اخر الاخبار

الصفحة الاولى

موازنة 2023.. رهينة صراع المتنفذين

بغداد – طريق الشعب

قال نواب ومراقبون، ان القوى السياسية المتنفذة “صدعت رؤوسنا” قبل تشكيل الحكومة الحالية بان مصير البلد مالياً مرهون بتجاوز عقبة حكومة تصريف الاعمال، وضللت الناس بأنه في حال عدم تشكيل حكومة جديدة، لن تكون هناك رواتب ولا عمل ولا كهرباء ولا ماء، في محاولة لخداع الشعب، وتمرير كابينة وزارية وفق مقاسات الكتل المتنفذة المتحاصصة.فيما اعتبر معنيون، ان تداعيات تأخر إقرار قانون الموازنة العامة للعام 2023، من شأنها ان تخلق المزيد من العراقيل امام اصلاح الوضع الاقتصاديوتعزيزالفساد في البلاد، خاصة بعد الازمة الاقتصادية التي مر بها العراق جراء انخفاض أسعار النفط.

 

غياب التفاصيل!

ويُشير عضو اللجنة النيابية البرلمانية جمال كوجر، الى عدم اطلاع أعضاء لجنته على تفاصيل مسودة مشروع قانون الموازنة الجديدة، مردفا ان “الملف يعتبر قضية حصرية داخل لجنة في مجلس رئاسة الوزراء، ولم تصل الى مجلس النواب أي تفاصيل بشأنها”.

وعن أسباب التأخير، يبرر كوجر في حديثه لـ”طريق الشعب”، ذلك بـ”عمر الحكومة القصير، والتي تشكلت في وقت متأخر، كما ان النفط يشهد تذبذبا في أسعاره، مع وجود خلافات بين الإقليم والعاصمة بغداد بشأن بعض البنود في الموازنة”.

تعزيز لمنظومة الفساد

من جهته، يقول أستاذ العلوم السياسية الدكتور عامر حسن فياض لـ”طريق الشعب”، ان “قانون الموازنة المالية هو استحقاق وطني واجب التشريع سنويا، وان أي تخلف او تأخير في اقراره دليل على عدم احترام القوانين والمبادئ الوطنية خاصة تلك المتعلقة بحياة المواطنين واقتصاد البلاد”، محملا “مجلس النواب والجهات المتنفذة مسؤولية المماطلة والتأخير في إقرار الموازنة”.

وعن تداعيات التأخير في إقرار الموازنة يفيد الدكتور فياض بان “الاستمرار في ذلك يؤدي الى خلق المزيد من المعرقلات امام عمليات الاستثمار، وبالتالي جعل اقتصاد البلاد استهلاكيا غير منتج، إضافة الى تعزيز عمليات الفساد التي تهيمن على كافة قطاعات الدولة”.

ويؤكد ان “استمرار الجهات المعنية في مماطلتها بإقرار مشروع قانون الموازنة دليل على سعيها بتجاه تعزيز منظومة الفساد وعدم اكتراثها لمتطلبات المواطنين والعمل بمسؤولية حس وطني، يصب في مصلحة الجميع”.

 

صراع المغانم.. يؤخرها

بدوره، لا يستبعد الخبير الاقتصادي أحمد خضير إمكانية تأخر إقرار الموازنة الى مطلع شهر نيسان من العام المقبل.

ويقول خضير في حديث لـ”طريق الشعب”، إنّ “الحكومة لن تتمكن من ارسال مشروع القانون الى مجلس النواب، قبل بداية العام الجديد”، مشيرا إلى ان “المناكفات بين المتنفذين والصراع على المغانم يعرقل إقرار القوانين ذات الأهمية البسيطة، فكيف الحال والحديث عن الموازنة”.

ويضيف أن “النقاشات داخل مجلس النواب قد تستمر طويلا لوجود كمية هائلة من الوعود التي اطلقتها الحكومة والجهات السياسية للمواطنين، وعدم الإيفاء بها يسبب مشكلة كبيرة للجميع”، كاشفا عن ان “المعلومات المتوفرة تفيد مبالغ الموازنة سوف تتراوح بين 130 ـ 140 ترليون دينار مع تحديد سعر برميل النفط بحدود 65 دولارا”.

ويتابع أن “70 في المائة من الموازنة سوف تخصص للتشغيلية، فيما المتبقي منها يذهب الى الاستثمارية ما يعني عدم إمكانية إيجاد حلول لمشاكل قطاعات الخدمات والكهرباء والصحة”، منوها بأن “أموال الموازنة الاستثمارية خصص منها 17 في المائة فقط الى المحافظات والباقي الى الوزارات، ما يعني ان المحافظات التي لا تملك موردا اخر مثل البترودولار والكمارك ستعاني من قلة المشاريع”.

 

ملف شائك

وفي السياق، يقول الخبير الاقتصادي مصطفى حنتوش، ان “موضوع الموازنة من الملفات الشائكة حاليا، كونه مرتبطا بسعر النفط، الذي يشهد تذبذبا حاليا”، مشيرا إلى ان “هذا أحد التحديات التي تقف امام إقرار الموازنة”.

ويضيف حنتوش في حديثه لـ”طريق الشعب”، أن “فائض خزينة الدولة يقدر بأكثر من ثلاثين تريليونا، بينما الموازنة التي تسبقها تقدر قيمة الفائض فيها بمئة وسبعين تريليونا”.

ويشير حنتوش إلى انه “لا توجد مشاريع استثمارية جديدة، وهذا يعد خطأً كبيرا”، متوقعا ان تشهد أسعار النفط تذبذبا أكبر في العام المقبل، وبالتالي فان ذلك يفرز تلكؤا ملحوظا في المشاريع الاستثمارية التي من المحتمل أن تعمل عليها الحكومة بعد إقرار الموازنة.

ويقترح المتحدث أن يجري “حفظ الموازنة في صندوق استراتيجي تحت اشراف وزارة التخطيط”، لكنه يردف كلامه بأن هذه الوزارة “تحاول مجاملة الأحزاب والمسؤولين والشخصيات السياسية لأجل منح بعض المحافظات مشاريع خاصة على حساب الخزينة العامة”.

ويحذر من أن “ادخال البرنامج الحكومي في الموازنة يشكل تعقيدا، كونه يتضمن خمسمائة ألف قطعة ارض، مع العديد من الملفات الأخرى التي تحتاج الى تمويل كبير”.

وفي ختام حديثه، يخلص حنتوش الى القول “ننتظر اقرار الموازنة، فمن المتأمل ان تمرر عبر البرلمان قبل الشهر الثالث من العام 2023، بسبب خلافات كثيرة وصراعات بشأن الفائض في الموازنة”.

---------

 

راصد الطريق

من يضع حدا للمتاجرة بالبشر؟

رغم تحذيرات المختصين في حقوق الانسان من اتساع ظاهرة الاتجار بالبشر عندنا، بقيت اجراءات التصدي الحكومي للظاهرة دون المستوى .

واستغلت مافيات المتاجرة ضعف القانون وعدم تنفيذه للترويج لبيع الاعضاء البشرية طواعية مقابل مبالغ زهيدة، بل واستغلت عصابات الجريمة المنظمة الفرصة لزيادة عمليات الخطف والقتل، وكان آخرشاهد جثة رجل ملقاة في الحي الصناعي قرب مدينة بسماية، سُرق احد اعضائه.

وكان مجلس القضاء الأعلى قد نشر اعترافات عصابة تقودها امرأة، نفذت ٢٥٠ عملية متاجرة بالأعضاء البشرية، من خلال مواقع على صفحات التواصل الاجتماعي أنشأتها لهذا الغرض.

وواضح ان جهود الاجهزة الامنية في المتابعة غير كافية، خاصة وان الكثير من الاعضاء يتم تهريبها الى الخارج، طمعا في الارباح الفاحشة المستحصلة نتيجة رخص اسعار الشراء من الفقراء المحتاجين للمال.

ويتطلب نجاح المكافحة تنسيقا عالي المستوى بين حكومتي المركز والاقليم، للسيطرة على نشاط العصابات المستفحل.

ويستلزم القضاء على الظاهرة ايضا جهودا حكومية لمكافحة اسبابها، مع تكثيف الجهد الاستخباري وعدم اغفال جانب التوعية من طرف المؤسسات الصحية والاخرى المعنية بملف حقوق الانسان.

-----------

 

على طريق الشعب

إنقاذ الزراعة مطلب وطني مُلحّ

جاء في “ثامنا” من المنهاج الوزاري لحكومة السيد محمد شياع السوداني ان “الحكومة في هذا البلد تهدف الى تحسين وزيادة الإنتاج الزراعي وحمايته طبقا للخطط الزراعية والعمل على ضمان الحصة المائية للعراق، وفقا للمعايير الدولية والمصالح المشتركة، وتوزيع المياه داخليا بشكل عادل وتبني خطط ترشيد الاستهلاك المائي”.

واستعرض المنهاج في هذا الجانب عددا من الفقرات، وباستثناء الأولى منها التي شددت على وضع خطة مستعجلة لدعم المزارعين بهدف إنجاح الخطة الزراعية للموسم الشتوي الحالي (٢٠٢٢- ٢٠٢٣)، جاءت الفقرات الأخرى، كغيرها مما في البرامج الحكومية السابقة، من دون تحديدات ملموسة وخطوات عاجلة، خاصة في موضوع الجفاف وشح المياه الذي بسببه قلصت كثيراً الأراضي المزروعة هذا الموسم.

وقاد شح المياه أيضا الى جفاف مناطق واسعة بما فيها الاهوار، وأدى الى نفوق آلاف الحيوانات وهجرة السكان، الأمر الذي يتطلب علاجات آنية سريعة.

ويجري في المنهاج الحديث عن خطط طويلة الأمد لدعم الزراعة، ولتنظيم الموارد المائية وإدخال التكنولوجيا وحماية المنتوج المحلي وتأهيل المشاريع الزراعية المروية في وسط وجنوب العراق، لكن ذلك كله وغيره يتطلب سقوفا زمنية للتنفيذ، ويستلزم ادراجه في الموازنات الاتحادية، مع زيادة التخصيصات للقطاع الزراعي لتقترب نسبتها من عشرة في المائة، التي طالبت بها منظمات عالمية بضمنها منظمة الغذاء والزراعة الدولية (فاو).

وفيما تتفاقم مشكلة المياه يوما بعد آخر، جاء المنهاج مفتوحاً ويتضمن عموميات بشأن هذا الموضوع، وهو التحدي الكبير الذي يواجه العراق وينطوي على انعكاسات سلبية كبيرة على الامن الغذائي للبلد، فماذا سنفعل مع تركيا وايران؟ وهما الدولتان اللتان لم تستجيبا حتى الان لطلبات العراق جميعا.

ومعلوم ان التصحر والتملح يتوسعان، وان عمليات استصلاح الأراضي وصيانة الموجود منها لا يرتقي الى حجم المشكلة، وهو احد أسباب تدني إنتاجية الأرض.

وقد اثبت الواقع الراهن ان الآلية المستخدمة الحالية في وزارة الموارد المائية غير مجدية، وان التخصيصات المالية لا تفي بالغرض. ويتطلب الامر ايضا تدخل الدولة في عملية البزل، بما فيها المرتبطة بالمبازل الحقلية.

ومن المهم والضروري في الوقت ذاته التوسع في زراعة الصحراء، وتنظيم وتخليص الاستثمار من الفساد ومن تخصيص الأراضي للمتنفذين، وليس للمزارعين والفلاحين والمنتجين الفعليين.

وتحتاج الثروة الحيوانية الى خطوات سريعة لانقاذها، عبر توفير الاعلاف المدعومة والأدوية البيطرية وقبل هذه وتلك المياه، خاصة في الاهوار ومناطق جنوب البلاد الاخرى.

ثم ان تنفيذ اية خطط زراعية بنجاح يحتاج الى اشراك الفلاحين والمزارعين واتحاد الجمعيات الفلاحية، وتنمية وتحسين عملية الارشاد الزراعي وتوسيع نطاق العمل التعاوني، وهو ما لم يتضمنه المنهاج وحتى لم يُشر اليه.

ويظل مهما على جدول العمل وقف تجريف البساتين، ووضع حد للتمدد غير المخطط والمدروس للسكن على حساب الأراضي الزراعية والمساحات الخضراء.

وتتضمن حاجة القطاع الزراعي والمائي والفلاحون والمزارعون على نحو عاجل خطوات نذكر منها:

- اضطلاع الدولة بكامل مسؤوليتها في توفير الحصص المائية العادلة للعراق، والضغط بالوسائل السياسية والدبلوماسية والاقتصادية والتجارية لتأمين ذلك.

- وقف التمدد غير المدروس على حساب الأراضي الزراعية خاصة الأراضي الخصبة للزراعة.

- الشروع الفعلي بحملة وطنية لاستصلاح الأراضي ووقف التصحر والتملح والتغدق.

- توفير حماية فعلية للمنتج المحلي على وفق الروزنامة الزراعية، وتحسين وتطوير عملية الخزن والتسويق.

- توفير البذور عالية الرتب وعالية الغلة والتي تتحمل ظروف العراق، وبأسعار مدعومة، كذلك الأسمدة والمبيدات والمواد البيطرية.

- استمرار تسلم الدولة المحاصيل الاستراتيجية وباسعار مجزية، وتسديد المستحقات في وقتها، وضمان أنسيابية افضل للتسويق، والإسراع في الاستلام والفحص ومحاربة الفساد في هذه العمليات.

- تفعيل دور وزارة الزراعة في توفير المكائن ووسائل الري الحديثة وباسعار مدعومة ومجزية.

- التفكير الجاد في احياء مئات مشاريع الإنتاج النباتي والحيواني، المتروكة الآن والمهملة، والتي تغطي افضل واجود الأراضي الزراعية.

- الاعتناء بالريف عموما وتوفير الخدمات لسكانه وإعمار البنى التحتية فيه.

 

الصفحة الثانية

 

حريق الوزيرية.. إصابات جديدة بين منتسبي الدفاع المدني

بغداد ـ طريق الشعب

أعلنت مديرية الدفاع المدني، امس الأربعاء، ان فرقها تواجه انفجارات قناني العطور في موقع الوزيرية وتسجيل إصابات لدى عدد من منتسبيها.

وقالت المديرية في بيان طالعته “طريق الشعب”، ان “ فرق إنقاذ الدفاع المدني لاقت صعوبات كبيرة أثناء إعادة عمليات البحث والتفتيش الدقيق عن مفقودي حادث حريق الوزيرية للعطور ب‍بغداد بسبب تكرار حوادث انفجار قناني العطور التي تحمل غازاً سريع الاشتعال والخطر على عمل فرق إنقاذ الدفاع المدني”.

وأضافت: “حيث تتوالى سلسلة انفجارات العطور في الموقع ما أدى إلى احتراق عجلة انشائية نوع حفار مع تسجيل إصابة منتسبين من فريق البحث والإنقاذ التابع إلى مديرية الدفاع المدني تم نقلهم إلى المستشفى القريب لتلقي العلاج اللازم فيها وما زالت فرق إنقاذ الدفاع المدني تجاهد من أجل العثور على رفات المفقودين من العمال، بعد استئناف العمل مجددا استجابة لمناشدات ذوي الضحايا بإعادة أعمال البحث في الموقع، ولم تصل فرق إنقاذ الدفاع المدني الى رفاتهم حتى هذا الوقت”.

----------

كل خميس

البعد الطبقي لمزاد العملة

جاسم الحلفي

فرضت الأولغارشية هيمنتها على القرار السياسي بعد ان اكملت بناء طبقتها الاجتماعية المترفة، حيث سجلت ثرواتها أرقاما فلكية بفضل اعتمادها على اقتصاد الفساد واشاعته في المجتمع، وإعاقتها تبعا لذلك أية خطوة نحو تنفيذ أي توجه اقتصادي تنموي مستدام، مهما كان محدودا، وإغلاقها الطريق امام استنهاض البلد وإرساء استقراره. كذلك احكمت الأقلية المستبدة سيطرتها على السوق النقدية بشكل كامل، وإقامت بنية تحتية احتكارية للمصارف الاهلية التي يملك حصصها الأكبر شخصيات تحوم حولها شبهات فساد. كما انها نظمت علاقات تخادم مع طغمة الحكم، التي لم تتوانَ - مستغلة نفوذها بالسلطة - في دعمها وتأمين الحماية لها وانقاذ من يقع منها بيد العدالة، فتسهم في إطلاق سراحه وتخفف الاحكام التي يصدرها القضاء عليه. 

ولم تقف طغمة الحكم مكتوفة الايدي عند القاء القبض على كبار حيتان الفساد، مهما كان هول جرائمهم وبشاعتها، ومهما بلغ حجم المال العام الذي سطوا عليه ونهبوه، مثلما حدث أخيرا في سرقة القرن دون خجل ولا وخز ضمير، التي تحول اسمها الى صفقة القرن.

لقد طغت الاحتكارات النقدية ولم يقف استهتارها وهي تتحكم بمزاد العملة عند حد، حيث فرضت وجهتها التدميرية على الاقتصاد العراقي، وأبقت عليه اقتصادا احاديا لا يصنع ولا يزرع وانما يقوم على الاستيراد المجرد، بل ولم تسمح حتى بالإجراءات الترقيعية التي تحاول تزيين وجهة السلطة السياسية.

وتعاظم دور هذه الأقلية التي استبدت بالقرار الاقتصادي وتمكنت من القرار السياسي، واستطاعت احباط الادعاء الشعبوي الذي طالما ردده تحالف الإطار تنابزا مع خصومه، بإرجاع قيمة الدينار امام الدولار.

واوغلت الاولغارشية في استهتارها حتى اثبتت انها وحدها المتحكم بالقرار السياسي، بعد ان احتكرت القرار الاقتصادي، وجرّت قيمة الدينار نحو التدهور حتى بلغت 1520دنانير مقابل الدولار الواحد، بفرق كبير عن قيمته التي حددها البنك المركزي العراقي رسمياً في 19 كانون الأول 2020، وهي 1450 دينارا امام الدولار وفقاً لقانون الموازنة لعام 2021 التي أقرها مجلس النواب.

وعند التدقيق السريع في مبيعات الدولار في مزاد العملة للأسابيع الثلاثة الفائتة، وبحساب الفرق بين السعر الرسمي للدينار وما وصل اليه فعلا في الأسواق، يتضح ان المبالغ التي حصلت عليها الاولغارشية تجاوزت في قيمتها ضعف مبالغ سرقة القرن.

وهكذا أصبح مزاد بيع العملة منفذا لا لبيع وشراء الدولار، وانما لنهب الاموال العامة بصورة او بأخرى، ولرفع معدلات ربحية الاولغارشية وطغمة الحكم، وجعل ارقام ارصدتهم المالية فلكية يستحيل حصرها.

يتضح جليا ان الأقلية الأولغاشية لا تحترم حتى القوانين التي تشرع لمصلحتها، ولا تهاب سلطة هي المتنفذة فيها، ولا يردعها الغضب الكامن في افئدة الشعب، واتساع نسبة الفقر، وارتفاع اعداد الفئات الهامشية.

وليس هناك ما هو ابلغ مما قاله المفكر الشيوعي كارل ماركس في هذا الشأن: “ان تراكم الثروة في قطب واحد من المجتمع، هو في نفس الوقت تراكم للفقر والبؤس في القطب الآخر”. وبذلك تتسع الفجوة الطبقية في المجتمع، وتغيب العدالة الاجتماعية التي كانت وستكون أحد اهم القيم التي يسعى كادحو شعبنا وقوى اليسار الاجتماعي لتحقيقها. العدالة الاجتماعية التي هي ملهم الكفاح للخلاص من الاضطهاد والاستغلال، والتحرر من نير المستبدين، والتمتع بالحق في الحرية والمساواة والعيش الكريم.

-----------

 

إضراب المحاضرين يتواصل.. والمعلمون خارج المدارس

بغداد ـ طريق الشعب

تواصلت خلال الأيام الماضية احتجاجات المحاضرين في المجان امام مديريات التربية، مطالبين بتثبيتهم على الملاك الدائم، وشهدت اغلب المحافظات اضرابا عن الدوام للمحاضرين الذين يشكلون على الحكومة انها لم تعرهم أي اهتمام.

بغداد وذي قار

وتظاهر المئات من المحاضرين والاداريين، بالقرب من وزارة المالية وسط بغداد مطالبين بتثبيتهم على الملاك الدائم.

وقال مراسل “طريق الشعب”، ان “المتظاهرين اغلقوا الطرق المؤدية الى وزارة المالية، احتجاجا على تأخر إجراءات صرف مستحقاتهم المالية، وتثبيتهم على الملاك الدائم”.

من جانبهم، تظاهر الآلاف من المحاضرين المجانيين في محافظة ذي قار، امام مديرية التربية مع اغلاق بوابتها الرئيسية لليوم الرابع على التوالي.

وذكر مراسل “طريق الشعب”، ان المئات من المحاضرين واصلوا تظاهرتهم امام بوابة التربية الرئيسية وسط مدينة الناصرية لليوم الرابع على التوالي، مطالبين بالتثبيت على موازنة 2023.

واشار الى ان الاضراب عن الدوام في المدارس مستمر الى اشعار اخر، ضمن موقف موحد يأتي في اطار الضغط على الجهات المسؤولة لحسم امرهم اسوة بعقود وزارة الكهرباء.

 

واسط والبصرة

واغلق المئات من المحاضرين في محافظة واسط، مبنى مديرية التربية، مطالبين بتحويلهم على الملاك الدائم.

وأشار مراسل “طريق الشعب”، الى ان المحاضرين نظموا مسيرة كبيرة طافت شوارع مدينة الكوت للتأكيد على مطالبهم، منوها بنصب المحاضرين سرادقات للاعتصام قرب بوابة المديرية، للتأكيد على استمرارهم في التصعيد لحين تحقيق مطالبهم.

وطالب العشرات من المتعاقدين مع جامعة واسط الحكومة المركزية بإكمال إجراءات تحويلهم إلى عقود وزارية وفق قرار 315.

واكد المتعاقدون خلال وقفة احتجاجية انه مضى على التعاقد معهم في الجامعة أكثر من 10 سنوات، من دون أن يتم إنجاز إجراءات التحويل الخاصة بهم، ملوحين بإجراءات تصعيدية في حال عدم الاستجابة لمطالبهم، أسوة بباقي الشرائح.

وفي البصرة، نظم المحاضرون والإداريون تظاهرة حاشدة أمام مقر المديرية، مطالبين بالتثبيت على الملاك الدائم.

واشار المتظاهرون الى ان اضرابهم عن الدوام يدخل اليوم الثالث أمام مقر المديرية، منوهين الى انهم اعلنوا “النفير العام” للاحتجاج بمشاركة زملائهم من كافة المحافظات، مؤكدين أنهم مستوفين لشروط التثبيت.

وبيّن المتظاهرون، ان الحكومة الاتحادية لم تف بوعودها تجاههم سيما بعد عقد مجلس الوزراء 6 جلسات، خلت من أي قرار يخصهم، معللين المماطلة في حسم ملفهم بعدم وجود تنسيق بين وزارتي التربية والمالية، وكذلك لا يوجد تنسيق بين لجنة التربية واللجنة المالية النيابيتين.

وأعلن عدد من المتعاقدين مع جامعة البصرة إضرابهم عن العمل، مطالبين بتثبيتهم على الملاك الدائم أسوة بباقي الوزارات، حسب قولهم.

وقال عدد منهم خلال تظاهرة نظموها أمام رئاسة الجامعة ومقرها الكورنيش وسط المحافظة، ان هذا الإضراب يعتبر وسيلة ضغط على وزارة التعليم العالي والحكومة المركزية، مبينين أن لديهم خدمة بصفة عقد تصل إلى 15 سنة، وبراتب قليل ودون إجازات ومساواة مع زملائهم على الملاك الدائم، مطالبين بالتثبيت اسوة بوزارتي الكهرباء والنفط حسب تعبيرهم.

وأضافوا ان هناك عدة خطوات تصعيدية في حال لم تلق مطالبهم استجابة كالاعتصام والإضراب التام عن العمل وإغلاق كافة الجامعات لحين الاستجابة.

 

النجف وبابل والديوانية

ولليوم الرابع على التوالي تشهد محافظة النجف تظاهرات للمئات من المحاضرين، مطالبين بتثبيتهم على الملاك الدائم.

وأفاد مراسل “طريق الشعب”، احمد عباس، ان اعدادا كبيرة من المحاضرين في المجان نظموا تظاهرة أمام مديرية تربية المحافظة لعدم الايفاء بما وعدوهم به من شمولهم بالتثبيت على الملاك الدائم، مشيرا الى ان المتظاهرين اقدموا على اغلاق مبنى مديرية التربية، ما دفع قوات حفظ النظام الى الاصطدام مع المتظاهرين ومحاولة تفريقهم.

الى ذلك، شهدت مدينة الحلة تظاهرة غاضبة للمحاضرين الذين قاموا بحرق اطارات السيارات وغلق مركز المدينة، مطالبين بتثبيتهم على ملاك وزارة التربية، فيما جابت شوارع مدينة الديوانية مسيرة غاضبة أغلقت خلالها الشوارع من قبل المحاضرين المطالبين بالتثبيت على الملاك الدائم.

 

المثنى

كما نظم المئات من المحاضرين في المثنى، لليوم الثالث على التوالي، تظاهرة أمام مبنى مديرية تربية المحافظة، للمطالبة بتحويلهم على الملاك الدائم.

وأشار المتظاهرون الى استمرار اعتصامهم وعدم الدوام في المدارس إلى حين تحقيق مطالبهم.

 

ديالى

وفي محافظة ديالى، حاولت قوات حفظ القانون تفريق المحاضرين المتظاهرين امام مبنى مديرية التربية.

وأوضح مراسل “طريق الشعب”، ان المئات من المحاضرين في المحافظة نظموا تظاهرة سلمية امام مبنى مديرية التربية وسط بعقوبة، منوها الى قيام قوات حفظ القانون بالاعتداء على المحتجين بغية تفريقهم.

في غضون ذلك، تظاهر أصحاب الدراجات النارية “التكتك” في بعقوبة رفضاً للإجراءات المرورية “غير المبررة”.

وشكا المتظاهرون من شروع السلطات المرورية بحملة “قطع أرزاق” من خلال حجز عشرات المركبات “التكاتك” بداعي عدم امتلاكهم لوحات مرورية أو إجازات قيادة.

واتهم متظاهرون مديرية المرور، بـ”تعطيل مصالحهم المعيشية بفرض إجراءات عمل معقدة”، مشيرين إلى “عدم وجود أي تسهيلات لمنح لوحات التسجيل”.

وشدد متظاهرون آخرون، على ضرورة “منع الصبية والذين تقع أعمارهم عن 18 عاماً من قيادة عجلات التكاتك”، محذرين من “الانجرار إلى سلوكيات أخرى بسبب حرب الأرزاق”.

---------

 

رفض تكمم الأفواه والدعاوى الكيدية

في برلين ولندن.. وقفات احتجاجية أمام السفارة العراقية

خاص ـ طريق الشعب

نظَّمَ التجمع الديمقراطي العراقي في المانيا بالتنسيق مع جرحى انتفاضة تشرين وعدد من ناشطي الجالية وقفة احتجاجية أمام السفارة العراقية ظهر يوم الثلاثاء الماضي، للتنديد بقتل المتظاهرين واستنكارا لقمع الحريات ومحاولات تكميم الافواه والدعاوى الكيدية التي تنتهك حقوق الانسان ومصادرة الحريات، ومحاولات تمرير قانون “حرية التعبير” بصيغته الحالية السيئة الصيت. والقيت كلمة اكد فيها المشاركون في الوقفة، موقفهم الثابت من نضال العراقيين من اجل تحقيق التغيير الجذري والشامل للمنظومة السياسية الحاكمة واقامة الدولة المدنية الموسومة بالعدالة الاجتماعية.

كما اشارت الكلمة الى ضرورة الكشف عن قتلة المنتفضين في تشرين، واطلاق السراح الفوري لكل المعتقلين اصحاب الرأي، ومحاسبة وكشف حيتان الفساد الكبيرة والاحزاب التي تدعمهم.

 

لندن

وفي العاصمة البريطانية لندن، نظم العشرات من أبناء الجالية العراقية ومنظمات الحزب والقوى الوطنية وقفة احتجاجية امام السفارة العراقية، احتجاجا على محاولات القوى المتنفذة تكميم الافواه وإقامة الدعاوى الكيدية. وندد المشاركون في الوقفة بالفساد المستشري في الدولة العراقية وترك اللصوص الفاسدين طليقي السراح في الوقت الذي يزداد فيه القمع وتتفاقم محنة الشعب جراء الغلاء وغياب الخدمات والأمان.

وقدم وفد من المعتصمين، مذكرة إلى السفارة، حيث استقبلهم السفير العراقي السيد جعفر الصدر الذي استمع لمذكرة الاحتجاج.

وجاء في جزء منها: إن سنّ أي قوانين او تعديلها، انما يجب ان يكون لمزيد من المكتسبات الديمقراطية ومبادئ الحرية والمساواة للشعب العراقي، مشيرة الى انها الطريق الوحيد للنهوض بواقع البلد وليس العكس كما هو حاصل الآن، حيث قُدمت في مجلس النواب مسودة تتعلق بقانون حرية التعبير، والتي تهدف إلى تقييد حرية التعبير وتكبيلها، من خلال فرض عقوبات قاسية ومستبدة، تستند إلى نصوص فضفاضة وقابلة للكثير من التأويلات والتفاسير والتلاعب.

 

الصفحة الثالثة

من يُوقف مسلسل الحرائق في خيام النازحين؟

بغداد – طريق الشعب

أعوام طويلة مضت على الانهيار الأمني واجتياح الإرهابيين مناطق واسعة من البلاد، وما أعقب ذلك من انتصارات للقوات الأمنية وتحرير كافة الأراضي، لكن الكثير من العراقيين ما زالوا يعيشون في خيام النازحين ولا تقدر الحكومات المتعاقبة على إعادتهم الى منازلهم وديارهم. ذلك أن استمرار وجودهم في هذه الأماكن، يعني الابقاء على تعرضهم إلى شتى المصائب والمصاعب، واحدة منها مسلسل الحرائق التي تلتهم خيامهم بين فترة وأخرى، كان آخرها موت فتى في أربيل، وطفل في السليمانية للسبب ذاته.

 

حكومات مقصرة وواقع مرير

تطرح هذه الحوادث المأساوية الكثير من التساؤلات حول أسباب الحرائق. وهنالك من يعتبر تكرار وقوعها بشكل مشابه، علامة واضحة على الإهمال والتقصير في الالتزام بمعايير السلامة والأمان في المخيمات، مطالبين بضرورة غلق ملف النزوح وضمان العودة الكريمة والآمنة للعراقيين إلى ديارهم ومناطقهم الأصلية.

وبدأت ذروة النزوح في عهد رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي، الذي احتل الإرهابيون خلال فترة حكمه حوالي ثلث مساحة العراق أو أكثر بقليل، وقيامهم بأكبر الكوارث التي مرت بتاريخ العراق. ومن بعد هذه الفترة، جاء رؤساء وزراء آخرون، حيدر العبادي، عادل عبد المهدي، مصطفى الكاظمي، والان محمد شياع السوداني. ورغم الفترة الطويلة لحكم هؤلاء، لكن مخيمات النزوح لم تغلق تماما، وبقي هذا الملف عرضة للاستغلال والمتاجرة والفساد في أحيان كثيرة.

وفي واقعة متكررة، أعلنت إدارة مخيم (اشتي) للنازحين في قضاء عربت التابع لمحافظة السليمانية، السبت الماضي، مصرع طفل نازح بسبب حريق التهم احد الخيام.

ووفق قول مديرة المخيم بخشان توفيق، فأن حريقا التهم خيمة عائلة نازحة في المجمع، وأدى إلى وفاة طفل يبلغ من العمر عاماً وثمانية أشهر فقط، وهو من أهالي صلاح الدين، وقد تبين أن سبب الحريق هو تماس كهربائي.

وبعد يوم واحد من هذه المأساة، اندلع حريق ليل الأحد داخل مخيم (بحركة) قرب أربيل، وهو مخيم يضم آلاف النازحين من محافظة نينوى ومركزها. وأعلنت فرق الدفاع المدني في أربيل وفاة فتى يبلغ من العمر 17 عاما، إثر الحريق الذي اندلع بالمخيم.

وأعلنت وزارة الهجرة والمهجرين أن كوادرها في حالة استنفار في الإقليم، وفرعها بأربيل، لتقديم الدعم والمساعدة للأسر النازحة، بعد الحريق الذي التهم 6 كرفانات بالكامل، مع تضرر 4 كرفانات، نتيجة تماس كهربائي.

 

مسلسل مستمر

ويقول النازح ذياب غانم (إعلامي أيزيدي)، أن مسلسل الحرائق في مخيمات النازحين مستمر منذ بداية عمليات النزوح ولغاية الآن، وأن “الحريق في (بحركة) قبل أيام ليس الوحيد الذي حصل. هو أمر متكرر ويتسبب أحيانا بخسائر بشرية مريعة”.

وعن أبسط مستلزمات العيش في المخيمات فهي غير متوفرة بحسب قول غانم، حيث “طالب النازحون كثيرا بتوفير مطافئ للحريق لكن دون جدوى، ما يجعلهم يحاولون إخماد الحرائق بأيديهم. واحترقت قبل يومين أيضا في قضاء زاخو خيمتان للنازحين أصيب على أثرها طفل رضيع مع حصول بعض الخسائر المادية. لا تتوفر المطافئ رغم المطالبة بها وبساطة سعرها مقابل ما صرف على مدار سنوات”، مضيفا أن “النازحين يضعون كل ما يملكونه داخل خيامهم، وعند احتراقها يخسرون كل شيء، ومنها أحيانا الأوراق الثبوتية والمعاناة التي يمرون بها من أجل تجديدها”.

ويوضح غانم لـ”طريق الشعب”، أن “الحكومات لا تحل مسألة النازحين ومرت أكثر من دورة انتخابية دون إعادتنا إلى بيوتنا، وها هي الحكومة الحالية تسير بالطريق ذاته”.

ويردف ان “هنالك من لا ينام ليلا داخل المخيمات، ويبقى يحرس الخيام. كما أن المشاكل التي تتسبب بالحرائق تتعلق بالحكومة ووزارة الهجرة وكيفية إدارة الخدمات؛ فمن غير المعقول أن أسلاك الكهرباء لم تستبدل منذ ثماني سنوات. أن الوضع ليس مطمئنا للنازحين، ولكنهم لا يملكون خيارات”.

ويشير إلى أن “المجتمع الأيزيدي ينظر إلى النزوح بأنه مسألة سياسية لدى الحكومة، تتعلق بقضية سنجار وهم يعتقدون أنها تداخلت مع العوامل الداخلية والخارجية والدليل على أن الحكومات لم توفر طيلة سنوات ولو الحد الأدنى من المستلزمات الأساسية”، مبينا أن “تهميشا كبيرا يقع على الأيزيديين، من بين ذلك ما جرى ضمن الـ 1000 درجة وظيفية التي خصصها قانون الأمن الغذائي، وحصولها على 35 درجة فقط ضمنها على الاحتياط، حتى أصبح الأمر قضية رأي عام”.

ولفت إلى أن “أهمية الأمر تكمن في تهميش هذا المكون الذي يبلغ حوالي مليون نسمة في سنجار حاليا، وليس نصف مليون كما يقال فهذا الرقم يعود إلى ما قبل ثمانية أعوام”.

 

أزمة كبير

ويواجه النازحون في المخيمات، مخاطر البرد القارس، وهطول الأمطار، مع حلول فصل الشتاء، خاصة أن أغلب هذه المخيمات تقع في إقليم كردستان، حيث تنخفض درجات الحرارة بشكل كبير.

وللعام التاسع، يعيش أكثر من مليون نازح، في ظروف إنسانية صعبة، مع غياب المستلزمات الأساسية والمعيشية، وانتشار الأمراض والأوبئة، وضعف المساعدات الواصلة إلى هناك.

وفي منتصف العام الحالي، كشفت منظمة الهجرة الدولية عن وجود أكثر من 400 موقع غير رسمي للنازحين يضم أكثر من 14 ألف عائلة، غالبيتها تمتلك بيوتا في مناطق سكانها الأصلية، لكن عوائق تحول دون عودتهم متمثلة بتعرض بيوتهم لأضرار أو عدم وجود ظروف معيشية ملائمة في مناطقهم الأصلية.

ويقول النازح ليث حسين (صحفي)، أنه بالنسبة لوزارة الهجرة، فهي لم تبد منذ البداية وحتى الآن أي دور لائق، وأن ما وفرته أحيانا من خدمات صحية وإغاثة هو مقدم من قبل برنامج الأغذية العالمية.

ويوضح حسين لـ”طريق الشعب” تفاصيل ما يقدم لها، حيث أن “السلال الغذائية متقطعة كما تشهد الى جانب الأدوية المقدمة مشاكل عديدة مثل انتهاء تاريخ الصلاحية، أو عدم صلاحيتها للاستهلاك البشري، نتيجة ضعف الجودة”، متسائلا عن “موقف السوداني من قضية النازحين، فهو ما زال غامضا رغم مرور شهر ونصف تقريبا بينما القضية أساسية ولا بد من توضيحها وجعلها في أولويات عمل حكومته. نود أن نعرف الخطوات العملية وخططه للمخيمات وما تتطلبه الحياة فيها”.

وبخصوص الحرائق، يبيّن المتحدث أنها “حوادث مأساوية تتكرر، وقبل أيام كان هناك حريق آخر بمخيم (جمشكو) في زاخو، حيث التهمت النيران خيمة عائلة مسلمة من سنجار، وأدت إلى احتراق خيمتين وإصابة طفل بعمر ستة أشهر دون وقوع أي خسائر في الأرواح”، مؤكدا “عدم وجود أي جدية من قبل الحكومات، وغياب الاقتراحات أو الحلول الجذرية لعودة النازحين ضمن البرامج الحكومية. النازحون بحاجة إلى العودة إلى بيوتهم وضمان هذا الحق، لا السعي إلى الحصول على الخدمات وما شابه، فأغلب مناطق سنجار حررت منذ خمس أو ستة سنوات، بينما الناس يعيشون مآسي لا تنتهي”.

 

 

العراق في الصحافة الدولية العراق وصندوق النقد الدولي

ترجمة وإعداد طريق الشعب

نشر الموقع الرسمي لصندوق النقد الدولي تقريراً حول الزيارة الأخيرة التي قام بها وفد من الصندوق إلى بغداد وأجرى خلالها مجموعة من المباحثات مع المسؤولين العراقيين، وذلك في إطار المشاورات المنتظمة التي يجريها الصندوق مع الدول الأعضاء.

وذكر التقرير بأنه وعلى الرغم مما حققه إرتفاع أسعار النفط من مكاسب جيدة للاقتصاد العراقي، الذي كان بأمس الحاجة إليها بعد الأزمة التي ألمت به العام 2020، فإن الخلل الأساسي الذي تعاني منه البلاد، والمتمثل في الاعتماد على النفط، ما زال متواصلاً، بل ويشهد أحياناً تفاقماً مخيفاً، مما يضاعف من أهمية إستغلال الوفرة المالية لمعالجة نقاط الضعف وتحديث الاقتصاد ومواجهة التحديات المتعددة التي تلوح في الأفق. ودعا إلى البدء بتطبيق سياسة مالية حكيمة وصبورة ومنضبطة تقلل من الاعتماد على النفط وتعيد توجيه النفقات نحو الاستثمار ولتلبية الاحتياجات الاجتماعية، ولتعزيز وتنمية القطاع الخاص باعتباره المحرك الرئيسي للنمو والتوظيف، وفق تصور صندوق النقد.

 

الآفاق الاقتصادية والمخاطر

وذكر التقرير بأن التعافي النسبي الذي يشهده الاقتصاد، يتزامن مع تزايد مواطن الضعف الأساسية، حيث من المتوقع أن ينمو إجمالي الناتج المحلي الحقيقي بنسبة 8 في المائة، بسبب زيادة إنتاج النفط بنسبة 12 في المائة فيما سينخفض الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي غير النفطي من 21 في المائة عام 2021 إلى 3 في المائة لعام 2022.

ورغم السيطرة على التضخم عند حاجز 5 في المائة وتجاوز إحتياطيات النقد الأجنبي للبنك المركزي 90 مليار دولار، فإن نقاط الضعف يمكن أن تتجلى في المدى المتوسط، إذ يتوقع ارتفاع طفيف في الناتج المحلي الحقيقي غير النفطي إلى 4 في المائة في عام 2023، قبل أن يتراجع إلى 3.5 في المائة لاحقاً، إضافة إلى انخفاض متوقع في أرصدة المالية العامة والأرصدة الخارجية وحدوث عجز جديد في غضون ثلاثة أعوام، لاسيما إذا ما إنخفضت أسعار النفط وتواصلت الخسائر في قطاع الكهرباء وصندوق التقاعد وإرتفعت تكاليف التغيير المناخي.

 

أولويات السياسة

ورأى التقرير بأن صانعي السياسات العراقية بحاجة إلى تحقيق التوازن بعناية بين إستثمار الوفرة المالية لتعزيز المرونة في مواجهة تقلبات أسعار النفط في المستقبل وبين زيادة الإنفاق الاجتماعي وتأمين الاستثمارات لتقليل الاعتماد تدريجياً على النفط، عبر تخصيص جزء كبير من المكاسب النفطية لمعالجة العجز المالي الأولي غير النفطي وقدره 114 تريليون دينار عراقي (58 في المائة من إجمالي الناتج المحلي غير النفطي) في عام 2023، والحذر من مخاطر تسارع التضخم والإستعداد لمواجهته.

بعض المؤشرات

ونصح صندوق النقد الدولي في تقريره بضرورة رفع مستوى الإدارة المالية العامة وتنفيذ نظام متكامل لإدارة المعلومات المالية وتنويع الإيرادات الحكومية، بما في ذلك جعل ضرائب الرواتب أكثر تصاعدية وإلغاء الإعفاءات التنازلية وتعزيز إدارة الضرائب والجمارك وفرض ضرائب على مبيعات السلع والخدمات غير الأساسية المختارة، وتقليص الإنفاق التشغيلي الذي يستهلك 40 في المائة من الميزانية السنوية و تعزيز خلق فرص العمل في القطاع الخاص.

كما لابد من تعزيز شبكة الأمان الاجتماعي وإصلاح نظام التقاعد وشمول العاملين في القطاع الخاص به، وإصلاح قطاع الكهرباء الذي يتكبد خسارة سنوية تزيد عن 3 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي، وتسريع تنفيذ الأنظمة المصرفية الأساسية والبدء في إعادة هيكلة البنوك الكبيرة ودعم استقرار سعر الصرف بشكل أفضل وتحسين الحوكمة ومكافحة الفساد.

 

الحكومة الجديدة وخطط الإصلاح

نشر منتدى الخليج الدولي مقالاً للباحث مصعب الألوسي أشار فيه إلى أن أكبر التحديات التي تواجه الحكومة العراقية الجديدة في مسعاها لتحقيق أجندتها الإصلاحية هو الفساد المتجذر، الذي يراه العراقيون مرضاً عضالاً، لاسيما بعد أن صنفت منظمة الشفافية الدولية، فساد القطاع العام في العراق على أنه بمرتبة 157 من أصل 180 في مؤشر مدركات الفساد لعام 2021، وبعد أن خلص تحقيق داخلي نظمه مجلس النواب العراقي إلى تحويل 240 مليار دولار خارج البلاد بشكل غير قانوني، وكذلك بعد أن أكد الرئيس العراقي السابق على أن 150 مليار دولار من الأموال العامة، ضاعت بسبب الاختلاس منذ عام 2003، وبعد أن تبين أن وزارة الكهرباء وحدها مسؤولة عن 41 مليار دولار من الخسائر.

ويستطرد الباحث فيشير إلى أن قيام رئيس الحكومة بألقاء المسؤولية عن العديد من المشاكل الاقتصادية على الفساد، وما أبداه من استعداد لمحاربة هذه الأفة، ليس كافياً لوحده، على ضوء التجربة السابقة لأسلاف السوداني، الذين أطلقوا وعوداً مشابهة دون جدوى، حيث تشير حملات مكافحة الفساد السابقة في البلاد إلى أن القائمين عليها غير قادرين على مواجهة الكسب غير المشروع على نطاق واسع، كما لا تخدمهم كثيراً التشريعات السارية ولا يستطيعون توسيع المحاسبة لتشمل اللصوص الرئيسيين.

 

حماية السيادة وحقوق الإنسان

وتطرق المقال إلى الاعتداءات المتكررة التي تقوم بها دول الجوار على الأراضي العراقية، دون أن تستطيع الحكومة التعامل معها بما يحفظ سيادة البلد ويصون سلامة المواطنين، لاسيما مع سقوط الضحايا جراء هذه الإنتهاكات. كما لازالت قضية محاكمة قتلة المتظاهرين ومعالجة السلاح المنفلت وتأمين حقوق العراقيين في حياة كريمة مدرجة على جداول الأعمال، دون أن تبصر نور الحقيقة.

 

 

شريط الاخبار

حاميها …!

كشف مركز متخصص عن وجود إرتفاع كبير في معدلات التلوث البيئي في بغداد وبلوغ جودة الهواء مستويات خطيرة تعادل 11 ضعفاً عما كانت عليه آواخر الثمانينات، وذلك بسبب عدم إنشاء مشاريع اقتصادية جديدة والاعتماد على الخطط البيئية التقليدية وقلة التخصيصات المالية والفساد المالي والتخبط الإداري. وأشار المركز إلى أن مشاريع الصرف الصحي في بغداد مصممة لثلث سكانها الحاليين فقط فيما يشكل السكن العشوائي والزيادة المهولة في عدد السيارات والمولدات الكهربائية خطراً جدياً على صحة الناس ويزيد من انتشار الأمراض. هذا وحملّت وزارة البيئة المؤسسات الحكومية المسؤولية عن 90 في المائة من التلوث البيئي في البلاد.

 

نقمة نيابية

اتهمت الإدارة المحلية بقضاء سيد دخيل بمحافظة ذي قار، أحد النواب بالتسبب بعطش كبير في القضاء وهلاك مزروعات الفلاحين، لقيامه بتحويل نواظم الري عن مساراتها من أجل إحتكار الماء لصالح سقي مزارعه، رغم ما سببه ذلك الإجراء، المخالف للقانون، من حرمان مزارع أقضية الشطرة والدواية والغراف والإصلاح من الماء. هذا ووردت شكاوى مماثلة من الفلاحين في محافظات مختلفة، ضد قيام متنفذين ونواب بعدم إحترام توقيتات الري وجداوله، وفرض إرادتهم على المناطق، التي يفترض نظرياً بأنهم يمثلونها، مما يفقدهم المصداقية ويدعو رئاسة المجلس والحكومة لمعالجة الأمر، الذي يكشف عن ما تشوب العملية “الديمقراطية” في بلادنا من مثالب. 

 

مخاطر تهملها الحكومة

كشفت مديرية الدفاع المدني عن وجود 2517 بناية آيلة للسقوط في بغداد والمحافظات، داعية وزارتي الداخلية والاعمار والاسكان والبلديات وأمانة بغداد لتقييم ضرر هذه الأبنية وتقدير خطورتها طبقا لنظام الطرق والأبنية. كما أشارت المديرية إلى حدوث أكثر من 27 ألف حريق خلال العام 2022. هذا وكانت بغداد وعدد من المحافظات قد شهدت حوادث انهيارات لأبنية كان أبرزها بناية المختبر الوطني والتي راح ضحيتها عدد من المواطنين، فيما تغيب الرقابة الواضحة على إنشاء البنايات او الإضافات الجديدة عليها او المتابعة والصيانة، بسبب الفساد وضعف هيبة الدولة والتساهل في تطبيق القوانين.

 

من بركات نظام المحاصصة

فتحت هيئة النزاهة الاتحادية تحقيقاً لمتابعة ملف 15000 درجة وظيفية أقرها مجلس النواب في قانون الأمن الغذائي بعد إثارة شبهات فساد فيها، وظهور أسماء لأبناء مسؤولين ولأكثر من شخص من عائلة واحدة ضمن هذه الدرجات. من جانبه وصف نائب سابق، محافظة صلاح الدين، بالأكثر فسادا على مستوى البلاد حيث تم السطو على 75 في المائة من 3 مليارات دولار خُصصت للمحافظة. وأشار إلى أن الفاسدين قد تمكنّوا من نهب الأموال عبر مئات المشاريع الوهمية والمشاريع المكررة. هذا ويذكر بأن الزبائنية التي أبتليت بها العملية السياسية، عرقلت دوما جهود مكافحة الفساد في مختلف المحافظات.

 

جاءهم الفرج!

قررت الحكومة في إجتماعها الأخير إمهال جميع الوزراء والوكلاء والمحافظين والمستشارين والمديرين العامين إلى فترة تقييم تتراوح بين 3 و6 أشهر، دون أن تكشف عن الإجراءات التي ستتخذها بعد انتهاء هذه الفترات وفشل هؤلاء في أدائهم. هذا وفيما يعتقد البعض بأن الهدف الحقيقي من هذا الإجراء يتعلق بمعالجة الخلاف على عملية توزيع هذه المواقع وفق سياسة المحاصصة المتبعة، يتساءل الناس عن السر وراء منح البعض، ممن أثقلت ملفات التخريب كاهلهم وأزكمت روائح فسادهم الأنوف، فرصة لمواصلة نهب الدولة، ولاسيما أولئك الذين إرتكبوا جرائم فساد وتم العفو عنهم وأعيدوا لمواقعهم ليواصلوا لصوصيتهم.

 

الصفحة الرابعة

 

واقع الحريات في عام 2022

انتهاكات صارخة ومشاريع قوانين للتضييق على حرية التعبير

بغداد ـ محمد التميمي

شهد العراقيون منذ مطلع العام الحالي أحداثاً مهمة على مختلف المستويات، رافقها جدل واسع بشأن التضييق الكبير الذي جرى على الحريات ومحاولة تجريمها وفق قوانين خطيرة وممارسات أمنية قوبلت بالرفض والاستهجان.

ولا يفصل عن العام 2023 سوى أسبوعين فقط، بينما يتوقع معنيون احتمالية الاستمرار في هذا النهج المثير للجدل دون أي مراجعة لما حصل، مشددين على أهمية مواجهته وعدم الخضوع لمحاولات تأسيس نهج شمولي – أمني، يحد من هامش الحريات المتبقي، فضلا عما يجري من انتهاكات لبقية الحقوق والحريات التي ينص الدستور عليها، ويدعو إلى حمايتها.

 

سلطات منشغلة بالقمع

قضية الحد من الحريات والتضييق عليها ومحاولة تقنينها وفق مقاسات القوى الحاكمة هي مسألة قديمة واعتادت القوى المدنية والمدافعة عن حقوق الإنسان أن تواجهها بين فترة وأخرى، لكن ما حدث خلال عام 2022 أثبت عدم صلاحية الأطراف الحاكمة لبلد متعدد مثل العراق، بحسب قول ناشطين ومختصين.

ويرى الصحفي أسعد علي (مسؤول العلاقات الخارجية في مركز ميترو للدفاع عن حقوق الصحفيين)، أن عام 2022 شهد تكالب المصاعب والعقبات على حرية التعبير، وحصلت مشاكل كثيرة جدا.

ويقول علي لـ”طريق الشعب”، إنّ أبرز المشاكل هي “محاولة تشريع قوانين جائرة تكمم الأفواه وتنهي حرية الرأي والتعبير، مثل قانون جرائم المعلوماتية والقانون الآخر المعني بالتعبير والتظاهر السلمي”.

ووفق السياق ذاته، يؤكد أن “المحاولات جرت أيضا في إقليم كردستان وبقوانين مشابهة، لكن منظمات المجتمع المدني أوقفت إصدارها، لكن الاعتداءات والانتهاكات والتجاوزات بحق الإعلاميين والصحفيين ووسائل الإعلام تواصلت في مختلف مناطق البلاد”.

ويعتقد علي أن عام 2022 كان “سيئا جدا” وانعكست المحاولات القمعية فيه على ترتيب البلاد في قائمة أكثر الدول غير الآمنة في توفير أجواء العمل الصحفي، وأصبحت بلادنا في عرف المنظمات الدولية من البلدان التي تنتهك حرية التعبير.

ويضيف، أن “الانتهاكات قائمة في عموم البلاد؛ ففي الوسط والجنوب يواجه الصحفيون والإعلاميون انتهاكات تصل إلى مرحلة القتل والتهديد المباشر بالقتل. كما تجدر الإشارة إلى أن التضييق في الإقليم أكبر بكثير من بقية المناطق لكن الفارق هو عدم بلوغ الأوضاع هناك إلى مرحلة الاغتيالات”.

ويشدد ناشطون في حقوق الإنسان على أن مناطق غرب العراق تشهد هي الأخرى حالة مرعبة من القمع والتضييق على كل من يحاول انتقاد السياسيين المتنفذين هناك، أو يكشف ملفا فيه فساد أو تقصير بالجوانب الخدمية، وما يدور ضمن هذا الإطار من تفاصيل كثيرة.

 

استهداف للقوى المدنية

أما أثير الدباس (عضو المكتب التنفيذي للتيار الديمقراطي) فيعتقد أن فترة نهاية حكومة رئيس الوزراء السابق، مصطفى الكاظمي، شهدت تصاعدا في محاولات التضييق على المتظاهرين وخصوصا المدنيين، لكن الأمر زاد كثيرا بعدما تسنم محمد السوداني منصب رئاسة الوزراء.

ويوضح الدباس لـ”طريق الشعب”، أن فترة طويلة لم تمض على الحكومة الجديدة، لكن رأينا “طرح أكثر من قانون جدلي والحكم بالسجن بحق الناشط حيدر الزيدي كونه شارك في تغريدة لا أكثر. أن المحاولات تثبت بشكل رسمي سعي القوى الحاكمة لتأسيس نظام شمولي قائم على قوانين دكتاتورية”، لافتا إلى أن “القوى المدنية متكاتفة منذ عام 2011 ضد هذه القوانين السيئة، إلا أن القوى المتنفذة تنظر إلى البرلمان كمؤسسة تابعة إلى جهة واحدة، وهي حتما لا تمثل تطلعات الشعب. وبالتالي توضح للجميع محاولات هذه القوى الحاكمة تقنين كل ما تؤمن به دون النظر إلى خصوصية البلاد”.

ويشدد المتحدث على أن “جزءا من القوانين الجدلية بخصوص الحريات هي (قوانين) أمنية لتكميم الأفواه وموجهة بشكل خاص إلى القوى المدنية. الخطورة في الأمر تكمن في رغبات الحاكمين أن يجعلوا السلطات بوليسية، وتحاكم الناس على مفاهيم فضفاضة مثل (السلوك العام/ الوضع المجتمعي) وغيرهما الكثير، وأن هذه المفاهيم سهلة الاستغلال”، منوها بأن “البرلمان الحالي لا يمثل سوى أقل من 20 في المائة من المواطنين، تجاهل تماما غياب الموازنة العامة عن البلاد لمدة سنتان كاملتين، وبدلا من ذلك يريد خنق الحريات”.

وفي نهاية حديثه، عرج الدباس إلى جانب آخر من التضييق على الحريات، وهو المتعلق بالاحتجاجات وما تعرضت له خلال الفترة الماضية، إضافة إلى وعود البرنامج الحكومي الحالي مثل تقديم قانون انتخابي خلال 90 يوم، لكن الفترة ستنتهي والبرلمان بدأ في عطلته رغم أنه لم يكمل أي شيء ولا الحكومة نفذت جانب مهم من برنامجها.

 

ملف التظاهرات

أن الحق في حرية التعبير، إلى جانب الحق في تكوين الجمعيات والتجمّع السلمي، محمي بموجب القانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون العرفي، ويشمل الحق في الحصول على المعلومات وتبادلها، وهي ليست مجرد حريات مهمة بحد ذاتها، بل هي ضرورية لضمان أن تكون جميع الحقوق الأخرى – المدنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية – متاحة لجميع الأشخاص.

يقول الناشط في الاحتجاجات، محمد مازن: أن التظاهرات المطلبية والمنددة بالمحاصصة والفساد تواصلت على مدى 12 شهرا تقريبا، وواجه العديد منها القمع والتضييق للأسف الشديد. ويؤكد مازن لـ”طريق الشعب”، أنه على أثر “الهبوط في نشاطات انتفاضة تشرين، برزت الاحتجاجات المناطقية التي وصلت إلى أبعد مناطق البلاد، ولم تتوقف لعام كامل. فيما استمر التضييق عليها واعتقال بعض ناشطيها وضرب آخرين كما جرى مع الخريجين والمحاضرين، وصولا إلى التظاهرات التي كانت تندد بالمحاصصة والمواجهات المسلحة التي اندلعت في الصيف الماضي داخل المنطقة الخضراء”، مبينا أن “السلطات ومن يتحكم فيها أثبتوا جميعا حجم العداء مع هامش الحريات التي توفرت بعد عام 2003”.

ويبيّن أن انتهاكات كثيرة ما زالت متواصلة، وهي تضر بحريات مثبتة في الدستور مثل “التهديد، التعذيب داخل مراكز الاعتقال وفق ما تشير إليه تقارير المنظمات الدولية، كذلك التجارة بالنساء والأطفال والجنس والحرمان من حقوق التعليم المجاني بعد الانحدار في مستواه والرعاية الطبية الملائمة والعدالة الاقتصادية وفرص العمل وغيرها الكثير”.

48 محاولة اغتيال

وشهد العراق 48 محاولة اغتيال خلال العام الجاري، من بينهم 32 متظاهرا وناشطا، فضلا عن تسجيل 32 حالة اختطاف وتعذيب، 20 منهم لا يزالون في مصير مجهول، بحسب عضو المفوضية العليا لحقوق الإنسان السابق علي البياتي.

وأوضح البياتي، في تصريح صحافي، أن هذه الإحصائيات تم جمعها من خلال اللجان الحكومية التي شُكلت بعد تظاهرات تشرين 2019 وحتى اليوم، موضحا أن “تلك اللجان استقبلت ما يقارب 8 آلاف حالة شكوى، تتراوح بين قتل وتهديد وضرب واختطاف”.

وذكر أن “الجهات المختصة لم تصدر سوى أوامر معدودة لإلقاء القبض على مرتكبي هذه الجرائم، لا تتجاوز 13 حالة”، لافتا إلى أن “باقي القضايا في إطار التحقيق، ولم تصل إلى مستوى المحاكمة”.

 

الشرطة في قمع الشعب

ورصدت “طريق الشعب” من خلال التقارير الصحافية، انه في 26 تشرين الثاني من العام الحالي، منعت عناصر من قوات الشغب في منطقة الكاظمية بالعاصمة بغداد العديد من وسائل الاعلام، من تغطية تظاهرة نظمها اهالي المنطقة. واعتدت بالضرب بالهراوات على مصور صحفي.

واعتقلت قوة امنية في السليمانية الصحفي روا حسين الذي يعمل في وكالة “زمن برس” الناطقة باللغة الكردية، ومحدودة الانتشار في منطقة كردستان، واقتادته الى جهة مجهولة دون معرفة الاسباب.

وفي ميسان اقدمت عناصر من شرطة ميسان على تحطيم معدات مصور قناة المربد، اثناء تغطيته تظاهرة للخريجين التربويين، امام مبنى تربية المحافظة.

واحتجز قائمقام قضاء الغراف في ذي قار حسن الخفاجي، مراسلا قناتي “التغيير” سلامة السرهيد  و”الفلوجة” سعد الركابي، لأكثر من نصف ساعة في مركز الشرطة.

وفي كركوك استولت عناصر تابعة للشرطة الاتحادية على معدات كادري قناة NRT ومؤسسة “زوم ميديا” الاعلامية، اثناء عودتهم من تغطية اجروها للواقع الأمني لقضاء داقوق التابع لمحافظة كركوك.

وكان الصحفيون في تغطية خاصة لأبرز تطورات الأوضاع الأمنية في القضاء داقوق، بعد ورود معلومات عن نشاط لعناصر تنتمي الى تنظيم داعش لإرباك الوضع الامني في القضاء.

وبعد إكمال الزملاء التغطية، وهم في طريقهم للعودة الى ديارهم، استوقفتهم احدى نقاط التفتيش في المنطقة، واستولت على معداتهم الصحافية، ومسحت مقاطع الفيديو المسجلة في كاميراتهم، ومن ثم تم إرجاع المعدات لهم.

 

تغييب الموازنة وإهدار كل فرص التنمية والإصلاح

عام 2022.. تردٍ اقتصادي مستمر برغم الوفرة المالية الهائلة

بغداد – طريق الشعب

ضمن سلسلة الرصد السنوي الذي تقوم به “طريق الشعب” لمناسبة الاقتراب من نهاية العام الحالي 2022، تحدث خبراء اقتصاديون عن مشاكل كبيرة رافقت هذا العام، تمثلت بعدم تقديم الخدمات او تحقيق التنمية رغم ارتفاع أسعار النفط. فيما ينتظر المواطنين اقرار الموازنة الغائبة هي الأخرى عن المشهد، وعدم تحقيق أي خطوة مهمة تعزز الوضع الاقتصادي.

 

تشوه اقتصادي متعدد الاوجه

بطريقة غير مسبوقة، سجل العراق قبل أشهر مؤشرات اقتصادية “إيجابية” بعدما أكد وزير المالية السابق علي عبد الامير علاوي أنه من المتوقع ارتفاع الاحتياطات النقدية للبلاد إلى أكثر من 90 مليار دولار بحلول نهاية 2022، مشيرا إلى أن هذا المستوى يعد قياسيا. وبالتوازي مع هذا الخطاب الحكومي، توقع صندوق النقد الدولي نمو الاقتصاد العراقي بنسبة 9.5 في المائة خلال 2022 ليكون الأعلى عربيا.

اقتصاديون كثيرون أثاروا أسئلة عديدة عن هذه الأرقام لعام 2022 وعن حقيقة هذا النمو من عدمه.

وجرى التشديد على أن معدل النمو الذي تتحدث الحكومة عنه يعود إلى انتعاش القطاع النفطي بعدما تصاعدت الأسعار وكونه المصدر الوحيد للقيمة المضافة، مقابل تراجع حاد في القطاعات الاقتصادية غير النفطية.

ويقول الخبير الاقتصادي رشيد السعدي، ان الاقتصاد العراقي لم يشهد الاستقرار منذ 2003 وحتى الان، فالبرامج الحكومية ليست تكاملية ولم تشهد التطبيق الجاد على مدار السنوات الماضية. أحيانا تحاول الاحزاب أن تعرقل مسيرة الحكومات وسير تنفيذ البرامج.

ويكشف السعدي خلال حديثه لـ”طريق الشعب”، عن تفاصيل اقتصادية عديدة بقيت عالقة ولم تحسم في العام الحالي، منها “الخلاف مع اقليم كردستان وما له من أثر كبير، كما أن منافذ حدودية عديدة في مناطق الشمال تصعب السيطرة عليها من قبل المركز، مقابل منافذ أخرى في الوسط والجنوب تشهد عمليات فساد واضحة رغم أنها تحت سيطرة القوات الأمنية”.

ويتطرق السعدي في سياق حديثه الى ما شهده العراقيون بعد “رفع سعر صرف الدولار مقابل الدينار وآثاره السلبية والعكسية على الاقتصاد حتى بلغت مستويات عالية هذا العام”، لافتا الى ان “الحكومة في بعض الاحيان تشير الى تحقيق وفرة مالية كبيرة، وهذا ليس بإنجاز يذكر، فهو في الحقيقة ناتج عن زيادة سعر النفط العالمي والذي نتج عن زيادة واضحة في المدخولات النفطية، حققت هذه الوفرة”.

ويرهن الخبير أي نجاح اقتصادي بـ”رسم برامج حكومية اقتصادية جادة، شرط أن تعتمد على الانتاج الداخلي وليس الريع النفطي وحده. فعندما تتنوع مداخيل المنتج الوطني مثل الصناعة والزراعة والخدمات والسياحة، سيكون هذا هو النجاح المطلوب، لكن ذلك لم يحصل أيضا على مدار هذا العام”، مضيفا أن “المواطنين من ذوي الدخول المحدودة يواجهون سياسة اقتصادية غير مدروسة بشكل كامل، تحملوا تبعاتها، بينما نأت الحكومة بنفسها عن هذا الاخفاق، وأصدرت قرارا أعفيت بموجبه 200 مادة من الرسوم الكمركية، واوقف العمل بالحماية للمنتج المحلي، وهذا بالحقيقة اثر تأثيرا كبيرا جداً. نعم، نحن ننادي بفتح الاستيراد ولكن بضوابط ومحددات”.

ويمضي بالقول: “لم تحسم الحكومة خلال هذا العام المشكلة مع شركات الهاتف النقال التي في ذمتها مبالغ كبيرة، وكذلك الحال مع إقليم كردستان وما على حكومته من مبالغ كبيرة جرّاء تصدير النفط والرسوم والضرائب الخاصة بالموانئ البرية والبحرية والمنافذ الحدودية ورسوم المرور وغيرها”.

 

بلد بلا موازنة عامة

ويقول الخبراء إن أسبابا كثيرة عمقّت الازمات الاقتصادية ومنعت العراقيين من الاستفادة من العائدات المالية التي تحققت بعد ارتفاع أسعار النفط، منها عدم إقرار الموازنة الاتحادية. ويقف سبب آخر مهم بهذا الشأن، مفاده بأن عدم الاستفادة من الوفرة المالية يعزى لعدم نمو الاقتصاد الإنتاجي داخل البلاد، وهو ما يعد المحرك الرئيسي للنمو الداخلي بسبب توفيره فرص العمل.

ويقول الباحث في الشأن الاقتصادي، أحمد خضير، أن من المعيب أن يتحدث نواب في اللجنة المالية ومسؤولون حكوميون عن الوضع الجيد للعراق في ظل ارتفاع أسعار النفط وتغطيته الخلل في تشريع الموازنة.

ويوضح خضير لـ”طريق الشعب”، أن “المشكلة الكبيرة في غياب الموازنة في العام الحالي لم تكن برواتب الموظفين مثلما جرى التحذير، بل في مشاريع البنى التحتية التي غابت، مثل بناء المدارس. هنالك حاجة لبناء ما لا يقل عن 10 آلاف مدرسة، ويوجد 500 مدرسة كان من المفترض أن يتم الشروع فيها خلال عامي 2022 و2023”.

وإضافة إلى هذا، يبيّن المتحدث أن “مشاريع مهمة في الكهرباء والطرق والجسور والمستشفيات والمراكز الصحية في الأرياف، بقيت حبرا على ورق، فضلا عن المناطق المحررة التي تنتظر إعادة إعمارها. كل هذا يجري ويتحدث بعض النواب عن (انتصارات) حكومية بعد تأمين الرواتب، وهذا تعبير واضح عن مدى التخبط”.

“أما نسبة الفقر خلال العام الجاري، فقد ارتفعت إلى 25 في المائة بحسب مصادر رسمية، فيما اعتبرت الحكومة أن إقرار قانون الأمن الغذائي والتنمية سيعالج هذه المشكلة من خلال التخصيصات المالية لكن شيئا لم يتحقق”، وفق قول خضير، إضافة إلى أن مآخذ كثيرة على اختفاء أموال أو عدم وضوح في مبالغ كبيرة ضمن هذا القانون الذي أصبح بمثابة موازنة مصغرة.

 

حكومة مقيدة ووفرة بلا فائدة

من جانبه، يقول حكمت الدقاق، النائب الأول لرئيس غرفة تجارة بغداد، إن الحكومة في سنة 2021 كانت مقيدة لأنها مرت بفترة انتخابات، مع غياب الموازنة وحصر الصرف بأمور محددة مثل المواد الغذائية وبعض المسائل الخدماتية الملحة.

ويشير الدقاق خلال حديثه مع “طريق الشعب”، إلى أنه خلال العام الحالي حصل العكس تماما، حيث جاءت إلى الحكومة وفرة مالية هائلة نتيجة ارتفاع أسعار النفط إلى حدود 110 دولارات، فنمت وارداتها إلى حوالي 100 مليار دولار، فيما ارتفع مخزون الذهب، بينما لم يحظ المواطنون بأي شيء أيضا، لأنها كانت حكومة مقيدة وبلا صلاحيات.

ويرى المتحدث، أن مشكلة أخرى حصلت في غضون ذلك وهي “الارتفاع الهائل في أسعار العقارات في مناطق الكرادة والمنصور واليرموك ومثيلاتها، وتأثير هذا الارتفاع على المناطق الأقل أهمية، وذلك بسبب أشخاص وظفوا أموالا مختلسة أو مجهولة المصدر ومشبوهة في هذا الميدان، وبالتالي تضررت المناطق الفقيرة بالتوازي مع زيادة أعداد الفقر في 2022 وقلة المعالجات الاجرائية الاقتصادية”.

ويؤكد النائب الأول لرئيس غرفة تجارة بغداد، أن “الوفرة لم توجه صوب خدمة الطبقات الفقيرة، والدولة لم تقدم أي شيء سوى إدارتها بعض الأمور من منطلق روتيني، بينما غابت تماما وكأنما كانت غير موجودة في عام 2022 بسبب المشاكل السياسية، وما نتج عنها من تفاصيل كثيرة جدا”.

وتواصل الفساد على قدم وساق خلال عام 2022، بينما اكد مختصون أن جزءا منه مرتبط بنسب الفقر في البلاد وسوء التخطيط الاقتصادي ولم تجر معالجته بشكل حقيقي، بل أن جميع ما تم الكشف عنه هو بمثابة أبرة في كومة قش.

 

الصفحة الخامسة

«المحافظة الأكثر فسادا» انعدام الخدمات في صلاح الدين.. الى متى؟

متابعة – طريق الشعب

عندما تجود السماء بأمطار الشتاء تغرق مدن محافظة صلاح الدين بالأوحال فترة طويلة. وفي الصيف يخيّم على سماء تلك المدن غبار خانق يمنع الرؤيا، ويغطي الشوارع المتهالكة والأبنية الخربة والمنازل المهدمة.

هذا الواقع المأساوي الذي خلفه إرهاب داعش وأهملته الحكومة، دفع الكثيرين من أهالي المحافظة إلى النزوح نحو مناطق أخرى.

ويصف النائب السابق في مجلس النواب عبد القهار السامرائي، صلاح الدين بأنها “الأكثر فسادا على مستوى العراق”، مشيرا إلى أن هذا الفساد انعكس على تأخر إعمار المحافظة.

 

مشاريع وهمية

ويبيّن السامرائي في حديث صحفي، أنه “منذ انتخابات 2009، وبدء تقاسم النفوذ بين إدارة صلاح الدين، لم تشهد المحافظة نسبة إعمار توازي المبالغ التي خصصت لها، بسبب الاستئثار بالمال في إدارة المحافظة وضعف الرقابة من قبل مجلس المحافظة والتحاصص على المشاريع بين أعضاء المجلس وإدارة المحافظة”.

ويتحدث النائب عن مئات المشاريع الوهمية. ويقول أن “هناك مشاريع تكرر تخصيص الأموال لها، وهناك إدارة ضعيفة من ناحية تلبية المتطلبات الخدمية ومتطلبات الإعمار، خاصة في المناطق المتضررة من العمليات العسكرية”، منوها إلى أن “الفساد هدر الكثير من أموال المحافظة، وأتخم القيادات الإدارية بالثراء الفاحش. وهذا يؤشر وجود استحواذ على الموارد بطريقة غير نظامية”.

ويعرب السامرائي عن أسفه لطريقة تعامل الحكومات الاتحادية المتعاقبة مع ملف فساد المحافظة “فهي لم تعالج المسائل بشكل صحيح، وفي بعض الأحيان قامت بغلق الملفات من دون حل الإشكالات”، كاشفا عن وجود “تحايل على القضاء عبر تقديم وتأخير الملفات وعدم المحاسبة، وذلك أدى إلى تفاقم الفساد ونهب المال العام”.

 

مليارات مهدورة

وعن حجم الخسائر التي تسبب فيها الفساد، يوضح السامرائي أن “معدل ما تم تخصيصه لصلاح الدين منذ 2009 لا يقل عن 3 مليارات دولار، لكن على أرض الواقع لا يوجد انعكاس بنسبة 25 في المائة من هذا المبلغ. وبالتالي فإن 75 في المائة من المبلغ هدرت أو تم السطو عليها بطرق ملتوية”، لافتا إلى أنه “عندما تثار قضايا فساد كبيرة يكون الضحايا هم البسطاء من الموظفين والفنيين الذين تتم إحالة المشاريع عن طريقهم بصورة مباشرة، في حين يفلت كبار الفاسدين”.

ويؤكد أنه “لا توجد تحركات فعلية لتحجيم الفساد ومحاسبة الفاسدين، خاصة أن بعض الفاسدين لديهم حصانة ويشاركون في العملية السياسية، ولديهم حصص كبيرة من الوزارات”.

 

غبن حكومي

من جانبه، يقول الإعلامي طه رياض السامرائي، أن “صلاح الدين تشهد نوعا من الغبن الحكومي. فهي تحصل على أقل النسب في الموازنات مقارنة ببقية المحافظات، رغم احتوائها على مصفى بيجي الذي يعد من أهم مصافي العراق النفطية”.

ويعزو تراجع الجهد الخدمي إلى أسباب عديدة أبرزها سوء الإدارة والفساد، والحروب التي مرت على المحافظة، مشيرا في حديث صحفي إلى أنه “رغم أن المحافظات القريبة تعافت بعد انتهاء الحرب مع تنظيم داعش، إلا أن صلاح الدين بقيت على حالها، كون الأحزاب المتنفذة تسرق مقدراتها. إذ يصل بعض صفقات الفساد إلى 50 مليون دولار”.

ويلفت السامرائي إلى أن “مدينة بيجي فيها أكثر من ألف بيت مدمر، كون المعارك العسكرية دارت داخل المدينة، وأدت إلى تدمير أغلب المؤسسات الحكومية الصحية والخدمية”، منوها إلى أن “هناك حركة إعمار خجولة في بيجي من قبل المنظمات الدولية، لكن هذه المنظمات لا تستطيع التحرك والعمل بشكل كافٍ لتعرضها لضغوط من قبل مؤسسات حكومية أو من مسؤولين. إذ يتم ابتزازها بدفع رشاوى من أجل المضي في الإعمار”.

 

تلكؤ نحو 800 مشروع

النائب البرلماني عن صلاح الدين مهدي تقي آمرلي، يرى أن “سوء إدارة المحافظين أدى إلى تلكؤ ملف إعمار المحافظة خلال السنوات الماضية، وأن تنظيم داعش الإرهابي تسبب في تدمير نحو 50 في المائة من البنى التحتية والخدمات الموجودة فيها”، مشيرا في حديث صحفي إلى أن “زيارة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني إلى صلاح الدين كشفت عن تلكؤ نحو 800 مشروع في المحافظة”.

ويتحدث آمرلي عن تلكؤ ملفات التعويض في المحافظة، عازيا ذلك إلى الفساد وليس إلى عدم صرف التعويض “إذ يقوم بعض المتنفذين بابتزاز المتضررين لدفع نصف قيمة التعويض مقابل ترويج المعاملة”.

 

صندوق الإعمار يتحرك

أول أمس الثلاثاء أعلن صندوق إعمار صلاح الدين، أنه “تم اتخاذ الإجراءات القانونية بحق الشركات المتلكئة في تنفيذ المشاريع بالمحافظة”، مبينا في حديث لوكالة الأنباء الرسمية أنه “تم اتخاذ الإجراءات القانونية بحق الشركات، بعضها سحب العمل منها، والبعض الآخر تم إنذاره عن طريق كاتب العدل”.

ولفت إلى أن “بعض المشاريع لا يمكن تنفيذها، لأنها تحتوي على عوارض تحتاج إلى مبالغ عالية، ما اضطر الصندوق إلى إضافة مبالغ أخرى”، مشيرا إلى أن “المحافظ عقد اجتماعاً مع الجهات المستفيدة، ولوح بإجراءات وعقوبات بحق من يستمرون في تأخير المشاريع”.

 

جسر النعمانية قد ينهار والأهالي يطالبون بآخر جديد

النعمانية – وكالات

طالب مواطنون في قضاء النعمانية شمالي واسط، لجنة الإعمار في المحافظة بإنشاء جسر جديد في القضاء بديلا عن الجسر الحالي الذي يربطه بالطرق المؤدية إلى بغداد ومحافظات الفرات الأوسط والجنوب.  وقالوا في حديث صحفي، أن هذا الجسر مضى على إنشائه أكثر من 40 عاما، وهو حاليا يعاني مشكلات عديدة، وقد تتعرض أجزاء منه للانهيار في أي لحظة.

وفي السياق، دعا قائم مقام القضاء محمد عيدان، المديرية العامة للطرق والجسور في وزارة الاعمار والاسكان، إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة في شأن جسر النعمانية القديم، محذرا من احتمالية انهيار أجزاء من الجسر خلال الشهور المقبلة، أو تعطل الأجزاء الميكانيكية فيه.

 

مطالبات بتحسين الخدمات في «مستشفى الخضر»

الخضر – وكالات

شكا مواطنون في قضاء الخضر بمحافظة المثنى، من ضعف الخدمات الصحية في المستشفى العام بالقضاء.

وقالوا في حديث صحفي، أن المستشفى يعاني منذ سنوات تراجعا في الخدمات الصحية، ويحتاج إلى توفير المزيد من الأطباء الاختصاصين، سيما أطباء النسائية والتوليد، مؤكدين أن الخدمات التي يقدمها المستشفى لا تناسب عدد سكان القضاء.

وكان العديد من أبناء القضاء قد نظموا الأسبوع الماضي تظاهرة أمام بوابة المستشفى، مطالبين بتحسين الخدمات الصحية، ومهددين في الوقت نفسه بتنظيم المزيد من التظاهرات في حال عدم الاستجابة لمطالبهم.

 

مربو أغنام في المثنى: احموا مناطق الرعي من «الاستثمار»

السماوة – وكالات

نظم عدد من مربي الأغنام في محافظة المثنى، أخيرا، وقفة احتجاج أمام مبنى مكتب مجلس النواب في المحافظة، وذلك ضد تحويل بعض الأراضي المخصصة للرعي في مناطق البادية إلى الاستثمار.

وفي حديث صحفي، ذكر عدد من المحتجين أن العديد من مناطق الرعي في البادية تم تحويلها للاستثمار، الأمر الذي أثر على عملهم في مجال تربية الثروة الحيوانية وتنميتها، موضحين أن “تلك المناطق الشاسعة، لا سيما القريبة من الشريط الحدودي، معروفة بأنها مخصصة للرعي فقط، لكن جهات استثمارية قامت بوضع اليد عليها، بذريعة أنها تعاقدت مع الجهات الحكومية في هذا الخصوص”.

 

السرطان يتصاعد في البصرة ويفزع أهاليها

البصرة – وكالات

أثار مسؤولون في محافظة البصرة، مخاوف من استمرار التلوث البيئي الذي أدى إلى تصاعد الإصابات السرطانية بين السكان، مطالبين بتوفير مستشفيات خاصة لمعالجة المصابين.

يأتي ذلك بالتزامن مع صدور تقارير رسمية تتحدث عن ارتفاع نسب التلوث في المحافظة، نتيجة عمليات استخراج النفط ومخلفات الحروب السابقة.

النائب في البرلمان عن البصرة، أسعد البزوني، يؤكد في حديث صحفي أن “الإمكانات المتوفرة في المحافظة لمعالجة الأمراض السرطانية، تغطي فقط 45 في المائة من الحاجة الفعلية”، مبينا أن “المرضى يذهبون إلى بغداد لتلقي العلاج، ويسجلون في قائمة الانتظار، في حين أن حالاتهم تستوجب علاجا سريعا”.

معدلات مرتفعة

من جانبه، يكشف مدير مركز الأورام السرطانية في البصرة، رافد عادل عبود، عن تسجيل معدلات مرتفعة للسرطان في المحافظة، مرجحا أن تكون هناك زيادة متواصلة لمعدلات الإصابة خلال السنوات المقبلة، سيما بين الأطفال والنساء.

ويلفت عبود في حديث صحفي، إلى أن “معدل الإصابات الشهري بالسرطان في البصرة يصل إلى أكثر من 190 إصابة”، مشيرا إلى أن “هناك زيادة سنوية متوقعة في الإصابات، قد تصل إلى 10 في المائة”.

وينوّه إلى “وجود أعداد تراكمية للمصابين بالسرطان تبلغ حاليا أكثر من 34 ألف حالة، أبرزها سرطانات الثدي والقولون والقصبات والغدد اللمفاوية والمثانة”.

الحروب والنفط

إلى ذلك، يذكر مدير بيئة البصرة كريم عبد رخيص أن “الحروب وعمليات استخراج النفط تقف وراء زيادة الإصابات بالسرطان في المحافظة”، نافيا في حديث صحفي “وجود برنامج اتحادي لمعالجة هذه المشكلة. إذ لا تزال توجد مخلفات حربية ملوثة بالإشعاع نتيجة الحروب التي جرت بين 1991 و2003”. ويضيف قائلا أن “هناك نوعا آخر من الإشعاع، وهو المرافق لعمليات استخراج النفط، وهذا مستمر مع استمرار الاستخراجات النفطية، ويعد مصدرا للإشعاع ويحتاج إلى برنامج اتحادي شامل للسيطرة عليه”.

واحتلّ العراق خلال السنوات الأربع الماضية، المرتبة الثانية على مستوى العالم بين أعلى الدول إحراقاً للغاز الطبيعي.

وكان عضو الجمعية الملكية البريطانية للأطباء وعالم الأورام، جواد العلكي، قد وصف البصرة في وقت سابق بأنها “هيروشيما أخرى”، موضحاً أنّ السرطان بات يهدد أكثر من 40 في المائة من سكّانها.

 

عشرات الأحياء الموصلية في ظلام دامس!

الموصل – وكالات

أفادت صحيفة “الصباح” الرسمية في عددها أمس الأربعاء، بأن عشرات الأحياء السكنية في مدينة الموصل تعاني (حاليا) نقصا حادا في التيار الكهربائي، بعد خروج المولِّدات الأهلية فيها عن الخدمة نتيجة عدم تزويدها بالوقود، الأمر الذي أدى إلى استياء الأهالي بشكل كبير. وفيما اتهم مسؤول حكومي “جهات متنفذة” بالوقوف وراء الأزمة، أكد برلماني انتهاء الأزمة خلال اليومين المقبلين – حسب الصحيفة.

ونقلت “الصباح” عن المواطن خليل إبراهيم، وهو من سكان حي فلسطين، تساؤله: “أين الحكومة المحلية من هذا الإجراء؟ لماذا لم يتم تجهيز مولِّدات المدينة بمادة الكاز؟”.

كما نقلت عن عامر العبيدي، وهو صاحب مولدة في منطقة الـ 95، قوله أن “إطفاء المولِّدات تم بسبب عدم تجهيزها منذ أسبوعين بمادة الكاز”، مبيناً أن “الأحياء التي تعاني هذه المشكلة هي: منطقة الـ 95 وفلسطين والمنصور والفلاح والقاهرة، إضافة إلى تل الرمان والإصلاح ويارمجة وكوكجلي وحي العريبي، فضلاً عن المركزية والسويس والفيصلية والشعارين”.

من جانبه، أوضح مسؤول في مديرية المنتجات النفطية – لم تكشف الصحيفة عن اسمه – أن “الأزمة تقف وراءها جهات متنفّذة في الموصل، لاستخدامها كورقة ضغط لفتح ساحات بيع الوقود الخام التي تم إغلاقها في وقت سابق من قبل القوات الأمنية، نتيجة مسؤوليتها (الجهات) في عمليات تهريب النفط”. 

إلى ذلك، أكد النائب جميل سباك، أنه تواصل مع شركة المنتجات النفطية في بغداد، وأبلغها بتفاصيل الأزمة، مشيراً في حديثه للصحيفة، إلى أن الشركة وجَّهت بإطلاق حصة إضافية للمولِّدات الأهلية في مدينة الموصل لإنهاء الأزمة خلال يومين. 

 

مواساة

• تعزي اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في الكرخ الأولى الرفيق حسن علي حسين بوفاة شقيقه صديق الحزب سعدي، وذلك إثر مرض عضال لم يمهله طويلا.

الذكر الطيب للفقيد والصبر والسلوان لعائلته.

• تنعى منظمة الحزب الشيوعي العراقي في الديوانية الرفيق محمد خضير (ابو فراس)، الذي توفي بعد معاناة طويلة مع المرض.

له الذكر الطيب ولعائلته ومحبيه الصبر والسلوان.

• تنعى اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في ديالى، الرفيق المخضرم صالح مهدي البنا (أبو كريم)، الذي توفي إثر مرض عضال.

للفقيد الذكر الطيب ولأهله ورفاقه ومحبيه في قضاء الخالص الصبر والسلوان.

 

الصفحة السادسة

البرازيل.. اتهام الرئيس السابق بتحريض الفاشيين على العنف

برازيليا - وكالات

اتّهم الرئيس البرازيلي المنتخب، لويس إيناسيو (لولا دا سيلفا)، يوم أمس، الرئيس اليمينيّ المتطرّف المنتهية ولايته، جايير بولسونارو، بالتحريض على العنف، وذلك غداة إحراق متظاهرين مؤيّدين للأخير السيارات في الطرقات واشتباكهم مع الشرطة ومحاولتهم اقتحام مقرّ أمني.

يأتي هذا التصريح بعدما شهدت العاصمة البرازيلية برازيليا، أعمال عنف، على إثر مصادقة المحكمة الانتخابية العليا في البرازيل رسمياً على فوز لولا في انتخابات تشرين الأول، في آخر فصل من فصول المصادقة النهائية على فوز اليساريّ المخضرم على الرئيس اليميني المتطرّف.

وفي مؤتمر صحافي، قال لولا، الذي سيجري حفل تنصيبه في الأول من كانون الثاني، إنّ الرئيس المنتهية ولايته “لم يعترف بعد بهزيمته، ويواصل تحريض هؤلاء النشطاء الفاشيين على الاحتجاج في الشارع”.

وأضاف لولا، الذي تولّى رئاسة البرازيل من عام 2003 حتى عام 2010، أنّ بولسونارو “يتّبع السيناريو نفسه الذي اتّبعه جميع الفاشيين في العالم”.

كما اندلعت احتجاجات عنيفة ليل الاثنين، بعدما أمرت المحكمة العليا باعتقال زعيم السكّان الأصليين الموالي للرئيس المنتهية ولايته، جوزيه أكاسيو سيريري زافانتي، بتهمة تهديد السيادة الديموقراطية للقانون.

وأضرم مناصرون لبولسونارو النار في سيارات وحافلات في وسط برازيليا، وحاولوا اقتحام مقرّ الشرطة الفيدرالية التي تصدّت لهم بالغاز المسيّل للدموع والعيارات المطاطية.

واتُّهم سيريري زافانتي بتنظيم احتجاجات “مناهضة للديموقراطية” في محيط العاصمة، بما في ذلك أمام الفندق الذي يقيم فيه لولا.

وينظّم مناصرون لبولسونارو احتجاجات منذ خسارته الجولة الثانية لانتخابات الرئاسة التي أجريت في 30 تشرين الأول، وهم يعمدون إلى قطع الطرق ويطالبون بتدخّل الجيش لإبقائه في المنصب. كما يندّد هؤلاء بمؤامرة لإخراج بولسونارو من السلطة.

ودعا الرئيس المنتهية ولايته المحتجّين إلى الكفّ عن قطع الطرق بعد يومين على هزيمته، لكنّه شجّع مناصريه على المضيّ قدماً بما أسماها “احتجاجات مشروعة”.

ومذّاك، غاب بولسونارو عملياً عن الأنظار واقتصر جدول أعماله الرسميّ على قلّة قليلة من الأنشطة. وشبّه لولا، بولسونارو بقادة اليمين المتطرّف في كلّ من إيطاليا وفرنسا والمجر والولايات المتحدة.

وتزامناً مع ذلك، أعلن لولا تسمية وزراء جدد لحكومته. وأعلنت المغنية، مارغريت مينيزيس، قبولها عرضاً لتولّي منصب وزيرة الثقافة، لتصبح بذلك أول امرأة وأول شخص من ذوي البشرة السوداء يتم اختيارها للإدارة الجديدة. كذلك، قرّر لولا تعيين الشخصية البارزة في حزب العمّال الذي يتزعّمه، ألويزيو ميركادانتي، رئيساً لبنك التنمية البرازيلي.

 

تقرير أممي: أطفال الصومال يموتون جوعاً مع تفاقم كارثة الغذاء

مقديشو - وكالات

أظهرت دراسة أجراها تحالف وكالات تابعة للأمم المتحدة ومنظمات إغاثية أن أكثر من 200 ألف صومالي يعانون من نقص كارثي في الغذاء، وأن الكثيرين يموتون جوعا بينما من المتوقع أن يرتفع ذلك العدد إلى أكثر من 700 ألف العام المقبل، حسبما أفادت وكالة «رويترز» للأنباء.

 

إلى متى؟

وقال التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي الذي يضع المعيار العالمي لتحديد شدة الأزمات الغذائية، إنه تم مؤقتا تفادي أسوأ مستويات التصنيف، وهي المرحلة الخامسة من المجاعة، لكن الأمور تزداد سوءا.

وقال ينس لايركه المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة للمساعدات الإنسانية (أوتشا): «لقد أبقوا المجاعة خارج الباب، لكن لا أحد يعلم إلى متى».

وأضاف في إفادة صحافية في جنيف عقب صدور أحدث دراسة تحليلية بشأن الصومال: «يموت هؤلاء الناس جوعا، لا شك في ذلك، لكن لا يمكنني تحديد عدد لذلك».

وأدى الجفاف على مدى عامين إلى تدمير المحاصيل ونفوق الماشية في أنحاء دول القرن الأفريقي في حين ارتفعت أسعار الواردات الغذائية بسبب الحرب في أوكرانيا.

وفي الصومال، حيث نزح ثلاثة ملايين من ديارهم بسبب الصراع أو الجفاف، تفاقمت الأزمة بسبب حركة تمرد طويلة الأمد أعاقت وصول المساعدات الإنسانية إلى بعض المناطق.

وسبق أن حذر التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي من أن بعض المناطق في الصومال كانت معرضة لخطر الوصول إلى مستويات المجاعة إلا أن جهود المنظمات الإنسانية والمجتمعات المحلية حالت دون ذلك.

وأدت آخر مجاعة تعرض لها الصومال في عام 2011 إلى وفاة ربع مليون شخص، وقع نصفها قبل الإعلان رسمياً عن المجاعة.

وخوفا من نتيجة مماثلة أو أسوأ هذه المرة، سارع رؤساء المنظمات الإنسانية إلى القول إن الوضع كارثي بالفعل بالنسبة لكثير من الصوماليين.

ويدعو مكتب الأمم المتحدة للمساعدات الإنسانية إلى تقديم 2.3 مليار دولار لمواجهة الأزمة في الصومال، والتي جُمع 1.3 مليار دولار منها، أو 55.2 في المائة حتى الآن.

وقال رئيس لجنة الإنقاذ الدولية ديفيد ميليباند: «إن ضعف الاستجابة لنداء التمويل يظهر أن العالم لا يتعامل مع الأمر باعتباره ملحاً».

 

دعوة جديدة لمقاطعة الانتخابات التونسية

تونس - وكالات

قال رئيس «جبهة الخلاص الوطني» المعارضة، أحمد نجيب الشابي، يوم أمس، إنّ الجبهة تقوم بتحركات للدعوة إلى مقاطعة الانتخابات التشريعية في البلاد.

وأكد الشابي في حديثٍ للميادين أنّ «الهيئة المشرفة على الانتخابات منحازة؛ لأن الرئيس قيس سعيّد هو الذي شكّلها»، مضيفاً أنّ «رئيس الجمهورية انتخب على أساس دستور 2014، لكنه مزّقه وقدّم دستوراً على مقاسه».

وأشار إلى أنّ «الرئيس سعيّد كان يحظى بالمباركة بداية، لكنه أصبح يعاني من العزلة»، لافتاً إلى أنّ سعيّد «استغل الأزمة السياسية ليبرّر تفرّده بالسلطة، وجبهة الخلاص الوطني تطرح حواراً لإصلاح الدستور».

وتابع أنّ «جبهة الخلاص مكوّن سياسي رئيسي في المجتمع التونسي»، مضيفاً أنّ «علاقة القوة بين الرئيس قيس سعيّد وباقي مكوّنات المجتمع تتغير لمصلحة التغيير». وأردف قائلاً: «نقاطع الانتخابات لأنها غير شرعية، وستفرز مجلساً مسخاً»، مشيراً إلى أنّ «لا شيء يفرض علينا اللجوء إلى طرق التفافية».

 

جنوب السودان العنف يقتل 166 مدنيا ويشرد 20 ألفا

الخرطوم - وكالات

قال مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك أمس الأربعاء، إن أعمال عنف وقعت في ولاية أعالي النيل بجنوب السودان حصدت أرواح 166 مدنياً، وشردت أكثر من 20 ألفاً منذ آب الماضي، وسط تصاعد الاشتباكات بين الجماعات المسلحة.

وينتشر العنف في أجزاء من جنوب السودان، حيث غالباً ما تؤدي الاشتباكات الناجمة عن نزاعات على مناطق الرعي والمياه والأراضي الزراعية والموارد الأخرى إلى سقوط قتلى.

وكانت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد أكدت الأسبوع الماضي أن الصراع امتداد لقتال بدأ في آب في قرية بولاية أعالي النيل وانتشر منذ ذلك الحين في أجزاء أخرى من الولاية ومناطق في ولايتي جونقلي والوحدة.

وقال تورك في بيان: «عمليات القتل هذه، إضافة إلى تقارير عن أعمال عنف على أساس الجنس وعمليات خطف وتدمير ونهب لممتلكات، هي انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان ويجب أن تتوقف».

وحذر تورك من أن إراقة الدماء هذه تهدد بامتدادها إلى خارج المنطقة ما لم تتحرك السلطات المحلية وقادة المجتمع بسرعة لتهدئة التوتر بين الجماعات المسلحة. وشدد على «أهمية أن تجري حكومة جنوب السودان تحقيقاً شاملاً نزيها بسرعة في أعمال العنف وأن تحاسب جميع المسؤولين عنها وفقاً للقانون الدولي».

وحذر زعماء دينيون في المنطقة من أن الاشتباكات بين مجموعات الشباب المتناحرة امتدت إلى مخيم يأوي نازحين بسبب العنف، وعبروا عن مخاوفهم من خروجها عن السيطرة.

وقالت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في وقت سابق إن ما لا يقل عن ثلاثة آلاف فروا إلى السودان المجاور.

 

فلسطينيون يطالبون بمحاسبة قتلة الطفلة في جنين

رام الله - وكالات

طالب الفلسطينيون الولايات المتحدة بممارسة نفوذها لضمان محاسبة قتلة الطفلة الفلسطينية جنى زكارنة (16 عاماً) في جنين يوم الاثنين الماضي بعد هجوم إسرائيلي على المدينة.

وقال المسؤول في وزارة الخارجية الفلسطينية أحمد الديك، إن السلطة تريد من الإدارة الأميركية ممارسة ضغط حقيقي على إسرائيل، لضمان محاكمة ومحاسبة القاتل، وعدم الاكتفاء باعتراف الحكومة الإسرائيلية بقتلها والاعتذار عنه.

وجاءت مطالبة الديك بعد مطالبة وزارة الخارجية الأميركية إسرائيل بتحمل مسؤولياتها في محاسبة قتلة الطفلة جنى زكارنة. وكانت الولايات المتحدة قد دعت إلى المحاسبة بعد أن قال الجيش الإسرائيلي إن جندياً إسرائيلياً على الأرجح قتل بطريق الخطأ فتاة فلسطينية تبلغ من العمر 16 عاماً خلال تبادل لإطلاق النار في جنين. وأوضح المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس: «نعرب عن خالص تعازينا لأسرة جنى زكارنة، إنه حادث مفجع كلما نسمع عن مقتل مدني في مثل هذه العمليات»، وأضاف: «نحن ندرك أن الجيش الإسرائيلي يجري تحقيقاً فيما حدث. ونأمل أن نرى محاسبة في هذه القضية».

وأثارت الحادثة مخاوف إسرائيلية على نحو خاص لأنها جاءت متزامنة مع وصول مبعوثة الأمم المتحدة لشؤون الأطفال والنزاع المسلح فيرجينيا غامبا إلى المنطقة لفحص الادلة المتعلقة باستهداف الجيش الإسرائيلي للأطفال الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة، وما إذا كانت ستضم إسرائيل لقائمة العار الخاصة باستهداف الأطفال.

 

عدد غير مسبوق من الصحفيين المسجونين في العالم

متابعة - وكالات

قالت منظمة “مراسلون بلا حدود” يوم أمس، إن عدد الصحفيين المسجونين في أنحاء العالم وصل إلى مستوى قياسي جديد عام 2022، وذلك بعدما ارتفع العدد إلى 533 صحفيا، في حين قُتل 57 صحفيا على مدى الـ12 شهرًا الماضية.

وأكدت المنظمة في حصيلتها السنوية ارتفاع عدد الصحفيين الذين قُتلوا إلى 57، ولا سيما بسبب الحرب في أوكرانيا، وذلك بعدما تم تسجيل مستويات “متدنية تاريخيا” بلغت مقتل 48 صحفيا عام 2021، و50 صحفيا عام 2020.

ويزيد عدد الصحفيين المسجونين هذه السنة بـ40 صحفيا عن العام الماضي، الذي سجل في الأساس عددا تاريخيا بلغ 488 صحفيا، حسب المنظمة الحقوقية.

وصرح الأمين العام للمنظمة المدافعة عن حرية الصحافة، كريستوف دولوار، بأن “الأنظمة الدكتاتورية والمتسلطة تحشو سجونها بصورة متسارعة عن طريق سجن صحفيين”.

ولفتت المنظمة -ضمن هذا التعداد العالمي السنوي- إلى عدد غير مسبوق من الصحفيات المسجونات بلغ 78 امرأة مقابل 60 العام الماضي.

وأوضحت أن الصحفيات يمثلن الآن نحو 15 في المائة من المسجونين، وذلك بالمقارنة مع نسبة كانت أقل من 7 في المائة قبل 5 سنوات.

 

الصفحة السابعة

عامل لوزير العمل: 450 الف دينار لا تكفي

بغداد – طريق الشعب

ينظر ليث جواد مع زوجته إلى طفلتهما الوحيدة بهمٍّ ظاهر وقلق على مستقبلها، بسبب عجزهما عن توفير أبسط ما ترغب به من ألعاب وما ستحتاجه حين تلتحق بالمدرسة.

ليث الذي يعمل حارسا في إحدى الكليات الأهلية ويسكن في غرفة مستأجرة مقابل 250 ألف دينار شهريا في منطقة البياع جنوب غربي بغداد، يتحدث لـ”طريق الشعب” عن واقع حاله فيقول: “أتقاضى مبلغ 500 ألف دينار شهريا لقاء عمل يتجاوز 10 ساعات يوميا. وفي اليوم الذي أتسلم فيه الراتب أقوم بتوزيعه مع زوجتي حسب الأولويات، فأولا دفع الـ 250 ألف إيجار الغرفة التي نسكنها، ثم مبلغ 100 ألف دينار قيمة الاشتراك الشهري للحصول على التيار الكهربائي من المولدة الأهلية. وقد عملت هذا الشهر على الاستغناء عن الكهرباء بسبب مرض ابنتي وحاجتي إلى الدفع للطبيب وللصيدلية، وأملي أن أتمكن من إعادة التيار في الشهر القادم حال تحسن الحال. هكذا هو حالنا، وهو يجعلني أبحث مرغما عن عمل اضافي إلا أن فرص العمل نادرة كما تعلمون”.

وليث واحد من آلاف العمال في مختلف المؤسسات والشركات ممن يشاركونه ذات الهموم، وتجمعهم نظرات الحيرة والخوف على مستقبل ابنائهم، فذلك هو همهم الأكبر في بلاد لا اطمئنان فيها إلى الغد. وفي الوقت الذي يعاني فيه العامل من الظروف المعيشية الصعبة، جراء تدني الأجور التي يتقاضونها مقابل ساعات العمل الطويلة، تحدث وزير العمل والشؤون الاجتماعية أحمد الأسدي عن “رفع الحد الأدنى لأجور العمال من 350 ألف دينار إلى 450 ألف دينار” وقال إن الهدف من ذلك هو “مراعاة المستوى العام للأجور في الدولة وتكاليف مستوى المعيشة”!

وقد استذكر العامل ليث ذلك وهو يتحدث الينا وقال تعقيبا على تصريح الوزير انه يشكره “على كرمه في دعم العمال بإضافة مبلغ 100 ألف دينار لا أكثر إلى أجورهم الدنيا”.

وأضاف موجها كلامه إلى الوزير: “هل تعتقد حقا ان مبلغ 450 ألف دينار يكفي لسد متطلبات المعيشة للعامل وعائلته في ظروف بلدنا، حيث يعاني الناس من ارتفاع الأسعار وعدم توفر فرص العمل؟”.

وعاد ليث بعد ذلك الينا وهو يقول: “قبل قليل أوضحت معاناتنا بسبب عدم كفاية راتبي الحالي البالغ 500 ألف دينار، وأشرت إلى بحثي المستمر عن عمل إضافي لتخفيف هذه المعاناة. هذا ونحن عائلة من ثلاثة افراد فقط. فكيف تدبر العائلات الأكبر حالها براتب لا يزيد على 450 ألف دينار؟”.

 

عمال معامل الحديد في الإقليم يشكون غزو المستورد

بغداد – طريق الشعب

عبر عمال معامل صناعة الحديد في إقليم كردستان عن مخاوفهم من توجهات الحكومة بغلق معامل الحديد او خصخصتها، جراء الاعتماد على الحديد المستورد. ويقول مصطفى أنور وهو أحد عمال معامل صناعة الحديد في الإقليم في تصريح طالعته «طريق الشعب» إن «مناطق الاقليم تحتضن 9 معامل لإنتاج الحديد يعمل فيها قرابة 14 ألف عامل، وجميعهم مهددون بالتسريح عن العمل جراء غزو مادة الحديد المستورد للأسواق المحلية» ويلفت إلى أن «أغلب التجار بات يفضل الاعتماد على المستورد من الحديد وذلك لرخص ثمنه مقارنة بالحديد محلي الصنع»، موضحا «فتسعيرة الطن الواحد من الحديد الإيراني يصل إلى 600 دولار، اما سعر الطن الواحد من الحديد المحلي تصل إلى 700 دولار، الأمر الدي انعكس سلبا على تصريف المنتج المحلي».

 

عزوف عن تقديم الشكاوى بسبب المعرقلات المادية والادارية

محكمة العمل تؤكد حسمها جميع قضايا «العمل» لصالح العمال

بغداد – نورس حسن

على الرغم من الدور الكبير الذي تلعبه محكمة العمل في انصاف العمل والدفاع عن حقوقهم، إلا أن العديد منهم يشكون التأخير في حسم قضايا العمال، فضلا عن الرسوم المالية الكبير التي تفرض على العامل لقاء رفع الشكوى القانونية.

ويذكر المواطن آوس فلاح لـ”طريق الشعب” وهو أحد العمال الذين أقدموا على رفع شكوى لدى محكمة العمل جراء مخالفة إحدى شركات القطاع الخاص التي كان يعمل لصالحها شروط عقد العمل والتخلي عن مهامه بعد خدمة سبع سنوات، أنه على الرغم من حسم القضية لصالحة من قبل محكمة العمل وانصافه عبر فرض غرامة مالية على صاحب الشركة وإلزامه بإعادتي إلى العمل إلا ان القضية تطلبت قرابة 8 أشهر لحسمها إضافة إلى الرسوم المالية التي تجاوزت مليون دينار ضمنها اجور المحامي”.

ويقول إن “اغلب العمال في القطاع الخاص يتعرضون إلى أبشع انواع الاساءات والاستغلال وانهم في الوقت نفسه عاجزون عن رفع الشكوى بسبب قلة فرص العمل، إضافة إلى الرسوم المالية الكبيرة”، منبها إلى أن أغلب العمال في القطاع الخاص غير قادرين على دفع الرسوم المالية التي تفرضها إجراءات رفع الدعوى للمطالبة بحقوقهم المالية”.

بدوره يؤكد المحامي ماجد الفريجي لـ”طريق الشعب” حرص محكمة العمل على حسم قضايا العمال للعمال مهما كانت النتائج، وإلزام العقوبة التي أغلبها غرامات مالية على أرباب العمل.

ويرى ان “ مستوى الانتهاكات التي يتعرض لها العمال في مختلف ميادين العمل خاصة في القطاع الخاص، ليس بمستوى عدد الدعوى القانونية التي تصل إلى محكمة العمل، الأمر الذي ساعد على تمادي أرباب العمل بانتهاكاتهم”.

ويعزو الفريجي الأسباب وراء ذلك إلى عدم فهم اغلب العمال بالإجراءات القانونية للمطالبة بحقوقهم فضلا عن الخوف من خسارة العمل وصعوبة إيجاد البديل، الأمر الذي أجبر الكثير من العمال على الاستمرار بالعمل وتحمل كافة انواع الانتهاكات التي قد تصل إلى الطرد”.

وعن قانون العمل يرى انه بحاجة إلى تعديلات تتناسب مع تطورات العصر، فضلا عن وجود ضرورة إلى فتح محاكم أخرى للعمل والعمل على إجراء حملات توعية كبيرة للعمال بكيفية المطالبة بحقوقهم وفق القانون.

في السياق يشدد قاضي محكمة العمل في بغداد - الرصافة عبد الخالق عمران موسى لـ”طريق الشعب” أن “محكمة العمل دأبت على حسم وانجاز الدعاوى المقامة أمامها بما يضمن حق العامل في الحصول على مستحقاته التي نص عليه عليها قانونا العمل والتقاعد والضمان الاجتماعي”، مشيرا إلى أن “من أبرز القضايا التي تنظر فيها المحكمة هي “التعويض عن إنهاء الخدمة التعسفي والتعويض عن نهاية الخدمة لمن أكمل سنة عمل وأكثر إضافة إلى التعويض عن الإجازات السنوية المتراكمة والعمل الإضافي وأيام الجمع والعطل والمناسبات التي أوجب القانون أن تكون أجور العمل فيها بضعف الأجر اليومي للعامل وغيرها من الحقوق”.

وبخصوص البنود القانونية في قانون العمل المعمول به يرى موسى أن قانون بحاجة إلى تعديل خاصة وان الجهات المشرعة أوجبته خلال المرحلة التي شرع فيها”.

ويشير إلى “مشروع قانون التقاعد والضمان الاجتماعي للعمال على الرغم من النصوص القانونية الذي تضمنها لصالح الطبقة العاملة إلا أنه بحاجة إلى تشكيل محاكم عمل للنظر في النزاعات التي تحدث بين العمال وأرباب العمل”

 

عمال المطاحن الأهلية نعمل لساعات طويلة مقابل اجور زهيدة 

بغداد – طريق الشعب

يشتكي عمال مطاحن القطاع الخاص من ساعات العمل الطويلة مقابل الأجور الزهيدة التي لا تتناسب مع مستوى الجهد العمل اليومي وطول ايام الاسبوع.

ويقول زاهر جبار وهو عامل في أحد المطاحن الاهلية لـ”طريق الشعب” إن “وزارة التجارة تعتمد على المطاحن الأهلية لتجهيز المواطنين بمادة الطحين ضمن مفردات البطاقة التموينية”.

ويضيف أن “أجور العمال زهيدة جدا وتتراوح بين 400-500 ألف دينار، مقابل 10 ساعات عمل في اليوم الواحد وستة أيام في الاسبوع”.

ويشير جبار إلى أن العمل لساعات طويلة لا يشفع لهم امام أرباب العمل فأي تأخير بسيط عن الدوام يتم استقطاعه من الراتب الزهيد اصلا.

 

في واسط عمال الطابوق يشكون قرارات المحافظ ويعدونها تعسفية

بغداد – طريق الشعب

عبر عمال معامل الطابوق في واسط، عن استيائهم من قرار، محافظ واسط محمد المياحي، بقطع النفط الأسود عن 12 معملا للطابوق ونقلها إلى مكان آخر، الامر الذي تسبب بتسريح المئات من عمال الطابوق عن العمل.

ويقول مهدي يونس وهو الممثل عن عمال معامل الطابوق في واسط لـ»طريق الشعب» أن «هناك ألف و500 عائلة، تعتمد في معيشتها على معامل طابوق الحي في واسط التي توقفت عن العمل جراء قرارات محافظ واسط التعسفية».

ويرى مهدي ان «قرارات المحافظ غير مدروسة، خاصة وأن الارض البديلة للمعامل تخلو من أي شكل من اشكال الخدمات، فضلا عن فرض مدة شهرين لتحويل المعامل».

ويلفت الممثل عن عمال الطابوق في واسط إلى انهم يتقاضون أجورا لقاء عملهم لا تتجاوز ٥٠٠ ألف دينار شهريا، وانهم يتخذون من المعامل ذاتها أماكن لسكن عوائلهم على الرغم من التلوث البيئي الكبير.

وطالب مهدي «بضرورة تدخل الحكومة الاتحادية لإيقاف قرارات محافظ واسط التعسفية».

 

بعد صراع مع الإدارة استمر ثلاثة أشهر

انتصار مهم لعمال موانئ ليفربول البريطانية

متابعة – طريق الشعب

انتهى صراع عمال ميناء ليفربول، الذي بدأ في شهر آب الفائت، وكان العمال قد دخلوا في اضراب لمدة 5 أسابيع، بدأ في 19 أيلول الفائت. لقد استطاع العمال ونقاباتهم، فرض زيادة كبيرة في الأجور تراوحت بين 14,3 إلى 18,6 في المائة. وتجاوز المتحقق الهدف الذي حددته النقابات، في البداية كان الهدف الأولي تحقيق زيادة في الأجور تغطي مستوى معدل التضخم الحالي، الذي يتراوح بين 11 و12في المائة.

ميناء ليفربول هو ثاني أكبر ميناء في بريطانيا. وفقًا لمالك الميناء بييل بورت، يتم تداول قرابة 70 مليون طن من البضائع كل عام، والتي تشكل مع بضائع ميناء فيليكسستو الواقع على ساحل بحر الشمال قرابة 60 في المائة من البضائع المتداولة في بريطانيا.

ومن المحتمل أن تظل سلاسل التوريد متأثرة بعد نهاية العام بسبب أسابيع الإضراب العمالي، والتي سيكون لها تأثير على تعاملات عيد الميلاد. وفي فيليكسستو أيضًا، يناضل العمال من أجل الحصول على أجور أفضل منذ الصيف.

وفقا لخدمات قطاع بورت التكنولوجي، انخفض عدد السفن الراسية في ميناء ليفربول خلال إضراب تشرين الأول بنسبة 68 في المائة مقارنة بشهر آب، وتم تحويل معظمها إلى ميناء ساوثهامبتون، واستمرت مرحلة الإضراب الأخير في ليفربول من 24 أتشرين الاول إلى 7 تشرين الثاني. وخلالها أعلن مالك الميناء عن نيته تسريح 132 من عمال الرصيف. ولكن اتحاد النقابات، اشترط الغاء هذه الخطط، قبل الدخول في التفاوض للتوصل إلى اتفاق.

وفي اجتماع نقابي اخيرا، حضره 600 من أعضاء الاتحاد، تم التصويت بالإجماع على الاتفاق الذي توصلت له النقابات مع رب العمل. وبهذا أعلن العمال انتهاء اضرابهم.

وعبرت السكرتيرة العامة للنقابة شارون غراهام عن سعادتها بالقول: “هذا انتصار كبير لأعضاء النقابة في ميناء ليفربول”. و” إن تصميم المشاركين في الإضراب واستراتيجيتنا أجبرا الشركة على التعامل بعقلانية وفعل الشيء الصحيح”. وأضافت غراهام، “سنواصل النضال من أجل فرص العمل والأجور وظروف عمل أفضل وسوف “ندافع بلا هوادة” عن العمال”.

تولت غراهام قيادة الاتحاد العام الفائت، ومنذ ذلك الحين، أصبح الاتحاد أكثر نشاطا. وفي حوار صحفي في نهاية تشرين الأول الفائت، أشار القيادي في الاتحاد ويلي هوارد إلى أن نقابته قد خاضت بالفعل نضالات عمالية هذا العام، أكثر من كل السنوات السابقة، منذ عام 2007.

ووفق معطيات الاتحاد تم خلال العام خوض 450 مواجهة، من أجل تحسين الأجور وظروف العمل والحفاظ على فرص العمل، تم كسب 81 في المائة منها.

وتنأى زعيمة الاتحاد بنفسها عن حزب العمال في ظل قيادته اليمينية، لعدم دعم زعيم الحزب ستارمر النضالات العمالية. ودعا ستارمر بالفعل خلال الأسابيع السابقة، النقابات إلى ترك الإضرابات جانبا.

وعلى عكس نجاح ليفربول، فإن أكبر ميناء للشحن في بريطانيا في فيليكسستو لم يجد حلاً بعد في المفاوضات، ومنذ آب الفائت، أضرب حوالي 1900 عامل لعدة أيام على شكل مراحل مكررة، وليس هناك خطط لإضرابات مقبلة.

 

الصفحة التاسعة

لاعب كرة قدم إيراني يواجه خطر الإعدام

متابعة ـ طريق الشعب

أعربت النقابة الدولية للاعبي كرة القدم المحترفين “فيفبرو” عن “صدمتها” لمواجهة لاعب كرة القدم الإيراني أمير ناصر آزاداني البالغ 26 عاماً خطر صدور حكم بالإعدام بحقه، لأسباب متصلة بالتظاهرات التي تشهدها إيران منذ ثلاثة أشهر.

وأعلنت النقابة في حسابها على تويتر أن “فيفبرو مصدومة وممتعضة من جراء معلومات تفيد بأن لاعب كرة القدم المحترف أمير ناصر آزاداني يواجه خطر الإعدام في إيران، بعدما شارك في حملة للدفاع عن حقوق النساء والحريات الأساسية في بلاده. نحن متضامنون مع أمير”.

---------

 

المنتخب الوطني يواجه الكويت نهاية الشهر على ملعب الميناء

العراق يعلن جاهزية ملعب جذع النخلة لاحتضان خليجي 25

بغداد ـ طريق الشعب

أعلن الاتحاد العراقي لكرة القدم، امس الأربعاء، عن تحديد نهاية الشهر الحالي موعداً لإقامة مباراة ودية للمنتخب العراقي لكرة القدم أمام نظيره الكويتي.

وأوضح الاتحاد العراقي لكرة القدم في بيان إن “مباراة المنتخب العراقي أمام منتخب الكويت ستقام في ملعب الميناء الأولمبي في الـ 30 من هذا الشهر لإقامة المباراة”.

وكان الاتحاد العراقي المركزي لكرة القدم أعلن، يوم امس، وبشكل رسمي جاهزية ملعب البصرة لاحتضان مبارياتِ خليجي 25 المقرر انطلاقها مطلع العام المقبل.

ويترأس العراق “البلد المنظم” المجموعة الاولى في بطولة خليجي 25، وسيكون الى جانبه حسب تسلسل القرعة اليمن والسعودية وسلطنة عمان.

فيما ترأس منتخب البحرين المجموعة الثانية كونه بطل البطولة الاخيرة، وسيكون الى جانبه حسب تسلسل القرعة الكويت وقطر والإمارات.

ومازالت الاعمال جارية في ملعب الميناء الدولي، والذي من المقرران يستضيف بعض مباريات المجموعة الثانية.

وتنطلق بطولة خليجي 25 في السادس من شهر كانون الثاني من العام المقبل بمشاركة ثمانية منتخبات خليجية.

------------

 

الكهرباء يقفز لصدارة الدوري والشرطة ودهوك يحققان الفوز

بغداد ـ طريق الشعب

حققت فرق دهوك والشرطة والكهرباء، يوم الأربعاء، الفوز ضمن منافسات الجولة الـ 10 لدوري الكرة الممتاز.

وفاز فريق دهوك على مضيفه فريق نادي الصناعة بنتيجة 3-1، سجل دهوك هدفه الأول في الدقيقة 11 برينس ابوكو، وفي الدقيقة 13 سجل دهوك هدفه الثاني عن طريق جيار كوفاند، وسجل الصناعة هدف التقليص في الدقيقة 39 عن طريق ليث رعد عباس، وعاد لاعب دهوك جيار كوفاند ليسجل هدفه الشخصي الثاني والثالث لفريقه في الدقيقة 45 +2، لينتهي الشوط الأول بتقدم دهوك بثلاثة اهداف مقابل هدف وحيد للصناعة، واستمرت النتيجة على حالها في الشوط الثاني حتى نهاية اللقاء.

وفي اللقاء الثاني الذي جمع الكرخ وضيفه الشرطة انتهى بفوز الشرطة بنتيجة 3-2. وانتهى الشوط الأول بالتعادل السلبي من دون اهداف، وفي الشوط الثاني سجل فريق نادي الكرخ هدفه عن طريق صهيب رعد بالدقيقة 48 ليعادل الشرطة النتيجة في الدقيقة 60 عن طريق محمد داود وبعد دقيقة واحدة سجل الشرطة هدفه الثاني عن طريق علاء عبد الزهرة، ليعود الكرخ يعادل النتيجة عن طريق نهاد محمد بالدقيقة 77 ثم سجل الشرطة هدفاً ثالثاً في الدقيقة 9+2 عن طريق مناف يونس لينتهي اللقاء شرطاوي بثلاثية مقابل هدفين للكرخ.

اما اللقاء الثالث الذي جمع فريق نادي الكهرباء وضيفه النجف انتهى بفوز الكهرباء بنتيجة 3-1.

وانتهى الشوط الأول بتقدم الكهرباء بهدف دون رد للنجف جاء في الدقيقة 44 عن طريق علي جاسم، وفي الشوط الثاني عادل النجف النتيجة عن طريق مرتضى هديب بالدقيقة 55، وعاد الكهرباء ليسجل هدفه الثاني عن طريق زاهر ميداني في الدقيقة 75 ثم الثالث عن طريق ستيفن بافور بالدقيقة 90+2، لينتهي اللقاء بفوزه بثلاثة اهداف مقابل هدف وحيد للنجف.

---------

 

ميسي يقرر انهاء مسيرته المونديالية

الدوحة ـ وكالات

أعرب ليونيل ميسي قائد منتخب الأرجنتين عن سعادته بتأهل بلاده إلى نهائي كأس العالم 2022 بقطر، بعد عبور عقبة كرواتيا.

وقال نجم الكرة الأرجنتينية عقب اللقاء: «لا أعرف ما إذا كانت هذه هي أفضل بطولة لي أم لا، لقد استمتعت بهذا كثيرًا، لفترة طويلة كنا واثقين من أن هذه المجموعة ستنجح، نحن نعرف ما نحن عليه ونطلب من الجماهير أن يؤمنوا بنا، لقد مرت الأمور في ذهني ومن المثير للغاية أن أرى كل هذا».

وأضاف: «ما عشناه في كأس العالم بأكملها رائع، والآن نحن نذهب للمباراة الأخيرة، وهذا ما أردناه، لقد مررنا بمواقف صعبة، ومواقف أخرى جيدة للغاية واليوم نحن نعيش شيئًا مذهلًا، أنا أستمتع بها مع كل هؤلاء الأشخاص، أتخيل أنه يجب أن يكون جنونيًا».

وواصل: «أنا سعيد جدًا لإنهاء رحلتي في نهائيات كأس العالم، وأن ألعب المباراة الأخيرة في نهائي كأس العالم هذا حقًا ممتع للغاية».

وأتم: «كل ما عشته في كأس العالم كان عاطفيًا، حيث رأيت مدى الاستمتاع به في الأرجنتين، وهذه الطريقة للنهاية رائعة».

---------

 

التحكيم في المونديال.. يفجر غضب النجوم

الدوحة ـ وكالات

مع اقترب كأس العالم 2022 في قطر من خط النهاية، شهدت الأمتار الأخيرة من المونديال هجوما من بعض النجوم على التحكيم، رغم وجود تقنية “الفار” التي يبدو انها لم تضع حدا للجدل الدائر حول الأخطاء التحكيمية.

ميسي

افتتح ميسي هجوم النجوم الكبار على الحكام في مباريات المونديال، بعدما شن هجوما ضاريا على الحكم الإسباني ماتيو لاهوز، والذي أدار لقاء راقصي التانجو مع هولندا، في الدور ربع النهائي من بطولة كأس العالم.

وشهدت المباراة العديد من التدخلات العنيفة من جانب الفريقين ضد بعضهما، بجانب المشادات التي حدثت بين اللاعبين عدة مرات على مدار المباراة التي امتدت للأشواط الإضافية، قبل أن تحسمها الأرجنتين بركلات الترجيح بنتيجة 4-3.

وهاجم ميسي الحكم وأكد أنه تحامل على منتخب الأرجنتين في المباراة، مطالبا الاتحاد الدولي لكرة القدم الفيفا، بحسن اختيار الحكام خاصة في هذه الأدوار الإقصائية التي تشهد مواجهات مهمة.

كما هاجم إيميليانو مارتينيز حارس مرمى منتخب الأرجنتين الحكم ذاته مؤكدا أنه ساعد هولندا بمنح 10 دقائق كوقت بدل من الضائع وكان يرغب أن يحرزوا أهدافا بأي طريقة، متمنيا ألا يدير هذا الحكم أي مباريات لمنتخب الأرجنتين في المستقبل.

 

بيبي

سار بيبي مدافع البرتغال المخضرم على درب ميسي ومارتينيز بعدما شن هجوما ضد الحكم الأرجنتيني فاكوندا تيلو الذي أدار لقاء البرتغال والمغرب في الدور ربع النهائي أيضا.

وأكد عدم صحة اختيار حكم من الأرجنتين لإدارة مباراة في الأدوار الإقصائية خاصة مع وجود منتخب من نفس البلاد يخوض منافسات البطولة، خاصة بعد تصريحات ميسي عقب لقاء الأرجنتين وهولندا.

وأكد بيبي أن الحكم أمام المغرب لم يشهر البطاقات الصفراء رغم تدخلات لاعبي المغرب لتعطيل اللعب.

 

مودريتش

انتقد لوكا مودريتش لاعب منتخب كرواتيا، حكم مباراة فريقه ضد الأرجنتين أمس، الإيطالي دانييلي أورساتو، مؤكدا أنه أسوأ حكم شاهده يدير مباراة كرة قدم، خاصة بعدما احتسب ركلة جزاء وصفها اللاعب الكبير بغير الصحيحة لمنتخب الأرجنتين سجل منها الأخير هدفه الأول.

وقال إن هذه الركلة تسببت في تدمير الكروات على حد وصف مودريتش خاصة وأن الأرجنتين سجل بعدها بدقائق قليلة الهدف الثاني وأصبحت الأمور صعبة على منتخب كرواتيا في الملعب.

-----------

 

تجارب جديرة بالاهتمام

البدء بخطوات جدية للنهوض بواقع كرة القدم

منعم جابر

إن واقع كرة القدم العراقية لا يسر صديقاً، حيث نجد أن حال كرة القدم يعاني من تخلف وتراجع مستمر، على عكس الكثير من بلدان المنطقة والجوار التي بدأت تتطور بسرعة كبيرة وتقدم مستويات جيدة، وانعكس ذلك على مستويات منتخباتها وفرقها في الدوري.

الأمر الذي يتطلب منها أن توظف خبراتنا ورصيدنا في كرة القدم من أجل النهوض بالواقع الكروي أسوة بما تقدمه بلدان المنطقة والعالم التي سبقتنا بمسافات بعيدة.

ولعل السبب في هذا الواقع هو الخلافات والحساسيات التي تقود المؤسسة الكروية، ويجد كل واحد منهم نفسه على صواب والآخرين هم دون المستوى والمعرفة.

خطوة أولى على الطريق الصحيح

منذ أكثر من عام تم التنسيق بين وزارة الشباب والرياضة والاتحاد العراقي لكرة القدم لعمل مشترك من أجل بناء قاعدة كروية رصينة لإنشاء مراكز للمواهب الكروية أولا في بغداد- الرصافة والكرخ، ثم الانطلاق لتجربة مراكز الموهوبين في المحافظات، وهي خطوة في المسار الصحيح، وتم تحديد أعمار اللاعبين بين 8- 15 سنة وتم اختيار أكثر من ألف لاعب، تم اختيار 260 لاعباً منهم، من قبل مدربين ولاعبين عراقيين سابقين، وكان المشرف على مركزي بغداد هو الأستاذ داود العزاوي، وقد تم وعدنا بوصول خبراء في علم التدريب من إسبانيا لقيادة المدربين العراقيين في هذا المشروع الكبير لبناء قاعدة كروية صحيحة.

القضاء على التزوير والتلاعب بالأعمار

إن عدم القضاء على التزوير والتلاعب بأعمار اللاعبين سيؤدي إلى حرمان الأعمار الحقيقية من فرصة اللعب والسماح للاعبين بأعمار أكبر لتمثيل الفئة العمرية الأصغر، وهذا ما حصل للكثير من لاعبي الأمس وحرمهم من أداء دورهم في تمثيل منتخبات الفئات العمرية. وكان للمؤسسات الرياضية دور في تنامي هذه الظاهرة الخاطئة.

هنا يتوجب على إدارات الأندية واللجنة الأولمبية الحفاظ على الأعمار الحقيقية للاعبين والسماح لمن يستحق قانوناً باللعب ضمن هذه الفئات، ويجب ان تتحمل إدارة النادي والاتحاد المعني مسؤولياتها إضافة إلى عوائل اللاعبين، وبذلك يتم القضاء على هذه الظاهرة التي دمرت الرياضة العراقية.

-------------

 

متابعة قياسية لقمة الأرجنتين وكرواتيا في بغداد

بغداد ـ وكالات

شهدت العاصمة العراقية بغداد، مساء يوم الثلاثاء، متابعة قياسية للمواجهة الأولى للدور نصف النهائي بمونديال قطر 2022، بين الأرجنتين وكرواتيا.

وانتصر رفاق ميسي بنتيجة (3 - 0)، ليحجزوا البطاقة الأولى للمباراة النهائية، للمرة الثانية في آخر 3 نسخ من كأس العالم.

ونظم في منطقة المنصور التجارية وسط بغداد، أكبر تجمع للجماهير التي شاهدت المباراة عبر شاشات عملاقة، وسط أجواء مميزة بحضور مختلف الأعمار.

وارتدى قسم كبير من الجمهور البغدادي، قمصان المنتخب الأرجنتيني، خاصة قميص النجم ليونيل ميسي، فيما حضر أنصار كرواتيا بنسبة أقل وأغلبهم من عشاق مودريتش وريال مدريد.

وعقب نهاية اللقاء، نظم أنصار المنتخب الأرجنتيني مسيرات احتفالية في شوارع العاصمة، ابتهاجا باقتراب ميسي من تحقيق حلمه الكبير بالتتويج باللقب العالمي.

وعلى الصعيد ذاته، نالت صورة معبرة عن قيادة ميسي لحافلة المنتخب الأرجنتيني، أصداءً واسعة في صفحات التواصل الاجتماعي لدى الناشطين العراقيين.

 

الصفحة العاشرة

كارولين مورهيد: نساء قدن المقاومة ضد الفاشية

محمد ناصر الدين

إنها القصة الاستثنائية لأربع شابات إيطاليات ممّن قدن المقاومة ضد الفاشية أثناء الحرب العالمية الثانية، تلك التي ترويها الباحثة البريطانية كارولين مورهيد (1944) في كتابها «منزل في الجبال ــــ نساء مقاومات حررن إيطاليا» (دار الساقي ـــ 2022 ـــ ترجمة هيثم فرحت). آدا، فريدا، سيلفيا، بيانكا، أربع شابات من بيمونتي، قاتلن كما الآلاف من الرجال والنساء لتحرير إيطاليا، وانضممن إلى المقاومة إثر الاحتلال الألماني لبلدهنّ، بحيث صار منزل إحداهنّ مقصداً وملجأً للعديد من النساء المقاومات.

كانت النساء الأربع صديقات، وبحلول آذار (مارس) 1945 كنّ قد تجرّعن مرارة عامين من الاحتلال الألماني، والوحشية الفاشية، والاعتقالات المتكررة، والمعارك المسلّحة التي شملت إيطاليا كلها وصولاً إلى حدودها في جبال الألب العالية مع فرنسا وسويسرا. آدا ذات الشَعر المجعّد أكبر الأربع سنّاً، أرملة أحد أشهر المناهضين للفاشية في التاريخ الإيطالي، بييرو غوبيتي، هي امرأة حيوية وحنونة في الواحد والأربعين، مترجمة ومعلمة تتحلّى بروح الدعابة وتفضّل الصداقة على الجنسية والبلد والأيديولوجيا، ومن مؤسسي حزب العمل اليساري والمفوضة السياسية لـ «محطة رصد ستالينا»، أحد ألوية الثوار في الجبال. أما المحامية بيانكا غيديتي سيرا، البالغة 25 عاماً، فقد كانت عضواً جديداً في الحزب الشيوعي تدير لجان عمل ضد الفاشيين في المصانع رغم اعتراضات والدتها التي كانت ترى في نشاطها الثوري مجلبةً للويل والثبور إلى العائلة. فريدا مالان هي الفتاة الوحيدة التي تتحدر من عائلة بروتستانتية مقاتلة قادمة من الوديان إلى الغرب من تورينو. ونظراً إلى أنها عنيدة ومتمردة، صارت الفتاة الشقراء ذات العينين الزرقاوين التي تمتلك قامة لاعبة جمباز، مقاتلةً ومراسلةً في مقاطعة في الجبال وعضواً في القيادة العسكرية الإقليمية الموحدة. أما سيلفيا بونس البالغة 26 عاماً، فقد كانت طبيبة بجمال ساحر بشعرها الأسود النازل على عنقها، إلى درجة أنّ الناس كانوا يصمتون لدى دخولها غرفة التمريض، وتعمل كمراسلة حربية لمصلحة الألوية الثورية وتسهم في علاج المقاتلين الجرحى. من خلال الحفر في سير النساء الأربع، وقصص اعتقالهنّ، لا سيما فريدا وسيلفيا في السجون المشهورة بالتعذيب والإعدامات العاجلة، تبين لنا مورهيد بالتفصيل عمل ماكينة الفاشية الهائلة في تحويل الأفراد إلى ظلال لا حقوق لها، ولا صوت، ولا مساواة، ولا رأي لها في الحياة وإدارة البلاد، ما استدعى شجاعة استثنائية من النساء الأربع في إيجاد إرادة المقاومة ونكران الذات والخيال، ليصدّرن حركة النساء الإيطاليات اللواتي انتفضن في معمعة الحرب على الفاشية والاحتلال. نكتشف في فصول الكتاب اللاحقة أنه بالنسبة إلى آدا ورفيقاتها، كان الأمر يتعلّق بتحرير الإنسان كما الأرض على حد سواء، بإيجاد مجتمع ديموقراطي جديد أكثر عدلاً تكون فيه النساء بموجب القانون في موقع الشراكة الكاملة في العمل والأسرة. إذ إن عدم حصول الأمر قد يؤدي إلى خسارة ما أطلقت عليه آدا اسم «معركتنا». «يجب علينا نحن النساء، أن نبذل قصارى جهدنا الآن في سبيل إنقاذ وطننا وحياتنا، وقوتنا، ورفض التردّد أيضاً. وستبدي أفعالنا أننا قادرات على بذل التضحيات كلها» كان الشعار المرفوع من قبل مجموعات الدفاع النسائية، وبه تفتتح مورهيد الكتاب بأجزائه الثلاثة منذ سقوط إيطاليا، مروراً بالعام الناري للمقاومة والحرب وصولاً إلى التحرير. تسرد قصة المقاومة الإيطالية في أسلوب أقرب إلى كاميرا تتقصى حياة النساء الأربع على مدى تسعة عشر شهراً، بين أيلول (سبتمبر) 1943 حين استسلمت إيطاليا وانضمّت إلى الحلفاء، ونيسان (أبريل) 1945 لدى تحرير البلد من الألمان. تروي الكثير من التفاصيل المجهولة حول الحرب الأهلية التي غرق فيها الإيطاليون حين كانت حملة الحلفاء تتحرك ببطء شمالاً بعد إنزالاتهم في الجنوب، إذ شهدت الحرب الأهلية وحشيةً مفرطةً أدت إلى مقتل الآلاف، ونادراً ما يجري تذكّر المأساة خارج إيطاليا. تبيّن مورهيد كيف أفرزت الحرب الأهلية وتداعياتها أفضل ما في المجتمع الإيطالي وأسوأه، إذ كان حكم موسوليني الفاشي قد استمرّ عقدين من الزمن، وأمدّته الحرب بجرعة من الأوكسجين ليستمر في جنونه وتبعاته الكارثية.

 

الحرب أبرزت حميمية الشخصية الإيطالية وكرمها

إلا أنّ الحرب أبرزت حميمية الشخصية الإيطالية وكرمها، فكانت الشجاعة التي أظهرها الثوار، رجالاً ونساءً، مضرباً للمثل، كما بيّن الكتاب تعقيدات حسابات كل الأطراف على الجغرافيا الإيطالية: الألمان العازمون على منع تقدم الحلفاء مع استغلال الموارد الإيطالية، الفاشيون الذين يحاولون التشبث بالحكم بأي طريقة ممكنة، والحلفاء ممن كانت تطاردهم مخاوف بأن تدفع المقاومة إلى الشيوعية، ما يجعلهم يبخلون في دعمها، واعتبار المقاومين شركاء من الدرجة الثانية رغم بسالتهم وتهوّرهم أحياناً. تقول آدا في أحد فصول الكتاب إنّ الحرب علّمتهنّ معنى الصداقة، والقواسم المشتركة بين النساء، وما الذي يمكن أن يحققنه حين يعملن معاً: تسلّق أعالي الجبال لنقل الرسائل، النظر إلى الثلج المتراكم على الذرى، وصفاء الألوان وأطياف الأشجار المتغيرة، كما أنها عالجت صديقاتها من خيبات الأمل بعد التحرير، إذ كتبت سيلفيا في إحدى قصائدها: «جاءت الثورة بعد فوات الأوان/ وها هي الآن مفككة وفاسدة... وهكذا تبدأ عبوديتنا الجديدة/ أحراراً في البكاء والموت».

أنشأت آدا التي جمعت قصص المجموعة، مركزاً لتخليد ذكرى المقاومة، كما أهدت كتاباً ألّفته إلى صديقاتها قائلةً إن رابط التضامن بينهنّ لم يؤسَّس على «الموروث المشترك ولا على مفهوم الوطن أو العُرف الفكري»، وإنما على علاقة بسيطة تشعر كلّ منهن فيها بأنّ لها كلمتها في المعركة التي وصفها بييرو كالمانداري مؤرخ المقاومة الإيطالية في كتابه «رجال المقاومة ومدنها» (1955) بقوله: «لقد أزفت ساعة المقاومة التي نكون فيها رجالاً، ونموت ونحيا فيها رجالاً». سير النساء الأربع جملة اعتراضية تقول إنّ للنساء أيضاً نصيباً في تلك الساعة الأجمل من تاريخ الشعوب، حين تقاوم العين المخرز.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

“الأخبار” اللبنانية – 5 تشرين الثاني 2022

 

--------

وثائقي يكشف «الاستعلاء» في التعامل مع نجم الجاز الأسود ثيلونيوس مونك قبل نصف قرن

يستعرض المخرج الفرنسي السنغالي آلان غوميس، في الوثائقي “ريوايند أند بلاي”، مقتطفات غير معروضة سابقاً من مقابلة تلفزيونية مع نجم الجاز الأمريكي ثيلونيوس مونك في فرنسا عام 1969، يكشف من خلالها النظرة “الاستعلائية” لصحافي أوروبي إزاء فنان أسود في تلك الفترة.

ويقول غوميس، في حوار مع وكالة فرانس برس، على هامش عرض الفيلم في مهرجان مراكش السينمائي الدولي هذا الأسبوع، “أردت أن أظهر الآلة التي تصنع وجهات نظر غير محايدة تماماً، وكيف كان التلفزيون يصور موسيقياً أسود في تلك الفترة”.

واعتمد لإنجاز الوثائقي على أرشيف للقطات لم تخضع لأي توليف من حوار تلفزيوني أجراه الصحافي الفرنسي هنري رونو مع الموسيقي الأمريكي الشهير، عُثر عليها بالصدفة، وأعاد تركيبها من دون أي تعليق في وثائقي ممتد على 66 دقيقة.

ويوضح المخرج أنه “أراد أن يقلب الزاوية التي صُوّرت من خلالها تلك المشاهد”.

كان لسان حال الصحافي كأنه يلوم مونك قائلاً: “لماذا تبصق في صحن تأكل منه” طيلة الحوار.

يبدأ الفيلم بصورة للنجم الأمريكي التُقطت من زاوية ضيقة تظهره ملقياً نظراته في الفراغ، بينما يتصبب جبينه عرقاً، في مقابل صحافي ثرثار لا يظهر منه أي تعاطف إزاء ضيفه.

ويشعر المشاهد بما يشبه جداراً من سوء الفهم بين الرجلين طيلة حوارهما الذي تخللته أحيانا لحظات مدهشة.

على سبيل المثال يسأل الصحافي، وهو أيضا عازف بيانو، مونك عن أول حفل أحياه في باريس بمناسبة مهرجان الجاز العام 1954، فيرد الأخير قائلا إنه لم يكن يعرف أنه مشهور في فرنسا، قبل أن يشير إلى أنه تلقى الأجر الأقل بين الفنانين المشاركين في ذلك المهرجان.

لكن رونو يقاطعه بشكل فج، ليلتفت نحو مخرج المقابلة قائلا “برنار من الأفضل حذف هذا المقطع. إنه غير لائق، لا يجب أن نتحدث عنه”.

 

استعلاء

ويواصل مخاطبا ضيفه: “لا يجب أن نقول هذا الكلام، إنه غير لائق”، فيما يرد مونك مندهشاً: “غير لائق؟”.

يعتبر آلان غوميس أن الصحافي كان ينتقي تلقائياً الأجوبة التي يجب أن يحتفظ بها، “ويقيم تمثيلاً مزعجاً غير موضوعي من دون أن يتقبل الخروج عن نطاقه”.

ويتابع موضحا: “كان لسان حاله كأنه يلوم مونك قائلاً: “لماذا تبصق في صحن تأكل منه” طيلة الحوار، نرى هذا الاستعلاء طيلة المقابلة”.

عندما استفسر منه عن سبب وضعه آلة البيانو في مطبخ بيته، أجاب نجم الجاز مازحاً بأنه المكان الوحيد الذي يمكن أن يسعها.

غوميس: “أردت أن أظهر الآلة التي تصنع وجهات نظر غير محايدة تماماً، وكيف كان التلفزيون يصور موسيقياً أسود في تلك الفترة”.

لكن هذا الأمر “لا يحتمل أي مزاح بالنسبة للصحافي، الذي كان عازف بيانو في إطار بورجوازي لا يتقبل وضع آلة بيانو في مطبخ، وهو ما لا ينطبق على حال مونك”، كما يشرح غوميس الذي سبق له أن نال جائزة لجنة التحكيم في مهرجان برلين عن فيلمه “فيليسيتي”.

ويستعرض الشريط الوثائقي، الذي يبدأ بثه في دور السينما بفرنسا في كانون الثاني، مشاهد سوء الفهم بين الرجلين بغاية “تفكيكها”.

ويضيف: “نعتقد في الغالب أن وثائق الأرشيف تعبر عن شهادة موضوعية، لكنها تحمل في الواقع وجهة نظر الطرف الذي يصنعها”.

ويختم: “من الضروري إعادة التعامل مع وثائق الأرشيف وقراءتها قراءات جديدة”.

وينوي غوميس أيضاً إنجاز فيلم عن سيرة حياة ثيلونيوس مونك الذي توفي عام 1982.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

«أ ف ب» – 18 تشرين الثاني 2022

---------

 

في طبائع القراءة الاستبدادية

أمين الزاوي

بعد موت المؤلف، هل هي ساعة الحديث عن موت القارئ التقليدي؟ هل هي بداية نهاية طبائع قراءة تأملية عمودية تكرست منذ قرون، بالتالي علامة ميلاد طبائع القراءة الاستبدادية المتوحشة؟

نحن على عتبة زمن جديد في القراءة، زمن ثقافي وفني بحمولة سيكولوجية واجتماعية وأيديولوجية خاصة ومعقدة، ومعه وفيه يتشكل نمط من القراءة بقارئ ذي طبائع مختلفة عن طبائع قارئ القرنين الماضيين، الـ19 والـ20.

يوماً بعد يوم، تتعرض القراءة الثقافية الذكية والممتعة لاختراقات وانتهاكات وافدة من سلسلة الطبائع الجديدة التي بدأت تثمرها القراءة الصاعدة من خلال محيط اجتماعي واقتصادي وتكنولوجي وثقافي معقد ومتداخل.

الأجهزة الإلكترونية وبالأساس الهواتف والحواسيب الذكية والكاميرات وأجهزة التصوير وقاعات العروض السينمائية الجديدة التي تنتمي إلى الجيل الخامس والسادس التي تعرف مع كل لحظة تطورات رهيبة في الشكل وفي المضمون، في الـ»ديزاين» (الشكل الجمالي) وفي قوة الذاكرة وفي شبكة الارتباط والترابط والدقة والتدقيق، وفي هذا السباق العلمي التنافسي التجاري الجنوني الذي تعيشه شركات المنشأ تتعرض ذائقة المستهلك لزلزال عنيف، هذه الأجهزة التي تحاصر الفرد بغض النظر عن جغرافيته أو عقيدته أو لغته أو ثقافته تعمل على زوبعة طبائع القراءة التقليدية وتسحب القارئ إلى أقاليم جديدة عامرة بالأسئلة القلقة.

لقد تغيرت كل المفاهيم التي كانت تصنع محيط القراءة التقليدية التأملية العمودية، إن بشكل كلي أو جزئي، الوسائط والمضامين، وجراء ذلك أصبح القارئ الجديد يقرأ بسرعة ويأكل بسرعة ويقلق بسرعة ويحلم بالوصول إلى النتائج بأقصى سرعة.

علاقة «الخاطف والمخطوف» التي تشكل فيها العين المركز الأساس وتتراجع فيها سلطة الأذن مسافات هي التي تصنع طبائع القراءة اليوم.

في علاقة «الخاطف والمخطوف» تكون قراءة النصوص الأدبية السردية أو النقدية مخترقة بعناصر أخرى، مخترقة بالفيديوهات وبالإعلانات عن البيتزا وعن معجون الأسنان وعن شركات التأمين وشركات الجنائز والحسومات على أسعار رحلات الطيران وحجز الفنادق وبيع تذاكر سهرات الفنانين وعيادات التجميل للنساء والرجال وصور الحروب على المباشر وغرق المهاجرين غير الشرعيين وسيوف «داعش» وفتاوى التعصب وأغاني أم كلثوم وتلاوة المقرئ عبدالباسط عبدالصمد. كل شيء في كل شيء!

القراءة اليوم هي قراءات في الوقت نفسه، قراءة مركزية تستهدف استيعاب نص معين، وفي الوقت ذاته قراءة مشتتة لنصوص أخرى تعبر النص الأصلي المستهدف، تنتمي إلى ميادين أخرى الاقتصادية والسياسية والدينية والسياحية منها.

في طبائع قراءة اليوم يصارع القارئ من جهة النص الذي يحاوره وفي الوقت نفسه يواجه عنف موجات ثقافة الاستهلاك التي تهدد الذوق وتكسر ضلوع النص وتشوش على إيقاع القراءة العمودية المتأملة والنقدية.

في القراءة المحكومة بسلطة طقوس علاقة «الخاطف والمخطوف» تتولد لدى القارئ مجموعة من الأحكام الجاهزة والسريعة على بعض النصوص الطويلة، الروائية بالأساس، أحكام تمليها ثقافة «الفاست فود» التي تريد أن تتجلى بمظهر العارف باستعمالها جملة من المفاهيم التي تستعمل هي الأخرى بشكل استهلاكي من دون تمعن فلسفي ولا معرفي.

في قراءة «الخاطف والمخطوف» يهتز «التأمل» وتصبح العلاقة ما بين القارئ والنص علاقة عابرة وسريعة، علاقة فناء أو تلاش بمجرد قفل زمن القراءة.

في القراءة الكلاسيكية المحكومة بطقوس «التأمل» والتدبر لا نزال نتذكر نصوصاً قرأناها منذ أزيد من 20 سنة وأكثر، تعيش معنا حتى الآن، نتذكر (الثلج يأتي من النافذة) لحنا مينة، (اللاز) للطاهر وطار، (التطليق) لرشيد بوجدرة، (الحريق) لمحمد ديب، (ميرامار) لنجيب محفوظ، (أنا حرة) لإحسان عبدالقدوس، (بلدي) لرسول حمزاتوف، (النبي) لجبران خليل جبران، (ريح الجنوب) لعبدالحميد بن هدوقة، (جيرمينال) لزولا، (الشيخ والبحر) لهمنغواي، (البؤساء) لفيكتور هوغو، (الربوة المنسية) لمولود معمري، (عصفور من الشرق) لتوفيق الحكيم، (المعلقات السبع)، (الأيام) لطه حسين، (سهرت منه الليالي) لعلي الدوعاجي، (في الطفولة) لعبدالمجيد بن جلون، (جميلة) لأيتماتوف، (جريمة في قطار الشرق السريع) لأغاثا كريستي. على خلفية قراءة التأمل والتدبر هذه لكل قارئ مجموعة من الكتب التي لا ينساها، بل تعيش معه وترافقه باستمرار.

كانت طقوس القراءة الكلاسيكية أقرب إلى طقوس الصلاة، حيث العلاقة داخلية ومعقدة بين القارئ والمقروء. وكان محيط القراءة له خصوصياته، الإنارة المستعملة في القراءة إنارة خاصة، شمعة أو مصباح أو ضوء نهار، وقت القراءة قريباً من لحظات التعبد في الليل أو في النهار، الصمت الكبير، احترام القارئ من قبل المحيط العائلي أو الاجتماعي.

اليوم بشكل عام القراءة الحالية في ظل علاقة «الخاطف والمخطوف» هي أقرب إلى طقوس الأكل في محل «فاست فود» في محيط ضاج ومتسارع.

إن الحديث المادح للقراءة الكلاسيكية لا يعني مطلقاً ذم القراءة الراهنة ولا يعني مطلقاً أيضاً الدعوة إلى العودة للماضي، فالماضي مكانه الماضي حتى إن كان يمثل جزءاً من الحاضر والتاريخ يتقدم بشراسة، إذ لا يمكن بأي حال من الأحوال الهروب من زحف التكنولوجيا، لكننا مطالبون فلسفياً بتفكيك ظاهرة التبدلات الثقافية والسلوكيات التي تنجر عنها حتى لا يفقد الإنسان إنسانيته، سعياً أيضاً إلى أنسنة التكنولوجيا لأن القراءة الثقافية في المقام الأول هي العامل الذي يحمي الإنسان من التوحش والعنف والتطرف وأمراض الكراهية.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

«اندبندنت عربية» – 3 تشرين الثاني 2022

 

الصفحة الحادية عشر

جديد دار سطور

صدر عن دار سطور في بغداد، عدداً من الكتب الرصينة ابرزها:

* معادلة الايثار/ بحث سبعة علماء عن اصل الطبيعة. تأليف لي آلان دوغاتكن، ترجمة المجتبى الوائلي.

* كيف تموت الديمقراطيات/ ما يخبرنا به التاريخ عن مستقبلنا/ تأليف دانيال زيبلات وستيفن ليفيتسكي، ترجمة رعد زامل ومراجعة سامر حميد.

* ديستوفيسكي وكانط/ حوارات في الاخلاق/ تأليف افجينيا تشيركاسوفا، ترجمة عمار كاظم محمد، تقديم البروفيسور جورج آل كلاين.

* قيامة الارامل/ شعر: حسن النصار.

* اللعنة البابلية/ رواية محمد العطار.

* نحن والبحر/ رواية سعيد غازي.

* الضحايا/ رواية فاضل خضير.

* ما الادب/ تأليف جان بول سارتر، ترجمة كامل العامري.

* عمارة دخو/ رواية مهند الفارس.

* الدكتاتور بطلاً/ تأليف رياض رمزي.

---------

 

ديوان وشاعر

“نتواصل في “ديوان وشاعر” نحو تقديم رؤية نقدية لأحدث ما صدر للشاعر، الى جانب نشر آخر منجزه الإبداعي الذي لم يتم نشره من قبل، وذلك بهدف تقديم صورة متكاملة عن الشاعر وجديده”.

المحرر الثقافي

عقيل منقوش/ ملبورن – أستراليا

قراءة  في “مطر عاطر” للشاعر خالد الحلي

هل يأتي الموجود من اللا موجود؟

كان الشاعر الألماني الكبير هولدرين يؤكد على  أن  الشاعر ربما ينضج مشروعه الشعري بعد سن الخمسين، وهذا ما لا يتفق مع رأي الشاعر الإنكليزي إليوت الذي يرى أن موهبة الشعر تبدأ في بداية العشرينات من عمر الشاعر  لتتوقّف بعد ذلك.

والاختلاف هنا يرجع لمعنى الشعر، الذي يراه هولدرين تنقية للوجود من الشوائب العالقة فيه، ويعني الأفكار الصغيرة التي لا ترتقي إلى الأسئلة الكبيرة في الفلسفة التي تذهب إلى العمق في تفسير الظواهر  من أجل ترميم العالم من تصدعاته، أما إليوت فيستفيد من بزوغ نجم الشاعر الفرنسي رامبو في عمر مبكر من كتابة الشعر والذي سرعان ما انطفأ، لكنه ترك أثرًا عظيمًا في كتابة الشعر مخلفا كتابيه “الاستشراقات” و “فصل في الجحيم” مع مجموعة قصيدة لم تنشر أثناء حياته”.

ويبدو أن الشاعر خالد الحلي ينطبق عليه ماذهب إليه الشاعر هولدرين حسب ما كتبت أعلاه، ففي مجموعته الشعريّة الجديدة الصادرة عن الاتحاد العام للأدباء والكتاب العراقيين في بغداد للعام ٢٠٢٢، والتي حملت عنوان “ مطرٌعاطر”، يواصل مشروعه في الكتابة التي تسعى دائماً إلى أن تكون أشبه بالوجود الصغير الذي يقيم فيه سؤاله بحياديّة  ومهارة وخبرة صقلتها التجارب  والسنين،  خاصة في انتقاء الكلمات التي تتطابق بحساسيتها مع بعضها،  مما يخلق جملاً قصيرة تنساب بموسيقى سريعة مثل قطرات ضوء بارعة في الاِنتهاء.

وعلى سبيل المثال، نجد ونحن نقرأ قصيدة “زوايا مختبئة”  في المجموعة، أن عنوانها يوحي بأن عالمًا آخرَ غير مرئي  يختبئ في هذا الماثل المرئي أمامنا  وهو غير كامل، حيث يقول:

“ ما لا أرى تراه

وما أرى يُبعد عنكَ خائفًا”

إذن ثمة اشكاليّة وجوديّة ليست عرضيّة بل جوهريّة تتعدّد فيها الرؤيّة التي تصل حدّ  العماء، فما لا يراه هو الكائن، وما يراه يخاف ويبتعد عن الذي يرى وهو سلطة بلا مسمى هنا، واقصد الذي يرى

ويُكمل الشاعر بالقول:

“يطير في الرّياح مرّة

ومرّة يغوص في المياه

فلا ترى الذي أرى

ولا أرى الذي تراه”

ومن جديد يؤكد على أن الرؤية ليست واضحة بمعطياتها وتفسيراتها، لكنّ السائل يحاول أن يقبل بها كي يتآلف مع قدره ومصيره المحتوم، وهو قبول شكلي لا سلطة للكائن فيه. نوع من الاستسلام القهري الذي يًفرض عليه،

ونجده يقول ونحن نكمل القراءة:

“حين ترى السماء غائمة

أرى السماء ماطرة

لكنّنا

لسنا نرى

ماذا يرى

في الصحو والمنام غيرنا”

يتعمّد الشاعر هنا خلق نقيضٍ ماديٍّ له لتوسيع الفكرة الفلسفيّة الشعريّة في هذه القصيدة بتفاصيل تحاول أن ترسم شخصيتين متقابلتين ومتناقضتين لكنهما متوافقتان بمحدوديّة قدراتهما وعجزهما، حتى نهاية القصيدة حيث يقول:

“هل سَيرُينا بعضنا

ما لا نراهُ كلُّنا

يكتئبُ السّؤالُ

في رؤوسنا

وتكتوي بدمعِها

عيونُنا”

وبالانتقال إلى قصيدة “ريحٌ ومرآة حائرة” نجد الشّاعر يستهلها بالقول:

“أبوابكِ مُوصدةُ

ودروبي مغلقة

ورؤانا تتقاذفها

أمواجُ بروق ورعود

هل يأتي الموجود

من اللا موجود؟”

إن استخدام الريح في هذه القصيدة  يدلّ على حركة الغياب متجسّداً بفعل الخراب المؤقت الذي يمسح كل أثرٍ لحياة تعكسها المرآة الحائرة التي من الممكن أن تكون صورة الذات القلقة غير المستقرّة التي تتحكم فيها قوى غيبيّة حاول الشاعر أن يَرمز لها عبر مشهديّة البرق والرعد وما لهما من تأثير نفسي في ذاكرة القارئ ، حتى يطرح سؤاله الكوني العميق  مرّة ثانيّة، عن مسيرة الوجود واحتماليّة ديمومته وهو الذي ينشأ من عدم،  وفكرة العدم هنا ليست سوداويّة تفرضها العاطفة الشعوريّة البسيطة بل التصادمات والتناقضات الخيّرة والشريرة التي يشهدها الوجود من خراب تتدخل فيه الطبيعة التي يعجز الكائن أن يتصدى لها،  وعقله الذي يتحول إلى أداة لتفكيك التناغم الطبيعي للموجودات وانتخابها الأبدي.

وبنفس المعنى يكتب الشاعر قصيدة : “سنة تفتح الباب”، كما في هذا المقطع

“قلت لها:

من حق كلينا أن يسأل

فالسنواتُ الأرضيّةُ

وقتٌ يأسرنا

لا نملُكهُ

بل يملكنا

والسنوات الضوئيّةُ

ألغازٌ تسبحُ في الكونْ

ليس لها شكلٌ أو لونْ

وسنينُ الوهم

سرابٌ

ليس له أُفُقٌ ومدارْ

سنة حيرى أنتِ

فهل تدرينَ بأنّي مثلكِ

محتارْ؟ “

وغير بعيدِ عن هذه الأجواء، نجده في مقطع بعنوان “بابان” من قصيدته “ منافذ”:

هل تُسدلُ جُمجُمتي

أستارًا تبعدُ أخيلتي

عن ذاكرتي

كما نجده يقول في المقطع الأول من قصيدته “بين مدّ وجزرٍ “:

خطواتُ الليل تدبُّ

بدربِ مسدودْ

وأنا بين النوم وبين الاستيقاظ

أتمنى أن لا تستيقظ أيّامي

من أحلامي

أن لا أنسى أمسُا مفقودْ

أن تمتدَّ بيَ الأزمانُ بلا أمدٍ

أن لا تشهدَ أيّامًا سودْ

حتى ينام المدُّ، ويصحو الجزرُ

تبعثرُ أنهاري

أيامًا تكتم أسراري

وتجفف أزهارًا

وورودْ

كانت تمنحني أملاً

ووعودْ

ولا تقتصر المجموعة الشعريّة على هذه القصائد التحريضيّة  الوجوديّة بل تتنوّع إلى قصائد تحاول أن تستدعي النفسي والذاتي  الفردي  كما في قصيدة “مخاضات وسلالم” . وابتداءً نجد أن كلتا كلمتي العنوان تؤشران لحالة من المعاناة التي تكون مرّة ألمّا طبيعيًا لكنه غير محتمل ومرّة ألمّا  غير طبيعيٍّ لكنّه متواصلٌ لا يتوقف.

 

يكتب خالد الحلي قائلاً:

وأنا أقرأ في دفتر أيّامي

وأنا أسأل ذاتي:

مَنْ نفّذ ؟

مَنْ خطّط؟

مَنْ شح؟

و مَنْ فرط؟

كيف؟ لماذا؟ ومتى؟

أين؟

تُسكتني أسئلتي

وتقول بصوت واحد

لا تسأل أحدّا

لا تسأل أبدًا

أنت سمحتَ لدفتر أيّامكَ

أن يُسرق،

ثمة علامات استفهام كثيرة تبقى مفتوحة أسألتها لا يكتمل فيها القول ويستقيم المعنى  في هذا الحوار الداخلي المنولوجي بين الذات وصاحبها، وهو ليس قسوة على النفس بل السعي إلى تخليصها من قطيعيتها التي تقودها في أحيان كثيرة إلى التهلكة،  ولا يمكن لها أن توجه اصبع الاتهام لغيرها.

لا تخلو قصائد المجموعة من المرأة التي تكون مرّة واضحة متجسّدة في حكاية تكتمل بعناصرها الدراميّة المتنوّعة،  ومرّة متخفيّة يومئ لها  الشاعر من بعيد كي تقاسمه السؤال، والسؤال الذي اقصد  هنا، هو  التحامها به ما يجعله يشعر بالإطمئنان الروحي والجسدي قربها، والضياع والإنطفاء بغيرها، كما في هذه القصيدة الذكيّة التي تحمل بعنوان “مواعيد”، حيث يكتب:

قبل يومين ملأتُ

الدرب وردًا

ورششتُ البابَ

عطرًا

وانتظرتُ

لمَ أخلفتِ المجيء

عندما طالَ انتظاري

صار دربي لا يضيء

يبقى السؤال : هل يتوقف الشعر عن الوجود؟

سؤال لطالما أرقّ المعنيين بالابداع في المجتمعات الصناعيّة الغربيّة ، والجواب كما أراه ككاتب شرقي يرى الشعر كونه: أهم الفعاليات الانسانيّة التي اكتشفها الكائن إلى جانب اللغة ، إنه  لا يتوقّف حتى لو أصبح نوعًا من أسئلة التأمل الذهني الموازي للفلسفة التنويريّة بكل مدارسها في القرن الماضي  قبل أن تحل محلها العلوم التجريبيّة التي قضت عليها تمامًا وجعلت من منجزها مجلدات من الكتب يعلوها الغبار في المكتبات الحكوميّة في زمننا هذا حيث يسود نظام التفاهة كما يفصلّه  الفيلسوف الكندي آلان دونو. في كتابه المسمى به.

---------

 

قصة قصيرة

الليلة الأخيرة

آلاء الخيرو

بينما كان يهيىء ملابسه للعمل كما اعتاد يومياً ، كانت هي تعد طعام الفطور مسرعةً إذ إنَّها تأخرت بالجلوس صباحاً في ذلك اليوم، كانت معتادة على الصحو في الخامسة والنصف فجراً محاولة إكمال واجباتها اليومية بشكل آلي،إذ كانت ليلتها الماضية مشحونة من جهات عدة منها المطر الغزير الذي بسقوطه بات يقوض منامها والتوتر الذي حصل لها في الليلة الماضية مع زوجها.

يتربص بها خوف دائم من المجهول اللعين الذي لا تعرف ماهو  لكنَّه بات ملازماً لحياتها، وقد يكون ذلك الشبح الذي يدعى التهاب  المفاصل ، الذي أصاب والدتها، وماتت فيه وكانت جدتها مصابة قبلها بذلك المسمى اللعين وغادرت به إلى حيث اللاعودة، ذلك المجهول الذي طالما حاولت أن تتناساه لتستأنف حياتها،ولكنه بات ملازماً لها وكانت له اليد الكبرى في إفساد السعادة التي تتمناها مع زوجها، وبعض المشاحنات التي هي نفسها لا تعرف كيف تبدأ ولماذا تنتهي، وهي لا تتعدى بعض الأمور العابرة والتافهة التي تنم عن إهماله الكامل لها، مع كل ما يمر بها من قلق، كان النشاط يملأها وتستقبل صبحها الجديد بهدوء...

مرت الأيام، وأحست بأنَّ زمام الأمور بدأ يمر من بين يديها فمرضها يتغول، والتوترات أصبحت مشاكل جمة ليس لها أدنى حل، والخوف بات ملازماً لها في الكثير من الوقت، وبات يتفاقم كلما زادت المشاكل، وفي أحد الأيام خرج زوجها ولم يعد، وعلى الرغم من أن كل ما كانت تحتاج اليه من وجوده في حياتها لا يقابل الخوف الذي تسعى أن تتخلص منه.

طالما كان ذلك المجهول قد أربك حياتها حتى مع أطفالها، فعندما كان يخطىء أحدهم كانت تنهار غضبا وتضع سبابتها بين أسنانها وربما قضمت منها في أحد المرات.

ومع أنها كانت تتقن الغفران مثل والدتها،التي لم تسامح رحيلها عن عالمها في يوم ما، كانت سعيدة وهي تمتلك كلها وحدها.

تذكرت وهي تدثر نفسها بالحزن الصامت، وهي ترثي نفسها فتكتم مأساتها بين أضلعها لتسيطر على رباطة جأشها،أخبرتها العرافة ذات يوم أنها ستموت في عمر الثلاثينيات وها هي اليوم قد بلغته، كم فكرت أنها تكذب، وكانت كثيراً ما تقول: كيف لي أن أقبل بكلام عرافة اشتريت منها( معرفتها) بثمن بخس، وكيف لها أن تؤلمني بكذبة كهذه، وكان لها أن تسعدني بشتى ألوان الكذب، أخبرتني وذهبت دون عودة وكلنا يعلم أنَّ المهاجرين لا يعودون أبداً.

كثيراً ما راودت ذهنها المكتظ بالحيرة فكرة تطرق وعيها بالألم، وتوخز تركيزها فتندفع كالمجنونة ساخطة صارخة في أعماقها، لماذا كان ذلك، كان بالإمكان أن يتحقق شيء من طموحي الوحيد وهو البقاء، لمَ الألم لم يدع مفصلاً من حياتي إلاّ وتسلّل إليه كلصوص الليل؟ لمَ أنت ظالمة أيتها الحياة، وكم أنت بشعة ومقرفة، تبدين لي بذات القبح الكبير؟.

وسرعان ما تتغير قناعتها منكرة على نفسها قول: لا لا هي بريئة ولا تعادي أحداً لكنني اعتدت التركيز على الجانب القبيح فيها وأدرت ظهري لجانبها المشرق الفتان وحتى الذين يعيشون في قعر جهنم .. يتعذبون بتركيزهم على العتمة.

صرخت أعماقها وما الفائدة أن انتسبت لركام الحياة أو لم انتسب لكنني مازلت قادرة أن أقوم من هذا الركام واستعيد حريتي التي صادرها الأشرار وعذبوني بذنب غيري فسرقت مني صحتي، تلك الحياة سيئة الصيت التي حملت لي الشر، ونقلت لي صفات وأمراض لم تك على مرامي ولم أك أرضى بها لنفسي، وليس عاقلاً من يرضى لنفسه تلك الصفات البيولوجية والأمراض الوراثية، هذا هو الشر بعينه أن ينتقل إليك مرض وراثي لم تطلبه، ولا تدري من هو المستفيد من إذلالك وبلوغك مرحلة مقتك لذاتك وامنياتك بعدم وجودك في الحياة.

وصرخت أعماقها: اللعنة كم كرهت أناي، وكم مقتك يا وجودي البائس والمحاصر من كل جهة. لذا لابدَّ أن أهجر أناي وأتخذ أناً أخرى غير هذه الأنا كي لا أصاب بالجنون كي لا أنتحر أو ينفجر دماغي بارتفاع ضغط الدم أو نسب السكر العالية. رفقة بك يا شرايين قلبي سأتجاهل نفسي، وسأجعل فاصلة بيني وبين ألمي وسأحرص على التمسك بتلك الفاصلة كي لا يتسلل الألم إلى ذاتي ويستغيث وجداني من الوخز، ولا معين فقد سأمت الصراخ بوجه سماوات الخرافة وسأمت الثقة بمن جاء للوجود غيلة كحالي، وهو متورط مثلي وحائر بوجوده وشغله بمصيبة وجودها.

وعادت لتعزي نفسها رافعة من عزيمتها بأنه لا ينبغي تجاهل وجودها مهما كان بائساً لابدَّ أن أصنع معنىً من أتون فوضاي.. لابدَّ أن أكون شيئاً وهوية في رحم ضياعي. لابد أن أرتب أفكاري وسط هذا العبث المخيم على حواسي القاصرة العاجزة عن فهم ما يجري وكأنني دمية يتلاعب بها طفل متهور شرير لا يشعر بالمسؤولية ولا يأبه لنتائج الأحداث، طالما لا يحاسبه أحد عن عبثها واستهتاره واسترخاصه لكل ما في يديه، ولا سبيل لي، ولا مفر لكي أحافظ على ما تبقى من صحتي.

وعندما يجتاحها أحساس أنها بلا مشاعر إنسانية وهي مجردة من الضمير البشري الذي ينكر على صاحبه خطأه تقرر أن ترحم نفسها من عذابها وتظللها أفياء العفو عن أزمتها،وبهذا ترى أنها قد اعتلت هرم حريتها المستلبة منها.

كثيراً ما كانت تحدث نفسها: أحس أني أفقد وجودي من دون إذن مني، أشعر كأنني تمثال من الثلج صنعه أطفال في الشتاء وتركوه في مواجهة العاصفة حتى تشرق الشمس، يذوب حتى النهاية ويقال في يوم جديد كان هنا التمثال الثلجي وقد فني.

تقتنع مجددا، تقول : سأحتفظ بهذه القناعة في درج التغافل والتغاضي كي لا أموت هماً وغماً وسأسامح نفسي على عجزها عن صنع شيء يعيدها من العدم السابق لوجودها ولأنها ضحية ولاملامة على الضحايا بل الجناة.

صرخت في أعماقها قائلة :سأصنع لي حريةًجديدةً ومن رحم العبودية سأشعر بالحرية وتلك هي أولى انجازاتي.

وبدأت تتذكر ما كان في السابق، فكثيراً ما كان يؤلمها أنَّ زوجها، حيث كان يفضل الحديث إلى كل النساء، على الرغم من أنه تعود ألا يقضي أية وقت معها، ارتبكت فكل ما حدث ظلت متسمرة في مكانها صامتة، وكلما شعرت أن صبرها شارف على النفاد، أحست أنها ناعسة، لكنها بدأت تخاف حتى من النوم لئلا يكون نوماً أبدياً وقد يكون ذلك سبباً في أن عينيها باتتا تجافيها، وكما هو حالها لم تعلق لكن هاجمتها الرغبة في الصراخ والرفض للواقع الذي تعيشه. دخلت إلى غرفتها لتنام وتركت النور مضاء، كما تفعل دائماً، فالظلام يشعرها بالاغتراب، وحتى حينما كان ينتهي وقتها الحميمي البارد الموحش مع زوجها المهمل لها دائماً، وهو الذي يتجنب حتى النظر إليها وكأنه يؤدي واجباً ثقيلاً جداً، وهذا ما كان يفعله دائماً، تقوم مسرعة وكأنها تذكرت موعداً على اجتماع، فقد وجدت نفسها تتكلم بطريقة لم تعتدها، تجد قدميها مثقلتين بدم متخثر وأحست أن علامات المرض باتت تهاجمها لم تكن ترغب في الرحيل، على أقل شيء ليس الآن ففكرة وداع أطفالها لم تكن مطروقة لديها بتاتاً، فلم يكن لديهم محب غيرهم، ولا سعادة لها سواهم، وأما زوجها فلم يكن يأبه بفكرة الرجوع ليمكث معها في غرفة واحدة، وعادة لم يكن يتوقع ولا يهمه ما هي ردود أفعالها، حيث لم يكن  يتكلم سوى القليل معها، ولم يحاول ولا مرة أن يشرح رغبته في رؤيتها وهي تتضور ألماً.

وقبل أن يخرج ابتسم بطريقة باردة لا تعني أنه يرغب بشيء، كان من الكائنات أو ربما بقايا كائنات الليل الباردة التي حاولت تجاوزها.

أصبح لها وجه هزيل وشاحب وعينان كبيرتان ترتدي نصف ابتسامة إذا أتمتها فزع الناس أو ظنوها شبحاً.

وكثيراً ماخاطبت الحياة: اعلمي أيتها الحياة، أنني عندما كبرت كان البر الذي زرعته بداخلي أقوى من كل العلوم لا أرى شيئاً بعد، لكنني أفهم ما ترينه لي، عيناي مغمضتان وتغمضينهما لي أكثر حماية خوف ألا أقوى على مواجهة البقاء، تغمضينهما بيدك النحيلة برائحة عطر الدواء المر الذي أعتدت أخذه، وها أنذا أصل إلى اليوم الذي أغمض عيني وحيدة كي أغادرك، أذكر كيف كان الناس يتدافعون لأخذك، يدخلون ويخرجون عليك يمرقونني بنظراتهم الباردة فقد اعتدت تلك النظرات من الجميع سوى دفؤك.

وفي تلك اللحظة فقط أحس قلبها ماهية الفقد، وأمنت بهذا الحال الذي لمس أوتار قلوب الناس والآن جاء دورها.

تمنت أن لا ينتهي هذا اليوم ويمتد لباقي الأيام، وأن يأتي صباحها ويكون رحيماً، ليس كليالي الشقاء الطويلة التي قضتها، ذلك ان تلك الليلة قد امتدت الى نهاية حياتها.

 

الصفحة الثانية عشر

من الموسيقى إلى الآداب

حضور نسوي برّاق في معرض الكتاب

بغداد – تبارك عبد المجيد

يعلو صوت نغمات البيانو كلما اقتربت من القاعة الكبيرة لمعرض العراق الدولي للكتاب، الذي تنظمه مؤسسة المدى للثقافة والفنون. فما أن تدخل إلى الباحة الخارجية للمعرض وتمر بين أكشاك الكتب وشاشات التلفاز القديمة المعروضة العائدة إلى زمن الأبيض والأسود، لا بد لك أن تواجه عازفة البيانو أيك حسن (16 عاما)، وهي تضرب على مفاتيح آلتها لتشيع أجواء نغمية بهيجة وسط رائحة الكتب.

 

اهم تجاربها

ويلتف الزائرون منبهرين حول أيك، ليستمعوا على مدى 4 ساعات يوميا، إلى مقطوعات من الموسيقى الغربية.  تقول أيك لـ “طريق الشعب”، ان مشاركتها في المعرض تمثل أهم تجاربها التي ستظل مترسخة في ذاكرتها، مضيفة أن أهلها أول الداعمين لها في أن تكون جزءا من هذا الملتقى الثقافي والمعرفي المهم.  وشهدت أروقة معرض العراق الدولي للكتاب الذي افتتح في السابع من الشهر الجاري ويستمر حتى يوم 17 منه، حضورا براقا للعنصر النسوي، بين زائرات ومساهمات في التنظيم ومشاركات في الفعاليات.

 

نسبته 50 في المائة

التدريسية في كلية التربية بجامعة بغداد د. انتظار جمعة، تذكر لـ “طريق الشعب” أن “الحضور النسوي في المعرض شكل ما نسبته 50 في المائة من العدد الكلي للحاضرين”، مشيرة إلى أن بين الحاضرات صاحبات دور نشر.

وتلف إلى أنه “في أيامه الخمسة الأولى شهد المعرض حفلات توقيع كتب لكثير من الكاتبات النساء، خاصة ممن هن في مقتبل العمر”، معربة عن فرحتها بمشاهدة نساء لهن اهتمامات في القراءة والكتابة الأدبية.

ومن بين حفلات توقيع الكتب التي تخللت المعرض، حفل توقيع كتاب الصحفية العراقية شذى العاملي، الموسوم “التحليل الفيلمي”. كما وقعت الروائية الكويتية بثينة العيسى كتابها الموسوم “ارتطام”.    

والتقت “طريق الشعب” بالمشرفة على المبيعات في قسم “بيت الحكمة” المتخصص في الكتب الصينية المترجمة إلى العربية، ريا خالد، التي رأت في حديثها للصحيفة أن “الفكرة الخاطئة المتداولة حول عزوف النساء عن المطالعة بدأت تختفي. إذ نلاحظ أن هناك توجها نسويا بارزا نحو القراءة والتأليف، وحتى على مستوى المشاركة في الفعاليات السياسية والاقتصادية والأدبية. وهذا ما تجلى أيضا في الحضور النسوي الكبير لمعرض الكتاب”.  وأشارت ريا إلى أن “المقالات والقصص القصيرة الهادفة الموجهة للأعمار الصغيرة، تستقطب الفتيات الصغيرات، وبالتالي ستساهم في تحويل الكثيرات منهن من هاويات للمطالعة إلى كاتبات”، مشددة على أهمية دعم النساء المبدعات ومساعدتهن في نشر نتاجاتهن، وتشجيعهن على تطوير إمكاناتهن بما يعزز الحركة الثقافية النسوية.

 

بمناسبة حلول عيد الصوم في الديانة الإيزيدية يوم الجمعة الموافق ١٦/١٢/٢٠٢٢ نتقدّم بأجمل التهاني والتبريكات للأحبة الإيزيديين في العراق والعالم أجمع، متمنين لهم دوام السلامة والعافية، داعين الجهات المسؤولة بهذه المناسبة العزيزة للعمل على استعادة كامل حقوقهم المشروعة، وتحقيق الأمن والاستقرار في مناطقهم، بما يؤمن لهم حياة حرة كريمة ومستقبلا زاهرا.

الحزب الشيوعي العراقي

١٢ كانون الاول ٢٠٢٢

 

د. نادية هناوي في «بيتنا الثقافي»

بغداد – طريق الشعب

يضيّف منتدى “بيتنا الثقافي” في بغداد، بعد غد السبت، د. نادية هناوي لتتحدث عن “استثمار التاريخ في الرواية العراقية الجديدة”.

الجلسة التي من المقرر أن يديرها الناقد علاء المفرجي، تبدأ عند الساعة الحادية عشرة ضحى على قاعة المنتدى في ساحة الأندلس.

والدعوة عامة.

 

المرجعيات الاجتماعية وأثرها في تأسيس الدولة العراقية

بغداد – طريق الشعب

يضيّف “ملتقى روّاد المتنبي” الثقافي، غدا الجمعة، د. حميد حسون ليتحدث عن كتابه الموسوم “المرجعيات الاجتماعية وأثرها في تأسيس الدولة العراقية المعاصرة”.

تبدأ الجلسة في الساعة الحادية عشرة ضحى على “قاعة حسين علي محفوظ” في المركز الثقافي البغدادي.

والدعوة عامة.

 

السليمانية

معرض تشكيلي لذوي الاحتياجات الخاصة

السليمانية – وكالات

احتضنت إحدى القاعات الفنية في مدينة السليمانية، أخيرا، معرضا تشكيليا خاصا بالفنانين الموهوبين من ذوي الاحتياجات الخاصة.

وقال دلير النقشبندي، أحد المساهمين في المعرض، أن هذا المعرض أقامته الفنانة التشكيلية آفين صابر، وهي من ذوي الاحتياجات الخاصة، بهدف دعم الموهوبين من أفراد شريحتها والارتقاء بقدراتهم الفنية وإيصال نتاجاتهم إلى المتلقي.

موضحا في حديث صحفي أن المعرض ينقل رسالة إلى الجميع مفادها بأن الإعاقة لا تعرقل السير في طريق الإبداع.  من جانبها، أعربت الفنانة آفين عن شكرها لكل من ساهم في إقامة المعرض، مؤكدة أنها وأقرانها من الفنانين تمكنوا من التعبير عن مواهبهم الفنية عبر هذا المعرض. 

ولفتت في حديث صحفي إلى أن “اللوحات التي عرضت جسدت في معظمها ورودا ملونة، كتعبير عن الفرح والهدوء الداخلي”، مؤكدة أن الإعاقة الجسدية لن تكون دائما عائقا أمام العطاء الفني.

 

 

توديع جثمان المناضل فائق فيلي في السويد

ستوكهولم – عاكف سرحان

وُدع جثمان الرفيق الشيوعي المناضل فائق عبد الحسين فيلي (أبو حيدر)، الجمعة الماضية في مدينة كارلستاد غربي السويد، وذلك من قبل أهله وحشد كبير من أصدقائه ورفاقه من أبناء الجالية العراقية والسويديين.

وقبل أن يواري الثرى في المقبرة، سجي جثمان الفقيد على قاعة كنيسة المدينة. وهناك ألقيت كلمات في رثائه وذكراه كشخصية شيوعية اجتماعية شعبية مؤثرة وذات تاريخ ناصع.

وكانت كلمة منظمة الحزب الشيوعي العراقي في السويد قد ألقاها الرفيق جاسم هداد، وقال فيها: “نشارككم مصابكم الأليم بخسارة رفيق كان له باع طويل في تنظيم وكفاح حزبنا. فهو من عائلة معروفة في باب الشيخ، مناضل إنتمى للحزب في ريعان شبابه، وتعرض منذ العهد المباد إلى الملاحقة والاعتقال مرات عدة، وواجه مختلف اصناف الاضطهاد والمطاردة والتنكيل. لكنه رغم ذلك ظل رفيقا مخلصا لقضية الحزب”.

وأضاف الرفيق هداد في الكلمة قائلا أنه “بعد تهجير الفقيد وعائلته بداية الثمانينيات، واصل عمله الحزبي في منظمة الحزب في طهران. وبعد وصوله إلى السويد عام 1990، واصل ارتباطه بالحزب، وظل ملتصقا بحزبه حتى أيامه الأخيرة”. 

 

ندوة حول هموم المدارس والمعاهد الموسيقية

بغداد - تضامن عبد المحسن

ضمن فعاليات معرض العراق الدولي للكتاب المقام حاليا على قاعات معرض بغداد الدولي، عقدت دائرة الفنون الموسيقية ندوة بعنوان “المدارس والمعاهد الموسيقية.. إرث ثقافي وحضاري ومستقبل مجهول”.

الندوة التي حضرها جمع من المثقفين والمهتمين في الشأن الموسيقي، تحدث فيها كل من مدير عام الدائرة وكالة د. عماد جاسم، والمدير الأسبق للدائرة د. حبيب عباس الظاهر ومدير معهد الدراسات الموسيقية الفنان أحمد سليم.

وفي معرض حديثه، شدد د. جاسم على “أهمية عودة البريق الى أروقة معهد الدراسات الموسيقية ومدرسة الموسيقى والباليه، وهما من تشكيلات الدائرة، ومن أهم مؤسسات تعليم الموسيقى في البلد”، منوها الى ان “المعهد يقع ضمن بناية تراثية تم تشييدها في ثلاثينيات القرن الماضي، وهي تعاني اليوم كثيرا من الإهمال”.

وتطرق د. جاسم إلى مشكلة “انعدام التخصيصات المالية للمعهد والمدرسة ضمن ميزانية الدولة، سواء للبنى التحتية أم للفعاليات الفنية”، مؤكدا أن “القرارات الآنية التي تصدر في حالات التقشف، تنعكس عواقبها على الطالب والعملية التدريسية. إذ تحتم على ادارة المعهد استحصال مبالغ مالية تصل الى نصف مليون دينار من كل طالب يتقدم للدراسة في المعهد”.

وفيما ألقى الضوء على معاناة أساتذة المعهد بسبب “قلة رواتبهم وعدم منحهم مخصصات مالية أسوة بمدرسي وزارة التربية”، قال: “اسمحوا لنا أن نرفع صرخة استغاثة من هذا المنبر الحر، من أجل الحفاظ على هذا المعهد الذي يعتبر أحد ايقونات التحضر والتمدن في العراق”.

أما د. الظاهر، فقد تحدث عن بدايات تأسيس المعهد. وبصفته عضوا في المجمع العربي للموسيقى، لفت إلى أن هذا المعهد هو الوحيد في الوطن العربي الذي يعنى بدراسة التراث الموسيقي، ويتخرج فيه طلبة بين عازف ومغن وباحث وناقد موسيقي.

وشدد على أهمية إعادة كتابة النظامين الداخليين للمعهد والمدرسة، وعلى أن يكون لوزارة الثقافة اهتماما جديا في هذا الأمر “فمن غير المعقول ان يدرس الطالب خمس سنوات في المعهد، أو تسع سنوات في المدرسة، ثم يلتحق بكلية الفنون الجميلة ليدرس مجددا من المرحلة الأولى”.

آخر المتحدثين كان الفنان سليم، الذي أشار إلى أن المعهد أهمل فترات طويلة، وتعرض إلى نكبات “فنحن بينما نستقطب الطلبة من أجل إحياء التراث الموسيقي، نثقل كواهلهم بدفع أجور دراسية يتعذر على بعضهم دفعها”، مؤكدا أن “هذه الأجور فرضتها خلية الازمة السابقة تماشيا مع حالة التقشف، أما اليوم فقد انتفت الحاجة إليها، وبالرغم من ذلك لا يزال القرار ساريا”.

ودعا إلى إلغاء هذه الرسوم، كي يتسنى للمعهد تحقيق أهدافه في تنشئة جيل موسيقي أكاديمي.

هذا وتخللت الندوة وصلات موسيقية وغنائية قدمها طلبة في المعهد بتدريب المعاون الفني هندرين حكمت.

 

رابطة الأنصار تزور الحزب الديمقراطي الكردستاني

أربيل – طريق الشعب

زار وفد من رابطة الانصار الشيوعيين العراقيين، الاثنين الماضي، مقر لجنة رزكاري للحزب الديمقراطي الكردستاني في منطقة برايتي بأربيل.

وكان في استقبال الوفد سكرتير اللجنة كاروخ سعيد خياط، وعدد من القيادات.

وخلال اللقاء تناول الطرفان مستجدات الوضع السياسي العراقي عموما والكردستاني خصوصاً، مشددين على أهمية ترسيخ العلاقات بين القوى الكردستانية، بما يضمن الاستقرار في كردستان والعراق بشكل عام.

هذا وضم الوفد كلا من رئيس الرابطة الرفيق نعمان علوان سهيل وعضو لجنة العلاقات الرفيق رعد محمد رشيد وعضو اللجنة التنفيذية الرفيق شيروان عدو محمد والرفيقين مزهر مدلول وحسن شاكر.

 

 

تهانٍ شيوعية

في افتتاح معهد الفنون بكربلاء

كربلاء – طريق الشعب

زار وفد من اللجنة الثقافية التابعة إلى اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في كربلاء، الاثنين الماضي، معهد الفنون الجميلة في المحافظة، لتقديم التهاني إلى عمادته وكوادره في مناسبة افتتاحه وبدء العام الدراسي فيه.

وكان في استقبال الوفد عميد المعهد د. إحسان طالب المسعودي والشاعر د. علاوي كاظم كشيش والتشكيلي محمد جسوم.

ورحب العميد بالوفد الزائر وقال أن «الشيوعيين مساندون دوما للحركة الفنية والثقافية في مختلف المجالات التي تعنى بالجمال».

من جانبه، عبر الرفيق سلام القريني، الذي كان ضمن الوفد، عن سعادته بافتتاح هذا المعهد الذي سيكون حاضنا للطاقات الإبداعية، لافتا إلى أن كربلاء انجبت على مدى عقود قامات إبداعية في مجالات المسرح والتشكيل والموسيقى والأدب.

وفي الختام قدم سكرتير المحلية الرفيق صباح الحمد هدايا رمزية لعمادة المعهد.

 

عرض مقالات: