اخر الاخبار

الصفحة الأولى

رائد فهمي: الحكومات أمعنت في خرق الدستور

الشيوعي العراقي يقيم دعوى دستورية طعناً في عدم إكمال الحسابات الختامية

بغداد ـ طريق الشعب

أقام سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي الرفيق رائد فهمي، دعوى قضائية امام المحكمة الاتحادية العليا، تضمنت الطعن بقيام مجلس الوزراء ومجلس النواب بتمرير الموازنات الاتحادية للسنوات السابقة من دون تقديم الحسابات الختامية.

وقال المحامي زهير ضياء الدين في تصريح صحفي، انه “تمت إقامة دعوى أمام المحكمة الاتحادية العليا وكان المدعي فيها السيد رائد فهمي بصفته سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي والمدعى عليهم كل من رئيس مجلس الوزراء ورئيس مجلس النواب بصفتيهما الوظيفيتين”.

وأضاف ان “الدعوى تضمنت الطعن بقيام مجلس الوزراء ومجلس النواب بتمرير الموازنات الاتحادية بدون تقديم الحسابات الختامية للسنة السابقة معها، عملا بأحكام المادة (٦٢ / أولا) من الدستور”، مبينا انه “سيتم ارسال الدعوى الى المدعى عليهم للإجابة، ومن ثم يتم تحديد موعد المرافعة”.

اسباب الدعوى

وللحديث عن أسباب رفع الدعوى، اكد الرفيق رائد فهمي لـ”طريق الشعب”، ان الحكومات المتعاقبة ومنذ عام 2005 أمعنت في انتهاك الدستور، وخاصة في ما يتعلق بتقديم الحسابات الختامية للسنة المنتهية مع موازنة العام اللاحق لها الى مجلس النواب في مخالفة صريحة لنص المادة (62/ اولا).

واضاف سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، انه اضافة الى الخرق الدستوري، فأن عدم تقديم الحسابات يؤثر على قدرة اعضاء مجلس النواب والرأي العام في تقدير الاوضاع بشكل سليم، وتقييم ما تم انجازه، مشيرا الى وجود حالة غريبة وهي اعداد الموازنات وفقا للتخمينات، وليس على ما تم انجازه، مشيرا الى ان هذا الامر هو عامل اساسي في تضخم تخصيصات الموازنات وإدراج عجز افتراضي في وقت لم تتمكن فيه الحكومات من صرف التخصيصات الموجودة في الموازنة اصلا!

وبيّن الرفيق ان استمرار هذا الخرق الدستوري يسهم في هدر المال العام، ويسهل من مهمة اضافة مبالغ مالية تذهب الى جيوب الفاسدين، منوها الى ان الحكومات المتعاقبة لم تعد تأخذ بعين الاعتبار مشقة تبرير عدم تقديمها للحسابات الختامية، وكأن الخرق اصبح حالة طبيعية!

وشدد فهمي على ضرورة ان تقول المحكمة الاتحادية رأيها في الموضوع بهدف ممارسة الضغط على الحكومة وانهاء هذا الخرق، مبينا ان الحسابات الختامية التي وصلت الى مجلس النواب على شكل دفعات موحدة هي لغاية عام 2013، لكنها لم تناقش داخله.

عدم التسوية

واشار الرفيق الى ان هناك اشكالية في عدم تسوية سلف كثيرة في عام 2014، ونتيجة عدم اقرار الموازنة عرقلت الحسابات الختامية على اعتبار ان الاساس في ذلك هو موازنة عام 2014، ومن غير المقبول الاستمرار في عدم وجود حسابات ختامية طيلة السنوات الماضية، منتقدا تماهل ديوان الرقابة المالية والحكومة في هذا الامر، وعدم إيجاد معالجة حقيقية للموضوع.

وحثّ الرفيق الحكومة على انتهاج الشفافية وتقديم التقارير الفصلية وفقا لقانون الادارة المالية، وعدم الاستمرار في حالة التراخي، مبينا ان هذا الأمر ينعكس سلبا على الانفاق، ويتسبب في هدر المال العام.

كما أكد ان الدعوى المقامة هي نوع من لفت الانتباه، كون الأمر يتعلق بثروات البلاد واقتصادها الوطني ولا يمكن الاستمرار في التغاضي عنه، موضحا ان الدعوى تخص جميع الموازنات السابقة ومقدمة ضد وظيفة رئيس الوزراء لا شخصه، وكذلك الأمر بالنسبة الى رئيس مجلس النواب.

تفاعل شعبي وسياسي

واوضح فهمي ان الامر لا يخص الحزب الشيوعي العراقي او القوى المدنية والديمقراطية لوحدها، انما هو هاجس جميع المواطنين، معربا عن امله في إيجاد تفاعل شعبي وسياسي مع الدعوى، من اجل الحفاظ على ثروات البلاد.

ودعا الرفيق فهمي المحكمة الاتحادية الى ايلاء القضية اهتماما شديدا، وان يكون لها دور كبير في ترشيد الحياة البرلمانية وتصويب ادارة الدولة بشكل سليم.

----------

راصد الطريق.. قبل أن تطلقوا التهديدات! 

اكد رئيس مجلس الوزراء أثناء زيارته مقر وزارة الزراعة ببغداد يوم امس، ما سبق لمجلس الوزراء ان أقرّه وأجل تنفيذه، معلنا أن “ الموسم الزراعي المقبل لن يكون فيه ايّ دعم لأيّ فلاح لا يستخدم تقنيات الري الحديثة وطرق الري الحديثة بالرش”.

ولا خلاف على اهمية وضرورة الاستخدام واسع النطاق لطرق وآليات الري الحديثة، بما يساعد على الحد من كميات المياه المستعملة في الري، اضافة الى رفع الانتاجية. لكن هذا الاعلان يثير المزيد والمزيد من التساؤلات المشروعة.

 فهل وفرت الحكومة ما يستلزم تطبيق هذا التوجه؟ وهل تتوفر كميات كافية من معدات الري بالرش والتنقيط وغيرهما؟ وبأية اسعار سوف تباع للفلاحين؟ وهل ستقوم الشركة العامة للتجهيزات الزراعية بفرض نسبة 7 في المائة عليها، ما يجعل اسعارها أعلى من أسعارالسوق؟ وهل ستوفر المصارف الحكومية القروض للفلاحين وصغار المزارعين، وبفوائد رمزية؟

 ثم .. هل ان كل الحيازات الزراعية، خاصة الصغيرة منها، قادرة على ان تستعمل طرق الري الحديثة؟

فلتُعالجْ هذه الاشكاليات قبل ان تُطلق التهديدات!

----------

على طريق الشعب.. مجداً وثبة كانون

قبل 75 عاماً وفي الخامس عشر من كانون الثاني، وقع صالح جبر رئيس وزراء العراق أنذاك، وعلى متن البارجة البريطانية فكتوريا، الراسية في ميناء بورتسموث، معاهدة مع حكومة المملكة المتحدة، سميت معاهدة بورتسموث أو (جبر – بيفن)، بدعوى تعديل بنود معاهدة 1930 الجائرة، وتحسين موقع البلاد على درب الإستقلال التام.

ولم تمض سويعات على هذا الإعلان المشؤوم، حتى إنطلق حراك ثوري واسع، ساهمت فيه جماهير الشعب بكل طبقاته وفئاته الاجتماعية، من العمال والطلبة والمثقفين والكادحين، الذين رأوا في المعاهدة الجديدة، تكريساً لسيادة مزيّفة وإستمراراً لإسترقاق البلاد وتشديداً لتبعيتها للمستعمر الإنكليزي. وشهدت أيام الحراك تلاحماً بين أبناء الشعب، تمثل في التمسك بالهوية الوطنية الجامعة، المنزهّة من أدران التعصب الطائفي والأثني والحزبي، وتنسيقاً متميزاً بين المنتفضين وطلائعهم السياسية، عبر التمسك بوحدة الإرادة والعمل في ظل إحترام التنوع، ووضوحاً للرؤية والمطالب الحقة، وصموداً بطولياً أمام القمع الدموي الذي شنته أجهزة النظام الملكي، والذي أسفر عن استشهاد عشرين شهيدا منهم جعفر الجواهري وقيس الآلوسي وشمران عواد وجاسم حمادي وحسن القهواتي ورشيد الأعظمي ومنعم مهدي الوادي، وعشرات الجرحى، إلى جانب الاعتقالات التعسفية التي شملت المئات من الممنتفضين. وكان بديهياً أن يثمر هذا الحراك الباسل عن إسقاط المعاهدة والمسؤولين عنها، وتحقيق خطوة مهمة على طريق الخلاص من الاستعمار وأعوانه، والذي تحقق بثورة 14 تموز المجيدة بعد عقد من الزمان.

ولم تحقق الوثبة هذا النصر وحده، بل مهدت لقيام سلسلة من الإضرابات العمالية كإضراب عمال عين زالة، وعمال نسيج الأعظمية والكاظمية وفتاح باشا، وعمال ميناء الفاو وعمال الكهرباء والسكك، ولسلسلة من النشاطات الطلابية التي أثمرت عن إنعقاد مؤتمر السباع وولادة أول إتحاد طلابي في العراق، إضافة لإنتزاع العديد من الحقوق الوطنية والاجتماعية. ومهما سعى بعض المزيَّفين اليوم، والمتباكين على ماض مرير، لأيهام الناس والإدعاء بوجود إمتيازات إيجابية في المعاهدة التي أسقطتها الوثبة، فإن حقائق التاريخ قد أثبتت دقة وعي أبطالها وصحة قراراتهم، تماماً كما عكست ذلك الوثائق البريطانية التي تم الكشف عنها بعد سنين.

واليوم، إذ يحتفي شعبنا بالذكرى الماسية للوثبة، ويحيي بإجلال وحب المشاركين البواسل فيها، وفي طليعتهم مناضلو حزبنا الشيوعي العراقي، الذين إجترحوا مأثرة تفجيرها وقيادتها وإدامتها، يستلهم العزم على مواصلة الكفاح لتخليص بلادنا من أتون الأزمة التي تعيشها وتحقيق التغيير الشامل، الذي ينبثق عنه نظام ديمقراطي فيدرالي حقيقي، خال من المحاصصة والفساد، يحمي إستقلال البلاد وكرامتها ويوفر الحرية والعدالة الاجتماعية لأبنائها، نظام يقضي على الفقر والجوع والأمية والبطالة والخوف وكل أشكال التمييز.

إن بلوغ هذه الأهداف النبيلة يتطلب من كل الخيّرين إبقاء شعلة الحراك الشعبي متقدة دوماً، والتمسك باليقين الثوري والثقة بقدرة شعبنا وبعمق تقاليده النضالية، وإتقان فن سماع رفاق المسيرة والتفاعل مع مختلف الآراء، والجمع بين الحكمة والحماس، وتحديد الأولويات وفي مقدمتها إدراك نبض الجماهير ومشاركتهم آلامهم وأحلامهم والتعرف على طموحاتهم، فبوحدتنا القائمة على الحرية والتنوع ووضوح الهدف، يمكن أن يتحقق التغيير، ونجدد الوثبة، التي ستبقى نجماً ساطعاً في تاريخ العراق المعاصر، ينير لنا طريق التقدم والظفر.

وفي هذه المناسبة اذ نحيي انتفاضة تشرين ٢٠١٩ وشهداءها البررة ونطالب بمحاكمة القتلة والمجرمين، نؤكد من جديد عزمنا على العمل مع كل القوى التي تنشد التغيير الشامل والحقيقي على زيادة زخم الضغط الجماهيري لانتزاع الحقوق وفرض إرادة الشعب وتطلعه الى حياة جديدة يستحقها العراقيون على اختلاف اطيافهم.

**********************

الصفحة الثانية

احباط محاولة تفجير محكمة استئناف نينوى

بغداد – طريق الشعب

احبطت وكالة الاستخبارات، امس الاربعاء، محاولة تفجير محكمة استئناف نينوى، بواسطة ثلاثة انتحاريين واكدت انه تم القاء القبض عليهم قبل تنفيذ العملية.

وذكر بيان للوكالة، تابعته “طريق الشعب”، ان ابطال وكالة الاستخبارات والتحقيقات الاتحادية نجحوا بمتابعة أنشطة العناصر الإرهابية في عموم العراق”.

وأضاف البيان، أن “المؤشرات قادت بعد تحليلها الى الكشف عن وجود نوايا إرهابية لتنفيذ عملية إرهابية لاستهداف محكمة استئناف نينوى من قبل عصابات داعش الإرهابي بواسطة ثلاثة انتحاريين او ما يسمى الانغماسين”.

وبينت الوكالة أنه “على اثر هذه المعلومات قام ابطالنا بمراقبة العناصر الإرهابية وزرع مصادر تتابع تحركاتهم وأماكن تواجدهم حتى تمكنوا من القبض على ثلاثة إرهابيين مع أسلحتهم ومعداتهم قبل دخولهم للمحكمة واحباط المخطط الإرهابي بمهنية عالية”.

وأكد البيان على ان الوكالة قادرة على الوصول الى العناصر الإرهابية التي تحاول استهداف بلدنا واهلنا من خلال عملها الدؤوب واخلاصها تجاه العراق.

-------

كل خميس.. أزمة تلد أخرى

جاسم الحلفي

يخطئ من يتصور ان الإجراءات البوليسية يمكن ان تعيد قيمة الدينار العراقي الى سابق عهدها. فالقدرة الشرائية للدينار لا ترتفع بإلقاء القبض على تجار عُملة ثانويين، وقد سبق لرئيس الوزراء السابق ان اتخذ الاجراء ذاته من دون نتيجة. ويبدو ان هناك ايضا حاجة للتذكير بقرارات الإعدام التي نفذت بمجموعة من التجار في عهد النظام الدكتاتوري السابق، والتي تصور الحكام حينها كما يبدو ان الإجراءات التعسفية قادرة على الحد من ارتفاع الأسعار.

والحق ان الإجراءات العقابية يجب أن تطال حيتان الفساد، كبار المرابين المتلاعبين بالعملة ومهربيها، فهؤلاء هم المسؤولون ومعهم من أرسوا اقتصاد الفساد، ومن فرضوا الوجهة الاقتصادية العدمية، تلاميذ المدرسة الليبرالية المتوحشة، الذين أطلقوا سمومهم عبر “الورقة البيضاء”.

لذا فالموضوع ابعد من تغيير رئيس هذا البنك ومدير ذاك المصرف، والازمة أعمق من ان يعالجها إحلال زيد مكان عمر، مع ان التغييرات ضرورية إن كان هدفها تعزيز الوظيفة العامة بالكفاءة والنزاهة والخبرة في إدارة مؤسسات الدولة، لا ان تشوب التغيير شكوك بشأن تقريب هذا المتحزب او ذاك الموالي.

لقد بدأت بوادر الازمة عندما مرّر صقور المدرسة الاقتصادية المتوحشة الورقة البيضاء، وعندما أقرها مجلس الوزراء السابق دون وازع من ضمير، وصوتت بالموافقة عليها الكتل البرلمانية جميعا متجاهلة اثارها المدمرة على الوضع المعيشي للمواطنين، بجانب تخلف النظام المالي والمصرفي، وغسيل الاموال وتهريب العملة الصعبة الى الخارج.

ولعل الحسنة الوحيدة للورقة البيضاء هي انها كشفت النظرية الجهنمية التي قامت عليها، والتي تكرس زيادة ثراء الفئة الحاكمة وحلفائها من حيتان الفساد، الناهبين للمال العام، والملطخين بعار الظلم والجور. النظرية التي تم اخفاؤها ردحا من السنين، وكانت سبب افقار الملايين، وتعميق الفجوة الطبقية الهائلة بين المتنعمين بمال الفساد وبين المهمشين.

فالورقة اقرت استجابة لإرادة أذرع الإمبريالية، المتمثلة في صندوق النقد الدولي والبنك الدولي ومنظمة التجارة العالمية. وحين وضعت موضع التطبيق، صار الاقتصاد العراقي رهين الإرادة الخارجية.

وكان يوم التوقيع على الورقة البيضاء التاريخ الرسمي لمباشرة إضعاف القيمة الشرائية للدينار العراقي، ومد اليد الى رواتب منتسبي الدولة بصورة شرعية، ونهب مدخرات العراقيين بنسبة بلغت 25 بالمئة منها.

من جهة أخرى، لا يمكن مجابهة الفقر الزاحف والمتصاعد عبر البطاقة التموينية وحدها، وهي التي تحتاج اصلا الى تحسين مفرداتها وزيادة أنواعها. انما يأتي التصدي للفقر عبر حزمة من الإجراءات، التي تستند الى سياسية اقتصادية اجتماعية تكون العدالة الاجتماعية أحد اعمدتها. وهذا ما لا نتوقعه من سلطة لم تراجع حتى الان طريقتها في الانفاق الاستهلاكي الكبير، ولم تلتفت حتى الان الى فشل مساعيها لوقف التضخم الذي هز الاستقرار النقدي في البلد، فأمست عاجزة عن الحفاظ على استقرار الأسعار، وبددت الثقة بسعر الصرف الرسمي، ووسعت الفجوة بينه وبين السعر الموازي.

بصراحة نقول ان طغمة الحكم هي سبب كل هذه الازمات، حيث انها لم تنتهج سياسية اقتصادية مالية ذات وجهة تنموية فعالة، ولم تربط السياسات المالية والنقدية والاقتصادية معا في إطار وجهة تنموية مستدامة. ولم تلفت طغمة الحكم حتى الان، رغم خطورة الازمة، الى فقدان الاقتصاد العراقي القدرة على استيعاب القوى العاملة، التي تتضخم مع الزيادة السكانية كل عام، ما يؤشر ازمة مفتوحة في مجال البطالة، لا حل لها دون تغيير جذري للاقتصاد، وتحويله من ريعي احادي، الى متعدد، صناعي زراعي.

لكن طغمة الحكم في سبات عميق على ما يبدو، وهي بلا وجهة ولا منهج ولا اتجاه، ولم تحقق سوى سيطرة غول الفساد وحيتانه وتحكّمهم بالمال العام. والمتنفذون لا يشغل بالهم عادة سوى الانتفاع من السلطة، والتمتع بأكبر قدر ممكن من المزايا والامتيازات، وعقد الصفاقات المربحة مع حليفهم غول الفساد.

-----

احتجاجات على الغلاء ومطالبة بفرص العمل والخدمات

بغداد ـ طريق الشعب

شهدت خمس محافظات تظاهرات احتجاجية تطالب بتوفير فرص العمل والخدمات، واحتجاجا على استمرار ارتفاع سعر الدولار.

وأعلن أصحاب محال وتجار في محافظة الديوانية، الإضراب وإغلاق المحال إثر استمرار أزمة الدولار، فيما تظاهر العشرات من أهالي محافظة الديوانية، احتجاجا على أسعار صرف الدولار.

وقال مراسل “طريق الشعب”، إن “العشرات من التجار والكسبة في محافظة الديوانية، تظاهروا احتجاجا على أسعار صرف الدولار مقابل الدينار العراقي”، مشيرا إلى ان “عددا من أصحاب المحال التجارية في محافظة الديوانية، أقدموا على الإضراب بعد استمرار أسعار صرف الدولار بالارتفاع”.

وأضاف، أن “اغلب المحال التجارية في المحافظة تعاني من قلة الاقبال والعزوف عن الشراء بفعل ازمة الدولار المستمرة”، موضحا أن “اغلب المهن التجارية في الديوانية تعاني من الركود وقلة الإيرادات المالية، الامر الذي اجبرهم على اغلاق محالهم بوجه الزبائن”. 

من جانبهم، تظاهر العشرات من اهالي محافظة النجف تحت مجسرات ثورة العشرين مطالبين بخفض سعر صرف الدولار امام الدينار.

واشار مراسل “طريق الشعب”، احمد عباس الى ان المتظاهرين طالبو الحكومة بمعالجة اوضاع الناس المعيشية واتخاذ اجراءات تسهم في تحسين اوضاعهم الاقتصادية.

حقوق الموظفين

وتظاهر مئات الموظفين في الشركة العامة للموانئ العراقية، أمام مقر الشركة في المعقل، وسط محافظة البصرة، مطالبين باستحقاقاتهم المالية وتخصيص قطع اراض للسكن.

واشار المتظاهرون الى ان مطالبهم تتمثل بتوفير قطع أراضٍ وحل مسألة تسعيرها”، منوهين بأن “تسعيرة قطع الاراضي في الشركة تختلف عن باقي الشركات حيث تصل إلى 15 مليونا”.

وطالب المتظاهرون بـ”تشكيل لجنة للدفاع عن حقوق الموظفين والتأمين الصحي التي طرحت على الإدارة أكثر من مرة، ولا توجد أي استجابة”، مشيرين إلى أن “المطلب الآخر هو الحوافز، وهذه كانت موجودة تحت مسمى المنحة، التي توقفت ولم نعرف سبب التوقف”.

وشدد المتظاهرون على ضرورة “احتساب الأرباح وإنصاف موظفي شركة الموانئ”.

تصعيد مرتقب

من جانبهم، توعّد العشرات من خريجي الكليات والمعاهد النفطية في ذي قار، الحكومة المحلية بالاستمرار في التظاهر والاعتصام المفتوح للمطالبة بتوفير الدرجات الوظيفية.

وذكر مراسل “طريق الشعب”، ان العشرات من خريجي الكليات والمعاهد النفطية، نظموا تظاهرة امام ديوان مجلس محافظة ذي قار، للمطالبة بتوفير درجات وظيفية في موازنة 2023.

وأضاف، ان المتظاهرين طالبوا الحكومة المحلية في محافظة ذي قار، بالنظر في مطالبهم والاستجابة لها بالتنسيق مع وزارة النفط.

وأشار الى ان، المتظاهرين سيواصلون التظاهر امام مبنى الحكومة المحلية، والاعتصام قرب شركة نفط المحافظة لحين الاستجابة لمطالبهم.

دربندخان والخدمات الاساسية

من جانب اخر، نظم العشرات من مواطني قضاء دربنديخان التابع لمحافظة السليمانية، وقفة احتجاجية، وسط القضاء للمطالبة بتوفير الخدمات الأساسية، وأبرزها توفير النفط الأبيض ومعالجة أسعار الغاز المنزلي.

وقال هاوري اسماعيل، وهو مواطن من أهالي قضاء دربنديخان، في حديث صحفي، إن “المواطنين تجمعوا للمطالبة بالخدمات الاساسية والضرورية في فصل الشتاء، لما لأجواء ومناخ دربنديخان من خصوصية في هذا الفصل”.

وأضاف، أن “المحتجين طالبوا بتوزيع النفط الأبيض على المواطنين بكميات مناسبة واسعار مرضية، كما طالبوا بالغاء العدادات الذكية التي وضعتها مديرية توزيع الكهرباء في السليمانية، مع زيادة ساعات تجهيز الكهرباء”.

كما طالب المحتجون، بحسب المتظاهر، بـ”توفير الغاز المنزلي ومعالجة مشكلة ارتفاع أسعار أسطوانات الغاز”.

وبيّن هاوري إسماعيل، أن “تركيب عدادات الكهرباء الذكية، وتأخر إمدادات النفط، ونقص الغاز، وزيادة الأسعار، زاد من الاعباء على السكان”.

---------

منظمة الحزب الشيوعي العراقي في هولندا وبلجيكا تعقد كونفرنسها

تحت شعار دورة الرفيقين الفقيدين حسن الحسني (أبو لندا) و كاظم الكرادي (أبو كفاح)

عقدت منظمة الحزب الشيوعي العراقي في هولندا وبلجيكا كونفرنسها الحزبي العام

بتاريخ 2023-1-14.

 في بدء اعمال الكونفرنس وقف المشاركون فيه دقيقة حداد إستذكارا لشهداء الحزب والوطن ومن غادرونا خلال الفترة الماضية.

ثم قدم الرفيق سكرتير المنظمة تقريرا تنظيميا عن قوام المنظمة الحزبية وعدد الحضور والمتغيبين لأسباب مرضية والسفر، تم الإعلان عن شرعية الكونفرنس.

تم إنتخاب رئاسة الكونفرنس التي دعت لإنتخاب لجنة الإعتماد، التدقيق المالي، القرارات والتوصيات، كتابة المحضر، وأطْلَعت المشاركين على برنامج عمل الكونفرنس والذي تم إقراره بالإجماع.

بدأت مناقشة وثائق الكونفرنس وتضمت التقرير الإنجازي، وورقة العمل التنظيمي.

ساهم عدد من الرفيقات والرفاق بإعطاء ملاحظاتهم وإستفساراتهم ومقترح تعديلاتهم وتوصياتهم، بادئين ذلك بتقديم الشكر لرفاق اللجنة الحزبية لتحملهم مسؤولية قيادة عمل المنظمة ضمن الظروف الموضوعية المرافقة لجائحة كورونا.

وأعطي المجال للرفيق المشرف الذي نقل شكر واعتزاز قيادة الحزب لرفاق منظمة هولندا وبلجيكا والتمنيات بنجاح الكونفرنس لتحقيق مهام المنظمة الحزبية بما  يرتبط بأولويات ماتعول عليه قيادة الحزب لعمل منظمات الخارج ومنها ؛ التثقيف بسياسة الحزب والترويج لها وكسب تأييد جمهور الجالية العراقية في الخارج وأهمية تعبئة القوى المدنية الديمقراطية والوسط المدني عموما. وأشار كذلك الى الجانب المهم أيضا بتعزيز الجانب التضامني مع الحراك الشعبي في الوطن مشيرا الى علاقة المنظمة وقيادة الحزب المتميزة مع الحزب الاشتراكي الهولندي والنجاح بإيصال صوت ورؤية حزبنا الى البرلمان الهولندي.

وبعد إجابة اللجنة الحزبية على الملاحظات والاستفسارات المقدمة بخصوص التقرير الإنجازي، تم إقرار التقرير شاملا الملاحظات والتعديلات من خلال التصويت.

تدارس الكونفرنس التقرير المالي للمنظمة والتقديم له من قبل لجنة التدقيق المالي والملاحظات المقدمة منها وبقية الرفاق وإجابة اللجنة الحزبية. وتم إقرار التقرير المالي بالإجماع بعد التصويت عليه.

وإطلع الكونفرنس على تقرير مالي منفصل يخص التبرعات المقدمة من رفاق واصدقاء المنظمة للمساهمة في بناء (بيت الحزب) وتم تأكيد استمرار هذه المهمة المشرّفة لحين إكتمال البناء.

بعد إستراحة الغداء، أدارت هيئة الرئاسة الاستماع الى الملاحظات الخاصة بوثيقة (ورقة العمل التنظيمي) التي ساهم فيها عدد من رفاق الكونفرنس لغرض الوصول الى أفضل صيغة وذات فاعليه بالعمل التنظيمي. وتم التوصل وبالتصويت الى خلاصات بشأن هذا الموضوع. وعلى إثر ذلك دعت هيئة الرئاسة الى انتخاب لجنة لقيادة عمل المنظمة خلال الدورة القادمة، حيث رشح عدد من الرفيقات والرفاق لتحمل هذه المسؤولية وبروح من التعاضد الشيوعي تم إنتخاب أعضاء اللجنة الحزبية القادمة. 

بعد تهنئة اللجنة الحزبية القادمة والتمنيات لها بتعزيز نجاح المنظمة أعطت هيئة الرئاسة الكلام للرفيق المشرف للإجابة على أسئلة وإستفسارات الحضور في الجوانب السياسية والتنظيمية العامة التي تخص الحزب حيث طرحت مجموعة منها وأسهم الرفيق المشرف بتوضيحها والاجابة عنها.

على هامش الكونفرنس الذي تكلل بنجاحه والأفق الواعد بتعزيز العمل لما يخدم مسيرة حزبنا وشعبنا، عقدت اللجنة الحزبية المنتخبة لقاء بحضور الرفيق المشرف وأنتخبت سكرتير لها ونائبا للسكرتير.

---------

انعقاد مجلس منظمة الحزب الشيوعي العراقي في السويد

عقدت منظمة الحزب الشيوعي العراقي في السويد، مجلسها الثاني والعشرين بتاريخ 21-22 كانون الثاني 2023 وبإشراف من قيادة الحزب تحت شعار “من أجل تعزيز العلاقة مع الجالية العراقية في السويد ودعم حزبنا في الوطن”.

استهل المجلس أعماله بدقيقة صمت على ارواح شهداء حزبنا وشعبنا والراحلين من الرفاق والأصدقاء الذين غادرونا مؤخرا، أعقبها كلمة ترحيب باسم لجنة منظمة السويد وكلمة موجزة باسم لجنة التنظيم المركزي قدمها الرفيق سلم علي عضو اللجنة المركزية لحزبنا الشيوعي العراقي.

بعدها قدمت لجنة الاعتماد تقريرها لإقرار شرعية المجلس وانتخاب هيئات إدارة أعماله، وفي الجلسة الأولى جرى إقرار جدول العمل ومناقشة ورقة التحديات والصعوبات والتعديلات على آلية العمل.

ثم طرح عدد من المندوبين مداخلات وملاحظات  ضافية على الورقة والآلية، وفي الجلسة الثانية تمت مناقشة واقرار التقرير الانجازي ومخرجات الورش الفكرية والإعلامية والترجمة، والعلاقات والتيار الديمقراطي والورشة السياسية التي سبقت انعقاد المجلس، وكانت تجربة ناجحة ساهمت في إغناء مناقشات المجلس من خلال مساهمة عدد واسع من الرفيقات و الرفاق في النقاش، وتم بعد ذلك مناقشة و إقرار تقرير لجنة التدقيق المالي والتقرير المالي، وإقرار جملة من المقترحات والتوصيات التي من شأنها تذليل الصعوبات والعقبات والمساهمة في تطوير وتعزيز عمل المنظمة اللاحق .

وفي الجلسة الختامية تم وبشفافية وبروح ديمقراطية عالية انتخاب اللجنة القيادية الجديدة التي القت كلمة حيت الرفاق وثقتهم العالية، وأنشد الرفاق “سالم حزبنا” معلنين عن اختتام أعمال المجلس الثاني والعشرين لمنظمة الحزب الشيوعي العراقي في السويد.

***************************

الصفحة الثالثة

طالبت باعادة سعر الصرف السابق وباستقراره.. تظاهرة حاشدة أمام البنك المركزي

بغداد ـ شاكر القريشي

محمد التميمي

تظاهر المئات من المواطنين القادمين من مختلف المحافظات أمس الاربعاء، أمام مبنى البنك المركزي العراقي، وسط بغداد، احتجاجا على استمرار تذبذب سعر الصرف للشهر الثاني على التوالي، مطالبين الحكومة بالتوقف عن التلاعب بقوت الناس وارجاع سعر الصرف الى ما كان عليه.

ولوّح المحتجون بـ “خطوات تصعيدية لاحقة” في حال سُوفت مطالبهم.

لا للحلول الترقيعية

والتقى مراسل “طريق الشعب” عددا من المتظاهرين والناشطين في تظاهرة الدولار للتعرف الى مطالبهم.

وقال مراسلنا، ان “المئات من المتظاهرين توافدوا من اماكن مختلفة وتجمعوا قرب تمثال الرصافي وتوجهوا الى مبنى البنك المركزي”، مبينا انهم “رفعوا شعارات تطالب بإيقاف تهريب العملة والمضاربة بأسعار الصرف واتخاذ اجراءات جدية لضمان استقرار السوق”.

وذكر ايضا ان المتظاهرين “رفعوا شعارات وصورا لشهداء انتفاضة تشرين”، لافتا الى انهم “يرفضون العلاجات الترقيعية باستبدال محافظ البنك واغراق الشارع بأخبار وهمية عن انخفاض سعر صرف الدولار، فيما يتحدث الواقع عن استمرار الازمة وتزايد الضرر على المواطنين الفقراء”.

خطوات تصعيدية

وفي هذا الشأن، قال الناشط اكرم شربه من محافظة النجف، ان “التظاهرة المركزية امام البنك المركزي، تم تنظيمها للمطالبة بتخفيض سعر صرف الدولار الى 120 الفا، لان سعر الصرف الحالي انهك المواطن الفقير، وهنالك من 40 الى 50 في المائة من المواطنين هم من الطبقة الفقيرة، وتغيير سعر الصرف اثر على واقعهم المعيشي بشكل كبير”.

واوضح في حديثه لـ”طريق الشعب”، بالقول ان “الحكومة تتحجج بتهريب الدولار خارج البلد، وهذا الكلام غير منطقي ازاء شعب يموت جوعاً وذلك فقط لمنع تهريب العملة، لذا على الحكومة ان تتحمل مسؤوليتها امام الجماهير”، مستفهما باستغراب: ان “البنك المركزي يحدد سعر الصرف بـ 147 الف بينما في الصيرفة 165 الف دينار. اين تذهب هذه الاموال؟ خرجنا للمطالبة بحقوق شعبنا وننوي اللقاء بمحافظ البنك المركزي، واذا لم تكن هناك حلول ستكون هناك خطوات تصعيدية قادمة”.

حاسبوا مافيات الفساد

وفي السياق ذاته، قال الناشط سلام الحسيني: ان هذه التظاهرة “هي مكملة لخطوة سابقة في الاسبوع الماضي، وللمطالبة بإرجاع سعر صرف الدولار الى سابق عهده، والزام من وصل الى السلطة والحكم ممن رفع هذا الشعار قبل الانتخابات، للإيفاء بوعودهم وتطبيق شعارهم بإرجاع سعر الصرف”، مؤكدا ان “المتضرر الوحيد هو المواطن لا المسؤول ولا مافيات المتنفذين او مكاتب صيرفة المسؤولين، التي تضارب وتتاجر بالعملة على حساب المواطن الفقير”.

واشار في حديثه لـ”طريق الشعب”، الى ان “موضوع الدولار اكبر من قوى السلطة، وهو نتيجة الفشل والخراب على مدى السنوات السابقة، ولو كانت هناك جدية من الحكومة لشهدنا على الاقل اعتقال ومحاسبة مافيات الفساد التابعة للقوى الفاسدة، لكنهم لا يستطيعون لانهم بنوا إمبراطوريات من خلال تهريب العملة على حساب المواطن العراقي إلى الخارج”.

ونوه الحسيني بانه “ستكون هناك خطوات تصعيدية في حال تم تسويف مطالب الجماهير خلال اسبوع لا اكثر، وستكون التظاهرة القادمة اكبر وفي المنطقة الخضراء، ومن الممكن ان نشهد اعتصاما مفتوحا”.

والتقى مراسل جريدتنا بعدد من المتظاهرين امام بناية البنك المركزي، حيث قال المتظاهر قاسم محمد، انه وزملاءه “مستمرون بالتظاهر أمام بناية البنك المركزي، حتى يتم ارجاع سعر الصرف، وعلى المعنيين الحذر من غضب الجماهير التي من الممكن ان تلجأ الى تصعيد الحراك الجماهيري”.

ولم يذهب المتظاهر كرار رحيم بعيداً عن رأي قاسم، مؤكدا في حديثه لـ”طريق الشعب”، عدم سماحهم “للمتنفذين والفاسدين بالتلاعب بمشاعر الشعب ومحاربهم في قوت يومهم ومعيشتهم، ونطالب بتقديم الدعم المباشر للصناعة وتحريك عجلة الإنتاج وتشغيل كافة المصانع والمعامل المعطلة، من اجل دعم الاقتصاد الوطني وحماية المنتج المحلي”.

عواقب غير محمودة

الى ذلك، قال المهندس احمد فرحان انهم خرجوا اليوم (امس) للاحتجاج، “نتيجة للفوضى المالية التي نشهدها اليوم ومجانبة الحقيقة وعدم الكشف عن اسباب التذبذب في سعر صرف الدولار، والتستر الواضح عن المهربين والمضاربين وغسيل الاموال، والسماح لدول الجوار بالتدخل السافر في السياسات النقدية الوطنية وعدم وجود رؤية واضحة”.

ولفت في حديثه مع “طريق الشعب”، الى ان مطالبهم تتمحور حول “ضرورة الإصلاح الاقتصادي ورفع الحيف عن الكسبة وذوي الدخل اليومي المحدود وتخليصهم من اثار الازمة الحالية”.

وخلص فرحان الى ان “التظاهر ضد السلطة بدأ بالنضوج اكثر، وبعد الاتفاق مع اللجنة المنظمة للتظاهرة سنخرج بالقرار المناسب لايجاد حل مع الحكومة الحالية، واذا بقيت على سياستها الحالية واستمرت في تهميش الفقير والتغافل عن مصالحه ومشاكله الاقتصادية، فستكون العواقب غير محمودة”.

 *************************

الاتحادية تمنع تحويل الأموال الى إلاقليم.. البارزاني يقول «موقف عدائي».. عقبة جديدة أمام إقرار قانون الموازنة العامة

بغداد ـ طريق الشعب

يبدو ان مشروع قانون الموازنة العامة للعام الحالي، لن يرى النور في وقت قريب، بعد ان أصدرت المحكمة الاتحادية العليا، أمس الأربعاء، حكما بإلغاء كل قرارات مجلس الوزراء الخاصة بتحويل الأموال إلى إقليم كردستان، باعتبارها مخالفة للقانون ولمواد الدستور.

نص القرار

وذكر إعلام المحكمة في بيان طالعته “طريق الشعب”، أن “المحكمة قررت الحكم بعدم صحة القرارات الصادرة من قبل مجلس الوزراء المرقمة ((194) في 15/6/2021 و (226) في 6/7/2021 و(257) في 3/8/2021 و (335) في 22/9/2021 و (401) في 2/11/2021 و (8) في 11/1/2022) حكماً باتاً وملزماً للسلطات كافة استناداً الى أحكام المادتين (93/ ثالثاً و94) من دستور جمهورية العراق لعام 2005 والمادتين (4/ ثالثاً و5/ ثانياً) من قانون المحكمة الاتحادية العليا رقم (30) لسنة 2005 المعدل بالقانون رقم (25) لسنة 2021 وأفهم علناً”.

البرزاني يرد

ووصف زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني، مسعود بارزاني قرار المحكمة الاتحادية العليا بـ”الموقف العدائي”.

وقال بارزاني في بيان طالعته “طريق الشعب”، ان “من المؤسف أن المحكمة الاتحادية العراقية أبدت مجددًا موقفًا عدائيًا آخر ضد إقليم كردستان، ومنعت إرسال المبلغ المالي إلى الإقليم الذي كان من المقرر إرساله من الحكومة الاتحادية إلى إقليم كردستان”.

وأضاف، “من هنا فإن القصد ليس المبلغ المالي، بل أن المشكلة الأساسية هي انتهاك الحقوق والمبادئ، فالجميع يعلم أن مشاركتنا في تحالف إدارة الدولة وتشكيل الحكومة العراقية الجديدة، كان على أساس برنامج واضح ومفصل، والذي اتفقت عليه جميع الأطراف”. وتابع بارزاني، “إنّ تأمين بعض الحقوق المالية لإقليم كردستان، وهو حق مشروع لشعب كردستان، كان جزءًا من هذا البرنامج وقد تم الاتفاق عليه، لذا فإن قرار المحكمة الاتحادية اليوم، قبل أن يكون ضد إقليم كردستان، فإنه يخالف العملية السياسية وضد الحكومة العراقية وضد برنامج تحالف إدارة الدولة نفسه”.

وشدد بالقول على ان “المثير للاستغراب، أنّه كلما سادت أجواء إيجابية بين الإقليم وبغداد وسَنَحت الفرصة لمعالجة المشكلات، فإن المحكمة الاتحادية تقوم فورًا بزعزعة هذه الفرصة وتجهض الفرصة بإصدار قرار عدائي، وباتت سببًا لتعقيد الخلافات، ويبدو أنّها تنفذ أجندة مشبوهة وتحل محل محكمة الثورة في النظام السابق”. ودعا بارزاني الحكومة العراقية وجميع الأطراف المشاركة في تحالف إدارة الدولة إلى “إبداء موقفها حيال هذا الخرق والمعاداة اللذين يُمارسان من قبل المحكمة الاتحادية ضد مصالح العراق وإقليم كردستان”.

معرقلات امام الموازنة

بدوره، قال أستاذ الاقتصاد في جامعة المعقل الدكتور نبيل المرسومي، عن إلغاء المحكمة الاتحادية قرارات مجلس الوزراء الخاصة بتحويل الأموال إلى إقليم كردستان، أنه “سيعقّد تشريع موازنة 2023”.  

وذكر المرسومي في تدوينة ان “القرار يقوض إحدى الركائز المهمة لموازنة 2023 والتي من المحتمل أن تشير إلى التزام الإقليم بإنتاج النفط بمعدل 400 ألف برميل يومياً مع استبعاد الكميات اللازمة لتغطية نفقات الإنتاج والنقل والتشغيل والاستهلاك المحلي، ثم بعد ذلك يتسلم إقليم كردستان حصته من الموازنة مع بقاء إدارة ملف النفط في الإقليم وعائداته بيد الإقليم وهو ما يخالف قرار المحكمة الاتحادية الصادر في شباط 2022 الذي ينص على تحويل ملف النفط والعقود والعائدات إلى الحكومة المركزية، فيما عزز قرار المحكمة الاتحادية اليوم (امس) القرار السابق بعدم مشروعية نشاط النفط والغاز في الإقليم وعدم شرعية تحويل الأموال إلى كردستان”.

******************

الصفحة الرابعة

التخطيط تعتزم إطلاق الخطة الاستراتيجية الثالثة 2024 ـ 2028.. ماذا حققت خطط مكافحة الفقر؟

بغداد - تبارك عبد المجيد

تعتزم وزارة التخطيط، إطلاق خطتها الاستراتيجية الثالثة لمكافحة الفقر، عام 2024 - 2028، بعد ان بلغت نسبة الفقر أكثر 25 في المائة وفقا لإحصائيات رسمية، وتتضمن الخطة العمل على إصلاح نظام البطاقة التموينية مع خطوات أخرى بالتنسيق والتعاون مع وزارات ومؤسسات حكومية بينها وزارتا التجارة والعمل والشؤون الاجتماعية.

وذكرت وزارة التخطيط، في وقت سابق، ان نسبة الفقر في العراق بلغت 25 في المائة من إجمالي السكان في العام 2022، فيما أكدت أن هذه النسبة ارتفعت مقارنة بعامي 2019 و2020، حيث كانت لا تتجاوز 20 بالمئة.

الخطة الاستراتيجية الثالثة

وفي ما يتعلق بالشروع باتجاه إطلاق الخطة الاستراتيجية الثالثة، يقول المتحدث باسم وزارة التخطيط عبد الزهرة الهنداوي، ان “الوزارة تعمل مع جهات وطنية ودولية لإعداد الخطة الثالثة للقضاء على الفقر في العراق”، لافتا الى انها “تمتد لخمس سنوات “.

ويضيف المتحدث في تصريح لـ “طريق الشعب”، ان هذه الاستراتيجية ستأخذ بنظر الاعتبار “التداعيات التي شهدها العراق، سواء تلك التي نتجت عن جائحة كورونا وما سببته من زيادة في نسبة الفقر، او ما نتج عن الازمة المالية وارتفاع الأسعار”، مشيرا الى تضمينها جوانب أخرى تتعلق بـ “الصحة والتعليم والسكن، مع سياسات أخرى ستكون ضمن هذه الاستراتيجية”.

ماذا حققت الخطتان السابقتان؟

وبالحديث عن الخطتين الاستراتيجيتين الأولى والثانية، يعلق الهنداوي قائلا: انهما “حققتا جانبا من الأهداف”. وعلى حدّ وصفه يعود سبب عدم تحقيق الأهداف كاملة الى وجود “ظروف وتعقيدات في المشهد العراقي”.

وأطلقت الاستراتيجية الأولى لمكافحة الفساد (2010 - 2014)، وتم تمديدها الى عام 2017، وساهمت في خفض نسبة الفقر من 23 في المائة الى 15 في المائة، نهاية عام 2013، ثم عادت النسبة لترتفع عام 2014، بسبب دخول العراق في ازمة مزدوجة تمثلت بدخول تنظيم داعش الى العراق وانخفاض أسعار النفط، حيث ساهمت تداعيات هاتين الازمتين، في زيادة نسب الفقر، بحسب الهنداوي.

ويشير الهنداوي الى ان الاستراتيجية الثانية أطلقت عام (2018 الى 2020)، وتمكنت من خفض نسبة الفقر من 22 في المائة الى 19 في المائة، ثم عادت النسبة لترتفع في عام2020، وذلك لدخول العراق في ازمة مزدوجة أيضا: جائحة كورونا والازمة المالية التي أدت الى توقف المشاريع واصابة الحركة الاقتصادية بشلل، عامي (2021 ـ 2022)”.

ما الذي عرقل تحقيقهما؟

ويعتقد الهنداوي ان عدم تحقيق الأهداف لا يرتبط بوجود خلل في احدى الاستراتيجيات، او بما تضمنته من سياسات، انما ارتبط بالتغيرات التي طرأت على الواقع العراقي، كالظروف السياسية التي كان لها تأثير على مشاريع التنمية، إضافة الى تظاهرات عام 2019 وما لحقها من تغيير حكومة وتشكيل حكومة أخرى، ومرور عامي (2021-2022)، دون إقرار موازنة”.

مشكلة في التنفيذ

بدوره، يقول الباحث في الشأن الاقتصادي، حسين الكرعاوي، ان “البلد شهد عبر تعاقب الحكومات العديد من الإجراءات والخطط من وزارتي التخطيط والعمل وبعض اللجان النيابية، والتي تتضمن معالجات وقوانين لمعالجة الفقر او الحد من نسبته، لكن لم تحقق النتائج المطلوبة”، معللا ذلك بوجود مشكلة في التنفيذ، حيث ان الخطة يتطلب اعدادها قوتا لا يقل عن 6 اشهر، وهي في العادة تكون خطة خمسية (خمس سنوات). وفي هذه الحالة يبقى من الدورة الانتخابية ثلاث سنوات ونصف على انتهائها، فكيف تضمن الإدارة الحالية من الحكومة الجديدة ان تستمر في تنفيذ هذه الخطة وانجاحها”.

ويتساءل الكرعاوي مستغربا “كيف للوزارة ان تضع خطة خمسية في ظل وجود دورة انتخابية تتغير كل اربع سنوات؟ إضافة الى من هو الضامن والكفيل بتحقيقها”.

ويردف كلامه لـ”طريق الشعب”، ان “هناك ضعفا واضحا في دور لجنتي العمل والاقتصاد النيابيتين، حيث لا توجد هناك حلول او محاولات حقيقية لتقديم مقترحات قوانين، من شأنها ان تساهم في الحد من مشكلة الفقر في العراق”.

تظافر الجهود

ويرى أن “من الضروري تقديم رؤية وحل سريع التطبيق، تشترك في تقديمه جميع الوزارات واللجان النيابية المعنية بمسألة الفقر، إضافة الى إشراك القطاعات الاقتصادية ومنظمات المجتمع المدني”، موضحا ان الخطط القصيرة تضمن استثمار الوقت اذا رافقتها متابعة ومراقبة”.

وأشار الى ان اغلب المشاريع التي تعد هي مشاريع طويلة الاجل، يتم وضع الحجر الأساس لانطلاقها، وبعد فترة تترك دون متابعة وتهمل”، مشددا على ضرورة تضافر الجهود لحل هذه الازمة.

ويستدرك بالقول ان “المعادلات الاقتصادية تحتاج الى نتائج على ارض الواقع، مع التعامل بلغة الأرقام ومتابعة النسب الخاصة بالمشاريع، وان عدم تحقيق نتائج إيجابية يشير الى وجود خلل في التنفيذ او الاعداد، يجب مراجعته”.

أسباب

وفي هذا الصدد، تقول الباحثة الاجتماعية، خلود الشمري، ان “ظاهرة الفقر في العراق ليست بالجديدة، لكنها بدأت تزداد في الآونة الخيرة “، معللة ذلك بـ”ارتفاع نسب البطالة تحديدا بين الفئات الشابة، وانخفاض قيمة الدينار العراقي امام الدولار الأمريكي، الأمر الذي أدى الى ارتفاع الأسعار في الأسواق المحلية”، مضيفة ان “الفساد الذي تعاني منه مفاصل الدولة، سبب في جعل ربع سكان العراق يعانون من الفقر الشديد”.

ويساهم انتشار البطالة والفقر في تفاقم العنف وارتفاع نسب الجريمة والطلاق، وتواجد لحالات تشرد وتسول للأطفال، بحسب ما أوضحت الشمري لـ”طريق الشعب”.

وعن المعالجات ترى الباحثة ان من المهم ان تتم السيطرة على نزيف العملة المحلية أمام الدولار، وتوفير وظائف للشباب، ومنحهم قروضا حكومية دون فائدة، تساعدهم في فتح مشاريع خاصة، إضافة الى إعادة تشغيل المعامل الحكومية.

 *****************

العاصمة تختنق بالمركبات..  والحلول مرهونة بطرق «حلقية» و «شريانية»

بغداد ـ طريق الشعب

تعاني العاصمة بغداد من ازدحامات مرورية خانقة في اغلب شوارعها، الأمر الذ يسبب شللا في سير العجلات بشكل يومي، وتحديدا في أوقات الدوام الرسمي ـ بدايته ونهايته ـ وتعطيل حياة المواطن اليومية، ما يثير تذمرا واسعا لدى عامة الناس.

وفي ظل تنامي أعداد السكان وزيادة مستوى الطلب في شراء السيارات، أثبتت المعالجات والحلول الحكومية عدم جدواها في حل هذه المشكلة المستعصية.

أوقات الذروة

ويعتبر احمد سعيد، وهو رجل مرور، ان “فترة الصباح وفترة الظهيرة، هي اوقات ذروة الزحام”، مضيفا انه “أحيانا في الفترة المسائية وفي أيام العطل والمناسبات الرسمية، يكون هناك اكتظاظ وخروج كثيف إلى شوارع في هذا الوقت”.

ويردف كلامه لـ”طريق الشعب”، بأن بغداد يسكنها اكثر من تسعة ملايين شخص، وهذا العدد يشكل ضغطا هائلا على حركة المرور؛ اذ انه يفوق الطاقة الاستيعابية للشوارع.

تقصير حكومي

ويرى سعيد ان “شوارع بغداد تحتاج الى خطط توسعية واقعية، وبرامج حكومية تنفذ بشكل سريع وحقيقي، وان لا تكون حلولا ترقيعية”، لافتا الى ان “الشوارع قديمة ومتهالكة، وهذا يعود لوجود تقصير من قبل الجهات المعنية”.

زيادة عدد المركبات

وفي هذا الصدد، يذكر مدير العلاقات والاعلام في مديرية المرور العامة، العميد زياد القيسي، ان “الاحصائيات التي وردت عن وزارة التخطيط سنة 2003، كانت تقول ان الطاقة الاستيعابية لشوارع العاصمة هي مائتا ألف مركبة”، مشيرا الى ان “هذه النسبة ازدادت عشرة اضعاف اليوم، حيث عدد المركبات وصل الى حوالي اربعة ملايين”، مردفا ان “الشوارع هي ذاتها منذ ذلك الوقت، وان التغيير حصل في زيادة عدد السكان، وبالتالي زيادة في عدد المركبات”.

ويبين لـ”طريق الشعب”، أن “العاصمة بغداد تشهد حركة سير للعجلات هي الاكبر في البلاد”، معللا ذلك بتواجد “اغلب الوزارات والدوائر الخدمية والاسواق التجارية والصناعية في وسط العاصمة، إضافة الى وجود بعض المزارات الدينية، ما يجعل هناك توافدا كبيرا عليها، ساهم في التسبب بالزخم المروري”.

تعاون مشترك

ولا يلتزم أغلب المواطنين ومستخدمي الطرق بالقوانين المرورية، لذا فرضت مديرية المرور العامة بعض الاجراءات، محاولة فك الاختناقات المرورية، منها تطبيق القانون المروري على المخالفين بشكل صارم، بحسب ما اوضح القيسي.

وأقرّ القيسي بوجود “تعاون بين مديرية المرور العامة وامانه بغداد، اضافة الى بلديات المحافظات ودائرة الطرق والجسور، لإكساء شوارع بغداد”، مبينا ان “هناك بعض الطرق غير مبلطة بشكل صحيح وتعاني من تخسفات، ما يؤثر على حركة سير العجلات”.

تصميم الطرق

اما مهندس الخطط المعمارية، سلوان الاغا، فيقول ان “الزخم والحوادث المرورية ترتبط بشكل اساسي ومباشر بتصميم الطرق”.

موضحا ان “الطرق يتم تصميمها حسب عدد السكان مع وضع زيادة فيها، لتكون الطاقة الاستيعابية ملائمة”.

ويشير الاغا في حديث لـ”طريق الشعب”، الى ان “الطرق كلما كانت واسعة ومؤهلة وتحوي اشارات مرورية وتوجيهات، وتخطيطا مروريا بشكل صحيح، متضمنا الانفاق والجسور والتقاطعات، أصبحت الشوارع اكثر امانا واقل زخما”.

إرباك مروري

وعن طرق العاصمة بغداد، يعلق الاغا بالقول إنها “تشهد زخما كبيرا وغير مسبوق، وبسبب مرور العجلات من كافة المحافظات، ووجود شاحنات كبيرة، سبب إرباكا في الشوارع”.

طرق بديلة

وبيّن الاغا ان “الشوارع لم يتم تحديثها منذ العام 1980”، لافتا الى ضرورة التفكير في موضوع الطرق البديلة، من ضمنها الطريق السريع الموجود حاليا، الذي يعتبر مساهما في تقليل الزخم ولو بنسبة قليلة”.

ويشير الاغا الى اعتماد التصميم الاساسي لمدينة بغداد، وتنفيذ الطرق الحولية الخارجية، التي تبعد المركبات الكبيرة والمركبات التي تمر بالمدينة دون الحاجة للمرور في المركز، وكذلك إنشاء الطرق التي تربط بين مركز المدينة والطرق الحولية، والتي عادة ما تكون بشكل دوائر.

أما آخر أنواع الطرق، فهي الطرق الشريانية، بحسب الاغا، وهذه تكون على شكل شبكات كبيرة، تتطلب دراسة النقل الشامل والمواصلات، حيث تأخذ بنظر الاعتبار عند وضع المرسوم الخاص بها، انشطة المدينة كافة من المراكز التجارية والمؤسسات الحكومية، ووفق ذلك توضع الانفاق والجسور والتقاطعات.

 ***********************

العراق في الصحافة الدولية

العراق وأزمة الدولار

ترجمة وإعداد طريق الشعب

إهتمت الصحف العالمية خلال هذا الإسبوع بالأزمة التي تفاقمت في البلاد بعد تدهور سعر صرف العملة الوطنية مقابل إرتفاع غير مسيطر عليه لسعر صرف الدولار في الأسواق الموازية، حيث نشرت صحيفة الفاينانشيال تايمز مقالاً بقلم ريا الجلبي ذكرت فيه بأن رئيس الحكومة قد أقال محافظ البنك المركزي وعيّن محله المحافظ السابق بالوكالة، في مسعى منه لوقف تدهور قيمة العملة الوطنية. وفيما حدد المقال الإتجاه السياسي للمحافظين السابق والحالي، وإرتباطهما بالكتل المتنفذة، أشار إلى اعتماد الاقتصاد العراقي على الدولار الأمريكي بشكل كبير، مما يجعله عرضة لهزات قوية جراء حدوث فرق شاسع (وصل إلى 7 في المائة) بين قيمة الدولار في البنك (1460 دينار) وقيمته في السوق الموازية (1690 دينار)، وما يسببه ذلك من تراجع في القوة الشرائية للمواطنين وارتفاع أسعار السلع المستوردة.

لوائح صارمة

وأشارت الصحيفة إلى أن انخفاض قيمة العملة هو نتيجة للوائح الصارمة التي تريد جعل البنوك العراقية أكثر امتثالاً لنظام التحويل الدولي السريع، وهو أمر يسمح للعراق الوصول إلى احتياطياته من الدولار والموجودة في الفيدرالي الأمريكي، ويكبح التدفقات النقدية الخفية إلى دور الجوار.

وبموجب القيود الجديدة ، يتعين على البنوك العراقية استخدام منصة على الإنترنت للكشف عن معاملاتها وعن المرسل والمستفيدين، فيما يمكن للمسؤولين الأمريكيين الاعتراض على طلبات النقل المشبوهة. وأشارت الصحيفة إلى أن البنوك التي امتنعت عن التسجيل في المنصة الإلكترونية لجأت إلى الأسواق الحرة في بغداد لشراء الدولار، مما تسبب في زيادة الطلب على العرض.

بين نارين

وذكرت جلبي بأن رئيس الحكومة قد كّلف، وتحت ضغط واشنطن، قوات مكافحة الإرهاب بإغلاق صيرفات ومحاسبة تجار، عُرفوا بتهريب العملة إلى إيران، وهو ما يمثل اختبارا مبكرا له منذ توليه منصبه قبل أشهر، لاسيما في إتباع سياسة متوازنة تضمن الحفاظ على علاقات ودية مع طهران، وعدم مخالفة ضوابط مجلس الاحتياطي الفيدرالي، الذي يريد وقف حصول إيران على الدولار وممارسة مزيد من الضغط على طهران.

تهريب متواصل

وأشارت الصحيفة إلى أن إيران بحاجة إلى الدولارات لتحقيق الاستقرار في اقتصادها المتدهور والذي تضرر بشدة من العقوبات الأمريكية حيث فقدت العملة حوالي 30 في المائة من قيمتها خلال أقل من نصف عام. وأشار مستشاران للبنوك العراقية الخاصة للصحيفة، بأن إيران تتلقى حوالي 100 مليون دولار شهريًا من تجار عراقيين، فيما أكد لها عقيد في شرطة الحدود في معبر الشلامجة على إن عشرات المهربين يشترون الدولارات من أسواق العملة في بغداد ويستخدمون حقائب مدرسية لنقلها عبر الحدود تحت حماية حراس مسلحين.

الأزمة مستمرة

من جانبها، أشارت شبكة الميدل أيست أي، إلى ما يتعرض له الاقتصاد العراقي من ضغوط كبيرة، يمكن أن تستمر لأسابيع جراء تدهور قيمة الدينار بسبب القيود المفروضة من الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، والتي أدت إلى شحة وصوله. وبينت أن العراق لا يعاني من أزمة نقص في الدولار، بل في الدينار، حيث تعتمد الحكومة على الأسواق للحصول عليه، وبالتالي تغطية رواتب ومستحقات الموظفين والمتقاعدين. وتوقعت الشبكة فشل الحكومة في تسديد هذه الرواتب، إذا لم تستطع بيع 275 مليون دولار يومياً، وهو أمر بات صعباً في ظل الأزمة.

وحول إطلاق البنك المركزي لمنصة الكترونية لبيع الدولار، نقلت الشبكة عن أحد مستشاري رئيس الوزراء تشاؤمه من تحقيق المبيعات المطلوبة عبر المنصة، بسبب عدم رغبة معظم المتعاملين، الكشف عن معلوماتهم الشخصية أو مصادر الدخل التي حصلوا على الدولار من خلالها لموقع المنصة حسب التعليمات. وحذر المستشار من إرتفاع التضخم وفقدان الدينار للمزيد من قيمته، إذا ما إضطرت الحكومة لطباعة المزيد منه لسد النقص وتوفير النقد اللازم للإنفاق التشغيلي بعد أن يصبح صعباً إستعادة الدينار العراقي من الأسواق من خلال بيع الدولار.

 ************************

الصفحة الخامسة

ضرب بالعصا وإهانات لفظية.. العنف مع التلاميذ يتزايد .. أين الرقابة؟!

متابعة – طريق الشعب

كثيرا ما يتداول مدونون على مواقع التواصل الاجتماعي في العراق، فيديوهات تكشف عن تعرّض تلاميذ في المدارس للعنف على أيدي معلميهم. إذ يلجأ هؤلاء إلى ضرب الصغار بالعصا أو صفعهم على وجوههم، وغير ذلك من الأساليب.

ويظهر بعض الفيديوهات أولياء أمور يشكون من تعرّض أبنائهم للعنف اللفظي والبدني داخل مدارسهم، لأسباب منها عدم إنجازهم واجباتهم المدرسية، أو اقترافهم سلوكا سلبيا.

وعلى الرغم من إصدار وزارة التربية في مناسبات عدة تحذيرات للكوادر التعليمية من اتباع العنف الجسدي أو اللفظي كوسيلة لتأديب التلاميذ، إلا أن العنف لا يزال يتكرر في الكثير من مدارس البلاد، لا سيما في بغداد.

غير مبرر

تنقل وكالة أنباء “العربي الجديد” عن مسؤول في وزارة التربية قوله أن “الوزارة فرضت عقوبات مشددة بحق المعلمين الذين يستخدمون العنف ضد التلاميذ، منها إيقافهم عن عملهم، وحتى فصل مديري المدارس، وذلك في حال قدم أولياء الأمور شكوى إلى وزارة التربية أو الشرطة”، مشيرا إلى أن “الأسلوب العنفي يُستخدم في مدارس الفتيات والذكور على السواء، ويُسجل في المرحلة الثانوية أكثر منه في الابتدائية، في محاولة لضبط سلوك المراهقين. علماً أن ذلك غير مبرر”.  ويلفت المسؤول الذي لم تكشف وكالة الأنباء عن اسمه إلى أنه “تم تسجيل اعتداءات يقوم بها تلاميذ وأولياء أمور ضد معلمين في حال نشوب خلافات قد تخرج عن السيطرة. وقد تكون معدلات التلميذ الدراسية المتدنية سبباً للاعتداء على المعلم”، مشددا على “أهمية منع العنف أو الحد منه من خلال فرض عقوبات مشددة على المعلم الذي يهين التلاميذ أمام زملائهم أو يستخدم ألفاظا جارحة أو عنصرية أو طائفية بحقهم”.

غياب الدور الرقابي 

من جانبه، يقول مدير “مدرسة الأرض الطيبة” في بغداد، أحمد عبيد، أن “ظاهرة تعنيف الأطفال انتشرت بشكل كبير في الكثير من مدارسنا. وذلك بسبب غياب الدور الرقابي من قبل الأهل، الذين لا يقدمون شكوى إلى المدرسة في حال حصول مثل هذه الحوادث، الأمر الذي يفسح المجال أمام بعض المعلمين لتعنيف التلاميذ”، مبينا في حديث صحفي أن “وزارة التربية حاسبت أعدادا كبيرة من المعلمين بسبب تعنيفهم تلاميذ”.

ويوضح أن “الأسلوب العقابي الإيجابي يتمثل في حرمان التلميذ من الفسحة أو الرحلات المدرسية، أو تكليفه بمهام دراسية إضافية في حال عدم قيامه بواجبه البيتي، أو استدعاء أهله، وصولاً إلى فصله من المدرسة ليومين أو ثلاثة. أما السلبي، فيشمل العنف اللفظي والجسدي، وهذا مرفوض تماماً، لكونه يؤدي إلى تعرض التلميذ لمشكلات نفسية، ويخلق فجوة كبيرة بينه وبين معلمه، ويقدم صورة سيئة عن المدرسة”.

ويشدد عبيد على “أهمية استخدام أساليب تعليمية حديثة بدلاً من اللجوء إلى العنف، وذلك في سبيل إشاعة أجواء تعليمية إيجابية تُساهم في نهوض الواقع التربوي في البلاد”.

العنف يدفع إلى ترك الدراسة

المشرفة التربوية خديجة العاني، تعرب عن أسفها لتكرار العنف في المدارس، رغم معاقبة وزارة التربية العديد من المعلمين المعنِفين، مبينة في حديث صحفي أن “العنف يؤثر في قدرات التلاميذ الإبداعية وطموحهم، كما يحبطهم ويشعرهم بالعزلة، وقد يدفع البعض منهم إلى ترك الدراسة”.

وتشير إلى أن “التعنيف قد يؤدي أيضا إلى إصابة التلميذ باضطرابات نفسية، وتراجع تحصيله الدراسي وإعاقة عملية اندماجه بالمجتمع”.

التلاميذ قلقون من معلميهم

وفي السياق، يقول المواطن علي العبيدي، أن “التلاميذ في المرحلة الابتدائية يشعرون بالخوف والقلق من المعلم، على اعتبار أن المدرسة تُعد تجربة جديدة بالنسبة لهم. لذلك، أن التعنيف يخلق فجوة كبيرة بين المعلم والتلميذ، ويولّد حالة من الكره تجاه المعلم والمواد الدراسية”.

ويذكر في حديث صحفي، أن ابنه البالغ من العمر 10 سنوات تعرّض للضرب بالعصا على يده من قبل أحد المعلمين. كذلك تعرض زملاؤه لإهانات لفظية، الأمر الذي أثّر في نفسيته إلى درجة كبيرة، مبينا أن هذه الحالة ولدت لدى ابنه مشكلات نفسية، وصار يرفض الذهاب إلى المدرسة. فما كان منه إلا أن عرضه على طبيب نفسي.

ويطالب العبيدي الكوادر التدريسية، لا سيما معلمو المراحل الابتدائية، بألّا يعكسوا مشكلاتهم الشخصية على التلاميذ، وأن يتحلوا بالإنسانية والصبر خلال تعاملهم مع الأطفال.

إلى ذلك، يقول أستاذ علم الاجتماع يوسف الجنابي، أن “العنف البدني واللفظي الذي يتكرر في المدارس ليس له مبرر”، مبينا في حديث صحفي أن “للعنف أثرا سلبيا على التحصيل الدراسي للتلاميذ. فبعد تعرّض التلميذ لتعنيف قوي، تجده لا يرغب في الذهاب إلى المدرسة، لأن حادثة الاعتداء تكون راسخة في ذهنه”.

ويوضح أن “بعض المعلمين ما زالوا يعتقدون أن الضرب أو العقاب هو الوسيلة الأفضل للتعليم، أو استخدام عبارات غير مشجعة من قبيل (أنت إنسان فاشل)”، مبيناً أن “هذا الاعتقاد خاطئ، وعلى إدارات المدارس منع استخدام هذه الأساليب، والعمل على تطوير مهارات المعلمين وحثهم على اتباع أساليب تقوي ثقة التلميذ بهم، وترفع من مستواه العلمي”.

********************************

اكول.. لماذا تتضاعف  أجور الكهرباء؟!

حميد المسعودي

يتسبب تأخر قراءة مقياس الكهرباء من قبل قراء المقاييس التابعين إلى دوائر الكهرباء، في زيادة سعر وحدات الكيلوواط، وبالتالي فإن هذا الامر يحمّل المستهلك أجورا كبيرة، خاصة إذا تأخرت قراءة المقياس إلى أكثر من شهرين.

ولتبيان الأمر، تحدد وزارة الكهرباء سعر الكيلوواط في الساعة الواحدة، فيما إذا كان المواطن يستهلك بين 1 إلى 1500 وحدة، بـ 10 دنانير. أما إذا كان يستهلك بين 1501 و3000 كيلوواط في الساعة، سيرتفع سعر وحدة الكيلوواط إلى 35 دينارا، وهكذا كلما زادت الوحدات المستهلكة ارتفع سعرها.

المشكلة أنه عندما تتأخر قراءة المقياس ستزداد الوحدات المستهلكة، وذلك لأن المقياس لا يعتمد على فترة الاستخدام سواء كانت شهرا أم شهرين أم أكثر، إنما يعتمد على عدد الوحدات المستهلكة بين القراءتين السابقة والجديدة، مهما كانت الفترة. فلو فرضنا أن منزلا يستهلك 1500 كيلوواط في الساعة على مدى شهر واحد، سيدفع 10 دنانير عن كل كيلوواط، وسيكون الأجر الكلي لهذا الشهر 15 ألف دينار. أما إذا تأخرت القراءة لشهرين، فبالتأكيد سيزداد عدد الوحدات المستهلكة ويتجاوز الـ 1500 كيلوواط، وهنا يصبح سعر الكيلوواط الواحد 35 دينارا، لذلك سيدفع المواطن عن كل شهر 30 ألف دينار بدل من 15 ألفا. وإذا تأخرت القراءة أكثر وتجاوز الاستهلاك 3 آلاف كيلوواط، فسيزداد سعر الوحدة ويصل إلى أكثر من 35 دينارا، وهكذا ستحمل فواتير الكهرباء أرقاما كبيرة يعجز المواطن عن سدادها!   

هذه المشكلة التي عانى ولا يزال يعاني بسببها مواطنون كثيرون، يتوجب على وزارة الكهرباء ودوائرها الوقوف عندها، واتخاذ إجراءات جادة لمعالجتها، وأهم ما في ذلك، هو إلزام قراء المقاييس بجباية الأجور من المواطنين شهريا، وعدم تأخيرها كي لا تتضاعف المبالغ وتتراكم في ظل هذه الظروف المعيشية والاقتصادية القاهرة. فأحيانا يتذرع بعض قراء المقاييس بأنهم ذهبوا إلى هذا المنزل أو ذاك، ولم يجدوا فيه أحدا كي يستوفوا منه الأجور، وهنا ستتضاعف المبالغ على صاحب المنزل.

كذلك، يتوجب على المواطن أن يسارع إلى مراجعة دائرة الكهرباء في حال لم يصل إليه قارئ المقياس في الموعد المحدد، كي يسدد الفاتورة مباشرة لدى الدائرة بدل من إهمال الأمر وبالتالي يتضاعف عليه المبلغ.

 *************************

مرصد بيئي يحذّر: انتشار «غير مسبوق» للقوارض في بغداد

متابعة – طريق الشعب

أفاد مرصد “العراق الأخضر”، وهو مرصد غير حكومي معني بالبيئة، بأن هناك انتشارا “غير مسبوق” للقوارض في عموم مناطق بغداد، مبينا أن عدم تنظيف شبكات الصرف الصحي والتجاوز على شبكات تصريف مياه الأمطار من أسباب انتشار القوارض.

وقال في بيان صحفي نشرته وكالات أنباء، أنه “لا يخلو حي من أحياء العاصمة من وجود الفئران والقوارض بصورة عامة، سواء كانت أحياء شعبية أم راقية، وان أكثر الأماكن انتشارا للفئران تكون في المناطق الزراعية، والمناطق التجارية مثل الشورجة والباب الشرقي وحي جميلة وشارع النهر، فضلا عن مدينة الكاظمية القديمة وغيرها”.

وأشار إلى أن “بغداد تضم أغلب أنواع القوارض، كالفئران صانعة الأنفاق، والفأر النرويجي الذي انتشر عالمياً عبر شحن البضائع، وأيضا الفئران المتسلقة السوداء المعروفة بـ (فأر السطوح)، وغيرها”، مبينا أن “فئران بغداد تختلف في السلوك والعادات عن أقرانها في الدول الأخرى. إذ تنشط ليلاً ونهارا في حين يفترض أن يكون نشاطها محصورا في الليل فقط. كما اختفت من هذه الفئران غريزة الشعور بالخطر”!

وأضاف المرصد في بيانه أن “من الأحياء التي تتجول فيها القوارض بصورة طبيعية صباحا ومساءً مثل الناس، هو حي البتاويين”، لافتا إلى أن “تغيير السلوك هذا قد يعود إلى شعور القوارض بالأمان أو لكثرة انتشارها”.

ورأى المرصد أن “أسبابا عديدة وراء انتشار القوارض في العاصمة، أبرزها عدم تنظيف شبكات الصرف الصحي، والتجاوز على شبكات صرف مياه الأمطار بربطها مع المياه الثقيلة لبعض المنازل، فضلا عن انتشار الأوساخ والركام بشكل كبير، وعدم تنظيف وصيانة المخازن في المراكز التجارية”، لافتا إلى أن “أبرز الأمراض التي تسببها القوارض هي التسمم الغذائي، التيفوس، الديدان الشريطية والأمراض الفيروسية. كما أن هذه القوارض تخيف الأطفال وتتسبب في الكثير من الخسائر للمحال التجارية بإتلافها المواد الغذائية”.

وشدد المرصد على أهمية أن تطلق السلطات الصحية والبيئية حملات منظمة لمكافحة القوارض، على أن يشترك السكان فيها من خلال اتباع إرشادات النظافة والالتزام برمي النفايات في أماكنها المخصصة، داعيا إلى “إعمار الأماكن المهملة والمنسية مثل المنازل والبنايات المهدمة أو القديمة الآيلة للسقوط، وصيانة المجاري بشكل مستمر، للحد من انتشار القوارض”.

 ******************************

مواساة

  • تنعى منظمة الحزب الشيوعي العراقي في هولندا وبلجيكا رحيل الشخصية الوطنية والديمقراطية عامر خضير ياسين الذي توفي إثر مضاعفات عملية جراحية في القلب.

والفقيد من الوجوه الديمقراطية، وكان مؤازرا لحزبنا وتحمل كغيره من المناضلين السجن والتعذيب والقمع على ايادي جلاوزة النظام الدكتاتوري البغيض.  ومساهما نشيطا في جميع فعاليات منظمتنا، مقدما خدمات جليلة لجاليتنا العراقية في هولندا.

 ونعزي عائلته -زوجته فادية وأولاده سامر ومروة-لهم الصبر الجميل والسلوان وللفقيد عاطر الذكر دوما.

 *********************

الصفحة السادسة

أوكرانيا.. المساعدات في جيوب المسؤولين الفاسدين.. سويسرا تدخل على خط الدعم الغربي للحرب!

كييف- وكالات

كشفت وسائل إعلام محلية أوكرانية عن صفقات إمدادات سلاح وغذاء مبالغ في أسعارها، ما يرجح وقوع مسؤولين حكوميين بصفقات فساد، حيث أطاحت قضية فساد كبيرة في عدد من المسؤولين العسكريين والحكوميين الأوكرانيين، من بينهم نائب وزير الدفاع وأفراد من المكتب الرئاسي.

وصوتت لجنة في البرلمان السويسري، الثلاثاء، لصالح مقترح يسمح بتعديل قوانين البلاد بهدف إتاحة تصدير أسلحة سويسرية إلى أوكرانيا عبر دول أخرى. وندد السفير الروسي في ألمانيا، امس الأربعاء، بقرار برلين بتسليم دبابات ليوبارد إلى أوكرانيا.

وتسجل أوكرانيا معدلات عالية لانتشار الفساد الإداري، حسب مراقبين، بيد أن هذه الفضيحة الأخيرة تأتي في وقت ترزح فيه البلاد تحت وطأة حرب مستمرة لقرابة العام.

تفاصيل الفضيحة

وأعلنت سلطات مكافحة الفساد الأوكرانية، السبت الماضي، فتح تحقيق في قضية تربح غير مشروع من الحرب داخل وزارة تنمية البلديات والأقاليم والبنية التحتية.

وأورد المكتب الوطني لمكافحة الفساد الأوكراني، في بيانه، أن فاسيل لوزينكيتش الذي يشغل منصب نائب وزير تنمية البلديات منذ أيار 2020، “تلقى 400 ألف دولار لتسهيل إبرام عقود شراء معدات ومولدات بأسعار مبالغ فيها”، بينما تواجه أوكرانيا نقصاً في الكهرباء بعد الضربات الروسية على منشآت الطاقة.

وفي السياق ذاته، كشف الصحفي الاستقصائي ومؤسس مرصد “أموالنا” الأوكراني لمحاربة الفساد، يوري نيكولوف، أن “تحقيق الاتهام الى وزير الدفاع أوليكسي ريزنيكوف، بخصوص صفقة أبرمتها وزارته والتي جرى فيها تضخيم أسعار الأغذية بمرتين وثلاث عن سعرها في السوق”.

استقالات بالجملة

وتعهد الرئيس فلودومير زيلينسكي، يوم الأحد الماضي، انه سوف يتخذ قرارات مناسبة في هذا الشأن (هذا الاسبوع)

وقدم مجموعة من كبار المسؤولين الأوكرانيين، أمس الثلاثاء، استقالاتهم كإجراء يأتي في أعقاب الفضيحة، من أبرزهم فياتشيسلاف شابوفالوف نائب وزير الدفاع الذي كان مسؤولاً عن الدعم اللوجستي للقوات المسلحة، وكيريل تيموشينكو نائب رئيس مكتب الرئيس الأوكراني، وأوليكسي سيمونينكو نائب المدعي العام.

ما أثرها على الحرب؟

تأتي هذه الفضائح في وقت تعيش فيه أوكرانيا حرباً مستعرة لقرابة العام، ما قد ينال من الثقة الدولية التي تسعى إلى حشدها، لمساعدتها على الانتصار. بحسب مراقبين.

ويؤكد تقرير لصحيفة “بوليتيكو” الأمريكي أن “المسؤولين في كييف عانوا كثيراً في محاولة إظهار تكاتف الأمة في وجه الحرب، ويشمل ذلك أمر مكافحة الفساد في محاولة لرسم مسار نحو الاتحاد الأوروبي “.

وتقف حكومة زيلينسكي أمام محك بشأن إعادة الثقة إلى شركائهم وداعميهم في الغرب. وقال نيكولوف، خلال تصريحه لـ “بوليتيكو”: “إذا أراد شخص ما سرقه من ملايين اليوروهات منا خلال الحرب، في وقت يعتمد اقتصادنا بنسبة 60 في المائة على مساعدات الاتحاد الأوروبي، فعلينا أن نوقفه”.

سويسرا تدخل على خط الأزمة

صوتت لجنة في البرلمان السويسري، الثلاثاء، لصالح مقترح يسمح بتعديل قوانين البلاد بهدف إتاحة تصدير أسلحة سويسرية إلى أوكرانيا عبر دول أخرى.

وبموجب قانون المواد الحربية السويسري، لا يمكن الموافقة على طلب إعادة التصدير إذا كانت الوجهة النهائية دولة في حالة نزاع عسكري دولي.

لكن لجنة السياسات الأمنية في البرلمان صوتت بغالبية 14 صوتاً مقابل 11 لصالح دعم اقتراح لتغيير القانون من أجل السماح بإمداد كييف بالأسلحة.

وتضَمّن الاقتراح مادة تسمح بإلغاء تعهدات عدم إعادة التصدير التي يجب على الدول التي تشتري الأسلحة السويسرية التوقيع عليها “في الحالات التي يكون فيها انتهاك للحظر الدولي على اللجوء إلى القوة”، وفق بيان صادر عن اللجنة.

وأبقى الاقتراح الباب مفتوحاً أمام الحكومة السويسرية لوقف إعادة تصدير الأسلحة في الحالات التي يشكل فيها ذلك مخاطر “كبيرة” على السياسة الخارجية السويسرية.

ومن المرجح أن يحتاج البرلمان بكامل أعضائه إلى منح موافقته على هذا الاقتراح قبل تعديل القانون. وأشار الى أن “غالبية أعضاء اللجنة اعتبروا أنه ينبغي لسويسرا أن تسهم في الأمن الأوروبي عبر تقديم مزيد من المساعدات الهامة لأوكرانيا”.

قرار خطير للغاية

ووصف السفير الروسي في ألمانيا، أمس الأربعاء، قرار برلين تسليم دبابات ليوبارد إلى أوكرانيا بـ”الخطير للغاية”

وقال سيرغي نيتشايف على حساب سفارته على تلغرام “إنه قرار خطير للغاية من شأنه أن يرفع النزاع إلى مستوى جديد من المواجهة”، متهمًا الغربيين باتباع منطق “التصعيد الدائم”.

وفي وقت سابق الأربعاء، منحت برلين الضوء الأخضر لتسليم دبابات ليوبارد إلى أوكرانيا التي تطالب بها بإلحاح لمواجهة القوات الروسية، على ما أعلن المتحدث باسم الحكومة الألمانية شتيفان هيبشترايت في بيان له.

ويأتي هذا الإعلان عقب اجتماع عقدته الحكومة صباح الأربعاء.

على الأرض

أعلن الجيش الأوكراني، أمس الأربعاء، أنه انسحب من مدينة سوليدار التي شهدت معارك طاحنة بعد نحو أسبوعين على إعلان روسيا سيطرتها على المدينة، وبعض المناطق المجاورة لها.

وأعلن المتحدث العسكري الأوكراني، في إقليم دونباس، سيرغي تشيريفاتي، في تصريحات لوكالة فرانس برس: “بعد معارك صعبة لأشهر.. انسحبت القوات الأوكرانية من المدينة إلى مواقع مجهزة”.

 ********************

نتنياهو أقال الوزير المدان.. أكبر تجمع احتجاجي في تاريخ الدولة الصهيونية

متابعة – طريق الشعب

تصاعد الضغط على حكومة اليمين المتطرف في إسرائيل، التي تولت السلطة في 29 كانون الأول. وفي صباح الأحد الفائت، أجبر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على إقالة شريكه الرئيسي في الحكومة، آرييه درعي، الذي شغل منصبي وزيري الداخلية والصحة، بعد حكم أصدرته المحكمة العليا. وشدد نتنياهو عند إعلانه عن هذا الإجراء في الاجتماع الأسبوعي للحكومة، على إنه يفعل ذلك “بقلب مثقل بقلق شديد وبأسوأ شعور ممكن”.

وسبق وان نظمت أكبر احتجاجات ضد الحكومة الجديدة حتى الآن، ففي ساعة متأخرة من مساء السبت، تجمع في تل أبيب وفق مصادر الشرطة، 110 آلاف متظاهر، في حين تحدث منظمو الاحتجاجات عن مشاركة 150 ألفاً توزعوا على ساحتين في المدينة. لقد أصبح تقسيم المحتجين على موقعين ضروريًا، خشية ان لا تستوعب ساحة هبيما الحضور هذه المرة، حيث شارك 80 ألف في السبت السابق. واندلعت تظاهرات احتجاجية أخرى في القدس وحيفا وبئر السبع ومدن أخرى. وفي القدس، تظاهر عدة آلاف بالقرب من مقر إقامة رئيس الوزراء نتنياهو.

هذه المرة، دعا سياسيون من الوسط واليمين التقليدي إلى مسيرات في تل أبيب. وكان زعيم المعارضة البرلمانية يائير لابيد من حزب يش عتيد الصهيوني الليبرالي أحد المتحدثين في التجمع، معلنا إجماعا للمحتجين: “لن نستسلم حتى ننتصر”. وزير الحرب وقائد الجيش الإسرائيلي السابق جاعون، أحد اشد المعارضين لرئيس الوزراء ووصف الحكومة الحالية بأنها “ديكتاتورية المجرمين”.

حظي قرار المحكمة العليا ضد درعي، زعيم حزب شاس الأرثوذكسي (ديني متطرف)، وفق استطلاع نشر يوم الاحد الفائت بترحيب 70 في المائة من السكان، وحتى بين ناخبي حزب الليكود بزعامة نتنياهو، وافق 57 في المائة على القرار. لقد جاء قرار المحكمة منطقيا، ومن الصعب الاعتراض عليه. درعي، الذي حُكم عليه في عام 1999 بالسجن ثلاث سنوات لتلقيه رشوة بقيمة 150 ألف دولار، حوكم مرة أخرى العام الماضي، وهذه المرة بتهم التهرب الضريبي.  وصدر بحقه قرار قضائي مع وقف التنفيذ وامتنعت المحكمة عن تصنيف سلوكه على أنه “فساد أخلاقي”، وهو مصطلح مستخدم في القانون الأمريكي، كان سيؤدي إلى حرمانه من تولي أي منصب لمدة سبع سنوات. من جانبه، وعد درعي بأنه سيتقاعد من النشاط السياسي، وبناء على ذلك، أمرت المحكمة العليا يوم الأربعاء بعدم توليه منصبا وزاريا بعد الآن.

ومع ذلك سيبقى درعي نائبا لرئيس الوزراء، ومن الواضح أن هذا يتعارض مع جوهر قرار الحكم ويمكن أن يؤدي إلى جولة جديدة من المحاكمات.

على أية حال، من المؤكد أن احتجاجات يوم السبت في تل أبيب ومدن أخرى ستسمر ضد “الإصلاح القضائي” الذي يسعى ائتلاف اليمين المتطرف لتمريره. واتساع وتصاعد الحركة الاحتجاجية وارد جدا، ارتباطا بارتفاع درجات الحرارة، إلا أن مسيرات يوم السبت ربما كانت الأكبر على الإطلاق في تاريخ دولة الاحتلال.

ومن المعروف أن تحالف اليمين المتطرف الحاكم والمعروف باسم “الصهيونية الدينية” يعمل جاهدا وفق حزمة من الخطط لتغيير طبيعة الدولة والتوازن الاجتماعي بشكل جذري بين سكانها اليهود.  وخطط الحكومة لاقت رفض الأكثرية التي لم تصوت لها، بالإضافة إلى ذلك فإن 70 في المائة من ناخبي الليكود أبدوا امتعاضهم من هذه التوجهات.

وتعمل حكومة اليمين المتطرف على إضفاء الشرعية على المستوطنات المبنية دون موافقات رسمية، ومنح المؤسسات وذوي المهن الطبية حق حرمان مجموعات سكانية معينة من خدماتها. وتوجيه الجيش والشرطة بالتعامل القاسي مع المتظاهرين اليساريين والفلسطينيين، وإغلاق الحياة العامة أيام السبت، يوم الراحة اليهودي، وفق رؤية دينية رجعية متطرفة، حتى في المناطق التي يسكنها في الغالب أناس من ديانات أخرى وعلمانيون. ومرة أخرى، يحاول وزير الشرطة إيتمار بن غفير، الذي تم التحقيق معه أكثر من 50 مرة بتهمة التحريض على الكراهية ومزاعم أخرى، تحديد الأهداف التي يتحرك الجيش والقوى الأمنية ضدها، وفق توقيتات محددة مسبقا.

 ******************

تهديم في قرية فلسطينية للمرة 212

القدس - وكالات

أقدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي على تهديم عدد من المنازل في قرية العراقيب الواقعة في منطقة النقب وفقاً لشهود عيان.  وتصر نحو 22 عائلة تسكن القرية على البقاء في أراضيها رغم أعمال الهدم المتكررة التي وصلت الى 212 حالة هدم.

وقال شهود عيان إن “جرافات إسرائيلية بحماية الشرطة اقتحمت القرية وهدمت بيوتها للمرة الـ 212”.

وذكر الشهود أن “قوات الاحتلال أجبرت سكان القرية على الخروج من منازل الصفيح والخيام قبل أن تهدمها الجرافات رغم أحوال الطقس الباردة”.

وهدمت السلطات الإسرائيلية القرية للمرة الأولى في تموز 2010، ومنذ ذلك الحين في كل مرة تعود إلى هدمها يعيد السكان بناءها، وآخرها في 25 كانون أول 2022.

 ***********************

السودان: 7 ملايين طفل  خارج الصفوف الدراسية

الخرطوم - وكالات

حذرت منظمة اليونيسف من انقطاع أو عدم تلقي سبعة ملايين طفل سوداني تعليما بشكل منتظم حاليا. وشددت يونيسف على ضرورة إيجاد حلول عاجلة لأزمة التعليم في البلاد والتأكد من أن الأطفال البالغ عددهم اثنا عشر مليونا لا يتعرضون للمزيد من الاضطراب في تعليمهم.

ودعت المنظمة الدولية لحلول عاجلة وطالبت المانحين بتقديم الدعم لحماية الأطفال ودعمهم في مجالات التعليم والصحة والتغذية ومحذرة في الوقت ذاته من تعرض الرّضع لسوء التغذية.

ووصف رئيس تحرير صحيفة السوداني، عطّاف محمد مختار، تقرير منظمة اليونيسف عن وضع الأطفال في السودان بـ “ صادم وكارثي”.

وقال عطّاف محمد مختار، في تصريح صحفي: “ما من كارثة يمكن أن تقع على أمة أكبر من هذا التقرير الصادم، نتحدث عن أجيال ستكون خارج فعل النهضة اللازم لأي أمة من الأمم. الأمة تقوم على شبابها وأطفالها”.

 **************

برلين.. إضراب في المطار يوقف جميع الرحلات

برلين - وكالات

أعلنت الشركة المشغلة لمطار برلين إلغاء كافة الرحلات الجوية، أمس، بسبب إضراب نظمه العاملون بالمطار للمطالبة بزيادة أجورهم.

وتوقفت رحلات مقررة تمثلت في نحو 300 عملية إقلاع وهبوط للطائرات بالمطار، مما يؤثر على نحو 35 ألف راكب، بحسب بيان الشركة المشغلة لمطار “بي إي آر”.

ودعا اتحاد “فيردي” للقيام بالإضراب بسبب عدم الرضا عن المقترحات المقدمة في ثلاث جولات من مفاوضات جماعية مع إدارة المطار، وذلك قبل أيام من عطلة الشتاء التي تستغرق أسبوعًا في عاصمة ألمانيا.

ويشارك في الإضراب كل من العاملين في الخدمات الأرضية، وأمن الطيران، وشركة المطار.

ويطالب اتحاد “فيردي” بزيادة رواتب موظفي الخدمات الأرضية بقيمة 500 يورو (543 دولارا) شهريا على مدى 12 شهرا، بجانب مكافآت أعلى لأفراد الأمن الجوي الذين يعملون في عطلات نهاية الأسبوع والعطلات الرسمية.

 **********************

تظاهرات في بيرو تطالب بتنحي الرئيسة

ليما - وكالات

اندلعت في البيرو، أمس، تظاهرات واسعة مطالبة برحيل الرئيسة دينا بولوارتي، غداة صدامات عنيفة في العاصمة ليما. يأتي ذلك بعد دعوة من بولوارتي الثلاثاء إلى “هدنة وطنية”، بعد احتجاجات أوقعت ما لا يقلّ عن 46 قتيلًا منذ اندلاعها في كانون الأول 2022. وسار آلاف المتظاهرين الثلاثاء قادمين من منطقة الأنديز الفقيرة، ارتدى الكثير منهم الزي التقليدي، في وسط العاصمة ليما، حاملين أعلام البيرو هاتفين “دينا قاتلة”. ووقعت صدامات عنيفة مساءً بين متظاهرين، بعضهم يضع درعاً حديديا ويرشقون الحجارة، وعدد كبير من عناصر الشرطة الذين أطلقوا الغاز المسيل للدموع، وفق ما ذكر مراسلو وكالة فرانس برس الذين شاهدوا كذلك عدة توقيفات. أصيب عدة أشخاص بجروح بسبب المقذوفات أو اختناقاً بالغاز خلال أعنف يوم من التظاهرات في ليما منذ بداية الاضطرابات.

************************

الصفحة السابعة

تسوّل الأطفال.. مخاطر اجتماعية مخيفة

د. عبد الكريم جعفر الكشفي*

تعد ظاهرة تسوّل الأطفال ظاهرة غير حضارية، تشوه صورة المجتمع، وصورة المدن الحضارية، وان انتشارها في مناطق معينة هو للحصول على الأموال والهبات، وهذه الحالة لم تكن منتشرة بهذه الكثرة سابقا، لكنها تفشت بعد الانتعاش الاقتصادي الذي حصل في العراق بعد ٢٠٠٣م. إن ظاهرة التسول تكون نتيجة عوامل تتعلق بجميع مديات السلطة وسيطرتها على مقدرات الانسان، لكن هذه الظاهرة غير حضارية وتؤثر سلباً في المجتمع، الغرض منها توفير مزيد من الموارد المالية، باستعمال أساليب ملتوية وغير أخلاقية في بعض الأحيان. (١)

التعريف بتسول الأطفال

تسول الأطفال هو طلب الطعام أو المال أو المبيت في الشوارع، وبيوت الناس؛ لغرض كسب عطفهم وكرمهم أحيانا، أو اصطناع الأطفال أدوار تمثيلية، مثل لبس الملابس الرثة فضلا عن اصطناع الإصابة بعاهات أو بسوء حال، ويكون تسول الأطفال عن طريق عرض الخدمات للناس، وخدمتهم بطرق مختلفة مثل: حمل اكياس المارة، وبيع بعض الأمور البسيطة مثل بيع المناديل الورقية وغيرها، ومسح زجاج السيارات وغيرها، والتسول هو: مجموعة القواعد التي تحكم سلوك الأفراد في الجماعة، والتي يتعين عليهم الخضوع لها بالقوة إذا لزم الأمر. (٢)

مشكلة هذه الظاهرة

  تتعلق مشكلة هذه الظاهرة  في مجملها بتركة الحكومات الجائرة، في العراق وما سببته من  فساد مالي داخل مؤسسات الدولة عامة، فضلا عن طبيعة التحول نحو الديمقراطية المزعومة  المرتبطة  بالمحاصصة،  ووجود الإرهاب وما يشكله من كثرة الأرامل والأيتام، وعدم الاستقرار في العراق، وكثرة العوائل المهجرة بسبب الوضع الأمني، وكثرة الطلاق وحالة الأطفال المتسربين من العوائل ؛ بسبب الضعف الأسري، ومن المدارس بسبب القصور التربوي، كما أن تعقيدات وضع العراق الاقتصادية والمالية ساعدت  في  انتشار هذه الظاهرة، خلال المرحلة الراهنة مع توزع صورها وأشكالها تبعا لشكل الظاهرة، وغرض المتسولين استدراج عطف  الآخرين وكرمهم.(٣)   

يعد تسول الأطفال بالعراق من الظواهر الخطيرة، والتي لها انعكاسات وأبعاد في تنشئة الأطفال، وبعد عام ٢٠٠٣ ازدادت بشكل ملفت للنظر في المزارات والشوارع والطرقات، ولهم أساليب مختلفة فقسم يقف في أبواب المساجد والكنائس، وقسم في المزارات، وقسم في الطرقات المزدحمة، وقسم في تقاطعات الشوارع، وقسم بالمقابر، وأشهر أساليبهم التصنع بالفقر والعاهات، وبالأمراض غير الصحيحة، عبر الحيلة والخداع والتمويه والاصطناع، مع استعمال وسائل الاستعطاف وإثارة عطف الناس وشفقتهم. (٤)

وعلى الرغم من تفشي هذه الظاهرة في صفوف الأطفال، الا أن وزارة العمل والشؤون الاجتماعية بالعراق ليس لديها إحصائية،  وبيانات شاملة مدروسة في هذا المجال، وسبب ذلك أن الأطفال المتسولين في حركة مستمرة وتنقل دائم لذا يصعب إجراء التعداد لهم، وكون أغلبهم يهربون من عمليات الاحصاء، وترتبط هذه الظاهرة في العموم بالتفكك الأسري الذي يعرضهم للعنف الجسدي والجنسي، والتشريد والبطالة والفقر، علما أن الدستور العراقي يمنع عمالة  الأطفال وتسولهم، وغالبا ما يتم القاء القبض عليهم وأخذ تعهدات منهم بعدم التسول، لكن مع هذا تجد مجاميع من المتسولين  لا يفترقون عن بعضهم في أماكن يحددها رئيس المجموعة التي يترأس هؤلاء،  ومن يتنقل إلى مكان آخر مصيره الطرد، فضلا عن التهديد بالقتل.(٥)

وتتنوع فئات الأطفال المتسولين إلى أقسام، فمنهم الأطفال المتسولون بالفطرة: وهذه الحالة يكتسبونها من الأسرة أو من الأقارب والأصدقاء. المتسولون  للحاجة: بسبب الفقر والعوز أو لغرض الحصول على عمل، وهم يمتهنون التسول بسبب الحاجة وهذه الحالة في توسع مستمر،  بسبب الأوضاع القلقة بالعراق، ومنها تسوّل الأطفال المستغَلين: وهم أطفال الشوارع المشتركون والذين يستغلون من أصحاب النزعات غير الإنسانية، بمقابل توفير سكن غير آمن لهم مع توفير الأطعمة،  وهؤلاء الأطفال يكونون في أسوأ حال، لما يلاقوه من إيذاء واستغلال وتعذيب وطاعة عمياء، أما الصنف الرابع فهم ذوو الاحتياجات الخاصة والأطفال المرضى الذين يعانون من عاهات وإعاقات جسدية، والمهمشون اجتماعياً ، وهذا التسول يكون مصاحبا بالجنوح و الإجرام إذ  تكون إلى جانب التسول السرقة، فستار التسول يسهّل مهنة السرقة.(٦)

أما الفئات التي تمتهن التسول فهم: جنسيات أجنبية تسكن العراق مثل: (الإيرانيون، والباكستانيون، والسوريون، واللبنانيون وغيرهم، والنازحون من المحافظات المختلفة، بسبب الإرهاب وانعدام الأمن، والفقراء من سكان المناطق العشوائية وهؤلاء برزوا بعد عام ٢٠٠٣.

يلاحظ أن أكثر الدول العربية ومنها العراق، لم يلتزم بالمعاهدات والاتفاقيات الخاصة بحقوق الأطفال، مثل: (حق التعليم، وحق حماية الطفل، وحق توفير البيئة الملائمة للطفل، وحق الإيواء للمشردين وغيرها، ولا يُهتم بقانون وقاية الأطفال من: (الاستغلال، والقسوة والاعتداء الجسمي والجنسي، ومنع الاتجار بالأطفال، وغيرها). إن عدم الاهتمام بالأطفال، ومنعهم من التسول أدّى إلى نتائج كارثية، منها انتشار ظاهرة استغلال الأطفال والأطفال الرضع والمعوقين، وزاد من الاعتداءات الجنسية، والاستغلال الجسدي والفكري الذي ادّى إلى استغلال الأطفال الذين يتجاوزون سن العاشرة في العمليات الإرهابية. إن العراق اليوم مطالب بتطبيق قوانين صارمة تمنع التسول واستغلال الأطفال، وفرض غرامات مالية كبيرة على العوائل التي تدفع أبناءها على التسول، أو حجز المتسولين في دور الأيتام،  وأن القضاء على هذه الظاهرة يأتي عن طريق توفير التعليم، وفرص العمل،  والتثقيف وغيرها، لقد تزامنت ظاهرة التسول بالعراق بعد ٢٠٠٣م بظواهر كارثية لها أضرار مستقبلية منها: (المتاجرة بالأطفال،  وبالأعضاء، وتجارة الجسد، وانتشار الجريمة والمخدرات، والدعارة) ، وان الحل الأمثل للقضاء على هذه الظاهرة الردع القانوني، وتوفير البيئة الصالحة المتكاملة للأطفال،  وتطبيق قانون العقوبات العراقي رقم١١١ لسنة ١٩٦٩م و تعديلاته الذي يعاقب كل من يتخذ من التسول؛ لكسب المال  أو من يغري الأطفال على التسول.(٧)

العلاج الأكبر الناجع والأهم لهذه الظاهرة هو القانون، لأنه المنظم للحياة الاجتماعية، وهو الدرع الآمن لكل مجتمع وإن سيادة القانون تمنح المجتمع فرصة الأمان والاستقرار، وان غياب القانون يهدم البناء الاجتماعي، وأن وجود المتسولين على الرغم من المجهودات التي تقوم بها الدولة العراقية يؤدي إلى تشويه المناظر الحضارية التاريخية للمدينة وإسقاط ألقها وزهوها العتيد، وأخيرا الوقاية خير من العلاج.

التوصيات:

١- ضرورة إصدار تشريعات تخص حماية الأطفال من هذه الظاهرة.

٢- ضرورة توفير المرشدين والأطباء النفسانيين لعلاج هذه الظاهرة وتفعيل الجهاز المركزي للإحصاء لإعداد البيانات وغيرها.

٣- مراقبة الأطفال وطلاب المدارس من قبل الجهات ذات العلاقة.

٤- انشاء مراكز اجتماعية لتأهيل الأطفال من قبل وزارة العمل والشؤون الاجتماعية والجهات الساندة لها لتأهيل الأطفال تربويا ومهنيا ونفسيا.

المصادر:

١- أثر التسول بانحراف الأطفال، باسم عبود الدباغ، مجلة بيت الحكمة، العدد٢٦، السنة٢٠١١، ص٤٤.

٢- المدخل للعلوم القانونية موجز النظرية العامة للقانون والنظرية العامة للحق، توفيق حسن فرج، مؤسسة الثقافة الجامعية، مصر الاسكندرية، ١٩٩٩، ص١٧.

٣- ظاهرة تسول الأطفال، ريم عبد الوهاب اسماعيل، مجلة دراسات موصلية العدد٢٤، الموصل، ٢٠١٣، ص١٨٢.

٤- ظاهرة التسول، فاروق محمد العادلي، مركز البحوث والدراسات الاجتماعية، جامعة القاهرة، ٢٠١٦، ص١٤.

٥- ظاهرة تسول الأطفال، مجلة دراسات موصلية، العدد ٤٢، السنة٢٠١٣م، ص١٨٢.

٦- ظاهرة الانحراف بين التبرير والمواجهة، طلعت مصطفى السروجي، دار الثقافة والنشر والتوزيع، القاهرة، ١٩٩٢ص١١٤.

٧- قانون العقوبات العراقي لسنة ١٩٦٩م وتعديلاته وما أصابها من قرارات سلطة الائتلاف المؤقتة، القاضي نبيل عبد الرحمن حياوي، وزارة العدل، بغداد، ٢٠٠٦، ص١٣٨.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* مدير عام تربية محافظة ديالى السابق.

 ***************

التدليس في زمن التغليس؟

أ. د جلال الزبيدي*

العراق يمر بمنعطف قانوني وسياسي خطير بسبب تعاظم أزمته البنيوية بشكل متسارع حيث تتحول المعركة الفكرية والقانونية ضد طوابير الفساد المالي والاداري بالعراق لشبه شلل كامل بسبب غياب الإرادة السياسية الجادة للتصدي لرؤوس الفساد، أضافة لهيمنة قوى المحاصصة على سلطة اتخاذ القرار في الدولة، حيث تحول العديد من مؤسسات الدولة ومرافقها العامة إلى منتج لهذا الفساد المالي والإداري أضافة لترهل وتعدد وتضارب أجهزة الرقابة وتنامي هيمنة المصالح الحزبية الريعية الضيقة على المراكز المالية بالعراق، كما انه يجب أن لا ننسى حجم وتأثير قوى التضليل السياسي والإعلامي كواجهة لشرعنة هذا الفساد والمتعكزة أحيانا على مراكزها الحكومية والمتسيدة بأحزمة السلطة العامة والتي بدأت هي الاخرى ترفع شعارات مكافحة الفساد من اجل تعويق المشروع الوطني لمكافحة الفساد,

وهكذا نجد للأسف أن مجلس النواب العراقي تحول زمنيا من مؤسسة تشريعية ورقابية إلى جهاز للإثراء وإلى سوق متحركة للأوراق النقدية وللمضاربات التجارية، ولا نبالغ اذا قلنا إنه تحول لإحدى حواضن أنتاج وشرعنة الفساد المالي بالعراق، حيث أقدم مجلس النواب لأكثر من مرة على إصدار قوانين (العفو العام)والتي سمحت وساهمت عن كثب في إطلاق سراح المئات من الفاسدين وسراق المال العام والإرهابيين، كما ويجب أن لا ننسى أن مجلس النواب العراقي هو أول من أصدر قانونا للمحاصصة السياسية بالعراق (رقم44 لسنة 2008). والذي تم بموجبة توزيع المغانم والمناصب الحكومية العليا والهيئات المستقلة على الاحزاب السياسية المتنفذة بعيدا عن اعتبارات ومعايير الكفاءة والشهادة والنزاهة والاختصاص الوظيفي، وبذلك أرسي مقدمات لشرعنة الفساد بالعراق!! أن هذه القرصنة التشريعية يقابله الكثير من التغليس من قبل أجهزة رقابة المشروعية في محاسبة ومحاكمة قادة الفساد عند سرقتهم للمال العام أثناء تواجدهم في إشغال الوظيفة الحكومية وليس بعد هروبهم أو خروجهم من الوظيفة العامة، كما أن قانون المحاصصة السياسية الذي أصدره مجلس النواب العراقي والمرقم 2008/44 قد أرسى ظاهرة الفساد والمحاصصة بالعراق. كما انه يشكل اعتداءً صارخا للقيم والاصول الدستورية وخاصة المادة 14 من الدستور العراقي النافذ والتي تقول (العراقيون متساوون أمام القانون….) حيث أرسى وكرس قانون المحاصصة هذا انماطا مشوهة للثقافة القانونية بالعراق؟ حيث تقول المادة 06 من قانون المحاصصة 2008/44: (تنفيذ مطالب القوائم والكتل السياسية وفق استحقاقاتها في أجهزة الدولة لمناصب وكلاء الوزارات ورؤساء الهيئات والمؤسسات والدرجات الخاصة وعلى مجلس النواب المصادقة على هذه الدرجات).

ولو ألقينا نظرة حول الطبيعة الدستورية لقانون المحاصصة هذا من الناحية القانونية نجدة باطلا بطلانا مطلقا لأنه صدر بغياب السند الدستوري لإصداره!! حيث أن فلسفة وعلم القانون يشيران إلى أنه لا يجوز قانونا إصدار اي تشريع بغياب سند وقاعدة دستورية تجيز صدوره. كما أننا لو قمنا باستقراء المادة 61 من الدستور العراقي النافذ والتي حددت صلاحيات واختصاصات مجلس النواب العراقي لا نجد فيها ما يشير لتوزيع المناصب العامة على أساس المحاصصة للأحزاب الفائزة بالانتخابات، وهذا اختصاص افتعله مجلس النواب خارج الضوابط الدستورية.

 كما أن المحكمة الاتحادية العليا قد اصدرت حكمها القضائي المرقم 2019/89 بإلغاء المادة 60 من قانون المحاصصة السياسية وعدم دستورية توزيع المناصب العليا على اساس المحاصصة الحزبية، إلا أنه مع ذلك لم يذعن مجلس النواب لحكم المحكمة الاتحادية العليا واستمر في الالتفاف على حكم القضاء وهذا مما يعرض رئيس مجلس النواب وهيئة رئاسة المجلس تحت طائلة القانون.

أن عمليات الافلات من العقاب تأخذ صورا وأشكالا متعددة ومرعبة أحيانا حيث يجري تجميلها بمحاججات وعناوين العقلانية القانونية والسياسية وحلول ترقيعية تعمل عن كثب أساسا على تكريس ظاهرة الفساد المالي والاداري بالعراق. ونستطيع القول ذلك لا يسهم في إيجاد الحلول والمعالجات الجادة في عملية مكافحة ثقافة الفساد بالعراق. خاصة ونحن لم نشاهد على مديات الزمن العراقي البعيد منذ 2003 ولحد الان أن فاسدا بارزا سواء أكان وزيرا او سفيرا او عضوا بمجلس النواب قد دخل قفص الاتهام وتمت محاكمته أثناء شغلة لمركزة القانوني والوظيفي؟ كما أنه من المدهش حقا أن نشاهد إرهابيا أو سارقا يعترف من على شاشات التلفزيون بجرائمه ولصوصيته ولكن بعد حين نجدة نائبا بالبرلمان او وزيرا ومسؤولا متنفذا؟ كما يجري للأسف بشكل ممنهج الإفلات من العقاب حيث نشاهد انه يتم مسلسل إعادة محاكمة العديد من شخوص ومافيات الفساد واللصوصية القابعين بالسجون والذين أدينوا بأحكام قضائية باتة وقطعية في محاولة لتخفيف هذه الاحكام القضائية تمهيدا لإطلاق سراحهم واعادة تدويرهم وإنتاجهم، وهذه الممارسات بشكل واضح تشكل انتهاك لمبدأ سيادة حكم القانون واعتداءً على مسلمة (أن حكم القضاء هو عنوانا للحقيقة)، لابل أن هذه الممارسات ستؤدي عمليا إلى ظاهرة الافلات من العقاب وتوفر حاضنة لممارسة الجريمة المنظمة!! وقد كان رئيس المحكمة الاتحادية العليا مصيبا حين أكد على استفحال ظاهرة الفساد الحكومي قائلا (إن المواطن العراقي فقد ثقته بالوظيفة العامة بسبب استشراء الفساد المالي والاداري بين الموظفين). ولا يفوتنا الإشارة بجدارة على أهمية البيان الصحفي للمحكمة الاتحادية والصادر يوم الأربعاء المصادف 2023/1/4 والذي أكد فيه صراحة (بأن خرق الدستور يرتب المسؤولية الشخصية ويجب ان لا يكون المنصب الوظيفي حاميا لمن يخالف الدستور او القانون). وكم نتمنى ان تقترن بذلك الاقوال بالأفعال في حماية المال العام والذي أكدته أيضا المادة 27/أولا من الدستور العراقي لسنة 2005 بالإشارة إلى أن (للأموال العامة حرمة وحمايتها واجب على كل مواطن)، ولذلك أرى هنا بانه لا توجد اية مسوغات قانونية أو وطنية للتهاون او المساومة في اطلاق سراح سراق المال العام تحت ذريعة الغاء التشريع رقم 1994/120 والصادر من مجلس قيادة الثورة سابقا والقاضي (بعدم أطلاق سراح المحكوم عن جريمة اختلاس او سرقة أموال الدولة مالم تسترد منه هذه الاموال جميعها)، وان يكون ذلك تبريرا لإطلاق سراح نور زهير او هيثم الجبوري!! لان هذه الجرائم المالية هي بالضرورة القانونية جرائم اختلاس للمال العام من قبل المؤتمنين علية، وقد تصل عقوبتها بقانون العقوبات العراقي إلى السجن المؤبد في حالة وجود الظروف المشدد لها، خاصة إذا كان مرتكب لجريمة سرقة المال العام (مأمور تحصيل او امين صندوق مالي او صيرفي)، وهنا تتحول من جريمة سرقة عامة تحديدا إلى جريمة اختلاس للمال العام، لأن هناك توصيفا قانونيا يفرق بين جريمة السرقة للمال العام وجريمة الاختلاس للمال العام لمن عهدت الية رعاية وحماية المال العام وتقع تحت سلطته، لأن السرقة نعني بها قانونا هو الاستحواذ او الاستيلاء على منقولات الغير دون موافقتهم او رضاهم او بإرادتهم، أَما جريمة الاختلاس فهي جريمة سرقة للمنقولات يقوم موظف بارتكابها بسرقة المال العام الذي تحت عهدته وحمايته او سلطته وتحويلة إلى مال خاص للسارق، ولهذا فالسرقة قانونا هي اعتداء على أموال منقولة لشخص ما، بينما الاختلاس فهو جريمة تشكل اعتداءً على المجتمع كله، ولذلك تم تشديد (جريمة الاختلاس) والتي قد تصل للسجن المؤبد وجريمة السرقة بالسجن بعقوبة لا تزيد عن 10 سنوات. وختاما يمكننا القول إن أساس وجوهر جريمة الاختلاس هو جريمة السرقة بالمفهوم الواسع قانونا، ولذا نرى أن جريمة العصر بسرقة المال العام هي جريمة اختلاس للمال العام وعقوبتها قد تصل حتى إلى السجن المؤبد تشديدا.

ـــــــــــــــــــــــــــ

*حقوقي واستاذ جامعي

***********************

الصفحة الثامنة

العاملات في القطاع الخاص.. تمييز واستغلال وإجراءات تعسفية

بغداد – نورس حسن

تدفع الحاجة إلى دخل شهري ثابت الكثير من النساء إلى العمل في القطاع الخاص على رغم التمييز في الأجور وساعات العمل، وما يمكن ان يتعرضن له من  تصرفات ابتزازية ومساومات لااخلاقية.

 تمييز في الاجور

تقول نبراس محمد (32 عاما) التي تعمل في قسم العلاقات العامة في أحد الفنادق الأهلية ان من أبرز التحديات التي تواجهها في القسم “فرض سلوكيات غير لائقة لكسب الزبائن، الأمر الذي يضطر الكثير من النساء العاملات في القسم الى ترك العمل، والبحث عن فرص عمل في ميادين اخرى”.

وتطمح نبراس مثل زميلاتها إلى ترك العمل فورا، ألا أن قلة فرص العمل وحاجتها هي إلى الأجر الشهري فرضتا عليها المواصلة والتحمل، إلى حين إيجاد العمل البديل.

وتذكر لـ”طريق الشعب” أن “تحديات العمل لا تقتصر على ما ذكرت، وإنما هناك ايضا تمييز كبير في أجور العمل بين الرجل والمرأة، إضافة إلى ساعات العمل، خاصة وأن إدارة الفندق تفضل العمل المسائي للنساء”.

ولا تتجلى معاناة النساء في العمل لدى القطاع الخاص على التمييز والابتزاز، وانما تتجاوزهما الى الاستغناء عن العمل تعسفا بعد خدمة عمل طويلة.

ليس هناك من يدافع عنها

وتقول مواطنة فضلت عدم ذكر اسمها لـ”طريق الشعب” كانت تعمل في مصرف الخليج الأهلي إن “المصرف أصدر قرار الاستغناء عن عملي بناء على تعليمات البنك المركزي بتقليص أقسام المصرف”. واضافت أنه “بعد خدمة عمل لي في المصرف دامت 9 سنوات، قرر المصرف الاستغناء عن خدماتي وطلبوا مني توقيع استقالتي، على اعتبار أن البنك المركزي وجه بذلك، على الرغم من أن تعليمات البنك المركزي جاءت بتقليص أقسام المصرف وليس تقليص عدد الكوادر العاملة”.

وتذكر المواطنة وهي أم لأيتام وتسكن داراً للإيجار أنها “قدمت شكوى الى محكمة العمل ضد ادارة المصرف، إلا أن القضية أخذت من الوقت عامين ونصف العام، إضافة إلى رسوم مالية كبيرة ولم يتم حسمها”. فاضطرت ازاء ذلك الى تقديم شكوى إلى الاتحاد العالم لنقابات العمال في العراق، وفي هذا الصدد قالت “إن محامي الاتحاد وعد بالوقوف إلى جانبي وكسب القضية، إلا أنه والبقية في الاتحاد أغلقوا هواتفهم بعد ذلك ورفضوا مقابلتي لأسباب لا أعلمها”.

الجهات الحكومية غير مهتمة

ي السياق تقول الناشطة النسوية براء السعدي إن “النساء العاملات في القطاع الخاص هن أكثر مظلومية، ويتعرضن لاستغلال اشد من ناحية الأجور وساعات العمل وطبيعته”.

وتقول لـ”طريق الشعب” أن “الجهات الحكومية غير مهتمة بملف تمكين المرأة على الرغم من أهميته في تعزيز اقتصاد البلد، وأن القيود المجتمعية المتخلفة تفرض هيمنتها على القرارات الحكومية وتقيد تنفيذها”.

وتتابع السعدي حديثها قائلة ان “ فوضى العمل في القطاع الخاص وضعف الرقابة الحكومية لتأمين بيئة عمل لائقة، جعلا الكثير من العوائل تمنع بناتها من العمل تحت تبريرات مختلفة”.

بل ان فوضى العمل في القطاع الخاص كما قالت “مكّن الكثير من أولياء الأمور من اختلاق مبررات لعدم السماح بعمل نسائهم”، موضحة ان الكثير من العوائل “لا تمنح بناتها أية مخصصات مالية تمكنها من شراء ما تريد بحرية، متصورة أن المأكل والمشرب هو كل ما تحتاج اليه باعتبارها ربة منزل”.

ومن الجدير بالاشارة انه خلال الفترة بين عامي 1925 و1999 صادق العراق على سبع اتفاقيات لمنظمة العمل الدولية تضمن للنساء الحق في العمل، إضافة إلى مصادقته على الاتفاقية الملحقة بلائحة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، التي تنص على “إلغاء كافة أشكال التمييز ضد المرأة”.

ورغم كل هذه القائمة من المعاهدات والاتفاقيات الدولية الملزمة التي وقع عليها العراق، اضافة إلى قانون العمل، إلا أن دور الدولة ما زال هامشيا جدا في حفظ حق النساء في العمل، وفي تمكينهن من ذلك، فضلا عن حماية العاملات من أشكال التمييز والاستغلال، حسب ما ذكرت الناشطة براءالسعدي.

----------

الضمان الاجتماعي وحماية المرأة

انتصار الميالي

تعتبر تدابير الحماية الاجتماعيّة الشاملة من الأدوات الفعّالة لمكافحة الفقر، ولتعزيز الاندماج وتوفير حياة كريمة في مجتمعات أكثر مساواة، فهي عنصر أساسيّ لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.

ويساهم الضمان الاجتماعي في تعزيز المساواة بالنسبة إلى المرأة والفتاة، لذا لابد من من العمل على تعزيز سياسات الحماية الاجتماعيّة بخبراء يعملون ضمن خطط فعالة، للنهوض بحقوق الإنسان للمرأة العراقية عبر تخفيف الأعباء والعقبات التي تثقل كاهلها .

وتتحمل المرأة عبئاً غير متناسب من أعمال الرعاية غير مدفوعة الأجر، وفي وظائف متدنّية الأجر وغير مستقرّة. ما يعيق وصولها إلى مزايا الضمان الاجتماعيّ، على غرار التأمين ضدّ البطالة أو رواتب التقاعد. وتنتشر ظاهرة عمل النساء في القطاعات الخاصة وفي الاعمال غير الرسميّة أكثر مما لدى الرجال، وحتى عندما تتمتّع المرأة بتغطية ملائمة نسبيًّا، تبقى الضمانات أدنى قيمة أو معدومة.

ويجب أن يُأخذ الضمان الاجتماعي بعين الاعتبار العبء غير المتكافئ لأعمال الرعاية غير المدفوعة الأجر التي تتحمّلها المرأة، بما في ذلك السنوات التي تكرّسها لتربية أطفالها والتي ربما تمنعها من تقديم مساهمات متساوية، كما ان الاهتمام بالرعاية الصحيّة الشاملة له فوائد عظيمة بالنسبة للمرأة، لأنّه يخفّف من كلفة العمل الذي تؤديه في رعاية الآخرين، ولربما من عبئه.

ولا تُقدّر الخطوات المماثلة بثمن، ولكن بهدف تحقيق أقصى قدر من التأثير ووضع حدّ لممارسات ضارة وتمييزيّة دامت أجيالًا طويلة، لابد من مناهج شاملة وعمل حكومي وتآزر كامل.

ويجب أن تتضمّن برامج الضمان التأمين الصحيّ والوصول إلى خدمات الصحّة الجنسيّة والإنجابيّة، وإلى خدمات لرعاية الأطفال تتحمّل كلفتها الدولة، وضرورة وجود أنظمة تعليميّة تتصدّى للقوالب النمطيّة الجنسانيّة الضارة وتقضي عليها.

ونحتاج إلى اعتماد أنظمة ضمان اجتماعيّ تتضمن خططا تدعم الشباب في بحثهم عن عمل لائق، وتساعدهم على إطلاق العنان لإمكاناتهم، وأن تُنفّذ وتقيّم بمشاركة فعّالة من النساء والفتيات ، انطلاقا من المعنى الحقيقيّ للتمكين عبر الإدماج الحقيقيّ والمشاركة الكاملة في تصميم مجتمعات متساوية ومستدامة. وكلّ هذا ممكن إذا قامت الجهات الحكومية بتوفير مزايا الأمومة لجميع الأمّهات، والبدلات لجميع الأطفال وبالاخص الأيتام، كذلك النساء غير المتزوجات، والمزايا لجميع الأشخاص ذوي الإعاقات الشديدة.

 إن تخصيص ضمانات اجتماعية شاملة لا يكلف شيئا في بلد مثل العراق، فحتى أفقر البلدان يمكنها أن تتحمّل أنظمة حماية اجتماعيّة شاملة، لكنّ الأمر يتطلب إرادة سياسيّة وإجراءات عمليّة تضمن تمتّع المرأة والفتاة بقدر أكبر من المساواة في الوصول إلى الضمان الاجتماعيّ. وعلى العراق أن يفي بجميع الالتزاماات الدولية للحد من الممارسات المهينة والهوجاء التي تسعى لأعاقة المرأة وإخضاعها من جديد، والعمل الجاد من أجل النهوض برفاهيتها، وحماية كرامتها واستقلالها وحقوقها.

----------

نيكار محمد ضمن قائمة 100 امرأة مؤثرة حول العالم

بغداد – طريق الشعب

تكريمًا لسنوات خدماتها الإنسانية في مجال التمريض، اختارت هيئة الإذاعة البريطانية رئيسة قسم الممرضات في مستشفى الحروق للجراحة التجميلية بالسليمانية، نيكار محمد عارف، لتكون ضمن قائمة “أكثر 100 امرأة ملهمة ومؤثرة حول العالم” في عام 2022.

ونيكار، المتخرّجة من المعهد الفني الطبي في مدينة السليمانية عام 1992، والتي تعمل رئيسة قسم الممرضات في مستشفى الحروق والجراحة التجميلية، تشرف على 156 موظفًا من مجموع 220 من الأطباء والممرّضين والعاملين في أقسام مختلفة بالمستشفى في مدينتها.

تقول في تصريح اطلعت عليه “طريق الشعب” إنها منذ 25 عاما تعمل في قسم معالجة الحروق والنساء اللواتي يحاولن الانتحار بإضرام النار في أجسادهن بسبب معاناتهن من ظروف اجتماعية قاسية، أو ممن كن ضحايا للأذى النفسي والجسدي، ومنهن مَن لم تصل مرحلة البلوغ بعد، أو مَن احترقت بفعل فاعل أو بحادث عرضي.

وتذكر ان “النساء يعشقن الحياة ويتعلقن بها، لكن ثمة مَن تلجأ إلى إحراق نفسها للهروب من الظروف الصعبة خاصة الاقتصادية، التي تؤدي إلى خلق ضغوط نفسية كبيرة، فتظن أن في الانتحار الخلاص”.

وحول اختيارها ضمن قائمة 100 امرأة ملهمة لعام 2022 تقول “إنها فرحة كبيرة عززت لدي ارادة المواصلة، خاصة مع ارتفاع نسب انتحار النساء في الإقليم، والذي يحتاج إلى وقفة جادة من قبل السلطات”.

---------

تفشي هوس التجميل بين النساء.. 50 في المائة من مراكز التجميل غير مرخصة

بغداد – طريق الشعب

على الرغم من التحذيرات الطبية بعدم اللجوء إلى إجراء عمليات التجميل دون الحاجة الماسة اليها خارج المستشفيات الحكومية والمراكز الصحية المرخصة، تتناقل مواقع التواصل الاجتماعي الكثير من مناشدات النساء تعرضن لتشوية الجسدي نتيجة إجراء عملية تجميلية لم تكن موفقه في أحد مراكز التجميل الاهلية.

وفي ظل الدعوات إلى وزارة الصحة لتكثيف الرقابة والحد من انتشار مراكز التجميل يقول طبيب التجميل المختص في مستشفى الواسطي د. محمود النصراوي لـ “طريق الشعب” إن “العمليات الجراحية التجميلية التي أجرتها المستشفى خلال عام 2022 بلغت 2418 عملية وأغلبها لنساء في أعمار مختلفة”.

التأثر بالمشاهير

ويذكر النصراوي أن “التأثير بالمشاهير على مواقع التواصل الاجتماعي أثر على انطباع النساء وطموحهن في الحصول على شكل وقوام مثالي، الأمر الذي دفع الكثير منهن إلى إجراء عمليات التجمل كأسرع وسيلة للوصول إلى النتائج المطلوبة”.

وحول الانتشار المبالغ به لمراكز عمليات التجميل يفيد بأنه “وفق القانون يمنع إجراء أي عملية جراحية خارج المستشفيات الحكومية والأهلية المرخصة منها، إلا أن ضعف الرقابة عزز من انتشارها الأمر الذي أدى إلى وقوع العديد من ضحايا التشوهات التجميلية خاصة بين النساء”.

وتنقل السيدة هاجر ليث (40 عاما) عبر مواقع التواصل الاجتماعي تجربتها بإجراء عملية حقن لمنطقة الوجه في أحد المراكز التجميلية في بغداد، لتعاني بعدها من مضاعفات صحية أجبرتها على دخول المستشفى والخروج منها بتشوهات إضافية، لا يمكن معالجتها طبيا.

ضحايا التجميل

وحسب الباحثة في الشأن الاجتماعي إيمان الشمري أن المواطنة هاجر ليس الضحية الأولى، فهناك العديد من النساء هن ضحايا مراكز التجميل غير المرخصة إلا أن هاجر كانت الأجرأ منهن في عرض حالتها ونشرها على مواقع التواصل، في خطوة منها للتوعية أولا ولفضح المراكز التجميلية التي تتلاعب بصحة وحياة المواطنين فقط من أجل الربح المادي.

وتقول الشمري لـ “طريق الشعب” إن “إجراء عمليات التجميل والتلاعب بملامح الوجه والجسم بات هوسا لدى الكثير من النساء وذلك لعدة أسباب منها نفسية وتحدث نتيجة ضغط مجتمعي كالتنمر من المقربين ضمن العائلة والاصدقاء، إضافة إلى الفراغ والتأثر بالمشاهير نتيجة قلة الوعي”.

وتحمل الشمري وزارة الصحة مسؤولية ضعف الرقابة على المراكز التجميل التي تقوم بعمليات الحقن والتدخلات الجراحية البسيطة من قبل أشخاص غير متخصصين”.

دور الجهات الأمنية

في السياق يفيد المتحدث باسم وزارة الداخلية خالد المحنى في تصريح اطلعت عليه “طريق الشعب” أنه “ليس من صلاحية الوزارة غلق او محاسبة مراكز التجميل باستثناء المراكز التي أصدر بحقها أمر غلق قضائي”.

ويضيف، كما أن من صلاحية مفارز الوزارة محاسبة الأطباء الاجانب المخالفين لقوانين الجنسية والإقامة، أما الأمور التي تتعلق بالجانب الطبي والصحة فيقع عاتق متابعتها على وزارة الصحة ونقابة الأطباء”.

وعن دور نقابة الأطباء في متابعة وملاحقة مراكز التجميل يقول نقيب الاطباء جاسم العزاوي في تصريح اطلعت عليه “طريق الشعب” إن لدى النقابة لجنة خاصة تقوم بمتابعة مراكز التجميل غير المرخصة من قبل وزارة الصحة”.

وأضاف العزاوي، أن “أكثر من 50 بالمائة من مراكز التجميل الموجودة حاليا في العراق غير مجازة، وأن أغلب العاملين فيها يدعون أنهم أطباء متخصصون، إلا أنهم عناصر دخلوا دورات في الخارج وبدأوا يزاولون مهنة التجميل كحقن الفلر والبوتكس وغيرها”.

وعن العقوبات القانونية يفيد العزاوي أن “عقوبات مراكز التجميل غير المتخصصة التي تدار من قبل أطباء حقيقيين لكن دون إجازة أو تخصص في المجال، تصل إلى الغرامة والإحالة للجنة تأديبية أو غلق العيادة، أما الذين ينتحلون صفة طبيب، فهؤلاء يحالون إلى القضاء ويطبق عليهم قانون العقوبات، وبالنسبة للأجانب الذين يمارسون التجميل دون تخصص، فتتم محاسبتهم وتسفيرهم إلى خارج البلاد”.

------------

مساع برلمانية للحد من نسب الطلاق

لجنة المرأة: أسباب اقتصادية وأخرى اجتماعية وراء ارتفاع نسب الطلاق

بغداد – طريق الشعب

كشفت لجنة المرأة والأسرة والطفل البرلمانية، عن وجود خطط لمناقشة وتعديل بعض القوانين داخل البرلمان من أجل الحد من حالات الطلاق التي ارتفعت مؤخرا نتيجة لتحديات عدة تواجهها الأسر خاصة تلك المتعلقة بزواج القاصرات والوضع المادي.

وتقول رئيسة لجنة المرأة والأسرة والطفولة البرلمانية ابتسام الهلالي، في تصريح اطلعت عليه “طريق الشعب” إن “اللجنة تتابع بدقة الاحصائيات المتعلقة بنسبة الطلاق في عموم المدن، وهناك ارتفاع كبير بهذه النسبة خلال الفترة الماضية، وأسباب هذا الارتفاع مختلفة، لكن وفق المتابع ان السبب الاقتصادي هو الأبرز”.

وبينت الهلالي أن “لجنة المرأة والأسرة البرلمانية سوف تبحث خلال الأيام المقبلة، صياغة تشريعات قانونية أو تعديل على بعض مشاريع القوانين السابقة، التي تحتاج لتعديل، من أجل وضع ضوابط قانونية تحد من قضية زيادة نسبة الطلاق في العراق”.

وأضافت أن “ارتفاع نسبة حالات الطلاق في العراق، له تبعات كبيرة وخطيرة على المجتمع العراقي، وهذا الأمر ربما يدفع بالمجتمع بالكثير من الأعمال غير القانونية، بسبب الحالة النفسية للزوجين، ولهذا يجب وضع ضوابط تحد من هذا الأمر، وخلال الأيام المقبلة، سنعمل على ذلك مع الجهات ذات العلاقة في مجلس القضاء الأعلى”.

*************************

الصفحة التاسعة

لينيت إلى نصف نهائي أستراليا

كانبرا ـ وكالات

واصلت البولندية ماغدا لينيت، المصنفة 45 عالميا، تحقيق المفاجآت في بطولة أستراليا المفتوحة الكبرى للتنس، وتأهلت للدور نصف النهائي بعد فوزها على المصنفة الأولى سابقا، التشيكية كارولينا بليسكوفا 6-3 و7-5.

ونجحت لينيت في الفوز بالنقاط الحاسمة في المباراة لتفوز على بليسكوفا المصنفة 31 عالميا حاليا، بفضل ارتكابها لـ 20 خطأ سهلا أقل من منافستها التشيكية.

واحتاجت لينيت لساعة ونصف من أجل الإطاحة ببليسكوفا من ملعب رود ليفر أرينا، لتحقق إنجازا للمرة الأولى في مشوارها ببلوغها نصف نهائي بطولة كبرى، حيث كانت قبل أستراليا لم تتجاوز الدور الثالث.

-----------

زيارات غير مبررة للمنتخب.. الجماهير الرياضية تنتقد المبالغة في الاحتفال

بغداد ـ طريق الشعب

اختتم يوم أمس الاول منتخبنا الوطني الفائز بكأس الخليج العربي الـ 25 جولته المكوكية على الشخصيات السياسية في العراق، بزيارة إقليم كردستان والمبعوثة الأممية في العراق جنين بلاسخارات، وسط انتقادات للجماهير الرياضية حول المبالغة في الاحتفال.

ختام الجولة

وذكر بيان لرئاسة الإقليم أن “رئيس إقليم كردستان، نيجرفان بارزان التقى المنتخب الوطني بحضور وزير الثقافة والشباب في حكومة إقليم كردستان ومحافظي أربيل والبصرة ورئيس الاتحاد العراقي لكرة القدم وعدد من المسؤولين”.

من جانبها، أكدت الممثلةُ الخاصّة للأمين العامّ للأمم المتحدة في العراق جينين هينيس بلاسخارت، أن المنتخب العراقي قدّم ملحمةً بطوليةً في منافساتِ خليجي 25، وفقا لبيان اتحاد كرة القدم.

وعدّ مراقبون للشأن الرياضي في العراق، أن المبالغة في الاحتفال لها مردود سلبي على لاعبي المنتخب أنفسهم، مشيرين إلى أنه رغم أهمية الفوز في بطولة الخليج، لكن يجب ان لا يصور على انه منتهى طموح كرة القدم في العراق.

التفكير بالقادم

وذكّر المشجعون في العراق أن بطولة الخليج العربي هي بطولة على مستوى منطقة الخليج العربي، وعلى الاتحاد العراقي لكرة القدم التفكير بما هو أبعد من ذلك، خاصة وأن الاستحقاقات المقبلة أكثر أهمية وخاصة تصفيات كأس العالم 2026، وكأس آسيا الذي لم يحدد وقت إقامته لغاية الآن.

ودعت الجماهير الرياضية إلى ضرورة عدم استغلال فوز المنتخب لتبيض وجوه جهات معينة، متسائلة أين كان هؤلاء في لحظات الاخفاق المتكررة للمنتخب منذ سنوات؟

وحملت الجماهير الرياضية إدارة الفريق والاتحاد مسؤولية قبول الدعوات من قبل المسؤولين، مؤكدين ان المنتخب كان بإمكانه الاكتفاء بالاستقبال الرسمي والجماهيري في بغداد بدل الجولة غير المبررة.

وتأمل الجماهير بتوفير مستلزمات نجاح الرياضية في العراق، بدل الاعتماد على الهبات والتنافس في اوقات الفوز.

--------

استئناف مباريات الدوري الممتاز

بغداد ـ طريق الشعب

تستأنف منافسات الجولة الثالثة عشر من الدوري العراقي الممتاز اليوم الخميس، بعد ان كان من المقرر انطلاقها الثلاثاء الماضي.

وتأجل استئناف المباريات نظرا لانشغال المنتخب واعضاء الاتحاد بالاحتفال في تتويج المنتخب بكأس الخليج العرابي.

ووفقا للجدول المعلن من لجنة المسابقات فأن الجولة 13 تستأنف اليوم الخميس، بإقامة 5 مواجهات.

وتقام 5 مواجهات في الساعة الثانية بعد الظهر اليوم، الأولى تجمع القاسم والحدود على ملعب كربلاء الدولي، والنجف يلاقي دهوك في الثانية على ملعب النجف الدولي، وعلى ملعب الشعب الدولي يلتقي فريقا النفط والصناعة، وعلى ملعب ميسان الاولمبي يلتقي فريق نفط ميسان وفريق نادي كربلاء، وفي الرابعة والنصف تقام مباراة واحدة على ملعب الزوراء بين الكهرباء وفريق نادي الزوراء.

وغدا الجمعة، تجمع الأولى الديوانية وزاخو على ملعب كربلاء في الساعة الثانية بعد الظهر، وفي الساعة الرابعة والنصف تقام مباراة واحدة تجمع أربيل مع نفط البصرة على ملعب فرانسو حريري، وفي الساعة السابعة يلتقي فريقا نفط الوسط مع ضيفه الكرخ على ملعب النجف الدولي في الساعة السابعة مساءً، فيما تختتم مباريات الجمعة بقمة جماهيرية حين يضيف ملعب الشعب الدولي في السابعة والنصف لقاء القوة الجوية والطلبة.

ويشهد يوم السبت ختام مباريات الجولة بلقاء يجمع نوروز مع الشرطة على ملعب فرانسو حريري.

---------

غانيّ وأردنيّ يعززان هجوم كربلاء والديوانية

كربلاء ـ وكالات

أعلنت الهيئة الإدارية لنادي كربلاء الرياضي عن اتفاقها مع محترف جديد لتدعيم هجومات فريق الكرة المنافس في الدوري العراقي الممتاز.

وقال رئيس الهيأة الإدارية للنادي أحمد هدام العامري، أمس الأربعاء، إن” الإدارة اتفقت مع محترف غاني لتدعيم مركز الهجوم “، مبيناً أن” الأيام القليلة المقبلة ستشهد إكمال الإجراءات القانونية للاعب وإصدار سمة الدخول لانضمام المحترف بشكل رسمي إلى كتيبة العميد الكربلائي وخوض مباريات الدوري الممتاز”.

وأضاف العامري، أن” الهيئة الإدارية استعدت للدوري الممتاز مبكراً قبل انطلاق الموسم الحالي من خلال الاستغناء عن تسعة لاعبين، والتعاقد مع تسعة جدد من ضمنهم محترفون على مستوى عالٍ للعودة بقوة إلى منافسات الدوري المحلي “.

وأوضح العامري، أن” النادي مر بضائقة مالية خانقة ولكن بدعم من محافظة كربلاء وتوجيهه المستثمرين في المحافظة بتمويل النادي خرجنا من تلك الأزمة، والآن الوضع المادي جيد ولا توجد اي مشكلة تخص الجانب المادي”.

وتابع العامري أن” الفريق استعد بشكل جيد لعودة الدوري واستغل فترة التوقف التي رافقت بطولة خليجي 25 بإجراء الوحدات التدريبية وخوض المباريات الودية مع الفرق المحلية “، مؤكداً أن” الجهاز الفني واللاعبين عازمون على تقديم مستوى جيد والظهور بصورة مما كان عليه في بداية المنافسة”.

من جانب اخر، تعاقد فريق الديوانية مع المهاجم الأردني الدولي خالد الدردور لاعب شباب الاردن لغاية نهاية الموسم الحالي.

-----------

شتيغن.. جدار برلين يلامس جائزة زامورا

برشلونة ـ وكالات

يعيش الألماني مارك أندريه تير شتيغن، حارس مرمى برشلونة، أحد أفضل لحظاته في مسيرته الكروية هذا الموسم.

ويسير الألماني بخطى ثابتة مع البلوغرانا، حيث قادهم لأول لقب هذا الموسم، وهو التتويج بكأس السوبر الإسباني، على حساب الغريم التقليدي ريال مدريد.

ولعب الحارس الألماني دورًا رئيسيًا في عبور البلوغرانا  النهائي كأس السوبر التي أقيمت في مدينة الرياض بالمملكة العربية السعودية، بتألقه في ركلات الترجيح ضد ريال بيتيس في نصف النهائي، التي قادت الفريق للتأهل وحصد اللقب الرابع عشر في تاريخ النادي الكتالوني.

تألق لافت

يعيش تير شتيغن حالة غير عادية من التألق، لم يشهدها منذ انضمامه لصفوف برشلونة في عام 2014.

ورغم أن بداية الموسم لم تكن جيدة لبرشلونة بشكل عام، بالإقصاء المبكر في دوري أبطال أوروبا من دور المجموعات، إلا أن تير شتيغن لعب دورًا هامًا في عودة الاستقرار للفريق.

تير شتيغن هذا الموسم خاض 24 مباراة بمختلف المسابقات بقميص برشلونة، واستقبلت شباكه 19 هدفا، وخرج بشباك نظيفة في 13 مباراة.

وأصبح برشلونة أكثر الأندية حفاظا على شباكه نظيفة، على مستوى الدوريات الخمس الكبرى في أوروبا، بـ 13 مباراة، والأقل استقبالا للأهداف في مرماه بالدوريات الأوروبية برصيد 6 أهداف.

وساهم تير شتيغن بشكل واضح في احتلال برشلونة لصدارة جدول ترتيب الليغا، برصيد 44 نقطة، وبفارق 3 نقاط عن الوصيف ريال مدريد، بفضل تألقه وتصدياته.

جائزة زامورا

يطمح تير شتيغن للفوز بجائزة زامورا كأفضل حارس في الليغا، والأقل استقبالا للأهداف، لأول مرة في تاريخه.

ولم يسبق أن توج تير شتيغن بالجائزة، منذ انضمامه لصفوف البلوغرانا عام 2014.

وكان آخر حارس مرمى من صفوف برشلونة، يحصد الجائزة هو التشيلي كلاوديو برافو موسم (2014-2015) حيث كان الحارس الأساسي للبلوغرانا وجاء تير شتيغن ليكون بديلا له.

وخلال ذلك الموسم شارك برافو في 37 مباراة بالليغا، وتلقت شباكه 19 هدفا فقط.

ومنذ ذلك الحين سيطر يان أوبلاك حارس مرمى أتلتيكو مدريد على الجائزة لـ 4 مواسم متتالية، ثم كورتوا حارس مرمى ريال مدريد موسم (2019-2020).

وعاد أوبلاك ليحصد جائزة زامورا مجددًا موسم (2020-2021)، وأخيرًا في الموسم الماضي توج النجم العربي المغربي ياسين بونو لاعب إشبيلية بها.

الفريق الكتالوني هو الأقل استقبالا للأهداف في الليغا هذا الموسم حتى الآن برصيد 6 أهداف، وبالتالي فرصة تير شتيغن مميزة ليحصد اللقب الأول في تاريخه.

-----------

وقفة رياضية.. خليجي 25 نجاح للرياضة العراقية

منعم جابر

النجاح الذي تحقق في خليجي 25 هو نجاح للرياضة العراقية، لأن ما تحقق من إنجاز ونجاح لم يحصل من فراغ، بل هو تراكم خبرة ومعرفة. لهذا نجد ان ما تحقق يجب ان يتم توظيفه لنهوض الرياضة فالمنشآت الرياضية المتكاملة تقود إلى النجاح في تنظيم البطولات بمختلف أنواعها.

لهذا أقول لقادة المؤسسات الرياضية ابتداء من وزارة الشباب والرياضة واللجنة الأولمبية الوطنية واتحاداتها وأنديتها الرياضية هي التي حققت النجاح والتفوق وفي المكان الأول الجماهير الرياضية الوفية لرياضة العراق ودورها الكبير في إنجاح البطولة.

اذن البطولة كانت في كرة القدم لكن النجاح كان لكل الرياضة العراقية، والمطلوب من المعنيين بالرياضة ان يتحملوا مسؤولياتهم ويشدوا احزمتهم ويضاعفوا جهودهم من أجل ان تنهض الرياضة بكل تفاصيلها وألعابها، خاصة وأن المسؤولين في الدولة العراقية وقادتها شعروا بالمسؤولية الكبيرة والشعور الوطني العالي بما تحقق من انتصار ونجاح للبطولة، وما تحقق من إعجاب من قبل الاشقاء الخليجيين بما قدمه العراقيون عموماً وأهل البصرة خصوصاً.

لقد شكل هذا النصر حافزاً قوياً لدعم الرياضة بكل تفاصيلها ودافعاً لبقية الألعاب الرياضية، إذا أناشد قادة الاتحادات الرياضية بالاهتمام بألعابهم وتطويرها وإعطائها الأهمية والاستفادة من الدعم الرسمي والجماهيري من أجل النهوض بالواقع الرياضي لما فيه من خدمة كبيرة للوطن ورياضته.

عليه أقول لقادة الدولة إنكم بدعمكم للرياضة إنما تقدمون لوطنكم خدمات جليلة وتساهمون بتربية الأجيال الصاعدة وتساهمون برعايتهم الرعاية الصحيحة والمناسبة وتستطيعون أن تبعدونهم عن الخطيئة والانحراف، والتي بدورها ستؤدي إلى بناء للوطن، وأدعوا كل العاملين في القطاع الرياضي للعمل بجد واجتهاد من الرياضة والوطن.

-----------

برشلونة وريال مدريد يقتحمان سباق الارجنتيني فرنانديز

مدريد ـ وكالات

ارتبط اسم أحد نجوم الأرجنتين، بالانتقال للعب في الليغا، خلال الفترة المقبلة، بحسب تقرير صحفي برتغالي.

وكانت تقارير قد أكدت رفض بنفيكا لعرض من تشيلسي قيمته 74 مليون يورو، لبيع نجم الوسط إنزو فرنانديز، في الميركاتو الشتوي الجاري.

وبحسب صحيفة “ريكورد” البرتغالية، فإن برشلونة وريال مدريد، دخلا سباق التعاقد مع فرنانديز، الذي تم اختياره أفضل لاعب شاب في مونديال قطر، الذي توج به منتخب بلاده.

ويتمسك بنفيكا بالحصول على قيمة الشرط الجزائي كاملة، البالغة 120 مليون يورو، من أجل الموافقة على التخلي عن إنزو.

ومع ذلك، فقد انتشرت تلك التقارير، على الرغم من وجود أزمة اقتصادية في برشلونة، وكذلك الخضوع لقوانين اللعب المالي النظيف.

ويبحث برشلونة عن لاعب وسط جديد، في ظل انتهاء عقد سيرجيو بوسكيتس، بانقضاء الموسم الجاري، وحاجة الفريق للتعاقد مع بديل.

ويعتبر الإسباني مارتن زوبيميندي، لاعب وسط ريال سوسيداد، الخيار الأول لدى تشافي هيرنانديز، لكن ناديه لن يبيعه بأقل من 60 مليون يورو.

********************************

الصفحة العاشرة

العالم ما برح يخفق في مواجهة «عار» الجوع

علي عطا

يبدو كتاب “عار الجوع: الغذاء والعدالة والمال في القرن الحادي والعشرين”، تأليف ديفيد ريف وكأنه يكمل ما بدأه كتاب “صناعة الجوع: خرافة الندرة”، للباحثين فرانسيس مورلاييه وجوزيف كولينز.

الكتابان صدرت لكل منهما ترجمة إلى العربية في سلسلة “عالم المعرفة” (المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب – الكويت). ترجمة الأول صدرت في 1983، وأنجزها أحمد حسان، وترجمة الثاني صدرت في نوفمبر (تشرين الثاني) 2022 وأنجزها أحمد عبدالحميد أحمد. والكتابان صدرا أصلاً في الولايات المتحدة الأميركية، وتجمعهما مناقشة أزمة الغذاء على مستوى العالم، ودور القوى الكبرى وعلى رأسها أميركا بالطبع، في صنع هذه الأزمة، ومن ثم استمرارها، بل وتفاقمها بمرور الزمن.

في خلاصة الكتاب الأول جاء أنه في الوقت (السبعينيات) الذي تنتج فيه الأرض ما يكفي لإطعام ساكنيها وأكثر، يوجد نصف مليار جائع! وبالتحليل والأرقام والوقائع، يتبين أن ثلاثة في المئة من سكان العالم يتحكمون في نحو 77 في المئة من مساحة الأراضي الزراعية، وأن ما يزرع من مجمل تلك الأراضي لا يتجاوز 44 في المئة، بينما لا تصل النسبة في بلدان العالم الثالث إلى 20 في المئة. ويقول المؤلفان: “إن من أكثر الخرافات الغذائية ظلماً، تلك التي تقول إن البلدان المتخلفة لا يمكنها أن تزرع سوى محاصيل مدارية، وفي الحقيقة بإمكان هذه البلدان أن تزرع مجموعة كثيرة التنوع من المحاصيل، لأن التركيز على عدد محدود من المحاصيل يخلق حالاً من ضعف البنية الاقتصادية التي تتميز بها البلدان المتخلفة، وضعف البنية هذا يعني عدم القدرة على السيطرة على مصيرها، والحقيقة أيضاً هي أن المزارعين يكدحون في الزراعة، ولكن هذه الحقيقة لا تعني أنهم هم الذين يأكلون ما زرعوا، فإنتاجهم يذهب بالأحرى إلى سوبر ماركت عالمي لا يستطيع أي شخص بلا نقود أن يقف في طابور الدفع فيه، وأن الشركات الزراعية تتحدث عن إنتاج الغذاء في البلدان المتخلفة، ولكنها لا تتحدث عن الأغذية الأساسية التي يحتاج إليها الجياع، مثل الفول والذرة والأرز، وإنما تشير إلى محاصيل الترفيه، مثل المانجو والأناناس، وحتى الزهور”.

بعد 40 عاماً

أما الكتاب الثاني الذي نحن بصدد عرض محتواه هنا، بحسب نسخته العربية، فقد صدرت طبعته الأصلية عام 2015، أي بعد أكثر من 40 عاماً على صدور الكتاب الأول. ويطرح كتاب “عار الجوع” السؤال التالي: لماذ أخفق العالم في إيجاد حل لأزمة الجوع في القرن الـ21؟ هذا هو السؤال الرئيس والأهم الذي طرحه مؤلف الكتاب ديفيد ريف، وهو خبير بارز في مجال المساعدات الإنسانية والتنمية، الذي يعكف من خلاله على تقييم ما إذا كانت نهاية الفقر المدقع والوجوع المنتشر على نطاق واسع باتت في متناول أيدينا حقاً، كما بشرتنا الوعود المتزايدة، مع حلول الألفية الثالثة. ويشير هذا الكتاب إلى أنه في عام 2000 اتفق زعماء العالم وكثير من مستشاريهم على أن استئصال شأفة الجوع يعد أولوية قصوى للألفية الجديدة وتحدياً من المرجح التغلب عليه بحلول منتصف هذا القرن. وعلى رغم ذلك تصاعدت أسعار القمح وفول الصويا والأرز، وهو ما أدى إلى توسيع فجوة الفقر وإثارة موجة من الاضطرابات السياسية. ومن ثم، ألقت هذه الأزمة الطاحنة بظلالها القاتمة على السكان الأشد فقراً في العالم الجنوبي، أو من يطلق عليهم “مليار الجوع”، الذين يعيشون على أقل من دولار يومياً، الذين يعانون دائماً وطأة الجوع.

في هذا السياق يركز ديفيد ريف على البحث عن الأسباب الكامنة وراء أزمة الأمن الغذائي، وكذلك الأسباب التي تقف وراء الإخفاقات في الاستجابة لهذه الكارثة الإنسانية، وإضافة إلى المشكلات التي نجمت عن التغير المناخي، وسوء إدارة الأزمات، والتفاؤل المضلل، يطلق الكتاب صرخة تحذير من عواقب الخصخصة المتزايدة لخطط وبرامج مساعدات التنمية. وهنا، يحذر مؤلف الكتاب من ممارسات التدخل من قبل نشطاء حقوق الغذاء من المشاهير، لافتاً إلى ما يطرحونه من حلول تحركها المصالح والأعمال التجارية تفرغ التنمية من مضمونها السياسي الملح. أخيراً، يرفض المؤلف الأمل الخامل بأن ندرة الغذاء يمكن حلها عن طريق الابتكار التكنولوجي وحده، كما يطالب بإعادة التفكير في الأسباب الجوهرية للتفاوتات الغريبة في الثروات حول العالم، ويرى أن المشكلة تمثل تحدياً سياسياً، “فشلنا جميعاً في مجابهته”.

جدول أعمال العالم

في مقدمته لكتابه يشير ديفيد ريف إلى قول راجيف شاه الذي شغل منصب مدير الوكالة الأميركية للتنمية الدولية في فترة رئاسة باراك أوباما: “بحلول أواخر التسعينيات كان الأمن الغذائي العالمي قد خرج في الأغلب من جدول أعمال العالم”. وبحسب المؤلف فإن جزءاً من الأسباب التي تكمن وراء هذا كان تجريبياً (حتى إنه تبين أن هذه الأسباب، بديهياً وفي وقت لاحق، لم تكن تجريبية بما يكفي) وجزءاً آخر كان أيديولوجياً، حتى فيما كان من المفترض أن يكون عصر ما بعد الأيديولوجية. هذا الجزء التجريبي - يقول ريف - كان يستند إلى ما بدا أنه تراجع دائم بدلاً من كونه موقتاً، في أسعار المواد الغذائية التي وبحلول عام 2000 بلغت أدنى مستوياتها على الإطلاق. والجزء الأيديولوجي يكمن في افتراض أن - كما ذكر شاه - نجاح الثورة الخضراء (في الزراعة) قد ساعد مئات الملايين من الأشخاص في أميركا اللاتينية وآسيا على تفادي حياة الجوع الشديد والفقر المدقع. وافترضت الحكومات في الدول المتقدمة والنامية على حد سواء، أن هذا النجاح سينتشر، ومن ثم خفضت استثماراتها في الزراعة، وهو ما سمح لها بتحويل اهتمامها إلى مجالات أخرى.

كانت أهداف التنمية المستدامة، التي وصفها مدير “مركز بروكس للفقر العالمي” في جامعة ماساشوستس، ديفيد هولم، “أكبر وعد في العالم”، وكان في مقدمة تلك الأهداف التي طرحت “الصيغة صفر” منها، في أوائل حزيران 2014، على مجموعة عمل تابعة للأمم المتحدة، “إنهاء الفقر بكل أشكاله في كل مكان وإنهاء الجوع”. لكن 40 دولة فقيرة، على الأقل، كانت تفتقر إلى بيانات كافية حتى يمكنها متابعة أدائها بشأن تلبية ذلك الهدف، بحسب المؤلف الذي شدد في خاتمة الكتاب على أنه مهما كانت العقيدة التنموية الحالية، فإن المشكلات الأساسية لدى العالم قد كانت دائماً أخلاقية، وليست تكنولوجية. ذلك أن “الكليشيه” السائدة في عالم التنمية هي أن مؤسسات مثل تلك التي يمتلكها بيل غيتس، والمنتدى الاقتصادي العالمي، وصندوق كلينتون العالمي، تعد مؤسسات براغماتية واقعية عنيدة، في حين أن “حركة الحق في الغذاء”، وغيرها من الحركات المنشقة، حركات حالمة.

ليس مسألة علمية

لكن النقاش بشأن كيف يمكن جعل نظام الغذاء العالمي يعمل بنجاح لإطعام سكان العالم، ليس ببساطة مسألة علمية، وذلك بغض النظر عن عدد المرات التي حاجج فيها باحثون يفضلون موضوع الكائنات المعدلة وراثياً بأنها كذلك، وعلى نحو يفوق النقاش بأن بناء القنبلة الذرية كان مجرد مسألة تقنية. ويضيف المؤلف أنه في السبعينيات لم يكن من المتصور أن القضية الكبرى بشأن محاولة التخفيف من حدة الفقر المدقع والجوع، كان يمكن أن يتعاقد عليها من الباطن، من قبل الحكومات الأقوى في الشمال العالمي، ومن قبل منظومة الأمم المتحدة، وذلك لمصلحة شركات متعددة الجنسيات، ولهؤلاء الأشخاص الذين ينتمون إلى نسبة واحد في المئة الأكثر ثراء بين سكان العالم، بداية من بيل غيتس وانتهاء بغيره من أثرياء العالم الذين قرروا أنهم يريدون أن يصبحوا رأسماليين خيرين – بعبارة أخرى لمصلحة الأفراد (والمؤسسات) الذين يفتقرون كثيراً إلى الديموقراطية، والأقل خضوعاً للمساءلة في هذا العالم. ويختم ديفيد ريف بالقول إنه عندما تكون الدولة جادة في سعيها إلى الحد من الفقر أو الجوع، يمكن تحقيق أشياء عظيمة. يجب - يقول ريف - وضع مشكلة الجوع في إطار سياسي، بدلاً من سياقها الفني، وقد حدث هذا في البرازيل على سبيل المثال عبر برنامج القضاء على الجوع الذي بدأ تطبيقه عام 2003. فقد جرى تناول المشكلة لا باعتبارها مسألة تتعلق ببذور محسنة أو سلاسل قيمة مبسطة، أو لها صلة بالمسؤولية الاجتماعية لشركات أجنبية، أو في الواقع شركات محلية، ولكن بوصفها مسألة عدالة اجتماعية والتزامات الدولة حيال مواطنيها.   

ــــــــــــــــــــــــــــ

“اندبندنت عربية” – 12 كانون الثاني 2023

---------

عارضات أزياء كابل ملثمات بموجب قواعد «طالبان»

في ظل حكم حركة «طالبان»، تظهر العارضات في متاجر الملابس النسائية في جميع أنحاء العاصمة الأفغانية كابل بمشهد مخيف. رؤوسهن مغطاة بأكياس من القماش أو ملفوفة بأكياس بلاستيكية سوداء.

العارضات المقنعات هن أحد رموز حكم «طالبان» المتطرفة في أفغانستان. ولكن بطريقة ما، هن أيضاً عرض صغير للمقاومة والإبداع من قبل تجار الملابس في كابل.

في البداية، أرادت «طالبان» قطع رأس العارضات تماماً. وبعد فترة وجيزة من استيلائها على السلطة في آب 2021. أصدرت وزارة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مرسوماً يقضي بضرورة إزالة جميع العارضات من نوافذ المتاجر أو قطع رؤوسها، وفقاً لوسائل الإعلام المحلية. امتثل بعض بائعي الملابس. لكن آخرين رفضوا ذلك. اشتكوا من أنهم لن يتمكنوا من عرض ملابسهم بشكل صحيح أو سيتعين عليهم إتلاف عارضات الأزياء الثمينة. كان على «طالبان» تعديل أوامرها والسماح لأصحاب المتاجر بتغطية رؤوس العارضات بدلاً من ذلك.

بعد ذلك، كان على أصحاب المتاجر أن يوازنوا بين طاعة الحركة ومحاولة جذب العملاء. تم عرض مجموعة متنوعة من الحلول التي توصلوا إليها في شارع ليسيه مريم، وهو شارع تجاري يستهدف أبناء الطبقة المتوسطة.

في أحد المتاجر، كانت رؤوس عارضات الأزياء مغطاة بأكياس مصممة خصيصاً من نفس مادة الفساتين التقليدية الأساسية. ارتدت عارضة فستاناً أرجوانياً مزيناً، وكان له غطاء أرجواني مطابق على الرأس. كانت أخرى، ترتدي عباءة حمراء مطرزة بإتقان بالذهب، مع تاج ذهبي على رأسها.

 قال مالك المتجر بشير: «لا يمكنني تغطية رؤوس العارضات بأشياء بلاستيكية أو قبيحة، لأن ذلك سيجعل نافذتي ومتجري قبيحين». مثل المالكين الآخرين، تحدث إلى وكالة «أسوشييتد برس» بشرط أن يتم التعرف عليه فقط باسمه الأول خوفاً من الانتقام.

يحتاج أصحاب المتاجر إلى الحفاظ على الحد الأدنى من الجاذبية لبضاعتهم بعد انهيار الاقتصاد منذ استيلاء «طالبان» على السلطة وما تلاه من قطع للتمويل الدولي، ما ألقى بجميع السكان تقريباً في براثن الفقر.

حكيم، صاحب متجر آخر، قام بوضع ورق ألومنيوم على رؤوس عارضاته. وقال: «لقد انتهزت فرصة للخروج من هذا التهديد والحظر وفعلت ذلك حتى أصبحت العارضات أكثر جاذبية من ذي قبل».

يمكن رؤية عدد صغير من العارضين الذكور في نوافذ العرض، مع تغطية رؤوسهم أيضاً، مما يشير إلى أن السلطات تطبق الحظر بشكل موحد.

قالت حركة «طالبان» في البداية إنها لن تفرض نفس القواعد القاسية على المجتمع كما فعلت خلال حكمها الأول في أواخر التسعينيات. لكنهم فرضوا تدريجياً المزيد من القيود، لا سيما على النساء. لقد منعوا النساء والفتيات من الدراسة بعد الصف السادس، ومنعوهن من معظم الوظائف وطالبوهن بتغطية وجوههن في الخارج.

في أحد الأيام، نظرت امرأة تتسوق في شارع ليسيه مريم إلى العارضات المقلدة.

قالت المرأة التي لم تذكر سوى اسمها الأول، رحيمة: «عندما أراهن، أشعر أن هذه العارضات تم أسرهن أيضاً، وأشعر بالخوف». وأضافت: «أشعر وكأنني أرى نفسي خلف واجهات المتاجر هذه، امرأة أفغانية محرومة من جميع حقوقها».

ــــــــــــــــــــــــــــــ

“الشرق الأوسط” – 16 كانون الثاني 2023

---------

«إدوارد الخرّاط» .. مكتبة في ميدان التحرير

سناء أمين

ماذا يحل بكتب الأدباء بعد رحيلهم؟ وحدها الإجابة عن هذا السؤال تبين كيف تتعاطى المؤسسات الحكومية في البلاد العربية مع هذا الإرث. هل نشهد حقا إقامة متاحف بأسماء هؤلاء الراحلين، أو ندوات واستذكارات (جدية طبعاً) لهم، أم أن قرارات الإزالة والتجريف، كما يحدث في مصر هذه الأيام، هي ما تتهدد مدافن كتّاب مثل: طه حسين ويحيى حقي، أو حتى متاحف ومنازل فنانين كما حدث مع “متحف نبيل درويش”، ليبقى التبرير جاهزاً دائماً ومتمثلاً بـ”الخطة العمرانية”، أو بمدّ الكباري والتوسعات الطرقية.

أمام هذا المشهد، يصبح الأمر متروكاً لورثة الأدباء، ونتحول من الشأن العام إلى الخاص، وتصبح المقتنيات من كتب وأوراق وأغراض مسلوبة القيمة الرمزية العامة. هذا ما حاول أبناء الأديب المصري الراحل إدوارد الخرّاط (1926 - 2015) تجاوزه من خلال إنشائهم مكتبة عامة، تحمل اسم صاحب “رامة والتنين” (1980)، في شارع ميريت باشا بميدان التحرير أمام “المتحف المصري”، والتي فتحت أبوابها لعموم الجمهور مطلع هذا الشهر، في اليوم الذي يصادف الذكرى السابعة لرحيله.

تتضمن المكتبة ثمانية وستين عنواناً من أعمال الخرّاط الروائية والقصصية المتنوّعة، إلى جانب خزانة تحتوي على تذكارات تكريمية تحصل عليها خلال مسيرته، بداية من “جائزة الدولة التشجيعية” (1973)، ومروراً بـ”جائزة نجيب محفوظ” (1999)، التي تقدمها “الجامعة الأميركية في القاهرة”، وصولاً إلى “جائزة النيل” (2014).

تبقى القيمة الأثمن من بين المقتنيات هي المخطوطات التي كتبها بخط يده، ومراسلاته مع الكتّاب والنقاد. كما عثر مؤخراً على 17 ملفاً من المقالات النقدية والترجمات، التي لم يسبق لها أن نشرت، حيث ستجرى مراجعتها لتعرض في المكتبة قريباً. هذا وتوفر المكتبة، أيضاً، ركناً لبيع الكتب الصادرة حديثاً على اختلاف موضوعاتها.

وقد حضر الافتتاح كتّاب وروائيون مصريون، مثل: إبراهيم عبد المجيد (1946)، الذي يرى نفسه أحد المتأثرين بأسلوب صاحب “حيطان عالية” (1959)، تلك المجموعة القصصية التي كانت تقود بحمولة رمزية إلى عقد الستينيات، بجوّه وأطره الأدبية التي تفاعل معها جيل عبد المجيد. أما الناقد صبري حافظ فقد أشار إلى فترة أسبق، وهي عقد الأربعينيات، فعدا عن أنها شهدت تخرج الخرّاط ضمن الدفعة الأولى لـ”جامعة الإسكندرية” التي أسسها طه حسين عام 1942، إلا أن الأهم هو ما شهدته تلك السنوات من تكون مشهد ثقافي جديد، كان الخرّاط أحد أبرز وجوهه، إلى جانب المحلل النفسي مصطفى صفوان (1921 - 2020)، والمؤرخ وفيلسوف العلم عبد الحميد صبرة (1924 - 2013)، وآخرين.

ومن المقرر أن تشهد المكتبة ندوات دورية تعقد فيها، كما سيعلن، في 16 آذار 2023 (ذكرى ميلاد الخرّاط)، عن جائزة تحمل اسمه، وستكون مخصصة للكتابات الشابة والأصوات الجديدة.

ــــــــــــــــــــــــــــــــ

“العربي الجديد” – 19 كانون الأول 2022

*************************

الصفحة الحادية عشر

جديد د. بهاء محمود علوان

د. بهاء محمود علوان، أستاذ اللغة الألمانية في كلية اللغات، جامعة بغداد، اصدر مؤخراً سلسلة كتب مؤلفة ومترجمة، أحدثها: “فولفكانك بورشرت وآخرون/ مختارات قصصية” عن دار ابجد وجمعية المترجمين العراقيين.

كما صدر له عن دار المأمون- بغداد كتاب “المسرح الملحمي الألماني برؤية عراقية” درس فيه تأثير بريشت على الحركة المسرحية العراقية. كذلك اصدر مجموعته الشعرية “انت لي شمسي” من مكتب زاكي- بغداد.

د. بهاء محمود علوان اتفق مع صفحتنا على ترجمة احدث ما انتجه الفكر والادب والفن في ألمانيا.

----------

نصوص كوتية

نجم خطاوي

مقهى

شتاء المدينة لم يحن بعد،

هكذا بدا المشهد،

مع نسيم هواء برائحة النهر.

دافئة بدت ظهيرة كانون،

والباعة في استراحة الغداء.

عند ركن مسطبة قديمة،

 في مقهى السعادة،

أجلس في صمت كأمير  كوتي،

منتشيا بالشاي الأسود،

مصغيا لمطرقة الاسكافي الطيب،

لضجة المكان، لحيرة روحي،

متطلعا لوجوه المارة.

في مقهى السعادة،

سأحلم بالمطر،

عسى أن يحط الزائر يوما،

 كما الهدهد في ثياب السعد.

نصفان

في محنة المفاضلة،

سأشطر قلبي نصفين

ليكونا مسكنين

واحد لأهلي القريبين،

وآخر، لأهلي البعيدين.

ليس ذنبي يا صاحبي،

أن للنهر جرفين،

أن للنهر ضفتين،

وليس من خيار،

سوى اللوذ بشاطئين.

غنى

وسط شوارع المدينة العريضة

سأسير كأمير اسبارطي

متفاخرا بحدائق شاسعة

وبساتين من حب البشر 

ثروتي صندوق طبيعة هائل

مزدحم بفراش ملونة

وحمائم بيض تجيد التحليق

شموسي دافئة

وسمائي دون حدود

وضوح

كسفك دم حمامة بيدر

سفكوا حلم المدينة

ولا حاجة لنا بعد

لفذلكات كثيرة

في تصوير المشهد

ولا لنصوص غامضة

في توصيف الحالة

شيوعي

ليست لي قصور جبارة

تشبه ابراجك العاجية.

ولا مركبات هائلة،

مثل جنياتك العجيبة. 

كفي معتادة

على العناية بزهرات البنفسج

وحكيمة في تشذيب الغصون

وليست لي حاجة لكفوف مطاطية

لعد الورق وحساب الدنانير...

ضحية

دون ضجة، حسب الفرمان،

مضى كل شيء امتثالا للسياق

عبرت المذيعة الخبر

وانتهت النشرة.

تلميذة بريئة مشاكسة

راسبة في درس القبيلة

تساق كنعجة أضاحي

صوب مصير مجهول

تيه

نجمتي البعيدة ابتلعتها العتمة...

بين جنون الموج،

دون مجداف،

في زورق تائه

وسط عاصفة البحر،

من أين لي بأنيس

يسمع غيثي

طقس

في وئد، وسط طقوس النهار

يمضي باص الكيا المتهالك،

مزدحما بالبشر الصامتين

الوديعين رغم الألم

حنين

ربما، سأجتاز امتحان الحنين

ولكن، كيف لي

مع فصول الذكرى

وكل ركام المكان

وأخبار هذي الرسائل

تحملها الريح

مكتظة بنشيج فيروز

(أنا يا عصفورة الشجن

مثل عينيك بلا وطن).

اختلاف

لا تشبهني ولا أشبهك.

وسط كوابيس الخوف

والمصائر المجهولة

تمضي ليلتك.

وبحلم يشبه الورد

تمضي ليلتي

مزركشة بطقوس الناس

وألوان الصباح النقية

عشب

على طول الليل

ظلت خراف الراعي ساهرة

منتشية بموسيقى المطر

يعزف في صمت

فوق سطح زريبة التنك،

حالمة بنهار قادم

وبمزيد من بقع الماء

وبعاقول رطب أخضر

--------

دراما الذات الممزقة في رواية «لِتَمُتْ يا حبيبي»

رنا صباح خليل

رواية (لتمت يا حبيبي) للكاتبة الارجنتينية أريانا هارويكز وترجمة اشراق عبد العادل، ما هي إلا رحيل في ذات الساردة وهي ترتاد عالمها الأنثوي عبر متن سردي يغوص في معاني القلق والتيه الذي تعانيه وهي تجهل كيف تتغلب على أحاسيسها الملدوغة بعقرب التأملات المعقدة والمجهولة في قاع لا وعي امرأة تعاني من اضطرابات نفسية، وهي تشكل رمزية لسفر داخلي في ذات هاربة من واقعها نحو ذهنها المشحون بالرفض لكل ما يحيط بها، والرواية بذلك تتخذ اسلوب (دراما الذهن) في محاكاتها لأحداث تتعلق بشخصية البطلة بصوتها الاحادي وبضمير المتكلم على مساحة واسعة من الرواية فيما عدا صوتا واحدا يشغله زوج البطلة في احد اجزاء الروي القليلة، ومصطلح (دراما الذهن) الذي أطلقه (لوبوك) أكد فيه على ضرورة “اظهار العالم الذهني الداخلي للشخصية أمام القارئ  من دون توسط الراوي، ويكون ذلك الاظهار من خلال الشخصية مباشرة، ولكن مسرحة وأدرمة العالم الذهني للشخصية في هذا المصطلح لا تأخذ سمة الدوام، وذلك لأن (لوبوك) يرجح أن لا ندع الشخصية تكون حاضرة دائما وتدخل بيننا بعقلها الفعال، ولا ندعها تواجه عواطفها مباشرة وهي ترسم تلك العواطف وتجسدها لنا(1) ، وهذا ما ذهب اليه أستاذه (هنري جيمس)، اذ أكد على أن صياغة العالم الداخلي للشخصية وعملياته الذهنية والنفسية حيث يتوصل القارئ الى مصفاة احدى الشخصيات المركزية في الرواية(2) وتلك المصفاة كان زوج البطلة في هذه الرواية بينما في (الأسلوب الذهني) تكون صياغة ذلك العالم وما يقع فيه من اضطرابات وصراعات نفسية وعمليات ذهنية برؤية وتلفظ الراوي وبلاغته الخاصة وقد تمكنت الكاتبة من ذلك بلغتها العميقة بدلالاتها وانسيابيتها التي جعلت المترجمة تدرك كيفية التعامل معها بذكاء في اختيار اللفظ بما يناسب الحكي أثناء توظيفه روائيا، خاصة ان الرواية تتعامل مع حالات نفسية وذهنية تسهم عند تجسيدها في  توسيع أفق الرؤية لدى الراوية، وحيز معرفتها عن الشخصية فلا يقتصر الروي عندها على رصد أبعاد الشخصية السايكولوجية وأوصافها الخارجية، انما  يتعداها إلى تصوير ورصد حالاتها الذهنية والباطنية، وما يتمثل لها من أفكار قامعة في ذهنها  ومستقرة فيه وتكشف هذه الحالات عن التصورات والرغبات المكبوتة التي تدركها الشخصية أو قد لا تدركها، وتبرز قدرة الراوية على اختراق ذهنها ونقله عنها بأسلوبها الخاص، بما يتمثل لنا أن معظم ما تعانيه الشخصية من حالات الكبت قابعا في أعماق اللاشعور، وذلك لأنها تعبر عن الرغبات الممنوعة للشخصية سواء أ كانت من لدن الشخصية ذاتها أم من المجتمع والبيئة التي تحيا بها   فهي مأزومة بعدم القدرة على تحمل حياة رتيبة مشبعة بالملل راغبة في التحرر من قيود العائلة (طفل وزوج وبيت) في محيط ريفي ينأى عن المدينة بطبيعة الحياة فيه، وطبيعة احاطته بالمراعي والغابة التي تكون ملاذا آمنا يصلح للهرب كلما ضاقت على الشخصية تحمل اعباء وجودها .

آلية توظيف البعد النفسي في الرواية

اعتمد الروي في هذه الرواية على صياغة تتوغل في ذهن الشخصية بسهولة ويسر ولكن  بتلفظ الساردة واسلوبها الخاص لتصل بنا إلى شيء من التداعي الحر، وغياب المنطقية والاستمرارية في نقل الافكار لما يعتريها من تشتت، مع غياب الربط في ما يقع للشخصية من أحداث متأزمة لتكون صورة واضحة يوفرها حدث مع حدث آخر؛ ذلك أن الكاتبة رمت في اغلب مفاصل الروي إلى توظيف الحالة الذهنية المتمثلة بـ(حلم اليقظة) وكانت صياغتها السردية تذهب إلى اظهار البعد الفني في توظيف الأساليب السردية اللفظية  للكشف عن العوالم الداخلية لشخصيتها الروائية، واظهار ثيمة البعد النفسي لها عند توظيف مثل هذه الحالة الذهنية لا سيما فيما يتعلق بتحقيق الرغبة الذي يؤكده (فرويد) بأن هذه الأحلام أي (أحلام اليقظة)(تكون كأحلام النوم لها سبب أو غاية تصل بواسطتها الشخصية الى رغباتها المكبوتة التي حالت الظروف الواقعية دون تحقيقها، فتحقق هذه الأحلام للشخصية عندما ترتادها فيما تطمح إليه)(3) .  

إن اسلوب دراما الذهن الذي اتبعته الكاتبة وشح بوشاح الخوف والهلع والوحشية في بعض الاحيان فيما تخوضه البطلة من تداعيات وما تقوم به من افعال، وقد امتد ذلك ليشمل واقع الشخصية وتأزمها وصراعاتها النفسية، والوصول بها إلى عالم انقطاع الصلة بالعاطفة المتوقعة تجاه الزوج أو الابن، الأمر الذي يؤدي بها في النهاية إلى قتلهما، مع عناية الكاتبة بإظهار انعكاس مخاوف الشخصية وتصوراتها التي لم تنطق بها ولم تصغها بواقع صياغة ذهنية تفصح عن ما يدور في خلجات نفسها وغياهب لا وعيها فيما يخص ارتكابها عملية القتل، لذا جاء الروي بصياغة أسلوبية ذهنية تبنتها الراوية بأسلوبها الخاص البعيد عن تلفظ الشخصية، والقريب من إحساسها وأفكارها بشكل يوحي بوجود استقرار ذهني للراوية داخل الشخصية، فكانت تنقل عنها بشيء من الاختزال رغباتها المتسمة بالشهوانية والعنف، وغياب التسلسل والترتيب في ظل عملية نقل لمعاناة الشخصية وهي تسترجع (حلم) مر بشريط ذاكرتها ونسيج ذكرياتها في احد المقاطع، بشيء من الخوف المفزع، والهلع المريب، وحمل لها التنبؤ برهانات مستقبلية غيبية مخيفة أي أن هذا (الحلم) قد اجتاز حاجز الغيب المكاني والزماني، لأن ما دار فيه من اعتداء على طفلة من قبل الأب  كان غير واضح المعالم ولم تكن تعلم الشخصية هل أن ما تراه هو أمر واقع فعلا أم أنه مجرد تخيلات مفزعة جسدت مخاوفها وصراعاتها النفسية القلقة؛ لذا نجد الشخصية تشهد في ظل عدم المعرفية هذه، وعدم الادراك غياب في الخيوط الفاصلة بين وعيها ولا وعيها أو ما دون وعيها مما يسهم في الكشف عن المحتوى الباطني اللا واعي أو اللاشعوري للشخصية.

ـــــــــــــــــــــــــــــــ

الهوامش:

1 ـ ينظر: صنعة الرواية، بيرسي لوبوك، تر: عبد الستار جواد، دار الرشيد، بغداد 1981، ص134و 135 و137.

2 ـ نظرية الرواية في الأدب الأنكليزي الحديث، جيمس وآخرون، تر: انجيل بطرس سمعان، مراجعة: رشاد رشدي ص24، 1971 .

3 ـ دراسات في علم النفس الأدبي، حامد عبد القادر/ المطبعة النموذجية- مصر.

---------

شاشة.. هل الحرب العالمية قادمة؟

منار غالب حسين*

فيلم ديون، وتعني الكثبان الرملية انتاج عام ٢٠٢١، من اخراج دينيس فيلنوف وهو مخرج فرنسي- كندي، حاصل على العديد من الجوائز، جميعها افلام تحشد النقاد حولها مثل فيلم الوافد وبليد رنر  ٢٠٤٩، قصة ايريك روث مقتبس من رواية بنفس الإسم لفرانك هربرت، عام ١٩٦٥.

الألوان وتأثيرها البصري وهيمنتها على السينما في الآونة الأخيرة، استخدمت في هذا الفيلم كإيماءات رمزيه غلب اللون الأسود والأصفر والأبيض على هذا الفيلم كإشارة الى الذهب الأسود ورمل الصحراء الأصفر للذهب والأبيض لون الماء.

كلها تومئ للحرب الكونية القادمة هذه العناصر ستكون سببا في الصراع، رغم أن المستقبل يحمل كل تفاصيل التطور في القصور والطائرات وتسهيل العيش والاستغناء عن الماء بموارد مصنعه للعيش الا أن الأطماع لا تنتهي، ويظل نقطه الصراع حول الذهب والبترول، حتى في المستقبل البعيد، حيث يظهر البارون فلاديمير يعوم في بركه معبأة بالبترول الخام!

يظل الماء الذي تحتاجه القبائل العربية التي تظهر في وسط ونهاية هذا  الجزء الأول،  وبسبب بدائية الحياة التي يعيشونها لم يستطيعوا توفير الماء وسط هذا الجفاف والتغير المستمر بالأحوال الجوية السيـئة التي تحمل العواصف الرملية طوال الوقت ،  بسبب تغير المناخ  كما تحدث عنه العلماء في وقتنا الحاضر  الى اختفاء الغطاء النباتي التدريجي الذي سيصل الى الصفر بسبب الحروب البيولوجية الشرسة والأسلحة المتقدمة التي يستخدمها الذين يعيشون في المستقبل على حساب البيئة.

هناك ايضا ما يدعو للتعجب ان الفيلم يشير الى المسيح المخلص المنتظر الذي سيأتي آخر الزمان،  أو كما في الثقافة العربية المهدي المنتظر وهو بول اتريدين، الشاب الموهوب الذي لا يعِرف ما هو المصير الذي ينتظره.

أحلامه التي تظهر له كل يوم.. بفتاه ترتدي زي الصحراء ويفزع من أنه ستسيل الكثير من الدماء وأيضا لسبب يجهله، الى أن يصل الى قرار بينه وبين نفسه أنه لن يقاوم وسيتبع حدسه وسيذهب معهم طائعا اذا ما وجد هؤلاء على أرض الواقع، توقعت القبائل البدوية التي تعيش في الصحراء وتستطيع التعامل مع وحوش تحت الكثبان الرملية في الصحراء وهي عمياء بحساسية شديدة اتجاه الصوت. وفعلا بعد رحلة قاسية في الصحراء يذهب طائعا مع هؤلاء البدو من دون مقاومة وهم يحملون سلاح شبه بدائي بعد ان قاموا باختبار حكمته وصبره وقوته وتحكمه بقوة الهية منحت له!

لقد تم الإعلان رسميا عن الجزء الثاني لهذا الفيلم ليكمل مسيرة المخلّص!

الممثلون البارزون في الجزء الأول تيموثي شالميت، اوسكار ايزاك ،جيسون موموا، خافيير باردم.

ـــــــــــــــــــــــــــــــ

*كاتبة سعودية- جدة.

*****************************

الصفحة الثانية عشر

بالرسوم الملونة.. متطوعون يجملون جدران أزقة بغداد المتهالكة

متابعة – طريق الشعب

“تغيّر وجه مدينتنا وأصبح شاحبا، أردنا أن نعيد بعض البهجة لأزقتها من خلال تلوينها. إذ ليس لدينا ما نجمّل به مدينتنا سوى ألواننا”..

هذا ما يقوله مؤسس فريق “أثر الفراشة” التطوعي، الرسام علي خليفة، بينما كان منهمكا بمزج بعض الألوان ليزين بها جدارا متهالكا في زقاق بغدادي.

فقد كان ذلك الجدار مرتعا للنفايات قبل أن يقرر علي وزملاؤه المتطوعون في الفريق تنظيفه وإزالة المخلفات القريبة منه، وتزيينه بالرسوم.

جهود تطوعية ونفقات خاصة

في عام 2017، رسم علي على جدران إحدى المدارس. وبعد أن لمس سعادة الطلبة بتلك الرسوم، واصل مبادراته هذه لتكون أشبه بالروتين اليومي. فعلي يحب الرسم، لكنه لم يتمكن من دراسته أكاديميا بسبب ظرف ما.

يذكر علي في حديث صحفي، أنه “بدأت العمل مع صديقين متطوعين، وأنجزنا رسوما بسيطة على جدران بعض المدارس، فبدأت مدارس أخرى تطلب منا تزيين جدرانها”.

ويضيف قائلا أن فريقه بدأ يكبر بمرور الوقت، وأن كل ما يقوم به مجانا وبجهود تطوعية، حتى نفقات شراء الألوان ومستلزمات الرسم، كلها من جيوب أعضاء الفريق.

ويتابع قائلا: “انتقلنا بعدها من جدران المدارس إلى جدران المنازل، لا سيما في الأحياء الشعبية القديمة التي لا يستطيع سكانها تحمل تكاليف طلاء واجهات منازلهم أو ترميمها”.

إسعاد الناس

رسم علي ورفاقه في معظم مناطق بغداد، خاصة الأعظمية والكاظمية، لكن من محاسن الصدف ان طلبت منهم امرأة أن يرسموا على واجهة منزلها رسوما فلكلورية.  وفي هذا الصدد يقول، أنه رسم امرأة بزي بغدادي على امتداد واجهة المنزل القديم، ما أسعد السكان، وهنا كانت بداية معرفة الناس بنشاطهم التطوعي، مبينا أنه يهدف من هذا الجهد الفني الذي يبذله، إلى إسعاد الناس، خصوصا في الأزقة التي لا تلقى اهتماما.

الاحتراف ليس شرطا

من جهتها، ترى المتطوعة في الفريق آية أسعد، أن “عمل فريقنا لا يقتصر على الرسامين المحترفين، فللجميع حق التعاون والتطوع”، لافتة إلى أنه “غالبا ما نحث أطفال الأزقة على مساعدتنا في العمل. كما أن علي يجلب ابنته معه دائما لتشجيعها على العمل التطوعي”.

وتوضح في حديث صحفي أنه “ليس هناك وقت محدد لعملنا، من الممكن أن نرسم تحت أشد الأجواء برودة أو حرارة، ونعمل بشكل يومي، وهنالك جو من الألفة والحميمية بين أعضاء الفريق”. وتلفت آية – وهي طالبة ماجستير متخصصة في علوم الحياة – إلى أنه “رغم التعب الجسدي والرسم لساعات طويلة، وغياب الدعم الحكومي، فإن التطوع ومساعدة الآخرين يمنحنا شعورا عظيما”.

رسائل توعية

أما عضو الفريق زينب فراس، فتقول أن فريقها يحاول من خلال رسومه بعث رسائل توعية بضرورة التطوع من أجل البلاد، والحفاظ على الممتلكات العامة ونظافة الشوارع، مؤكدة أن “كل ما نبحث عنه هو إضفاء الحياة على الأحياء المهملة والمنسية”.

وتتمنى زينب أن يتمكن فريقها يوما من نشر رسومه في جميع محافظات البلاد “فنحن لا نريد سوى رؤية الفرحة على وجوه الناس.. أغلب المتطوعين لم يدرسوا الرسم، لكنهم يقدّرون بلادهم جيدا”.

 ******************

في المركز الثقافي البغدادي.. احتفاء بالمؤرخ رفعت مرهون الصفار

متابعة – طريق الشعب

احتفى المركز الثقافي البغدادي في شارع المتنبي، صباح الجمعة الماضية، بالمؤرخ رفعت مرهون الصفار، وذلك بمشاركة الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق و»رابطة المجالس البغدادية» الثقافية وجمع من روّاد شارع المتنبي.

وفي افتتاحه جلسة الاحتفاء، قال مدير المركز طالب عيسى أنه من الضروري تعريف الأجيال الجديدة بمنجزات الشخصيات والرموز الثقافية والوطنية، والاستفادة من تجارب هذه الشخصيات ورؤاها في مختلف المجالات.

من جانبه، أشاد المؤرخ الصفار بجهود الأوساط الثقافية والأدبية في دعم المركز الثقافي البغدادي وإدارته ليكون بوابة ثقافية تساهم في عودة بغداد إلى مكانتها التاريخية العريقة، مشيرا إلى أهمية التعاون بين المركز والمؤسسات الثقافية الأخرى في تنظيم الفعاليات. 

وفي سياق الاحتفاء، قدم العديد من الحاضرين مداخلات وشهادات عن تجربة الصفار، بضمنهم الأمين العام لاتحاد الأدباء والكتاب العراقيين الشاعر عمر السراي، رئيس «جمعية مكافحة التدرن والأمراض الصدرية» د. ظافر سلمان، الأديبة سافرة جميل حافظ، د. علي حداد، الباحث التراثي نبيل الحسيناوي ورئيس «رابطة المجالس البغدادية» صادق جاسم الربيعي. 

 *********************

أصدار.. كامل شياع في كتاب جديد

للكاتب فيصل عبد الله مُعدّا ومُقدّما صدر اخيرا عن دار المدى كتاب “كامل شياع .. دفتر المنفى بين النزل والبيت”

يقع الكتاب في 200 صفحة من القطع المتوسط، ويتضمن بعد المقدمة ثلاثة فصول تضم رسائل ونصوصا للفقيد الكبير الشهيد كامل شياع.

ويضاف هذا الكتاب الى عدة كتب اخرى اصدرتها دار المدى في السنوات الماضية وحملت نصوصا وكتابات متنوعة لكامل شياع.

 *********************

نقطة ضوء.. مشكلة التقاعد  «العالمية»!

طه رشيد

لم تعد مشكلة التقاعد خاصة ببلد محدد، بل كما يبدو اصبحت “مشكلة “دولية، لان معظم شعوب العالم تعاني منها حتى في الانظمة التي تهتم كثيرا بشؤون المواطن.

في العالم الثالث او الرابع حدث ولا حرج! لان المواطن المسكين وبعد اكثر من ثلاثة او اربعة عقود من العمل الجاد، لا يستلم راتبه التقاعدي الا بعد شق الانفس، وهو عبارة عن فتات لا يسد رمقا ولا يغني عن جوع. ولذلك ترى المواطن في بلداننا التي ينخرها الفساد يتمنى البقاء اطول فترة في الخدمة!

ونحن نتذكر كيف اجتاحت الضجة والاحتجاج والتذمر اوساط الموظفين، حين تم تقليص العمر الوظيفي الى الستين! بينما في المقابل تسعى شعوب الدول الاوربية الى تقليص عمر التقاعد الى الستين او ما دون ذلك. ولناخذ من فرنسا انموذجا، حيث نفذت النقابات (ساهمت كل النقابات بمختلف اتجاهاتها السياسية ومن كل الاختصاصات وليس النقابات الخاصة بالتقاعد فقط) اضرابا عاما يوم السبت الماضي في كل المدن الفرنسية، وقدر عدد المساهمين فيه بحوالي مليوني مواطن! وكان المشاركون من ثلاثة اجيال، الاحفاد والاباء والاجداد، طالبوا جميعا بخفض العمر التقاعدي الى الستين! وساهمت أعداد غفيرة من الشباب في هذه التظاهرات ادراكا منهم ان المشكلة تهم الجميع اجلا او عاجلا!

في المقابل جرت آخر تظاهرة للمتقاعدين في بغداد قبل اسابيع بشكل مسيرة راجلة امام مركز شرطة الصالحية في اتجاه مجلس الوزراء، طالبوا فيها بتحسين رواتب المتقاعدين وتضمين ذلك في موازنة 2023! وكان عدد المتظاهرين، حسب تصريحات الجمعية العراقية للمتقاعدين، حوالي 300 مواطن!

وجرت قبل ذلك تظاهرة في بغداد بعدد اقل، جوبهت بالهراوات من قبل قوات مكافحة الشغب (الشعب) ما ادى الى اصابة العديد منهم!

ونشير في الاخير الى ان اجراءات عملية التقاعد في فرنسا لا تستغرق اكثر من نصف ساعة بينما يمكن ان تستغرق عندنا اسابيع او شهورا، دون ان تفكر الجهات المعنية بالمتقاعد وكيف يستطيع ان يتدبر امره، وهو الذي عليه ان يدفع ايجار شقته او منزله، ومن اين له بالمال الذي يكمل به تسديد مصاريف البيت، من اجور مولدة وثمن ادوية فضلا عن تكاليف الاكل والشرب!

 *****************

طير مهدد بالانقراض يزور الجبايش

متابعة – طريق الشعب

سجلت اهوار قضاء الجبايش في محافظة ذي قار، عودة العديد من الطيور المهاجرة، بعد انقطاعها عن المنطقة خلال الفترة الماضية بسبب الجفاف. وكان من بين هذه الطيور صنف مهدد بالانقراض يعود إلى روسيا ودول غرب أوربا. 

وقال الناشط البيئي عباس عبد الرضا، أن الأهوار الوسطى في الجبايش شهدت هذه الأيام عودة طير “العقاب الأسعف الكبير”، مضيفا في حديث صحفي أن هذا الطير يتكاثر في شمال روسيا والقوقاز وغرب اوربا، ويهاجر مسافات بعيدة عبر اذربيجان وشمال غربي ايران وجنوب الاناضول وشمال العراق وصولا إلى الاهوار في محافظات الجنوب.

ولفت عبد الرضا إلى أن هذا الطير مهدد بالانقراض بسبب كثرة اصطياده وتعرضه للصعق الكهربائي إثر وقوفه على أعمدة الكهرباء.