعزي منظمة الحزب الشيوعي العراقي في العشّار اللجنة المحلية للحزب في البصرة، الرفيق سيف مهدي بوفاة والده.

للفقيد الذكر الطيب وللرفيق سيف وعائلته وأقاربه الصبر والسلوان.

  • ببالغ الحزن، تعزي منظمة الحزب الشيوعي العراقي في المعقل – اللجنة المحلية للحزب في البصرة، الرفيق غازي كريم (أبو سلام) بوفاة نجله حازم.

 الذكر الطيب للفقيد وجميل الصبر لعائلته ومحبيه.

  • تعزي اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في واسط عائلة الرفيق حميد فرحان بليط الدريعي بوفاة والدهم فرحان بليط الدريعي.

الذكر الطيب للفقيد والصبر والسلوان لعائلته ومحبيه.

  • يتقدم الشيوعيون العراقيون وأصدقاؤهم في كندا، بأحر التعازي والمواساة إلى الرفيقة نوال يوسف (أم عمار)، وذلك بوفاة ابنها سمير في بغداد إثر سكتة قلبية، وهو نجل الرفيق الفقيد فراس الحمداني.

الذكر العطر للفقيد والصبر والسلوان لأهله ومحبيه.

 *************************

بعضها غير مرخّص رسميا.. معامل الطابوق تنفث سما أسود في سماء بغداد

متابعة – طريق الشعب

أسباب عديدة مختلفة وراء تلوث الهواء في بغداد، خاصة في قسمها الجنوبي، إلا أنّ الكثيرين من الخبراء في مجال البيئة يرون أن معامل الطابوق من أبرز مسببات هذا التلوث، نظرا لما تخلفه أفرانها من دخان أسود كثيف حامل مواد سامة.

وفي المقابل، لا يزال اهتمام الجانب الحكومي بالملف البيئي ضعيفا، أو معدوما حتى – حسب ما يراه متابعون.

وكان وزير البيئة السابق جاسم الفلاحي، قد أفاد في لقاء صحفي مع القناة الرسمية ابان نيسان العام الماضي، بأن “التلوث البيئي في بغداد وصل إلى مستويات لا يمكن السكوت عليها. وأن الوزارة لديها قاعدة بيانات عن التلوث في جميع المحافظات”.

وغالبا ما يحذر اختصاصيون من الدخان المنبعث من معامل الطابوق. ويشيرون إلى أنه من أبرز مسببات أمراض الرئة، فيما يرون أن الحكومة هي من يتحمل مسؤولية انتشار تلك المعامل قرب المدن والمناطق المأهولة بالسكان.

معامل بلا رخصة رسمية

تضم منطقة النهروان التابعة إلى قضاء المدائن جنوبي بغداد، نحو 800 معمل متخصص في صناعة الطابوق الأحمر، يعمل فيها الآلاف بين رجال ونساء في ظروف بيئية سيئة جدا ومقابل أجور زهيدة.

ويشكو سكان هذه المنطقة والمناطق القريبة، من التلوث البيئي الكبير في الهواء، بسبب الدخان المنبعث من معامل الطابوق.

وفي هذا الصدد يقول المواطن علي جاسم، أن منطقتهم دائمًا ما تسجل أعلى النسب في التلوث البيئي، جراء كثافة الدخان المنبعث من المعامل، فضلاً عن الأتربة التي تخلفها صناعة الطابوق البدائية، مشيرا في حديث صحفي إلى أن “أغلب هذه المعامل التي تنفث السم الأسود، لا تملك رخصا رسمية لمزاولة العمل. فيما تستقطب العمال بشكل غير قانوني. إذ أن بعض العاملين أعمارهم تقل عن 18 عاما”.

وفي العام الماضي، قرّرت وزارة الصناعة والمعادن، إغلاق معامل الطابوق المخالفة للشروط البيئية والإدارية. فيما أكدت سعيها إلى تحويل جميع معامل الطابوق المتبقية إلى صديقة للبيئة من ناحية الانبعاثات التي تصدر عنها.

يستنشقون السموم يوميا

تنقل وكالة أنباء “الترا عراق” عن أحد سكان منطقة النهروان، قوله أن”المنطقة تعاني تدهورا بيئيا على مختلف الصعد، بسبب انتشار هذه المعامل”، مبينًا أنّ “المئات من أهالي المنطقة يستنشقون السموم يوميًا، لكن لا يبدو أن هناك حلولا لهذه الأزمة”.

ويذكر هذا المواطن أنّ ابنته أصيبت بمرض الربو جراء استنشاقها الدخان السام، لافتا إلى أن “النهروان تخلو من المستشفيات، رغم الحاجة الكبيرة إلى وجود مؤسسات صحية تغيث حالات الاختناق الطارئة، التي تحدث باستمرار بسبب دخان معامل الطابوق”.

ويشير إلى أن “أهالي المنطقة أغلبهم يعملون في هذه المعامل، رغم كونها تقدم رواتب قليلة جدا مقارنة بساعات العمل الطويلة وحجم الخطورة”.

أمراض سرطانية

من جانبه، يقول الخبير في مجال البيئة أحمد صالح، أن “العراق يعتبر من البلدان التي تمتلك أرضا طينية صالحة لصناعة الطابوق”، لافتا في حديث صحفي إلى أنّ “معامل الطابوق تعتمد في تشغيلها على حرق مادة النفط الأسود كوقود، نظرا لرخص ثمن هذه المادة مقارنة بغيرها”.

ويضيف صالح، أن “عملية الصناعة عبر النفط يصاحبها حرق وإنتاج كميات كبيرة من غاز ثاني أكسيد الكربون، والكربون كمادة صلبة. وهذه المادة الصلبة تتطاير في الهواء ثم تستقر على المياه والأرض والنباتات، ما يسفر عن تلوث كبير”، مؤكدا أن “هذا التلوث يسبب أمراضا عديدة تضرب الجهاز التنفسي، فضلاً عن الأمراض السرطانية”.

ويرى الخبير البيئي أن “الحكومة تتحمل الجزء الكبير من هذا التلوث. فكان يفترض منها أن تلزم معامل الطابوق بتحويل أفرانها من البخارية إلى الكهربائية التي ينتج عنها تلوث أقل”.

ووفقا لما تنقله وكالات أنباء عن عدد من أصحاب معامل الطابوق في النهروان، فإن الحكومة لا تدعم معاملهم ولا تنظم عملها، سوى انها تجبي منهم ضرائب، مثل “ضريبة المقالع” ومبالغ الضمان الاجتماعي للعمال، وغيرها.

وإضافة إلى التلوث البيئي، تعاني منطقة النهروان والمناطق القريبة منها، تدهورا واضحا في مجال الخدمات، خاصة من ناحية البنى التحتية والقطاع الصحي. 

 ********************

صيادو سمك في الفاو: إيران والكويت تعتقلاننا وحكومتنا لا تحمينا

البصرة – وكالات

أفادت وكالة أنباء “شفق نيوز” في تقرير نشرته أخيرا، بأن المئات من صيادي الأسماك العراقيين الذين يزاولون مهنتهم في البحر ضمن المياه الإقليمية العراقية، يتعرضون “للاعتقال والتعذيب” على أيدي قوات الأمن الكويتية والإيرانية.

ونقلت الوكالة عن أحد الصيادين قوله، أن “الجانب الإيراني يفتعل بين فترة وأخرى المشكلات معنا، كذلك الحال بالنسبة للجانب الكويتي. ما يؤدي إلى اعتقالنا شهورا عدة تحت التعذيب”.

ويضيف الصياد الذي لم تكشف وكالة الانباء عن اسمه، أن “الصيادين العراقيين لا يتمتعون بأي حماية من الحكومة، الأمر الذي يزيد من معاناتهم مع الجانبين الإيراني والكويتي”.

وكثيرا ما تعلن وكالات أنباء عن اعتقال صيادين عراقيين من الجانب الكويتي أو الإيراني، بعد دخولهم دون علم منهم إلى المياه الإقليمية التابعة لتلك الدولتين.

 ***************

مستشفى الطفل المركزي لا يستوعب أعداد مراجعيه

بغداد – وكالات

أفادت مفوضية حقوق الإنسان، أمس السبت، بأن الطاقة الاستيعابية لمستشفى الطفل المركزي في بغداد لا تتناسب مع أعداد مراجعيه، ما يؤثر سلبا على خدماته الصحية.

وقال مدير قسم العلاقات والإعلام في المكتب الوطني للمفوضية، سرمد البدري، أن “فريقاً من مكتب بغداد التابع للمفوضية، وفي إطار جولاته الميدانية والتنسيقية بما يخص ملف الصحة وحقوق الإنسان، زار المستشفى واطلع على خدماته”، مبينا في حديث صحفي أن “الفريق عقد اجتماعاً مع إدارة المستشفى والملاكات الطبية والإدارية فيه للوقوف على المعوقات والمشكلات التي تواجه عملهم، والتي تمثلت في صغر مساحة المستشفى وردهاته وقاعاته بشكل لا يتناسب مع أعداد المراجعين، ما يجعله يعمل بشكل يفوق طاقته الاستيعابية وبالتالي يؤثر ذلك سلبا في خدماته”.

وتابع البدري أنَّ “المستشفى يعاني أيضاً نقصاً في أعداد الملاكات الإدارية والأجهزة الأمنية وعمال الخدمة”، لافتا إلى أن “إدارة المستشفى أكدت أن هناك حاجة ماسة لرفد المستشفى بالملاكات اللازمة، كي يتمكن من النهوض بالخدمات التي يقدمها على مدار 24 ساعة”.

ونوّه إلى أن المستشفى يستقبل يوميا مراجعين من مختلف المحافظات، وليس من بغداد فقط.

******************************************

الصفحة السادسة

الانتخابات التشريعية في دورها الثاني بتونس محاولة لتجاوز العزوف

تونس ـ وكالات

يدلي الناخبون التونسيون، اليوم الأحد، بأصواتهم في الدور الثاني من الانتخابات التشريعية، وسط توقعات بمشاركة ضعيفة، وبينما يأمل البعض أن يجلب تنصيب البرلمان القادم الاستقرار، يرى آخرون أن الأزمة السياسية ستتعمق أكثر مما مضى.

262 مرشحا

ويتنافس خلال الدور الثاني من الانتخابات التشريعية - التي تجرى بنظام الاقتراع على الأفراد لأول مرة في تاريخ البلاد - 262 مرشحا لم يحصلوا على أغلبية الأصوات خلال الدور الأول من الانتخابات، وسيكون التنافس في الدور الثاني على 131 مقعدا من جملة 161.

وفي الدور الأول من الانتخابات التي جرت يوم 17 كانون الأول الماضي فاز 23 مرشحا فقط، من بينهم 3 نساء ترشحن عن دوائر انتخابية بالخارج، في حين بقيت 7 دوائر بالخارج شاغرة نظرا لعدم تسجيل أي ترشح فيها بسبب الشروط المعقدة بقانون الانتخابات.

هذه أول انتخابات تشريعية يتم تنظيمها في أعقاب إعلان الرئيس قيس سعيد تدابير استثنائية يوم 25 تموز 2021، جمّد بموجبها البرلمان، ثم حلّ المجلس الأعلى للقضاء وهيئة مكافحة الفساد، وأقال الحكومة السابقة، ثم صاغ دستورا جديدا، وعدّل قانون الانتخابات.

أزمة غلاء

وجرت الانتخابات التشريعية - منذ دورها الأول - على وقع أزمة سياسية واقتصادية واجتماعية مركبة أثقلت كاهل التونسيين وعززت شعورهم بخيبة الأمل بسبب الغلاء وندرة المواد الاستهلاكية الأساسية، في حين قاطعت أغلب الأحزاب الانتخابات، منفذةً بذلك سلسلة من الاحتجاجات في الشوارع ضد الرئيس قيس سعيد.

وفي الدور الأول من الاقتراع لم يشارك سوى 11 في المائة من جملة 9 ملايين و136 ألف ناخب مسجل، وأرجعت هيئة الانتخابات ضعف المشاركة إلى حداثة اعتماد نظام الاقتراع على الأفراد، في حين قالت المعارضة إنها رسالة ضد “المسار الانقلابي للرئيس”.

يقول رئيس منظمة عتيد (المختصة بمراقبة الانتخابات) بسام معطر، إن المناخ الذي تجرى فيه الانتخابات التشريعية “باهت وغير ملائم لأي عمل سياسي”، واصفا الحملة الانتخابية للدور الثاني بالباردة نتيجة ضعف الأنشطة الدعائية وعدم تنوعها وتفاعلها مع الناخبين.

ولا يستبعد معطر تسجيل مشاركة أضعف بكثير من الدور الأول للانتخابات بسبب تعمّق الأزمة الاقتصادية والاجتماعية، إذ يقول للجزيرة نت إن “تأزم أوضاع البلاد بسبب ضعف أداء السلطة الحالية أثر سلبا على مزاج الناخبين، وأتوقع حصول عزوف أكبر بالدور الثاني”.

ورغم اعتقاده بأن تنصيب البرلمان المقبل سيكون منطلقا يرتكز عليه أنصار الرئيس لفرض شرعية دستورية جديدة، فإنه يرى أن ضعف المشاركة والمقاطعة الواسعة من الأحزاب وغياب الكفاءة السياسية لدى النواب القادمين سيخلق مناخا من التشكيك في البرلمان.

النصاب لا يكتمل

وسيتم إعلان النتائج الأولية للدور الثاني من الانتخابات في الأول من شباط المقبل على أن تفصح هيئة الانتخابات عن النتائج النهائية بعد استكمال النظر بالطعون من المحكمة الإدارية في الرابع من آذار المقبل.

وبعد انتخابه، لن يكون البرلمان المقبل كامل النصاب من حيث عدد نوابه، ذلك أن 7 دوائر انتخابية بالخارج لم يتقدم لها أي مترشح.

وفي أول جلسة عامة، سيتعيّن على البرلمان تسجيل الشغور ليقوم إثر ذلك بمراسلة هيئة الانتخابات من أجل الدعوة لانتخابات جزئية.

وسيتطلب تنظيم الانتخابات الجزئية من هيئة الانتخابات وقتا، لإعادة دعوة الناخبين وإجراء ترتيبات جديدة، وقد يستدعي ذلك إعادة تعديل قانون الانتخابات للحد من شروطه المعقدة، ذلك أنه نصّ ضمن شروطه على حصول المترشح على 400 تزكية من الناخبين بمنطقته قبل قبول ترشحه.

 ******************************

الوحدة في التنوع.. انعقاد قمة منظمة بلدان أمريكا اللاتينية ومنطقة الكاريبي

رشيد غويلب

اختتمت القمة السابعة لمجموعة دول أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي Celac في العاصمة الأرجنتينية بونس ايرس، يوم الثلاثاء الفائت بإعلان ختامي. وحضر الاجتماع، لأول مرة، ممثلو جميع الدول الأعضاء البالغ عددها 33. ومثل وزراء الخارجية البلدان التالية: إكوادور والمكسيك ونيكاراغوا وبيرو وفنزويلا.

وتأسست المنظمة في عام 2010، وتضم جميع بلدان أمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي باستثناء الولايات المتحدة وكندا.

وكان موضوع القمة الرئيسي هو التكامل الإقليمي. وتنص الفقرة الأولى من البيان الختامي على ما يلي: “نعيد التأكيد على التزام أعضاء المنظمة بالدفع بحزم لعملية الاندماج مع تعزيز الوحدة والتنوع السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي لشعوبنا”.

لحظة مواتية

وتعتبر اللحظة الراهنة مواتية بشكل خاص لتعزيز عملية الاندماج، حيث تقود العديد من البلدان الأعضاء قوى تقدمية ويسارية. بالإضافة الى عودة البرازيل، بزعامة لولا، لدورها النشط في المنظمة بعد غياب خلال عهد الرئيس اليميني المتطرف جاير بولسونارو.

ولسد “الفجوة بين الخطاب والواقع”، اقترح الرئيس الكولومبي غوستاف بترو مشاريع ملموسة، بما في ذلك التوسع والتعاون في توليد الطاقة المتجددة وشبكات الطاقة، لمعالجة تغير المناخ، الذي اعتبره أكبر مشكلة تواجه البشرية. وقد تم تضمين هذا الاقتراح في البيان الختامي للقمة.

ودعا إلى التصنيع المستمر في المنطقة: “لا يتعين علينا أن نكون مصدرين للنفط والفحم مثلما كنّا في الماضي مصدرين للذهب في ظل نفس النظام الاستعماري قبل خمسة قرون”. ووصف الهجرة بأنها مجال مهم آخر للتعاون.

توافق واختلاف

وعكست القمة خلافات سياسية، اذ انتقد الرئيس التشيلي غابرييل بوريك، وطالب حكومة نيكاراغوا “بالإفراج عن السجناء السياسيين”، وفنزويلا باجراء “انتخابات حرة”، و”إنهاء العنف ضد السكان” في بيرو. وبذلك اتفق بالإطار العام مع رئيس الأورغواي لاكالي بو، الذي استنكر عدم احترام بعض الدول المشاركة لحقوق الإنسان، في إشارة إلى فنزويلا ونيكاراغوا وكوبا.

وتوافق غالبية الدول الأعضاء على أن تصبح دولهم أكثر استقلالية عن الولايات المتحدة. وعلى رفض منظمة الدول الأمريكية Aos التي تهيمن عليها الولايات المتحدة بشكل متزايد، والتي لم تتم دعوتها للمشاركة في اعمال القمة. وانتقد الرئيس الكولومبي منظمة الدول الأمريكية لدعمها للانقلابات، ما أدى إلى فقدان الثقة بالمنظمة. واتهمت رئيسة جمهورية هندوراس زيومارا كاسترو، منظمة الدول الأمريكية بـ “الفشل”.

في خطابه، أكد الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا أن المنطقة “يمكن أن تسهم بشكل واضح في نظام عالمي سلمي قائم على الحوار وتعزيز التعددية والبناء الجماعي لتعددية الأقطاب”. وأكد أن البرازيل “عادت إلى العالم”. ودعا إلى “توحيد الجهود لمواجهة تحديات تغير المناخ”، ودعا إلى “الحد من التفاوتات والفقر” في المنطقة، داعيا لجعله الهدف الرئيسي للمنظمة في السنوات التالية.

شركاء أقوياء

ودعا الرئيس البوليفي لويس ارس الى أن الشريك القوي الجديد للمنطقة يمكن أن يكون مجموعة دول بريكس (البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا) وخاصة الصين.

وأكد الرئيس الصيني شي جين بينغ، الذي تمت دعوته إلى القمة وتحدث عبر رسالة بالفيديو، أن “الصين تعمل مع أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي لتعزيز بناء منتدى الصين – وبلدان المنظمة باستمرار”. وتعد الصين أهم شريك تجاري للعديد من بلدان المنطقة.

وشددت الدول الأعضاء في البيان الختامي على “الاعتراف بأمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي كمنطقة سلام خالية من الأسلحة النووية”، والالتزام “بالتسوية السلمية للنزاعات ونظام دولي قائم على الاحترام. وعلاقات صداقة وتعاون خالية من التهديدات والعدوان والتدابير القسرية الفردية المخالفة للقانون الدولي”.

رفع الحصار

وفي كلمة الافتتاح دعا الرئيس الأرجنتيني ألبرتو فرنانديز، الدول المشاركة إلى “رفع أصواتهم ضد الحصار المفروض على كوبا وفنزويلا. يجب رفع الإجراءات القسرية ضد البلدين: الحصار أسلوب فاسد للغاية في معاقبة الشعوب وليس الحكومات. ولم يعد بإمكاننا السماح به. كوبا تحت الحصار منذ ستة عقود، وفنزويلا تعاني منه أيضًا”.

وتضمن البيان الختامي العديد من الأفكار والمطالب الاجتماعية والسياسية المشتركة: تعزيز حقوق المواطنين المنحدرين من أصول أفريقية، والحفاظ على لغات السكان الأصليين واستخدامها، وتعزيز الوضع الاجتماعي والاقتصادي للمرأة. كما ينبغي تحسين المشاركة الاجتماعية للمواطنين ذوي الاحتياجات الخاصة.

وخلال انعقاد القمة، تظاهر الآلاف في شوارع بوينس آيرس لدعم الاندماج، وضد قوى اليمين المتطرف والليبرالية الجديدة في المنطقة. وشارك مندوبون من منظمات وحركات اجتماعية في الأرجنتين والعديد من البلدان وأشاروا إلى المظالم في بلدانهم. وكان الموضوع الرئيسي العنف المسلط على المحتجين في بيرو والتضامن معهم.

وفي اليوم الذي سبق القمة، اجتمعت المنظمات السياسية والاجتماعية من الدول الأعضاء في بوينس آيرس. وتركزت المناقشات حول إنشاء المنطقة كـ “منطقة سلام”، ورفض العقوبات، واحترام وحدة الأراضي والسيادة. وقدمت ورقة ختامية مشتركة للقمة.

 ******************************

حزب الشعب يدعو إلى التصدي لجرائم الاحتلال

رام الله ـ وكالات

‎دعا حزب الشعب الفلسطيني جماهير الشعب الفلسطيني الباسل إلى التصدي لممارسات الاحتلال وتوسيع وتصعيد المقاومة الشعبية في مواجهة جرائمه واعتداءاته المتكررة على الفلسطينيين، وآخرها المجزرة التي ارتكبت الخميس في مدينة جنين. ‎ودعا الحزب في بيان، المجتمع الدولي لضرورة التدخل العاجل للضغط على دولة الاحتلال لوقف اعتداءاتها على أبناء شعبنا الفلسطيني وخاصة في الضفة الفلسطينية المحتلة، وما ينتج عن هذه الاعتداءات من أعمال ترتقي لمستوى جرائم الحرب التي تستدعي ملاحقة مرتكبيها وتقديمهم إلى محاكم الجنايات الدولي. كما طالب الحزب القيادة الفلسطينية بسرعة تطبيق قرارات المجلسين المركزي والوطني بخصوص وقف العلاقة مع دولة الاحتلال، وفي مقدمة ذلك وقف ما يسمى «التنسيق الامني».

من جهته، شدد المكتب السياسي لجبهة النضال الشعبي على ضرورة توفر الارادة السياسية وتصليب الموقف الفلسطيني في مواجهة الحكومة الاسرائيلية بقيادة نتنياهو، والتصدي لإرهاب دولتها المنظم.

 ********************

ضحية جديدة للشرطة الامريكية

ممفيس  ـ وكالات

نشرت سلطات مدينة ممفيس الأميركية، الجمعة، مقطع فيديو مؤلما يظهر شرطيين ينهالون ضربا على رجل أسود في التاسعة والعشرين أفضى إلى وفاته، ما أثار احتجاجات في عدد من المدن الأميركية تنديدا بسلوك الشرطة.

ووجهت إلى خمسة من عناصر شرطة ممفيس، تهمة القتل من الدرجة الثانية لإقدامهم على ضرب تايري نيكولز، الذي توفي في المستشفى في 10 كانون الثاني بعد ثلاثة أيام على توقيفه بشبهة القيادة المتهورة. يُظهر مقطع فيديو طويل التُقط بكاميرات الشرطة وكاميرا لمراقبة الشوارع عناصر الشرطة يعتقلون نيكولز ويحاولون تثبيته باستخدام صاعق ثم مطاردته بعد محاولته الفرار منهم.

وتظهر مشاهد لاحقة من الفيديو الذي يمتد قرابة الساعة وتُسمع في أجزاء منه أصوات، نيكولز وهو يبكي وينادي والدته ويئن بينما كان الشرطيون ينهالون عليه لكما وركلا.

وخلال مؤتمر صحافي في وقت سابق الجمعة، دعت والدة الضحية روفون ويلز إلى التزام الهدوء، لكنها توجهت إلى الشرطيين الذين ضربوا ابنها «حتى الموت» على حد تعبيرها، بالقول «لقد تسببتم بالعار لعائلاتكم بفعلتكم هذه».

نيكولز أب لطفل عمره أربعة أعوام، وكان يعمل لدى شركة فيديكس. وكان يحب التزحلق على ألواح الركمجة والتقاط الصور، وكان على ذراعه وشم يحمل اسم والدته.

 *************************

موسكو تتهم الجيش الأوكراني بقصف مستشفى في لوغانسك

موسكو ـ وكالات

 اتهمت روسيا امس السبت الجيش الأوكراني بالتسبب بمقتل 14 شخصًا وإصابة 24 بجروح من خلال شن ضربة على مستشفى في منطقة لوغانسك بشرق أوكرانيا الانفصالي.

وقال الجيش الروسي في بيان، إن «القوات الأوكرانية المسلّحة قصفت عمدًا مبنى مستشفى محلي بقاذفات صواريخ من طراز هيمارس» في بلدة نوفويدار في منطقة لوغانسك.

ولفت إلى أن الضربة «خلّفت 14 قتيلًا و24 جريحا في صفوف المرضى والطاقم الطبي».

وأضاف الجيش في بيانه أن أطباء هذا المستشفى كانوا يقدّمون «منذ عدة أشهر مساعدة طبية للسكان المدنيين وللعسكريين».

وتابع «إن الضربة المتعمدة على منشأة طبية مدنية معروفة تشكّل بلا شك جريمة حرب خطيرة يرتكبها نظام كييف».

 *****************************

الصفحة السابعة

خطوات متثاقلة لمواكبة التطور التكنولوجي.. التعامل الالكتروني في القطاع المصرفي ما يزال يحبو

بغداد ـ محمد التميمي

مع التطور التكنولوجي الذي يشهده العالم توجهت معظم الدول نحو التعامل الإلكتروني في مختلف المجالات، بينما لا يزال العراق يحبو بخطوات بطيئة ومتأخرة حتى عن جيرانه.

وطبقاً لمختصين ومهتمين، فإن بطاقة الدفع الالكتروني يقتصر استخدامها على استلام الرواتب فقط، فحتى مؤسسات الدولة لا تتعامل بالدفع الالكتروني، وهو ما يؤخر عملية التحول التي يُطمح اليها، مشددين على ضرورة “تطوير ثقافة التعامل بوسائل الدفع الالكتروني”.

ويوجد في عموم العراق 1048 صرافا آليا تابعة لـ 78 مصرفا، لكنها لا تتناسب مع حجم السكان وانتشارهم وتوزيعهم.

قرار حكومي

وقد أصدر مجلس الوزراء، خلال الفترة الماضية، قراراً بشأن تفعيل الدفع الالكتروني.

وذكر بيان حكومي، ان مجلس الوزراء “أقر توصية المجلس الوزاري للاقتصاد التي تضمنت قيام البنك المركزي العراقي بتسهيل إجراءات منح رخص تحصيل البطاقات المصرفية باستخدام نقاط البيع (POS)، وتقليل العمولات على المصارف والجهات التي تستخدم تلك الأجهزة”.كما الزم “جميع الدوائر الحكومية وغير الحكومية والمختلطة والنقابات والجمعيات وجميع المراكز التي يتم فيها تحصيل المبالغ، بفتح حسابات مصرفية وتوفير أجهزة نقاط البيع الخاصة بالدفع الإلكتروني والدفع بواسطة البطاقات المصرفية”.

وتحدث البيان أيضا عن “إلزام جميع المراكز والمحال التجارية بأنواعها والمطاعم والصيدليات والعيادات الطبية الخاصة والمذاخر وجميع منافذ التسويق بالجملة والمفرد والخدمات المرخصة، بفتح حسابات مصرفية وتوفير أجهزة نقاط البيع الخاصة بالدفع الإلكتروني (POS) والدفع بواسطة البطاقات المصرفية، لتحصيل الأموال ولتمكين الراغبين من المراجعين بالدفع بالبطاقات، مع الإبقاء على الاستلام النقدي جنباً إلى جنب، مع ربط تجديد رخص عمل ومنح إجازات ممارسة المهنة من خلال توفر تلك الأجهزة”.

ونوه البيان، إلى “إعفاء التعاقدات واستيراد أجهزة الدفع والتحصيل الإلكتروني (أجهزة نقاط البيع (POS)، وأجهزة الصرافات الآلية (ATM)، الخاصة بأنظمة الدفع والتحصيل بالبطاقات المصرفية من رسوم الكمارك والضرائب بأشكالها كافة، ويضمّن ذلك في الموازنة العامة الاتحادية لسنة 2023، مع إعفاء جميع التعاملات بالدفع الإلكتروني (POS) من الضرائب”.

مسؤولية مشتركة

وفي هذا الصدد، يقول الخبير الاقتصادي د. عبد الرحمن المشهداني، ان “هذا الموضوع اهتم به البنك المركزي في العام 2017 وعقد مؤتمرا للمصارف بالتعاون مع رابطة المصارف العربية، ووجدنا اهتماما كبيرا من المصارف بهذا الموضوع، وتلا ذلك إصدار قرار توطين الرواتب، وعلى الرغم من أن الهدف منه كان حماية رواتب الموظفين من السرقة لكنه جزء من التحوّل نحو النظام الإلكتروني”.

وأضاف في حديثه لـ”طريق الشعب”، الى انه كان يتوقع “قبل جائحة كورونا  ان يتحول العراق إلى نظام الدفع الإلكتروني عام 2022 او 2023”. لكن شيئا من ذلك لم يحدث.

وعن أسباب تخلفنا في هذا المجال، أوضح الخبير قائلا: “إننا بحاجة الى توعية وثقافة مصرفية فهناك عدم ثقة بالمصارف، فلا يلجأ المواطن لهذا الخيار الا للضرورة القصوى، والأمر الآخر يتعلق بإجراءات البنك المركزي طيلة الـ 20 سنة الماضية، والتي تعتبر إجراءات طاردة”.

ويعتقد المشهداني ان “الكل يشترك في جزئية التخلف، لكن البنك المركزي يتحمل الوزر الاكبر، لأنه كان يفترض ان يقوم بحملة توعية كبيرة كما فعل في حملة توطين الرواتب”، معتقدا أن هناك حاجة “الى سنتين أو ثلاث للتقدم اكثر في هذا المجال؛ فالجيل الجديد يميل الى التعامل مع اجهزة الدفع الإلكتروني، واعتقد ان هذا التحول من الممكن ان يكون سريعا”.

التعامل بالدفع الإلكتروني

وفي هذا الشأن، أكد نائب محافظ البنك المركزي عمار حمد خلف، في تصريح رسمي، أن” قرار مجلس الوزراء بتفعيل الدفع الإلكتروني بجميع المفاصل، يهدف إلى التقليل من استخدام النقود وزيادة التعامل بالأموال إلكترونيا عبر استخدام البطاقات، وهو تكملة مهمة لمشروع توطين الرواتب الذي بدأ تطبيقه منذ سنوات”.

ولفت خلف إلى ان “القرار سيمكن البنك من تطبيق آلية تمكن الموظفين من استلام رواتبهم، عبر بطاقات الدفع المستخدمة حاليا كماستركارد وفيزا، وتعبأ في رصيدهم المصرفي دون الحاجة إلى استلام الأموال نقدا”، موضحا ان “بطاقات الدفع ستمكن العراقيين من شراء الدولار بسعر 1465 دينارا من المنافذ التي وفرها البنك المركزي، وهو أفضل من شرائه نقدا بسعر أعلى”.

وشدد أيضا على أن “البنك المركزي سيكثف جهوده لزيادة استخدام بطاقات الدفع في الأسواق والمحلات التجارية، خاصة وأن القرار سيلزم المؤسسات الحكومية وكل وحدات الإنفاق في القطاعين العام والخاص بإيجاد أجهزة الدفع الإلكترونية في تعاملاتها”.

تعقيدات عديدة

من جانبه، يجد الخبير في مجال التكنلوجيا علي انور ان “التجربة متأخرة في البلاد، وتحتاج الى الكثير من التنظيمات والتنسيق مع مؤسسات الدولة الاخرى التي لها علاقة بالقطاع المصرفي؛ فتوطين الرواتب ساعد على إيجاد بطاقات، واليوم لدينا ما يقارب 15 الى 20 مليون بطاقة الكترونية”، مؤكدا ان “هذا غير كاف لأن ثقافة الدفع الالكتروني ما زالت حديثة علينا، واقتصرت البطاقة الموجودة على سحب الراتب فقط، ولا يوجد اي تعامل اخر بها”.

وعن المعوقات التي نواجهها قال لـ”طريق الشعب”، انها “تتعلق بتوفير اجهزة الدفع pus في نقاط البيع؛ فصاحب المتجر حتى يحصل على جهاز pus لاستقبال بطاقات الدفع الإلكترونية من الناس، يجب ان يسجل المتجر ويحاسب ضريبيا وهناك معاملات كثيرة وروتينية معقدة، لذلك يجب ان تكون هناك مبادرات لتسهيل هذه الاجراءات من المصارف والجهات المعنية”.

وذكر أنور أن العراق يعاني من “العقوبات الدولية؛ فبعض الخدمات الدولية لا تعمل في البلاد، ونحن بحاجة كبيرة الى التعاون مع المؤسسات الدولية مثل فيزا وماستر، والبنك المركزي حقق خطوات كبيرة معهم حيث قدم لهم تسهيلات وادخلهم للعراق”.

وخلص إلى انه يجب ان يكون التعامل والدفع الالكتروني “الزاميا، فمثلا صاحب المطعم لا يتم تجديد اجازته اذا لم يكن لديه جهاز pus ويقبل الدفع الالكتروني، وذات الامر ينطبق على المولات وغيرها، ففي كل دول العالم الامر إلزاميا، وليس خيارا، وفي ذات الوقت الدولة يجب ان تسهل اجراءات الحصول على هذا الجهاز، فالمقصر الاكبر هي الحكومة لأنها بالأساس غير ملتزمة بعمليات التعامل والدفع الالكتروني في مؤسساتها”.

 *******************

31 تريليون دولار.. كيف تراكمت.. تداعيات قائمة لديون الحكومة الامريكية؟

متايعة ـ طريق الشعب

في مقال نشرته صحيفة نيويورك تايمز (New York Times) الأميركية، قال الكاتب جيم تانكرسلي إن ديون أميركا أصبحت الآن 6 أضعاف ما كانت عليه في بداية القرن الـ21، وقد وصلت إلى مستوى قياسي منذ الحرب العالمية الثانية مقارنة بحجم الاقتصاد الأميركي، ومن المتوقع أن تنمو بمعدل 1.3 تريليون دولار سنويا خلال العقد المقبل.

وبحسب الكاتب، فقد تجاوزت الولايات المتحدة الحد القانوني للاقتراض البالغ 31.4 تريليون دولار الأسبوع الماضي، مما وضع واشنطن على شفا مواجهة مالية أخرى، حيث يرفض الجمهوريون رفع هذا الحد ما لم يوافق الرئيس جو بايدن على تخفيضات حادة في الإنفاق، مما يشير إلى تكرار سيناريو المواجهة الحزبية التي حدثت في الكثير من المناسبات خلال العقدين الماضيين.

سياسة الحزبين

وديون أميركا المتضخمة هي نتيجة لخيارات اتخذها كل من الجمهوريين والديمقراطيين على حد السواء. فمنذ سنة 2000، اعتاد السياسيون من كلا الحزبين على اقتراض الأموال لتمويل الحروب، والتخفيضات الضريبية، وتوسيع الإنفاق الفدرالي، وتوفير الرعاية الصحية لجيل طفرة المواليد، واتخاذ تدابير طارئة لمساعدة الشعب على تحمل فترتين من الركود المنهك.

ويعتقد قلة من الاقتصاديين أن مستوى الدين يمثل أزمة اقتصادية في الوقت الحالي، على الرغم من أن البعض يعتقد أن نفوذ الحكومة الفدرالية أصبح واسع النطاق لدرجة أنها تحلّ محل الشركات الخاصة، مما يشكل عائقا للنمو. لكن الاقتصاديين في وول ستريت يحذرون من أن الفشل في رفع حد الدين قبل أن تبدأ الحكومة في التهرب من فواتيرها -في وقت مبكر من حزيران- قد تصبح له تداعيات كارثية.

وأشار الكاتب إلى أن المشرّعين لم يتخذوا سوى خطوات قليلة لتقليل عجز الميزانية الفدرالية الناتج عن الصراع بين الحزبين الحاكمين، فقد مضى ما يقرب من ربع قرن منذ آخر مرة أنفقت فيها الحكومة أقل مما تلقته من الضرائب. ونظرا لأن برامج الإنفاق باتت اليوم تحظى بشعبية كبيرة من الناحية السياسية، يقول خبراء الميزانية إن من غير الواقعي توقع تحقيق التوازن في الميزانية على مدى عقد آخر أو أكثر.

وبحسب تقديرات البيت الأبيض، فإن الأموال المقترضة ستكون ضرورية لتغطية حوالي خُمس الميزانية الفدرالية البالغة 6 تريليونات دولار هذه السنة المالية، وهي ميزانية تشمل الإنفاق العسكري وتوفير المتنزهات الوطنية وبرامج شبكات الأمان وكل شيء آخر توفره الحكومة.

وفي غضون عقدين فقط، تراكمت ديون الولايات المتحدة لتبلغ 25 تريليون دولار، وتعود جذور الأسباب التي دفعتها إلى الوصول إلى هذا الوضع المالي إلى سوء تقدير سياسي في نهاية الحرب الباردة.

سقف الديون الأميركية

يطلق سقف الدين على الحد الأقصى للمبلغ الإجمالي للأموال التي يُسمح للحكومة الفدرالية باقتراضها عبر سندات الخزانة الأميركية، مثل السندات وسندات الادخار، للوفاء بالتزاماتها المالية. ونظرا لأن الولايات المتحدة تعاني من عجز في الميزانية، فعليها أن تقترض مبالغ ضخمة لتسديد فواتيرها.

وقد بلغت أميركا الحد الفني للديون في 19 كانون الثاني الجاري، حيث ستبدأ وزارة الخزانة الآن في استخدام “إجراءات استثنائية” لمواصلة سداد التزامات الحكومة، وهذه الإجراءات هي في الأساس أدوات محاسبة مالية تحد من بعض الاستثمارات الحكومية لتتمكن من مواصلة سداد فواتيرها، وقد يتم استنفاد هذه الخيارات بحلول حزيران.

وبمجرد استنفاد الحكومة إجراءاتها الاستثنائية ونفاد النقد، لن تكون قادرة على إصدار ديون جديدة ودفع فواتيرها، حيث يمكن للحكومة أن تنتهي من التخلف عن سداد ديونها إذا كانت غير قادرة على سداد المدفوعات المطلوبة لحاملي سنداتها، وسيكون مثل هذا السيناريو مدمرا اقتصاديا ويمكن أن يغرق العالم في أزمة مالية.

ولا يوجد دليل رسمي على ما يمكن أن تفعله واشنطن لمنع حدوث هذه الكارثة، لكنها تملك الكثير من الخيارات، فيمكن أن تحاول وزارة الخزانة إعطاء الأولوية للمدفوعات، مثل الدفع لحاملي السندات أولا، وإذا تخلفت الولايات المتحدة عن سداد ديونها، فقد يتدخل الاحتياطي الفدرالي نظريا لشراء بعض سندات الخزانة.

أما عن سبب وجود حد للاقتراض، فوفقا للدستور، يجب أن يأذن الكونغرس بالاقتراض، وتم وضع حد الدين في أوائل القرن العشرين بحيث لا تحتاج وزارة الخزانة إلى طلب الإذن في كل مرة يتعين عليها إصدار ديون لدفع فواتيرها. وفي ظل ارتفاع الإنفاق العسكري، انخفضت الإيرادات الفدرالية، وكان هذا التراجع نتيجة مباشرة للتخفيضات الضريبية التي وقّعها بوش في عامي 2001 و 2003، وكانت تلك التخفيضات الضريبية مؤقتة، ولكن في عام 2012، عقد أوباما صفقة مع الجمهوريين في الكونغرس لجعل أكثر من 4 أخماسها دائمة.

تنامي حجم الديون

ووفق الكاتب، فقد قدّر مركز الميزانية وأولويات السياسية -وهو مؤسسة فكرية ذات توجه يساري- أنه من عام 2001 حتى عام 2018، أضافت تلك التخفيضات الضريبية وتكاليف الفائدة الإضافية للاقتراض لتمويلها ما يصل إلى 5.6 تريليونات دولار، أي حوالي ثلث الديون الإضافية التي تكبدتها الحكومة في ذلك الوقت. وفي عام 2018، بدأت جولة جديدة من التخفيضات الضريبية للجمهوريين وقعها الرئيس دونالد ترامب، ولم تتضمن تخفيضات في الإنفاق لتعويض التكلفة، وقد تم تمريرها من قبل بعض المشرعين الذين يجادلون الآن بأن الحكومة يجب ألا ترفع حد الاقتراض دون اتخاذ الخطوات الأولى لكبح الديون. وذكر الكاتب أن بعض برامج الإنفاق الدائم الجديدة ساهمت في تنامي حجم الديون، حيث يقول جوش جوردون مدير السياسة الصحية في لجنة الميزانية الفدرالية المسؤولة بواشنطن، إن قانون العقاقير -الذي تم تمريره في عهد بوش- زاد العجز بشكل واضح، حيث كلف أكثر من 100 مليار دولار عام 2022 وحده.

ويشير جوردون إلى أنه كان من الأصعب بكثير حساب تأثير العجز على قانون الرعاية ولا سيما بعد توسع ميزانية الرعاية الصحية في عهد أوباما، وأدى القانون إلى زيادة الإنفاق الفدرالي على برامج الإعانات والتأمين الصحي، لكنها رفعت أيضا بعض الضرائب، وقد ساهمت التغييرات التي أدخلتها على نظام الرعاية الصحية -على الأقل إلى حد ما- في خفض الإنفاق على الرعاية الصحية مقارنة بالتوقعات السابقة.

أزمات الركود

ويوضح الكاتب أن أكبر الدوافع لزيادة الدين، هي الاستجابات الفدرالية لمجابهة أزمات الركود الحادة: مثل الأزمة المالية لعام 2008 والركود الوبائي لعام 2020.

وبعد فترة وجيزة من تولي باراك أوباما منصبه عام 2009، بعد أن ورث الركود، دفع الكونغرس إلى الموافقة على حزمة تقارب 800 مليار دولار من التخفيضات الضريبية والإنفاق التحفيزي. واستمر الإنفاق على شبكات الأمان عند مستويات عالية خلال السنوات العديدة القادمة، حيث تعافى الاقتصاد ببطء.

وقد وافق ترمب على مجموعة أكبر بكثير من حزم المساعدات، بلغ مجموعها أكثر من 3 تريليونات دولار، بعد أن اجتاح كوفيد-19 العالم في عام 2020، حيث تولى بايدن منصبه في العام التالي ووقع خطة تحفيز بقيمة 1.9 تريليون دولار بعد فترة وجيزة.

ويختلف الاقتصاديون حول حجم تلك الاستجابات المالية، لكنهم يتفقون على أنه من خلال اقتراض الأموال في حالة الانكماش الحاد، ساعدت الحكومة الفدرالية في إنعاش الاقتصاد وحماية الأفراد والشركات.

ويرى الكاتب أن من الصعب إسناد المسؤولية الكاملة إلى الرؤساء أو الأطراف عن المستويات الإجمالية للديون، لأن القرارات السياسية غالبا ما يؤثر بعضها على بعض. ووفقا لأحد المقاييس، كان الدَّين نتاج سياسات الحزبين، فقد نما بمقدار 12.7 تريليون دولار في عهدي بوش وترامب، وكلاهما جمهوريان توليا الرئاسة الأميركية، وبمقدار 13 تريليون دولار في ظل الإدارات الديمقراطية لأوباما وبايدن.

ويختم الكاتب تقريره بالقول إن تداعيات السياسات المالية لبعض الرؤساء تظل قائمة حتى بعد مغادرتهم مناصبهم.

 ***********************************

الصفحة الثامنة

وثبة كانون الثاني 1948.. إرث نضالي لانتفاضة تشرين 2019

فيصل الفؤادي

تمر علينا الذكرى الخامسة والسبعون لوثبة كانون الثاني التي شارك فيها جميع فئات الشعب من عمال وطلبة وكسبة، كما شاركت القوى الوطنية العراقية فيها من خلال فضح إعلان تجديد اتفاقية عام 1930 المذلة، حيث أصدرت هذه القوى بيانات تدعو للنضال ضد محاولات صالح جبر عقد معاهدة بين العراق وبريطانيا والتي أثارت ضجة كبيرة بين أبناء شعبنا ولدى اوساط واسعة من الجماهير، ثم تعمقت واشتدت المعارضة لها بعد ان تم نشر بنودها في بغداد قبل عودة صالح جبر رئيس الوزراء من بريطانيا. ولم تختلف هذه الاتفاقية عن بنود اتفاقية عام 1930 الا بقضايا بسيطة وتكاد لا تغير شيئا من شروط الاستغلال والهيمنة على بلادنا.

لقد جاء في بنود معاهدة 1930 التي ضمنت لبريطانيا امتيازات عديدة كما يصفها كتاب (فهد والحركة الوطنية في العراق)، منها الهيمنة العسكرية واحتكار عمليات تدريب الجيش العراقي واحتكار تزويد القوات المسلحة بالسلاح والعتاد البريطاني إضافة إلى ضمان سيطرة بريطانيا وشركاتها الاحتكارية على الاقتصاد والسياسات الاقتصادية العراقية، والتزام الطرف العراقي بتأمين تعاون وتنسيق مستمرين وفعالين بين أجهزة التحقيقات الجنائية اي (الأمن الداخلي) العراقية وأجهزة الأمن البريطانية لتأمين الرقابة الضرورية على الحياة السياسية العراقية ومواجهة القوى المعارضة المناهضة للسياسات البريطانية في العراق، وأخيرا تأمين الرقابة المحكمة على وزارة العدل العراقية وعلى القضاء العراقي.

لقد طرح الحزب الشيوعي العراقي حينها عدة قضايا طالب فيها برفض المعاهدة الجديدة وإلغاء معاهدة 1930 وتحقيق الحريات الديمقراطية وتوفير الخبز والكساء وأسعار معتدلة واسقاط وزارة صالح جبر وحل المجلس النيابي وإجراء انتخابات حرة لمجلس برلماني جديد.

لقد أدى إعلان بنود الاتفاقية في 16 كانون الثاني من عام 1948 التي يراد توقيعها في ميناء بورتسموث، إلى إصدار الأحزاب الوطنية بيان بالضد من المعاهدة بتاريخ 18 كانون الثاني 1948 حيث بدأ طلاب كلية الحقوق بالإضراب وتبع ذلك طلاب الكليات والمعاهد الأخرى، وفي يوم 20 من الشهر وجهت الشرطة رصاصها إلى الطلبة المتظاهرين والذي أدى إلى سقوط 4 شهداء منهم الشهيد الشيوعي شمران علوان. ومما زاد في التظاهر هو تصريحات رئيس الوزراء صالح جبر حين قال (إنه سيعود إلى العراق وسيسحق رؤوس هذه العناصر الفوضوية حتما).

إن هذه التصريحات يراد بها فرض ارادة الاستعمار البريطاني وبالضد من مصلحة شعبنا.. عند ذاك القى رئيس لجنة التعاون الوطني اليسارية كامل قزانجي كلمة حماسية قال فيها (أعلنوها ثورة شعبية.. ومن أجل حكومة شعبية تمثل كل الطبقات). ثم دعت القوى الوطنية مع لجان الطلبة في المعاهد والكليات إلى التظاهر يوم 27 كانون الثاني 1948 احتجاجا على سياسة الحكومة وإرهابها في مواجهة مطالب الشعب حيث وجهت نيران أسلحتها إلى صدور المتظاهرين في جانبي الكرخ والرصافة وعلى جسر الشهداء (العتيق سابقا) والذي أدى إلى سقوط عدد كبير من المتظاهرين قدره الكاتب حنا بطاطو بين 300 إلى 400 شهيد وجريح.

وعلى أثر ذلك، قدّم وزير العدلية جمال بابان استقالته وكذلك قدمت مجموعة من النواب استقالتهم من المجلس وكذلك رئيس مجلس النواب بسبب قسوة المجابهة مع المتظاهرين والضحايا الكبيرة كما أسلفنا، واستقال وزراء آخرون وأجبرت هذه الاستقالات رئيس الوزراء على الاستقالة في 27 كانون الثاني، وشكلت بعد يومين وزارة جديدة برئاسة السيد محمد الصدر لتدارك الأمور ومعالجة الاوضاع الجديدة. وبهذا حققت الوثبة انتصارا كبيرا في إسقاط معاهدة بورتسموث حيث الغيت المعاهدة في الأول من شباط بعد ايام من المجزرة.

كما قرر مجلس الوزراء الجديد إبلاغ الحكومة البريطانية بتغيير بنود معاهدة 1930 واستبدالها بمعاهدة تخدم الشعب العراقي ومصالحه.

لكن الحركة الجماهيرية استمرت بقيادة اليسار الذي كان يضم الحزب الشيوعي واليسار من الحزب الوطني الديمقراطي (كامل قزانجي) والديمقراطي الكردستاني وفعاليات سياسية أخرى، كما حققت الحركة الاضرابية العمالية عدة نجاحات، وعقد الطلبة مؤتمرهم في ساحة السباع من دون اجازة رسمية واسسوا اتحادهم العام وانتخبوا قيادتهم في 14 نيسان وكان بحراسة العمال.

إن هذا الارث النضالي كان ينبوعا من التجربة العميقة التي كررها أبناء شعبنا في انتفاضة تشرين الأول 2019 والتي أعطت صورا من التضحية الكبيرة من أجل الوطن العزيز.. فقد كانت بحق ثورة أمل لوطن جديد، فلم تطالب بالخدمات أو التعيين في الوظائف فقط برغم أنها من الأمور البديهية لأي حكومة تنهض بتوفير الخدمات العامة من الصحة والتعليم ومعالجة البنية التحتية للبلد.. الخ، بل كان المطلب الأول “نريد وطن”، هذا الشعار الذي هز رؤوس كل من يعادي بناءه. كما طالب التشرينيون بإبعاد التدخل الخارجي بشؤون بلادنا، وقد شاركت المرأة فيها وكان صوتها مساهمة جبارة، وتعتبر هذه الانتفاضة بمثابة ثورة على كل الحكومات المتعاقبة في دورها السلبي ومواقفها تجاه الفساد والمحسوبية والطائفية والاثنية.

إن اشتراك أبناء شعبنا بكل طوائفه وقومياته في انتفاضة تشرين دليل على معاناتهم من العسف والجور والظلم والقتل والسجن.. فرفعت خلالها شعارات وطنية ورددت أهازيج تطالب بإسقاط النظام، ولكنها جوبهت بالقتل المبرمج من داخل الحكومة وخارجها واستشهد أكثر من 800 مواطن من الشباب الذي يريد معافاة هذا الوطن. لقد اندلعت شرارة الانتفاضة التشرينية الباسلة بعد مجموعة حركات ووقفات احتجاجية في مناطق متفرقة من العراق انضم اليها خريجون وشباب عاطلون عن العمل وكسبة وطلبة ومثقفون من الرجال والنساء، خرجوا باحتجاجات ومظاهرات واعتصامات ليبحثوا عن وطن سلبته أقلية حاكمة.

إن أهم مميزات الانتفاضة هو المشاركة الواسعة من قبل ابناء شعبنا بكل فئاته إضافة إلى طول فترة الاحتجاجات التي بلغت عدة أشهر، هذه الانتفاضة رفعت المشاعر الوطنية وأعادت الأمل حيث كانت شعاراتها الوطنية عابرة للطوائف والقوميات والأديان.

لشهداء وثبة كانون الثاني وانتفاضة تشرين المجد والخلود.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المصادر

-كاظم حبيب وزهدي الداودي - فهد والحركة الوطنية في العراق

- زكي خيري - دراسات في تاريخ الحزب الشيوعي العراقي

-عبد الرزاق الحسني - تاريخ الوزارات ج7

ـ حنا بطاطو ج2

-----------------------------------------

الصفحة التاسعة

بغداد واربيل تضيفان بطولة غرب اسيا

بغداد ـ طريق الشعب

أعلن اتحاد غرب آسيا لكرة القدم، امس السبت، اختيار ملعبي المدينة الدولي في العاصمة بغداد وفرانسو حريري في أربيل، لاستضافة مباريات بطولة تحت 23 عاما، المقررة بضيافة العراق في حزيران 2023. 

وفتح اتحاد غرب آسيا، امس السبت، باب استقبال طلبات المشاركة في بطولة تحت 23 عاما الرابعة (مواليد 2001).

وخاطب اتحاد غرب آسيا كافة الاتحادات الأهلية، لإخطارها بتثبيت مكان وموعد النسخة الرابعة من البطولة رسميا، بحيث تقام في بغداد وأربيل في الفترة من 12 إلى 20 حزيران المقبل، مع تعميم نماذج تأكيد المشاركة وفتح باب استقبالها حتى نهاية شهر شباط المقبل.

-----------

ختام منافسات الدور الثالث عشر من الدوري العراقي الممتاز.. القوة الجوية في الصدارة.. والديوانية يترنح في ذيل الترتيب

بغداد ـ طريق الشعب

اختتمت امس السبت مباريات الدوري الجولة الثالثة عشر من منافسات الدوري العراقي الممتاز بتعادل  نوروز مع ضيفه الشرطة، بهدفين لكل منهما في اخر مباريات الجولة الـ 13 للدوري العراقي الممتاز لكرة القدم، والتي جرت على ملعب فرانسو حريري باربيل.

القوة الجوية في الصدارة

وسجل فريق نوروز اولا في الدقيقة 12 عن طريق كلاوديو مارادونا، وتمكن فريق الشرطة من تعديل النتيجة في الدقيقة 32 عبر الكابتن علاء عبد الزهرة، وفي الدقيقة 71 سجل الشرطة هدفه الثاني عن طريق اللاعب احمد فرحان ، وفي الدقيقة 76 عادل نوروز النتيجة عبر نفس اللاعب الذي سجل الهدف الاول كلاوديو مارادونا .

وبهذه النتيجة رفع الشرطة رصيده للنقطة 23 نقطة بالمركز السادس كما رفع نوروز رصيده للنقطة 13 بالمركز السادس عشر.

وفي قمة مباريات الجولة، تمكن فريق القوة الجوية من الانفراد بصدارة الدوري بعد فوزه على ضيفه فريق نادي الطلبة بهدف وحيد، في المياراة التي جرت ملعب الشعب الدولي امس الاول الجمعة.

وجاء هدف الفوز لفريق القوة الجوية في الدقيقة 24 من زمن الشوط الأول عن طريق اللاعب كريس موغالو.

وبهذه النتيجة رفع القوة الجوية رصيده للنقطة 28 متمسكاً بالصدارة، بينما تجمد رصيد فريق نادي الطلبة عند النقطة 24 بالمركز الرابع.

فوز كبير لزاخو

وتمكن فريق نادي زاخو من تحقيق الفوز على مضيفه فريق نادي الديوانية بنتيجة 5-1 ، في المباراة التي جرت على ملعب كربلاء الدولي .

سجل فريق الديوانية اولا من ركلة جزاء نفذها بنجاح اللاعب علي كريم في الدقيقة الرابعة من الشوط الاول ، وفي الدقيقة 42 تمكن زاخو من تعديل النتيجة عن طريق اللاعب محمد عمر الغنيمي لينتهي الشوط الاول بالتعادل الايجابي بهدف لكلا الفريقين.

وفي الشوط الثاني اضاف زاخو هدفه الثاني في الدقيقة 63 عن طريق اللاعب ستار ياسين ، وفي الدقيقة 68 زاد زاخو من غلته بتسجيله هدفاً ثالثا عن طريق اللاعب خالد راضي ، وقبل نهاية اللقاء بدقيقة سجل زاخو هدفه الرابع عن طريق اللاعب محمد عمر الغنيمي ، وفي الدقيقة الخامسة من الوقت المحتسب بدل الضائع سجل زاخو هدفه الخامس والاخير عن طريق خالد راضي.

ورفع زاخو رصيده للنقطة 11 بالمركز 17 وتجمد رصيد الديوانية عند النقطة 2 بالمركز الاخير.

حصيلة سلبية

وعلى ملعب فرانسو حريري تعادل فريق نادي اربيل مع ضيفه فريق نادي نفط البصرة، بنتيجة 1-1.

وجاء هدف اربيل في الدقيقة 12 عن طريق اللاعب امجد راضي، وفي الدقيقة 69 جاء هدف التعديل لنفط البصرة عبر اللاعب علي كاسليل، فيما انتهت مباريات نفط الوسط وضيفة الكرخ والكهرباء والزوراء والنفط وضيفه فريق نادي الصناعة والقاسم مع ضيفه فريق نادي الحدود بالتعادل السلبي.

وعلى ملعب النجف الدولي، حقق فريق نادي دهوك فوزاً ثمينا على مضيفه فريق نادي النجف بنتيجة 1-0 .

وجاء هدف فريق دهوك في الدقيقة 42 من زمن الشوط الأول عن طريق المحترف زاكيري كاردير يانيك.

وانتهت نفط ميسان وكربلاء وانتهت بالتعادل الايجابي 1-1.

سجل نفط ميسان أولاً عن طريق بنجامين اكورنكو في الدقيقة الرابعة من الشوط الاول ، وفي الدقيقة 68 جاء هدف التعديل لكربلاء عن طريق رضا فاضل.

-----------

كلوب يفسّر معاناة صلاح مع ليفربول

ليفربول ـ وكالات

أبدى الألماني يورغن كلوب، مدرب ليفربول، رأيه حول أسباب تراجع مستوى النجم المصري محمد صلاح مع الريدز، هذا الموسم.

وقال كلوب، في تصريحات أبرزتها شبكة “ليفربول إيكو” البريطانية، “بالطبع صلاح يعاني. لقد كان يعمل ضمن آلية جيدة ومنسجمة في الهجوم (صلاح وفيرمينو وماني)، وكان كل شيء نفعله واضحا”.

وأضاف، “صلاح ودياز وداروين لعبوا فقط 343 دقيقة معا، ولم يكن غوتا أو فيرمينو ضمن هذه المجموعة، وهذا ليس مفيدا.. لقد عانى الجميع بسبب ذلك، هذا أمر واضح”.

وتابع، “اللعب الهجومي حتى مع وجود كل هذه الجودة، يتطلب الكثير من العمل معا. هناك الكثير من المعلومات المطلوبة، مثل معرفة كيفية الحركة، وأين يتواجد كل زميل في المقدمة”.

وواصل، “الوضع ليس رائعا، لكن لا يمكننا أن نتوقع العودة إلى أفضل مستوى لنا، وأننا سنحقق الفوز 5-0 ثم ننتقل إلى خوض المباراة التالية بنفس المستوى”.

وأردف كلوب، “علينا أن نعمل بجد، لا أحد يريد سماع هذه الكلمات، لكنها ضرورية.. وفي غضون أسبوعين أو ثلاثة سيكون لدينا خيارات أخرى متاحة، ويمكننا أن نجري تغييرات”.

واختتم: “إذا سجل مو (صلاح) في مباراتين، وحافظنا على شباكنا نظيفة في كلتيهما، سيكون لدينا المزيد من النقاط كفريق”.

-------------

رسلان حنون يعزز صفوف «الصقور»

بغداد ـ طريق الشعب

أعلن نادي القوة الجوية، امس السبت، تعاقده مع المدافع رسلان حنون، قادما من صفوف نفط الوسط، لتمثيل الفريق حتى نهاية الموسم الحالي.

ويعد رسلان حنون من أبرز اللاعبين في صفوف نفط الوسط، وانضم لمنتخب العراق، وشارك معه في بطولة الأردن الدولية التي جرت في أيلول الماضي.

ولعب رسلان حنون لصالح نفط ميسان، قبل الانتقال إلى نفط الوسط في عام 2019.

ويعول المدير الفني للقوة الجوية، قحطان جثير، على قدرات رسلان حنون، من أجل تعزيز دفاع فريقه بعد رحيل ميثم جبار صوب الزوراء، ومغادرة البنمي رودريغو ميلير صوب بلاده.

وسيكون رسلان حنون متاحا للعب مع القوة الجوية في مباراة الكلاسيكو أمام الزوراء، الثلاثاء المقبل، في الجولة 14 من عمر الدوري العراقي الممتاز.

----------

اجتماع بين اتحاد كرة القدم والكادر التدريبي.. برنامج اعداد المنتخب الوطني على طاولة النقاش

متابعة ـ طريق الشعب

يعقد الاتحاد العراقي لكرة القدم، اليوم الأحد، اجتماعاً مع الكادر التدريبي الإسباني بقيادة خيسوس كاساس، لوضع الخطوط العريضة لمشوار المنتخب العراقي خلال المواعيد القادمة.

وقال عضو اتحاد الكرة، رحيم لفتة، إن “خيسوس كاساس وكادره المساعد لم يغادر إلى إسبانيا لقضاء إجازته، بعد انتهاء خليجي 25 لغاية عودة عدنان درجال من الأردن، بغية عقد اجتماع مهم مرتقب مع الاتحاد لمناقشة إعداد المنتخب للمرحلة القادمة”.

وأضاف لفتة، أن “الاتحاد العراقي طوى صفحة تتويج المنتخب بلقب خليجي 25، وسيبدأ العمل وفق برنامج جديد سيتم الاتفاق عليه مع الكادر التدريبي للمنتخب لتهيئته للاستحقاقات المقبلة”.

وأشار إلى أن “المدرب كاساس وكادره المساعد حريصون كل الحرص على بناء منتخب مستقبلي عالي المستوى، من خلال برنامج سيضعه لأجل ذلك”، مبيناً أن “الاتحاد سيهيئ لكاساس كل الظروف بغية إنجاح مهمته المقبلة”.

وأوضح لفتة، أن “الكادر الاسباني يتابع عن قرب كل مباريات الدوري العراقي الممتاز، من خلال الحضور إلى الملعب وعبر التلفاز، لتشخيص اللاعبين والاطلاع على مستوياتهم خلال المنافسات لاختيار الأفضل لدعوتهم إلى تمثيل المنتخب الوطني”.

وكان كاساس وكادره المساعد، قد باشروا عملهم فور انتهاء بطولة خليجي 25، التي جرت في البصرة، لتشخيص الخلل والثغرات التي رافقت المنتخب خلال البطولة لمعالجتها ووضع الحلول المناسبة لتلافيها مستقبلاً.

----------

وقفة رياضية.. الإعلام الرياضي والطاقم التدريبي الأجنبي

منعم جابر

بعد فراغ تدريبي دام لأكثر من عام نجح الاتحاد العراقي لكرة القدم بالاتفاق مع طاقم تدريبي اسباني، وتسلّم الطاقم مسؤوليته الفنية قبل فترة قصيرة من بداية خليجي 25، واعتقد أن هذا الطاقم استطاع ان يقدم شيئاً على قدر الفترة الزمنية التي أمضاها برفقة البطولة ونجح هو ولاعبوه وإدارته بذلك.

وتنتظر المدرب وطاقمه مسؤوليات كبيرة من خلال بطولة كاس آسيا المقبلة وبعدها تصفيات كأس العالم 2026، وعليه تقع مسؤولية تأهيل المنتخب إلى نهائياتها التي ستقام في ثلاث دول هي (أمريكا وكندا والمكسيك). ولقد اتفق كل المعنيين بشؤون كرة القدم على اختيار مدرب لفترة طويلة من اجل السماح له بتقديم نفسه وإعطاء صورة عن قابلياته.

عليه وبعد هذا الاستعراض أريد أن افتح قلبي للاعلام الرياضي، وأقول لزملائي في الاعلام المسموع والمقروء والمرئي أعطوا الطاقم الاسباني بقيادة كاساس الفترة الكافية، واسمحوا له ان يقدم نفسه والتعريف بكفاءته وقابلياته، وافسحوا له المجال واسعاً لاعطاء صورة حقيقية عن مستواه التدريبي.

أقول لأحبتي في الاعلام الرياضي وللعاملين في مجال كرة القدم عليكم ان تصبروا وتنتظروا كاساس وطاقمه ولا تستعجلوا النتائج والحكم عليه اذا اخفق.

أتمنى أن يكون الاعلام الرياضي منصفاً ورجاله مخلصين لمهامهم ودورهم وأن يقدموا مصلحة الوطن ورياضته في المقام الأول، وان يبتعدوا عن المواقف المسبقة والخصومات مع هذا او ذاك من شخصيات الاتحاد العراقي لكرة القدم، وأن يبقى هدفهم هو الرياضة العراقية والكلمة الصادقة، وأن يساهموا بمساعدتهم في مهمتهم من أجل إنقاذ الكرة العراقية التي تراجعت في الفترات الأخيرة وقلّ بريقها، من أجل العودة الى منصات التتويج والوصول الى نهائيات كأس العالم المقبلة، وهذا هو هدفنا الأساس، حيث نسعى للنهوض بواقع كرة القدم ونعمل على التفوق وتحقيق الإنجازات المتقدمة.

إن الإعلام الرياضي شريك مهم لبناء الرياضة وتحقيق أهدافها في ظل تجربة عراقية جديدة يساهم فيها كل أبناء الوطن المخلصين.

-----------

قرار زيدان يفسد مخطط باريس

باريس ـ وكالات

وجَّه زين الدين زيدان، مدرب ريال مدريد السابق، صدمة إلى باريس سان جيرمان، بشأن الخطط المستقبلية للفريق الفرنسي.

وزعمت عدة تقارير بأن زيدان سيكون مدرب باريس، إذا قرر مجلس الإدارة، الانفصال عن كريستوف غالتيه في الصيف المقبل.

ووفقًا لصحيفة “ذا أتلتيك” الإنكليزية، فإن زيدان يرى أن سان جيرمان مجرد خيار له في المستقبل، لكنه ليس أولوية لدى المدرب الفرنسي.

وأشارت الصحيفة، إلى أن في حالة حصول زيدان على عرضين من سان جيرمان، ومارسيليا، فإنه سيفضل الذهاب إلى الأخير.

وكشفت “ذا أتلتيك” أنه حتى الآن لا يوجد أي شيء من جانب مارسيليا للتعاقد مع زيدان في الموسمين الحالي أو المقبل.

يذكر أن العديد من التقارير زعمت بأن إدارة باريس سان جيرمان قد تلجأ للتعاقد مع زيدان، لإقناع كيليان مبابي نجم الفريق، بالبقاء في حديقة الأمراء لفترة طويلة.

*******************

الصفحة العاشرة

قاموس اقتصادي فلسفي 

اعداد: د. صالح ياسر

فوارق بين مستويات الأجور

من وجهة نظر الطبقة العاملة، تعتبر مسألة مستوى الأجور مسألة جذرية. ولتحديد هذا المستوى لابد من التمييز بين الأجر الاسمي والأجر الحقيقي.

الأجر الاسمي هو ذلك المقدار من النقود، الذي يحصل عليه العامل لقاء بيع قوة عمله للرأسمالي. إن الاجور الاسمية لا تستطيع، بحد ذاتها، أن تعطي صورة كاملة عن المستوى الحقيقي لاجور العمل، باعتبار ان هذا المستوى مرتبط بمستوى الاسعار، وبمقدار العبء الضريبي. ولهذا يتعين دراسة الاجور الاسمية في ارتباطها الوثيق بالاجور الحقيقية.

أما الأجر الفعلي ( الحقيقي) فهي تلك الكمية من السلع والخدمات التي يستطيع العامل أن يقتنيها بأجره النقدي.

يتوقف مستوى الأجر الفعلي على العوامل التالية :

مقدار الأجر الاسمي؛

مستوى أسعار السلع والخدمات والمواد الاستهلاكية.

والميزان بين هذين العاملين هو على نحو يجعل من الممكن انخفاض الاجر الحقيقي رغم ثبوت الاجر الاسمي، وذلك اذا ما ارتفعت اسعار الخدمات والمواد الاستهلاكية. وحتى اذا ما ارتفع الاجر الاسمي، فإن الاجر الحقيقي ينخفض اذا ما كانت وتيرة ارتفاع اسعار الخدمات والمواد الاستهلاكية اعلى من وتيرة ارتفاع الاجر النقدي.

توجد فوارق جوهرية بين مستويات الأجور في البلدان المختلفة. فنلاحظ أن الأجور في البلدان المتطورة تكون عالية في حين نلاحظ أنها منخفضة في البلدان المتخلفة. وهنا ينطرح سؤال عن أسباب هذه الاختلافات؟

    ترجع الفوارق الوطنية في الأجور الى عوامل كثيرة من بينها ما يلي :

اختلاف مقادير قيمة قوة العمل. وكما معروف تتحدد قيمة قوة العمل بعوامل طبيعية وتاريخية ومعنوية. وهنا تظهر الأهمية للظروف التاريخية لنشوء الطبقة العاملة ودرجة التطور الإقتصادي والمستوى الثقافي للطبقة العاملة؛

اختلاف حجم البطالة في البلدان المختلفة؛

اختلاف مستويات مهارة العمال وعدد العمال المهرة في مختلف البلدان؛

اختلاف درجات تنظيم الطبقة العاملة، والوحدة السياسية والنقابية للعمال، واختلاف حدّة الصراع الطبقي من بلد لآخر. 

وكما قلنا سابقا فان الأجر هو سعر السوق لقوة العمل أي انه سعر محور لقيمة قوة العمل. وكجميع أسعار السوق، يتذبذب الأجر حول قيمة السلعة المعنية. إن تموجات الجيش الاحتياطي الصناعي، أي جيش البطالة تساهم بصورة خاصة في تحديد تذبذبات الأجر، وذلك بثلاثة معان:

أ. عندما يعاني بلد رأسمالي من بطالة دائمة بالغة الأهمية (عندما يكون بالتالي متخلفا صناعيا)، تتعرض الأجور لأن تكون دائما إما دون قيمة قوة العمل أو في مستواها. هذه القيمة تكاد تقترب من الحد الأدنى المعيشي الفيزيولوجي.

ب. عندما تتقلص البطالة الجماهيرية الدائمة في الأمد الطويل، لا سيما بنتيجة التصنيع في العمق والهجرة الواسعة، تستطيع الأجور أن ترتقي فوق قيمة قوة العمل في مراحل الظرف الاقتصادي الملائم. ويستطيع نضال الطبقة العاملة أن يؤدي، في الأمد الطويل، إلى دمج قيمة سلع جديدة في قيمة قوة العمل. ويمكن للحد الأدنى المعيشي المعترف به اجتماعيا أن يزداد ازديادا فعليا، أي أن يتضمن حاجات جديدة.

ج. ان تموجات جيش الاحتياط الصناعي ليست مرهونة بحركات السكان (معدل الولادات والوفيات) وحركات الهجرة الدولية للبروليتاريا فحسب، بل هي مرهونة أيضا وخاصة بمنطق تراكم الرأسمال نفسه. ففي الصراع من أجل البقاء في وجه المنافسة، ينبغي على الرأسماليين أن يستبدلوا اليد العاملة (العمل الحي) بآلات “عمل ميت”. ويقذف هذا الاستبدال بصورة دائمة أفواجا من اليد العاملة خارج الإنتاج. وتلعب الأزمات الدور نفسه. وفي المقابل، في مراحل الظرف الاقتصادي الملائم و”سخونة” الاقتصاد، عندما يتقدم تراكم الرأسمال بوتيرة حادة، يتقلص “الجيش الاحتياط الصناعي”.

إن الملاحظات السابقة تشير الى انه ليس هناك من قانون صارم يتحكم بتطور الأجور.

من جهة فإن الصراع الطبقي بين الرأسمال والعمل يحدد جزئيا هذا التطور، حيث يجهد الرأسمال لتخفيض الأجور إلى الحد الأدنى المعيشي الفيزيولوجي ويجهد العمال لتوسيع العنصر التاريخي والمعنوي في تركيب الأجر وذلك بدمج المزيد من الحاجات الجديدة المطلوب تلبيتها في هذا الأجر. إن درجة الانسجام والتنظيم والتضامن والكفاحية والوعي الطبقي في صفوف البروليتاريا هي إذن عوامل تساهم في تحديد تطور الأجور.

غير أنه في الأمد الطويل يمكن أن نلاحظ ميلا إلى الافقار النسبي للطبقة العاملة، فإن حصة القيمة الجديدة التي تخلقها البروليتاريا والتي تعود إلى الشغيلة، تميل إلى الانخفاض (الأمر الذي يمكن بالأصل أن يرافقه ارتفاع في الأجور الفعلية).

إن الفارق بين الحاجات الجديدة التي أثارها تطور القوى المنتجة وازدهار الإنتاج الرأسمالي بالذات، من جهة، والقدرة على تلبية الحاجات بواسطة الأجور المستلمة من جهة أخرى، يميل إلى التوسع. ان الفارق المتعاظم بين ازدياد إنتاجية العمل في الأمد الطويل وازدياد الأجور الحقيقية هو مؤشر واضح للإفقار النسبي.

------------

ماركس .. الماركسية .. أميركا.. ماركس والولايات المتحدة

ثامر الصفار

في حوارحول اليسار والانتخابات الأميركية عام 2018 بين الباحثين نانسي فريزر وأندرو أراتو، جادلت نانسي فريزر بأن «الليبرالية (الجديدة) والفاشية [...] وجهان  مترابطان بعمق  للنظام الرأسمالي العالمي». وبالتالي، بدون يسار ثوري «لا يمكن لدوامة “التنمية” الرأسمالية إلا أن تولد قوى ليبرالية وقوى مضادة استبدادية، مرتبطة معا في تكافل منحرف». وبهذا المعنى ، فإن فوز ترامب يتحدث عن تحول الى نظام سلطوي استبدادي بدلاً من نظام نيوليبرالي متداع. هذه الرؤية أو هذا التحليل السياسي للوضع الحالي يتقاسمه العديد من الماركسيين الأميركيين. ونجد اليوم إن حجم التفاعل النقدي مع ماركس هائل، لكن الخطر يكمن في الإكتفاء بالحديث عن ماركس والانخراط في أفكاره دون التأكيد على ضرورة القيام بفعل يجسد هذه الأفكار. بكلمة أخرى الإكتفاء بالقول أن مؤلف (رأس المال) لماركس هام جدا وقد يكون أكثر صلة من أي وقت مضى بالاوضاع الحالية، ولكن ... لنتذكر ان ماركس وانجلز عندما استنتجا في وقت مبكر من تحليلهما لنمط الإنتاج الرأسمالي والمجتمع البرجوازي أن «كل ما كان تقليديا ثابتا يطير ويتبدد كالدخان، وكل ما كان مقدسا يعامل باحتقار وازدراء، ويضطر الناس في النهاية إلى النظرالى ظروف معيشتهم وعلاقاتهم المتبادلة بعيون يقظة لا تخشاها الأوهام» (البيان الشيوعي)، كانا مدركين لحقيقة أن هذا لا يضمن بأي حال من الأحوال أن الناس سوف يفعلون ذلك بالفعل. فطالما ثمة غياب للذات الثورية تبقى المعالجات الماركسية مجرد تنظير.

ان محاولة تقديم نظرة جديدة على العلاقات بين ماركس والماركسية والولايات المتحدة، لا تروم تقديم إجابة على  سؤال قديم: لماذا لم تكن هناك اشتراكية في أمريكا؟. ولا نسعى ايضا الى تقديم عرض تاريخي شامل للحركات الاجتماعية الماركسية. ولكن يبدو ان من المفيد، بل ومن الضروري، إجراء مسح وتفسير لظاهرة الشكوك الواسعة الانتشار، ورفض و/أو التنصل من ماركس عندما يتعلق الأمر بأميركا. وبالتالي فإن المسعى هنا يتمثل في القول بعدم وجود “استثنائية أميركية” تمنع النظر الى تاريخ الولايات المتحدة ومجتمعها وثقافتها من منظور ماركسي نقدي.

تعود علاقة ماركس بالولايات المتحدة الى العقد السادس من القرن التاسع عشر عندما عمل كمراسل أوروبي لصحيفة “نيويورك ديلي تريبيون” وكذلك الى اهتمامه بالحرب الأهلية الأميركية والعبودية التي وجدت تعبيرا عنها في رسالة ماركس الشهيرة إلى “أبراهام لينكولن، ابن الطبقة العاملة البار” (سأنشر نص الرسالة في مناسبة أخرى). حيث هنأ ماركس الرئيس لينكولن على هزيمة القوات الكونفدرالية. وكان للمهاجرين الألمان الثوريين الذين وصلوا الى أميركا بعد عام 1848 دور كبير في نشر أفكار ماركس والماركسية وتشكيل الحركة  العمالية في الولايات المتحدة. وحسبنا ان نذكر بعض الكتب التي عرضت بشكل رائع سردا تاريخيا لجيل 1848 خصوصا في شيكاغو ونيويورك: كتاب بول بوهلي “الماركسية في الولايات المتحدة” (1983)، وكتاب بروس ليفين “روح عام 1848: المهاجرون الألمان، والصراع العمالي ونشوب الحرب الأهلية” (1992)، وكتاب روبن بلاكبيرن “ماركس ولينكولن: ثورة غير منتهية” (2011). وعلى رغم من محاولة البعض أحيانا تصوير أتباع ماركس الأمريكيين- الألمان بأنهم متحيزون للبيض من النقابيين، إلا ان حقائق التاريخ تقول عكس ذلك. فعندما ساهم يوسف فيديماير الصديق والرفيق الحميم لماركس في تأسيس رابطة العمال الأمريكية في شيكاغو عام 1853، نجد ان الإعلان التأسيسي لمبادئ الرابطة تضمن أن «جميع العمال الذين يعيشون في الولايات المتحدة بغض النظر عن المهنة أو اللون أو الجنس يمكن أن يصبحوا أعضاء». وهي صيغة تبدو تقليدية تماما في ايامنا الحالية. لكنها كانت بمثابة المرة الأولى التي تتبنى منظمة عمالية صيغة تبين نقدها ورفضها للتمييز على أساس العرق أو اللون أو الجنس، وتتضمن في طياتها دعوة لإلغاء العبودية.

من عام 1852 إلى عام 1862، كتب ماركس العديد من المقالات لصحيفة نيويورك ديلي تريبيون، الصحيفة الأكثر انتشارا في العالم آنذاك، حلل فيها الصراعات السياسية الدائرة في العالم مثل حرب القرم والانتفاضة الهندية والمسألة الأيرلندية والحرب الأهلية الأمريكية. وفي الاخيرة أصر ماركس، على  سبيل المثال، على أن الولايات الحدودية «حيث يوجد نظام العبودية ونظام العمل الحر جنبا إلى جنب والصراع بينهما على الهيمنة [هو] ساحة المعركة الحقيقية بين الجنوب والشمال، بين العبودية والحرية» وأن «الحرب التي تشنها الكونفدرالية الجنوبية، هي بالتالي ليست حربا دفاعية بل هي حرب غزو، تهدف إلى توسيع نطاق العبودية وإدامتها». وقد كان لتحليلات ماركس السياسية على الحرب الأهلية في صفحات صحيفة تريبيون، وبعد ذلك في صحيفة “الصحافة” النمساوية، دور أساسي في إقناع العمال على جانبي المحيط الأطلسي بأن المعركة حول يوم العمل وضد الاستغلال مرتبطة بالضرورة بالنضال ضد العبودية. وفي (رأس المال)، المجلد الأول يكتب ماركس: «في الولايات المتحدة الأمريكية الشمالية، ظلت كل حركة عمالية مستقلة في حالة شلل طالما كان الرق يدنس جزءاً من أرض الجمهورية. فالعمل ذو الجلد الأبيض لا يمكن ان يتحرر بينما العمل ذو الجلد الأسود موصوم بالعار».

لقد كان لماركس وانجلز بفعل مراسلات الأول مع رفاقه الألمان الذين هاجروا الى الولايات المتحدة في اعقاب فشل ثورة 1848، وبفعل امتلاك الاثنين منهجية متماسكة للممارسات الثورية في عصرهما، امكانية القراءة الجيدة للتوترات السياسية في أميركا، ودور كبير في إقناع «الطبقات العاملة» لدعم القضية الجمهورية، و«النضال الذي لا مثيل له من أجل إنقاذ عرق مقيد وإعادة بناء عالم اجتماعي» (رسالة ماركس الى ابراهام لنكولن). وعندما وصلت حقبة الكونفدرالية «الى نهايتها»، كتب ماركس رسالة إلى إنجلز بتاريخ 25 تموز 1877، يسأله: «ما رأيك في عمال الولايات المتحدة؟» وأجاب على السؤال بنفسه:

«هذا الانفجار ضد الأولغارشية المرتبطة برأس المال الذي نشأ منذ الحرب الأهلية سيتم إخماده بالطبع، لكنه يمكن أن يشكل نقطة انطلاق لتأسيس حزب عمالي جاد في الولايات المتحدة. علاوة على ذلك،  هناك ظروف مناسبة لذلك. إن سياسة الرئيس الجديد ستحول الزنوج إلى حلفاء للعمال، كما أن عمليات المصادرة  الكبيرة للأراضي (وخاصة الأراضي الخصبة) لصالح السكك الحديدية والتعدين وما إلى ذلك، ستحول مزارعي الغرب، الذين يعيشون الآن حالة احباط، إلى حلفاء للعمال. وهكذا  فإن الفوضى العارمة تلوح في الأفق هناك، وربما قد يتبين ان نقل مركز الأممية إلى الولايات المتحدة كان خطوة مناسبة بشكل غريب».

-------------------------------------------

التفكير سبيلا للحرية الإنسانية في مفهوم حنه أرندت

كرم الحلو

“عندما تصعد وتنزل الدرج يمكنك أن تتمسك بالدرابزين كي لا تقع، لكننا فقدنا هذا الدرابزين. أنا أفكر بهذه الطريقة، وهذا ما أحاول أن أفعله في حقيقة الأمر. فأنا لا أؤمن بأي عقيدة سياسية محددة، ولا أمتلك أي فلسفة سياسية يمكن أن تتماهى مع أي مدرسة فكرية. أنا آخذ ما أستطيع أخذه وما يناسبني”.

انطلاقاً من هذه الحرية المطلقة، ترى حنه أرندت أن كل كائن إنساني هو كائن مفكر وقادر على التأمل والتفكير الذي يودي بالقواعد الصارمة والأفكار العامة، مخضعاً جميع الأفكار السابقة إلى التمحيص النقدي.

تأسيساً على هذه الحرية وهذا التفكير، تطرح أرندت في “التفكير الحر” (ترجمة مالك سلمان، دار الساقي 2022) أفكارها في الحرية والسلطة والاستبداد والثورة في مواجهة الشمولية التي تمثل شكلاً جديداً من أشكال الحكم في العالم، حيث اعتقد هتلر وستالين أن أهدافهما متطابقة مع الطبيعة والتاريخ، بينما النشاط الفكري في رأيها هو الشرط الأساسي لفهم الحوادث، والتمتع بالحرية هو الهدف النهائي للثورة السياسية إزاء الوحشية والفساد الإداري والظلم الاجتماعي والبيروقراطية.

أما التمتع بالحرية السياسية فيتمثل في القدرة على الفعل والكلام وتعبير المواطنين عن آرائهم ونقاشاتهم العلنية. فالناس أحرار في سياق الفعل وليس قبله أو بعده، فأن تكون حراً يعني أن تكون منخرطاً في الفعل، على عكس الاستبداد الذي ميزته الرئيسة إلغاء الفضاء العام حيث يمكن للمرء الظهور والتعبير عن آرائه، وإبعاد أفراد الشعب عن “السوق” وإعادتهم إلى الحياة المنزلية الخاصة.

الحرية والسياسة

الحرية، وفق أرندت، هي السبب المبرر لوجود السياسة في حياة الإنسان الجماعية، إذ إنها تدرك من خلال التعاطي مع الآخرين، فليس ممكناً التمتع بالحرية إلا في عالم السياسة والفعل، وليس ممكناً الكلام على السياسة دون الحديث عن الحرية، كما لا يمكن الحديث عن الحرية دون الحديث عن السياسة.

إلا أنه لا يمكن للحرية أن تتجسد في عالم إنساني لا يكون مسرحاً للفعل السياسي، كما هي الحال في ظل الأنظمة الاستبدادية التي تنفي رعاياها إلى فضاءاتهم المنزلية، إذ من دون فضاء عام مضمون سياسياً تفتقر الحرية إلى واقع دنيوي يؤمن ظهورها.

ولكن بعدما شهدنا أشكال الهيمنة الشاملة، نشأ الاعتقاد الشائع أن أفضل طريقة للقضاء على الحرية تتمثل في التسييس الشامل للحياة، وعندها لا يقتصر شكّنا على تزامن الحرية والسياسة بل يطال حقيقة ترابطهما معاً، فكلما انحسرت السياسة استطالت الحرية، وكلما تضاءل الفضاء السياسي تضخم المجال المتروك للحرية.

وترى أرندت أن السياسة مرتبطة بالحرية فقط بقدر ما تضمن التحرر الممكن من السياسة، والمجال الحر الذي تمنحه للأنشطة غير السياسية، الاقتصادية أو الأكاديمية أو الدينية أو الثقافية والفكرية.

فالهيمنة الكاملة للحكومات الشمولية هي بمثابة ظهور الشر الأساسي في العالم، لأن التعددية الإنسانية تشكل قانوناً كونياً، وكل من يخرق هذا القانون يفقد حقه في العيش في ظله.

تتطرق أرندت إلى السلطة وأشكالها التاريخية والاختلاط القائم في الفكر السياسي بينها وبين الاستبداد، ترى أن أشكال الحكم الاستبدادي والسلطوي قديمة جداً، وتعود إلى العصور اليونانية القديمة، أما الهيمنة الشمولية فهي جديدة.

فثمة خلط بين السلطة والاستبداد وبين السلطة والعنف، بينما هناك اختلاف كبير بينهما، حيث الطاغية في النظام الاستبدادي يحكم تبعاً لإرادته ومصالحه، بينما يبقى أشرس أنواع الحكم السلطوي خاضعاً لقوانين خارجية أعلى من سلطته نفسها، يستمد منها شرعيته كما هي الحال بالنسبة إلى قانون الطبيعة أو “الوصايا الإلهية”، ويعمل القائد الشمولي على تبرير إجراءاته بدافع من ضرورتها للحرية كما هو يفهمها، حتى يمكن القول إن كل من يخلطون بين الشمولية والسلطوية يساوون ضمنياً بين العنف والسلطة، حيث يتم توظيف العنف للتدليل إلى استحالة قيام أي مجتمع خارج الإطار السلطوي.

أما لجهة مفهوم “الثورة”، فالثورات ظاهرة جديدة نسبياً، في رأي أرندت، إذ قبل القرن الثامن عشر كانت كلمة “ثورة” غريبة عن مفردات النظرية السياسية، وقبل ثورتي فرنسا وأميركا لم يحدث شيء بهذه العظمة والأهمية، ولم تستخدم كلمة ثورة إلا ليلة الرابع عشر من تموز 1789. لكن الثورة تبقى كلمة فارغة إذا هي اقتصرت على التحرر من الاستبداد فحسب ولم تتعدّه إلى التحرر من العوز والفاقة وحل المشكلة الاجتماعية وتحقيق المساواة. وبهذا تتفق أرندت مع كوندورسه (فيلسوف فرنسي) في أن كلمة ثورة لا تنطبق إلا على الثورات التي تهدف إلى تحقيق الحرية في كل أشكالها السياسية والاجتماعية.

كتاب أرندت في ترجمته العربية يأتي في أوانه، حيث اختلاط المفاهيم والمصطلحات ظاهرة إشكالية متمادية في خطابنا السياسي العربي، وهو يشكل بطروحاته الجديدة والجذرية إضاءة على جوانب من هذا الخطاب لا تزال في عداد الملتبس أو المسكوت عنه، كما يشكل، في الوقت نفسه، إسهاماً مهماً في تعزيز مسألة الحرية ودور التفكير المركزي في إرسائها. ولا بد من التنويه بترجمة الكتاب التي تميزت، على عكس الكثير من الترجمات الراهنة، بالوضوح والسلاسة والنقل الدقيق لأفكار المؤلفة وطروحها الأيديولوجية.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

“النهار العربي” – 28 كانون الأول 2022

-----------------------------------------------------------------------------  

الصفحة الحادية عشر

كتب وكتاب

* كتابان جديدان من وعن الناقد سعيد الغانمي، صدرا مؤخراً عن دار الشؤون الثقافية. احدهما: “مئة عام من الفكر النقدي/ الأصول الثقافية والمرجعيات الاتصالية للنقد الحديث في العراق” تأليف، والثاني: “رحلة المعرفة/ دراسات في مشروع سعيد الغانمي” اعداد د. صلاح حاوي.

سعيد الغانمي يقيم حالياً في استراليا وكان قد اصدر (46) مؤلفاً ومترجماً، وحصل على جائزة الشيخ زايد للكتاب عام 2017.

* الأستاذ الناقد سعيد عدنان صدر له عن اتحاد الادباء والكتاب- بغداد كتابة الجديد “علي جواد الطاهر/ الناقد المثالي”. د. الطاهر (1919- 1996) من ابرز وأهم كتاب المقالة والنقد الانطباعي الذي رصد مئات الأقلام التي أصبحت ثمارها الإبداعية واضحة المعالم.

* فيصل عبد الحسن الروائي العراقي المقيم في المغرب بعد غياب ربع قرن عن بلاده حاملاً احدث رواياته “الرحلة العجائبية/ سيرة الهفهفات من مهند المراسي” الصادرة عن دار الصحيفة العربية ودار العرب- دمشق، وقد اقامت له جمعية الثقافة للجميع احتفاء تحدث فيها الروائي عن تجربته وجرت مناقشة الروائي من قبل النقاد وجمهور الحضور.

----------

نصوص د. جواد الزيدي الناقد الموضوعي*

معتز عناد غزوان**

يعد الناقد الجمالي د.  جواد الزيدي واحدا من اهم النقاد العراقيين المعاصرين نظرا لما يمتلكه من ادوات بارزة وواضحة في انتقاء المناخ النقدي المناسب للسرد او الخطاب البصري الجمالي، اذ كانت لآرائه النقدية اثر بالغ الاهمية في البحث عن غايات الخطاب الجمالي واهدافه وغاياته والكشف عن اسرار الذات المبدعة وعن جوانبها البصرية الظاهراتية وتأويل الجانب الباطني ولاسيما تلك العلاقة الجدلية المتبادلة ما بين الشكل والمضمون في الخطاب الجمالي. لقد اهتم الزيدي في معظم دراساته النقدية للفن التشكيلي بشكل عام وتجارب الفن العراقي المعاصر بشكل خاص بظاهرة مهمة هي ان الذات في الخطاب الجمالي هو منطلق للالتزام وبمعنى اخر هي العلاقة الجدلية ما بين الذات والاسلوب لاسيما ان الاسلوب هو التعبير الصادق عن الذات المبدعة وهو بالتالي مسؤولية والتزام عبر حقب زمنية قد تدعو الفنان ان يتحول من جديد في ذاته المبدعة بأسلوب يتخطى السابق وبطفرة نوعية ترتبط بعلاقة التعبير والمعنى. وهنا يشير د.  جواد الزيدي في رأيه المهم بهذا الصدد قائلاً: ان العلاقة ما بين التعبير والالتزام هي المحور الرئيس في اتصالنا مع ذواتنا او مع الاخرين من حولنا، دائما ما نحاول ان نعبر عن شيء، محدداً لمعظم تعبيراتنا الاتصالية، ويأخذ التعبير اشكالا عدة منها: ما هو لفظي او جسدي او التعبير بالصورة او بالرسوم والنقوش التي تخلو من الملفوظ، ولكنها تمتلك لغتها الخطابية الخاصة التي توصل المعنى الى المتلقي. كما تطرقت دراساته النقدية الجمالية الى تأشير تلك العلاقة المجسرة ما بين التأمل والشعور ومن ثم الادراك في الخطاب الجمالي المعاصر، والتي وصفها الزيدي بانها علاقة معقدة غير واضحة المعالم واستطاع ان يقدم لنا تصنيفا مفاهيميا في هذا الميدان حيث اشار الى ان الشعور عند الفنان يخصب الجانب التأملي لدية ويجعله حبيسا في مضمون البحث عن حل اشكالية او ظاهرة تثيره وتخاطب ذاته في محيطه الذي قد يشوبه التعقيد او العكس، في حين ان التأمل يخصب الشعور نفسه ويكشف عن مديات العمق والفكرة فضلاً عن ارتباط الفنان بتجربته الجمالية التي تبلغ ذروتها في الشعور.

لقد كشفت الدراسات النقدية الجمالية للدكتور جواد الزيدي ان معظم النظريات التي تطرقت للتجارب الفنية والتي اختلفت منذ بداية عصر الحداثة وصولاً لما بعدها كانت في معظمها نظريات تطرقت الى الفن الجميل ولاسيما وصف وتحليل لمكونات هذا الفن من حيث قياس مديات الابداع فيه والكشف عن الجمال والنشوة والسعادة في تذوق الخطاب ومكوناته الفنية فضلاً عن التقنية التي تنوعت وتحولت على وفق زمكان الحداثة وتنوع مدراسها التي تداخلت ايضا مع المفاهيم الادبية النقدية كالسيميائية والتفكيكية والبنيوية وما بعدها، على الرغم من ان معظم الادباء كانوا من اهم مؤسسي الحركات التشكيلية الجمالية الحداثوية المهمة كالسوريالية التي اسسها الشاعر الفرنسي (اندريه بريتون)، وهذا ما يؤكده الزيدي في معظم دراساته النقدية الجمالية الى ان هناك علاقة مهمة وتبادلية ما بين نظرية الفن ونظرية التجربة الجمالية، لاسيما ان الفن بوصفه وعاء شاملاً للقصة والشعر والرسم والنحت والموسيقى والمسرح. 

تعد بحوث وكتب د.  جواد الزيدي ودراساته النقدية والجمالية في تجارب عدة في الاساليب الفنية الجمعية والاساليب الفنية الذاتية التي استطاع ان يمنحنا نصاً نقدياً دقيقاً استند فيه الى دراسة تحليلية بصرية خاض فيها موضوعياً وقدم آراء مهمة كانت لها الفضل الكبير في مساعدة العديد من الباحثين في الميدان الاكاديمي ان يقيم ويتعرف ويكشف العديد من الجوانب الغامضة في الخطاب الجمالي المحلي والعالمي. وهذا ما أكد عليه الزيدي في ان الفنان هو الانسان الذي يتميز بالحساسية المطلقة نحو الزمكان، وهناك فرق بين الفنان المفكر والفنان المقلد والفنان النمطي، فلكل منهم خصائصه الجمالية والفكرية التي ترتبط بالأداء والتعبير والاحساس والتأثير في المتلقي. وكانت من اهم دراساته النقدية الجمالية هي دراسة التنوع الاسلوبي للفنان العراقي الرائد الاستاذ سعد الطائي، اذ يصف لنا الزيدي تلك التجربة العميقة في ان هدف الطائي في معظم اعماله الفنية هو وجود حقيقة متأصلة يجب عزلها عن المظهر الخارجي فلم تكن هذه الرسوم نتيجة للمصادفة الا في القليل النادر منها، ولكنها تظهر كيف ان الضوء يغسلها جميعا كما عبرت عنه حقيقة الصورة اذ سعى الى التعبير عن الجوهر الكامن في الشيء، لذا نبذ الوصفية والتعلق بالمرئيات التفصيلية. الحديث عن د.  جواد الزيدي هو حديث ذو شجون لا تفيه هذه الاسطر حقه فقد قدم للساحة الجمالية العراقية والعربية العديد من الدراسات المهمة ومنها تلك الدراسات في فنون الخط العربي فضلاً عن الجانب الاكاديمي المهم بوصفه استاذا اكاديميا تسنم العديد من المناصب المهمة في قيادة العمل الجمالي الاكاديمي واشرافه ومناقشاته وآرائه المهمة في ميدان الدراسات العليا في الماجستير والدكتوراه في جامعات العراق كافة. 

ــــــــــــــــــــــــــــــــ

*ألقيت في جلسة احتفاء “ملتقى إبراهيم الخياط الثقافي” يوم 13/ 1/ 2023 في بغداد بالدكتور جواد الزيدي بمناسبة فوزه ثالثاً بـ “جائزة الشارقة للبحث النقدي التشكيلي”.

**باحث واكاديمي

---------

صورة المرأة في البرامج والدراما التلفزيونية

د. صالح الصحن

منذ وقت مبكر في الوعي البشري والانساني، اثبتت المعطيات على وفق بدايات الخلق، ان المرأة، ذلك العنصر الفاعل في تكوين بنية المجتمع ومنظوماته، ومؤسساته، بوصفها الكائن المنتج للحياة والجمال، على الرغم من اختلاف ثقافات المجتمعات ومستويات الوعي السائد هنا والمختفي هناك، الأمر الذي يحفزنا للبحث عن اكتشافات متعددة من الافكار والمفاهيم والنظريات إزاء دور المرأة في الحياة الاجتماعية والمهنية والعلمية والفنية مع تعدد لن يتوقف من المهارات، أسوة بما يتسم به الرجل رغم الاختلافات القائمة بينهما.

 فالوسط الادبي والفني والإعلامي من الانشطة الثقافية والابداعية التي تليق بطبيعة المرأة ومكنوناتها، فهي الأقرب إلى الجمال والالوان والذوق واللياقة والتنظيم والتنسيق والتخطيط وغيرها من الانشطة الناهضة في المجتمع فهناك الروائيات والرسامات والناقدات والمصممات والمعماريات والرياضيات اللائي وصلن إلى مراتب ابداعية عالية فضلا عن الحقول الاخرى ومجالات العمل المتعددة، ، ففي البرامج التلفزيونية وبخاصة برامج السيرة مثلا،  نادرا ما نجد في العديد من القنوات التلفزيونية، النسبة القليلة من الاهتمام بتسليط الضوء على تجارب النساء المبدعات المتميزات، كأفضل طبيبة عالمة باختصاصها، وافضل فنانة، مخرجة، روائية، رسامة، نحاته، مصممة، قاضية، دبلوماسية، أستاذة فلسفة ونقد وجمال، وغيرها من الاختصاصات،  وهناك تصميم سائد لدى البعض من  أصحاب القنوات الفضائية على أن أناقة المرأة وجمالها يكاد يفضل على بقية المهارات اللازمة لشخصية المذيعة أو مقدمة البرامج، فغالبا ما نجد البعض منهن لا تجيد فن الكلام نطقا ولغة واداءً، بما يضعها في موقف لا يخلو من السخرية، وهناك اختيارات أيضا ، لا تخلو من ابتذال واختلال الذوق، وضعف المستوى الثقافي، وكذلك، هنالك اختيارات لمواضيع برامج لا ترتقي إلى ما نهدف اليه من رقي في  استضافة أو تسليط الضوء أو سيرة حياة نماذج نسوية بمستوى المفكرة والعالمة والمبدعة والمبتكرة والمعمارية واستاذة الفكر والفلسفة والطب والهندسة والفلك والفضاء، مع الاشارة الى ان غالبية بعض البرامج الضعيفة  تستسهل الذهاب إلى المولات والأسواق والشوارع لتسجل لقاءات وبرامج عابرة وخالية من القيمة المعرفية والعلمية لدى المرأة. باستثناء بعض البرامج التي تحافظ على سمة الانصاف مع قضية المرأة. .وعندما ننظر الى المراة في الدراما التلفزيونية وفي البرامج نجد، ان هناك ثمة خلفيات ثقافية ونزعات ذاتية وموضوعية اربكت حدة التوازن، والحقت بالمراة” حيفا كبيرا، فمعروف جدا أن مجتمعات متعددة في العالم لم تتخلص من السمة الذكورية، الذي يشكل احيانا بعدا متخلف النظرة عن قيمة المرأة، منها ان ظروف المرأة في بعض المجتمعات جعلها ان تكون في مسابقة ليست هي الأقرب إلى الدور القيادي، وان هناك اعلام وثقافة خارجية تعمل للاطاحة بمظاهر الرقي في المجتمع ومنها عالم المرأة، وان هناك تأثير خارجي، من وسائل الاتصال الحر، في السفر والاحتكاك بالعالم الخارجي، وهناك بعض المؤشرات منها :

* فقدان القوانين الجادة لحماية المرأة. 

*.. طبيعة المرأة بحاجة إلى اهتمام خاص بها،لم يدركه البعض.من العاملين بشؤون الثقافة والفنون. .

*.. المستوى الثقافي والحضاري لأي مجتمع، له الأثر الكبير في تحديد مستوى النظرة والتعامل مع المرأة.

*.. كثرة الحروب والاضطرابات السياسية والامنية والاجتماعية تعمل على فقدان الكثير من الرجال، وبقاء المرأة في مسؤولية مضاعفة ، الأمر الذي يكسر خط التوازن، ويعرضها إلى العديد من الانتهاكات والمعاناة، والتحديات.التي تظهر لنا المرأة دائما في حالة عوز وضعف وانتهاك وسلعة واعلان وجسد وغيرها من حالات الهون.

وفي ما يتعلق بتوظيف شخصية المرأة في الدراما التلفزيونية والبرامج، هناك اختلاف واضح في مستوى الكتابة والمعالجات الصورية لها، ففي بعض الأعمال التلفزيونية التي أعطت الدور الإيجابي للمرأة، كمسلسل “عالم الست وهيبة”، و”ليالي الحلمية” ومسلسل “سيدة الرجال” ومسلسل “رباب”، وكذلك في مسلسل”مين يشتريك” التي  أظهرت نموذجا لدور السيدة ذات العطاء، القوية القادرة على التصدي لمحاولات استهدافها، وهناك أيضا  دورالصديقة “ليلى طاهر” في مين يشتريك وكذلك دور الزوجة “ميرفيت امين” في “الرجل الاخر” أو في مسلسل للعدالة وجوه كثيرة ودور الزوجة “دلال عبد العزيز” ودور العمة نور “نبيلة عبيد” في مسلسل العمة نور، ودور الزوجة نازك السلحدار “صفية العمري” في ليالي الحلمية،  وكذلك مسلسل “ثورة الحريم” الذي ضم العديد من عناصر الجذب والاهتمام والتشويق وبموقف قريب جدا من قيمة المرأة، التي لا نرغب ان يتحكم بها الرجل دون أدنى معيار كمسلسل “عائلة الحاج متولي” الذي يقود حياة زوجاته الاربع بمزاجه، ورغباته رغم شرعية الارتباط الاجتماعي ، وكثير من الاعمال أظهرت الجانب الإيجابي في المرأة بوصفها مصدرا للحب والحياة والتفوق والقيادة، بما يضعها في المراتب العليا من حيث الشكل والمضمون، في حين هنالك أعمال تعتاش فيما تحمله من رسائل بائسة عن ضعف المرأة واخطائها وانتهاكاتها للقيم الاخلاقية، فتظهرها  في ادوار رخيصة ومبتذلة وضعيفة الثقافة والوعي  وبائعة الهوى وبازياء فاضحة، بهدف الاثارة والجنس والسلعة، وبتكرار مقصود يتمحور مع ذائقة البعض وكانها ظاهرة تشكل الحالة الطبيعية للمرأة،

وهناك عوامل ساعدت على ذلك منها :

*ان الاعلام الإليكتروني والنشر الحر من دون رقابة، لعب ادوارا في إظهار المرأة في  الصور والفديوهات والعبارات والاكاذيب وتقنيات التحريف والتشويه في إطار نشر الفضائح ومقاطع التندر والمفارقات الكوميدية، وتحقيق نسب عالية من المتابعة والجذب والاستقطاب لمثل هكذا مواقع، لاغراض التطبيع مع هكذا حالات واعتبارها أمرا متداولا بشكل طبيعي. . ،

*كثرة الإعلانات التي تتخذ من المرأة جسدا مغريا في ترويج البضاعة.

*كثرة الاغاني التي تجلب اكبر عدد من الفتيات الراقصات العاريات برفقة مطرب من الدرجة العاشرة ان لم نقل اقل من ذلك بكثير.

*كثرة موجات التنحيف والرشاقة والالعاب الفاضحة للاجسام والأعضاء البشرية.

*الإكثار من عرض مشاهد الرقص في الملاهي والامان وجرائم الاغتصاب وشرب الخمور والمخدرات ومشاهد النكات البذيئة. وعروض الصور والفيديوهات الماجنة. بقصد افهام ضعاف النفوس، على ان ذلك واقع حال، بالامكان التأقلم معه، وهذا ما يعمل على تدمير الذائقة السليمة، وتقبل كل ما هو فاحش.

ومن الأدوار التي تظهر بتمثلات غير لائقة بقيمة المرأة.. منها :

*دور فتاة جامعية تشرب السيجار والناركيلة والمخدرات، ولها صداقات واسعة وتتغيب عن المحاضرات، برفقة صديقها الذي يستغلها وفق ما يشاء و الأخطر من ذلك، هو ليس لوحدها وإنما عشرات الفتيات على ذات الدور بشخصيات مختلفة.

*ضعف دور الأسرة أمام موجة الانترنيت وما جرى من تغيير في بنية المجتمع من أسواق ومقاهي وملاهي ومنتديات تدعي الثقافة واماكن التسلية.

  • دور لزوجة خائنة تبحث عن المظاهر والملابس والمكياج والهدايا والسهرات.
  • دور المرأة النكدية الغيورة الشكاكة التي

تخلق المشاكل دون تفكير وتأمل ومراجعة، وإنما بتهور وتسرع مما يفقدها صوابها وحسن تصرفها.

  • المرأة الجاهلة الضعيفة الفقيرة التي لا تحمل شهادة تعليم، ولا عمل، ولا مهارات خاصة، مما يضعها في دور لا تحسد عليه.
  • دور المراهقات تعد مادة اغراء للمشاهدة وكسب الجمهور لشباك التلقي.. مما يقدمها جسدا وليست قضية أو موضوع ما.
  • دور موظفة تتعاطى الرشوة.
  • دور معلمة تتقبل الهدايا مقابل النجاح
  • دور السكرتيرة العشيقة. .
  • تجرأت الدراما احيانا في منح بعض الأدوار العاطفية الشاذة والمخالفة للمجتمع والواقع والقيم والعادات المألوفة، بهدف خلق الدهشة والمفاجأة واجتياز حدود المواضيع المسكوت عنها، لهذا تضمنت بعض الأعمال وبخاصة العربية والعالمية بأدوار المثلية والشذوذ والانتهاكات الاخلاقية والاجتماعية التي شملت النساء والرجال، ومن الغريب جدا أن في احد الافلام الأجنبية تظهر شخصية عالمة آثار بمواصفات علمية ومعرفية تليق بشخصية امرأة في غاية الارتقاء ولكن يعكف الفيلم من خلال النص ان تتعرف هذه الشخصية العالمة على إحدى السائحات الراغبة كثيرا في معرفة أسرار الآثار وتاريخ حضارتها، مما شكل علاقة صداقة عارمة بينها وبين العالمة، لتتطور من الاهتمام الثقافي، إلى لقاءات حميمية على السرير بالعري التام من دون أدنى ستر أو تحفظ أو حياء، هكذا فكر الفيلم في انتهاك ما يشاء كي يطلق رسالة ان مثل هكذا حالات تحصل حتى عند ارقى العقول والحقول العلمية .وعلى غرار هذا الفيلم هنالك مئات الافلام التي تتناول مثل هذه المواضيع التي ساهمت في إشاعة ثقافة تناول المرأة بقدر اقل من قيمتها واستحقاقها الاجتماعي والأخلاقي الذي تسبب في خلق موجة من قبول التعاطي مع هكذا مواضيع وهكذا عروض وهكذا معالجات لا ترتقي إلى القيمة  العليا التي نطمح لها للسيدة المرأة

والفتاة المرأة. والعالمة المبدعة المرأة، التي تستنكر الارتماء في حقول المخالفة والانتهاكات..

------------

لقاء في حضرة الشتاء

فاروق فياض

كنت ثملا بك

اراقب الكون مندهشا

ارى الغيوم مظلة للقاء

ولونا رماديا للحنين الحزين

والبرق شاهدا وحيدا

حين دنا كفك من كتفي

فسجدت عليه شفتي

لتتلو صلاة العناق ..

ارى الريح تقود كونشرتو غناء الشجر

وتشاكس رتابة تصفيفة الشعر

فتتحول الاكف الى امشاط

والعيون الى مرايا

والقبل.. تصبح في اللحظة

اجمل الهدايا

فتحتفل السماء

وتهدي العاشقين بعض المطر

ويصبح لليل اكثر من قمر

ارى النجوم بذورا مبعثرة

رمتها كف عاشق في حقل الظلام

فانبتت عيونا للسهر

ارى بارود المدينة وضجيجها المر

يحاصرني

فكوني نسمتي الخالدة

اغنيتي ..

بقايا فرحتي ..

جنتي ...

وتفاحتي المشتهاة  !

اجمعي ما تبعثر مني

لملميني كشظايا من الطرقات

خذيني هناك ..

بين جفنيك

بعيدا عن الامس والذكريات

ارى ادم وحواء فينا

وانا خلقنا منذ التقينا

*****************************

أفكارٌ حرةٌ

كتبتها / آلدا ماريني

ترجمها عن الايطالية/ عبدالوهاب الدايني

لا تحبَ بقلبِك

حبَّ مع ألروح

ألتي تلُقَحُ

من ألزمن

لا تحب آن لم يرشحَ

أنفكَ

 ولا تُحِبَ إن لم

تملكُ خوفا

من ألخسارةِ....

لكن

عندما تُحب

عِش

ربما موجوعا

ربما مُصحّا

لكن عِش

عندذاك مُت

عندما تتوقف عن الحب.

تلاشى

عندما لاتكون بعد محبا.

اذا ما الحب جرحك

عالج نُدبَ جروحكَ

وتأكد أنك عائس

لأنك تعيش

من أجلِ التي تحُب

ومن أجل الذي يُحبُك

--------------- ----------------------------------------------

الصفحة الثانية عشر

بحضور مخرج الفيلم قتيبة الجنابي.. المعهد الفرنسي يقدم العرض العراقي الأول لـ «رجل الخشب»

بغداد – طريق الشعب

عرض المعهد الثقافي الفرنسي في بغداد، الخميس الماضي على قاعته، الفيلم الحاصل على جوائز عالمية “رجل الخشب”، للمخرج المغترب قتيبة الجنابي، وذلك للمرة الأولى في العراق.

حضر العرض مخرج الفيلم نفسه إلى جانب وكيل وزارة الثقافة د. عماد جاسم ومدير عام دائرة العلاقات الثقافية العامة في الوزارة فلاح حسن العاني، ونخبة من المهتمين في الفن السينمائي.

وقبيل عرض الفيلم، ألقى د. عماد جاسم كلمة قال فيها أنه “من دواعي فخرنا واعتزازنا ان نحتفل بقامة عراقية تحصد الجوائز العالمية، ونثمن تواصل المعهد الثقافي الفرنسي مع المنجز الابداعي العراقي”، مضيفا أن “بصمات مخرجنا المميز قتيبة الجنابي تكاد تعلن عن نفسها في المحافل العالمية وهو ينافس السينما العالمية بأفكاره التي تحمل شفرات الادانة للعنف والمعارك وتترجم حنين المغتربين إلى أوطانهم، وتسلط الضوء على عذابات اللاجئين”.

وينتمي فيلم “رجل الخشب”، وهو من إخراج وتصوير الجنابي، وإنتاجه بالاشتراك مع المنتج علي رحيم، الى الفنتازيا وسينما المؤلف، ويتحدث عن عراقي يتحول إلى خشب. إذ يحاكي الفيلم دمية خشبية بحجم الإنسان تُجبَر على ترك موطنها في الغابة. ثم تتقاطع أقدار هذا الإنسان – الدمية مع عدد من الشخصيات، ليرسم من خلال رحلة عودته الصعبة إلى وطنه (الغابة)، صورا واحداثا تعبر عن عقل وقلب كل من أُجبر على ترك وطنه – حسب ما أفاد به المخرج الجنابي على صفحته في فيسبوك.

وكان “رجل الخشب” قد حصل على دعم من “ملتقى القاهرة” السينمائي و”مؤسسة الدوحة” للأفلام ووزارة الثقافة العراقية. وفاز الفيلم خلال العام الماضي بثلاث جوائز، هي: جائزة لجنة التحكيم في “ملتقى القاهرة” السينمائي، والجائزة البرونزية لمهرجان أشبيليه للفيلم المستقل في اسبانيا، والجائزة الذهبية لأفضل فيلم آسيوي في مهرجان طوكيو للأفلام.

وبعد اختتام العرض، قدم مدير عام دائرة العلاقات الثقافية العامة فلاح حسن العاني، باقة ورد إلى المخرج قتيبة الجنابي.

 *********************

أحمد الجنديل وسردياته  في اتحاد أدباء كربلاء

كربلاء – سلام القريني

عقد اتحاد الأدباء والكتاب في كربلاء، أخيرا، جلسة أدبية حملت عنوان “الفضاء الروائي في سرديات أحمد الجنديل”، ضيّف فيها الجنديل نفسه بحضور جمع من الأدباء والمثقفين والمهتمين في الشأن السردي.

أدار الجلسة الروائي إبراهيم سبتي وابتدأها بتقديم السيرة الذاتية للضيف، والحديث عن السمات الجمالية في السرد الروائي بشكل عام وفي روايات الجنديل بشكل خاص.

بعد ذلك، أجاب الضيف عن أسئلة حول تجربته السردية، طرحها عليه عديد من الأدباء الحاضرين، الذين قدم بعضهم في المقابل أوراقا ومداخلات نقدية حول كتاباته، بضمنهم الشاعر عبد الحسين الدعمي، الناقد د. عمار الياسري، الروائي د. حسن عبيد عيسى، القاص حمودي الكناني، الروائي سعد السمرمد، الشاعر قاسم بلاش والقاص خالد مهدي الشمري.

يشار إلى أن الجنديل ترجمت روايتاه “آلهة الدخان” و”امبراطورية الثعابين” إلى اللغتين التركية والفارسية. كما حظيت روايتاه “ثلاثة وستون” و”رقصة الطواويس” باهتمام النقاد.

 **************************

طاولة «طريق الشعب»  في الكرّادة

بغداد – طريق الشعب

نظمت لجنة جمال الحيدري الأساسية للجنة المحلية - الحزب الشيوعي العراقي – اللجنة المحلية في الرصافة الأولى، الخميس الماضي، طاولة إعلامية في منطقة الكرّادة داخل.

ووزع كادر الطاولة على المواطنين وأصحاب المحال التجارية، نسخا من “طريق الشعب” ومن التقرير السياسي الصادر عن الاجتماع الاعتيادي الأخير للجنة المركزية للحزب.

كما عرّف الكادر المواطنين، بأبرز ما تضمنه التقرير السياسي. وفي المقابل، ثمّن المواطنون مواقف الحزب الوطنية.

 *******************

تنسيقية التيار الديمقراطي  في الرصافة تحتفل بذكرى تأسيسها

بغداد – طريق الشعب 

اقامت تنسيقية التيار الديمقراطي العراقي في الرصافة، الخميس الماضي، حفلا في مناسبة الذكرى السنوية الأولى لتأسيسها.

حضر الحفل الذي أقيم على حديقة مقر الحزب الشيوعي العراقي في الكرادة، رئيس المكتب التنفيذي للتيار زهير ضياء الدين ود. علي مهدي وجمع من أعضاء التيار.

عضو المكتب التنفيذي للتيار محمد جرجيس، افتتح الحفل بكلمة رحب فيها بالحاضرين، ثم فسح المجال للأستاذ زهير ضياء الدين الذي استعرض من جانبه أبرز نشاطات التيار الديمقراطي، وتمنى للتنسيقية النجاح الدائم.

وتخللت الحفل فقرات ترفيهية وغنائية. 

 ********************

«قصر مصطفى خان».. مَعلَم كربلائي يعاني الإهمال بين جدران متهالكة

كربلاء – وكالات

يعد “قصر مصطفى خان” الذي بني ابان ثلاثينيات القرن الماضي على الضفة اليمنى لـ “نهر الحسينية” في قضاء الحسينية بكربلاء، واحدا من المعالم التراثية الكربلائية، وبسبب الإهمال تحوّل هذا القصر اليوم إلى بناية متهالكة الجدران يغمرها الغبار.   

وعن صاحب القصر، يقول عضو جمعية المؤرخين العراقيين عزيز الطرفي، أن “مصطفى خان كان أول من أنشأ مع عدد من الشخصيات الكربلائية والوجهاء والمتنفذين، جمعية التمور العراقية، التي كانت تسوق التمور وتصدرها إلى خارج البلاد. كما أنه أنشأ ابان خمسينيات القرن الماضي مستوصفا وجامعا في منطقة (أبو عصي) بالحسينية”.

ويوضح في حديث صحفي، أن “مصطفى خان كان وزيراً في أصفهان، وأنه نشأ وترعرع في كربلاء، وكانت له مساهمات اجتماعية في المنطقة، وكان شقيقه عبد الحميد متصرف لواء كربلاء أيام العهد الملكي”.

من جانبه، يقول عباس فاضل، وهو من المهتمين في تراث كربلاء، أن “مواطنين كثيرين كانوا قد طالبوا مرارا بتحويل هذا القصر إلى مبنى ثقافي بدل أن يبقى مهملا فيندثر”، مبينا أن القصر تعود ملكيته الآن إلى ورثة مصطفى خان.

 **************************

معاً لبناء بيت الحزب.. بيت الشعب

دعماً للحملة الوطنية لبناء مقر الحزب الشيوعي العراقي، تبرع الرفاق والأصدقاء:

  • الدكتور عبد المجيد الحداد 200 الف دينار.
  • الرفيق اصيل الحبيب ٥٠٠ الف دينار.

الشكر والتقدير للرفاق والأصدقاء على دعمهم واسنادهم حملة الحزب لبناء مقره المركزي في بغداد.

معاً حتى يكتمل بناء بيت الشيوعيين.. بيت العراقيين.

 *****************

عملية مرتقبة لاسترداد آثار العراق من بريطانيا وأمريكا

بغداد – وكالات

كشفت وزارة الثقافة عن عملية مرتقبة لاسترداد جميع الآثار العراقية المهربة الموجودة في المتحف البريطاني والولايات المتحدة الأمريكية. فيما أكدت أن هناك إصرارا من الجانب العراقي على إعادة آخر قطعة أثرية موجودة خارج البلاد. وقال ‏رئيس الهيئة العامة للآثار والتراث في الوزارة، ليث مجيد حسين، ان “العراق شهد العام الماضي أكبر عملية استرداد للآثار المهربة، بواقع 18 ألف قطعة من الولايات المتحدة الأمريكية”. واضاف قائلا أن “عمليات الاسترداد مستمرة، وسنشهد عملية استرداد أخرى للآثار من المتحف البريطاني والولايات المتحدة الأمريكية”، موضحاً أن “بعض الآثار ليست مسروقة، إنما هناك مذكرات واتفاقات لتبادل الآثار من أجل الدراسة، على أن تتم إعادتها إلى العراق ضمن مذكرات تفاهم موجودة سابقاً”.

واشار حسين إلى أن “عمليات سرقة الآثار تمت بعد 2003 من المتحف العراقي، وأيضاً هناك نبش عشوائي للمواقع الأثرية، ولا نعلم ما هي الآثار التي سرقت وهربت”، لافتا إلى أن “سرقة الآثار يعاقب عليها القانون العراقي بشدة، وأنه بين الحين والآخر يتم إلقاء القبض على بعض السراق من قبل الأجهزة الأمنية ومن خلال المنافذ الحدودية”.

 **********************

مصمم عراقي يحمي الأزياء الفلكلورية من الاندثار

بغداد – وكالات

دأب مصمم الأزياء العراقي ستيف الساتي، على إحياء الملابس الفلكلورية العراقية التي تمثل طوائف وقوميات مختلفة، وذلك حفاظا عليها من الاندثار.

وكان الساتي قد زاول مهنة تصميم الملابس وخياطتها بعد مغادرته بغداد عام 2004 بسبب الأوضاع الأمنية المضطربة، وتوجهه إلى سوريا. إذ تعلم هناك أصول التصميم والحياكة والخياطة، وتخصص في الأزياء الفلكلورية، ما جذب اهتمام أبناء الجالية العراقية في المغترب.

وفي العام 2006، عاد ستيف إلى العراق، وأقام في أربيل وواصل مهنته.

يقول في حديث صحفي ان “اهتمامي انصب أكثر على الأزياء الفلكلورية المسيحية: الآشورية والسريانية والكلدانية، كونها باتت على حافة الانقراض، ولم يعد يعمل في صناعتها سوى عدد قليل من الناس”.

وأوضح أنه “بدأت عملي معتمداً على الأساليب القديمة التي تعلّمتها، لكنّني أدخلت عليها لمساتي وأفكاري وألواني”.

وأدّى احتلال إرهاب داعش عام 2014 مدينة الموصل ومدنا أخرى من البلاد، إلى وضع قسم من الأزياء الفلكلورية تحت خطر الاندثار، ما صعّب مهمة الساتي في الحفاظ على هذا الفلكلور الشعبي. فهو كان يجمع القطع الأصلية، ثمّ يحيك نسخاً مماثلةً عنها.

وبسبب السنوات العصيبة التي عاشها العراقيون خلال احتلال داعش، ازداد عدد المعجبين بأزياء الساتي، وارتفع الطلب عليها، ما حفزه على تطوير موهبته.

وفي هذا الصدد يقول، أنه “بعد تحرير الموصل، وجدت أنّه من الضروري العمل على إنتاج هذه الثياب، خاصةً أنّ بعضها انقرض. لذا بدأت البحث عن الأزياء التقليدية واستنساخها”، مضيفا أنه “استطعت تطوير ملابس عصرية بإمكان أي شخص أن يرتديها، وهي مطلوبة بشدّة داخل العراق وحتى خارجه بين الجاليات المنتشرة في العالم”.

ويبذل الساتي جهداً مضاعفاً في إنجاز عمله، بسبب عدم امتلاكه فريقاً متكاملاً، ومع ذلك شارك في العديد من المهرجانات والمعارض المتعلّقة بالأزياء، في أربيل والموصل وبغداد.