اخر الاخبار

الصفحة الاولى

 

وعود كاذبة اربكت الأوضاع.. والحكومة في مأزق

مشاهد مألوفة يوميا.. احتجاجات تُفض بالقوة والعنف

بغداد ـ طريق الشعب

يستعد العالم أجمع لاستقبال عام جديد، بينما تشهد مدن البلاد المختلفة احتجاجات متواصلة، تطالب بتثبيت أصحاب العقود وتوفير فرص العمل وتعويض المزارعين. فيما يبدو ان الحكومة عازمة على مواصلة سيناريوهات الترحيل والتسويف الذي واظبت على انتهاجه جميع الحكومات المتعاقبة.

ولم تغادر قوات حفظ القانون عادتها بالاعتداء على المحتجين واستخدام القوة لتفريقهم، وقد تكررت هذه المرة مع أصحاب العقود في مفوضية الانتخابات المتظاهرين، امام مبنى وزارة المالية.

احتجاج واسع في بغداد

امام مبنى وزارة المالية في بغداد، تظاهر العشرات من أصحاب العقود مطالبين بتثبيتهم على الملاك الدائم، لكن قوات حفظ القانون هاجمتهم مستخدمة القوة والضرب المبرح، بهدف تفريقهم، في مشهد بات يتكرر بشكل معتاد.

وتظاهر المئات من المحاضرين والاداريين، عند بوابة المنطقة الخضراء في بغداد، مطالبين بالتثبيت على الملاك الدائم.

وانطلق المئات منهم من مدينة الثورة (الصدر) شرق بغداد، متوجهين صوب الخضراء من جهة الجسر المعلق.

وقام المحتجون باغلاق الشوارع التي مرّوا بها.

وتظاهر العشرات من أصحاب العقود في الخطوط الجوية العراقية، أمام مبنى وزارة النقل، مطالبين بتثبيتهم على الملاك الدائم.

 

إغلاق للدوائر في البصرة

والى البصرة، حيث اغلق العشرات من اصحاب العقود في مديرية تقاعد البصرة، ابواب الدائرة، احتجاجاً على عدم تلبية مطالبهم بتثبيتهم على الملاك الدائم، مشيرين الى انهم يتظاهرون منذ 5 أيام دون ان تلتفت الجهات المعنية لهم، ما اجبرهم على تصعيد مواقفهم.

وتظاهر اصحاب العقود في بلديات قضاء الهارثة في البصرة، امام مقر دائرتهم مطالبين بالتثبيت على الملاك الدائم، خاصة ان اغلبهم مضى على خدمته اكثر من عامين، وهي المدة التي نص قرار مجلس الوزراء على تثبيت أصحابها، فيما نظم أصحاب العقود في بلدية الزبير اضرابا عن الدوام، مطالبين بتثبيتهم على الملاك الدائم.

وتظاهر العشرات من المواطنين، امام مبنى محافظة البصرة، مطالبين بسندات قطع أراضيهم التي وزعت عليهم ضمن قرعة 5000 قطعة أرض في المدينة الرياضية منذ العام 2019.

 

أصحاب العقود في 3 محافظات

وفي ميسان، تظاهر المئات من العاملين بصفة عقود في الدوائر منقولة الصلاحيات أمام مبنى ديوان محافظة ميسان، مطالبين بتبيان موقف الحكومة المحلية من قضيتهم المتعلقة بالتثبيت، وتوفير التخصيص المالي لهم، منوهين الى انهم يعملون في الدوائر الخدمية والصحية، منذ سنوات بصفة عقود، وتسري عليهم أوامر الدوام والضوابط، لكنهم يجهلون مصيرهم بعد أن تم تثبيت أقرانهم في محافظات أخرى.

وعاد أصحاب الأجور اليومية الذين لم تجدد دوائر وزارة النفط التعاقد معهم، الى اغلاق بوابتي مصفى السماوة، مطالبين بتجديد عقودهم بعد ان عملوا لمدة 3 اشهر، فيما تظاهر متعاقدون في دوائر حكومية في المحافظة، احتجاجا على قرار إيقافهم عن العمل لأسباب مالية وإدارية.

اما أصحاب العقود والأجور اليومية في معمل الألبسة الرجالية في النجف، فاقدموا على اغلاق الطريق الرابط بين النجف وكربلاء، مطالبين بتثبيتهم على الملاك الدائم، وفقا لمراسل “طريق الشعب”، احمد عباس.

 

احتجاجات للفلاحين

ونظم المئات من الفلاحين والمزارعين في الديوانية احتجاجا حاشدا، مطالبين بصرف تعويضات عدم زراعة الشلب المرصودة لهم ضمن قانون الدعم الطارئ.

وقال مراسل “طريق الشعب”، ان المئات من الفلاحين من اقضية الشامية والمهناوية وغماس، نظموا تظاهرة كبيرة في مفترق غماس الرابط بين المحافظة وبقية المحافظات، مطالبين بصرف تعويضات عدم زراعة محصول الشلب المرصودة ضمن قانون الداعم الطارئ للامن الغذائي.

وأضاف ان المتظاهرين طالبوا بتوفير متطلبات الموسم الزراعي الشتوي الحالي من خلال رفع نسبة الخطة من 35 في المائة الى 100 في المائة وتوفير الأسمدة والمبيدات للفلاحين وعدم تركهم فريسة للتجار والسوق السوداء، مشيرين الى ان هناك من يعتاش على استغلال الفلاحين من خلال رفع الأسعار.

وفي السياق، التحق فلاحو المشخاب بالتظاهرة، مهددين بتصعيد احتجاجهم وتنظيم اعتصام مفتوح في حال عدم الاستجابة لمطالبهم.

وعود كاذبة

وتعليقا على الامر، يرى الناشط المدني مهدي جاسم ان الوعود الكاذبة التي اطلقها المسؤولون إبان عملية تشكيل الحكومة للمواطنين وشرائح اجتماعية عديدة دفعتهم الان الى التظاهر للضغط باتجاه تحقيق تلك الوعود التي هي في اغلبها كاذبة.

وأضاف في حديث لـ”طريق الشعب”، ان الحكومة الحالية اتخذت عددا من القرارات الخاصة بتثبيت أصحاب العقود وتمليك الأراضي الزراعية، لكنها لم تكن تعلم انها لا تستطيع تنفيذ كل هذا الامر، مشيرا الى ان مأزق الحكومة كبير كونها تحمل أعباء تركة الحكومات السابقة وسيطرة المتنفذين على مراكز القرار فيها، ما يجعلها غير قادرة على اتخاذ المعالجات الصحيحة.

--------------

 

راصد الطريق

الإعانات الاجتماعية

للفقراء أم للكسب الانتخابي؟

أعلن وزير العمل احمد الاسدي السبت الماضي “شمول مليون و834 الف اسرة براتب الحماية الاجتماعية، و200 الف مستفيد من راتب ذوي الاعاقة والاحتياجات الخاصة”، وان “المتقدمين الى هيئة الحماية الاجتماعية بلغوا 3,600,000 اسرة، فيما بلغت طلبات ذوي الاحتياجات الخاصة 400 ألف”.

وتبدو هذه الأرقام غريبة جدا، فاذا افترضنا ان الاسرة تضم خمسة افراد فان عدد المشمولين بالحماية حاليا يتجاوز 9 ملايين مواطن، وإذا أحصينا عدد الاسر المتقدمة حديثا وفقا لنفس المعادلة فسيتجاوز الرقم 18 مليونا، ويكون المجموع 27 مليونا من أصل 41 مليون مواطن!

ان ارقام الفقر عندنا هائلة بالتأكيد ومخيفة ولابد من معالجة أمرها، لكنها لا تبلغ قطعاً هذا المستوى الذي أعلنه الوزير.

علما ان ملف الإعانات الاجتماعية أصبح منذ 2018 بابا لتمويل الحملات الانتخابية، وتم استغلاله لغايات شخصية وحزبية، وشُملت به فئات غير مستحقة، فيما آلاف المستحقين يئنون تحت وطأة الحاجة والحرمان.

نعم لكل جهد يتصدى للفقر، لكن هذا الملف أصبح بؤرة للفاسدين والمتنفذين وابتزازهم، وتتوجب على الحكومة معالجته قبل ان يغدو ملفا شائكا عصيا على الحل.

-----------

 

فهمي يستعرض مستجدات الوضع العراقي

فيينا – طريق الشعب

ضيّفت منظمة الحزب الشيوعي العراقي في النمسا، الأحد الماضي، سكرتير اللجنة المركزية للحزب الرفيق رائد فهمي، وذلك في ندوة حول آخر التطورات والمستجدات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في العراق. وقال فهمي ان البلاد أصبحت سوقا للبضاعة الاجنبية في ظل اهمال تام للقطاعين الزراعي والصناعي المحليين.

 

الصفحة الثانية

 

مظهر محمد صالح: العراق يعيش «تصحرا إجباريا»

بغداد ـ طريق الشعب

علل المستشار المالي لرئيس مجلس الوزراء، مظهر محمد صالح، أمس الاثنين، تأثر العراق بالتغيرات المناخية بسببين، داعيا الى “تأسيس دبلوماسية للمناخ والتصحر تدافع عن حقوق العراق المائية والمناخية”.

وقال صالح، إن “التنمية الخضراء المستدامة لمواجهة تكيفات المناخ ومواجهة عدم ارتفاع درجات الحرارة في العالم عن طريق خفض الانبعاثات الكربونية والتصحر لغاية العام 2030، ستكلف مبالغ تقدرها أوساط الأمم المتحدة بنحو 6 تريليونات دولار”.

وأضاف، أن “العراق من الدول (المتاثرة) بالتغيرات المناخية والمتلقية لأسباب التصحر والتلوث (وليس المؤثرة) لسببين: الأول لأنه يعاني من شبه حصارات مائية من مشاريع دول المنبع وتقليل مستمر لحصة بلادنا من المياه ما زاد من معدلات التصحر (الإجباري) وتوليد مناطق متصحرة مثيرة للتلوث من الأتربة المستمرة والتي تؤثر على العراق والجوار نفسه. والثاني فان بلادنا هي متلقية لمشكلات الاحتباس الحراري والتلوث الكربوني كظاهرة صناعية عابرة للحدود تأتي من دول العالم الأول الكثيفة الصناعة”.

وتابع، انه “بناء على ما تقدم، فإن العراق يمتلك حقوقاً عامة تجاه المجتمع الدولي بمسألتين: الأولى تعويضه عن أضرار البيئة بسبب نقص المياه الحالي، فضلاً عن دور المجتمع الدولي في تأمين حصص العراق المائية بموجب القانون الدولي ومقاومة سياسات التصحر (الإجبارية)، والثانية تعويضه مالياً بكونه متلقياً للانبعاثات الكربونية التي تولدها البلدان الصناعية”.

----------

 

في فيينا 

الرفيق رائد فهمي يستعرض مستجدات الوضع العراقي

فيينا – طريق الشعب

ضيّفت منظمة الحزب الشيوعي العراقي في النمسا، الأحد الماضي، سكرتير اللجنة المركزية للحزب الرفيق رائد فهمي، في ندوة حول آخر التطورات والمستجدات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في العراق.

حضر الندوة التي عقدت في العاصمة فيينا، جمهور من الشيوعيين وأصدقائهم، إضافة إلى ممثلين عن سفارة العراق في النمسا والاتحاد الوطني الكردستاني والنادي العربي النمساوي الثقافي والحزب الشيوعي السوداني والجالية الايزيدية، فضلا عن رفاق من منظمتي الحزب الشيوعي العراقي في المجر وسلوفاكيا.

الرفيق فهمي (أبو رواء)، وبعد أن رحب به مدير الندوة الرفيق نيازي المزوري، ألقى ضوءاً على الاوضاع العامة في العراق، مشيرا إلى منظومة الفساد التي تحكم البلاد ونهج المحاصصة الطائفية الفاشل في ادارة الدولة.

وأوضح أن الحكومة فشلت في تقديم الخدمات للشعب في جميع المجالات، وأن البلاد أصبحت سوقا للبضاعة الاجنبية في ظل اهمال تام للقطاعين الزراعي والصناعي المحليين، لافتا إلى أن هناك جيشا من العاطلين عن العمل، خاصة بين خريجي الجامعات والمعاهد.

وبالنسبة لقطاع التعليم، ذكر الرفيق فهمي أن التعليم في الجامعات الحكومية مهمل، بينما تم تشجيع التعليم في الجامعات الاهلية التي يمتلكها المسؤولون والمقربون منهم.

ثم تحدث عن نسب الفقر في العراق، والتي تجاوزت في بعض المحافظات 50 في المائة. كما تطرق إلى “الحراك الاحتجاجي وانتفاضة تشرين العظيمة التي تعتبر اكبر حدث انتفاضي في تاريخ الدولة العراقية”.

وتناول الرفيق أبو رواء التشكيلة الجديدة للحكومة العراقية، وموضوع الانتخابات البرلمانية المبكرة التي من الضروري إجراؤها في وقتها المحدد.

كذلك تحدث عن مسألة سيادة الدولة العراقية، وعجز الحكومات عن الدفاع عنها في ظل الانتهاكات المستمرة من قبل دول الجوار، خاصة تركيا وإيران، بحجة تواجد مجموعات كردية معارضة لهما في الاقليم، لافتا إلى أن “تواجد هذه المجموعات على الاراضي العراقية جاء نتيجة وجود ظلم واضطهاد بحقها في بلدانها. لذلك أن حل هذه المشكلة يكون في داخل بلدانها وليس من خلال القصف المستمر لأراضي الاقليم وانتهاك سيادة الدولة العراقية”.

وتخللت الندوة مداخلات وأسئلة طرحها العديد من الحاضرين، وعقب عليها الرفيق فهمي بصورة ضافية.

--------

 

لا تُعد ولا تُحصى

الآثار العراقية مطمورة وبانتظار المستكشفين

بغداد – طريق الشعب

تعكس الآثار العراقية ماضي حضارة ارض ما بين النهرين، وتنقلها الى الحاضر، إذ تمثل واجهة سياحية وثقافية للبلاد، نظرا لاعتبارها موردا اقتصاديا لا يقل اهمية عن الذهب الاسود.

تعاني هذه الاثار اليوم من اهمال كبير بتعاقب الحكومات؛ فبعضها تعرض للسرقة والقسم الاكبر منها لا يزال قابعا تحت الارض بانتظار البعثات الاستكشافية للتنقيب عنه.

وعزا خبراء في مجال التراث هذا الاهمال لـ”قلة التخصيصات المالية”.

 

غطاء قانوني للآثار

تقول خبيرة الاثار والتراث فوزية المالكي، ان “حماية الاثار والتلال والمواقع التاريخية هي مسؤولية شرطة الاثار، كما هناك حراس مدنيون على هذه المواقع”، مضيفة ان “قانون رقم خمسة وخمسين لعام 2002 يتكفل بحماية الاثار ومعاقبة السراق والمهربين والمتجاوزين على هذه الاراضي”.

ويوجد في دائرة التحريات والتنقيبات ضمن الهيئة العامة للتراث، قسم (التحريات والتنقيبات)، الذي يعمل على اجراء المسوحات الخاصة بالمواقع الاثرية والكشوفات على جميع المواقع والتلول وتثبيت التجاوزات واحالتها للقسم القانوني لمتابعة واتخاذ الاجراءات اللازمة.

وتبين المالكي خلال حديثها لـ”طريق الشعب”، ان “هيئة الاثار عند اكتشافها لموقع اثري جديد، تعمل مباشرة على توثيقه بالطرق العلمية الحديثة ثم تحيله الى المتحف العراقي لغرض ترقيمه في سجلات المتحف، ثم تنشر النتائج والمسوحات في مجلة سومر ومجلة المسكوكات”، مشيرة الى ان هذه الاجراءات هي “نوع من انواع الحماية”.

 

قلة التخصيصات المالية

وتلفت الى ان “الإهمال تجاه هذا الملف نابع من عدم وجود تخصيص مالي يتناسب مع عدد المواقع الاثرية، حيث ان هيئة الاثار تعمل بإمكانياتها المحددة”، مشيرة الى ان “عدد التلول يتجاوز اثني عشر ألف تل، وأكثر من سبعة آلاف مبنى تراثي”.

وتستعرض خلال حديثها بعض المشكلات: “اغلب التلول الاثرية تقع في مناطق صحراوية معزولة عن مراكز المدن والسكان، ما يجعلها عرضة لأعمال النبش من قبل عصابات التهريب”. وعن الحلول المقترحة تقول ان “هناك حاجة الى توفير طائرات خاصة لملاحقة المهربين في التلال البعيدة واقمار صناعية خاصة لمراقبة حركة عصابات الاثار”.

وبالحديث عن الاثار العراقية الموجودة في الخارج، اشارت المالكي الى وجود مذكرات تعاون وتفاهم مع عدد كبير من المتاحف العالمية التي تستعرض في أروقتها التراث العراقي، كما جرى التعاون مع الإنتربول واليونسكو بشأن هذا الملف.

 

الآثار في الخارج

وتقول ان “المتحف العراقي استعاد الاف القطع واتخذ الاجراءات اللازمة بحقها”، موضحة ان “الاثار المعروضة في المتاحف الاجنبية وفق معاهدات او مذكرات تفاهم تدعى متاحف متجولة، ووفق هذه المعاهدة يتم الاتفاق على دفع مبالغ سنوية للعراق، اما اذا كانت الاثار قد دخلت هذه المتاحف عن طريق الشراء في المزادات العالمية او من خلال تجار الاثار فلا يمكن ان يفرض عليهم مبالغ مالية اذا لا يوجد قانون يلزمهم بذلك، وانما فقط يمكن اخذ اجراءات قانونية لإثبات عائدتها للعراق، من ثم الحذو لإعادتها للوطن وفق قوانين الدولية وهذا يستغرق سنوات طويلة”.

 

عمليات تنقيب حديثة

وذكر رئيس الهيئة العامة للآثار والتراث، ليث مجيد حسين العبودي، في تصريح سابق إن “هناك 18 بعثة، ما بين عراقية وأجنبية من جامعات عالمية رصينة ومؤسسات مهمة، بدأت بعمليات تنقيب في جنوب العراق وجنوب بغداد، أسفرت عن الكشف عن الكنوز الأثرية”. اضافة الى وجود أعمال الصيانة مستمرة في مدينة بابل ومدينة أور والوركاء والقصر العباسي والمدرسة المستنصرية والقشلة، ومن المنتظر وصول بعثة إيطالية للتنقيب عن الآثار في مدينة المدائن ببغداد التي تضم طاق كسرى، أما آثار نفر (نيبور) فستقوم بعثة أميركية بالتنقيب هناك.

 

الصيانة والحماية

بدوره، يذكر أستاذ تاريخ الفن القديم والاثار، في الجامعة المستنصرية، محمد العبيدي، ان “الاثار من اهم المصادر الاقتصادية للدولة إذا ما استثمرتها بالشكل الصحيح، فيما تعبر عن ماضي الدول وتترجم حضاراتها عبر الازمان”.

ويضيف خلال حديثه لـ”طريق الشعب”، ان “الدولة تقع على عاتقها مسؤولية توفير الحماية الدستورية والقانونية، وتضع العقوبات اللازمة لمنع تخريبها او التعرض لها”.

ويحث على أهمية تظافر الجهود المحلية من خلال التنسيق مع دوائر الدولة سواء شرطة الامن الوطني والمخابرات وتوفير كادر في المديرية العامة للآثار في المحافظات، والعمل بأجهزة تنقيب وصيانة حديثة، كما يجب نشر الوعي الثقافي والتعريف بأهمية الاثار والمواقع التراثية، من خلال اقامة ندوات بالجامعات او استخدام الاعلام المرئي.

اما في مجال الحماية الامنية، فطالب بـ”توفير الحراسة الكافية، والمستمرة على مدار الساعة في كافة الظروف، فضلا عن التنسيق مع الجهات المختصة لتامين التواجد الامني المجهز بكافة المعدات اللازمة، الذي يحقق الانضباط من خلال مباشرة مهامه في تنفيذ القانون”.

---------

 

من حقنا (4)

امنيات «بالشعبي» في العام الجديد

حسين النجار

تطرق مسامعنا يومياً عشرات التصريحات الرسمية عن سعي الجهات المعنية الى تنفيذ قرارات مهمة تصب في مصلحة الوطن والمواطن، منها ما يتعلق بأساسيات الحياة اليومية وغيرها بضمان الرفاه الاجتماعي، ثم .. “اقبض من دبش”!

خلال عامنا المنتهي 2022 تقاذف عديد من المسؤولين بما لا يحصى من الاتهامات، محمّلين بعضهم مسؤولية خراب البلد وضياع ثرواته.. وكلهم بالهوى سوى.

وفي هذا العام المنقضي تحديداً شهدت بلادنا احداثاً سياسية وأمنية واجتماعية واقتصادية، لم تشهدها السنوات السابقة وكانت ناجمة عن استفحال الأزمة السياسية البنيوية المركبة، وعن تعنت المتنفذين وتمسكهم بمواقع السلطة، بجانب تأخر تشكيل الحكومة عاما كاملا وضرب الدستور عرض الحائط  ورجوع حليمة – وهذا هو الاهم – الى المحاصصة.

وخلال هذه السنة خرج الألوف والألوف من المحتجين المطالبين بتحسين اوضاعهم المعيشية والاقتصادية، وبتغيير العملية السياسية من أساسها وبناء دولة المواطنة واحترام حقوق الانسان.  لكن الجماعة ظلوا صما بكما.

وفي هذا العام ايضا كُشف عن نهب مليارات الدولارات في عملية سطو منظمة سميت “سرقة القرن”، ورُفع سقف الوعد بمكافحة الفساد وقطع الطريق امام الفاسدين، والنتيجة ..لا سمعنا ولا شفنا!

وبقي التعهد بالكشف عن قتلة المتظاهرين في 2019 ومن كان يقف وراءهم يراوح في مكانه، ولم يتجرأ أي من المتنفذين على اعلان الجهة المرتكبة.. فقضية الشهداء ليست من اولوياتهم.

وتعرض بلدنا مرات عدة الى اعتداءات غاشمة من دور الجوار، لكن الاطراف المعنية لجأت الى الصمت حين كان الاعتداء ينطلق ممن لديها تحالف معه او دعم منه، فيما كان جوابها على تساؤلات الناس: احنا شعلينا!

احداث أخرى مرت ايضا في هذا العام: تسريب أسئلة الامتحانات الوزارية، مزيد من تردي الخدمات الصحية، نقص حاد في الحصة التموينية، ارتفاع غير مسبوق في الأغذية والمواد الاستهلاكية، نقص في الطاقة وفي المياه، استمرار عمليات القتل والخطف والاغتيال وانتشار المخدرات، احصائيات مرعبة للعنف ضد النساء، زيادة اعداد العاطلين عن العمل، حرائق بالجملة، وغير هذه الأمثلة مما لا يتسع المجال لذكره..

و “الجماعة ولا يمهم”.

اليوم ونحن نقترب من بداية العام الجديد، نجدد التمنيات بأن نرى شوارعنا معبدة، ومدراسنا تتسع لكل التلاميذ، ومستشفياتنا حديثة، وحصتنا التموينية توصلنا لراس كل شهر، وعمالنا يشتغلون، وفلاحونا يلبون بمنتجاتهم حاجات الناس، ونساءنا يتمتعن بكل حقوقهن، ومصانعنا لا تتوقف، وغير ذلك مما تتمنون.

لكن الاهم من هذ كله هو اننا نريده عام الخلاص من منظومة المحاصصة والفساد، ومباشرة  بإعادة بناء بلدنا على أساس الهوية الوطنية والمواطنة واحترام حقوق الانسان، وتمتع شعبنا بخيراته وثرواته وثمار عمله.

 

الصفحة الثالثة

 

المشردات في العراق.. لا مأوى لهن غير الشارع

بغداد ـ سيف زهير

تشهد شريحة المشردات في العراق واقعا مؤلما، صنعته أسباب اقتصادية واجتماعية، جعلت من الشارع مكانا يلتجئْن له، يقابله اهمال واضح من قبل مؤسسات الدولة المعنية.

ويرجح حقوقيون، أن هذه الشريحة هي أكثر عرضة للاستغلال من قبل عصابات الإرهاب، مؤكدين وجود انتهاكات يتعرضون لها داخل دور الدولة سواء بالحرمان من التعليم والتأهيل النفسي وغيرها الكثير من الانتهاكات التي جعلت الفتيات يتخذن من الانتحار وسيلة للتخلص من الواقع المر الذي يعشن فيه.

 

الشوارع تكتظ بهم

وتذكر الحقوقية راقية الخزعلي، ان “ملف العناية بدور المشردات الخاصة بالفتيات، يجب ان يؤخذ بنظر الاعتبار من قبل وزارة العمل والشؤون الاجتماعية”، مضيفة ان معالجة هذا الملف تقضي على “حالة التسول والتشرد وبقية المشاكل الاجتماعية”.

وعدّت الخزعلي في حديثها لـ”طريق الشعب”، ان التشرد “مظهر غير حضاري، يدل على عدم وجود احترام لحقوق الإنسان التي ضمنها الدستور العراقي، إضافة إلى الإعلان العالمي لحقوق الإنسان”.

وتشير إلى أهمية “إيداع المشردات في دور خاصة وآمنة تحت حماية الدولة، بضمان توفير معيشة لائقة بهن من ناحية المستلزمات والاحتياجات كافة”، لافتة إلى وجود حوالي مليوني متشرد في الشوارع العراقية.

وحثت الخزعلي، وزارة العمل والشؤون الاجتماعية على تعزيز الاهتمام بهذا الملف الذي بات يشكل حالة تدل على اليأس، مطالبة الحكومة بـ “توفير فرص عمل للشباب من اجل القضاء على ظاهرة البطالة مع زيادة دخل الأفراد، كونها عوامل تساهم في تقليل نسب التشرد”.

 

هل عالج قانون الأحداث ظاهرة التشرد؟

ويعرف قانون الأحداث رقم 76 لسنة 1983، (المشرد)، بأنه “كل حدث لم يتجاوز الـ15 من العمر ويعثر عليه من دون مرافقة ولي أمره وهو يتسوّل في الاماكن العامة، او يمارس متجولا مهنة مثل صبغ الأحذية او بيع السكائر، او اية مهنة اخرى تعرضه للجنوح. كما اعتبر القانون الحدث (مشردا) اذا لم يكن له محل إقامة معين او اتخذ الأماكن العامة مأوى له ولم تكن له وسيلة مشروعة للعيش، او ترك منزل وليّه من دون عذر مشروع”.

وتعلق الخزعلي على قانون الاحداث، ان “هناك الكثير من الانتقادات وجهت اليه، حيث لم يجر عليه تحديث في نصوصه منذ عام 1983 والى اليوم”، مشيرة الى انه “لم يتضمن معالجات فعالة تستطيع حل هذه الظاهرة”.

 

هجمة ضد حقوق المرأة

من جانبها، تؤكد الناشطة الحقوقية صابرين السرّاي، أن السبب الرئيس وراء ارتفاع ظاهرة العنف ضد النساء والفتيات الصغيرات يعود إلى عدم وجود قانون يجرّم هذه الأفعال ويردعها بشكل قاطع، قبل الحديث عن العوامل النفسية والاقتصادية والاجتماعية.

وتوضح السرّاي لـ”طريق الشعب”، أن “هجمة شرسة يقودها البعض داخل السلطة التنفيذية والتشريعية ضد حقوق المرأة، مستخدمين بعض العادات البالية والخطابات الدينية المتطرفة التي تدعو إلى تقويض دور المرأة وجعلها أداة أو سلعة لا أكثر”، داعية إلى “إيجاد دور للإيواء بعد غياب الأمان عن الكثير من النساء والمعنفات في بلد أصبحت هذه المظاهر فيه يومية ومألوفة”.

وتضيف “رصدنا حالات مريعة تتمثل بقتل نساء كثيرات بسبب التعنيف وسوء المعاملة، وتتعرّض كثيرات منهنّ إلى اعتداءات بالضرب تحت عنوان (الشرف، أو غسل العار) أو أحيانا بسبب قضايا اجتماعية بسيطة”، مضيفة أن “هناك جهودا كثيرة من منظمات نسوية ومدنية وديمقراطية للدفاع عن قضايا المرأة، والمطالبة بتوفير دور إيواء لحماية الشابات”

 

فقدن المعيل

ويقول رئيس المركز الاستراتيجي لحقوق الانسان، فاضل الغراوي، ان “ملف دور المشردات من الملفات المهمة التي يجب لفت النظر لها ومعالجة ما تشهد من انتكاسات، كون ان هذه الفئة تحتاج الى رعاية خاصة، بسبب حجم الانتهاكات التي تعرضوا لها من فقدان المعيل والسكن والحقوق”.

ويضيف في حديثه لـ”طريق الشعب” ان “الدور الآمنة يجب ان تتعامل بمبادئ حقوق الإنسان”، لافتا الى ان واقع الحال يتطلب جهودا مكثفة وحقيقية تتناسب مع الخدمات المقدمة لهم، بالسماح بالخروج من الدار وتحفيزهم على الاستمرار في التعليم ومحاولة إعادة الروابط الاسرية.

وطالب بـ”ضرورة إعادة النظر في الإجراءات المتبعة من قبل الجهات المسؤولة عن الدور”.

 

للحروب نصيبها في الظاهرة

وتذكر رؤى خلف (وهي ناشطة في مجال حقوق المرأة)، ان “أهمية وجود دور الايواء للفتيات والصبيان توازي أهمية وجود المؤسسات التعليمية او مؤسسات حماية الافراد”، مشيرة الى ان “هذه الدور تكمن أهميتها في حماية الافراد من الآفات الموجودة كالاتجار بالبشر واللجوء الى إدمان المخدرات والتسول وغيرها”.

وبحسب ما ترى خلف فإن “اهميتها تظهر بالتزامن مع تفاقم الازمات في البلد، كالحروب والمشاكل الاقتصادية والاجتماعية، حيث خلفت نسبا كبيرة من حالات التشرد والنزوح الداخلي او الهجرة الخارجية”.

 

معاملة السجون

وتردف أن “هناك ضبابية في طريقة تعامل ادارة الدور مع الفتيات”، مضيفة “اننا غير قادرين على معرفة ماذا يواجهون او بأي طريقة يتم التعامل معهم، كونهم يعاملون معاملة السجون”.

وتحذر خلف من أن هذه العوامل والضبابية في التعامل ولدت مؤشرات خطرة، حيث تقول ان “هناك حالات انتحار بين فترة واخرى تحدث داخل دور الفتيات، اغلبها لا تؤدي للموت”.

وفي ختام حديثها، طالبت رؤى خلف بـ”تفعيل القوانين والتعليمات النافذة بما يتناسب مع الوقت الحالي، خاصة تلك التي تخص موضوع التعليم والتمكين الاقتصادي، إضافة الى توسيع دور الايواء، مع ضرورة فرز الاعمار، وليس جعلها كالسجون المختلطة بجميع الاعمار والفئات”.

 

بغداد ـ سيف زهير

 

تشهد شريحة المشردات في العراق واقعا مؤلما، صنعته أسباب اقتصادية واجتماعية، جعلت من الشارع مكانا يلتجئْن له، يقابله اهمال واضح من قبل مؤسسات الدولة المعنية.

 

ويرجح حقوقيون، أن هذه الشريحة هي أكثر عرضة للاستغلال من قبل عصابات الإرهاب، مؤكدين وجود انتهاكات يتعرضون لها داخل دور الدولة سواء بالحرمان من التعليم والتأهيل النفسي وغيرها الكثير من الانتهاكات التي جعلت الفتيات يتخذن من الانتحار وسيلة للتخلص من الواقع المر الذي يعشن فيه.

 

الشوارع تكتظ بهم

وتذكر الحقوقية راقية الخزعلي، ان “ملف العناية بدور المشردات الخاصة بالفتيات، يجب ان يؤخذ بنظر الاعتبار من قبل وزارة العمل والشؤون الاجتماعية”، مضيفة ان معالجة هذا الملف تقضي على “حالة التسول والتشرد وبقية المشاكل الاجتماعية”.

وعدّت الخزعلي في حديثها لـ”طريق الشعب”، ان التشرد “مظهر غير حضاري، يدل على عدم وجود احترام لحقوق الإنسان التي ضمنها الدستور العراقي، إضافة إلى الإعلان العالمي لحقوق الإنسان”.

وتشير إلى أهمية “إيداع المشردات في دور خاصة وآمنة تحت حماية الدولة، بضمان توفير معيشة لائقة بهن من ناحية المستلزمات والاحتياجات كافة”، لافتة إلى وجود حوالي مليوني متشرد في الشوارع العراقية.

وحثت الخزعلي، وزارة العمل والشؤون الاجتماعية على تعزيز الاهتمام بهذا الملف الذي بات يشكل حالة تدل على اليأس، مطالبة الحكومة بـ “توفير فرص عمل للشباب من اجل القضاء على ظاهرة البطالة مع زيادة دخل الأفراد، كونها عوامل تساهم في تقليل نسب التشرد”.

 

هل عالج قانون الأحداث ظاهرة التشرد؟

ويعرف قانون الأحداث رقم 76 لسنة 1983، (المشرد)، بأنه “كل حدث لم يتجاوز الـ15 من العمر ويعثر عليه من دون مرافقة ولي أمره وهو يتسوّل في الاماكن العامة، او يمارس متجولا مهنة مثل صبغ الأحذية او بيع السكائر، او اية مهنة اخرى تعرضه للجنوح. كما اعتبر القانون الحدث (مشردا) اذا لم يكن له محل إقامة معين او اتخذ الأماكن العامة مأوى له ولم تكن له وسيلة مشروعة للعيش، او ترك منزل وليّه من دون عذر مشروع”.

وتعلق الخزعلي على قانون الاحداث، ان “هناك الكثير من الانتقادات وجهت اليه، حيث لم يجر عليه تحديث في نصوصه منذ عام 1983 والى اليوم”، مشيرة الى انه “لم يتضمن معالجات فعالة تستطيع حل هذه الظاهرة”.

 

هجمة ضد حقوق المرأة

من جانبها، تؤكد الناشطة الحقوقية صابرين السرّاي، أن السبب الرئيس وراء ارتفاع ظاهرة العنف ضد النساء والفتيات الصغيرات يعود إلى عدم وجود قانون يجرّم هذه الأفعال ويردعها بشكل قاطع، قبل الحديث عن العوامل النفسية والاقتصادية والاجتماعية.

وتوضح السرّاي لـ”طريق الشعب”، أن “هجمة شرسة يقودها البعض داخل السلطة التنفيذية والتشريعية ضد حقوق المرأة، مستخدمين بعض العادات البالية والخطابات الدينية المتطرفة التي تدعو إلى تقويض دور المرأة وجعلها أداة أو سلعة لا أكثر”، داعية إلى “إيجاد دور للإيواء بعد غياب الأمان عن الكثير من النساء والمعنفات في بلد أصبحت هذه المظاهر فيه يومية ومألوفة”.

وتضيف “رصدنا حالات مريعة تتمثل بقتل نساء كثيرات بسبب التعنيف وسوء المعاملة، وتتعرّض كثيرات منهنّ إلى اعتداءات بالضرب تحت عنوان (الشرف، أو غسل العار) أو أحيانا بسبب قضايا اجتماعية بسيطة”، مضيفة أن “هناك جهودا كثيرة من منظمات نسوية ومدنية وديمقراطية للدفاع عن قضايا المرأة، والمطالبة بتوفير دور إيواء لحماية الشابات”

 

فقدن المعيل

ويقول رئيس المركز الاستراتيجي لحقوق الانسان، فاضل الغراوي، ان “ملف دور المشردات من الملفات المهمة التي يجب لفت النظر لها ومعالجة ما تشهد من انتكاسات، كون ان هذه الفئة تحتاج الى رعاية خاصة، بسبب حجم الانتهاكات التي تعرضوا لها من فقدان المعيل والسكن والحقوق”.

ويضيف في حديثه لـ”طريق الشعب” ان “الدور الآمنة يجب ان تتعامل بمبادئ حقوق الإنسان”، لافتا الى ان واقع الحال يتطلب جهودا مكثفة وحقيقية تتناسب مع الخدمات المقدمة لهم، بالسماح بالخروج من الدار وتحفيزهم على الاستمرار في التعليم ومحاولة إعادة الروابط الاسرية.

وطالب بـ”ضرورة إعادة النظر في الإجراءات المتبعة من قبل الجهات المسؤولة عن الدور”.

 

للحروب نصيبها في الظاهرة

وتذكر رؤى خلف (وهي ناشطة في مجال حقوق المرأة)، ان “أهمية وجود دور الايواء للفتيات والصبيان توازي أهمية وجود المؤسسات التعليمية او مؤسسات حماية الافراد”، مشيرة الى ان “هذه الدور تكمن أهميتها في حماية الافراد من الآفات الموجودة كالاتجار بالبشر واللجوء الى إدمان المخدرات والتسول وغيرها”.

وبحسب ما ترى خلف فإن “اهميتها تظهر بالتزامن مع تفاقم الازمات في البلد، كالحروب والمشاكل الاقتصادية والاجتماعية، حيث خلفت نسبا كبيرة من حالات التشرد والنزوح الداخلي او الهجرة الخارجية”.

 

معاملة السجون

وتردف أن “هناك ضبابية في طريقة تعامل ادارة الدور مع الفتيات”، مضيفة “اننا غير قادرين على معرفة ماذا يواجهون او بأي طريقة يتم التعامل معهم، كونهم يعاملون معاملة السجون”.

وتحذر خلف من أن هذه العوامل والضبابية في التعامل ولدت مؤشرات خطرة، حيث تقول ان “هناك حالات انتحار بين فترة واخرى تحدث داخل دور الفتيات، اغلبها لا تؤدي للموت”.

وفي ختام حديثها، طالبت رؤى خلف بـ”تفعيل القوانين والتعليمات النافذة بما يتناسب مع الوقت الحالي، خاصة تلك التي تخص موضوع التعليم والتمكين الاقتصادي، إضافة الى توسيع دور الايواء، مع ضرورة فرز الاعمار، وليس جعلها كالسجون المختلطة بجميع الاعمار والفئات”.

 

فساد في إطعام السجناء

كشف أحد النواب عن عملية نهب كبيرة في تكاليف إطعام السجناء، تلحق خسائراً بقيمة 170 مليار دينار سنوياً بميزانية الدولة، حيث تحقق الشركات المتعاقدة ربحاً كبيرا، تسجل جزءًا بسيطاً منه في السجلات فيما يذهب الجزء الأعظم إلى جيوب الفاسدين. هذا وفي الوقت الذي وعد فيه وزير العدل الجديد بوضع حد لهذا الملف، سواء لجهة نوعية الطعام أو كلفته المالية، يأمل الناس أن يقوم القضاء، الذي تم إحالة الملف اليه، بإتخاذ الإجراءات العاجلة لردع الفاسدين وصيانة المال العام وعدم التهاون مع أي إنتهاك لحقوق الإنسان، مهما كانت العقوبة على جرائمه.

 

العجلة من الشيطان

كشفت أمانة بغداد، عن توجه حكومي لإنشاء مشروع ضخم في منطقة البوعيثة للصرف الصحي بطاقة 315 ألف متر مكعب استجابة للزيادة السكانية، وإقامة أربع مراكز جديدة في العاصمة لتخفيف الضغط على وسط المدينة، وكذلك التوجه لإنجاز تصاميم الطريق الحلقي وتنفيذه، وإكساء بعض الشوارع الرئيسة والأزقة. هذا وفي الوقت الذي يعاني فيه أكثر من نصف العراقيين من غياب منظومات الصرف الصحي، ويختنقون في الفوضى المرورية، لا يرى الناس أية مصداقية لوعود الأمانة، جراء عدم الوفاء بسابقاتها، والفساد الذي إتصف به عملها لسنوات، والتنفيذ البطيء لمشاريعها الخدمية، وإفتقاد “إنجازاتها” للجودة بشكل كلي أو جزئي.

 

قل للحرامي، جاءك الفرج

أرسلت الحكومة إستمارة لمجلس النواب تتضمن تقييم النواب للمحافظين والمديرين العامين، تتضمن ست فقرات تتعلق بمدى تمّكن المسؤول من اتخاذ القرارات وقدرته على معالجة المشكلات ودوره في تشجيع الإستثمار ومدى تفويضه للصلاحيات وتمكينه للنواب من الحصول على المعلومات وبماذا يوصي النائب بصدد مستقبل المسؤول. هذا وفيما أثار القرار إنتقاد بعض النواب والمراقبين، الذين وجدوا في الإعتماد على تقارير الرقابة المالية وهيئة النزاهة، سبيلاً أكثر حيادية، رأى الناس في الإجراء مسعى لغض الطرف عن الكثير من المسؤولين الفاسدين، الذين سيحميهم أقرانهم ومحازبيهم، في ظل ما تعرفه البلاد من زبائنية ومحاصصة طائفية وإثنية.

 

فشل أم إفشال؟

أعلنت الشركة العامة لإنتاج الأدوية والمستلزمات الطبية في سامراء، عن تكبدها لخسائر تقدر بحوالي 31.4 مليار دينار خلال هذا العام. واشارت الشركة التي أوقفت أوجه الصرف بسبب ذلك، عن “تحسن” طفيف في عملها حيث كانت خسائرها في العام الماضي قد تجاوزت 31.7 مليار دينار. هذا ويشير المراقبون أن أسباباً عديدة تقف وراء الفشل الذي تعاني منه شركاتنا الوطنية، أبرزها غياب الخطط التنموية والمنافسة غير العادلة مع البضائع المستوردة وضعف الأجهزة الإدارية والرقابية، إضافة إلى دور الفاسدين الذين ينهبون المال العام، ويتواطأون في القضاء على صناعتنا الوطنية وبيعها خردة والقاء شغيلتها في أتون البطالة والفقر.

 

كلمة حق يراد بها باطل

كشفت هيئة المنافذ الحدودية العراقية عن ضبط عدد من المصانع الوهمية، التي يحصل أصحابها على إعفاءات جمركية وضريبية بمبالغ تصل إلى مليارات الدنانير. وأشارت إلى أن تلك المصانع الوهمية ليست سوى محال صغيرة تمارس عملية احتيال على مؤسسات الدولة المختصة بمنح الإعفاءات مما يسبب هدراً للمال العام. هذا ويذكر بأن إعفاء القطاع الخاص من بعض الرسوم والضرائب، جاء في مسعى لتشجيع الاستثمار في الإنتاج الصناعي، لكنه تحول بسبب الفساد المستشري في نظام المحاصصة إلى وسيلة لنهب واردات الدولة، الأمر الذي يتطلب ربط تلك الإعفاءات بكمية ونوعية المنتجات، وتحويلها لرافعة حقيقية للقطاع الخاص المنتج.

 

الصفحة الرابعة

 

تسرب الأسئلة ونقص المناهج وشحة في الأبنية

التربية والتعليم في 2022: لا جديد يُذكر !

بغداد – تبارك عبد المجيد

يعد التعليم أحد الحقوق الأساسية التي يتمتع بها الفرد وهو محرك قوي للتنمية المستدامة، وإحدى الأدوات المساهمة في الحد من الفقر وتحسين والمساواة بين الجنسين. كما ينتج التعليم عوائد كبيرة مستمرة من حيث الدخل، وهو أهم عامل لضمان تكافؤ الفرص، فضلاً عن كونه عنصرا حاسما لتوفير فرص العمل.

وقد نص الدستور العراقي في المادة (34/أولاً)، على إن (التعليم عامل أساس لتقدم المجتمع وحقٌ تكفله الدولة، وهو إلزامي في المرحلة الابتدائية، وتكفل الدولة مكافحة الأمية).

والعراق من الدول التي أقرت بأهمية التعليم وصادقت على العديد من المواثيق والمعاهدات الدولية في هذا الاتجاه، وسن الكثير من القوانين والتشريعات الخاصة بالتعليم.. لكن واقع التعليم حالياً يشير الى تراجع حاد، ويحمل مراقبون منظومة المحاصصة سبب ترديه المؤلم.

 

كيف بدأ العام 2022 - 2023؟

يذكر سكرتير اتحاد الطلبة العام في جمهورية العراق، أيوب عبد الحسين، ان “العام الدراسي عرّى في أول أيام انطلاقه، حجم انهيار منظومة التعليم التي وصلت لها اليوم”، مضيفا “حذرنا الجهات المعنية أكثر من مرة، من سوء الإدارة المتبعة والفساد المستشري في مفاصلها”.

 

مدارس آيلة للسقوط

ويضيف أيوب في حديثه لـ “طريق الشعب”، ان “الطلبة باشروا هذا العام الدوام في مدارس طينية وبدوام ثلاثي ومزدوج، وآخرون في مدارس “كرفانية”، كان يفترض ان تكون بديلاً مؤقتا عن المباني المدرسية، لسد النقص في المدارس ذات الكثافة العالية، إلى جانب تلك الأبنية المدرسية البالية والقديمة، والتي تفتقر إلى أبسط الإمكانات التعليمية.

ويبيّن أن “الصفوف الدراسية شهدت اكتظاظا واسعا تجاوز الطاقة الاستيعابية، حيث تواجد في الصف الواحد ثمانون طالبا، وبعض المدارس تجاوزت هذا العدد”، لافتا إلى أنه رغم تجاوز نصف العام الدراسي لكن لم يحصل الطلاب على المناهج الدراسية كاملة، ما دفع أهالي الطلاب الى تحمل هذه المسؤولية التي أصبحت حملا ماديا ثقيلا عليهم، وتحديدا من هم ذوو دخل محدود”.

 

شح في كوادر التربية

وتطرق الى مشكلة أخرى، وهي “قلة الكوار التدريسية رغم وجود الالالف من المحاضرين الذين خرجوا مرارا في تظاهرات، طالبوا فيها بتعيينهم، لكن لم يجدوا من يُصغي إليهم”.

ويوضح عبد الحسين في الحديث، ان “كل مدرس يقع على عاتقه بحدود الأربعين حصة أسبوعيا، وهذا يعتبر ثقلا يرمى عليهم”.

وشهد النصف الأول من هذا الشهر العديد من التظاهرات الخاصة بالمحاضرين، كان منها محاضرو محافظتي كركوك وديالى ومحاضرو مديرية الرصافة الثالثة.

 

العام المقبل سيكون اسوأ

وتوقع في حديثه ان يكون العام المقبل اسوأ في حال تم الاستمرار في نفس الاسلوب والاليات الرديئة المتبعة في الادارة. ويؤكد على ضرورة تخليص الوزارة من النهج المحاصصة الطائفي والتخلص من العناصر الفاسدة في الوزارة.

 

تسريب الاسئلة الوزارية

وشهدت سنة 2022 تسريب اسئلة الامتحانات الوزارية في خطوة عدها مراقبون بـ”الكارثة الكبرى، وانتهى الملف قبل أيام بإعلان اعفاء مجلس الوزراء لمدير تربية الرصافة الثانية السابق، دون توضيح المزيد من التفاصيل”.

وفي السياق تتحدث احدى المدرسات في مديرية الكرخ الثانية سميرة البياتي لـ”طريق الشعب”، عن النقص الحاد في مستلزمات التعليم من المختبرات العلمية للمواد العلمية والصفوف الخاصة بأجهزة الكمبيوتر والتي يعتبر وجودها مهما جداً لتحقيق أهداف نقل المعرفة بطريقة مثالية، مبينة “اننا نضطر الى استخدام وسائل توضيح بدائية ومتأخرة جداً عن باقي دول العالم او حتى دول الجوار”.

 

انتهاك حق التعليم

ومن جهة أخرى، قال الناشط في مجال حقوق الانسان، علي البياتي انه “حسب البيانات الرسمية هناك 1775 مدرسة آيلة للسقوط وغير صالحة للاستخدام، إضافة إلى 820 مدرسة أخرى طينية وكرفانية (غرف حديد جاهزة)”، مضيفا ان “هذا الوضع لا يتناسب مع حق الطلاب في التعليم المجاني المكفول في الدستور العراقي”.

ويشير في حديثه مع “طريق الشعب”، الى انه “تم إنفاق اثنين وعشرين مليار دولار على قطاع التعليم منذ عام 2003 والى الان، وان ما نشهده الان هو انتهاك لحق التعليم من قبل السلطة”.

ويبيّن “لدينا مؤشر يفيد بتسرب أكثر من ثلاثة وثمانين بالمئة من طلاب المدارس لأسباب عدة منها عدم توفر المتطلبات والمستلزمات الأساسية للتعليم، ومنها مقاعد الجلوس، أو حتى القاعات الدراسية”.

ويلفت الى وجود انتهاك بحق المحاضرين المجانين، ويقول ان “هناك حاجة كبيرة الى هذه الفئة في القطاع الحكومي الذي يشهد نقصا حادا، ومن المعيب أن تتعامل مؤسسات الدولة معهم بشكل مجاني او كمتطوع، كأننا نتعامل مع منظمة مجتمع مدني حديثة التشكيل، وليس مؤسسات حكومية لدولة غنية مثل العراق”، مشيرا الى ان “هذا الفعل يخالف الدستور العراقي، وحقوق العمل المحلية التي تحتم على صاحب العمل أن يخصص أجرا للعامل مقابل عمله”.

 

محاولات حكومية

وأكد رئيس الوزراء محمد السوداني، في حفل افتتاح 42 مدرسة حكومية جديدة، امس الاحد، حاجة البلاد لثمانية آلاف مبنى مدرسي، فيما أعلن إنشاء “صندوق العراق للتنمية” ضمن الموازنة العامة للعام 2023، مشيرا الى أنه يتضمن صناديق فرعية تخص السكن والتربية.

 

التعليم الإلكتروني

وبالسياق تحدث طالب جامعي، إبراهيم محمد، ان “واقع التعليم هذا العام بدأ في حالة غير جيدة وبدأ يسوء في المنتصف، ويعود الى تأثير السنوات السابقة، تحديدا السنتين السابقتين اللتين شهدتا تعليما الكترونيا عن بعد، حيث أثر ذلك على الطلبة، والمدرسين أيضا من ناحية تقديم المعلومات”.

ويضيف خلال حديثه مع “طريق الشعب”، ان “الطلاب أيضا تعودوا على عدم الدراسة وعدم التركيز في المواد، كون لم يجر اعتماد أساليب حديثة ومتطورة في فترة التعليم الإلكتروني”.

 

التعليم الأهلي في العراق

اغلب الجامعات الرائدة في مجال التعليم عالميا، هي جامعات أهلية في بلدانها، وتسعى لإعطاء طابع أن التعليم الأهلي يساهم في تعزيز دور القطاع الحكومي، كما يأخذ براعة اختراع في عملية تطوير أساليبه، بحسب ما بين إبراهيم.

 

إحصائيات

وتوضح اخر إحصائية أعلن عنها الجهاز المركزي للإحصاء في وزارة التخطيط، عام 2019 - 2020، أن عدد الطلاب الوافدين للجامعات الاهلية بلغ (247555) طالبا، وعدد أعضاء الهيئة التدريسية كان (50791)، اما الطلبة المقبولون في الدراسات العليا فقد بلغ (19156).

اما عن عدد الطلبة المقبولين في الجامعات والكليات، ضمن قناة التقديم المباشر فكان (197724)، في سنة 2022 بحسب ما أعلنت وزارة التعليم والبحث العلمي، منهم (23162) طالبا في كليات الهندسة، و (13599) في المعاهد الطبية.

والإنفاق على التعليم من إجمالي الدخل القومي عام 2020، بلغ 4.6 في المائة و4.7، وبلغت نسبة التسجيل في التعليم العالي 16.1 في المائة، بحسب موقع أطلس المتخصص بالبيانات.

 

قرارات ارتجالية

ويتحدث التدريسي في أكاديمية الفنون الجميلة، الدكتور جواد الزيدي عن قرارات ارتجالية غير مدروسة، تتخذ من قبل الوزارة التعليم العالي، اذ جرى فتح أبواب واسعة للدراسات العليا، وجرى قبول عدد كبير من الطلبة، وهذا غير معمول به في بلدان العالم، ما أدى الى قلة في الكفاءات الموجودة، وهذا ما أثر على جودة التعليم، مضيفا انه “يجب ان تكون هناك الية معينة لعملية القبول وابعادها عن العشوائية”.

ويشير الزيدي في حديث مع “طريق الشعب”، ان “القطاع الحكومي يظلم الطلاب في درجات القبول، حيث الجامعات الطبية الحكومية مثلا لا تقبل من يكون معدله مائة من مائة، في حين الجامعات الأهلية تقبل أدنى من ذلك، وتفسح له فرصا أوسع”.

ويتابع “كانت هناك خطوات في السنوات السابقة من اجل فك ارتباط الوزارة بالجامعات، لأجل ان تحدد الجامعات بنفسها مسارها من ناحية القبول وبقية التفاصيل”، لافتا الى “وجود تردي في الأبنية التعليمية، وهذا مرتبط بسوء الإدارة في المؤسسات التعليمية، حيث هناك بحدود عشرين أستاذا جامعيا في غرفة واحدة، بينما يجب ان تكون هناك غرفة خاصة بكل أستاذ للاستراحة، إضافة الى ان قاعات الدروس في اغلب الأحيان تكون غير ملائمة ومرهقة، مع عدم وجود منظومة كهرباء جيدة او خدمات صحية تناسب هذا المكان”.

 

قبيل أن تطوى صفحات السنة الحالية

شباب يكشفون لـ«طريق الشعب» تطلعاتهم في عام 2023

بغداد ـ محمد التميمي

غصّت ساحة التحرير أول أمس الاحد، بالشباب من كلا الجنسين، لمتابعة  ختام نهائيات مونديال كأس العام قطر 2022، في مباراة كانت حامية الوطيس، جمعت بين التانغو والديك الفرنسي.

وحضر المئات الى ميدان ساحة التحرير، كل فرد منهم لديه حلم، كلٌّ منهم ذو طموح، الا انهم مقيدون بأغلال سياسات منظومة التحاصص والفساد، التي قتلت احلامهم وغيّبتهم عن المشهد، بينما لا يزال الشباب يتطلعون للتغيير ويطمحون له.

وقبل انقضاء آخر أيام عامنا الحالي، التقت “طريق الشعب” بعدد من الشباب المشجعين، إذ تحدثوا عن أحلامهم في العام 2022، وأبرز ما واجهوه، وما هي أمنياتهم في العام الجديد.

شباب بلا أحلام

وتقول الشابة ريناد أزهر، ان “السنوات الأخيرة التي مرت عانى فيها الشعب عموماً ونحن الشباب على وجه الخصوص. أمام الشاب العراقي الكثير من التحديات والصعاب التي تتفاقم سنة بعد أخرى، وهو يواجهها لوحده في بلد تنخره الصراعات من كل حدب وصوب”.

واسترسلت في حديثها لـ”طريق الشعب”، متحدثة عن هذه الصعاب التي يواجهها الشباب: “في كل سنة يجد الشاب نفسه تائها بعد اكمال دراسته الجامعية، فما ان يغادر أبواب الجامعة حتى تقفل بوجهه جميع الأبواب في هذه الحياة، وهنا يصطدم الشاب بحقيقة كونه خريجا ضاعت كل سنوات عمره وتعبه واجتهاده هباءً”.

وأضافت الشابة أنها تجد أن “الكثير من الشباب الخريجين يمتهنون مهنا لا ترتبط بتخصصاتهم إطلاقاً، اما من لا يحالفه الحظ، فسيكون متظاهرا او يبيع الشاي او يحترف أيا من المهن الحرة وغيرها من الاشغال”.

وشددت على ضرورة أن تعمل الحكومة على “تحقيق أحلام الشباب وتطلعاتهم، فاليأس أحبط الشباب اليوم، الذين هم بالأساس المحطة الأولى وركيزة بناء أي دولة ومجتمع، إلا في بلدنا حيث لا يزال الشباب يطالب بأبسط الحقوق التي يجب ان تتوفر له بدون مطالبته بها”.

وخلصت الى تمنيها “ان يكون العام القادم هو عام للشباب، يحفلون به بمنجزاتهم ويحققون ما يرغبون فيه، وأتمنى من المعنيين ان يولوهم أهمية كبيرة، وان تقرن الوعود والاقوال بأفعال على ارض الواقع”.

 

تهميش وإقصاء

ولا يختلف اثنان على ان التقصير والإهمال موجودان بحق الشباب في جميع الميادين، وعلى صعد كثيرة ومختلفة.

وفي هذا الصدد، يأمل الشاب علي ماجد أن “تكون هناك التفاتة جادة وحقيقية لما يقاسيه الشاب العراقي اليوم، وتنمية طاقاتهم وتمكينهم، والاهم دعمهم للمشاركة في الحياة السياسية، لا اقصاؤهم من المشهد”.

وأضاف في حديث خصّ به “طريق الشعب”، قائلاً: “كثيرة هي الصعاب التي نواجهها ولا نجد من يلتفت لها، فالسياسيون منشغلون بقضايا اخرى بعيدة عن مشاكلنا على الرغم من اننا سبب تواجدهم في مناصبهم، ونحن من منحناهم هذه الحياة”.

وختم ماجد حديثه متمنياً “عاما سعيدا ومريحا لجميع العراقيين، عاما نشهد فيه الخلاص من منظومة الفساد والتحاصص، ويحقق فيه الشباب احلامهم التي اجتهدوا من اجلها. واخيراً أتمنى أن تكون السنة القادمة هي سنة التغيير الذي نطمح له”.

أما الشاب علي انور، فوصف العام الحالي بأنه “عام المصاعب؛ ففيه شهدنا ارتفاع الأسعار بشكل جنوني، ونشهد أيضا تأخير إقرار الموازنة الاتحادية، وتفشيا واضحا لظاهرة المخدرات التي تركت بدون حلول، وعوامل كثيرة اخرى جميعها فاقمت معاناة الشباب العراقي إلى حد كبير”.

وانتقد دور الحكومة في عدم “إيجاد حلول حقيقية تعالج مشكلة البطالة، بالإضافة إلى عجزها عن رفع المعاناة عن المواطن العراقي؛ فيوميا نشهد تغييرا مستمرا في سعر الصرف وارتفاعا مستمرا في الأسعار في جميع الأماكن. بينما يتحمل المواطن البسيط مشقات كبيرة”.

ما زلنا عاطلين

فيما شكا الشاب ياسر خزرج، وهو خريج كلية الهندسة من “تفاقم البطالة وارتفاع اعداد العاطلين عن العمل، بينما لا نجد تحركات حكومية جادة تجاهنا، ولا معالجات حقيقية لأزمتنا، ومع كل سنة تتفاقم اعدادنا بشكل كبير، بينما تقف الدولة عاجزة على استيعابنا”.

وأضاف لـ “طريق الشعب”، منتقداً أداء الحكومات المتعاقبة، إذ انها لم تهتم ببناء قطاع خاص يكون هو الحل والخلاص، بدل ان ينتظر الشاب بعد إذلال كبير وظيفة حكومية، فمن غير المعقول ان الشباب بعد سنوات الدراسة، لا يجد عملا له”. واكد انه “لو كانت حكومة شياع السوداني جادة في ما تقول فيجب ان تتحرك بشكل فعلي نحو بناء قطاع خاص منظم بقوانين تحمي المستهلك والعامل، وفيه ضمانات وهذا بالواقع سيخفف الحمل كثيرا وسيحتضن الالاف من الخريجين والشباب العاطلين”. وفي ختام حديثه قال “كانت سنة صعبة بكل ما فيها. ربما الفرحة الوحيدة فيها هو فوز منتخب الارجنتين بكأس العالم، نعم أصبحت فرحتنا اليوم مقترنة بكرة قدم، ولاعب أجنبي في ظل ما نقاسيه من متاعب وتحديات كبيرة. كل عام وجميع من البلاد بخير”.

 

الصفحة الخامسة

 

بغداد ـ محمد التميمي

غصّت ساحة التحرير أول أمس الاحد، بالشباب من كلا الجنسين، لمتابعة  ختام نهائيات مونديال كأس العام قطر 2022، في مباراة كانت حامية الوطيس، جمعت بين التانغو والديك الفرنسي.

وحضر المئات الى ميدان ساحة التحرير، كل فرد منهم لديه حلم، كلٌّ منهم ذو طموح، الا انهم مقيدون بأغلال سياسات منظومة التحاصص والفساد، التي قتلت احلامهم وغيّبتهم عن المشهد، بينما لا يزال الشباب يتطلعون للتغيير ويطمحون له.

وقبل انقضاء آخر أيام عامنا الحالي، التقت “طريق الشعب” بعدد من الشباب المشجعين، إذ تحدثوا عن أحلامهم في العام 2022، وأبرز ما واجهوه، وما هي أمنياتهم في العام الجديد.

شباب بلا أحلام

وتقول الشابة ريناد أزهر، ان “السنوات الأخيرة التي مرت عانى فيها الشعب عموماً ونحن الشباب على وجه الخصوص. أمام الشاب العراقي الكثير من التحديات والصعاب التي تتفاقم سنة بعد أخرى، وهو يواجهها لوحده في بلد تنخره الصراعات من كل حدب وصوب”.

واسترسلت في حديثها لـ”طريق الشعب”، متحدثة عن هذه الصعاب التي يواجهها الشباب: “في كل سنة يجد الشاب نفسه تائها بعد اكمال دراسته الجامعية، فما ان يغادر أبواب الجامعة حتى تقفل بوجهه جميع الأبواب في هذه الحياة، وهنا يصطدم الشاب بحقيقة كونه خريجا ضاعت كل سنوات عمره وتعبه واجتهاده هباءً”.

وأضافت الشابة أنها تجد أن “الكثير من الشباب الخريجين يمتهنون مهنا لا ترتبط بتخصصاتهم إطلاقاً، اما من لا يحالفه الحظ، فسيكون متظاهرا او يبيع الشاي او يحترف أيا من المهن الحرة وغيرها من الاشغال”.

وشددت على ضرورة أن تعمل الحكومة على “تحقيق أحلام الشباب وتطلعاتهم، فاليأس أحبط الشباب اليوم، الذين هم بالأساس المحطة الأولى وركيزة بناء أي دولة ومجتمع، إلا في بلدنا حيث لا يزال الشباب يطالب بأبسط الحقوق التي يجب ان تتوفر له بدون مطالبته بها”.

وخلصت الى تمنيها “ان يكون العام القادم هو عام للشباب، يحفلون به بمنجزاتهم ويحققون ما يرغبون فيه، وأتمنى من المعنيين ان يولوهم أهمية كبيرة، وان تقرن الوعود والاقوال بأفعال على ارض الواقع”.

 

تهميش وإقصاء

ولا يختلف اثنان على ان التقصير والإهمال موجودان بحق الشباب في جميع الميادين، وعلى صعد كثيرة ومختلفة.

وفي هذا الصدد، يأمل الشاب علي ماجد أن “تكون هناك التفاتة جادة وحقيقية لما يقاسيه الشاب العراقي اليوم، وتنمية طاقاتهم وتمكينهم، والاهم دعمهم للمشاركة في الحياة السياسية، لا اقصاؤهم من المشهد”.

وأضاف في حديث خصّ به “طريق الشعب”، قائلاً: “كثيرة هي الصعاب التي نواجهها ولا نجد من يلتفت لها، فالسياسيون منشغلون بقضايا اخرى بعيدة عن مشاكلنا على الرغم من اننا سبب تواجدهم في مناصبهم، ونحن من منحناهم هذه الحياة”.

وختم ماجد حديثه متمنياً “عاما سعيدا ومريحا لجميع العراقيين، عاما نشهد فيه الخلاص من منظومة الفساد والتحاصص، ويحقق فيه الشباب احلامهم التي اجتهدوا من اجلها. واخيراً أتمنى أن تكون السنة القادمة هي سنة التغيير الذي نطمح له”.

أما الشاب علي انور، فوصف العام الحالي بأنه “عام المصاعب؛ ففيه شهدنا ارتفاع الأسعار بشكل جنوني، ونشهد أيضا تأخير إقرار الموازنة الاتحادية، وتفشيا واضحا لظاهرة المخدرات التي تركت بدون حلول، وعوامل كثيرة اخرى جميعها فاقمت معاناة الشباب العراقي إلى حد كبير”.

وانتقد دور الحكومة في عدم “إيجاد حلول حقيقية تعالج مشكلة البطالة، بالإضافة إلى عجزها عن رفع المعاناة عن المواطن العراقي؛ فيوميا نشهد تغييرا مستمرا في سعر الصرف وارتفاعا مستمرا في الأسعار في جميع الأماكن. بينما يتحمل المواطن البسيط مشقات كبيرة”.

ما زلنا عاطلين

فيما شكا الشاب ياسر خزرج، وهو خريج كلية الهندسة من “تفاقم البطالة وارتفاع اعداد العاطلين عن العمل، بينما لا نجد تحركات حكومية جادة تجاهنا، ولا معالجات حقيقية لأزمتنا، ومع كل سنة تتفاقم اعدادنا بشكل كبير، بينما تقف الدولة عاجزة على استيعابنا”.

وأضاف لـ “طريق الشعب”، منتقداً أداء الحكومات المتعاقبة، إذ انها لم تهتم ببناء قطاع خاص يكون هو الحل والخلاص، بدل ان ينتظر الشاب بعد إذلال كبير وظيفة حكومية، فمن غير المعقول ان الشباب بعد سنوات الدراسة، لا يجد عملا له”. واكد انه “لو كانت حكومة شياع السوداني جادة في ما تقول فيجب ان تتحرك بشكل فعلي نحو بناء قطاع خاص منظم بقوانين تحمي المستهلك والعامل، وفيه ضمانات وهذا بالواقع سيخفف الحمل كثيرا وسيحتضن الالاف من الخريجين والشباب العاطلين”. وفي ختام حديثه قال “كانت سنة صعبة بكل ما فيها. ربما الفرحة الوحيدة فيها هو فوز منتخب الارجنتين بكأس العالم، نعم أصبحت فرحتنا اليوم مقترنة بكرة قدم، ولاعب أجنبي في ظل ما نقاسيه من متاعب وتحديات كبيرة. كل عام وجميع من البلاد بخير”.

 

اكول

بين المستشفيات

العامة والخاصة

حميد المسعودي    

بسبب تراجع الخدمات في القطاع الصحي الحكومي يضطر مواطنون كثيرون للجوء إلى المستشفيات الأهلية والعيادات الخاصة، لما توفره من خدمات جيدة مقارنة بالأولى. لكن مراجعة هذه العيادات الأهلية تتطلب بالمقابل إنفاق مبالغ طائلة لا يقوى على تحملها الفقراء وذو الدخل الحدود. فأين يولي هؤلاء وجوههم في حال عجزوا عن تأمين تلك المبالغ؟!

تصادفنا باستمرار، بين أقربائنا وأصدقائنا، وأحيانا في الشارع، حالات مؤلمة لمرضى لا يمتلكون ثمن مراجعة طبيب أو شراء علاج. فمثل هؤلاء بالتأكيد راجعوا المؤسسات الصحية الحكومية، ولم يجدوا ضالتهم فيها، لذلك اضطروا إلى اللجوء للعيادات الخاصة، وهنا تبدأ المأساة!

المحيّر في الأمر، والذي يدعو للتساؤل، هو أن الخدمات في المؤسسات الصحية الحكومية تتواصل في تراجعها يوما بعد آخر ويزداد عجزها عن معالجة حتى الحالات البسيطة. فمن يقف وراء هذا العجز؟ ولمصلحة من تتوسع مساحة المؤسسات الصحية الأهلية؟!

فالمستشفيات الحكومية هي المعنية بالأساس في توفير الخدمات الصحية للمواطن، على اعتبار انها ذات خدمة عامة، لكن المشكلة أن هذه المؤسسات تفتقر لأبسط شروط عملها. ولا يبدو أن الحكومة تتابع وتراقب أداء مؤسساتها هذه، أو تضع حدا لجشع بعض المعنيين بالخدمة الطبية، من الأطباء الذين لا يعالجون المريض في القطاع الصحي الحكومي، كي يلزموه بمراجعة عياداتهم الخاصة أو إجراء العمليات الجراحية في المستشفيات الأهلية التي يعملون فيها، والتي يدّعون انها تؤمّن مستلزمات نجاح العلاج بالشكل المطلوب.

هذا الأمر خلف انطباعا لدى معظم العراقيين، بأن الخدمات الصحية في المؤسسة الحكومية ليست جيدة قياسا بما موجود في المؤسسة الأهلية. فهل يعقل ذلك، دولة بإمكاناتها الكبيرة لا تستطيع بخدماتها موازاة ما يقدمه القطاع الخاص من خدمات بإمكاناته المحدودة؟!

يتوجب على وزارة الصحة أن تقف اليوم وقفة جادة لمعالجة الأزمات المستفحلة في القطاع الصحي، ورفده بالمستلزمات المطلوبة، مع وضع حد لجشع بعض الكوادر الطبية التي تتاجر بصحة الناس!

 

حي أور غير مشمول خدمات التنظيف!

سلام السوداني

لا يحظى العديد من أزقة حي أور شمال شرقي بغداد بخدمات التنظيف الحكومية أسوة بشوارع وأزقة أخرى داخل الحي. فكابسة رفع النفايات عندما تدخل إلى المحلة 326 تمر فقط في «شارع أبو عبير»، وتقوم بتفريغ الحاويات الموجودة فيه. أما داخل الأزقة، فتتكفل بهذه المهمة «شركة الفرات» لخدمات التنظيف، التي تجبي من كل منزل مبلغ 10 آلاف دينار شهريا مقابل خدماتها.

السؤال الذي يوجهه أهالي المحلة لدائرة بلدية الشعب: هل أن هذه الشركة مخوّلة من قبلكم، ولماذا لا يتم شمول جميع الأزقة بخدمات التنظيف؟!

 

البصرة

إطلاق الغاز السائل في «مجمع النرجس» السكني

البصرة – طريق الشعب

أطلقت كوادر الشركة العامة لتعبئة وخدمات الغاز/ فرع البصرة، مادة الغاز السائل (LPG) في “مجمع النرجس” السكني، مع إدخال منظومة الغاز حيّز العمل.

وجرت عملية إطلاق الغاز في شبكة الانابيب بنجاح تام، وذلك بحضور لجنة من قسم شبكات الغاز في مقر الشركة، ومعها الجهات ذات العلاقة في مقر الفرع في البصرة. وقد تمت متابعة عملية تفريغ الغاز من الحوضيات الى المنازل السكنية في المجمع.

وقامت اللجنة الاختصاصية، اثناء عملية تفريغ الغاز، بتقديم توجيهات وملاحظات للمسؤولين عن المجمع، مع تبيان الشروط اللازم اتباعها عند تفريغ الغاز في الخزانات، حتى وصوله لمنازل المواطنين.

 

الأمراض التنفسية تغزو مدارس العراق

متابعة – طريق الشعب

ترصد العائلات العراقية منذ أسابيع، تفشيا حادا للأمراض التنفسية بين أطفالها، لا سيما تلاميذ المدارس، مطالبة وزارة الصحة بمتابعة الأمر.

ويتحدث تقرير نشرته “العربي الجديد”، عن تسجيل المدارس العراقية إصابات مختلفة بالأمراض التنفسية الانتقالية. ويقول أنه “منذ بداية العام الدراسي الجديد، تصاعدت حدّة الإصابات بأمراض الإنفلونزا ونزلات البرد وغيرها بين الأطفال، وبدأت تنتشر بشكل متسارع، وتنتقل من المدارس إلى العائلات”.

وينقل التقرير عن هيام البدري، وهي مديرة إحدى مدارس بغداد، قولها أن مدرستها تسجل بشكل شبه يومي إصابات بأمراض تنفسية مختلفة، ويتم نقل المصابين إلى المراكز الصحية، ويحصلون على رخص عدم الدوام حتى يشفوا، مضيفة قولها: “أبلغنا التلاميذ بارتداء الكمامات داخل القاعات الدراسية، لا سيما أن هناك كثافة عددية بينهم. إذ تصل أعدادهم إلى 60 تلميذا في قاعة لا تزيد مساحتها على 20 مترا مربعا”.

وتشير البدري إلى أن “كثرة الإصابات والرخص الممنوحة للتلاميذ المرضى، تؤثر سلباً على سير التعليم”، داعية وزارة الصحة إلى “زيادة الاهتمام بالرقابة الصحية في المدارس، وإجراء فحوصات مستمرة من أجل تحجيم عدد الإصابات”.

وتنقل الوكالة عن المواطن أبو عبد الله، وهو أب لطفلين في إحدى مدارس بغداد، قوله ان “ابني نقل المرض من المدرسة إلى المنزل، فانتشر بين أفراد العائلة جميعهم”، مشيرا إلى أن “الطفل شفي من المرض، لكنه أصيب مجددا بعد 20 يوما”.

ودعا أبو عبد الله وزارة الصحة إلى متابعة هذه المشكلة، ووضع خطط ومعالجات لتحجيم الأمراض ومنع انتشارها.

لكن عضو الفريق الطبي الإعلامي في وزارة الصحة، ربى فلاح، تقلل – بحسب التقرير – من خطورة تلك الإصابات، موضحة أن “فصل الشتاء بشكل عام تكثر فيه الأمراض التنفسية الانتقالية. وفي المدارس تتزايد الإصابات حتماً لكونها تضم فئات عمرية مختلفة وكثافة عددية”.

وتشير إلى أنه “لدينا فرق صحية تتابع المدارس والحالات المرضية فيها بشكل مستمر”، مشددة على أن “العودة لارتداء الكمامات واتباع الإجراءات الوقائية في المدارس باتا ضروريين جداً، لا سيما أننا لم نتخلص بشكل نهائي من فيروس كورونا”.

 

 

مواساة

• تعزي اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في المثنى عائلة الشهيد رشيد جعفر والرفيقة ام رعد، وذلك بوفاة والدتهم ام وثاب.

للفقيدة الذكر الطيب ولعائلتها الصبر والسلوان.

 

الصفحة السادسة

 

في اليوم الدولي للمهاجرين

51 ألفا.. ضحايا الهجرة غير النظامية

متابعة ـ طريق الشعب

في مناسبة اليوم الدولي للمهاجرين الذي يوافق 18 كانون الأول من كل عام، أبدى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أسفه لأن 51 ألفا لقوا حتفهم بسبب الهجرة غير النظامية، بينما حددت مسؤولة أفريقية الأسباب التي تجعل شباب القارة يفرّون من بلدانهم.

 

الاف الضحايا

وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن 51 ألف شخص على الأقل لقوا مصرعهم خلال 8 سنوات بسبب الهجرة غير المنظمة.

وأضاف غوتيريش، في تغريدة على تويتر، أنه يجب بذل كل الجهود لمنع الخسائر في الأرواح، فذلك يعدّ ضرورة إنسانية والتزاما أخلاقيا وقانونيا.

من جانبها، قالت مفوضة الصحة والشؤون الإنسانية والتنمية الاجتماعية في الاتحاد الأفريقي ميناتا سيسوما إن الأسباب الجذرية للهجرة في القارة تتلخص في: تغير المناخ، والفقر، ونقص فرص العمل، والصراعات، وما وصفتها بالهجمات الإرهابية.

وفي حديث صحفي بمناسبة اليوم الدولي للمهاجرين، أشارت ميناتا سيسوما إلى أن الاتحاد الأفريقي شرع في تنفيذ العديد من الحلول للتعامل مع قضايا الهجرة.

وأوضحت سيسوما أن الاتحاد الأفريقي يعمل على تعزيز حوكمة هجرة اليد العاملة في أفريقيا، بهدف الحد من تهريب المهاجرين، وتحقيق هجرات منظمة.

وأضافت أن ذلك يأتي إدراكا من المنظمة بأهمية إسهام الهجرة والمهاجرين في تنمية بلدانهم الأصلية وكذلك البلدان المضيفة.

 

281 مليون مهاجر

وكشفت تقارير دولية عن ارتفاع عدد المهاجرين إلى بلد آخر غير موطنهم لأسباب مختلفة إلى 281 مليونًا، أي أن ٣.٦ في المائة من سكان العالم.

من جانبه، أكد تقرير الهجرة العالمية لعام 2022 (IOM) لمنظمة الأمم المتحدة الدولية للهجرة، أن هناك 281 مليون مهاجر في جميع أنحاء العالم اعتبارًا من عام 2020، وهناك 135 مليونا من السكان المهاجرين، والتي زادت بنسبة 3.5 في المائة مقارنة بالعام السابق، هم من النساء و146 مليونا من الرجال.

وأشار التقرير إلى أنه في جميع أنحاء العالم، تم تسجيل 84 مليون مهاجر في عام 1970 و153 مليونًا في عام 1990، بينما تضاعف عدد المهاجرين الدوليين أكثر من ثلاثة أضعاف في الخمسين عامًا الماضية. وقال التقرير، إن “الغالبية العظمى من الناس تلجأ إلى الهجرة الدولية لأسباب تتعلق بالعمل والأسرة والتعليم”.

ويضطر بعض هؤلاء إلى ترك أوطانهم بسبب النزاعات والاضطهاد والكوارث الطبيعية، وبعضهم بسبب أحداث مأساوية مختلفة.

الدول الأكثر استقبالاً للمهاجرين

ويعيش المهاجرون في الغالب في أوروبا (87 مليونا) وآسيا (86 مليونا). هاتان المنطقتان هما موطن لـ 61 في المائة من المهاجرين في العالم.

وتلي هذه المناطق، أمريكا الشمالية بنسبة 20.9 في المائة من المهاجرين العالميين، وأفريقيا بنسبة 9 في المائة. وأضاف التقرير أن عدد المهاجرين تضاعف في منطقة أمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي، من حوالي 7 ملايين إلى 15 مليونًا، حيث أصبحت المنطقة التي بها أعلى معدل نمو للمهاجرين الدوليين.

بينما يعيش 9 ملايين مهاجر دولي في أوقيانوسيا، فإن أولئك الموجودين في هذه القارة يشكلون حوالي 3.3 في المائة من إجمالي المهاجرين.

 

اتفاق تاريخي بشأن التنوع البيولوجي

مونتريال ـ وكالات

توصّلت بلدان العالم أجمع إلى اتفاق تاريخي، أمس الإثنين، في مونتريال للجم تدهور التنوع الحيوي وموارده التي لا غنى عنها للبشرية.

وبعد أكثر من أربع سنوات من المفاوضات الصعبة وعشرة أيّام وليلة ماراتون دبلوماسي، توصّلت أكثر من 190 دولة إلى اتفاق برعاية الصين رئيسة مؤتمر الأطراف «كوب15»، بالرغم من معارضة جمهورية الكونغو الديموقراطية.

وترمي «معاهدة السلام مع الطبيعة» هذه المعروفة رسميا باسم «اتفاق كونمينغ-مونتريال» إلى حماية الأراضي والمحيطات والأصناف من التلوّث والتدهور والأزمة المناخية.

واتّفقت البلدان خصوصا على خارطة طريق تضمّ في جملة أهدافها، حماية 30 في المائة من الكوكب بحلول 2030 وتخصيص 30 مليار دولار من المساعدات السنوية للبلدان النامية في جهودها لصون الطبيعة.

وقُدّم أشهر إجراء اعتمده المؤتمر في جملة إجراءاته العشرين والقاضي بإنشاء مواقع محمية على 30 في المائة من مساحة الكوكب على أنه يضاهي بأهمّيته في مجال التنوع البيولوجي هدف اتفاق باريس الرامي إلى حصر الاحترار المناخي بـ 1,5 درجة مئوية. وتعدّ راهنا 17 في المائة من الأراضي و8 في المائة من البحار مناطق محمية.

ويوفر أيضا الاتفاق الذي تمّ التوصّل إليه ضمانات للسكان الأصليين الذين هم أوصياء على 80 في المائة من التنوع البيولوجي المتبقي على الأرض. وتوصي الوثيقة بترميم 30 في المائة من الأراضي المتدهورة والحدّ إلى النصف من المخاطر المرتبطة بمبيدات الآفات.

وفي مسعى إلى حلّ المسألة المالية التي ما زالت محطّ جدل بين بلدان الشمال والجنوب، اقترحت الصين أن تصل المساعدة الدولية السنوية المخصصة للتنوع البيولوجي إلى «20 مليار دولار على الأقلّ» بحلول 2025 و»30 مليار دولار على الأقلّ بحلول 2030».

 

تضامن مع الرئيس المعزول ومطالبة بتغيير جذري

في بيرو.. استمرار الاحتجاجات وتصاعد القمع

رشيد غويلب

تتواصل الاحتجاجات في بيرو للمطالبة بحل البرلمان وإجراء انتخابات برلمانية مبكرة. ووفق اخر المعطيات الرسمية المتوفرة، ارتفعت حصيلة القتلى في صفوف المحتجين إلى 24 قتيلا. وتحمل منظمات حقوق الإنسان رئيسة الجمهورية المعينة دينا بولوارت المسؤولية وتطالب بمقاضاتها.

وفي غضون ذلك، رفض مجلس النواب، بأغلبية يمينية، إجراء انتخابات مبكرة.

 

خلفيات الحدث

فاز بيدرو كاستيلو بالانتخابات الرئاسية في حزيران 2021 بأغلبية الأصوات. ومنذ البداية لم تقبل نخب الرأسمال، والقاعدة الاجتماعية لدكتاتورية فوجيموري، الذي خسرت ابنته السباق الانتخابي امام كاستليو. ان ما يحدث اليوم في بيرو هو نتاج هذه النخب، وماكينتها السياسية والإعلامية.

بدأت الحملة المعادية برفع دعوى قضائية ضد موظفي مفوضية الانتخابات، متهمين إياهم بتزوير النتائج. واستمرت سيناريوهات مقاطعة ومهاجمة الحكومة والشعب الذي انتخب كاستيلو رئيسا. وجرب اليمين سحب الثقة من الرئيس مرات عديدة. ولم يقتصر الأمر على استهداف الرئيس شخصيا فقط، بل شمل فريقه السياسي، بما في ذلك زعيم حزب الرئيس “بيرو الحرة”، وشنت حرب قضائية طالت 16 شخصية، بما في ذلك ابنة الرئيس، في تلاعب قانوني كان هدفه اثارة مشاعر العداء ضد الرئيس.

وبالتوازي، شنت حملة أكاذيب إعلامية، هدفها ليس عزل الرئيس فقط، بل إلقاؤه في السجن. ويتلخص جوهر الحملات المضادة في رفض النخب الرأسمالية وامتداداتها الاجتماعية لفكرة ان يصل نقابي او معلم، او من ينتمي للطبقة العاملة، مثل بيدرو كاستليو الى سدة الحكم. 

بالإضافة إلى ان انتصار كاستليو جاء في سياق الموجة الثانية لانتصارات قوى اليسار في أمريكا اللاتينية، حيث الانتصارات المتتالية في كولومبيا، تشيلي وأخيرا البرازيل، وهذا ما يجعل دعم الولايات المتحدة لهذه القوى قويا ومطلوبا وفق الموقف المعروف للإدارات الأمريكية من التحولات الجارية في هذه المنطقة.

 

حزب الرئيس المعزول

حزب الرئيس، الذي تقاطع مع الحكومة، يعيش حالة انحلال، بعد تعرضه الى حملة إعلامية وجنائية مكثفة. ومثل الكثير من تنظيمات اليسار حديثة العهد، والتي تصل الى السلطة للمرة الأولى، ارتكب الحزب العديد من الأخطاء في التعامل مع الضغوط السياسية والإعلامية. وحاليا يدعم الحزب الرئيس المعزول، ويصف ما يحدث بالانقلاب اليميني. ويدعو الحزب الناس للنزول إلى الشوارع، وهذا ما يحدث ويتسع الان. ولا بد من الإشارة الى أن الكثيرين من معارضي الرئيس من قوى اليسار والوسط، عادوا الآن لدعمه في مواجهة هجوم يميني يسعى للانقضاض على اليسار، ويمهد الطريق لعودة القوى التقليدية.

وفي هذا السياق تشن حملة عنصرية مبنية على الحط من إنسانية أوساط الفقراء والكادحين، وهنا تقوم النخب الرجعية بمقارنة الرئيس المعزول بالحمار. يجري هذا إعلاميا وفي حفلات النخب الاجتماعية، ويمتد هذا الأسلوب الى الشخصيات القيادية في حكومة اليسار، وقد انعكس هذا في طريقة الاذلال لعائلة الرئيس عند مغادرتهم القصر الرئاسي.

 

منظمات السكان الأصليين والفلاحين

لقد دعت منظمات السكان الأصليين والفلاحين إلى إضراب مفتوح. ويطالب المحتجون الرئيسة المعينة بالتنحي، وانهاء الانقلاب، وحل البرلمان، وقد كانت هذه مطاليب أكثرية الشعب من الرئيس قبل عزله وقبل ان يعلن في خطاب متلفز حل البرلمان، وهو القرار الذي استخدم لتجميع أكثرية برلمانية ضده، وانتهى بعزله. بالإضافة الى ذلك يطالب المحتجون بجمعية تأسيسية جديدة، وإقرار دستور جديد، بدلا من الدستور النافذ الموروث من عهد الدكتاتورية. ويطالبون بمحاسبة الرئيسة دينا بولوارت وجميع القادة السياسيين على عمليات القتل والقمع البوليسي الشامل الذي يتسع ويؤدي الى مزيد من الضحايا، ويشمل حتى القاصرين.

ومن المهم للغاية إطلاق سراح الرئيس كاستيلو، المعتقل وفق سياقات غير صحيحة، وعودته لممارسة مهام منصبه، وتقترب المطالبة بذلك من الاجماع الشعبي.

 

طبيعة العنف

يذكر العنف المنفلت السكان بماضي البلاد الدموي خلال سنوات النزاع المسلح الداخلي 1980 -2000، حيث كانت هناك انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان، وسوء معاملة على أيدي رجال يرتدون الزي العسكري.

ناشدت امرأة كانت قد شهدت القمع في منطقة أياكوتشو رئيسة الجمهورية المعينة: “أرجوك أوقف المجزرة، هناك الكثير من إطلاق النار، أرجوك ان تفعل شيئا، فالجيش يطلق النار مباشرة، لا نريد مزيدا من القتلى”.  لقد انهارت الرعاية في المستشفى الإقليمي، حيث نقل عشرات الجرحى. ويتبنى مركز التنسيق الوطني لحقوق الانسان هذه المناشدة. وتقوم منظمات حقوق الانسان بتوثيق العنف وإقامة دعوى ضد الرئيسة المعينة بسبب العنف المنفلت.

وأعلنت وزيرة التعليم باتريشيا كوريا ونظيرها في وزارة الثقافة، جاير بيريز، استقالتيهما من منصبيهما. وكتب بيريز في خطاب استقالته إلى بولوارت: “إن الخسارة التي لا يمكن تعويضها للأخوات والأخوة تجعل من الصعب بالنسبة لي أن أبقى في حكومتك”.

من جهة أخرى بين استطلاع للراي ان 70 في المائة من المشاركين فيه يرفضون تولي رئيسة الجمهورية المعينة لمهام منصبها، و83 في المائة يؤيدون إجراء انتخابات مبكرة.

وأعلنت قرابة 300 شخصية ثقافية مشاركتهم في الاحتجاجات وأصدروا بيانا يؤكد على دعم مطالب المحتجين.

واغلب الحكومات اليسارية والتقدمية في أمريكا اللاتينية، أعلنت تضامنها مع الرئيس المعزول بما في ذلك كولومبيا وفنزويلا والأرجنتين والمكسيك وبوليفيا.

 

رشيد غويلب

تتواصل الاحتجاجات في بيرو للمطالبة بحل البرلمان وإجراء انتخابات برلمانية مبكرة. ووفق اخر المعطيات الرسمية المتوفرة، ارتفعت حصيلة القتلى في صفوف المحتجين إلى 24 قتيلا. وتحمل منظمات حقوق الإنسان رئيسة الجمهورية المعينة دينا بولوارت المسؤولية وتطالب بمقاضاتها.

وفي غضون ذلك، رفض مجلس النواب، بأغلبية يمينية، إجراء انتخابات مبكرة.

 

خلفيات الحدث

فاز بيدرو كاستيلو بالانتخابات الرئاسية في حزيران 2021 بأغلبية الأصوات. ومنذ البداية لم تقبل نخب الرأسمال، والقاعدة الاجتماعية لدكتاتورية فوجيموري، الذي خسرت ابنته السباق الانتخابي امام كاستليو. ان ما يحدث اليوم في بيرو هو نتاج هذه النخب، وماكينتها السياسية والإعلامية.

بدأت الحملة المعادية برفع دعوى قضائية ضد موظفي مفوضية الانتخابات، متهمين إياهم بتزوير النتائج. واستمرت سيناريوهات مقاطعة ومهاجمة الحكومة والشعب الذي انتخب كاستيلو رئيسا. وجرب اليمين سحب الثقة من الرئيس مرات عديدة. ولم يقتصر الأمر على استهداف الرئيس شخصيا فقط، بل شمل فريقه السياسي، بما في ذلك زعيم حزب الرئيس “بيرو الحرة”، وشنت حرب قضائية طالت 16 شخصية، بما في ذلك ابنة الرئيس، في تلاعب قانوني كان هدفه اثارة مشاعر العداء ضد الرئيس.

وبالتوازي، شنت حملة أكاذيب إعلامية، هدفها ليس عزل الرئيس فقط، بل إلقاؤه في السجن. ويتلخص جوهر الحملات المضادة في رفض النخب الرأسمالية وامتداداتها الاجتماعية لفكرة ان يصل نقابي او معلم، او من ينتمي للطبقة العاملة، مثل بيدرو كاستليو الى سدة الحكم. 

بالإضافة إلى ان انتصار كاستليو جاء في سياق الموجة الثانية لانتصارات قوى اليسار في أمريكا اللاتينية، حيث الانتصارات المتتالية في كولومبيا، تشيلي وأخيرا البرازيل، وهذا ما يجعل دعم الولايات المتحدة لهذه القوى قويا ومطلوبا وفق الموقف المعروف للإدارات الأمريكية من التحولات الجارية في هذه المنطقة.

 

حزب الرئيس المعزول

حزب الرئيس، الذي تقاطع مع الحكومة، يعيش حالة انحلال، بعد تعرضه الى حملة إعلامية وجنائية مكثفة. ومثل الكثير من تنظيمات اليسار حديثة العهد، والتي تصل الى السلطة للمرة الأولى، ارتكب الحزب العديد من الأخطاء في التعامل مع الضغوط السياسية والإعلامية. وحاليا يدعم الحزب الرئيس المعزول، ويصف ما يحدث بالانقلاب اليميني. ويدعو الحزب الناس للنزول إلى الشوارع، وهذا ما يحدث ويتسع الان. ولا بد من الإشارة الى أن الكثيرين من معارضي الرئيس من قوى اليسار والوسط، عادوا الآن لدعمه في مواجهة هجوم يميني يسعى للانقضاض على اليسار، ويمهد الطريق لعودة القوى التقليدية.

وفي هذا السياق تشن حملة عنصرية مبنية على الحط من إنسانية أوساط الفقراء والكادحين، وهنا تقوم النخب الرجعية بمقارنة الرئيس المعزول بالحمار. يجري هذا إعلاميا وفي حفلات النخب الاجتماعية، ويمتد هذا الأسلوب الى الشخصيات القيادية في حكومة اليسار، وقد انعكس هذا في طريقة الاذلال لعائلة الرئيس عند مغادرتهم القصر الرئاسي.

 

منظمات السكان الأصليين والفلاحين

لقد دعت منظمات السكان الأصليين والفلاحين إلى إضراب مفتوح. ويطالب المحتجون الرئيسة المعينة بالتنحي، وانهاء الانقلاب، وحل البرلمان، وقد كانت هذه مطاليب أكثرية الشعب من الرئيس قبل عزله وقبل ان يعلن في خطاب متلفز حل البرلمان، وهو القرار الذي استخدم لتجميع أكثرية برلمانية ضده، وانتهى بعزله. بالإضافة الى ذلك يطالب المحتجون بجمعية تأسيسية جديدة، وإقرار دستور جديد، بدلا من الدستور النافذ الموروث من عهد الدكتاتورية. ويطالبون بمحاسبة الرئيسة دينا بولوارت وجميع القادة السياسيين على عمليات القتل والقمع البوليسي الشامل الذي يتسع ويؤدي الى مزيد من الضحايا، ويشمل حتى القاصرين.

ومن المهم للغاية إطلاق سراح الرئيس كاستيلو، المعتقل وفق سياقات غير صحيحة، وعودته لممارسة مهام منصبه، وتقترب المطالبة بذلك من الاجماع الشعبي.

 

طبيعة العنف

يذكر العنف المنفلت السكان بماضي البلاد الدموي خلال سنوات النزاع المسلح الداخلي 1980 -2000، حيث كانت هناك انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان، وسوء معاملة على أيدي رجال يرتدون الزي العسكري.

ناشدت امرأة كانت قد شهدت القمع في منطقة أياكوتشو رئيسة الجمهورية المعينة: “أرجوك أوقف المجزرة، هناك الكثير من إطلاق النار، أرجوك ان تفعل شيئا، فالجيش يطلق النار مباشرة، لا نريد مزيدا من القتلى”.  لقد انهارت الرعاية في المستشفى الإقليمي، حيث نقل عشرات الجرحى. ويتبنى مركز التنسيق الوطني لحقوق الانسان هذه المناشدة. وتقوم منظمات حقوق الانسان بتوثيق العنف وإقامة دعوى ضد الرئيسة المعينة بسبب العنف المنفلت.

وأعلنت وزيرة التعليم باتريشيا كوريا ونظيرها في وزارة الثقافة، جاير بيريز، استقالتيهما من منصبيهما. وكتب بيريز في خطاب استقالته إلى بولوارت: “إن الخسارة التي لا يمكن تعويضها للأخوات والأخوة تجعل من الصعب بالنسبة لي أن أبقى في حكومتك”.

من جهة أخرى بين استطلاع للراي ان 70 في المائة من المشاركين فيه يرفضون تولي رئيسة الجمهورية المعينة لمهام منصبها، و83 في المائة يؤيدون إجراء انتخابات مبكرة.

وأعلنت قرابة 300 شخصية ثقافية مشاركتهم في الاحتجاجات وأصدروا بيانا يؤكد على دعم مطالب المحتجين.

واغلب الحكومات اليسارية والتقدمية في أمريكا اللاتينية، أعلنت تضامنها مع الرئيس المعزول بما في ذلك كولومبيا وفنزويلا والأرجنتين والمكسيك وبوليفيا.

 

الصفحة السابعة

الكرعاوي: نجاح الواقع الزراعي في النجف

جاء بتظافر الجهود

النجف ـ طريق الشعب

انطلق مطلع شهر تشرين الثاني الماضي الموسم الزراعي الشتوي، بعد ان بدأ الفلاحون بحراثة أراضيه ونثر بذور محصول الحنطة.

وكان من المقرر أن يزرع حوالي 30 في المائة من الأراضي الزراعية حسب الخطة الزراعية للموسم الشتوي الموضوعة من قبل وزارتي الزراعة والموارد المائية، نتيجة لشح المياه وقلة التدفقات المائية في نهري دجلة والفرات وشح الامطار وارتفاع درجات الحرارة.

لكن الملاحظ في محافظة النجف أن حوالي 90 في المائة من الأراضي التي كانت تزرع في المواسم السابقة قد تمت زراعتها، ولمعرفة تفاصيل أكثر عن الموضع أجرت “طريق الشعب”، لقاءً مع النائب الأول لمحافظة النجف هاشم الكرعاوي ورئيس المجلس الزراعي في المحافظة، لمعرفة كيفية الوصول إلى هذه النسبة الجيدة من الأراضي خاصة وأنها تفوق ضعفي المساحة المقررة ضمن الخطة الشتوية؟ وهل ستكون هناك تأثيرات على حصص بقية المحافظات؟

 

مستلزمات ري حديثة

وأجاب الكرعاوي أن هناك جملة من الإجراءات تم اتخاذها للسيطرة على موضوع هدر المياه من خلال توفير مستلزمات الري الحديثة وضمان عدم تجاوز الحصة المائية المقررة للمحافظة.

وأضاف جرت عملية تنسيق متواصلة بين الجهات ذات العلاقة وهي كل من مديريات الزراعة والموارد المائية ودائرة الكهرباء في المحافظة ومديرية توزيع المنتجات النفطية وديوان المحافظة، مشيرا إلى تأسيس جمعيات فلاحية لمستخدمي المياه من الفلاحين أنفسهم لغرض متابعة وتنظيم الحصص المائية، وكانت عملية الاستجابة جيدة من قبل الفلاحين، ولم تواجهنا مشاكل إلا ما ندر.

وأشار نائب المحافظ إلى استخدام نظام المراشنة في السقي، ومضخات عملاقة لرفع المياه في مناطق ما بعد السدود والتي تعتبر مرتفعة نسبياً وكان عدد هذه المضخات ٣٠ مضخة تم جلبها للمحافظة في عام ٢٠١٦ تحسبا لمواسم الجفاف ووزعت على مناطق مختلفة مثل القادسية، المشخاب، الحرية، العباسية والحيدرية.

وتابع أن حصة الوقود كانت ٨٠ ألف لتر وقد خفضت إلى النصف لكننا نجحنا في استعادتها كاملة مع استرجاع ١٢٠ ألف لتر بأثر رجعي بواقع ٤٠ ألف لتر شهرياً على مدار ثلاثة شهور السابقة، كما حصلنا على حصة إضافية من وزارة النفط من وقود الكاز للمضخات، مبينا أن المبالغ المالية للوقود تم توفيرها من خلال استجابة ديوان المحافظة بتخصيص مبلغ ١٥٠ مليون دينار عراقي لدعم الوقود الإضافي (الكاز) من واردات مطار النجف.

 

تنسيق

ونوه إلى أن هناك تنسيق متواصل مع مديرية توزيع الكهرباء في المحافظة لغرض تحديد اوقات المراشنة وعدم التجاوز عليها من قبل أي فلاح او مزارع ويأخذ كل ذي حق حقه، والقيام بتحويل مياه المبازل إلى المذنبات والانهار حتى تستطيع سقي المذنبات ومؤخرات الأراضي الزراعية عبر شق قنوات مائية متعددة. 

وختم الكرعاوي حديثه أن النجاح تحقق نتيجة للجهد المتكامل والشامل والتعاون الوثيق بين الجهات ذات العلاقة والتي تدير العملية الزراعية في المحافظة وبين الفلاحين أنفسهم وبين الإدارات الرسمية ذات العلاقة والجمعيات، مؤكدا أن المحافظة ملتزمة بحصصها المقررة من المياه، ولن تتجاوز على الحصص المائية لبقية المحافظات.

 

أسعار البيض في ارتفاع

أصحاب الدواجن: قرار فتح الاستيراد دمر مشاريعنا

بغداد ـ طريق الشعب

ظهرت آثار وتبعات فتح استيراد البيض بشكل واضح بعد ارتفاع أسعار البيض محليًا، حيث انتهت جدوى فتح الاستيراد بقرار الحكومة السابقة برئاسة مصطفى الكاظمي والتي كانت تهدف لتخفيض أسعار السلع الغذائية، إلا أن القرار أدى أخيرا إلى إغلاق ما يقارب الـ 57 في المائة من مشاريع الدواجن في العراق.

 

وقال المتحدث باسم وزارة الزراعة حميد النايف في تصريح صحفي إن “قرارات الحكومة السابقة لا تزال سارية بفتح باب الاستيراد لبيض المائدة ولحم الدواجن”، لافتا إلى أن “هذه القرارات أثرت بشكل سلبي على أصحاب الحقول حيث أغلقها الكثير منهم مما أدى إلى ارتفاع أسعار البيض في الأسواق المحلية، وانخفاض الإنتاج المحلي”.

وأضاف، أن “استمرار العمل بهذه القرارات سيؤدي إلى انخفاض الإنتاج المحلي من البيض وارتفاع أسعاره بشكل أكبر في الأسواق لعدم وجود المنتج المحلي الذي يجب أن يكون صاحب الريادة”.

 

روزنامة زراعية

ودعا النايف الحكومة لإعادة العمل بالروزنامة الزراعية لمنح الوزارة القدرة على التحكم بعملية الاستيراد والتصدير وحماية المنتج المحلي، بالإضافة إلى دعم قطاع الدواجن بالأعلاف واللقاحات البيطرية”، مؤكدا، أن “هذه الإجراءات إذا تحققت فسيعود المنتج المحلي إلى الواجهة ويتحقق الاستقرار في الأسعار بالأسواق المحلية”.

من جانبها، قالت عضو لجنة الزراعة والمياه النيابية ابتسام الهلالي إن “القرارات الخاطئة للحكومة السابقة تسببت بإغلاق أربعة آلاف مشروع للدواجن في جميع المحافظات العراقية باستثناء إقليم كردستان، بعد ان كان لدى العراق أكثر من ستة آلاف مشروع للدواجن في العام 2019».

 

سياسة خاطئة

وأضافت أن “السياسة الخاطئة للحكومة السابقة من فتح باب الاستيراد وعدم حماية المنتج المحلي ودعم المشاريع، أثر سلبا على مشاريع الدواجن المحلية وتم تسريح آلاف العاملين وخسارة مليارات الدنانير».

وبينت الهلالي، أن “وزارة الزراعة مطالبة اليوم بمتابعة الموضوع ودعم مشاريع الدواجن، وأن أي ارتفاع بالأسعار يؤثر على المواطنين بشكل مباشر».

بدوره ذكر صاحب خالد أحمد (صاحب حقل دواجن) أن فتح استيراد البيض ضرب مشاريع الدواجن في مقتل، ولم يحقق الفائدة المرجوة منه، فقد عادت أسعار البيض إلى الارتفاع مجددا.

وأشار احمد في حديث لـ»طريق الشعب»، إلى ان سعر طبقة البيض المستورد وصل إلى 68 ألف دينار، في الوقت الذي أغلقت آلاف مشاريع الدواجن في البلاد نتيجة للقرارات الارتجالية من الحكومة السابقة».

وواضح لو تم دعم مشاريع الدواجن في العراق، لتمكن أصحابها من سد الحاجة المحلية من البيض وربما حتى تصديره، لكن السياسة المتبعة في البلاد تهدف إلى تشجيع الاستيراد ومحاربة المنتوج المحلي.

 

معاناة الريف والمزارعين في واسط

خاص – طريق الشعب

تعد محافظة واسط سلة العراق من المحاصيل الاستراتيجية وخاصة محصولي الحنطة والشعير، ونتيجة لخصوبة الأراضي ومرور نهر دجلة في وسط المحافظة لمسافة 200 كيلو متر من الصويرة شمالا إلى شيخ سعد جنوبا.

وتمثل أراضيها الريفية الممتدة من الصويرة يمين نهر دجلة إلى النعمانية والحي إلى حدود بدرة مع مندلي من جهة محافظة ديالى، ومن العزيزية باتجاه مركز المحافظة مدينة الكوت وصولا إلى الدجيل وشيخ سعد، فضلا عن مساحات شاسعة محاذية لإيران.  ويشكل سكان الريف نسبة ٦٠ في المائة من مجمل قاطنيها، وتبلغ مساحة الأراضي المؤجرة وفق القرار رقم ٣٥ لسنة١٩٨٣ من بداية التنفيذ ولغاية ٢٠١٥ (١٥٣٩٢٣١دونم)، أما أراضيها المؤجرة وفق القرار رقم ١١٧ لسنة١٩٧٠ فتبلغ (٢٧١،٩٣٤ دونما).

 

ابرز المشاكل

من أبرز المشاكل التي تعاني منها المحافظة، استحواذ عدد من الاشخاص وهم قليلون جدا على آلاف الدونمات، وهناك مشاريع مسيطر عليها تماما يسمون بالمؤجرين وهم مالكون كبار، وبعض منهم يمتلك عقودا مستمرة منذ النظام السابق ولا زالوا مسيطرين عليها، تدعمهم جهات متنفذة وهم موزعون على مناطق: (كصيبة والشحيمية والحفرية والعزيزية والدبوني) وبمساحة 60 ألف دونم مستصلحة كانت في السابق تابعة إلى زوجة رئيس النظام السابق.

كذلك مناطق في الزبيدية مثل (الجدول وتسمى مناطق شمال واسط اضافة إلى الدلمج والدجيل ومناطق في بدرة وصولا إلى الحي والدجيل وشيخ سعد)، وقد سيطر هؤلاء المالكون على مساحات كبيرة، وهناك فلاحون بينهم وهم أقل نسبة ويمتلكون أراضي بمساحات 100 دونم فما دون ويسكنون الريف متعاقدون حسب قانون 35 لسنة 83 ومنهم من هو باق على قانون 117 لسنة 70 وبمساحات صغيرة محاذية لنهر دجلة.

فقراء الفلاحيين

أما النسبة الأكبر في الريف فهم فقراء الفلاحين الذين لا يملكون شبرا من الأرض وهم سكنة الريف الأصليون يعملون مع كبار المؤجرين بنسبة 7 في المائة سيئة الصيت ومنهم من نزح إلى المدينة وبعضهم ينتظر قرار توزيع الأراضي عليهم بعد زحف المدن على كثير من الأراضي الزراعية دون رقابة من الجهات ذات العلاقة.

المعاناة في الوقت الحاضر بالريف تتمثل بعدم دعم قطاع الزراعة من قبل الدولة ووزارة الزراعة والجهات المسؤولة كالتجهيز بكافة مستلزمات المكننة والبذور والاسمدة والمبيدات وان وجدت في سنوات ماضية فهي لا تكفي لسد الحاجة. وحاليا يفتقر الريف لكل هذه المستلزمات مما يضطر الفلاح والمزارع للشراء من الأسواق السوداء وسعر الطن للسماد والبذور يصل إلى مليونين دينار، مما اضطر الفلاح والمزارع إلى ترك أرضه اضافة إلى افتقاره إلى المياه.

هناك قرارات عشوائية بخصوص المياه والآن هناك عملية المراشنة وحتى الحقوق بالمراشنة لم تصلهم بالشكل المطلوب مما جعل الفلاح والمزارع حائرا لعدم وجود لخطة زراعية واضحة لهذا الموسم.

كما أن هناك مساحات تحولت إلى صحراء جرداء خاصة في (الحير والدجيل ومناطق في بدرة وبزايز)، علما أن هناك مطالبات منذ سنوات بالاستفادة من مياه الأمطار التي تحولت إلى سيول جارفة في السنوات الماضية، وكان ممكنا الاستفادة من السيول القادمة من إيران عبر تجميعها في حوض منطقة الشويجة القريب إلى بدرة وهذا يحتاج جهد الدولة.

كذلك هناك المبازل والكثير منها ردم لعدم وجود حلول لكريها وهناك أراض ملحية يتوجب التوجه مستقبلا لاستصلاحها وتوزيعها على الفلاحين.

كل هذه المشاكل تؤشر إلى حقيقة عدم امتلاك الحكومات المتعاقبة سياسة مائية صحيحة.

كما يفتقر الريف إلى المستوصفات والمدارس حيث لا زالت المدارس الطينية والكرفانية موجودة ومعاناة الطلبة كبيرة جراء الاكتظاظ في صفوفها ونقص الكوادر التدريسية، إضافة إلى الحاجة الماسة إلى بناء المستوصفات وتعبيد الشوارع، فيما تبقى الحاجة ماسة لفتح سايلوات بسبب الزخم الشديد الذي حصل في كل المواسم السابقة. 

إن ريف واسط متعب ومهمل حاجاته كثيرة، لا تعد ولا تحصى، فمتى يتم الالتفات اليه؟

 

ما هكذا تتم حماية الثروات الوطنية؟

عبد الكريم عبد الله بلال*

منذ أواسط ستينات القرن الماضي أو قبلها بقليل صدر في العراق أول قانون للرعي وحماية المراعي الطبيعية المرقم ١٠٦ لسنة ١٩٦٥ الملغى وبعده جاء القانون ٢ لسنة ١٩٨٣ الساري المفعول. ومن الأسباب الموجبة لصدور هذه القوانين، ذكر أنها لمساعدة العشائر الرحالة على الاستقرار بواسطة زيادة انتاج العلف في المراعي الطبيعية وتشجيع ذلك في الأراضي الإروائية التي تكون مكملة لها وكذلك أن الإجراءات التي سيتخذها الوزير ستمكنه من إيجاد توازن جيد بين عدد الحيوانات وقابلية المراعي الطبيعية على الانتاج وبهدف الحصول على أكبر فائدة دائمة للأفراد.

وجرى  تحديد خط لهذه المراعي في بعض المناطق سمي بخط الرعي ومناطق الخط الكويتي وهذا في  بادية الأنبار والموصل والنجف والمثنى على أن لايجوز التجاوز عليه وابرام عقود زراعية لشركات أو  أفراد، إلا أنه ومع الأسف الشديد نرى في أكثر من محافظة مثل المثنى والأنبار تم ابرام عقود مع شركات لجهات متنفذة  وبمساحات واسعة تجاوز المليونين دونم في المثنى و مليونين ومثلها في بادية  في الأنبار وهذا ترك أثره السلبي  علي مربي الأغنام في هذه المناطق وحرمهم من التجول والرعي فيها ما دفعهم إلى الهجرة إلى دول الجوار أو الذهاب إلى المدن وبيع حيواناتهم بأبخس الاثمان .

وهنا يصبح من الطبيعي والحال هذه أن يقوموا بالاحتجاج على ذلك حيث أن تلك الإجراءات غير المدروسة أثرت على تربية الأغنام والمواشي في هذه المناطق والتي يبلغ تعدادها أكثر من مليوني رأس من الأغنام عدا الإبل التي بدأت اعدادها بالتناقص والانقراض وسبب ذلك انحسار المساحات الرعوية.

إن على الحكومة ووزارة الزراعة الاهتمام بالثروة الحيوانية والمراعي  الطبيعية وتنمية الغطاء النباتي فيها كما ورد في القوانين، وأيضا يتوجب  عليها وقف هذه التجاوزات غير  القانونية على المراعي الطبيعية وتطبيق قانون الرعي وحماية المراعي الطبيعية والتعليمات والأحكام الصادرة بعدها، حيث ورد في المادة الثالثة / الفقرة الثانية من القانون رقم ٢ لسنة ١٩٨٣ ما يأتي : تعتبر جميع الأراضي الزراعية الديمية الواقعة جنوب الخط الحدي للمراعي المعين بموجب هذا القانون مخصصة لأغراض الرعي وتنمية الثروة الحيوانية ولايجوز استغلالها بالزراعة او استثمارها في غير هذا المجال إلا ما أستثني منها بمقتضى أحكام هذا القانون.

إن عموم الثروة الحيوانية في خطر محدق وأعدادها تتناقص يوما بعد يوم وهو ما يفاقم مشاكل توفير الأمن الغذائي في العراق ويعرض هذه الثروة إلى هزات كبيرة ويدفع بها إلى المزيد من السوء. مطلوب وبإلحاح سرعة الحركة لحماية المراعي الطبيعية وتطويرها وتوفير حماية للإبل والأغنام في هذه المناطق والحفاظ على طابعها الرعوي.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* مهندس زراعي استشاري

 

 

بيليه: مارادونا يبتسم الآن

برازيليا ـ وكالات

هنأ الأسطورة البرازيلية، بيليه، قائد المنتخب الأرجنتيني، ليونيل ميسي، بعد فوز «راقصي التانغو» بلقب كأس العالم على حساب المنتخب الفرنسي.

وكتب الجوهرة السمراء، عبر حسابه على تطبيق إنستغرام في منشور مرفق بصورة ميسي يحمل الكأس محاطًا بزملائه: «تواصل كرة القدم في إخبار قصتها، ودائمًا بطريقة آسرة.. فاز ميسي بلقبه الأول في كأس العالم، لأن مسيرته تستحق ذلك.».

وتابع: «هنيئًا للأرجنتين. دييغو (مارادونا) يبتسم الآن».

---------

 

ميسي يعيد اللقب بعد 36 عاما

احتفالات عارمة بتتويج الأرجنتين بطلة للعالم

متابعة ـ طريق الشعب

تحولت المدن والبلدات الأرجنتينية إلى كرنفال احتفالي بعد نهاية مباراة نهائي كأس العالم، حيث خرج الملايين للاحتفال بالكأس الذهبية التي انتظروها منذ 36 عاما.

ومباشرة بعد تسجيل ركلة الجزاء الأخيرة التي منحت الفوز لرفاق ميسي، تدفقت الحشود السعيدة إلى الساحات والشوارع وسارت في مواكب بهيجة، حاملة الأعلام والقمصان الوطنية، بعد المباراة المجنونة التي حسمها نجوم “الأبيض السماوي” بعد نهاية الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل الإيجابي 3 ـ 3.

 

يوم للفرح

وفي بلد حيث كرة القدم، دين يعتنقه الصغار والكبار، كان أمس الاول أحد أقدس أيام الآحاد للأرجنتينيين، وما أن انتهت المباراة، حتى دخلوا في لحظات من النشوة والفرح العارم، تَعانق فيها الغرباء وتبادل الأصدقاء القبل، وصرخ الجميع: “Argentina, mi amor!” (الأرجنتين، حبي).

وفي روزاريو، مسقط رأس بطل كأس العالم، ليونيل ميسي، خرج سكان المدينة إلى وسط المدينة للاحتفال بإحراز الكأس والتغني بعظمة ابن مدينتهم الذي أهدى الأرجنتين كأس العالم الثالثة، بعد خيبة 2014.

وبالعاصمة بوينيس آيرس، قصد مئات الآلاف المشجعين ساحة المدينة الأشهر للاحتفال قرب نصب المسلة، الذي يشهد مرة أخرى أفراح الأرجنتينيين مع ميسي ودي ماريا، بعدما أسعدهم مارادونا قبل عقود.

إلسا دياز، سيدة أرجنتينية في السبعينات، تقول في تصريحات لـ”نيويورك تايمز”، إن هذه الساحة هي مزار كل الأرجنتينيين ورمز لحظات فرحهم الكبير، مشيرة إلى أنها جاءت إليها في عام 1978 في مسيرات فرح بعد تحقيق اللقب الأول، مضيفة أن هذه المرة مختلفة حيث تحضر مع ابنتها البالغة من العمر 32 عاما.

 

اغلاق محطة المترو

وأدت حالة السعادة العارمة وسط الحشود الصاخبة إلى شلل شبه تام في حركة النقل بشوارع بوينس آيرس، مع استحالة التنقل بالسيارات والحافلات، وإغلاق السلطات محطات الميترو.

واعتلى المشجعون الحافلات والسيارات المتوقفة، وتسلقوا مصابيح الشوارع والتماثيل للاحتفال بالفوز مع قرع الطبول ونفخ الأبواق، وترديد الأهازيج التي تستحضر روح مارادونا وتتغنى بإنجازات الجيل الحالي.

خوان بابلو إغليسياس، 48 سنة، أب أرجنتيني خرج للاحتفال مع ابنه مانويل البالغ من العمر ثماني سنوات، للاحتفال في شوارع العاصمة، يصرخ ودموع الفرح تنهمر على وجهه، “نحن أبطال، نحن الأعظم في العالم”.

من جانبها، تصف إيارا دياز، البالغة من العمر 22 عاما، حالتها المزاجية بالقول أنا “منتشية”، مضيفة لصحيفة “الغارديان”، بعدما سجل مبابي هدف التعادل، قبل 10 دقائق من نهاية الوقت الأصلي، “أردت كسر كل شيء”، لكن النهاية هي الأهم.

وتضيف الشابة الأرجنتينية والدموع تغالبها في حديثها عن فوز ميسي بكأس العالم، أنها “كانت آخر فرصة له، وقد استحق ذلك بشدة”.

وعلى طول الطريق المؤدي إلى ساحة المدينة الأشهر، بدت مظاهر الفرح والبهجة بادية على ملامح كل الأرجنتينين، متناسين كل الصعوبات الاقتصادية التي تعيشها البلاد، بسبب أزمة التضخم وارتفاع الأسعار.

 

ميسي بالزي العربي

قبل لحظة تتويج الأسطورة الأرجنتيني، ليونيل ميسي، أخيرا بكأس العالم الذي طالما حلم به، وضع أمير دولة قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، “البشت” الخليجي التقليدي على أكتافه.

وبهذا، تصدر الزي الخليجي أهم صورة في مسيرة ميسي الكروية، وغطى “البشت” جزءا من قميص الأرجنتين الذي يرتديه ميسي، بما في ذلك الشعار الوطني للاتحاد بينما كان يستعد لرفع الكأس على منصة التتويج خلال الحفل. وكان رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم “الفيفا”، جياني إنفانتينو، يراقب الموقف وهو يبتسم.

ومن المؤمل وصول طائرة بطل العالم الى بوينس ايرس في تمام الساعة الواحدة من فجر اليوم الثلاثاء، ومن المتوقع ان يكون في استقبالها الآلاف من المشجعين المتعطشين للقب الغائب منذ 36 عاما.

----------

 

منتخب المغرب

ودرس في السیاسة

دیار طیب برواري

یعتقد البعض بأن المغرب قد حقق إنجازا تأریخیا من خلال تواجده في الدور النصف نهائي لموندیال قطر. وهذا کلام واقعي جدا. ویثبت أن التخطیط السلیم ودراسة البیئة وإستغلال مواقع القوة یؤدي بالنتیجة إلى تحقیق الاهداف.

تعلمنا في العراق، أن نشاهد تجارب ناجحة لدول وأشخاص وأن نتأثر بما یحققه الغیر من إنجازات ومکتسبات، والکثیر منا یحاول أن یلبس عباءة المنتشي أوان یتقمص دور الوصیف المعنوي لذلك الانجاز . إن القیادة في أي مجال في العراق یجب أن تعمل علی دراسة تجارب الآخرین بالموازاة مع تجاربنا المتواضعة، لتحدید وتقییم نقاط القوة والضعف ووضع إستراتیجیات مناسبة تضمن النجاح. من أجل الاستفادة وإغناء التجربة الوطنیة، نذكر هنا بعض الوقائع والحقائق عن المنتخب المغربي وسیاسة البحث عن المسلك المناسب للوصول إلى الهدف.

من المعروف أن (١٤) لاعبًا في تشكيلة منتخب المغرب المكوّنة من (٢٦) لاعبًا، هم من ولادة خارج المغرب ویحملون جنسيات أوربية بالإضافة إلى لاعب آخر ولد في المغرب لکنه یحمل جنسیة أوربیة، وهوأكبر عدد وُلد خارج أراضي بلاده بين جميع المنتخبات المشاركة في مونديال قطر ٢٠٢٢، يلعب (٢٠) منهم في دوري دول أوروبا (التركي، الفرنسي، الألماني، الإنجليزي، الإيطالي). ولا يلعب في الدوري المغربي سوى ثلاثة لاعبين فقط، كلهم ينتمون إلى فريق الوداد البيضاوي، الفائز بالدوري المحلي ودوري أبطال إفريقيا. أما مدربه (وليد الركراكي) الذي ولد في فرنسا ولعب في أندية فرنسية وإسبانية، وكذلك لعب في صفوف المنتخب المغربي (٤٥) مباراة دولية في الفترة ما بين عامي ٢٠٠١و٢٠٠٩ فقد کان أضافة نوعية وخبرة دولية تکمل رسم سياسة المنتخب للمستقبل.

إن السیاسة التي تضمن الاستفادة من المغتربین لتحقیق الانجاز، کونهم یمتلکون الخبرة والاحتکاك المطلوب لهذا المستوی الرفیع والمعقد من المسابقات، لیست ببعیدة عن عملیة تنظیم المنتخبات في الدول المتقدمة. لکنها حدیثة في الدول العربیة. إن إعتماد الاتحاد المغربي لهدف تحقيق الانجاز والتألق في کأس العالم، جعله يجازف بهذه السياسة وأن یخرج من المألوف والعرف السائد في المنطقة. فالاتحاد یملك الان کشافین في الدول الاوربیة لاکتشاف المهواب الشابة من أصول مغربية في الأكادميات والمدارس والدوريات، حيث يتم التعامل معهم بحرفية عالية من أجل وضعهم ضمن قافلة الانجاز الوطني.

کما تمیز “أسود الأطلس” في مرافقة أسر وأصدقاء اللاعبين لهم في مونديال قطر والحرص على تشجيعهم ودعمهم خلال المباريات. هذا بالإضافة إلى الدعم الجماهيري الكبير الذي يحظى به المنتخب المغربي من المغاربة ومن العرب. کل هذه کانت من ضمن أسباب قوته في هذه البطولة.

نشعر بالسعادة للإنجاز الذي حققه المنتخب المغربي في إحتلاله للمرکز الرابع لکاس العالم في قطر، الكأس الذي کان استثنائنا في عدید من المجالات..

-------

 

مونديال قطر.. الأعلى تهديفا في التاريخ

متابعة ـ طريق الشعب

أصبحت نسخة كأس العالم لكرة القدم 2022 في قطر هي الأعلى في تاريخ البطولة على المستوى التهديفي، عقب تحقيق المنتخب الأرجنتيني اللقب للمرة الثالثة على التوالي بعد الفوز على فرنسا أمس الأحد.

وفاز المنتخب الأرجنتيني باللقب للمرة الثالثة في تاريخه في مباراة تاريخية على ملعب لوسيل حيث سجل غونزالو مونتييل الهدف الحاسم في ضربات الترجيح بعد نهاية الوقتين الأصلي والإضافي للمباراة بالتعادل 3-3.

وبعدما تسببت لمسة يد على مونتييل في احتساب ضربة جزاء سجل منها كيليان مبابي هدف التعادل الثالث للمنتخب الفرنسي، وصل عدد الأهداف في البطولة إلى 172 هدفا.

وجاء ذلك الرقم ليضمن تجاوز البطولة لعدد الأهداف القياسي المسجل في نسختي عامي 1998 و2014 برصيد 171 هدفا.

وأصبحت تلك المباراة النهائية التي أقيمت أمس الاول الأحد، والتي توّج فيها ميسي بلقب البطولة ولقب أفضل لاعب؛ هي أول مباراة يسجل فيها كل فريق 3 أهداف.

 

البطولة بالارقام

وشهدت نسخة قطر 2022 إشهار الحكام 171 بطاقة صفراء، و4 بطاقات حمراء، واحتسبوا 23 ركلة جزاء، 17 منها نفذت بنجاح، بينما أهدرت 6.

وخلال البطولة حُسمت 5 مباريات عبر ركلات الترجيح، وهي: المغرب وإسبانيا، كرواتيا واليابان، الأرجنتين وهولندا، البرازيل وكرواتيا، وأخيرا الأرجنتين وفرنسا.

وتجاوز عدد الحضور الجماهيري في مباريات البطولة 3.4 ملايين مشجع، وهو رقم أعلى من النسخة الأخيرة التي أقيمت في روسيا عام 2018.

وزار دولة قطر خلال المونديال أكثر من 1.4 مليون شخص، وشاهد المباريات عبر شاشات التلفزيون نحو 5 مليارات شخص عبر العالم.

 

الاقتصاد

وعلى الصعيد الاقتصادي جنى الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) نحو 7.5 مليارات دولار، وهو رقم يزيد بمليار دولار على حصيلة مونديال روسيا 2018.

 

جوائز البطولة

وأعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” عن جوائز أفضل اللاعبين في منافسات بطولة كأس العالم 2022.

وفاز ليونيل ميسي قائد منتخب الأرجنتين بجائزة أفضل لاعب في بطولة كأس العالم 2022، فيما جاء كيليان مبابي في المركز الثاني، واحتل لوكا مودريتش قائد منتخب كرواتيا في المركز الثالث.

وأصبح ميسي بذلك أول لاعب في تاريخ المونديال يفوز بجائزة أفضل لاعب في البطولة مرتين، وذلك بعدما حقق الجائزة في بطولة كأس العالم 2014.

جائزة أفضل حارس مرمى في مونديال قطر كانت من نصيب الأرجنتيني إيميليانو مارتينيز دون أي منافسة تذكر.

وتواصلت السيطرة الأرجنتينية على جوائز بطولة كأس العالم 2022، بعدما حصل إنزو فيرنانديز على جائزة أفضل لاعب شاب في البطولة.

كما حصد منتخب إنكلترا جائزة اللعب النظيف في مونديال قطر، بالنظر إلى أن “الأسود الثلاثة” كان صاحب أفضل سجل من حيث الالتزام باللوائح والقوانين.

فيما كسر الفرنسي كيليان مبابي احتكار لاعبي الأرجنتين للجوائز الفردية في كأس العالم 2022، بعدما حصد جائزة الحذاء الذهبي لهداف المونديال برصيد ثمانية أهداف، متفوقًا على ليونيل ميسي الذي سجل سبعة أهداف في البطولة.

 

الصفحة العاشرة

 

كاظم الركابي.. شاعر القصائد الملحميةوالغنائية المفعمة بأجواء المدينة والريف

ماجد لفتة 

ولد كاظم ألركابي عام 1941 في مدينة الناصرية، وابصر النور في احد محلاتها الشعبية التي كانت صرائفها وبيوتها الطينية تغمرها المياه في ليالي الشتاء الماطرة، ويداهمها الفرات الهائج في الربيع ليتلحم (بالشط الخايس) الذي يقع على أطراف المدينة، ليغسلا احزانها، ولكنها سرعان ماتصنع الفرح من حطام الالم وتعود إلى أفراحها، ويبدأ الفرات العظيم بترك المدينة ليتابع رحلته نحو شط العرب، متراقصا بين بساتين النخيل الكثيفة، عبر ناحية السديناوية.

عاش كاظم ألركابي، فتوته وشبابه في محلة السراي الثانية القريبة من دائرة الكهرباء القديمة في شارع عشرين،وعرفه الكثيرون من شباب محلة الشرقية والسراي كأحد الرياضيين المعروفين في المدينة، وكان هذا الشاب النحيف الاسمر الطويل المثقل بهمومه اليومية وشظف الحياة، يمارس رياضة كمال الأجسام، وهو كثير القراءة والمتابعة ويملك مكتبة تحتوي على الكثير من الكتب الثقافية، وهو شغوف بقراءة الشعر لمظفر النواب وعريان السيد خلف والجواهري وناظم حكمت وبابيلوا نيرودا.

وقد ألقت هذه القراءات بظلالها على أعماله الشعرية والأدبية، وكان المكان له حضوره في قصيدته، حيث الأجواء الشعبية في شارع عشرين الذي يقطع محلتي السراي والشرقية،ويبدأ من كراج بغداد _ الشطرة وينتهي عند منطقة (المعدان) مربي الجاموس في أطراف المدينة،الذي يمثل في تفاصيله الخاصة والعامة، نموذجا للتداخل بين عادات المدينة والريف، ففي بدايته توجد مظاهر المدينة، حيث كراجات السيارات، ومحلات تصليحها (الفيترجيه والتورنجية)، وفي وسطه يوجد مركز لتجمع عربات الخيول (العربنجية) الذين يتجمعون بعرباتهم وخيولهم في فلكة وسطية تسمى (الدويره)، حيث تتعالى منها الاتربة و ويسمع منها صهيل الخيول وصرخات العربنجية وشجارهم المتواصل ورهاناتهم.

و يتقاطع مع شارع عشرين، شارع آت من قرية فرحان التي تشرف على سوق [ صفاة ] الاغنام وخان الخيول والدواب ومقاهي الفلاحين والمتاجرين في المواشي، ويتجه هذا الشارع نحو وسط المدينة ليقطع بالعرض شارع إلا سديناوية حيث القيصرية والأسواق العصرية للحوم والاسماك , سوق [صفاة] الخضروات وقيصرية الاقمشة، ويستمر في تقاطعه ليقطع شارع الهوى (الحبوبي) بالعرض، شارع العشاق حيث توجد مقاهي المثقفين والكسبة والعمال وعيادات الاطباء، وهناك حيث تغفوا أشعار كاظم ألركابي على سعف النخيل، وتغنيها بلابل بستان زامل وحاجي عبود المحيطة في المدينة، ويحملها الفرات الهائج فوق زبده نحو الاهوار، وكانت مناشير سرية في سلال الصيادين وزنابيلهم.

في قصيدته [ إلى رسامة ] يحاول تلوين القصيدة الشعرية بفرشاة الرسامة تلك الالوان التي تمثل الحياة وتعطي للوحة معانيها الحقيقية،ومن خلال رمزية الانتقالات بين لون الدم الأحمر، الذي يمثل رمز الشهادة.

والأخضر الدال على الحياة، والأبيض الذي يرمز الى السلام، والازق الدال على العمل، تظهر هذه الالوان طبيعة الصراع الدائر، وتشابك القضايا وعدم وجود الفواصل في لوحة الحياة، حيث يجري مسخ الالوان عبر ادوات القمع، ويجري تغريب الإنسان ومسخه حتى يصبح بدون لون.

ﮔالت

وصار من ﮔالت ﺇسنين

وجهك المملي حنين

أحله لوحه

ﺇنتظرتچ ترسمين

ذاكه يوم وهاذه يوم

لاني أحمر

لاني أخضر

لاني ابيض لاني أزرگ

ﺇسألتها..

ﺇشلون

ﺇعتذرتلي

ماﻠﮔيت ﺇبلون وجهك عندي لون

في هذه الأجواء كتب الشاعر ألركابي قصائده الملحمية والغنائية المفعمة بأجواء المدينة و الريف، الريف الذي يحط بمدينة الناصرية من كل جوانبها ببساتين النخيل، وزقزقة العصافير، وتغريد بلابل بستاني حاجي زامل وحاجي عبود، التي استمد كاظم ألركابي جمالية قصائده منها، وكان عنفوان قصيدته يستمده من هيجان الفرات الذي تمتصه (الموحية)تلك البحيرة الصناعية الصغيرة، التي تقع على جنب الفرات، لتسكره بسحرها السبعيني، حيث تداعبها الاسماك الذهبية التي اهداها الزعيم للناصرية في نهاية الخمسينات وتتفيأ في ظلال النخيل الباسق الجميل، تلك المعالم الجميلة أضفت جمالية على صور الشاعر، ورفدته برصيد كبير من كلمات الحسجة الشعبية التي كتب بها أجمل قصائده الشعبية، فقد كتب كاظم ألركابي في عام 1971 قصيدة (بسكوت)

بسكوت.. مثل ﺒﭽﻲ الحلم بسكوت

مثل ضحك الحلم.. بسكوت

أحبك لا تظل مثلي ﻋﺸﮒ.. بسكوت

ﺃﻨﺍطر عاﻠﻀﻭه من ينسد الباب

وأخضرﱢ عالتراب البيه أثر جدمك..

وأصيحن ياب

عطاب الهوه البسكوت..عطاب

حاول الشاعر بهذه القصيدة إن يعبر عن مشاعر العاشق الإنسانية والوجدانية، عبر صور جميلة للحب العذري، هذا الحب إلذي عادة ما تحكم عليه العلاقات الاجتماعية بأن يعيش ويموت في السر (البسكوت)، من خلال هذه الصور التي تضمنتها قصيدة بسكوت، رسم الشاعر لوحة نادرة في بالاسود والأبيض، وحدد من خلالها ملامح شخوصها في لوحة القصيدة الشعبية، وسلط عليهم اضواءه الكاشفة، ليجعلهم يتحركون على خشبة رسمها عبر مساحات الضوء، حيث تظهر مساحات مختلفة لدوائر الضوء، فهو يراقب دخول خيوط الضوء من فتحة الباب، إن تلك الصورة تضع العاشق في زاوية معتمة يراقب من خلالها اطلالة حبيبته من خلال فتح الباب، أنها لحظة وجدانية يختلس بها العاشق النظرات إلى حبيبته.

يظهر الشاعر في قصيدته، مشاعر وجدانية مختلطة (لاهو فرح.. لاهو دموع..لاهو عتاب)، ويرسم صور أخرى في قصيدة بسكوت تصل في وجدانيتها إلى درجة التلذذ بألم (المازوشية)، كجزء من تضحية العاشق(ماني أكيف عالجرح من ﭽف الاحباب)،وهو هنا أيضا يواصل استخدام الوان الأسود والأبيض في رسم لوحته الشعرية التي اسقط عليها الضوء، فاظهر بطله العاشق وكأنه في مسرح معتم يتحرك على بصيص من الضوء.

الصور الشعرية لكاظم الركابي، تشعرك في الحيف الذي يعانيه فقراء مدن العراق، فتراه يصطف إلى جانب قضاياهم، ليتغنى في بطولات حسن السريع , وخالد زكي، وامين الخيون، وعبد الخالق محجوب والشغيلة والكادحين،ولكن عصابات نظام ﮔزار وزبانيته لم تدعه يواصل ابداعه في حريه، مما حدا به في أوائل 1973 إلى فتح مقهى تراثي على ضفاف الفرات، ساعيا من خلاله مد الجسور مع رفاقه الذين خاض معهم احلى التجارب الإنسانية والفنية والثقافية والاجتماعية، فقد اشترك مع فرقة مسرح تربية الناصرية في الاوبرايتات الغنائية التالية  (أبو الهيل) وحاز هذا الأوبريت على الجائزة الأولى في سنة 1970 وفي السنة التالية قدم أيضا في الناصرية (بيادر خير) وحاز على الجائزة الأولى، وفي السنة اللاحقة قدمت نفس الفرقة أوبريت(جنيات الوادي) الذي اقتطف الجائزة الأولى أيضا، والأعمال الثلاثة كانت من إخراج صالح البدري وموسيقى كمال السيد وعزف حسن الشكرجي والكلمات لكاظم الركابي واداء المغني فتاح حمدان، ولم يدع شرطة الثقافة هولاء مواصلة ابداعهم في الناصرية, مثلهم مثل كل المبدعين العراقيين الوطنيين الديمقراطيين، فتم تشتيت هذا الرباعي و تم حل الفرقة، وسبقهما تعطيل جمعية الفنون الذي لعب بتأسيسها كاظم الركابي دورأ مميزأ.

كتب الركابي عن المناضل الشيوعي و اليساري السوداني عبد الخالق محجوب الذي استشهد في السودان 1970، ونكتب لكم هذا المقطع من القصيدة :

چانو ﺑﮔلبي حبيبين

واحد بهل العين اظمه.. اواحد بهل العين

وچانت الغيره توج مابين الاثنين

عاتبتهم...هي عيني واله چانت باليسار واله چانت باليمين

شفت ﮔلبي ايودي دمه اعله اليسار ومايودي اعله اليمين

حاول الشاعر ألركابي من خلال هذا السبك الشعري الجميل استخدام اعضاء الجسم والدورة الدموية، للتحديد انتمائه الفكري وكانت استعارة جميلة وموفقه. وقدم الشاعرعام 1971 أغنية(كصة المودة) من الحان كمال السيد وغناها المطرب فتاح حمدان، كما غنى له الفنان المعروف حسين نعمة، اغنيته الشهيرة [ يا نجمة ]من الحان الفنان كوكب حمزة وهذا مقطع من القصيدة الغنائية :

يا نجمة عونج يا نجمة

متعليه وتشوفين

شينيمه كلبي شينيمه

نامت ﮔلوب الناس ﮔلبي شينيمه

أنا بحلم لو يمر تاخذني فرحة عيد

أنصب مراجيح ودك لليل خله يزيد

يا نجمة ريت العشك ياخذنه مره بعيد

إن استعارات الشاعر جعلته يمزج بين الطفولة والحلم، بين فرحة الطفولة بالمراجيح، والحلم بالجلوس على النجوم، للتعرف على المعمورة ومستقبلها، ذلك المستقبل الذي جعله سهادا غير قادر على النوم (نامت ﮔلوب الناس ﮔلبي شنيمه)، إن كتابة الشاعر للقصيدة الملحمية لم يمنعه من كتابة القصيدة الغنائية القصيرة، عبر تكثيف الصور واستخدام الجمل الشعرية الغنائية. وفي قصيدته الملحمية الجميلة (المناجل) التي كتبها عام 1971 كتب الشاعر ألركابي:

لو لي على مسعدك ﺒﮔﻭﻝ الذي ايريحه

وشرع ﺇرموﺸﮎ هله للمعتني ﺇبجرحه

لولي ﻠﮔطع النفس لولي لمن يصحه

أجرحني.. يمن عتبه ﺇلك جرح المحب فرحه

الليل.. موش يحصد ليله يحصد صبحه

و الحصو..موش ﺇيحصد روحه ﺇيحصد جدحه

والبحر موش ﺇيحصد روجه ﺇيحصد ملحه

يحاول الشاعر استخدام الفلكلور الشعبي من تنهيدة ألام على طفلها، ويبقى الأمل يحدو الشاعر في استمرار دورة الحياة عندما ينجلي الليل وياتي الصبح، ذلك الليل الحالك الذي ساد بعد حملة تصفيات قصر النهاية، والاعتقالات الكيفية التي طالت العديد من الوجه الاجتماعية والثقافية في الناصرية، التى مثلت رئة اليسار في الجنوب، واستطاع الشاعر عبر صوره الشعرية نقل المتلقي إلى صورة جميلة تبين الاكتشاف الأول للبشرية للنار عبر جدحة الحصو، وجرف البحر لمخلفاته من الاملاح عندما تداعب أمواجه السواحل.

وفي مقطع اخر من قصيدة المناجل، يقول الشاعر

الليل طال..

وبخت عنده اليروي عينه بشمس باجر

الليل بين العين لابين الجفن

أنثر ﮔﺯﺍﺯ ودار داير

الليل حاوَدْ وردتي..

وحشّم عليه الدود من كل اﻠﻤﮔابر

وصوتينه...

وصوتينه الصوت مايجزي الشفايف

يادفو البين البرد والحر..نريدك وين صاير

يلفراتي..

ولاسمعنه ﺇبوجه روجك

يوﮔف ﺇحجار اﻠﮔناطر

الشاعر الركابي حاول من خلال هذا المقطع من القصيدة، إن يصور ليل الظلم الذي طال على العراقيين، ولكن ذلك لن يمنعه من اللامل في المستقبل على الرغم من ملاحقة دود المقابر لوردته ليقتلها، في هذا المقطع الشعري يرمز إلى الموت الذي بات يزاحم الحياة، ويواصل الشاعر ألركابي بحثه الدائم في هندسة القصيدة الشعبية عن الكلمات البسيطة ذات المعاني الدالة والبليغة، وحينما يتلاعب في المتناقضات التي تجسد عملية الصراع عبر البحث عن الدفو بين طيات الحر والبرد، يسعى عبر هذه الوسطية تلمس غاياته النبيلة، وكانت استعارته لتناقضات الظواهر الطبيعية لتمرير الافكار وايصالها إلى المتلقي عبر قصائده الشعرية، وهي استعارة موفقه في عمله الادبي.

توقف قلب الشاعر في عام 2001 في السادس والعشرين من نيسان، في احد مستشفيات بغداد، ورثاه الشاعر كاظم اسماعيل اﻠﮔاطع في قصيدة رثاء قال فيها :

هسه ارتاح ذب نظارتك وامسح دموع العين

واتباره الذمم وي منجل الفلاح

طَفِّي آخر جكاره بخشبة التابوت

لأن كلب الخشب بس بالجوي يرتاح

------------

 

تانيتك عمر

رحيم المالكي

تانيتك عمر يمك ردت ارتاح

لكيتك واحه ميته ترابتك تذري

تانيتك تجبره لخاطري المكسور

جبرته بدمع بس ماجبر كسري

ليش تغيظني وأحجي الحجي المضموم

وتكول الناس عني مسودن يهذري

اذا تدري بعذابي وتدري اللي صار

لا تسأل عليه شباقي من صبري

خلصت العمر مابين جويه وآه

ومكالب بروحي وناركم حدري

ستوني الحزن مو كافي طفي النار

تبخر ماي صبري ونزرف جدري

يالرايد حجينه يظل جزر للدوم

وانت المد يفيدك ينمحي المقري

لان انت جرف وانه عليك الماي

اطلع عيوب جرفك لو كثر جزري

حاصرني الوكت وجروحي مسمومات

لا انت رحمتني ولا رحم دهري

تحزم جرح بيه وراد ياخذ ثار

التفت شاف الخناجر تطعن بظهري

---------

وره رايك

خضير الزبيدي

وره رايك

مشيت وعفت كلشي

وعلى نايك

عزفت احلى

المواويل

بجيت بلا دمع

خافنك اضوج

وجمدت الدمع

بهداب رمشي

شلتك وسط روحي

اوبين الظلوع

اوبنيت أعلى الوفه

وياك عشي

كتلي الآخر الدنيا

انه وياك

ما تكصر خطوتي

وأظل امشي

شجاك اتبدلت

من حال

الى حال

جنت مثل الغزال

اوصرت

وحشي

بس شفت النبض

بالكلب متعوب

نخيت اهل الشماته

اشيل نعشي

----------

 

تسترجي من بارح مطر

علاء الماجد

النوارس هاجرت !!

والسمج نافق على جروف النهر

والليالي صخام

واكمار العراق الحلوة ذبلهه السهر

والنخل مكتول ..

مثل الناس

محني الراس

بس مذبوح مدمي امن النحر

وانه واحلامي تطشرنه

بصباخ الكاع ..

لامطرة واكول افيش..

ولانكاط غيمه

وروحي بطرانه وغشيمه

تريد من بارح مطر

والشته صار سنين

لازخه فرح

لابرده زينه تحومر الوجنات بيهه

ولانده يبوس الشجر

نار تاكل بالعراق

وقهر مديوف بقهر

-----------

 

حرارة شوگ

في رثاء باسم السيد

محمد الذهبي

حرارة شوگ من تصعد للعيون

يطفيها الدمع دبچي اعله كيفك

ولاتعتذر دخان اليبچيك

عوف المستحه واذكر وليفك

مضيف الموت من يوصل يوازيك

وانته تباوع لدلة مضيفك

يضل بس التراب بهيمه غاطيك

ويضل محبوب يتوسل ابطيفك

اشتگل للدنيه منك لو ضرس طاح

مثل ضرس اليطيح اتزت وليفك

الراح امن الگلب مو بالجسد راح

بأي لحظة حنان يصير  ريفك

اهي دنيه چذب لو عچلة ارماح

تلوحك لو يصير الكل حليفك

اشما يرحون تبقه وياك الرواح

يسيرون ويخطفون اعله شوفك

يصيح الموت غفله براسمن صاح

ربيعك مايجي لوما خريفك

اهي غابه ونزلنه ابغابة اشباح

يحوفك حايف المتظن يحوفك

 

الصفحة الحادية عشر

 

احدث الكتب

* في علم اجتماع الحياة العامة/ تأليف د. لاهاي عبد الحسين/ اصدار دار المدى- بغداد.

* النص الارجواني في ادب غسان كنفاني/ دراسات للدكتور شاكر كتاب، صدر حديثاً عن اتحاد الادباء والكتاب في العراق.

* انطولوجيا الشعر الكردي الحديث/ اعداد وترجمة عبد الله طاهر البرزنجي/ اصدار دار الثقافة والنشر الكردية- بغداد.

* قصيدة النثر/ انشودة الى الليل/ مجموعة مؤلفين. ترجمة شرقاوي حافظ/ اصدار دار اهوار- بغداد.

* هذا ما حدث في مطار بغداد/ قصص تماضر كريم/ اصدار مؤسسة ابجد- الحلة.

--------

 

الثقافة الذكورية والعنف ضد المرأة

د. اسماء جميل*

تواجه اكثر من نصف النساء في العراق خطر العنف ولا يعرفن جهة يمكن اللجوء اليها لمساعدتهن. وَتتعرض اعداد كبيرة منهن الى الاساءة سواء داخل المنزل. أو خارجه  كالتعرض للاغتصاب أو الاتجار بهن أو اجبارهن على ممارسة البغاء.

ولا تكشف الاحصاءات الا عن أعداد محدودة بسبب التكتم والسرية وقلة الابلاغ عن العنف.

يعتمد التصدي للعنف وحماية النساء على وضع استراتيجيات وسياسات وقوانين داعمة.

ومع ان الحكومة تبنت عدداً من الاستراتيجيات للحد من العنف ضد المرأة الاَ أنَ النتائج كانت متواضعة.

وهناك عقبتان رئيسيتان تقفان أمام تحسين الاستجاية للعنف القائم على النوع الاجتماعي في العراق، تتمثل الاولى في عدم توفر بيئة تشريعية مناسبة فالقوانين النافذة في العراق لاتوفر حماية كافية للمرأة عندما تتعرض للعنف ولاتنصف الضحايا. وتتمثل الثانية في غياب السياسات والبرامج المؤسساتية الهادفة الى منع العنف ومساعدة الضحايا ومعاقبة مرتكبيه.

 

العنف في العراق... انتشار مخيف

تساعد الارقام  في كثير من الاحيان على اظهار مدى خطورة العنف الاسري وفي تنبيه وتعبئة الناس  لاتخاذ مواقف للحد منه خاصة الاشخاص الذين ينكرون وجود العنف  وقد تساعد  صناع القرار في فهم الحاجة الى أعطاء الاولوية الى تحسين الاستجابة للعنف

تعرضت 46 في المائة  من النساء للعنف في عام 2011 من قبل الازواج

لم يوفر القانون العراقي حماية للمرأة عندما تتعرض للعنف بل على العكس تبيح المادة (41) من قانون العقوبات للزوج أن يضرب زوجته (لتأديبها)، معداً افعال العنف ضد الزوجة حقا من حقوق الزوج.

ولايحق للمرأة ان ترفع دعوى قضائية ضد الزوج المعنف الا اذا تعرضت الى اذى جسدي بليغ اذ يتوجب عليها في هذه الحالة الاعتماد على اًحكام قانون العقوبات الخاصة بالاعتداء والتهجم وأحكام هذا القانون لاتنفع الضحية كثيرا الا اذا ثبت وبتقرير طبي تعرضها لاصابات بليغة.

و استقر القضاء العراقي على عدم عدّ ضرب الزوج والشتم ضد الزوجة من الإضرار التي تبيح طلب التفريق مقتصرا على اخذ تعهد من الزوج بعدم الاعتداء على زوجته مجددا، ومثل هذا التعهد لا قيمة قانونية له لأنه لا يعد عقوبة ويستطيع الزوج أن يكرر اعتداءه عليها.

ويلقى قتل النساء التسامح وربما التشجيع من جانب النظام القانوني المعمول به في العراق.

اذ تمنح المادة 128 - 1 من قانون العقوبات رقم 111لسنة 1969 الجاني عذرا مخففا للعقوبة في حالة قتل زوجته او احدى محارمه بدافع غسل العار. وقد ازدادت  عدد حالات قتل النساء، وقد بلغت حوادث القتل التي تطال النساء 296 حالة مسجلة  في العام  2017، مضاف لها 32 حالة قتل غسلاً للعار  في حين بلغت حوادث القتل التي تطال الفتيات الصغيرات دون السن الثامنة عشر  41 حالة و3 حالات قتل غسلا للعار في العام نفسه.

ان العنف الاسري في العراق يتصاعد سنة تلو الأخرى، وقد ارتفع عدد حالات العنف الاسري المسجلة في مديرية حماية الاسرة التابعة لوزارة الداخلية  من 8552 حالة اعتداء في العام 2016 لتبلغ 11619 في العام2017.

وبلغت عدد الاعتداءات التي قام بها الزوج ضد الزوجة في العام 2017 و المسجلة في مديرية حماية الاسرة 6544 وسجلت 270 حالة اعتداء قام بها الاباء ضد الأبناء يضاف اليها 897 حالة اخرى لم تذكر تفاصيلها 

وفيما يتعلق بالاطفال يعد العنف من أكثر الطرق المستعملة في العراق لضبط سلوك الطفل اذ تتبنى الاسر أسلوب العقاب عندما يتصرف الطفل بشكل غير مرضي وأظهرت نتائج المسح العنقودي للعام 2018 ان 81 في المائة من الاطفال بعمر 1-14 عام قد تعرضوا للعنف.تعرض 31 في المائة منهم للعنف الجسدي الشديد ويتعرض 79 في المائة من الاطفال للعنف النفسي العدائي المتضمن الصراخ واطلاق نعوت مهينة.

عكست وسائل الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي صورة اكثر وضوحا عن طبيعة العنف ووثقت للعديد من الحوادث التي مورس فيها العنف الشديد داخل الاسرة.

في القصص والشهادات التي رصدتها ووثقتها وسائل التواصل الاجتماعي يظهر ان معظم حالات العنف الذي تعرضت له النساء والاطفال هو عنف أسري تباينت فيه الضحايا ما بين اخت وأم وزوجة وزوج واطفال، فيما تباين الجناة مابين زوج وابن واخ وزوجة. كما تباينت أدوات العنف مابين حرق واغراق ونحر واستخدام قنابل يدوية وخنق بوسطة اسلاك وانتحار وضرب مفضي الى الموت ورمي من على السطح وقتل ببندقية. وغيرها من الادوات والوسائل التي تعكس بشاعة وشدة العنف والقسوة المفرطة في استعماله.وجميع الاعتداءات التي وثقتها وسائل الاعلام تعكس حالات العنف الشديد وتعبر عن اسوأ حالات العنف التي وصلت الى حد تصفية الضحايا وقتلهم.

 

الصمت عن  العنف

من النادر ان تتوجه النساء الى مراكز الشرطة او الى مؤسسات غير رسمية طلبا للمساعدة أو لتقديم شكوى

وغالبا ما تختار النساء التكتم على العنف وتحمله. وهو واحد من أهم المعوقات امام رصد العنف والاستجابة له والحد منه. و يعد الصمت عن العنف وعدم الإبلاغ عنه أو إنكاره واعتياده  ردود فعل سلبية غالبا ما تؤدي إلى استمرار حلقة العنف.

تتحمل النساء العنف ولاتبلغ عنه أو تطلب الدعم خارج نطاق اسرتها بسبب قيود الاجتماعية تفرض على المرأة الصمت وعدم فضح العنف  وبسبب القيم  غير المساندة لحقوق المرأة ولا تعطيها الحق في مجابهة العنف او اختيار استراتيجيات ايجابية لتجنبه و اعتبرته بدلا من ذلك حق للرجل، و بسبب انحياز المجتمع المحكوم بالثقافة الذكورية إلى جانب المعنف، الى الحد الذي يذنب فيه الضحية ويفرض عليها عقوبات اجتماعية في حال توجهت الى الشرطة وابلغت عن زوجها المعنف، وتشمل هذه العقوبات الحكم بنهاية العلاقة الزوجية( طلاق ضمني) والقاء المسؤولية على المرأة في كل ما تعرضت له من اعتداءات ووصمها ، وحرمانها من الحقوق كافة.

وبعض المعنفات يضطررن الى تحمل العنف واعتباره من الامور الحياتية الأعتيادية  خوفا من الطرد من المنزل، مع عدم وجود بديل وعدم توفر استقلالية حقيقية للمرأة عبر القانون مما  يؤدي الى استمرار تعرضها للعنف

وتتحمل المرأة التعنيف المستمر بسبب فقدانها الثقة بذاتها و المهارات اللازمة لايجاد حلول فعالة لمشكلاتها والقلق والاكتئاب الناتجة عن العنف الذي احبط قدرتها على اتخاذ القرار.

كما تتكتم المرأة عن العنف وتتحمله لقناعتها بعدم جدوى التظلم أو الشكوى في اطار غياب قانون يحمي النساء من العنف. وعدم وجود اليات واضحة ويمكن الوصول اليها وتشجيعها على الابلاغ عن العنف.وهو ما ادى الى افلات الجناة من العقاب.

 

الانتحار المرتبط بالاساءة والعنف

ولان التشريع العراقي النافذ لايمارس دور الرادع للعنف ولاينصف الضحايا، ولغياب برامج وخطط فعالة للاستجابة للعنف وحماية ضحاياه.

تلجأ النساء الى الانتحار بعد ان تنهار قدراتهن على تحمل العنف..ان معظم حالات الانتحار بين النساء التي يشهدها المجتمع بوتيرة متصاعدة هي ردود فعل على الاساءة والايذاء الذي تتعرض له المنتحرات سواء من الزوج او الاهل.

وقد بلغ مجموع حالات الانتحار المسجلة بين النساء في العراق  253 في العام 2019.

كما حظي مشروع قانون مناهضة العنف الاسري بدعم شعبي واضح بموجب استطلاع اجراه مركز البيان للدراسات شمل اكثر من 13 الف شخص، ايد  مايقرب من 89 في المائة من فئة المتعلمين بالعراق اقرار قانون مناهضة العنف الاسري، واعتبر 88 في المائة من المستطلعين  ان اقرار القانون يمكن ان يحدث أثرا ملموسا في مجال حماية النساء والاطفال وكبار السن من العنف الذي قد يتعرضون له داخل الاسرة.

ثمة رهان   على ان الحل يكمن  بوجود قانون يحمي المرأة من العنف  غير ان هذا القانون بحد ذاته غير كاف مادمنا نعيش في اطار بنية ثقافية وواقع يتصدر فيه العرف ويسبق القانون. وبالعودة الى مسودة قانون الحماية من العنف الاسري نجد ان  الارادة التشريعية في القانون تتجه الى جماية الاسرة وليس المرأة نحن نحتاج الى قوانين تحمي النساء في كل مكان وفي كافة مراحل حياتهن عدم تخصيص القانون للمرأة هو بحد ذاته فجوة قانونية وتضمين اشخاص اخرين في القانون هو تشتيت وبعثرة للقضية الاساسية.

ان جميع المبادرات ومشاريع القوانين والسياسات والخطط  جاءت من خلال مبادرات ومقترحات من منظمات المجتمع المدني  الدولية منها والمحلية وهذا يعني ان ذهنية صانع القرار في العراق لم تتوصل الى ان هناك مشكلة يجب التصدي لها مما ادى الى ان تصطدم هذه المشاريع والاجراءات بذهنية صانع القرار

ينبغي أولا ان نعمل على تجهيز الواقع وتهيئة بيئة ثقافية من خلال العمل للوصول الى دولة مدنية مبنية على قيم حديثة تؤسس لحقوق النساء تضمن نجاج وانقاذ هذا القانون وال اسيكون قانوناً مهجوراً (نظرية القوانين المهجورة) ولن تستفيد منه النساء

ينبغي التركيز على تغيير السلوكيات والنظم المشجعة للتمييز والعنف ضد المرأة /القائم على النوع الاجتماعي والعمل على تغيير القيم السائدة عن النوع الاجتماعي اذا ما أردنا الوقاية من العنف والتقليص من آثاره على المرأة وعلى الأسرة والمجتمع. فمثل هذه القيم تبخس قيمة الضحايا  مما يوفر المبررات والمسوغات لارتكاب العنف ضدهن.

نحتاج الى تطوير آليات لخلق فرص للضحية للإبلاغ عن العنف وان نعيد  توجيه المشاريع العاملة في قضايا النوع الاجتماعي بشكل  يضمن وجود الرجال في كافة البرامج ودفعهم لتبني هذه القضية والعمل عليها.  من الضروري اطلاق حملات توعية وتثقيف تستهدف القواعد الشعبية وقيادات المجتمع المحلي تهدف الى ثني الافراد على اتيان ممارسات ضارة بالمرأة وتؤدي الى  تغيير فعلي في السلوكيات التقليدية التي تنطوي على تمييز ضد المرأة.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

*باحثة اكاديمية معنية بشؤون العنف ضد المرأة

الهوامش: الاستراتيجية الوطنية لمناهضة العنف ضد المرأة ص27

المصدر السابق نفسه

 

-*----------------

 

ثلاث قصائد كردية  لغالب جميل *

ترجمة: حسن سليفاني **

عُريُ الألوان

في ذلك المساء الذي فيه وجهك في عيني ابتسم

كانت المدينة تلتقط أنفاسها

كل الأشياء كانت حبلى

تراودها آلام ميلاد جديد

الشوارع  كانت تسرق ضيق الأزقة

جسد الشتاء عاريا

كان يلاحق الألوان

كانت أحلامي قد اغتربت من الالوان

الزمن

كان رحلة عبثية

يغرق في  أمواج الجفاف

كانت روحي مقبرة الرغبات المخبوءة

حين غدت عيناك في قبور الرغبات

نرجسا

كانت جثتي خراب حرب

عَلمٌ ما كان قد فقد بريقه بين يدي

كنت قد غدوت ضعيفا

لذا لدى مجيئك

مااستطتُ المقاومة

في ذلك المساء

الذي نامت الشمس في الغيوم

كنت قد تركت أصابعي للريح

للمطر

كنت قد أعطيت اسمي ثمنا للخبز

من اجل البقاء

حينما وقع سحر ضحكك علي

كل عرشي إهتز

ونبع العشق منه

غدوت اكبر ذنب للكون

والتصقت بي

ذات صباح خريفي بارد

ولما يزل النوم لم يفارق

جوانب جسد المدينة / ولما يرفع الليل تماما أطرافه

زلزال القدر

أخذني من أحضانك

منذ ذلك الحين

وأنا ابحث عنك.

الحياة عجوز متعبة

في مساءِ أحلامي

كنتُ على موعد مع الرحيلِ

قبل أن ارسل الرسالة الاخيرة اليك مشاعري غدت ذنوبا

أصابعي أعدمتِ القلمَ

كل الذكريات غدت لوحات تراجيدية

على جدران غرفتي

حرارة دم المدينة

كصمت بركان كان

أمواج البحر قد غدت بحرا هائجا

تبتلعُ سُفُنَ الرغباتِ

كم أحبكِ

تعالي مع عري الخريف ِ

نرقصُ  للموتِ

لنجدد العشق للميلادِ

لهذا الوجودِ مدى قصير

وطريق طويل

الحياة عجوز متعبة

تلقي باللعناتِ  على سارقي القضية

تنحرف من نفسها وتغدو غجرية عصرية

تقف في منعطفات الطرقِ

ككل يوم تولد من جديد عدة مرات

تموت يوميا بعدد تلك المرات

حينما تغدو فقاعات المطر

سيولا في الطرقات

مخاضات العقمِ تداهم المدينة

لاشىء يولد ولاشىء يموت

لا أنت تأتين ولا أنا أذهب

كم أحبكِ وأحب الموت

حينما نال الخوف من شرايينِ عشقنا

في الشتاء الذي كنا فيه أنا وأنت نُدفِىءُ جراحنا الباردة

بِأجسادِ الخشب العاري.

في حضن الليلِ

كنا ننطلقُ صوب مديات عالم آخر.

 

موعدُ نرجسة

عندما كانت أمواج صوتك

في أُذنَيَ تغدو موسيقى للمشاعرِ

مخاضات العشق كانت

كالبركانِ في كياني تنصهرُ

أصابعي كانت حيَوات هاربة

تخَبئ نفسها في شَعرِكِ

ويداك عنكبوتانِ فوق صدري يلعبان

في تلك الليلة الباردة

التي فر القمر خلف الغيوم ِ

مع النجومِ

قطرات مطر شتائي

بلا استئذان كانت تأخذ رسائل المسافرين

في قطارِ العشقِ

وماكانت تتوقف في محطتي

لأن مساءاتي

كانت أسرار قامة نرجسة

تجننُ قصائدي

والهمومُ كانت عنوان الضياع

فوق وجه الظلامِ

قد غدت لوحات موت

ترقصُ على جدرانِ غرفتي

كانت قد نالت من كل رغباتي

لذا كان جسدي خريفا عاريا

قد غرق في حضن عمرهِ

عيناكِ فقط كانتا قد غدتا

في تلك الليلةِ

مَلِكا.

ــــــــــــــــــــــــــــــــ

*شاعر كردي من دهوك.

**شاعر ومترجم، رئيس اتحاد الادباء الكرد في دهوك.

---------------

 

رأي

الدراسة العليا وابحاث الدكاكين!

د. صالح الصحن

ليس بمحض الصدفة، ان يتم الإجماع، على  تسمية الدراسة التي تلي المرحلة الأولية بالدراسة العليا، فهي بوصفها منهجا تعليميا أكثر عمقا وسعة، في إطار البحث والاكتشاف والتحليل وقراءة كل ما يتعلق بالفكرة والمادة والموضوع المختار برؤى فلسفية، وما تنطوي عليه من مشكلة البحث واهميته وهدفه وحدوده، وكذلك المطلوب في التوصل الى  إبراز النتائج للخروج بأفكار واكتشافات جديدة ومفاهيم وتجارب تطبيقية متفردة ورائدة في الحقل البحثي، مع الاشتراط ان تكون متوافقة مع مستويات ثقافة وعلوم وحضارة المجتمع وتطلعاته دون التطلع إلى أهداف ذاتية وشخصية لاغراض الترقية وزيادة المنافع المادية، فالدراسة العليا، فرصة لتشغيل المساحات الراكدة في حقول المعرفة، والعلوم المتعددة، وهذا ما يتطلب اختيار مواضيع وقضايا في العلم “الطب والهندسة والفيزياء والفلك والفضاء والكيمياء والاحياء والتقنيات بكل انواعها، وكذلك ميادين المعرفة بمختلف اجناسها وفي الفكر والجمال والفلسفة والفضاء مع تعدد الاختصاصات الإنسانية في الاداب والفنون وعموم الثقافة الجمالية، وفي غاية الأهمية، وبمستوى يتلاءم مع قيمة البحث المتقدم، اما ان نختار مواضيع” فنية” مثلا، لمنجزات ابداعية أو لقراءات نقدية  معينة، ومعالجات ابداعية حديثة، في السينما أو المسرح أو التشكيل “رسم” نحت “خزف”كرافيك” او التصميم، او الموسيقى وغيرها، وبطريقة  بسيطة ومسطحة وخالية من العمق العلمي والفلسفي، وجافة من حيث البناء الشكلي والوظيفي، وفاقدة للابعاد الفكرية والجمالية، او ان تكون نتاجا لكتابة المكاتب والدكاكين المروجة لها مقابل ثمن، بما يجعلها ملوثة، لا طهر فيها ولا وضوء، فهذا يعني، ان مثل هذا الاختيار لن يضيف للعلم والمعرفة شيئا مهما، وحدوده لن  ترتقي إلى مستوى الماجستير أو الدكتوراه، بل لا تصلح حتى لمستوى مقال تقليدي أو بحث اصولي في مجلة محكمة، من دون الاعتماد على عدد الصفحات، وحجم الكتابة، وإنما هي دراسة، تعبر عن مدى القدرة المعرفية العالية والمهارة  في امكانية التصدي ومعالجة المشكلات الحقيقية التي تعاني منها الحقول العلمية والمعرفية والتطبيقية، مع مناقشة الافكار والمفاهيم التي وردت في الدراسات السالفة وبيان الموقف ازاءها، مع تجنب الاعادة والتقليد والاجترار، واخيرا، وليس باختصار شديد، نريد بحوثا ودراسات ترفع مستوى التفكير والخلق والابتكار،  وتذهب  بالواقع إلى أفضل حدود التصور مع تشغيل منظومة  الخيال التي تذهب إلى آفاق بعيدة في الرؤى المستقبلية لتطوير الحياة بكل مفاصلها وميادينها، والارتقاء في خلق أنظمة عمل متطورة في خدمة الإنسان وسعادته، نسعى لإنتاج بحوث وعمل دراسات  ترصد وتبحث، وتحلم، وتفكر، وتطور كل ما هو متدني وساذج ومتخلف، وترفعه إلى مستوى مذهل في تحريك منظومة  الدوائر العقلية المسندة بيقظة الضمير والتربية الاخلاقية، الناهضة للبناء الحديث الذي يتطلب  الأدوات التي تنقب وتحفر وتحل وتربط وتنسج وتحلل وتفسر وتؤول وتهشم وتقبل وترفض وتتحفظ، وتنتج ما هو أنفع وإجدى للحياة وميادينها الواسعة ومعضلاتها الجمة.. نتطلع الى  بحوث ودراسات عالية الشأن من حيث الفكرة و اهمية الموضوع المختار وطريقة واسلوب الكتابة ومنهجية البحث، وليس نسخا ولصقا  من جيوب ممزقة..

 

الصفحة الثانية عشر

 

قلب البصرة لم يعد نابضاً بالحياة!

البصرة – طريق الشعب

العشّار.. قلب البصرة النابض بالحيوية والعمل نهاراً وليلاً منذ عشرات السنين.. من لا يعرف هذا القلب أو يتغنى به؟!

لم يزر أحدٌ البصرة إلاّ وتجوّل بين أزقة مركزها العشار وشوارعه وأسواقه، بدءا من البجّاري وشارع الكويت وأسواق المغايز والبنات والخضّارة وصولاً الى الداكير.. كلّها أماكن كانت تعجّ بالحياة في النهار، حركة دائبة لا تهدأ أبداً. وفي الليل تشع الأضواء ويتعالى صخب الحانات والنوادي والسينمات والبسطات وعربات الباعة المتجولين!

دورة الحياة هذه مستمرّة بكل أشكالها منذ عشرينيات القرن المنصرم، مروراً بأحداث ومواقف وانتفاضات وإضرابات وحكايات كثيرة، حتى الحرب العراقية - الإيرانية بسنواتها الثماني المتلفّعة بالموت والخوف والقلق. حيث كان العشار محطة استراحة للجنود.. وقود الحرب القادم من سواتر النار والدم!

ثم في سنوات التسعينيات، حيث الحصار الذي بدأ ينخر الجسد العراقي شيئا فشيئا، لتكملها سنوات الفساد والطائفية والمحاصصة المقيتة بعد 2003، فيُهمل قلب البصرة هذا ويتحول جمال اللوحة التي سحرت الرحالة والمستشرقين والسائحين إلى قبح وخراب!

مجارٍ طافحة، روائح عفنة، قمامة وأزبال، جرذان صغيرة وكبيرة.. كل ذلك يملأ اليوم شوارع العشار وأزقته. عشوائيات في كل شيء من الإبرة حتى السيارة الكبيرة، تزاحم لا يوصف إلا بالفوضى.. تلك الفوضى التي حوّلت هذه الأماكن التي كانت تزهو جمالاً وبهجةً وموسيقى وقلوبا متآلفة محبّة لبعضها، إلى هرج ومرج لا يوصفان!

حين تدخل العشار من جهة ساحة أم البروم، التي دُمِرَ ما فيها من معالم فنية وأزهار لتصبح عبارة عن حفر ونفايات مبعثرة، والتي بات «تمثال العامل» ينظر إليها كئيباً متحسّراً على جمال تلاشى بفعل الفساد والإهمال، تجبرك المجاري الطافحة على أن تعبرها بحذرٍ، خوفاً من أن تطمس قدماك فيها!

اختفت السينمات وحلت بدلها محال لبيع الملابس والأدوات المنزلية وما شابهها، مثلما اختفت محال التسجيلات لتُفتح بدلا عنها أبواب محال لبيع «حاجة بألف»!

القمامة ومخلفات الدكاكين والبسطات من كرتونات وأكياس، تتطاير أمام ناظريك، يزاحمك الراكب والماشي وصاحب العربة والدرّاجة النارية والتكتك، فتمشي حذراً من أن يصدمك أحدهم ويتركك على قارعة الطريق تتألم وحيدا!

لا تتعجب من كل ما ذكرته أيها القارئ العزيز، فأنا حتى الآن تحدّثت عن جانب واحد من العشّار ولم أعبر إلى الصوب الثاني، لأن ذلك يحتاج إلى حديث آخر، ولكل مكان منه حكاية!

العشّار ذلك القلب النابض بالحركة والجمال صار صاخبا بكل شيء، لن تفهم منه شيئا، للأسف!

 

المثنى تحتفي بشاعرها المغترب خالد الخضري

السماوة – عبد الحسين السماوي

احتفى اتحاد الأدباء والكتاب في المثنى بالتعاون مع البيت الثقافي في السماوة، السبت الماضي، بالشاعر المغترب خالد العامري الخضري، وذلك بحضور جمع كبير من الأدباء والمثقفين ومتذوقي الشعر.

أدار جلسة الاحتفاء الشاعر الكبير المغترب يحيى السماوي، وافتتحها قائلا: “أنا والمحتفى به صديقان منذ عقود. عملنا معا، لسنين طويلة، في إذاعة (صوت الشعب العراقي) المعارضة لنظام صدام، خلال إحدى أصعب وأخطر فترات القمع الوحشي التي عاشها العراقيون ابان النظام الدكتاتوري المباد”.

وأضاف قائلا، أنه “بعد فراق قسري دام أكثر من ربع قرن، عاد الشاعر الخضري إلى أهله ومحبيه. فأشرقت عليّ اليوم شمس صديقي الحبيب، والمناضل العتيد والوطني إلى حد النخاع”، موضحا أن “الخضري هجر العراق بعد تعرضه لملاحقات جلاوزة النظام المقبور، كونه شيوعيا وشاعرا وطنيا تغنى بحب العراق وشعبه، ورفض ما يقوم به النظام من قمع وقتل للوطنيين المعارضين له”.

الخضري، وهو من مواليد عام 1954 في قضاء الخضر، تحدث في الجلسة بشكل موجز، عن مسيرتيه الحياتية والشعرية. ثم ألقى مختارات من قصائده، منها “يمه يا وحيد يا غايب” التي غناها المطرب الراحل فؤاد سالم، و”لوليله يا روحي الحزن لوليله”، و”شفت النواب بيده كتاب”، وغيرها من قصائده التي ضمتها صفحات دواوينه الشعرية الأربعة. 

وفي الختام، قدم رئيس اتحاد الأدباء والكتاب في المثنى د. عزيز الموسوي، لوحا تقديريا باسم الاتحاد للشاعر خالد الخضري.

 

بنسختها السابعة توزيع جائزة الإبداع العراقي 

متابعة – طريق الشعب

وزعت وزارة الثقافة والسياحة والآثار، السبت الماضي، جائزة الإبداع العراقي بنسختها السابعة 2022، على الفائزين بها، وذلك في حفل أقامته على قاعة المركز الثقافي النفطي في بغداد، بحضور رسمي وثقافي وإعلامي.

وحصد جائزة حقل الشعر الشاعر محمد تركي النصار عن عمله “الخروج على متردّم الكلام”. فيما ذهبت جائزة حقل الرواية إلى الروائي عبد الستار البيضاني عن عمله “دفوف رابعة العدوية”. 

أما جائزة حقل الترجمة فقد قطفها المترجم فلاح رحيم، وذلك عن عمله “الأمثولة والتأويل”، وجائزة حقل الدراسات اللسانية كانت من نصيب الباحث الأكاديمي مؤيد آل صوينت عن عمله “لسانيون ومجسات التلقي”.

وذهبت جائزة حقل دراسات التراث الشعبي إلى الباحث جبار عبد الله الجويبراوي عن عمله “معجم الأهوار”. بينما قطف جائزة حقل الخط العربي والزخرفة الفنان زياد المهندس.

ووزع الجوائز على الفائزين، وزير الثقافة د. أحمد فكاك البدراني.

هذا وتخللت الحفل فقرات موسيقية وغنائية قدمتها الفرقة الوطنية للتراث الموسيقي العراقي بقيادة المايسترو علاء مجيد، ولوحات راقصة أداها طلبة من مدرسة الموسيقى والباليه.

 

 

جمعية المهندسين العراقية تحتفل بذكرى إنشاء بنايتها

بغداد - طه رشيد

أقامت جمعية المهندسين العراقية السبت الماضي على قاعتها في بغداد، احتفالا في مناسبة الذكرى 75 لإنشاء بنايتها.

وبحضور حشد من أعضاء الجمعية وأصدقائهم، استهل رئيس الجمعية المهندس الاستشاري رياض كتاب الجليلي، الاحتفال بكلمة سلط فيها الضوء على بدايات تأسيس الجمعية منذ العام 1938، بنخبة من المهندسين، وذلك بموجب قانون الجمعيات لسنة 1922، موضحا أن الجمعية باشرت نشاطها عام 1940، ووقتها انتخبت هيئتها الإدارية الأولى، التي تألفت من 9 أعضاء.

وأوضح أن أولى خطوات بناء مقر للجمعية كانت في العام 1945، بعد حصولها على قطعة أرض في “محلة السعدون” مساحتها 2803 أمتار مربعة.

وقدم الجليلي عرضا بالصور لعمليات الترميم والتطوير التي طرأت على بناية الجمعية منذ إكمال إنشائها عام 1948 حتى اليوم. وألقى الضوء على أعمال الترميم الأخيرة التي جرت في المبنى، وعلى الأعمال التي سيتم إجراؤها لاحقا. فيما تحدث عن الدور الريادي للجمعية في تقوية الأواصر بين أعضائها، وعن مكانتها المرموقة بين المهندسين من جهة والجمعيات والمنتديات المهنية من جهة ثانية.    

وكانت لنائب رئيس الجمعية المهندس علي العلاق كلمة تطرق فيها إلى التحديث الأخير الذي شهدته بناية الجمعية وحدائقها، والذي تم بالتعاون مع البنك المركزي العراقي ورابطة المصارف الخاصة العراقية عبر “برنامج تمكين”.

ولفت العلاق إلى أن عمليات التحديث الأخيرة للبناية، تضمنت نصب شاشة عرض كبيرة داخل الحديقة، لبث البرامج الترفيهية والتثقيفية أمام مرتادي الجمعية من الأعضاء وعائلاتهم وأصدقائهم.

 

 

«دجلة» فيلم عراقي – إيطالي قيد الإنتاج

بغداد – وكالات

ذكر موقع “ياهو” الإخباري الأمريكي، أن المخرج العراقي الايطالي حيدر رشيد يستعد لإنتاج فيلمه الجديد “دجلة”، وذلك بعد عام على نيله جائزة أفضل مخرج في مهرجان البحر الأحمر السينمائي، عن فيلمه “أوربا”.

وأوضح التقرير الذي ترجمته وكالة أنباء “شفق نيوز”، ان حيدر يحاول في فيلم الاثارة الجديد استكشاف موضوعات الهجرة والمقاومة والثورة والهوية من خلال قصة حب بين اثنين من راقصي موسيقى “الهيب هوب” في بغداد، مشيرا الى إن الفيلم يتناول ايضا قصة شاب عراقي يسعى الى عبور الحدود بين تركيا وبلغاريا، فيجد نفسه ملاحقا من قبل جماعات مسلحة.

ونقل التقرير عن رشيد قوله أنه يسعى في فيلمه إلى نقل صورة عن الجيل الشبابي العراقي الذي ولد قبل 2003 بقليل أو بعدها مباشرة، والحديث عن حياتهم ونضالاتهم التي هي جزء من نضالات الشباب في جميع أنحاء العالم. 

وتابع أن قصة الحب في الفيلم تجري على خلفية سلسلة تظاهرات يقودها الشباب اعتراضا على نقص الخدمات الاساسية والامان وانتشار الفساد في البلد، مبينا أنه يطرح الفكرة بالاستناد إلى موسيقى “الهيب هوب”.

ولفت رشيد إلى أنه يفضل “الهيب هوب” كإحدى وسائل التعبير الثوري، موضحا أن “الرقص وموسيقى الراب وفن الكتابة والرسم على الجدران، من وسائل التعبير عن الثورة. وهي سريعة في نشر المفاهيم الثورية”.

وبحسب التقرير، فإن رشيد كتب سيناريو الفيلم بمساعدة سونيا جيانيتو. وقام الاثنان بمتابعة الخطوات الاولى لاختيار الفريق. فيما تولت سونيا مهمة إدارة الإنتاج، مشيرا إلى أن الفيلم سيتم انتاجه من خلال “شركة راديكال بلانس”، وهو يعتبر فيلما عراقيا - ايطاليا مشتركا.

ويأمل رشيد استكمال إنتاج الفيلم في غضون 18 إلى 24 شهرا.

 

(( مفردات البطاقة التموينيّة والقطّارة ))

عبد السادة البصري

مفردات الحصّة التموينية أصبحت تأتي بالقطّارة ، بين حين وآخر يرسل لك الوكيل مادّة غذائية  ويُخبرك أنّها من مفردات الشهر كذا ، حيث صرنا لا نعرف ما الذي استلمناه في الشهر الماضي والشهر الحالي . هذا ما أسمعه كلما صعدت الى باصات الأجرة ، أو جلست في مقهى ، أو ألتقيت الآخرين في مناسبة ما. حينها اتذكّر  انني في ستينيات القرن الماضي كنت أشاهد أبي كل شهر وبعد استلامه الراتب، يذهب الى محلّ بيع المواد الغذائية ــ كان لكل عائلة في ذلك الوقت دكّأن خاص تتعامل معه، وكان الرجل الذي نتسوق منه (الراشن) كلّ شهر هو جاسم محمد جوهر -  و(الراشن) هو احتياجات البيت من المواد الغذائية بكل أنواعها .

أذكر أنّه كان يأخذني معه وتحديداً في السبعينات لأساعده في جلب (الراشن) من دكّان (ابن جوهر) ، لم نشعر وقتها بالحاجة لشيء لأن الحصّة التي يشتريها أبي تكون كافية جداً، وإذا نقصت مادة ما نذهب لصاحبنا (ابن جوهر) ونشتريها، بالدَيْن طبعاً، لأن الحساب يكون بعد استلام الراتب القادم دائماً !

مرّت الستينات والسبعينات على هذا النحو، وجاءت الثمانينات بحربها التي لا معنى لها سوى نزيف الدم والخراب الذي عمَّ مدينتي ومدناً أخرى، ونزوحنا القسريّ بعيداً عن بيتنا الأول !

وجاءت التسعينات بحصارها المفروض تآمراً من النظام الفاشي المقبور مع مَنْ ادّعوا محاصرته ، فقد كان حصاراً على الشعب المسكين المأخوذ بالنار والحديد . وهنا جاءت فكرة البطاقة التموينية التي أنقذت بعض العوائل من غائلة الجوع والعوز للمادة الغذائية ، التي رغم شحّتها وارتفاع سعرها آنذاك ، لكنّها كانت تسدّ بعض النقص الحاصل في احتياجات البيوت! ورغم ما لها وما عليها، كانت العوائل تنتظرها بفارغ الصبر، وهناك مَنْ كان يبيع حصّته من السكّر مثلا ليؤمّن حليباً لأطفاله الرضّع، وآخر يبيع الشاي ليشتري علاجَ مرضٍ مزمن ، وهكذا دواليك!

وحينما سقط النظام الفاشي غير مأسوف عليه استبشر الناس خيراً ، وانتشرت أخبارٌ حول البطاقة التموينية وما ستحتويه من مواد وصلت إلى أكثر من 41 مادة غذائية!

لكن الفرحة لم تدم، كما نعلم وتعلمون.

واليوم نستلم في شهر الطحين فقط، وفي آخر الرز والزيت ، وفي ثالث السكّر دون بقية المواد، إضافة إلى استقطاع مبلغ عن كل فرد يستلمه الوكيل،  والأدهى ما سمعناه ونسمعه عن فساد هذا المسؤول وجلبه مواداً منتهية الصلاحيّة، وسرقة ذاك المسؤول مبالغ الحصة بصفقات مشبوهة وتهريبها خارج البلاد، الامر الذي يصيب الناس بمزيد من القنوط !

ونبقى بين مدٍّ وجزر، ونوشك ان ننسى ان البطاقة كانت يوما الركن الرابع بين المستمسكات الرسمية المعتمدة للمواطن!