اخر الاخبار

الصفحة الأولى

دعوات للاحتجاج على أزمة الدولار غدا الأربعاء.. المواطنون ينتظرون اجراءات حكومية فاعلة

بغداد ـ طريق الشعب

ضجّت مواقع التواصل الاجتماعي، خلال اليومين الاخيرين، بدعوات الى الاحتجاج امام مبنى البنك المركزي يوم غدٍ الاربعاء، احتجاجا على ارتفاع سعر صرف الدينار مقابل الدولار.

وحمّل ناشطو الحراك الاحتجاجي الحكومة مسؤولية تهاوي قيمة الدينار العراقي، وارتفاع معدلات التضخم والفقر في البلاد.

دعوات للاحتجاج

في قضاء الشطرة تظاهر العشرات من المواطنين احتجاجا على تراجع قيمة الدينار وغلاء الأسعار، فيما جابت مكبرات الصوت، شوارع مدينة الصدر، داعية الى التظاهر احتجاجا على ارتفاع الدولار. ووزعت منشورات في محافظات واسط وبابل تدعو المواطنين للمشاركة في الاحتجاج.

ولاقت هذه الدعوات تفاعلا ملحوظا من الناشطين والأحزاب والمنظمات وسياسيين.

وذكر حزب البيت الوطني في بيان طالعته “طريق الشعب”، أن الأزمة الراهنة ما هي إلا صناعة الطبقة السياسية بمافياتها الاقتصادية المتمثلة ببعض المصارف الأهلية التي تمثل واجهات اقتصادية للأحزاب الفاسدة وبعض الصيرفات ومافيات التهريب والفواتير المزورة، مشيرا الى ان قرار الحل هو قرار سياسي قبل أن يكون حكوميا عبر التخلي عن هذه الخروقات القانونية التي لن تنتج اقتصادا حقيقياً وستقضي على قوت المواطن العراقي وتزيد من إرهاقه.

واكد البيان الوقوف مع المواطنين العراقيين الذين يرومون الاحتجاج على طبقة الحكم السياسية، والضغط عليها من أجل وضع حلول عاجلة وحقيقية، وأن لا تكون حلولا وقتية وترقيعية تزيد من الأزمة الإقتصادية، وترجع على الشعب بالويلات في قادم الأيام.

وكتب النائب المستقل في مجلس النواب سجاد سالم معلقاً على الأمر بالقول: “بينما يعيش الشعب أزمة خانقة ويكافح لأجل قوت يومه، ترى الطبقة السياسية الحاكمة الأزمة على انها فرصة ذهبية للهيمنة على البنك المركزي وتصفية حساباتها وإغراق المؤسسات الاقتصادية بالمحسوبية والولاء”.

فيما قالت النائبة نور نافع الجليحاوي عبر تغريدة في تويتر: نقف مع المواطنين في أي مطلب شعبي خصوصاً وان ارتفاع سعر الدولار أنهك المواطن وألحق ضررا متراكما.

إقالة محافظ البنك المركزي

وعلى خلفية تدهور قيمة الدينار العراقي امام الدولار الأمريكي، أعفى رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني امس الاثنين محافظ البنك المركزي مصطفى غالب مخيف من منصبه.

وطبقا لبيان حكومي، فان رئيس الوزراء كلّف علي محسن العلاق بإدارة البنك المركزي بالوكالة.

وسبق للسيد العلاق أن تقلد العديد من المناصب بينها  محافظ البنك المركزي العراقي بالوكالة ورئيس مجلس الإدارة بين عامي 2014 و2020.

وجاءت خطوة إقالة محافظ البنك المركزي رفقة مجموعة من القرارات التي أطلقها السوداني، ومنها إحالة مدير المصرف العراقي للتجارة سالم جواد الجلبي على التقاعد، وتكليف بلال الحمداني إدارة المصرف الحكومي.

انتقادات للتدوير

وذكر الناشط المدني مهدي جاسم في حديث لـ”طريق الشعب”، ان إعادة سعر الصرف الى وضعه الطبيعي لا يمكن ان يتم عبر اتخاذ قرارات ارتجالية، داعيا إلى ضرورة اسناد مهمة ادارة البنك المركزي الى شخصية تتسم بالكفاءة والمهنية.

وقال الناشط، “واهم من يعتقد ان المعالجة من الممكن ان تصار عبر إجراءات أمنية هنا وهناك، فالأزمة اعمق وهي مرتبطة بمافيات كبيرة للفساد تعتاش على الأزمات”.

مفعول وقتي للشائعات

ونفذت السلطات الأمنية حملات استهدفت أماكن بيع العملة في بورصتي الكفاح والحارثية، أدت إلى إغلاقها وتوقفها عن تداول العملة، لليوم الثالث على التوالي، في وقت ترفض فيه الصيرفات المحلية بيع الدولار للمواطنين، وتكتفي بشرائه، وبأسعار مختلفة بين صيرفة وأخرى.

ولغاية ساعة كتابة هذا التقرير، شهدت أسعار الصرف انخفاضا طفيفا مسجلة حوالي (1530 دينارا لكل دولار امريكي).

وحول هذا الانخفاض، يقول عضو اللجنة المالية مصطفى جبار سند ان “محتكري الدولار بدأوا يطرحون ما لديهم من دولارات في السوق، مما سبب انخفاضا بسيطا بالاسعار، خوفاً من انهيار اكبر في الأسعار”.

وأضاف سند في تغريدة عبر تويتر، “نحن بانتظار الإجراءات الحقيقية التي من الممكن أن ترجع اسعار السوق الموازي لاقرب نقطة من السعر الرسمي، لأن مفعول الشائعات وقتي”.

----------

الحزب الشيوعي: ازمة سعر صرف الدولار تغذي حالة الغليان الشعبي

بغداد ـ طريق الشعب

توقع سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي الرفيق رائد فهمي، تحول الغضب الشعبي نتيجة تدهور سعر صرف الدولار الى حالة احتجاجات واعتصامات كبرى، مبينا ان الشارع العراقي يترقب بحذر الخطوات الحكومية.

وقال فهمي لـ(Abc عربية) ان “حالة التذمر الشعبي بدأت بالازدياد مع كل ارتفاع جديد في سعر صرف الدولار، ومن المتوقع ان يتحول هذا التذمر إلى حالة احتجاجات شعبية في مختلف المدن، وخاصة الفقيرة والمتضررة من السياسات غير المدروسة”، مبينا ان “هدف التظاهرات المرتقبة مطالبة البنك المركزي والجهات الرقابية باتخاذ اجراءات فعالة لانهاء الازمة التي اثرت سلبا على حياة الفقراء والكسبة واصحاب المصالح”.

وأضاف “اننا ننصح الحكومة بعدم التهاون مع قضية تذبذب سعر صرف الدولار، واخذ التحذيرات على قدر من الجد والانتباه لحالة الغليان الشعبي التي قد تنفجر في اي وقت، خاصة بوجود منظمات وجهات شعبية داعمة للاحتجاجات ورافضة لسياسات الحكومة من الأساس، لذا على الحكومة النظر بموضوع الدولار ومعالجة المشكلة جذريا”.

واشار فهمي الى ان “الوعود الحكومية بالتعيينات ومحاربة الفساد ومحاولات إعادة الأموال المسروقة من الفاسدين وتشغيل العاطلين عن العمل لن تشفع أبدا في منع الشعب من الانتفاض، خاصة اذا وصل الضرر إلى قوت المواطن ورغيف الخبز، فعندها تصبح ازمة مركبة ومن الصعب حلها حكوميا”.

--------------

راصد الطريق.. ليس هذا هو الحل!

تشتد يوماً بعد آخر أزمة سعر صرف الدينار العراقي مقابل الدولار، فالاجراءات الحكومية لم تعالج الحالة التي تستمر في التفاقم.

ولا جدال في الخطأ الجسيم لأيّ توجه نحو معالجات ترقيعية وخطوات تزيد الطين بلّة، خاصة اذا ما جرى ربط القضية بشخص معين او بأفراد محددين، واذا كان البدلاء - فوق ذلك - من المجرّبين وممن لم يقدموا ما ينفع او يسعف الوضع الاقتصادي والمالي.

صباح امس اقدم رئيس مجلس الوزراء على تكليفات جديدة، تخص البنك المركزي العراقي ومسؤولي بنوك أخرى. فهل في هذا يكمن الحل؟

اغلب الظن ان الامر هو ابعد و”اقمش” من ذلك بكثير، يتعلق بالسياسة الاقتصادية والمالية والنقدية للبلد، ومدى تدخل الدولة في ضبط التجارة الخارجية وعمليات الاستيراد، والسيطرة على حركة الدولار، ومعرفة مصير الدولارات الحرة التي تجمع من الأسواق!

ان الإجراءات الترقيعية ورسائل التطمين لن تنفع، وتبقى الحاجة ملحة الى توجهات وإرادة سياسية، والى نهج جديد يخلص البلد من أزماته.

ويقينا ان الناس لن تظل تنتظر طويلاً!

----------

تذبذب الدولار يستنزف «فليسات» الفقراء

بغداد ــ عامر عبود الشيخ علي

لم تكنْ أسعار الأدوية، المواد الغذائية الأساسية، الكمالية، وغيرها، بحاجة لمزيد من الاهتياج، فجيوب المواطنين، لا سيما ذوي الدخول المحدودة، أنهكتها الأزمات السابقة التي خلفتها سياسات الحكومات المتعاقبة، بينما أتت أزمة الدولار الأخيرة على ما تبقى لديهم من قوت يومهم.

ويقول مواطنون ومعنيون، إن ارتفاع أسعار المواد الاستهلاكية الأساسية، مؤخرا، أثّر بشكل كبير على الوضع المعيشي لكثير من الناس.

ويشكو متحدثون لـ”طريق الشعب” من عدم قدرتهم على الإيفاء بالالتزامات اليومية، جرّاء تخبط سعر صرف الدينار، وعدم قدرة الجهات المعنية على السيطرة على أسعار المواد الأساسية في السوق التجارية.

-------

احتجاجات للخريجين والسائقين و الأجراء

بغداد ـ طريق الشعب

تتواصل الاحتجاجات المطلبية في مناطق متفرقة من محافظات البلاد، للمطالبة بتوفير فرص العمل والخدمات وتحويل اصحاب الاجور اليومية الى عقود، وفق قرار مجلس الوزراء رقم 315.

**********************

الصفحة الثانية

السليمانية.. أزمة غاز تلوح في الأفق

السليمانية ـ طريق الشعب

حذر ممثل مصانع الغاز في محافظة السليمانية كوجر طاهر، امس الاثنين، المسؤولين الحكوميين في المحافظة من بروز أزمة غاز وصفها بالكبيرة، لافتا الى ان المواطنين يقفون في الطوابير مدة 20 يوما للحصول على اسطوانة غاز.

وقال طاهر خلال مؤتمر صحفي ، إن “السليمانية تحتاج إلى (450) طنا من الغاز يوميا، بينما يصلها حالياً (234) طنا فقط، مؤكدا انه، “إذا لم يتم حل هذه المشكلة فستظهر أزمة كبيرة من نقص الغاز في المحافظة”.

واضاف “في الوقت الحالي يتعين على المواطنين التسجيل لمدة 20 يومًا للحصول على اسطوانة الغاز”، محذرا في حال عدم حل المشكلة وزيادة حصة المحافظة من الغاز، فإن السعر سيكون أعلى بكثير”.

وسجلت أسعارُ المحروقات في الإقليم ارتفاعاً غيرَ مسبوق، مع انخفاض في درجات الحرارة.

--------

منتصف الاسبوع.. .. ولن يفلحوا!

حسين النجار

بات الحديث عن إمكانية ان ينجز مجلس النواب الحالي مهامه، من الامور المستبعد للغاية، بعد ان فشل منذ عام وأكثر في انجاز أبسط مهامه، وهي توزيع النواب على اللجان الانتخابية، وانتخاب رؤساء لها، ما ادى الى تعطيل أدوارها في التشريع والرقابة.

وكشفت آخر جلسة عقدها المجلس، وهي الثانية في هذا الشهر، ومن ثم رفعها الى إشعار آخر، حجم خلافات الكتل الممثلة فيه حول عضوية هذه اللجان، وآليات ترأُسها، ووصف عدد من النواب والمراقبين، الخلاف حول ذلك، بسبب طبيعة عمل كل لجنة وما توفره من خبزة، حسب قولهم.

وخلال ما انقضى من عمر مجلس النواب في دورته الحالية، جرى تشريع قانونين اثنين فقط، ما دلل بوضوح على عجزه التام عن تمثيل الشعب العراقي، الذي قاطع الانتخابات النيابية الأخيرة وعزف عنها بأغلبية كبيرة، في تعبير واعٍ عن الرفض لمنظومة المحاصصة والفساد الحاكمة.

وبما ان الدستور اناط بأعضاء مجلس النواب أربعة مهام رئيسية، هي تشريع القوانين، وإقرار الموازنة، ومراقبة تنفيذها، وتكليف الحكومة بمراقبة ادائها ورد مظالم الشعب، فهذا يعني ان النواب في دورة المجلس الحالية قصروا في مهامهم الدستورية، وبالتالي عطلوا مصالح الشعب الذي هو مصدر السلطات، وهو من يجري اليه الرجوع عند الحاجة. وهذا ما ينبغي الحديث فيه الآن.

في الدورات الأخيرة لمجلس النواب، تحوّل عدد كبير من النواب الى معقبي معاملات، ومصلحي محولات، وعمال تبليط شوارع. وحتى هذه المهمات لم ينجحوا في اتمامها بأفضل صورة، نظراً لصراعاتهم المتواصلة. وحالات العراك التي انتشرت في وسائل التواصل الاجتماعي حول اسبقية التقاط الصورة مع المنجز، تبين انهم لم يفلحوا في شيء.

وبعد ذلك تحول الصراع السياسي على تشريع القوانين الى قاعات وقصور رؤساء القوى السياسية، الأمر الذي ينذر بإمكانية تعطيل الدور الأساسي لمجلس النواب، وتحويله الى مؤسسة تابعة لحفنة من القيادات السياسية. وهذا ما يفرض الوقوف جدياً امامه، ونقل الخلافات السياسية والتشريعية الى داخل قبة مجلس النواب، ليتحول الى خلية عمل تتلاقى فيها الافكار وتختلف، حول قضايا الناس وهموهم، والعودة الى الأسس الدستورية والنظام الداخلي الذي يحدد طبيعة عمل المجلس.

ان حل مجلس النواب سريعاً واجراء انتخابات مبكرة، بعد انجاز القضايا المتعلقة بها، لم يعد حديثاً عابراً، نظراً للحالة التي يمر بها المجلس في هذه الدورة، وغياب التمثيل الحقيقي للمواطنين فيه، وعجزه الواضح عن أداء مهامه. وبالتالي فحتى المنهاج الحكومي الذي تحدث عن حل المجلس، لم يعد له صدى عند المتنفذين، ما يشير الى عدم التزامهم ما وعدوا به، حين اعادوا التحاصص في ما بينهم وشكلوا الحكومة.

يجب ان يتحول مطلب حل مجلس النواب الى فعل شعبي جماهيري واسع، وان تضغط القوى السياسية على القوى المتحاصصة كي تنفذ هذا المطلب، وان يعاد النصاب الى حاله عبر مشاركة جماهيرية، تصوّت لقوى بديلة تماماً لما هو موجود اليوم.

-----

طالبت بتوفير فرص العمل والخدمات.. احتجاجات للخريجين والسائقين وأصحاب الأجور اليومية

بغداد ـ طريق الشعب

تتواصل الاحتجاجات المطلبية في مناطق متفرقة من محافظات البلاد، للمطالبة بتوفير فرص العمل والخدمات وتحويل اصحاب الاجور اليومية الى عقود، وفق قرار مجلس الوزراء رقم 315.

الخريجون واصحاب الاجور

وجدد العشرات من خريجي الجامعات في محافظة ذي قار تظاهراتهم امام  فرع شركة المنتجات النفطية، مطالبين بتوفير فرص العمل.

وقال مراسل “طريق الشعب”، ان العشرات من خريجي الجامعات، وللأسبوع الثاني على التوالي، جددوا تظاهراتهم امام فرع شركة المنتجات النفطية مطالبين بتوفير العمل، وتضمين موازنة العام الحالي درجات وظيفية تكفي لتوظيف الخريجين.

 وأكد مراسلنا،  ان التظاهرات مستمرة امام الشركة منذ اكثر من 7 ايام.

واضاف، ان المئات من اصحاب الاجور العاملين ضمن عقود المشاريع نظموا  مسيرة سلمية انطلقت من بهو بلدية الناصرية باتجاه ديوان المحافظة، للمطالبة بتحويلهم الى عقود وزارية وفق قرار 315.

المطالبة بالخدمات

ولوّح العشرات من اهالي العكر في الناصرية بقطع طريق السكك الحديد الرابط بين محافظتي بغداد والبصرة، ما لم تبادر الحكومة المحلية بالاستجابة لمطالبهم المتعلقة بتوفير الخدمات الأساسية.

واكد شهود عيان، توقف حركة مرور القطارات لعدة ساعات يومي السبت والاحد، إثر قطع طريق السكة الحديدية بالإطارات المحروقة من قبل بعض الاهالي المطالبين بالخدمات في منطقة العكر.

وقال المتظاهر كاظم محمد في حديث صحفي، ان “اهالي منطقة العكر الواقعة خلف محطة قطار الناصرية يعتصمون على طريق السكة الحديدية منذ ثلاثة ايام، للمطالبة باستئناف العمل بمشروع المجاري وتبليط الشارع الرئيسي”، مبينا ان “الشارع الرئيسي منخفض جدا وتقطعت السبل بالناس خلال هطول الامطار وتحول الشارع الى نهر بعمق نصف متر”.

وأشار إلى أن “المتظاهرين طالبوا بتأهيل الشارع حتى ولو بفرشه بمادة (السبيس) لإنقاذ الأهالي من معاناتهم اليومية لكن دون جدوى”، منوها الى ان “معاناة السكان المحليين من نقص الخدمات تمتد لعدة سنين، من دون اية معالجة حقيقية للمشكلة”.

عقود مفوضية الانتخابات

ونظم العشرات من موظفي عقود الانتخابات في مكتب انتخابات المثنى، وقفة احتجاجية مطالبين بالإسراع في تحويلهم لعقود تشغيلية.

وقال المتظاهرون ان مطالبهم تتلخص بالتحويل من نظام العقود الوقتية إلى العقود التشغيلية الدائمية، مؤكدين ان قرارات مجلس الوزراء بشأنهم لم تنفذ حتى الآن.

وأضافوا، ان اعدادهم على مستوى جميع المحافظات تقدر بحوالي 3 آلاف عقد،  فيما يبلغ عددهم في المثنى 23 موظفا، مشددين على مطالبة المفوضية العليا المستقلة للانتخابات برفع التعليق عن عقودهم وتحويلهم الى نظام التشغيل الدائمي.

سائقو السليمانية

من جانب اخر، طالب سائقو سيارات الأجرة في السليمانية، الجهات المعنية بعدم السماح للسائقين من خارج المحافظة بالعمل فيها.

وقال متحدث باسم السائقين المعترضين، جزى بيسر، خلال مؤتمر صحفي ، إن “عدد السائقين في مرآب كراج بغداد يبلغ 1600 سائق سيارة أجرة وقد تم نقلنا بطلب من الأسايش والشرطة والمرور والنقل والمواصلات في محافظة السليمانية إلى المرآب الجديد بحجة تنظم أوضاع السائقين، الا اننا فوجئنا بوجود الكثير من سائقي سيارات الاجرة غير المرخصين بنقل المسافرين من السليمانية الى محافظات الوسط والجنوب”.

وأضاف، أن “هؤلاء المخالفين للقانون تقف وراءهم شخصيات متنفذة سنكشف عن أسمائهم في حال لم تتم معالجة هذا الأمر”، مبينا ان “الدوائر الأربع التي قامت بنقلنا للمرآب الجديد تعهدت بمنع المخالفات ومعالجة جميع المشكلات إلا أنها لم تف”.

وطالب بيسر، اسايش السليمانية وشرطة ومرور المحافظة ومديرية النقل والمواصلات بمنع هؤلاء المخالفين، محذرا من “اللجوء لطرق أخرى في حال عدم محاسبة المخالفين”.

---------

بعد هجوم شرس على 9 أطفال.. حملة ضد الكلاب السائبة في الموصل

متابعة ـ طريق الشعب

أفادت الحكومة المحلية في مدينة الموصل، مركز محافظة نينوى، باطلاق حملة لإبادة الكلاب السائبة، عقب هجوم شرس ضد أطفال أسفر عن اصابة عدد منهم بجروح بليغة.

الكلاب تهاجم الاطفال

وقال قائممقام قضاء الموصل أمين الفنش في حديث صحفي ان “منطقة العبور، هي من المناطق العشوائية التي تقع خارج حدود التصميم لمدينة الموصل، توجد فيها كلاب سائبة ولاسيما قرب مناطق الطمر الصحي”، مبينا ان “هذه المنطقة شهدت هجوماً من قبل هذه الكلاب على الأطفال في المنطقة ما اسفر عن اصابة 9 أطفال بجروح بليغة”.

وأوضح الفنش أنه “وعند الابلاغ عن الحالة، من قبل الاهالي، تم القيام بحملة وابادة مجاميع الكلاب السائبة”، مشيراً الى أن “الجهات المعنية تنتظر أي إخبار من المناطق التي تشهد تواجد الكلاب السائبة، من أجل القيام بالحملة لإبادتها، حيث تكون الفرق المختصة جاهزة للقيام بمهامها”.

وتنتشر الكلاب السائبة بشكل خاص في مناطق العشوائيات والقرى والأرياف، لذا يقوم اهالي تلك المناطق بمنع أطفالهم من الخروج إلى الشارع.

مشاكل صحية وبيئية

تتسبب ظاهرة انتشار الكلاب السائبة بمشاكل صحية وبيئية واجتماعية ونفسية عديدة، لأن بعضها مصاب بداء “الريبوز”، وهو داء الكلب الذي يعد مرضاً خطيراً ينتقل الى الإنسان عن طريق الجهاز العصبي، ويؤدي إلى الموت السريع، ما يجعل من الأولوية معالجة هذه الظاهرة أو الحد من تأثيراتها من قبل الجهات المعنية.

تحذر وزارة الصحة العراقية، وبنحو مستمر، من انتشار مرض “داء الكلب” بعد تسجيل زيادة بالإصابات في مناطق متفرقة من البلاد، جراء انتشار الكلاب السائبة، داعية إلى القيام بحملات إبادة لتلك الكلاب.

ويعد “داء الكلب” من الأمراض الفيروسية الخطيرة التي تنتقل من الحيوان إلى الإنسان، وليس له علاج، لكن يوجد لقاح له، علما أن الفيروس ينتقل من الحيوانات الأليفة والبريّة.

وتتمثل أعراض “داء الكلب” في القيء والحمى والغثيان والهذيان والأرق والخوف من لمس الماء، وأيضا يلاحظ على المصاب علامات عصبية، وإذا لم يتلق اللقاح سيفارق الحياة في النهاية.

نصف مليون كلب سائب

بحسب أرقام تقديرية من جهات حكومية ومدنية، فإن عدد الكلاب السائبة في العراق يزيد على نصف مليون كلب، منها أكثر من 100 ألف في العاصمة بغداد.

تقوم السلطات المعنية بين مدة وأخرى، بحملات منتظمة لقتل كلاب الشوارع بواسطة فرق من الشرطة والجيش، والذين يستخدمون بنادق الكلاشنكوف لإطلاق الرصاص عليها، أو يقومون بوضع السم في طعام يدسونه بمناطق وجودها، ثم يجمعون جثث الكلاب النافقة لدفنها خارج المدن.

ينص قانون مكافحة الكلاب السائبة رقم (48) لسنة 1986 في المادة 4 على مكافحة الكلاب السائبة في الطرقات العامة وخارج المنازل وفي المدن والقصبات والمناطق الريفية، بالقتل أو القنص أو أية طريقة أخرى، ولوزير الزراعة حق إصدار تعليمات بناء على اقتراح الدائرة المختصة لتنظيم ذلك.

**************************

الصفحة الثالثة

الناس تطالب الحكومة بحلول.. والتجار يحجمون عن التبضع.. تذبذب الدولار يستنزف «فليسات» الفقراء 

بغداد ــ عامر عبود الشيخ علي

لم تكنْ أسعار الأدوية، المواد الغذائية الأساسية، الكمالية، وغيرها، بحاجة لمزيد من الاهتياج، فجيوب المواطنين، لا سيما ذوي الدخول المحدودة، أنهكتها الأزمات السابقة التي خلفتها سياسات الحكومات المتعاقبة، بينما أتت أزمة الدولار الأخيرة على ما تبقى لديهم من قوت يومهم.

ويقول مواطنون ومعنيون، إن ارتفاع أسعار المواد الاستهلاكية الأساسية، مؤخرا، أثّر بشكل كبير على الوضع المعيشي لكثير من الناس.

ويشكو متحدثون لـ”طريق الشعب” من عدم قدرتهم على الإيفاء بالالتزامات اليومية، جرّاء تخبط سعر صرف الدينار، وعدم قدرة الجهات المعنية على السيطرة على أسعار المواد الأساسية في السوق التجارية.

شكاوى المواطنين

ويشكو صاحب فرن صمون في الكرادة خضير سالم الطائي لـ”طريق الشعب”، بالقول: ان “خفض قيمة الدينار أمام الدولار، أدى الى رفع مادة الطين، بما يزيد على 10 الاف دينار، ما اضطرنا الى تقليل حجم ووزن الصمونة، وهناك من قلّل من عدد الصمون المباع من 8 الى 6 صمونات”.

ويقول إن “تذبذب سعر صرف الدولار، رفع أسعار مادة النفط، وبالتالي اثر ذلك كثيراً على علمنا. ولأجل ذلك قمنا بتسريح عدد من العمال، وقلصنا الرواتب”.

ويطالب الطائي بدعم أصحاب الأفراد بمادتي الطحين والنفط، كونها مصدرا أساسيا في الطعام.

ويؤكد صاحب أسواق بيع مواد غذائية، يدعى علي إبراهيم لـ”طريق الشعب”، أن “أغلب المواد الغذائية التي تدخل في الاستخدام اليومي لحياة المواطنين تأثرت بارتفاع أسعار الدولار”.

ويتابع أن “عبوة زيت الطعام حجم 1 لتر ارتفع ثمنها إلى 3 آلاف دينار، وكيلو الطحين الى 2000 دينار أو أكثر وبحسب النوعيات، الأمر الذي اجبر الكثير من المواطنين على شراء نوعيات رديئة”.

ولم يقتصر تأثير تغيير سعر الصرف على ارتفاع أسعار المواد الغذائية فحسب، بل ان المواد الاستهلاكية الأخرى ارتفع سعرها هي الأخرى، وبات من الصعب حصول المواطنين الفقراء على عليها.

ويذكر المواطن أبو علي، وهو صاحب محال لبيع القرطاسية، في حديث لـ”طريق الشعب”، ان “المتضررين من ارتفاع أسعار الدولار هم المواطنون البسطاء، خاصة ونحن بلاد تفتقر الى صناعة ابسط الأمور على الرغم من توفر الإمكانيات”.

ويقول أبو علي، إن “القرطاسية وباقي الأجهزة المنزلية ارتفع ثمنها كحال المواد الغذائية، ما ارغم العديد من المواطنين على الاعتكاف عن الشراء والتكيف سلبا مع واقع الحال”.

ويرى أبو علي، ان سبب ارتفاع أسعار المواد الغذائية والمنزلية يعود لسيطرة المافيات الفاسدة، وهم لهم الدور الرئيس في استغلال هذه الأزمة على حساب المواطنين.

ماذا عن العمّال والكسبة؟

وقال الأمين العام للاتحاد العام لنقابات عمال العراق عدنان الصفار لـ”طريق الشعب”، ان “العمال والكسبة يعانون من الصعوبات المعيشية، وعدم توفر مصدر عمل ثابت، وبالتالي فإن ارتفاع الأسعار أثر كثيراً على وضعهم الاقتصادي”.

ويذكر الصفار، أنه “وفقا لقانون العمل والتصريحات الحكومية فإن أجور العمال في القطاع الخاص لا تتجاوز حدودها الدنيا 350 الف دينار شهرياً، بحال التزام صاحب العمل بذلك”.

ويتحدث الصفار عن وجود الكثير من هؤلاء، الذين لا تتجاوز رواتبهم الشهرية 300 الف دينار، إضافة إلى أن الكثير غير مسجلين بالضمان الاجتماعي، وبذلك ساهم ارتفاع الأسعار في رفع معاناتهم اليومية، وباتت أجور عملهم لا تسد شيئا من متطلباتهم اليومية مع عوائلهم”.

ويشدد الصفار على ان “الإجراءات الحكومية لا تراعي الوضع الاقتصادي للفئات المجتمعية الأكثر ضعفا، مما يؤدي الى رفع مستوى الفقر في البلاد خاصة وانه بحسب وزارة التخطيط ان هناك 25 في المائة من المواطنين هم تحت خط الفقر”.

غياب الرؤية الاقتصادية

الموظفة لمى رافد من سكنة حي البساتين بمنطقة الشعب قالت: “تزداد معاناتنا بشكل كبير بسبب ارتفاع اسعار المواد الغذائية الاساسية، وعدم وجود رؤية اقتصادية سليمة من قبل الحكومة، تعمل على وضع حد لهذا الارتفاع الذي جاء نتيجة زيادة سعر صرف الدولار”.

وبينت، ان “زيادة الاسعار اثرت على القدرة الشرائية للعوائل وحتى الموظفين ليس باستطاعتهم سد كامل احتياجاتهم اليومية”.

وتضيف رافد بالقول: “كيف يمكن لموظف راتبه اقل من مليون دينار، ان يؤمن أجور المولدة الأهلية وخدمة الإنترنت وخطوط نقل الطلبة والاحتياجات الأخرى مثل إيجار السكن وغاز الطبخ والنفط الأبيض ومياه الشرب وغيرها الكثير. هذه المصاريف بمجملها تصل إلى أكثر من مليون دينار شهريا”.

أما المواطن ابو أنور من سكنة منطقة سبع البور، فقد أشار الى ان “هناك تأثيرا كبيرا على الفقراء بسبب تذبذب صرف الدينار، خاصة ان اغلب سكان المنطقة هم من الفقراء والكادحين والعاطلين عن العمل”.

ويتحدث المواطن محمد حسن ـ وهو صاحب محل لبيع المواد الغذائية في الغزالية ـ عن الارتفاع الكبير في اسعار المواد الغذائية في سوق الجملة الذي بدوره اثر بشكل كبير على مبيعات الاسواق، قائلا: “نفذت في اسواقي مواد مهمة، لكني لم أستطع تعوضيها بسبب ارتفاع الأسعار”.

ويتابع: “في السابق اشتري أربعة صناديق بيض، بينما الان اشتري اثنين فقط، بسبب ارتفاع سعرها، اضافة الى ارتفاع سعر مادة الطحين وأيضا ارتفاع اسعار المواد الغذائية الاساسية الأخرى وحتى المنظفات والصوابين، لذلك قلّت القدرة الشرائية للمواطنين، لان اغلبهم غير قادرين على مواكبة هذه الزيادة في الاسعار”.

تخبط اقتصادي كبير

بدوره، يفيد الخبير المالي والاقتصادي د. صفوان قصي لـ”طريق الشعب” بان “البنك المركزي ووزارة المالية مع ديوان الرقابة المالية إضافة الى وزارة التجارة، يقع على عاتقهم مسؤولية مراقبة اسعار السوق والسيطرة على تذبذب سعر صرف الدولار”.

ويقول، ان البلاد “تعاني من تخبط اقتصادي كبير من ناحية إدخال البضائع بطرق غير رسمية والتهرب من دفع الضرائب والتعامل في الاستيراد مع دول غير رصينة، وعليها مجموعة من العقوبات الدولية، الأمر الذي وضع العراق في قائمة عدم الشفافية للتعامل مع الدولار، من قبل المجتمع الدولي”.

 *********************

العراق في الصحافة الدولية

ترجمة وإعداد: طريق الشعب

الحكومة وتحدي الإمتيازات

غير المشروعة

نشرت صحيفة اندبندنت تقريراً حول مدى قدرة الحكومة العراقية على تنفيذ قانون إلغاء الإمتيازات المالية لمسؤولي الدولة، والذي شرعه مجلس النواب قبل أكثر من ثلاث سنوات تحت ضغط الحراك الشعبي، والذي بقيّ معطلاً حتى الآن، فذكّرت بإقدام البرلمان والحكومات المتعاقبة منذ 2003 على إصدار سلسلة من القوانين تعطي امتيازات واسعة للمسؤولين كتشكيل أفواج حمايات كبيرة لهم وتخصيصات علاج وسفر وسكن، فضلاً عن تخصيصات مفتوحة للطعام والشراب بلغت أرقاماً ضخمة، خاصة خلال الفترة الممتدة من عام 2010 إلى عام 2014. 

وأشارت الصحيفة إلى محاولة الحكومة الجديدة تفعيل القانون المذكور عبر إصدارها القرار رقم 23030 لعام 2023 والمتضمن تسهيل تنفيذ قانون إلغاء الامتيازات المالية للمسؤولين في الدولة العراقية، وذلك بمنع تخصيص أية مبالغ مالية للعلاج والتوقف عن صرف بدلات إيجار للمسؤولين ممن يمتلكون عقاراً في محافظة بغداد وعدم السماح باستئجار الطائرات الخاصة إلا للوفود الرسمية وتقليص أعداد أفواج الحماية إلى النصف وبقرار من رئيس الحكومة فقط ولمن هم مستمرون على الخدمة.

ونقلت الصحيفة عن مراقبين إعتبارهم ذلك، محاولة من الحكومة لكسب ود الناس المتذمرين من هذه الإمتيازات غير المشروعة، والتي تشمل 5000 مسؤول ويوفر الغاؤها 3.4 مليار دولار لميزانية الدولة. غير أن ذلك، وحسب المراقبين، سيواجه برفض قوي من قبل المستهدفين، ربما حد التمرد على الحكومة، حيث تعّد هذه الامتيازات جزءًا مهماً من مصالح المتنفذين والمتصارعين على السلطة والثروة في نظام المحاصصة. ولهذا يعتقد المراقبون بأن الحكومة ستواجه بالتأكيد معوقات وصعوبة كبيرة جداً في تنفيذ قراراتها الأخيرة بهذا الصدد، مما يشّكل تحدياً آخر لها.

مشاكل الجيران ومتاعب الدينار

نشر موقع المونيتور مقالاً حول تردي سعر العملة العراقية والإرتفاع السريع في سعر صرف الدولار في السوق الموازية، أشار فيه إلى أن الجمهور الكبير الذي حضر المبارة النهائية لكأس الخليج العربي، قد إستقبل رئيس الحكومة بشعار طالبه فيه بتخفيض سعر صرف الدولار، الذي تجاوز حاجز 1650 دينار مؤخراً، وهو أعلى سعر له منذ عام 2004.

وأشار المقال إلى أن سعر الدولار قد شهد إرتفاعاً بعد وقت قصير من تولي الحكومة الجديدة السلطة في أواخر تشرين الأول الماضي، وذلك لزيادة عمليات تهريبه أو لوجود أعداد كبيرة من تحويلات غير مشروعة إلى إيران، وهي أسباب دفعت بالمسؤولين الأمريكيين لمناقشتها ولمرات عديدة مع رئيس الوزراء، كان آخرها أثناء لقائه مع منسق البيت الأبيض للشرق الأوسط وشمال أفريقيا بريت ماكغورك، إضافة إلى تثبيتها كنقطة نقاش على جدول عمل الإجتماعات المتكررة بين السوداني والسفيرة الأمريكية في العراق، ألينا رومانوفسكي.

وذكّر المقال بإجراءات البنك المركزي العراقي غير المثمرة لمعالجة المشكلة، كمنع أربعة بنوك عراقية من استخدام الدولار الأمريكي، وتشديد الرقابة على حسابات عدة بنوك ومؤسسات مالية أخرى. ويبدو حسب المقال أن تدهور قيمة الريال الإيراني إلى أدنى مستوى لها في التاريخ، أجبر طهران على البحث عن مصدر للدولارات، لاسيما وأن العراق يقوم بإيداع أثمان الغاز والكهرباء الذي يستورده من إيران في حسابات محددة وفي بنوك عراقية يملكها إيرانيون، وبالدينار العراقي، وذلك لعدم سماح واشنطن له بتحويل الأموال بالدولار إلى إيران.

وأشار المقال إلى أن تهريب الدولار الأمريكي لا يقتصر على إيران، بل هناك شبكات أخرى تقوم بتهريبه إلى سوريا وتركيا، مضيفة تعقيداً أكبر لحل مشكلة ارتفاع سعر صرفه في العراق.

 ************************

شريط الأخبار

ديمقراطية للكشر!

في جلسة مثيرة للجدل، قررت الكتل المتنفذة في مجلس النواب إلغاء قرار سابق للمجلس بتوزيع النواب على اللجان البرلمانية وإعادة تشكيلها بشكل يضمن إستبعاد معظم النواب المستقلين والمعارضين. هذا وإذ شكّلت الممارسة تعارضاً تاماً مع الحياة الديمقراطية، التي يتشدق بها المتنفذون، فقد أظهر تسجيل مصور للجلسة عدم حصول قرار الإلغاء وإعادة التشكيل على العدد اللازم من الأصوات لتمريره، فيما رأى الناس كيف أسكت رئيس الجلسة الأصوات المعارضة، لاسيما تلك التي نبهته إلى أن قرار الإلغاء وإعادة التشكيل، لم يكن مدرجاً في جدول أعمال الجلسة، وهو ما يعد مخالفة صريحة للنظام الداخلي للمجلس.     

كفى تلاعباً بقوت الناس

أعلنت لجنة النزاهة النيابيَّة، عن وجود هدر بالمال العام في صفقة تجهيز الطحين ووجود شبهات فساد بالمليارات في تجهيز السلة الغذائية. وأشارت إلى قيام وزارة المالية بدفع مليار دولار إلى وزارة التجارة لتأمين الخزين الإستراتيجي من الحنطة لستة أشهر (النصف الثاني من العام الماضي)، بينما قامت الوزارة بتوزيع الطحين على المواطنين بين شهر وآخر (أي لنصف المدة المقررة). هذا وتشوب ملف البطاقة التموينية، التي تعتبر سلة غذائية مهمة للناس والكادحين منهم بشكل خاص، شبهات فساد كبيرة، ويتعرض توفيرها لتلكؤات وتتدنى نوعيتها وتتقلص مفرداتها، دون أن تفعل الحكومة شيئاً لحل المشكلة.

8 بالمية، خوش حل!

طلبت رئاسة محكمة استئناف بغداد الكرخ من وزارة المالية رفع الحجز عن حساب شركة إستيراد وخدمات وصيانة القطارات والسكك الحديد والإستثمارات العقارية والصناعية ونصب وتشغيل وصيانة محطات الطاقة الكهربائية، التابعة للمتهم الرئيسي بما سمي بسرقة القرن، وذلك لأنه أودع أموالاً في حساب الأمانات الضريبية في مصرف الرافدين. وتشير الأنباء إلى أن ما أودعه الموما اليه بلغ 317 مليار دينار، أو ما يمثل 8 في المائة من قيمة ما أُتهم بسرقته، وهي نفس النسبة التي أعتمدها أبرز شركائه في السرقة، مقابل إطلاق سراحه بكفالة، حيث أعاد 8 بالمائة ايضا من 500 مليون دولار متهم بسرقتها. 

كشروا عن مخالبهم من جديد!

وجهت الهيئة العامة للجمارك، توجيها بإيقاف قرار التعرفة الجمركية الجديد، دون أن تحدد أسباباً لذلك، فيما شهد مجلس النواب جمع تواقيع لتعديل التعرفة الجمركية على المواد الغذائية، بحجة أن ارتفاع سعر صرف الدولار قد أدى إلى تأثيرات سلبية في استيرادها وإستيراد غيرها من السلع الاستهلاكية. هذا وإذ يدرك الناس بأن المضاربة بالدولار وإحتكار المواد الغذائية والإستهلاكية ورفع أسعارها بإستمرار وفتح أبواب الإستيراد بلا حدود وتعطيل الإنتاج الوطني، تشكل حلقات مترابطة في سياسة الطفيليين المتنفذين، باتوا يعرفون بأن لا حل الا بالخلاص من نظام المحاصصة، الراعي الحصري لهؤلاء الفاسدين.

إذا أبتليتم فاستتروا!

أعلن أحد مستشاري الحكومة عن إنجاز جديد بتوزيع ما يقارب 13 ألف رحلة مدرسية على 11 منطقة في بغداد، وذلك تزامناً مع بدء امتحانات المراحل الدراسية المتوسطة والإعدادية، ولتقليص النقص الموجود في المقاعد المدرسية. وإعتبر المستشار هذه “المكرمة” مبادرة من الحكومة لمعالجة الأوضاع السيئة التي تواجه الطلبة. هذا وفيما أثار التصريح دهشة الناس من إعتبار تجهيز المدارس بالمستلزمات الأساسية، في بلد نفطي، إنجازاً يتم التفاخر به، ذكّروا المستشار بوجود  آلاف من المدرسة فضائية (موجودة على الأوراق فقط) ومئات المدارس بدوام ثلاثي، فيما يفتقد ملايين الطلبة للكتب المدرسية إضافة إلى النقص الكبير في عدد الملاكات التدريسية المطلوبة.

**********************************

الصفحة الرابعة

الامطار لم تروِ «سلة خبز العراق».. الموارد المائية: خزين العراق المائي لا يزال حرجاً

بغداد – تبارك عبد المجيد

تمتلك ارض نينوى مميزات تجعلها صالحة لزراعة انواع كثيرة من المحاصيل والحبوب وتشتهر تحديدا بزراعة الحنطة والشعير، كما تمتلك بيئة جغرافية صالحة لرعي المواشي وتربية الحيوانات.

إلا أن هذه المدينة تشهد اليوم هجرة الكثير من المزارعين، وتركهم لهذه المهنة؛ إذ شكل الجفاف وغياب الدور الحكومي في وضع خطط لإنعاش الزراعة، تحديا كبيرا أمام المزارعين في ظل تعرضهم لخسارة اموال كثيرة.

ويقول قائمقام الموصل، امين إبراهيم، ان محافظة نينوى “تشتهر بالزراعة الديمية على الامطار، وهي مقسمة الى خطوط مطرية (منطقة مضمونة الامطار وشبه المضمونة وغير المضمونة)”، لافتا الى انه “حتى المنطقة المضمونة أصبحت جافة خلال العامين السابقين، بسبب قلة الامطار والتغير المناخي الذي شهدته البلاد”.

غياب الدعم الحكومي يهدد الامن الغذائي

وبالحديث عن التحديات التي تواجه الزراعة في نينوى، يشير الى وجود “ ضعف في الدعم الموجه الى الفلاحين بشكل خاص والزراعة بشكل عام، من قبل الحكومة الاتحادية”، مضيفا ان الفلاح يفتقد الوقود والبذور اضافة الى الطرق الحكومية التي تسوق للمنتج المحلي”.

ويردف ان استمرار “أزمة الجفاف وشح المساعدات المالية الحكومية، يهددان المزارعين بخسارة المزيد من أراضيهم المنتجة، ما ينذر بأزمة غذائية خلال الفترة المقبلة”.

ويأمل القائمقام، ان تتبع الحكومة أسلوب الزراعة الحديثة وتضع خططا مجدية، وتساهم في توفير مستلزماتها للفلاحين من البذور والاسمدة”.

ويستدرك بالقول ان “محافظة الموصل تعتبر “سلة خبز العراق”، مبينا ان “اغلب أراضي نينوى يزرع فيها محصولا الحنطة والشعير”.

فيما يقول محمد العمري، ماجستير في الكيمياء العضوية (وهو صاحب مشروع زراعي لإنتاج الاعلاف)، ان “اغلبية المحاصيل الزراعية في مدينة نينوى قلت بسبب الجفاف الذي حصل للمياه وغياب الدعم الحكومي”، معتبرا ان هذين السببين هما الأكثر تأثيرا على واقع الزراعة في نينوى.

اصبحت مكلفة

ويشير في حديثه لـ”طريق الشعب”، الى ان “محاصيل الفواكه والخضراوات، هي تحديدا عانت من مشكلة جفاف المياه، كما أصبحت زراعتها مكلفة على الفلاح”، معللا ذلك باستخدام “طرق بدائية تتطلب مياها كثيرة إضافة الى السماح بدخول المنتج الأجنبي بسعر ارخص من المحلي”، معتبرا ان الزراعة العراقية “منقطعة عن العالم الخارجي منذ ثلاثين عاما”.

طرق حديثة

ويرى العمري ان حل هذه المشكلة يكمن في “استخدام طرق حديثة في الزراعة وتقديم دعم كاف للمزارعين ليستطيع منافسة المحصول المستورد من الخارج”.

ويعمل العمري على استخدام طرق زراعية جديدة كالزراعة المائية، وهي تتم دون الحاجة الى التراب، وتكون داخل قاعات خاصة، تساهم في توفير المياه وإنتاج كميات أكبر من المحاصيل.

 تقليص المساحات المزروعة

هناك حوالي ثمانية ملايين دونم يزرع في الموصل، ثلثه يزرع بشكل اروائي، وبسبب الحروب والصراعات السياسية والجفاف الذي حصل، تقلصت هذه النسبة لتصل الى حوالي مليونين ونصف المليون دونم، يزرع بشكل اروائي وبقية الزراعة هي بشكل جاف، بحسب حسن الغلامي، صاحب مزرعة في مدينة نينوى.

هجرة الأيدي العاملة

ويقول الغلامي خلال حديثه لـ “طريق الشعب”، ان “انحسار الأراضي الزراعية، أدى الى خسارة الكثير من الفلاحين لموردهم الاقتصادي، وضياع مصالحهم الزراعية”، موضحا ان “المصلحة” تتكون من “ الات ومعدات زراعية واعلاف خاصة، إضافة الى تشغيل حوالي أربعين عاملا، وهي شبه شركة أصحابها من عوائل معروفة في الموصل”.

ويردف انه “في فترة احتلال تنظيم داعش لمدينة الموصل خسر العديد من المزارعين أراضيهم واموالهم، ولم يتلقوا تعويضا من الحكومة، إذ ان اقل خسارة قدرت بحوالي خمسة ملايين دينار عراقي”.

دعم “خجول”

ويصف الغلامي الدعم الحكومي بـانه “ضعيف وخجول”.

ويشير الى ان “دائرة زراعة نينوى معطلة في جانب تقديم المشاريع لإنعاش الزراعة”، معللا ذلك بوجود “هيمنة لبعض الأحزاب السياسية على المدينة”.

وعن وجود بعض المشاكل، يذكر ان “المرشات التي تستخدم في الزراعة تحتاج الى كهرباء، ومن المفترض ان توفرها دائرة الكهرباء، إضافة الى ان دائرة الابار لا تسمح بحفر الابار الا في مناطق خاصة، وهذه كلها تحديات تعرقل عمل الفلاح في الإنتاج”.

ويدعو المتحدث الى إيجاد برنامج حكومي زراعي ينفذ بشكل حقيقي، ويؤخذ في الاعتبار اراء المزارعين، عند اعداد خطته.

وأكدت وزارة الموارد المائية يوم امس، أن خزين العراق المائي، لا يزال حرجا ومتدنيا حتى الآن في ظل الحقائق والمؤشرات المتوفرة، كاشفة عن أملها بأن تسهم موجات الأمطار المقبلة التي ستهطل شمال البلاد نهاية الشهر الحالي، في تعزيز الخزين المائي للبلاد بسبب الجفاف، وفقا لمدير عام الهيئة العامة لتشغيل مشاريع الري والبزل في الوزارة أحمد كاظم عبد الله.

 **********************

ناشطون يحددون طرق ردعها.. الاتجار في البشرجريمة تتسع بشكل مخيف

بغداد ـ طريق الشعب

تتخذ جرائم الاتجار بالبشر أشكالا متعددة، تضيع معها حتى ملامح الطفولة، بين التسول والدعارة والرقص، حيث أصبحوا أداة استغلال لعصابات إرهابية منظمة، بينما يحاسب القانون العراقي بعقوبات تصل إلى السجن المؤبد لمرتكبي هذه الجريمة، فهل حاسب عليها القانون، أم اخذ موقف المتفرج؟

وقد عرّفت المادة (1 / أولا) من قانون مكافحة جريمة الاتجار بالبشر رقم 28 لسنة 2012، بأنه “تجنيد أشخاص أو نقلهم أو إيوائهم أو استقبالهم بواسطة التهديد بالقوة أو استعمالها أو غير ذلك من أشكال القسر أو الاختطاف أو الاحتيال أو الخداع واستغلال السلطة أو بإعطاء أو تلقي مبالغ مالية أو مزايا لنيل موافقة شخص له سلطة أو ولاية على شخص آخر بهدف بيعهم أو استغلالهم في أعمال الدعارة أو الاستغلال الجنسي أو السخرة أو العمل القسري أو الاسترقاق أو التسول أو المتاجرة بأعضائهم البشرية أو لأغراض التجارب الطبية”.

ويشكل الأطفال دون سن السادسة عشرة، ثلثي ضحايا الاتجار بالبشر، إذ يتم استدراجهم من خلال صفحات وهمية على وسائل التواصل الاجتماعي، بحسب المرصد العراقي لضحايا الاتجار بالبشر، الذي أشار إلى وجود “شخصيات حكومية متورطة في هذه الشبكات التي توقع ضحاياها من خلال نفوذها في المؤسسات الأمنية”.

ظاهرة خطرة

ويعلّق عضو في مفوضية حقوق الإنسان، فاضل الغراوي، على هذه الظاهرة، قائلا إنها “من الظواهر الخطر التي بدأت تتنامى في الفترات الأخيرة بشكل كبير، خصوصا فيما يتعلق ببيع الأعضاء البشرية واستغلال الفتيات في عمل الملاهي الليلية، وبيعهم لعصابات الجريمة لغرض استخدامهم في التسول أو المتاجرة فيهم خارج البلد”.

ويؤكد لـ”طريق الشعب”، أنّ “غياب القانون وضعف دور الأجهزة الأمنية في العراق أدى لانتشار الجريمة المنظمة وسيطرة العصابات”.

حملة وطنية

ويشدد الغراوي على ضرورة “تكثيف الجهود الأمنية لمتابعة هذه العصابات وتقديمهم للعدالة، والبدء بحملة وقاية وطنية إعلامية، تشترك بها جميع الجهات المعنية، لتسليط الضوء على هذه الجريمة وتداعياتها”.

تأثيرها على بنية المجتمع

وتصف الناشطة في حقوق المرأة، سارة جاسم، استغلال الفتيات القاصرات في اعمال التسول والدعارة، بـ “الاعمال الخطيرة”، موضحة ان لها “تأثيرا على السلوك الاجتماعي العام. كما انها تشكل خطوة تهيئ لارتكاب أفعال أكبر”.

وتردف بالقول لـ”طريق الشعب”، ان “استغلال الاطفال في هذه الاعمال، في ظل عدم محاسبة المستغلين، سيولد أضرارا اجتماعية، كالوصم الاجتماعي وتعرضهم للنبذ من قبل المجتمع، كما ان عدم وجود محاسبة حقيقية، سيزيد من المتاجرين، الذين هم في الغالب محميون من قبل جهات متنفذه”.

دور القوانين

وتعتبر هذه الأفعال انتهاكا لحقوق الطفل، التي نص عليها في المعاهدات والمواثيق الدولية، منها الإعلان العالمي لحقوق الانسان 1948، واتفاقية حقوق الطفل 1989 الملزمة للعراق، باعتباره طرفا بالاتفاقية.

وتضمن الدستور العراقي في قانون العقوبات (111) لسنة 1969 وقانون رعاية الاحداث رقم (76) لسنة 1983 وقانون مكافحة الإتجار بالبشر 82 لسنة 2012 وكذلك القوانين والأنظمة التي تُنظم عمل المرافق السياحية، مواد تضمن حماية حقوق الأفراد من أي انتهاك.

وأبدت الناشطة سارة جاسم رأيها بوجود هذه القوانين، قائلة ان “عدم تنفيذها، يعتبر تجاوزا على القانون، وانتهاكا خطيرا”، مشيرة الى ان “هذه القوانين شرعت لتنظيم العلاقات وحماية وضمان حقوق الأفراد كافة دون تمييز”.

وطالبت جاسم بإيجاد عمل حكومي حقيقي يرافقه دعم مجتمعي، لإنهاء هذه الظاهرة، معتبرة ان “الاكتفاء برصد هذه الحالات فقط، لن يحل من الأزمة شيئا”.

وتؤكد الجاسم ضرورة “متابعة المرافق العامة والأماكن المشبوهة مثل النوادي والملاهي الليلية ومحاسبة أصحابها وفق القانون، وتعزيز دور الأسرة بالإرشادات القانونية اللازمة في ما يخص تربية الأحداث دون سن الـثامنة عشرة من العمر”.

وتجد الجاسم انه “ يجب سلب وانتزاع السلطة من الأسر غير الجيدة في تربية الأحداث لسببين: الاول ليكون رادعا قويا وصلبا. والثاني لأجل الحفاظ على سلامة الحدث بأن يكون مواطناً صالحاً”، مشيرة الى ان هذه القرار يتطلب توفير دور تأهيل من قبل الدولة لإعادة تأهيلهم ودمجهم في المجتمع.

أسباب الظاهرة

وتعزو الجاسم اتساع ظاهرة الاتجار بالبشر في العراق إلى “تزايد حدة الفقر والبطالة، وضعف الأمن، وقوة المليشيات التي تقوم بدعم الشبكات الإجرامية والانتفاع منها ماديا”.

ويذكر الباحث الاجتماعي، احمد السراجي، ان “أنواع المتاجرة تختلف بحسب الحاجة، منها: المتاجرة لأجل الجنس او لبيع الاعضاء او استغلالهم في اعمال شاقة، وهذا يحدث في بعض الدول الفقيرة او الدول التي تشهد حروبا”.

وينوه السراجي خلال حديثه مع “طريق الشعب”، بأن المتاجرين “يتفننون في طرق الخداع لاستدراج البسطاء من الناس”، محذرا من خدعة “العمل في الخارج، وطلب الزواج عبر مواقع التواصل دون معرفة مسبقة، وخطف الاطفال الذين يبتعدون عن رقابة الأهل”.

وبلغت نسبة المتاجرة بالنساء والأطفال خلال العام الماضي 25 ألف شخص.

 *************************

في ضيافة شيوعيي الرصافة الأولى.. جاسم الحلفي عن «الثورة المضادة وأساليب إجهاض الانتفاضة»

بغداد – طريق الشعب

ضيّفت اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في الرصافة الاولى، الجمعة الماضية، الرفيق جاسم الحلفي الذي تحدث في ندوة عنوانها «الثورة المضادة وأساليب إجهاض الانتفاضة».

الندوة التي عقدت في مقر اللجنة المحلية بمنطقة الكرادة داخل، والتي حضرها جمع من المثقفين والمهتمين في الشأن السياسي، أدارها الرفيق علي كريم، فيما استهلها الضيف قائلا أن «هناك الكثير من الحديث حول الانتفاضة من ناحية أسبابها وطبيعة قواها ومآلاتها، لكن لم يسلط الضوء على قوى (الثورة المضادة)، التي ناصبت العداء للانتفاضة».

وأشار إلى أن «العوامل التي أدت الى اندلاع الانتفاضة لا تزال قائمة، بل انها ازدادت واتسعت، منها اتساع الفقر وارتفاع تكاليف المعيشة، وعدم وضع حلول لمشكلة ارتفاع سعر الدولار، فضلا عن زيادة نسبة البطالة وعدم إيجاد حلول جذرية لهذه الآفة المجتمعية»، مبينا أن «التعيينات التي يجري إطلاقها تلبي حاجة آنية للمستفيدين منها، لكنها تشكل ازمة مؤجلة في حال انخفاض أسعار النفط. وقد شهدنا ذلك في سنوات سابقة».

وتطرق الحلفي إلى طبيعة العلاقات بين المتسلطين، واساليبها في إدارة الصراع، مبينا أن «هذا كله وغيره يمكن ان يؤدي الى نسخة جديدة من الانتفاضة، التي ستواجه مجددا بأساليب القمع المعروفة».

ورأى أن «الانتفاضة ثورة غير مكتملة، وذلك نظرا لعدم وجود قيادة لها».

وعرّف الضيف بـ «الثورة المضادة»، موضحا أنها «حالة سياسية متعددة الابعاد لمواجهة حالة ثورية بهدف إجهاضها. أي أنها (الثورة المضادة) معادية للإصلاح والتغيير ومشدودة للماضي، وهي إطار يوحد القوى الكابحة للتغيير، ويكون فعلها أكثر تأثيرا عندما تكون هذه القوى في مواقع السلطة».

وتناول الحلفي أساليب احتواء الانتفاضة التي اتبعتها قوى مرتبطة بالحكومة بشكل مباشر، وأخرى تمتلك التأثير السياسي والاجتماعي الواسع، وذلك بالاعتماد على الترهيب والترغيب.

وطرح جملة من التصورات، مشددا على انها تمثل تصوراته الشخصية بالكامل منها: شكلية الإجراءات والسياسات التي تبالغ بالتمسك بالدستور، او حصر التغيير بالانتخابات، على الرغم من ان المفوضية، والأموال والهيمنة بيد الحاكمين. وتناول شكلية النتائج الإيجابية للانتخابات، مذكرا بالالتفاف عليها، والمثال الأبرز ابعاد النواب المستقلين من اللجان البرلمانية.

وأشار الى ان «الثورة تتجاوز الدستور وتسعى لإعادة تشكل الاصطفافات وتوزيع الثروة، وبالتالي من الضروري تغيير الدستور لصالح مبدأ المواطنة، والقضاء على تعسف نظام المكونات. في حين ان الثورة المضادة تعزز التحالف بين منظومة الفساد ونظام المحاصصة الطائفية – الاثنية، وفي هذا السياق يتحول الكثيرون من الوكلاء والسماسرة الى حكام مباشرين»، منوّها الى أن «التعامل الجاري مع (صفقة القرن) يهدف عمليا الى حماية رؤوس الفساد من سياسيي الصف الأول، وان الصراع بين المتسلطين يعكس عزلتهم عن الأكثرية. فالمشاركة الحقيقية في الانتخابات الأخيرة لا تتجاوز 10 في المائة، وبالتالي فإن فهم الصراع بعيدا عن التحليل الطبقي، هو فهم خاطئ، وبالتأكيد ان الصراع بين حركة الاحتجاج والمتسلطين صراع وجودي».

وقدم الحلفي عرضا لطبيعة الانتفاضة وعناصر قوتها وضعفها، مركزا على شروط نجاح الانتفاضة بنسختها المرتقبة، ومنها: «وحدة القيادة، وضوح الهدف، تبني التغيير، التمسك بالروح الوطنية وتعبئة الأكثرية الرافضة للنظام».

وبالنسبة لانطباعه عمّا شهده العراق ابان بطولة «خليجي 25»، رأى الحلفي أن «ما جرى مثل رغبة العراقيين في صناعة الفرح بهوية وطنية، وان الوعي الوطني راسخ لدى أبناء الشعب، وان فكرة المكونات تعيش ازمة حقيقية».

وفي سياق الندوة، قدم عدد من الحاضرين مداخلات وطرحوا أسئلة أجاب عنها الحلفي باستفاضة وعمق.

 ********************

الصفحة الخامسة

مستشفى يسجل أكثر من ألف إصابة يوميا..  «الحمى الفيروسية» تنتشر بين الأطفال وتقلق العائلات

متابعة – طريق الشعب

منذ مطلع الشتاء الحالي، سجلت المراكز الصحية في عموم العراق تصاعدا ملحوظا في الإصابات بالأمراض التنفسية ومختلف أمراض الشتاء الفيروسية المعدية، بين الأطفال، سيما تلاميذ المدارس. وفي الوقت الذي يحذر فيه أطباء من خطورة بعض هذه الأمراض وسرعة انتشارها، ويدعون إلى الوقاية منها، يزداد قلق العائلات على أبنائها من تعرضهم لعدوات فيروسية قد لا يكون علاجها يسيرا في ظل تراجع الواقع الصحي في البلاد وتدني وضع المواطن الاقتصادي والمعيشي.

وآخر ما حذرت منه وزارة الصحة، هو مرض الحمّى الفيروسية الوبائية التي يصاب بها الأطفال على وجه الخصوص، مشيرة في تصريح صحفي إلى أن هذه الحمّى سريعة العدوى والانتشار، لا سيما بين تلاميذ المدارس، وان أعراضها تشبه أعراض الانفلونزا الموسمية والمتحور “أوميكرون”.

زخم في مستشفى الطفل

وفقاً لرئيس مركز أمراض الدم في مستشفى الطفل المركزي التعليمي ببغداد، د. عبد الستار إبراهيم محمد، فإن “هناك انتشارا للأمراض التنفسية بين الأطفال، ومنها الحمى الفيروسية الوبائية، وهو مرض سريع العدوى في أماكن التجمعات، خاصة في المدارس”، مبينا في حديث صحفي الأسبوع الماضي، أن “العيادة الاستشارية في المستشفى تستقبل يوميا أكثر من ألف طفل مصاب بهذا الفيروس، أغلبهم من الأعمار دون سن العامين، إضافة إلى آخرين من المصابين بضعف المناعة”.

ويؤكد أن “المستشفى واجه مشكلة كبيرة في التعامل مع هذه الحالات، تتمثل في عدم قدرته على استيعاب الأعداد الكبيرة من الأطفال المرضى، ما أسفر عن رقود كل 3 أطفال على سرير واحد بسبب الزخم الهائل وانتشار العدوى، بينما تم تحويل عدد من المصابين إلى الردهات الخاصة بالأمراض التنفسية”، مضيفا أن “وزير الصحة وجه بتحويل أعداد من الأطفال المرضى إلى أقسام خاصة في مستشفى الكاظمية التعليمي”.

صعوبة تشخيص المرض

يلفت د. محمد إلى أن”هناك صعوبات في التفريق بين الحمى الفيروسية والحمى الموسمية والمتحور أوميكرون. إذ تتميز هذه الأمراض بأعراض مماثلة تقريباً، هي: الحمى والسعال والصداع الشديد وصعوبة التنفس وألم في الصدر والبطن واحمرار وحرقة في العين، وفقدان الشهية”، موضحا أنه “من الصعوبة أيضا تحديد واكتشاف نوع الفيروس عبر التحاليل، خاصة أن مدة حضانة الحمى الفيروسية تستغرق بين سبعة وعشرة أيام في بعض الحالات، وقد تصل إلى 15 يوما إذا كانت العدوى شديدة. علما أن جهاز المناعة الخاص بالطفل ضعيف وغير قادر على مواجهة العدوى”.

إهمال الجانب الوقائي

من جهته، يرى عضو نقابة الأطباء العراقيين، عامر حسين، أن “هناك إهمالا للجانب الوقائي والتثقيفي بخطورة الأمراض المعدية داخل مدارسنا، رغم أهميته في الحد من انتشار تلك الأمراض”، مضيفا في حديث صحفي أن “وزارة الصحة هي المسؤولة عن ذلك، إذ يتحتم عليها أن تجري فحوصات دورية لتلاميذ المدارس، على أن تلزم الإدارات المدرسية التلاميذ بارتداء الكمامة، للحد من انتشار العدوات الفيروسية”.

وينوّه حسين إلى أن “هناك تقصيرا في قضية التوعية والتثقيف بخطورة الأمراض الانتقالية بين الأطفال، وهو ما يتطلب عقد ندوات وورش وإطلاق حملات إعلامية في هذا الخصوص داخل مدارس البلاد”.

ومنذ بداية العام الدراسي الجديد، تصاعدت حدة الإصابات بالأمراض الانتقالية، ومنها أمراض الإنفلونزا، ونزلات البرد وغيرها بين الأطفال، والتي بدأت تنتشر بشكل متسارع، وتنتقل من المدارس إلى العائلات، فيما لا تتوفر أي إحصائية رسمية عن تلك الأعداد.

وكانت وزارة الصحة قد أكدت في وقت سابق، أن فرقها الصحية تقوم بجولات على المدارس لإجراء الفحوصات الدورية للتلاميذ، ومتابعة الأمراض الانتقالية والحد من انتشارها.

 *********************

اكول.. هكذا يحطمون النفس البشرية!

سلام القريني

جاء الطفل يوسف رضا الى الدنيا معاقا مصابا بشلل دماغي مزمن - عبارة عن مجموعة اضطرابات تؤثر على الحركة وعلى وضعية الجسم وتسبب توترا عضليا. ويحدث هذا الشلل نتيجة تلف في الدماغ قبل اكتمال نموه، وغالبا قبل الولادة.

منذ اليوم الأول لولادة يوسف، بدأت معاناة والديه مع رعايته وعلاجه. وبالرغم من نصيحة الأطباء بإجهاضه قبل الولادة، باعتباره كائنا عاطلا، إلا أن الأبوين رفضا إعدام الجنين، وأبدا استعدادهما لتحمل عذاباته.

كبر يوسف وبلغ، وهنا ازدادت المعاناة بسبب وفاة الأب، الذي ترك راتبا تقاعديا قدره 150 ألف دينار كحصة للابن المريض. فبعد مراجعات بين دائرة التقاعد واللجان الطبية في المحافظة التي تسكن فيها الأسرة، ونقل يوسف مرة على عربة وأخرى على المتون، أصدرت اللجنة الطبية المعنية قرارا يقضي بأن المريض مصاب بشلل دماغي، وأن نسبة العجز لديه تبلغ مائة في المائة، فحصل أخيرا على هذا الراتب البسيط الذي قد لا يسد ثمن أبسط حاجاته!

لكن على حين غرة توقف الراتب! فراجعت الأم دائرة التقاعد، وأخبروها بأن الأمر بسيط ولا يحتاج سوى إلى إجراء روتيني، وهو عرض يوسف على اللجنة الطبية من جديد. فأجابتهم الأم أن ابنها عاجز مائة في المائة، وأظهرت لهم تقرير اللجنة الطبية الذي يثبت ذلك، إلا أن “الأوامر هكذا” – حسب رد الدائرة.

وما حيلة المضطر؟! عرضوا يوسف مجددا على اللجنة الطبية في المحافظة، ووقع ثلاثة أطباء اختصاصيين معترف بهم رسميا، على القرار ذاته، الذي يثبت عجز المريض، فأخذت الأم نسخة القرار إلى دائرة التقاعد، لكن الدائرة أبلغتها بأن هذا ليس كافيا. فعلى الأم أن تأخذ من التقاعد كتابا معنونا إلى اللجنة الطبية المركزية في مدينة الطب مرفقا معه قرار اللجنة الطبية في المحافظة، كي يجري تصديقهما من قبل تلك اللجنة المركزية بعد عرض يوسف عليها وإثبات حالته المرضية!

ذهبت الأم مع ابنها العاجز إلى بغداد متوجهة إلى مدينة الطب وسلمت اللجنة الكتب المرفقة، وبعد انتظار، خرج عليها إداري اللجنة وقال: اتركي مرفقاتك وراجعينا الأسبوع القادم!

الأم توسلت بالإداري إكمال الإجراءات لصعوبة ذهابها وعودتها مع ابنها المشلول، لكنه أصر على ذلك!

هكذا يحطمون النفس البشرية صبرا. وباعتقادي أن وزير الصحة لا يقبل بأن تتحطم النفس التي إذا مرضت لن تشفيها حبة دواء!

 ***************

مواساة

  • بحزن كبير تلقت منظمة الحزب الشيوعي العراقي في هولندا وبلجيكا، نبأ رحيل الكاتب والشخصية الوطنية جاسم المطير، الذي فارق الحياة أول أمس الأحد بعد معاناة طويلة مع المعرض.

والفقيد شخصية وطنية قارعت الأنظمة القمعية التي تعاقبت على حكم العراق. وكغيره من المناضلين تحمل السجون والتعذيب، وبقي لصيقا بحزبه الشيوعي العراقي.

الذكر العطر للفقيد والتعازي الحارة لزوجته أم تمامة وابنته د. تمامة وجميع أفراد عائلته ورفاقه ومحبيه.

  • بمزيد من الحزن والأسى تعزي اللجنة المحلية العمالية في الحزب الشيوعي العراقي، الرفيق علي ثاني، شقيق شهيد الحزب منعم ثاني، وذلك بوفاة شقيقته.

الذكر الطيب للفقيدة والصبر والسلوان لعائلتها ومحبيها.  

 ******************

شكر واعتزاز

باسم عائلة نعمان علوان سهيل، أتقدم بخالص الشكر والامتنان لجميع الاخوة ممثلي الاحزاب السياسية ورفيقاتي ورفاقي الانصار الشيوعيين والاخوة والاخوات الاصدقاء والاقارب على برقياتهم ورسائلهم وحضورهم مراسيم الدفن ومجلس الفاتحة على روح فقيدتنا الغالية سليمة فواز (أم رائد)، والذين خففوا الكثير من مصابنا الاليم المفاجئ وجسدوا روح التضامن والمحبة الصادقة.

راجين للجميع موفور الصحة والسلامة، بعيدا عن اي مكروه، وان تبقى الشمس مشرقة في بيوت الجميع.

نعمان علوان سهيل (أبو رائد)

**********************

«الثعالبة»..  لا تعرف الخدمات!

متابعة – طريق الشعب

شكا لفيف من أهالي “منطقة الثعالبة” الكائنة في شمال شرقي بغداد، من افتقار منطقتهم، بكامل محلاتها السكنية، لجميع الخدمات البلدية الأساسية.

وقالوا في شكوى موجهة إلى أمانة بغداد ولجنة الخدمات البرلمانية، نشروها على فيسبوك، أن منطقتهم تعتبر “طابو صرف”، ما يعني أن الدولة ملزمة برفدها بالخدمات، خاصة أن 80 في المائة من أراضيها مسكونة من قبل المواطنين – حسب قولهم، موضحين أن “المنطقة، لا سيما المحلة 369 فيها، تخلو من شبكات المجاري، وشوارعها غير معبدة تنتشر عليها برك المياه الآسنة”.

ولفتوا إلى أن “الشوارع طينية هشة، وكثيرا ما تعلق فيها أقدام الناس خلال موسم الأمطار، ويكون من الصعب عليهم إخراجها، خاصة بالنسبة لكبار السن وتلاميذ المدارس”.    

ودعا الأهالي الجهات المعنية إلى زيارة هذه المنطقة “المنكوبة” والاطلاع على واقعها الخدمي ورفدها بالخدمات المطلوبة، وأهمها إنشاء شبكة للصرف الصحي وتبليط الشوارع وتنظيم شبكة الكهرباء وبناء عدد من المدارس وتحويل الساحات العامة الغاصة بالمياه الآسنة، إلى حدائق وأماكن ترفيهية للأطفال. 

 ******************

الصفحة السادسة

اذكروا أسماءهم!.. شهداء فلسطين الأطفال

رشيد غويلب

منذ عام 2006، كان عام 2022 أكثر الأعوام دموية بالنسبة للفلسطينيين.  قُتل أكثر من 230 فلسطينيا، بينهم العديد من الشباب والأطفال، على أيدي المستوطنين والجنود الإسرائيليين، دون عقاب. ويستمر الحال على هذا المنوال: في يومي الاثنين والثلاثاء من الأسبوع الفائت (16/17 كانون الثاني 2023)، قتلت القوات الإسرائيلية فلسطينيين آخرين – عمر خالد خمور، 14 عامًا، وحمدي أبو دية، 40 عامًا. وبمقتلهما، ارتفع العدد الإجمالي للقتلى الفلسطينيين في هذا الشهر إلى 15 شهيدا، بينهم أربعة من الشهداء الأطفال.

مقررة الأمم المتحدة الخاصة بالأراضي الفلسطينية المحتلة غردت في 16 كانون الثاني الحالي في تويتر: “أعبر عن مواساتي الشديدة لأي عائلة فقدت أحد أفرادها، خلال الأشهر الأخيرة في الأراضي الفلسطينية المحتلة. أحاول متابعة كل حادث ولكن هذا مستحيل. فقدان الأرواح البشرية مستمر. وحماية الوجود أمر حاسم، وضرورة حتمية”.

ترهيب منظم لأطفال فلسطين

إن الاعتقالات الروتينية لأطفال فلسطينيين تمثل جزءا من استراتيجية لاحتواء وترهيب الشعب الفلسطيني بأكمله.  وفي هذا السياق يتم تجاهل حقوق الطفل التي حددتها الأمم المتحدة، وكذلك الإجراءات الجنائية الصحيحة.

لقد قامت سلطات الاحتلال الإسرائيلية، ما بين 2000 -2015 باعتقال واستجواب ومحاكمة واحتجاز قرابة 8500 طفل فلسطيني. ووفق فرع فلسطين للمنظمة العالمية للدفاع عن الأطفال، فإن جيش الاحتلال الإسرائيلي يعتقل ما بين 500- 700 طفل فلسطيني كل عام. بعضهم دون سن 12 عامًا.

يحدد المرسوم العسكري رقم 1651 الحد الأدنى لسن المسؤولية الجنائية للأطفال بـ 12 سنة. وبموجبه يمكن القبض على أي طفل فلسطيني تجاوز سن الثانية عشرة واستجوابه وسجنه. بالإضافة إلى ذلك، يتم اعتقال أطفال دون هذا السن، من قبل جيش الاحتلال، بشكل غير قانوني، ويتم استجوابهم، وبعدها يطلق سراحهم.

وعلاوة على ذلك، لا يفرض القانون العسكري الإسرائيلي، حضور الوالدين عند استجواب أطفالهم. والهدف من وراء ذلك عزل وترهيب الأطفال المحتجزين وإجبارهم على الإدلاء باعترافات تلبي رغبات جيش الاحتلال.

كتب باسل فراج، باحث مشارك في مبادرة منع العنف في المعهد العالي للدراسات الدولية والتنموية بجنيف: “إن الغرض من الإجراءات العقابية الإسرائيلية ليس مجرد احتجاز الأطفال، بل هو خلق واقع تتأثر فيه تجارب الطفولة للشباب الفلسطينيين وتتشكل بممارسات إسرائيلية في الحرمان من الحرية”. ويضيف “يجب توسيع حملة المقاطعة الدولية لإسرائيل، وتشديد عزل دولة الاستيطان الاستعمارية لكي يوقف النظام العسكري في الضفة الغربية عمليات اعتقال الأطفال”.

وفي هذا السياق انطلقت مبادرة المواطنين الأوربيين التي تدعو إلى مقاطعة التبادل التجاري مع المستوطنات الإسرائيلية غير الشرعية، ونظمت حملة تواقيع لا تزال مستمرة.

اذكروا أسماءهم

صنعت الفنانة نيريت سومرفيلد فيلماً قصيراً ًا يُظهر أطفالًا فلسطينيون يلعبون كرة القدم في مدرسة سانت جورج في القدس في آذار 2022، وكانت الكاميرا تشاهد عبر السياج تتخللها نقوش زهرية. يمكن رؤية صور أطفال وشباب فلسطينيين تقل أعمارهم عن 18 عامًا، والذين قُتلوا في العام السابق في حالة من البزوغ والاختفاء التدريجي. يخضع الفلسطينيون لقوانين مختلفة عن تلك التي يخضع لها الإسرائيليون اليهود. وهذا سبب آخر لقتل العديد منهم، حيث يظل القتلة دون عقاب.

وُلدت الفنانة والمدونة والناشطة الألمانية -الإسرائيلية نيريت سومرفيلد في إسرائيل، وترعرعت في ألمانيا، وهاجرت إلى إسرائيل، ثم عادت إلى ألمانيا. وتعيش بين جميع العوالم والصراعات ومهتمة منذ سنوات بحقوق الفلسطينيين. إن الدفاع عن الحقوق الفلسطينية من قبل مواطن إسرائيلي يهودي أمر يعتبره الصهاينة غير مقبول ويشكل أرضية لأطلاق الكراهية والعداء. وعلى هذا الاساس تعرضت نيريت للهجوم في كثير من الأحيان وحتى الإهانة باعتبارها “معادية للسامية”.

***********************************

نتيناهو يريد إبقاء وزير مدان في حكومته

القدس - وكالات

أقال رئيس الحكومة الاسرائيلية اليمينية، أمس، وزير الداخلية والصحة من منصبه، بعد ادانته بالتهرب الضريبي من قبل المحكمة العليا الأربعاء الماضي.

وقررت محكمة العدل العليا في اسرائيل، بأن وزير الداخلية والصحة أرييه درعي غير لائق للعمل كوزير.

 وجاء في ملخص قرار المحكمة أن درعي “لا يمكنه الاستمرار” في منصبه، وقرّر معظم القضاة أن هذا التعيين كان معيبًا بشدة ولا يمكن القبول به.

ومع أن هذا القرار ملزم لنتنياهو، إلا أنه في رسالة موجه لوزير داخليته المقال ذكر، بانه يعتزم البحث عن أي طريقة قانونية يمكن فيها للوزير المدان استلام منصب حكومي.

**************************************

عقوبات أوربية جديدة لإيران

بروكسل - وكالات

أقر الاتحاد الأوروبي، أمس الاثنين، حزمة جديدة من العقوبات على إيران

وأوضحت الرئاسة السويدية في تغريدة على تويتر: “أقر الوزراء حزمة جديدة من العقوبات على إيران تستهدف من يقودون القمع”.

وأضافت: “يدين الاتحاد الأوروبي بقوة الاستخدام الوحشي وغير المتناسب للقوة من جانب السلطات الإيرانية في مواجهة المتظاهرين السلميين”.

وفي السياق ذكر مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، للصحفيين، أنه لا يمكن للتكتل إدراج الحرس الثوري الإيراني على قائمة الكيانات الإرهابية إلا بعد صدور قرار من محكمة في الاتحاد يفيد بذلك.

من جهتها، حذرت طهران الاتحاد الأوروبي من “أي خطوات تصعيدية”.

***********************************************

استئناف التحقيق في انفجار مرفأ بيروت

بيروت – وكالات

استأنف المحقق العدلي في انفجار مرفأ بيروت، أمس، تحقيقاته بعد 13 شهراً على تعليقها جراء دعاوى رفعها تباعاً عدد من المدعى عليهم ضده، وفق ما أفاد مسؤول قضائي لوكالة فرانس برس.

وقرر القاضي طارق بيطار إخلاء سبيل خمسة موقوفين منذ الانفجار، بينهم مسؤولان سابقان في المرفأ، إضافة إلى الادعاء على ثمانية أشخاص جدد بينهم مسؤولان أمنيان رفيعان هما المدير العام للأمن العام والمدير العام لأمن الدولة.

وأوضح المسؤول القضائي أن “بيطار أجرى دراسة قانونية أفضت إلى اتخاذ قرار استئناف التحقيقات برغم الدعاوى المرفوعة ضده”. ويأتي قرار بيطار استئناف تحقيقات بعد نحو أسبوع على لقائه وفدا قضائيا فرنسيا خلال زيارة هدفت للاستفسار عن معلومات طلبها القضاء الفرنسي الذي يجري تحقيقاً في باريس بشأن مقتل وإصابة فرنسيين في الانفجار.

*****************************

الحركة التقدمية الكويتية:  استقالة الحكومة أبعد من مجرد خلاف مع مجلس الأمة

بغداد – طريق الشعب

وصفت الحركة التقدمية الكويتية، استقالة الحكومة بانها لا تعود إلى تقديم عدد من النواب بعض الاقتراحات بقوانين وتوجيه استجوابات نيابية إلى اثنين من الوزراء، وشددت على ان للاستقالة علاقة بنهج الانفراد بالقرار وتحكّم المصالح الطبقية الضيقة للقوى المتنفذة.

وقالت الحركة في بيان، تلقت “طريق الشعب” نسخة منه، إن “استقالة الحكومة تعود بالأساس إلى أسباب وعوامل أعمق وأبعد من ذلك بكثير، وهذه الأسباب والعوامل هي التي كانت وراء الأزمة العامة الممتدة التي عانت منها الكويت منذ 2010 ولا تزال”.

وتابع البيان، أن الازمة العامة يكمن وراءها عدد من الاسباب، من بينها احتدام الصراعات المعلنة والخفية بين مراكز النفوذ والقوى داخل السلطة وحلفها الطبقي الرأسمالي المسيطر، وسطوة نهج الانفراد بالقرار وعقلية المشيخة المتعارضة مع الدستور ومبادئ النظام الديمقراطي.

وشدد البيان على أنّ الأزمة العامة التي تعانيها الكويت لا يمكن حلّها، بل أنها ستتفاقم أكثر فأكثر.

*************************************************

الاتحاد الأوروبي يخصص مبالغ إضافية لتسليح أوكرانيا

متابعة ـ طريق الشعب

قرّر الاتّحاد الأوروبي امس الإثنين، تخصيص 500 مليون يورو إضافية لتسليح أوكرانيا و45 مليون يورو أخرى لتدريب وحدات عسكرية أوكرانية في دول أعضاء في الاتّحاد، بحسب ما أفادت مصادر دبلوماسية.

وقال أحد هذه المصادر لوكالة فرانس برس إنّ وزراء خارجية الدول الأعضاء في الاتّحاد وافقوا خلال اجتماع في بروكسل شارك فيه عبر الفيديو نظيرهم الأوكراني دميترو كوليبا على تخصيص هذين المبلغين لكييف من صندوق “المرفق الأوروبي للسلام”.

بولندا ستطلب موافقة ألمانيا

في غضون ذلك، أعلن رئيس الوزراء البولندي ماتيوس مورافيسكي أن بلاده ستطلب موافقة برلين لتزويد أوكرانيا بدبابات ليوبارد الألمانية الصنع. وقال مورافيسكي “سنطلب هذه الموافقة لكن هذه القضية ثانوية” مضيفاً “إن لم نحصل على موافقتها فسنزود أوكرانيا بدباباتنا في إطار تحالف صغير، حتى لو لم تكن ألمانيا منضمة إليه”.

وأشارت بولندا التي أعلنت استعدادها لتسليم كييف 14 دبابة من هذا الطراز، إلى أنها تجري مناقشات مع نحو 15 دولة بهذا الصدد.

وتواجه ألمانيا ضغوطا متزايدة لتسليم دباباتها من طراز ليوبارد إلى أوكرانيا التي تطالب بها بإلحاح، بعد أن أعربت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك استعداد بلادها للقيام بذلك، رغم امتناع المستشار أولاف شولتس عن التعليق على الأمر.

وقدر رئيس الوزراء البولندي أن ألمانيا تملك “أكثر من 350 دبابة ليوبارد قيد التشغيل” ونحو 200 “في المخزون”.

وكانت الوزيرة المنتمية إلى حزب الخضر المشارك في الائتلاف الحكومي بزعامة شولتس لقناة “إل سي إي” الفرنسية في أعقاب قمة فرنسية ألمانية في باريس “إذا طُرح علينا السؤال فلن نعارض”.

وأضافت الوزيرة “في الوقت الحالي، لم يُطرَح السؤال” من جانب بولندا التي يُفترض بها تقديم طلب رسمي إلى برلين.

إجراءات ينبغي اتباعها

غير أنّ القرار النهائي في هذه المسألة يعود إلى شولتس الذي رفض حتّى الآن التعليق على مسألة عمليّات التسليم غير المباشرة لهذه الدبّابات ولم يُعلّق على مسألة إرسال دبّابات ليوبارد مباشرةً من المخزون الألماني.

كما لم يقدم المتحدث باسم الحكومة الألمانية، شتيفن هيبشترايت، إجابة دقيقة على سؤال حول ما إذا كانت وزيرة الخارجية بيربوك تحدثت باسم الحكومة بأكملها بتصريحاتها بأن ألمانيا لن تعارض تسليم دبابات قتالية من طراز ليوبارد من دول أخرى إلى أوكرانيا.

وقال هيبشترايت: “أود أن أتحدث عن الأمر على هذا النحو: إذا تم تقديم مثل هذا الطلب في ألمانيا، وهو أمر لم يحدث حتى الآن، فهناك إجراءات متبعة يتم من خلالها الرد على مثل هذا الطلب. وكلنا نتمسك بها”.

وقال هيبشترايت إن المستشار الألماني أولاف شولتس متمسك بإجراء دراسة التفصيلية لهذه المسألة، مضيفا أنه في ضوء مؤتمر الدول الداعمة لأوكرانيا الذي عقد في قاعدة رامشتاين الأسبوع الماضي تم اتخاذ قرار أوكرانيا بناقلات جند مدرعة.

وأضاف المتحدث باسم الحكومة الألمانية “وبعد أسبوعين هناك نقاش يشعر فيه المرء أن أوكرانيا المسلحة برمح ومقلاع عليها أن تدافع عن نفسها ضد العدوان الروسي”.

وقال في إشارة إلى زيادة المطالب الحثيثة من كييف وكذلك من داخل ألمانيا لتوريد دبابات قتالية لأوكرانيا: “لدينا مناقشات حماسية وهذا الحماس يؤدي في بعض الأحيان إلى مبالغات من جميع الأطراف”، مضيفا أنه يمكن السماح بذلك “دون وضع كل كلمة على ميزان الذهب”.

وأكد هيبشترايت أنه يمكن لأوكرانيا الاعتماد على ألمانيا، وأنه يجب تفهم التصريحات الواردة من كييف، وقال: “إنها مسألة حياة أو موت حرفيا”.

 ************************

الصفحة السابعة

منصات التداول الرقمي.. شركات وهمية تبتلع اموال الناس

بغداد ـ طريق الشعب

يعد التداول عبر المنصات الرقمية والتطبيقات الإلكترونية واحدة من الوسائل الربحية التي ظهرت حديثاً،  ويلجأ إليها الشباب في مختلف بلدان العالم، إذ تنظم هذه العملية وفق قانون وشروط واليات عديدة موضوعة من قبل الحكومات، الغرض منها حماية العميل وامواله. لكن الحال في بلادنا يبدو مختلفا؛ حيث يتعرض الشباب اليوم لجملة من عمليات النصب والاحتيال بعد أن ظهرت شركات وهمية تسرق اموال الناس من دون حسيب ولا رقيب.

غير رسمية.. ولا مجازة !

يقول محمد الدليمي، يعمل في مجال التداول والاسهم منذ العام 2012: ان هذه الشركات “وهمية وغير مجازة ويعمل صاحبها على اساس امتلاكه وكالة من منصة رسمية للتداول، وتكون لديه مجموعة خيارات، فهو من يحدد الربح والخسارة، وعندما يستثمر شخص ما امواله، فإنه بداية الامر يربح، لكن يصل حسابه إلى مبالغ كبيرة، فإن الشركة تقوم بإغلاق المنصة، وتذهب معها اموال العملاء”.

واوضح لـ”طريق الشعب”، قائلا ان “الكثير من الناس يشكون بسبب الاحتيال عليهم، ومنذ زمن قريب خسر احد اصدقائنا 430 مليون دينار بكل سهولة، فالقانون العراقي لا يحمي المتضرر وضحايا قضايا كهذه. وهذا ينسحب على لجوء الكثير من رجال الأعمال الى فتح حسابات مالية في مصارف خارج البلاد، تعمل على توفير حماية كافية للزبائن”.

واكد، ان “الشركات الإلكترونية الموجودة في العراق هي للنصب والاحتيال على الناس وسرقة اموالهم، ويكون الاغراء من خلال الدعايات على تطبيق تيك توك او فيسبوك وانستغرام وعند التجربة يربح الفرد مبلغا جيدا، وهذا ما يدفعه الى ان يتداول بأموال اكبر، ويقوم كذلك باقناع غيره من الاهل او الأصدقاء للعمل في المنصة ذاتها، وما أن تتضخم اموال المنصة حتى تختفي بلحظة واحدة ويختفي معها كل شيء “.

وخلص الدليمي الى “اننا بحاجة الى توعية اعلامية وتثقيف الناس بانه لا توجد شركات رسمية ومجازة في العراق بهذا المجال، ويجب ايضا عندما يفتح التطبيق او الشركة في العراق ان تكون هنالك ضوابط وشروط، اهمها ان تكون مسجلة لدى البنك المركزي العراقي، الذي يجب ان يفرض عليها تأمينات بمبالغ معينة وشروط جزائية في حال مخالفتها او عدم الايفاء بالالتزام المالي”.

ضعف قانوني

وعلى صعيد ذي صلة، يرى الخبير الاقتصادي  مصطفى حنتوش ان احد الأسباب الأساسية في تنامي عمل هذه الشركات او التطبيقات “هو عدم وجود ثقافة البورصة الحقيقية فنحن لدينا قانون الهيئة المالية رقم 74 لسنة 2004 وهو قانون ضعيف وكذلك الحال بالنسبة لقانون الشركات ايضا”.

واسترسل في حديثه مع “طريق الشعب” قائلا انه في “سوق الأوراق المالية هنالك استثمار داخلي في  100 شركة فقط، بينما الاستثمار في القطاع المصرفي والشركات التابعة للمصارف فقط 50 او 30 شركة، وبالتالي فهو قطاع متعب والتداول فيه ضعيف، ولا يصل سنويا الى ترليون دينار”.

وذكر في سياق حديثه ان هناك حاجة الى ان “نفعل قطاع الأسهم الداخلية وقانون الشركات، فالشركة يجب ان ساهمة ومدرجة في سوق الاوراق المالية، فاقل بورصة نتابعها في الأردن او مصر لديها 8000 او 4000 شركة، بينما في العراق  100 شركة فقط”.

ونوه حنتوش الى ان “الاستثمار في الأسهم داخل العراق ضعيف، فقانون هيئة الأوراق المالية لا يسمح بالاستثمار في الأسهم الخارجية عن طريق سوق الأوراق المالية، بينما في كل دول العالم بإمكانك ان تشتري اسهما في البورصات”.

ويعتقد ان هذا ما يوقع الشباب اليوم في فخ الشركات الوهمية التي تغريهم بالارباح من مبدا التمويل الهرمي”.

واشار الخبير الى ان “هيئة الأوراق المالية بالإدارة  الحالية متعبة، بينما في فترة الإدارة السابقة كانت افضل، وللأسف ان هذا القطاع مهمل ويحتاج الى مراجعة ومتخصصين في الاقتصاد ليعود الى تفاعله، واعتقد بانه سيكون قطاع اكبر من قطاع المصارف، اذا تم تفعيله”.

اجراءات صارمة

والتقت “طريق الشعب” بأحد ضحايا هذه التطبيقات، وهو غانم عبد الذي قال ان هنالك تطبيقا يمنح الاموال مقابل مشاهدة اعلانات مدتها 10 ثواني، وقد تعرف عليه من خلال احد اصدقائه الذي جربه ايضاً. ولكل اعلان مكافأة تحددها الشركة سلفاً، وفق الاشتراك الذي يدفعه الفرد.

على سبيل المثال L1  تشترك ب120 دولارا وتكون لديك 5 مهمات يومية عند اتمامها تمنح مقابل كل مهمة 1.2 دولار بمجموع 6 دولار يومياً، اما L2 بواقع 10 مهمات يومياً، واجر كل مهمة 2.5 بمجموع 25 دولارا يوميا، حتى تصل الى L5 بقيمة 8500 دولار.

واضاف في حديثه لـ”طريق الشعب”، ان عملهم يكون بشكل “هرمي وشبكي، والموجود بقمة الهرم هو من الرابحين. اما المشترك الجديد فيكون في قاعدة الهرم، ارباح التطبيق من المفترض ان يتم تحويلها  لمنصة okx وهذه يتم بيعها”، مسترسلا ان “صديقي اشترك بمبلغ قدره 500 دولار وعندما كان يربح بشكل مستمر لمدة 3 اشهر، ووثق بالشركة اشترك بقيمة 1500 دولار، ولكن تمت سرقتها منه بعد حين”.

وبالحديث عن اسلوب النصب المتبع يوضح غانم بالقول انه مشابه لما يحدث في شركة sdy و z media،  أي بعد 4 اشهر او اقل، يتم ايقاف عمليات التحويل من التطبيق لمنصة العملات الرقمية، وفيما بعد يبلغ المسؤولين عن التطبيق قادة الفرق لديها انه كل عضو يجب ان يدفع 50 دولارا حتى يصبح التطبيق تلقائيا للمنصة دون تدخل العضو، ومن لم يدفع سيتم اغلاق حسابه بالتطبيق، لكن حتى من يدفع يغلق حسابه”.

 ولفت عبد الى ان “مدراء التطبيق يعملون بحسابات وهمية وارقام دولية ويتحدثون الانكليزية، وحتى قبل ايام جمعوا اكثر من 100 مليون دولار، وهددوا وابتزوا قادة الفرق في حال عدم دفعهم مبلغ 30 ورقة سيتم كشف معلوماتهم”.

وبين، ان هذه الشركة لديها فروع في “البصرة وبغداد وغيرهما، وللأسف الناس وثقت بهم وتثقف لهم من دون علم لما سيحصل فيما بعد،  لذلك نطالب بان تكون هنالك إجراءات صارمة بحقهم وبحق كل من يمارس النصب والاحتيال على المواطنين في هذا المجال، وان تكون هنالك استراتيجية حديثة لحماية المواطن من هذه الشركات”.

************************************

وقفة اقتصادية.. اتجاهات الاستثمار  في العراق وشروطه

إبراهيم المشهداني

يواجه العراق بعد 2003 ردة كبيرة في مجال التنمية الاقتصادية دعك من الشعارات الضبابية التي تطرحها الحكومات المتعاقبة، ويعود السبب في ذلك التعكز على خطط خمسية مصاغة بشكل جذاب ولكن شيئا منها لم يتحقق لأنها لم تأخذ في الاعتبار الظروف والبيئة الاقتصادية المعرضة لكثير من الصدمات وفي المقدمة منها سياسية، ولأنها لم تشرع من البرلمان وبذلك تفقد عنصر الإلزام كما انها منفصلة عن الموازنات السنوية.

إن العنصر الجوهري في أية عملية تنموية يرتبط دائما وبالضرورة بالاستثمار سواء من قبل الدولة او القطاع الخاص بجانبيه المحلي والأجنبي، ومن غير المتوقع ان يعطي القطاع الخاص الوطني مفاعيله المتوخاة بسبب ضعفه وافتقاره إلى رؤوس الأموال الضرورية وتخلف الدولة عن تمكينه من التعافي لانكفائها عن الدعم والاعتماد على القطاع العام الذي يتلقى الدعم من الموارد النفطية وانكفاء المصارف عن تقديم التسهيلات الائتمانية لهذا القطاع. اما الاستثمار الأجنبي فإنه لم يستفد من قانون الاستثمار رقم 13 لعام 2006 وتعديلاته رغم ما في الأخير من مضامين جاذبة ومن خلال قراءة  لوضع الاقتصاد العراقي، فإن قطاعاته على اختلافها بحاجة لميزات هذا النوع من الاستثمار المتمثلة في ادخال التكنولوجيا وقدرته على تشغيل الايدي العاملة التي تتدافع حاليا على القطاع الحكومي والضغط على الموازنات السنوية  وامكاناته في انتاج السلع الوسيطة التي تدخل ضمن المنتج النهائي للمشاريع الاستثمارية وزيادة القيمة المضافة المتولدة في الصناعات التحويلية المحلية، بالإضافة إلى جلب رؤوس الأموال التي تخفف من أعباء الدولة، ونقص الادخارات المحلية زد على ذلك تلبية احتياجات السوق من السلع والخدمات .

    ومن المزايا الأخرى للاستثمار الأجنبي مساهمته في توسيع القاعدة الإنتاجية والخدمية للاقتصاد العراقي وتنويع المصادر المالية وإمكانية تحقيق المشاركة مع القطاع الخاص المحلي وافادته في تعزيز الخبرات ومهارات العمل وتوسيع المشاركة لتشمل القطاع الحكومي وتكوين قطاع مختلط فاعل خاصة وأن هذا القطاع كان قد ترك إرثا في تجهيز السوق العراقي بالسلع على أنواعها وفوائده للعائلة العراقية من ثلاجات ومجمدات وأجهزة تبريد في فصل الصيف، وصولا إلى توسيع القدرة التنافسية للمشاريع المشمولة بالقانون فضلا عن التوأمة مع كافة الدول الإقليمية والعالمية.

  ونحن اذ نتحدث عن مزايا الاستثمار لابد من الإشارة إلى العوائق التي تواجهه وأولها غياب البيئة المناسبة لتنشيط هذا القطاع ومنها عدم توفير العناصر الجاذبة من خلال مراجعة قانون الاستثمار، وفي نفس الوقت كثرة الاجراءات والتشريعات الكابحة وأبرزها عمليات الابتزاز والتهديد والروتين وهو الأكثر إزعاجا أمام المتقدمين للاستثمار التي يستغلها الفاسدون في مراكمة غنائمهم.

   إن تقديم الدعم للقطاع الخاص المحلي والأجنبي لا تعفيهما من الاشتراطات الضرورية لضبط ايقاعهما كما يراها الاقتصاديون العراقيون، وهي أن تكون التسهيلات المقدمة مدروسة ومرتبطة بسقوف زمنية دون أن تؤثر على المستثمر الوطني وأيضا قيام المستثمر الأجنبي بجلب رؤوس أمواله كشرط لتقديم الدعم اللازم من قبل الدولة إضافة إلى أن تكون الاستثمارات الأجنبية شاملة في أنشطتها في مختلف قطاعات الاقتصاد في الصناعة والزراعة والسياحة والنقل وأنظمة الرعاية الصحية.

 غير أن الملاحظ على الاستثمارات الأجنبية العاملة حاليا أنها انصرفت إلى  قطاع العقارات والاعتماد على القروض التي يقدمها البنك المركزي وحتى بدون فوائد، وأن هذه العقارات موجهة للأغنياء وأصحاب الدخول الثابتة والمضمونة في تسديد القروض، وأكثر من ذلك أن الشركات المستثمرة في هذا القطاع تستوفي تكاليف الوحدات السكنية مقدما وكأنها في هذه الأحوال تقوم بدور المشرف فحسب بدون أن تقدم رؤوس أموالها كما هو مطلوب، فضلا عن ذلك فإن مثل هذه المشاريع أبعد من أن تقوم بشمول الشرائح الاجتماعية الفقيرة والمهمشة بدعم الدولة، أننا واذ نتحدث عن فوائد ومزايا النشاط الخاص فلا نعني تغييب دور الدولة في التخطيط والرقابة واعتماد السيطرة النوعية في المشاريع  التي يقوم بها القطاع الخاص .

***************************************

تحديات جدية امام الدولار في النظام المالي.. عملة مشتركة للبرازيل والارجنتين

متابعة ـ طريق الشعب

تستعد البرازيل والارجنتين لإطلاق عملة مشتركة بين البلدين خلال زيارة الرئيس البرازيلي إنياسيو لولا دا سيلفا للعاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس للمشاركة في قمة أميركا اللاتينية والكاريبي، مدشناً عودة البرازيل للتجمع الإقليمي، بعد انسحاب الرئيس السابق للبرازيل جايير بولسونارو منه.

وستعلن الدولتان هذا الأسبوع بدء التحضيرات الرسمية لإطلاق العملة التي ستكون ثاني أكبر عملة تجمع اقتصادي بعد العملة الأوروبية الموحدة اليورو.

كانت هناك محادثات مبدئية من قبل حول عملة مشتركة بين البرازيل والأرجنتين، أكبر اقتصادين في أميركا اللاتينية، لكن البنك المركزي البرازيلي في ظل حكم بولسونارو أوقف تلك المفاوضات عام 2019.

ومنذ انتخاب لولا دا سيلفا العام الماضي، عادت مجموعات العمل بين البلدين وزار وزير الاقتصاد الأرجنتيني البرازيل قبل تنصيب الرئيس مطلع هذا الشهر وكان موضوع العملة المشتركة البند الأساسي في مناقشاته مع الفريق الاقتصادي في الحكومة البرازيلية الجديدة.

عملة مشتركة وليست موحدة

ونقلت صحيفة «فايننشال تايمز» عن المسؤولين في البلدين أن التركيز الرئيس سيكون على أن تعزز العملة المشتركة الجديدة التجارة بين البلدين من دون الاعتماد على حسم التعاملات بالدولار الأميركي. وتقترح البرازيل اسم «سور» للعملة الجديدة ويعني باللغة البرتغالية «الجنوب» وستطلق العملة من دون إلغاء الريال البرازيلي أو البيزو الأرجنتيني.

وستحسم حكومتا البلدين تسويات التعاملات بالعملات المحلية، مما جعل صحيفة «بوينس آيرس هيرالد» تقول إن ذلك سيعني أن تدفع الأرجنتين مقابل وارداتها من البرازيل من دون الحاجة إلى تدبير الدولارات. وما إن تطلق العملة المشتركة ستتم دعوة دول أميركا اللاتينية للانضمام إليها.

وقال وزير الاقتصاد الأرجنتيني سيرجيو ماسا لصحيفة «فايننشال تايمز» عن العملة المشتركة الجديدة، «سيكون هناك قرار (خلال القمة الأرجنيتينة – البرازيلية) بالبدء بدراسة المعايير المطلوبة وتتضمن كل شيء من المسائل المالية إلى حجم الاقتصاد ودور البنوك المركزية، وستتم دراسة آليات التكامل التجاري. لا أريد أن أعطي انطباعاً بالآمال الكبيرة، لكنها (العملة المشتركة) خطوة أولى على طريق طويل يتعين على أميركا اللاتينية أن تمضي فيه».

بداية واعدة   

وأضاف ماسا، «وتدعو الأرجنتين والبرازيل بقية دول أميركا اللاتينية إلى الانضمام (للعملة المشتركة)»، لكنه أوضح أن الوصول إلى عملة موحدة قد يأخذ سنوات، مذكراً بأن «أوروبا احتاجت إلى 35 عاماً للوصول إلى اليورو، لذا فالعملة المشتركة بين البرازيل والأرجنتين ستكون في البداية عملة مشتركة للتبادلات والتعاملات بين البلدين وليست عملة موحدة تلغي العملة الوطنية في كل منهما».

ويعاني الاقتصاد الأرجنتيني منذ تخلفه عن سداد الديون، بخاصة لصندوق النقد الدولي، إفلاساً منذ عام 2020، وما زالت البلاد تواجه عبء دين خارجي يصل إلى 40 مليار دولار للصندوق الذي أقرضها قرض إنقاذ عام 2018. كما ارتفعت معدلات التضخم لتصل إلى 100 في المئة خلال الأعوام الثلاثة الأولى من حكم الرئيس الجديد ذي التوجه اليساري ألبرتو فيرنانديز.

لكن حجم التجارة بين الأرجنتين والبرازيل صعد بقوة في الفترة الأخيرة ليسجل 26.4 مليار دولار في الأشهر الـ11 الأولى من العام الماضي بزيادة 21 في المائة عن الفترة المقابلة من العام السابق 2021، ومن شأن العملة المشتركة أن تخفف الضغط على الأرجنتين بعدم إهدار احتياطاتها من العملات الأجنبية لتمويل التجارة مع جارتها.

ثاني أكبر كتلة

تشكل الأرجنتين والبرازيل القوة الدافعة الأكبر في تجمع «ميركسور» التجاري، ومن شأن إطلاقهما عملة مشتركة أن يوسع دائرة الاشتراك فيها من قبل دول المجموعة، ويعزز من ذلك فوز أكثر من رئيس يساري في دول أميركا اللاتينية في أكثر من انتخابات أخيراً.

ويعد تكتل أميركا اللاتينية ثاني أكبر تكتل تجاري يطلق عملة مشتركة فبحسب تقديرات «فايننشال تايمز» يشكل تجمع دول القارة ما نسبته خمسة في المئة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، بينما يشكل تجمع دول منطقة اليورو 14 في المئة. وهناك تجمعات لتكتلات أخرى تستخدم عملة مشتركة مثل بعض دول أفريقيا التي تستعمل «الفرنك الأفريقي» المرتبطة قيمته بالدولار، لكن ما يشكله ذاك التجمع نسبة ضئيلة جداً من الاقتصاد العالمي.

ومع توجه روسيا والصين أخيراً إلى تسوية التعاملات في ما بينهما بالعملات المحلية وكذلك مع عدد من شركائهما التجاريين حول العالم، تواجه هيمنة الدولار الأميركي على التعاملات المالية العالمية تحدياً كبيراً. وفي حال نجاح دول أميركا اللاتينية في العملة المشتركة وربما تحولها إلى عملة موحدة، تزيد التحديات أمام دور الدولار في النظام المالي العالمي، حتى لو اختارت المكسيك مثلاً البقاء بالقرب من الولايات المتحدة وكندا، بعيداً من البرازيل والأرجنتين وباراغواي وأوروغواي وغيرها، فإن عملة الجنوب تظل تحدياً كبيراً لواشنطن

************************

الصفحة الثامنة

هادي علي لفتة (أبو عادل السياسي) ايقونة نضالية وثورية

صباح المندلاوي

فجعت الأوساط السياسية التقدمية صباح الجمعة المصادف 30/ 12/ 2022 برحيل القائد العمالي والأنصاري هادي علي لفتة، المناضل الصلب الذي عرف منذ يفاعته بمقارعته للأنظمة اليمينية والاستبدادية، مستلهماً القيم والمثل الثورية من أجل غد أفضل وضارباً المثل الحي للشيوعي الملتزم والمتفاني في سبيل شعبه ووطنه، ومن هنا ولا غرابة ان يكون محط اعتزاز وتقدير كل من عرفه أو عمل معه.

تمتد معرفتي به إلى قبل نصف قرن من الزمان أو بعد تجميد اتحاد الشبيبة الديمقراطي العراقي والمنظمات المهنية الأخرى عام 1975، يوم عملنا سوية في مختصة الدراسات الشبابية التي شكلها الحزب والتي ارتبطت بالمكتب المركزي للطلبة والشبيبة التي كان يقودها آنذاك الرفيق حميد مجيد موسى.

وقد ضمت هذه المختصة كلا من الرفيقة الراحلة نضال وصفي طاهر والرفيق عبد علي ناجي/ معلم من أهالي الحلة/ تم اعتقاله عام 1980 وأعدم عام 1983، وقد انيطت قيادة هذه المختصة إلى الرفيق عدنان الدوري.

كانت مهمة هذه المختصة متابعة ورصد ما يدور في الساحة الشبابية من آراء وأفكار وتوجهات ومستجدات وعرضها على الحزب للاستفادة منها في أديباته وبياناته ولقاءاته وصحافته. كان الرفيق هادي علي لفتة ممثلا عن الشبيبة العمالية يتحدث بلسانها ويتوقف عند أبرز مما تعانيه من إشكالات وصعوبات ويدافع عن مصالحها دون أن ينسى تطلعات الشبيبة العراقية عموماً في الخلاص من كل القيود التي تحد من نشاطها وحيويتها ودورها في بناء مجتمع جديد لا مكان فيه للتسلط والانفراد، تتلمس فيما يقوله الكثير من الحرص والشعور العالي بالمسؤولية، كل ذلك بلباقة وبلاغة وموضوعية وبما يبعث على الاعجاب والتقدير.

اجتماعاتنا شهرية وفي أحايين نعقد اجتماعاً استثنائياً إذا ما تطلب الامر، ثمة حميمية ورغبة لتقديم الأفضل وانطلاقاً من خبرتهم وتجربتهم في إطار اتحاد الشبيبة الديمقراطي العراقي. كنت يومها محرراً في صفحة الشبيبة في جريدة “طريق الشعب” وقبلها مسؤولاً لاتحاد الشبيبة في مندلي عام 1969.

وإذ تمر الأيام والاعوام ونقترب من نهاية السبعينات وتزداد الأوضاع سوءاً وتتفاقم حملات الاعتقالات والملاحقات والمداهمات وتصل الجبهة الوطنية إلى طريق مسدود يتوقف عمل المختصة ويضطر الرفيق أبو عادل لمغادرة الوطن إلى بيروت ومنها إلى بلغاريا. وفي هذه المحطة الأخيرة يدخل دورة حزبية لمدة عام ويتسلح بالكثير من الأسس الفكرية والمفاهيم الثورية الضرورية للكادر السياسي المتقدم. يعود من جديد عام 1982 إلى كردستان العراق وينخرط في صفوف الأنصار البواسل الذين حملوا السلاح بوجه أعتى حكومة دكتاتورية في العراق.

نلتقي من جديد في (بشت آشان) ويتم اختياره مستشاراً سياسياً لفوج بشت آشان. اما ملازم هشام فيتم اختياره مسؤولاً عسكرياً. وما زلت اذكر صبيحة الأول من أيار عام 1983 كيف أبلغني الإداري في فصيل الاعلام (أبو جواد) بأن أتهيأ أنا والنصير خليل درويش (أبو روزا) للذهاب إلى منطقة لويجة التي تبعد عن فصيل (بولي) بساعات بعد اندلاع المعارك فيها مع قوات الاتحاد الوطني الكردستاني ولتعزيز دور مقاتلينا الأنصار فيها.

وعلى جناح السرعة سرنا نحث الخطى باتجاه (بولي) وفي الطريق كانت المفاجآت وإذا بنا نلتقي مع الرفيق أبو عادل الذي أخذ على عاتقه زيارة ميدانية إلى (بولي) وربما أبعد منها، فكانت فرصة طيبة لنسترجع بعضاً من ذكرياتنا القديمة في بغداد وننسى المخاطر التي تحيط بنا. بعد ساعة ونصف الساعة سيرا على الأقدام نصل فصيل بولي ويحاول الرفيق أبو عادل الوقوف بنفسه على آخر مستجدات الاحداث التي تتفاعل وتنذر بما لا يحمد عقباه، ولعل انقطاع الاتصال اللاسلكي بين (بولي وبشت آشان ولويجة) أربك الوضع تماماً مما دعاه للعودة إلى (بشت آشان) لإخبار قيادة الحزب بما هو جديد، فكان ان تم أسره من قبل قوات الاتحاد الوطني الكردستاني المهاجمة من عدة محاور (بشت آشان) ويطلق سراحه لاحقاً.

ينسحب الأنصار باتجاه جبل قنديل المحفوف بالمخاطر والذي تغطيه الثلوج طيلة أيام السنة. ثمة معارك بالمدفعية وأخرى بالأسلحة الخفيفة، يتم عبور قنديل بصعوبة بالغة وندخل إحدى القرى الإيرانية ونمضي فيها أكثر من أسبوعين ومرة أخرى نعود إلى منطقة (لولان) داخل الأراضي العراقية للمواجهة والتصدي ووفاء لدماء العشرات من الشهداء التي ما زالت طرية.. كوكبة رائعة قاتلت ببسلة واستشهدت. كان علينا ان نبدأ من تحت الصفر حيث لا مواد غذائية وتضاريس جديدة.

وبهمة الأنصار الابطال وفي المقدمة منهم الرفيق أبو عادل السياسي الذي لم يألو جهداً في إشاعة الأمل والتفاؤل وبث المعنويات العالية من أجل تجاوز الصعوبات والمحن. كنا يوما بعد آخر نؤسس لبناء قاعدة انصارية مهمة تتواصل مع بقية الأنصار في بهدينان وسوران وربوع كردستان بل والداخل ايضاً. كان يدعو الجميع ان يكونوا بمستوى المسؤولية ويؤكد أن الهزات التي تصيبنا ينبغي ان تقوينا وتعزز من امكانياتنا ومن هنا كان يلعب دور المثال والقدوة. ولن أنسى كلما حلت الذكرى السنوية لتأسيس الحزب في الحادي والثلاثين من آذار تراه يردد مع الأنصار الشجعان الاغنية الخالدة:

سالم حزبنه ... سالم حزبنه

ما همته الصدمات.. سالم حزبنه

يخسه اليضدنه.. يخسه اليضدنه

وإذ يتولى الرفيق الفقيد كاظم حبيب عضو المكتب السياسي للحزب مسؤولية الاعلام المركزي. اذكر مرة رافقناه انا والرفيق أبو عادل إلى محلية (دراو) التي تبعد أكثر من ساعة سيراً على الاقدام من منطقة لولان، ولغرض القاء محاضرة حول الوضع السياسي وسماع ملاحظات ومقترحات الأنصار. كان الهم النقابي العمالي يأخذ حيزاً من وقته في ربوع كردستان وفي لولان، فها هي الحركة النقابية العمالية، تصدر البيانات والنداءات ويخيل اليّ انها بدفع وتشجيع منه وبالتنسيق مع الرفيق باقر شناوة الفضلي (أبو سلوان) وكذلك الرفيق النصير عبد الرحمن الخالدي (أبو أيار) هذا ان لم يكن هو من يكتب المسودات الأولية لها وتجري التعديلات من قبلهم.

وأنا أبحث بين الثلوج في منطقة لولان عن مكان يأوينا عثرت على شجرة صغيرة الحجم تتوسط الثلوج، ظهر بعض من أغصانها وحينما حشرت نفسي قريبا منها وإذا بي اكتشف ثماني بيضات، على ما يبدو أن إحدى الدجاجات كانت تختار هذه الفسحة لتضع فيها بيضها. حملت البيضات الثماني معي وكأنني عثرت على كنز ثمين ورحت ازف البشرى إلى ابي عادل السياسي والفقيد معن جواد (أبو حاتم) من أهالي الحلة. كانت وجبة دسمة من الطعام للأنصار اثارت الفرح والسرور بعد ان عانى الجميع من شح البيض في هذا الشتاء القارص.

ومن الطرائف التي اتذكرها بعد وصول الرفيق أنور طه واسمه الحركي أيضا أبو عادل من أهالي البصرة، عضو منطقة الفرات الأوسط إلى لولان، هذه الشخصية بمنتهى الظرافة، كان يشيع جوا من البهجة لمن حواليه. ذات يوم وإذ ورد اسم أبو عادل السياسي أمامه فما كان منه ان علق ساخراً: هو أبو عادل السياسي لعد آني شنو أبو عادل الكروانجي؟ ويبتسم الجميع لقفشاته وومضاته المملحة. يتم اختيار أبو عادل السياسي عضوا في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي في المؤتمر الرابع عام 1985، ويكلف بمهام المستشار السياسي في قاعدة بهدينان، حيث العمل الأنصاري في ذروة نشاطه. يتم تكليفه بالنزول إلى الداخل لمتابعة العمل الحزبي وبناء الركائز الحزبية وربط الخيوط المقطوعة، فيتقن التسلل ويجيد العمل السري بمهارة. يعود من جديد إلى كردستان ليضع الرفاق في قيادة الحزب بما انجزه وبما يحمله من انطباعات وملاحظات حول العمل في بغداد والمحافظات الأخرى.

يلقي العديد من المحاضرات في مقرات الأنصار ومنها ماله علاقة بالأوضاع السياسية الراهنة، والكفاح المسلح في كردستان وأهمية إنعاش العمل في الداخل.

توسع العمل الانصاري يرعب السلطة الحاكمة المثقلة بأزماتها وضعف قبضتها على مفاصل الحياة، وفي رد فعل جنوني تلجأ إلى استخدام الأسلحة الكيمياوية في إبادة خصومها. ينعكس ذلك سلباً على العمل الانصاري ونشهد انحساراً ملحوظاً في النصف الثاني من ثمانينات القرن الماضي.

نلتقي من جديد في دمشق، وعندما كنت أعمل مترجماً من الفارسية إلى العربية مع الزوار الإيرانيين وبرنامج العمل يتضمن زيارة إلى الجولان – القنيطرة- تلك البقعة الساحرة بجمالها وطبيعتها والتي تعرضت إلى الاحتلال الإسرائيلي فيما مضى اصطحب معي أبو عادل السياسي ذات يوم إلى هناك في سفرة ممتعة ونادرة.

ذات ليلة ومع بعض الرفاق يزور الشاعر الكبير الجواهري ومرة أخرى برفقة الرفيق العزيز جواد كاظم الطائي (علي مالية) وهو نسافر إلى مصيف صافيتا – أحد المصايف السورية الجميلة – وفي طريق العودة ننجو وبصعوبة من حادث سير، والفضل كله يعود إلى حنكة السائق (أبو وسام) ومهارته في الإمساك بمقود السيارة بعد ان ارتفعت قليلا عن الأرض وعلى مقربة من واد سحيق.

بقينا انا وأبو عادل وعلي مالية لفترة غير قصيرة نسترجع هذا الحدث وكيف نجونا بأعجوبة مما جرى. وفي اعقاب التاسع من نيسان 2003 صرنا نلتقي بمقر الحزب الشيوعي العراقي ونتداول بخصوص المرحلة الانتقالية وما هو المطلوب من أبناء شعبنا.

تعود بنا الذاكرة إلى أيام الجبل والتحديات التي مررنا بها اذكره بساعات إزاحة طبقات الثلج من فوق قاعات الأنصار وإلى الجوانب. حتى يخيل لنا اننا ننام في ثلاجة عند قدوم الشتاء لولا تلك الصوبات “الحديدية” وقطع الخشب التي تشتعل وتتوهج وتصهل بداخلها وتبعث من الدفء الكثير.

يتذكر كيف كنت اترجم امامه من التركية إلى العربية مع عناصر من P.K.K بعد اندلاع مناوشات بين أنصارنا وأنصارهم او حصول سوء تفاهم في لولان.

لا تمضي فترة طويلة.. حتى يجمعنا العمل المهني في مختصة “لعم” – لجنة العمل المهني المركزي في الحزب الشيوعي العراقي هو ممثل عن العمال – وانا ممثل عن الفنانين بعد اشغالي موقع نقيب الفنانين العراقيين.

وما أكثر الحوارات والمساهمات التي دارت في هذه المختصة وبما يخص العمل المهني ومحاولات النهوض به.

ولعل الدورة النقابية التي أقيمت في شباط عام 2013 واحدة من ثمار هذه المختصة، حيث تم القاء العديد من المحاضرات عن العمل النقابي ومفهوم النقابة ومبادئ العمل النقابي وتاريخ الحركة العمالية في العراق، والنقابات المستمرة وغير المستمرة ومن هو النقابي؟! ومن قبل رفاق أعضاء في هذه المختصة او من قبل مسؤوليها.

هذا فضلاً عن الكثير من الموسعات وحسب الاختصاصات المهنية، او من باب الاستعداد والتحضيرات لإجراء انتخابات والحصول على مواقع مهمة في هذه النقابة او تلك.

كان للرفيق “أبو عادل السياسي” دوره المميز في هذه المختصة ورفدها بما هو رصين ومتزن وهادف ومتجدد.

كان من دعاة وحدة الحركة النقابية العمالية وتعزيز دورها في انتزاع حقوقها وحرياتها.

في احتفالات الأول من أيار عيد العمال العالمي – من كل عام يتصدر المشهد إلى جانب عمالنا البواسل، سواء في المشاركة في مسيرة راجلة او الادلاء بتصريحات إعلامية هنا وهناك وبما يسلط الضوء على واقع عمالنا واهمية تشريع قوانين جديدة تنصفهم.

يفجع باستشهاد شقيقه الأصغر – عادل الموسوي – المعلم في وزارة التربية والمنسب إلى هيئة النزاهة إثر انفجار عبوة لاصقة بسيارته. يتم تشييعه من وزارة التربية وإلى مثواه الأخير.

في آخر لقاء واياه يدور حديث عن المسرح العراقي يوم كان ملهماً لعمليات التنوير والتغيير والثوير، ويتذكر بإعجاب يوم اقنعت مؤذن القرية في “خاستوي كردستان – ملا هادي للمشاركة في مسرحية من تأليفي واخراجي وبعنوان “الأسوار”.

وكيف كان يبدو متحمساً لتقديم دوره بأفضل صورة وبالتنسيق مع طاقم العمل المسرحي.

واخيراً لابد من القول هو من مواليد ارياف النجف عام 1942 صباح الجمعة 30/12/2022 يخرج من منزله في حي أور لشراء الصمون من الفرن المجاور لبيته. وحينما يتأخر في العودة يقلق اهله عليه، ويرسلون من يتفقده وإذا به يجلس القرفصاء في منتصف الطريق والعرق يتصبب منه، وفي إشارة إلى هبوط السكر عنده ينقل على جناح السرعة إلى احدى المستشفيات في حي البنوگ، يفارق الحياة قبل ان يصل المستشفى.

وبرحيله يعم الحزن والأسى محبيه ومعارفه.

الصبر والسلوان لعائلته ونجله – علاء –

لن نقول وداعاً

فمثله سيظل حاضراً بيننا وماثلاً في ذاكرة أصدقائه ورفاقه.

-------

جعفر الصفار.. مروءة زمن الإيمان!

فخري كريم

بات صدري يضيق كلما التَفتُ حولي ابحث عن بارقة أملٍ وسط الخرائب التي يعيد تدويرها على مدى عقدين من لا يصلحون للتدوير من رموز الطبقة المتنفذة في خرابتنا التي باتت شُبه دولة، أو لا دولة، أو مستنقع للنفايات السياسية المسمومة.

كاد التفاؤل الذي ظل يلازمنا في أحلك الظروف التي عشناها في ازمان المستبدين الملوثين بوهم الامجاد الخالدة، يتآكل في ظل أولياء الدم والرثاثة وأبناء الصدفة العمياء. فما الذي تبقى؟

انكفأت مرات عدة. بل وأعلنت «استقالتي من هذا الوطن» تحت ضغط العواصف السياسية التي تلازمت مع صعود أنماط الاستبداد الطائفي والكراهية المولودة من رحم النظام الهجين للإسلام السياسي، ورموزه المستنسخة من عصور الجهالة والرطانة الإيمانية والقتل بذريعة «الهداية» ونشر «الفضيلة» المعجونة بخميرة «العفن».

بيد أنني رأيت في «الصمت» عند أكثر من منعطف، ملاذاً في مواجهة الانحدار والتفكك والتآكل لمنظومة الحكم المشوهة، بل وفي المنظومة الاخلاقية والثقافية السائدة، حيث الهيمنة للنهب والفساد وتجريف المجتمع من كل مواطن القوة والبناء واستعادة جذوة الأمل.

أضحى «الصمت» في منعطفات الضعف الإنساني الذي لازمني، وكأنه مرمى للتواطؤ، أو وجهاً آخر لانتظار طويلٍ آتٍ يبدد اليأس، وقد يكون مفتاحاً للفرج!

وأنا أداري صمتي كما لو أنه وسيلة خلاص. فاتني الالتفات الى أيقونات الإيمان العميق بالانبعاث وهي تتحدى مظاهر اليأس والاستكانة والاستسلام. فاتني ما ينهض، غير هيّاب للرصاص وكل وسائل طرفٍ ثالثٍ مهما تلون. فحتى حين تبدو كما لو أن التعب نال منها، استكانت تنهض من جديد. انها أيقونات تتناسخ من زمن سبارتاكوس والمسيح وأباذر والحسين والقرامطة، وسلام عادل ومواكب المؤمنين بأن الحق يظل حياً لا يموت ما دام وراءه مطالب.

في لحظة مقاربة مع يأسٍ حالم التفت حولي فتدافعت الى ذاكرتي شبه المحبطة، العشرات والمئات من الأيقونات ممن ظلت على إيمانها وانشدادها الى الأمل والتفاؤل التاريخي بالرغم من رحلة المعاناة والتعب المضني، ومرارات الخيبة والوهم، وهم يقعون في فخ الرثاثة وحكام الصدفة ممن تدثروا بعباءات أفسد خلق الله ممن حكموا العراق، والتي خيطت بنسيج جيف القطعان النافقة.

أستذكر لأستمد بعضا من أمل، محمد الخضري، ذبيح البعث لحظة الاحتفال ببيان 11 آذار المخادع، والعشرات من الذين تعالَوا على المشانق، ذبائح البعث في أعراس كمائن الجبهة «الخديعة» وهي تلفظ أنفاسها في النصف الثاني من سبعينيات القرن الماضي.

وأتذكر نماذج أخرى ظلت تحيا على الأمل دون أن يفارقها حتى في لحظة الوداع الى الأبدية. مأثرة كل منهم تتجسد في الجسارة والإيثار وإنكار الذات. هادي العلوي، المجبول على الكفاية والنزاهة حد الإدقاع. غانم حمدون الممسوس بالطهارة والزهد دون ادعاء بالبطولة. عبد الرزاق الصافي المثقف المتعبد المترفع عن نزعة المكابرة والترفع عن الواجب، بذريعة «المكانة» لسلطة الثقافة. فائق بطي الارستقراطي الذي عاف طقوسها وامتيازاتها، وعاش كادحاً متقشفاً منزهاً عن الغرض.

وهناك من صار نموذجاً للتفاني ومروءة زمن الإيمان والرهافة الثورية: جعفر الصفار.. العامل الفني، المنحدر من عائلة مستورة، المسؤول عن والدته وشقيقتين في عمر الدراسة الابتدائية.

كان جعفر يعمل في مصنع لأقرباء ميسورين. وفي لحظة مواجهة بين خيار الانتماء وحس العدالة وبين تفضيل الرابطة العائلية، بما تنطوي عليه أيضاً من شبه امتياز، أقله بيت يأويه والعائلة، في تلك اللحظة الفارقة، لحظة اليقظة والتحول، اختار الصفار الاصطفاف مع رفاقه العمال في مواجهة قريبه رب العمل!

في مسيرة حياته الاسرية، سلسلة من الإيثارات والتخلي عن اي نزوع ذاتي ينال من حسه الإنساني وشعوره بالمسؤولية، دون استثناء التضحية بما هو حق للتكوين. فتخلى عن متابعة دراسته ليرعى عائلته. كبُرت شقيقتاه، فتوح ومها، وتخرجتا واصبحتا سيدتين فاضلتين بعد أن تزوجتا في كنفه، وصارت كل منهما أماً ولها احفاد أطباء ومهندسين وموظفين. وواصل هو حياته، نفس الحياة وليُصبح بعد أن صار خارج معمل العائلة الكبيرة، مع شريكة حياته نحّالاً متميزاً يُنتج عسلاً حلالاً لا شائبة فيه، إذ حرص على أن يتنقل بـ«قفار نحله» خلايا النحل من مواقع في الوسط الى الجنوب ومنه الى ارياف كردستان حيث يتغذى النحل من موائد الطبيعة العذراء المنَزَّهة من الغش!

بعد اسبوع من اجتياح جحوش الحرس القومي في 8 شباط 1963 وصلنا الى مشارف بغداد، الشهيد محمد الخضري مسؤول سجن الكوت وأنا برفقته، بعد نجاح السجناء في هَد بوابة السجن ليس بمعزل عن تواطؤ اعضاء واصدقاء الحزب من السجانين.

حال وصولنا الى العنوان المقصود من بيوت منطقة المشتل، حيث يُفترض وجود أحد كوادر الحزب؛ فوجئنا باقتحام جلاوزة «الحرس القومي» للبيت قبل دقائق من وصولنا. لم يبق أمامنا سوى العودة الى البرية المتاخمة لحي المشتل التالي لبغداد الجديدة وانتظار قرار الحزب.

بعد ليلة في العراء المكشوف، والرصاص يلعلع طوال الليل يبتعد أزيزه أحيانا ويقترب من موقع تخفينا، جاءنا رفيق مسؤول من أحد تنظيمات المنطقة من اسرة السيد الحيدري الكريمة، وقادنا بحذرٍ الى بيت رفيقٍ عرفنا بعد ذلك أنه جعفر الصفار. وببهجة من يحتضن أباً عائداً أو أخاً عزيزاً فرقت بينهما الاقدار، استقبلنا جعفر محتفياً بنا، دون ادنى مظهر للارتباك او القلق او الهلع، رغم أن احتمال «كبسنا» في بيته ونحن شيوعيان هاربان من السجن عائدَان الى بغداد للانضمام الى مقاومة الانقلاب الدموي المشبوه. كان مثل هذا الاحتمال وارداً ويشكل موتاً محققاً لنا جميعاً، اذ لم يتوقف القتل العشوائي في الشوارع على مدار الساعة تنفيذاً لبيان (13) الذي أصدره الانقلابيون ويطالب بقتل كل شيوعي اينما وجد!

وبسبب هذا البيان الفاشي استشهد الآلاف على مدى الاسبوع الذي تلى الانقلاب مع تواصل المداهمات دون توقف ليل نهار. كان احتمال مداهمة الحرس القومي لبيت جعفر أقرب للواقع. وذلك كان يعني - إن تحقق - كافيا لإشعال النار في البيت على من فيه..! ولم يكن جعفر ساهيا عن ذلك الاحتمال وما يعنيه من موتٍ محقق، الا أن ابتسامته وفرحه واحتضانه لنا ظل يملأ ارجاء البيت ناقلاً بهجته واحتفاءه الى كل أفراد الاسرة!

على مدى سنوات الهروب والالتحاق بالنشاط الحزبي، حتى فشل سفري الى موسكو للدراسة، ووقوعي في قبضة جلاوزة الامن وتنقلي بين الموقف العام وسجن بغداد ثم سجن الحلة، ظل بيت وجعفر مأواي وجعفر وآل بيته أهلي، يتنقلون معي من بيت سري الى آخر ويتابعونني في المعتقلات والسجون!

استطعت الافلات من اعتقالاتٍ عديدة. ثم شاء الحزب ان اسافر للدراسة في المدرسة الحزبية العليا في موسكو «أكاديمية العلوم الاجتماعية» فأصر جعفر هذه المرة على أن يتخلى لي عن وثيقة سفره، وبت منذ ذلك الحين أُعرف على مدى سنوات لاحقة في الخارج، في بيروت ودمشق باسم «علي عبد الخالق» وبهذا الاسم كنت أصرح باسم قيادة الحزب وأذيل بيانات تصدر للحزب. وظل حامل الاسم مجهولا لسنوات.

في سبعينيات القرن الماضي التحق جعفر بالدراسة المهنية لبضع سنوات في هنغاريا، بمبادرة من الحزب ودون طلب منه. كان ذلك الامتياز الوحيد (إن كان فيه ثمة امتياز فهو حق تمتع به مئات أصدقاء الحزب)، وعاد بعد اكمال دراسته المهنية الى الوطن ليواصل مسيرته، هذه المرة نحّالاً. ولم يغادر البلاد حتى سقوط الطاغية.

ظل جعفر مكتفياً بشغفه الجديد، مؤكداً كينونته كإنسانٍ شديد التعلق بماضيه المضيء بالجسارة والمآثر المُنزهة عن الغرض، المتعالي على المناقب الأقرب الى التضحيات التي قاربت المخاطرة بحياته والمغامرة بحياة أحبائه.

لم يعرف عن جعفر أي مظهرٍ للندم، ولم تجد الحسرة طريقاً الى قلبه على سنواتٍ انقضت دون أن يحقق حياة مستقرة. أقرب اصحابه استعصى عليهم استدراجه الى عتبٍ أو لومٍ للحزب او الرفاق حتى من اولئك الذين يبدو أحياناً أنهم طووا صفحته وصار بالنسبة لهم ماضٍ مضى.

على مدى ستة عقود من علاقة أخوتنا التي تعمدت بالمخاطر والتحديات، وكادت في أكثر من منعطف أن تصبح موتاً محققاً، ظل جعفر مكتفيا بمفهومه للإيثار والتضحيات الكبرى كيقظة ضمير ولحظة انتباهة أقرب للتبشير بآتٍ لا ريب فيه، حيث الانبعاث، والقيامة التي تستنهض بالعمل والأمل كل المعذبين الذين لوعهم سوء التدبير أحيانا، وضعف اليقظة والعزيمة أحياناً أخرى، وأطاح بقوة شكيمتهم وعلو شأنهم تراجع الامل بالمرتجى.

جعفر لم يقايض مأثرته وتضحياته باستجداء وظيفة أو تقاعدٍ أو قطعة ارضٍ أو مكافأة سجينٍ أو راتب لاجئ في منافٍ كاذبة.

جعفر الصفار لم يفقد الرجاء بما هو آتٍ يعيد الاعتبار للقيم والمبادئ التي آمن بها وكرس لها حياته حتى في لحظات معاناته وهو يعارك المرض، موصداً بوجهه اي منفذ لتسلل اليأس من الحياة والوعد بعالم أفضل جدير بالإنسان.

وإذ يظل يحلم، يواصل عناده في مقاومة لحظات الضعف الانساني، مستثيراً في نفوس من أظناهم الانتظار ونال منهم الشك وسوء الظن، القدرة على تغيير الحال واجتثاث كل ما هو رثّ ومنّفر للضمير والوجدان والحس الإنساني.

تلك هي مأثرته هو ومن على قماشته من الأحياء، مأثرته الجديرة بأن نستضئ بها لتكون رمز حلمٍ يتوقد ويتوهج وينير دروب الذين لا يعرف اليأس سبيلاً لإطفاء جذوة الامل في وجدانهم.

سأتذكر جعفر وهو يهمس في أذني:

ليس بالصمت نهزم الظلام يا رفيق…!

ــــــــــــــــــ

*المدى 2023/01/16

************************

الصفحة التاسعة

ديوكوفيتش يفترس دي مينور

كانبرا ـ وكالات

واصل النجم الصربي، نوفاك ديوكوفيتش، عروضه المميزة في أستراليا المفتوحة، بالتأهل بسهولة إلى ربع النهائي بعد التغلب على الأسترالي أليكس دي مينور، أمس الاثنين.

وحسم ديوكوفيتش المواجهة بثلاث مجموعات دون رد، بواقع (6-2) و(6-1) و(6-2)، في غضون ساعتين و6 دقائق، ليضرب موعدا في ربع النهائي مع الروسي أندري روبليف. وسدد ديوكوفيتش 4 إرسالات ساحقة وارتكب 3 أخطاء مزدوجة، ووضع إرساله الأول بنسبة 65 في المائة، وفاز بالنقاط عليه بنسبة 75 في المائة، مقابل 67 في المائة من النقاط على الإرسال الثاني.

-------

عقبات كثيرة امام الرياضة النسوية في العراق

بغداد – طريق الشعب

تشهد الرياضة النسوية في العراق تقدما لكن ليس بالتقدم المنتظر والمتأمل له، حيث لايزال هناك معوقات مجتمعية وحكومية تجعل من هذه الرياضة، ضعفيه ومتأخرة حتى الآن، إضافة إلى غياب المؤسسات الرياضية التي تهتم وتدعم انواع الرياضات المختلفة.

المجتمع وتأثيره

يشير عامر فؤاد (وهو مهتم بالشأن الرياضي)، إلى ان” الرياضة في العراق تعاني من إهمال عام على صعيد الجانبين الرجالي والنسائي، لكن الأخير مهمل بدرجة أكبر، خاصة من ناحية عدم تخصيص دعم مادي كاف “.

ويوضح، في حديثه، لـ “طريق الشعب”، أن” التسليط الأكبر من جانب التشجيع الجماهيري موجه للرياضة الخاصة بالرجال، بنسبة تتعدى الوسط، لطبيعة المجتمع العراقي الذي يعتبر مجتمعا مغلقا تحكمه العادات والتقاليد، حيث يسمح للذكور بممارسة أي نوع من الألعاب الرياضية في حين يقيدها على النساء”.

ويعتبر ضعف دعم العائلات لبناتهن هو المعوق الأساس بالإضافة إلى القيود الاجتماعية حيثُ ما يزال البعض ينظر إلى المرأة الرياضية بنظرة الشكٍ والابتذال، خاصة مع عدم توفر أماكن ملائمة للتدريب.

زينب الربيعي، (طبيبة أسنان ولاعبة المنتخب الوطني في لعبة التايكواندو)، حاصلة على الحزام الأسود أربع مرات من الاتحاد العالمي للتايكواندو في كوريا الشمالية، تقول في حديث لـ”طريق الشعب”، “في بداية دخولي في المجال الرياضي، كان أحد العوائق الذي شكل تحديا في مسيرتي، هي نظرة المجتمع السائدة عن المرأة، وأنها خلقت لإدارة شؤون العائلة والمنزل فقط، منوهة إلى أن “النجاح الذي اجتزته، كان عن طريق تجاهل تلك النظرة الخاطئة والتركيز على الهدف فقط”.

وعن تحدياتها، تذكر أن “ما حققته كان بجهود ذاتية، عانيت من غياب الدعم من الحكومة والمؤسسات الرياضية المعنية”، واصفة” الكل دون استثناء”.

ومن جهته يقول عامر، إنه “رغم وجود هذه الحواجز الا أن هنالك نساء حققن البطولات في الرياضات التي يمارسنها، وأن هذا التفوق والانجاز دفع إلى تقدم الرياضة النسوية في العراق”. حيث يشير إلى أن” هناك منتخب نسوي حقق بطولة غرب اسيا هذا العام، إضافة إلى وجود دوريات نسوية محلية ذات تنافس قوي، مع تحقيق العديد من اللاعبات في الرماية والعاب القوى تحديدا بطولات عديدة”.

 ويتمنى عامر “من الجهات المعنية بشؤون الرياضة، الالتفات والاهتمام الحقيقي بها، بباقي الألعاب الرياضية، حيث هناك خطوات بسيطة تحذوها، مثل كرة القدم وكرة السلة ولعبة الطائرة، وهذا الاهتمام يتطلب تخصيصا ماليا كافيا للعمل بهذا الجانب وتمكينه”.

الإهمال القاتل

وبسياق المطالب تتحدث، زينب هاني، وهي لاعبة كرة قدم من محافظة بابل، وكانت تمارس هذه الهواية منذ عامها التاسع، والذي انطلقت فيه بالمشاركة في الأنشطة الرياضية المدرسية، وحصلت على عدة جوائز منها كأس المدارس. وتُشير في حديث لـ”طريق الشعب”، إلى ان” الإهمال الرياضي كبير جدا في محافظات الجنوب والفرات الأوسط مقارنة عما موجود في العاصمة وإقليم كردستان، مطالبة بوضع رؤية شاملة تشخص الخلل وتضع خارطة طريق وبرنامج عملي مناسب لرأب التصدعات التي تعاني منها الرياضة النسوية التي يفترض أن يبدأ الاهتمام بها من المدارس والمعاهد والجامعات، مروراً بتنشيط مراكز الشباب فالأندية”.

دور وزارة الشباب

وتحدثت مديرة قسم الرياضة النسائية في وزارة الشباب والرياضة، أنوار طارق، عن عمل هذا القسم وتخصصه الدقيق، حيث تشير إلى انه” يركز على ثلاث شعب، هي الرياضة المدرسية والجماعية، رياضة المحافظات، والموهوبات”.

وتوضح، في حديثها، لـ”طريق الشعب”، أن “الوزارة كل عام تصادق على خطة مركزية تعد من قبل الأقسام في دوائر الوزارة العامة وقسم الرياضة النسوية بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة، تتضمن هذه الخطة، نشاطات وبرامج رياضية وفق اهداف محددة، مثل تسليط الضوء على النساء اللواتي يرغبن في ممارسة الألعاب الرياضية المختلفة “.

وتلفت في حديثها إلى المعوقات التي تعترض عملهم في القسم، وتقول إن” هناك تدخل من دوائر أخرى في مسالة التأييد والموافقة على النشاطات الخاصة بنا، التي يرافقها تأخر الإجابة في الرد، إضافة إلى عدم القبول بالمبالغ المالية التي نحددها لكل نشاط بحجة عدم وجود تخصيص مالي، رغم الحصول على الموافقة من الجهات ذات الشأن”.

وبالختام تذكر انه “لأجل الارتقاء بالرياضة النسوية يجب توفير البنى التحتية الجيدة، وتضمينها بالقاعات والملاعب الرياضية المختلفة، ليكون هناك استيعاب لجميع الألعاب الرياضية التي ترغب الفتيات بمزاولتها”.

---------

إدارة الزوراء تُنذر المحترف البرازيلي ليما

بغداد ـ وكالات

أصدرت إدارة نادي الزوراء الرياضي، أمس الاثنين، توضيحاً بخصوص المحترف البرازيلي برونا ليما قلْب الدفاع لفريق الكرة الأول في النادي.

وقال عضو الإدارة والمتحدث باسم النادي عبد الرحمن رشيد في حديث صحفي إن” الإدارة منحت اللاعب إجازة منذ تاريخ السادس والعشرين من كانون الأول السابق على أن تنتهي في السابع من الشهر الحالي، ولكن اللاعب لم يلتحق بالفريق لغاية هذه اللحظة”.

وأضاف رشيد أن” إدارة النادي أبلغت اللاعب بشكل رسمي عن طريق الـ(إيميل) الخاص ولكن بدون جدوى”، مبينا أن “ الإدارة حذرت اللاعب ووجهت انذاراً ثانياً في حال عدم التحاقه بالفريق خلال 72 ساعة سيتم اتخاذ الاجراءات القانونية بحقه، وفعلا تم إبلاغ الاتحاد العراقي لكرة القدم وكذلك الاتحاد الدولي ونحن بانتظار الرد بخصوص ذلك”.

وفيما يخص تعاقدات النادي في الفترة الحالية أوضح رشيد، أن” إدارة النادي أجرت مجموعة من التعاقدات مع لاعبين محترفين وهم الأردنيان أبراهيم محمد سعادة ومحمد علي حسن ابو حشيشة لاعباً المنتخب الأردني وتم اكمال جميع اوراقهم وأصبحا جاهزين للمشاركة في مباريات الفريق في الدوري الممتاز”.

وتابع رشيد، أن” هنالك مجموعة من اللاعبين الذين غادروا أسوار النادي بشكل نهائي وهم كل من المحترف السوري محمد عنز والمغربي سفيان طلال واللاعب حسن عاشور كاظم و زين العابدين سلام والحارسان محسن سامي وحيدر أحمد عزيز”.

--------

يوفنتوس يواجه خطر الاستبعاد من بطولات أوروبا

بغداد ـ طريق الشعب

اقام منتخبنا الوطني لكرة السلة، امس الإثنين، معسكره التدريبي الداخلي المُغلق في بغداد، الذي يستمر حتى نهاية الشهر الحالي، استعداداً للتصفيات الآسيوية التي تضيّفها دولة قطر منتصف شباط المقبل.

واختار مدرب المنتخب محمد النجار، التوليفة النهائيّة للاعبين بعد متابعة دقيقة لهم عبر التجمّعات الثلاثة السابقة إضافة إلى تقييم مشاركتهم في منافسات الدوري المحلي، ويطمح المدرب إلى خوض مجموعة من المباريات الودية للوقوف على مدى جاهزية اللاعبين قبل الدخول في أجواء المنافسة.

وضمت القائمة كلا من (حسّان علي عبد الله، وعلي مؤيد إسماعيل، ومحمد صلاح مهدي، وحسين هادي طالب، وعلي حاتم حميد، وعبد الله حيدر، وعبد الله مجيد عبد الله، ونورس ضرار ظافر، وإيهاب حسن عبادي، ومحمد أمين عبد الخالق، وفريد رعدي مهدي، وكرار جاسم حمزة، وعباس هادي عبد الرزاق، وجاسم محمد جبار، ومراد علي مراد، وريكان عثمان عبد الله وديماريو مايفيلد، ويشرف على تدريب المنتخب المدرب محمد جاسم النجار ويساعده المدرب عقيل نجم عبد جاسم، ونبي كرفان جولي (معالج) ونجم عبد الله مهدي (إدارياً).

------

العراق يعود للتجمع في آذار.. وتايلند ضيف على غرب آسيا.. التفكير بالتأهل لمونديال 2026 ونسيان التتويج الخليجي

متابعة ـ طريق الشعب

طالب نجم منتخب العراق السابق حبيب جعفر، اتحاد الكرة العراقي بالتفكير بالتأهل إلى نهائيات كأس العالم 2026، ونسيان التتويج بلقب خليجي 25.

وقال جعفر في تصريحات تلفزيونية: “فريقنا نجح بحصد اللقب، ونال باستحقاق تكريم من مختلف الجهات، وعلى الاتحاد العراقي طي صفحة خليجي 25 والعمل على التحضير لتصفيات كأس العالم ونهائيات كأس آسيا”.

وأضاف جعفر المتوج مع منتخب العراق بخليجي 9 عام 1988 بالرياض: “منذ فترة طويلة لم نعش نشوة الفوز والاستقبال في ساحة الاحتفالات ذكرنا بأيامنا السابقة”.

وزاد نجم منتخب العراق السابق: “كاساس يحتاج لوقت أكبر لوضع بصمته مع المنتخب العراقي، وكاساس لم يمنح علاء عباس الفرصة الكافية للعب خلال خليجي 25”.

“كاساس المستفيد الأكبر

من خليجي 25”

من جانبه، قال لاعب المنتخب العراقي السابق مهدي كاظم: “النوايا الحسنة والعمل بروح واحدة ساهمت بحصول المنتخب على خليجي 25”.

وأضاف: “كاساس المستفيد الأكبر من خليجي 25، والعمل الصحيح وتوفير مباريات ودية على مستوى تساهم بمقارعتنا لكبار آسيا”.

وأتم مهدي كاظم: “يوم بعد آخر ستظهر بصمات كاساس على المنتخب، وتنتظرنا استحقاقات جديدة نأمل فيها كسب أفضل النتائج”.

تايلند ضيف على غرب آسيا

وفي السياق، يعود منتخبنا الوطني للتجمع مجددا في شهر اذار المقبل، استعدادا للمشاركة في بطولة غرب اسيا في الامارات العربية المتحدة.

من جانب آخر، أعلن اتحاد غرب آسيا مشاركة المنتخب التايلندي كضيف على بطولة اتحاد غرب آسيا العاشرة للرجال المقرر إقامتها في دولة الإمارات العربية المتحدة بالفترة من ٢٠ اذار إلى ٢ نيسان ٢٠٢٣.

ووجه اتحاد غرب آسيا الدعوة للمنتخب التايلندي للمشاركة في البطولة التي ستشهد إضافةً له ١١ منتخباً هم: الإمارات (المضيف)، والبحرين، والسعودية، والكويت، وسلطنة عُمان، واليمن، والعراق، والأردن، وفلسطين، ولبنان، وسوريا.

---------

ريال مدريد يعود لخيار بورو

مدريد ـ وكالات

صحيفة «as» الإسبانية أكدت أن ريال مدريد يراقب وضعية بيدرو بورو الظهير الأيمن لنادي سبورتينغ لشبونة البرتغالي.

التقرير أشار إلى أن عقد بورو مع سبورتينغ يتضمن شرطًا جزائيًا بقيمة 45 مليون يورو، ويعد اللاعب هدفًا لأندية مانشستر سيتي وتوتنهام.

************************************

دي ماريا ينفي رحيله عن يوفنتوس

تورينو ـ وكالات

أوضح أنخيل دي ماريا موقفه مع ناديه الحالي يوفنتوس عقب لقاء الأحد مع أتالانتا الذي انتهى بالتعادل الإيجابي 3-3.

وذكر الأرجنتيني أن لسوء حظه انضم للفريق في أسوأ فتراته، ولكنه أكد على سعادته مع البيانكونيري، وأن لا وجود لخطط للرحيل.

*******************************************************

ديولوفو مستمر في أودينيزي

أوديني ـ وكالات

أ

كد بييرباولو مارينو، المدير الرياضي في أودينيزي، على هامش لقاء فريقه مع سامبدوريا على بقاء نجمه جيرارد ديولوفو.

وتم ربط الجناح الإسباني المتألق بالانتقال لصفوف روما لتعويض رحيل نيكولو زانيولو المتوقع خلال ميركاتو كانون الثاني.

******************************************************

أتلتيكو ينسحب من صفقة أمرابط

مدريد ـ وكالات

بحسب «موندو»، قرر أتلتيكو مدريد التراجع عن ضم النجم المغربي سفيان أمرابط خلال الفترة المقبلة.

ويأتي القرار بعد تراجع مستوى اللاعب في الآونة الأخيرة مع ناديه فيورنتينا منذ العودة من مونديال قطر 2022 بحسب التقرير.

***************************************************

مارسيليا يضم إليتش

مارسيليا ـ وكالات

بحسب «فابريزيو رومانو»، نجح مارسيليا في التوصل لاتفاق مع فيرونا من أجل ضم الدولي الصربي إيفان إيليتش في يونيو المقبل.

اللاعب الذي قالت تقارير عنه، إن مانشستر سيتي يملك حق إعادة التعاقد معه من فيرونا سيدفع مارسيليا 12 مليون يورو للتعاقد معه.

*******************************************************

مورينيو يصدم زانيولو

روما ـ وكالات

قال مدرب روما جوزيه مورينيو في تصريحاته عقب لقاء سبيزيا إنه لا يظن أن نيكولو زانيولو سيرحل في ميركاتو الشتاء، وأن اللاعب سيكون حاضراً بحلول الأول من شباط مع الفريق.

الحديث يأتي عقب طلب زانيولو الخروج من قائمة الفريق، وسط شائعات عن انتقال إلى صفوف توتنهام، ميلان، برايتون، ووست هام.

*********************************************

كين يريد البقاء في توتنهام

لندن ـ وكالات

بات الإنجليزي هاري كين، مهاجم توتنهام هوتسبير، منفتحا على قرار مصيري بشأن مستقبله مع السبيرز.

ووفقا لصحيفة “ذا صن” البريطانية، فإن هاري كين بات منفتحا على توقيع عقد جديد مع توتنهام، والاستمرار في نادي طفولته لسنوات أخرى.

********************************

الصفحة العاشرة

الشاعر المتمرد طالب السوداني.. الرحيل المبكر

طريق الشعب / متابعة

الشاعر الراحل طالب السوداني متزوج وله ابناء اكبرهم جنوب وهو ايضا شاعر. تعرفت على الفقيد سنة 1989 عن طريق الكبير الراحل محمد الغريب (رحمه الله). طالب حسبن علي السوداني وهذا اسمه الكامل من مواليد 1966 تعرض للسجن اكثر من مرة في زمن النظام السابق سواء في الجيش بسبب غياباته وهروباته ام لانه كان يسب ويشتم النظام بشكل علني، ونال من التعذيب الكثير حتى ان يده اليمنى انكسرت وألتوت، وكان يتندر على نفسه بالقول (يداي اثنانهما يسرى).

في العام 2001 اصدر السوداني مجموعة شعرية بعنوان “طز “ نشرها بطريقة الاستنساخ وكانت اشبه بمنشور سري ، نظرا لما تتضمن من نصوص تجاوزت الخطوط الحمر، وذهبت المجموعة الى الاردن في العام 2001 ورفعت منها القصائد السياسية التهكمية وطبعت، وكاد يعدم بسببها وقد كتب في اهدائها : (الى عائلتي كونها احدى العائلات السعيدة / حقوق الطبع محفوظة لامي) .

كتب الأغنية ونظم القصيدة الشعبية والفصحى ومن كلماته اغنية “ الما عنده منين يجيب يا خلك الله “ التي اتسمت بطابعها التهكمي، كتب السوداني اعمالا تلفزيونية تناول فيها مظاهر سياسية واجتماعية ، ذات مرة نام على الأرض في حديقة “حوار” ثم صار يزحف على ركبتيه وذراعيه الى أن وصل الى الراحل رعد عبد القادر واذ سأله الأخير عن سبب ما قام به أجاب بصوت يسمعه الجميع : جا مو اليوم يوم “الزحف الكبير”! .. كتب لقاسم السلطان اغنيته الشهيرة :

لعب لعب الخضيري بشط

اعرفك حيد ما تفحط

سباني بطارف عيونه

ولا خاف اللي يلومونه

اضمك وين يالبعين

ودي بالكلب تنحط

توفي الشاعر العراقي طالب السوداني اثر نوبة قلبية ألمت به في 2 - 10 -2010 في مستشفى في مدينة الثورة ، وقد شيعت جثمانه مجموعة من أصدقائه ومحبيه بالقرب من المسرح الوطني.

من اي باب ادخل لحياة طالب السوداني، مشاكس جدا (وطيب حد الاستغفال) كريم في مايملك، غيور ومجنون. في احدى السنوات فقد والده وبدء الجميع بالبحث عليه في مراكز الشرطة والمستشفيات الا طالب لم يقم بالبحث فذهبنا انا ومحمد الغريب الى دارهم وجدنا طالب داخل الدار فقال له الغريب لماذا لم تذهب للبحث عن ابيك؟

فرد مبتسما (اريده يسمونه شيخ المفقودين) وضحكنا كثيرا، كان ياتي لبيتي ليلا لكوني اسكن الدار انا ووالدتي وفي بعض الاحيان استيقظ اجد طالب يبكي (ليش تبجي ياطالب يقول لي احس بالتقصير امام عائلتي اي ذنب اقترفه جنوب ان يكون له اب مثلي؟ كنت اقول سوف يفتخر لانك طالب السوداني). ولكن في الصباح يبدأ بنفس النمط الذي يعيش فيه يومه كان يعيش ليومه فقط). كتب لكثير من المطربين امثال: حسين الغزال وحاتم العراقي وعقيل عمران وآخرين.

حدثني الغريب في احدى السفرات الى الاردن هو والشاعر جبار صدام وفي الصدفة شاهدنا طالب السوداني بالسوق وبعد السلام قال انتظروني هسه ارجع يقول محمد تابعته واذا به يدخل على محل للموبايلات لغرض ان يبيع النقال ماله فيقول الغريب قلت له ماذا تفعل ياطالب قال اشلون اخذكم للمطعم واني مااملك غير النقال ابيعه ...كم كنتم كبار باانسانيتكم يااصدقائي. يقول طالب عندما دخل المحتل الامريكي وانتشرت كلمه(علي بابه) على العراقيين، انتفض طالب وسجل اغنية هو والفنان حسن البريسم (هاي اول اغنية وطنية بعد السقوط لسبب اتهام العراقيين بالحرامية و طالب انتفض ضد هذا المسمى حين قال مو علي بابا وهذه الاغنية تم منعها لأسباب مجهولة لهذا الحين).

مو علي بابا العراقي مو علي بابا

سومري ومن أصل راقي مو علي بابا

اسمه عنوان الحضاره

و الشرف حارس بداره

العلم الناس الكتابا مو علي بابا

واتذكر عندما اتصل بي الشاعر جبار صدام ان اذهب الى المستشفى لان طالب السوداني فارق الحياة لم اجد غير 7 اشخاص انا وهاشم العربي وعبد شاكر وعباس عبد الحسن وسعد الربيعي وكاظم عبد علي وحيدر الساعدي ، رحمك الله ياصديق العمر ابو جنوب.

العواصف نار هبت حركت الريح

من طاح الأذان بزحمة الخوف

و من صار الكفر تربه و تسابيح

من جان الحجي بلا رجفة ينكال

موش احلوك خرسة وخايفة اصيح

امن اتوفه دمعنة الجان ليرات

مو هسة الدمع دمع التماسيح

او من جانت الناس المنصدك ناس

اليطيح الكون كله وهيه مطيح

و من جان الطفل مرجوحته احبال

جانت للزلم نفس المراجيح

-------

تالي العمر

د. طالب الجليلي

فززتي بيه العشك والشمس نعسانه

ما بيه أعبر بحر عوفيني يفلانه

يادوب جرحي اندمل

والگلب شاب اوذبل

روحي اللي تكتب شعر صدگيني موش آنه

بعيوني صك الدمع أسهر وعد انجوم

تاخذني حسبه اوترد تخنگني بس باللوم

إبعد عليك الرضا

عمري تعدى اوگضى

 وچلاچي غرگانه

بسك تراني اعترف ماتنحمل روحي

كلما أشوفك تمر تتسودن اجروحي

 شيبت .. بس الگلب

 يجفل إذا نسمه تهب ونته الهوا اوريحانه !

وياك اعودن طفل جنجل يرن ودراغه

موش انته عالم فرح وانته الحسن من صاغه

وياك باجي العمر

كون ابتعد عن البشر

يابو اخدود ريانه !

فرفحت روحي اوهام بيك الگلب يفلان

مثل السفينه اوتهت وانته البحر والسفان !

يلبسمتك طرّة فجر

ويطگ ورد كلما تمر

محلاك ياغصن البان

من يوم اللي شفتك تهت خردلت كل اعضاي

مشتاگ الك طول الوكت صرت العطش والماي

ياوسفه تالي العمر

ظلمه اولگيت الگمر

صرت الدوا والداي

------

أبوذيات

محمد جواد الكعبي

بفرحكم وبحزنكم أصل   عناي

صرت راعي ويسوگ الغنم   عناي

أخوي الگام يحچي بدغش   عناي

طبعك ذيب وأفعالك رديه

****

أنتبه گتله الوكت أوگف صح صحالي

علّي يمطر حجر غيمك  صح صحالي

ولاچنِ أسمعت ينده   صح صحالي

صدى صياحك زمان الشح عليه

****

ليش دموع بعيونك   وهم بيك

الشك الوس وس بظنك   وهم بيك

ليل نهار شاغلني  وهم بيك

أهمن بيك كل صبح ومسيه

****

لا فد يوم فرحني   وليسار

بعسر دنياك واگفلك   وليسار

بيمين الأيد أوميلك  وليسار

أصيحن والصدى يرجع عليه

****

لا دم البگه بگلبي   ولابت

روحي أعليك تنشدني ولابت

ولا وليد البچه لحالي   ولابت

ولا أم التقدم الزاد أليه

****

جمالك تاج فوگ الحِسن   حطيت

زكاة وخمس سبع أنذور   حطيت

طرت بسماك فوگ المهد   حطيت

چنت زغير هزيتك بديه

---------

بيهه صالح 

سفاح عبد الكريم

لو ردت شي ابعذابك..

اشتريه …

او لو هويت..جريدة

إتجر نفس..

و اتموت بيه…

لا تعاشر..

يوم طيفك..

غنّي..

بالطور الذي..

يرتاح بيه …

و إبصفنتك..

إلغي..

لحظات الندم..

و إستحمد الله …

حسرتك..

ترجع عليك..

إذنوب..

في دنيه المصالح …

إچفوفك..

الحنّيتها..

ليوم العرس..

إلمن تصافح …

إشرب..

الدمعه الهنيه..

الخابطه..

إبفنجان گهوه …

المراره..

اتضوگها..

و تحله الشفايف …

تلگه..

كلما إتريد..

عشرات النصايح…

بالدواوين..

التشوف إدلالها..

إبكل الفواتح…

-------

راحة بال

سامي عبد المنعم

اعرف بالليالي ...

إتريد راحة بال

وآنه .. إمنين اجيب البال والراحة

چنت .. باول شبابي

امطر فرح عالناس

او حته الماتودني .. إتنام مرتاحه

او هسه ..

إمنين مادير الوجه عاشور

وسبايه .. وخيم محترگات ونياحه

ونفس ذاك الشمر ...

بعده إيحز إرگاب

والحجاج بعده .. إيصول بالساحة

--------

امنية للعام ٢٠٢٣

حسين جهيد الحافظ

المقدمة

باچر واحد كل

يعني واحد ٠٠واحد

بالعام الجديد

ان شالله عام سعيد

القصيدة

كون باچر

وي نجمة الغبشه أفز

وألگه اذراعي حرز

ينثر الحب والحنان

الوادم اتعيش أبأمان

وأركض ابشوغة طفل

لا یچل من لعبه

او لا يمل

و أتعلگ ابخيط الصبح

بالشوگ مرجوحة عشگ

فرحه تطگ

اويه الفجر تتمرجح همس

امطرزه ابلون الشمس

اتگطر نده

اترس الدنيه ونس

ضحك طفله

او رسم بوسه

فوگو وجنات الحبايب

ابشوگ هلهولة عرس

و ألگه الدنيه حديقه

ازهارهه من كل جنس

بيهه اجناح الحمام

ايطرز الدنيه وئام

لا حروب ولا احتراب

امغمسه احروف السوالف

بالتسامح

الناس حريه او سلام

صوت الناي چوبي

او هيوه ترفه

او سولةالأيام

تتباه احترام

او بيهه اشوف ابنادم

ابنادم صدگ

ایغني بالحب والعشگ

شايل الفرحه وسام

المجد لله في العلا

وعلى الأرض السلام

*******************************************

الصفحة الحادية عشر

جاسم المطير ... ذاكرة شعب

جاسم المطير ( 1934 – 2023 ) الذاكرة الحية التي أرخت لسجن نقرة السلمان وسجن الحلة وسجون داعش .. في كتب زاخرة بالاوجاع والمآسي .

جاسم المطير .. الصحفي والروائي والسياسي والمناضل التقدمي الذي علمنا ان ارادة الشعوب تظل راسخة ويقضة ولا يمكن لأحد ان يقهرها .

جاسم المطير .. لم تأخذه كل السجون والمنافي والامراض التي ثقلت على حياته ، وانما اخذته الغربة .. ومن هناك ودعنا ، فيما نحن ننتظر جديد كتاباته الينا .

ها نحن نكتب ومضة من سيرة رجل ساهم في أضاءة الدرب أمامنا .. سلاماً ، سلاماً

المحرر الثقافي

----------

قراءة في رواية «حفيدة البي بي سي» لميسلون هادي.. ذاكرة عبد عباس المفرجي سائق قطار الموت وسواه

منى سعيد

كثفت الكاتبة خبراتها الحياتية عبر عقود من الزمن وعتقتها في بودقة فكر متقد لتقدمها للقراء بدراما جذابة لا يمكن للمرء إلا أن ينجذب لها، مثيرة لديه محفزات للتخيل ومنصات للاكتشاف بعيدا عن الإحباط واليأس ، راسمة عوالم لمتع حسية وعقلية في لعبة ذهنية ساردة لأحداث وحكايا لا حصر لها.

وبصبر متئد شحذت حماس القارئ بمتابعة حكاية أو حكايات موثقة تاريخيا سطرتها بنفس روائي عميق أزالت فيه عقم المشهد وقتامة التجهيل بعيدا عن متطلبات الحياة البيولوجية والغرائزية ماسحة عنه غبار النسيان و التجاهل واضعة إياه حقائق عارية تلكز الضمائر كي لا تنسى.

ففي الصفحة 12 من روايتها “ حفيد البي بي سي” تصف مثلا أيام الحصار بدقة متناهية معتمدة تفصيلات يومية توخز فينا ذكريات عصيبة  فتذكر” أيام حصار تسعيني قاس، اختفت فيه الخردة من الجزادين، والطائرات من السماء، فتعلق العاقل والمجنون بسامكو وحب الشمسي قمر” .

ومن مخزون خبرات و معين القراءات الموسوعية شجعت القارئ على مغالبة الضجر وتحدي أي شكل من أشكال الملل ملامسة تخوم عوالم لا نهائية أكدت  فيها على قيم معرفية في عمليات استقصاء دقيقة واكتشافات من بطون الكتب بشغف العاشق، إذ لا قيمة للمعلومة إن لم تقترن بفكرة العارف الفطن المتلهف لاكتشاف العالم. وفي الصفحة نفسها تؤشر حياة بطلتها بملامح متشعبة معتمدة التاريخ والمخيال الشعبي وحتى الأغنيات الشائعة إذ تذكر “ الطريق الإسفلتي الوحيد المعبد بالقار في المدينة، كان يؤدي إلى زقورة أور، ولأنه يمر بمحطة القطار في الناصرية ، فقد ظن الناس أن المكيَّر ومحطة القطار شيء واحد، مما جعل الشاعر زامل سعيد فتاح يخلد تلك المحطة في قصيدة تقول( مشيت وياه للمكير اودعنه، مشيت وكل كتر مني إنهدم بالحسرة والونة). لحنها كمال السيد على مقام الرست، وغناها المطرب ياس خضر عندما دخل التلفزيون الملون إلى العراق، فوضعوا خلفه درزن باينباغات ملونة تتدلى من سقف الأستوديو كما الرماح.. ولد أبوها صبيح ناظر تلك المحطة قرب مزارع الرز العنبر في ناحية الشامية التابعة للواء الديوانية، ثم تزوج من فتاة تدعى شمسة مولودة في محلة البغادّة بسوق الشيوخ، وهذا السوق قد ورث اسمه من أرض أسماها السومريون ب(سوك مارو) وتعني سوق الحكيم...”.

كما تستذكر تاريخ قصة (قطار الموت) الحامل للمناضلين الشيوعيين بلمحة حاذقة  مستذكرة بطولة سائق العربات عبد عباس المفرجي والد الزميل والصديق الناقد السينمائي علاء المفرجي حين تذكر “وكان معلما لسائق القطار الشهير الذي عبر الجسر الحديدي عند افتتاحه عام 1945، فحل محل السائق الهندي الذي تراجع عن قيادته رهبة من وجود ملك العراق في القطار. هذا السائق الشهير هو المرحوم عبد عباس المفرجي، وعرف فيما بعد بسائق قطار الموت والذي شق طريقه إلى نقرة السلمان حاملا 520 سجينا سياسيا وضعوا جميعا في عربات الحمولة، فوجد السائق أن عليه إنقاذهم من موت محقق..”.

كما قدمت خبرة منتجة بمغزى فلسفي مستمد من جذور ضاربة في عمق الذات والمجتمع، مستعينة بالأساطير والموروث الشعبي بحذق العارف واضعة يديها على جروح غائرة في نفوس العذروات وتشرح بما يعرف شعبيا بحادثة “ عروس القاسم” أثناء وقائع معركة الطف فتذكر في ص 21” واظبت شهرزاد أيضا على حضور مجالس إمبراطورة النواح أم علي، وتعلمت منها قول الملاحم في عاشوراء ورفع حرارة المأتم بين النساء النائحات، ومساعدتها الندابات القّوالات، حيث تمتزج أحيانا طقوس الموت بطقوس الفرح، فتدور صينية القاسم بالحناء والشموع والآس على النساء وتطلب العذراوات المراد من يوم القاسم، ثم ينتهي فاصل الفرح بإطفاء الشموع وسكب الدموع تمهيدا لطقس العرس الدامي وموعد القاسم ابن الحسن مع الموت..”

بهدف إحلال التوازن النفسي وتعزيز شجاعة المتلقي على تفهم كافة فصول غرائزه ونزواته  تشرح بجرأة غير معهودة حين تذكر” جوقة من المتناقضات وموسوعة في الفن والفنانين أين منها دائرة المعارف البريطانية؟ وأريحيته مع الأمور الخاصة إلى حد مزعج تُرجع فيه كل شيء إلى أصله الليلي، معتقدة بأن الحياة بأكملها هي (شغل ليل)، ضاربة المثل حول ذلك بشهر كانون الأول هو الأكثر زحمة بالمواليد الذين بُذرت بذورهم في فصل الربيع، حيث تشتعل نيران الحب في القلوب، وتتحول الصحارى إلى حقول وجنان ، فيزدان ويزدهر شغل الليل.. أحيانا تضحك بالفم الملآن وتقول إن الرجال والحمام والخيول والنمور والثعالب جميعا يسيرون هكذا (وتضع يديها على كتفها كما يفعل الحمال)، يحملونه على أكتافهم أينما يذهبون، لانه، صغير وقصير القامة كما تعلمون... “ وفي لقطة أخرى تذكر: “اقترحت على تأميم وهي ابنة معيط التي شحنها إليها من السويد لتربيتها في بيت العائلة، تزويجها من ابن عمها عبد الحليم شعيط قبل أن يفوتها القطار، قائلة لها إنها قد ثقبت لها أذنيها وهي طفلة صغيرة ، وأن على حفيدها عبد الحليم شعيط أن يتولى الباقي.. الباقي هذا كان مثار ضحكات رقصت على وقعها شكشوكة، وخجلت لها البنت المسكينة، فنهرتها شهرزاد وقالت لها: اللي تستحي من ابن عمها ما تجيب ولد؟ ص 33

ومستفزة ساخرة تستفز القارئ باسترجاع تاريخ دكتاتورية حكام العراق وسلطاتهم الفارغة كقولها “ إذا دخل مثل هذا الرئيس بيته، ولبس البجامة والنعلين، فلن يكف عن التفكير بهذا الشعب لحظة واحدة حتى وإن دخل الحمام وتربع من أجل التخلص من فضلاته.. ولكن ماذا لو سحب سيفون الحمام، فغطى ضجيجه العالي فوق أفكاره؟ ماذا لو قرصته بعوضة مناوئة ظلت تلاحقه من مكان لأخر عدة دقائق دون القضاء عليها؟ هنا سيحدث نسيان للشعب وقد يكون الأمر شبيها بأب ينسى طفله في الزحام فيتوه للأبد “ ص 43

وكذا حين تستذكر ترهات عبد السلام عارف في ص 68 فتذكر “ كلها تتحدث عن شعارات لا رابط بينها ولا شيء.. فهل تصدق أن عبد السلام عارف، في أحدى خطبه أمام حشد من الضباط والجنود قال لهم: سأحجي؟ الباميا انكلبت شيخ محشي.

وأقسم مرة أمام حشد آخر من الجنود في معكسر الحبانية وقال لهم: اقسم بالله لو كان الأمر بيدي لزوجتكم جميعا”.

تتحدث عن الشيخوخة بتحليل علمي وشرح ساخر كما في ص82- 83 .. وتسرد أمثالا غزيرة على لسان أبطالها وتؤكد على الأسماء الشائعة فيها مثل شعيط ومعيط وجرار الخيط، وشهرزاد، وشمسة، وتذهب بعيدا في رسم خرائط اليأس والعبث بالمصائر مثلما استعانت ببطلها بدر الذي خططت به ملامح زميلنا وصديقنا الصحفي والروائي سهيل سامي نادر وقد أهدت الرواية باسمه.

استعانت بالحكم لإيضاح أفكارها وقد امتلأت صفحات الكتاب بها كما في صفحة 65 وهكذا جعلتنا ميسلون هادي نفكر بخلاص موضوعي وبأفكار ثورية وأدوات بحثية عقلانية، باسطة أمامنا أسئلة لابد من أجوبة لها لتعزيز قدراتنا بكل أشكالها.. لقد قدمت روايتها بثراء باذخ كأنها أرادت أن تقول كل شيء مرة واحدة وفي عملية اعادة تشكيل لما مر بتاريخ العراق المعاصر من أحداث بشكل أنيق لا غبار عليه الأمر الذي جعله مثار إعجاب المتلقي وإصدار طبعة ثانية من الكتاب عن دار ألكا والمفكر للكتب.

----------

ذكرى ليلة الغدر..    

علي رحماني

كان النهر يسافر في سحب الليل

داكناً يتماوج ساحله بين مد وجزر

يفصح عن غرقى واسرار

زرقة وأحمرار وشجون

يمضي هادئأً مثل دبيب النمل الأسمر

والجسر يرسم لهفته صوب الرصافة

حاملاً شرفته شهقة في العنان

وأستقبل الكرخ ضفة من أنينً

والناس يبكون ...اويلطمون...

يهتفون بعمق مراثي الانين

يندبون حظ الزمان البليد

كان ثمة رجل ...

قيدته عصابة تحترف الضجيج

اشباح تقترف القتل وتدفع للنهرحرائقها

سحلوه من الباب المعظم نحو حتفه

في آخر ساعات الليل فوق عمود الكهرباء

نادوا : سيكون لكم عبرة

وتكونون وجهته...لو ؟!

لكنه في الفجر عبر النهر قبل سرب الحمام

صوب ساحة الشهداء وصلى في مسجد مهمل

فأدرك ليلة القدر

*********************************************

حارس مقبرة الانكليز

عبد الحسين بريسم

الموتى يتحدثون وبصوت عال

وتمر العجلات تصغي لهم

هنا يرقد المحمديون

مع المسيحيين

بينهم

صليب وجزء من مئذنة 

هؤلاء جنود اكلتهم الحرب

ولم يبق منهم إلا جدار

كل روح لها علامة

ونجمة انطفئ

بريقهم

ومازالت الشمس

تقلبهم ذات اليمين

وذات العمارة

تلك المدينة التي تناساها الغزاة

الا

حارس مقبرة الانكليز

مازال يحفظ اسماءهم

ورتبهم العسكرية

وفي الليل

يرتبهم في خزان غرفته

الصغيرة

ويقول لهم

تصبحون على امبراطورية

لا تشرق عليها

الشمس

--------

في الأدب الساخر:

«يصير نملة تدفع الملويّة.. يصير من لندن تجي امچاريّة؟»

صباح الأنباري

الأدب الساخر نوع من الكتابة الأدبية التي تشتغل على الفكاهة والسخرية اللاذعة والانتقاد الساخر. هدفه التعبير عما يعتور المجتمع من نواقص في المجالات المختلفة: الاجتماعية، والسياسية، والعقلية، والخلقية.. إلخ. وهو أدب ذو أصول راسخة، وله جذور ضاربة في عمق التاريخ البشري حيث ظهرت أولى الكوميديات الساخرة في الأدب الإغريقي على أيدي كتابه المعروفين وأشهرهم Aristophanes)) أرستوفانيس الذي كتب (الضفادع، والزنابير، والطيور، وغيرها من المسرحيات بحدود الأعوام 446 – 386 ق.م) لقد خلّف لنا هذا الرجل خمسين نصا فكاهياً ساخراً لم يصلنا منها سوى أحد عشر نصاً غطّت معظم جوانب الحياة في بلاده وقتذاك. لقد سخر من كلّها ولم يَسْلَم من تسفيهه حتى الفلاسفة العظام وعلى رأسهم سقراط. كما سخر من السفسطائيين واتهمهم بشتى التهم. ويبدو أن كل مسرحياته بنيت على النكات والمبالغات والتسفيه والتحقير والنقد والسخرية اللاذعة. ولم يكن ليهتم فيما إذا كان انتقاده بناءً أو هداماً، ما اهتم به فقط هو الضحك الذي يجلب الرفاهة والراحة النفسية لأناس فقدوها. ويذكر أنه ألقي القبض عليه ذات مرة بتهمة خيانة (كليون) القائد بجريرة السخرية اللاذعة منه، فحكمت المحكمة عليه بغرامة لم تثنه ولم توقف سيل انتقاداته اللاذعة.

 عناوين بعض مسرحياته تشي أنه ركّز على موضوع الحيوان وهو الأقرب لهذا الجنس الفكاهي الساخر وقد كثر استخدامه سابقا (في أيامه) ولاحقاً (في الوقت الراهن وما قبله) كما اهتم بها بعض كتابنا المعاصرين ومنهم الكاتب محمد عفيفي الذي وضع كتاب (ابتسم من فضلك) وفيه قصة أو بالأحرى حكاية (كيف تشتري خروف العيد) والتي تضمنها هذا الكتاب مع 32 حكاية أخرى صدرت عن أخبار اليوم، في مصر. وفي هذه الحكاية ثمة سخرية مضمرة قد لا تكون مكشوفة منذ بدايتها، لكنها تكشف عن مكنونها فيما عند الاسترسال بسرد الحكاية، التي لم تخل من انتقاد واضح الى حد ما لطريقة ذبح الخروف الدموية، والسلوك البشري العام في مناسبة كهذه وهنا يتساءل الكاتب عما إذا يمكن أن تستبدل باستخدام المسدس أو الحقن في الوريد أو أي عقار يميت الخروف ميتة هادئة بلا ألم.

ومن النصوص المسرحية التي تناولت عيبا خلقيا مسرحية (سيرانو دي برجراك) لمؤلفها الشاعر الفرنسي أدموند روستان (1619- 1655) وعلى الرغم من سخرية كثيرين ممن يحيطون بهذه الشخصية إلا أننا بدونا متعاطفين معها متناسين عيبها الخلقي ولم تثر فينا ضخامة انف سيرانو أي نوع من السخرية أو التهكم أو الضحك ربما بسبب اختلاف الظرفين واختلاف وجهتي النظر بين الحاضر والماضي، فما كان مضحكاً بالأمس قد لا يكون مضحكاً اليوم. ومن هذا نستنتج أن الأدب الساخر كان يعنى بالقبح وتعريته، ولا يعنى بالجمال وسحره. وان الفصيح منه لم يستأثر به لنفسه فقد تجاوز ذلك الى اللهجة الشعبية شعراً وسرداً ولنا في هذا أمثلة كثيرة.

   وفي تاريخ الأدب العربي ثمة كتّاب برعوا في كتابة النصوص الساخرة وعلى رأسهم أبو عثمان الجاحظ 159هـ-255 هـ في كتابه (البخلاء) الذي روى فيه أخبار البخلاء في ذلك الزمان، وحكى قصصهم ومآثرهم إن كانت لهم ثمة مآثر. يقول الباحثون إن الجاحظ لم يسخر من البخلاء في هذا الكتاب وعدّوا الكتاب ذا أهمية علمية إذ درس نفوس البشر وطبائعهم وحركاتهم وكل ما له علاقة ببخلهم، وفي النهاية يجعلك تسخر من أدائهم وان لم يكن هذا مقصده أساساً، وعليه عدّ البخلاء من الأدب العربي الساخر. ثمة كتب محدثة تناولت جانب السخرية، ولكن بحكمة وتجرد مثل كتاب أدهم الشرقاوي (خربشات خارجة عن القانون) وكتاب يوسف معاطي (كوابيس مضحكة) وكتاب محمود السعدني (وداعا للطواجن) وقد ضمّ 18 حكاية منها (جحا المصري على مسرح الحياة) و(حساء شبل الأسد) و(غاندي ومعزته) ومن خلال العنونة أيضا نجد أن كتاب محمود السعدني لم يخل هو الآخر من تناول الحيوان في سرده. وهنا لا بد من الإشارة الى أن الحيوان ككائن لا يثير سخريتنا ولا يجعلنا نقهقه إلا فيما يقوم به من محاكاة طبيعية غير مقصودة لأفعال البشر فعندما ترى حمارا يشرب الماء من الصنبور مباشرة مثل البشر فان هذا يكون مدعاة للتندر والضحك على فعل هو في الأساس من أفعال البشر قام الحمار بتقليده، وهذه الفكرة تكاد تكون قانونا عاما من قوانين الضحك. وقد رأيت مرة شبابا قاموا بسكب الخمر في فم قرد صغير عنوة فظهرت عليه علامات السكر مما جعل الشباب يقهقهون بلا توقف بينما استمر القرد بالترنح كما لو كان كائنا بشرياً.

ومن الأدب الساخر الشعبي العراقي اشتهر في حينه الشاعر الملا عبود الكرخي وخاصة في قصيدته (المحالات) وهي من ستة مقاطع اخترت لكم منها الأبيات الآتية:

يصير بالكطنه يذبحون البعير... يصير هالجاموس إله جناح ويطير

يصير بعرور انزرع يطلع غنم ... يصير واحد خالي من هم وألم

يصير بالمنخل تسد عين الشمس... يصير لحم الكلب طاهر مو نكس

إيصير نملة تدفع الملوية ... إيصير من لندن تجي إمجاريه

وكذلك اشتهر من أولئك الشعراء الحاج زاير دويج وقصيدته الساخرة (أكعدي كعود يم طنّه):

وحديثا برز الشاعر مظفر النواب كأبرز شاعر ساخر في قصائد صارت أشهر من نار على علم حتى أن المثقفين العرب صاروا متابعين له ومنتظرين إطلالته الشعرية عليهم وقد انصبت سخريته أكثر ما انصبت على قبح الساسة العرب وتعرية ذلك القبح وميلهم للرجعية والذيلية والتبعية المفرطة يقول ساخرا في إحدى قصائده:

هل عربٌ أنتم؟

هل عربٌ أنتم؟

ويزيدُ على الشُّرفةِ يستعرِضُ أعراضَ عراياكُم

ويوزِّعُهنَّ كلحمِ الضَّأنِ لجيشِ الرِّدةْ!

هل عربٌ أنتم؟

واللهِ أنا في شكٍّ من بغدادَ إلى جَدةْ

هل عربٌ أنتم؟

وأراكُم تمتهِنونَ الليلَ

على أرصفةِ الطُّرقاتِ المَوبوءةِ أيامَ الشِّدةْ؟

   الأدب الساخر إذن لم يقتصر على نوع أدبي واحد، ولم يتخصص بجنس دون غيره فقد كتب على هيئة مسرحية، وقصيدة، وحكاية، ومقالة صحفية وحتى على هيئة حكمة ومثالنا على هذا كتاب أدهم شرقاوي الموسوم (خربشات خارجة عن القانون) ومن الكتب المهمة الصادرة مؤخرا كتاب محمد غازي الأخرس الموسوم (كتاب المكاريد) عن مكتبة الفكر الجديد.

**************************

الصفحة الثانية عشر

شيوعيو بابل يكرّمون كوكبة من المناضلين

الحلة – طريق الشعب

في مناسبة اقتراب الذكرى 89 لميلاد الحزب الشيوعي العراقي، التي تحل في 31 آذار المقبل، أقامت لجنة الشهيد حيدر القبطان الأساسية التابعة للجنة المحلية للحزب في محافظة بابل، حفل تكريم لقدامى الرفاق والاصدقاء المناضلين.

افتتح الحفل الذي أقيم على “قاعة آذار” في مقر المحلية، بالاستماع للنشيد الوطني والوقوف دقيقة صمت في ذكرى شهداء الحزب والوطن وشهداء انتفاضة تشرين.

بعدها ألقى الرفيق علي عبد الزهرة كلمة اللجنة الأساسية، وفيها أشاد بنضال الرفاق والأصدقاء المكرمين وادوارهم الكفاحية.

ثم استمع الحاضرون إلى قصيدة ألقتها الشاعرة حسينة بنيان، وبعدها الى كلمة باسم المكرمين ألقاها الرفيق إسماعيل محمد سلمان وثمّن فيها المسيرة النضالية للرفاق والاصدقاء المحتفى بهم.

وكانت للرفيق د. علي إبراهيم كلمة أشاد فيها بالمكرمين ومسيرتهم النضالية في صفوف الحزب.

بعد ذلك تسلم المكرمون ألواحا تقديرية تناوب على تسليمهم إياها الرفاق قحطان المعروف ود. علي إبراهيم وعضو اللجنة المركزية وسكرتير محلية بابل بهجت الجنابي.

واختتم الحفل الذي أداره الرفيق سامي عبد علي الربيعي، بأهازيج حماسية.

هذا وشمل التكريم كلا من الرفاق: الراحل سامي عبد الرزاق، عبد الله عبد الهادي، جواد كاظم ناجي، ذياب كاظم الجنابي، الراحل عبد الامير عبد الحسين، عبد السيد مهدي الحسيني، كاظم هادي ياسر، حسين توفيق علاوي، كامل سعود مشهد، صادق حسن إبراهيم، عباس محسن، ناجح علي ياسر، اسماعيل محمد السلمان، حسين ناصر علي والرفيقة اميرة الخزاعي.

 ***********************

جمعية التشكيليين تفتتح معرضها السنوي للرسم

متابعة – طريق الشعب

افتتحت جمعية الفنانين التشكيليين العراقيين صباح السبت الماضي على قاعة مقرها في بغداد، معرضها السنوي للرسم المعاصر 2023.

وافتتح المعرض وكيل وزارة الثقافة د. عماد جاسم، بحضور جمع من الشخصيات الفنية والثقافية ومحبي الفنون التشكيلية.

وضم المعرض 70 عملا منجزة وفق رؤى وأساليب فنية حداثية مختلفة، ومتضمنة أفكارا مستمدة من الواقع.

وفي حديث صحفي، قال رئيس الجمعية قاسم سبتي، أن الجمعية دأبت سنوياً على تنظيم هذا المعرض بإشراف لجنة تحضيرية، مبينا أن اللجنة اختارت هذه السنة الاعمال الـ 70 المعروضة من بين 115 عملا تقدم بها مبدعوها للمشاركة في المعرض.

وبحسب ما ذكرت الجمعية في بيان صحفي على صفحتها في فيسبوك، فإن المعرض سيبقى مفتوحا حتى 10 شباط المقبل.  

 ***********************

خارج النسق.. كوكبنا الذي سمموه...

 نجم خطاوي

(نعوف الكوكب وضيمه)

هذه الجملة هي السر الأكبر وراء حب الناس لأغنية الفنانة رحمة رياض.

حين كتب الشاعر ماهر العزاوي نصه (الكوكب) الذي أبدعه لحنا الفنان الموسيقي علي صابر، لم يدر بخلده أن كلماته سيكون لها الأثر المدوي في نفوس الناس ومشاعرهم في العراق والوطن العربي والعالم.

لا جدال حول نجومية رحمة رياض وقدرتها الغنائية بأحاسيس دون حدود.

ولا خلاف حول احترافية الفنان علي صابر واجتهاده اللحني قريبا من الحس الشعبي والشبابي المتجدد.

ولا أيضا حول النصوص الشعرية الجميلة التي يسطرها الشاعر ماهر العزاوي باللهجة الشعبية العراقية.

لكن السر يكمن في أن الدافع الأكبر الذي كان السبب في ترويج هذه الأغنية والذي (يعود لهم الفضل فيه) هم كل اولئك الطغاة والظالمين والحكام المستبدين وناهبي ثروات الشعوب والأوطان وكل أولئك الذين نشروا الضغائن والأحقاد وفرقوا الناس وصنفوهم الى ملل وطوائف وقبائل وأعراق بعيدا عن روح الأرض والوطن والمواطنة والإنسانية كقيمة مثلى...

كل أولئك الذين يتاجرون بقيم البشر ومعتقداتهم وطقوسهم من أجل الكسب والثراء والسلطة المستبدة.

لقد كدس واغتنى هؤلاء كما كبيرا من الألم والحزن والمعاناة في ضمير ووجدان الناس ونشروا الخوف والقلق والحيرة والاغتراب ولم ينج من تعسفهم وديكتاتورياتهم وحروبهم الهمجية، لا الصغير ولا الكبير. حتى غدى البحث عن طوق نجاة هو الهم الخالص للناس حين صار كوكبنا مكانا للوجع والكوارث والحكام والجوع والمشردين واللاجئين واليتامى والأرامل...

الكوكب هو أرضنا العظيمة الجميلة وهو المكان المفترض لعيشنا جميعا. وأرضنا هذه منحتنا وتمنحنا كل يوم وساعة حق العيش، لكن حجم الألم والضيم في ربوعها ومدنها وأريافها، هو ما يدعو الناس لأن يتركوها ويهجروها (نعوف الكوكب وضيمه).

عسى أن يكنس من أرضنا كل أولئك الذين سببوا الألم والمعاناة للآخرين وأن يعود كوكبنا جميلا معافى يتسع لساكنيه ولا يضطرهم صغارا وكبارا لترديد لازمة فنانتنا الرائعة رحمة رياض:

نعوف الكوكب وضيمه...

 *********************

يوسف أبو الفوز وتجربته الأدبية في ضيافة كوتكا

هلسنكي ـ  طريق الشعب

احتضنت قاعة مكتبة مدينة كوتكا الفنلندية، جنوب شرقي العاصمة هلسنكي، أخيرا، أمسية ثقافية تحدث فيها الكاتب يوسف أبو الفوز عن تجربته الأدبية وآخر إصداراته الروائية.

حضر الأمسية جمع من مثقفي المدينة، إلى جانب رئيسة الحزب الشيوعي الفنلندي ليزا تاسكينين. فيما أدارها مدير النشاطات الثقافية في المدينة تومي بوروفارا.

وفي مستهل حديثه ألقى أبو الفوز الضوء على الأسباب السياسية التي اضطرته إلى مغادرة بلده العراق، وعلى رحلته المتعبة بين بلدان عديدة، حتى استقر به المقام في فنلندا.

ثم تطرق إلى أهم موضوعات قصصه ورواياته، وإلى كتابه «طائر الدهشة» الصادر عام 1999 في دمشق، والذي تُرجم إلى الفنلندية، مشيرا إلى أن الهجرة واللجوء وموضوعات الهوية والانتماء والمجتمع المتعدد الثقافات، كانت من أهم المحاور التي تناولها في كتاباته.   وخلال الأمسية أجاب الضيف عن أسئلة تتعلق بقضايا ثقافية وأدبية واجتماعية مختلفة، طرحها عليه عديد من الحاضرين.

وفي الختام، وقّع أبو الفوز نسخا من كتبه ووزعها على الحاضرين.

 **********************

شيوعيو الصالحية  في جولة إعلامية

بغداد – طريق الشعب

شكلت منظمة الحزب الشيوعي العراقي في الصالحية – اللجنة المحلية في الكرخ الأولى، السبت الماضي، فريقا إعلاميا جوالا جاب شوارع وأسواق منطقتي الكريمات وحسون أغا، سيرا على الأقدام.

ووزع الفريق على المواطنين وأصحاب المحال التجارية ورواد المقاهي، نسخا من التقرير السياسي الصادر عن الاجتماع الاعتيادي الأخير للجنة المركزية للحزب

 *******************

في «بيتنا الثقافي» ببغداد.. د. كامل علاوي و«الموازنة العراقية العامة»

بغداد - محمد الكحط

ضيّف منتدى «بيتنا الثقافي» في بغداد، السبت الماضي، الأستاذ في كلية الإدارة والاقتصاد بجامعة الكوفة د. كامل علاوي، الذي تحدث عن «الموازنة العراقية العامة - جدل السياسة والاقتصاد»، أمام جمع من المثقفين والأكاديميين والمهتمين في الشأنين السياسي والاقتصادي.

أدار الجلسة التي احتضنتها قاعة المنتدى في ساحة الأندلس، د. عودة الحمداني. فيما افتتحها الضيف متحدثا عن الموازنة العراقية العامة، في معالجة سبق ان قدمها في 11 الشهر الجاري في جلسة بمقر اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في النجف، ونشرنا عنها تقريرا مفصلا في الصفحة الاخيرة  لعدد جريدتنا المؤرخ في 17 من الشهر.  

وفي جلسة «بيتنا الثقافي» السبت من هذا الاسبوع، قدم العديد من الحاضرين مداخلات حول الموضوع، كان بينهم الخبير المالي د. ماجد الصوري والخبير الاقتصادي إبراهيم المشهداني. وأشارت المداخلات في مجملها إلى هيمنة وسيطرة العامل الخارجي على الاقتصاد العراقي، وشددت على أهمية أن تتضمن الموازنات خططا تنموية استراتيجية، وان تحل مشكلة الكهرباء ليتمكن القطاعان العام والخاص من العمل والنمو.

كما تطرقت المداخلات إلى التدهور السريع الذي حصل أخيرا في سعر صرف الدولار وتداعيات ذلك على المواطنين.

وفي الختام، كُرم د. كامل علاوي بباقات ورد.

 *******************

ليس مجرّد كلام.. الفرح الذي صنعته البصرة

عبدالسادة البصري

للفرح دموعٌ كما للحزن، ودموع الفرح أكثر تأثيراً في المقابل وعند الآخرين!

هذا ما لمسته وأنا أقف أمام شاشة التلفاز بدموع تنهمر كالمطر، لا أعرف ماذا أصنع لحظة انطلاق صافرة الحكم معلنة انتهاء اللعبة، التي شدّت أعصابنا وجعلتنا متسمّرين ننتظر النهاية!

أصفّق وأبكي، أرقص وأبكي، أصرخ من شدّة الفرح وأبكي، صرت كالمجنون،ومعي الملايين من العراقيين الذين أتعبتهم سني الحزن والآلام المليئة بالخراب والضياعات المتلاحقة !

إنها لحظة لا توصف عاشها العراقيون ومَنْ يحبّهم من العرب والأجانب، لحظة عودة الروح إلى ملاعبنا، لحظة المدنية والجمال التي صنعتها البصرة بماركة بصرية عراقية حقيقية بلا رتوش!

اذكر في مباريات بطولة شباب آسيا عام 1977، كانت المباراة النهائية بين شباب العراق وشباب إيران واللعبة في طهران. لم يكن هناك انترنت ولا شاشات كبيرة وفضائيات، بل تلفزيون اسود وابيض في بيت خالي في جنوب الفاو، كنّا متحلّقين حوله ومشدودين إلى المباراة التي كانت قوية وصعبة جدا. وحينما سجّل اللاعب حسين سعيد الهدف الرابع دوت في المكان صرخة كبيرة مع التصفيق والرقص، لحظتها قفزت بكل قوتي الشبابية فاصطدمت أصابعي بالمروحة، وجرح إحدها .. لكنني لم أشعر بالألم من شدة الفرح!

وما حدث في ذلك اليوم حدث الخميس الماضي، حين صنعت البصرة فرحا لا يوصف، ومَنْ غيرك يا بصرة يصنع فرحاً كهذا؟!

رغم آلامنا وكثرة ضحايانا الذين راحوا قرابين لنصر لابدّ منه، كي تعود المدنية الى حياة الناس، وتنطلق المزاهر والدفوف والموسيقى في كل بقعة من بقاع الوطن مع الورود ورفرفة العلم العراقي عالياً زاهياً بهيّاً منتصراً دائما، (جينه رافعين أعلام .. بصراوي تلكانه) ..

يا لها من أهزوجة جعلت المدرّجات تتمايل طرباً لحظتها، رغم ضخامة الجموع التي لم تحصل على مقعد في المدرجات، بل لم تدخل الملعب وتوجهت إلى الساحات العامة وشارع الكورنيش وملعب الميناء والبيوت لتعيش تلك اللحظات، ورغم البرد والرطوبة والطين والضباب، كان الشباب ساهرين منتظرين دخول الملعب، يا لها من لحظات كبيرة وعظيمة لن يشعر بها إلاّ مَنْ عاشها!

البصريون عاشوا كل لحظة من تلك اللحظات من أول نفخة صافرة لحكم المباراة الأولى في اليوم الأول للبطولة، حتى النفخة الأخيرة التي أعلنت انطلاقة الفرح. لم تنم البصرة طيلة أيام البطولة ، كانت تسهر على راحة ضيوفها ( عين غطا وعين فراش ) ، لم تقعد على كرسي ، بل ظلّت واقفة تتحرك هنا وهناك تسأل عن ضيوفها واحداً واحدا ، بكلّ رجالها ونسائها وشيوخها وعجائزها وصبيانها وصباياها وشبابها وشابّاتها وأطفالها، سهرت على راحة القادمين إليها. رغم البرد والمطر كانت توزّع الابتسامة و( هله حبّوبي )مع الأكل والشرب والمسكن، لهذا صنعت فرحاً للعراقيين جميعاً ، فرحاً كنّا نحلم به وننتظره منذ سنوات !

على المسؤولين في كل المناصب أن يعوا ويدركوا ما لهذا الفرح من وقع في نفوس الناس كافة، وكم كان ضرورياً للعراقيين!

الفرح يصنعه الإنسان الحقيقي العاشق لناسه وأرضه والذي يشعر بحاجات الناس دائما. لهذا علينا السعي جاهدين إلى البناء والأعمار وتحسين الخدمات وإنهاء أزمات السكن والبطالة، وارتفاع سعر صرف العملات الأجنبية، كما علينا أن ننهي ملفّات الفساد الذي أكل الأخضر واليابس وجعل النفوس والأرض يبابا!

البصرة صنعت فرحا لا يضاهى، علينا أن نديمه ونجعله عنوان مسيرة عمل على مدار الأيام!

شكراً للبصرة وناسها الطيبين، وشكرا لكل من ساهم في صنع هذا الفرح، وشكرا للجمهور العراقي الوفي الذي أذهل العالم بحبه للوطن والناس، وشكرا للّاعبين ومدربهم الرائع.