اخر الاخبار

الصفحة الأولى

مستويات قياسية للتضخم.. لا إجراءات كابحة.. ولا صدى لأنِين الناس

بغداد ـ نورس حسن 

تواصل معدلات التضخم في العراق ارتفاعها بشكل ملحوظ ومتسارع منذ العام 2020، بعد إقدام الحكومة السابقة على خفض قيمة الدينار العراقي امام الدولار الأمريكي، في خطوة لمعالجة اثار الازمة الاقتصادية جراء انخفاض قيمة اسعار النفط إبان فترة جائحة كورونا، وكان ذلك على حساب المواطن.

وبررت الحكومة في حينها الامر بمنع تهريب الدولار الى خارج البلاد، ومن أجل دعم المنتج المحلي، لكن اي شيء من هذا لم يحدث، انما تحمل المواطن البسيط وحده تبعات السياسات الاقتصادية الفاشلة والفساد المستشري في مؤسسات الدولة المختلفة.

ورغم ان الحكومة الجديدة جاءت بوعود كثيره، لكن الحديث دائما ما يكون اسهل من التطبيق، فقد فشلت الحكومة ومنذ تشكيلها في وضع حدٍ لتقلبات الاسعار مع وصول قيمة الدينار الى مستويات قياسية امام الدولار.

ارتفاع المعدلات

ويوم الجمعة الماضي، اعلنت وزارة التخطيط ارتفاع معدلات التضخم في البلاد خلال العام الماضي بنسبة تتراوح بين 6-7 في المائة.

ويعزو المتحدث باسم وزارة التخطيط هذا الارتفاع إلى “ارتفاع أسعار بعض الخدمات وحجم التداول النقدي في الأسواق”، مشيرا الى “تأثر العراق بالتداعيات العالمية وسعر الصرف الذي تغير خلال الفترة الأخيرة”. 

ويحاول الهنداوي أن يخفف من وطأة الأزمة التي تعيشها البلاد بالقول ان “العالم أجمع يشهد ارتفاعا في مؤشرات التضخم نتيجة لتداعيات الحرب الروسية الأوكرانية وظروف المناخ التي أسهمت في ارتفاع أسعار الصناعات والطاقة إلى أعلى المستويات، وبالتالي انعكست على مؤشرات التضخم فارتفعت بشكل ملحوظ في بلدان العالم”.

ويرهن الهنداوي عملية الحد من التضخم بـ”دعم المنتج المحلي والمحافظة على قيمة العملة الوطنية وتقنين الاستيراد”، مبينا ان “الحكومة تقوم بجملة من الإجراءات للحد من حالات التضخم، وهناك سياسات ضمن التوجهات المستقبلية لدعم الصناعة والزراعة للتقليل من حجم الاستيراد وتقنينه بما يتناسب مع الحاجة الفعلية، من اجل الاسهام في الحد من الارتفاعات غير المنطقية للتضخم في البلاد”.

إضرار بقيمة الدخل

وفي هذا الشأن، تقول الخبيرة الاقتصادية سلام سميسم ان “ارتفاع معدلات التضخم في البلاد هو نتيجة لعدم السيطرة الحكومية على علاقة الدينار بالدولار، الامر الذي انعكس سلبا على الواقع الاقتصادي”، مضيفة ان “معدلات التضخم الحالية تضر بقيمة الدخل الحقيقية وليست النقدية”.

وتضيف سميسم في حديث لـ”طريق الشعب”، ان “القيمة الحقيقية هي التي يتمكن بموجبها المواطنون من الحصول على الغذاء والدواء بالامكانيات المالية التي يتحصلون عليها شهريا، وبالتالي ما يجري من ارتفاع بنسب التضخم، يعود سلبا على القدرة الشرائية للمواطنين”.

وتستغرب سميسم من “التباهي الحكومي بتحقيق اكبر احتياطي نقدي، بينما هناك شعب يعاني الامرين من ارتفاع أسعار المواد الغذائية والعلاجية”، مشيرة الى أن “القائمين على الإدارة المالية في البلاد يفتقرون الى رؤية مالية، وان واقع البلاد بحاجة الى خلية أزمة لمعالجة المشكلات المالية الراهنة”.

وحول الحلول المقترحة في مواجهة التضخم، تبيّن الخبيرة الاقتصادية ان الامر بحاجة الى “وقفة جادة لاعادة هيكلية السياسة النقدية وإعادة النظر في سياسات التكافل الاقتصادي والاجتماعي من خلال دعم مفردات البطاقة التموينية وجعلها منتظمة، إضافة الى العمل على منح المواطنين بطاقة دوائية”.

المتضرر الأكبر

اما الخبير الاقتصادي نبيل التميمي، فيذكّر رئيس الحكومة ببرنامجه الانتخابي الذي وعد من خلاله بدعم الفقراء الذين هم اليوم الأكثر تضررا نتيجة ارتفاع نسب التضخم في البلاد.

ويبيّن التميمي في حديث لـ”طريق الشعب”، ان “الإعلان الحكومي عن ارتفاع نسب التضخم هو بمثابة اعتراف بالفشل في تحقيق الوعود التي تطلقها الجهات المسؤولة في السيطرة على أسعار السوق المحلية”، مشيرا الى ان “ما يجري من تدهور اقتصادي في البلاد متوقع منذ سنوات، وذلك بناء على اعتماد الحكومات المتعاقبة على الاستيراد الخارجي دون التفاتة تذكر، لدعم المنتج المحلي على الرغم من توفر الإمكانيات”.

ويعتقد التميمي ان هناك امكانية للسيطرة على التضخم خاصة في ظل الوضع المالي الجيد للعراق في الوقت الحالي، شريطة وضع ورقة عمل للسياسة المالية من قبل خبراء في الشأنين المالي والاقتصادي، على أن يلتزم الجانب الحكومي بتنفيذها، داعيا الى ضرورة دعم مفردات البطاقة التموينية لتقليل الضغط على العوائل ذات الدخل المحدود، إضافة الى تعزيز رواتب المستفيدين من الرعاية الاجتماعية باعتبارهم الشرائح الاوسع.

---------

اجتماع موسع زراعي - فلاحي للحزب الشيوعي العراقي

عقدت المختصة الزراعية - الفلاحية المركزية للحزب الشيوعي العراقي اجتماعاً موسعاً يوم امس الاول الجمعة 20/1/2023.

توقف  الاجتماع عند واقع القطاع الزراعي بمختلف جوانبه الاجتماعية والاقتصادية والبيئية، والصعوبات والتحديات والاشكاليات العديدة التي تواجه القطاع، وعملية التمايز والفرز الاجتماعي الجارية في الريف، ومتطلبات بناء نهضة زراعية تسهم في توفير الامن الغذائي للمواطنين، الى جانب الحاجات الأولية للصناعات الغذائية التحويلية، والحد من الاعتماد على الاستيراد الخارجي في تأمين الحاجات المتزايدة للمواطنين.

كما تم التوقف عند دور الدولة في استنهاض القطاع الزراعي ورفع نسبة مساهمته في الناتج المحلي الإجمالي، بما يساعد على تنويع مصادر الدخل الوطني وتقليل الاعتماد على واردات النفط المتذبذبة. وفي هذا الشأن جرى التأكيد على توحيد الرؤى والتوجهات عبر تشكيل هيئة عليا لرسم السياسات الزراعية، وزيادة تخصيصات القطاع الزراعي، ودعم استخدام الطرق الحديثة في الزراعة والري، وتفعيل قوانين حماية المنتج المحلي، ووقف التمدد السكاني والصناعي والتجاري على حساب الأراضي  الزراعية.

وشدد الحضور على قيام الدولة ومؤسساتها القطاعية بتوفير مستلزمات الإنتاج الزراعي بشقيه النباتي والحيواني، واحياء المشاريع الزراعية المتروكة، ووقف تدهور الأراضي الزراعية، والتوسع في استصلاح وصيانة ما تم استصلاحه.

كذلك توقف الاجتماع عند تطبيق التشريعات المنظمة للملكية الزراعية، لا سيما قوانين الإصلاح الزراعي رقم 30 لعام 1959 و117 لعام 1970 وقانون 35 لسنة 1983 لتأجير  الأراضي الزراعية، وآثار تلك القوانين، مؤكدا الدفاع عن حقوق ومصالح  الفلاحين وأصحاب الملكيات الصغيرة والعمال الزراعيين، إزاء عدم تنفيذ الدولة لكامل التزاماتها بموجب قوانين الإصلاح الزراعي، وشروط تعاقد وتقاسم المزارعين من أصحاب الوحدات الزراعية الكبيرة والمستثمرين مع الفلاحين وصغار المزارعين. وتناول الاجتماع ايضا نمو العلاقات الرأسمالية في الريف، وظاهرة الهجرة الزراعية وأسبابها وآثارها الاجتماعية والاقتصادية الوخيمة، وتجاوز بعض الاستثمارات والوحدات الزراعية الكبيرة على الأراضي المخصصة للرعي، وتدهور الثروة الحيوانية.

وبتفصيل توقف الاجتماع عند معاناة الفلاحين والمزارعين وعموم سكان الريف العراقي، مشددا على وضع نظام دعم فاعل، وان يتوجه الدعم الى مستحقيه خاصة من الفلاحين الفقراء الذين يشكلون نسبة كبيرة من العاملين في الزراعة، واهمية إقامة التعاونيات بمختلف اشكالها. وان تتم مراجعة المبادرة الزراعية وتوضع الآليات الكفيلة بضمان حسن استخدامها، بما يسهم فعلياً في النهوض بالقطاع الزراعي.

 وتم تأكيد الاستمرار في تسلم الدولة للمحاصيل الاستراتيجية وباسعار مجزية، وتسديد المستحقات في وقتها، وضمان انسيابية افضل للتسويق، والإسراع في الاستلام والفحص، ومحاربة الفساد في هذه العمليات. وعلى ان يتم استلام المحصول بغض النظر عن المساحات المثبتة في الخطة الزراعية وغلة الدونم، وعلى وفق كتب رسمية من دوائر وزارة الزراعة .

في جانب آخر من الاجتماع جرت المطالبة بتأسيس المجلس الأعلى للمياه، والسعي الى انتزاع حقوق العراق المائية بالطرق الدبلوماسية والسياسية والتجارية، والى التوزيع العادل للمياه داخلياً، والانتقال التدريجي الى طرق الري الحديثة، وانشاء سدود حصاد المياه، والاستثمار الأمثل للمياه الجوفية وتوعية المواطنين بأهمية ترشيد استهلاك المياه.

وبيّن الحضور الحاجة الملحة الى الاعتناء بالريف، وتوفير الخدمات لسكانه واعمار البنى التحتية فيه، بما يساعد ويشجع على وقف الهجرة من الريف، بجانب توفير حياة كريمة لسكانه والعاملين فيه.

وناقش الاجتماع كذلك آليات وسبل تفعيل العمل السياسي في الريف، ودعم مطالب الفلاحين والمزارعين، والارتقاء بدور اتحاد الجمعيات الفلاحية التعاونية، على صعيد الجمعيات والاتحادات الفرعية والمحلية والمركزية، وان يضطلع بدوره في تبني قضايا الفلاحين والدفاع عنها.

-------

بيان قوى التغيير الديمقراطية: تغييب صوت المعارضة فعل اقصائي

كشفت قوى المحاصصة والفساد عن نهجها المقيت،‎ بإقصاء عدد من النواب المستقلين المدنيين عن اللجان البرلمانية.

وبهذا السلوك، تنتهك قوى الازمة، مجددًا ، الدستور ومبادئ الديمقراطية، ساعية إلى إزالة أي مصدٍ أمام طموحها في تمرير المشاريع المشبوهة وإقرار القوانين التي تنتهك الحقوق والحريات.

‎إن قوى التغيير الديمقراطية، تعبر عن استنكارها لاستبعاد النواب المستقلين من التمثيل في لجان برلمانية يسعون للعمل فيها، وتؤكد دعمها للنواب المستهدفين، وتدعو كافة النواب الذين يمثلون خط المعارضة والتغيير لنهج المحاصصة، إلى الوقوف معاً وتوحيد الكلمة ومواجهة هذا النهج المشوه.

-----------

راصد الطريق.. فلوس الشعب .. رجعوهه!

محكمة استئناف بغداد/ الكرخ أعلنت بكتاب رسمي في 16 هذا الشهر، موجه الى وزارة المالية/ الدائرة القانونية، رفع إشارة حجز شركة المتهم الأول في فضيحة “سرقة القرن”، استناداً الى كتاب من مصرف الرافدين الرئيسي في 11 من الشهر يتضمن الإشارة الى إيداع مبالغ من قبل المتهم في حساب الامانات المفتوح في المصرف، لايداع مبالغ الامانات الضريبية ولاستمرار الايداعات في الحساب من قبل المتهم.

مرة أخرى يواجه شعبنا “طلاسم” هذه التعابير الشائكة والعبارات المتداخلة: إيداع واسترداد للمبالغ، واستمرار للدفع، من دون اعلانٍ من اية جهة لأقيام المبالغ المستردة (باستثناء الدفعتين اللتين تشكلان معا عشرة في المائة من أصل المبلغ المطلوب استرداده!).

والسؤال المهم هنا هو: اذا كانت عملية الدفع مستمرة بينما التسديد لم يكتمل، فهل يجوز رفع إشارة الحجز؟!

ثم أين بقية المتهمين (غير المتهم الأول) في السرقة، وماذا عن الأموال التي بذمتهم؟

مطالبة شديدة من الناس للحكومة والجهات المعنية، بالشفافية وبإعلان الحقائق للرأي العام.

وأبدا لن يكون فوز منتخبنا الوطني وفرحة الشعب بذلك، عاملاً في نسيان او تناسي “سرقة القرن” وجريمة ابطالها!

**************************

الصفحة الثانية

الداخلية تلاحق المتلاعبين بأسعار صرف الدولار

بغداد ـ طريق الشعب

أعلنت وزارة الداخلية، اليوم السبت، عن تنفيذ عملية أمنية للقبض على المتلاعبين بأسعار صرف الدولار.

وذكرت الوزارة في بيان طالعته “طريق الشعب”، إنها “تسعى إلى تحقيق الأمن الاقتصادي ومتابعة المخالفين للقوانين والضوابط في عملية سعر صرف الدولار بشكل يومي ووضع الخطط الملائمة لمتابعة المتلاعبين بالأسعار ومحاسبتهم وفق القانون”.

واضاف البيان  أن “الأجهزة الأمنية المختصة نفذت عملية أمنية في العاصمة بغداد والمحافظات للقبض على المتلاعبين بأسعار صرف الدولار خارج الضوابط والتعليمات وكذلك أصحاب محال الصيرفة غير المرخصة”.

وتابع، أن “هذه العملية لم تستهدف أصحاب الشركات الذين يتعاملون بصورة قانونية بعيدة عن المضاربة التي تستهدف قوت المواطنين وكذلك تهريب الدولار وإرباك السوق”.

------------

الخريجون الأوائل في إقليم كردستان: نقاسي الإهمال والتهميش

متابعة ـ طريق الشعب

يعاني خريجو إقليم كردستان العراق كحال أقرانهم من غياب توفير فرص العمل، والحال ينطبق كذلك على الخريجين الاوائل في جامعات الاقليم، الذين مضى على تخرجهم ما يزيد على 5 سنوات من دون أن يذكرهم احد.

ورغم ان الخريجين الاوائل في الاقليم نظموا اكثر من 30 تظاهرة خلال الفترة الماضية، لكن ذلك لم يغير من واقع الحال شيئا، خاصة بعد تراكم اعدادهم، حيث ان اخر دفعة تم تعيينها هي دفعة عام 2017.

5 سنوات على التخرج

تقول زينب رمضان ـ أحد الخريجين الاوائل منذ العام 2018 – 2019 ـ انها “واحدة من الخريجات الجامعيات الأوائل في الإقليم. انتظر التعيين منذ خمس سنوات، فهو حق اساسي لكل خريج من الأوائل. كان يتوجب أن نتعين بعد سنة من تخرجنا، لكن بسبب الازمة الاقتصادية والعديد من المشكلات الداخلية في الاقليم، تعطل تعيينا حتى الان”.

وتطرقت زينب الى ان “تلك المشكلات تلاشت، ونحن نطالب الآن بحقنا، لانه لم تتبقَ اية ذريعة لعدم تعييننا. ممثلونا وزملاؤنا على تواصل دائم وهم يطالبون بحقوقنا، التي كان يتوجب ان نحصل عليها من دون ان نطالب بها”.

حاجة ماسة

يقول الاستاذ آسو لطيف عزيز، رئيس جامعة خانقين، “نحن بحاجة ملحة الى تعيين الاوائل، لكن تعيينهم يرجع الى حكومتي الاقليم والمركز. فالصلاحيات التي لدينا هي اننا فعلنا ما علينا فعله وهو رفع اسماء الثلاثة الاوائل الى الوزارة بهدف تعيينهم”.

الاستاذ عثمان، مدير الموارد البشرية في جامعة كرميان، يشير الى انه “تم تعيين الثلاثة الاوائل حتى العام الدراسي 2016 – 2017، وبصورة عامة الجامعات بحاجة الى الخريجين الثلاثة الاوائل، وخصوصا في الجامعات الجديدة: جامعات (حلبجة ورابرين وجرمو وكرميان).

ويضيف “نحن كجامعة كرميان التي تتوافر على ثماني كليات لدينا قسمان علميان، ونعاني من نقص كبير في الملاكات، حتى انه في بعض الاحيان يعمل الموظفون فوق طاقتهم؛ اذ يعملون في اكثر من لجنة، ونرسلهم الى العديد من الاماكن لتمشية اعمال الاقسام والكليات، وهذا دليل على وجود فراغ في ملاكات الجامعة، لذلك نطالب بتعيين الثلاثة الاوائل غير المعينين منذ 2017 – 2018 حتى 2021 – 2022 ، وانا بنفسي طالبت بتعيينهم وارسلت اسماءهم جميعا الى الوزارة التي كانت سابقا هي من تطالب بذلك، وغير معلوم فيما اذا كانوا سيعينوننهم جميعا ام انهم سيعينون الأوائل المتخرجين عام 2017 – 2018”.

ويضيف المتحدث “نعم، الجامعات بحاجة الى الموظفين، والذين سيتم تعيينهم وان كانوا معيدين وهم من الثلاثة الاوائل، الا انهم سيعينون كموظفين وسيعملون في الادارة او سيكلفون بمهام علمية مع الأساتذة، وبعد ان يكملوا سنة في الخدمة يبدأون في استكمال شهاداتهم للحصول على الماجستير، وكانت الحكومة سابقا تتذرع بسوء الاوضاع الاقتصادية الا ان ذلك تغير الآن وتحسنت الأوضاع الاقتصادية وارتفع سعر النفط، لذلك نستفسر عن سبب عدم تعيينهم من قبل الحكومة؟”.

أوضاع صعبة

ممثل الخريجين الاوائل كاروان علي، نوّه الى انهم، “تظاهروا لثلاثين مرة، وكانت تظاهراتنا في مختلف المناطق في السليمانية واربيل وكويسنجق و...، واضحة وجلية تطالب بالتعيين. ومن زاوية كونه حقا اساسيا لجميع الطلبة الخريجين الاوائل في الاقليم وكون الجامعات والمعاهد بحاجة ماسة لتعييننا، لانه في الاعوام السابقة ذهب معظم المعيدين المتعينين لاستكمال دراستهم للحصول على شهادة الماجستير، الامر الذي ترك فراغا كبيرا، لذلك هذا ما جعل الجامعات والمعاهد هي من تطالب بان تتم اعادة من اكملوا شهادات الماجستير والدكتوراه في البلدان الاخرى ليتم تعيينهم بصفة محاضرين او عقود وهذا بحد ذاته ظلم اخر للخريجين الاوائل، لانهم سيشغلون اماكنهم”.

ويؤكد علي انه تم تحريك هذه القضية لدى الحكومة العراقية في 17 / 9 / 2022 وجاء كتاب رسمي في 30 / 10 / 2022 إلى وزارة التعليم العالي والبحث العلمي فيه مطالبة بأسماء جميع الخريجين الأوائل من اجل تعيينهم، منوها الى عدم ورود أي خبر عن الكتاب الرسمي الذي أرسلته الحكومة المركزية حتى الآن، وكأن الكتاب قد تم إخفاؤه. وهذه المرة تكلمنا مع المدير العام لمجلس الوزراء، والأستاذ المدير الإداري في مجلس الوزراء الا انهم لم يزودونا بأية معلومات يعتد بها ولم يعلنوا عن أي موعد لموضوع تعييناتنا”.

وفي حال عدم الاستجابة لمطالبهم خلال مدة قريبة سيقوم جميع الخريجين الاوائل بتغيير موقفهم “اذا سارت الامور هكذا فان خمسة الاف من الخريجين الأوائل سينزلون الى الشوارع ويعلنون الاعتصام”، وفقا لممثل الخريجين الأوائل.

وينهى علي حديثه بالقول “حقيقة نحن نعيش أوضاعا نفسية صعبة للغاية، نحن بانتظار أخبار مفرحة، وبانتظار ان تقوم الحكومة العراقية بتعيين جميع الخريجين الأوائل، واذا لم يكن هذا الاحتمال واردا، فإننا سنحول أنظارنا الى حكومة إقليم كردستان”.

----------

فيما تواصلت الاحتفالات بالفوز في خليجي 25 .. احتجاجات تطالب بحقوق المعلمين والخريجين

بغداد ـ طريق الشعب

برغم انشغال العراقيين في الاحتفال بإحراز منتخبنا الوطني لقب كأس الخليج، لكن المئات من المواطنين لم ينفكوا عن المطالبة بالحقوق المشروعة؛ إذ شهدت محافظتا السليمانية وذي قار تظاهرات احتجاجية مطالبة بحقوق المعلمين وتوفير فرص العمل، فيما تظاهر العشرات في بغداد لرفض الاجراءات التي اتخذها رئيس البرلمان بحق احد اعضاء مجلس النواب.

حقوق المعلمين

وطالب العشرات من المعلمين والموظفين الحكوميين في محافظة السليمانية بصرف المخصصات المالية لهم، مهددين باللجوء للمحكمة الاتحادية.

وقال المعلم دانا عبدالله خلال مؤتمر صحفي: إن مخصصاتهم الوظيفية قطعت بصورة غير قانونية منذ ثمانية اعوام.

واضاف، ان الحكومة تحججت بتراجع اسعار النفط والحرب على داعش، وبعد أن أزيلت في الوقت الحالي هذه الاسباب، لا تزال الحكومة تواصل استقطاع مخصصات القسم الكبير من الموظفين الحكوميين، باستثناء موظفي الرئاسات الثلاث والقضاء والامن. وهؤلاء لا يمثلون ثلث الموظفين الحكوميين.

وطالب دانا حكومة الإقليم بصرف تلك المخصصات، مهددا باللجوء الى المحكمة الاتحادية لتقديم شكوى قضائية، مؤكداً انهم انهوا المرحلة الأولى من مطالبهم والمتمثلة بالتظاهرات واللجوء للجهات الحكومية.

وبين دانا، ان الخطوة القادمة ستشمل اللجوء الى القنصليات والسفارات الدولية قبل اللجوء للمحكمة الاتحادية.

وكانت حكومة الإقليم قد قطعت المخصصات الوظيفية للموظفين العمومين في (21-12-2015)، بسبب أزمة اقتصادية خلفتها الحرب على داعش، وتراجع أسعار النفط عالميا.

توفير فرص العمل

وفي محافظة ذي قار، تظاهر المئات من خريجي الجامعات والمعاهد قرب شركة المنتجات النفطية، مطالبين بتوفير فرص العمل.

وذكر المتظاهر قاسم والي لـ”طريق الشعب”، ان المطلب الأساس للمحتجين هو توفير فرص العمل للباحثين عنها، مشيرا الى ان الحكومات تعمل على تعيين بعض الناس دون النظر الى أساس المشكلة؛ فهناك ملايين من العاطلين عن العمل يبحثون عن أية فرصة من اجل الاستفادة منها.

وبيّن والي أن لجوء الخريجين الى التظاهر من اجل المطالبة بالتعيين في الدوائر الحكومية هو نتيجة طبيعية لغياب فرص العمل في القطاع الخاص، الذي في حال وفّر تلك الفرص، فإنه لا يقوم بتطبيق فقرات قانون العمل والضمان، مشيرا الى ان الكثير من العمال تغبن حقوقهم اذا ما تحدثنا عن الحد الأدنى للأجور او الإجراءات التعسفية مثل قطع الرواتب او الفصل من دون مبرر يذكر.

----------

اضاءة.. لكي يستمر الفرح

محمد عبد الرحمن

يوم الخميس الماضي اختتمت بطولة خليجي ٢٥ بفوز المنتخب الوطني العراقي على نظيره العماني .

البطولة  بنسختها الـ ٢٥ التي احتضنتها البصرة الفيحاء، ومنذ انطلاقها بحفل افتتاحي متميز حتى حفلها الختامي،  حملت ووجهت رسائل عدة .

الكلام عن  البطولة لابد وان يبدأ بالحديث عن البصرة وأهلها وطيبتهم وسخائهم وكرم ضيافتهم، وفتحهم ابواب منازلهم للقادمين، فهذه خصال لم تفارقهم، ورغم عسف السنين وجورها ظلت متأصلة ومتجددة . 

الافتتاح والختام كان مبهرين، وأشّرا القدرة على الابداع والابتكار وتقديم ما هو اجمل وافضل ، ليس في سياق المحاكاة ، بل في المسعى الى التميز والتفوق. وفي العراق تاريخ وحضارة يرفدان بالمقومات والركائز والذخيرة الفكرية والتراثية العمل النوعي المتميز، والمحتوى الذي يحاكي التراث ويغنيه بحاضر يسعى الى ان يتجاوز المعوقات وما حفرته السياسات العوجاء من اخاديد .

حملت البطولة رسالة محبة وسلام ووئام الى الجيران وشعوب المنطقة، وإرادة شعبية واضحة وحاسمة في وصل ما انقطع وتخطي الحواجز، وإزالة للالغام ، ورسم توجه مستقبلي يتجاوز الماضي وما حمل من منغصات، هي في جميع الأحوال خارج إرادة الشعوب وخياراتها، بل ومفروضة عليها .

ودلل الحماس الشعبي منقطع النظير وغير المسبوق، في جميع أيام البطولة وفي الاحتفالات اللاحقة والاستقبال في ساحة الاحتفالات ببغداد، على إرادة وتطلع الى تخطي نمطية قاتلة، وحياة رتيبة ، وفيه كسر وتحد لمسلمات قندهارية، وتجاوز لخطوط مصطنعة سعت بكل الوسائل الى إبقاء هذه الجماهير خارج العصر، وبعيدا عن روح الحداثة والتواصل الإنساني، وفيه ايضا تعامل مع الانسان كقيمة عليا بغض النظر عن العناوين الفرعية التي يحملها ، وهي ما يجب الان وفي المستقبل الا توضع في تعارض مع الانحياز للوطن والولاء له، ومع اعلاء شأن المواطنة المبرأة من ادران الانكفاء والانغلاق، مهما كانت العناوين والأسماء  .

فهذه الجموع الهادرة لم تتحرك لمجرد حب وشغف بلعبة  كرة القدم الشعبية والمحبوبة، عراقيا ودوليا، بل لانها اختارت،عبر هذه اللعبة الجميلة، ان تنتصر للوطن وتمزق شعارات التطرف والانعزال وتنميط الحياة، وتتطلع الى غد مختلف ومستقبل واعد، ووطن اآن يرفل بالازدهار والسلام والوئام .

من كل حد وصوب من محافظات الوطن، شمالا وجنوبا ، شرقا وغربا ، لم تكن هذه الجماهير لتقبل الا بشيء واحد يوحدها ويشد من ازرها، ويكسر الحواجز المصطنعة .. لم تكن لتقبل الا بالوطن الجامع والراية الموحدة للكل .

التوق والشوق كانا واضحين في  التطلع الى فرصة فرح حقيقي، فكان الانتصار والفوز المستحق في هذا السياق، وهو لا علاقة له البتة بأي توظيف سياسي، لذا سيخطىء من يقرأ رسالة هذه الجموع الفرحة وتوجهها، إن هو عدّهما خيارا في استفتاء او دعما  لتوجه ما  او لموقف حكومي او سياسي معين. ذلك انه انتصار للعراق وشعبه، وللجماهير عاشقة كرة القدم والمتطلعة الى نصر للرياضة العراقية بعد سنوات من الجفاف.

والفرح والبهجة لا يتوجب ان ينسيانا ما رافق هذه البطولة على أهميتها وفرادتها، من ثغرات ونواقص، ومن تعدد لجهات القرار، وان علينا التعلم من دروسها، وان يكون هناك توجه جاد وحقيقي لإعلاء شأن الرياضة على اختلاف أنواعها، وتجاوز صعوباتها واشكالياتها، وبناء المؤسسات الراعية لها والمسؤولة عنها على وفق المهنية والكفاءة والوطنية .

وفي غمرة هذا الفرح العارم لا يتوجب ان ننسى لحظة واحدة شهداء هذا الانتصار، وضرورة مواساة عوائلهم .

فالف الف مبروك لشعبنا ولبصرتنا ولمنتخبنا، على صنع  فرصة الفرح هذه وجمع كلمة  العراقيين على فعل مشترك .

 والامل كبير في فرص فرح أخرى وانتصارات  قادمة على طريق بناء عراق حر، ينعم   شعبه بالأمان والاستقرار والحياة الكريمة والعيش الرغيد.

----------

الصفحة الثالثة

قالوا إن الحكومة لا تريد مغادرة ثقافة الانفاق.. الأرقام في مسودة موازنة 2023

تثير قلق الاقتصاديين

بغداد ـ طريق الشعب

أعلن رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، أمس السبت، أن حكومته شارفت على الانتهاء من إعداد مشروع قانون الموازنة للعام 2023، في الوقت الذي اكد فيه اقتصاديون ان الحكومة تتحدث دائما بالوعود ولم تنجز أي شيء برغم مرور قرابة 100 يوم على منحها الثقة من قبل البرلمان.

حديث جديد

وقال السوداني خلال حفل تأبيني في بغداد بالذكرى الـ20 على اغتيال رئيس المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق محمد باقر الحكيم: “نشارف اليوم على الانتهاء من مشروع قانون الموازنة، وهو مختلف عن السنوات السابقة، وهي المرةُ الأولى أنْ يتمحور قانون الموازنةِ حول البرنامج الحكومي”.

وأضاف “أخذنا بنظر الاعتبار، في كلِّ خطواتنا، وفي أهدافِ الموازنة، أن نخفف الفقر المستوطنَ في بعض البيئات والقطّاعاتِ العراقية”.

تطبيق ضعيف

وحول موضوع موازنة العام الجاري، يبين الخبير الاقتصادي ماجد الصوري، ان هناك تصريحات عديدة تشير الى انها ستكون موازنة تنموية وخدمية”، مضيفا “اننا الى الان نجهل كيف ستنفذ الموازنة على ارض الواقع، وتحديدا المتعلقة بالنفقات الجارية والتشغيلية، وما هو التوجه نحو النفقات الاستثمارية؟”.

ويلفت في حديث لـ”طريق الشعب”، الى وجود مشكلة اساسية في الموازنة العامة، ترتبط بالصراعات السياسية، وتتعلق بالتخصيصات المالية للوزارات وكيفية الاستفادة من هذه الأموال، مشيرا الى ان التخصيصات قد وجدت لكن المشكلة الأخرى ترتبط في عمليات التطبيق، التي وصفها بـ”الضعيفة”.

زيادة تعرقل التنمية الاقتصادية

وتعقيبا على تصريحات السوداني، يقول الصوري ان “التوجه الكبير صوّب نحو زيادة النفقات التشغيلية، حيث سترتفع النفقات المتعلقة بتعويض الموظفين من 41 الى 61 ترليون دينار، وهذا يعتبر تطورا كبيرا في هذه النفقات”، موضحا ان هذا الارتفاع لن يسمح بوجود عملية تنمية اقتصادية، رغم وجود فائض في موازنة عام 2022.

ويطرح الصوري جملة حلول يعتقد أنها من الممكن أن تؤثر إيجابا في الوضع العام، من بينها “تطوير ملف الشبكة الكهربائية لحل ازمة الطاقة في البلد، والالتفات الى التنمية المتعلقة بالمنتج المحلي والمساهمة في تشجيعه، سواء في القطاع الصناعي ام الزراعي ام الخدمي”.

التضخم مجددا!

اما الباحث الاقتصادي نبيل جبار فيقول إنّ “صاحب القرار في العراق لا يدرك حجم التأثيرات الاقتصادية العرضية للموازنات الضخمة التي قد تساهم في زيادة التضخم بالأسعار بشكل أو بآخر”.

ويتوقع جبار تأخر دخول الموازنة حيز التنفيذ حتى في حال اقرارها، إذا ما استمرت الأزمة الراهنة لعدة أشهر قادمة، في اشارة الى تذبذب أسعار صرف الدينار أمام الدولار.

ويردف كلامه بأنّ “المعالجات تستوجب وقتاً إضافياً، ما قد يدفع البنك المركزي نحو طباعة المزيد من العملة المحلية خلال الفترة القادمة، لتعزيز حسابات الحكومة، وهو إجراء لا يخلو من المخاطرة”، مبينا أنّ الحكومة ستعتمد في الموازنة المرتقبة على سعر الصرف الثابت بقيمة 1460 ديناراً لكلّ دولار، وقد تفترض الحكومة سعر نفط بين 60 - 70 دولاراً لكلّ برميل، وهو سعر تخميني مبني على الحدود الدنيا للتوقعات السعرية للنفط.

دون إنجاز يذكر

أما الباحث في الشأن الاقتصادي محمد احمد، فيقول ان الحكومة الحالية تتحدث كثيرا دون ان تنجز شيئا، مشيرا الى ان المواطن يريد ان يلتمس شيئا حقيقيا بدل كثرة الشعارات التي تطلقها الحكومة والكتل المتنفذة، على حد سواء.

وأضاف احمد في حديث لـ”طريق الشعب”، أن لا احد باستطاعته مناقشة مشروع قانون الموازنة العامة دون الاطلاع عليه، مستدركا أن “الاخبار الواردة من قبل اللجنة المالية في مجلس النواب لا تبشر بخير”.

وزاد ان “البعض يعتقد انه بالامكان معالجة الازمات الاقتصادية بكثرة الانفاق وهذا مخالف لكل النظريات العلمية الاقتصادية”، مبينا ان “المنظومة الحاكمة تعمل منذ سنوات على تطبيق نظام زبائني قائم على توزيع الفتات والاستئثار بالغنيمة لانفسهم”.

ودعا احمد إلى ضرورة العمل على إعادة ترتيب الموازنات العامة للبلاد وفق أسس اقتصادية صحيحة ووفق حاجة البلد، والاستفادة من الفائض المالي في انشاء صناديق تنموية تأخذ على عاتقها مسؤولية القيام بمشاريع استراتيجية تكون مهمتها الأساسية توفير فرص العمل ورفد الموازنة العامة بالأموال، بعيدا عن الريع النفطي.

وحذر احمد من انزلاق البلاد في مستنقع من الأزمات، في حال استمرار المنظومة الحاكمة في التعامل مع اموال الريع النفطي بالطريقة الحالية، مذكرا أن عائدات الثروات الطبيعية هي ملك لجميع العراقيين وليس من حق احد هدرها او التصرف فيها خارج المصلحة العامة.

تحذير من عجز مالي

ويحذر عضو مجلس النواب، النائب عامر عبد الجبار، من اعتماد الحكومة سعرا تخمينيا يتخطى 55 دولاراً لبرميل النفط في قانون الموازنة المالية، وفيما دعا السلطة التنفيذية الى اعتماد سعر متوسط، أكد أن انخفاض أسعار النفط قد يسبب عجزا محتملا. وقال عبد الجبار، إن “معدل سعر برميل النفط العراقي بلغ عام 2022 ما يقرب من 95.5 دولار، ومعدل تصديره حوالي 3.320 مليون برميل يوميا  (عدا الإقليم)”، مبينا أن “السعر الحالي للبرميل حوالي 77 دولاراً أي بفارق 18.5 دولار للبرميل الواحد عن معدل سعر العام الماضي”.

وأضاف، أن “توقعات المختصين تشير الى انخفاض الأسعار التصديرية لعام 2023، وهذا ما يثير المخاوف من إمكانية اعتماد الحكومة سعرا تخمينيا مبالغا فيه، ودون دراسة واقعية ومستفيضة”.

وأشار عبد الجبار الى، أن “الحكومة خمَّنت سعر البرميل بمبلغ يتراوح من 65 الى 70 دولاراً وهذا ما لا ينسجم مع الإجراءات الحكومية بتوسيع قواعدها الوظيفية عبر زيادة التعيينات، دون ان يرافق ذلك تفعيل واقعي ومخطط له لرفع نسب الإيرادات غير النفطية”.

وخلص عضو مجلس النواب الى دعوة الحكومة لـ”اعتماد سعر تخميني يتراوح ما بين 55 و 60 دولاراً للبرميل الواحد، لمنع مواجهة عجز إضافي غير مخطط له، مع ضرورة النظر في آلية تسعير النفط وفقاً لمعادلة وطنية دون الاتكال على تسعيرة دولة أخرى، كما يحصل الان”.

 *********************

العراق في الصحافة الدولية

ترجمة وإعداد طريق الشعب

التنافس الخفي ومستقبل العراق

ذكر مقال على موقع المونيتور، المعني بأوضاع الشرق الأوسط، بأن تزامن زيارتي منسق البيت الأبيض للشرق الأوسط وشمال إفريقيا بريت ماكغورك وقائد فيلق القدس الإيراني إسماعيل قاآني، إلى بغداد، يحمل مؤشرات مهمة حول طبيعة التنافس الأمريكي الإيراني المستمر على العلاقات مع العراق، وما إذا كان هذا التزامن دليلاً على وجود وساطة عراقية بين الطرفين. وأشار الموقع إلى أن رئيس الحكومة ووزير خارجيته قد أكدا، أثناء لقائهما ماكغورك، على تعزيز العلاقات بين البلدين على أساس اتفاق الإطار الاستراتيجي بينهما، فيما أثار حضور عاموس هوشستين، المنسق الرئاسي الأمريكي الخاص بأمن الطاقة، في الإجتماع، تساؤلات حول الجهود التي تبذلها واشنطن لتشجيع العراق على تفعيل مشروع نقل الغاز من كردستان إلى أوروبا، لاسيما في الوقت الذي تشتد فيه أزمة الطاقة بعد الحرب في أوكرانيا.

وذكّر المقال بما تعرضت له حقول الغاز في شمال العراق لهجمات عديدة العام الماضي من قبل مجهولين، يعتقد البعض بأنهم معارضين لإستثمار غاز المنطقة. كما أعرب عن وجود مخاوف لدى رئيس الحكومة من غضب حلفاء إيران منه، لاسيما بعد تصريحاته لصحيفة وول ستريت جورنال، والتي أكد فيها على حاجة بلاده لتواجد القوات الأجنبية، تلك التي يطالب أولئك الحلفاء بطردها من العراق. وحدد المقال أهمية تصريح الرجلين، السوداني وماكغورك، الخاص بعزم حكومتيهما تعزيز التعاون المشترك، وعلى أهمية زيارة الأخير لإقليم كردستان ولقاءاته هناك.

خليجي 25 والتضامن العربي

وفي صحيفة الواشنطن بوست، كتب الصحفي مصطفى سليم مقالاً، إستعرض فيه مجريات بطولة خليجي 25 الرياضية وتأثيراتها السياسية على العراق والمنطقة، ووصف حفل الإفتتاح الجميل والناجح، والذي تم التركيز فيه على إستدعاء الماضي الحضاري للبلاد، مشيراً إلى كلمات رئيس الحكومة في الحفل والتي أشار فيها إلى أن خليجي 25 فرصة يمكن أن تساعد في تعزيز العلاقات بين العراق وبقية دول الخليج، وبأنه سيكون علامة على التعافي من السنوات العجاف والاضطرابات السياسية.

وكما كانت أحداث البطولة ومبارياتها أول فرصة لمواطني الخليج للتعرف على تجربة العراق الجديد، وجد الكاتب مصطفى سليم فيها فرصة مهمة للعراقيين لإستضافة بطولة كروية على أراضيهم بعد فترة إنقطاع طويلة وللتعبير عن مشاعر الفخر الوطني والرغبة بتحقيق التضامن مع العرب في الخليج. وضرب العديد من الأمثلة على ذلك على ضوء مشاهدات ولقاءات أُجريت مع الجمهور العراقي، وعكست فرحتهم بحضور العرب وكرم الضيافة الذي أستقبلوا به الزائرين، والذي فاق الكثير من التوقعات.  واشارت الصحيفة إلى أنه ورغم الظروف الحياتية والمعاشية القاسية لسكان البصرة، مدينة الإنتاج النفطي الكبير، حيث يعيش نصفهم تحت خط الفقر ويعاني ربعهم من البطالة، فقد فتح الناس منازلهم لإستقبال الضيوف وإكرامهم، وسعوا لأن ينسى الجميع الخلافات السياسية، حتى بات ممكنا أن نرى الكويتي، الذي إحتل صدام بلده قبل عقود، وهو يغني بحب العراق. كما كان ممكناً أن تبدد حفاوة الإستقبال أوهام بعض الخليجيين من أن النفوذ الإيراني وهيمنة أصدقاء إيران سيجعل وجودهم أمراً غير مرغوب به.

وأشار المقال إلى ما رافقت البطولة من بعض المنغصات كالإحتجاج الإيراني على استخدام مصطلح “الخليج العربي” لوصف البطولة، والذي رد عليه رئيس الحكومة بدبلوماسية ووضوح، مشيراً إلى أن جميع وجهات النظر محترمة، لكن العراق جزء من النظام العربي وحريص على إدامة علاقته مع دول الخليج العربي. وإعرب كاتب المقال عن إعتقاده بأن أغلبية من التقاهم في البصرة من العراقيين يشاركون رئيس الحكومة هذا الرأي.

هناك أمل، ولكن!

قال المستشار المالي لرئيس الحكومة بأن الدَين العام الكلي يعادل ثلث الإنتاج الإجمالي ويقدر بنحو 70 مليار دولار حاليا، بينها 20 مليار دولار دين خارجي، وذلك لإرتفاع العائدات النفطية، فيما رجحت وكالة فيتش للتصنيف الائتماني، أن تبقى نسبة الدين مستقرة خلال العام الحالي عند 45 في المائة من الناتج الإجمالي، قبل أن تعاود الإرتفاع على المدى المتوسط مع انخفاض أسعار النفط وضغوط المصروفات وغياب الإصلاحات لتحسين الإيرادات غير النفطية. هذا ويطالب الناس الحكومة بالإسراع في إصلاح الإقتصاد، كما وعدت بمنهاجها الحكومي، وتعزيز الميزانية الإستثمارية وترشيد الإنفاق التشغيلي والحد من الهدر في الخدمات ومكافحة الفساد.

عاشت الأيادي

توصل فريق أكاديمي من الموصل، يضم ثلاثة معلمين وثلاثة طلاب، إلى ابتكار طريقة لبناء دفيئة زراعية توفر نحو 532 ألف لتر من الماء وتقلل الانبعاثات السلبية للبيئة بنحو 255 طنا سنوياً. وقد منحت مسابقة زايد للتنمية في دولة الإمارات، إحدى جوائزها لهذا الفريق، الذي يحقق إبتكاره حلولا للمشاكل المائية التي تعاني منها البلاد. هذا وفيما يفخر العراقيون بإنجازات شبيبتهم، ينتظرون من الحكومة الكف عن إهمال الطاقات العلمية، ومعالجة البطالة في صفوفهم وتوفير سبل تقدمهم مع الإسراع في معالجة ما يعيشه التعليم العالي والبحث العلمي من مشاكل، كفشل الخصخصة وقلة التخصيصات وتدني كفاءة الإدارات.  

هَمْ متأخرة و هَمْ معطوبة!

وصفت وزارة المالية المعلومات المسربة عن الموازنة بأنها غير نهائية بعد، فيما كشف أحد النواب عن أن نسبة العجز ستبلغ 121 تريليون دينار عراقي، وهو رقم يتجاوز رقم العجز المخطط في موازنة العام 2019. هذا وفيما وصل حجم الإنفاق التشغيلي إلى 100 ترليون دينار، لم تتضمن الموازنة أية حلول للمشاكل التي باتت ترافق تشريعها كل عام، لاسيما مع توقع زيادة في التضخم والأسعار والترهل الوظيفي، في وقت حذر فيه الخبراء من أن تفوق تخصيصات الإنفاق على القدرة الاستيعابية والتنفيذية للدولة سيسبب هدراً في المال العام أو تجميداً له أو سيجعله هدفا للفاسدين.

من بركات نظام المحاصصة والفساد

 أعلنت وزارة التخطيط، أن الجهاز المركزي للتقييس والسيطرة النوعية تمكن خلال العام الماضي من فحص ما نسبته 72 بالمائة من المنتجات المحلية و51 بالمائة من المنتجات المستوردة فقط، دون أن تحدد أسباب هذا القصور، الذي بات ممراً لدخول بضائع بمواصفات رديئة ومضّرة بالصحة والبيئة، كالمواد المشعة والأغذية منتهية الصلاحية والأدوية الفاسدة وغيرها. هذا ويشير المراقبون إلى أن الكثير من السلع ذات المواصفات الفنية المتدنية، تدخل الأسواق وتطيح بالمنتوج الوطني، بسبب الباب المشرع للإستيراد بلا حدود وجراء استشراء الفساد في دوائر الجمارك والمعابر الحدودية، وبحماية المتنفذين والسلاح المنفلت.

دينارنا في مهب الريح

سجلت نهاية الإسبوع حدوث تراجع غير مسبوق لسعر الدينار في الاسواق، حين تجاوز حاجز 1650 ديناراً للدولار الواحد، مما شكّل ضربة موجعة للكثير من العراقيين، جراء ما نتج عنه من إرتفاع في الأسعار وصعوبات جدية في تغطية مستلزمات المعيشة. هذا وفيما لا يعتبر المراقبون الأزمة سوى أداة بيد القوى الأقليمية والدولية، لتحقيق أجنداتها ولتدجين الحكومة، لاسيما بعد إظهارها لمواقف وسطية من بعض القضايا مؤخراً، ينتقد الناس إجراءات البنك المركزي غير المجدية وصمت الحكومة المخجل تجاه من يعمل على تحقيق مصالحه بغض النظر عما يسببه لنا من جوع ولعملتنا الوطنية من خراب.

 *************************

الصفحة الرابعة

حديث عن تشريع قانون حماية المعلم.. معنيون: المنظومة التربوية لا تواكب التطور العلمي

بغداد – تبارك عبد المجيد

أعلنت لجنة التربية والتعليم البرلمانية، أخيرا، عزمها تفعيل قوانين مهمة خلال فصلها التشريعي الجديد، منها قانونا حماية المعلم، وتنظيم عمل المدارس الأهلية، اللذان من المنتظر ان تضعهما اللجنة في الأيام المقبلة على طاولتها لدراستهما بشكل مفصل وبعدها يجري تقديمهما الى مجلس النواب.

فيما يطالب باحثون في المجال التعليمي، بان يكون هناك تطبيق واقعي وحقيقي لهذه القوانين.

زيادة تخصيصات الوزارة

ويقول عضو اللجنة البرلمانية النائب طعمة اللهيبي، ان لجنته ستشرع في هذا الفصل التشريعي الحالي تفعيل أهم قوانينها وهو قانون حماية المعلم، ويتبعه قانون تنظيم عمل المدارس الأهلية، مبينا ان “تأخير طباعة الكتب لن يتأخر مجددا، حيث سنعمل في الموازنة الحالية ـ التي ينتظرها مجلس الـنـواب ـ على تـأمـين تخصيصات طباعة المناهج المدرسية للعام الدراسي المقبل، وستكون جاهزة في موعدها ومن دون تأخير”.

ويضيف اللهيبي، ان هنا “خططا كبيرة لوزارة التربية، منها: تقديم الوجبات الغذائية للطلبة وتأمين الصحة المدرسية وطباعة المناهج وكثير من الفقرات”، لكنه يرهن ذلك بـ”توفير أموال كافية لصالح وزارة التربية كونها من الوزارات ثقيلة العبء، وتتحمل مسؤولية كبيرة ولديها أكثر من 13 مليون طالب، وتحتاج إلى موازنة لا تقل عن موازنة وزارة الدفاع أو عن أي وزارة سيادية كبيرة”.

توفير حماية

ويذكر المتحدث باسم وزارة التربية كريم السيد، ان “الغاية الاساسية من محاولة اقرار هذه القوانين هي البحث عن تشريعات وضوابط من شأنها أن توفر حماية للكادر التدريسي من أية اعتداءات محتملة من قبل أولياء الأمور”، لافتا الى انه “قبل أربعة أعوام تمت مناقشة هذا القانون، لكنه للأسف لم ينفذ”.

ويقول السيد في حديث لـ”طريق الشعب”، ان “وزارة التربية تسعى دائما الى حماية الحرم المدرسي وما يتضمنه من أساتذة وطلاب وبنى تحتية”، مبينا ان الوزارة تحث كوادرها على اتخاذ الإجراءات بشكل سريع في ما يتعلق بالشكاوى التي تصل اليها بهذا الشأن، سواء تلك التي تقدم بشكل مباشر للوزارة وللمديريات العامة التابعة لها ام عبر القضاء”.

وقف منح الإجازات

وبالحديث عن التعليم الأهلي، يبين السيد ان وزير التربية ابراهيم الجبوري وجه بإيقاف منح اجازات جديدة ومراجعة الاجازات الخاصة بالمدارس والمعاهد الاهلية، معللا ذلك بوجود “العديد من الإجازات التي منحت بشكل عشوائي وبعضها يحتاج الى إعادة نظر”.

ويردف السيد بالقول: ان “البرنامج الحكومي وخطة وزارة التربية تتضمن: الاهتمام بتطوير التعليم الأهلي، باعتباره تعليما ساندا للتعليم الحكومي”.

عام الأبنية الدراسية

ويشير السيد إلى ان “التخصيصات المالية أثرت على تجهيز الكتب في بداية العام الدراسي”، متأملا ان “تكون هناك تخصيصات مالية كافية في موازنة 2023، كي تساهم في تقليل وتقويض هذه المعوقات”.

ويقول المتحدث: ان “شعار الوزارة لهذا العام هو (عام الأبنية الدراسية)، عام استقرار العملية التربوية”.

قلة الخبرات من جهته، يقول رئيس منظمة افق ـ وهي مؤسسة معنية بشؤون التعليم ـ علي التميمي ان “هذه القوانين تعتبر جيدة، كونها تسعى لتحسين واقع المعلم في العراق وتوفير الحماية له سواء من الاعتداءات العشائرية او بعض التدخلات السياسية”.

ويضيف، ان قانون حماية المعلم “يحتاج الى تحديت وتطوير أكثر فقراته”.

ويردف التميمي كلامه لـ”طريق الشعب”، بان “المنظومة التربوية، لا تزال تنتج اشخاصا غير اكفاء، ولا يواكبون التطور الحاصل في عملية التعليم”، لكنه يربط ذلك بـ”ضعف البنى التحتية وقلة الخبرات”.

كيف يُحمى المعلم؟

ويجد التميمي ان إحدى آليات حماية المعلم هي أن يتم تسليحه بأدوات تسهم في بناء وتعزيز قدراته، اضافة الى تطبيق القانون بشكل حقيقي وواقعي، لا أن يبقى مجرد “كلام على ورق”، على حد وصفه.

وعن قانون تنظيم المدارس الاهلية، يعلق التميمي بالقول: انه “يحتاج الى نقاش أكثر ورؤية أوسع، كون القطاع الأهلي مرتبطا بعدة جهات غير وزارة التربية”، مشددا على ضرورة ان “يكون عمل المدارس الاهلية وفق اليات ومعايير دولية”.

ويبدي المتحدث أسفه لتحول منازل صغيرة وكرفانات الى مدارس أهلية “نموذجية”، بفعل الفساد والرشى وغيرها، مؤكدا أن هذه الظاهرة أساءت الى منظومة التعليم.

ويحذر التميمي من أنّ التحديات التي تواجه التعليم في العراق بدأت تتفاقم بشكل غير مسبوق، نتيجة لاستمرار ظاهرة الدوام المزدوج والثلاثي.

اعتداءات تطاول الأساتذة

ويقول الناشط في مجال التعليم، علي حاكم، ان “توفير بيئة آمنة للمعلم تسهم في تقديم عطاء أكبر، كونه الركيزة الاساسية في العملية التعليمية”.

ويضيف في حديث لـ”طريق الشعب”، أن “محاولة إقرار قانون حماية المعلم جاءت بسبب تعرض بعض الأساتذة والمعلمين للاعتداءات في عدة محافظات”، مبينا “أننا نحتاج الى زيادة الوعي المجتمعي تجاه قيمة المعلم ودوره”.

اما في ما يخص قانون تنظيم عمل المدارس الاهلية، فيقول إن هناك جاجة الى “وقفة حقيقية لإقراره وتطبيقه بشكل فعال، بسبب الانتشار الكبير للمدارس الاهلية العشوائية ونمو هذا القطاع بشكل سلبي على الأغلب”، وبالتالي هناك ضرورة لفرض وتفعيل الدور الرقابي عليها، من أجل تصويب عملها وترصينه.

 ************************

زراعة ديالى في خطر.. 3 عوامل تهدد هوية «مدينة البرتقال»

بغداد – طريق الشعب

تشهد محافظة ديالى انحسارا ملحوظا في عدد الأراضي الزراعية، نتيجة لتحويل بعض الفلاحين أراضيهم الزراعية الى سكنية، وذلك لتحقيق مكاسب مالية، او بسبب شحة المياه التي يتعرض لها نهر ديالى، وبقية الانهر الفرعية، التي تعتبر مصدرا أساسيا لري هذه الأراضي.

ويؤكد مختصون في البيئة، هجرة اعداد كبيرة من المزارعين من سكان القرى والأرياف إلى المدن الكبيرة، نتيجة لشح المياه وتقليص الخطط الزراعية، وتحويل المناطق الزراعية المحيطة بالمدن إلى مجمعات سكنية عشوائية، باتت تهدد النظام البيئي.

يشار الى ان محافظة ديالى تعد من أكثر المحافظات تعرضا للجفاف، بسبب قلة المياه التي تطلقها دول المنبع، كون اغلب مصادر مياه المحافظة هي من خارج العراق، حيث تسبب جفاف نهر ديالى بهلاك أكثر من 5000 دونم من البساتين في سبع قرى زراعية كبيرة.

وكان مسؤولون حكوميون في ديالى أطلقوا خلال العام الماضي، نداءات استغاثة لإنقاذ مناطق المحافظة من مخاطر الجفاف وفقدان الغطاء النباتي.

ويصف الخبير البيئي احمد صالح، ضرر تجريف الاراضي الزراعية بـ “الكارثة البيئية”، موضحا ان “قطع الاشجار في المساحات الخضراء وتقسيمها من أجل تحويلها إلى أراض سكنية ومشاريع صناعية، يحدث ضررا بيئيا على جميع الاحياء”، لافتا الى ان ذلك يساهم ايضا في انهاء ثقافة الريف والموروثات الاجتماعية المرتبطة به.

مهن مهددة بالانقراض

ويبين الخبير لـ”طريق الشعب”، ان “انهاء الريف يعني موت اغلب المهن المرتبطة به، كمهنة الزراعة وصناعة القوارب والحرف اليدوية اضافة الى انتاج الالبان وتربية الحيوانات وغير ذلك”، معتبرا انها “روافد اقتصادية الى جانب كونها ثقافية”.

ويقول ان هذه الظاهرة توسعت “نتيجة للتقصير الحكومي، وغياب الدراسات الخاصة بعدد السكان”، مطالبا الحكومة بـ”التعامل الجاد مع هذا الملف، وان تهيئ مستلزمات العيش للمواطنين من سكن وبنى تحتية، كي لا نذهب باتجاه تجريف المساحات الزراعية”.

الأراضي الزراعية تتحول الى سكنية

ويذكر قائمقامية مدينة بعقوبة، عبد الله الحيالي، ان “البساتين والأراضي التي من صنف الزراعي حولها مالكوها الى أراض سكنية عن طريق بيعها، لتعود إليهم بمردود مالي أكبر”.

ويعلل الحيالي لجوء الفلاحين إلى ذلك، بـ”غياب دعم الحكومة المركزية لهم، وغزو الأسواق المحلية بالمنتجات المستوردة”، مردفا ان “هذه الأسباب أحبطت الفلاح”.

ويؤشر الحيالي خلال حديثه لـ “طريق الشعب”، “غيابا” للتشريعات القانونية التي تحافظ على الأراضي الزراعية

دعاوى قضائية

وعن دوره كإدارة محلية، يقول الحيالي: انه “جرت إحالة المئات من أصحاب العقود والأراضي الزراعية، ممن عمدوا الى تجاوز القوانين وبيع الاراضي الزراعية كأراض سكنية او صناعية او تجارية، الى المحاكم المختصة، وتم توجيه شعب الزراعة لتقوم بإرسال ممثل قانوني لإقامة دعوى جزائية”.

ويضيف ان “إعادة المناطق الزراعية خارج صلاحيتنا”.

ويحث الحيالي الحكومة المحلية في ديالى على “توفير الدعم الحقيقي للفلاحين من خلال توفير المستلزمات الزراعية ورفع الرسوم الجمركية عن المحاصيل الزراعية الداخلة الى العراق، وتشجيع الزراعة المحلية لتعود المساحات الخضراء”.

انقطاع مصدر المياه

فيما يرى المواطن باهر محمد، من سكنة محافظة ديالى، ان “عمليات تجريف الأراضي التي تحدث في المحافظة، تعود الى بعض العوامل، من بينها: جفاف نهري ديالى وخريسان، كون الأراضي الزراعية تعتمد عليهما كمصدر مائي للزراعة. إلى جانب بيع العقود الزراعية وتحويل الأراضي الى سكن من قبل مستثمرين او مواطنين”.

وعن تحويل الأراضي الى سكنية يقول محمد لـ “طريق الشعب”، انها “تؤثر سلبا على المحاصيل المحلية”، موضحا أن “الوارد الذي كانت تطرحه هذه البساتين والمزارع من الثمار يسد حاجة المواطنين، لأنه ذو نوعية جيدة ومرغوبة، وتحديدا الحمضيات والرمان”.

ويؤكد القوانين العراقية في نصوصها ضرورة الحفاظ على الأراضي الزراعية، لا سيما في قانون 117 لسنة 1970 وقانون حماية الإنتاج النباتي وقانون 53 لسنة 1976 وكذلك قرار 364.

يشار الى ان وزارة الزراعة اعلنت بداية الشهر الجاري اتخاذ إجراءات صارمة لمنع تجريف الأراضي والبساتين، فيما أشارت إلى تشكيل لجان رئيسية وفرعية في جميع المحافظات لمنع تجريف الأراضي ومحاسبة المتجاوزين.

 ****************

حكومتها المحلية تعدهم بـ «حلة جديدة»

سكان الفلاحية في الكوت: صيفنا بلا كهرباء وشتاؤنا يغص بالمياه بالآسنة

بغداد ـ طريق الشعب

يعاني سكان منطقة الفلاحية، التابعة لقضاء الكوت في محافظة واسط، من المياه الآسنة المتجمعة في برك ومستنقعات نتيجة لطفح المجاري؛ فهي تزداد عند هطول الأمطار، ما يؤدي إلى عرقلة حياة السكان أو يضطرون إلى ترك منازلهم لحين زوال تلك المياه.

يشار الى ان منطقة الفلاحية تأسست في العام 1961، وكانت سابقا عبارة عن مجموعة من القرى، تزرع أراضيها الخصبة بأنواع من الخضراوات والفواكه، عبر استثمار موقعها القريب من نهر دجلة.

عرقلة لحياة المواطنين

يقول اسعد القريشي ـ وهو أحد مواطني الناحية ـ ان “أنابيب المجاري لا تستطيع وقت الأمطار صرف المياه ما يؤدي إلى انسدادها وغرق الشوارع وتكوين برك ومستنقعات لمياه ملوثة، وبالتالي تصبح بؤرة للجراثيم التي تسبب خطرا شديدا يهدد سكانها”، لافتا إلى “إننا نخشى آثارها الصحية”.

ويضيف في حديثه مع “طريق الشعب”، أن “الإهمال والتباطؤ في العمل أثر سلبا على سير الحياة في منطقة الفلاحية، وتحديدا طلاب المدارس”، مطالباً الحكومة بضرورة “الإسراع في إنجاز المشروع”.

“متلكئة”

ويشير القريشي في حديث مع “طريق الشعب”، إلى أن “هناك مبادرات لمشاريع حكومية بشأن المجاري وتبليط الشوارع، لكنها لم تصل لجميع الفروع”، واصفا إياها بـ “المتلكئة”.

ويلفت المواطن الى انه “بالإضافة الى مشكلة المجاري، تعاني ناحية الفلاحية وبقية مناطق محافظة الكوت من انقطاع مستمر للكهرباء، خاصة في فصل الصيف”.

وعن اهم التحديات التي تواجه منطقة الفلاحية يذكر مستشار محافظ واسط وائل العبودي، ان “تأخر إقرار الموازنة العامة، سبب ازمة مالية في عموم المحافظة، إضافة الى التأخر في مشروع أعمال المجاري الخاصة بالمنطقة”، مشيرا الى معرقل آخر وهو “الخلافات السياسية التي بدورها أثرت سلبا في انجاز المشاريع”.

ويقول العبودي في تصريح لـ”طريق الشعب”، ان “هناك محاولات أيضا لتطوير كورنيش منطقة الفلاحية، والعمل جارٍ فيه”، مؤكدا انه “لا يمكن انجاز او البدء بمشاريع جديدة، قبل أن يتم انجاز مشروع البنى التحتية الخاصة بالمجاري”.

ويضيف ان “هذا المشروع يتطلب وقتا طويلا لاستحصال الموافقات وانجازه”.

تخصيصات مالية

وطبقا لمستشار المحافظ، فقد تم تخصيص هذا العام مبلغ يقدر بحوالي 25 مليار دينار لمشاريع منطقتي الامام رضا والسياسيين، و17 مليارا لمنطقة الفلاحية.

ويشير الى ان “هذه المناطق الثلاث تعد منطقة جغرافية واحدة”، متوقعا ان يتم إنجاز هذه المشاريع خلال العام الحالي.

ويبين العبودي ان عدد مشاريع المحافظة يقدر بـ (800) مشروع خدمي في عموم المحافظة.

وفيما يعد المتحدث سكان ناحية الفلاحية بـ”حلة جديدة” نهاية العام الجاري، أقر بأن “اغلب سكان هذه المنطقة نزحوا من منازلهم بسبب سوء الخدمات”.

من جهته، يقول مدير علاقات محافظة واسط علي المياحي: ان “منطقة الفلاحية هي إحدى المناطق الشعبية المهمة في المحافظة؛ إذ يبلغ عدد سكانها حوالي (80 -100) الف نسمة”.

ويشير في حديثه مع “طريق الشعب”، الى ان “مشكلة المنطقة تتمحور حول عدم اكمال مشروع المجاري”، مؤكدا ان هناك مشاريع جارية في هذا الشأن، وستكون كلفتها على حساب الحكومة المحلية.

وعود حكومية.. واهية

وكانت وزارة الاعمار والاسكان اعلنت في عام 2018 عن قرب افتتاح مشروع محطة معالجة مجاري النسيج المستحدثة في محافظة واسط. وقالت انه “تم تجهيز ونصب مضخات افقية من منشأ سويدي وتجهيز ونصب منظومة ازالة الروائح من منشأ ايطالي، بالإضافة الى تجهيز ونصب بوابة التحكم بالجريان وسكرين ستنلس ستيل للحوض الرطب في المحطة”.

اما من جانب الاعمال الكهربائية فقد صرحت الوزارة بانها انجزت الاعمال الخاصة بربط التيار الكهربائي الوطني حسب مواصفات مديرية توزيع كهرباء واسط ومن مناشئ أوربية رصينة بما فيها محطة كيوسك (400kva) ومولد كهرباء منشأ ايطالي (259kva). وفي عام 2021 صرحت مديرية مجاري المحافظة عن مباشرة إحدى الشركات المحلية بتنفيذ مشروع الخطوط الناقلة لمجاري الصرف الصحي في الجانب الأيمن لمدينة الكوت بكلفة تبلغ نحو 18 مليار دينار، وبفترة تنفيذ تصل الى 500 يوم. بمعنى أنه كان من المفترض أن ينجز منتصف العام الماضي. ىاما في العام 2022 فقد أعلن محافظ واسط محمد جميل المياحي، وضع الحجر الأساس لمشروع تنفيذ شبكات مجاري ومياه الأمطار. وذكر في وقتها ان هذا العام (2022) سيشهد إكمال مشاريع عدة تهم المواطن الواسطي.

 *******************************

الصفحة الخامسة

الكهرباء في واسط.. «الوطنية» تمر خاطفة والتجاوزات تنهك الشبكة!

الكوت – طريق الشعب

بالرغم من امتلاكها محطة حرارية عملاقة لتوليد الكهرباء، تعاني محافظة واسط منذ سنوات، صيفا وشتاء، من أزمة حادة في تجهيز الطاقة الكهربائية، تتجلى في قلة ساعات التجهيز وضعف التيار وتهالك الشبكة بفعل التجاوزات.

وتثير هذه الأزمة استياء المواطنين، الذين كثيرا ما خرجوا في السنوات الأخيرة، في تظاهرات ووقفات احتجاجية مطالبين بتحسين خدمة الكهرباء، كانت آخرها تظاهرة نظمها أهالي قضاء الزبيدية الأسبوع الماضي.

وتمتلك محافظة واسط، محطة حرارية لتوليد الكهرباء، تساهم في نحو 15 في المائة من إنتاج العراق من الطاقة الكهربائية، بما نسبته 3 آلاف ميغا واط. وتشارك هذه المحطة التي تقع على ضفاف دجلة في قضاء الزبيدية، في رفد محافظات الوسط والجنوب بالتيار الكهربائي، بينما مدن المحافظة المنتجة تعاني ترديا حادا في هذه الخدمة الاساسية – وفق ما يؤكده مواطنون عديدون لـ “طريق الشعب”.

وخلال الصيف الماضي، تعرضت المحطة الحرارية إلى الانهيار أكثر من مرة، جراء الضغط الكبير الذي يقع عليها بفعل ازدياد الحاجة إلى التيار الكهربائي. ووقتها حمّل محافظ واسط وزارة الكهرباء مسؤولية تلك الإنهيارات، مشيرا في حديث صحفي إلى “عدم قدرة الوزارة على إدارة محطات الإنتاج، وغياب العدالة عن عملية توزيع الحصص الكهربائية بين المحافظات”.

يشار إلى أن حصص المحافظات من الطاقة الكهربائية تحددها “الهيئة التنسيقية العليا للمحافظات”، التي يترأسها رئيس الوزراء وتضم المحافظين كأعضاء.

“مرور الكرام”

يصف المواطن شاكر ناظم، من مدينة الكوت، الكهرباء الوطنية بأنها “كالزائر.. تمر علينا مرور الكرام”!

ويقول لـ “طريق الشعب”، أن “فترة تجهيز التيار الكهربائي لا تتجاوز 6 أو 7 ساعات خلال اليوم، رغم كوننا في فصل الشتاء. أما في الصيف فالأمر أسوأ”، مبينا أنه “حتى في فترة تجهيز الكهرباء، تكون الطاقة متذبذبة بين قطوعات مفاجئة وضعف في الجهد الكهربائي (الفولتية)”.

ويعرب هذا المواطن عن استيائه من “أزمة الكهرباء المريرة” على حد تعبيره، لافتا إلى أنه “بتنا نتحسّر على الماء الدافئ. فجهاز السخان ما أن يبدأ بتسخين الماء حتى تنطفئ الكهرباء، لذلك صار الاستحمام بالنسبة لنا أمرا في غاية الصعوبة!”.

“نفقات الوقود أثقلت كواهلنا”

أما المواطن أبو محمد، من قضاء العزيزية، فيقول أنه والكثيرين من المواطنين باتوا يعتمدون على الغاز السائل في تشغيل السخانات التي تعمل بهذه المادة. كما يستهلكون كميات كبيرة من النفط الأبيض لتشغيل المدافئ النفطية، “فالكهرباء لا تتوفر في معظم الأوقات، وبالتالي نضطر إلى الاعتماد على الوقود في تشغيل السخانات والمدافئ، الأمر الذي يفرض علينا نفقات إضافية تثقل كواهلنا”.

ويضيف المواطن لـ “طريق الشعب”، أنه ليس من المنطقي أن تمتلك واسط محطة حرارية عملاقة، بينما مواطنوها محرومون من حصة كافية من الطاقة الكهربائية، مبينا أن “مشكلة الكهرباء في واسط ليست جديدة، إنما مضت عليها سنوات، وتزداد حدتها في ذروة فصلي الصيف والشتاء”.

إرهاق وحرق أعصاب!

وكما قلنا: لا تخلو ساعات تجهيز الكهرباء من تذبذب وانقطاعات مفاجئة، وهذا ما يرهق المواطنين كثيرا ويحرق أعصابهم – على حد تعبير المواطن علي حسن من ناحية الحفرية، والذي يقول أن “أزمة الكهرباء في العراق أصبحت جزءا أساسيا من حياتنا، وبتنا لا نستغرب من غياب الكهرباء بقدر ما نستغرب ونندهش من توفرها”!

ويتساءل المواطن بحرقة وألم: “أين المليارات التي أنفقت على هذا القطاع؟ أين وعود تحسن الكهرباء التي صدعوا بها رؤوسنا ولا يزالون؟ متى ينعم مواطننا بحياة كريمة؟!”. 

محوّلة تغذي 180 منزلا!

من جانبه، يتحدث المواطن محمد علي، من أهالي قضاء الصويرة، عن مشكلة التجاوزات التي “أنهكت” الشبكة الكهربائية، مبينا أن “مساحات واسعة من الأراضي الزراعية والبساتين في القضاء، تحوّلت اليوم إلى أحياء سكنية مكتظة بالمنازل، وبسبب عدم تزويد هذه الأحياء بمحولات كهرباء خاصة بها، نظرا لكونها أحياء غير نظامية، بات أهاليها يتجاوزون على المحولات التي تغذي المناطق النظامية، الأمر الذي يزيد الحمل عليها، وبالتالي يتسبب في عطبها واحتراق كابلاتها”.

ويوضح علي أنه “وفق التخطيط الأساسي لخطوط نقل الطاقة داخل المدن، يتم تجهيز كل زقاق أو زقاقين، أي بين 40 و50 منزلا، بمحولة واحدة. ونظرا للتجاوزات التي تطال الشبكة الكهربائية من المناطق غير النظامية، باتت المحولة الواحدة تغذي عددا أكبر من المنازل، وبالتالي تتعرض للعطب والانهيار”.

ويشير إلى أن “المحولة التي تغذي زقاقنا، ربطت عليها 3 أزقة من حي زراعي، وهذه العملية تمت بموافقة دائرة الكهرباء، وأنجزت من قبل وحدة الصيانة فيها. لذلك تغذي محولتنا حاليا قرابة 180 منزلا، ولا يمر يوم دون أن تتعرض للعطب أو تنفصل عنها الطاقة بسبب الحمل الزائد”.

وينوّه علي إلى أنه “راجعنا الدائرة أكثر من مرة - نحن سكان المنازل النظامية - وطلبنا منها أن تزوّد الأزقة المتجاوزة بمحولة خاصة بها، لتخفيف الحمل عن محولتنا، إلا انها لم تستجب لنا، وأبلغتنا بأن هذا الإجراء يتطلب أن يشترك سكان تلك الأزقة بخدمة الكهرباء اشتراكا رسميا”، مستدركا “لكن معظم هؤلاء السكان من الفقراء والمعدمين، ويرفضون الاشتراك الرسمي تجنبا للأجور التي ستترتب عليهم”.

وينتقد هذا المواطن إجراءات دائرة الكهرباء “غير المدروسة” في ربط الأزقة غير النظامية بالشبكة الكهربائية، ويرى أن “من مسؤولية الدائرة أن توفر لهذه الأزقة محولات خاصة بها، لا أن تربطها بمحولات تابعة لأزقة أخرى، وتزيد بالتالي الحمل حملين”!

وتعد أزمة الطاقة الكهربائية في العراق، من أبرز الأزمات التي عانى بسببها المواطن ولا يزال يعاني، رغم المليارات الطائلة من الدولارات التي هدرت على هذا القطاع. وينتج العراق بين 19 و22 ألف ميغا واط من التيار الكهربائي، يستثمر جزءا منها، فيما يضيع الجزء الآخر خلال عمليات نقل الطاقة. بينما تحتاج البلاد إلى 40 ألف ميغا واط من التيار و20 ألفا أخرى في حال تفعيل الصناعات المحلية – حسب ما يذكره اختصاصيون. 

 *********************************

حذار من غضب العاطلين!

حميد المسعودي

لا يستبعد أن يتفجر الغضب المتراكم والمتصاعد لدى العاطلين عن العمل في العراق، في أية ساعة، كثورة عارمة بوجوه الفاسدين الذين حرموهم من حقهم في العمل، وتسببوا في بؤسهم ومعاناتهم .. لا يستبعد أن يحدث ذلك إذا لم تسارع الحكومة إلى إيجاد حلول واقعية لأزمة البطالة المتفاقمة.

معلوم أن من أبرز أسباب اتساع البطالة وزيادة أعداد العاطلين في البلاد، عدم وجود مصانع حكومية تنتج وتوفر فرص عمل للعاطلين، وضعف القطاع الخاص وتوظيف امكاناته المحدودة في مشاريع ربحية سريعة غير انتاجية، إلى جانب فتح باب الاستيراد العشوائي على مصراعيه تماشيا مع رغبات جهات متنفذة ذات مصلحة في التجارة الخارجية والاستيراد.

ورغم برامج الحكومات المتعاقبة التي تؤكد ضرورة استنهاض الصناعة وتطويرها لتكون رافدا للدخل والاقتصاد، إلا أن تلك البرامج لم تكن سوى حبر على ورق، كونها تصطدم في النهاية بعدم رغبة قوى متنفذة في تطبيقها، وعدم توفر ارادة سياسية حقيقية لدى مختلف هذه الحكومات المقيدة بشروط القوى التي رشحتها لإدارة الدولة!

وبسبب اعتماد الاقتصاد العراقي على الريع النفطي، وتوقف الصناعة الحكومية عمليا، إلى جانب ضعف القدرة الإنتاجية للقطاع الخاص وعجزه عن منافسة المستورد، سدت كل الأبواب أمام العاطلين عن العمل. فكيف تتم معالجة مشكلة الشباب من الخريجين وغيرهم، الذين يبحثون عن العمل دون نتيجة؟ هل يُترك الحبل على الغارب اسوة بما فعلت الحكومات السابقة، أم يُكتفي بتخصيص نسبة معينة من الميزانية لتقديم مساعدات شهرية بسيطة لا تغني لهؤلاء العاطلين وعائلاتهم؟

ان الحكومة مطالبة اليوم بالوقوف وقفة جادة أمام مشكلة البطالة، ومعالجتها وفقا لخطة تنطلق اساسا من حاجات الواقع الاقتصادي المعاش، وبعيدا عن هيمنة القوى المتنفذة واملاءاتها، وتشبثها بمصالحها وارادتها في مواصلة الاستيراد.

كذلك من الضروري أن تضع الدولة ضمن أولوياتها، تخطيطا مستقبليا لتحديد الحاجة الفعلية من القوى العاملة، وتأهيل هذه القوى بجانب بناء قاعدة اقتصادية صناعية من خلال تشغيل مشاريع إنتاجية كبيرة، واستثمار الأراضي الزراعية وتصنيع منتجاتها.

 ***********************

تخريبٌ يُراد منه تصليح!

متابعة – طريق الشعب

أبدى مواطنون من سكان حي العدل في بغداد، استياءهم من قيام دائرة البلدية بحفر الشارع المحاذي لإعدادية الصناعة في المحلة 647، في كلا جانبيه، لغرض تصليح أنبوب ماء مكسور، ومغادرتها موقع العمل دون أن تردم الحفر التي خلفتها.

وتساءل أحد المواطنين في منشور له على فيسبوك: “لا أدري متى تتعلم دوائر البلدية انجاز أعمالها بشكل كامل دون ان تترك وراءها مخلفات تضر البنى التحتية والمواطن، وتخلق مشكلة جديدة لم تكن موجودة؟!”.

واضاف قائلا ان البلدية بعد أن قامت بتصليح الأنبوب، لم تردم الحفر التي خلفتها ولم ترفع الأنقاض، ما أعاق سير المركبات وتسبب في حصول زحامات خانقة.

 *******************

مواساة

  • تعزي اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في واسط، صديق الحزب الأستاذ حسن محمد مطر بوفاة شقيقه الأستاذ خضير (أبو أوس).

الذكر الطيب للفقيد والصبر والسلوان لعائلته ومحبيه.

  • تنعى منظمة الحزب الشيوعي العراقي في الحرية – اللجنة المحلية في الكرخ الأولى، الرفيق جميل اسماعيل (أبو ابراهيم)، الذي توفي إثر مرض عضال لم يمهله طويلا.

الذكر الطيب للفقيد والصبر والسلوان لعائلته.

**********************

امنعوا قطع الأشجار!

ودود عبد الغني داود

في الوقت الذي تدعو فيه الدوائر المعنية بالزراعة والبيئة إلى تكثيف حملات غرس الأشجار لمواجهة تداعيات الأزمة المناخية والتصحر، يقوم البعض من المواطنين أو أصحاب المشاريع أو جامعي الحطب، بقطع الأشجار عشوائيا وبذرائع واهية، من قبيل كونها تضايق المارة أو أسلاك الكهرباء، أو انها تترك مخلفات كبيرة من الأوراق اليابسة على الأرض، وما إلى ذلك من حجج واهية.

ولأننا نسعى اليوم إلى زيادة المساحات الخضراء، أصبح من الضروري أن تطلق الدوائر المعنية حملة واسعة لتقليم الأشجار في الأماكن العامة وتشذيبها، وحبذا لو تشمل الحملة الأشجار التابعة إلى منازل المواطنين بعد الاستئذان من أصحابها.

وفي المقابل يتطلب الأمر ايضا من المعنيين منع قطع الأشجار، ونشر إعلانات تحذيرية في هذا الشأن، ومعاقبة من يُقدمون على ذلك.

 ********************

زقاق في «الشالجية»  لا تطأه أقدام البلدية!

متابعة – طريق الشعب

يشكو سكان الزقاق 66 – المحلة 403 في منطقة الشالجية ببغداد، من تراكم النفايات والمياه الآسنة في زقاقهم، مشيرين في حديث صحفي إلى أن الزقاق يخلو من حاويات لجمع الأنقاض، وأن آليات البلدية لا تدخله، الأمر الذي جعل الأزبال تحيط بهم من كل جانب – على حد تعبيرهم.

وناشد السكان دائرة بلدية الكاظمية المعنية بالمنطقة، الاهتمام بهذا الزقاق ورفع النفايات عنه وتبليطه، أو على الأقل تسويته بمادة “السبيس” كونه أوطأ من مستوى الشارع العام، لذلك تتجمع فيه المياه الآسنة، خاصة خلال فترة الأمطار. 

 *************************

الصفحة السادسة

حرب أوكرانيا ومصاعب السويد

إعداد: إبراهيم إسماعيل

بدأت أسعار المواد الغذائية كالألبان والزيوت واللحوم والأجبان في الارتفاع في الأسواق السويدية إضافة إلى قفزة غير مسبوقة في أسعار الطاقة الكهربائية والوقود، وذلك مع بداية شهر كانون الثاني الجاري، مما أوصل التضخم إلى 10.2 في المائة، حسب ما أعلنت عنه هيئة الإحصاء.

كما تواصل تراجع قيمة الكرون السويدي أمام العملات الأخرى مما بات يشكل عبئاً حقيقياً على الطبقات الوسطى والدنيا، حيث يشير كبير الاقتصاديين في بنك (SEB) إلى أن انخفاض قيمة الكرون بما لا يقل عن 75 في المائة، مع بقاء مستوى الأجور ثابتاً تقريباً، أدى إلى فقدان المواطنين لما لايقل عن 35 في المائة من قيمة رواتبهم ومدخراتهم، ولم يعد مرتب بعشرين ألف كرون كافياً للعيش برفاهية كما كان الحال عليه قبل عقد من الزمان.

ويرجع المراقبون هذا التدهور إلى اضطراب الوضع العالمي بسبب الحرب في أوكرانيا ورفع أسعار الفائدة في الولايات المتحدة وزيادة الطلب على الدولار واليورو في السويد. ويحددون عدداً من التأثيرات السلبية لإنخفاض قيمة العملة على المواطن بإضعاف القوة الشرائية والسيولة المالية وارتفاع أسعار السلع وخاصة المستوردة منها، مشيرين إلى أن هذا التدهور في قيمة العملة سيستمر حتى وقت ليس بالقريب.

التخلي عن الحياد

ويبدو أن لتخلي السويد عن ما عرفت عنه من حياد طيلة قرنين من الزمان، والذي ظهر في الانتماء إلى الإتحاد الأوربي ثم طلب الانضمام إلى حلف الناتو، وانغماسها بشكل غير مسبوق في دعم حكومة كييف عسكريا ومالياً في الصراع مع روسيا، تأثيرا مباشرا على الوضع السياسي والاقتصادي للبلاد. وفيما يعيش المجتمع جدلاً عميقاً وإستقطاباً شديداً منذ الإنتخابات التشريعية في أيلول الماضي، والذي حقق فيها تكتل اليمين أغلبية بسيطة، تثار تساؤلات جادة حول الدور الذي يمكن أن تلعبه السويد (غير المحايدة) في رئاسة الإتحاد الأوربي، في ظل تصاعد غير مسبوق للعنصرية ولنشاط عصابات الجريمة المنظمة ولمعاناة الأقليات المهاجرة.

وجاءت أبرز الإنتقادات من حزبي اليسار والبيئة، الذين رفضا إنضمام السويد لحلف الناتو، ودعيا إلى أن تبقى السويد صوتًا قويًا للسلام والديمقراطية في العالم. ويعرب الحزبان عن إعتقادهما بأن للسويد تجربة طويلة من الحياد والسلام منذ الحرب العالمية الأولى والثانية، وإنها نجحت  في الحفاظ على سلامة شعبها وأرضها ، في ظروف الحرب الباردة، التي كانت أسوأ بكثير مما هي عليه الآن.  وتمثل الصفقة الأخيرة من الدعم العسكري الذي أعلن عنه رئيس الوزراء أولف كريسترشون إلى أوكرانيا، الأسبوع الماضي، والتي تضمنت تزويدها بنظام مدفعية آرتشرالمضادة للصواريخ، إنتقالة كبيرة في الإنغماس في الأزمة الأوكرانية، إلى الحد الذي بات يحمل معه بوادر إختلافات بين القوى السياسية والاجتماعية من الوسط واليمين.

الإنضمام لحلف الناتو

هذا وتجدر الإشارة إلى أن السويد قد واجهت رفضاً تركياً لطلب إنضمامها لحلف الناتو، الذي يشترط نظامه موافقة جميع الأعضاء على إنتماء عضو جديد للحلف. وجاء رفض أنقرة كمسعى للضغط على السويد لقطع علاقاتها مع الحركة التحررية الكردية، لاسيما في سوريا، وتسليم العديد من نشطائها من اللاجئين السياسيين في السويد والذين يتمتعون بحمايتها، إلى الأمن التركي. ورغم توقيع الحكومة السابقة لأتفاق مع أردوغان تلتزم له فيه بتنفيذ شروطه، رفضت المحكمة العليا بعض فقرات الإتفاق، الذي واجه انتقادات واسعة. كما وجهت مظاهرات شعبية، عُلقت فيها دمية لأردوغان (تشبهه بما حدث لموسوليني) ، صفعة أخرى للإتفاق، إذ رفض الادعاء العام السويدي فتح تحقيق في حادثة تعليق الدمية، رغم تنديد الحكومة بهذا الفعل، وهو ما اعتبره كثيرون متناقضاً مع الديمقراطية وحرية التعبير.

فساد غير مسبوق

وتعيش الحكومة على صعيد أخر، أمراً غريباً أخر، حيث يبدو أن خلو مؤسسات البلاد من الفساد، إلى الحد الذي تخلو فيه قوانينها من عقوبات لمثل هذه الجرائم، لم يعد تميزاً لها، بعد أن أعلن عن شبهات رشى في ما يزيد عن 10 في المائة من صفقات الشراء الكبيرة والتي مولّت من أموال دافعي الضرائب، خلال السنوات الخمس الأخيرة. وقد دفعت مجمل هذه المشاكل رئيس الحكومة اليمينية إلى طلب التعاون مع أحزاب اليسار والوسط في جميع أو بعض القضايا، وهو ما رفضته فوراً زعيمة اليساريين نوشي دادغوستار.

 *****************

ضد عنف اليمين في سانتا كروز.. قوى اليسار والتقدم في بوليفيا تُحشّد دفاعا عن الشرعية والديمقراطية

رشيد غويلب

ردا على أعمال العنف وإشاعة الفوضى المستمرة من قبل مؤيدي حاكم ولاية سانتا كروز اليميني المسجون لويس فرناندو كاماتشو، دخلت قوى اليسار والحركات الاجتماعية في بوليفيا حالة تأهب.

وفي بداية كانون الثاني الحالي، التقى ممثلو أكبر تحالف لمنظمات السكان الأصليين والمنظمات المهنية والاجتماعية (ميثاق الوحدة) والاتحاد العام لنقابات العمال في بوليفيا من أجل التضامن مع الرئيس اليساري في القصر الجمهوري، مؤكدين دعمهم لـ “عملية التغيير الموحد”.

وبينما يستمر تصعيد أعمال العنف من قبل أنصار كاماتشو، خاصة في سانتا كروز، غطت المسيرات التضامنية مناطق البلاد الأخرى وشوارع جميع المدن الكبرى، مطالبين بالكشف عن جميع تفاصيل وخلفيات انقلاب 2019، وإدانة جميع المتورطين فيه، وخصوصا لويس فرناندو كاماتشو، الذي يعد من المسؤولين الرئيسيين عن المذابح في ساكابا وسينكاتا ويطالبون باتخاذ اشد العقوبات بحقه.

ويعتبر مؤيدو الحكومة اليسارية تدمير المرافق العامة من قبل منظمة شباب اليمين المتطرف في سانتا كروز، عملية زعزعة مقصودة لسلطة الدولة واستمرارا مع سبق الإصرار لنهج المحاولات الانقلابية.

وتعرضت مباني الدولة والشرطة، فضلاً عن منازل وزير الأشغال والخدمات والإسكان إدغار مونتانيو وعمدة مدينة سانتا كروز جوني فرنانديز، لهجمات متكررة في الأسابيع الأخيرة.

خلفيات الصراع

وانطلقت الاضطرابات بعد اعتقال الحاكم اليميني كاماتشو في 28 كانون الأول، وهو محتجز الآن في سجن تشونشوكورو شديد الحراسة في العاصمة لاباز، على ذمة التحقيق لمدة أربعة أشهر. ووفق لائحة الاتهام في قضية الانقلاب، يواجه القيادي اليميني تهما بالإرهاب والتآمر ونشر خطاب الكراهية خلال انقلاب 2019.

وأضافت محكمة الجنايات المسؤولة، أخيرا، إلى لائحة الاتهام تهم “رشوة وإغراء جنود”. بالإضافة الى ذلك تخضع رئيسة حكومة الانقلاب جانين أنيز، ووالد كاماتشو، وثلاثة وزراء سابقين وقائدان للجيش والشرطة للتحقيق.

ويعتبر كاماتشو شخصية رئيسية في الانقلاب وما تلاه من مذابح في ساكابا وسينكاتا، والتي خلفت أكثر من عشرين قتيلاً. وأدى الانقلاب إلى استقالة الرئيس المنتخب ديمقراطيا إيفو موراليس، وانتقاله الى الارجنتين. وموراليس هو أول رئيس جمهورية من السكان الأصليين (الهنود الحمر). لقد اقتحم كاماتشو القصر الرئاسي حينها وهو يحمل العلم بيد والكتاب المقدس باليد الأخرى، وأعلن أمام الكاميرات: “إن الكتاب المقدس يعود إلى القصر الحكومي”. ثم انحنى على الكتاب المقدس والعلم الذي وضعه على ختم الرئيس وقال: “ لن يعود أبدًا. اليوم يعود المسيح إلى قصر الحكومة. بوليفيا مع المسيح”.

سانتا كروز هي المركز الاقتصادي لبوليفيا. لقد تصاعد الصراع بين النخب القديمة والقطاعات السياسية اليمينية واليمينية المتطرفة في سانتا كروز من ناحية، وأغلبية السكان الأصليين من ناحية أخرى، منذ تولى الرئيس اليساري موراليس مهام منصبه لأول مرة في عام 2006.

في الآونة الأخيرة، أشعل كاماتشو الاستقطاب مرة أخرى، بعد إضراب استمر 36 يومًا في سانتا كروز، دعا إلى إعادة تركيز المعركة على “الفيدرالية”.

وينص الدستور الذي تم إقراره في استفتاء عام 2009 على أن بوليفيا هي “دولة اجتماعية ومتعددة القوميات وقانونية وموحدة، ومجتمع حر، ومستقل، وذو سيادة، وديمقراطي، ومتعدد الثقافات، ولا مركزي، ويتمتع بالحكم الذاتي”، و”شكلها الحكومي. هي ديمقراطية تشاركية وتمثيلية ومجتمعية”.

في بداية شهر كانون الثاني الحالي، كانت هناك مسيرات منفردة من قبل أنصار الحاكم اليميني المتطرف من أجل إطلاق سراحه، لكنها كانت أقل بكثير مما كان متوقعا. بالإضافة إلى ذلك، تم تنفيذ هجمات حرق متعمد لمبان حكومية ومقرات الشرطة، ونظمت المعارضة اليمينية حملات لنشر معلومات كاذبة حول اعتقال كاماتشو وظروف سجنه.

من جانبها، اعدت إدارة السجون تقريرًا عن حالة الحاكم السجين وقدمته إلى لجنة البلدان الأمريكية لحقوق الإنسان.

في هذه الأثناء، وبالنظر إلى استمرار أعمال العنف في البلاد، لا يفوت الرئيس اليساري الحالي آرس أي فرصة لإظهار التضامن المتبادل مع النقابات والمنظمات الاجتماعية. ويشكر حلفاءه السياسيين كل يوم تقريبًا، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، على دعمهم ويدعو إلى “الدفاع عن الديمقراطية”.

الفرصة التالية لتعزيز التماسك السياسي ستكون في 22 كانون الثاني الحالي، يوم دولة بوليفيا المتعددة القوميات، والذي دعا الرئيس ـ في مناسبته ـ جميع الحركات الشعبية والمنظمات الاجتماعية إلى العاصمة لاباز.

 ******************

لبنان.. نائبان معارضان يعتصمان حتى انتخاب رئيس جديد

بيروت - وكالات

نفذ نائبان معارضان اعتصاماً مفتوحاً، منذ ظهر الخميس الماضي، داخل قاعة مجلس النواب اللبناني، لحضّ البرلمان على عقد جلسات متتالية حتى انتخاب رئيس للجمهورية، في وقت تتعمّق أزمة البلاد الاقتصادية والسياسية.

وأمضى النائبان ملحم خلف ونجاة عون صليبا ليلة الخميس - الجمعة في القاعة العامة لمجلس النواب. وقالت عون صليبا، وهي أكاديمية وخبيرة بيئية، في شريط مصور من قاعة البرلمان: “نمنا الليلة هنا.. نعتقد أنه نهار جديد وأمل جديد” للبنان.

وأكد خلف، النقيب السابق لمحامي بيروت والحقوقي المخضرم، لوكالة فرانس برس، “نحن باقون في القاعة العامة لمجلس النواب، وندعو النواب الى القيام بمسؤولياتهم وصولاً الى انتخاب رئيس”.

وأضاف “ممارستنا لهذا الحق الدستوري محاولة للدفع باتجاه إعادة تكوين السلطة المسؤولة عن الشعب”.

ولم يغادر النائبان المنضويان في كتلة معارضة، انبثقت من حركة الاحتجاجات في تشرين 2019، قاعة البرلمان إثر انتهاء جلسة كانت مخصصة ظهر الخميس لانتخاب رئيس للبلاد.

واعتبر خلف في رسالة إلى اللبنانيين الخميس أنّ انتخاب “الرئيس الإنقاذي أضحى أمراً ملحّاً أكثر من أي وقت لإعادة انتظام المؤسسات الدستورية وانطلاق قطار الإنقاذ”. وأكد بقاءه داخل البرلمان “دفعاً لانتخاب رئيس للجمهورية بدورات متتالية من دون انقطاع”.

 *****************

الامم المتحدة: تراجع هائل لحقوق النساء في أفغانستان

كابول – طريق الشعب

قالت الأمم المتحدة أن “الاستثناءات الأخيرة من القيود التي فرضتها حركة طالبان على النساء في أفغانستان (ليست كافية) بالنظر إلى التراجع الهائل لحقوقهن.

واختتم وفد رفيع، أمس الاول الجمعة، يضمّ نائبة الأمين العام للأمم المتحدة أمينة محمد والأمينة التنفيذيّة للهيئة الأمميّة لشؤون المرأة، زيارة استغرقت أربعة أيّام لكابول وقندهار.

وقالت محمد التي التقت بعضا من قادة طالبان في بيان: رسالتي واضحة، رغم أنّنا نُقرّ بالاستثناءات المهمّة التي تمّت، فإنّ القيود تُعرّض النساء والفتيات الأفغانيات الى مخاطر.

وأعربت أمينة محمد عن أسفها لأنه “في الوقت الحالي أفغانستان تنعزل وسط أزمة إنسانية رهيبة في أحد البلدان الأكثر عرضة لتغير المناخ”، مؤكدة أن أي مساعدة إنسانية فعالة تتطلب “وصولا كاملا وآمنا وبلا عوائق لجميع العاملين في المجال الإنساني، بمن فيهم النساء”.

كذلك التقى الوفد عددا من الجهات الفاعلة الرئيسية من المجتمع المدني والمنظمات الإنسانية.

 *******************

فلسطين.. ارتفاع عدد الشهداء إلى 18 خلال 3 أسابيع 

القدس - وكالات

استشهد شاب فلسطيني، امس السبت، متأثرا بجروح أصيب بها عندما أطلق مستوطن إسرائيلي النار عليه قرب قرية كفر نعمة غرب مدينة رام الله، ما رفع عدد الشهداء في الضفة الغربية المحتلة إلى 18 شهيدا منذ بداية العام الجاري.

وأفادت وكالات الانباء، بأن مستوطنا أطلق النار على شاب فلسطيني قرب البؤرة الاستيطانية “سديه إفرايم” المقامة على جبل الريسان.

وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية استشهاد الشاب طارق عودة يوسف معالي (42 عاما) بعد إطلاق النار عليه من قبل مستوطن إسرائيلي.

من جانبها، قالت مصادر فلسطينية إن الشهيد معالي تعطلت سيارته قرب البؤرة الاستيطانية، وإن المستوطن أطلق عليه النار عندما ترجل منها، بينما يقول الجانب الاسرائيلي ان الشهيد حاول طعن المستوطن بسكين.

 ***************************

الصفحة السابعة

جراء أزمة الدولار.. تقریر بریطاني: الحكومة العراقية تواجه نقصاً حاداً في الدينار

متابعة ـ طريق الشعب

قال مسؤولون عراقيون لموقع Middle East Eye في بريطانيا إن العراق يواجه فجوة عميقة في ماليته العامة بسبب حملة قمع الفساد وتهريب الدولار من قبل الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي منذ الاستيلاء على أموال الأمانات الضريبية المعروف إعلاميا بـ”سرقة القرن”.

وكانت الأزمة التي من المتوقع أن تتفاقم في الأسابيع القليلة المقبلة ناجمة عن انهيار التجارة اليومية بالدولار من خلال مزاد للعملة يديره البنك المركزي العراقي.

انخفاض حاد

وتعتمد الحكومة العراقية على المزاد في تحويل الدولارات التي تجنيها من عائدات النفط إلى دينار عراقي. في العام الماضي ، تم بيع حوالي 200 مليون دولار يوميًا في المتوسط من خلال المزاد إلى البنوك والشركات الخاصة.

لكن هذا الرقم انخفض بشكل حاد في الشهرين الأخيرين من العام ، حيث انخفض إلى متوسط يومي يبلغ 56 مليون دولار بحلول أواخر كانون الاول الماضي ، وفقًا للبيانات المنشورة.

تواجه الحكومة الآن نقصًا في عملة الدينار مما جعلها تكافح لدفع رواتب القطاع العام والوفاء بالتزاماتها الشهرية الأخرى.

وقال مسؤول كبير في البنك المركزي العراقي ، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته ، “المشكلة التي نواجهها الآن في العراق هي ندرة الدينار العراقي، وليس الدولار”.

تواجه دول الجوار، التي تعتمد بشكل كبير على أسواق صرف العملات الأجنبية الرسمية في العراق للحصول على الدولار، أزمة سيولة مع تأثر إيران وتركيا وسوريا ، بحسب مسؤولين في بغداد.

وأثرت الأزمة على الاقتصاد الأوسع، حيث ارتفع سعر صرف الدولار في الأسواق غير الرسمية من 148 ديناراً إلى 163 ديناراً منذ أواخر تشرين الثاني.

سرقة القرن

ونفى المسؤولون العراقيون الذين تحدث إليهم الموقع وجود أي صلة مباشرة بين الأزمة الحالية وما يُعرف بـ “سرقة القرن”، والتي سُرقت فيها حوالي 2.5 مليار دولار من مصلحة الضرائب العراقية من خلال بنك مملوك للدولة بين أيلول 2021 وآب 2022. .

لكنهم أقروا بأن مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي فرض ضوابط أكثر صرامة على البنوك الخاصة التي تشتري الدولار من خلال المزاد قبل شهرين، بعد أسابيع فقط من كشف وزارة المالية العراقية عن تفاصيل السرقة في 10 تشرين الأول.

وقال رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني في تشرين الأول إن معظم الأموال المسروقة يعتقد أنه تم تهريبها إلى خارج العراق.

في تشرين الثاني، قال القاضي حيدر حنون ، رئيس هيئة النزاهة الفيدرالية (FCI) ، وهي هيئة مراقبة مكافحة الفساد في العراق ، إن العراق طلب المساعدة من الحكومات الصديقة والمنظمات الدولية والأمم المتحدة لاستعادة الأموال المسروقة.

قال أحد مستشاري السوداني، الذي تحدث إلى الموقع الانكلیزي بشرط عدم الكشف عن هويته ، إن مجلس الاحتياطي الفيدرالي بدأ في فحص التحويلات المالية الخارجية في نوفمبر في محاولة لتتبع الأموال المسروقة.

وقال المستشار إن هذا تسبب في تأخير الإفراج عن التحويلات وأدى إلى انخفاض مبيعات الدولار من خلال المزاد.

وقال المستشار إن مجلس الاحتياطي الفيدرالي قدم أيضًا شيكات على مصدر الأموال التي تحتفظ بها البنوك الخاصة المشاركة في المزاد ، مما دفع العديد منها إلى الانسحاب ورفع سعر الصرف غير الرسمي.

اجتماع الأزمة

وفي أواخر كانون الأول، عقد الإطار التنسيقي، أكبر تحالف سياسي داعم للحكومة، اجتماعا في بغداد لمناقشة ارتفاع تكلفة الدولار والأزمة في الأسواق العراقية.

واقتصر الاجتماع على كبار قادة ائتلافي السوداني ومحافظ البنك المركزي مصطفى غالب.

وقال غالب للاجتماع إن مجلس الاحتياطي الاتحادي لديه “مؤشرات خطيرة” على عمليات تهريب الدولار إلى دول الجوار ، بحسب قيادي حضر الاجتماع.

وقال أحد الحضور إن غالب عيّن بنكين مصريين مقرهما في دبي تم تحويل معظم الدولارات التي تم شراؤها في المزاد إليهما في الفترة قيد التحقيق. ثم تم تحويل الدولارات إلى عمان في الأردن ، ثم إلى إيران.

وقال القيادي إن أربعة بنوك عراقية خاصة حولت الجزء الأكبر من الأموال إلى البنكين المصريين تلقت أوامر من البنك المركزي العراقي بوقف التعامل معها في تشرين الثاني، بناء على توجيه من مجلس الاحتياطي الاتحادي.

وفقًا لوثيقة اطلعت عليها الموقع البريطاني أمر البنك المركزي أيضًا البنوك والمؤسسات المالية الأخرى بوقف التعامل بالدولار مع البنوك الأربعة “لأغراض التدقيق” في 6 تشرين الثاني.

تم الطعن في ذلك في الدعاوى المرفوعة ضد البنك المركزي من قبل البنوك الأربعة - مصرف الأنصاري الإسلامي للاستثمار والتمويل ، ومصرف القبض الإسلامي للتمويل والاستثمار ، ومصرف آسيا العراق الإسلامي للاستثمار والتمويل ، ومصرف الشرق الأوسط العراقي. بنك الاستثمار.

لكن قضاياهم رفضت هذا الأسبوع من قبل محكمة الخدمات المالية التي أكدت حق مجلس الاحتياطي الفيدرالي في منعهم من التعامل بالدولار.

قال مستشار مالي مشارك في تحقيق “سرقة القرن”، إن هذه الواقعة قد زودت مجلس الاحتياطي الفيدرالي بـ “دليل قاطع على سرقة الأموال الحكومية التي تم أخذها بأدوات حكومية.

قال المستشار: “لم يتمكنوا من غض الطرف عنها”. وفرت الحافز المطلوب لمجلس الاحتياطي الاتحادي لفرض إجراءاته على البنوك الخاصة والبنك المركزي العراقي.

واتصل موقع MEE بالاحتياطي الفيدرالي للتعليق لكنه لم يتلق ردًا حتى وقت النشر.

عائدات مبيعات النفط

تحتاج الحكومة العراقية ما لا يقل عن ثمانية تريليونات دينار (حوالي 5.5 مليار دولار) شهرياً لدفع رواتب موظفي الحكومة والمتقاعدين والمستفيدين من الرعاية الاجتماعية وضحايا الإرهاب وغيرهم ، ويتم تأمين ذلك بشكل كبير من خلال مزاد العملة.

يأتي معظم هذا من عائدات النفط العراقي، التي تم دفعها منذ عام 2003 بالدولار في حساب يحتفظ به بنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك.

تقوم وزارة الخزانة الأمريكية بتحويل 10 مليارات دولار سنويًا إلى البنك المركزي العراقي من عائدات مبيعات النفط ، من أجل تعزيز رصيد العملة الأجنبية لديها.

يتم تسليم هذا المبلغ نقدًا على أربعة أقساط. قال مسؤولون إن جميع الدولارات جديدة ولديها أرقام تسلسلية مسجلة لدى الاحتياطي الفيدرالي لتسهيل تتبعها.

وبعد ذلك يقوم البنك المركزي العراقي ببيع الدولار عبر مزاد العملة الأجنبية وقنوات أخرى للحصول على دينار لصالح وزارة المالية.

والآن تسبب تراجع المبيعات بالدولار في نقص الدنانير للبنك المركزي العراقي. حتى في ذروته ، لا يجمع المزاد عادة ما يكفي لتلبية 275 مليون دولار التي تحتاجها الحكومة كل يوم.

يتم تغطية هذا النقص عادة من مخزونات العملات التي يحتفظ بها البنك المركزي ، من خلال القروض الداخلية بين البنك والحكومة ، عن طريق طباعة المزيد من العملات ، أو من خلال الأنشطة المالية الأخرى.

تُظهر بيانات مزاد العملات الأجنبية للسنوات الأربع الماضية التي استعرضها الموقع أن كمية الدولارات المتداولة ظلت مستقرة ، بمتوسط حوالي 200 مليون دولار يوميًا خلال عامي 2019 و 2020 ، على الرغم من انخفاض أسعار النفط ووباء كورونا والركود.

وشنت القوات الامنية يوم امس حملة اعتقالات على اصحاب صيرفات غير مرخصة في بوصتي الكفاح والحارثية في مسعى منها لوضع حدا للازمة.

 *********************

أزمة الدين الأميركي تتصاعد  وتحذيرات من «كارثة مالية»

متابعة ـ طريق الشعب

تتصاعد حدة الخلافات في أميركا بين البيت الأبيض والكونغرس بشأن الحد الأقصى لسقف الاقتراض، الذي تسعى إدارة بايدن لرفعه، فيما يسعى الجمهوريون الذين اقتنصوا الأغلبية في مجلس النواب إلى ربط الموافقة على رفع سقف الديون بتخفيضات في الإنفاق الحكومي.

وقالت وزيرة الخزانة الأميركية، جانيت يلين، إن عجز الولايات المتحدة المحتمل عن سداد ديونها قد يتسبب في أزمة مالية عالمية ويقوض دور الدولار كعملة للاحتياطيات.

الحد الاقصى للدين

ووصلت الحكومة الأميركية إلى الحد الأقصى لسقف الاقتراض عند 31.4 تريليون دولار الخميس الماضي مما يعكس حجم الأموال التي أنفقتها الحكومة بالفعل.

وأبلغت يلين زعماء الكونغرس أن وزارتها بدأت في استخدام إجراءات استثنائية لإدارة السيولة يمكن أن تجنب البلاد خطر التخلف عن السداد حتى الخامس من يونيو.

وقالت يلين في مقابلة مع شبكة (سي.إن.إن) الإخبارية “قد يتسبب (التخلف عن السداد) في أزمة مالية عالمية. ومن المؤكد أنه سيقوض دور الدولار كعملة للاحتياطي تستخدم في المعاملات في جميع أنحاء العالم”.

وأضافت أن هذا الوضع قد يؤدي إلى فقد الكثير من الأفراد وظائفهم وارتفاع تكاليف الاقتراض.

خلاف مع الجمهوريين

ويرفض البيت الأبيض التفاوض مع الجمهوريين المتشددين بشأن رفع سقف الدين، لأنه يرى أن الكثيرين منهم سيتراجعون عن مطالبهم في نهاية الأمر.

من جانبه، تعهد الرئيس جو بايدن أمس الجمعة بإجراء “مناقشة” مع رئيس مجلس النواب كيفن مكارثي بشأن الديون الأميركية.

وقال بايدن خلال فعالية مع رؤساء بلديات المدن إن تخلف الولايات المتحدة عن سداد الديون سيكون “كارثة” لا مثيل لها من الناحية المالية في الولايات المتحدة.

وقال بايدن “الدين الذي ندفعه تراكم على مدى 200 عام وسنجري نقاشا بسيطا حول ذلك مع زعيم الأغلبية الجديد في مجلس النواب” ولم يذكر مكارثي بالاسم.

ولم يذكر بايدن تفاصيل بشأن موعد محادثاته مع مكارثي الجمهوري الذي عين حديثا رئيسا لمجلس النواب ويريد ربط تصويت لرفع سقف الديون بتخفيضات الإنفاق الحكومي.

انفاق غير مسؤول

وقال مكارثي في تغريدة موجهة إلى بايدن إنه قبل دعوته” للجلوس ومناقشة زيادة تتسم بالمسؤولية في سقف الديون لمعالجة الإنفاق الحكومي غير المسؤول”.

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيير في بيان إن بايدن يتطلع إلى الاجتماع مع مكارثي “لمناقشة مجموعة من القضايا” في إطار عدد من الاجتماعات التي يعقدها مع الزعماء الجدد في الكونغرس.

وقالت “كما قال الرئيس مرات عديدة، فإن رفع سقف الديون ليس محل مفاوضات، إنه التزام على هذا البلد وزعمائه لتجنب الفوضى الاقتصادية”.

ويستضيف بايدن زعماء الكونغرس الديمقراطيين في البيت الأبيض يوم الثلاثاء. وقال مسؤول بالبيت الأبيض إنه لم يتم تحديد موعد لزيارة مكارثي.

وقال البيت الأبيض مرارا إنه لن يتفاوض على رفع سقف الديون واستخدم بعض مقترحات الجمهوريين لخفض الإنفاق لإظهار التناقض مع أولويات الديمقراطيين.

وقالت جان بيير إنه “فيما يتعلق بالنقاش الاقتصادي الواسع في بلدنا، قال رئيس مجلس النواب وحلفاؤه إن لديهم خطة مالية لخفض التأمين الاجتماعي وخفض الرعاية الصحية وخفض البرامج المهمة الأخرى وفرض ضريبة مبيعات عامة تبلغ 30 في المئة” وذلك في إشارة إلى برامج شبكة التأمين الاجتماعي الأميركية.

وأضافت “سنجري نقاشا واضحا حول رؤيتين مختلفتين للبلاد، واحدة تخفض التأمين الاجتماعي والأخرى تحميه، وسيكون الرئيس سعيدا بمناقشة ذلك مع رئيس مجلس النواب”.

**********************

الصفحة الثامنة

هل من حل لمعضلة الكهرباء التي دمرت العراق والعراقيين؟

د. جواد بشارة

خرج رئيس وزراء العراق الحالي السيد محمد شياع السوداني على الشعب وهو يتعهد ويعدهم كغيره من قبله من رؤوساء الوزراء السابقين بأنه سيعمل على إنهاء مشكلة الكهرباء المستعصية و يصرح بأن شركة سيمنز الألمانية ستوفر الكهرباء لنحو 23 مليون عراقي خلال بضعة أشهر. وكان مصطفى الكاظمي قبله قد وجّه وزارة الكهرباء بتسريع إجراءات العمل مع شركة سيمنز لتأمين الطاقة الكهربائية.  وفي عام 2019 وقع عادل عبد المهدي مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل عقد تنفيذ مشاريع تطوير قطاع الكهرباء مع سيمنز الألمانية. وقبله صرح حيدر العبادي إن العراق اتفق مع سيمنز لتطوير قطاع الكهرباء. وقبلهم كلهم كان نوري المالكي قد رعى حفل توقيع عقد بناء محطات كهربائية حديثة مع سيمنز  وتبين فيما بعد أنه محطات تعمل على الغاز الذي يفتقده العراق بغباء لأنه يحرق غازه ويضطر لاستيراد الغاز من إيران بأسعار مرتفعة لإنعاش اقتصادها ، ولا أدري سبب هذا التمسك بشركة ضخمة متخصصة ولها سمعتها الجيدة لكنها لم تنجح في إخراج العراق من محنته الكهربائية المستعصية و العيب ليس فيها بالطبع بل في العراق وحكوماته المتعاقبة منذ التغيير سنة 2003. والكل يعرف إن قضية الكهرباء شائكة ومعقدة وتقنية والكل يعرف إن الكهرباء هي عصب  الحياة وأساسية للعراق لانتعاش  اقتصاده أو ركوده. فكل شيء تقريباً يعمل بالكهرباء اليوم وبدونها تشل الحياة فالحداد والنجار والسمكري والكهربائي وصاحب المطعم والمعامل والمستشفيات والأطباء ووسائل الإعلام والاتصالات والمختبرات والجامعات ووووو الخ لايمكنها أن تعمل أو تنتج بشكل صحيح بدون الكهرباء ولقد كتبت ذلك سنة 2008 في مقال نشرته صحيفة إيلاف الإلكترونية تحت عنوان “ لوكنت وزيراً للكهرباء”. وكتبت فيه “عندما كنّا على أبواب صيف لاهب كباقي مواسم الصيف التي مضت والتي أعقبت منذ أربعة عشر عاماً حيث عانى العراقيون جحيم فقدان الكهرباء في بيوتهم أو أماكن عملهم ومازالوا يعانون ، بل أستطيع القول أن موسم الحر بدأ مبكراً هذا العام منذ شهر آذار الماضي عندما كنت في بغداد وتحملت أولى بشائر الحر القاتل. والعراقيون يتساءلون لماذا هذه الأزمة الدائمة والمستعصية على الحل؟ هل من المعقول أن بلداً متقدماً ومتطوراً جداً كالولايات المتحدة الأمريكية وبلداً كالعراق بكل إمكانياته المادية الضخمة وكوادره العليا عاجزون أو غير قادرون على وضع حد لهذه المحنة ؟ الجواب الأولي هو الفساد المستشري داخل أوصال وزارة الكهرباء وفي عروق مسئوليها من الوزير إلى أصغر موظف فيها، والإهمال واللامبالاة وانعدام الكفاءات وغياب الإرادة الحقيقية الصادقة ، حيث أن الوزارة لاتقدم للمواطنين سوى الوعود الكاذبة والمشاريع الوهمية وتعلق قصورها  على شماعة الإرهاب  والوضع الأمني المتردي في السنوات الماضية ، وعدم توفر التمويل اللازم والوقود اللازم اليوم، وغير ذلك من المبررات، وكلها ذرائع واهية وأعذار غير حقيقية ومبررات كاذبة أو مبالغ فيها، وهي في الواقع غير مهتمة بمعاناة المواطنين الفظيعة.

فعندما يدعي أي وزير محترم للكهرباء أنه لم يستلم الأموال اللازمة لتحقيق وعوده الكاذبة التي تبجح بها في السابق يرد عليه وزير المالية أن كلام وزير الكهرباء ليس صحيحاً وأن وزارة المالية سلمت حصة وزارة الكهرباء من الميزانية والأموال التي طلبتها ، ونفس الشيء بالنسبة لوزارة النفط حيث ترد وزارة النفط أنها وفرت كل ماطلب منها من وقود لتشغيل المحطات ، فلماذا ، ولمصلحة من ، مثل هذا التضليل والمراوغة والتهرب من المسؤولية والتصرفات اللامسؤولة؟

ألا يتعظ  وزير الكهرباء الحالي  بأسلافه وعلى رأسهم  أيهم السامرائي الذي تطارده شرطة الانتربول الدولية ومطلوب للعدالة العراقية بتهم السرقة والاختلاس والتلاعب بأموال الدولة وتوقيع صفقات وعقود مغشوشة وناقصة أهدرت المال العام ولم تحقق للمواطن أي شيء،؟ والمعروف أن الوزير السيء الصيت السيد السامرائي كان يوقع عقوداً لشراء محطات توليد الطاقة الكهربائية لاتتجاوز محتوياتها الصفحتين فقط ولاتتضمن أية شروط أو تفاصيل تقنية وملزمة للطرف المورد، بينما  المتعارف عليه أن العقد يجب أن تضمن كل شيء حتى عدد ونوعية البراغي التي تربط الماكنات ناهيك عن التفاصيل التقنية الأخرى والضمانات والكفالات والصيانة  وقطع الغيار وغير ذلك، والهدف من التسرع والتغاضي عن التفاصيل هو الحصول على أقصى ما يمكنه من العمولات والقومسيونات، هو وعصابته المتواطئة معه ،من الشركات الأجنبية، دون أن ينعكس ذلك إيجابياً وبشكل ملموس على المواطنين وعلى البنية التحتية لشبكات توليد الطاقة الكهربائية المتهلكة في البلاد والتي تعاني من تدهور مريع، وكانت النتيجة عشرات المحطات الجديدة التي لاتعمل لعدم توفر باقي المستلزمات التقنية التي تحتاجها وما تعانيه من نقص في قطع أساسية لتشغيلها كما أخبرني أحد المدراء.

المعروف أن لكل مشكلة حل ولمشكلة الكهرباء عدة حلول. لو كنت وزيراً للكهرباء وأميناً على مصالح البلد ومتحسساً بمعاناة الشعب ومتفهماً لاحتياجاته اليومية ، لتصرفت على الفور ومنذ اليوم الأول لتسلمي مهمة وأمانة هذه الوزارة للبحث عن الحلول اللازمة بأسرع وقت ممكن مهما كلف الأمر من جهد ومال ، ولاقترحت عدة مقترحات منها المؤقتة على المدى القصير والفوري ومنها الاستراتيجية طويلة الأمد وتحتاج للكثير من الوقت والجهد والمال لكنها تعطي ثمارها الأكيدة بعد أشهر أو سنوات قليلة. هناك أولاً مقترح الوحدات والتجمعات السكنية القريبة من بعضها والمشتركة ببعض المزايا الجغرافية حيث يمكن نصب محطات توليد كهرباء صغيرة خاصة بتلك الوحدات السكنية ومعها محطات احتياطية وتكليف القطاع الخاص بإدارتها والإشراف عليها ويقتصر دول الدولة على المراقبة والإشراف وتسهيل المهمات وتوفير الوقود الرخيص وقطع الغيار لإدامة الصيانة وفرض الغرامات العالية جداً على المخالفين أو المتلاعبين بحقوق الناس. الكل يعرف أن محطات توليد الطاقة الكهربائية تعمل إما على الهواء وطاقة الرياح “ الأوليونات” أو المراوح الضخمة والعالية التي تستغل الرياح وتحولها إلى طاقة كهربائية كما هو متبع في دول شمال أوروبا والدول الاسكندنافية وهولندا وهي وسيلة تحمي وتحافظ على البيئة ولاتلوثها. وهناك محطات تعمل بالمياه واستغلال الشلالات والسدود لتوليد الطاقة الكهربائية. وهناك محطات تعمل بالغاز  وأخرى بالوقود كالكيروزين والنفط الأبيض والكازوال والبنزين والنفط الثقيل الناجم عن المصافي وغيره من أنواع الوقود وهي كلها متوفرة في العراق باعتباره بلد نفطي كبير، أو يمكن توفيرها عن طريق استيرادها في الوقت الحاضر كالغاز. وهناك محطات توليد الطاقة الكهربائية تعمل بالوقود النووي أي توجد مفاعلات نووية سلمية تقتصر في عملها على توليد الطاقة الكهربائية الرخيصة والمضمونة والوفيرة لكنها تولد نفايات نووية يمكن طمرها في الصحراء الشاسعة تفادياً لضررها.وهناك بالطبع الطاقة الشمسية التي يمكن تحويلها إلى طاقة كهربائية شبه مجانية لأن الشمس في العراق متوفرة والحمد لله صيفاً وشتاءاً فلماذا لايتم استغلالها والأمر ليس طوباوياً أو مستحيلاً فلقد درست هذه الإمكانية دراسة معمقة ووضعت دراسات جدوى لهذا الغرض ويكفي نصب أجهزة مختلفة الأحجام ذات مرايا خاصة تستقبل وتختزن الطاقة الشمسية ثم تحولها إلى طاقة كهربائية حسب الطلب والحاجة. وهذه الأجهزة متوفرة بأحجام واسعار مختلفة ومتننوعة منها مايكفي لبيت واحد تثبت فوق أسطح المنازل أو وسط مجمع سكني محدد أو فوق أسطح بنايات سكنية ومنها محطات ضخمة لتجهيز مدن كاملة بالتيار الكهربائي. المشكلة تكمن في ثمنها المرتفع الذي يدفع مرة واحدة عند شرائها، أما المادة الأولية اللازمة لتشغيلها فهي مجانية وهبة من الله للبشر ، والصيانة ليست عسيرة أو معقدة. فلماذا لم يفكر بها أحد أو يبادر إلى تطبيقها ولو على سبيل المثال  وتقديم عينات عملية  ملموسة على أرض الواقع خاصة أن هناك شركات استثمارية عالمية مستعدة للاستثمار في هذا القطاع وبيع انتاجها للوزارة وربط المحطات الشمسية بالشبكة الوطنية؟

المشكلة أن العاملين في وزارة الكهرباء لايشعرون بمعاناة المواطنين بل أن الكثير منهم يستغلها ويبتزون المواطنين في عمليات القطع والتوزيع غير العادل للتيار على هذه المنطقة دون تلك لأنها تدفع أكثر. وهم يتمتعون بالكهرباء دون باقي المواطنين حيث لاتنقطع الكهرباء عن بيوتهم ولا ثانية واحدة  وتقدم لهم مجاناً  وهذه معلومة أعرفها جيداً لأنني عندما كنت أزور أهلي في مسقط رأسي أطلب منهم اصطحابي وقت الظهيرة إلى بيت صهري أو نسيبي الذي يعمل في دائرة الكهرباء في المحافظة لكي اتمتع ببعض البرودة من مكيف الهواء الذي يعمل عنده بلا انقطاع وأشاهد برامج التلفزيون دون انقطاع وأفتح الانترنيت دون انقطاع. ونفس الشيء أقوم به في بغداد حيث يستضيفني أحد أقاربي المدير في وزارة الكهرباء لأن بيته لايخلو من هذه الطاقة التي لا أتحمل انقطاعها أو غيابها لأن ذلك يدمر أعصابي. فلايمكنني تحمل الحياة في العراق لاسيما في الصيف بدون الكهرباء فكيف يتحمل هذا الشعب الصابر هذه  الكارثة منذ سنوات لاتعد ولاتحصى؟.

ذكرت في مقالي قبل 15 عاماً خبراً إعلامياً كنت قد قرأته قبل بضعة أشهر بهذا الصدد في صحيفة لوموند الفرنسية عندما تعرضت دولة جنوب أفريقيا لشحة في التيار الكهربائي وأصابها نقص حاد في الطاقة الكهربائية التي تحرك عجلة الاقتصاد والانتاج ، استنجدت دولة جنوب أفريقيا بفرنسا الرائدة في مجال توليد الطاقة الكهربائية بالمفاعلات النووية. فما كان من رئيس جمهورية فرنسا آنذاك نيكولا ساركوزي إلا أن طار على وجه السرعة بصحبة جيش من التقنيين والأخصائيين من شركة الكهرباء الوطنية للقيام بما يلزم لتوفير الكهرباء لجنوب أفريقيا في غضون بضعة أشهر تعد على أصابع اليد والواحدة. وليس هناك سر في هذا إذ باشرت فرنسا في نصب بضعة مفاعلات نووية سلمية ومدنية مهمتها توفير الطاقة الكهربائية الكافية وبسعر معقول وهذا الأمر ليس مستحيلاً تحقيقه في العراق شرط توفر النية الصادقة والإرادة الحقيقية والإمكانات المالية من خلال إبرام عقود مماثلة تخضع لإشراف ومراقبة لجنة الطاقة الذرية والدولة المزودة أي فرنسا. فلو كنت وزيراً للكهرباء لطرت فوراً إلى باريس وقابلت القائمين على قطاع الطاقة الكهربائية فيها ولن أغادر باريس قبل التوقيع على عقود تجهيز العراق بالكهرباء إلى أمد غير محدود خاصة وأن فرنسا وعلى لسان مسؤوليها وعلى رأسهم الرئيس السابق ساركوزي نفسه ووزير خارجيته بيرنارد كوشنير ، الذي زار العراق مرتين ، مستعدة لمساعدة العراق في إعادة البناء والإعمار وبناء وترميم البنى التحتية وتطوير العلاقات الثنائية بين البلدين في كافة المجالات، وهو نفس الموقف الذي تتبناه حكومة إيمامويل ماكرون الحالية. وهو نداء مفتوح أوجهه للسيد رئيس الوزراء الحالي السيد محمد شياع السوداني ، وللسادة أعضاء مجلس النواب ورئيسه  وللسادة أعضاء مجلس الرئاسة وفخامة رئيس الجمهورية أن ينقذوا الشعب العراقي وإخراج العراق مرة وإلى الأبد من أزمة الكهرباء القاتلة وليعلم الجميع أن صبر العراقيين مهما طال فسوف ينفذ وعندها ستحل الكارثة.

----------

تزايد حاجة أوروبا للعمالة المهاجرة

ترجمة: د. هاشم نعمة

بسبب معاناة ألمانيا وفرنسا من نقص العمالة، فإنهما تخططان لسد هذا النقص من خلال المهاجرين. فسوق العمل الألماني يشبه الجبن ذي ثقوب. وفقا لأحدث الأرقام الصادرة عن وزارة الاقتصاد والخزانة الألمانية، هناك أكثر من 20,000 وظيفة شاغرة في دور حضانة الأطفال، و10,000 وظيفة شاغرة تعود لسائقي الشاحنات و100,000 وظيفة شاغرة في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات. وفي الأسبوع الماضي، أفاد موقع الأخبار الإنكليزي Wired أن مصنع تسلا الجديد في براندنبورغ لا يواكب السرعة في عمله بسبب نقص الموظفين، وأن ظروف العمل تجعل الموظفين يبحثون بسرعة عن وظيفة أخرى. ويبدو أن أحدث نقص صارخ يتمثّل في نقص أطباء الأطفال؛ إذ أن مستشفيات الأطفال الألمانية لديها، بالكاد، القدرة على مساعدة جميع الأطفال الذين يعانون من التهابات الجهاز التنفسي.

في كل عام، يتقاعد مئات الآلاف من طفرة المواليد في ألمانيا (بعد الحرب العالمية الثانية) *. وإذا لم يتغير شيء، تتوقع وزارة العمل نقصا قدره 7 ملايين عامل بحلول عام 2035. سيكون نقص الموظفين على حساب الرفاهية وقدرة الصناعة الألمانية التنافسية. ولتعويض هذا النقص، يريد الائتلاف (الحكومي)** في برلين جذب 400 ألف عامل إضافي سنويا من الخارج.

يبدو هذا الطموح رائعا. لقد وصل إلى ألمانيا ما يقدر بنحو 1.2 مليون شخص هذا العام (حتى نوفمبر/تشرين الثاني)، وبالكاد استطاعت البلديات الألمانية إيوائهم. وجاء أكثر من مليون لاجئ إلى ألمانيا من أوكرانيا منذ نهاية شباط| فبراير. علاوة على ذلك، يقول الوزير هوبرتوس هيل (العمل، الحزب الديمقراطي الاجتماعي)، إن مجموعة صغيرة فقط من طالبي اللجوء قدمت للحصول على مساعدات اجتماعية. ويريد هيل والوزراء المعنيون روبرت هابيك (الاقتصاد، الخضر) ونانسي فايسر (الشؤون الداخلية، الحزب الديمقراطي الاجتماعي) وبيتينا ستارك واتزينغر (التعليم، الحزب الديمقراطي الحر) جذب الأشخاص المتعلمين.

متاعب أقل

على غرار المثال الكندي، تريد ألمانيا توظيف العمالة المهاجرة الوافدة من الخارج، على وجه التحديد في القطاعات التي يوجد فيها نقص حاليا. كما يمكن للمعني (المهاجر)*** حامل دبلوم في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات أن ينتقل إلى ألمانيا دون متاعب كثيرة. وبالنسبة إلى العمال الذين ليس لديهم دبلوم، فتَمكُّنهم من اللغة الالمانية سيجعل بناء حياتهم في المانيا أسهل. إن سد هذه الوظائف الشاغرة في ألمانيا سيتطلب تجنيدا مكثفا من الخارج. 

هناك قدر كبير من التأييد لنية حكومة شولتس.  يبدو أن حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي / الاتحاد الاجتماعي المسيحي المعارضين مستعدان أيضا لدعم مشروع القانون الذي سينظر البرلمان في إمكانية إقراره في كانون الثاني| يناير. صحيفة التابلويد بيلد التي لا تتردد عادة في الكتابة ضد المهاجرين، تكتب بشكل معتدل نسبيا عن “الأجانب” الذين يريد الائتلاف “جلبهم” إلى ألمانيا. وبالتالي فإن نقص الموظفين يمثّل مشكلة تؤثر على الجميع بدرجات متفاوتة؛ على سبيل المثال، نقص في القدرة الاستيعابية لدور حضانة الأطفال أو عدد رحلات القطارات التي يتم إلغاؤها بسبب نقص السائقين.

يرى جيرالد كناوس، خبير الهجرة وأحد مهندسي ما يسمى بصفقة تركيا في عام 2015، أن نية حكومة شولتس تمثّل فرصة. “يجب على ألمانيا إبرام معاهدة وذلك للحد، في الوقت نفسه، من الهجرة غير الشرعية. على سبيل المثال، يمكن أن تُعرضَ على بلدان العبور مثل تونس أو المغرب وبلدان المنشأ تنظيم هجرة منظمة، وهذا من شأنه أن يسهل القدوم إلى ألمانيا للمتمتعين بالتعليم أو بالمهارات اللغوية. وفي المقابل، يمكن لتلك الدول وبسهولة أن تستعيد طالبي اللجوء الذين رُفضت طلباتهم”.

تعاني ألمانيا، مثل باقي الدول الأوروبية الأخرى، من سياسة الترحيل. وفي نهاية المطاف، يتم إرجاع  عدد قليل فقط من طالبي اللجوء الذين تم رفض طلباتهم إلى بلدانهم الأصلية. وقد أطلق ائتلاف برلين للديمقراطيين الاجتماعيين والخضر والليبراليين، في اتفاقه الائتلافي، “حملة إخلاء تعسفية “. بالمناسبة، لم يعد الائتلاف يرغب بتسمية “ترحيل” الأشخاص، بل “إرجاع” حيث أن المصطلح الأخير أكثر إنسانية قليلا.

الأحزاب اليمينية والناخبون

بعد فترة وجيزة من تقديم حكومة شولتس خططها، والتي من المفترض أن يُقرَّها البرلمان في كانون الثاني| يناير، أعلنت فرنسا أيضا عن نيتها جذب مزيد من العمال المهاجرين؛ إذ تريد الحكومة الفرنسية منح “بضعة آلاف إلى عشرات الآلاف” من تصاريح الإقامة المؤقتة للمهاجرين الذين يمكنهم العمل، من بين مجالات أخرى، في قطاعي الخدمات والبناء.

تستهدف الخطة الأشخاص الذين لا يحصلون تلقائيا على اللجوء في فرنسا، لكنهم في الواقع يتمتعون، في كثير من الأحيان، بوضعية اللجوء، حسبما قال وزير العمل أوليفييه دوسوبت في إعلانه في أوائل تشرين الثاني| نوفمبر في محطة إذاعة فرانس إنفو. وذكر كمثال على ذلك مهاجرين من بلدان مثل سوريا وأفغانستان.

كما يمكن للمهاجرين الموجودين بالفعل في فرنسا الذين يعملون بشكل غير مُصرَّح به في القطاعات التي تعاني من نقص الموظفين، التقدم بطلب للحصول على تصريح الإقامة هذا. في المجموع، يعمل ما يقدر بنحو 400,000 إلى مليون مهاجر غير شرعي في فرنسا. على عكس ألمانيا، ستكون تصاريح الإقامة من حيث المبدأ لمدة عام واحد، ولا يمكن لمَّ شمل الأسرة. وخلال هذه السنة، يمكن لهؤلاء العمال المهاجرين التقدم بطلب للحصول على تصريح الإقامة لسنوات عدة، وبعد ذلك يتعين عليهم أيضا إجراء اختبار لغوي.

سياسة الهجرة الأوروبية

على الرغم من أن مدة الخطة الفرنسية أقصر بشكل ملحوظ من مدة الخطة الألمانية، إلا أن الوزراء المعنيين كانوا حذرين في قراراتهم. ولتجنب غضب الأحزاب اليمينية والناخبين، أكد دوسوبت ووزير الداخلية جيرالد دارمانين، في كل مقابلة، أن الخطة لا تعني أن المهاجرين غير الشرعيين ستجري مساعدتهم على نطاق واسع للحصول على أوراق الإقامة الدائمة. ويتناسب هذا النهج مع وجهة نظر دارمانين القائلة بأن الدولة يجب أن تكون “لطيفة مع [المهاجرين] اللطيفين، ولئيمة مع اللئيمين.”

قد تعني خطط ألمانيا المتقدمة -التي يتعين عليها أولا العثور على 400,000 شخص مؤهل سنويا -وخطة فرنسا الحذرة اتجاها جديدا في سياسة الهجرة الصعبة في أوروبا.

يقول كناوس: “الحديث عن الهجرة في أوروبا مستمر في دوائر ميؤوس منها منذ سنوات. ببساطة لا يوجد توافق في الآراء بين الدول الأعضاء، ويبدو أنه لا توجد مصلحة في إيجاد حلول مشتركة اليوم كما كانت قبل خمس سنوات.” وبهذا المعنى، فإن الوضع أسوأ مما كان عليه قبل خمس سنوات، كما يقول كناوس، لأن المهاجرين يُرفضون على الحدود الخارجية ومن الشواطئ الأوروبية يُعيدونَهم إلى البحر. وهذا “الصد التعسفي” يَنتهك القانونَ الدولي. وقد انتهى الأمر بفرونتكس، وكالة الحدود الأوروبية، إلى أزمة هوية مطلقة، وفقا لكناوس، لأن المنظمة تُراقب بينما حقوق الإنسان تُنتهك.

   يعتقد كناوس أن الخطة الألمانية يمكن أن تكون مشروعا تجريبيا لأوروبا، إذا تكلَّلت ببعض النجاح. “من المهم أن تُثبت مجموعة من الدول الأعضاء أن الهجرة القانونية والمنظمة أمر ممكن. هذا ممكن - ولكن إذا كنا ننتظر مشروع قانون ناجح في بروكسل، فهذا يعني أننا في انتظار جودو Godot”.****

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* المترجم

*** المترجم

** المترجم

**** جودو هي مسرحية لسمويل بيكيت. المترجم

الترجمة عن: NRC Handelsblad, 16 December 2022.

******************

الصفحة التاسعة

العراق بطلا «للعرب» برفع الأثقال

دمشق ـ وكالات

تمكن المنتخب العراقي للشباب، من تحقيق المركز الأول في بطولة العرب برفع الأثقال للمتقدمين والتي اختتمت امس في العاصمة السورية دمشق.

وقال رئيس الاتحاد العراقي لرفع الأثقال محمد كاظم مزعل ؛ إن منتخب شباب العراق حقق ايضا المركز الثاني كما حقق منتخب الناشئين المركز الثاني في منافسات فئة الناشئين ببطولة العرب.

وأضاف مزعل ان رباعي العراق حققوا 74 وساماً تنوعت بين 37 وساماً ذهبياً و26 وساماً فضياً و11 وساماً نحاسياً في ختام جدول الأوسمة لمنافسات الفئات الثلاث للمتقدمين والشباب والناشئين.

-----------

انتقادات للقائمين على تنظيم الحفل في بغداد.. الجماهير تحتفي بالأبطال في بغداد وتهتف «نزل الدولار»

بغداد ـ طريق الشعب

استقبلت العاصمة بغداد، مساء اليوم الجمعة، وفد المنتخب العراقي المتوج بلقب خليجي 25، بالرقصات الفولكلورية والمسيرات الحاشدة من الجماهير الغفيرة التي رافقت حافلة أسود الرافدين من المطار إلى ساحة الاحتفالات الكبرى.

وعند هبوط طائرة المنتخب العراقي في مطار بغداد، استقبل الوفد بالرقصات الفلكلورية والأغاني القصائد وطنية، من خلال الفرقة المركزية التابعة لوزارة الثقافة.

تحية للأبطال

ومع انطلاق حافلة أسود الرافدين إلى موقع الاحتفال المركزي، احتشد الآلاف من المواطنين حولها لتحية الجهاز الفني، بقيادة الاسباني خيسوس  كاساس، واللاعبين، بعد انتزاع لقب بطولة خليجي 25، واستعادة هيبة الكرة العراقية، بعد سنوات طويلة من الغياب عن منصات التتويج.

واستغرق وصول حافلة المنتخب العراقي إلى ساحة الاحتفالات وسط العاصمة حوالي 4 ساعات، بسبب صعوبة سيرها وسط الجموع الغفيرة.

واستقبل الآلاف من الجماهير المنتخب الوطني بهتافات وطنية، فيما تناوب رئيس الاتحاد عدنان درجال، ونائبه يونس محمود، والمدرب كاساس، والقائد جلال حسن، على رفع الكأس الخليجية أمام أنظار الجماهير.

نزل الدولار

ورغم سيطرة فعاليات الفرح والاحتفال على الأجواء، لكنها لم تخلو من الهتافات والمطالبات بمعالجة أوضاع الناس، فقد ردد المشاركون في الاحتفال الشعار الذي رددته جماهير ملعب جذع النخلة في المباراة النهائية “نزل الدولار.. نزل الدولار”، في إشارة منها الى ارتفاع سعر صرف الدولار أمام الدينار العراقي.

وفشل القائمون على الاحتفال بتقديم ما يليق بنجوم المنتخب الوطني او الجمهور الغفير الذي حضر لتحية عناصر المنتخب.

وانتقد مشاركون في الحفل استقدام مطربين من النوادي الليلية لإحياء مناسبة عامة مثل الفوز بخليجي 25، الامر الذي عده عدد كبير من المواطنين عدم اهتمام وقلة ذوق للقائمين على الاحتفالية وهم يقدمون بعض الاغاني المبتذلة للجمهور الحاضر، خاصة وان العوائل البغدادية كانت حاضرة بشكل لافت في الاحتفال.

فشل تلميع الصورة

صفد حسين تُشير بامتعاض إلى أن حفل استقبال المنتخب في بغداد لم يرتق إلى المستوى المطلوب، متسائلة من المسؤول عن اقامة مثل هذا الحفل الخارج عن الذوق العام.

واضافت حسين لـ”طريق الشعب”، ان الحكومة تتحمل مسؤولية دعوة مطربين لا يمتلكون ثقافة عامة لإقامة حفل عام، خاصة وان المكتب الاعلامي في رئاسة الوزراء كان يشرف على الحفل!، متأسفة إلى ما وصل اليه الحال من ابتذال.

ورغم هذه المنغصات حيت الجماهير العراقية أبطالها، مستذكرين انجازات الكرة العراقية، ولم تنصاع الجماهير الحاضرة في أغلبها إلى محاولات تجيير الاحتفال إلى شخصيات بعينها، فقد ركزت في مجملها على تحية جهود رئيس اتحاد كرة القدم عدنان درجال ونائبه يونس محمود والكادر التدريبي الاسباني بقيادة المدرب كاساس واللاعبين.

وأحرز المنتخب العراقي لقبه الرابع بعد فوزه المثير على منتخب عمان في الوقت بدل الضائع من الشوط الإضافي الثاني 3-2 في المباراة النهائية على ملعب البصرة الدولي.

---------

وقفة رياضية.. انتصرنا بخليجي 25 وفزنا بالبطولة

منعم جابر

مبروك لعراقنا وشعبنا انتصارنا الكبير بخليجي 25، حيث قدم الوطن بكل مدنه ومحافظاته والبصرة في المقدمة انتصاراً فريداً يوم تألق في استضافة البصرة لأشقائها الخليجيين بعد غياب أكثر من أربعين عاماً، بسبب السياسات الخاطئة والحروب العدوانية والإرهاب الغاشم، وتشوهت صورة العراق أمام الأشقاء والأصدقاء وكان منهم أبناء الخليج، وبذلنا جهوداً مخلصة من أجل إيضاح الصورة الحقيقية لهم من أجل الحضور إلى العراق وبالتحديد إلى مدينة البصرة للتعرف على واقعها ويطلعوا على الحقائق، فكان هذا هدفنا الأول وكان النجاح والانتصار الباهر حيث اطلع الأشقاء من أبناء الخليج عن قرب على واقع العراق والبصرة وشاهدوا ذلك بأعينهم.

وكان البصريون وكل أبناء العراق صادقين في مشاعرهم وأحاسيسهم وكرمهم وقدموا خلال البطولة مثالاً عراقياً صادقاً لصور الحب والتقدير والتضحية وبهذا حققوا نصراً على أعداء العراق من المشككين، وقالت قناة أبو ظبي الرياضية عن خليجي 25: “ دعونا اليوم نتكلم عن الناس في العراق الذين صنعوا كل هذا وجعلوا العراق عز العرب، أي أرض هذه التي انجبت كل هؤلاء البشر.. كل هؤلاء العباقرة، وأي زمن جاد بهم علينا..”.

وبعدها قدم أبناء الرافدين وأسوده صورة ناصعة عن قدراتهم الفنية ومستوياتهم مع طاقمهم التدريبي واستطاعوا أن يحققوا من خلالها انجازاً رابعاً، حيث كسبوا البطولة للمرة الرابعة في تاريخ مشاركاتهم.

نقول لأحبتنا في الخليج لقد كسبنا وحققنا سعادة كبيرة من خلال عودة الاشقاء وعودتنا لهم وهذه هي سعادتنا الأولى.

نبارك لجهود الجميع في هذا العرس الكروي الذي قدمته البصرة وكل أبناء الوطن من كردستان إلى الفاو.

تحية حب وتقدير لكل المشاركين في أعياد الوطن وأفراحه وإلى لقاء في بطولة الخليج في الكويت الشقيق.

---------

شريف مؤمن يقود يد العراق في ثلاثة استحقاقات جديدة

بغداد ـ وكالات

أعلن الاتحاد العراقي لكرة اليد، أمس الاول الجمعة، تجديد عقد المدير الفني المصري شريف مؤمن، لقيادة أسود الرافدين في 3 استحقاقات قارية ودولية خلال العام الجاري 2023.

وقال كاظم كامل الناطق الرسمي للاتحاد العراقي: “الاتحاد العراقي لكرة اليد جدد تعاقده مع المدرب المصري شريف مؤمن لقيادة المنتخب الوطني للعام الثاني على التوالي”.

وأضاف كامل، في حديث صحفي: “المدرب شريف مؤمن أكمل جميع إجراءات تمديد عقده مع الاتحاد العراقي، الذي تمسك بخدماته بعد نتائجه الكبيرة في البطولات الماضية، وأبرزها كأس آسيا بالدمام”.

بدوره، قال المدير الفني شريف مؤمن: “تم الاتفاق على تمديد عقدي لعام آخر لقيادة المنتخب العراقي في البطولات المقبلة”.

وتابع: “تنتظرنا 3 استحقاقات جديدة، وهي تصفيات أولمبياد باريس 2024، وكأس آسيا، ودورة الألعاب الآسيوية”.

واختتم: “سنعمل على ضخ عناصر جديدة لقائمة المنتخب العراقي، والتجديد مطلوب في ظل ظهور أسماء مميزة بالدوري المحلي”.

وكان المدرب المصري أعلن في وقت سابق نهاية مشواره مع المنتخب العراقي، إلا أن اتحاد اليد نجح بالتجديد معه، والتمسك بخدماته بالفترة المقبلة.

----------

يوفنتوس يواجه خطر الاستبعاد من بطولات أوروبا

تورينو ـ وكالات

يواجه يوفنتوس، خطر الاستبعاد من البطولات الأوروبية خلال الفترة المقبلة، بعد العقوبات التي صدرت في حق النادي الإيطالي.  وكانت المحكمة الفيدرالية قد أصدرت قرارا بمعاقبة يوفنتوس بخصم 15 نقطة من رصيد الفريق في الكالتشيو، بسبب قضايا تتعلق بالمكاسب الرأسمالية للسيدة العجوز.

وذكر موقع “كالتشيو ميركاتو” نقلا عن الصحفي لوكا مومبلانو، أن الاتحاد الأوروبي يفكر في استبعاد يوفنتوس من جميع المسابقات القارية لمدة 3 سنوات، بداية من الموسم المقبل.

وأضاف أن ذلك بمثابة ضربة مؤلمة لليوفي، خاصة وأن الفريق لن يحصل على عائد لمدة 3 سنوات، مما يضر بالسيدة العجوز.

وأشار إلى أن القرار من شأنه أن يضعف مهام النادي في جذب لاعبين جدد إلى السيدة العجوز، في ظل رغبة اللاعبين في المشاركة بالمسابقات الأوروبية الكبرى.

----------

أبرزها ديربي الجوية والطلبة.. استئناف مباريات الدوري العراقي الممتاز

بغداد ـ طريق الشعب

حددت لجنة المسابقات في اتحاد الكرة العراقي، يوم الثلاثاء المقبل موعدا لاستئناف منافسات الدوري العراقي الممتاز.

ووفقا للجدول المعلن من اللجنة فأن الجولة 13 تستأنف يوم الثلاثاء بإقامة 6 مواجهات، على أن تقام أربع مواجهات في اليوم التالي.

وتقام أربع مواجهات في الساعة الثانية بعد الظهر يوم الثلاثاء الأولى تجمع القاسم والحدود على ملعب كربلاء الدولي، والنجف يلاقي دهوك في الثانية على ملعب النجف الدولي، وعلى ملعب الشعب الدولي يلتقي فريقا النفط والصناعة، وعلى ملعب ميسان الاولمبي يلتقي فريق نفط ميسان وفريق نادي كربلاء، وفي الرابعة والنصف تقام مباراة واحدة على ملعب الزوراء بين الكهرباء وفريق نادي الزوراء، وفي مباراة قمة جماهيرية يضيف ملعب الشعب الدولي في السابعة والنصف لقاء القوة الجوية والطلبة.

وتقام في اليوم التالي الأربعاء أربع مواجهات، اثنان منها في الساعة الثانية بعد الظهر يلتقي في الأولى فريقا نوروز والشرطة في ملعب السليمانية، ويلتقي في الثانية فريق الديوانية مع زاخو على ملعب الكوت، وفي الساعة الرابعة والنصف تقام مباراة واحدة تجمع أربيل مع نفط البصرة على ملعب فرانسو حريري، وفي الساعة السابعة يلتقي فريقا نفط الوسط مع ضيفه الكرخ على ملعب النجف الدولي في الساعة السابعة مساءً.

-------

روبليف يلقي إيفانز خارج بطولة أستراليا

كانبرا ـ وكالات

تأهل الروسي أندري روبليف، المصنف السادس عالميا بين لاعبي التنس المحترفين، إلى ثمن نهائي بطولة أستراليا المفتوحة، بعد تغلبه على البريطاني دانييل إيفانز أمس السبت.

وتغلب روبليف، المرشح الخامس للقب، على إيفانز المصنف ال30 عالميا، بنتيجة 6-4 و6-2 و6-3 في ساعتين وتسع دقائق.

ويواجه روبليف في ثمن نهائي أولى البطولات الأربع الكبرى في الموسم، الدنماركي هولجر روني المصنف العاشر عالميا، والمرشح التاسع للقب.

وأطاح روني بالفرنسي أوجو أومبير بواقع 6-4 و6-2 و7-6 (7-5)، في ساعتين وتسع دقائق.

**************************

الصفحة العاشرة 

ماركس .. الماركسية .. أميركا البونابرتية الأميركية

ثامر الصفار

منذ دخول الولايات المتحدة الأميركية في أزمتها المالية والإقتصادية أسوة بباقي البلدان الرأسمالية، ومع استمرار آثار هذه الأزمة حتى يومنا هذا، نمت وبشكل متسارع نزعة البحث عن تفسيرات غير تقليدية لقضايا الإقتصاد، وانجذب الكثيرون الى كارل ماركس ومؤلفه (رأس المال)، بل ويمكن الحديث عن ظهور فكرة عن امكانية نهاية الرأسمالية. ونما احساس عام، حتى في أوساط من يعتقدون أن لا بديل آخر، بوجود أزمة حضارة بات من الضروري حلها لصالح البشرية، وبات الكثيرون يرون ان لدى النظام الرأسمالي ميل متأصل فيه نحو الأزمات.

لم يقتصرالبحث عن تفسيرات جديدة على الأكاديميين فقط، بل شمل قطاعات واسعة من السكان الذي أكتشفوا، فجأة، أن «الأزمات ضرورية لإعادة إنتاج الرأسمالية»، وبالتالي كان لابد لأزمة بهذا القدر أن «تهز مفاهيمنا العقلية حول العالم ومكانتنا فيه حتى النخاع» (ديفيد هارفي: التناقضات السبع عشرة ونهاية الرأسمالية 2014).

في خريف عام 2011، بدأ الآلاف من سكان نيويورك باحتلال مساحة في احدى الباركات الرئيسية وسرعان ما تحولت إلى حركة اجتماعية على مستوى البلاد. وقد أدت حركة «احتلوا» هذه التي هاجمت التفاوت الاجتماعي والاقتصادي المتزايد إلى إثارة نقاش عام حول قوة القطاع المالي، وارتفاع الديون، وتدابير التقشف. ورغم أنها لم تكن بأي حال من الأحوال حركة «ماركسية» في مجملها، إلا أن العديد من المشاركين فيها تعرفوا،لأول مرة، على نوع من النقد الاجتماعي الذي يشترك في بعض الاهتمامات مع الفكر الماركسي – ومنذ ذلك  الحين انغمس بعضهم بعمق أكبر في النظرية الماركسية من أجل فهم مكانتهم في العالم. في الواقع، وفقا لاستطلاع عام 2016، فإن 51 في المائة من الأميركيين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و29 عاما يرفضون الرأسمالية (ماكس ايرنغفروند: أغلبية الشباب ترفض الرأسمالية، واشنطن بوست، 26 نيسان 2016). جاء ذلك في لحظة تاريخية عندما نظر الكثيرون إلى السناتور بيرني ساندرز على أنه منافس قوي للحزب الديمقراطي على الرئاسة عام 2016. ورغم أن ساندرز يميل كثيرا الى النموذج الاسكندنافي للاشتراكية الديمقراطية وليس الى الماركسية، إلا انه كان قادرا على اشعال حماس الاشتراكيين الديمقراطيين في أمريكا والرغبة في الاشتراكية بشكل عام.

وإذا أخذنا بعين الأعتبار التاريخ الطويل لمعاداة الشيوعية في الولايات المتحدة، فإن الانبعاث الحديث لفكرة واسم لا «الاشتراكية» فحسب، بل «الشيوعية» ايضا يبدو ملفتا للنظر. وضمن مشاركتها في النقاش الدائر نشرت الفيلسوفة والسياسية الأمريكية جودي دين كتابين لها: «الأفق الشيوعي» (2012)، و»الحشود والأحزاب» (2016). يخلص الأول إلى أن «مشكلتنا السياسية تختلف اختلافا جوهريا عن مشكلة الشيوعيين في بداية القرن العشرين - علينا أن ننظم الأفراد؛ وكان عليهم أن ينظموا الجماهير»، كما انها تذكرنا بأن في الولايات المتحدة، يتم استخدام مصطلح «الشيوعية» دائما للتعبير عن أمر سيء.

«ما الشيوعية؟ الرعاية الصحية الوطنية. حماية البيئة. النسوية. التعليم العام. المفاوضات الجماعية. الضرائب التصاعدية. أيام الإجازة مدفوعة الأجر. السيطرة على السلاح. حتى وسائل الاتصال الاجتماعي تعتبر شيوعية لانهم جميعا يحملون «الوعد المغري بتحقيق الذات الفردية» وهو ما أشار اليه ماركس في (الآيديولوجية الألمانية).

من هو الشيوعي؟ كل من احتج على العدوان العسكري الأمريكي في العراق وأفغانستان، أي شخص ينتقد إدارة بوش، أي شخص يريد فرض ضرائب على الأغنياء، وإغلاق الثغرات الضريبية للشركات، وتنظيم السوق».

منذ الانتخابات الأمريكية لعام 2016، تغير المشهد بشكل متوقع لينتقل التركيز على شخصية دونالد ترامب. وكان صعود الترامبية في أميركا بمثابة مرآة عاكسة، لصعود البونابرتية في فرنسا التي حللها كارل ماركس في كتابه (الثامن عشر من برومير لويس بونابرت). في هذا الكتاب يجري توضيح كيف أن الصراع الطبقي نفسه «خلق الظروف والعلاقات التي جعلت من الممكن لشخص متوسط المستوى، بشع، أن يلعب دور البطل». حتى ان بحض الباحثين أشاروا الى احتمال وجود «بونابرتية أمريكية». فيكتب الباحثان سام ميلر وهاريسون فلوس:

«إن أوجه التشابه السياسية بين فرنسا في القرن التاسع عشر وأمريكا في القرن الواحد والعشرين ملفتة للنظر. حتى أن تاريخ 9 نوفمبر يتوافق مع 18 برومير في التقويم الثوري الفرنسي. لقد أعد كلا البلدين الأرضية اللازمة لصعود السلطة الاستبدادية من خلال اليأس المتزايد للفقراء والعمال، واليسارالضعيف الذي لم يكن بإمكانه مواجهة جبروت الأحزاب الرأسمالية. في هذه الحالات من السخط الجماعي، وجد أعضاء المجموعات الضعيفة أنفسهم مغرمين بالرجال الأقوياء اليمينيين».

وكما كان ماركس يعلم جيدا، بطبيعة الحال، فإن الظروف السياسية والاقتصادية ليست هي الحاسمة بشكل مطلق. وبالتالي فإن ميدان المنافسة الاجتماعية محكوم من الناحية الديالكتيكية، بقدرة البشر على «صنع تاريخهم بأيديهم» وفي «ظروف يواجهون بها وهي معطاة ومنقولة لهم مباشرة من الماضي». (الثامن عشر من برومير لويس بونابرت).

لقد وجد كل من ترامب وبونابرت قاعدة دعمهما في الطبقة الوسطى، وقطاعات معينة من الطبقة العاملة، وفقراء الريف، والنخب الجمهورية. ويمكن القول بلا تردد ان خطابات بونابرت الشوفينية يمكنها ان تطرب اسماع الجموع الصاخبة لترامب، وقد برع كلاهما في استغلال الأزمة الاقتصادية عن طريق الشعبوية اليمينية والشوفينية القومية. ولو عدنا الى أوصاف ماركس لبونابرت لوجدنا انها تحاكي شخصية دونالد ترامب الإعلامية المهرجة فهي شخصية «ماكرة خرقاء، ساذجة مبتذلة، سامية بشكل دمية، مهزلة خرافية، مسخرة مثيرة للشفقة، مفارقة تاريخية تافهة، ونكتة مشاكسة من التاريخ العالمي، وهيروغليفية لا يمكن فك رموزها بالنسبة للعقل المتحضر-هذا الرمز كان موسوما بكل جلاء بسمة تلك الطبقة التي هي ممثلة البربرية في قلب الحضارة». (الصراع الطبقي في فرنسا). إن «البونابرتية الأمريكية» التي يتبناها ترامب تركز على تقديم العنصرية ككبش فداء بدلا عن الرأسمالية، في حين تعزز باستمرار تركيز سلطة الدولة في رأسها، ملقية باللوم على النخب العالمية الغامضة والتمويل الدولي باعتبارهما السبب الأساسي لتدمير حياة العمال الأميركيين، أي، خلطة عنصرية معادية لليهود والسود والمسلمين والمهاجرين.

-----------

الفلسفة بنت الأرض

صلاح بوسريف

لم تكن الفلسفة عالقة في السماء، ولا هي جاءت من السماء، بل هي بنت الأرض، والأرض هي رحم التفلسف، وما ظهر ونشأ من أفكار ومبادئ ومذاهب ومفاهيم وتيارات

يكفي أن تكون الفلسفة هي التأمل، والملاحظة والفحص والاختبار والنقد والتساؤل، لتكون فيها روائح التربة والعشب، وألوان الطبيعة بكل أطيافها، حتى والفلسفة تبحث فيما وراء الطبيعة.

من ظنوا أن الفلسفة بعيدة عنهم، لم يبلغوها، أو لن يبلغوها، لم يقرؤوها بوعي الأرض، والتربة والعشب، ولعل في تعقبنا لنيتشه، في تقصيه لفلاسفة ما قبل سقراط، من كان الجميع نسيهم، أو أن سقراط أخفاهم، بما أثاره من أفكار وقضايا، وما أثارته محاكمته وموته، من سجالات ما تزال مستمرة إلى اليوم، وبما حاقَ بشخصية سقراط نفسه من غموض والتباس، كان أحد أسباب اختفاء هؤلاء الفلاسفة وراء غلالة من ضباب شفيف، نيتشه أزاحها بضربات مطرقته، ليكشف عن الفلسفة في أوَّل عهدها بالتأمل والتساؤل، وبوضع اليد على ما سيدخل فيه العقل من تشابكات وتعقيدات، ستظهر بشكل جلي مع أرسطو، ومع من تركهم سقراط خلفه من تلاميذ، رغم أن سقراط، تكلم ولم يكتب، لموقفه المعروف من الكتابة. فأفلاطون، كان الناطق باسم سقراط، أو ناقل سقراط في محاوراته التي هي جزء من الفكر الفلسفي، وهي أساس لكثير من المفاهيم والتصورات التي لا يمكن فهما، والدخول إليها، دون المرور عبر سقراط، ودون تعقب نيتشه، في إزاحته الغطاء عن الفلاسفة الأيونيين، أو فلاسفة ما قبل سقراط، في التعبير الشائع، وهو ما سيقوم به هايدغر نفسه، لاحقاً، كون هايدغر، بدوره، كان دارساً لنيتشه، ومتعقبا حاذقا ولبيبا لفكره.

الفلسفة، إذن، هي بنت الأرض، ومن رأوها في السماء، فقط، لأنهم لم يمشوا في الأرض حفاة، كما كان سقراط يمشي حافياً، ليبقى لاصقا بالأرض، يتحسس وجودها في جسمه، وفي فكره، رغم أنه، في لحظة ما، أدرك أن هناك أشياء تجري خارج الأرض، لكنه لم يترك الأرض، وأبقى على الفلسفة في موطنها الأصلي، وفي مسقط رأسها لم ينتزعها منه، بدليل محاورته للشبان في الشوارع والساحات العامة.

مشكلة الذين يتهمون الفلسفة بالعقوق، أو يجعلون منها فكرا معقدا، أو درسا يصعب هضمه، لم يدركوا أن الفلسفة موجودة في كل شيء، في الأدب، في العلم، التاريخ، وفي الفن، وفي السينما، وفي الإعلام، وفي اللباس، وفي المعمار، وفي الصورة، لأن الفلسفة ليست بيتا بدون نوافذ، بل هي بيت مفتوح على كل الجهات، تتساءل عن كل شيء، وتتدخل في كل شيء، وتحشر أنفها في كل شيء، بفضول مثير وعلني، لأن طبيعتها هكذا، أو هكذا ولدت ونشأت وستبقى.

يكفي أن نقرأ هوميروس، لنجده متفلسفا، في سؤاله المبطن حول علاقة السماء أو «الأولمب» بالأرض، وما نشأ من توظيف للأرض في صراع آلهة الاولمب، في حرب طروادة، وهذا، في ذاته، واحد من المشكلات التي تدخل ضمن السؤال الفلسفي، حتى وهومير ليس سوى شاعر، أو منشد، فهو رأى ما لم يره من كانوا في زمنه يبصرون.

الفلسفة هي الإبصار، هي رؤية واسعة لكل شيء، هي العيون مفتوحة على الشمس، مشكلتها، أو مشكلتنا معها، أننا لا نقرؤها في تاريخها، ولا نقرؤها في مفاهيمها وتصوراتها، وما تقترحه من أسئلة وأفكار، نقرؤها مقابسات وتفاريق، كما حدث لنا مع الصوفية، هؤلاء الذين ابتدعوا لغة ومفاهيم، عزلوا بها أنفسهم عن العوام، وحتى عن الفقهاء ومن لهم صلة بالدين، ممن سموا بالعلماء. صعب على من أخذ بعضها دون الآخر أن يفهموهم، أو، في نهاية الأمر، اتهموهم وأدانوهم، كما أدين الحلاج، صلب، قطعت أطرافه وأحرق، أمام الملأ.

الفلسفة، لم تكن شيئا غير الأرض وهي تتكلم، وتسأل، وتفتح الأعين على المختفي، والغامض، والمبهم، وأباحت لنفسها حرية النظر دون قيود، وكانت جديدة على من اكتفوا بالجواب، لذلك حوكمت بالسَّماء، بدل أن تحاكم بالارض نفسها التي خرجت منها.

حين منعت الفلسفة في المغرب، واستبدلت بالدراسات الإسلامية، أي حين استبدلت الأرض بالسماء، حدث ما حدث من تطرف، ومن فهم مغلق للسماء نفسها، ومن خروج عن السؤال بفرض الجواب، ليتحول العقل إلى أداة، ولم يبق هو الإنسان وهو يفكر ويسأل ويتأمل، وهذا ما نراه في واقعنا العربي الذي امتهنت فيه السماء أيضا، وعلقت بها أوشاب ليست منها، لتصبح الأرض بدورها، بلا أفق وبلا طريق، والسّؤال فيها مصادر، أو مسيج بأسلاك فكر عقيم، وثقافة لم تقرأ الماضي كما قرأته الفلسفة، وقرأه الفكر والشعر.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

«المساء» المغربية – 6 كانون الثاني 2023

-----------

اعداد: د. صالح ياسر

الأجور

الأجور شكل محور لقيمة وسعر قوة العمل. ففي خلاف النظامين العبودي والإقطاعي حيث كانت علاقات الاستغلال واضحة، يبدو الأجر وكأنه مقابل عن العمل كله، عن الجهد كله، ويطمس كافة آثار تقسيم يوم العمل الى عمل ضروري وإضافي، الى مدفوع وغير مدفوع، وهو بالتالي ستار ملائم لاخفاء الاستغلال، لاخفاء فائض القيمة.

وينجم هذا التصور عن أن العامل يحصل على الأجر فقط بعد أن يعمل لفترة معينة. ويزداد مقدار أجره بازدياد الوقت الذي قضاه في العمل أو بازدياد ما ينجزه من منتجات. ومن هذا التصور بالذات ينطلق الاقتصاديون البرجوازيون عند تناولهم جوهر الأجور. وعلى ذلك فهم يعتبرون العمل سلعة، والأجر سعرا للعمل.

ولابد من التنبيه هنا الى أن العمل في الحقيقة لا يعتبر سلعة، وبالتالي لا يمكن أن تكون له قيمة. فالعمل هو عملية استهلاك لقوة العمل. والسلعة التي يبيعها العمال ليست العمل بل هي قوة العمل، أي قدرة الإنسان على العمل. وقيمة قوة العمل معبرا عنها بالنقود هي سعر قوة العمل    

تظهر الأجور في ظل الرأسمالية بأشكال مختلفة، ولكن أهم شكلين هما : الأجر حسب الوقت والأجر حسب القطعة.

- الأجر حسب الوقت هو عبارة عن شكل يتوقف أجر العامل في ظله على الوقت الذي يقضيه في العمل ( بالساعة أو الأسبوع أو الشهر). عندئذ يبدو كأن الرأسمالي يدفع مقابلا لكل الوقت الذي يمكثه العامل، بينما الرأسمالي في واقع الأمر لا يدفع مقابلا إلا لجزء من وقت العمل.

لنأخذ مثالا لتبسيط هذا الشكل من الاجور. فمثلا اذا كان عامل ما يتقاضى 40 دولارا مقابل 8 ساعات من العمل في اليوم، عندها يكون ثمن الساعة الواحدة 5 دولارات. ويكون الرأسمالي على حق من الناحية القانونية اذا مادفع للعامل 5 دولارات مقابل ساعة من العمل. ولكن اذا كان الراسمالي لا يشغل عماله نتيجة ركود في اعماله، إلا ست ساعات فانه لا يدفع وفق طريقة الحساب هذه الا 30 دولارا (5 ×6)، ويبدو ذلك امرا طبيعيا. لكن العامل في هذه الحالة لا يتلقى إلا قدرا لا يكفي لتجديد قواه، ولا يصبح في امكانه سد جوعه ولا تغذية عائلته، ولا توفير الملبس لهم.   

وفي فترات الازمة وما يترتب عليها من بطالة عامة وواسعة يضطر العمال الى العمل نصف الاسبوع وليس كله، وهذا يحرمهم من الكثير من الاشياء الضرورية. ومع ذلك يعلن الرأسماليون أنهم يدفعون للعمال ما يقومون به من عمل، ولكن هذا الإعلان زائف، إذ أن الاجر لا يمثل اكثر من قيمة قوة العمل، بينما يترك دائما في قبضة الرأسمالي قدرا معينا من فائض القيمة.

- الأجر حسب القطعة ( حسب الإنتاج). ليس الاجر حسب القطعة الا اشتقاقا من الشكل الاول- الأجر حسب الوقت.

فمثلا لو كان عاملا ما ينتج 16 قطعة من سلعة معينة خلال ثمانية ساعات عمل، واذا كان أجره 40 دولار في اليوم فان كل منديل ينتجه يمثل 2.5 دولار من الاجر. ولكن الرأسمالي لا يدفع للعامل 2.5 دولار مقابل كل قطعة ينتجها، بدلا من ان يدفع للعامل 2.5 دولار مقابل كل ساعة. وبالتالي فان ظروف الاجر حسب يوم العمل هي التي تحدد ظروف الاجر حسب القطعة.

إنه شكل تتوقف في ظله جملة أجر العامل على كمية المنتجات التي يتم إنجازها في فترة زمنية معينة. ووحدة الأجر حسب الإنتاج هي التسعيرة التي يقررها الرأسمالي لوحدة المنتجات. ويتخذ الأجر اليومي للعامل أساسا لتحديد تسعيرة الأجر عن القطعة الواحدة من المنتجات. والأجر حسب الإنتاج هو شكل أكثر إخفاء للاستغلال الرأسمالي. فإذا كان الأجر حسب الوقت يخلق وهما بأن وقت العمل كله يدفع عنه مقابل، فإن الأجر حسب الإنتاج يوهم بأن العامل يتقاضى أجرا عن كل وحدة من منتجات عمله.

إن هذا الشكل من الأجر يتيح للرأسمالي عدة ميزات من بينها:

نظرا لاعتماد الأجر حسب القطعة فان الرأسمالي، في هذه الحالة، يصر على ان تكون المنتجات على مستوى راق من الجودة، وهذا يمكن الرأسمالي في حالة وجود عيوب في السلع المنتجة ان يؤسس نظاما من الخصم والغرامات عادة ما يكون مجزيا له.

يسمح هذا الشكل للرأسمالي بالتقدير الدقيق لما يستطيع العامل الماهر أن ينتجه، مما يتيح للرأسماليين التخلص من العمال غير الماهرين.

يمكّن هذا الشكل من الاجور الرأسمالي من توفير نفقات المراقبة إذ أن هذه تتم تلقائيا.

بموجب هذا الشكل يحاول العامل الذي يتقاضى أجره حسب القطعة إنتاج أكبر عدد ممكن من القطع فيزيد بذلك من كثافة عمله، ويطيل يوم عمله. 

وإضافة الى هذين الشكلين الأساسيين، وارتباطا بالتطورات في مستوى التكنيك والتكنولوجيا المستخدم، يلاحظ ظهور أشكال تكميلية أخرى من بينها الأجر التصاعدي حسب القطعة ( التايلورية) ونظام الحوافز.

وفي مسعاها الدائم لتحسين أوضاعها المعاشية تناضل الطبقة العاملة للمطالبة برفع الأجور التي تقاوم عادة من قبل الرأسماليين لأنها تقلل من الأرباح التي يحصلون عليها. لهذا تلجأ الطبقة العاملة الى وسائل عديدة، بما في ذلك سلاح الإضراب، للضغط على الرأسماليين لزيادة الأجور وتحسين ظروف العمل. وتخوض الطبقة العاملة معارك طبقية ضارية ولا تكتفي بطرح الشعارات الإقتصادية (كالأجور مثلا)، بل ترفع أكثر فأكثر شعارات ومطالب سياسية، وبذلك تتحول العديد من الحركات الإضرابية الى صراع سياسي صارخ.

*********************

الصفحة الحادية عشر

المفكر الراحل فالح عبد الجبار/ دراسات جديدة

صدر عن دار الشؤون الثقافية / بغداد الكتاب الموسوم  “فالح عبد الجبار العقل الإصلاحي الجدلي: رؤى تحليلية ونقدية في أطروحاته الفكرية” بإشراف وتحقيق : د. مازن مرسول محمد وبمشاركة نخبة مميزة من الأساتذة والباحثين العراقيين والعرب وقاموا بتفكيك اطروحات المفكر الراحل  فالح عبد الجبار على وفق المنظورات التحليلية والنقدية. المشاركون :

د. رشيد الخيون/ د. فؤاد جابر كاظم /د.علي عبد الهادي المرهج/ د. لؤي خزعل جبر / د. أكرم هواس/ د. سمير عبد الرحمن الشميري/  د. علي طاهر الحمود/ د. رائد جبار كاظم /د. قيس ناصر راهي/ د. مازن مرسول محمد.

-----------

رأي.. جدلية الخطاب الثقافي

منار غالب حسين

يحدث الصراع الثقافي نتيجة اختلاف القيم والمعايير الثقافية التي تتبناها النخبة الثقافية بما يتواءم مع التغييرات السياسية او التشبث بالموروثات من معتقدات دينية والتشبث الحاصل من ناحية القداسة او تشدد ديني مجتمعي باعتناق الجديد سيمحي القديم على الاغلب او يغير من الهوية الاصلية! وان التغيير قادم من مستعمر في مكان ما يتربص بالبلد!

نظرية المؤامرة التي تقف حائلا عن التغيير والمضي قدما..

  اليس من الذكاء مسايرة النهم الثقافي، لدى القارئ البسيط، ومن علاماته التجمهر تجاه كتابة ما من دون أخرى؟

هل للتوجهات المذهبية تاثير على القارئ العادي؟ ربما،  كما يمكن تسميتها كما في الوقت الحاضر.

اسئلة شائكة لن نحصل علي اجابات دقيقة  لها لعدم امكانية توفر احصائية الرفض والقبول، لدى الصالون الثقافي الذي صار مهملا بعد الميديا وايضا اشكاليات الطبقة الثقافية التي صعّبت علينا ان نقتفي اثر الاجوبة!

شريحتنا الثقافية المتنوعة من المحيط الى الخليج تحكمها الى حد ما، التقلبات السياسية المستمرة في هذه المنطقة الهشة من عالمنا العربي ومن الطبيعي تقبل ذلك!

في حقبة الستينات كان الانفتاح الثقافي الهائل على الرغم من تعرض الكثير من الكتاب الى هجمات اعتقالات من الشرطة السرية والمخابراتية، اللذين كانوا يعدّون المحرك الحقيقي للشعوب القارئة، المستمعة من طبقة التعليم المتوسط او بلا تعليم، الملازمة للراديو كمرجع نهائي للأنباء والقراءة المسموعة من الأغاني والشعر، تشكلت لديها ثقافة مرهفة!

هل كان في ذلك الوقت إشكالية التصنيف؟ ام ان الوعي الثقافي كان اكبر من تصنيف المثقفين الي قارئ ومستمع ومستوى تعليمي، الراديو جعل من الجميع على مستوى لائق من النقد والتحليل، ادى الي تواضع المتلقي الثقافي  و لم يجعل النقاش يخرج عن  دائرة الموضوع المطروح للنقاش بلا غيرة أو تباهي في الوسط الثقافي!

يحدث الان في مجتمعنا الثقافي ان تحول النقد الى صراع اكاديمي  واستعراض الخبرة النقدية وانتقاء الالفاظ الأكثر تعقيدا في تشريح النصوص وتفكيكها!

بات النقد يقتصر على القراءة النقدية للنص بمعزل عن الرفض او القبول للسمات الشخصية للكاتب او توجهاته السياسية والدينية، نلاحظ بوضوح ان نقد النص يعد انتقاصاً من قدرة الكاتب او ثقافتة وقد تصل الى ابعد من ذلك!

لنضرب مثلا، ان النص الثقافي لكاتب ما يمثل النمط القديم بحذافيره المتأثرة بكتب التراث، لعقود طويلة، والاخر الذي انفتح على التراجم التي لم تكن قبل وقت قريب متاحة بهذا الكم من الاهتمام واوعز على عجل ان الهجرات التي دفعت الكتاب الكبار والمثقفين الى مغادرة اوطانهم قسرا، على  اجادة  لغة أخرى، كانت في صالحنا حين هطلت علينا ثقافة الآخر عن طريقهم، كيف كان لنا ان نصل الى كل هذه الكنوز، بدون كتابنا الاعزاء في المنفى،“واقصد هنا الهجرة اما طوعا او كرها”، الذي أثر سلبا على مسيرة النقد والدخول الى هذا المنزلق“الصراع الثقافي”..

 لقد كنت في منتدى نقدي للرواية حيث وجدت ان تعليق النقاد على النقاد وصلت حد العداء والخصومة الذي خيم على المكان، لربما السبب غياب الملتقيات والاندية الثقافية والاعتياد على سماع الاختلاف وتلقيه كإضافة معلوماتية  بتفكير اخر وليس مأدبة يلتقي عليها الغرماء!

في الفترة السياسية المشحونه في مصر في السبعينات كانت رؤية القيثار في التخت الشرقي الذي صنع (انت عمري وغدا القاك) اكثر جرأة وتغييراً.

و غير مقبول واعتبروه من مخلفات الاحتلال الفرنسي والبريطاني، وتخل عن الصوت الثقافي الاصيل ؟

لقد قالوا ان  مواربة الباب للتغيير ادى الى دخول التشوه الصوتي كما الحاصل في الساحة الغنائية الآنية تفتقد للهوية الثقافية!

ألم يكن دخول البلوز والجاز في الموسيقى الرحبانية في اغنية (صبح ومسا) ثم الانفتاح الروسي في اغنية“كانوا الخيالة“.

صنع صوتا غنائيا متفردا، يمكن ان نسجله في لائحة التراث العربي للاجيال القادمة!

يظل الصراع الثقافي في الساحة الشعرية والادبية غير قابل للحسم مما ادى الى غياب الاسماء او بالأحرى تجاهل البعض للكتاب الاكثر حضورا وبريقا ومحاولة الانتقاص منهم  رغم انها تحظى بشعبية كبيرة فلنقل على الميديا وان قال بعض النقاد انها ليست مقياساً للنجاح لان الفئات القارئة على مقياس رختر الثقافي ليس لها وزن ثقافي!

 ان جمهور الميديا يتبعه الأقلية القارئة التي تمل الورقي لان التعليم الاساسي حاليا بلا قلم ولا ورقة، والجمهور السينمائي ايضا يتبعه الغاوون اصحاب التسلية والنظر بلا عمق لا للقصة انما ما يحصل علية المشاهد من مواصفات جمالية واثارة وحركة وصوت، هذا جيل الثقافة الحالي.

لا اعني انه لم يعد هناك قراء ورقيين، لازال الشغف الى اقتناء الكتب والبحوث وكتب الرحالة والمراجع التاريخية تحتل القائمة طالما هناك ملف pdf

الارخص ثمنا والاقل جهداً في البحث عن الكتب وكثرتها وتعددها.

يقول عراب التغيير الثقافي هيرمان هسه في (أحلام الناي) :”كل ظاهرة على الارض ليست سوى استعارة، وكل استعارة عبارة عن بوابة مفتوحة يمكن ان تجتازها الروح - ان كانت على استعداد -!”

وقال ايضا في رواية (لعبة الكرات الزجاجية): كلما علت ثقافة الانسان، وكلما عظمت الامتيازات التي كان يتمتع بها كلما كانت التضحيات، التي ينبغي عليه تقديمها في الأزمات كبيرة!”

----------

العالم رواية.. «اعيش مع شبح» للكاتبة النمساوية لورا فرويد نتالر!

محمد الأحمد

النظرة الشمولية التي يمتلكها الكُتّاب تمكنهم تحويل الخاص جداً الى عام مشاع، خاصة عندما يتناولون تفاصيل صغيرة من حياتهم، ويتخذون منها مادة سردية تتصاعد هرمياً، تؤدي الى قضية إنسانية عامة، واضحة المعالم، تواجه القارئ، وتكون الدرس الجديد الذي يضيف اليه مما لم يكن في علمه.

وقد اعتمدت الكاتبة النمساوية “لورا فرويد نتالر” 1984م ... عبر نسيج روائي اتسم بالجديّة، الذكاء المتوقد، والكشف عن تفاصيل صغيرة بلسان الزوجة عن حياة زوجين. تترك في الذهن عدة استنتاجات، كأنها تقف خلف ستار، وتفرض سيطرتها على القارئ، وكل مرة تسحبه الى منطقة جديدة.. تبوح له بمخاوفها من زلزال قد يدمر لها عشها الامن. اعتمدت الرواية نظام الفصول القصيرة عددها (72) فصل، عمل كل فصل على وصف طبيعة العلاقة بين الزوجين. استطاعت ان تقنع القارئ بوفرة المعلومات الدقيقة عن الة “البيانو”، وكيفية التعامل مع طلابها، على اتقان العزف. من خلال مراقبة دقيقة، رغم بساطة الجمل، الصافية، الصادقة الى ابعد حدّ، المشحونة بالعواطف. تتابع موضوعة متكاملة “عن حياتها” من جميع زواياها، محورها تفاصيل الغيرة المتصاعدة بين الزوجة وزوجها شحنتها عبر تلميحات ليس بالهين عبورها، تم تغطيتها بفطنة معرفية.. جعلت من كلّ ذلك موضوعا شيّقا يستحق الوقوف، والدرس.

الرواية بلسان “آنِّا” المتزوجة من “توماس” منذ عشرين سنة، في عمر واحد تجاوزا به الخمسين عاماً ويقطنان معا بيتا منذ (عشرون سنة ونحن نخرج من الباب نفسه الى الشارع نفسه، ونستخدم الحمام نفسه، بعض الناس ينتقلون من سكن لآخر كل سنتين - الرواية). وكيف تعيش بطلة الرواية بصحبة زوجها حياة طبيعية، تواظب في عملها كمُدَرِسَة مادة الموسيقى للأطفال.. تندلع في داخلها موجة شك، تتصاعد ببطء، ودون توقف غيرة ما. تتلاعب بنا الكاتبة، وتغرينا بالوصول الى منطقة الشك حول زوجها “توماس” الذي تعرّف على فتاة أصغر منها، وصارت بديلة عنها. تعثر في جيب زوجها المغرم بجمع الفواتير التي تخص مصاريفه، فاتورة لشخصين في مطعم، ولم تنتبه لتاريخ الفاتورة، ظنتها ان الفاتورة كانت لموعد غرامي مع فتاة، بعد ان احسّت بعدم الاهتمام بها، ومنذ تلك اللحظة صارت تلك الفتاة غريمٌ لها. وأخذ خيال “آنا” يمزج كل ما تتذكره عن “توماس” أيام كانت شابة يافعة، وكيف كان يعاملها، ماذا أحب فيها، وماذا كره. تعيد تلك القصة مع نفسها الى درجة انها تتخيل ان “توماس” يفعل مع تلك الفتاة كل ما كان يفعله معها عندما كانت شابة، اذ صارت تلك الفتاة خارجة من الخيال الى الحقيقة (تاريخ الفاتورة مضى عليه أكثر من عشرة أعوام). كأنما بات لها كيان آخر يشاركها زوجها الذي ليس لديها أحد غيره في الدنيا، إضافة الى أمها البعيدة عنها، والمصابة بفقدان الذاكرة. بات ذلك الرجل يخونها مع تلك الفتاة؛ التي باتت لها صورة “الشابة” نفسها الى درجة انها تراها في المرآة التي في غرفة نومها أحيانا.. تتخيلهُ بانشغالاته قد ملّ منها، مثلما يحدث حريق في مكان ما، فان موضوعة الغيرة الزوجية كافية لأن تسلب الانسان استقراره، وتتركه كالعصف المأكول مثلما تفعل الحرائق في أماكن حدوثها.

رواية “أعيش مع شبح” تمكنت من رسم صورة واضحة لامرأة باتت متيّقنة بانها على أعتاب الشيخوخة، وان خلاياها النشطة بدأت تضمر، وبحكم ان تكون شخصاً لا يستحق الاهتمام من الذين حوله. توحي اليك. ولا تقول ذلك بشكل مباشر. بطلة الرواية تمتلك “كاريزما” الجديّة، التي لم تجعلها مقبولة من المحيطين او المجايلين لها، لأنها لا تتعامل بالمجاملات مع الناس، جديّة صارمة في كل شيء، ومنضبطة الى ابعد حدّ. لذلك بقيت تعاني من جراء تلك الجديّة غربة من نوع خاص. الى جانب دقتّها في عملها، تحاسب نفسها كونها تركت اظافرها غير مقصوصة في الوقت الذي لا تسمح بذلك لطلبتها، بحجة انها تعيق العزف على آلة “البيانو”.

“الغيرة” طبيعة بشرية كثيرة التكرار، وعديدة الوقائع، واغلب الكتاب الكبار ركزوا عليها وجعلوها محورا لأعمالهم، فيها الموضوعة الحيويّة، في هذه الحياة التي تعجّ بالضغوطات والمنغصات.. تصورها بكاميرا سردية دقيقة وتعرضها امام القارئ، كأنما تعطيه درسا حيويا في حياته، ولأجل ان لا يخرج عن مساره الأخلاقي، والذي سوف يخرج به عن محبة الناس، وخاصة الأكثر قربا مثل الزوجة...

الروائي القدير في سرده له أفانين يستخدمها مع مفاتيح لها علاماتها الواضحة، توصلنا وفق نظام بَيّنْ الى الاسباب الحقيقة. وبالرغم ذلك كله؛ تقف وراء ذلك الهدوء واقعية أخلاقية تحتاج الى تأويل حقيقي لكل تعاملات حياة البطلة “آنّا” شخصية مثيرة للجدل جعلت منها الرواية المتميزة التي حصلت بكل اقتدار على جائزة الاتحاد الأوربي للآداب 2019. اللاعب الرئيس هو ذلك السارد “الباطن” نعهده في هذه الرواية، يحرك ادواته باتجاه الإيحاء، حيث تلك الأفعال لا يقدر عليها الا لاعب محترف، يقول لنا أشياء، حول النتائج الظاهرة، ويتركنا نستنتج، ما خلفها من باطنة. تعلمنا “لَورا فرويدنتالر” بما لا يمكن التعامل مع احداث هذه الرواية بوصفها حقائق مطلقة، بل ان الحقائق تمارس على القارئ لعبة الاقتدار؛ حيث تسحبه من أجواء الحقيقة الى أجواء الوهم، وبفضل ذكاء الكاتب كل شيء ممكن في عالم الرواية، وهذه حسنة كبرى من حسنات اي كاتب مقتدر، بعدما يضع دلائله واشاراته الواضحة.

نقلت لنا هذه الرواية البديعة بأمانة الى العربية من اللغة النمساوية، المترجمة القديرة “رضوى امام”، وكانت موفقة بجملها الصافية المشحونة بنبض المؤلف. ثمة تراجم لها من الأمانة والدقة جعلت من بعض الاعمال الكبيرة تصلنا، على عكس التراجم الأخر، التي ظللت وأساءت الى اعمال كبيرة، وجعلتها تخسر متانتها ورونقها الفني. فالرواية عن امرأة شابة تشك في أن زوجها على علاقة بامرأة أصغر سنًا، وكيف يتحول كل شيء، الى موقف، وإلى تأكيد لما تظنه؛ او مجرد خيال وألاعيب يمارسه عقلها عليها؟ تتلاعب الكاتبة باللغة لتثير حبكة الرواية لدى القارئ. حتى صارت ترى شبح الفتاة التي سرقت منها زوجها في كل ارجاء البيت، وتجاوزت الحمام وغرفة النوم، وكل مشتركاتهما. تظهر لها وتختفي، بل صارت حاضرة في تلافيف دماغها. (ليست لي أي حقوق مادية. حتى لو تمكنت من اثبات خيانته لي، فسيبوح في المحكمة بانه لم يضاجعني منذ سنوات، وسوف اضطر الى البحث عن أدلة تكرار خيانته لي عبر السنين- الرواية)، وصارت تواجه نفسها حول ما تراه.. (ماذا تفعلين عندما تبدئين برؤية شبح تلك المرأة التي يعرفها زوجكِ في كل مكان حولك؟ كيف ستتعاملين معها؟ تقنعين نفسكِ بأنها كلها هواجس وشكوك لا أساس لها من الصحة، وتحاولين مقاومتها ومقاومة كل ما يدعوكِ للاستسلام، بل وتعيشين أحيانًا في أحلام يقظة تأتيكِ من ماضيكِ السعيد.. ولكن، روتين كل يوم يقضي على ما تبقى من مقاومة- الرواية). (عندما تُعرِّف آنا بنفسها تنطق اسمها بالفرنسية: آن وإذا عاود الشخص السؤال عنه تنطقه على الطريقة بالألمانية انا، حيث تنطق حرف المد في النهاية. فينطق اسمها بطريقته الخاصة، التي تقارب النطق الفرنسي بعض الشيء، فهو لا ينطق حرف المدّ في نهاية الاسم- على غرار الطريقة الألمانية- يمتد حرف النون قليلاً. ان النسخة الألمانية من الاسم أكثر ليناً، فحرف المدّ في النهاية يطلق العنان للفم، بدلا من انغلاقه مع حرف النون- الرواية.

وُلدت المؤلفة في النمسا، ثم تخصصت بالأدب الألماني، نشرت لها مجموعة قصصية “مادلين” عام 2014، و”الملكة الصامتة” الحاصلة على جائزة “بريمن” الأدبية عام 2018، وهذه الرواية “أعيش مع شبح”، الفائزة بجائزة الاتحاد الأوروبي في الأدب عام 2019. وصلت للقائمة القصيرة بجائزة “النص واللغة في الدائرة الثقافية الألمانية”، والقائمة القصيرة لجائزة “ألفا” الأدبية عام 2019.

تعد الكاتبة من بين الأساتذة الذين تخصصوا بالأدب الألماني خاصة وعرفت باستيعابها جيداً الاسرار الدقيقة المبثوثة عبر متونه امثال: “غوته”، “هرمان هيسه”، “هرمان بورجر”، “ثيودور فونتان”، “ياكوب غريم”، “فيلهالم غريم”، “غونتر غراس”، “توماس مان”، “كلاوس مان”، “هينريش مان”، “فريدريش فون شيللر”، “برتولت بريشت”، “ثيودور ستورم”، “مارتن اوبيتس”، “فولفغانغ بورشرت”، “هانس بندر”، “يوهان بيتر هيبل”، “إلزه آيشنجر”، و”ايبر هارد ميكيل”).

----------

الحياة سماعاً     

إبراهيم أحمد

كمن يسمع أحداً يدق مسمارا على الجدار المجاور،

هكذا سمعت أنهم دقوني إنسانا في هذه الحياة

 وظلوا حتى اليوم يدقون،

على الرأس،

على القدمين،

على القلب  يدقون

فما أنا إلا مسمار في هذه الحياة

أولاد الرحمن يدقون!

أولاد الشيطان يدقون!

كل يوم، كل ساعة يدقون

كأنهم يخافون أن  أحدث ثقبا في كيس الحياة وأهرب

 فأورثهم عارا

أو أدل عليهم فتفترسهم ذئاب الكواكب الأخرى!

وأنا لا أريد غير أن افلت من جدار ،

 ومن مسارٍ

ما شأنهم بي؟

 لكنهم يدقون

أولاد الرحمن، أولاد الشيطان

أولاد الكلب،  يدقون!

لا يريدون لهذا المسمار أن  يعلو ولو قليلا

أن ينبو أو ينتأ فيذهب دقهم سدى! 

كلما قاومت مطارقهم

يصير الدق على النخاع

يريدونه مطحونا برماد آسن، بصديد قبور مقدسة أو مدنسة

مفتوحة اشداقها كالحيتان في بحر جليدي!

وأسمع كغيري أنني  في هذه الحياة ،

لم ألمسها ، لم  أرها ،

 لم أرهم إلا ظلالا ، أو دخانا

مهما عشت من سنين استهلكتني،

 أو استهلكتها اسرع من ثيابي!

 لكنهم يرونني، يلمسونني

 يلقون القبض على حتى في أحلامهم!

يقتادونني كمجرم هارب من عدالتهم

يدقونني مسمارا

 في  حجارة ،

 في خشب عرس، أو مأتم  لزعيم، أو  بهيم او حصن ، أو في نسيج  الهواء!

فقط أن أدق كل يوم،

وزمناً بعد آخر تكبر المطرقة

لا فكاك ،ولا راحة!

لا مهرب لهذا المسمار إلا من مطرقة لأخرى

عشت حياتي طويلا، ولكن سماعا فقط

حدثوني عنها

ولم احدث عنها لأنني ما رأيتها ولا شممتها بل سمعتها

تماماً كمن يسمع أحداً يدق مسمارا في جدار مجاور

وحين سأدق أخيرا في التابوبت

يتنفسون الصعداء،

ويقولون : كان طيبا، وقد اختاره الله إلى جواره،

ماذا يفعل الله بي؟

وبكل هذه المسامير المطروقة، محنية الرؤوس؟

**************************

الصفحة الثانية عشر

جلسة في «بيت المدى» بشارع المتنبي

في الذكرى الستين

لاستشهاد الرفيق سلام عادل

بغداد – طريق الشعب

شهد “بيت المدى” بشارع المتنبي يوم امس الاول الجمعة، جلسة خاصة مكرسة للذكرى السنوية الستين للاستشهاد البطولي للرفيق سلام عادل، سكرتير الحزب الشيوعي العراقي.

تحدث في الندوة عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي الرفيق فاروق فياض، والرفيق الدكتور حسان عاكف، والاستاذ الجامعي الدكتور سيف عدنان القيسي، والاستاذ الجامعي الدكتور عبد حميد العقابي.

وكان الدكتور حسان عاكف اول المتكلمين، فتناول الجانب التاريخي للحزب ، وتحدث عن قياداته التي تعاقبت بعد جريمة اعدام الرفيق الخالد يوسف سلمان فهد في شباط 1949، حتى انتخاب الرفيق سلام عادل سنة 1956 سكرتيرا للجنة المركزية. وقد ألقى اضواء على دوره في جمع شتات المناضلين الشيوعيين والماركسيين آنذاك، وفي الانفتاح على الاحزاب الشقيقة والحركة الشيوعية العالمية وغير ذلك من القضايا الهامة

 بعدها قدم الرفيق فياض كلمة الحزب في الجلسة (ننشر نصها في مكان آخر من هذه الصفحة). تلاه الاستاذان العقابي والقيسي.

هذا وحضر الجلسة حشد من المهتمين المتابعين، سياسيين واكاديميين واعلاميين، ومن المواطنين الآخرين، وادارها السيد رفعت عبد الرزاق.

 *****************

الشاعرة والإعلامية آمنة الأسدي ضيفة على شيوعيي الهندية

الهندية - غانم الجاسور

ضيّفت منظمة الحزب الشيوعي العراقي في الهندية، أخيرا، الشاعرة والاعلامية آمنة الاسدي، التي تحدثت عن تجربتها بحضور جمع من المثقفين والمهتمين في الأدب والإعلام.  ادار الجلسة الشاعر عماد الدعمي، واستهلها معرفا بسيرة الضيفة الذاتية، وبنشاطيها الأدبي والإعلامي.  وقال أن آمنة عضو رابطتي الصحفيات العراقيات والمرأة العراقية و”تجمع فرسان السلام وسفراء العمل الإنساني”. بعد ذلك، تحدثت الضيفة عن بداياتها في الكتابة منذ كانت في المرحلة الدراسية المتوسطة، ملقية الضوء على الظروف الاستثنائية التي عاشتها أيام الحصار الاقتصادي في تسعينيات القرن الماضي، وتحت وطأة الحروب التي شهدها العراق. 

وعن كتاباتها، قالت أنها تفضح الصورة القبيحة للمحاصصة الطائفية المقيتة والسلاح المنفلت الذي ابتلى به الشعب العراقي ولا يزال.

وتحدثت آمنة عن الواقع العراقي اليوم، وقالت أن “حياتنا باتت مليئة بالتحديات والصعاب، مثل انتشار الجهل والامية ورداءة الأوضاع المعيشية والصحية والخدمية”، مستدركة “لكن رغم ذلك، أن الآمال تتجدد دائما عندما يواصل الانسان مسيرته بإصرار وعزم نحو تحقيق اهدافه الحقيقية المنشودة بما يخدم الناس”.

وعرّجت الضيفة على عملها الإعلامي كمقدمة برامج نسوية في إذاعات كربلائية، فضلا عن إذاعة استرالية. كما تطرقت إلى مقالات كتبتها عن واقع المرأة العراقية وما لحق بها من حيف وتعنيف وتهميش.

أما شعريا، فذكرت أن لها ديوانين تحت الطباعة، لتقرأ بعدها نصوصا من أشعارها أمام الحاضرين.

وفي الختام، قدم سكرتير المنظمة الرفيق هادي عودة الكفري، شهادة تقدير باسم المنظمة إلى الشاعرة والإعلامية آمنة الأسدي.

 ***********************

في ذكرى استشهاد الرفيق سلام عادل *

تمر علينا الذكرى الستون لاستشهادك البطولي وصمودك الاسطوري، كأنك تعيد صرخة برومثيوس حين قال: “كونوا على ثقة من انني لن استبدل مصيري التعس بعبوديتكم الذليلة” في وجه بشاعة جلاديك، الذين لا جامع يجمعهم سوى خيانة الوطن، وتقديم خيرة ابنائه قرابين لاولياء نعمتهم في الداخل والخارج، اعداء الحرية والمساواة والتقدم.

كنت درسا بليغا في التضحية من اجل المبادئ السامية وحب الوطن والدفاع عن كادحيه وفقرائه، وكنت نجما يضاف الى كواكب قادة حزبنا ومناضليه، يضيء ليل الثوريين الطويل، ومن حقنا نحن رفاق حزبك ان نفتخر بما قدمته، واسترخصت حياتك لأجله.

لقد اثبتت الايام ان التاريخ لا يمكن ان يكون شاهد زور، وبالفعل اصدر حكمه بحق جلاديك،  ومن حاولوا النيل من حزبك مهما طال الزمن، فنالوا ما يستحقون واستقروا في  مزبلة التاريخ.

منذ ذلك اليوم المشؤوم في تاريخ العراق المعاصر، 8 شباط 1963الذي  اغتيلت فيه ثورة 14 تموز المجيدة ومعها احلام الفقراء من العمال والفلاحين وكل الوطنيين والديمقراطيين والتقدميين بغد افضل وسلام دائم. ذلك اليوم الذي اسدل فيه ستار الرعب والظلام على عراقنا الحبيب، ليستمر عقودا عاش خلالها شعبنا جحيم اعتى الدكتاتوريات، التي تناوبت عليه وادخلته في دهاليز حروبها الداخلية والخارجية، وقمعها الذي حازت به الجائزة الاولى في مسابقة القمع العربية والاقليمية.

ومن المفارقات وسخرية الاقدار ان القطار الذي جاء بهم الى سدة السلطة، هو نفس القطار الذي اخرجهم منها. لكن الطغاة لا يتعظون ابدا، لهذا عادوا بنفس القطار في 17 تموز 1968.

وهذا يؤكد ان ايّ رهان غير الرهان على ابناء الشعب، ومن اجل مصالحهم المشروعة في الحياة الحرة والكريمة، لا يصمد طويلا،  وسيكشفه الشعب عاجلا ام آجلا، وهو يكافح من اجل نيل حقوقه المشروعة المغتصبة من قبل اعدائه المجرمين.

ان العملية السياسية الجارية الآن في العراق، والقائمة على اساس المحاصصة الطائفية والاثنية والاستقواء بالخارج، وصلت الى طريق مسدود، واصبح التغيير ضرورة يسعى اليها اغلب ابناء شعبنا المتضرر من هذه المنظمومة الحاكمة، والتي لا تؤدي محاولات اعادة  انتاجها سوى الى اعادة انتاج الارهاب بأشكال مختلفة، وحماية الفاسدين من المحاسبة، واستمرار الفساد المالي والاداري، وزيادة معدلات البطالة، وتعمق التفاوت الطبقي، وسوء الخدمات، وكل ما عبّر الشعب عن رفضه له، وسعى لاصلاحه وتغيير مساره من خلال حركته الاحتجاجية، وعبر نسبة المشاركة المتدنية جدا في الانتخابات الاخيرة، والتي عكست الواقع بما لا يقبل الشك.

واقع التذمر والسخط من طرف اغلب العراقيين على القوى المتنفذة، وعلى نهجها في ادارة البلد، وتبديدها للثروة من خلال فسادها وسوء ادارتها، وحقيقة ان الطائفية السياسية هي اس البلاء، وسبب الخراب والدمار الشاملين، كما انها خدعة لإعادة انتاج المتنفذين وحماية الفاسدين وانتاج نسخ جديدة منهم بأشكال مختلفة.

وكل ذلك يدعو القوى الوطنية والديمقراطية والمدنية، الى تحمّل مسؤوليتها، وتجاوز معوقاتها الذاتية، وموسميتها،  والى المشاركة الفاعلة في الحراك الاحتجاجي العام، او على مستوى القطاعات المهنية، وزيادة زخم ودور منظمات المجتمع المدني ذات التوجهات المدنية والديمقراطية، وبضمنها الاتحادات والجمعيات والنقابات، من اجل تغيير موازين القوى لصالح الدولة المدنية الديمقراطية الاتحادية، دولة المواطنة والمؤسسات، وسيادة القانون وتطبيقيه على الجميع. الدولة التي تكافح الفساد وتقدم  الفاسدين للقضاء، وتسعى لتنويع الاقتصاد، وتجاوزمشكلة الاقتصاد الريعي والاحادي الجانب الذي ابتلي به الاقتصاد العراقي، من خلال اعادة الحياة للقطاعات الزراعية والصناعية والخدمات الانتاجية، ووضع الحلول الجدية لمعضلة البطالة التي تنخر في المجتمع، الدولة التي تسعى لتحقيق السيادة الكاملة وترسيخ الديمقراطية.

سيظل الشهيد “سلام عادل” رمزا خالدا لبطولات الشيوعيين، ومنارا هاديا لكل من سار في هذا الطريق المشرف، وناضل وضحّى في سبيل الوطن الحر والشعب السعيد.

انه الامثولة والانموذج الفذ في الدفاع عن المصالح الجذرية لكادحي شعبنا، من العمال والفلاحين وسائر شغيلة اليد والفكر، وكل أبناء شعبنا المحرومين من خيرات بلدهم، ومن الحياة الحرة الكريمة.

المجد كل المجد للمناضل الاسطورة “سلام عادل” ، ولكل شهداء حزبنا الأبرار.

الخزي والعار الأبدي لقتلته، ولكل أعداء الشيوعية والتقدم..

ــــــــــــــــــــــــــــــــ

* ألقاها الرفيق فاروق فياض في جلسة استذكار الشهيد الخالد.

 **********************

معاً لبناء بيت الحزب.. بيت الشعب

دعماً للحملة الوطنية لبناء مقر الحزب الشيوعي العراقي، تبرع الرفاق والأصدقاء:

  • هناء أدور مليون دينار.
  • الدكتور مديح الصادق من كندا ١5٠ ألف دينار

الشكر والتقدير للرفاق والأصدقاء على دعمهم واسنادهم حملة الحزب لبناء مقره المركزي في بغداد.

معاً حتى يكتمل بناء بيت الشيوعيين.. بيت العراقيين.

 ****************

ما أحدثه خليجي البصرة في العراقيين

  د. قاسم حسين صالح

 كشفت متابعتنا اليومية لجماهير المشجعين ان مونديال البصرة احدث تأثيرات في مجالات الحياة كافة لدى العراقيين، نوجزها بالآتي:

  • سيكولوجيا: اشاع الفرح وروى على مدى اسبوعين عطش العراقيين للمتعة، لدرجة أن البصريين افادوا بأن ( الفرح بدد الكثير من الاوجاع،حتى عيادات الاطباء امست فارغة).واثبت الحدث ان العلاقة بين العراقي والوطن كعلاقة العاشق بمعشوقته..يحبه ويفديه بروحه.
  • اجتماعيا: كانت فرصة استثنائية لتجمعات جماهيرية التقى فيها العراقيون باختلاف مكوناتهم ودياناتهم وانتماءاتهم في مدينة واحدة يجمعهم حدث ممتع احيا تقاليد عراقية اصيلة،وضيافة لا توجد في أي شعب في العالم..بفضاء واسع اثبت فيه انواع الكرم العراقي.
  • وطنيا: عكست صورة ايجابية عن العراق عجز عنها السياسيون،و كشفت عن حجم المحبة التي يحملها العراقيون لاشقائهم العرب في الخليج،ما دفعهم عبر فضائياتهم الى أن يتغنوا بالعراق( سلام عليك،على رافديك يا عراق القيم..فانت مزار وحصن ودار لكل الامم..فبغداد تكتب مجد العظام وما جف بها مداد القلم).
  • سياسيا:أحيت الهوية الوطنية وأنعشت الشعور بالأنتماء للعراق اللتين اماتهما السياسيون الطائفيون بأشاعتهم الهويات الفرعية القاتلة وثقافة القطيع التي تديم بقاءهم للأستفراد بالسلطة والثروة.

والأروع ان خليجي البصرة 25، اثبت ..بتنظيمه، بمبارياته، بجمهوره أنه كان استثناءا مميزا على صعيد بطولات كرة القدم العربية والعالمية، أعاد لعراق الحضارات صورته المشرقة ،فلهم وللعراقيين تهنئة معطرة برائحة العراق، فبه احيوا ما هو جميل في الشخصية العراقية ،وبه أشاعوا تفاؤلا بعد يأس في بشرى واعدة انهم سيتوحدون ويعيدون لأربعين مليونا اليقين بأنهم قادرون على خلق غد يليق بوطن يمتلك كل المقومات لأن يعيش اهله برفاهية وكرامة

 *******************

جولة إعلامية شيوعية  في مدينة الحرية

بغداد – طريق الشعب

شكلت منظمة الحزب الشيوعي العراقي في الحرية – اللجنة المحلية في الكرخ الأولى، أخيرا، فريقا إعلاميا جوالا جاب شوارع منطقة الحرية الأولى وأسواقها سيرا على الأقدام.

ووزع الفريق على المواطنين وأصحاب المحال التجارية ورواد المقاهي، نسخا من التقرير السياسي الصادر عن الاجتماع الاعتيادي الأخير للجنة المركزية للحزب.

 ********************

ينظمها «المعهد لفرنسي».. ورش فنية في مدرسة الموسيقى والباليه

بغداد – طريق الشعب

طرحت المستشارة الثقافية في السفارة الفرنسية في بغداد، لورانس لوفاسير، فكرة تنظيم ورش فنية في مدرسة الموسيقى والباليه، مع محاضرات لتعليم اللغة الفرنسية لطلبة المدرسة، يقدمها المعهد الفرنسي في بغداد.

جاء ذلك خلال حضورها النشاط الفني الذي نظمته أقسام المدرسة الأسبوع الماضي، والذي تضمن فقرات موسيقية ولوحات راقصة وعروض باليه.

وتهدف هذه النشاطات الفنية - وفق ما ذكرته المدرسة في تقرير صحفي اطلعت عليه “طريق الشعب” – إلى تعزيز التوجهات الجديدة لدائرة الفنون الموسيقية (الجهة المشرفة على المدرسة)، في دعم النشاطات الثقافية والفنية.

من جانبه، ثمّن وكيل وزارة الثقافة ومدير عام دائرة الفنون الموسيقية وكالة، د. عماد جاسم، زيارة لوفاسير. وأشار خلال لقائه بها على هامش النشاط، إلى أهمية هذه المدرسة في اعداد جيل من الفنانين يكون له دور في الحفاظ على التراث الموسيقي العراقي.

وتبادل الطرفان الحديث حول سبل التعاون المشترك بينهما، وتوطيد العلاقات الثنائية في مجالي الموسيقى والباليه، مع اقتراح أن تقوم فرنسا باستقبال طلبة المدرسة من الموهوبين وتطوير مهاراتهم الفنية وإشراكهم في المحافل الدولية.