اخر الاخبار

الصفحة الاولى

بلاسخارت: الفساد «مستشرٍ وممنهج»

الفاسدون يحتلون مواقع صنع القرار.. وازاحتهم تتطلب إرادة وطنية

بغداد ـ علي شغاتي

لا يختلف اثنان على أن الفساد في بلادنا سجل مستويات قياسية.

ويتفق اغلب المراقبين على أن الفساد في العراق محمي من قبل جهات متنفذة في مراكز القرار، او على الأقل باستطاعتها الوصول بسهولة والتأثير على صانع القرار.

وتبدو الجهود الحكومية الساعية الى مكافحة الفساد، انها بحاجة الى مزيد من الجدية والإرادة الصلبة في مواجهة حيتان الفساد الذين يسيطرون على مقدرات البلاد المالية.

تلكؤ الدولة

وفي مناسبة اليوم العالمي لمكافحة الفساد، اكد رئيس الحكومة محمد شياع السوداني، ان الفساد هو السبب الأول في تلكؤ الدولة للقيام بواجباتها.

وقال في تغريدة له، “وضعنا في أولويات حكومتنا مكافحة الفساد، لأننا نعتقد، جازمين، أنه السبب الأول في تلكّؤ الدولة للقيام بواجباتها. لا يمكن لأي جهد اقتصادي أو خدمي أن يحقق المطلوب دون أن يكون هناك عمل جادّ لمواجهة هذه الآفة واسترداد الأموال المنهوبة وملاحقة المطلوبين”.

في الأثناء، أكد رئيس الجمهورية عبد اللطيف رشيد، أن مكافحة الفساد “مسؤولية تضامنية” من قبل أجهزة الدولة.

وقال إن “المسؤولية التضامنية بين مؤسسات الدولة لتمكين الأجهزة الرقابية والقضائية لاستئصال هذه الظاهرة”، مضيفا أن “هذه الظاهرة الخطيرة التي تؤثر سلباً على التنمية الاقتصادية، تستدعي توفير التشريعات الضرورية من أجل تمتين الاقتصاد الوطني ومحاربة الفساد”.

تداعيات متعددة

الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في العراق، جينين هينيس بلاسخارت، قالت إن الفساد في العراق “مستشر وممنهج” وله تداعيات متعددة.

وأوضحت في بيان بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة الفساد، إن “الفساد المستشري والممنهج يعد أحد أكبر التحديات التي تواجه العراق، وتكلفته الاقتصادية وتأثيره السلبي على الاستقرار والازدهار هائلان، إذ أنه يقوض التقدم، ويحرم المواطنين من حقوقهم، ويثبط الاستثمار الدولي، ويسلب من الدولة الموارد اللازمة لتزويد مواطنيها بمدارس ومستشفيات وطرق أفضل، وخدمات عامة أخرى لا حصر لها”.

وأضافت، “لقد قُلتها مرات عديدة من قبل، كان آخرها في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في تشرين الأول، الفساد هو أحد الأسباب الرئيسية للاختلال الحاصل في العراق، وإن إبقاء المنظومة كما هي سوف يرتد بنتائج سلبية في النهاية”.

*******************

الشيوعي العراقي: لتتوفر كافة شروط تجفيف منابع الإرهاب

بغداد – طريق الشعب

جدد الحزب الشيوعي العراقي الإشادة بالتضحيات الجسام التي قدمها افراد الجيش العراقي ومختلف التشكيلات العسكرية والأمنية الوطنية الأخرى، وكذلك المتطوعون في مختلف المحافظات والمناطق، بتصديهم لتنظيمات داعش الارهابية وتحقيقهم النصر عليها. جاء ذلك في مناسبة الذكرى السنوية الخامسة للنصر المؤزر على تنظيم داعش الارهابي.

وقال الرفيق فلاح القس، عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، في تصريح لـ”طريق الشعب”: انه يتوجب في هذه المناسبة أيضا الإشادة بابناء شعبنا على اختلاف قومياتهم واديانهم وطوائفهم الذين تحملوا الصعاب والتضحيات، وتحلوا بالصبر في احلك الظروف، والاشادة بكل القوى السياسية التي اختارت الوقوف ضد اجتياح الإرهاب لإراضي وطننا وتقديم مختلف اشكال الدعم والاسناد لهزيمة الإرهابيين ووقف مجازرهم بحق المواطنين باطيافهم المتعددة.

وأضاف، أن النصر المحقق يتوجب ليس فقط الحفاظ عليه، بل وتعزيزه ومكافحة جميع فلول الإرهاب والخلايا النائمة وطردهم من بلدنا، مشيرا الى أن “تحقيق الأمان والاستقرار في بلدنا يتطلب المضي قدما في تجفيف منابع الإرهاب بمقاربات متعددة متكاملة: سياسية وعسكرية وأمنية واقتصادية واجتماعية وثقافية واعلامية، واعادة النازحين الى منازلهم بعد اعمارها، وتأهيل مناطقهم، وتعويضهم وتمكينهم من ممارسة حياتهم الاعتيادية مجددا.

وشدد الرفيق عضو اللجنة المركزية على ضرورة الاهتمام بالمقاتلين ومعاناتهم مع عوائلهم، وان تقدم لهم كل أشكال الدعم لهم، وتسهيل حصولهم على حقوقهم، بعيدا عن البيروقراطية والتمييز.

وتابع قائلا: يتوجب اليوم الشروع في انهاء ملف التحقيق في اسباب سقوط الموصل وحسم التقرير الذي رفعه مجلس النواب في أب 2015 والذي فيه بعض من الاجابات التي تخص اسباب ما حصل وتمدد داعش في العمق العراقي، واتخاذ كافة الاجراءات القانونية بحق من شخصته لجنة التحقيق البرلمانية، لينالوا جزاءهم العادل لقاء ما تسببوا به من استشهاد آلاف المواطنين وسبي الايزيديات وغيرهن ونزوح الملايين، ومن دمار وخراب العديد من المدن والقصبات، وخسائر مادية باهظة.

وزاد الرفيق القس، ان “الانتصارات العسكرية المتتالية للقوات الامنية الرسمية تدل على الامكانيات الكبيرة التي تمتلكها، ما يتطلب تعزيزها عبر اجراءات سريعة في إعادة بنائها على أساس العقيدة الوطنية والولاء للوطن وتفعيل الجهد الاستخباراتي  وتخليص الاجهزة الامنية من الفاسدين وإبعادها عن المحاصصات وحصر السلاح بيد الدولة وبمؤسساتها الشرعية، وحظر الاحزاب السياسية التي تمتلك اجنحة مسلحة. وقبل هذا وذاك أهمية حضور الإرادة السياسية، وتوفير شروط ومستلزمات اطلاق طاقات الجماهير والاستناد الى إرادة غالبية العراقيين المتطلعة الى تحقيق الأمان والاستقرار والحياة الحرة الكريمة.                                                      تفاصيل أخرى

********************

راصد الطريق

بخيرهم ما خيّروني

40 يوما مضت على توجيه رئيس الحكومة السوداني بالإسراع في اعداد قانون الموازنة العامة لسنة 2023، وما زال المشروع يراوح في مكانه!

وفي اول اختبار حقيقي تلكأت الحكومة في انجاز مسودة المشروع، وفشلت في الاستفادة من تمديد الفصل التشريعي الأول للبرلمان، الذي دخل هو الاخر عطلته التشريعية رغم ندرة جلساته وتشريعاته!

وواضح ان تأخر إقرار الموازنة سينعكس سلبا على ظروف معيشة المواطنين، المتردية اصلا.

ورغم تكتم الحكومة على اخبار الموازنة، فان ما متوفر منها يؤكد اندلاع صراع شرس بين المتنفذين على الحصص والموارد وتقاسمها، غير آبهين بحقيقة أن 4 اشهر انقضت على عدم توزيع مادة الطحين مثلا في الحصة التموينية!

هذا الصراع سيدفع ثمنه المواطن البسيط، الذي ينتظر بفارغ الصبر راتب الاعانة الاجتماعية ومفردات الحصة التموينية ومعالجة مشاكل المحاضرين وأصحاب العقود، فيما المتنفذون يتنافسون على المكاسب الفئوية الضيقة.

ولنتذكر ان المواطن لم يعد يحتمل مزيدا من الفشل في السياسات، وسوء الإدارة والفساد في ما يتعلق بالمال العام، وانه لا بد من تشريع قانون يلبي الطموحات وفقا للأوضاع الاقتصادية.

وليس معقولا مواصلة سياسة: بخيرهم ما خيّروني وبشرهم هموا عليه!

 ******************

العراق.. انتهاكات عديدة وفشل متراكم

بغداد – سيف زهير

أحيا العالم أمس، اليوم الدولي لحقوق الإنسان، والذي اعتمدَت فيه الجمعية العامة للأمم المتحدة، الإعلان العالمي لحقوق الإنسان في العام 1948. ويتألف الإعلان من ديباجة و30 مادة تحدد مجموعة واسعة من الحقوق والحريات الأساسية التي يحق للإنسان أن يتمتع بها أينما وجد في العالم.

ويضمن الإعلان هذه الحقوق بدون أيّ تمييز على أساس الجنسية أو مكان الإقامة أو الجنس أو الأصل القومي أو العرقي أو الدين أو اللغة أو أي وضع آخر. وقد صاغه ممثّلون عن المناطق والتقاليد القانونية كافة. وعلى مرّ السنين، تم قبوله كعقد مُبرَم بين الحكومات وشعوبها.

 ******************

تظاهرات احتجاجية

في 6 محافظات

بغداد ـ طريق الشعب

شهد عدد من مدن البلاد المختلفة تظاهرات احتجاجية رفضت بشدة استخدام العنف ضد المحتجين، وأكدت على مطالب انتفاضة تشرين. فيما جدد العشرات من أصحاب العقود والفلاحين احتجاجاتهم المطالبة بالحقوق المشروعة والمستحقات.

انطلقت في ساحة النسور في العاصمة بغداد، تظاهرات دعت اليها قوى التغيير الديمقراطية، للتأكيد على مطالب انتفاضة تشرين، ورفض مسودة قانون حرية التعبير المطروحة في مجلس النواب.

وشهدت منطقة ساحة الخلاني وقفة احتجاجية لاستذكار مجزرة السنك التي نفذتها مجموعات مسلحة بحق المنتفضين، وطالبوا بتحقيق العدالة بحقهم.

*******************

الصفحة الثانية

5 أعوام على النصر.. ومشكلة النازحين مستمرة

بغداد ـ طريق الشعب

تحدث النائب عن محافظة ديالى، مضر الكروي، امس السبت، عن استمرار موجة النزوح في المحافظة بالتزامن مع ذكرى النصر على عصابات داعش الارهابية.

وقال الكروي، إن “ديالى تستقبل يوم النصر على داعش ولديها 5 الاف اسرة نازحة خارج اسوار المدن والقرى المحررة”، مبيناً أن “مستوى الاعمار في ديالى لا يلبي الطموح رغم التعهدات الحكومية”.

وتابع، أن “المحافظة مستمرة بتسجيل اقبال النازحين عليها بسبب الخروقات المتكررة في السنوات الماضية”، مشيرا الى ان “اكمال النصر الحقيقي هو بإعادة ما تبقى من النازحين الى ديارهم واعمارها وتعويضهم، فضلا عن معالجة تداعيات فترة عصيبة مرت بها مناطق مترامية من ديالى وبقية المحافظات”.

 ***************

متى تفتح

ملفات الفساد الكبرى؟

محمد عبد الرحمن

قال السيد رئيس الوزراء خلال زيارته الثلاثاء الماضي الى وزارة الداخلية ولقائه مع كادرها، ان حكومته لن تنشغل بمحاربة صغار الفاسدين، واستدرك ان “هذا لا يعني اننا سنتركهم، بل ستستمر السياقات والإجراءات بحقهم”.

وأضاف قائلا: “ لكن كبار المسؤولين الفاسدين يجب ان تكون لنا وقفة خاصة معهم، لانهم مسؤولون وأصحاب قرار، ولديهم صلاحيات واسعة وكبيرة وهم مخولون من قبل الدولة. واستطرد مضيفا “ان كبار المسؤولين يجب ان تتم محاسبتهم، لا اعفاءهم من مناصبهم فقط “.

هذا الكلام جميل ويحمل  اكثر من مغزى ومعنى، وهويؤكد ما سبق ان تحدث به العديد من القوى المدنية والديمقراطية وأطراف الحركة الاحتجاجية، منذ شباط ٢٠١١ مرورا بانتفاضة تشرين ٢٠١٩ وحتى يومنا هذا. وهو يقول بوضوح:

  • ان ملفات الفساد لا تقتصر على ما خف وزنه، وسهل التعامل معه، فمن الملفات ما هو كبيرة ايضا.
  • ان هناك بين الفاسدين من هم مسؤولون، وهؤلاء يجب التعامل معهم بنحو متميز، لانهم في موقع المسؤولية والقرار.
  • ان من الواجب عدم الاكتفاء باعفاء المسؤول الفاسد، بل ومحاسبته كذلك.

هذا الكلام لابد ان  تليه إجراءات وخطوات ملموسة، خصوصا بشأن الملفات الكبيرة التي تجري الاشارة اليها من دون الاقتراب منها! فكم من رئيس وزراء قال ان عنده مئات او آلاف الملفات، التي لو فتحت لقلبت الأمور رأسا على عقب ! لكنه “غلّس” بعدها، وتبين ان كلامه لم يكن الا للتهديد والابتزاز، ولم يفترن بالجدية اطلاقا، وربما العكس هو الصحيح.

من جانب آخر اذا كان كان لدى السيد السوداني هذا الوضوح بخصوص وجود مسؤولين فاسدين، فما الذي يحول دون إبعادهم أولا عن مواقع المسؤولية، ان كانوا لا يزالون فيها،  ثم المباشرة بمحاسبتهم على وفق القانون؟

فاليوم وبعد ٦ أسابيع من تشكيل الحكومة،  لم نلحظ سوى ابعاد عدد من المسؤولين والاتيان ببدلاء عنهم، بعضهم تثار تساؤلات جدية بشأنهم خصوصا لجهة الكفاءة والنزاهة، وقد يكون بعضهم فُرض على السيد السوداني بما لا يوافق رغبته، وهو الذي شغل مواقع عدة في الدولة ويعرف العاملين فيها جيد. لكن هذا في جميع الأحوال لا يعفيه من المسؤولية، فيبقى مطلوبا المزيد من الحزم والإرادة، والاستناد الى البعد الشعبي والجماهيري والى ضغطهما لفرض التوجهات السليمة، التي تستجيب لمصالح المواطنين على حساب تلك القوى والكتل، التي لا همّ لها الا مصالحها الخاصة وإدامة نفوذها وتنمية ثرواتها بمختلف الطرق والوسائل على حساب المال العام. وهذا أيضا ما يجري الكشف عنه الآن، ومنه “سرقة القرن”.

ولابد من الإشارة الى الكشف عن “سرقة القرن” مثلما لاقى ارتياحا وتعاطفا، اثار في الوقت ذاته قلقا جديا بشأن واقعية مواصلة التصدي لمثل هذه الملفات، وكشف كافة المشاركين في العمليات القذرة التي تنطوي عليها. وبضمن ذلك ما اُثير بشأن اطلاق سراح  المتهم الأول في هذه القضية  كفالة، ومدى صدق التوجه نحو كشف جميع الأسماء ذات العلاقة، واسترداد الأموال المسروقة والمنهوبة ومنها المحوّلة الى عقارات  وممتلكات، لاسيما وان الدفعتين الأولى والثانية المعلن عنهما من الأموال المستردة، لا تشكلان الا نسبة متواضعة جدا من المبلغ المسروق، الذي تعهد رئيس الوزراء في ٢٧ الشهر الماضي  باسترداده  كاملا خلال أسبوعين، ينتهيان هذا اليوم! 

وجدير بالذكر أيضا ان مبلغ ٢٫٥ مليار دولار (وقيل انه خمسة مليارات، وفي تقديرات أخرى انه يصل الى ١٢٫٥ مليار دولار)، هو مبلغ كبير نسبيا سُرق نتيجة تواطؤ جهات حكومية عدة، لكنه يبقى صغيرا بالقياس الى التقديرات التي قالت ان العراق فقد اكثر من ٥٥٠ مليار دولار على مدى السنوات السابقة.

وهكذا وعلى أهمية استرداد هذا المبلغ او غيره، يبقى التساؤل الكبير والملحّ : متى يأتي دور الملفات الكبيرة؟ ويطبق مبدأ “من اين لك هذا” على الجميع؟ ومتى يتم ابعاد الفاسدين عن مواقع المسؤولية، واسناد هذه المواقع الى ذوي الكفاءة والمهنية والنزاهة؟!

***************** 

الحكومة والاجهزة الامنية يتحملان المسؤولية

فهمي: البرلمان مطالب بمحاسبة المسؤول عن جريمة الناصرية

القمع الشديد لتظاهرة الناصرية وسقوط شهيدين من المتظاهرين جريمة تتحمل مسؤوليتها الحكومة واجهزتها الأمنية.

تأتي هذه الجريمة، التي يفترض بمجلس النواب ان يمارس دوره في مساءلة الحكومة والأجهزة الامنيةً عنها، لتعزز الشكوك بشأن جدية وقدرة حكومة السيد السوداني، المنبثقة من رحم نهج المحاصصة على الايفاء بوعودها، وان تترجم فعليا خطابها بانتهاج مسار آخر مختلف عن حكومات المحاصصة التي سبقتها.

لقد سبق هذه الجريمة اطلاق سراح المتهم الرئيسي في ما سمي بسرقة القرن، في الوقت الذي يتم فيه الحكم على شاب محتج بالسجن ثلاث سنوات، بسبب منشور تعرّض فيه الى احدى مؤسسات الدولة ! اضافة الى بدء مجلس النواب قراءة ومناقشة مشاريع قوانين مقيدة لحرية التعبير، كمشروعي قانوني جرائم المعلوماتية وتنظيم حرية التعبير.

وبالأمس اصدرت هيئة النزاهة تقريرا أوليا عن النواقص ‏التي شخّصتها إثر قيامها بزيارات مفاجئة للعديد من المستشفيات.

وجاءت تشخيصاتها لتؤكد شكاوى المواطنين من تردي الخدمات في المستشفيات الحكومية. واكدت لجان تفتيش النزاهة وجود نقص حاد في الأدوية في بعض المستشفيات، ورداءة نوعية الأطعمة المقدمة للمرضى، وقلة الملاك المعين الذي تسبب بانخفاض مستوى النظافة والعناية بالمرضى، وعدم وجود طبيب خفر (أشعة وسونار) في نوبة العمل المسائية. كما لاحظت عدم حضور بعض مديري المستشفيات والملاكات الإدارية، وعدم تواجد الأطباء في الردهات وغيرها من الظواهر الصادمة.

ان هذا التقرير يبيّن أن واقع المستشفيات والمستوصفات والمراكز الصحية ليس افضل، إن لم يكن اسوأ مما شاهده رئيس الوزراء، في زيارته المفاجئة للمركز الصحي في الكاظمية!

وقد بلغ انهيار الخدمات الصحية الى مستوى ما هي عليه الآن، بسبب الآثار المركبة والتراكمية للفساد وسوء الادارة والمحاصصة والمحسوبية وغياب المتابعة والمحاسبة والترهل والتسيب الوظيفي، اضافة الى عدم توفير الحماية اللازمة للأطباء والكوادر الصحية، الذين كثيرا ما يتعرضون للاعتداءات والتهديدات والابتزاز، بذريعة الأعراف العشائرية وغيرها من الأسباب غير المشروعة.

وها ان الحكومة امام اختبار آخر لتنفيذ وعودها وتنفيذ تعهداتها، في مجال اعتبره المنهاج الحكومي في مقدمة اولويات الحكومة.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

من صفحة الرفيق رائد فهمي سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي

 *******************

رفض العنف والتضييق على المتظاهرين

تظاهرات احتجاجية

في 6 محافظات

بغداد ـ طريق الشعب

شهد عدد من مدن البلاد المختلفة تظاهرات احتجاجية رفضت بشدة استخدام العنف ضد المحتجين، وأكدت على مطالب انتفاضة تشرين. فيما جدد العشرات من أصحاب العقود والفلاحين احتجاجاتهم المطالبة بالحقوق المشروعة والمستحقات.

بغداد

انطلقت في ساحة النسور في العاصمة بغداد، تظاهرات دعت اليها قوى التغيير الديمقراطية، للتأكيد على مطالب انتفاضة تشرين، ورفض مسودة قانون حرية التعبير المطروحة في مجلس النواب.

وقال خالد وليد، المتحدث باسم حركة “نازل آخذ حقي”: إن التظاهرات تأتي أيضا بعد 20 يوما على تسلم رئيس الحكومة مطالب قوى الاحتجاج دون أي تحرك.

وفي صعيد متصل، نظم عدد من الناشطين والمنظمات وقفة في ساحة التحرير احتجاجا على الحكم الصادر بحق الناشط الزيدي.

وشهدت منطقة ساحة الخلاني وقفة احتجاجية لاستذكار مجزرة السنك التي نفذتها مجموعات مسلحة بحق المنتفضين، وطالبوا بتحقيق العدالة بحقهم

النجف

وللمرة الثانية، نظمت محلية النجف للحزب الشيوعي العراقي وبالتعاون مع تنسيقية التيار الديمقراطي في النجف، وقفة احتجاجية لرفض مسودة قانون حرية التعبير المقدمة إلى مجلس النواب.

وقال مراسل “طريق الشعب” أحمد عباس: إن المتظاهرين وصفوا مشروع القانون بالمقيد للحريات، خاصة وانه يفرض عقوبات صارمة ويحتوي على نصوص قابلة للاجتهاد والتأويل.

وأضاف، أن المشاركين في الوقفة استنكروا استخدام العنف والقوة المفرطة ضد المتظاهرين في مدينة الناصرية، داعين إلى محاسبة المسؤول عن ارتكاب هذه الجرائم.

إلى ذلك، طالب العشرات من العاملين في مطار النجف الدولي، بتثبيتهم على الملاك الدائم وإنهاء “حالات الفساد”.

وبيّن مراسل “طريق الشعب”، أن “العاملين في مطار النجف الأشرف الدولي نظموا، وقفة احتجاجية سلمية من أجل المطالبة بحقهم بالتثبيت وإنهاء حالة الفساد وعدم الاستقرار التي يعيشونها في ظل غياب أفق واضح يضمن لهم حقهم بالاطمئنان على مستقبلهم ومستقبل عائلاتهم”.

الناصرية

وتجددت التظاهرات المطالبة بالكشف عن نتائج التحقيقات بشأن تداعيات أحداث التظاهرات الأخيرة في مدينة الناصرية، وتقديم المتهمين بقتل المتظاهرين إلى الجهات القضائية.

وأفاد مراسل “طريق الشعب”، بقيام محتجين بإغلاق تقاطع بهو بلدية الناصرية، وجسر النصر ومداخل ساحة الحبوبي، وسط مدينة الناصرية باستخدام الإطارات المحترقة، مشيرا الى ان الاحتجاجات تأتي على خلفية أحداث يوم الأربعاء الماضي التي ذهب ضحيتها 3 متظاهرين، وإصابة أكثر من 20 شخصاً بجروح.

البصرة، الكوت والحلة

واشتبكت قوة أمنية مع العاملين بنظام العقود في مديرية تقاعد البصرة، الذين نظموا اعتصاما وإضرابا عن العمل، مطالبين بالتثبيت.

وأشار مراسل “طريق الشعب”، الى ان تدافعا بالأيدي شابه العنف وقع بين الطرفين بعد أن أغلق المعتصمون مكاتب العمل في المديرية، ومنعوا دخول المراجعين كورقة ضغط للاستجابة لمطالبهم المتعلقة بتثبيتهم على الملاك الدائم.

وطالب عدد من العاملين في زراعة الخضراوات في منطقة “كورنيش جامعة واسط” في الكوت، البلدية والحكومة المحلية بإعادة النظر في قرار تحويل هذه المنطقة إلى سياحية، مؤكدين وجود عقد مع البلدية يضمن بقاءهم في العمل حتى شهر حزيران من العام المقبل.

وشدد المزارعون في حديث لهم على ضرورة توفير مناطق بديلة لهم للزراعة، قبل قرار إنهاء التعاقد معهم، لافتين إلى أن هذه المناطق الزراعية تغذي جميع أقضية المحافظة بالخضراوات الصيفية والشتوية.

وفي محافظة بابل، اقامت رابطة المرأة العراقية في المحافظة وقفة احتجاجية وسط سوق الحلة لمناهضة العنف ضد النساء.

وأفاد مراسل “طريق الشعب”، محمد صادق ان “الوقفة شهدت كلمة لسكرتيرة رابطة المرأة في المحافظة خولة رحيم، اكدت فيها على ضرورة نبذ ظاهرة العنف ضد النساء، وضمان مشاركة النساء في جميع مجالات الحياة”.

****************** 

بلاسخارت:

الفساد مستشرٍ وممنهج 

وأوضحت أن “أحدثُ قضية فساد كبرى في العراق، والتي سُمّيت بـ(سرقة القرن)، لن تكون الأخيرة للأسف، ولا يسعنا إلا أن نأمل أن تكون بمثابة جرس إنذار. لا شك في أن التغيير المنهجي سيُثبت أهميته الحيوية لمستقبل البلاد. إلا أن هذا التغيير لن يحدث بين عشية وضحاها، بل سيتطلب عملاً مكثفاً ومثابرةً وجهوداً جماعيةً وإدراكاً لحقيقة أن العمل بنزاهةٍ قد حان وقته الآن”.

وأشارت إلى أن “في حين أن الحكومة اتخذت عدداً من الخطوات المشجعة، فليس سرّاً أن هذه الجهود قد تعرقل أو تقوّض من قبل أولئك الذين سيخسرون. لكن دعوني أؤكد أنه لا ينبغي منحهم أي فترة راحة”.

المحاصصة سببت الفساد

من جانبه، أشار أستاذ العلوم السياسية ايمن الشمري الى ان الفساد يُعد مشكلة مستديمة في النظام السياسي العراقي منذ التغيير عام 2003.

وقال الشمري لـ”برنامج يحدث في العراق”، الذي عبر الصفحة الرسمية للحزب الشيوعي العراقي، ان العملية السياسية تشكلت على أساس المحاصصة، مع انعدام الضوابط القانونية والاجتماعية وانهيار المنظومة القانونية وغياب الرقابة، منوها الى ان مجلس النواب لم يضطلع بدوره الحقيقي من خلال الرقابة.

وأضاف، ان المحاصصة كانت سببا رئيسيا في استشراء الفساد، مشددا على ضرورة ان يكون موضوع محاربة الفساد من أولويات الحكومة، كونه المعرقل الأول للاداء الحكومي والجهاز الإداري، وايضا معرقل امام الديمقراطية وتعزيزها في العراق.

وكان النائب سجاد سالم علق في وقت سابق على جهود الحكومة الرامية الى مكافحة الفساد بالقول: انه لا وجود للتخطيط المنهجي في هذا الاتجاه.

وذكر سالم في حديث لـ”برنامج يحدث في العراق”، ان تعدد الحلقات الرقابية داخل السلطة التنفيذية امر غير محبذ، وظهرت العديد من الإشكاليات بين هيئة النزاهة ومكاتب المفتشين وديوان الرقابة المالية، موضحا ان اناطة المهمة الى ديوان الرقابة المالية في حال تحسين أدائه من الممكن ان يحقق نتائج جيدة.

لجان مكافحة جديدة!

وخلال الشهر الماضي، أعلنت هيئة النزاهة عن تشكيل هيئة عليا للتحقيق بقضايا الفساد “الكبرى”، برئاسة رئيس الهيئة وُمديري دائرتي التحقيقات والاسترداد في الهيئة، بالإضافة إلى عدد من محققيها.

ويبدو ان هذا الامر يذكر العراقيين بالمجلس التنسيقي المشترك لمكافحة الفساد، الذي أسس في عام  2007، والمؤتمر الأول للاستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد عام 2010 ، الذي لم يعرف نتائجه لغاية الان.

وتلاه تشكيل المجلس الأعلى لمكافحة الفساد في عام 2015، واستراتيجية وطنية لمكافحة الفساد للأعوام 2015 – 2019، قبل ان يعاد تشكيل المجلس الأعلى لمكافحة الفساد 2019، قبل ان تختتم المجالس التي لم تحقق شيء بتشكيل الحكومة السابقة اللجنة العليا لمكافحة الفساد عام 2020.

وكشفت منظمة (TRACE) الدولية المتخصصة في رصد ومكافحة الفساد، اخيرا، احتلال العراق المرتبة 163 عالمياً من بين 194 ضمن نسخة عام 2022 لمؤشر مخاطر الرشوة السنوي، فيما احتل العراق المرتبة 157 ضمن قائمة شفافية الدول. 

ويعتقد الناشط المدني علي البهادلي، ان الفساد في البلاد لا يمكن القضاء عليه من دون ضرب رؤوس الفساد المسيطرين على مراكز صنع القرار.

وأشار البهادلي الى أن رؤوس الفساد يسيطرون على كل مفاصل الدولة وباستطاعتهم التلاعب بأي شيء، موضحا ان إزاحة هؤلاء تتطلب جهودا كبيرة، ومن غير المتوقع ازاحتهم من قبل حكومة جاءت بتوافق جزء منهم.

 ******************

في الذكرى الخامسة ليوم النصر

المعركة على الإرهاب مستمرة والمحاصصة أساس البلاء

بغداد – طريق الشعب

مرت يوم أمس السبت، الذكرى الخامسة للنصر على الإرهاب الذي أعلن عنه عام 2017 بعد ثلاث سنوات مريرة من الحرب الطاحنة والجرائم البشعة التي ارتكبها «داعش» المجرم بحق المواطنين. 

وآنذاك، استعاد العراق جميع أراضيه من قبضة التنظيم الذي اجتاح مناطق شمال البلاد وفي غربها، وسيطر على ثلث مساحتها بعدما انهارت تشكيلات الجيش العراقي.

يقول مراقبون، أن المعركة مع الإرهاب لم تنته، فهي تتطلب خطوات عديدة قادمة أبرزها تجفيف منابعه ومحاسبة المتسببين بهذه الكارثة من سياسيين وقادة أمنيين، فضلا عن إعادة النظر في المحاصصة الطائفية، وما أنتجته من تشوه أمني ومؤسساتي.

المحاصصة أساس المشكلة

يرى نظير الكندوري (محلل سياسي)، أن أحد أهم أسباب ظهور الإرهاب في العراق، هو التخبط والفشل السياسي الذي رافق العملية السياسية بعد عام 2003 وما قام به الاحتلال الأميركي ببنائه نظاما سياسيا على أساس المكونات، لا الهوية الوطنية التي كانت تعيش تحت ظلها ألوان اجتماعية كثيرة وبشكل متجانس.

ويبيّن الكندوري لـ»طريق الشعب»، أن هذا التقسيم السياسي «مهّد لظهور الجماعات الإرهابية المتطرفة والتي تبنت الخطاب الطائفي لضمان وجودها ولتجنيد الشباب تحت رايتها، حتى أصبحنا نرى تجنيدا وتحشيدا متطرفا عند أكثر من جهة. أما الأحزاب المتنفذة داخل السلطة، فقد تبنت في خطابها السياسي الأفكار الطائفية والقومية لمغازلة مشاعر الأنصار وتحشيدهم حولها من أجل مكاسب انتخابية. في ظل هذا الجو الطائفي، تنشط الجماعات الإرهابية لتبيح لنفسها القتل والتخريب باسم نصرة المذهب أو الدين، وعلى هذا الأساس، فأن الإرادة السياسية للأحزاب الحاكمة سهلت بشكل غير مباشر (وأحيانًا بشكل مباشر) للإرهاب الذي أجتاح البلاد».

ويمضى الكندوري بالقول: «رغم أهمية الجانب العسكري، لكنه ليس الحل الحاسم في المعركة على الإرهاب. الأهم من ذلك، هو التصدي لمنابعه الفكرية التي تستطيع الجماعات الإرهابية ـ على أساسه ـ تجنيد الشباب وإدامة زخم عملها، فالإرهاب يتعكز على الظلم الذي يقع على بعض فئات المجتمع ليعرض نفسه كمدافع عنهم ضد هذا الظلم، فإذا ما تحققت المصالحة المجتمعية بشكل حقيقي وتحققت العدالة الاجتماعية بين جميع أفراد المجتمع، وتم التعامل مع جميع العراقيين على أساس المواطنة بدون تمييز على أساس الدين أو المذهب أو القومية، فسنرى فرقا واضحا في مواجهة هذه الآفة، إضافة إلى منع التدخلات الخارجية التي تمول الإرهاب بالسلاح والمال، لاسيما من قبل دول الجوار».

ما المطلوب القيام به؟

وبشأن المطلوب القيام به من قبل النظام السياسي، يقول المحلل السياسي: إن جدية هذا النظام في مواجهة الإرهاب تتوضح من خلال نقاط عدة أبرزها حصر السلاح المنفلت بيد الدولة وحل المليشيات، وتعزيز حقوق المواطنين وإقرار العدالة الاجتماعية، وتقديم المتسبب في سقوط ثلث العراق بيد التنظيم الإرهابي (داعش) إلى المحاكم سواء كانوا سياسيين أم عسكرين. وأخيرا يمكن القول إن الحكم على أساس طائفي أو عرقي أو محاصصاتي، قد ثبت فشله طيلة العشرين سنة الماضية، ومن المعيب تكرار نفس التجربة لأنها ستسفر عن نفس النتائج، والحل هو العمل على تأسيس حكم وطني رشيد، تكون المواطنة هي الأساس فيه دون انحياز إلى أي قوية أو دين أو مذهب».

أمامنا شوط طويل

يقول عماد علو، وهو لواء ركن متقاعد ومدير «مركز الاعتماد للدراسات الأمنية والاستراتيجية»، في الذكرى الخامسة لهذا النصر: لا بد من الإشارة إلى تضحيات الشهداء والجرحى من جميع أصناف القوات الامنية، والإشارة أيضا الى أن هذا النصر تحقق بدماء العراقيين على اعتى تنظيم ارهابي في التاريخ الحديث، وأن ما جرى إنجازه انعكس بشكل إيجابي على قواتنا المسلحة، وبشكل مدمر على أداء التنظيم الإرهابي.

ويرى علو خلال حديثه مع «طريق الشعب»، أن التنظيم الإرهابي «بدأ بالانحسار التدريجي، وتوضح للجميع مدى تأثير الضربات التي وجهتها القوات المسلحة للإرهابيين خصوصا على الساحتين العراقية والسورية، وفي منطقة الشرق الأوسط، ما دعاهم إلى محاولة نقل نشاطهم ومراكز ثقلهم إلى قارة إفريقيا نتيجة هذا النصر».

ويلفت الخبير الأمني إلى أن «القوات الأمنية قامت بتصفية أغلب قيادات الخطين الأول والثاني للتنظيم الإرهابي، وهذه استراتيجية مهمة جدا في حرب العصابات. كما ان القوات المسلحة أصبحت تمتلك حاليا خبرات كبيرة ومعلومات استخبارية، إضافة إلى امتلاكها قاعدة بيانات هامة ستستفيد منها كل دول العالم التي تنخرط في جهود مكافحة الإرهاب»، مضيفا أنه «لا يزال هناك شوط كبير لتسليح وتجهيز القوات المسلحة حتى تكون مكافئة لما وصلت اليه جيوش المنطقة من معدات واسلحة ومستوى تدريبي عالِ».

وعن بنية القوات المسلحة، يدعو علو إلى «إعادة النظر بهيكلتها بعد مرحلة ما بعد التحرير، حيث تغيرت نوعية وطبيعة التهديدات ولا بد من إعادة النظر في انفتاح القطعات العسكرية بما يؤمن سلامة وسيادة الأراضي العراقية ودورها في مسك الحدود ومنع التسلسل ومواجهة مافيات المخدرات والتهريب»، مردفا أنه «يجب أيضا حماية الأجواء العراقية من خلال تعزيز قدرات الدفاع الجوي والقوة الجوية. كل هذه نقاط هامة يجب النظر إليها وتطويرها واعدادها بشكل يتناسب مع حجم المتغيرات على الساحة المحلية».

*******************

العراق في الصحافة الدولية

ترجمة وأعداد: طريق الشعب

من أجل إنهاء العنف ضد النساء

أصدر مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية تقريراً حول أيام التضامن مع النساء المعنفات أشار فيه إلى أن العديد من الأكاديميين والقانونيين والمدافعين عن حقوق المرأة وأعضاء المجتمع المدني وبالاشتراك مع مكتب حقوق الإنسان التابع لبعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق، قد وجهوا دعوة للحكومة العراقية لمتابعة ومساءلة مرتكبي الجرائم المتعلقة بالجندر، بما في ذلك العنف الأسري.

وأشار التقرير إلى أن هذه الدعوة قد جاءت خلال اجتماع لمجموعة من الخبراء، نوقش فيه الإصلاح المؤسسي والقانوني اللازم لتعزيز حماية النساء والفتيات من العنف القائم على الجندر، حيث تفتقد البلاد لهكذا إطار تشريعي، مما يفسر انتشار الجرائم في جميع أنحاء العراق. وشدد المجتمعون على أن الإفلات من العقاب غالباً ما يتحقق بسبب الفقرات المخففة التي تضمنتها المادة 409 من قانون العقوبات العراقي المتعلقة بما يسمى “جرائم الشرف”، وكذلك المادة 41 التي تسمح للأزواج “تأديب” زوجاتهم.

وحدد التقرير العقبات التي تواجه جهود العاملين للحد من العنف الأسري مثل عدم كفاية أعداد ضابطات الشرطة والعقليات المحافظة للسلطات وبطء التحقيقات والافتقار إلى هياكل المتابعة الفعالة في الجرائم القائمة على نوع الجنس ومقاضاة مرتكبيها ومعاقبتهم.

وذكر التقرير بأن الخبراء قد أوصوا بزيادة عدد وحدات حماية الأسرة التابعة لوزارة الداخلية والملاجئ ومحاكم العنف الأسري، وتأهيل عدد كاف من الموظفين (بما في ذلك النساء) في البرامج الخاصة بصيانة حقوق المرأة وحماية المعنفات والناجيات من الخطر أو المعرضات له.

وإذ رحبت بعثة الأمم المتحدة بالجهود التي تبذلها السلطات لمكافحة العنف ضد المرأة، دعت وبقوة إلى اتخاذ المزيد من الإجراءات الفعالة، وخاصة في قيام مجلس النواب بإلغاء المادتين 41 و409 من قانون العقوبات، وفي سن قانون يّجرم صراحة العنف القائم على النوع الاجتماعي، وبما يتوافق مع المعايير الدولية لحقوق الإنسان.

تقرير يونايتيد الجديد

نشرت الأمم المتحدة على موقعها الأخباري تقريراً جديداً لفريق التحقيق الدولي بجرائم داعش (يونايتيد)، قدمه رئيس الفريق كريستيان ريتتشر في جلسة لأعضاء مجلس الأمن الدولي، وأشار فيه إلى نجاح الفريق في الكشف عن المزيد من المقابر الجماعية التي ضمت ضحايا الإرهاب، وتلقيه لدعم تقني من المانيا في تحديد هوية الضحايا وخاصة من الأيزيديين. وأوضح بأن الفريق واصل تدريب الفرق العراقية المختصة بتقديم الدعم النفسي والاجتماعي للمتضررين، سواءً من عوائل الضحايا أو الناجين.

وذكر التقرير إلى قيامه بتثبيت 5.5 مليون صفحة من الوثائق والأدلة الخاصة بجرائم داعش وتحويلها إلى ملفات رقمية وحفظها، وبالتعاون مع السلطات العراقية، التي ستحيل المجرمين على ضوء هذه الأدلة، إلى القضاء، الذي تلقى العديد من أعضائه تدريبات مناسبة على يد الفريق.

ولفت التقرير الانتباه إلى أن التعاون مع الحكومة العراقية، قد شمل أيضاً العمل على إعادة المواطنين النازحين من المخيمات في البلدان المجاورة، مثل سوريا، داعياً مجلس النواب إلى تبني تشريعات محلية ملائمة حول الجرائم الدولية الاساسية، مثل جرائم الحرب والجرائم ضد الانسانية والابادة الجماعية، كي تتحول صناديق الأدلة إلى أداة لإنصاف الضحايا، مؤكداً على أن الفريق مستمر في نشاطه من أجل تقديم أعضاء داعش إلى العدالة أينما كانوا.

 *****************

الفضيحة

أورد تقرير بريطاني أن سرقة أموال الضرائب استهدفت ودائع شركات نفط صينية وروسية، وأن شبكة من المسؤولين في هيئة الضرائب ووزارة العدل ومكافحة الفساد، متورطة فيها، من خلال تزويد أشخاص وهميين بتخويلات مزورة من هذه الشركات، لإسترداد ما لديها من ودائع ضريبية لدى الحكومة. ونقل التقرير عن مراقبين قولهم بأن السرقة كانت خطوة تجريبية لمشروع إختلاسات كبرى. هذا وكشف وزير سابق لوكالات إعلامية، عن أن المتهم الرئيسي في هذه الفضيحة هدد بكشف الأسماء التي تشاركه السرقة، إذا ما تأخر إطلاق سراحه عن الأول من كانون الأول، وهو ما حدث بالموعد وبمبررات مضحكة.

****************

لا حل إلا بالتغيير

دعا تقرير إقتصادي للبنك الدولي الحكومة العراقية إلى معالجة مشكلة الاعتماد على النفط في موازنة 2023. وأشار إلى وجود عجز مالي في الموارد غير النفطية بنحو 114 ترليون دينار، أو ما نسبته 58 في المائة من مجموع الاقتصاد غير النفطي مما يهدد بأضرار كبيرة غير مسبوقة، لاسيما مع ارتفاع الأسعار وتكاليف المعيشة وتراجع القدرة الشرائية للمواطنين. ودعا التقرير إلى تطوير القطاع الخاص لمعالجة ازمة البطالة، وتجنب إستهلاك الوفرة المالية في سداد العجز. هذا ويذكر بأن إستراتيجيتّي الحكومة لمكافحة الفقر ولتطوير القطاع الصناعي لقيتا فشلاً ذريعاً بسبب طبيعة النظام الحاكم وأزمته المعقدة.

******************

فساد بالجملة

كشفت هيئة النزاهة عن عمليَّتي هدرٍ للمال العام ومُخالفاتٍ ماليَّةٍ، في شركتين نفطيَّتين بمحافظة ميسان وبقيمة 36 مليار دينارٍ، وذلك بسبب تلف 3500 جهاز تسجيلٍ استكشافي، خُزنت بطريقة سيئة بعد أن أُستُوردت دون الحاجة اليها. وفيما رصدت الهيئة 20 مستند صرف مزور بمبلغ 11 مليار دينار في نفس الشركتين، إستقدمت المديرين العامين السابق والحالي لإدارة النقل الخاص، للتحقيق في فساد مالي شاب العقود التي أبرمتها الهيئة في خط نقل المطار ومحطة الديوانية، كما أصدرت أوامر قبض ضد رئيس الوقف السني السابق بسبب فساد في شراء عقارات وإستملاك أراضي بقيم تصل إلى 109 مليار دينار.

*****************

خوش كلام، بس!

بمناسبة اليوم العالمي ضد الفساد، دعا رئيس الجمهورية إلى مكافحة هذه الآفة بالتضامن بين مؤسسات الدولة، فيما إعتبرها رئيس الحكومة السبب الأول في تلكّؤ الدولة عن القيام بواجباتها، ورأت فيها ممثلة الأمم المتحدة إحدى أكبر التحديات التي تواجه العراق، بسبب تكلفتها الاقتصادية وتأثيرها السلبي الهائل على الازدهار. هذا وفيما إحتل العراق المرتبة 163 على مؤشر مخاطر الرشوة للعام الحالي، والذي تصدره المنظمة الدولية لرصد ومكافحة الفساد، يتعرض الناشطون المتصدون للأمر إلى دعاوى كيدية وتهديدات خطيرة من قبل أساطين الفساد، كما حدث مع النائب السلامي وناشطي صلاح الدين مؤخراً، مما يؤكد أن الحل يكمن بالتغيير لا بالتصريحات.

*****************

على عينك يا تاجر!

كشف بعض النواب عن إتفاق الكتل المتنفذة على توزيع رئاسات اللجان البرلمانية وفقاً للأوزان الانتخابية وعدد الأصوات التي حصلت عليها، على أن يراعى فيها “التوازن” المكوناتي”، دون إشتراط الكفاءة المهنية والتخصص. هذا وفيما تصر الأقلية الحاكمة على مواصلة نهج  المحاصصة الذي يضمن لها الهيمنة ونهب الثروة الوطنية والذي يلحق ببلادنا كوارث الفقر والبطالة والجوع والمرض والتخلف ونقص الخدمات وتغوّل السلاح المنفلت، يعرب الناس عن يأسهم من قدرة هذا البرلمان من ممارسة رقابة حقيقية على الحكومة، ما دامت المعارضة فيه غائبة أو محجّمة ومادامت كتله الحاكمة هي ذاتها من تدير لجانه النيابية.

******************** 

الصفحة الرابعة

المفكر البحريني حسن مدن لـ «طريق الشعب»:

 يبقى العراق نقطة مضيئة رغم المحن والحروب

بغداد ـ طريق الشعب

ضمن سلسلة فعاليات معرض العراق الدولي للكتاب الذي تنظمه مؤسسة المدى للثقافة والفنون، احتضن مسرح فعاليات المعرض الخميس الماضي، ندوة للمفكر البحريني حسن مدن، حملت عنوان (الواقع العربي المأزوم.. الثقافة وتمثيلاتها)، والتي أدارها د. سعد سلوم.

تناولت الندوة الواقع العربي الثقافي ومفهوم الحداثة فيه وتشكل الهويات الوطنية، والحروب الاهلية الطاحنة التي أدت بالنهاية الى تفجر الهويات الفرعية وكذلك ملامح ظهور هذه الازمة في المنطقة.

أزمات متشابهة

وفي مستهل حديثه عبّر مدن عن سعادته في المشاركة في المعرض وبتواجده في بغداد بعد غيبة طويلة عنها امتدت لعقود.

وعن موضوع المحاضرة قال: “لن ندخل في تعريف الثقافة فهذا موضوع قد قيل فيه الكثير ولن نضيف جديداً، ما يهمني هو الازمة، نتحدث عن واقع عربي مأزوم ونحن شهود فلا يختلف اثنان على ان العالم العربي الان يمر بأزمات مختلفة، ربما يجمعها اطار واحد وتتشابه المظاهر بين بلد واخر وربما تختلف”.

وواصل حديثه بأن “الحروب الاهلية الطاحنة، كما في دول مثل العراق وسوريا واليمن وليبيا والسودان، كل هذه البلدان وسواها تمرّ بحالة من عدم الاستقرار، من اوجه حروب اهلية او ما يشبهها من تدخلات خارجية في شؤون هذا الدول، وما يترتب على هذه المسألة من تعقيدات في كافة المجالات”.

ملامح الازمة

وفي سياق حديثه طرح مدن سؤالا مفاده “هل بدأت الأزمة الان خلال الـ10 او الـ20 سنة الماضية؟ هذا ما نحاول ان نسلط الضوء عليه. في مرحلة الشباب كنا نتحدث عن وجود ازمة في حركة التحرر العربية، لكن لم نكن نتصور ان هذه الازمة مقارنة بما آلت اليه الاوضاع، تبدو كما لو كانت عصرا ذهبيا نحنُّ اليه، بينما في الحقيقة ليس بالضرورة كان كذلك”.

ويعتقد مدن ان الازمة في العالم العربي “يجب ان نردها الى أصولها؛ فالاحداث التي نعيشها لم تنشأ بدون مقدمات او بصورة تلقائية وعفوية، حتى الحروب والتدخلات الخارجية هي ايضا نتاج ازمات قائمة في هذا الواقع ادت الى ما ادت اليه”.

وتابع حديثه “انهم في الازمة القديمة كانوا يشكون من الديكتاتورية والشمولية السياسية وطغيان الاستبداد، ولا يمكن الزعم ـ برغم التغيرات التي حصلت ـ ان هذه المظاهر قد غابت او اختفت. هي موجودة بصور وأشكال مختلفة وحتى الاستبداد في صورته المباشرة والعنيفة لا يزال قائما في العديد من البلدان”.

ولفت الى أنهم يتحدثون بثقة عن “الهوية الوطنية السورية والعراقية والبحرينية والخ، ولكن الان نحن انفجار مهول للهويات الفرعية، التي اصبحت تفصح عن نفسها بشكل غير صحي ويلحق اشد الاضرار بمجتمعاتنا وبلداننا”.

الهوية الجامعة

ونبه الى انه “لا ننكر على اصحاب الهويات الفرعية سواء كانت عرقية ام طائفية.. الخ ان تفصح وتعبر عن نفسها. وهذا امر ليس جديداً، انما كان موجودا دائماً عبر التاريخ، لكن ان يصبح الانتماء الفرعي هو الطاغي على حساب الهوية الوطنية الجامعة فهذا احد الاسباب التي ادت الى ما نحن عليه الان من تفكك وضعف في النسيج الوطني”.

وتطرق الى ان “العالم العربي في غالبيته على الاقل كان تحت سيطرة الدولة العثمانية، ثم اتى المستعمرون الغربيون الاوربيون بعد الحرب العالمية الثانية وأنشأوا ما عرف باتفاقية سايكس بيكو، وانشأوا هذه الدول القائمة الان. ويجب ان نعترف ان الهوية الوطنية العراقية نشأت بتشكل الدولة الوطنية العراقية حتى لو كانت لها جذور سابقة لذلك، وهذا ينطبق على لبنان وسوريا”.

واشار الى انه “ربما جرى تصميم هذه الكيانات بطريقة تحمل الغام انفجارها في المستقبل، وهذا المشروع لا اجزم به، لكنه قابل للنقاش ايضا، وبقولي هذا لا اريد التقليل من شأن ما نتج عن هذه الكيانات من هوية جامعة”.

ونوه الى ان “هذه الهويات ترسخت في ظروف المد القومي واليساري والتقدمي والمد الوطني الجامع، الذي لم يكن يأبه او يولي عناية لمسألة الهويات الفرعية، بل كان يسعى لبلورة الهوية الوطنية الجامعة، التي تكونت اثناء النضال الوطني ضد المستعمر ومن اجل الديمقراطية والحريات العامة. وبالتالي اصبحت هذه الهويات على درجة من التماسك والثبات الى ان اتت الظروف الراهنة واحدثت ما حدث”.

الحداثة والتحديث

وعن الحراك الحداثوي في المنطقة، قال ان “ما شهدناه ليس بحداثة، وهذا ليس فقط رأيي وانما رأي كتاب ومثقفين ومفكرين عرب ناقشوا هذا الموضوع، وذهبوا الى ان ما شهدناه ليس حداثة تامة ومكتملة. وهنا يعنينا التفريق بين مفهومين (الحداثة والتحديث)، فالتحديث لا يعني ان هناك ثقافة. وارى اننا امام مظاهر مختلفة لما يطلق عليه بالحداثة”.واسترسل مدن في حديثه عن ازمة الحداثة العربية قائلا: انها “احد اسباب ما وصلنا اليه اليوم، فلو كانت هناك حداثة حقيقية منجزة وراسخة عربية، ربما لم نبلغ الوضع المأزوم الذي نحن فيه الان، ونحن نعيش واقعا الدولة فيه مأزومة بدليل تفكك الدولة بأكثر من بلد، حيث لم تعد الدولة بالقوة التي كانت عليها، والمجتمعات نفسها ايضا مأزومة وتحت تأثير هذه العوامل التي اشرنا اليها”.

العراق نقطة مضيئة

وعن موضوع الحريات والمشاركة السياسية، اكد انه “لكي تؤمّن تحولاً ديمقراطياً وثقافياً حقيقياً، يجب ان تُشرك المجتمع في القرار السياسي عبر انتخابات حرة نزيهة، وسلطة تشريعية فاعلة ونافذة ومجتمع مدني قوي، وراسخ وغير مخترق من الدولة نفسها، وهذه مسائل ضرورية يجب الوقوف عندها”. وعقب انتهاء الندوة اجرت “طريق الشعب”، حوارا مع الدكتور حسن مدن الذي قال ان “العراق دائما يمثل نقطة مضيئة حيّة، وكنت في غاية الشوق لأرى العراق مجددا بعد غياب”. واضاف مدن في تصريحه انه “على الرغم من المحن والحروب والصعوبات والتعقيدات خلال العقود الماضية، لكن الشيء الذي لم يتغير هو الناس روح الانسان العراقي وطيبته وحيويته وشغفه الثقافي والفكري والسياسي لا تزال حاضرة”.

*******************

معرض العراق الدولي للكتاب  حدث ثقافي هام في بغداد

بغداد – طريق الشعب

تستمر فعاليات معرض العراق الدولي للكتاب، على أرض معرض بغداد، بمشاركة ثلاثمائة وستين دارا للنشر من عشرين دولة، محلية وعربية وأوربية.

ويحمل المعرض ـ الذي شهد حضورا متنوعا ساهم في إرثاء هذا التجمع اسم المفكر والمؤرخ هادي العلوي (1932 - 1998).

وتتواصل فعاليات المعرض على مدار 11 يوما، تنتهي في الـ 18 من الشهر الحالي.

نشاط مميز وفاعل في بغداد

يقول وزير الموارد المائية الاسبق، حسن الجنابي: ان «معرض العراق الدولي يميزه حضوره في كردستان العراق متمثلا بإقامته في أربيل والى جنوبه في البصرة».

ويشيد الجنابي خلال حديثه مع «طريق الشعب» بطريقة تنظيم معرض العراق الدولي للكتاب، مشيرا الى انه «من الفعاليات والانشطة المميزة التي تنعقد على ارض العاصمة الثقافية بغداد».

نغمة ثقافية جميلة

ويستطرد الجنابي بان «هذا العام شهد تظاهرات احتجاجية واسعة مع وجود انسداد سياسي وصرعات واسعة بين الكتل السياسية، ارهقت الشعب العراقي، وكان انعقاد هذا المحفل الجميل في نهاية هذا العام نغمة ثقافية إيجابية، ساهمت في تكاتف المواطنين باختلاف توجهاتهم وافكارهم تحت سقف واحد. وتمثل بحضور العديد من الشخصيات السياسية والفنية، إضافة الى حضور لافت للكتاب والمفكرين المخضرمين الذين أغنوا المعرض بما يحملون من حس ادبي عريق».

وعن المشاركة العربية في المعرض يرى الجنابي ان الكتاب هو «لغة للتواصل بين الشعوب القريبة وتلك البعيدة، حيث الكاتب في العراق يملك جمهورا واسعا في مصر وفلسطين وسوريا وبقية الدول الأخرى ونفس الشيء مع الكاتب من الدول العربية، فنرى اليوم ان هناك كتّابا من تلك الدول جاءوا لمشاركة جمهورهم العراقي حفل توقيع نتاجاتهم بشكل مباشر».

الشباب يتحدى الجهل

اما الفنان التشكيلي المغترب، جبر علون، الذي حضر الى العراق بعد غياب دام خمسين عاما، فيقول عن انطباعه بعد ذلك الغياب: «بعد عودتي للبلد شعرت بالسعادة بما رأيت من شباب واع استطاع التحرر من قوقعة الجهل الذي نشأ بفعل ما خلفته الحروب».

ويلفت خلال حديثه مع «طريق الشعب»، الى ان هذه التظاهرة تبين ان الامل ما زال موجودا بالسعي الى التغيير الذي يطمح له هذا الشعب خاصة بوجود شباب منتفض يتملكه الفضول بالاستطلاع والتشوق للمعرفة، ومتبني لثقافة التجديد.

حضور نسوي لافت

وشكل العنصر النسوي في معرض العراق الدولي للكتاب حضورا لافت ومميزا أضاف رونقا جميلا على هذه الفعالية. انه حضور ظل مفتقدا لسنوات طوال، بينما يبدو اليوم ان هناك تحديا من قبلهن تكلل بإثبات مكانتهن بالمجتمع. هكذا وصف علوان مشاركة النساء.

ملتقى عراقي خالص

بدوره، يقول الشاعر العراقي الكبير، موفق محمد، ان «معرض العراق الدولي بأيامه القليلة يشكل جامعة ثقافية لفئات عديدة ومتنوعة، مبتعدا عن الطائفية والتحيزات الفكرية والدينية»، مضيفا انه «ملتقى عراقي خالص، شمل العراق من أقصى شماله الى اقصى جنوبه».

ويضيف في حديثه لـ «طريق الشعب»، ان «الشعوب هي من تشق طريقها للنجاح والازدهار، ولا يستطيع غيرها ان يتدخل في حل او علاج ما تتعرض له من انتكاسات فكرية واجتماعية وحتى سياسية».

 ويشير محمد الى ان «هذا الملتقى يساهم في صقل الشباب فكريا مع زيادة رصانتهم العلمية، من خلال ما يقدمه من ندوات متنوعة وإتاحة فرص للقاء الشباب بالمفكرين والناقدين والفنيين وملهميهم، بما يجعل هناك كسبا للمعلومات وخبرات للشباب».

******************* 

الصفحة الخامسة

اكول

مكافحة الفوضى

مسؤولية مشتركة

حميد المسعودي

مظاهر فوضى كثيرة تعج في الشارع العراقي لا يمكن معالجتها والقضاء عليها إلا بتكاتف وتظافر الجهود بين مؤسسات الدولة من جهة، وأفراد المجتمع من جهة أخرى.

هذه المظاهر التي تصادفنا يوميا، باتت لا تعد ولا تحصى. بعضها يحتاج إلى “مجهر” لرصده بشكل دقيق والوقوف على حقيقته، وإلى جهد كبير في معالجته. فيما البعض الآخر واضح وضوح الشمس، صارخ لا يحتاج كشفه إلى أي جهد استثنائي، إنما بالإمكان تلافيه لمجرد تحرك بسيط من قبل مواطن يعي مسؤولياته، أو منتسب حكومي جاد في عمله.

من هذه المظاهر، قيادة بعض الشباب سياراتهم بسرعة عالية حتى في المناطق السكنية، مسببين ضوضاء لا تطاق وخطورة كبيرة على المارة. ما يمثل إزعاجا مفزعا للناس، خصوصا المرضى والأطفال، وسلبا لراحتهم وتجاوزا وانتهاكا لسكينتهم وسلامتهم.

في إجابته عن سؤال وجهته له حول الجدوى من السرعة العالية، أجابني أحد سائقي السيارات بأنه يمارس حقه الطبيعي، وجانبا من حريته الشخصية!

وليس أصحاب السيارات وحدهم من يثير هذه الفوضى، فالكثيرون من سائقي دراجات التوصيل (الدليفري)، يساهمون في هذه الفوضى أيضا. فبينما تسير في الشارع آمنا مطمئنا تواجهك دراجة تسير عكس السير، مسرعة مخلفة ضوضاء مزعجة. وعندما تؤنب السائق على هذا الفعل السلبي، يجيبك بأنه يحاول اختصار المسافة كي يتسنى له إيصال الطلب في الوقت المحدد، وهذا ما تتوقف عليه لقمة عيشه. لكنه هنا لم يراع الآخرين الذين يثير إزعاجهم ويعرض حياتهم للخطر.

ومن مظاهر الفوضى الأخرى، قيام بعض الفقراء والمعدمين، من الباحثين عن قوتهم في النفايات، بقلب حاويات جمع الأنقاض لالتقاط العلب المعدنية وغيرها من المواد التي تباع إلى معامل التدوير. وبعد أن يحصلون على مبتغاهم يتركون النفايات متناثرة على الأرض، ما يزيد من أعباء عامل النظافة الذي يأتي بعد ذلك لتنظيف المكان. مثل هذه الظواهر السلبية يحتاج إلى تظافر الجهود الحكومية والمدنية لمعالجته، وإلى أن يشعر الجميع بمسؤولياتهم تجاه بلدهم وراحة مواطنيهم. كما يتطلب الحد من هذه الفوضى توسيع رقعة مهام القوات الأمنية، ودورها في ضبط الأمن والنظام أيضا، وعدم اقتصار الأمر على رقعة ضيقة محددة. فأحيانا لا تتدخل السيطرة الأمنية في حادثة تحصل خارج حدود مهامها، حتى وإن كانت قريبة.

وتبقى المصلحة العامة مسؤولية تفاعلية تضامنية، ومهمة غير مختصرة على طرف دون آخر.

 ****************

مواساة

  • ببالغ الحزن والأسى تنعى اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في الرصافة الثانية فقيدها الرفيق سامي كامل عبد الكريم (ابو احمد)، الذي توفي أول الشهر الجاري اثر مرض عضال.

كان الفقيد ممن أفنوا شبابهم وحياتهم من اجل قضايا الشعب والوطن. وبسبب الملاحقة والاضطهاد ابان الحكم الدكتاتوري المباد، اضطر للهجرة الى الخارج. وكان من اوائل الرفاق الذين عادوا الى الوطن بعد ٢٠٠٣، واسهم في اعادة تنظيم صفوف الحزب.

له الذكر الطيب ولأهله ورفاقه ومحبيه الصبر والسلوان.

وبحزن وألم عميقين نعت منظمة الحزب الشيوعي العراقي في السويد خبر رحيل الرفيق المناضل سامي كامل عبد الكريم (أبو أحمد) في بغداد.

وعبرت عن المواساة للرفيقة أم أحمد ولأبنائه أحمد وعلا وسرمد ولجميع رفاقه ومحبيه.

كذلك نعت اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في ديالى، الرفيق  سامي كامل عبد الكريم الصالحي، وتمنت لأهله الصبر والسلوان.

  • تعزي اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في المثنى، عائلة الجبلاوي بوفاة الشخصية الوطنية اليسارية الاستاذ التربوي عبد العزيز علي آل شكر الجبلاوي (ابو فريد)، وذلك إثر مرض عضال.

للفقيد الذكر الطيب ولعائلته الصبر والسلوان.

  • تنعى اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراق في الكرخ الأولى السيدة ربيعة هادي حسون متروك، شقيقة الشهيد سعيد متروك وزوجة الرفيق أبو علي، والتي فارقت الحياة بعد معاناة طويلة مع المرض.

كانت الراحلة من خيرة مناضلي الحزب في مدينة الكاظمية.، وبقيت متمسكة بمبادئها حتى وفاتها.

لها الذكر الطيب ولعائلتها الصبر والسلوان.

  • تعزي اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في الشطرة الرفيق ضياء حسن بوفاة عمه الحاج كاظم آل حسن.

 للفقيد الذكر الطيب ولأهله ومحبيه الصبر والسلوان.

  • بألم وحزن عميقين، تلقت منظمة الحزب الشيوعي العراقي في السويد نبأ وفاة الرفيق المناضل فائق عبد الحسين فيلي (أبو حيدر) ليلة 3 من الشهر الجاري بمدينة كارلستاد السويدية، بعد معاناة شديدة مع المرض.

وتتقدم المنظمة بأحر التعازي لزوجة الفقيد ام حيدر وولديه حيدر وزياد وابنته شهلة، وأخوته شاكر وطالب وخالد، ورفيقاته ورفاقه.

وكان الفقيد من عائلة معروفة في منطقة باب الشيخ. وقد واصل عمله الحزبي في منظمة الحزب بطهران عقب تهجيره وعائلته بداية الثمانينيات. وبعد وصوله إلى السويد عام 1990، واصل ارتباطه بالحزب، وظل ملتصقا به حتى ايامه الأخيرة، له الذكر الطيب ولعائلته ورفاقه ومحبيه الصبر والسلوان. 

********************

على أبواب وزارة العمل ودوائرها

فقراء يصطفون في طوابير خانقة منتظرين الفرج!

متابعة – طريق الشعب

معاناة كبيرة يعيشها يوميا فقراء ومعاقون وعاطلون عن العمل أمام بوابات وزارة العمل والشؤون الاجتماعية ودوائر الرعاية الاجتماعية. إذ يصطف هؤلاء في طوابير طويلة خانقة منتظرين إنجاز معاملاتهم للحصول على رواتب الإعانة الاجتماعية، في ظل غياب التنظيم وعدم وجود ملاكات كافية لاستقبالهم.

ونشرت وكالة أنباء «بغداد اليوم»، أخيرا، صورا تظهر طوابير طويلة من ذوي الإعاقة والفقراء، الذين يصطفون منذ ساعات الصباح الأولى أمام مبنى الوزارة من أجل تمرير معاملاتهم، وحصولهم على مستحقات شهرية بائسة قد تعينهم أو لا تعينهم في مواجهة ظروف الحياة القاسية.

يأتي ذلك في ظل ارتفاع خطير بمعدّلات الفقر في عموم البلاد، بعد سنوات من الحروب والأحداث الإرهابية والأزمات الاقتصادية والمعيشية.

بطء في إنجاز المعاملات

ونقلت وكالة الأنباء عن عدد من المراجعين قولهم، أن أعدادا كبيرة منهم تأتي بشكل يومي الى مبنى وزارة العمل وهيئة الحماية الاجتماعية، وتقف منذ ساعات الصباح الأولى في طوابير طويلة، سعيا للوصول إلى شباك الموظف المعني بتسلم المعاملات، مشيرين إلى أن «هناك بطئا في إنجاز المعاملات، ولا توجد مراعاة للحالات المرضية وكبار السن، الذين لا يقوون على الوقوف ساعات طويلة في الطوابير».

ويؤكد المراجعون، أن «الوزارة والهيئة دائما ما تقوما بجمع المراجعين في قاعات مكتظة أو حدائق، دون أن توفر لهم أبسط الخدمات، من تبريد في الصيف أو تدفئة في الشتاء».

سوء معاملة

ويلفت مراجع آخر، إلى أن «الوضع مأساوي، والمراجعين دائما ما يشعرون بالاستياء، بسبب سوء المعاملة التي يتعرضون لها من قبل بعض الموظفين، الذين يركزون على استقبال اصحاب الوساطات وممن يرتبطون بعلاقات مع شخصيات متنفذة»، مشددا على «أهمية أن تكون هناك رقابة على عمل الموظفين من قبل الوزير ورئيس هيئة الحماية، وإلزامهم بمعاملة الناس بالدرجة نفسها».

ويناشد مراجعون وزير العمل ورئاسة الهيئة، وضع حد «للمأساة» الحاصلة عند البوابات وفي قاعات استقبال المراجعين، مع توفير ملاكات كافية من الموظفين، تستوعب هذا الزخم اليومي من الفقراء والمعاقين.

رواتب لا تكفي لأسبوع!

من جانبه، يتساءل الخبير الاقتصادي ثائر الخزعلي عما إذا كانت رواتب الرعاية الاجتماعية تكفي العائلات المشمولة بها أم لا، في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة. ويقول في حديث صحفي أن «هذه الرواتب قليلة جداً مقارنة بالوضع المعيشي الحالي الصعب وغلاء الأسعار».

ويضيف قائلا أن «راتب الرعاية لا يكفي العائلة الواحدة أكثر من أسبوع»، موضحا أن «الحد الأدنى الذي يكفي عائلة مكونة من خمسة أفراد، هو 650 ألف دينار شهريا، وذلك إذا افترضنا أن سكنها ملكا لها وليس مستأجرا».

وبحسب بيانات وزارة العمل، فإن راتب كلّ عائلة مشمولة بالإعانة يتراوح بين 100 و 225 ألف دينار شهريا.

قلة التخصيصات

في حزيران الماضي، صرّح المتحدث باسم وزارة العمل نجم العقابي، عبر وسائل إعلامية، بأن «الوزارة تعاني قلة التخصيصات المالية التي تحول دون شمول عدد أكبر من المواطنين برواتب الإعانة الاجتماعية»، مضيفا أنّ «أكثر من 1.4 مليون عائلة تتلقى إعانات نقدية شهرياً ضمن نظام الرعاية الاجتماعية».

وفي وقت سابق، قال وزير العمل والشؤون الاجتماعية، احمد الاسدي،  ان «زيادة مستحقات المشمولين بالرعاية الاجتماعية ستكون على الموازنة العامة للعام 2023 بسبب عدم وجود تخصيصات كافية مع عدم وجود موازنة تشغيلية لعام 2022»، مبيناً أن «مباحثات أجريت مع وزيرة المالية حول آلية تأمين مبلغ الزيادة».

وأضاف في تصريح صحفي، أن «موازنة العام المقبل ضمّن فيها توسيع الشمول بالرعاية الاجتماعية، ولدينا أكثر من مليونين ونصف المليون متقدم سيتم بحث حالاتهم». 

وتتضارب الأرقام الرسمية حول نسبة الفقر الحقيقية في العراق. وبحسب تقرير سابق لوزارة التخطيط فإن «تداعيات أزمة كورونا الوبائية أدت إلى إضافة 1.4 مليون عراقي جديد إلى إجمالي عدد الفقراء ليصبح العدد 11 مليوناً و400 ألف فرد، بعد أن كان يُقدَّر قبل الأزمة بنحو 10 ملايين».

********************** 

مزارعو «كميت»

 يحتجون على إهلاك مزروعاتهم

كميت – وكالات

نظم العشرات من المزارعين في قضاء كميت بمحافظة ميسان، أخيرا، تظاهرة بالقرب من مشروع ماء “أبو بشت” الإروائي، احتجاجا على قطع المياه عن أراضيهم الزراعية لمدة 4 أيام أسبوعيا.

وقالوا في حديث صحفي، أن أراضيهم تصل مساحتها ككل إلى 25 ألف دونم، وتقع على جانبي الجداول المبطنة المتفرعة عن المشروع، معربين عن معاناتهم جراء ندرة مياه الري.

وأوضحوا أن جدول المراشنة المعمول به في منطقتهم، لا يتناسب مع طبيعة أراضيهم ولا يغطي حاجة مزروعاتهم “إذ يجري ضخ المياه 72 ساعة أسبوعيا، وهذه غير كافية، ما أدى إلى جفاف أراضينا وموت مزروعاتنا”. 

وطالب المزارعون بتغيير جدول المراشنة، والشروع بضخ المياه طيلة أيام الأسبوع.

******************

الشوارع تسع 500 ألف

4 ملايين مركبة

تتحرك يوميا في بغداد!

بغداد – وكالات

كشفت مديرية المرور العامة، الخميس الماضي، عن أعداد المركبات التي تتحرك يوميا في شوارع بغداد، مبينة أنها تصل إلى “4 ملايين مركبة إضافة إلى المركبات الوافدة من المحافظات، في حين تسع شوارع العاصمة 500 ألف مركبة فقط”.

وقال مدير اعلام المديرية العميد زياد القيسي، في حديث صحفي، أن “بعض شوارع العاصمة عمره الآن 100 سنة، وبعض آخر شيّد منذ سبعينيات القرن الماضي، ومقابل ذلك لا يوجد تغيير أو توسيع للشوارع، أو فتح طرق جديدة تواكب الأعداد الكبيرة للمركبات”، لافتا إلى أن “مخطط طرق العاصمة أعد ليتسع أعدادا محدودة من المركبات. فكيف الأمر اليوم ونحن نرى في كل منزل مركبة أو أكثر؟!”.

وأشار إلى أن “ذروة الزحامات تكون صباحا من السادسة إلى الثامنة تقريبا. ففي هذا التوقيت يخرج الموظف والطالب والكاسب وصاحب المحل وغيرهم، لكن في التاسعة وصولا إلى الثانية عشرة ظهرا تنحسر الزحامات، ثم تعود الذروة من الساعة الثانية عشرة ظهرا حتى الرابعة عصرا”.

***************** 

واسط

دعوات لتوسيع نشر الأرقام الساخنة

الكوت – وكالات

دعا مواطنون في محافظة واسط إلى توسيع الجهد الإعلامي في نشر الأرقام الساخنة الخاصة بالدفاع المدني والنجدة والإسعاف الفوري.

وقالوا في حديث صحفي، ان عدم وجود لافتات تحمل تلك الأرقام في الأماكن العامة بمراكز المدن، إضافة إلى عدم الرد على بعض اتصالات طالبي النجدة، عاملان ساهما في زيادة أضرار الحوادث.

 مؤكدين أن “اتصال المواطن على تلك الأرقام في حال حصول حادث، تقابله الاستجابة الفورية من قبل المؤسسات المعنية، كل ذلك سيساهم بشكل كبير في تحجيم أضرار الحوادث وإنقاذ حياة المصابين”.

******************** 

الصفحة السادسة

في اليوم الدولي لحقوق الإنسان

العراق.. انتهاكات وفشل متراكم بعد عقدين من التغيير

بغداد – سيف زهير

أحيا العالم أمس، اليوم الدولي لحقوق الإنسان، والذي اعتمدَت فيه الجمعية العامة للأمم المتحدة، الإعلان العالمي لحقوق الإنسان في العام 1948. ويتألف الإعلان من ديباجة و30 مادة تحدد مجموعة واسعة من الحقوق والحريات الأساسية التي يحق للإنسان أن يتمتع بها أينما وجد في العالم.

ويضمن الإعلان هذه الحقوق بدون أيّ تمييز على أساس الجنسية أو مكان الإقامة أو الجنس أو الأصل القومي أو العرقي أو الدين أو اللغة أو أي وضع آخر. وقد صاغه ممثّلون عن المناطق والتقاليد القانونية كافة. وعلى مرّ السنين، تم قبوله كعقد مُبرَم بين الحكومات وشعوبها. وقبلت به جميع الدول تقريبًا. ومنذ ذلك الحين، شكّل الأساسَ لنظام موسع يهدف إلى حماية حقوق الإنسان/ وهو يركز اليوم أيضًا على الفئات الضعيفة مثل الأشخاص ذوي الإعاقة والشعوب الأصلية والمهاجرين. ويُعد الإعلان — المُتاح بما يزيد على 500 لغة — الوثيقة الأوسع ترجمة في العالم.

وبالتزامن هذا اليوم الهام، تُطرح تساؤلات عديدة عن واقع حقوق الإنسان في العراق، والذي يشهد انتهاكات جسيمة وتغييبا واضحا منذ عقود طويلة، أتعسها كان في العقدين الأخيرين كونهما تليا نظام دكتاتوري شمولي، وحمل عناوين الديمقراطية والحقوق وغيرها، ليظهر لاحقا أنه لا يختلف عن السابق من حيث روح السلطة وآليات عملها.

موضوع عام 2022

يشدّد الإعلان العالمي لحقوق الإنسان في ديباجته على «الاعتراف بالكرامة المتأصلة في جميع أعضاء الأسرة البشرية وبحقوقهم المتساوية الثابتة هو أساس الحرية والعدل والسلام في العالم».

وتأمل الأمم المتحدة في هذا اليوم بتعزيز المعرفة بالإعلان العالمي لحقوق الإنسان باعتباره مخططًا أساسيًا تسترشد به الإجراءات العملية الرامية إلى الدفاع عن حقوق الإنسان ومعالجة القضايا العالمية الملحّة.

ومضى على اعتماد هذا الإعلان العالمي 74 عاما، لكن حال حقوق الإنسان في العراق مؤسف ومريع ويضع البلاد في ذيل قائمة الدول وفق هذا المعيار الأساسي؛ فمنذ 20 عاما على أقل تقدير، يكافح العراقيون لتأسيس نظام سياسي ديمقراطي يصون حقوقهم، لكن الاحتلال وما تلاه رسّخ نظام المحاصصة المقيت، ورسم لوحة مأساوية تبرز فيها مظاهر الإقصاء والتهميش والقمع على الرغم من هامش الحريات الهشّ، الذي تتكئ عليه الأحزاب الحاكمة، والذي مسخ تماما في لحظة انتفاضة تشرين لما شهدته من قتل وقمع مريعين.

أين هو التغيير؟

يقول الدكتور علي البياتي، العضو السابق في مفوضية حقوق الإنسان في العراق، أن لهذه الحقوق جانبا تأسيسيا يخص طبيعة النظام السياسي الذي «وقّع على اتفاقات وصكوك دولية ألزمته من حيث المبدأ بصيانة حقوق الإنسان والالتزام بذلك، لكن يجب أن تكون هناك ضمانات ثابتة كمرجع لحماية هذه الحقوق».

ويوضح البياتي لـ»طريق الشعب»، أن المبادئ التأسيسية موجودة في عراق ما بعد 2003، ولكن المشكلة تكمن في التنفيذ أو الممارسة الديمقراطية. أن حماية حقوق الإنسان والحريات لم تشهد تغييرا حقيقيا أو جوهريا بعد تغيير النظام السابق، وحتى إن وجدت فهي شكلية، وأن أصل الموضوع يوضح لنا جميعا بأن هذه القضية يجب أن تكون مضمونة في أي نظام سياسي، وليست كجانب ثانوي أو ترفيهي، فالحفاظ على كرامة وجود المواطن داخل الدولة هو الترجمة الحقيقية لهذه الحقوق»، مضيفا أنه «عندما تتصادم هذه الحقوق مع مصالح الطبقة السياسية الحاكمة، نرى الأخيرة تلجأ إلى التقييد وتصل الأمور بها إلى حد القتل والاستهداف وزج الخصوم في السجون، وبالتالي لا نستطيع القول عمليا بأن لدينا نظاما ديمقراطيا لأن حقوق الإنسان بلا ضمانات ومن يطالب بحقوقه يتعرض إلى احتمالات عديدة».

ترسيخ للأساليب القمعية

وفي بيان مشترك صدر هذا العام عن مركز جنيف للعدالة ومركز ميزان لحقوق الانسان، وطرح أمام مجلس حقوق الإنسان، جرى التأكيد على أنه رغم مرور قرابة عقدين على تغيير النظام في العراق، لكن ما زال المواطنون يتعرضون للانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، وبخاصةٍ التعذيب والإعدام خارج نطاق القضاء والاتجار بالبشر والاعتقالات التعسفيّة وغيرها من الجرائم الخطيرة الاخرى، إضافة إلى ما يصل الى مليون حالة من الاختفاء القسري وتشويه صورة العراقيين على وسائل الإعلام»، على حدّ وصف البيان.

وبالعودة إلى البياتي، فإن «الديمقراطية تعزز حقوق الإنسان لكنها في العراق أصبحت ألعوبة انتخابية يمارسها المتنفذون كل أربعة أعوام لتحشيد الناخبين، بينما تسكت عن بقية الحقوق وتحاول قمعها مثل التعبير عن الرأي والتظاهر

 السلمي وغيرها، وتزج بالسجون كل من يحاول أن يرفض هذا الواقع من خلال الاحتجاج. أن أبرز مثال حيّ على هذا الأمر ما تعرضت له انتفاضة تشرين من عنف مفرط لا يمكن نسيانه، فضلا عن القيود التي فرضت على الإعلام بغرض عدم كشفه الفساد أو مثل هكذا انتهاكات».

أما بخصوص مؤسسات الدولة التي يفترض أن تكون حامية للديمقراطية وحقوق الإنسان، فيرى البياتي أنها «تشهد تراجعا هي الأخرى. جرى الغاء مكاتب المفتشين وهي هامة جدا لمواجهة الفساد رغم المؤاخذات التي تسجل عليها، كان يجب إصلاحها لا إلغاؤها. كذلك إلغاء مجالس المحافظات الي يفترض أن تراقب عمل المحافظين، وإزاحة عمل مفوضية حقوق الإنسان رغم أنها أهم مؤسسة وطنية تراقب الحقوق وبالتالي أصبحت مشلولة. وبما أن الشلل وجه نحو المؤسسات المعنية بحقوق الإنسان أو الرقابة، فمن المتوقع أن نرى تراجعا في المبادئ الدستورية ونجاح محاولات تشريع قوانين قمعية».

ويمضي الخبير بالقول: ان «الموضوع خطير ويتعارض مع اصل النظام الديمقراطي وان الدستور غير محترم، كما لا يمكن القبول بفكرة تنفيذ مواد من قانون العقوبات في فترة النظام الدكتاتوري السابق، مثل المواد 226 و 233 و 234 وغيرها بحجة عدم وجود قوانين»، مردفا أن «عدم وجود قوانين جديدة تترجم حماية الحقوق لا يعني الاستعانة بالقديمة، ولعلنا ذاهبون إلى الأخطر وهو تشريع قوانين جديدة اكثر وطأة من قانون العقوبات او امر الحاكم المدني 14 و 19 بعد الاحتلال وتقييدها حرية الإعلام والتعبير عن الرأي، فلو وُجدت هكذا تشريعات في المستقبل فهذا يعني تقويض الدستور والبدء بمرحلة خطيرة جدا».

الاختفاء القسري مشكلة بلا حلول

ودعت لجنة الأمم المتحدة المعنية بحالات الاختفاء القسري (CED) العراق إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لإدراج الاختفاء القسري كجريمة مستقلة في التشريع الوطني، مشددة على أنه لا يمكن تأجيل العملية أكثر من ذلك.

وقالت كارمن روزا فيلا كوينتانا، رئيسة اللجنة، في ختام الزيارة التي استغرقت 12 يومًا إلى العراق، الشهر الماضي: إن «عدم وجود تعريف صريح للاختفاء القسري في التشريع الوطني كجريمة مستقلة أمر مقلق للغاية».

وأضافت أن «العمل على جريمة غير موجودة في الإطار القانوني الوطني هو وهم، بغض النظر عن الأساليب والأهداف الموضوعة».

وفي بيان نُشر في نهاية الزيارة، أوضح الوفد أن «الاختفاء القسري يشير إلى الحالات التي يرتكبها وكلاء الدولة أو مجموعات الأشخاص الذين يتصرفون بتفويض من الدولة أو بدعمها أو قبولها».

وقال الوفد إن المعلومات والبيانات المتوفرة في العراق لا تسمح بقياس حجم هذه الجريمة.

وأشارت لجنة الأمم المتحدة إلى أنها سجلت، حتى اليوم، 555 إجراءً عاجلاً تتعلق بوقائع حدثت في البلاد، وأن فريق عمل الأمم المتحدة المعني بحالات الاختفاء القسري قد أحال ما مجموعه 16575 حالة إلى العراق في الفترة من 1980 إلى 2013. كما تلقى الوفد المئات من ادعاءات الاختفاء القسري من مختلف المحافظات.

انتهاكات اقتصادية أيضا

أما الخبير الاقتصادي صالح الهماشي، فيرى أن الجانب الاقتصادي مرتبط ارتباطا وثيقا بمسألة حقوق الإنسان وأن أي دولة بالعالم ملزمة بتوفير عمل كريم ضمن اجور معينة وحدود دنيا ليستطيع الانسان العيش بكرامة وان لا يكون عرضة للاستغلال.

ويشرح الهماشي خلال حديثه مع «طريق الشعب»، «عدم استقرار ايرادات المواطن بسبب تجاهل قانون العمل الذي يعتبر احد العناصر الأساسية للحفاظ على حقوق العاملين وتحديد الأجور»، مضيفا أن «هناك انتهاكات واستغلالا وعدم توفير الكرامة للعراقيين من الجانب الاقتصادي وما يحدث هو اعطاء الحدود الأقل من الدنيا للمحتاجين إلى العمل والاعتماد الكلي على القطاع العام وإهمال القطاع الخاص الوطني الذي بدونه لا يكون هناك تطور حقيقي».

ويلفت المتحدث إلى أن «الامن الاقتصادي منتهك، والفقر والغلاء يتصدران مشاهد الحياة للأسف الشديد، وهذا متعلق بجانبين؛ الاول هو سوء الإدارة من قبل القوى الحاكمة، والثاني هو سمة الفساد التي تطغى على شكل هذا النظام السياسي القائم على المحاصصة».

ملف التعذيب في السجون

وضمن المشاهد المأساوية التي تحيط بواقع حقوق الإنسان في العراق، ملف التعذيب داخل السجون، وما تشهده من انتهاكات جسيمة.

وبعد أيام من تسنم رئيس الوزراء الحالي منصبه، فتح ملف انتزاع الاعترافات قسراً خلال التحقيقات القضائية، وهو واحد من أخطر الملفات. إذ يقول حقوقيون أن آلاف العراقيين زجوا بسببه داخل السجون في السنوات الماضية.

وخصص رئيس الوزراء بريداً إلكترونياً لاستقبال شكاوى من تعرضوا للتعذيب، وسط مخاوف من أن يكون التحرك إعلامياً فقط.

وخلال السنوات الماضية، تعالت الأصوات من قبل الكثير بشأن سجن متهمين وفق ما يعرف بـ»المخبر السري» الذي أكد نواب ومسؤولون وحقوقيون أنه أداة للتهم الكيدية استغلت في العداوات الشخصية والتصفيات السياسية أو الطائفية.

ووفقاً لبيان مكتب رئيس الوزراء، فإنه «بناء على توجيهات السوداني، ولأهمية توفير جميع الضمانات القانونية للمتهم أثناء مراحل التحقيق، ومنها عدم انتزاع الاعترافات منه بالإكراه أو قسراً، وفقاً لما جاء بالدستور، نهيب بمن تعرض لأي صورة من صور التعذيب، أو الانتزاع القسري للاعترافات، بتقديم شكواه إلى مستشار رئيس مجلس الوزراء لحقوق الإنسان، معززةً بالأدلة الثبوتية».

من جانبه، يقول المركز العراقي لتوثيق جرائم الحرب، عمر الفرحان، إن «عمليات إثبات التعذيب ليست بالمستحيلة، ولا سيما التعذيب النفسي وأثره على سلوك المعتقلين، وهناك العديد من الإجراءات التي تثبت وجود تعذيب بحق المعتقلين، فضلاً عن عملية مراجعة الشكوى وطرق التحقيق التي مر بها المعتقل، وهذا سيثبت بالحد الأدنى طرق التعذيب التي مر بها المعتقل».

وأضاف أن «مصادر حقوقية سابقة أشارت إلى أن 90 في المائة من المعتقلين في العراق خضعوا للتعذيب الممنهج وقضوا في السجون بسبب وشاية المخبر السري الكاذبة. وهذا ما يستدعي أن تكون هناك عمليات تحقيق عالية المستوى بشأن هذه الاعتقالات وحالات التعذيب».

وأضاف «نحن في المركز لدينا الكثير من ملفات التعذيب الموثقة والتي حصلنا عليها من أهالي المعتقلين، سواء الذين ما يزالون أحياء أم الذين قضوا تحت التعذيب، وقدمنا الكثير من الشكوى إلى الأمم المتحدة بشأن التعذيب في العراق».

وتابع «أثبتنا لهم بالوثائق عمليات التعذيب، ولكن إجراءات الأمم المتحدة بطيئة، وفي أغلب الأحيان لا تتحرك إلا في أوقات محددة، وهذا ما يجعل ملف التعذيب في العراق مستمراً ولا توجد جهة دولية أو محلية لمراقبة هذه الانتهاكات، فضلاً عن أن إدارة مراكز التحقيق والسجون تستخدم التعذيب للحصول على الأموال أو تكون حالات انتقامية وبدوافع طائفية أو غيرها».

واعتبر أن «خطوة السوداني بشأن ملف التعذيب في العراق خطوة مهمة، لكنها متأخرة جداً، وقد تكون خطوة استباقية لزيارة الأمم المتحدة للسجون العراقية لمعرفة أسباب التعذيب، وأيضاً هناك زيارة أخرى للجنة الإخفاء القسري وقد يستعمل هذه الخطوة لإضفاء نوع من الشفافية لحكومته أمام الأمم المتحدة، وقد طالبنا في أوقات سابقة إعادة ملف المعتقلين والتعذيب».

ضعف التشريعات

وفي هذه المناسبة، يرى محمد السلامي (رئيس منظمة مواطنة لحقوق الإنسان)، أن العراق يشهد وجود العديد من المنظمات المهتمة بحقوق الإنسان، وهي لديها إمكانيات للتوعية وتقديم بعض المبادئ الخاصة بالتشريعات التي تتلاءم مع الفصلين الأول والثاني من الباب الثاني في الدستور.

يقول السلامي لـ»طريق الشعب»: أن «الكثير من الورش أجريت في بغداد وكردستان وجنوب العراق واوصلت نتائجها لمجلس النواب والحكومة أو الى وزارات معينة. إن هذا الأسلوب هو ضمن إطار تحرك هذه المنظمات وما تقدر عليه، ولكن هناك ارادة سياسية ببعض الاحيان تستمع الى اجزاء مما تطرحه المنظمات، بينما تتجاهل كل شيء تقريبا في أغلب الأحيان، ولا تستمع إلى ما يقال من قبل هذه المنظمات».

وبشأن سبب عدم الاستماع إلى الآراء المهتمة بحقوق الإنسان، يشدد السلامي على أنها بسبب «الوضع السياسي الذي يراد منه تقويض الديمقراطية الحقيقية ومبادئها مثل نزع السلاح وعدم عسكرة المجتمع والذهاب نحو تنفيذ مبادئ حقوق الإنسان المثبتة في مواد الدستور»، مضيفا أن «الكثير من منفذي القانون، بمعنى الشرطة والجيش والقضاء ولجان التحقيق يفترض أن ينفذوا القانون ولكن ببعض الأحيان وضمن السياسة العامة للبلاد لا يكون من مصلحة هذه الأطراف الالتزام، ويعكسون تطبيق القانون وفق المزاجيات الشخصية أو التراتبية وليست القانونية، وعليه هذا يجعل المؤسسات ذات طابع قمعي معزز بروح التعسف».

ضعف القانون

وبسبب التعسف وعدم احترام حقوق الإنسان في المؤسسات الرسمية المعنية بحمايتها، يقول السلامي أن الكثير «لا يستطيعون أخذ حقوقهم في مراكز الشرطة مثلا، وعند الشكوى لا يحصلون على شيء، الأمر الذي يجعلهم يعتمدون على العشائر ومظاهر السلاح والقوة والنفوذ والتعسف، وهنا تتداخل الكثير من المشاكل ولا يكون المشتكي صاحب الحق لوحده».

ويلفت إلى أن «منظمات المجتمع المدني تواجه صعوبات في العمل ضمن هذا الجو المتوتر؛ فالدولة ضعيفة وسيادة القانون تعاني، إضافة إلى أن المجاميع المسلحة اصبحت لها قوة غاشمة ومتعسفة ولا يستطيع الفرد ان يطالب بحقوقه منها، لأنها مجاميع شبحية وقوتها تتداخل مع الدولة، وسلاحها المتداخل مع صلاحيات الدولة يجعلها قادرة على تنفيذ ارادتها مثلما تريد، بل أن الدولة نفسها تخاف أحيانا الاحتكاك بها».

معركة التشريعات

اما بخصوص التشريعات القانونية، فيقول السلامي إن منظمات المجتمع المدني استطاعت إيقاف تشريعات قد لا تكون متناسبة مع الدستور.

وعلى سبيل المثال، يقول رئيس المنظمة إن «قانون مجالس العشائر قدم قبل سنوات وواجه الاعتراضات، وكذلك نجد بان جهود المنظمات أوقف تشريع قانون الأحوال الشخصية المثير للجدل، بينما تناضل من أجل قانون الطفل الذي يمنع العنف الأسري والمجتمعي، وطالبت به، ونقحت نسخته المقترحة ووضعت له أفكار سليمة لكن القوى الحاكمة لا تريد تشريعه».

ويضيف انه «ما زال قانون حق الحصول على المعلومة ضمن مطالبات المجتمع المدني وقانون جرائم المعلوماتية الذي اوقف تشريعه وغير الكثير. نستنتج من هذا أن القائمين على الحكم لا يريدون حريات تتيح للمواطنين تتبع الصرفيات المالية ومحاسبة السياسات الحكومية ومعرفة الفساد وملاحقته شعبيا وايقاف مظاهر الخراب والنهب والدمار الذي تعاني البلاد منه».

رابطة الاكاديميين في المملكة المتحدة

وأصدرت رابطة الأكاديميين العراقيين في المملكة المتحدة بلاغا لمناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان، قالت فيه أنها «تناشد الحكومة العراقية ومجلس نوابها احترام حقوق الشعب العراقي للتمتع بحرياته العلمية والاكاديمية كجزء من الحقوق والحريات الديمقراطية المنصوص عليها في الدستور، وكذلك في ميثاق الأمم المتحدة لحقوق الانسان».

واستنكرت الرابطة «أي محاولة من قبل مجلس النواب للحد من حرية التعبير ومن حقوق الشعب العراقي في هذا المجال. نحن هنا نضم صوتنا الى أصوات جميع افراد الشعب عامة والاكاديميين منهم خاصة، الذين انتهكت حقوقهم الشرعية في التعبير عن آرائهم على كافة الأصعدة. ونقف بحزم ضد كل الإجراءات التعسفية التي تمارس ضدهم».

 *******************

 الصفحة السابعة

بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الانسان

 لائحة حقوق الانسان وحرية الكلمة والتعبير

غانم الجاسور

بعد الحروب التي خاضتها الدول اثناء الحرب العالمية الثانية والفظاعات التي ارتكبتها الجيوش المتصارعة خلالها استدعت الجمعية العامة للأمم المتحدة مسارعة إلى تبني وثيقة حقوق دولية تعد أول وثيقة تحدد حقوق الانسان الاساسية الواجب حمايتها عالميا..

وتعد هذه الوثيقة من الحقوق الأصيلة والطبيعية التي وجدت قبل أن يوجد الانسان لأنها جوهره وكرامته وهي الحق في الحياة والحق في الحرية والأمن الشخصي والحق في التعليم والعمل والمحاكمة العادلة.. لأن الناس جميعهم يولدون أحرارا متساوين في الكرامة والحقوق، ولكل انسان حق التمتع بكافة هذه الحقوق الواردة في الإعلان دون تمييز..

(وطبقا لما جاء في الفقرة الثانية من ديباجة ميثاق الامم المتحدة..

((أن نؤكد من جديد ايماننا بالحقوق الاساسية للإنسان وبكرامة الفرد وإجلاله وبما للرجال والنساء والأمم كبيرها وصغيرها من حقوق متساوية.. على تعزيز احترام حقوق الانسان والحريات الاساسية للناس جميعا والتشجيع على ذلك بلا تمييز بسبب الجنس أو اللغة أو الدين))

وبعد جهود مضنية للتوفيق بين الآراء المختلفة في صياغة الاعلان ..وافقت الجمعية العامة للأمم المتحدة وعند منتصف ليلة العاشر من شهر كانون الأول عام (1948) التي كانت مجتمعة في باريس على الاعلان العالمي لحقوق الانسان ,,وقد تمت الموافقة عليه  بأكثرية (48) صوتا  في مقابل لا شيء ..وامتناع (8) مندوبين عن التصويت، وترجمة هذه الوثيقة إلى (500) لغة حول العالم ,.وتضمنت اللائحة ديباجة مع ثلاثين مادة شكلت العمود الفقري لهذا الإعلان الذي تحول إلى وثيقة عظمى للبشرية جمعاء ..وعدَ بأنه واحد من اهم التطورات في قانون الشعوب, وقد كان لهذا الاعلان تأثيره الواضح في مسيرة الامم المتحدة عندما تمكنت من  إصدار اعلان منح الاستقلال للبلدان والشعوب المستعمرة الذي تمت الموافقة عليه بالأغلبية عام (1960) وبموجبه تمت ازالة الاستعمار واستقلال العديد من  الدول الافريقية والاسيوية ..لاسيما وأن الاعلان الثاني استند إلى مبدأ  حق تقرير المصير الذي يعتبر واحدا من مباديء الاعلان العالمي والذي مازالت اسرائيل تعارضه  بكل قوة ضاربة بعرض الحائط كل القرارات الصادرة من المنظمة الدولية التي تعترف  بحق  شعب فلسطين بتقرير مصيره على ارض وطنه بما فيه إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس، ولا يزال يتجلى موقفها المتعنت في التنكر للحقوق العربية المشروعة المعترف بها دوليا .  

يتألف الاعلان من (30) مادة تنص على المساواة وعدم التمييز بين جميع البشر وتتمثل أهم بنوده في اقرار الحق في الحياة وحرية التعبير والمعتقد والتفكير والحق في أجر عادل والعيش الكريم والحق في التعليم ...وعدم جواز القبض على أي انسان تعسفيا وتعريضه للتعذيب.. كما ان مواد اللائحة كلها تؤكد على الاعتراف والالتزام القانوني بالحقوق التي نصت عليها اللائحة ولا يسمح لأية دولة مهما كانت أن تعمل بما يخالف ذلك أو أي عمل يهدف إلى هدم الحقوق والحريات الواردة فيها 

كما نص الاعلان على حرية التنقل داخل البلاد ومغادرتها وضَمن حق اللجوء في حالة الاضطهاد.

وحقوق الانسان هي حقوق متأصلة في جميع البشر مهما كانت جنسيتهم أو مكان اقامتهم أو نوع جنسهم أو لونهم أو اصلهم الوطني والعرقي أو دينهم أو لغتهم أو أي وضع آخر ..ومن أهم الحقوق الغذاء والدواء والامن والسلام والمأوى والسكن والحماية الاجتماعية وحق التنمية والتعليم والتمتع بالحرية الثقافية والتقدم العلمي وحق العمل في ظروف عادلة ومرضية وآمنه ..وحرية التنقل والسفر والعدل والمساواة امام القانون والحق في محاكمة عادلة وافتراض البراءة ..وحرية الفكر والوجدان والدين وحرية الرأي والتعبير والتجمع السلمي وحرية المشاركة في الشؤون العامة وحق الترشيح والانتخاب وحماية حقوق الاقليات الدينية والعرقية ...ويحضر الحرمان التعسفي من الحياة والتعذيب ..أو المعاملة القاسية واللاإنسانية أو المهينة والعبودية والسخرية  والاعتقال التعسفي أو الاحتجاز والدعوة إلى الكراهية  وعلى الدول الالتزام باتفاقيات ومعاهدات حقوق الانسان المتفق عليها لضمان حقوق شعوبهم.

وتشهد بلادنا سعيا حثيثا إلى التضييق على  الحرية والديمقراطية  وأوضاع حقوق الانسان واعطائها مفهوما يناسب مقاسات السلطة المتنفذة  قبل وبعد الاحتلال وانتهاكات متواصلة لأسباب عدة منها الصراعات السياسية والتأجيج الطائفي والاعمال الارهابية والمليشيات المسلحة المنفلتة التي طالت جميع المدن العراقية بلا استثناء وبرزت في الفترة الاخيرة محاولات عدة لفرض تصورات معينة حول مفهوم الحرية والحقوق واستحقاقاتها وحدود ممارساتها ..في ظل نقص في التشريعات التي تؤَمن الحريات والحقوق للمواطنين، بل ان هناك قوانين موروثة من النظام المنهار  مازالت سارية المفعول تقف بالضد من الدستور ومباديء الديمقراطية ..ويتضح جليا يومآ بعد يوم ان هناك ميلا لدى القوى المتنفذة في السلطة إلى تشريع قوانين تضيَق على الحريات وتصادرها ..كمشروع قانون جرائم المعلوماتية ..ومشروع قانون حرية التعبير والتظاهر السلمي الذي يعطل حق التظاهر والاعتصام.  

وفي هذا الشأن أكد حزبنا الشيوعي العراقي ويناضل  منذ تأسيسه ولايزال ومن خلال مؤتمراته وإعلامه على ضمان حرية التعبير والنشر عبر وسائله الاعلامية  المقروءة والمسموعة والمرئية وضمان حرية الحصول على المعلومات وتداولها بما ينسجم مع نصوص الدستور ومواثيق حقوق الانسان ...وتحريم ما يحرض على التعصب والتطرف عرقيا أو دينيا أو طائفيا أو على العنف ..كما يشدد الحزب من خلال نشراته واجتماعاته الدورية على احترام استقلالية الإعلام وبضمنها منابر النشر والبث  الممولة من ميزانية الدولة وحثها على مواجهة موجة العنف والارهاب ضد الاعلاميين  ووسائل الاعلام بحزم لقطع دابرها ومعاقبة المتورطين فيها بقتلهم أو تغييبهم وتوفير الحماية الممكنة للعاملين في الاعلام والمتظاهرين السلميين الذين يطالبون ب(نازل آخذ حقي ) والضمان الاجتماعي لعائلات الضحايا.. بالإضافة إلى الازمة العامة الخانقة التي تتجلى بأوضح أشكالها وأشدها خطورة في التدهور المتواصل لأحوال الشعب المعيشية والخدمية..

(لكل فرد الحق في الحياة وحرية الرأي والتعبير وسلامة شخصه دون تدخل من الغير وحرية استقصاء المعلومات والافكار والحصول عليها ونقلها بأية طريقة من طرق النقل أو ما يقوم مقامها وبدون تقيد بالحدود) المادة (19)    

في عام (1963) تظاهر (200000) ألف شخص من كافة انحاء الولايات المتحدة الامريكية معظمهم أو الاغلبية منهم من الزنوج وساروا هؤلاء في شوارع واشنطن.. مطالبين بالعمل والحرية.. ولحصولهم على حقوقهم المدنية.. فالحرية إذن في اللائحة هي الوجود الانساني والفعل الانساني ونضال بلا هوادة في سبيل تحقيق الذات.  

وفي الوقت الذي القى فيه الرئيس الامريكي (روزفلت) خطابه الشهير حول الحريات الاربع كان هناك آلاف من اشخاص بين جدران السجون ومعسكرات الاعتقال في البلاد التي كان يسيطر عليها الحكم الفاشي.. وكانت التهمة الأساسية لهؤلاء المعتقلين هي انهم تجرؤا وعبروا عن رأيهم بما اعتقدوا بالتكلم بوحي من ضمائرهم عن العدالة والظلم، وكان من بينهم رجال دين من كافة الطوائف وقادة فكر، الذين يحظون بالاحترام والتقدير في كثير من البلاد

وفي بلدان اخرى خاضعة للحكم الفاشي استنكرت شعوبهم اعتقال مثل هذا العدد الكبير من البشر, وناضل رجالها من أجل مثل هذه الحقوق،  وقد لاقى رجال عظماء حتفهم أو عذبو في السجون , (وقد بدا واضحا أن المعركة في سبيل حرية الكلمة قد تكللت بالنصر ) وان المعركة يجب ان تستأنف ,وانها في هذه المرة يجب ان تدار على نطاق دولي، فقد تم الاتفاق مثلا على أن حرية الكلمة لا يجب ان تعني الحق في التدخل في حقوق الاخرين وحرياتهم ,وانه يجب على الحكومات أن تراعي المتطلبات العادلة للأخلاق والنظام العام والصالح العام في الدول الديمقراطية (المادة 29) .

 (غير ان بعض الحكومات لم تتفق كلها على المدى الذي يجب ان تمتد اليه هذه القيود ,وقد اشار بعضهم إلى أنه مما ساعد النازية على الوصول إلى السلطة ,, هو ان مؤيديها كانت لهم حرية فرض الاجراءات المقيدة ضد بعض طبقات الشعب ),,ولذك فقد اضيفت مادة أخيرة تنص على ان  الإعلان يجب ان لا يفسر بان (أية حكومة أو جماعة أو فرد لها الحق في مزاولة أي نشاط يهدف إلى القضاء على أي حق في الحريات المنصوص عليها في الاعلان ) والحرية اذن هي الحق في القيام بكل مالا يضر الاخرين ومحدد بالقانون،   وقد ابدت بعض دول الاعضاء رغم موافقتها على أن الانسان يجب ان يحصل على مختلف الحقوق المنصوص عنها في الاعلان .. الا انها ابدت عدم استعدادها للتوقيع على معاهدة تلزمها بفرض كافة الحقوق المذكورة.. وقد اعلنت الامم المتحدة أن الاعلان يضع أساسا لمستوى عام عن العمل بالنسبة لكافة الشعوب والامم.. يهدف إلى ان يضع كل فرد وكل مجتمع هذا الاعلان نصب اعينهم على الدوام وان يبذلوا جهودهم عن طريق التعليم والتربية في سبيل الحصول على الاعتراف المؤثر والاحترام المشترك بين شعوب الامم الاعضاء وبين شعوب البلاد الخاضعة لحكمها.

وقد نص الاعلان على كثير من الحقوق التي يجب ان تراعي الامم ضرورة حصول مواطنيها عليها وتنص المادة (19) بصفة خاصة على حرية الكلمة وتتصل بها اتصالا وثيقا، واما المادة (26) فتنص على حق التعليم، ذلك لأن الشعوب إذا لم تتعلم وتحصل على المعلومات فأنها لن تتمكن من التعبير عن نفسها.

وفي عام (1950) قررت (15) دولة، مجتمعة في روما ووقعت اتفاقا ينص على حماية حقوق الانسان والحريات الاساسية.. وقد وضع هذا الاتفاق موضع التنفيذ عام (1953) وأدى إلى انشاء مجلس أوربي لحقوق الانسان وباستطاعة أي بلد ان يتقدم إلى هذا المجلس للشكوى، في حالة ما إذا رأى أن بلدا آخر من البلاد التي وقعت على الاتفاق قد أخل بأي من الحقوق التي نص عليها الإعلان.

 وفي عام (1960) وبعد سنوات عديدة من الجد والمثابرة وضعت الامم المتحدة اتفاقا الهدف الاساسي منه هو ضمان حصول الاطفال على نفس الحقوق في التعليم مهما كانت اجناسهم أو ديانتهم أو الآراء السياسية لآبائهم، ولما كانت بعض الدول تهيء فرص التعليم لبعض الاطفال في حين يحرم آخرون بسبب جنسهم.. فان مثل هذه الدول لا يمكن ان توقع على الاتفاق المذكور الا بعد ان تقوم بتعديل قوانينها التعليمية.. والهدف من هذه الاتفاقية هو تشجيع حرية انتشار الافكار بالكلمة والصورة.       

والحرية في المفهوم الاشتراكي هي الوعي والذي من خلاله يمكن السيطرة على الطبيعة كلها والمجتمع نفسه.. وسيطرة الانسان للطبيعة لا تكون إلا بالعلم، والترجمة السياسية لمشكلة الحرية في الاشتراكية هي الديمقراطية الواعية ولا تتم إلا من خلال الغاء استغلال الانسان للإنسان وتحريره من القهر الاجتماعي والاستغلال..  

ويناضل حزبنا على اعتماد الوسائل السلمية والدستورية في التصدي لمحاولات التضييق على الممارسات الديمقراطية وتقزيمها ولمصادرة وانتهاك لحقوق الانسان والحريات العامة والخاصة وحرية التعبير عن الرأي ولمنع الناس من التمتع بحقوقهم المكفولة دستوريا وممارسة الارهاب الفكري تحت حجج وذرائع مختلفة..

ان حزبنا ليعبر عن ثقته العالية غير المحدودة بشعبنا العراقي وقواه التقدمية وقوى التغيير الديمقراطية لهي قادرة على مواصلة مسيرته رغم كل ما يواجهه من صعوبات وعراقيل نحو إقامة دولة المؤسسات والعدل والقانون وبناء العراق الديمقراطي المدني الموحد.. وفي هذا الصدد يكتسب الدفاع عن حقوق الانسان وعن الحريات الديمقراطية اهمية بالغة بالنسبة إلى حزبنا باعتبارها جزءا لا يتجزآ من القضايا الوطنية الكبرى الذي يناضل من اجل تحقيقها.           

********************* 

ما هي حقوق الانسان

إبان السلم وزمن الحرب؟

خليل إبراهيم العبيدي

الحق وفقا للقانون الطبيعي هو ما أقرته الطبيعة للإنسان بعيدا عن أحكام القوانين الوضعية، أو أنه المعنى السامي الذي لا قوة لقانون وضعي عليه، منها وفي المقدمة وعلى سبيل الأهمية النسبية حق الإنسان في الحياة، وقد كانت حقوق الإنسان والعدالة منذ الأزل موضوعة للبحث والتقصي لما لها من آثار على مستقبل البشرية.

وقد استلهمت الحضارات القديمة ما أوحى به القانون الطبيعي منها ما جاء في قانون  اروكاجينو ملك لكش  3000 ق.م الذي حرم بموجبه استغلال الأغنياء لجهود الفقراء، أو ما جاءت به قوانين حمورابي عام 1770 ق .م من نصوص قانونية تنظم حق الإنسان في العمل والأجور والحماية من شهادة الزور، أو قواعد تصنيف المهن والأعمال، أو ما تضمنه الميثاق الاعظم البريطاني عام 1215ميلادية ، الماكنا-- كارتا من حقوق وحريات شخصية للأفراد، أو ما جاءت به الثورة الفرنسية عام 1789 من مبادئ تنادي بحريات الإنسان الأساسية وحقوقه الطبيعية والمكتسبة، أو ما جاءت به ثورة أكتوبر الاشتراكية عام 1917في مناداتها بحق العمال في الحياة الكريمة،  وغيرها من القوانين على مر العصور والتي وضعت أسس ومبادئ حقوق الإنسان.

وفي القرن العشرين تبنت الجمعية العامة للأمم المتحدة حقوق الإنسان بالرعاية من خلال الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الصادر عنها في العاشر من شهر كانون الاول عام 1948، ليكون بمثابة أحد مصادر القانون الدولي العام، وقد احتوى هذا الاعلان على ديباجة عامة وثلاثين مادة، جاء في المادة الأولى منه، يولد جميع الناس أحرارا ومتساوين في الكرامة والحقوق، وهم قد وهبوا العقل والوجدان وعليهم أن يعاملوا بعضهم بعضا بروح الاخاء. كذلك تناول القانون الدولي الإنساني مجموعة المبادئ والقواعد المتفق عليها دوليا والتي تهدف إلى الحد من استخدام العنف وقت النزاعات المسلحة، ومن هنا يتضح أن للإنسان حقوقا اوقات السلم والحرب، وهذا ما نصت عليه اتفاقيات لاهاي لعام 1899--. 1907 (والمسماة بقانون الحرب)، وهي القواعد القانونية التي تطالب بتخفيف المعاناة الإنسانية أثناء الحروب، وتلتها اتفاقيات جنيف الأربعة، الداعية إلى حماية ضحايا النزاعات المسلحة العاجزين عن القتال سواءً أكانوا من الجرحى أو المرضى أو الأسرى أو السكان المدنيين. وقد تضمن قانون الحرب المبادئ التالية.

1- لا يسوغ نشوب الحرب إلا لوجود الضرورة، إذ لم يسوغ ميثاق الأمم المتحدة استخدام الحروب كوسيلة لفض النزاعات بين الدول.

2-لا يلحق المتحاربون أضرارا لا تتناسب والغرض من الحرب.

3-. إن حرية المتحاربين في اختيار وسائل الأضرار بالعدو ليست مطلقة.

4- يجب التفرقة أثناء القتال بين المقاتلين وغير المقاتلين. فالمقاتلون كما أكدت وثيقة لاهاي هم أفراد القوات المسلحة.

5- حظر الانتقام، والعقوبات الجماعية وعدم اللجوء إلى اصطحاب الرهائن.

6- مبدأ الأمن، وبموجب هذا المبدأ يجب أن تكفل السلامة الشخصية، وعدم تحميل أي فرد مسؤولية عمل لم يرتكبه أثناء الحرب أو الهدنة.

7- يجب ألا يكون المدني هدفا عسكريا وأن لا تكون المرافق المدنية أيا كانت أهدافا حربية، خاصة المستشفيات والمدارس ودور الرعاية الاجتماعية وغيرها من مرافق الحياة المدنية.

إن ما جاءت به القوانين الدولية من قواعد لضمان حقوق الإنسان كافية لحماية البشرية ولكن الدول الإمبريالية وفي مقدمتها الولايات المتحدة كانت وراء الكثير من الحروب العبثية المدمرة للحياة وكانت حربها على العراق عام 2003 حربا ظالمة للبشر وحقوق الإنسان التي نصت عليها القوانين الطبيعية الإنسانية والقوانين الوضعية الدولية، وان العراق لازال يعاني إنسانيا من نتائج تلك الحرب لأنها كانت بحق انتهاكا لحقوق شعبه الأساسية.

******************* 

مشروع قانون جرائم المعلوماتية

انتهاك صارخ لأحكام الدستور

أ. د جلال الزبيدي*

نستقرئ قيام مجلس النواب العراقي بإعادة مناقشة مشروع قانون جرائم المعلوماتية سيئ الصيت، والذي تم رفضه من قبل مجلس النواب في2019 باستغراب ودهشة شديدين...؟

فالمتابع لأحكام هذا القانون بصيغته الجديدة يرى انه يحتوي على أحكام قانونية خطيرة للغاية.! والتي سيتم استخدامها لنشر الرعب السياسي في محاولة مكشوفة لإسكات أصوات المعارضة الديمقراطية. إن عمليه تكميم الأفواه ومصادرة الحقوق الديمقراطية ومناهضة العهود والمواثيق والصكوك الدولية هي بالضرورة عمليه مبيتة وممنهجة للاستئثار بالسلطة وفق معايير المحاصصة السياسية بعيدا عن قيم الكفاءة ومتطلبات الخبرة والنزاهة. وهذا القانون سوف يطال الرأي الحر وقادة المجتمع المدني الذين يطالبون بالكشف عن ملفات الفساد والتزوير واللصوصية لكبار رجال الدولة العراقية والمكدسة بالرفوف العالية...؟

من المدهش حقا أن تصبح المطالبة بكشف قوى الفساد والفاسدين (جريمة جنائية) يعاقب عليها القانون...؟ خاصة ولو قمنا بالتشخيص القانوني لأركان هذه (الجريمة الجنائية) نجد غياب (الركن المادي) فيها. فالجريمة الجنائية حتى تكتمل َمسوغاتها القانونية (كجريمة) يجب توافر الركن (المادي والركن المعنوي للجريمة) لها وهو ما لم يحصل في هذا التوصيف القانوني لجريمة المعلوماتية اعلاه...؟ فلا يمكن للمشرع الوطني أن يحول القلم والكلمة الحرة ومكنونات الضمير للكاتب او المدون إلى ركن مادي مفتعل لجريمة المعلوماتية. ولذلك من الناحية القانونية ضرورة توافر الركن (المادي والركن المعنوي) كي تكتمل الصورة القانونية ونكون أمام واقعة جرمية مكتملة الأركان مع اشتراط وجود (القصد الجنائي) لها هذا جانب.. وجانب آخر في دحض وابطال مسودة القانون المذكور.

من المتعارف عليه فقها وقانونا أن المشرع الوطني(البرلمان) يجب أن يحتكم للاشتراطات والقيود الدستورية فليس للبرلمان إلا أن يخضع لأحكام القاعدة الدستورية. حيث هناك سلطة تقديرية وأخرى تقييدية يمنحها المشرع الدستوري للبرلمان.. وذلك عندما يقول في نهاية النص للقاعدة الدستورية (وينظم ذلك بقانون) ولكن أحيانا المشرع الدستوري يقيد البرلمان ويحرمه من سلطته التقديرية عندما لا يطلب من البرلمان إصدار قانون تفصيلي للقاعدة الدستورية...؟ وهذه تعتبر من القيود الدستورية والتي لا يحق للبرلمان أن يقوم بإصدار قوانين تفصيلية لها وان حدث ذلك فهو ليس أكثر من قرصنة تشريعية، وخاصة وتحديدا حين يقوم البرلمان بإصدار قانون يتنافى مع نص ورح القاعدة الدستورية الأصلية.. ودليلنا في ذلك المادة 38 من الدستور العراقي النافذ والتي تكفل حرية التعبير عن الرأي وحرية الاجتماع والاحتجاج الشعبي السلمي وحرية الإعلام والنشر بكل الوسائل المتاحة، ولهذا لا يمكن ان تشكل الموروثات القانونية للنظام الديكتاتوري المقبور ومجلس قيادة الثورة أداة للتخويف والقمع الفكري ومصادرة حق التعبير والتظاهر السلمي التي كفلها الدستور العراقي الراهن..

أن قانون جرائم المعلوماتية يحاول العودة بنا إلى عصور الديكتاتورية مجددا وتكريس مفاهيم محاكم التفتيش خاصة وان العديد من أحكام قانون جرائم المعلوماتية ذات طبيعة قمعية مبالغ فيها. مثلا المادة 08 من قانون جرائم المعلوماتية تقول انه ((يعاقب بالسجن مدة لا تقل عن07 سنوات ولا تزيد عن10 سنوات وبغرامه ماليه لا تقل عن 10ملايين دينار عراقي ولا تزيد عن 15 مليون دينار عراقي كل من استخدم شبكة المعلوماتية او إحدى أجهزة الحاسوب وما في حكمها بقصد الاعتداء على المبادئ والقيم الدينية أو الأسرية او الاجتماعية)).. وهنا من حقنا نتساءل من الذي يحدد طبيعة هذه (المبادئ الدينية أو الأسرية او الاجتماعية) فهذه مفاهيم لا يوجد أجماع ولا مسوغات قانونية يتم الاحتكام لها لأنها تعابير مرنة وقابلة للاجتهادات والاجتهادات المضادة في واقع عراقي متباين دينيا وأسريا واجتماعيا.. خاصة إذا كان المسلمون مختلفين فيما بينهم حتى في أحكام الوضوء والصلاة والخمس والزكاة.. وأنتم منهم ايها السادة النواب الجالسون تحت قبة البرلمان العراقي...؟؟

وأخيرا للأسف تحاول الكتل السياسية المتنفذة تسويق هذا القانون بأي ثمن كان وذلك للتصدي لأي مظهر من مظاهر الديمقراطية الانتخابية والمطالبة بالانتخابات المبكرة والتداول السلمي والديمقراطي للسلطة. نعم هناك مخاوف جدية لدى الرأي العام المدني من أن هذا القانون هو أشبه بقانون للأحكام العرفية والذي سيعمل على زج المئات من المطالبين بالحريات ودعاة الحقوق الديمقراطية والدفاع عن حقوق الانسان في السجون والمعتقلات على خلفية قضايا تتعلق بحرية التعبير عن الرأي، خاصة وأن هذا القانون للأسف نسى او تناسى قضايا الارهاب وجرائم الاتجار بالبشر وجرائم سرقة المال العام وجرائم التزوير وانتحال صفة الغير وخطاب الكراهية وغسيل الاموال وغيرها...؟

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* حقوقي واستاذ جامعي ورئيس تجمع أكاديميون بلا حدود

******************

الصفحة الثامنة

وصفت الانتخابات النيابية القادمة بـ”المهزلة”

تظاهرات في تونس تطالب برحيل الرئيس

تونس - وكالات

انطلقت في تونس أمس السبت احتجاجات تطالب الرئيس قيس سعيّد بالرحيل عن السلطة، وتدعو لمقاطعة انتخابات برلمانية ستجرى بعد أسبوع بموجب تعديلات دستورية ترفضها المعارضة، فيما دعا الاتحاد العام التونسي للشغل الحكومة إلى حوار جاد، وطالبها بالصراحة والوضوح بخصوص وضع البلاد.

محتجون غاضبون من الرئيس

واتهم المحتجون الذين خرجوا وسط العاصمة، الرئيس سعيد بتنفيذ انقلاب على الديمقراطية والسعي للعودة للعهد الدكتاتوري. وهتف المحتجون بعبارات تطالب سعيّد بالرحيل عن السلطة. وقال مشاركون في الاحتجاج وبينهم سياسيون بارزون من أحزاب معارضة إن الانتخابات غير شرعية، داعين إلى مقاطعتها.

ومن بين المشاركين في المظاهرة سميرة الشواشي التي كانت تشغل منصب النائب الأول لرئيس البرلمان المنتخب والذي حلّه سعيد.

وشددت الشواشي على أن كل المعارضة تتفق في موقف واحد “وهو رفض الانقلاب وتنادي بالعودة إلى الديمقراطية”.

مقاطعة المهزلة

ودعت جبهة الخلاص الوطني المعارضة لمقاطعة الانتخابات المقررة الأسبوع المقبل، ووصفتها بالمهزلة. كما انتقدت ما وصفته بالعودة لحكم الفرد المطلق في البلاد.

وجاءت هذه المظاهرة بعد أيام من اتهام الرئيس التونسي لمعارضيه بالارتماء في أحضان دول أجنبية. يشار إلى أن سعيّد جمّد عمل البرلمان السابق العام الماضي وأصدر مرسوما حكم بموجبه البلاد وأعاد بموجبه صياغة الدستور مما يمنح منصب الرئيس المزيد من الصلاحيات، وهي خطوات رفضتها معظم الأحزاب السياسية.

ومن المقرر أن تشهد تونس انتخابات برلمانية يوم 17 من الشهر الجار]، لتشكيل برلمان جديد بموجب الدستور الجديد الذي جرى الاستفتاء عليه في تموز الماضي وشهد نسبة إقبال ضعيفة بحسب ما يقول المعارضون.

ويشدد سعيد على أن قراراته كانت قانونية وضرورية لإنقاذ تونس من أزمة مستمرة لسنوات. وقال مرارا إنه لن يتحول إلى دكتاتور.

اتحاد الشغل يطالب بالوضوح

من جانبه، دعا الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل نور الدين الطبوبي، الحكومة إلى حوار “جاد”، وطالبها بـ”الصراحة والوضوح بخصوص وضع البلاد”.

جاء ذلك في تصريحات أدلى بها الطبوبي لوسائل إعلام، على هامش الدورة 36 للملتقى السنوي الاقتصادي “أيام المؤسسة”، المنعقد في مدينة سوسة شرقي تونس، والذي استمر حتى يوم أمس.

وطالب الطبوبي الحكومة بالصراحة والوضوح بخصوص الوضع الجاري، لانّ ذلك مرتبط بـ”مصير دولة ومصير مجتمع بأكمله”.

وأضاف: “يفترض على حكومة احترام نفسها، وأن يكون لها استراتيجية واضحة وخبراء ودراسات، وأن تراسل الأطراف المعنية بالحوار قبل فترة وبشكل جدي، لطرح خياراتها ومضامينها، لا أن يتم دعوتها يوم الحوار”.

وتطرق الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل إلى مسألة رفع الدعم عن المواد الأساسية، قائلاً: “ما يتردد اليوم بأنّ الدعم سيوجّه إلى مستحقيه، ولكن الإشكال الحقيقي يكمن في التفاصيل، وكون المقترح المقدم من إحدى الوزارات هو منح 118 ديناراً سنوياً (36 دولاراً) لكل فرد”، مطالبا أيضا بأن “يشمل الدعم القاضي والطبيب والمدرس في الوظيفة العمومية (الحكومية)”.

وتُعاني تونس أزمة اقتصادية ومالية تفاقمت حدّتها جرّاء تداعيات جائحة كورونا والعملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، إضافةً إلى عدم استقرار سياسي تعيشه البلاد منذ بدء الرئيس قيس سعيد فرض إجراءات استثنائية في 25 تموز 2021.

ويُواصل التضخم في تونس الارتفاع حيث بلغ 9.8 في المائة خلال تشرين الثاني الماضي، مسجلاً أعلى نسبة منذ التسعينيات.

يُذكر أن صندوق النقد الدولي دعا الحكومة التونسية قبل التوصل إلى منحها قرضاً بحوالي 1.9 مليار دولار، منتصف تشرين الأول الماضي، على مدى 4 سنوات، إلى ضبط فاتورة الأجور التي تشمل نسبة مرتفعة من إجماليّ النفقات، لتحقيق الاستقرار في المالية العامة.

 *********************

بوتين: قد نوجه ضربة استباقية

لنزع سلاح العدو

موسكو - وكالات

تحدّث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس الأول، عن إمكان تعديل العقيدة العسكريّة لبلاده من أجل إتاحة تنفيذ ضربة استباقيّة لنزع سلاح العدوّ.

وكان بوتين يردّ على سؤال طرحه عليه صحافيّ خلال زيارة له إلى بشكيك، وطلب منه توضيح تصريح أدلى به في وقت سابق هذا الأسبوع بشأن استخدام أسلحة نوويّة.

وقال بوتين إن موسكو تدرس تبنّي ما سمّاه مفهوم واشنطن للضربة الاستباقيّة، مضيفًا “أوّلاً، طوّرت الولايات المتحدة مفهوم الضربة الوقائيّة. وثانيًا هي تعمل على تطوير نظام ضربات يهدف إلى نزع سلاح (العدوّ)”.

واعتبر أنّه ربّما ينبغي لموسكو التفكير في تبنّي “الأفكار التي طوّرها الأميركيّون لضمان أمنهم”، لكنّه قال “نحن فقط نُفكّر في هذا الأمر”.

وشدّد الرئيس الروسي على أنّ صواريخ بلاده وأنظمتها التي تفوق سرعة الصوت “أكثر حداثة لا وبل أكثر كفاءة” من تلك التي تمتلكها الولايات المتحدة.

وألمح بوتين إلى أنّ موسكو لن تستخدم سلاحًا نوويًّا إلّا ردًّا على هجوم من هذا النوع، قائلًا “نعتبر أسلحة الدمار الشامل، السلاح النووي، بمثابة وسيلة دفاع. (اللجوء إليها) يستند إلى ما نسمّيه (الردّ انتقامًا) إذا تعرّضنا لضربة، نضرب ردًّا على ذلك”.

لكنّه كشف أنّ “التهديد بحرب نوويّة يتزايد” نظرًا إلى المواجهة بين روسيا والغرب بشأن أوكرانيا، محمّلًا الأميركيّين والأوروبّيين مسؤوليّة ذلك. وندّدت الخارجيّة الأميركيّة بهذه التصريحات قائلة “إنّ أيّ حديث عن الأسلحة النوويّة، مهما كان غامضًا، هو عمل غير مسؤول إطلاقًا”.

 ***************

خاتمي يؤيد الاحتجاجات الإيرانية ويصفها بالرائعة

طهران - وكالات

أعلن الرئيس الإيراني الاسبق محمد خاتمي، تأييده لشعار الحركة الاحتجاجية “امرأة، حياة، حرية” معتبراً إياه رسالة رائعة تعكس التحرّك باتّجاه مستقبل أفضل.

وأكد خاتمي على عدم تعارض الحرية مع الأمن، منتقداً توقيف المحتجين أو فرض قيود عليهم، لأنها لا يمكن أن تضمن في نهاية المطاف استقرار وأمن الجامعات والمجتمع، على حد تعبيره. هذا ويذكر بأن مجلس الأمن القومي، وهو أعلى هيئة أمنية في إيران، أعلن عن مقتل أكثر من 200 شخص في الاحتجاجات، فيما أعلنت السلطات عن تنفيذ أول حكم بإعدام متظاهر يدعى محسن شكاري، أدين بالمشاركة في الاحتجاجات الأخيرة المناهضة للحكومة، بتهمة “العداء لله”.

من جانبها أعربت المنظمات الدولية والمحلية المدافعة عن حقوق الإنسان عن خشيتها من تواصل المحاكمات، والتضييق على حقوق المتهمين بمعارضة النظام ودعت السلطات الإيرانية باحترام حقوق الإنسان وحرية المواطنين في التعبير، فيما تتهم السلطات المحتجين بالتعاون مع دول أجنبية معادية لأيران.

 ***************

الشيوعي اليوناني: البرلمان الأوروبي استغلالي وبؤرة للفساد

أثينا - وكالات

قال الحزب الشيوعي اليوناني، أمس السبت، إنّ تحقيقات الفساد ضد نائبة رئيس البرلمان الأوروبي والسياسية اليونانية إيفا كايلي، بالإضافة إلى سياسيين أوروبيين آخرين، تظهر أنّ الاتحاد الأوروبي “بؤرة للفساد”.

وذكر الحزب، أنّ “التنافس بين مختلف المصالح والجماعات الكبيرة للسيطرة على المنظمة، وآلاف جماعات الضغط المؤسسية في البرلمان الأوروبي، والاتحاد الأوروبي نفسه “بؤر للفساد والأحداث اليومية في نظام استغلالي فاسد لا يعالج”.

ونفّذت السلطات البلجيكية، الجمعة، عدة اعتقالات وتفتيش في بروكسل، ذكرت تقارير أنها تتعلق بالتحقيق في مزاعم فساد في البرلمان الأوروبي، وأنها مرتبطة بإقامة مونديال قطر.

وتمّ بشكل خاص القبض على كايلي، كما تمّ طردها على الفور من حزب باسوك كينال (الحركة الاشتراكية اليونانية - الحركة من أجل التغيير) على خلفية التحقيق معها.

وأوقف، بالإضافة إلى كايلي، أربعة أشخاص آخرين في العاصمة البلجيكية في سياق القضية نفسها.

ويدور التحقيق، الذي يقوده قاضٍ في بروكسل، بشأن تصرفات “دولة خليجية” يعتقد أنها قطر، ويشتبه في أنّها “تؤثر على القرارات الاقتصادية والسياسية للبرلمان الأوروبي، وذلك عبر دفع أموالٍ طائلة أو تقديم هدايا كبيرة”، وفق مكتب المدعي الفدرالي.

ولم يذكر مكتب المدعي العام الفدرالي اسم الدولة الخليجية المعنية، لكنّ المصدر المطلع على مجريات القضية أكد لوكالة فرانس برس أمس تقارير صحافية قالت إنّ الدولة هي قطر.

 *****************

مسؤولة أممية: مخلفات الحرب فاقمت آثار

النزاع في اليمن

صنعاء - وكالات

قالت مسؤولة في الأمم المتحدة، أمس الأول، إن الألغام والمتفجرات من مخلفات الحرب، مسؤولة عن عدد كبير من الضحايا المدنيين وتسببت في تفاقم الآثار المدمرة للنزاع في اليمن.

وأوضحت مديرة دائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام إيلين كوهن في ختام زيارة لها استغرقت أسبوعا إلى اليمن: إن الألغام والمتفجرات من مخلفات الحرب، مسؤولة عن عدد كبير من الضحايا المدنيين، وما تزال تقتل وتجرح اليمنيين الأبرياء وتحرم العديد من العائلات اليمنية من الوصول إلى منازلهم ومزارعهم ومصادر رزقهم الأخرى، مما يؤدي إلى تفاقم الآثار المدمرة للنزاع.

وقالت كوهن في مؤتمر صحفي لدى مغادرتها مطار صنعاء الدولي: إن “محافظة الحُديدة، واحدة من أكثر المحافظات المتضررة من الألغام والمتفجرات من مخلفات الحرب في اليمن”. وأضافت أن بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحُديدة، “سجلت على مدى الأشهر الـ 6 الماضية، 159 اصابة جراء الألغام الأرضية والحوادث المتعلقة بالمتفجرات من مخلفات الحرب في الحُديدة، وكان أكثر من 50 في المائة من المصابين أو القتلى من النساء والأطفال”.

وأكدت كوهن الحاجة الملحة إلى “التعجيل بجهود إجراءات نزع الألغام”، كما شددت أيضا على “مسؤولية السلطات عن حماية السكان المدنيين”.

ورحبت المسؤولة الأممية بالجهود التي يبذلها شركاء الأمم المتحدة في اليمن لدعم الأعمال المتعلقة بالألغام، بما في ذلك جهود بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحُديدة والتي تبذلها البعثة في محافظة الحُديدة كجزء من ولايتها في الإشراف على الأعمال المتعلقة بالألغام في المحافظة.

 ****************

إتفاق إطاري يؤسس لمرحلة جديدة في السودان

الخرطوم - قرشي عوض

وقّع المكون العسكري وتحالف قوى الحرية والتغيير في الخامس من الشهر الحالي اتفاقا اطاريا يؤسس لمرحلة جديدة في البلاد، يرى مراقبون انها لن تختلف عن سابقاتها من حيث سيطرة العسكر، مع ان الاتفاق ينص على انسحابهم من الحياة السياسية وان يقتصر وجودهم على مجلس الامن والدفاع ومعهم ٦ من قيادة الحركات المسلحة، ويكون المجلس تحت رئاسة مجلس الوزراء المدني. 

 لكن عبد الفتاح البرهان اشار في خطاب حفل التوقيع الى ان العسكر سوف يذهبون الى الثكنات، فيما تذهب الاحزاب الى الانتخابات؛ فالاتفاق اشار الى تشكيل حكومة مدنية تحدد عناصرها قوى الثورة، بما في ذلك اختيار رئيس الوزراء، لكن من دون محاصصة حزبية.

وقال البرهان ان ليس للمدنيين الحق في التدخل في المسائل الفنية والادارية التي تخص الجيش. وهذا الحديث يفهم منه ان اصلاح الجيش كواحد من مطالب الثورة، سيكون بواسطة قيادة الجيش نفسها. ولا ندري من اين تستمد القيادة هذه الصلاحية غير المنصوص عليها في الاتفاق، ولا في وثيقة نقابة المحامين التي تأسس عليها. فالجيش هو جيش السودان كما يردد المتظاهرون في الشوارع، وتقع المسؤولية الكاملة عنه على حكومة السودان.

ومع ذلك فالبرهان لا تحدث من فراغ، لان اصلاح  الجيش يقع ضمن اربعة بنود هي العدالة الانتقالية، واتفاقية جوبا، وتفكيك نظام الثلاثين من يونيو، والتي ارجأها الاتفاق لمزيد من التشاور حولها. علما ان العدالة والسلام والحرية تمثل الشعارات الثلاثة لثورة ديسمبر التي تجاوز عدد شهدائها الف شهيد، عدا المصابين والمفقودين.

مع ذلك تتحدث قيادات الحرية والتغيير عن انها خرجت باتفاق ينهي شراكة العساكر في السلطة، ويؤسس لحكومة مدنية كاملة. والمحيّر في الامر ان المراقبين الدوليين ممثلين في الآلية الرباعية التي تضم دول الترويكا والاتحاد الافريقي  وبعثة الامم المتحدة، لا تغيب عنهم طبيعة الاتفاق والالتفاف الذي حدث فيه على شعارات الثورة. ومع ذلك اعلنت كل من امريكا والاتحاد الاوربي والسعودية والامارات مباركتهم للاتفاق واستعدادهم لاستئناف تقديم المساعدات للحكومة المدنية المرتقبة.

ولعل ما يبدد الحيرة هو اشتغال منظمات عالمية واقليمية على الوثيقة الدستورية التي تأسس عليها الاتفاق، وعلاقة قيادات كبيرة في حكومة حمدوك بهذه المنظمات.  كما ان بعضها كان قد تعامل مع تحالف نداء السودان الذي يضم حزب الامة القومي وحزب المؤتمر السوداني، وهما ابرز الموقعين على الاتفاق الاطاري والمدافعين عنه في مجال التدريب، وتقديم مساعدات اخرى لم تفصح عنها مريم الصادق القيادية في حزب الامة في ردها على الاتهامات، التي راجت عن علاقة الوثيقة الدستورية بجهات اجنبية.

اذن التأييد الذي وجده الاتفاق يعود الي كونه يتفق مع اجندة الدول الراعية له، لانه سيدفع الي قيادة الحكومة بعناصر تربت في حضن المؤسسات الدولية التي لعبت دورا مهما في النزاع السوداني، منذ توقيع اتفاق نيفاشا الذي انهى صراع الجنوب ببتر جزء من الوطن.

ويبدو ان نصر الدين عبد الباري وزير العدل في حكومة حمدوك هو ابرز المرشحين حاليا لتولي منصب رئيس الوزراء، وهو من قدم مشاريع قوانين مثيرة للجدل، وصفها احد ابرز قيادات الحزب الديمقراطي الحاكم في امريكا بانها تمثل اهم اختراق حدث في الشرق الاسلامي. واشاد بهذا المرشح وزير الخزانة الامريكي الاسبق، الذي انجز ملف التطبيع مع اسرائيل الي جانب وزراء اخرين جمعتهم لقاءات في مقر المجلس الاطلنطي مع السفير النرويجي مثل حمدوك وابراهيم البدوي وزير ماليته  علما بان هذا السفير كان قد لعب دورا مهما في انفصال جنوب السودان حينما كان سفيرا لبلاده في السودان في تلك الفترة.  ولكن للمصادفة فانه قد تم تعينه في شهر سبتمبر الماضي سفيرا الى السودان مرة اخرى.

ويتضح ان الحماس الدولي للاتفاق الجديد بين العسكر ومن يعتبرون ممثلين لقوى التغيير، لم يأت من فراغ،  وان قيادة الجيش كانت في الحقيقة قد اتفقت مع امريكا قبل ان تجلس مع تحالف الحرية والتغيير. وان الحكم سيكون شراكة بين العساكر ورجال امريكا في السودان، وان الحرية والتغيير وبقية الاحزاب الموقعة علي الاتفاق الاطاري والتي قيل ان عددها وصل الى خمسين حزبا، سوف تذهب جميعا للمجلس التشريعي، لتراقب اداء السلطة وتستعد للانتخابات، ولتعيش بعض قياداتها ممن تجاوزوا السبعين عاما شيخوخة هادئة.

   لكنهم لن تكون لهم علاقة بالحراك الثوري، الذي انتظم شوارع الخرطوم لحظة توقيع الاتفاق، وكان بقيادة  شباب المقاومة وهم يرددون هذه المرة (بي كم بي كم  قحاتة باعوا الدم) ويقصد الثوار ان احزاب الحرية والتغيير قد باعت دماء الشهداء في مقابل المناصب.

*****************

الصفحة التاسعة

رئيس اتحاد الجودو: توقف المنح المالية يضرّ بالرياضة العراقيّة

بغداد ـ وكالات

أكد رئيس اتحاد الجودو سمير الموسوي، أمس السبت، أن إيقاف وزارة الرياضة المنح المالية للاتحاد يهدد بتوقف نشاطاته ويضر بمختلف الأنشطة في البلاد.

وأوضح الموسوي في تصريح صحفي أنه «في حال توقفت المنح المالية بشكل نهائي عن اتحاد الجودو من قبل وزارة الرياضة فستتم مفاتحة رئيس الوزراء محمد شياع السوادني من خلال مستشاره من أجل إيصال صوت الاتحاد».

وأضاف أن «توقف المنح المالية تم على اعتبار أن الاتحادات الرياضية لم تكمل إجراءاتها القانونية»، مبيناً أن «اتحاد الجودو تسلم كتاباً من وزارة الرياضة بشأن الإجراءات ونحن أكملنا 4 منها وبانتظار إكمال الفقرات المتبقية».

وأعرب الموسوي عن أمله في أن «يصل صوت الاتحاد ومناشدته لإطلاق المنح المالية الى رئيس الوزراء، لأن توقف المنح يلحق الضرر بالرياضة العراقية».

 ***************

رونالدو يودع المونديال بالدموع

المغرب يتغلب على البرتغال

ويدخل تاريخ المونديال من أوسع الأبواب

بغداد ـ طريق الشعب

حقق منتخب المغرب إنجازا تاريخيا وأصبح أول فريق عربي وأفريقي يصل إلى المربع الذهبي لكأس العالم، بعد فوزه المثير على نظيره البرتغالي 1 - صفر امس السبت على ملعب الثمامة في دور الثمانية لمونديال قطر.

ويدين المنتخب المغربي بالفضل في هذا الفوز ليوسف النصيري -مهاجم إشبيلية الإسباني- الذي أحرز هدف الحسم في الدقيقة 42 بدأت المباراة وسط سيطرة برتغالية على وسط الملعب وتأمين دفاعي من المغرب وكانت هناك هجمة واحدة خطيرة على مرمى ياسين بونو وخرجت بنجاح لركنية.

الظهور الهجومي الأول لمنتخب المغرب بدأ بعد 15 دقيقة عن طريق زياش والنصيري وسليم أملاح الذي كان قريبا من تسجيل الهدف الأول بعد عرضية يحيى عطية الله.

لم يتمكن منتخب البرتغال فرض سيطرته على المغرب وكانت الخطورة الحقيقة لصالح المغرب في الشوط الأول.

وكاد برونو فيرنانديز أن يسجل هدف التعادل في الدقيقة 45 وارتطمت الكرة في العارضة لينتهي الشوط الأول بتقدم أسود الأطلس.

ولم تفلح محاولات المنتخب البرتغالي في الشوط الثاني لادراك التعادل، بعد ان اغلق لاعبو المغرب جميع المنافذ امامهم.

ونجحت 3 منتخبات أفريقية من قبل في بلوغ دور الثمانية بكأس العالم وهي الكاميرون (1990) والسنغال (2002) وغانا (2010)، لكن أسود الأطلس أصبحوا اليوم أول منتخب عربي وأفريقي يتأهل للمربع الذهبي.

وحافظ المنتخب المغربي على مكانته بوصفه أقوى خط دفاع في مونديال قطر، إذ اهتزت شباكه مرة واحدة فقط.

وقدم منتخب المغرب مسيرة متميزة في مونديال قطر، حيث تصدر مجموعته بـ7 نقاط من التعادل سلبيا مع كرواتيا، ثم الفوز على بلجيكا 2- صفر، وعلى كندا 2-1، ثم الفوز التاريخي بركلات الجزاء الترجيحية على إسبانيا في دور الـ16. وغادر النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو، الملعب وهو يذرف الدموع بعد خسارة منتخب بلاده.

****************

ميسي: نشعر بوجود مارادونا حولنا

الدوحة ـ وكالات

أكد ليونيل ميسي أن الأرجنتين شعرت بوجود الراحل دييغو مارادونا طوال مشوارها في نهائيات كأس العالم لكرة القدم في قطر، بما في ذلك يوم الجمعة عندما تغلبت على هولندا بركلات الترجيح 4-3 لتبلغ الدور قبل النهائي.

وبدا أن ميسي ألهم الأرجنتين للتأهل لمواجهة الدور قبل النهائي أمام كرواتيا، التي انتصرت على البرازيل في دور الثمانية، بعد أن صنع هدف ناويل مولينا الأول قبل نهاية الاستراحة وأضاف الهدف الثاني من ركلة جزاء.

لكن الأرجنتين أضاعت تقدمها بهدفين في الوقت المحتسب بدل الضائع قبل أن يحافظ الحارس إميليانو مارتينيز على رباطة جأشه لينقذ أول ركلتي جزاء نفذتهما هولندا ثم سجل لاوتارو مارتينيز الركلة الحاسمة ليقود منتخب بلاده نحو التأهل.

وقال ميسي للصحفيين: دييغو يراقبنا من السماء. يمثل الدافع لنا وآمل حقا أن يظل هذا على هو الحال حتى النهاية.

وأضاف ميسي: عندما سجل لاوتارو وتأهلنا، سرت فرحة كبيرة في الأجواء. أزحنا ثقلا كبيرا من على صدورنا.

“كانت مباراة صعبة للغاية. كانت مباراة صعبة حقا منذ البداية، كنا نعلم أنها ستكون على هذا النحو”.

وأردف: تركنا ذلك كله خلفنا على أرض الملعب، كنا سعداء حقا واستمتعنا بتلك اللحظة وهو ما يمكننا رؤيته هنا وكذلك في الأرجنتين فالناس سعداء حقا.. وهم متحمسون بحق ...بل مفعمون بالحماس.

وواصل: تسبب المنتخب الهولندي في مشكلة لنا من خلال الكرات الطويلة ووجود الكثير من لاعبيه في منطقة الجزاء الخاصة بهم.

وختم: في النهاية تعادلوا وعانينا. لكننا تمكنا من الوصول إلى الدور قبل النهائي، وهذا ما أردناه.

وستلتقي الأرجنتين مع كرواتيا بحثا عن مكان في النهائي، بعد أن تغلبت وصيفة بطلة 2018 على البرازيل بركلات الترجيح في وقت سابق من يوم الجمعة.

******************

أرقام قياسية لنجوم كرواتيا بعد إقصاء البرازيل من كأس العالم

الدوحة ـ وكالات

حق ثلاثي منتخب كرواتيا، القائد لوكا مودريتش، وحارس المرمى دومينيك ليفاكوفيتش، بجانب لاعب الوسط مارسيلو بروزوفيتش، أرقامًا قياسية، عقب الانتصار على البرازيل والتأهل إلى نصف نهائي كأس العالم.

ونجح الكروات في التفوق على السامبا، بركلات الترجيح عقب انتهاء الوقت الأصلي والإضافي بالتعادل الإيجابي (1-1)، خلال مباراة البرازيل وكرواتيا، والتي أقيمت على ملعب “المدينة التعليمية”، في ربع نهائي كأس العالم قطر 2022. 

وبلغ منتخب كرواتيا نصف النهائي للمرة الثانية على التوالي بعد مونديال 2018، حيث كانت وصلت إلى النهائي وخسرت من فرنسا في نهائي روسيا.

وذكرت شبكة “أوبتا” للأرقام، أن تلك هي المرة الثالثة التي تبلغ فيها كرواتيا هذا الدور، حيث كرواتيا تأهلت لنصف نهائي كأس العالم في جميع المشاركات التي تخطّت خلالها دور المجموعات (1998، 2018، 2022).

وبات لوكا مودريتش، بعمر 37 عامًا، أكبر لاعب خط وسط يبدأ أساسيًا في ربع نهائي المونديال منذ الألماني ماتيوس في 1998.

وفي سياق متصل بات الحارس، ليفاكوفيتش أكثر حارس في تاريخ كأس العالم، يتصدى لركلات ترجيح بـ 4 تصديات.

وحقق لاعب الوسط، بروزوفيتش رقمًا قياسيًا في المسافة المقطوعة خلال مواجهة البرازيل، حيث قطع 15.72 كلم ضد السيلسياو، وهي أكبر مسافة في مباراة بمونديال قطر الجاري.

***************

مع حلاوة كرة القدم

لا تنسوا الألعاب الفردية

منعم جابر

مع الاهتمام بكرة القدم وحلاوتها يبقى للألعاب الرياضية الفردية طعمها ونكهتها، والكل من أهل الرياضة والمتخصصون بألعابها يتذكرون أنها الأفضل والأكثر اتساعاً من الكثير من الألعاب في الساحة الأولمبية والدولية.

ونحن نتذكر ميداليتنا الوحيدة واليتيمة التي حققها الرباع البصري عبد الواحد عزيز قبل أكثر من 60 عاماً، ولم نكسب غيرها.

أقولها بصراحة ان جميع المؤسسات الرياضية بكل اصنافها وتسمياتها من لجنة أولمبية واتحادات وأندية جميعها غير مخلصة لرياضتها ولم تعمل مثقال ذرة لتألق ألعابها وتحقيق الإنجازات.

إذ أن كل تلك المؤسسات الرياضية تسعى فقط لتحقيق الإنجاز في ميدان كرة القدم فقط، وكأن كل المسؤولين والاتحادات والأندية الرياضية بإمرة اتحاد كرة القدم، وهذا ما لمسناه في كل الأوقات والمناسبات، حيث أن قيادة الوزير السابق لم تعط الاهتمام المناسب لكل الاتحادات الرياضية، فشغلها الشاغل هو كرة القدم فقط، وبدلاً من ان يأخذوا التجارب ويتعلموا من الأمم الكبيرة والصغيرة كيفية إعداد أبطالهم وكيفية النهوض بألعابهم.

يا سادة الرياضة العراقية المطلوب منكم أن تنتبهوا لبقية الألعاب وأن نديمها ونطورها من أجل تحقيق الميداليات وتحقيق النتائج. هنا يحق لنا أن نتساءل أين أبطال العراق في رياضة رفع الاثقال، أين أبطال الساحة والميدان والمصارعة وابداعاتهم؟ كلهم اختفوا تحت ضوء وشمس كرة القدم.

هنا أناشد كل قادة الرياضة والمسؤولين في الدولة العراقية أن ينتبهوا إلى بقية الألعاب الرياضية وأن يعطوها الحق بالتقدم والتطور، وقد يتذمر البعض لأننا نؤكد على موضوعات بعينها كالألعاب الرياضية الفردية ونطالب برعايتها والاهتمام بها لأنها مصدر للإبداع والميداليات في المنافسات الدولية، فالعالم المتمدن يرعي ويساند ويهتم وينشئ الملاعب الرياضية لممارسة هذه الألعاب وبالتالي يشجع أبناءه على ممارستها وتحقيق الإنجازات.

 ****************

فان دايك حزين

على إضاعة ركلة الجزاء

الدوحة ـ وكالات

أعرب فيرغل فان دايك، صخرة دفاع منتخب هولندا، عن حزنه الشديد لخسارة فريقه أمام الأرجنتين، في مباراة ربع نهائي كأس العالم (4-3) بركلات الترجيح. وقال فان دايك “أشعر بإحباط كبير بعد الخروج من المونديال، عدنا في آخر ربع ساعة من اللقاء، ثم لعبنا الوقت الإضافي وركلات الجزاء، فخور بكل لاعب في القائمة والجهاز الفني والطبي والإداري، للأسف لم نحقق هدفنا”.

وأضاف: “لا أعرف ما قاله فان غال للاعبين لأني كنت أجري كشف المنشطات، حزين جدًا من الخسارة لكن هذه هي الحياة”. وتابع: “فيغهورست سجل هدفه الثاني بطريقة تدربنا عليها كثيرًا، ونفذناه بكفاءة في الدقائق الأخيرة، بينما كان الحكم يستعد لإنهاء المباراة”.

وواصل: “حارس الأرجنتين (إيميليانو مارتينيز) تصدى لركلة الجزاء بكفاءة، وهذا أمر سيء بالنسبة لي، حزين لذلك لكن هذا يحدث في الحياة أحيانًا، علينا التفكير في الأمور الإيجابية.. علينا التركيز في تصفيات أمم أوروبا، ودوري الأمم الأوروبية في الصيف”.

***************

الصفحة العاشرة

ماركسيات ما بعد ماركس

ماجد الياسري

توفى ماركس في عام 1883 نتيجة تدهور وضعه الصحي تاركا خلفه تراثا من النتاج الفكري تميز بغزارته وتنوعه في مجالات الفلسفة والسياسة والاقتصاد وتشريح منظومة المفاهيم الاقتصادية التي تتحكم بالبنية الداخلية  للتشكيلة الاجتماعية الاقتصادية التي تعرف بالرأسمالية، وأيضا، وهو أمر مهم جدا، في ربط الفكر بالممارسة والذي يعني المشاركة في النشاط العملي الهادف الى تغيير العالم من اجل بناء النظام الاشتراكي والشيوعي. فعلى سبيل المثال تشكلت الأممية الاولى عام 1864 كأول تنظيم أممي شيوعي على يد ماركس وانجلز. وكان (البيان الشيوعي) الذي كتبه مماركس وانجلز عام 1848 وثيقة برنامجية لهذا التنظيم، وهو الذي يبدأ بالعبارة الشهيرة التي ازعجت منظري البرجوازية وسياسييها “هناك شبح ينتاب أوروبا، أنه شبح الشيوعية والذي ضده اتحدت كل قوى أوروبا القديمة في حلف مقدس”. وقد استمر هذا التحالف غير المقدس ضد الشيوعية واليسار الى يومنا هذا وفي جميع بلدان المعمورة حفاظا على امتيازاتهم وسلطتهم والفساد الإداري والمالي.

لقد كان النتاج النظري لماركس وانجلز في حياتهما وبعدها مثارا للجدل خاصة وأن عددا من كتابات ماركس مثل (مخطوطات 1844) و(الغوندريسة) قد   نشرت لأول مرة بعد عقود من وفاته، لذا ليس غريبا ان ينعكس ذلك ويتجلى في  الاشكال المتعددة من “الماركسيات” والتي ه  انعكاس للصراع الفكري في داخل الحركة الشيوعية والعمالية واليسارية حول واقع ومستقبل الاشتراكية في كل بلد وفي العالم. وتعمق هذا الصراع بعد نهاية الحرب العالمية الثانية وتحول الاتحاد السوفيتي الى قوة دولية عظمى في مواجهة النظام الرأسمالي العالمي الذي قادته الولايات المتحدة الامريكية خلال سنوات الحرب الباردة، حيث اصبح الصراع الفكري والإعلامي أحد تجلياته البارزة والتي جندت ولعقود مفكرين واعلاميين في ميادين الفكر والادب والثقافة للحد من التمدد السوفيتي واستنزاف قدراته. ومازال مستمرا حتى بعد انهيار الاتحاد السوفيتي.

من هذه الماركسيات مثلا مفهوم  الماركسية الكلاسيكية والتي يقصد بها مجمل ما قدمه ماركس (1818-1883 ) وانجلز(1820-1895) من افكار وقراءات فلسفية واقتصادية واجتماعية وثقافية في القرن التاسع عشر. وقد تناول ماركس في ما كتبه ظواهر مثل الاغتراب وأسلوب الإنتاج الرأسمالي والمادية التاريخية ودور وتأثير الصراع الطبقي في المسار التطوري للتاريخ والتي لخصها “ البيان الشيوعي”من كل تاريخ المجتمعات في العالم هو تجليات للصراع الطبقي”. وقد تأثر ماركس بالمدارس الفلسفية والاقتصادية والاشتراكية والأنثروبولوجية السائدة آنذاك، وانعكست في مؤلفاته العديدة. كما وشن ماركس نضالا فكريا جادا ضد الاتجاهات الفوضوية التي كان لها تأثير في أوساط الحركة العمالية في فترة الاممية الاولى أنداك. وتأثر أيضا بكتابات رفيقه انجلز، وشكلا رفقة فكرية ونضالية متميزة وخصبة. وقد كتب انجلز كتابه الشهير حول “أحوال الطبقة العاملة في إنكلترا” عام 1844 وأيضا عددا من الكتب والمقالات في مجالات السياسة والفلسفة. ومن الموضوعات الفكرية لهذه المرحلة مثلا مفاهيم الاغتراب والتشيوء والتي اعتبرها نتاج المجتمع الرأسمالي وأيضا قراءات في طبيعة الانسان، وحول ديناميكية العلاقة الجدلية بين البنية التحتية والفوقية في أنماط الإنتاج، وشرح لطبيعة العلاقات الإنسانية التي يدخل فيها البشر خلال عملية انتاج السلع وأيضا طرح مفهوم الاشتراكية العلمية على خلاف الاشتراكية الطوباوية التي كان لها ممثلوها في القرن الثامن عشر. ومن الاسهامات الهامة أيضا تشريح التكوينة الطبقية للمجتمعات، معنى الطبقات ودورها في الصراع الاجتماعي، واهمية الوعي الطبقي، كي تستطيع الطبقات الصاعدة ان تؤدي أدوارها التاريخية. ورأى ماركس ان الاستغلال الطبقي هو خاصية تلازم جميع المجتمعات الطبقية والرأسمالية بشكل خاص. وفي ميدان الاقتصاد السياسي جرت دراسة الظروف التي تتم في داخلها عملية انتاج الخيرات المادية وخاصة النشاط الإنساني في عمليات الانتاج والتوزيع. وهناك شبه اتفاق على ان الجهد الأكبر الذي بذله ماركس هو في تحليل المجتمع الرأسمالي من كافة جوانبه والذي مازال سائدا لغاية القرن الحادي والعشرين في كتابه (رأس المال). وتتوفر عدة ترجمات عربية له.

والمصطلح الاخر هو الماركسية الأرثوذكسية والتي أصبحت تطلق على الكتابات التي كان هدفها توضيح ما أعتبر غامضا في نتاجات ماركس الفكرية والاقتصادية في مرحلة الأممية الثانية ولغاية نهايتها (1889- 1916) وبهدف الترويج لها في الوسط اليساري الأوربي خاصة في قضايا فلسفية كالمادية الديالكتيكية والتاريخية. ومن ابرز رموزها الألماني كارل  كاوتسكي( 1854-1938)  و الروسي جورجي بليخانوف (1856-1918) اللذين اهتم القائد الثوري الروسي  فلاديمير اليتش اوليانوف الشهير باسم لينين (1870-1924) بدراسة اعمالهما ونقدها بشكل حاد. ويعتبر ما عرف باللينينية كونه الشكل الروسي للماركسية الأرثوذكسية. وحيث تم النظر الى الماركسية كعلم شامل قادر على تحليل

و تفسير كافة الظواهر الاقتصادية والاجتماعية والطبيعية. وركزت على شرح وتطوير المفاهيم الفلسفية، وأيضا ديالكتيك البنية التحتية والفوقية. أما في واقع الامر فقد عرفت الماركسية تنوعا في الطرح الفكري كما حدث مثلا في فترة السنوات العشر الأولى بعد انتصار ثورة اكتوبر. اما منظرو هذه المدرسة فيعتبرون المرحلة التي عرفت بالستالينية الممثل للفكر الماركسي في سياق نظريات حول الأنظمة الشمولية. وعقدت مقاربات سطحية حول التماثل بين النظام الاشتراكي والنظم الفاشية وقد ظهرت في نتاجات كتاب السبعينات

و الثمانينيات من القرن الماضي في أوج الحرب الباردة.

ومن المفاهيم الأخرى التي سادت في الاعلام وكتابات بعض النخب الثقافية هو ما سمي “الماركسية المبتذلة” والذي اطلق على الاتجاه الذي ينفي مصداقية التطور والارتقاء على صعيد التطور التاريخي المجتمعي وحتمية تناقضات النظام الرأسمالي وانهياره التي تؤدي الى انبثاق النظام الاشتراكي أو رفض دور الوعي الزائف في إعاقة تطور النشاط الاجتماعي الثوري، وأيضا في رفض أولوية النضال السياسي وعلاقته بالنضال الاقتصادي المطلبي. والملاحظ ان جميع هذه المفاهيم ذات علاقة نظرية مباشرة بمتطلبات تغيير المجتمع ثوريا تجاه الأفق الاشتراكي.

وهناك مصطلح أخر  شاع  بعد  عشرينيات القرن الماضي والذي نشط في فترة تم توصيفها انفتاح الفكر الماركسي الكلاسيكي على الأنشطة الثقافية الأخرى في مجالات علم الاجتماع والادب والفن والتحليل النفسي. ومن ابرز رموز هذا الاتجاه المفكر جورج لوكاتش (1985-1971) وهو كاتب وناقد وزير للثقافة بعد احداث 1956 في المجر. وكان مفكرا شيوعيا حظى بشعبية واسعة في الأوساط الثقافية الأوروبية في ستينات القرن الماضي، وعرف بتصديه للمقاربة الستالينية للماركسية وأيضا مقالاته حول الرواية والادب. وقد نشر مقالة في 1919 بعنوان “ماذا تعني الماركسية الأرثوذكسية” وهي جزء من كتابة المعروف “التاريخ والوعي الطبقي” نظر فيها الى الماركسية لا ككتابات مقدسة بل يجب اخضاعها للنقد والتحليل. وأشار أيضا الى عدم  وجود اتفاق حول ماذا تعني الماركسية ومن هو الماركسي بالتحديد. وقد منعت عضويته في الحزب الشيوعي المجري (عدا المشاركة في بعض الورشات الفكرية ) في مدرسة فرانكفورت للبحوث الاجتماعية، وهي المدرسة النقدية  التي تأسست في 1923 في المانيا، وتأثرت بالفكر الماركسي في سنواتها الأولى الا انها كانت خارج تنظيم الاممية الثانية ويطلق احيانا على توجهاتها الفكرية “الماركسية الغربية” تمييزا لها عن الماركسية الروسية. وجاء التأثير الماركسي بفعل دور مديرها الأول كارل كوتنبرغ وممولها  فيلكس فيل (1898-1975) وهو في حقيقته التأثر باتجاهاتها المتصارعة في بدايات القرن الماضي. لا ان ذلك تبدل  بعد أن تبوأ ماكس هوكهايمر(1895-1973) منصب المدير وادورنو (1903-  1969) منصب نائبه. وبسبب الاضطهاد الفاشي في سنوات هتلر وكون اغلبية رموزها من مثقفين ذوي اصول يهودية انتقل المعهد الى جامعة كولومبيا حتى 1949 ثم عاد الى فرانكفورت. وقد حظت هذه الافكار بشعبية في الستينات وخاصة في فترة الانتفاضات الشبابية في أوروبا، وداخل ما سمي بحركة اليسار الجديد، حيث برز اسم هربرت ماركوزه (1898-1979).

كما تجلت الخصوصيات المناطقية، فمثلا في أمريكا شاع مصطلح الماركسية السوداء والتي سعت الى تطبيق الأفكار الماركسية على الاضطهاد العنصري، وفي يوغوسلافيا تيار الماركسية التطبيقية، وفي فرنسا البنيوية في اعمال ألتوسير(1981-1990)،  في بريطانيا برز اتجاه الماركسية والنسوية ومدارس عديدة أخرى بمسميات مختلفة كالتحليلية والإنسانية والمنفتحة. كما ظهرت في اسبانيا “الشيوعية الأوروبية”.

السائد في هذه الاتجاهات الفكرية هو النخبوية لأنها انتشرت في أوساط المثقفين والاكاديميين ومعاهد الأبحاث الغربية، ولم يكن لها تأثير ملموس في الاحداث السياسية وانشطة اليسار الجماهيرية، ماعدا أوروبا في نهاية الستينيات نتيجة الازمة المجتمعية والاقتصادية العميقة، حيث تبنت أوساط من الحركات الشبابية   أطروحات ماركوز التي كانت تروج لها أجهزة الاعلام الرسمية. وقد فشلت بسبب عدم وجود رؤية واقعية عملية للتغيير وخلوها من الأدوات التنظيمية الضرورية لتحقيق ذلك. والملاحظ ايضا ان قائمة التوصيفات الماركسية طويلة. فمثلا ضمت الماركسية السوفيتية او التروتسكية والكثير غيرها. وكانت اطروحات هذه المدارس يلغي بعضها الاخر.

ومع الاتفاق التام على ان الماركسية بعد ماركس لم تتكامل، وان كل شيء في تغير وتحول، وان مناهج دراسة العلوم الطبيعية والاجتماعية أيضا في تطور مستمر ارتباطا بالقفزات السريعة التي رافقت تطور العلوم والمعارف المادية والثورة العلمية والرقمية. فالمنظور الجدلي يتبنى ويتفاعل مع هذه الظواهر والمتغيرات. وينظر الى الماركسية كمنهج لتحليل الظواهر الطبيعية والاجتماعية والى تطور الفكر الماركسي كعملية مستمرة وصيرورة تغتني من معارف وعلوم القرن الحادي والعشرين بشرط ان تبتعد عن النخبوية وان ترتبط بالنضال السياسي والاقتصادي والفكري من اجل تغيير المجتمعات ثوريا وبأفق اشتراكي.

*************** 

أحلام وكوابيس الطبقات الوسطى العالمية

أحلام جنوبية

غوران ثيربورن*

كان لنهاية قرن الطبقة العاملة أساس اقتصادي تجلى في التراجع عن التصنيع والأمْوَلة المتسارعين في بلدان المركز الرأسمالي؛ وثمة عامل سوسيولوجي إضافي، وإن يكن مواربا، هو التفكك الاجتماعي الذي نجم عن ثورات ١٩٦٨ الثقافية. على أن هذه كلها لم تؤذن بسرعة بفجر وليد للطبقة الوسطى. لما كانت النيوليبرالية الغربية حساسة ضد أي نوع من أنواع الخطاب الطبقي، آثر المعادون للشيوعية في أوروبا الشرقية أن يسموا أنفسهم «مجتمع مدني» مع أنهم كانوا ينسبون لأنفسهم خصائص الطبقة الوسطى عندما يكونون في السلطة.(10) ومع أن فكرة الطبقة الوسطى ولدت في الغرب، كما يلاحظ هوبزباوم، إلا أنها بُعثت حيّة في الشرق والجنوب(11) خلال ثمانينيات القرن الماضي، فقد «اكتشِفتْ» الطبقة الوسطى في شرق آسيا المحافظة بما هي نتاج النموّ الاقتصادي المتسارع في «النمور الأربعة الصغار»: تايوان وكوريا الجنوبية وسنغافورة وهونغ كونغ.(12). كانت الطبقات الوسطى تبرز بما هي قوة سياسية لا يستهان بها في المنطقة، تلعب أدوارا مركزية في الحركات الشعبية العريضة التي قضت على الدكتاتوريات العسكرية في سيئول وتايپاي.

في الصين، مضى المصطلح في مسيرة عسيرة قبل أن يلقى القبول. في الثمانينيات، كان الاهتمام الأكاديمي بالطبقة الوسطى مستوحًى إلى حد ما من الماركسية الأميركية الجديدة التي مثّلها أريك أولين رايت وزملاؤه. على أن العقيدة الرسمية ما لبثت أن نظمت هجومها المضاد بعد أحداث ساحة تيانانمين، العام ١٩٨٩. وكما يقول عالم اجتماع مشهور باتّباعه الخط الرسمي: لم يكن بإمكان الصين الاشتراكية أن تسمح لـ«الطبقة الوسطى» بالظهور، لأن ذلك سـ«يقلب نظامنا الاشتراكي رأسا على عقب». فبينما نظرية الطبقة الوسطى في الغرب «قد وُجدت للتغطية على قضية الصراع الطبقي»، إلا أنها في الدول الاشتراكية «تقسم صفوف البروليتاريا وتفصل رجال الأعمال والمثقفين عن البروليتاريا وتشكل قوة تخريبية». على أنه، بعد فترة من الصمت، أعيد فتح النقاش عن الطبقة الوسطى. وفي العام ٢٠٠١ كانت المحاجّة التي تقول «إن الطبقة الوسطى هي، في جميع البلدان، أهم قوة للحفاظ على الاستقرار الاجتماعي» قد حققت انتصارا حاسما. فهذه الطبقة حاجز بين الطبقات العليا والفقيرة، وهي حاملة الأيديولوجيات المعتدلة والمحافظة، وهي القاعدة لسوق استهلاكي عريض ومستقر.(13) وقد رأى العديد من الأكاديميين الصينيين في القرن الواحد والعشرين أن الطبقة الوسطى هي أيضا مثال لنزعة المساواة، ومفتاح لبنية اجتماعية «لها شكل الزيتونة».(14) أما التغير المفهومي الفييتنامي لمرحلة بعد الشيوعية فقد اختزله نائب رئيس الوزراء هوانغ ترونغ هاي، بقوله «إن أبناء الطبقة الوسطى الشباب سوف يشكلون القوة الدافعة في آسيا»، مشيرا إلى «وصول مليار مستهلك إضافي من أبناء الطبقة الوسطى» [إلى الأسواق]. قبل ثلاثين عاما، كان سلفه سوف يشير إلى الطبقة العاملة على أنها هي تلك القوة الدافعة(15).

كان للحلم بطبقة وسطى جديدة في الجنوب الكوني إطار آسيوي أولاً بأول. صاغته وروّجت له شخصيات في مدار البنك الدولي، مدعومة بهيئات استشارية لرجال أعمال ومديري مصارف استثمارية. وظهرت الطبقة الوسطى مطلع الألفية، خلال «العصر الذهبي»، عصر الرأسمالية المعولمة وتعهيد الأعمال لمصادر خارجية. وكما أشرت أعلاه، أعيدَ اكتشاف الطبقة الوسطى في الشرق خلال ثمانينيات القرن الماضي على أيدي علماء اجتماع مشغولين بتغير البنى المهنية والتشكيلات الطبقية ومهتمين بآثارها الاجتماعية والسياسية. بالمقارنة، كانت نزعة الانتصار الجديدة تكاد تنحصر بالاستهلاك. كانت «الطبقة الوسطى» تعني كل من يملك بعض المال لينفقه. ثم صار المعنى ينطبق بعد قليل على الذين تجاوزوا خط الفقر، حسب تعريف خطوط الفقر الوطنية الرسمية.(16) الفكرة التي تقول إن الطبقة الوسطى تبدأ فيما يتجاوز العشرين بالمائة الأفقر من السكان – ويكون هؤلاء من فئة مدقعي الفقر في البلدان الفقيرة – تلقّت الدعم عام ٢٠٠٠ في دراسة نافذة لوليام إيسترلي، وهو من أنصار فريدريش فون هايك المتعصبين يعمل في البنك الدولي. في دراسة «توافق الطبقة الوسطى والتنمية الاقتصادية»، حاجج إيسترلي أن اللامساواة المتمثلة في حصة ثلاثة أخماس السكان الأدنى دخلاً – التي سماها «الطبقة الوسطى»، من دون أن يقدم حججا لدعم ذلك – تشكل عائقا أمام التنمية. (17) لذا فإن توسع الطبقة الوسطي بات موازيا لتقلص الفقر – وهو رابط مفهومي يربط مشاغل اقتصاديي التنمية عن خفض عدد الفقراء مع مصالح مستشاري رجال الأعمال الباحثين عن أسواق جديدة.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

هوامش

10.Nikolai Tilkidjiev, ed., The Middle Class as a Precondition of a Sustainable Society, Sofia 1998.

11.Cf. Marcus Gräser, “The Great Middle Class” in the Nineteenth-Century United States’, in Christof Dejung, David Motadel and Jürgen Osterhammel, eds, The Global Bourgeoisie, Princeton 2019.

12.See Hsin-Huang Michael Hsiao, ed., Discovery of the Middle Classes in East Asia, Taipei 1993.

13.Li Chunling ‘Changes in Theoretical Directions and Interests of Research on China’s Middle Class’, in Li, ed., The Rising Middle Classes and China, Beijing 2012, pp. 6–8.

14.Jean-Louis Rocca, ‘Political Crossroad, Social Transformation and Academic Intervention: The Formation of the Middle Class in China’, in Li, The Rising Middle Classes and China, p. 36. Cf. Li, ‘Changes in Theoretical Directions’, p. 8.

  1. كان هاي يتكلم في «المنتدى الاقتصادي العالمي في شرق آسيا».
  2. في العام ١٩٩٠، رسم البنك الدولي «خط فقر» عند مبلغ ٣٧٥$ سنويًّا بناءً على أسعار العام ١٩٨٥ الثابتة، وما لبث أن شاع تحت عنوان «دولار واحد في اليوم». يبدأ الفقر المدفع تحت ٢٧٥$ في السنة، وهو يعادل سقف الفقر الهندي الرسمي. World Bank, World Development Report 1990, Oxford 1990, p. 27.

17.William Easterly, ‘The Middle-Class Consensus and Economic Development’, World Bank Working Paper no. 2346, May 2000.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* أستاذ علم اجتماع سويدي، يدرّس في جامعة كمبريدج، إنكلترا. له عدة مؤلفات عن البنية الطبقية للمجتمع ووظائف أجهزة الدولة والأيديولوجيا ومابعد الماركسية

*مجلة “بدايات” – العدد 35 – 2022

*****************

الصفحة الحادية عشر

اتحاد الادباء في مؤتمر السرد الرابع

على مدى اليومين الماضيين، اقام اتحاد الادباء والكتاب في العراق، مؤتمر السرد الرابع/ دورة القاص التقدمي الراحل جليل القيسي.

فعاليات المؤتمر أقيمت في قاعة مؤسسة “نخيل عراقي” وتضمنت 15 شهادة و 14 دراسة و 8 قراءة سردية، و 8 أبحاث في السردية العامة.

ويأتي انعقاد هذا المؤتمر في ظل ظروف بالغة التعقيد، حيث تغيب الأنشطة الثقافية – الا في حدود رسمية ضيقة – مثلما لا نجد حضوراً للإدارة الثقافية.

مؤتمر السرد.. بعطائه الرصين وتنظيمه اللافت وتضييفه عدداً من الادباء العرب والأجانب، وإعادة طبع مجموعة قصص جليل القيسي “زليخا.. البعد يقترب) وطبع الشهادات والدراسات في كتاب “هو الذي روي كل شيء” تزامناً مع انعقاد المؤتمر، كلها مؤشرات على العطاء الثر الذي حرص منها الاتحاد على ان يكون طليعياً في عمله ورفده لكل جاد وجديد في الثقافة والمعرفة والابداع.

****************

سالم الدباغ المجرب والمبدع الكبير

د. معتز عناد غزوان

يعد الفنان الموصلي الرائد سالم الدباغ احد اهم مؤسسي فن الكرافيك في العراق الحديث، اذ كانت لتجاربه الابداعية والريادية دورها الرئيس في تطوير الفن التشكيلي العراقي بشكل عام وفن الكرافيك بشكل خاص. تميز الدباغ من خلال اسلوبه المتفرد في الكشف عن مضامين الانتماء في الكشف عن التجربة العراقية بالترميز والعلامات والاشارات التي لغزها وشفرها في معظم اعماله الابداعية لأكثر من نصف قرن من الزمان.

لم تكن تجاربه مؤثرة وبارزة في الساحة التشكيلية العراقية والعالمية من خلال الاسلوب حسب، بل من قدرته العالية في ميدان التجريب الذي كانت له محاولات ليست بالقليلة كماً وبالجديدة نوعاً، بل استطاع ان يقدم مشهداً بصرياً متجرداً فاعلاً ومؤثراً. اذ تأثر بكبار رواد التشكيل العراقي امثال جواد سليم وفائق حسن وخالد الرحال وغيرهم من اساتذته في معهد الفنون الجميلة ببغداد حيث كان متأثراً بهذا الرعيل الاول والمهم من الفنانين الرواد، كما تأثر بأستاذه في اكاديمية الفنون الجميلة آنذاك ورائد فن الكرافيك في العراق البولوني (ارتموفسكي) الذي وضع اسس فن الكرافيك في قسم التصميم بكلية الفنون الجميلة جامعة بغداد.

تميزت تجاربه الاولى بتقسيم فضاء اللوحة الى اربعة ارباع وزع عليها الكتل الهندسية والاشكال المختلفة وبتضادات لونية مثيرة ولاسيما ما بين الابيض والاسود حيث تميزت معظم لوحاته بتلك العلاقة المتضادة الجميلة ما بينهما، وكأن تلك التقسيمات تذكرنا بتجارب الفنان العالمي التجريدي (بيت موندريان). وقد تطورت مهاراته بشكل متحول وجديد في دراسته العليا لفن الكرافيك في البرتغال حيث حصل هناك على درجة الدبلوم العالي وبدرجة الشرف، استعمل ايضا العديد من الاشكال الهندسية الاخرى كالمثلثات والمستطيلات والخطوط الداكنة والغليظة او الاخرى الرفيعة والباهتة وكأنه يشير الى صراع ما بين قيمتين متضادتين لونياً وشكلياً وحجمياً، ولابد من الاشارة بشكل مركز الى تلك التجارب الكرافيكية المهمة في تجسيده للتكوينات المربعة الشكل التي كان يوزعها بشكل متتابع حجمياً او تنتشر بعشوائية في الفضاء، او بتكرارات ذات ايقاعات بفترات منتظمة احيانا، او غير منتظمة في احيان اخرى.

نظر الدباغ الى الانسان بوصفه كائناً قلقاً غير مستقر وفي حالة بحث دائم في عوالم لا تحدها حدود او ترسمها حافات فضاء تشكيل لوحاته، فلأنسان احيانا في حيرة وتشظي وسابح في الفضاء او في داخل المربع محاصر لا يعرف الفرار من قدره المحتوم... وفي خطاب كرافيكي بصري اخر يبين لنا الدباغ صراعاً حتمياً ما بين شخصين مختلفين في حالة صراع وكأنه يعبر عن ثنائيات متنافرة، كالحياة والموت، الخير والشر، الحب والكراهية... وكأن الزمان اصبح متوارياً خلف تحولات غامضة لا يستطيع التعبير عنها الا من خلال حركة تلك الكتل البشرية بين تلك التكوينات الهندسية التي يعبر فيها بظل متحرك ومختلف ومتنوع بين مربع واخر بإيقاع يوحي بالزمن المستمر غير المنتظم في حركة اشكاله، وكأنها دورة القمر من الهلال الى الهلال... استطاع سالم الدباغ ان يقدم لنا تجارب جديدة في اعماله الكرافيكية المعاصرة وصفها العديد من نقاد الفن التشكيلي بانها نقطة تحول هائلة ومحاكاة جديدة للعناصر والاشكال والتكوينات المختلفة في اللوحة المعاصرة، اذ استعمل فن الكولاج او التلصيق وادخال هذا الفن كتقنية جديدة في بناء اللوحة الجديدة او بناء الشكل الجديد كما فعل (موندريان) في نظريته المهمة التي اطلق عليها “بالقولبة الجديدة” او “اعادة بناء اللوحة”. كما ادخل الالوان في لوحاته بعد ان اقتصرت على قيمتين الابيض والاسود، اذ بدأ يضع لنا الواناً متضادة وبأشكال جديدة لونها بالألوان الحمراء والزرقاء وبعض التدرجات اللونية الاخرى وبأطراف لا تأخذ حيزاً كبيراً في فضاء اللوحة التي بدأت تتسع وتكبر حجماً في تكويناتها وطبيعة تلك العلاقات الشكلية واللونية. رحل الفنان سالم الدباغ في الخامس من كانون الاول الحالي وهو صاحب التجربة العميقة والمؤثرة في الحركة التشكيلية العراقية المعاصرة تاركاً خلفه ارثاً وأثراً بالغ الاهمية للأجيال القادمة ، هي تجربة جديرة بالبحث والدراسة والتأمل.

*****************

سالم الدباغ التجديد والمنفى

رعد كريم عزيز

يشكل الراحل الفنان سالم الدباغ ١٩٤١- ٢٠٢٢ مع جيله الأخاذ بنصوع تجربته في سباق محموم مع الزمن وهم في قمة الشباب وحيويته فضلا عن التميز منذ العروض الاولى وتجاوز الرسم الواقعي بحرفيته الجامدة القابلة للتقليد لذا عرف بأنه رسام تجريدي في مغامرة عراقية مع مجموعة “المجددين” عام ١٩٦٥حيث تألفت جماعة المجددين من علي طالب وصالح الجميعي وطالب مكي ونداء كاظم وفائق حسن وصبحي الجرجفجي وطاهر جميل، شاركوا في  معرض الجماعة الأول على  المتحف الوطني للفن الحديث في بغداد. ثم انضم إليهم في السنة التالية كل من عامر العبيدي وخالد النائب وإبراهيم زاير بجماعة المجددين وشاركوا في المعرض الجماعي الثاني في جمعية الفنانين العراقيين في بغداد. وكانت المجموعة تلاحق الاوضاع السياسية وتعلن موقفها من  نكسة حزيران 1967، حيث شاركت مجموعة المجددين في معرض جماعي للملصقات السياسية بعنوان “مقاومة”  وأعلنوا “انتفاضة” ضد ما أسموه بـ “التقاليد والمفاهيم القديمة”. وفي سنة 1966، نال الدباغ جائزة الشرف من معرض لايبزغ الدولي لفن الأكريليك، في ألمانيا. وفي 1967، كان من بين ثلاثة فنانين عراقيين، إلى جانب هاشم سمرجي ورافع الناصري، اختارتهم جمعية الفنانين العراقيين للحصول على منحة دراسية قدمتها مؤسسة كولبنكيان من أجل متابعة الدراسة في الجرافيك (الحفر)، في محترف غرافورا لشبونة، البرتغال.

سالم الدباغ، الرسام والفنان الجرافيكي المعروف، هو من جيل الفنانين الذين أثروا في تطوّر حركات الفن الحديث في العراق منذ منتصف الستينيات. ولد سنة 1941 ونشأ في الموصل، و درس من 1958 إلى 1961 في معهد الفنون الجميلة/ بغداد، حيث تدرّب على أيدي فنانين عراقيين حداثيين مرموقين، منهم جواد سليم وفائق حسن وإسماعيل الشيخلي وخالد الرحال. بعد حصوله على شهادة الرسم من المعهد، تابع الدباغ تحصيله الفني في أكاديمية الفنون الجميلة في بغداد من عام 1961 إلى 1965 حيث كان من أعضاء دفعة التخرج الأولى. كانت هذه الأكاديمية تضم فنانين حداثيين هما رومان ارتموفسكي من بولندا الذي كان يدرس الحفر والطباعة الفنية، وبوركو لازسكي من يوغوسلافيا، المعروف بلوحاته الجدارية. على الرغم من تدرّبه على التقنيات الفنية الكلاسيكية والواقعية البحتة، تجلت رغبة الدباغ وعدد من زملائه الطلاب في محاولات أولية جريئة لتجريب التراكيب شبه الهندسية والتجريد الفني.

امتاز الدباغ بالمغامرة في تبنيه الفن التجريدي على وفق التراكيب الهندسية مستفيدا من عمق تجربته في فن الكرافيك مع رافع الناصري وهاشم سمرجي وعرضوا لوحاتهم خارج العراق عام ١٩٦٨ في البرتغال وكذلك عام ١٩٧١.لقد كان واحدا ممن شكل علامة في فن الكرافيك العراقي قد مهد لرسوخ هذا الفن في العراق عبر المعارض في جمعية التشكيليين بالعراق وفي يوغسلافيا عام ١٩٦٩.

استلهم الفنان سالم الدباغ من بيئته المعاشة الخيام وبيت الشعر والنساء اللواتي ينسجن تلك الخيام وبدأ مسحورا بالأسود والأبيض وهي الوان الكرافيك ثم ذهب نحو الألوان وإن ظهرت في لوحته وفق النظام الإشاري للون بخطوط مقتصدة تفاجئ عين المشاهد وكأنها كيان دخيل يحاول اختراق الاسود والابيض لإثبات وجوده.

واستطاع الدباغ في سنة ٢٠٠٠ ان يواصل أعماله في الخليج مع مجموعة من الرواد في الفن التشكيلي العراقي من خلال معرض “قرن من الفن الحديث” الذي أقامه  المتحف العربي للفن الحديث، في الدوحة، قطر، عام 2010. برزت أعمال الدباغ في العديد من المعارض والتظاهرات الفنية العالمية، بما فيها معرض “الفن العراقي المعاصر” في دبي سنة 2008، كما أقام العديد من المعارض الفردية في بغداد بين سنتي 1995 و1998.

عمل الدباغ أستاذاً للفن والجرافيك وترأس قسم الجرافيك في معهد الفنون الجميلة / بغداد من عام 1971 حتى 2000. عمل بعد ذلك خبيراً فنياً في دار الأزياء العراقية.

رحل في الغربة بين عمان الاردن واميركا تاركا ارثا مميزا يستحق التوثيق والاشادة عبر دراسات معمقة لفنه العميق والثري.

*************

في «غابة آدم» لشيماء عقيل:

انفال كاظم

يُعد كتاب (غابة آدم) للكاتبة شيماء عقيل هادي،والصادر عن دار أمارجي للطباعة والنشر ٢٠٢٢، من النصوص السردية الوسطية التي تقع ضمن اطار الجنس السردي، فهي تصنف بـ (النوفيلا novella) والتي وصفتها الناقدة الامريكية جوديت لايبوفيتز في كتابها (السرد وغايته في النوفيلا) (تعد النوفيلا  novella شكلاً ادبياً مختلفاً يتماثل عرضاً مع الرواية القصيرة،ففي الوقت الذي تقوم فيه القصة القصيرة بتضييق المادة وتقوم الرواية بتوسيعها، تقوم النوفيلا بالدورين معاً وبطريقة تؤدي إلى نوع مخصوص في البنية السردية،أي انه ينتج اثراً مميزاً من الوجهة السردية، اثراً مزدوجاً يجمع بين التكثيف والتوسيع)، صنف الناقد الدكتور محمد الشحات النوفيلا novella عند تقسيمه لأنواع النصوص السردية التابعة للجنس السردي، فقد انطوى الكتاب على ٧٨ صفحة أي اقرب ما يكون للقصة الطويلة او للرواية القصيرة ،  او تسمى بـ (المرويّة) التي أجتهد محمد الرحبي لاقتراح اسمها، بدلاً من (النوفيلا) للكاتب والمترجم، فيقول (المرويّة هي نوع أدبي يتموقع بين القصة والرواية، فإذا كانت القصة قد استقت مسمّاها من تراثنا العربي، بالنظر إلى مسار القصة والقصاصين، والرواية، بالنظر إلى الراوي وما يقول مع ترك عدد الكلمات مفتوحا، على ألا يقل عن ثلاثة آلاف كلمة، ولا يزيد عن عشرة آلاف، لأنّه من دون العدد الأول من الكلمات، سيقترب النص من البيت الصغير  للقصة، وإن زاد عن العدد الثاني سيجنح نحو بيت الرواية الواسع، بينما بيت (المرويّة) مكانه بين هذين البيتين، وهو جارٌ للنوعين، لأنه من جنسهما السّردي)، وقد وصف يوسف أبو لوز النوفيلا على انها ( فن جذوره واصوله ليست عربية كما هو شأن جذور واصول الرواية في شكلها السردي الحديث، وان كان من إضافة على تعريفات قراء النوفيلا من كتاب ونقاد، فيمكن القول انها لاتقع في اطار سردي معقد يعكس تعقيد شخصيات الروايات الكبيرة ففي العادة تتمحور حول شخصية واحدة هي محور هذه القصة الطويلة او الرواية القصيرة) … … ومن كل ماذكر أعلاه من جدال نجد إشكالية واضحة حول تصنيف السرود النصية الوسيطة (النوفيلا اوالمرويّة) وموقعها بين القصة بأنواعها والرواية، تمثلت هذه النوفيلا التشويق والإثارة بدءاً من عتبة العنوان (غابة آدم)، والتي كانت بمثابة احجية او لغز يصعب على القارئ حله او فهمه إلا بعد الولوج إلى أعماق السرد والتوغل به، تدور القصة حول شخص يدعى (آدم) وهو الشخصية المحورية التي تتمحور حولها كل الاحداث، اذ لا يستطيع القارئ ان لا يتتبعها عن كثب  او ان يصرف عنها اهتمامه، (لم تكن حياته مليئة بالأحداث والمغامرات وتكاد تخلو من المفاجآت بشقيها السعيدة والحزينة) … (اما عن علاقته بوالديه فكانت عادية للغاية، لم تكن بمشاعر عاطفية جارفة ولم تكن باردة ايضاً) … (لا يتمتع بأي ميزة تفرقه عن غيره ولم يكن المال والثروة والحظ من حلفاءه) كما جاء وصفه من قبل الكاتبة،و التي قدمته بالطريقة التقريرية (المباشرة) للقارئ خلال السرد، كما وصفها شريبط (هي الطريقة الأبسط في عرض الشخصية،تتركز على تصوير الملامح الخارجية الظاهرة للشخصية اولاً، ومن ثم يقوم بوصف مشاعرها واحاسيسها بأسلوب صريح، تتكشف فيه الشخصية وافكارها اعتماداً على حاجة القصة وموضوعها، وطبيعة الشخصية والهدف القصصي الذي رسمه القاص)، وعلى لسان الراوي العليم بكل شيء، كلي المعرفة وكلي الوجود، والذي هيمن صوته المتكلم (بضمير الغائب) على السرد من بداية القصة حتى نهايتها ، فالراوي العليم كما يصفه الدكتور محمد عزام (وهو يحول بين القراء والعالَم الروائي، فلا يجعلهم يرون إلا ما يريهم هو إياه، ولا يعلمون إلا ما يريدهم أن يعلموه، أما الشخصيات فتقوم بفعل الأحداث دون أن تعلم المصائر المجهولة التي تنتظرها، لأنها لا ترى إلا ما تقع عليه عيونها فقط، فهي مخلوقات محدودة العِلْم والخبرة، وأما الراوي فهو القوة الخارقة التي تُكشف أمامها الحجب)،و قد استخدمت الكاتبة زاوية الرؤية السردية (التبئير) من الداخل او من الخلف، وكما وصفه شجاع مسلم العاني (حيث يعرف الراوي كل شيءعن الشخصية فيختار بعداً من الابعاد الثلاثة داخلي لو خارجي او اجتماعي لكي يقدم الشخصية من خلالها وبحسب موضوع القصة وحاجة الشخصية كي تظهر بمظهرها المقنع الصحيح)، رغم إن آدم كان شخصاً عادياً وأقل من العادي ربما عندما يتعلق الأمر بالتحصيل الدراسي والعمل والسكن والزواج والحظ وكل ما يخص حياته الاجتماعية، إلا ان ماحدث معه لم يكن عادياً فقد عاش كابوساً وهو في عقر داره وبين اهله، وكل من حوله قد ساهم بطريقة او بأخرى للإيقاع به في شرك الجنون والهلوسة والمرض النفسي، فالبعض دفعهم جشعهم وحبهم للمال لتمثيل الدور مثل (سارة) زوجته،والبعض تم إيهامهم بأن مصلحة آدم تقتضي تركه والابتعاد عنه مثل (والديه)، لتمثيل مسرحية لاإنسانية تترأسها طبيبة نفسية،افعى بقناع طبيبة مهووسة بخلق مرضى نفسيين يليقون بتجاربها وخططها

القذرة وبمساعدة زميلين لها في معهد البحوث والدراسات النفسية على اختيار آدم كوسيلة لإجراء تجربة نفسية فريدة من نوعها بعد اخضاعه للتنويم المغناطيسي، واخذ كل الإجابات المطلوبة لاسئلتها الوعرة وفرض سيطرتها الكلية عليه، يمر آدم بسلسلة قاسية من التقلبات النفسية واخضاعه لمؤثرات عقلية ونفسية وضغوطات لاتحتمل وايهام مستمر ودس المسكنات في طعامه وتشويش الذهن  والمراقبة ،كل شيء دفعه للانهيار والاستسلام التام، لينتهي الامر به الى الانتحار وفشل الخطة وتحطيم طموحات الطبيبة بكلمات آدم التي خطها بدمه (كلكم مزيفون)، فهذا كان بمثابة دليل قطعي على ان كل محاولاتها بالايهام والايقاع به في الجنون باءت بالخذلان، ويخرج آدم من هذه الحياة بلا ثمن ولا أهمية ولاحقوق ولامستقبل،مجرد رقم ينتهمي لمصير مجهول،حاله حال الكثير من ضحايا الفقر والجوع والمرض والحاجة…من المثير للاهتمام ان الكاتبة استطاعت جذب انتباه القارئ من السطر الأول وتمكنت من ايهامه بنفس السلطه التي اوهمت بها آدم، فقد يظن لوهلة ان كل ما يمر بآدم من تحولات نفسية هي ضرب من ضروب الواقع، وتبقى على هذا الحال بسحب القارى للتوغل أكثر وأكثر الى داخل السرد ويلاحق الاحداث للامساك بخيط الحقيقة الذي تارة يظهر وتارة يتلاشى حتى اخر صفحة، باسترسال رشيق و اسلوب سلس ولغة تخلو من الاسهاب والحشو الزائد والثرثرة والابتعاد عن الشاعرية المفرطة وانتهجت الكثافة التعبيرية المبسطة… 

وكما ذكر كه يلان محمد (آلية السرد في النوفيلا تتصف بالرشاقة في الحركة،والخفة في العرض فأن مايتم التعويل عليه ليس الاسترسال في سرد التفاصيل،انما التمكن من جعل المادة السردية في بؤرة الحدث، كما ان الكثافة التعبيرية من الخصائص المميزة للغة النوفيلا،ولا يستخدم الحشو والاسهاب في وصف تركيبة النص)،عند التعمق في قصة آدم وما حصل معه من احداث وما واجهه من مؤمرة كبرى تستهدف حياته وراحة باله وحريته وابسط حقوقه التي باتت من المستحيل تحقيقها، نجد انفسنا امام ابعاد اجتماعية وسياسية كبيرة، فالتاريخ الإنساني مثقل بمثل هذه الوقائع والجرائم اللاإنسانية التي تستهدف الانسان ووعيه وادراكه وعقله المتفتح،فأكثر ما يخيف الدول وحكوماتها العتيدة هو شعب متفتح يستوعب حقوقه وينبذ العبودية بأي شكل من الاشكال، تستعرض الكاتبة في نهاية الكتاب مجموعة من الكتب مع نبذة مبسطة عنها، فهي بمثابة المرآة التي تعكس جوهر قصة آدم وما ارادت البوح به للقارئ من أفكار ومعلومات، مثل كتاب المؤلف جورج ويلز خبير العلوم السلوكية في سراديب علم النفس الخفية،و كتاب (كيف تصنع مريضاً نفسياً) وكتاب (مقالات في العبودية) للكاتب الفرنسي إيتان دولا بوسي، وعرض بعض الأمثلة من مختلف الثقافات ،وبعض المقولات لفلاسفة مثل نيتشه،وكتاب مثل نجيب محفوظ و دوستويفسكي تصب في مجرى هذا الموضوع والنكبات والمشاكل والضغوطات النفسية التي يختبرها البشر على مر العصور وتحت سلطة الحكومات والمجتمعات والحروب اللاانسانية فهذا ماتريده الدول العميقة،واخيراً تخاطب الكاتبة القارئ ببعض الكلمات التي تعلق في الذهن (انها بالفعل غابة بكل ماتحويه من وحوش مفترسة،ادم كان الفريسة،اصبح موته ثمناً لحرية روحه،وكي لاتجد نفسك في الفخ عليك ان :تفتح عينيك وتستمع لقلبك وتتبع احساسك…) ان اختيار اسم الشخصية والذي ثبت على عتبة العنوان (غابة آدم) يحمل قصدية نوعاً ما فآدم هو كل إنسان انسل من سلالة آدم على الأرض…

********************

 الصفحة الثانية عشر

ندوة في اليوم العالمي لحقوق الانسان

اوقفوا مجزرة الحقوق والحريات الدستورية!

بغداد – طريق الشعب

احتضنت قاعة منتدى “بيتنا الثقافي”  ظهيرة امس السبت، ندوة في مناسبة الذكرى الـ ٧٤ لصدور الاعلان العالمي لحقوق الانسان في العاشر من كانون الاول سنة 1948.

وقد اقيمت الندوة بمبادرة من البيت بالتعاون مع تحالف المادة 38 الدستورية، وتحت عنوان “ضمانات حرية التعبير في مشاريع القوانين”. وتحدث فيها كل من الامين العام للتيار الديمقراطي العراقي المحامي زهير ضياء الدين، والحقوقي والناشط في حقوق الانسان محمد السلامي، وادارتها السيدة ايسر الجرجفجي.

وحضر الندوة حشد من المعنيين والنشطاء والمثقفين والمواطنين الآخرين.

وركز المتحدثان في مداخلاتهما بوجه خاص على مشروعي قانوني جرائم المعلوماتية وحرية التعبير، اللذين تسعى القوى المتنفذة هذه الايام جاهدة الى تمريرهما في مجلس النواب.

واشارا في ملاحظاتهما الى الانتهاك السافر للدستورالذي ينطوي عليه المشروعان، والذي سيجعلهما في حالة المصادقة عليهما من قبل البرلمان، قيودا اضافية على حرية التعبير والحق في الحصول على المعلومات.

ونبّه المحامي ضياء الدين الى ان مشروع قانون حرية التعبير المطروح “عقابي شديد” ، وانه يتضمن 21 مادة عقابية من اصل 31 مادة يحتويها.

واوضح الناشط السلامي من جانبه ان الديمقراطية لا تعني الانتخابات فقط ، بل تعني ايضا حق الحصول على المعلومة وسيادة القانون وحرية التعبير. لذلك فان قانون حرية التعبير ركن من اركان الديمقراطية.

وقال ضياء الدين والسلامي ان مشروعي القانونين سيكونان اذا جرى اقرارهما في البرلمان، بمثابة “ سيف مسلط على المواطنين” ، وسيتسببان في “مجزرة للحقوق والحريات” واولها حرية التعبير عن الرأي والحق في التظاهر السلمي.

 وشدد المتحدثان والمتداخلون من بعدهما على دعوة الرأي العام والمنظمات المدنية والحقوقية والمستقلين من اعضاء البرلمان، الى توسيع وتصعيد الضغط الشعبي والبرلماني لوقف اقرار مشروعي القانونين، نظرا الى ما يتضمنان من خرق فاضح للدستوروتجاوز على الحريات العامة وحقوق الانسان.

***************** 

الرفيق حسن مدن

في مقر الحزب الشيوعي

بغداد - طريق الشعب

زار الرفيق حسن مدن، الشخصية القيادية في المنبر التقدمي في البحرين، امس الاول الجمعة، مقر اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي في بغداد، حيث كان في استقباله عدد من الرفاق القياديين في الحزب.  وقد شهد اللقاء الحميم ترحيبا حارا بالضيف العزيز، وحفل بمشاعر الود الرفاقي المتبادلة. وجرى في أثنائه تبادل للمعلومات والآراء في شأن الاوضاع في البلدين وفي المنطقة وتطوراتها وآفاقها، وفي خصوص عمل ونشاط الحزبين الشقيقين وعلاقات التعاون والتضامن النضاليين المديدين التي تربط بينهما وتشدهما الى بعضهما.

الجدير بالذكر ان الرفيق حسن مدن حلّ في الايام الماضية في بغداد بمناسبة افتتاح معرض العراق الدولي للكتاب. وقد تحدث في ندوة بعنوان “ الواقع العربي المأزوم – الثقافة وتمثلاتها” اقيمت الخميس الماضي في احدى قاعات المعرض، وننشر على الصفحة الرابعة لعددنا هذا تقريرا عنها.

 ******************

تبنّت علاج عدد من الأطفال

بعثة «أطباء بلا حدود»

 تزور «مكتبة الطفل»

بغداد – طريق الشعب

زار وفد من بعثة “منظمة أطباء بلا حدود” الدولية الإنسانية، الاثنين الماضي، “مكتبة الطفل العراقي” التابعة إلى رابطة المرأة العراقية في مدينة الثورة (الصدر)، لمتابعة الأوضاع الصحية والنفسية للأطفال المنتسبين إلى المكتبة وعائلاتهم. و”أطباء بلا حدود” منظمة طبية دولية إنسانية غير حكومية، تقدّم المساعدات الطبيّة إلى المتضررين من النزاعات والأوبئة والكوارث أو المحرومين من الرعاية الصحية. واطلعت رئيسة البعثة ماري هيلين جوف، التي رافقتها سكرتيرة رابطة المرأة العراقية شميران مروكل والرابطية نضال توما، على الأوضاع الصحية للأطفال، وتبنت علاج بعض الحالات المرضية على أيدي أطباء المنظمة.

ونقلت السيدة ماري حالة مرضية لطفلة تعاني صعوبة في تحريك طرفيها السفليين منذ الولادة، إلى البعثة كي تجري لها الفحوصات وتقدم لها العلاجات المجانية.

كذلك بادرت السيدة ماري إلى متابعة حالة طفل يعاني تشوها في الجمجمة إثر عملية جراحية أجريت له سابقا، على أن يقوم أحد الأطباء في البعثة بمعالجة التشوّه.

وبعد مناقشات بين الزائرات وأمهات الأطفال، جرى الاتفاق على عقد ندوات توعية حول الزواج المبكر وكثرة الولادات ورعاية الحوامل.

هذا وكان في استقبال الزائرات كادر المكتبة ممثلا بمروة فاضل ومها حميد.

 ***************

في سامراء

«تأثير العنف على الفرد والمجتمع»

سامراء – إيمان كاظم

تزامنا مع الحملة الدولية “16 يوما من النشاط لمناهضة العنف القائم على النوع الاجتماعي”، عقد البيت الثقافي في سامراء بالتعاون مع رابطة المرأة العراقية، الثلاثاء الماضي، ندوة بعنوان “تأثير العنف على الفرد والمجتمع”.  حضر الندوة التي عقدت على قاعة “مؤسسة البحتري” للتنمية والثقافة، جمع من الناشطات والناشطين والمهتمين في الشؤون الاجتماعية. 

المدربة وفاء أنور نصيف، ادارت الندوة وتحدثت فيها عن العنف الموجه ضد النوع الاجتماعي، وتأثيره على الفرد والمجتمع، فضلا عن السبل القانونية والاجتماعية لمكافحته والحد منه.

*************** 

اختتام «بطولة شهداء العراق» الكروية

بغداد – طريق الشعب

اختتمت أخيرا في بغداد، “بطولة شهداء العراق” بكرة القدم، التي نظمتها المختصة الرياضية التابعة إلى اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في الرصافة الأولى على ملعب بارك السعدون، بمشاركة عدد من الفرق الشعبية البغدادية.  

وحضر المباريات سكرتير اللجنة المركزية الرفيق رائد فهمي وعضو المكتب السياسي الرفيق عمار البياتي وعضو اللجنة المركزية الرفيق محمود سعدون، إضافة إلى جمع من محبي كرة القدم.

وفي الختام وزع الرفيق رائد فهمي الكؤوس والميداليات على الفرق الفائزة.

**************** 

انقذوا سراي بعقوبة القديم قبل فوات الأوان!

بعقوبة – وكالات

دعت رابطة عراقية معنية بالآثار، إلى ضرورة إنقاذ المباني الأثرية المتبقية في ديالى من الاندثار، مؤكدة أن هذه المباني تتعرض للإهمال منذ عقود.

وقال عضو «رابطة الآثار العراقية» ثامر الزبيدي، أن «وضع مبنى السراي القديم في بعقوبة بائس، وقد تنهار أجزاء من المبنى بفعل الاهمال المستمر منذ عقود، رغم كونه من أشهر المباني الاثرية المتبقية، والتي توثق حقبة تاريخية تصل الى نحو قرنين من الزمان».

وأضاف في حديث صحفي قائلا، أن «المبنى، الذي يضم حاليا مقرات نقابات اعلامية وثقافية ومدنية، لم يحظ بدعم حكومي لصيانته»، لافتا الى ان «حال السراي يرثى له، ما يستدعي تحركا عاجلا لإنقاذه قبل فوات الأوان».

واشار الزبيدي إلى أن «المدينة فقدت عشرات المواقع القديمة منذ  2003 حتى الآن، خاصة البيوت التراثية التي طالتها التجاوزات والبناء العشوائي».

******************

معاً لبناء بيت الحزب.. بيت الشعب

دعماً للحملة الوطنية لبناء مقر الحزب الشيوعي العراقي، تبرع الرفاق والأصدقاء:

-  الرفيق عادل محمد حسن وأصدقائه 360 الف دينار.

- الرفيق ذياب مهدي آل غلام 250 الف دينار.

الشكر والتقدير للرفاق والأصدقاء على دعمهم واسنادهم حملة الحزب لبناء مقره المركزي في بغداد.

معاً حتى يكتمل بناء بيت الشيوعيين.. بيت العراقيين.

***************** 

فيلم عراقي يحصد جائزة ذهبية في السعودية

الرياض – وكالات

فاز الفيلم العراقي “جنائن معلقة” للمخرج أحمد ياسين الدراجي، بجائزة “اليُسر الذهبي” لأفضل فيلم روائي طويل في الدورة الثانية لمهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي في السعودية، والذي اختتم الخميس الماضي في مدينة جدة.

والفيلم إنتاج عراقي، بريطاني، فلسطيني، مصري، سعودي مشترك، وهو من تمثيل حسين محمد جليل ووسام ضياء وأكرم مازن علي وجواد الشكرجي.

وهذه هي المرة الأولى التي يعرض فيها فيلم “جنائن معلقة” في الشرق الأوسط، بعد عرضه العالمي في آب الماضي ضمن مهرجان البندقية السينمائي الدولي بنسخته الـ 79.

وعرض مهرجان البحر الأحمر 131 فيلمًا روائيا طويلا وقصيرا، قدمها مخرجون من 61 دولة.

******************

ملابس للتلاميذ الفقراء في الهندية

الهندية – حسن مهدي

نفذت منظمة الحزب الشيوعي العراقي في قضاء الهندية بكربلاء، الأيام الماضية، مبادرة خيرية تضمنت توزيع ملابس شتائية على التلاميذ من الايتام وأبناء الشهداء والعائلات المتعففة.

المبادرة التي شملت ثلاث مدارس في القضاء، تهدف إلى التخفيف من الأعباء المالية التي تترتب على العائلات الفقيرة عند شرائها ملابس لأبنائها.

وحظيت المبادرة بتقدير واستحسان إدارات المدارس.

*****************

الأنبار تسوّق أولى وجباتها من الفراولة

هيت – وكالات

أعلن مدير دائرة بلدية جبة في الانبار، قطري العبيدي، عن تسويق المحافظة اول وجبة لها من محصول الفراولة، في تجربة هي الاولى من نوعها على مستوى هذه المحافظة. 

وقال في حديث صحفي، أن “مزارعي ناحية البغدادي في قضاء هيت، نجحوا في زراعة الفراولة وتسويق أول وجبة منها، من دون أي دعم حكومي”، مشيرا إلى أن “المساحة المزروعة بالفراولة بلغت أكثر من 100 دونم، وانه من المؤمل استغلال أراض زراعية أخرى في زراعة المحصول بعد نجاح هذه التجربة”.

ونوّه العبيدي إلى أن “نجاح زراعة الفراولة في المناطق الغربية سيكون له أثر إيجابي في استغلال مساحات واسعة من الاراضي الزراعية في زراعة هذه المحصول، خاصة التي تحتوي على مياه جوفية وأجواؤها ملائمة لنجاح هذه الزراعة”.

ولفت إلى أن “عددا من مزارعي الناحية قاموا ببيع اول وجبة من المحصول في الاسواق المحلية، ما لاقوا إقبالا كبيرا من المواطنين، سيما أن أسعار منتجهم أرخص من المنتج المستورد”.

يشار إلى أن مناطق غربي الأنبار كانت قد شهدت تجارب زراعية جديدة عليها خلال الفترة الحالية، منها زراعة محصولي الزيتون والفستق الحلبي.