اخر الاخبار

الصفحة الأولى

 

في اليوم الدولي لمكافحة الفساد.. آفة خطرة ترعاها المحاصصة ويحميها الفاسدون

 

بغداد - طريق الشعب

 

لا يزال ملف مكافحة الفساد في البلاد يواجه صعوبات كثيرة، وتحدياتٍ لا حصر لها، بينما ألزمت حكومة السوداني نفسها بمحاربة هذه الظاهرة والمضي قدما في هذا الملف. وفي خضم هذه التفاصيل المعقدة، يطرح الكثير من المراقبين سؤالا واحدا: هل ستنجح الحكومة في محاربة الفساد، وهي تصطدم بمافيات الفساد المتوغلة في بنية نظام المحاصصة؟

 

اليوم الدولي لمكافحة الفساد

في اليوم الدولي لمكافحة هذه الآفة المدمرة، اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة، يوم التاسع من كانون الاول يوما دوليا لمكافحة الفساد.

وفي تقريرها الدوري، ذكرت هيئة النزاهة العراقية انها تلقت خلال النصف الاول من العام المنصرم، أكثر من 80 ألف ملف يتعلق بالفساد، منها 97 رصدت من صحفيين و1600 ألف حالة عن طريق صندوق الشكاوى، اما التي سجلت عن طريق تدوين افادة فكان عددها “ألف ومائة” شكوى.

ويشير التقرير الى وجود 7739 متهما منهم 240 بدرجة وزير، وذوو درجات خاصة ومديرون عامون ومن بدرجتهم. واحيل منهم تسعون متهما الى المحاكم المختصة.

ونفذت الهيئة أوامر استقدام بحق 4409 متهمين، حضر منهم 179 من هم بدرجة وزير وذوي درجات خاصة ومدراء عامين. وتجاوز عدد المتهمين بحالات الاهمال والتزوير والاختلاس والرشوة وإلحاق الضرر المتعمد بالمال العام، الـ 2000 متهم.

ويشير التقرير إلى أن عدد أحكام الإفراج الصادرة بحق الوزراء ومن بدرجتهم التي اكتسبت درجة قطعية بلغ ثلاثة. بينما وصل عدد أحكام الإدانة بحق اصحاب الدرجات الخاصة والمديرين العامين ومن بدرجتهم الى تسعة أحكام، وعدد الإفراج بلغ خمسة وعشرين.

وكانت الهيئة قد نفذت أكثر من 400 عملية ضبط بالجرم المشهود توزعت بين المحافظات، فيما بلغ عدد المتهمين بالجرم المشهود 378 متهما. وبلغ مجموع الاموال التي استرجعتها هيئة النزاهة الى الخزينة العامة، من خلال صدور احكام قضائية بردها، أكثر من 2 تريليون دينار.

 

سلوكيات فاسدة وقوانين معرقلة

أما موسى فرج، الرئيس الأسبق لهيئة النزاهة الاتحادية، فقال أن هناك قضيتين أساسيتين تخصان مواجهة الفساد؛ الأولى هي أن هيئة النزاهة لو كانت في أي مكان خارج العراق لحققت أوسمة كثيرة، بسبب ما تقوم به من جهد، لكن الفساد الهائل يجعل هذه الجهود بلا صدى يذكر لكثرتها وكبر حجمها.

والقضية الثانية، بحسب فرج، تتعلق بالحديث من قبل المسؤولين عن أن محاربة الفساد أصبح أمرا مملا، كون الكثير منهم يمارسونه ويشرفون على عملياته من نوافذ عديدة وواجهات مختلفة مثل ما أسموها بسرقة القرن أو مزاد العملة أو حتى تهريب النفط وغيرها من الأساليب.

وأضاف فرج لـ”طريق الشعب”، أن الفساد في العراق “ليس جائحة كما وصفه رئيس الوزراء، بل أصبح كما أسميه هستيريا شاملة وصلت لمراحل غير مسبوقة محليا وعالميا”.

 

--------

الشيوعي العراقي: للفساد علاقة وثيقة بمنظومة المحاصصة

 

ذكر الرفيق فاروق فياض، عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي، ان الفساد على علاقة وثيقة بمنظومة المحاصصة الحاكمة، وان تدخلات وضغوط هذه المنظومة المتشبثة بمصالحها، وحمايتها للفاسدين، جعلت إجراءات مكافحة الفساد، دون المستوى المطلوب، ان لم تكن تراوح في مكانها. في حين أن الفساد المدمر والمعرقل للبناء والاعمار والتنمية يستفحل في مؤسسات الدولة وخارجها.

وتابع انه، في اليوم العالمي لمكافحة الفساد لا بد من التشديد على ضرورة المزيد من الحزم والإرادة السياسية لكشف ملفات الفساد، كبيرها كما صغيرها، وان تطال الجميع من دون استثناء بغض النظر عن مواقعهم السياسية والوظيفية والدينية والاجتماعية، مؤكدا انه «يظل مطلوبا المزيد والمزيد من تفعيل الرقابة الشعبية والحراك الشعبي والجماهيري الضاغط لاسترداد الأموال المنهوبة والمسروقة والمهربة والقصاص العادل من نهابي المال العام».

وشدد فياض في حديثه لـ»طريق الشعب»، على ان «من المهم أيضا السعي الى معالجة أسباب الفساد، ومن المؤكد ان ذلك لن يحصل جذريا من دون إصلاحات مالية واقتصادية وإدارية حقيقية، وقيام السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية بواجباتها، الى جانب وجود إرادة شعبية فاعلة، لدحر منظومة المحاصصة الحامية للفساد».

 

-----

 

محلية الناصرية للشيوعي العراقي تدين العنف الدموي ضد المتظاهرين

 

 

شهدت مدينة الناصرية ظهر اليوم تظاهرة احتجاجية سلمية طالبت بحقوق جرحى انتفاضة تشرين 2019، وايقاف حملات الملاحقة والدعاوى الكيدية ضد قسم كبير من الناشطين. وتوجهت التظاهرة نحو تقاطع البهو، حيث واجهتها القوات الامنية بالعنف المميت.

وأدى استخدام الرصاص الحي الى وقوع شهيدين واصابة آخرين بحسب الاحصائية الاولية، وسبب رعباً لطلبة المدارس القريبة من مكان الاحتجاج.

ان محلية الناصرية للحزب الشيوعي العراقي، تدين استخدام العنف الدموي ضد المتظاهرين السلميين وانتهاك حقوقهم الدستورية، وتدعو الى ابعاد الاحتجاجات المشروعة السلمية عن إطار الصراعات السياسية بين القوى المتنفذة.

كما تستنكر اللجنة المحلية اقتحام متوسطة مسلم ابن عوسجة للبنين من قبل القوات الامنية والتجاوز على الكادر التدريسي بالضرب المبرح، خلال عقد اجتماع لمجلس الآباء والامهات، وذلك اثناء ملاحقة المتظاهرين.

لقد كان واجبا على القوات الامنية ان توفر الاجواء الآمنة لهذه الفعالية الاحتجاجية السلمية، بدلاً من القمع واستخدام الرصاص الحي، لكنها وللأسف لم تخرج في تعاملها مع المتظاهرين عن هذا الاسلوب القمعي. لذا نشدد على ضرورة التحقيق في هذه الجريمة المستنكرة وتنفيذ الاجراءات اللازمة لاحترام حقوق الانسان وتطبيق الدستور واحترام حق الناس في التعبير عن آراءهم بعيداً عن التقييد والعنف

الرحمة لشهداء احتجاجات الناصرية.. الشفاء العاجل للجرحى

 

محلية الناصرية للحزب الشيوعي العراقي

7-12-2022

 

------

 

راصد الطريق.. محاربة الفساد.. حقيقة أم سراب؟

 

 

 

 

أكد رئيس مجلس الوزراء، الثلاثاء، أن حكومته لن تنشغل بمحاسبة صغار الفاسدين، متوعدا كبار الفاسدين بوقفة خاصة معهم، لأنهم مسؤولون وأصحاب قرار ولديهم صلاحيات واسعة وكبيرة وهم مخولون من قبل الدولة”، مشددا على أن “كبار المسؤولين يجب محاسبتهم، لا إعفاءهم من مناصبهم فقط”.

والحديث المجرد عن المحاسبة لا يجدي بالطبع، فلا بد ايضا من  إجراءات ملموسة ضد الفاسدين.

لكن المواطن لم يلمس حتى الآن اجراءات كهذه.

فما الذي يمنع الحكومة من فتح بعضٍ من آلاف الملفات المركونة في هيئة النزاهة وفي ادراج المحاكم؟

واضح ان مواجهة منظومة الفساد تحتاج الى إرادة صلبة ودعم شعبي وتكاتف سياسي من طرف القوى الخيرة. لكن التحدي الأبرز الماثل امام الحكومة، هو كيفية التعامل مع “حيتان الفساد” وقد ساهم كثيرون منهم في دعمها والتصويت لها.

وعموما نذكّر بان منظومة الفساد لا يمكن فصلها عن منظومة المحاصصة المتنفذة في بلادنا، فليس ممكنا مجابهتها والقضاء عليها من دون احداث تغيير حقيقي في موازين القوى في البلاد. وهذا بدوره لن يتحقق من دون ضغط شعبي متصاعد، وتضافر لجهود جميع القوى الساعية الى التغيير.

******************************

الصفحة الثانية

 

دعوات لمحاكمة القتلة ورفض لمشروع قانون حرية التعبير

 

 

بغداد ـ طريق الشعب

 

اطلق عدد من الناشطين، امس الأربعاء، دعوات لتنظيم فعاليات احتجاجية يوم غد الجمعة في عدد من الساحات بالعاصمة بغداد، للمطالبة بالكشف عن قتلة المتظاهرين ومحاسبتهم.

وتناقلت مواقع التواصل الاجتماعي دعوات لوقفات احتجاجية في ساحات التحرير والنسور والخلاني، بالتزامن مع حلول الذكرى الثالثة لاقتحام مجموعة من المسلحين الملثمين كراج السنك وارتكاب جريمة اعدام جماعي بحق عدد من المنتفضين المعتصمين فوق جسر السنك ومرآبه خلال انتفاضة تشرين 2019.

هذا فيما شدد ناشطون على رفض مسودة قانون حرية التعبير المعروضة على جدول اعمال مجلس النواب، وعدوها مقيدة لحرية التعبير وتكمم الأفواه.

 

-------

 

كل خميس.. مؤشرات مخيّبة للآمال

 

 

 

 

جاسم الحلفي

 

 

 

لم تغادر ذاكرتي مفارقة معبرة، حينما اجابني اخي في اول لقاء جمعنا بعد انقطاع دام سنوات، ابان حكم النظام الدكتاتوري المقبور، عن سبب اكثارهم من إنجاب الأطفال، فقال: “هذه هي النتيجة الطبيعية للحرية الوحيدة المتاح لنا ممارستها في ظل الدكتاتورية”.

ويبدو ان مجلس النواب استكثر علينا ممارسة ما كفله لنا الدستور من حرية التعبير، ومن حق في الحصول على المعلومة، فانكب على تشريع قانون يكبت الحريات، ويرجعنا عن قصد الى زمن تكميم الافواه. 

وفي الوقت الذي أكمل فيه المجلس القراءة الأولى لقانون جرائم المعلوماتية، أصدرت محكمة جنايات الرصافة حكما على الشاب حيدر الزيدي بالحبس الشديد لمدة ثلاث سنوات، وفق المادة 266 من قانون العقوبات ذي الرقم 111 لسنة 1969، الصادر عن مجلس قيادة الثورة المنحل، عقابا له على مشاركته منشورا في الفيس بوك يتهجم على قيادة الحشد الشعبي، وقت قمة التصعيد الاحتجاجي وفورة الغضب العارم على نظام المحاصصة والفساد.

الظاهر ان هذا هو المرتجى من تشكيلة مجلس النواب في دورته الخامسة الحالية، التي لا تختلف في شيء عن الدورات السابقة من حيث الغياب شبه التام للمعارضة الرسمية. وقد تناسى الصقور فيه ضجيج أصواتهم، وهي تصدع الرؤوس بشأن “الظلم الكبير الذي تعرض له الشعب العراقي وبالأخص الطبقات الفقيرة” جراء التداعيات التي خلفها تخفيض قيمة الدينار امام الدولار، وتعهدهم برفع هذا الجور عبر ارجاع قيمة الدينار الى سابق عهدها، وتعديل ما أقدمت عليه الحكومة السابقة وفق منهجها الاقتصادي الاهوج، الذي لم ينتج عنه غير اتساع الفجوة الطبقية بين أصحاب التريليونات، وملايين المحرومين المحصورين تحت مستوى الفقر. وبدلا من اعادة قيمة الدينار العراقي، نشهد تدهورا مقلقا لقيمته امام الدولار، حتى تجاوز سعره 1500 دينار.

في الوقت عينه لم يكترث مجلس النواب لإطلاق سراح نور زهير، احد حيتان الفساد والواجهة التنفيذية لما عرف بـ “سرقة القرن”، التي تسترت عليها كما يبدو حيتان فساد اكبر منه، استغلت نفوذها في إتمام السرقة وتهريب الأموال، وتمكنت من اطلاق سراح هذا الحوت من قبضة العدالة، فيما كان الناس يتطلعون الى “يد من حديد” تضرب الفاسدين، والى معول يقتلع الفساد من جذوره.

لقد هزّ ارتخاء يد الحكومة في اول امتحان جدي لربطها الاقوال بالأفعال، آمال الشعب المتطلع الى فتح ملفات الفساد وعدم التهاون مع المفسدين.

وما من أمل في المعارضة الرسمية، التي لا يشغلها سوى الصراع على توزيع المناصب، والاستحواذ على ما يمكن من الدرجات الخاصة وحصرها بيد الاتباع والمريدين، بعيدا عن معايير المهنية والكفاءة والخبرة والنزاهة.

ستة أسابيع لا أكثر مرت على حكومة السوداني، لكنها كادت تكون كافية لتبديد آمال من وثقوا بتوجهاتها وبصدق وعودها، لجهة التصدي لملفات الفساد. فقد خيبت تلك الآمال سرعة وطريقة الافراج عن الحوت نور زهير، التي بيّنت عدم قدرة هذه الحكومة على المساس بطغمة الفساد.

اما بخصوص الوظيفة العامة، فقد حصرها منهج المحاصصة بين اجنحة المتنفذين في تحالف الإطار الحاكم، فيما يذرف الدينار الدموع وهو يقف ضعيفا واهنا امام الدولار.

وفي الوقت ذاته فان الوعد الذي قطعه رئيس الحكومة عند لقائه مع مجموعة ادعت تمثيل انتفاضة تشرين، بإنهاء ملف محاكمات الناشطين المدنيين، انتهى بالاعلان عن سجن الناشط حيدر الزيدي ثلاث سنوات مع الحبس الشديد.

 

--------

 

تصعيد احتجاجي في المحافظات على خلفية الاحداث.. والحكومة تشكل لجنة جديدة!.. عنف دموي ضد متظاهري الناصرية

 

 

بغداد ـ طريق الشعب

 

في الوقت الذي تتواصل فيه الاحتجاجات المطلبية في انحاء البلاد المختلفة، قاد الصدام الدامي بين المتظاهرين وقوات الأمن في مركز محافظة ذي قار إلى استشهاد متظاهريْن اثنين، واصابة 16 اخرين، بينهم ثلاثة باطلاقات نارية.

 

شهيدان وجرحى في الناصرية

وأفاد مصدر طبي في محافظة ذي قار، يوم أمس، باستشهاد احد المتظاهرين متأثرا بإصابته بطلق ناري، واصابة 16 اخرين بينهم ثلاثة بطلق ناري، فيما نقلت منصات التواصل الاجتماعي، خبر استشهاد شاب اخر حتى لحظة اغلاق هذا التقرير

وقال المصدر لوكالة المربد، إنه تم نقل المصابين إلى مستشفى الناصرية العام لتلقي العلاج.

يذكر أن مواجهات شهدتها مدينة الناصرية مساء يوم أمس بين متظاهرين يطالبون بحقوق جرحى التظاهرات والقوات الأمنية، على خلفية محاولتها تفريق التظاهرة، بعد حرق الإطارات في تقاطع بهو الإدارة المحلية.

وعلى خلفية الاحداث، شهدت محافظات الديوانية والنجف وواسط وبابل تصعيد احتجاجي غاضب، بالضد من العنف الذي تعرض له المتظاهرون في ذي قار.

من جانبه، وجه وزير الداخلية عبدالامير الشمري، باستبدال قائد شرطة المحافظة، وتعيين العميد مكي شناع بدلا عنه. وسبق ذلك، توجيه رئيس الحكومة محمد شياع السوداني، بأرسال لجنة عليا للمحافظة للتحقيق في الاحداث.

 

المحاضرون

تظاهر المئات من المحاضرين والإداريين، أمام وزارة المالية، مطالبين بالإسراع في مصادقة الكلف المالية الخاصة بهم.

وقال مراسل “طريق الشعب”، إن “محاضري وإداريي بغداد 2020، نظموا تظاهرة حاشدة أمام وزارة المالية للمطالبة بالإسراع في مصادقة الكلف المالية الخاصة بهم”، مشيرا الى ان “المتظاهرين هددوا بالتصعيد في حال لم تتم الاستجابة لمطالبهم من قبل الجهات المعنية”.  وأضاف ان “المحاضرين في مديرية تربية الرصافة الثالثة اعلنوا الإضراب عن الدوام، مطالبين بالإفراج عن زملائهم المعتقلين على خلفية إقدامهم على قطع طريق قناة الجيش، احتجاجا على استثنائهم من توقيع العقود”، مشيرا الى تظاهرة أخرى نظمها العشرات من أصحاب الأجور اليومية أمام مبنى مجلس الوزراء في بغداد، مطالبين بالتثبيت ضمن موازنة 2023 دون قيد وشرط”.

 

المزارعون وأصحاب العقود

ونظم العشرات من المزارعين في قضاء كميت تظاهرة بالقرب من مشروع ماء “أبو بشوت” الإروائي، احتجاجا على قطع المياه عن أراضيهم الزراعية التي تجاوزت 25 ألف دونم على جانبي الجداول المبطنة المتفرعة من المشروع المذكور.

وشكا المتظاهرون من ندرة مياه الري بسبب جدول المراشنة الذي لا يتناسب مع طبيعة أراضيهم، وأن التشغيل لـ 72 ساعة أسبوعيا لا يخدمهم، وتسبب الجفاف والموت لمزروعاتهم، مطالبين بتغيير جدول المراشنة وجعل التشغيل أسبوعي بدلا من نصف أسبوعي. إلى ذلك، تظاهر المئات من المحاضرين العاملين بصفة عقود مع تربية ميسان أمام مديرتهم وسط مدينة العمارة، مطالبين بتثبيتهم على الملاك الدائم كونهم أتموا سنتين عقديتين، ويحق لهم التثبيت، على حد تعبيرهم. وأشار المتظاهرون الى انهم يريدون معرفة إجراءات المديرية المتعلقة بطلب تثبيتهم، ولم يلمسوا اية جدية في ذلك، مطالبين حكومة ميسان بالتدخل لحسم ملف تثبيتهم، وبخلافه سيستمرون بالتظاهر والإضراب عن الدوام. وفي المثنى، جدد خريجون ممن تم التعاقد معهم بصفة أجراء يوميين للعمل في دوائر وزارة النفط في المحافظة، تظاهراتهم أمام معمل توزيع الغاز في السماوة، مطالبين بتجديد عقودهم.

 

الطلبة والمتقاعدون

واحتج طلبة في المرحلة الإعدادية بقضاء الخضر في المحافظة على تردي الواقع التربوي في مدارسهم ونقص الكوادر التدريسية. وبيّن الطلبة، ان مدارسهم تعاني نقصا في الكوادر التدريسية على الرغم من بدء العام الدراسي قبل أكثر من شهرين، مشيرين إلى أنهم راجعوا سابقا مديرية التربية لنقل مطالبهم لكن دون جدوى، مؤكدين أنهم اضطروا للدخول بدورات خاصة لحين تحسن الوضع في مدارسهم. من جانب آخر، أعلن موظفو هيئة التقاعد في البصرة ضمن الـ 30 الف درجة وظيفية، إضرابهم عن العمل لحين تحقيق مطالبهم الخاصة بتثبيتهم على الملاك الدائم. وأكد الموظفون ان إضرابهم سيستمر لحين استماع الجهات المعنية لمطالبهم التي تتضمن أيضا صرف مستحقاتهم المالية بأثر رجعي. وفي محافظة كربلاء، تعرض خريجو كليات التربية المطالبون بتوفير فرص العمل الى الاعتداء من قبل القوات الأمنية، بعد إقدام الأخيرة على تفريق تظاهرة للخريجين من أمام مبنى تربية المحافظة.

 

 

--------

 

قوى سياسية وحقوقية ترفض التضييق على الحريات العامة

 

 

بغداد ـ طريق الشعب

 

أكدت قوى التغيير الديمقراطية رفضها ازدواجية المعايير في التعامل مع حرية التعبير، فيما دعت هيئة المتابعة لتنسيقيات التيار الديمقراطي العراقي في الخارج وجمعية المواطنة لحقوق الانسان الى احترام حق الانسان في التعبير عن رأيه.

 

قوى التغيير الديمقراطية

وذكرت قوى التغيير في بيان تلقت “طريق الشعب”، نسخة منه، انها “تفاجأت بالحكم القضائي الذي صدر بحق الشاب حيدر الزيدي، على خلفية تعليق له على منصات التواصل الاجتماعي”، معتبرة “الحكم الصادر بحق شاب يافع، تعبيرا واضحا عن ازدواجية المعايير في التعامل مع ملف حرية التعبير، إذ يتم التمهل والتغاضي عن إساءات عديدة موثقة، تصدر من شخصيات ذات نفوذ سياسي أو مقربة منها، بينما تطبق الاحكام بعجالة، من دون سابق انذار على المواطنين وخاصة الناشطين منهم”.

وأضاف البيان أن ما يثير استغرابنا، هو تزامن هذا الحدث مع شروع مجلس النواب في تشريع قانون حرية التعبير والتظاهر السلمي، بمسودة سيئة الصيت، نرفضها جملة وتفصيلاً، لذا ندعو كل أصحاب العلاقة من قوى واتحادات ومنظمات وشخصيات إلى إعداد مسودة بديلة تحترم الحقوق الديمقراطية، وتنسجم مع روح الدستور العراقي”.

ودعت قوى التغيير الديمقراطية، القضاء لمراجعة الحكم الصادر، مراعاة للجانب الإنساني والتعامل معه بروح القانون، مؤكدة انها ستعمل على تحريك كافة الوسائل القانونية والجماهيرية السلمية، للضغط من أجل إلغاء الحكم الصادر بحقه، وصولاً للأفراج عنه.

 

تنسيقيات التيار الديمقراطي

من جانبها، اكدت هيئة المتابعة لتنسيقيات التيار الديمقراطي العراقي في الخارج أن حرية التعبير عن الرأي حق طبيعي مشروع، كفلته القوانين العالمية وفق المادة ١٩ من الاعلان العالمي لحقوق الانسان.

وأضافت الهيئة في بيان تلقت “طريق الشعب”، نسخة منه، ان ما يمارس اليوم في العراق من تكميم الافواه يتنافى تماما مع القوانين واللوائح الدولية للأمم المتحدة، ويتنافى مع الدستور العراقي الذي ضمن حقوق الانسان وحق التظاهر والتجمع السلمي.

وناشد البيان النواب المستقلين والمدافعين عن الحريات العامة، والرأي العام العالمي، الوقوف ضد هذه الاجراءات التعسفية التي لا تمت للعصر بصلة، والتي تمنع الانسان العراقي من الادلاء برأيه على كافة الاصعدة.

 

جمعية المواطنة لحقوق الإنسان

من جهتها، عدت جمعية المواطنة لحقوق الإنسان الحكم الصادر من قبل محكمة جنايات الرصافة، تطبيقا للمادة 226 من قانون العقوبات العراقي الذي تم تشريعه سنة 1969، التي وضعت لحماية استبداد الحكومة الدكتاتورية وسياستها القمعية.

وذكرت المنظمة في بيان تلقته “طريق الشعب”، ان النظام الجديد يستخدم أدوات النظام السابق ضد الناشطين المنتقدين لسياسات تعم المجتمع العراقي وافراده جميعا، منوهة الى ان الدستور العراقي لسنة 2005 لم يتطرق الى حماية مؤسسات النظام والحكومة بقدر ما نص على حماية المجتمع من جرائم الارهاب ضد مؤسسات الدولة وافراد الشعب، وسرقة المال العام، وحماية المواطنين من التعسف في سلب الحقوق والاعتداء عليها من قبل الاجهزة الحكومية.

ودعا البيان محكمة الاستئناف أو التمييز إلى الغاء قرار الحبس وإطلاق سراح الشاب حيدر الزيدي.

 

-------

 

شيوعيو النجف يرفضون مسودة «حرية التعبير»

 

 

النجف ـ احمد عباس

 

نظمت محلية النجف للحزب الشيوعي العراقي وتنسيقية التيار الديمقراطي في محافظة النجف، الاثنين الماضي، وقفة احتجاجية رافضة لمسودة قانون حرية التعبير، التي تجري مناقشتها في مجلس النواب.

وقال المحتجون، ان «المسودة التي تتم مناقشتها مرفوضة لما تتضمنه من تقييد لحرية التعبير التي كفلها الدستور، فضلا عن فرض عقوبات مجحفة تستند لنصوص قابلة للتأويل والاجتهاد، اضافة لخلو المسودة من نص يلزم الاجهزة الامنية بحماية المتظاهرين السلميين وكذلك تقييد وسائل الاعلام في تغطية التظاهرات والنشاطات الجماهيرية».

من جانب اخر، زار وفد محلية النجف للحزب الشيوعي العراقي، أخيرا، مدير بلدية النجف المهندس عدي عبد الصاحب طوير، لتقديم التهاني له في مناسبة تسنمه مسؤولية ادارة البلدية.

وقدّم الوفد جملة من المطالب الخدمية التي تركزت على تعبيد الطرق وفتح الكراجات البديلة والأسواق العصرية وزيادة رقعة المساحات الخضراء وتثبيت أصحاب العقود.

وفي السياق، زار وفد اتحاد الجمعيات الفلاحية في النجف، مقر اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في المحافظة.

واستعرض الوفد الواقع الزراعي في المحافظة، والسبل الكفيلة في إنجاح الموسم الشتوي الزراعي الحالي.

وضم الوفد رئيس الجمعيات الفلاحية في المحافظة أحمد سوادي العيساوي، ودوهان حاتم الشبلي امين سر الاتحاد، وعلي حسين عضو فرع الاتحاد في قضاء النجف، وكان في استقبالهم الرفيق سكرتير المحلية كريم بلال.

************************

الصفحة الثالثة

 

آفة خطرة ترعاها المحاصصة ويحميها الفاسدون

 

 

 

وشدد الرئيس الأسبق لهيئة النزاهة على أن “حكومات ما بعد 2003 تقسم إلى ثلاثة أصناف؛ الصنف الأول هو حكومات تمارس وتقود الفساد بشكل رسمي. بينما الصنف الثاني هو الحكومات الضعيفة التي تطلق شعار ضرب الفاسدين بيد من حديد، ومن ثم لا تفعل أي شيء. إن هذا الضعف مرتبط بهيمنة الأطراف السياسية المتنفذة على السلطة، وأن الفساد عنصر وجودي بالنسبة لها. أما الصنف الثالث، فقد يكون حسن النية، لكن هذا غير كاف”، لافتا إلى أن “بعض رؤساء الوزراء لم يسرقوا لكنهم أصدروا قرارات فيها شبهات فساد أو تساعد على هذه الظاهرة، وتمنع من القضاء عليها والأمثلة كثيرة بهذا الخصوص”، متسائلا “كيف ستقوم الحكومة الحالية بمواجهة الفساد، وهي ترى أن المحاصصة عادت مجددا وبكل ثقلها هذه المرة؟”.

 

المحاصصة مجددا

من جانبه، قال الصحفي والكاتب شمخي جبر: ان “طبيعة تشكيلة النظام السياسي الحالية تتمثل بالمحاصصة وتقاسم السلطة. وهذه القضية تعتبر مشكلة اساسية تعرقل عملية مكافحة الفساد”.

وأوضح جبر لـ”طريق الشعب”، أن هذا النظام يوفر “مظلة وغطاء لحماية كبار الفاسدين ويؤمن لهم الافلات من الحساب والمساءلة، كون الوزير او المسؤول يوظف موقعه لخدمة وتمويل الحزب أو الكتلة التي ينتمي إليها”.

ويرى مراقبون، ان أهم اسباب الفساد في العراق مرهونة بالمحاصصة وما يدور حولها من مفاهيم مشوهة، كون العلاقات الاجتماعية والأقارب والتكتلات العصبية العرقية والطائفية جاءت بمسؤولين غير كفوئين. في المقابل حُرم اصحاب الكفاءات من الوصول الى مناصب يستحقونها.

 

غطاء للفاسدين

ولفت الصحفي جبر في حديثه إلى، أن “هناك بعض الولاءات الطائفية والاثنية او الحزبية ساهمت في توفير الحماية لبعض الفاسدين، كون هؤلاء وجدوا من يدافع عنهم وعن انتماءاتهم”.

ورأى ان هناك غيابا للارادة السياسية في مكافحة الفساد، متمثلا بـ “غياب القانون، يرافقه غياب الدور الحقيقي لمؤسسات الدولة بمفاصلها”.

ويشير الى ان تراجع الحافز الذاتي لمحاربة الفساد تحت وطأة “التهديد بالقتل والاختطاف والتهميش والإقصاء الوظيفي وسطوة الأحزاب وتواجد الميليشيات والتكتلات الطائفية والعشائرية والمناطقية، جعل من الفساد ظاهرة يتعايش معها، ثم تتبنى كسلوك وظيفي، ليتحول هذا السلوك تلقائيا الى جزء من منظومة القيم المجتمعية الجديدة ويصبح سلوكا مقبولا ومشروعا لدى الوسط الوظيفي بغالبيته”.

وعن رأيه بشأن موقف الحكومة الحالية المتمثلة برئيسها محمد شياع السوداني، من ملف مكافحة الفساد، يجد انها “تقف مكتوفة الأيدي ومسلوبة الإرادة”، مبررا ذلك بأن “السوداني لا يملك عونا له سوى من ساهم في ترشيحه، ولذلك هو يعجز اليوم عن تقديم أي اجراء حقيقي بحقهم”.

وفي ختام حديثه يحث المتحدث، رئيس الحكومة على أن “يصارح الشعب بما يتعرض له من ضغوط، لكي يكون حقيقيا وجادا في نواياه”.

 

---------

 

ناشطون ومعنيون يصفون القضية بأنها سياسية.. دعوات لإعادة النازحين الى ديارهم

بغداد – طريق الشعب

 

مع حلول فصل الشتاء في الايام الماضية شدد ناشطون ومهتمون بمجال حقوق الإنسان، على ضرورة حل أزمة النازحين الذين يعانون بسبب عدم توفر مستلزمات عودتهم.

وروّجت دعوات واسعة لحماية هذه الشريحة المظلومة من مخاطر اشتداد البرد والأمطار، واحتمالية تعرضهم إلى مشاكل جديدة تزيد من معاناتهم، مع توقعات بحدوث سيول قادمة من دول الجوار كما حدث في السنوات الماضية قرب مخيمات النازحين في إقليم كردستان والمناطق المحاذية لها.

 

تضامن شعبي واسع

ونظم ناشطون خلال الأيام الماضية حملات إنسانية دعت إلى إعادة النازحين إلى مناطقهم، مناشدين رئيس الوزراء وحكومته وضع ملف النازحين في مقدمة أولوياتهم، ومعالجة ما خربه الإرهاب، اضافة الى إعادة الملايين من الناس إلى بيوتهم، خصوصا وأن أرقام النازحين الداخليين كبيرة جدا وفق إحصائيات الأمم المتحدة.

وتعقيبا على ذلك قال الباحث في الشأن السياسي، أحمد جميل، أن ملف النازحين واحد من أهم الملفات حساسية وأكثرها إلحاحا في ظل وجود هذه الحكومة.

واوضح جميل في حديث خص به “طريق الشعب”، ان مدى جدية الحكومة يمكن لمسها من خلال “تحريك هذا الملف الذي يشمل الملايين من المنسيين، ولا بد من انتشال النازحين من مأساتهم قبل دخول منتصف الشتاء، فمعاناتهم مستمرة منذ عام 2014 وحتى الآن، بينما القوى المتنفذة أو السياسية التي استخدمت شعار النازحين كورقة انتخابية، لم تحقق شيئا يذكر وسرعان ما أهملت الملف”.

وبين في سياق حديثه أن “استمرار أزمة النازحين لا تتعلق بشحّ الأموال ولا الجانب الأمني، بل هي سياسية بامتياز، وان هنالك خطوات ملموسة لمحاولة التغيير الديموغرافي في بعض المناطق، فضلا عن السيطرة على عقارات وأراض ومجالات واسعة وفرتها الفوضى، حيث لا تريد القوى المتورطة بهذه الأمور أن تعود الحياة إلى نصابها”.

وقبل مدة قصيرة، نشر مرصد “أفاد” المعني بالقضايا الإنسانية بياناً شرح فيه أوضاع النازحين، وذكر أنّه “يتابع استمرار معاناة عشرات آلاف المهجرين قسراً من أهالي منطقتي جرف الصخر والعويسات التابعتين لمحافظة بابل، منذ 8 سنوات ويزيد، في سابقة لم يشهد التاريخ المعاصر في العراق لها مثيلاً، تحت أنظار الحكومات المتعاقبة المتهمة بالتخاذل عن نجدتهم”.

وأضاف البيان انه “ثمة مئات الآلاف من محافظة الأنبار ونينوى وصلاح الدين وديالى وكركوك، نازحون في مخيمات يضربها العوز والجوع والابتزاز الأخلاقي، ويفتقرون لأدنى احتياجاتهم التي وقعت الحكومات العراقية على الالتزام بتوفيرها، وبينها صرف رواتب إعانة اجتماعية وفتح مراكز صحية وتعليمية، وتسكن هذه المخيمات عائلات غالبيتها من الأرامل والأيتام جراء فقدان المعيلين الذين توزعوا بين قتيل ومفقود وسجين يلفه النسيان”.

ووثّق المرصد معلوماتٍ عن المخيمات التي يقطنها النازحون، وحصل على شهادات أظهرت معاناتهم ومطالبهم، فيما كشفت الشهادات عن ذوي الأمراض المزمنة والمعاقين الذين يفتقدون مراكز صحية بالمخيمات.

 

الحكومة تعد ولا تفي

وحتى وقت قريب مضى، أكد المتحدث الرسمي باسم وزارة الهجرة علي عباس جهانكير وجود خطة وزارية جديدة خاصة بملف مخيمات النازحين في عموم مناطق البلاد، من خلال توفير المزيد من الوقود، خصوصاً للمخيمات القريبة من إقليم كردستان، كون الشتاء هناك يكون أكثر برودة.

وأضاف في تصريح صحفي تابعته “طريق الشعب”، أن “الخطة تضمنت أيضاً استبدال العديد من الخيام، وتوفير الملابس والأغطية الجديدة والمواد الغذائية استعدادا لفصل الشتاء”، مردفا ان “الأيام القليلة المقبلة ستشهد الانتهاء من إعداد الخطة”.

أما لجنة الهجرة في البرلمان العراقي، فكانت قد كشفت مؤخرا عن وعود جديدة تتعلق بإعادة النازحين إلى مدنهم ومناطقهم التي نزحوا منها عام 2014 عقب اجتياح تنظيم داعش الإرهابي، مدناً واسعة شمال البلاد وغربها.

 

أزمة واسعة النطاق

وفي الوقت الذي تشهد فيه مناطق النازحين نوعا من الصراع السياسي أو عقبات في البنى التحتية وغيرها، ما زال الآلاف من أهالي (جرف الصخر) في بابل غير قادرين على العودة إلى مناطقهم، بسبب الصراعات السياسية وسيطرة قوى معينة على هذه المنطقة.

وقال محمد مازن، ناشط في مجال حقوق الإنسان، أن “هذه المشكلة موجودة أيضا لدى العديد من المناطق، مثل قرى مكحول والطوز ويثرب وعزيز وبلد في صلاح الدين، والعويسات وذراع دجلة في الأنبار، اما في ديالى فهناك مناطق واسعة مثل قرى المقدادية وحوض العظيم إلى جانب قرى ومناطق عديدة في محافظة نينوى، تقع على مقربة من الحدود مع سوريا أبرزها ربيعة وقرى سنجار”.

واوضح مازن لـ”طريق الشعب”، أن “البرلمان والحكومة ملزمان في إعادة النازحين وإغلاق جميع المخيمات ضمن البرنامج الحكومي السابق، والذي يجب أن يكون امتدادا لعمل الحكومة الحالية كون القضية تمس الأمن الوطني والمجتمعي ولا يمكن بقاء الحال كما هو عليه”، مشددا على أن “النازحين هم مواطنون من الدرجة الأولى ومن غير المنطقي بقاء معاناتهم طيلة هذه السنوات، حيث أصبح الاهتمام بهم واجباً وطنياً وإنسانياً واجتماعياً، ويجب على الرئاسات الثلاث الالتفات إلى هذا الملف، وعلى الأحزاب السياسية تحمل مسؤوليتها تجاهه”.

 

--------

 

ملاحظات كثيرة ومؤشرات سلبية عديدة.. «طريق الشعب» تستطلع آراء المراجعين في دائرة التسجيل العقاري

 

بغداد – طريق الشعب

 

تشهد غالبية الدوائر الحكومية التي تتعلق بشؤون المواطنين بشكل مباشر، حالة من الفشل والروتين وسوء الخدمات التي تتسبب بالكثير من السخط والاستياء.

 

وعلى الرغم من أعداد الموظفين الهائلة في القطاع العام، لكن سوء توزيعهم وادارتهم يظهر بوضوح في العديد من المؤسسات، فضلا عن وقوف إجراءات بيروقراطية وتقصير من المسؤولين بوجه معاملات المراجعين الذين يعانون الأمرّين.

 

حالة عامة

أصبحت عملية الذهاب والإياب من وإلى الدوائر الحكومية، حالة اعتيادية بسبب نقص بعض الإجراءات أو مزاجيات بعض الموظفين، أو حتى عدم وضوح ما هو المطلوب منهم لتتحول هذه الظاهرة الى ثقافة ادارية متعارف عليها، وهو ما علق عليه ايضا قبل ايام رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني بالقول انه: عند المراجعة الموظف يطلب صورة قيد او يقول للمواطن راجع بعد اسبوع، بينما هنالك مصالح للناس تعتمد على هذه الاجوبة، ويجب ان تكون هناك بوابات مختصة بالإجابة على الناس وعدم تضييعهم بسبب هذه الاجراءات.

ووردت لـ”طريق الشعب”، شكاوى عدد من المواطنين الذين يراجعون دائرة التسجيل العقاري (الطابو) ـ الرصافة، وتحركت على ضوء هذه المناشدات، واجرت عددا من المقابلات مع الموظفين هناك.

 يقول المواطن علي السالم (احد المراجعين) “كانت لدي مراجعة لدائرة التسجيل العقاري قرب القصر الابيض في ساحة الاندلس، وملاحظاتي كثيرة على المكان ومؤشرات سلبية عديدة، ولم استغرب حقيقة من سحب الاجهزة النقالة عند دخول الدائرة، ربما لعدم توثيق المأساة في الداخل”.

واضاف في حديثه لـ”طريق الشعب”، بالقول “في البداية يقوم المراجع بالذهاب الى الشعبة رقم  4، التي يجلس فيها معاون المدير العام ومعه ثلاثة او اربعة اشخاص لتسيير العمل ومسؤولية منطقة النعيرية والبياع، مساحة هذه الغرفة صغيرة جدا وبشكل مستطيل، ويوجد قاطع يفصل بين الموظف والمراجع، والمساحة المخصصة للمراجع لا تزيد على مترين في اكثر الاحوال، وفي داخل هذا المستطيل يتكدس خمسون او ستون مواطنا بوقت واحد، من اجل انجاز معاملاتهم”.

ويواصل حديثه بالقول: “داخل هذه الشعبة لا يوجد شيء منظم، عدا طوابير المراجعين والاصوات العالية والزخم البشري الذي يسبب الاختناق، واذا ما كانت المراجعة امرأة فمن الصعب عليها ان تدخل هذا المكان لإكمال معاملتها”، واصفا الامر بأنه “أمر مأساوي على النساء فالمكان مكتظ بالرجال، بينما عدد الموظفين محدود وعادة ما يصيبهم الارهاق بسبب كثرة المراجعين. ولا نعلم كيف يتحملون هذا الزخم في عملهم؟”.

وتابع السالم حديثه عن سلبيات هذه الدائرة قائلا: ان “مسؤولي الدائرة يتحملون كل تلك الفوضى؛ ففي جانب الكرخ هناك دوائر للطابو أيضا لكنها مختلفة تماما عن التي في منطقة الكرادة؛ فلا يوجد هناك تكدسا للمواطنين، انما هناك انسيابية بالحركة”.

ويشير الى ان عملية استحصال الإصدار الجديد من السند رقم 25 في دائرة طابو الكرادة تستغرق 3 ساعات، بينما في دوائر أخرى لا تتجاوز نصف ساعة كحد أقصى.

 

لماذا لا تُنجز الكترونياً؟

من جانبها قالت المواطنة ريم خالد ان اكثر ما يرهق المواطنين بالدائرة هو “الروتين والبيروقراطية بالتعامل وهنالك بعض الفوقية ايضا من قبل بعض الموظفين، وهذا الشيء ملموس عند المراجعة. وفي المقابل هنالك ايضا موظفون متعاونون برغم الزخم الكبير وتكدس اعداد المراجعين بشكل هائل، وهذا الامر يتسبب بأخطاء ايضا بالمعاملات، واعتقد انه امر طبيعي وفق هذا المشهد المؤسف”.

وناشدت المواطنة في حديثها لـ”طريق الشعب”، الجهات المعنية “ايجاد الحلول وتوفير الكوادر وفك الزخم عن هذه الدائرة، من خلال توسعة المكان او زيادة الموظفين او فتح فرع اخر، لان هذا الوضع لا يطاق ومؤسف وغير منطقي”.

واكدت: “كان لدي اكثر من معاملة في نفس الدائرة لكني انجزت واحدة فقط، وسأكتفي بهذا القدر لان الوضع هنا لا يطاق”، مشيرة الى انه “لا يوجد حتى مكان للجلوس والانتظار، وهذا الاهمال موجود في الكثير من دوائر الدولة”.

وتساءلت المواطنة: “لماذا الى الان لم نزل نتعامل بالمعاملات الورقية؟ لماذا هذه الخطوات لا يمكن انجازها الكترونيا؟ فهذا سيخفف الضغط على الموظف والمواطن لو تم اعتماده كجزء ثانوي او مكمل لإنجاز معاملات المواطنين من دون مآسي ومهازل. ارى انه من المعيب أننا في العام 2022 بينما لم نزل نتحدث عن هذا المطلب الذي اصبح قديما في دول كثيرة”.

وتأمل ريم أن يفتك العراقيون من المعاملات والورقية والفايلات والمستمسكات الأربعة والمراجعات المذلة، عبر اعتماد الاتمتة الالكترونية لا سيما في الدوائر التي تشهد احتكاكا كبيرا بين المواطن والموظف الحكومي.

 

---------

 

العجلة من الشيطان

 

أكدت لجنة الاقتصاد والصناعة والتجارة البرلمانية، وجود تحرك لدعم القطاع الخاص ورفع المستوى المعيشي للفرد العراقي، من خلال تهيئة قوانين جديدة وتفعيل القوانين المعطلة لدعم وتنشيط القطاع الخاص. وإذ يأمل الناس أن يفي مجلس النواب بوعوده، لا أن يكتفي بإطلاقها، ترى بأن المطلوب دعم القطاع الخاص الإنتاجي وليس الطفيلي الذي نهب البلاد والعباد، لاسيما وإن العراق يحتل الموقع 172 من أصل 190 دولة فيما يتعلق بنشاط القطاع الخاص الصناعي، حيث فشل تطبيق استراتيجية تطوير القطاع الخاص (2014-2030) فانخفضت الإيرادات غير النفطية للدولة من 4.4 إلى 3.7 في المائة خلال السنوات الأربع الماضية.

 

چانت عايزة!

 

أشار تقرير لديوان الرقابة المالية إلى أن 120 مركزًا طبيًا يتخلص من مخلفاته السائلة عبر الأنهار حيث ترمى فيها 5 ملايين متر مكعب من المخلفات يومياً. وتتضمن هذه المخلفات مواد كيمياوية وفيزيائية وبيولوجية، فيما تكون الأخيرة الأخطر من بينها، لإحتوائها على خليط من البكتيريا والفيروسات، وغيرها من المخلفات البشرية الناتجة عن أدوات العمليات والمعالجات في المستشفيات. هذا وقد وصلت نسبة الرصاص في مياه نهر دجلة إلى 10 أضعاف المعدل المسموح به عالمياً في وقت يعاني فيه الرافدان وعلى مر عقود مضت من التلوّث البيئي والصحي، دون أن يأبه أحد بهذا الخطر.

 

سور الوطن

 

نقل نائب عراقي عن وزير الدفاع ورئيس أركان الجيش تأكيدهما عدم قدرة القوات المسلحة على حماية البلاد والدفاع عنها. وأشار النائب إلى أن التأكيد قد جاء أمام مجلس النواب، حين تمت مناقشة الإعتداءات الأيرانية والتركية على سيادة العراق خلال الأشهر الماضية في إجتماعين للمجلس. هذا ويذكر بأن قواتنا المسلحة الباسلة، التي ضربت أروع الأمثلة في التضحية والإقدام عند تخليص البلاد من الإرهاب، تحتاج لإهتمام ورعاية عاجلة وجادة، تعيد بناءها اعتمادا على معايير الكفاءة والمهنية والنزاهة والولاء للوطن وتجدد قدراتها البشرية والتقنية والتسليحية، وهو أمر لا يبدو ممكنا في ظل نظام المحاصصة والفساد.

 

لا للإنتقائية

في مكافحة الفساد

 

تواترت الأنباء الصحفية عن قيام السلطات بإعتقال عدد من المسؤولين بتهم فساد مالي وإداري، وقيام القضاء بإطلاق سراح بعض المدانين سابقاً لعدم كفاية الأدلة، أو لتوفير فرص لهم يعيدون خلالها ما نهبوه من المال العام، فيما رفع الذباب الألكتروني وبعض الأعلاميين من “نشاطهم” لتبشيع صورة متنفذ وتبيض صفحة آخر. هذا وفي الوقت الذي يطالب فيه العراقيون بتفعيل قانون مكافحة الفساد لمواجهة أساطينه المهيمنين على مفاصل الدولة، يرفضون بقوة أن تكون هذه الإجراءات مجرد زوبعة لتصفية الحسابات بين المتنفذين، أو أن تكون سبيلاً لأحلال مافيات جديدة محل أخرى يتم إجتثاثها، كما صرح أحدهم مؤخراً.

 

ليتعظوا من التاريخ

 

أصدرت محكمة جنايات الرصافة حكماً على الناشط حيدر حميد بالسجن ثلاث سنوات بتهمة كتابة منشور أعتبر مسيئاً لهيئة أمنية، قامت على إثره بإعتقاله قبل أسبوعين، والتحقيق معه وعرضه على القضاء الذي أصدر حكمه عليه. هذا وفيما تزامن القرارمع إجراءات مرنة ضد مدانين بالفساد، سرت مخاوف كبيرة بين الناس، بمن فيهم من رفض مضمون المنشور أو إختلف معه، من عودة أساليب القمع وتكميم الأفواه وتوريط القضاء بمعطيات وأدلة زائفة، والسعي لتأسيس حكم إستبدادي عسى أن “ينقذ” نظام المحاصصة والفساد من أزماته، التي لن يخرج العراق من إتونها الا بإحداث تغيير شامل فيه.

*********************

الصفحة الرابعة

 

ارتفاع معدلات تعنيف النساء.. دعوة الى توسيع الحملات المناهضة للعنف ضد المرأة 

 

بغداد – نورس حسين

 

مع استمرار فعاليات حملة 16 يوما لمناهضة العنف ضد المرأة، التي بدأت في 25 كانون الأول، يعبر عدد من منظمات المجتمع المدني وخاصة المعنية في شؤون المرأة عن قلقهم من ارتفاع نسب دعاوى النساء اللواتي يتعرضن إلى التعنيف في المحاكم، مطالبين بضرورة مواصلة حملات التوعية ضد تعنيف المرأة، فضلا عن الإسراع بتشريع قانون مناهضة العنف الأسري.

 

عشرات قضايا التفريق

وتقول المحامية سماح الطائي لـ»طريق الشعب» إنها تتلقى العديد من طلبات إقامة دعوى الخلع من قبل نساء يتعرضن إلى مختلف أنواع التعنيف من قبل ازواجهن.

وتضيف كما أن «المحاكم تحسم يوما العشرات من قضايا التفريق للأزواج والتي أغلب أسبابها هو تعنيف الزوج لزوجته او لمشكلات أخرى اجتماعية واقتصادية»، منبهة إلى أن «أغلب قضايا التفريق تقدم إلى المحكمة من قبل المرأة».

«وعلى الرغم من محاولات إيجاد منافذ لإعادة الأمور لطبيعتها وتجاوز إجراءات التفريق والطلاق إلا أن الإصرار على التفريق من قبل المرأة كبير يصل إلى مرحلة التنازل عن كافة حقوقها» بحسب الطائي.

 

تعنيف يومي

في السياق تفيد المواطنة طيبة ثامر (37عاما) وهي مطلقة وأم لطفلتين لـ»طريق الشعب» أنها فضلت الانفصال عن زوجها مع التنازل عن كافة حقوقها المالية فقط للتخلص من التعنيف اليومي التي كانت تتلقاه يوميا، والمضي بحياة هادئة تسعى من خلالها توفير العيش الكريم لبنتيها.

وتتابع انها تمكنت بعد الطلاق من الحصول على عمل في أحد المولات التجارية في بغداد، وفي نفس الوقت تفرغت إلى اكمال دراستها.

وعن نفقة الأطفال التي تفرض على الرجل بعد الانفصال تفيد أن المحكمة فرضت على طليقها مبلغ 100 ألف دينار لكل طفال، إلا انه لم يلتزم بدفعها على الرغم من تنبيه المحكمة له.

وترى طيبة أن حملات التوعية لمناهضة العنف ضد المرأة مهمة إلا أنها غير كافية في مجتمع تهيمن عليه عادات وتقاليد تنتهك حقوق الانسان والمرأة تحديدا خاصة فيما يتعلق بزواج القاصرات.

 

بحاجة لحملات مستمرة

في السياق تقول الناشطة سناء البصري لـ ”طريق الشعب» إن «النساء والأطفال هما من أكثر الفئات تعرضا للتعنيف، وان حملات التوعية ضد كافة أشكال التعنيف بحاجة إلى حملات مستمرة، والرادع القانوني، وعدم اقتصار حملات المناهضة على أيام محدودة من العام».

وبخصوص رأيها بفعاليات 16 يوما لمناهضة العنف ضد المرأة ترى البصري «أنها من الفعاليات المهمة، وأحدثت تأثيرا لا بأس به في المجتمع خاصة من ناحية التوعية بحقوق المرأة في العيش الكريم».

وبحسب رصد منظمة التواصل والإخاء الإنسانية في محافظة ذي قار- منظمة مستقلة معنية بنشر مبادئ حقوق الطفل والمرأة – أن هناك «أكثر من 3 آلاف حالة تعنيف تم رصدها تعرضت لها نساء في المحافظة منذ بداية العام الحالي».

وذكر مسؤول المنظمة علي الناشي في تصريح اطلعت عليه «طريق الشعب» أن « حالات العنف التي تم رصدها ضد المرأة من خلال الدعاوى القضائية التي تقدمن بها، بلغت 3260 دعوى»، مضيفا «أن هذه الحالات تنوعت بين الضرب والاعتداء الجنسي واللفظي والتنمر».

 

ارتفاع كبير

بدوره، أوجز مدير مكتب مفوضية حقوق الانسان في ديالى، صلاح مهدي المجمعي، معاناة المرأة في المحافظة بمخلفات العنف والاضطهاد الاجتماعي والعوز المعيشي والاقتصادي.

وقال المجمعي في تصريح اطلعت عليه «طريق الشعب»، إن «معدلات العنف ضد المرأة بارتفاع كبير وذلك وفقا للشكاوى المثبتة في المحاكم المختصة او البلاغات الأخرى التي لم يسجل اصحابها دعاوى قضائية لدواع اجتماعية ومخاوف أخرى»، مشيرا إلى أن «الأرامل هن من الشرائح الأكثر تضررا في ديالى في جميع المجالات بسبب الأعباء والمسؤوليات الاجتماعية والمعيشية وانعدام فرص العمل الملائمة».

ولفت المجمعي إلى أن هناك «تقدم نسبي بدور المرأة من خلال اتساع أعداد النساء المعفنات اللواتي أقدمن على رفع شكاوى قانونية على الرغم من الموانع الاجتماعية التي تفرض عليها».

 

 

العنف (النفسي).. الخطر الخفي

 

 

انتصار الميالي

 

حق النساء والفتيات في حياة خالية من العنف هو حق مشروع من حقوق الإنسان، إلا أن الواقع يختلف كلياً عن شرعية تلك الحقوق وذلك يحصل في كل مكان.

للعنف ضد النساء عدة وجوه انطلاقاً من الطرق الكلامية في الحياة اليومية والتلفظ بالعبارات التي تحمل بين طياتها الكراهية وتنعكس بصورة النكت والمزاح، تجعلهن احيانا يتجنبن أماكن ومواقف معينة لتحاشي المضايقات والتهديدات.

تتعرض المرأة لشكل من أشكال العنف والاضطهاد المُمارس ضدها وهو العنف النفسي من خلال التعامل معها بعنصرية أو بسبب إعاقة جسدية فتواجه الإذلال والإهانات والتحكم بها على الصعيد الاجتماعي، وضحاياه من مختلف الشرائح الاجتماعية وعلى اختلاف مستوياتهن العلمية والثقافية، وعادة ما يكون الجناة هم إما الأزواج أو الآباء أو الإخوة أو الزملاء بالعمل. وكثيراً ما يتعرضن له في الأماكن التي من المفترض أن يشعرن فيها بالأمان على سبيل المثال في منازلهن أو محيطهن الاجتماعي. وأكثر عرضة لمُمارسته هن الطفلات أو اللواتي افترقن عن أزواجهن أو يطالبن بالطلاق أو من يقعن ضحية العرف العشائري كالفصلية والنهوة.

يعد العنف النفسي من أكبر المخاطر الصحية التي يتعرضن لها النساء في جميع أنحاء العالم. ولم يكن التطرق لهذا الموضوع والخوض فيه بالمباح، وكان ينظر إليه على أنه من المواضيع المحرمة والتي يتم تجنبها. وماتزال هناك نسبة كبيرة منهن يشعرن لغاية الآن بالعجز، فالحياء والخوف من اللغو والثرثرة والمضايقات الجديدة تمنعهن من المطالبة بحقوقهن وطلب المساعدة، والكثيرات لا يتحدثن عنه، فالاعتداء النفسي اللفظي مثل التهديد والوعيد أو الذم والشتم أو الترهيب وفرض السيطرة وتقليل شأن الآخر وتوجيه الاتهامات له، والقذف والتشهير وتشويه السمعة والإفادات الكاذبة المتعمدة بحق شخص ما نوعاً من أنواع العنف النفسي. وغالباً ما يصاحب هذا النوع من العنف الغيرة المفرطة وسلوك يتجلى في السيطرة والهيمنة على الآخر.

والعنف النفسي من أخطر الأشكال حيث أنه كثيراً ما يمارس بشكل غير مباشر فبالتالي يصعب إدراكه أو ملاحظته من الآخرين، مما يؤدي إلى الصدمة النفسية والتي تولد تأثيراً نفسياً وجسدياً يصعب تجاوزه بسهولة والذي قد يجعل الضحية منطوية وضعيفة وعرضة لخطر الانتحار.

من المهم الانتباه إلى الدلالات والمؤشرات المبكرة وأخذها بعين الاعتبار، ويحتاج الكثير من ضحايا العنف النفسي إلى من يمد لهن يد العون، ويجنبهن اللوم والتشكيك والتوتر والضغوطات، واحاطتهن بالأمان والراحة فالوسط الذي تشعر فيه الضحية بالدعم والمساعدة له تأثير إيجابي كبير لتجاوز الصدمة.

 

 

دور لافت للمرأة العربية التشجيع بمونديال قطر

بغدادـ طريق الشعب

 

شهد مونديال قطر حضوراً لافتاً للمرأة الخليجية على وجه الخصوص، والعربية بشكل عام، لمواكبة منتخبات المغرب والسعودية وقطر وتونس. حضور المغربيات برز بشكل قوي أيضا مع عبور منتخب بلدهن إلى الدور الـسادس عشر.

وتقول مراسلة قناة دي دبليو دانيا صوملاجي من سوريا في تصريح اطلعت عليه «طريق الشعب» إنها «واجهت معارضة شديدة ومتحيزة جنسيا بسبب عملها كمراسلة للشأن الرياضي».

وتفيد أن الحضور المميز للمرأة من مختلف البلدان في مونديال قطر يعكس مستوى التقدم في واقع المرأة لكسر قيود المجتمع غير المبررة والتي تصب بتقييد دور المرأة لا أكثر. 

وتضيف ان «ما رأيته في بطولة كأس العالم هذا العام، يعد احتفالا كبيرا للنساء بغض النظر عن مستوى أداء الفرق، وهذا ما كنت أحلم به دائماً في العالم العربي».

 وختمت بالقول: «أتمنى أن يبقى الأمر على هذا النحو على الدوام: حضور النساء في الملاعب أمر طبيعي للغاية».

 

 

أربع نساء في خريف العمر يكدحن سعيا للعيش الكريم

بغداد- طريق الشعب

 

تفرض ظروف الحياة الصعبة على الكثير من النساء اللاتي تجاوزت أعمارهن 70 عاما، القيام بأعمال تفوق طاقتهن البدنية والصحية، بغية توفير العيش الكريم لعوائلهن.

 

ابيع سبح

أم عبد الله (73 عاما) وهي أم لشابتين وترعى أطفال ابنها الذي توفي جراء مرض خبيث منذ عامين، تقوم  ببيع السبح التي تعمل على صناعتها مع إحدى بناتها.

وتقول لـ«طريق الشعب» إنها تتجول يوميا في أحد شوارع منطقة الكاظمية الشعبية في بغداد لإقناع المارة بشراء السبح مقابل أسعار رمزية، مشيرة إلى أن هناك الكثير من المارة يبدون عدم الاهتمام لطلبها، خاصة وان للسبح انواع مختلفة يفضلها المواطنون.

وعن واقع حالها تفيد انها «تتقاضى راتبا من الرعاية الاجتماعية لا يتجاوز 250 ألف دينار شهريا وهو غير كاف لتسد متطلبات المعيشة اليومية ودفع إيجار الدار».

وتفيد «أخرج صباح كل يوم للتجول لبيع السبح، ثم أعود بعد الظهر للبيت لإعداد وجبة الغداء لأبناء ولدي بعد عودتهم من المدرسة، ثم أعود مرة أخرى للعمل لبيع ما تبقى في جعبتي من السبح»، وتضيف أن محصولها اليومي من بيع السبح لا يتجاوز 15 ألف دينار يوميا، وأحيانا يصل إلى 25 ألف دينار في أيام الزيارات الدينية».

ولم يقتصر واقع الحال الصعب على أم عبد الله فهناك الآلاف من النساء في الطرق والشوارع الرئيسية للعمل بمختلف المهن،

 

مضايقات مستمرة

فالمواطنة نجمة رياض (67عاما) تعمل على حياكة الليف وبيعها في بسطية في سوق الشورجة وسط بغداد.

وتقول ل «طريق الشعب» إنها تأتي يوميا إلى سوق الشورجة لبيع الليف التي تعمل على حياكتها مع زوجة ابنها.

مشيرة إلى أن القوات الأمنية تعمل بين فترة وأخرى على مضايقتها عبر تهديدها بنقل بسطيتها إلى مكان آخر، كما أن أصحاب المحلات يطالبونها بين فترة وأخرى بلبيع في مكان آخر.

وتذكر أن إيجارات المحلات في سوق الشورجة مرتفعة، وأن امكانيتها المادية لا تمكنها من الحصول على مكان بيع نظامي ومناسب.

وترغب نجمة من خلال عملها توفير كافة متطلبات دراسة ابنتها الطالبة في كلية الهندسة، خاصة وأنها الراعية الوحيدة لها بعد وفاة والدها.

من جانبها فضلت المواطنة أم زهراء 60 عاما العمل كبائعة لمستلزمات الخياطة في سوق الزعفرانية وتذكر أن الطلب على بضاعتها قليل بسبب البضاعة المستوردة.

وتقول لـ«طريق الشعب» إنها «توارثت العمل عن والدتها، ولديها زبائن محددون يعملون على شراء بضاعتها لرفد ورش الخياطة الخاصة بهم».

وتقول إن «ظروف الحياة الصعبة أجبرت العديد من النساء على العمل، وهن في أعمار كبيرة».

وتلفت إلى أن «الجهات الحكومية تتثاقل عن توفير متطلبات العيش الكريم للمواطنين الأكثر تضررا، فالحصة التموينية لا تسد شيئا من المتطلبات الغذائية للعائلة، كما أن رواتب الرعاية الاجتماعية قليلة مقارنة بأسعار السوق».

 

العمر ليس عالقاً

أما المواطنة أم قيصر (70 عاما) فتجد أن العمر ليس عائقا أمام المرأة التي تسعى للعيش الــــكريم، وتذكر

لـ«طريق الشعب» أنها استمرت بالعمل كبائعة للخضار بعد وفاة زوجها منذ 4 سنوات، وتفيد « أنها ببسطية الخضار تمكنت مع زوجها رعاية عائلة تتكون من خمسة أفراد ثلاثة منهم أكملوا دراستهم الجامعية والآخران فضلا العمل بميادين أخرى.

مؤكدة على أنها «تعودت العمل وأن العمر لا يكون عائقا أمام الاستمرار بعملها كبائعة للخضار».

 

ص5+6+7+8

 

التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي

( ١-٢ كانون الأول ٢٠٢٢ )

يشهد بلدنا تغيرات وتطورات واحداثا وضعته امام تحديات جسيمة، في حين تبقى  الأزمات المتتالية المصاحبة لحكم منظومة المحاصصة والفساد  تطحن شعبنا، ومعها ترتفع معدلات الفقر والبطالة والجوع والمرض والتخلف ونقص الخدمات وتغوّل السلاح المنفلت، ويتواصل عجز المتنفذين عن إيجاد المعالجات والحلول.

وليس متوقعا اليوم، بعد تجربة الحكم المحاصصاتي المكوناتي المستمرة منذ 19 عاما، أن يتحقق ما هو جدي ونافع للصالح العام. ذلك أن هَمّ المتنفذين الأول والأخير هو مصالحهم ونفوذهم وسلطتهم، التي يتشبثون من اجلها بنهج المحاصصة الفاشل والمدمر. 

وإذا كانت حالة الاستعصاء السياسي المتعلقة بتشكيل الحكومة وفق النهج  المحاصصاتي ذاته، وهو أس الأزمات، قد انتهت الآن، فإن  ذلك لا يعني انتهاء الأزمة البنوية الشاملة، المرشحة - على العكس - للتفاقم على صعد مختلفة.

لذا بات ملحا وضروريا تدشين صفحة جديدة تحت راية التغيير الشامل، تفتح آفاقا واعدة لغد الديمقراطية الحقة ودولة المؤسسات والقانون والمواطنة والعدالة الاجتماعية.

 

الأوضاع الاقتصادية – الاجتماعية

 

تستمر أوضاع البلد الاقتصادية - الاجتماعية والمعيشية في التدهور مع غياب السياسات الاقتصادية التنموية السليمة، وتغوّل منظومة الفساد، التي لم تعد تخشى إظهار فضائحها إلى العلن!

وكان لاستمرار حالة الاستعصاء السياسي عاما كاملا، وما رافقها من غياب للموازنة المالية العامة، الأثر البالغ في توقف المشاريع الاستثمارية وتصاعد معدلات البطالة ونقص الخدمات الأساسية واتساع رقعة الفقر المدقع.

كما أن عدم الاستجابة السريعة للتحديات الاقتصادية التي فرضتها تداعيات الصراع العالمي، ونشوب الحرب الروسية – الأوكرانية، انعكس سلبا في تدهور الأوضاع المعيشية، وارتفاع الأسعار. ويشير تقرير الأرقام القياسية لاسعار المستهلك الصادر مؤخرا عن الجهاز المركزي للإحصاء، الى ارتفاع بنسبة ٥٫٣ في المائة بالمقارنة مع شهر أيلول ٢٠٢١،  كذلك ارتفاع مؤشر التضخم الأساسي بنسبة ٥٫٤ في المائة في الفترة ذاتها . 

لقد فشلت الحكومات المتعاقبة، ومعها ذوو الأجندات الخاصة المدججون بالسلاح والمتماهون مع مشاريع خارجية، في توفير بيئة سياسية وأمنية وتشريعية مناسبة لانطلاق عملية استثمار حقيقي وجاد، سواء للرأسمال الوطني ام للخارجي، في مشاريع إنتاجية صناعية وزراعية وخدمية. مشاريع يمكن ان تشكل ركائز للنهوض ولبناء اقتصاد متنوع ومتعدد المداخيل ولإيجاد فرص عمل. وحسب تقرير المصروفات الفعلية الصادر عن وزارة المالية حتى شهر أيلول ٢٠٢٢، لم ينفق على الموازنة الاستثمارية الاّ بحدود ٧٫٥٤ في المائة ( ما يقرب من ٦ تريليونات ) من مجموع مصاريف الدولة الإجمالي الذي بلغ حوالي ٧٨ ترليونا و٧٥٢ مليون دينار عراقي. وذلك رغم الحاجة الكبيرة والملحة الى الاستثمار في قطاعات أساسية، منها الصناعة التي انفق عليها ١٢٫٣ في المائة لا اكثر، والتربية والتعليم التي انفق عليها 6,5 في المائة، في حين بالكاد وصلت النسبة الى ١٫٥ في المائة من الموازنة الاستثمارية للقطاع الزراعي . ورغم انفاق 30,4 في المائة على قطاع النقل والمواصلات، حسب التقرير، فانه لا يزال في حال يرثى لها. وتكشف هذه الأرقام مجددا الضعف الفاضح في الاستثمار والتنمية ومدى الهدر الناجم عن الفساد وسوء الادارة.  

وجراء ذلك، دخلت البلاد في دوامة من الأزمات الاقتصادية والمالية، مسببة استنزاف ثروات البلد وتدهورا مريعا في قدراته الإنتاجية وتفاقم معاناة الناس، وتزايد عجز الموازنات العامة في السنوات الماضية ونهب المال العام بأشكال وطرق مختلفة، فيما راح يتعزز دور الفئات البيروقراطية والطفيلية والكومبرادورية، التي شكلت تحالفات وتفاهمات مع العديد من المتنفذين من صناع القرار السياسي والاقتصادي.

 

الفقر والبطالة والأوضاع المعيشية

 

تشير المعطيات والأرقام المعلنة الى تفاقم  حالة التفاوت الاجتماعي والفرز الطبقي في البلاد، نتيجة للنهج الفاشل الذي اتبعته قوى المحاصصة والفساد في إدارة البلد وموارده وثرواته.

ففي العام الحالي (2022) ارتفعت معدلات الفقر بحسب احصائيات رسمية، إلى 27 في المائة - ما يعني أكثر من 11 مليون مواطن تحت خط الفقر، وهي النسبة الأعلى منذ نحو 20 عاماً، باستثناء فترة تفشي فيروس كورونا. بينما تؤكد منظمات دولية أن نسبة الفقر الفعلية أعلى  من التقديرات الرسمية المعلنة.

ورغم وجود استراتيجية للتخفيف من الفقر في البلاد الاّ ان الاستثمار في هذا الجانب ضعيف، اذ تم انفاق ٥١ مليار دينار فقط على برامج استراتيجية التخفيف من الفقر، وهي مبالغ لا ترتقي الى حجم الظاهرة والحاجة الفعلية. 

علما أن خط الفقر هو أدنى مستوى من الدخل الشهري لتوفير متطلبات العيش الضرورية، وهو يبلغ في العراق حاليا 115 ألف دينار.

وأعلنت وزارة التخطيط أخيراً أن نسبة البطالة بلغت 16.5 في المائة من مجموع السكان النشطين اقتصادياً، الذين هم بعمر 15 الى 64 عاماً، بينما ترتفع النسبة لدى النساء الى أكثر من 25 في المائة. لكن قراءات أخرى غير رسمية، تؤكد أن البطالة الفعلية ترتفع إلى حوالي ٢٠  في المائة  بين  العراقيين القادرين على العمل فعلياً. ويؤكد خبراء اقتصاديون ان أرقام  وزارة التخطيط غير دقيقة، نظراً إلى عدم توفر تعداد سكاني. فالعينات العشوائية قد لا تنطبق  على المجتمع ككل، وفي بعض المحافظات تصل نسبة البطالة إلى 50 في المئة مثل السماوة والديوانية والموصل.

وليست المشكلة في البطالة فحسب، بل ايضاً في سوق العمل غير المنظم او «العشوائي» الذي يلجأ إليه ملايين الشباب، الذين يعملون في ظروف صعبة وقاسية، من دون حقوق او ضمانات اجتماعية. وهؤلاء يكونون أقرب الى العاطلين عن العمل، إذ لا يختلفون عنهم الا بحصولهم على الأجرة الزهيدة.

لقد اكتفت الحكومات السابقة باتخاذ بعض القرارات الاقتصادية او الاجتماعية، من دون حسابات للجدوى ولمجرد امتصاص غضب الشارع او لخدمة أهداف سياسية انتخابية، مثل التوجه نحو التوسع في التوظيف الحكومي، في الوقت الذي يعتبر فيه العراق اليوم، الدولة الأعلى نسبةً في عدد الموظفين الحكوميين الى مجمل القوى العاملة، بحسب دراسة أعدتها منظمة العمل الدولية .

فمن غير المنطقي الاعتماد كليا على سياسة التوظيف في القطاع العام، حيث يدخل سنويا إلى سوق العمل حوالي 500 ألف فرد! ويبقى البديل إيجاد اقتصاد قوي متنوع يوفر فرص عمل في القطاعات الإنتاجية كافة، وتأمين الضمان الاجتماعي الشامل.  

وساهم ما سبقت الاشارة اليه من مظاهر الصراع الدولي، وتداعيات الحرب الروسية الأوكرانية، وكون العراق يعتمد أساسا على الاستيراد، في ارتفاع  أسعار السلع والمواد الأساسية، لتشكل ضغطاً إضافيا على العائلة العراقية.

وكانت تداعيات ذلك كله وخيمة على الواقع الاجتماعي، الذي تنامت فيه ظواهر خطيرة تنذر بتشوهات اجتماعية جسيمة، حاضرا ومستقبلا.

فقد ارتفعت معدلات الجريمة هذا العام مسجلة أرقاما تاريخية تجاوزت 5300 جريمة قتل جنائية، وبنسبة تفوق 11,5 سنويا لكل مائة الف نسمة، وهي اعلى نسبة لجرائم القتل تاريخياً في المنطقة العربية وايران وتركيا.

وارتفعت حالات الطلاق لتصل الى ٧ آلاف حالة في شهر تشرين الأول ٢٠٢٢، وهو رقم غير مسبوق. فيما تفشت آفة المخدرات، حيث يعلن يوميا عن اعتقال العشرات من المتهمين بين تاجر ومتعاطٍ.

كذلك تصاعدت معدلات الانتحار بشكل ملحوظ خلال النصف الأول من العام الحالي ٢٠٢٢، قياسا الى نفس الفترة من العام الماضي ٢٠٢١، الذي سجل ٧٢٢ حالة انتحار.

هذه الأرقام المخيفة عن ظواهر سلبية اوردناها كأمثلة صارخة، هي انعكاسات وثيقة الصلة بتفشي الفقر والبطالة والمرض وسوء الأحوال المعيشية، وبحالة الانفلات وعدم الاستقرار وضعف هيبة الدولة ومؤسساتها وعدم القدرة على إنفاذ القانون.

 

مؤشرات اقتصادية 

 

يسير الوضع الاقتصادي في بلادنا على رأسه لا على قدميه! فبالتزامن مع ارتفاع أسعار النفط العالمية، وما حققه العراق من إيرادات استثنائية شكلت له وفرة مالية كبيرة، ظلت مؤشرات غلاء المعيشة والفقر والبطالة ونقص الخدمات تتصاعد.

وأعلن تقرير صندوق النقد الدولي عن ان معدل النمو الاقتصادي في العراق بلغ 9.3 في المائة  في عام ٢٠٢٢. وهذا النمو جاء نتيجة ارتفاع الطلب العالمي على النفط الخام والغاز الطبيعي.

وبطبيعة الحال، لا يمكن قياس النمو الاقتصادي الحقيقي وفقاً لارتفاع أسعار النفط عالمياً بسبب أزمة الطاقة العالمية، ذلك ان أسعار النفط شديدة التذبذب ولا يمكن الاعتماد عليها في تقييم الوضع الاقتصادي للبلد.

بل ان النمو الذي يعلنه الصندوق يُعد نموا للقطاع النفطي وليس للاقتصاد العراقي الحقيقي، حيث ان قطاع النفط يُعد مصدرا أساسيا  للقيمة المضافة اقتصاديا، في حين تتراجع القطاعات الاقتصادية الإنتاجية غير النفطية.

وقد أدى غياب الموازنة العامة لسنة ٢٠٢٢ إلى حالة من الركود الاقتصادي في الأسواق، مع ارتفاع كبير في أسعار الأغذية والسلع الأساسية، فضلاً عن النقص الحاد في الخدمات.

ولم يلمس المواطنون، لاسيما محدودو الدخل، أي انعكاس إيجابي للوفرة المالية على أوضاعهم المعيشية، بالرغم من تشريع قانون الدعم الطارئ للأمن الغذائي والتنمية، الذي خصص ٢٥ ترليون دينار لتأمين التخصيصات المالية لقطاعات عدة، والذي تثار تساؤلات عن أمواله وأين صرفت!

وكان وزير المالية السابق علي علاوي قد توقع ارتفاع الاحتياطات النقدية للبلاد إلى أكثر من 90 مليار دولار بحلول نهاية 2022، مشيرا إلى أن هذا المستوى يُعد قياسيا بالنسبة للعراق.

وفي هذه الظروف يتوجب الضغط لاستثمار الوفرة المالية، المتحققة أساسا بفضل ارتفاع اسعار النفط، على نحو سليم لتنويع مصادر الدخل الوطني وايرادات الدولة خاصةً المتأتية من القطاعات الإنتاجية، لاسيما الزراعة والصناعة، والتوجه الى إيجاد ركائز تنمية متوازنة ومستدامة، تُحسّن مستوى المعيشة وتوفر الخدمات للمواطنين وتؤمّن فرص عمل لهم. وهذا ما يتوجب اعتماده وليس اللجوء الى التوظيف المسيس والزبائني. ويستدعي هذا بدوره مراجعة شاملة للتعليم في مختلف مراحله، وإعادة بنائه على وفق الحاجة الفعلية، كذلك تنمية الكفاءات والقدرات المهنية الوطنية. وبات مهما ايضا تشريع القوانين ذات العلاقة بتحسين اوضاع المتقاعدين وزيادة رواتبهم، وتلك التي لها علاقة بالضمان الاجتماعي الشامل، خاصة في حالات البطالة والشيخوخة.  

 

سعر صرف الدينار العراقي

 

كان الهدف المعلن من خفض قيمة صرف الدينار العراقي، بحسب الحكومة السابقة - حكومة السيد الكاظمي - توفير سيولة نقدية، تمكن الحكومة من دفع الرواتب بعدما عجزت الميزانية عن ذلك بسبب انهيار أسعار النفط، بجانب مبررات اخرى سيقت آنذاك. لكن ذلك الاجراء غير المدروس ألحق الضرر بالمواطنين ذوي الدخل المتوسط والمحدود، بمن فيهم الموظفون الحكوميون!

ومُرّر القرار الذي مهدت له في حينه ما سميت «الورقة البيضاء «، وقيل، بين ما قيل، ان  خفض قيمة الدينار ستصاحبه زيادة في الموارد المالية للدولة، يمكن  استثمارها في تحسين الخدمات العامة وتطوير قطاعات إنتاجية. لكن أيا من ذلك لم يتحقق، بل ارتفعت الأسعار وتفاقم غلاء المعيشة.

غير ان إعادة النظر في معدل الصرف في الظرف الراهن، قد تتسبب في حالة من عدم الاستقرار في الاسواق، بما يؤدي الى المزيد من الركود الاقتصادي.

وإن أي تعديل في قيمة صرف العملة الوطنية، يجب أن يستند إلى سياسة مالية ونقدية واقتصادية ذات جدوى حقيقية، مرتبط بمجموعة من الإجراءات بما فيها حُزم الدعم للطبقات والفئات الفقيرة والمهمشة ومحدودة الدخل، وتقديم الدعم الكافي للنهوض بالقطاعات الإنتاجية.

 

ملامح فرز اجتماعي وطبقي

 

ان ما ذكر أعلاه  وغيره من التداعيات المباشرة وغير المباشرة للازمة البنيوية، زاد من حدّة التوترات الاجتماعية والفرز الطبقي، وفاقم الهوة بين أقلية تراكم الثروة عبر أنشطة مرتبطة بالريع وليس بالإنتاج، وايرادات غير مشروعة مرتبطة بالفساد المالي والإداري والسياسي، وبين أغلبية مسحوقة ومحرومة.

وقد أثّرت الظروف المعيشية الصعبة وتدني قيمة الدخل على مختلف الفئات والشرائح الكادحة ومحدودة الدخل، بما فيها الفئات الوسطى . كما ان مشاريع غسيل الأموال قضمت من مساحات البرجوازية الصغيرة وحتى الوسطى، ونالت سيطرة المليشيات ومافيات الفساد كثيرا من قدرة البرجوازية التجارية غير المرتبطة بقوى سياسية متنفذة، على المنافسة في السوق. في حين يلاحظ حراك للسكان من الريف والاهوار بسبب شح المياه والجفاف، والهجرة الى أماكن يمكن ان توفر لهم لقمة العيش.

إن إحدى تجليات الفرز الحاصل هو تعمق عزلة قوى منظومة المحاصصة والفساد، الذي تجلى في عزوف الغالبية العظمى من أبناء الشعب عن المشاركة في انتخابات ٢٠٢١، بعدما عمد المتنفذون الى تصميم العملية الانتخابية وفقاً لمقاساتهم السياسية ومصالحهم وبما يديم نفوذهم.

وبسبب ذلك كله، يشهد المجتمع العراقي حراكا اجتماعيا مستمرا، يتمظهر بشكل احتجاجات سياسية ومطلبية وتذمر واسع، ونقد ساخط على مواقع التواصل الاجتماعي.

ومع استمرار السياسات ذاتها ارتباطاً بالتمسك بنهج المحاصصة وما يسببه من تداعيات وأزمات، لا يبدو مستبعدا أن نشهد تفجراً اجتماعيا كبيراً، تتصدره الشرائح الاجتماعية الأشد فقرا والفئات المتضررة من منظومة الحكم.

 

 

من جديد .. مفهومنا للمحاصصة

 

هناك خَلط، بعضه متعمد، بين نهج المحاصصة الطائفية والاثنية الذي نعتبره أسّ فشل وفساد المنظومة الحاكمة والأزمات المتتالية، والذي يُختزل بتعبير «المحاصصة»، وبين توزيع الحقائب الوزارية في الحكومات الائتلافية وفق برنامج معلن و»حصص»، على الأحزاب والقوى والشخصيات المشاركة فيها، يُحدد أحجامها وفقا لنسبة أو وزن التمثيل النيابي لكل طرف ضمن الائتلاف الحكومي.

فهذا الا خير يختلف تماما عمّا يجري اتباعه في بلادنا، بموجب «أعراف» نهج المحاصصة المعتمد في جميع الدورات البرلمانية والحكومات المنبثقة عنها.

إن حال المحاصصة في العراق يفترض أن الوزارة المعينة هي حصة هذا الحزب او ذاك من الحكومة، وأن سياسة هذه الوزارة تخضع لسياسة ذلك الحزب، فيتعذر على رئيس الوزراء التدخل في شؤونها، وهو ما يحصل دائما – مع بعض الاستنثاءات. ومن جانب آخر، يُنظر الى هذه الحصة على انها غنيمة للحزب المقصود ولوزيره بكل ما تضمه من موارد مالية وبشرية.

لذلك يدور تنافس حاد، غالبا ما يتحول إلى صراع، على الوزارات حسب حجم موازناتها ونفوذها، حيث تصرّ كل كتلة على الاستحواذ على وزارة سيادية ووزارة خدمية ذات موازنة كبيرة، ثم تقوم الجهة السياسية المعنية بامتصاص نسبة كبيرة من تلك الموازنة التشغيلية، عن طريق تعيين أنصارها ومريديها وأقارب مسؤوليها في المناصب والدرجات العليا، وهم الذين تستخدمهم لفرض سلطتها وفي الانتخابات.

وهكذا نجد هذا التقاسم، المنافي لمبادىء وأسس المواطنة والمساواة أمام القانون، ناهيك عن معايير الكفاءة والنزاهة. وقد أوجد احتكار الأحزاب حق التصرف بـ»حصتها» من الوزارات، سوقا «لبيع» مناصب عليا وتوزيعها على المرشحين من مختلف القوى والكتل، فيما أصبحت  وزارات معينة حكرا لهذا المكون الاجتماعي او ذاك.  

 من جانب آخر أدت المحاصصة الى عملية التفاف على الدستور ومواده، وإحلال توافقات القوى السياسية المتنفذة محلها، وقادت الى ضياع هيبة الدولة وإضعاف مؤسساتها، وتكوين الدولة العميقة. 

كما كان من نتائج هذا التحاصص المشوّه، أن تحول العديد من الوزارات إلى اقطاعيات تابعة لهذا الحزب أو ذاك، استشرى فيها الفساد السياسي والمالي والإداري والمحسوبية وسوء الإدارة، وغابت معايير الكفاءة والمهنية والنزاهة، فعجزت عن النهوض بمهامها، فيما توالت الأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية واستفحلت.

ان هذه الطريقة في التعامل مع المؤسسات الحكومية لا يمكن ان ترسم مسارا سليما  لبناء الدولة، وهي تبقي على الوضع عبر إعادة انتاج الحصص وتقاسم الثروات.. كما جرى ويجري حتى الآن.

 

الحكومة الجديدة والنهج المقيت

 

تشكلت حكومة السيد محمد شياع السوداني بعد انقضاء أكثر من عام على إجراء انتخابات تشرين ٢٠٢١، نتيجة حالة الاستعصاء التي سببها  تمسك قوى المحاصصة بالنهج المقيت.

وكان الصراع على تشكيل الحكومة هذه المرة الأشد والأعنف منذ العام ٢٠٠٣، حتى حُسم بعزوف التيار الصدري عن المشاركة في الكابينة الوزارية، بعدما انسحب من البرلمان قبل ذلك بأشهر.

ولعبت الارادات الخارجية دوراً مؤثراً في مسار تشكيل الحكومة، وفقاً لحسابات المصالح الدولية والإقليمية للفاعلين الخارجيين ودورهم في الشأن العراقي.

وجاءت الحكومة الجديدة وفق آليات التحاصص المعهودة، بل ذهبت إرادة قوى المحاصصة إلى أبعد من تسمية الوزراء، وانتقلت إلى صراع مكشوف حول الدرجات الخاصة، بانت ملامحه بعد أيام من تصويت البرلمان على التشكيلة الوزارية.

وكشفت التعيينات الأخيرة هيمنة الإطار التنسيقي على الدرجات الخاصة، في تحرك يعبر عن رغبة في إعادة التموضع في مؤسسات الدولة .. وهي تعيينات يمكن النظر اليها على  انها تدخل مؤثر في  قرارات رئيس الوزراء، بعكس ما يعلن عن إعطائه حرية ومرونة في التحرك واتخاذ القرارات. ومن المؤكد أن الحكومة الحالية هي عموما حكومة الإطار التنسيقي، مع أن هذا لا يعفي شركاءهم في « تحالف إدارة الدولة « من المسؤولية. 

على ان الجديد في معادلة الحكومة الحالية بعد انسحاب  التيار الصدري، هو أن طرفا سياسياً محددا بات يتحمل مسؤولية نجاح او فشل الحكومة. وهذا الطرف هو الإطار التنسيقي بكل قواه، الأمر الذي لم يتحقق في الحكومات السابقة، بهذا التأكيد المعلن.

إننا نجدد موقفنا الثابت في رفضه لنهج المحاصصة، ولاعتماده كمبدأ في عملية تشكيل الحكومات السابقة، والحكومة الحالية أيضا ، التي نراقب خطواتها واجراءاتها وقراراتها، وندعو لتعزيز الرقابة وتصعيد الضغط الشعبي عليها من أجل ان تمضي في تنفيذ تعهداتها التي تنسجم مع المطالب الشعبية، ونتخذ المواقف منها وفقا لمصالح شعبنا.

على ان اليقين راسخ بأن هذه الحكومة تقوم على منهج جُرّب وفشل، وهي تتحرك ضمن حدود ما هو مرسوم لها من القوى والكتل السياسية المشاركة فيها والداعمة لها. وهذا ما يؤكد مجددا وبإلحاح  حاجة شعبنا الى بديل سياسي آخر، يرفض منظومة المحاصصة والفساد، ويؤسس لخطوات واعدة على طريق التغيير الشامل. 

 

قراءة أولية في المنهاج الوزاري

 

أكد رئيس مجلس الوزراء في أول مؤتمر صحفي عقده بعد مباشرته مهامه في اول تشرين الثاني ٢٠٢٢، أن «أولوياتنا معروفة: الفقر والبطالة ومكافحة الفساد والإصلاحات الاقتصادية وتقديم الخدمات».

وفيما بدا ان المنهاج الوزاري ينصب على تقديم الاهتمام بالواقع الخدمي على قطاعات حيوية أخرى، فانه تضمن ايضا قضايا سياسية عقدية فرضتها الكتل المتحاصصة، من قبيل (الملفات العالقة بين بغداد واربيل) و(مناصب حكومة تصريف الاعمال) و(تطبيق اتفاق سنجار) و(ملف جرف الصخر).. وغيرها.

وعند الاطلاع  على منهاج  الحكومة الجديدة، يمكن القول إن المنهاج لم يأت ملموساً بالنسبة للأزمات والتحديات التي تواجهها البلاد، ولا شاملاً. حيث تضمن عبارات عمومية في العديد من فقراته، ولم تحظ فيه قطاعات رئيسية بالاهتمام الكافي، ولم يعكس على نحو واضح رؤية الحكومة للمعالجات، كما هو حاصل في فقرة القطاع النفطي.

كذلك لم يُعط المنهاج الاهتمام اللازم لموضوعات لها أهميتها في الواقع العراقي، مثل الثقافة والرياضة. 

وعلى سبيل المثال ايضا  لم يحظ قطاع التعليم باهتمام يوازي الاهتمتم بالقطاع الامني، في حين سجل التعليم على اختلاف انواعه مستويات حرجة من التدهور.

ومن ناحية أخرى فأن بعض ما تضمنه المنهاج من قضايا تمس حياة المواطنين،  لم يأت بمعزل  عن الضغط الشعبي المتواصل وانتفاضة تشرين، بل وجاء استجابة لذلك.

ولابد من القول انه لا يكفي النظر إلى ما هو مكتوب في المنهاج، بل أن المعيار لما تضمنه هو المنجز والمتحقق منه فعلا، ومدى انعكاس ذلك إيجابا على حياة العراقيين ومعيشتهم والخدمات المقدمة اليهم.

وذلك ما اكدته تجربة شعبنا المريرة مع حكومات المحاصصة المتعاقبة، والوعود التي اعلنتها في برامجها، والتناقض الصارخ بين الأقوال والافعال.

 

التحديات وإمكانيات التنفيذ

 

 هناك تحديات امام  رئيس الوزراء ومدى قدرته على المضي حتى النهاية في تنفيذ ما جاء به المنهاج الحكومي وما تفرضه الحاجات الملحة، وفي تخطي حدود ما هو مرسوم من جانب القوى والكتل السياسية المشاركة والداعم للحكومة، فيما تبقى قائمة إمكانيةُ الصدام، عاجلا أو عاجلا، مع الإرادة  السياسية لمنظومة الحكم، المستندة إلى شبكة المحاصصة ومافيات الفساد.. وما تمثله الدولة العميقة.

فالمنظومة المحاصصاتية لن تجيز  بسهولة  المساس برؤوس الفساد، وهي التي وفرت الحماية لهم  ودعمت تشكيل الحكومات السابقة والحالية.. فما الذي سيتغير؟

ان حزبنا يؤكد مجددا رفضه بقوة لنهج المحاصصة في تشكيل الحكومة، لأن حكومة المحاصصة  ستكون رهينة توافقات المصالح الضيقة ذاتها، التي تقف بالضد من مصالح شعبنا، ولن تمكنها من تأدية مهامها المنتظرة بتقديم معالجات جذرية للأزمات التي يواجهها البلد.

وإن اُتخذت بعض الإجراءات هنا وهناك، تحت ضغط المطالب الجماهيرية او في محاولة لاستعادة أجواء الثقة وتنفيس حالة الاحتقان السياسي والاجتماعي، فان هذه الاجراءات  لا تشكل في مضمونها سوى محاولات في حدود ما تسمح به المنظومة الحاكمة.

وهكذا جاءت الحكومات السابقة بوعود معسولة، سرعان ما تراجعت عنها وانكفأت في أول مواجهة مع منظومة المحاصصة والفساد.

 

مجلس النواب والانتخابات المبكرة

 

أظهر مجلس النواب أداءً ضعيفا لا يرقى الى مستوى التحديات الكبيرة ومتطلبات التعامل مع حالة الاستعصاء السياسي التي دامت أكثر من عام، وكان المتضرر الوحيد منها هم أبناء الشعب.

إن اختلال موازين القوى داخل مجلس النواب، الناجم عن نتائج انتخابات تشرين ٢٠٢١، أدى إلى صراع محموم يصعب تصور انتهائه بتشكيل الحكومة.

فابتداء من تشكيل ما سمي «الثلث المعطل»، مروراً بتوافقات  أساسها المصالح الضيقة، وانتهاء بتغيّر تركيبة المجلس بعد انسحاب الكتلة الصدرية..  بات واضحاً ان مجلس النواب الحالي لا يمثل سلطة الشعب، بل أنه ممثل لسلطة الأقلية الحاكمة.

وبحساب الأرقام الرسمية المعلنة، فان هذا المجلس، لاسيما بعد  انسحاب الكتلة الصدرية، لا يمتلك  شرعية شعبية وسياسية، وإن كانت شرعيته القانونية قائمة شكليا.

فهو لم يحقق طيلة عام من انعقاده،  سوى تمرير قانون الأمن الغذائي وقانون تجريم التطبيع، وعجز عن تسمية حتى رؤساء لجانه الدائمة، بل ولم يتخذ موقفا يذكر من الاحداث الحامية التي شهدتها البلاد! وبقي متفرجاً على صراع  يدور خارج اروقته، منتظراً لحظة الحسم من قادة الكتل المتصارعة.

وفي الوقت الذي استبشر فيه المواطنون بوصول عشرات ممن تقدموا الى الانتخابات كمستقلين، إلاّ ان مواقف ودور عدد ممن يحسبون عليهم، والذين إما بانت انتماءاتهم وولاءاتهم الحقيقية لاحقاً أو وقفوا أزاء الازمة متفرجين، كان بمثابة صدمة للناخبين الذين منحوهم اصواتهم. فقد كان المؤمل من النواب المستقلين، الذين وصلوا الى البرلمان بأصوات التشرينيين والمدنيين والمتطلعين الى التغيير، مواجهة سياسات ومواقف القوى المتنفذة في البرلمان، والتمسك بما طرحته انتفاضة تشرين من شعارات ومطالب.

ان مجمل ظروف البلد ومنهج تشكيل الحكومة والمعطيات الواقعية الراهنة، تجعل من  موضوعة الانتخابات البرلمانية المبكرة ضرورة لا جدال فيها.

وقد تضمن المنهاج الحكومي فقرة تنص على اجراء الانتخابات المبكرة خلال عام من تشكيل الحكومة، وتعديل قانون الانتخابات البرلمانية في الأشهر الثلاثة الأولى. لكن هذا الالتزام الذي أصبح قانوناً، يجري التراجع عنه من قبل رئيس الوزراء والقوى والكتل المشكلة لحكومته والداعمة لها. حيث بدأوا التحضير لاجراء انتخابات مجالس المحافظات في أواخر العام المقبل ٢٠٢٣، متجاهلين انتخابات مجلس النواب.

ان هذا التنصل عن اجراء الانتخابات المبكرة لا يمكن السكوت عنه او تجاهله، بل يجب مواصلة الضغط السياسي والشعبي من أجل فرض اجراء هذه الانتخابات كما جاء في المنهاج الوزاري.

ولكن أية انتخابات نريد؟

 

تمثل الانتخابات إحدى أدوات مشروع التغيير الديمقراطي، ومن أجل ان تأتي معبّرة عن إرادة العراقيين، ومحفزة لهم على الوثوق بالعملية السياسية، لابد ان تتوفر فيها عناصر العدالة والنزاهة والشفافية.

لهذا نشدد على الآتي:

  • تشريع قانون انتخابات عادل ومنصف، يوسع المشاركة ولا يتسبب في هدر الأصوات، ويحقق إرادة المواطنين في انتخاب ممثليهم. قانون لا تحتكر الكتل البرلمانية المهيمنة صياغته، بل تشارك فيها القوى السياسية الأخرى والشخصيات من خارج البرلمان، إضافة إلى النقابات والاتحادات ومنظمات المجتمع المدني والاكاديميين ومراكز الأبحاث.
  • إبعاد مفوضية الانتخابات وكوادرها، في المركز والمحافظات، عن المحاصصة والكتل السياسية المتنفذة.
  • اشراك حقيقي للمجتمع المدني والنخب والكفاءات المستقلة في عملية مراقبة الانتخابات.
  • منع القوى والأحزاب التي لها أذرع مسلحة من المشاركة في الانتخابات، عبر تطبيق تام لقانون الأحزاب السياسية.
  • منع استخدام المال السياسي وكبح جماح أية محاولة لشراء الذمم والاصوات والتزوير، ولتدخل الجهات التنفيذية، وضمان التكافؤ في فرص الدعاية الانتخابية عبر وسائل الاعلام شبه الرسمية.
  • الاقتصاص العادل من قتلة المتظاهرين وداعميهم، والكشف عن المغيبين من الناشطين والمتظاهرين، ومنع من لهم صلة بالقتل والاختطاف من المشاركة في أية انتخابات.
  • ضمان الاشراف الدولي الفاعل على الانتخابات.

إن من شأن تهيئة كل الوسائل الضرورية والتدابير اللوجستية والامنية لإنجاز الانتخابات المبكرة، أن تحقق مشاركة واسعة للمواطنين في اختيار من يرونه مناسباً لتمثيلهم، من دون ضغط او إكراه او مصادرة لحرية الاختيار.

ان الانتخابات المبكرة ترتبط ارتباطا وثيقا بمشروع البديل السياسي. لذا فإن الإعداد لها وفق المتطلبات المذكورة، يفسح المجال للقوى التي تعمل من اجل التغيير الشامل، للسير خطوات الى امام نحو تشكيل البديل السياسي للمنظومة الحاكمة.

إن موضوعة الانتخابات هي جزء من صراع كبير بين قوى المحاصصة والقوى السياسية والجماهيرية المتطلعة الى التغيير.. وهي معركة تتطلب أوسع اصطفاف قادر على تغيير موازين القوى، وحسم الصراع لصالح أبناء شعبنا ولمشروع البديل السياسي الديمقراطي.

 

 

 

الوعد بمكافحة الفساد

 

أطلقت حكومة السيد السوداني وعوداً بمواجهة الفساد، وأقدمت في أيامها الأولى على إجراءات  ضد عدد من المتهمين بالفساد، لا سيما ما يتعلق بتهريب النفط ومشتقاته. لكنها لم تستكمل التحقيق في ملف سرقة أموال الضرائب، تلك الفضيحة المدوية التي هزت العراقيين، والتي تشترك فيها مافيات وقوى سياسية متنفذة وتتوجب معالجتها بعيدا عن الصفقات، وبما يضمن  استرداد المال العام المنهوب، ومعاقبة من تسبب في ذلك وفقا للقانون.

ومن الملاحظ ان الإجراءات التي اقدم عليها رئيس الوزراء حتى

الآن، استهدفت شخصيات جاءت بها الحكومة السابقة. فهل يبقى الأمر مقتصرا على استخدام الفساد المستشري ذريعة لإعادة التموضع السياسي في مؤسسات الدولة، بدلا من شن حملة شاملة ضد الفاسدين.. بالأخص الرؤوس الكبيرة منهم؟

من حيث الجوهر ترتبط العناصر المنتجة والمكوّنة والمؤسسة للفساد وسوء الإدارة، بنهج المحاصصة بهذا الشكل او ذاك. فاذا لم يتم التخلي عن هذا النهج المقيت، لن تكون هناك معالجات جذرية.

وان من المؤكد في الوضع الراهن ان معركة التصدي للفاسدين والمفسدين بما يملكون من إمكانات وتداخلات مع اصحاب القرار والمتنفذين والمافيات المليشياوية، لن تكون سهلة، وان الانتصار فيها يتطلب حشد قدرات كل العناصر والطاقات الوطنية، الرسمية والشعبية، وإطلاق «الحملة الوطنية لمكافحة الفساد» قولا وفعلا، وان تتضمن اهدافا محددة معلنة واجراءات وخطوات ملموسة. وهذا يتطلب أيضا ضمان سيادة حكم القانون، وإقامة دولة المؤسسات واحتكارها للسلاح. 

ان محاربة الفساد وفضح ومحاسبة رؤوسه كانت ولا تزال مطلبا أساسيا ملحا من مطالب الحراك الجماهيري، وعنصرا رئيسا في تحقيق الإصلاح والتغيير المطلوبين.

 

السلاح بيد الدولة

 

ترتبط عملية محاربة الفساد ارتباطا وثيقا بملف السلاح السياسي والمنفلت. فالفساد يشكل دعما للسلاح خارج مؤسسات الدولة الدستورية، والأخير يمثل حاميا للأول.

لذلك لا يمكن تفكيك منظومة الفساد من دون مواجهة حازمة للسلاح خارج سيطرة الدولة.

في المنهاج الحكومي، جاءت موضوعة السلاح المنفلت في آخر فقرات المحور الأمني، ما يعكس كونها خارج أولويات الحكومة التي يجب ان تتحمل المسؤولية الأساسية عن معالجتها. بينما يمثل هذا الملف أولوية بالنسبة للقوى السياسية الساعية للتغيير، ولغالبية أبناء الشعب، لما يمثله من تهديد حقيقي لأمن واستقرار العراق.

وينقسم ملف السلاح خارج سيطرة الدولة إلى قسمين، الأول هو المرتبط بالجماعات المسلحة، وهو سلاح سياسي يشكل تهديدا حقيقا لوجود الدولة ولعمل مؤسساتها الدستورية والسلم الأهلي في البلد. وتتطلب معالجته العمل وفق مسارين أحدهما سياسي والآخر أمني وفقا للدستور. اما القسم الآخر فيتعلق بالسلاح المنفلت بيد العشائر وجماعات الجريمة المنظمة.  وهذا الملف الحساس يجب أن يجري التعامل معه باعتباره مظهرا لتهديد أمن المواطنين وسلامتهم. ومن دون معالجته ستبقى اوضاع العراق والعراقيين مرتهنة لمغامرات السلاح المنفلت، ولعبث مالكيه واستخدامه لفرض إرادة ومواقف سياسية. وتتحمل السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية مسؤولية استمرار ذلك.

انتهاكات فظة لسيادة العراق

 

تتواصل التدخلات الخارجية في الشأن العراقي، فيما تستمر تركيا وايران باعتداءاتهما على حرمة اراضي العراق وسيادته. وقد تمادى الطرفان كثيرا في ذلك، في انتهاك فظ للقانون  والأعراف الدولية وعلاقات حسن الجوار. وهذا التمادي ليس بمعزل عن ضعف الدولة وغياب الارادة السياسية المستقلة وارتهان قوى متنفذة لإرادات خارجية.

ويذهب ضحية هذه الاعتداءات المدانة والمستنكرة مواطنون أبرياء في الإقليم، وتتسبب في ترويع الناس، كما تلحق خسائر مادية بالمؤسسات والمنشآت ومساكن المواطنين، وتعطل الحياة اليومية، وتشكل عدوانا على سيادة العراق وتدخلا سافرا في شؤونه الداخلية.

ويواصل الطرفان المعتديان ذلك بذرائع وحجج واهية، ويحاولان باعتداءاتهما  تحويل الأنظار عما يجري داخل  بلديهما وعن مطالبة شعبيهما المتواصلة بالحريات والحقوق المدنية والانفتاح والديمقراطية، وتلبية التطلعات المشروعة لسائر الفئات والقوميات  فيهما.

ان الحزب الشيوعي الذي يرفض من حيث المبدا أي اعتداء او انتهاك لسيادة العراق واستقلاله والتهديد باحتلال اراضيه، وتحت اية ذريعة كانت ومن أي طرف جاءت، يجدد مطالبة الأطراف كافة باحترام ذلك، وبوقف الاعتداءات العسكرية التركية والإيرانية، وإزالة ما موجود في بلادنا من قواعد لهما. وهو في الوقت ذاته  يتضامن مع الشعوب وحقها الطبيعي في النضال والعمل من اجل تحقيق طموحاتها وأهدافها، ويشدد على أهمية الاحترام المتبادل لسيادة البلدان وحرمة أراضيها.

ان الحكومة الاتحادية وحكومة الإقليم مطالبتان بالعمل على وقف هذه الاعتداءات، بمختلف الطرق الدبلوماسية والاقتصادية والتجارية، والدفاع عن البلد وصيانة حدوده واستقلاله، وتوفير الأمن والاستقرار للمواطنين.

 

 

الزراعة وشُح المياه وتصحر العراق

 

بات شح المياه اليوم واقعا في بلادنا وأصاب الجفاف مناطق زراعية واسعة، فيما التقارير تقول أن نسبة التصحر تقترب من ٤٠ في المائة من الأراضي الصالحة الزراعة.

ان مشكلة المياه ليست وليدة اليوم وقد جرى تجاهل لدراسات وطنية ودولية، حذرت من الوصول الى هذه الحالة الآخذة بالتفاقم رغم  هطول امطار هنا وهناك، اشارت تقارير الى ان الاستفادة منها حاليا لا تتجاوز نسبة ٢٥ في المائة، خاصة في محافظات العراق الوسطى والجنوبية.

وجراء النقص الحاد في المياه جرى تقليص المساحات المسموح بزراعتها. فهي في هذا الموسم لا تتجاوز مليونا ونصف المليون دونم ( اُضيف اليها مؤخرا مليون آخر بعد هطول الامطار) اعتمادا على الري السطحي. واُضيفت اليها أربعة ملايين دونم أخرى على ان تروى بالمياه الجوفية المحدودة التجدد أصلا. ولم يُسمح بزراعة الشلب الاّ في مساحات محدودة، للحفاظ على البذور عالية الجودة وبذور العنبر الذي يكاد ان يختفي. وكان سبق لوزارة الزراعة ان أعلنت ان مساحة الأراضي الصالحة للزراعة تبلغ ٢٦ مليون دونم.

وسبّب النقص الحاد في المياه جفاف وتصحر مساحات واسعة، واضرّ بالأهوار وادى الى نفوق آلاف الحيوانات، وأثّر ذلك  بشكل كبير على الأمن الغذائي للبلد. 

ولعل الأمر الآخر المقلق هو فقدان آلاف المزارعين والفلاحين مصدر رزقهم، ما اضطر الكثير منهم الى الهجرة الى مناطق أخرى للبقاء على قيد الحياة وتأمين مصدر عيش بديل. وسيترك هذا من دون شك آثاره العميقة على واقع الريف والقطاع الزراعي، وسيثير نزاعات بشأن المياه والحصول عليها.

من جانب آخر، أخذت تبرز تدريجيا مشكلة عدم وصول المياه في نهري دجلة والفرات الى محطات تصفية الماء الصالح للشرب. كما ان شح المياه سيترك أثره على إمكانية استخدام المياه في توفير الطاقة الكهربائية، على محدوديتها أصلا.

ويقول واقع الحال ان العراق تصعب تسميته الآن بلاد الرافدين. ولذلك أسباب عدة يأتي في مقدمتها عدم حصوله على حصة عادلة من تركيا، المستمرة في تجاهل مصالح العراق وفي عدم الاستجابة لمطالبه المنسجمة مع الأعراف والقوانين الدولية وعلاقات حسن الجوار. فيما الحقت إجراءات ايران ضررا كبيرا بالعراق بتحويلها مجاري عشرات الأنهر والروافد الى داخل أراضيها.

صحيح ان المنطقة عموما تتعرض الى متغيرات مناخية أثّرت عليها بهذا الشكل او ذاك، الاّ انه ليس من العدل والانصاف ان يتحمل العراق وحده عبء ذلك. ومن هنا تتحمل تركيا وايران مسؤولية كبرى عما يحصل اليوم من شح للمياه في بلادنا.

على ان حكومات العراق المتعاقبة تأخرت كثيرا في اتخاذ خطوات احترازية وتحسبية لما يحصل اليوم، والذي حذرت منه جهات عدة، والقادم اصعب. لذا بات ملحا ان تتحرك  الحكومة ومؤسساتها ذات العلاقة في اتجاهات عدة لتأمين حصة عادلة للعراق، وان تتعامل اقتصاديا وتجاريا وسياسيا مع تركيا وايران في ضوء مواقفهما من قضية المياه. وهذا  يتطلب المزيد من الضغط بعيدا عن الحسابات الضيقة، لانتزاع حصة مقبولة للعراق في مياه نهري دجلة والفرات، وان تعيد تركيا  وايران النظر في إجراءاتهما الأحادية الضارة والمؤذية.

ويتطلب ملف المياه ايضا تقديم شكوى دولية وطرح حقوق العراق المائية ومطالبه العادلة من دون تردد. فيما يتوجب داخليا اتخاذ الخطوات اللازمة لتأمين حُسن استخدام المياه وتوزيعها العادل بين المحافظات، ومنع تسلط المتنفذين عليها، والاستثمار الفاعل لما موجود منها، وتنمية المياه الجوفية، وضمان الاستفادة القصوى من مياه الامطار واستخدامها الواسع في الزراعة، واستخدام تقانات الري الحديثة، وتفعيل الارشاد والتوعية بما يحصل، وان يتحمل المواطن أيضا مسؤوليته في ترشيد الاستخدام والاستهلاك.

وفي هذه الظروف الحرجة يتوجب على الحكومة تقديم كل اشكال الدعم والاسناد للمزارعين والفلاحين، ومنهم أيضا من اضطر الى ترك ارضه والهجرة منها  تحت ضغط الجفاف.

 

واقع بيئي  ينذر بمخاطر جمة 

 

رغم ان العراق انضم الى اتفاقية باريس للمناخ عام ٢٠٢٠ ، وتم تشريع ذلك بالقانون رقم ٣١ لسنة ٢٠٢٠، وتأسيس وزارة البيئة، الاّ ان إجراءات الحكومات المتعاقبة لم ترتق الى مستوى التحديات البيئية  الكبيرة التي يواجهها العراق، الذي عُدّ من بين اكثر الدول تضررا من تغير المناخ.   واضافة الى المشاكل والكوارث البيئية المزمنة والمتراكمة المعروفة، فان ظواهر جديدة قد فاقمت الوضع البيئي المتدهور أصلا، وبات ذلك يشكل تهديدا جديا للعراق حاضرا ومستقبلا. ومما استجد تفاقم ظاهرة شح المياه وحالة الجفاف والتصحر واختفاء الاهوار وتقلص المساحات الخضراء، كذلك البناء العشوائي على حساب المناطق الخضراء والأراضي الزراعية التي يجري تغيير جنسها لصالح البناء السكني، كذلك المستويات  العالية لتلوث الهواء.

ان مضار هذا التدهور، الذي لا نشهد اية محاولات جادة للحد منه على الأقل، عديدة ومتنوعة وخطرة على الانسان وصحته، وعلى نقاوة الهواء والانهار والمياه الجوفية، وما يتسبب فيه من خسائر اقتصادية.

لذا بات ضروريا تبني استراتيجية وطنية شاملة لمواجهة التداعيات البيئية الحاصلة، وتخصيص الأموال والكوادر المؤهلة لذلك، والإقدام على خطوات جريئة لتطبيق القوانين والتعليمات ذات العلاقة. 

آفاق الحراك الاحتجاجي ومساره

 

شهد مسار الحراك الاحتجاجي خلال الأشهر الماضية صعودا وهبوطاً، وارتبط هذا لحد كبير بتطورات الاحداث السياسية.

واستثمرت القوى المناهضة للحراك حالة عدم  التوافق  بين مجاميع الاحتجاج وحراكاته،  وسعت الى تفكيك قواه مستخدمة أساليب رخيصة وخبيثة لإضعافه ووأده.

فقد انتشرت الحملات الدعائية المعادية للمتظاهرين، وعملت على ابراز خلافاتهم وتشويه سمعة بعضهم وشراء ذمم غيرهم، وإطلاق الشائعات الواحدة تلو الأخرى.

كما استخدمت أساليب الترهيب الدنيئة لتخويف المحتجين من تداعيات مواصلة نشاطهم، التي قد تصل إلى الصدام المسلح! فضلاً عن قطع الطرق وفرض إجراءات امنية مشددة لعرقلة الحراك.

وانعكس الانقسام لاحقاً بشكل واضح على حالة الحراك، وظهر هذا جليا في وقفات استذكار انتفاضة الأول من تشرين، حيث تعددت الساحات وتنوعت الشعارات، ما دفع بقوى شعبية واسعة الى العزوف عن المشاركة فيها.

لكن ذلك لا يعني، بأية حال، انتهاء  الحركة الاحتجاجية. فهي ليست حالة ارادوية ورغبوية، بل هي نتيجة حتمية لتدهور الأوضاع العامة في البلد، لا سيما الاقتصادية والمعيشية.

ومثال ذلك عودة تنسيقيات موظفي العقود وغيرها من الفئات والشرائح الاجتماعية المتضررة والمهمشة، الى الاحتجاج بعد تشكيل الحكومة مباشرة.

لذا فإن الرهان على وأد الحركة الاحتجاجية ومنع تطورها، هو في الأساس رهانٌ خاسر. وان حالة الفتور التي تمر بها القوى الشعبية للاحتجاج ليست إلاّ حالة ترقب لسياسات الحكومة الجديدة، وبالأخص مراهنة البعض على قدرة رئيس مجلس الوزراء على الإفلات من طوق المحاصصة، وتجاوز الحدود المرسومة من قبل قوى الاطار التنسيقي وتحالف ادارة الدولة ككل، والشروع في تحقيق إصلاحات جوهرية.

ان الحراك الاحتجاجي في العراق ليس حراكا مطلبيا وحسب، بل هو في جوهره أحد أوجه الصراع الاجتماعي والطبقي . حيث أن قوى الاحتجاج الشعبية، ادركت أن جوهر القصور في مسار تقدم البلد، هو منظومة الحكم المستندة إلى المحاصصة، والمنتجة للفساد، والمتخادمة مع السلاح السياسي المنفلت، وما تمثله تلك المنظومة من مصالح اجتماعية وطبقية، تعتاش على نهب ثروات البلد وإفقار غالبية أبناء شعبه.

وفي هذا الشأن، يمكن استخلاص عدة دروس نوجزها في الآتي:

  • التشديد على سلمية الحراك الاحتجاجي، وعدم الانجرار وراء دعوات التصعيد والتعرض للمؤسسات والممتلكات العامة والخاصة.
  • توحيد الأهداف والشعارات بين جميع قوى الاحتجاج، والتأكيد على المطالب الرئيسية التي رفعتها انتفاضة تشرين.
  • ادراك العديد من تنسيقيات الحراك الاحتجاجي أهمية التعاون والتنسيق مع بعضها، ومع القوى الاخرى المعارضة لمنظومة المحاصصة والفساد. لذا بات ضروريا توسيع دائرة اللقاءات والتشاور والتنسيق وصولا إلى توحيد الجهود والعمل المشترك.
  • حث كل العاملين والداعين لمشروع التغيير الديمقراطي الشامل، على السعي لتجذير وسائل واهداف الحراك الشعبي، وتنظيمه، وإعاقة محاولات التراجع عنه.
  • عدم الاعتماد على التظاهرات والوقفات الاحتجاجية فقط، بل وابتكار اشكال أخرى من الاحتجاج السلمي.
  • مواصلة الضغط الشعبي لانتزاع الحقوق وفرض الإجراءات الحقيقية السليمة، وتحقيق ما تصبو اليه غالبية المواطنين.

مشروع التغيير .. وآفاقه

 

في ظل الظروف الراهنة المعقدة التي يمر بها بلدنا، ومع إعادة انتاج  قوى المحاصصة لنفسها بطرق بعيدة عن الديمقراطية الحقة، يصبح مشروع التغيير حاجة ماسة، وضرورة وطنية مستعجلة.

ومن أجل ذلك سعى الحزب ومعه القوى المدنية والديمقراطية والأحزاب الناشئة إلى تنسيق المواقف والفعل السياسي، تحت مظلة سياسية تحمل اسم: قوى التغيير الديمقراطية.

وان أمام هذا المشروع السياسي الفتي، الذي يركز على توجه متكامل  للخلاص من منظومة المحاصصة والفساد، فرصة كبيرة لخلق بديل سياسي ديمقراطي، يجمع أوسع استقطاب شعبي وجماهيري.

وازاء التحديات الراهنة المتمثلة بوجود حكومة محاصصة، وبرلمان غير فاعل ويفتقر الى الشرعية الشعبية، وأزمات سياسية واقتصادية واجتماعية وأمنية، وتفشٍ للفساد وللسلاح المنفلت، وتغليب لأعراف وتقاليد ابتدعتها قوى سياسية متنفذة على حساب روح الدستور ومواده ومبدأ المواطنة، يتوجب ان يدرك أصحاب مشروع التغيير الشامل، أن توحيد صفوفهم ليس ترفاً، او عاملا ثانويا، وانما هو حاجة ملحة لتغيير موازين القوى الراهنة.

وهنا يتوجب العمل على تنظيم الصفوف بالنسبة للقوى السياسية والحركات الاحتجاجية والمجتمعية، وبناء تصور متكامل حول آليات التغيير ومساراته، والشروع  في التنفيذ.

ان الوضع في العراق ليس مغلقاً او محكوماً بمعادلة المحاصصة، بل ينطوي على أفق للتغيير، حيث ان الغالبية الساحقة من أبناء شعبنا متضررة من منظومة الحكم الحالية، وتريد الخلاص منها وبناء الوطن على أسس الدولة المدنية الديمقراطية والمواطنة والعدالة الاجتماعية.

 

تطورات الوضع الدولي

 

يشهد العالم وضعا مضطربا وتوترات حادة جراء الحرب بين روسيا واكرانيا التي مضى على اندلاعها ثمانية أشهر، ولا يوجد مؤشر لانتهائها في القريب. وذلك ما أدى الى اكبر تهديد للسلم العالمي والبشرية، والى تحديات جسيمة هي الأخطر منذ الحرب العالمية الثانية ونهاية الحرب الباردة. وتجلى ذلك على نحو صارخ في التلويح باستخدام الأسلحة النووية. 

ولم يعد الصراع محصورا بروسيا واوكرانيا، فقد اتسع ليتحول الى حرب بالوكالة تخوضها الولايات المتحدة وحلفاؤها في حلف الاطلسي مستخدمة اوكرانيا ضد روسيا، لاستنزافها عسكريا واقتصاديا ومحاصرتها عبر فرض العقوبات المشددة، وتقديم الدعم العسكري والمالي الضخم لنظام كييف لإدامة القتال وعرقلة أي مساع للتفاوض والتوصل الى تسوية سلمية، تضع حدا للخسائر البشرية والمادية التي يتحمل شعبا البلدين عبئها الأساسي. وكما جرى التحذير سابقا فان هذه الحرب مكّنت واشنطن من فرض هيمنتها سياسيا واقتصاديا على اوربا، وتوسيع نطاق حلف الاطلسي والتمهيد لانضمام السويد وفنلندا اليه، وزيادة الميزانيات العسكرية لأعضائه، وتغيير عقيدة السياسة الخارجية لألمانيا، المعتمدة منذ الحرب العالمية الثانية والتي تحظر تسليمها السلاح الى مناطق النزاعات، والتوجه الفعلي لإنهاء اعتماد اوروبا على الغاز والنفط الروسيين. 

في هذا السياق، سلطت استراتيجية الأمن القومى الأمريكي الجديدة، التي اعلنتها ادارة بايدن الشهر الماضي، الضوء على جوانب مهمة من الاهداف التي تسعى لتحقيقها على الصعيد العالمي، والتي تتجاوز الاهداف قصيرة المدى ذات الصلة بالحرب في اوكرانيا والمواجهة مع روسيا.

فقد اكدت هذه الاستراتيجية ان الهدف الرئيسي للولايات المتحدة يتمثل فى «التفوق على الصين وكبح جماح روسيا»، كاشفة عن كونها تسعى للإبقاء على هيمنتها على النظام الدولى. كما دعت إلى إقامة شراكات عسكرية واقتصادية مع الحلفاء، لمواجهة الخصوم، وتحديدا روسيا والصين، ومراجعة «العولمة» لضمان عدم استمرار تحقيق الصين منافع اقتصادية أكبر على حساب الولايات المتحدة.

وتؤكد وثيقة الاستراتيجية هذه انها ستعطي الأولوية لمواجهة تفوق الصين واحتواء صعودها، معتبرة اياها التحدي الجيوسياسي الأكثر اهمية لامريكا والمنافس الوحيد على المستوى العالمي، الذى ينوي إعادة رسم النظام الدولي كليا، ولديه القدرات الاقتصادية والدبلوماسية والعسكرية للقيام بذلك. كما تعكس إصرار واشنطن على مدّ مناطق نفوذها إلى كل ارجاء العالم، بما فيها مناطق الجوار المباشر للصين وتحديدا في المحيط الهادىء. وحددت الوثيقة بعض السياسات التي ستتبعها، ومن ضمنها العمل على منع توحيد الصين وتايوان، والتهديد، كما جرى مؤخرا، بالتدخل للدفاع عن تايوان عسكريا.

وفي الجزء الخاص بالشرق الأوسط، دعت الإستراتيجية إلى «شرق أوسط أكثر اندماجا» من شأنه أن يقلل على المدى البعيد من «مطالب الموارد» من الولايات المتحدة التي وفرت حماية للدول المنتجة للنفط على مدار عقود.

كما أكدت، ضمن «مبادىء» تحكم سياسة واشنطن في المنطقة، انها لن تتسامح مع الجهود التي تبذلها أية دولة للسيطرة على دولة أخرى - أو المنطقة - من خلال الحشود العسكرية أو التوغلات أو التهديدات.

وساهم الصراع الروسي - الاوكراني بتأجيج هستيريا الحرب ودعم الحركات اليمينية المتطرفة والشعبوية والنزعات العنصرية والفاشية. وهو ما تجلى في التقدم الذي حققته تلك القوى في بعض البلدان الاوربية، جراء الأزمات الاقتصادية التي تعصف بها ومأزق أنظمتها الديمقراطية وتخلف أحزابها السياسية.

ففي ايطاليا فاز تحالف الفاشيين الجدد واليمين المتطرف في الانتخابات العامة، التي جرت في ايلول الماضي. ولأول مرة، منذ عام 1945، تولى هذا التحالف الحكم في دولة كبيرة في الاتحاد الأوروبي.

وفي السويد فازت كتلة اليمين واليمين الشعبوي المتطرف في الانتخابات التشريعية في ايلول الماضي. وتمكن حزب «ديمقراطيو السويد»، المتطرف ذو الجذور النازية، من  زيادة عدد ناخبيه الى 20.5  في المائة.

وساهمت الحرب وتداعياتها في تعميق الأزمة الاقتصادية والمالية للنظام الرأسمالي، وتزايد مؤشرات دخول الاقتصاد العالمي، الذي لم يتعاف بعد من تداعيات أزمة جائحة كورونا، فترة ركود وانكماش اقتصادي يتوقع ان تكون الأسوأ منذ 50 عاما، وان تفوق في آثارها الأزمة المالية في 2007- 2008. وتجاوز معدل التضخم 6 في المائة  في أكثر من 80  في المائة  من بلدان العالم. ومن المتوقع أن يفوق في العام المقبل معدلات العام الحالي.

وحسب برنامج الأمم المتحدة الانمائي ألقى ارتفاع أسعار الغذاء والطاقة 71 مليون شخص في أنحاء العالم في أتون الفقر خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحرب. وكانت دول منطقة البلقان ودول جنوب الصحراء في أفريقيا الأشد تضررا. وتوقعت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو) معاناة نحو 181 مليون شخص في 41 دولة من أزمة الجوع هذا العام.

وبعد فترة اتسمت بالتردد والانقسامات في مواقف اليسار الاوربي، تصاعدت الحركات المناهضة للحرب والمدافعة عن السلام العالمي، مطالبة بوقف الحرب الروسية – الاوكرانية فورا والتوصل الى تسوية سلمية.

وشهد الاتحاد الاوربي اتساع الحركات الجماهيرية ضد الهجمة الرأسمالية الشرسة على حقوق الشغيلة، واحتجاجا على تدهور الاوضاع المعيشية وإفقار قطاعات واسعة من السكان، مع ارتفاع اسعار الطاقة والغذاء وتراجع الخدمات الأساسية وخفض الانفاق العام، فيما يرتفع الانفاق العسكري على نحو غير مسبوق وتُخصص مئات المليارات من الدولارات لإدامة الحرب الدائرة في اوكرانيا. وتلعب النقابات والحركات الاجتماعية وقوى اليسار، ومن ضمنها الاحزاب الشيوعية، دورا حيويا في هذه الحركات الاحتجاجية المتنامية. وتطالب بتحميل الشركات الكبرى والفئات الأكثر ثراء تكاليف أزمة الطاقة والخدمات الاجتماعية.

في هذه الاجواء عُقدت الشهر الماضي في اثينا الدورة السادسة لـ»المنتدى الأوربي للقوى التقدمية»، الذي يلعب حزب اليسار الأوربي دورا رئيسيا في تنظيمه، ويمثل فضاء لحوار جدي يجمع قوى اليسار الراديكالي بالعديد من القوى التقدمية وبعض أحزاب الخضر والنقابات العمالية والمنظمات غير الحكومية والمبادرات والمعاهد. وهي تتميز بامتلاك رؤية نقدية للتطورات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية في أوروبا. وأكد المشاركون ضرورة الإنهاء السريع للحرب في أوكرانيا وإنشاء بنية أمنية أوروبية جديدة، كذلك مناقشة كيفية تجاوز عواقب الحرب وجائحة كورونا. ونصّت خطة العمل التي تبناها المنتدى على دعم الحملات من أجل حقوق المرأة، ومكافحة تغير المناخ والتصدي لمحاولات تحميل السكان اعباء الأزمة، وقيام مراكز البحوث والعمل الفكري بمعالجة مسألة عودة ظهور الفاشية في أوروبا.

وفي امريكا اللاتينية، حققت قوى اليسار انتصارات مهمة في الاشهر القليلة الماضية. وكان من ابرزها انتخاب أول رئيس يساري في كولومبيا (غوستافو بيترو)، رغم ان تحالفه اليساري لا يتمتع بأغلبية في الكونغرس وستواجه سياساته مقاومة كبيرة من الأوليغارشية والقوات المسلحة والشركات متعددة الجنسيات. ويعني تشكيل الحكومة الجديدة أن واشنطن خسرت أهم حلفائها في هذه المنطقة. 

وفي البرازيل اُنتخب لولا دا سيلفا، الشخصية الأبرز في اليسار، رئيسا للمرة الثالثة بعد معركة انتخابية صعبة، وفي جولة الانتخابات الثانية التي جرت في نهاية الشهر الماضي. واظهرت النتائج تعمق الانقسام السياسي في البلاد، ما يشكل تحديات كبيرة أمام لولا وفريقه الحكومي.

في تشيلي، رفضت اغلبية (62 في المائة) من الناخبين في ايلول الماضي مسودة دستور جديد تقدمية، بعدما كانت أغلبية ساحقة صوتت في استفتاء عام في 2020 لصالح إقرار دستور يكون بديلا لدستور الدكتاتور بينوشيه. واعتبر اغلبية انصار الدستور الجديد ان الرفض جاء للنص المقترح وليس للمطالبة بإقرار دستور بديل. واكدت احزاب تحالف اليسار، ومن ضمنها الحزب الشيوعي، المضي تحت قيادة رئيس الجمهورية غابرييل بوريك، لوضع دستور جديد للبلاد. ودعت الى بذل جهد كبير من اجل الحوار الديمقراطي مع جميع الأطراف السياسية والاجتماعية لتحقيق هذا الهدف، وأكدت التزامها بذلك.

- وشهدت هافانا في الفترة من 27 الى 29 تشرين الاول 2022 انعقاد الاجتماع العالمي الـ22 للأحزاب الشيوعية والعمالية، وقد شارك فيه 145 مندوبا يمثلون 78 حزبا شيوعيا وعماليا من 60 بلدا، من ضمنهم الحزب الشيوعي العراقي. وحذر البيان الختامي للاجتماع من الوضع الخطير الذي تجد البشرية نفسها فيه، معتبرا ان الهيمنة الحالية للإمبريالية تشكل نظاما دوليا غير عادل وغير مستدام، وتشدد الاستغلال وتزيد من سوء اوضاع الطبقة العاملة والشعوب، وتؤدي إلى تزايد الصراعات والعداوات والحروب، وتعيق حل المشاكل العالمية. ودعا البيان الى تعزيز وحدة القوى المناهضة للامبريالية، والعمل الى جانب الحركات الاجتماعية والشعبية،في مواجهة الرأسمالية وسياساتها وخطر الفاشية والحرب، دفاعا عن السلام والبيئة وحقوق العمال، ومن اجل التضامن والاشتراكية. كما أكد التضامن والدعم للشعب الكوبي ولنضاله من أجل الرفع الفوري للحصار الاقتصادي الامريكي الجائر والإجرامي المفروض عليه منذ أكثر من 60 عاما.

 

التغيّر المناخي

 

في مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي 2022 (كوب27)، الذي عقد مطلع الشهر الحالي في شرم الشيخ بمصر، طالبت الدول النامية بتنفيذ الالتزامات التي تعهدت بها الاقتصادات المتقدمة في مؤتمرات سابقة، بمساعدة المجتمعات الأكثر احتياجا وفقرا والتي تواجه اكبر الآثار البيئية والاجتماعية والاقتصادية لتغير المناخ، وبتوفير التمويل للمشاريع التي تساهم في التصدي له. ورغم الاتفاق على انشاء صندوق لهذا التمويل، فشل المؤتمر في وضع خطة تخفض بشكل جذري الانبعاثات المسؤولة عن الاحترار المناخي.

تطورات المنطقة والبلدان العربية

 

هددت الحرب الروسية - الاوكرانية بحدوث أزمة إمدادات غذائية في بلدان الشرق الاوسط، ومنها البلدان العربية، بسبب الاضطرابات الشديدة في سلاسل التوريد والارتفاع الكبير في أسعار الطاقة والغذاء، خصوصا القمح. وكان اعلاها في لبنان (75-100 في المائة)، تليها إيران واليمن (50-75 في المائة). فيما ارتفعت الأسعار في بلدان اخرى بنسبة 25-50 في المائة.

لكن هذه التطورات المتعلقة بانعدام الأمن الغذائي تؤشر أيضا مشاكل هيكلية في المنطقة. فقد تخلى العديد من بلدان المنطقة، منذ الثمانينات، عن سياسة الاكتفاء الذاتي في المنتجات الزراعية والدعم الحكومي للقطاع الزراعي، لصالح الاعتماد المتزايد على السوق العالمية. وأدت سياسة الليبرالية الجديدة، التي تُنفذ تحت غطاء الانفتاح، إلى تدهور كبير في الظروف المعيشية لسكان الريف. ولم تتمكن أعداد كبيرة من الفلاحين وصغار المزارعين من منافسة البضائع المستوردة واضطروا للتخلي عن أراضيهم والهجرة الجماعية الى المدن الكبرى. 

وتتصاعد الجرائم البشعة التي ترتكبها قوات الاحتلال الاسرائيلي وعصابات المستوطنين الصهاينة بحق الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية والقدس، في ظل تواطؤ مفضوح من الولايات المتحدة الامريكية وحلفائها، ومعها الدول العربية التي انخرطت في التطبيع المشين والمذل مع اسرائيل. ولقي العدوان الغاشم على قطاع غزة  في آب الماضي ادانة عالمية واسعة. وفيما أكد حزبنا الشيوعي ادانته لهذا العدوان وتضامنه مع النضال البطولي للشعب الفلسطيني لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وانتزاع حقوقه المشروعة في العودة واقامة دولته الوطنية المستقلة على أرض وطنه وعاصمتها القدس، دعا الى تعزيز وحدة الفصائل الوطنية الفلسطينية باعتبارها عاملاً أساسيًا في تصعيد المقاومة الشعبية ضد الاحتلال ودحره.

وفي لبنان، وبعد اعلان الحكومة  الشهر الماضي التوصل الى اتفاق مع اسرائيل بوساطة امريكية لترسيم الحدود البحرية، أكد الحزب الشيوعي اللبناني ان ثروة البلاد النفطية والغازية ملك للشعب، وليست ملكاً للمنظومة السلطوية الفاسدة العاملة على نهبها مع رعاتها الدوليين، مثلما نهبت المال العام. ودعا الى اعلان الاتفاقية أمام الشعب اللبناني من أجل الاطلاع عليها ومناقشتها في المؤسسات الدستورية ومع الرأي العام.

وفي السودان، تواصل السلطة العسكرية الانقلابية مناوراتها ومحاولاتها للتشبث بالسلطة، فيما تمارس العنف المفرط لقمع الحركة الاحتجاجية وتواصل حملة الاعتقالات وتعذيب الناشطين. ويدعو الحزب الشيوعي السوداني الى مواجهة هذه السياسات بتصعيد العمل والنضال الجماهيري، وتأكيد الاهداف الرئيسية للثورة في الحرية والسلام والعدالة، من اجل انتزاع سلطة الشعب وبناء الحكم المدني الديمقراطي.

في تونس وجهت قوى المعارضة انتقادات شديدة الى الرئيس قيس سعيد بسبب الدستور الجديد الذي أقر في استفتاء في تموز الماضي، وغيّر فيه النظام السياسي للبلاد من شبه برلماني إلى رئاسي، وتفرد بالكثير من الصلاحيات، التي وصفتها تلك القوى بـ»الدكتاتورية الجديدة».

وحذّر الاتحاد العام التونسي للشغل الحكومة مؤخرا من الاستمرار بسياساتها التي تنذر بانفجارات اجتماعية كبرى، مشيرا الى غياب الإرادة لحل الأزمة السياسية، والى التفرد بالقرار. ودعا السلطات إلى احترام الحقوق والحريات ووقف اللجوء إلى الحلول الأمنية. فيما حذرت قوى سياسية اخرى من أن تؤدي الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية إلى العزوف عن الانتخابات، التي تقرر اجراؤها في 17 كانون الأول الجاري.

وفي ايران، تفجرت في ايلول الماضي موجة احتجاجات واسعة في ارجاء البلاد إثر وفاة الشابة الكردية الإيرانية مهسا أميني أثناء احتجازها من قبل الشرطة  بتهمة ارتداء الحجاب «بصورة غير لائقة». وقتل العشرات من المتظاهرين بعد ان فتحت قوات الأمن النار، واُعتقل المئات. واعتبرت هذه الاحتجاجات اكبر تحد للنظام منذ قيام الجمهورية الاسلامية في 1979.

من جهة أخرى، لا توجد مؤشرات حتى الآن الى احتمال استئناف المفاوضات لاحياء الاتفاق النووي للعام 2015 قريبا، بعد وصولها الى طريق مسدود في مطلع ايلول الماضي. وكانت مصادر توقعت استئنافها بعد انتهاء انتخابات التجديد النصفي للكونغرس الامريكي.

 

تحديات ومهمات

 

ان الظروف الراهنة التي يمر بها بلدنا وانعكاسات التطورات الإقليمية والدولية، والتحديات الجمة التي تواجه شعبنا وبلدنا  تتطلب منا نحن الشيوعيين العمل بهمة ونشاط للارتقاء بدور الحزب ومنظماته ورفاقه وجمهرة أصدقائه، وتعبئة القوى والتحرك الفاعل والنشط والدؤوب لبناء منظمات حزبية قوية جماهيرية متماسكة، ومد جسور التعاون والتنسيق مع مختلف الفئات والشرائح الاجتماعية، ومع العمال والفلاحين والنساء والطلبة والشباب ، وشغيلة اليد والفكر، وجميع  المتضررين من تسلط منظومة المحاصصة والفساد والسلاح المنفلت. كما يتوجب على منظمات الحزب ورفاقه التهيئة والاستعداد لانتخابات مجلس النواب ومجالس المحافظات بما يضمن مشاركة فاعلة فيها.

وتلقي هذه التحديات أيضا على عاتق الشيوعيين وقوى التيار الديمقراطي، وسائر القوى المدنية والديمقراطية، وقوى الحراك التشريني، وجميع المناضلين والعاملين من اجل التغيير الشامل مهمة العمل المتواصل والحثيث لبناء حركة احتجاجية وشعبية معارضة منظمة وقوية، والتحرك معا بآفاق واضحة المعالم والأهداف لتغيير موازين القوى، ودحر منظومة نهج المحاصصة وكسر احتكار السلطة وبناء اصطفاف وطني وديمقراطي واسع،  يغذ السير الى امام على طريق التغييرالشامل، وبناء البديل الوطني الديمقراطي ودولة المواطنة والمؤسسات والقانون والعدالة الاجتماعية.  

*************************

الصفحة التاسعة

 

غداً في ربع نهائي مونديال قطر.. السامبا في مواجهة كرواتيا والتانغو يصطدم بالطواحين

 

متابعة ـ طريق الشعب

 

تستأنف يوم غد الجمعة مباريات الدور ربع النهائي ضمن منافسات بطولة كأس العالم قطر 2022، بمواجهتين من العيار الثقيل، تجمع الأولى بطل العالم 5 مرات المنتخب البرازيلي بوصيف البطولة السابقة كرواتيا، فيما يصطدم التانغو الارجنتيني بالطواحين الهولندية.

وصف زلاتكو داليتش مدرب كرواتيا منافسه في دور الثمانية لكأس العالم لكرة القدم منتخب البرازيل بأنه “مرعب” بعد أن سحقت البرازيل منتخب كوريا الجنوبية 4-1 ليبعث رسالة قوية لباقي المنافسين.

وستكون البرازيل أكثر قوة في مواجهة يوم الجمعة في دور الثمانية مع وصيف بطل 2018 مع عودة الظهير الأيسر أليكس ساندرو وانتهاء مشاكل الإصابات لمعظم لاعبيها.

وبعد عودة نيمار بالفعل والمدافع البارز دانيلو أمام كوريا الجنوبية بعد غيابهما عن مباراتين بسبب مشاكل في الكاحل اضطر المدرب تيتي إلى تغيير بعض المراكز وبدأ بالظهير الأيمن دانيلو على يسار الدفاع.

ويأمل تيتي في اللعب بأقوى تشكيلة ممكنة أمام كرواتيا بالاعتماد على الظهيرين دانيلو وساندرو في مركزيهما دون تغيير مما يعيد قلب الدفاع متعدد المواهب إيدر ميليتاو لمقاعد البدلاء بعد عروض رائعة.

وبدا نيمار في كامل تركيزه خلال 80 دقيقة على أرض الملعب أمام كوريا الجنوبية حيث سجل هدفا ولم يظهر أي علامات على أن قدمه اليمنى كانت تزعجه.

وسيحصل على بعض الدوافع الإضافية أمام كرواتيا لأنه على بعد هدف واحد من معادلة الرقم القياسي لبيليه في تسجيل أكبر عدد من الأهداف للبرازيل (77).

وبعد التغلب على اليابان بركلات الترجيح عقب التعادل 1-1 بعد وقت إضافي، ستواجه كرواتيا مهمة هائلة للتعامل مع هجوم البرازيل الناري المكون من خمسة لاعبين والذي سحق كوريا الجنوبية بأربعة أهداف في الشوط الأول.

وبقيادة لوكا مودريتش وديان لوفرين وإيفان بريشيتش ومارسيلو بروزوفيتش، وصل منتخب كرواتيا إلى قطر كواحد من أكبر الفرق سنا في البطولة وثارت مخاوف بشأن لياقة لاعبين بارزين بعد المباراة الشاقة التي استمرت 120 دقيقة أمام اليابان.

وقال داليتش للصحفيين “منتخب البرازيل أبرز المرشحين وهي حقيقة يجب مواجهتها.

“البرازيل أقوى وأفضل منتخب في كأس العالم.

“ما رأيته حتى الآن، عندما تلقي نظرة على لاعبيهم وجودتهم ومهاراتهم وقيمتهم أشعر برعب حقيقي.

“نحن بحاجة لدخول المباراة بثقة كبيرة ومحاولة استغلال فرصنا والاستمتاع بمواجهة البرازيل. هذا كل شيء”.

وفي المباراة الثانية، يطارد أسطورة كرة القدم الأرجنتيني ليونيل ميسي حلمه الأكبر، في السعي نحو تحقيق اللقب الوحيد الغائب عن خزائنه.

ستصطدم آمال ميسي في الفوز بكأس العالم وهو اللقب الوحيد الذي لا يزال يراوغه، بدهاء المدرب المخضرم لويس فان غال عندما يواجه المنتخب الأرجنتيني نظيره الهولندي في دور الثمانية الجمعة على إستاد لوسيل.

ويحمل ميسي البالغ من العمر 35 عاماً مرة أخرى آمال بلاده على كتفيه، بينما يتطلع إلى تتويج مسيرة استثنائية تتضمن سبع جوائز للكرة الذهبية وألقاب عديدة على مستوى الأندية، لكنه فاز بلقب وحيد فقط مع الأرجنتين وهو لقب كأس كوبا أمريكا.

لكن ميسي لن ينتظر أي هدايا من فان غال البالغ من العمر 71 عاماً، والذي عقد العزم على منح الهولنديين أول لقب لهم في نهائيات كأس العالم، بعد أن احتلوا المركز الثاني في أعوام 1974 و1978 و 2010.

وستنصب خطة مدرب هولندا إلى حد كبير على احتواء ميسي ومباغتة الأرجنتين بالهجمات المرتدة، حيث يتحدى مدرب “الطواحين” منتقديه بلعب كرة قدم تتعارض مع النهج الهجومي المعروف لهولندا.

وتبني هولندا آمالا كبيرة على دهاء فان غال في الفوز الجمعة، حيث يتطلع الهولنديون للثأر لهزيمتهم في الدور قبل النهائي لنسخة 2014 عندما تغلبت الأرجنتين عليهم بركلات الترجيح.

وقال مدرب منتخب هولندا للصحفيين هذا الأسبوع: “يمكننا مفاجأة المنافسين، كنا الطرف الأفضل في تلك المباراة أيضاً ولم يلمس ميسي الكرة كثيراً”.

وسيدخل فان غال المباراة منتشياً بخوض هولندا 19 مباراة دون هزيمة منذ عودته لتدريب الفريق لفترة ثالثة قبل 15 شهراً.

وتحدث ميسي لفترة وجيزة عن التهديد الهولندي بعد فوز الأرجنتين 2-1 على أستراليا في دور الستة عشر، حيث احتفل بمباراته رقم ألف خلال مسيرته بهز الشباك واختياره رجل المباراة.

وقال ميسي: “سنواجه مباراة صعبة أخرى”.

 

---------

 

19 وساماً للعراق في بطولة آسيا للقوة البدنية

 

دبي ـ وكالات

 

حقق المنتخب العراقي للقوة البدنية، امس الأربعاء، 19 وساماً في بطولة آسيا المقامة حاليا في مدينة دبي الإماراتية بمشاركة نحو 700 لاعب يمثلون 34 دولة، بينها ثماني دول عربية.

وقال رئيس الاتحاد العراقي للقوة البدنية، صلاح فتاح: إن «المنتخبات الوطنية المشاركة في بطولة آسيا، قدمت مستويات كبيرة نالت استحسان محبي اللعبة خلال النزالات التي شهدت منافسات قوية بين لاعبي الفرق المشاركة في الحدث القاري».

وأضاف فتاح، أن «اللاعب (رائد رمزي) لفئة الشباب، حقق وساما ذهبيا وفضيتين بوزن 66، فيما استطاع زميله (مسلم علي) بوزن 83 إحراز وسامين ذهبيين، أما في وزن 70 فحقق اللاعب (رضا جبار) وسامين ذهبيين. فيما نال زميله اللاعب (طاهر عباس) في وزن 74 وساماً فضياً. وفي وزن 105، حقق اللاعب (يوسف نجم الدين) ذهبية وفضيتين ووساماً برونزياً».

وأشار إلى أن «اللاعب (محمد علي فريد) في فئة المتقدمين حقق وسامين برونزيين بوزن 83، وفي وزن 93 حقق اللاعب (غيث حيدر) فضيتين. فيما أحرز اللاعب فالح كامل بوزن 93، أربعة أوسمة ذهبية»، لافتاً إلى أن «اللاعب (عباس ثابت) لفئة الناشئين بوزن 105، حقق وساماً فضياً وآخر برونزياً، فيما تمكن اللاعب (محمد إياد) بوزن 105 ماستر من إحراز وسام ذهبي وفضيين وآخر برونزي».

 

----------

 

5 مباريات في انطلاق منافسات الجولة التاسعة للدوري الممتاز

 

بغداد ـ طريق الشعب

 

تنطلق غدا الجمعة منافسات الجولة التاسعة من الدوري العراقي الممتاز لكرة القدم، باجراء 5 لقاءات على ان تستكمل مباريات الجولة بعد غد السبت.

وتفتتح جولة الجمعة عند الساعة 2 ظهرا، بلقاء المتعثر في الجولات الخمسة الماضية نوروز ـ صاحب المركز الـ15ـ مع ضيفه المتألق الكهرباء صاحب الوصافة.

وفي نفس التوقيت يستضيف صاحب المركز الأخير الديوانية على ملعب الكوت الأولمبي، المتصدر فريق القوة الجوية.

ويستضيف ملعب النجف الدولي عند الساعة الرابعة والربع، دربي الفرات الأوسط بين النجف صاحب المركز الثالث وكربلاء القابع وسط الترتيب في المركز العاشر.

وفي ذات التوقيت يحل الكرخ صاحب المركز التاسع ضيفا على نادي دهوك صاحب المركز الـ11.

وتختتم مباريات الجمعة، بلقاء الزوراء صاحب المركز الرابع وضيفه القاسم على ملعب الأول عند الساعة السادسة والنصف.

وتستكمل المباريات يوم السبت، بإقامة 3 مباريات في الساعة الثانية ظهرا، عندما يستضيف الصناعة المتعثر في المركز الـ16 على ملعبه فريق الحدود صاحب المركز السادس. فيما يضيف ملعب المدينة الدولي لقاء النفط المتراجع هذا الموسم الى المركز الـ18، مع فريق الطلبة صاحب المركز الخامس. ويحل أربيل صاحب المركز الـ12 ضيفا على نفط الوسط صاحب المركز الـ14 على ملعب النجف الدولي.

ويستضيف ملعب زاخو عند الساعة الرابعة وخمس وأربعين دقيقة، لقاء أصحاب الأرض القابع في المركز الـ17، بضيفه المثابر نفط ميسان صاحب المركز السابع.

وتختتم مباريات الجولة عند الساعة السادسة والنصف، عندما يستضيف ملعب الشعب الدولي، لقاء حامل اللقب الشرطة المتراجع هذا الموسم الى المركز الثامن، مع ضيفه نفط البصرة صاحب المركز الـ13.

 

------

 

وقفة رياضية.. كرة القدم حول العالم قدمت الأحلى

 

 

 

منعم جابر

 

 

من خلال عروض المونديال قدمت كرة القدم حول العالم نفسها بأحلى وأجمل صورها من خلال مستويات متقدمة وساحرة، لم يعد هناك فريق في الصف الأول وآخر في الصف الثاني، وهذا ما ميز البطولة الحالية في قطر.

وعلى هذا الأساس وجدنا أن التنبؤ في النتائج صعب، حيث قدم البعض من فرق العالم نتائج غير متوقعة، فالسعودية استطاعت ان تهزم الارجنتين، واليابان قدمت نفسها بقوة وقهرت اسبانيا وألمانيا وفازت تونس على فرنسا وهزمت كوريا الجنوبية البرتغال، وفازت الكاميرون على البرازيل!

هذه جملة من النتائج الباهرة وغير المتوقعة التي قدمتها هذه الفرق في المونديال، وأنهت احتكار الفرق الكبيرة في سيطرتها على الساحة الكروية العالمية.

اليوم نجد ان كرة القدم في جميع بلدان العالم تعطي لمن يعطيها ويقدم المستوى المطلوب ولا مكان فيها للكسالى والضعفاء. لقد قدمت الفرق العالمية مستويات راقية وكرة قدم محترمة، ولعل القارة الصفراء كانت من أكثر القارات عطاءً واثبتت فرق اليابان وكوريا الجنوبية وأستراليا كفاءتها ووجودها على الساحة العالمية، وكذلك كانت بلدان افريقيا التي قدمت مستوى متميزا، حيث المغاربة قدموا أفضل ما لديهم واستحقوا وصولهم إلى دور الثمانية بفوزهم على منتخب إسبانيا بركلات الترجيح.

اذن الحصيلة النهائية ان مونديال قطر كان مختلفاً من حيث نتائجه غير المتوقعة، فلم تعد فرق العالم تخيفنا، بل اقتربنا منها وحققنا نتائج باهرة.

أقول لجمهورنا العزيز وجماهير الكرة في كل انحاء العالم ان المونديالات القادمة ستكون أحلي وأجمل بمنافساتها ونتائجها بعد ان تطورت كرة القدم بشكل كبير مع بعض الفرق الآسيوية والافريقية.

 

 

--------

 

كاساس يطلب تأمين وديات للعراق قبل خليجي 25

 

 

متابعة ـ طريق الشعب

طالب المدير الفني للمنتخب العراقي خيسوس كاساس، اتحاد الكرة بضرورة تأمين مباريات تجريبية قبل الدخول بمنافسات خليجي 25، المؤمل انطلاقها في 6 كانون الثاني المقبل في مدينة البصرة. وقال فراس بحر العلوم، عضو اتحاد الكرة في تصريح صحفي امس الأربعاء: أن «المدرب الإسباني خيسوس كاساس، دعا اتحاد الكرة إلى تهيئة مباريات ودية قريبة للمنتخب العراقي». وواصل ان «طلب كاساس جاء للوقوف على مستويات لاعبي المنتخب العراقي الذين تم اختيارهم من خلال متابعة الدوري الممتاز». وأضاف ان «المباريات التجريبية تعد استعدادية لبطولة خليجي 25 المقرر أن تستضيفها البصرة مطلع العام المقبل».

 

 

--------

 

هازارد يعلن اعتزاله الدولي

 

 

بروكسل ـ وكالات

أعلن إيدين هازارد، قائد منتخب بلجيكا، اعتزاله اللعب الدولي، عقب الخروج المبكر من مونديال قطر 2022.

وخرجت بلجيكا من مرحلة المجموعات لكأس العالم، بعد احتلال المركز الثالث خلف المغرب وكرواتيا، رغم أنها كانت ضمن الفرق المرشحة لتحقيق اللقب قبل انطلاق البطولة.

وأصدر هازارد، بيانا عبر صفحته الرسمية على “فيسبوك”، قال فيه ان “الصفحة تغلق اليوم، شكرا لكم على حبكم، شكرا على دعمكم اللامتناهي، شكرا على كل السعادة المشتركة منذ عام 2008”.

وأضاف: “قررت إنهاء مسيرتي الدولية، سأفتقدكم يا رفاق”.

ولعب هازارد بقميص منتخب بلجيكا 126 مباراة، سجل خلالها 33 هدفا وصنع 36 أخرى.

******************************

الصفحة الحادية عشر

 

احدث الكتب

 

  • “متحف الغراميات المنسية” مجموعة نصوص ومختارات قدمها الأستاذ حسين جواد في كتابه الصادر حديثاً بعنوان: “متحف الغراميات المنسية” عن دار فضاءات الفن- بغداد.
  • “بالحبر الأبيض” / سيرة صحفية/ للزميل الأستاذ علي جبار عطية صدر حديثاً كتابه “بالحبر الأبيض/ سيرة صحفية” عن دار ثائر العصامي- بغداد.
  • “المسرح فن وحياة” عنوان كتاب جديد للدكتور عقيل مهدي يوسف، صدر حديثاً عن دار الشؤون الثقافية- بغداد.
  • “باب الدروازة” احدث رواية للأستاذ علي لفتة سعيد، صدرت عن دار الشون الثقافية- بغداد.
  • “حلم طائر غريب” تواصل دار سطور- بغداد، اصدار سلسلة من الاعمال الروائية وأحدث ما أصدرته رواية “حلم طائر غريب” للروائي فلاح الجواهري.
  • “مسرعاً يجتاز الغابة” كتاب جديد للشاعر حميد حسن جعفر صدر مؤخراً عن دار الشؤون الثقافية- بغداد.

 

 

--------

 

غربة الشاعر

 

 

سعد جاسم المنفي الذي يعيش في ذاكرة المكان يستحضر روحه ليعود شبابها في الديوانية التي أنجبته، فيتذكر الجسر ودروب مدينته، التي يبني لنا صورة نقية عنها من وحي ذاكرته فيما قبل الغرب.

مدينته الديوانية عود ابدي نيتشوي يُعيد إنتاجه في قصيدته هذه ليتخلص من منفاه الثقيل لرغبة عنده في العودة لحياة سكنتها روحه في الذاكرة التي بناها في القصيدة لتحضر منسابة مع نهر الفرات وعذوبته التي أنتجتها ذاكرته، وكأنه يصدم غُربته الموحشة..

سعد جاسم يرسم صورة المنفى وحنين العاشقين للدورب والأمكنة في مسقط الرأس، وكأنه ابن المكان الأول ولا زال حنينه وذاكرة الهجرة التي ظل يبحث فيها عن زمان مرتبط بالمكان على وفق تصور الارسطيين بان الزمان مكان تعده الحركة، ولأن الغربة سكون فلا مكان ولا زمان في الغربة، إنما هو بحث عن وصال

يبحث عن أخوة خارج المنفى، أخوة ذاكرة تحتفظ بعبق المكان وكينونة الوجود. بحث عن وصال يُعيد الحضور للزمكان بكل حيثياته، وكل حيثياته تشي أن هناك مواطنًا كان مُهاجرًا فغاب عنه حساب الوجود في الزمان والمكان، فغيب نفسه لعله يجد في منفاه ما يتماها معه، ولكنه لا زال أسير تحديات الغربة والاغتراب، لأنه يعيش لأجل الوجد والوجدان الذي عمل على أن يكتشف بعض مراميه في بلاد الثلج، ولكنه بعد أن تجلى وعيه وبزغ نجم شمس الحياة والمعرفة عنده تكشفت له عوالم الوجود وانجلت لتُعيده للأم الجنوبية (المكان الأصل) نسقط الرأس التي كانت تنشج الحزن وتُخيط بأشعة القمر حزن الجنوب ونشيد الأمهات اللواتي كانن يتأملن عودة أولادهن:

فمنهم:

من هاجر وآخر فُقد في حروب نظام دموي، وثالث أستشهد في حروب لا عدالة فيها، ورابع وخامس ضاع وضيعتهم أيديولوجيات غبية.

سعد جاسم الذي يكتب بلغة أهل العراق اليائس من عودته لعوالم النقاء بعد فقد الأحباب الأب والعم والخال، والأم التي تبدو في قصيدته هذه وكأنه قصيدة السياب التي يُذكرنا فيها بالربط بين الام والعراق:

الشمس أجمل في بلادي

من سواها والظلام

حتى الظلام هناك أجمل

فهو يختضن العراق

سعد جاسم الذي يأمل بأن يعود من منفاه يومًا قد لا يجد (الديوانية) بمثل ما تصورها، وهو مُحق فقد شاخت المدن في عراقنا المعاصر بعد أن تمكن منها القادة (الطارئون)، فهم (نُزل) ولا علاقة لهم بالمكان لأنهم رُحل ولاهم جمالي عندهم ولا ولن تجدهم ينظرون للجسور في الديوانية العتيقة على انها وصل بين قرية ومدينة وذاكرة مدينة في سوقها العتيق وحنين النهر لتقبل الجسر في نقل الحياة بين ضفتين كلاهما توق وشوق وبناء وعمران..

يرسم سعد جاسم ذاكرة المدينة الأخاذة بين ضفتي الفرات ليجعل من شعره جسرًا يُعيد إنتاج نبض الحياة في القرية والمدينة وتعالق الضفتين: ضفة القرية وحنين البساتين فيها ونبض الأهل ولأعمام فيها!

وضفة الحداثة في المدينة وشغف أهلها في الترحيب بالناس الطيبين (أهل القرية القادمين للمدينة) بكل ما فيهم من براءة أهلها، وفي مقدمتهم شباباها الذين كانوا ينظرون لسحر بنات الضفتين والبراءة في كرخ الديوانية ورصافتها، ولكن سحر البنات كان سحر قرية لم تشيخ ومدينة ورد حدائقها يشي عن عطر طيبة أهلها..

 

-*----------

 

قصة قصيرة

تأمل حزين

 

ابراهيم خليل ياسين

 

في ظل الزحام تسللت الطفلة بهدوء ثم هرولت تجري مسرعة فيما خصلات شعرها تتطابر مذعنة لهبوب الريح الشديدة،  وعند كل مترين او ثلاثة  تقطعها تقف تشدو بمرح طفولي مثير إحدى أناشيدها المدرسية وتتبعها بقراءة حكاية من كتاب قصص تحمله بيمناها معنون في ذيله إسم لأحدى قصص الأطفال ثم مالبثت أن قفزت مشاهد وهي في ذروة شبابها الجميل، كانت تصر مع زميلاتها وزملاءها الطلبة في نقاش متواصل أزاء مواضيع لم يقتصر عند حدود معينة، كان النقاش يتناول شتى الأحداث، غير إن النص الشعري ظل مهيمنا، واي من النصوص أكثر حضورا، كانت تمسك ببعض الكتب تلجأ إليها عند احتدام وتراشق الأحاديث بينهم، تتصدرها عناوين متفرقة، السياب، صلاح عبد الصبور، ت س اليوت، البياتي، لوركا، وآخر مشهد لها ظل يلاحق ذاكرتي عزلتها في غرفة من بيت قديم وهي لائذة يسحقها حزن من فقدتهم في أخر الحروب، إذ ظلت تندب قدرها بعد أن ضلت طريق إبنها وسط النيران، وكم بحثت عنه من دون جدوى. كنت أرى تلك المشاهد في بريق عينيها وانا مازلت أتأمل فيما كانت الحافلة تسير بنا في إحدى الشوارع  من مدينة مزدحمة بأناسها وهي تجلس إلى جواري إنتبهت إلى صوتها:

- تفضل

كمن يفز من مشهد حزين صوبت نظراتي نحوها وانا أردد

- ماهذا...؟

- آخر ديوان شعري أصدرته

مددت كفي والتقطت الكتاب من يدها وابديت كلمات الشكر والثناء إليها، وحالما أصبح الكتاب في متناول يدي ركزت إهتمامي في بعض النصوص، كنت أجد المتعة وانا ألاحق الحروف، يتصدرها نص يحاكي بهمس حزين فقدان إبنها....!!، بعدها ركزت على هامش توقيعها يتسلق اسمي حقل صغير يحتل بشكل بارز  زاوية من  مستهل أوراق الديوان، وأثناء انتهائي من قراءة ذلك النص الذي  وجدت غزارة في الصور الأنيقة إلتمست منها قراءته بصوت مرتفع، على نحو غير متوقع فوجئت بأعتذارها مصحوبا بسيل دموعها تذرف غزيرة من عينيها إسفة، مما جعلني أشعر بتأنيب الضمير أزاء التماسي منها، فضلت النهوض والاعتذار منها، فسبقتني في كلمات اعتذار تقولها بهمس يكاد لايسمع، فتراجعت وبقيت في مكاني جالسا نزولا عند رغبتها، بعدها سحبت حقيبتها  ثم دست كفها وأخرجت علبة دواء ووضعت حبة دواء تحت لسانها، وفي أخر منطقة من الشارع أوقف السائق الحافلة وطلب من جميع المسافرين النزول بغية الإقامة في الفندق المقرر لنا مسبقا، إبتسمت لها فقابلتني بابتسامة رشيقة على الرغم من حزن اثقل عليها، فيما كنت أتأمل لقاءها في صباح اليوم التالي.

 

------

 

الاغتراب ومعاناته في قصائد «تشظى عارياً» لـ كريم الزيدي

 

اياد خضير

 

ديوان الشاعر كريم الزيدي، حالة شعورية تخلق بداخله عوالم مختلفة، القصائد عنده تحكي عن تجربته في خوض غربته في بلاد المهجر بعيداً عن مجتمعه، يخوض تجربة نفسية عاشها ويعيشها محتجاً على ذاته، يقول ادونيس (الشعر رؤيا واحتجاج على السائد وتساؤل حول الممكن) لأن الشعر حالة رومانسية يعبر بها الشاعر عن شعوره أثناء مسيرته في الحياة سواء في بلده او في بلاد الغرب.

الديوان (تشظى عارياً) يحتوي على 130 قصيدة يتنقل بها النص الشعري من حالة الى حالة اخرى في سياق شعري جميل، الشاعر يرسم بالكلمات ،إذ ان اللغة بحر واسع لا حدود له، صدق الشاعر نزار قباني بمقولته (الشعر هو الرسم بالكلمات). 

يوحي العنوان (تشظى عارياً) التشظي الى اجزاء عديدة، هي معاناته التي يشعر بها وهو في بلاد الغربة ، تفترسه الاحلام والذكريات التي تمزق ذاكرته، غادر العراق طلباً للحرية، كما هو معروف (الاغتراب) هو الانفصال، ويقصد به فقدان البيئة الاجتماعية، فيكون اغتراباً عن الذات، تناول الشاعر مواضيع متعددة من واقع العراق وكندا، تحفل بعذوبة ودفق الحياة والحب والجمال تاركاً في دواخل المتلقي فيضاً من المشاعر الانسانية، بسبب معاناة الشاعر وشعوره بالاغتراب، وهذا ما نجده في معظم قصائده.

 هنا مقطع من قصيدة: (رائحة الوطن):  

(أيام وأنا أغادر العراق/ راجعاً لوطني كندا/ ماذا آخذ معي ؟/ أخشى أن أسأل بقالاً

أعطي كيلو غراماً من رائحة وطن/ ونصف كيلو حفنة دموع/ وغرام طفلة مشاكسة

ورائحة أزهار تهرب/  من رائحة الموت/ أخشى ان أسأل/ لأجد نفسي محجوزاً

في مطار بغداد/ بتهمة.../ مختل عقلياً.) ص28

في الديوان قصائد وجدانية، التي ركزت بمواضيعها على العشق ، الهيام ،البعد ،الهجر وغيرها منها قصائد: الحب جنون ،عشق الدموع ،حب مجنون وعتمة ، وهذا مقطع من قصيدة جاءت بعنوان (دمي على شفتيها).

(أنت/ يامن خدشتِ/ أصابع الموسيقى/ وسيفك ذبح أطفال الكلمات/ لا بحر/ تعومين فيه/ يغسل آخر قطرات الدم/ العالقة على شفتيك) ص74.

بعض قصائد الديوان جاءت على شكل ومضات، تشبيهات واستعارات مثل الطيور او الحيوانات او الجن مثل قصيدة: “وانتحرت”: (السماء الآن/ راكضة/ للبحر/ وانتحرت).

كما ويتمتع الديوان بقصائد عن الام، هذا الرمز الوجودي الذي تتجاوز دلالاته الرمزية يقول شكسبير: (ليس في العالم وسادة أنعم من حضن أمي): فيما يقول الزيدي عن الأم:

(أماه/ من قال لك/ ان غيوم السماء/ الله يضعها في مقلتي/ كيما تمطر؟) ص135

نصوص المجموعة شفيفة المعاني، بدون حشو، متعددة الافكار، مكثفة، تحمل صوراً عديدة متنوعة

نذكر قصيدة (نحو القبل):

(امرحي/ اعبثي/ بكل قبلة بعثتها لك/ انحريها/ من الوريد/ الى الوريد/ كم كنت مجرمة /  تضرجين يدك بدم الازهار) ص137

هكذا تنوعت قصائد الديوان بين قصائد قصيرة واخرى طويلة، اغلبها تحمل هماً وطنياً، كون الشاعر يسكن في كندا تزدحم في ذاكرته الكثير من الذكريات، تجد قصائده عن العراق وعلى مدينته الناصرية التي ترعرع فيها، قسم من القصائد تحكي ازمة الانسان مع السلطات الحاكمة، صوراً بليغة مترعة بالغضب والسخرية نذكر قصيدة (سألني جاري الكندي):

(سألني جاري الكندي/ ما سر هذه الندوب/ على قدميك ورجليك/ قلت له: آثار من رحلة صيد في غابة/ همس مستنكراً/ لا يوجد حيوان يفعل هكذا/ قلت له: كيف تسمع غنائي في الليل/  قال: لا افهم ما تقول/  أشعر بنبرة حزن/  قلت هذه الندوب تعويذة أحملها معي/  كيما أنسى العراق) ص 43.

في الديوان باقات نرجسية جميلة من خلجات النفس والروح والذاكرة ونبض من الوجدان ولوعة لفراق العراق القصري بأسلوب شاعري وعولمة خفية... الشاعر كريم الزيدي مرهف الاحساس.... المشاعر والاحاسيس المختلفة تكسب القصائد تنوعاً وغنى في كلمات الحب، يتحدث عن حبه القديم:

(خذني الى وطن أموت فيه/ كما كنت رقبتي في مقصلة الاعدام/ أترك لي أطفال وطني يضحكون/  كيما أسمع /  صخب/ فرحهم /  وأهمس/  ثمة حياة ) ص120.

وأخيراً أغلب القصائد نابضة بالحياة والحيوية، بأسلوب قصصي تحمل عنصر الحوار الخارجي أكسبها ملامح انسانية وصوراً تحمل ابعاداً ودلالات متنوعة، فنية ورمزية، استعرض الشاعر كريم الزيدي جراحات الذات وتشظيها من خلال التنوع هذا التنوع عند الابتعاد عن الوطن وقسوة الغياب ،والاغتراب هو الانفصال عن المجتمع وعن الذات يقول ماركس: (في الاغتراب العملية التي يتحول فيها الانسان الى حالة تشيؤ*1، حيث يستبعد من خلال العمل ويصبح بقوة عمله سلعة تباع في الاسواق).

الديوان من منشورات الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق عام 2021.

 

--------

 

الوجع العراقي

 

 

 

عبد الحسين بريسم

 

 

 

يا وجع  الكلمات

  حينما تعجز عن وصفك

يا حارس العائلة الامين

ومفتاح الفرج

وانت تمر على حياتك الكلمات 

ياوجع الطين

حين ترحل الاهوار

الى المقصلة

وينام القصب

في العطش

 ولدت بين اليابسة والمياه

فكنت التراب والماء

وكنت الاباء

اكل الذئب اخوتك

ولم تحظ الا ببقايا القميص

كنت انت

وكان الشعر آياتك

المرتلة

يا منزل التمر

وعاجن القمح

لنا

هل قبلنا يدك شكرا

ياقسوة الابناء

حينما يمر العمر

ولا تمر العصافير

عليك

ولا يستريح النهر

تحت قدميك

انت نهر

وقمح الحياه

وباب الجنة

 

--------

 

تُرمّمينَ بعضَ شيخوخةٍ..!

 

 

 

د. وليد جاسم الزبيدي

 

 

عِطرُكِ، شالُ ليلٍ يرفرفُ

على شُرفاتِ قمرٍ أضاءَهُ بريقُ

عينيكِ اللّصّتينِ.

أنتِ.. ترتدينَ حقولَ القمحِ عباءةً

وطينَ الشّلْبِ يتكوّرُ بقدميكِ، ليحتفلَ

في مهرجانِ الرّقصِ.

تنتظمُ تحتَ أشجارِ النارنجِ مجموعةُ صبايا

تهتزُّ خصورُهُنّ على ايقاعِ (الهَجَع)،

يدخُلْنَ مباراةً مع صبايا سمراواتٍ،

فيهنّ قَسَماتُ القَصَبِ

تنطلقُ خطواتُهُنّ على ايقاعِ (الهَيْوَة)

وكواعبُ يدْلِفْنَ ببهرجةِ ألوانِ ثيابِهِنّ على عزفِ مزمارٍ

يرقُصْنَ (الّدبكةَ)،

وأنا...لا أعرفُ خطوي، أقدامي تتنكرُ أرضَها،

لا تهْتزُّ جناحاي، ولا تخفقُ يداي،

أظلُّ عصفوراً لا يقوى على الطيران،

أحفرُ في ظلالي اسمَكِ، الذي يتلألأُ

في بقايا روحٍ مكسورةِ المرايا

تُرَمّمينَ بعضَ شيخوخةٍ، ولُهاثَ أغنيةٍ ظلّت في ذاكرتي:

(كُلما أمرّ عالدرب/ عيني على الباب/ أنتظر لمّا تمر من عند الأحباب).

************************

الصفحة الثانية عشر

 

في واسط.. احتفاء بالشاعر طه الزرباطي «وآخر رجال الموهيكانز»

الكوت - نجم خطاوي

 

احتفى اتحاد الأدباء والكتاب في واسط بالتعاون مع البيت الثقافي الواسطي، أخيرا، بالشاعر والكاتب طه الزرباطي، في مناسبة صدور مجموعته الشعرية الجديدة “آخر رجال الموهيكانز”.

حضر جلسة الاحتفاء التي احتضنتها قاعة البيت الثقافي الواسطي في مدينة الكوت، جمع من الأدباء والمثقفين ومحبي الشعر. وقد أدارها الشاعر حيدر حاشوش، وافتتحها ملقيا الضوء على سيرة المحتفى به ومنجزه الشعري والثقافي، مع تقديم قراءة نقدية لمجموعته الشعرية الجديدة.

بعدها قرأ د. فيصل الدنيناوي، مادة نقدية حول المجموعة مرسلة من الناقد علوان السلمان. أعقبه الأديب عيسى مسلم بتقديم مداخلة حول تجربة الزرباطي الأدبية.

المحتفى به، تحدث من جانبه عن بداياته الشعرية في مدينته زرباطية، معرجا على أبرز المحطات التي مر بها خلال مسيرته الأدبية.

ثم قرأ مختارات من نصوص مجموعته الأخيرة، ليوقع بعدها نسخا من المجموعة ويوزعها على الحاضرين.  وفي الختام، قدم اتحاد الأدباء لوحا تقديريا للشاعر الزرباطي، بينما قدم له البيت الثقافي شهادة تقدير.

يشار إلى أن الشاعر طه الزرباطي، وهو الرئيس السابق لاتحاد أدباء وكتاب واسط، حاصل على البكالوريوس في اللغة العربية، ولديه مؤلفات في الشعر والقصة والرواية.

 

 

في بيتنا الثقافي.. ضمانات حرية التعبير في مشاريع القوانين

 

بغداد – طريق الشعب

 

في مناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان 10 كانون الأول، يعقد منتدى “بيتنا الثقافي” في بغداد بالتعاون مع “تحالف المادة 38 الدستورية”، بعد غد السبت، ندوة بعنوان “ضمانات حرية التعبير في مشاريع القوانين – قانون جرائم المعلوماتية وقانون حرية التعبير عن الرأي”.

يقدم الندوة كل من المحامي زهير ضياء الدين والناشط محمد السلامي. وستبدأ الندوة في الساعة الحادية عشرة ضحى على قاعة المنتدى في ساحة الأندلس.

والدعوة عامة. 

 

 

شيوعيو واسط يتفقدون الشاعر قاسم عبد الحسين

 

  الكوت – طريق الشعب

 

 زار وفد من اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في واسط، الشاعر الشعبي المعروف قاسم عبد الحسين، في منزله، وذلك للاطمئنان على صحته بعد تعرضه لحادث مروري.  وتفقد الوفد الوضع الصحي للشاعر عبد الحسين، فيما أعرب هو عن شكره لمحلية واسط على اهتمامها به ومتابعتها حالته الصحية، مشيدا بمواقف الشيوعيين الوطنية ودورهم في دعم الثقافة والفكر التنويري.

وقد ضم الوفد كلا من الرفاق د. سفاح بدر وعبد الحسين فليح ونجم خطاوي.

 

في ضيافة أدباء البصرة.. باسم فرات وتجربته في أدب الرحلات

 

البصرة – باسم محمد حسين

 

ضيَّف اتحاد الأدباء والكتاب في البصرة، السبت الماضي، الشاعر والرحالة المغترب باسم فرات، الذي تحدث عن تجربته في أدب الرحلات، بحضور جمع من المثقفين والأدباء والمهتمين في الشأن الأدبي.

الجلسة التي احتضنتها قاعة نقابة الصحفيين، أدارها القاص والروائي جابر خليفة جابر، واستهلها مقدما السيرة الذاتية للضيف، وملقيا الضوء على إصداراته الأدبية المتنوعة وعلى شغفه بأدب الرحلات.

بعدها تحدث فرات عن علاقته بالشعر، والتي بدأت منذ كان في الثامنة من عمره. إذ كان يتابع الشعر والشعراء في مدينته كربلاء.

ثم تحدث عن رحلاته إلى دول مختلفة في قارات متباعدة، وإقامته في مدنها، وكيف انه كان يتفاعل مع تلك المجتمعات ويندمج معها دون أن يتخلى عن جذوره العراقية، وعن المثل التي تربى عليها. كما تطرق إلى بعض كتاباته عن رحلاته تلك. 

واشار فرات في حديثه إلى دور أدب الرحلات في استكشاف التقاليد الاجتماعية المختلفة، وفي التعبير عن سحر البلدان ووجوه أهلها.

ثم قرأ مختارات من أشعاره المستقاة من رحلاته ومن مشاهد وأماكن زارها وأقام فيها.

وشهدت الجلسة مداخلات قدمها العديد من الحاضرين، بضمنهم الكاتب والرحالة عبد المنعم الديراوي، الذي قرأ ورقة حول أدب الرحلات.

وفي الختام، وقع الشاعر باسم فرات نسخا من إصداراته ووزعها على الحاضرين.

 

 

 

في أربيل.. قيادة الحزب الشيوعي الكردستاني تزور رابطة الأنصار

أربيل – طريق الشعب

 

زار سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الكردستاني الرفيق كاوه محمود بمعية عضو لجنة العلاقات المركزية في الحزب الرفيق اميد محمد، أخيرا، مقر رابطة الأنصار الشيوعيين العراقيين في أربيل.

وكان في استقبال الرفيقين الزائرين، رئيس الرابطة الرفيق نعمان علوان سهيل.

وخلال اللقاء تبادل الطرفان الحديث عن تطورات الوضعين الأمني والسياسي في الاقليم والعراق بعامة.

وفي سياق ذي صلة، زار عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي الكردستاني الرفيق عبد الرحمن فارس عبد الرحمن (أبو كروان)، ومعه عضو اللجنة المركزية الرفيق صبحي مهدي، مقر الرابطة.

وبعد أن استقبل رئيس الرابطة الزائرين، تجاذب معهما أطراف الحديث حول اعتداءات دول الجوار على الإقليم. وقد حمّل الجميع الحكومة المركزية وحكومة الإقليم مسؤولية إيقاف هذه الاعتداءات.

كذلك زار وفد من لجنة رزكاري ومنظمة برايتي للحزب الديمقراطي الكردستاني، برئاسة السيد كاروح مسؤول لجنة رزكاري، مقر الرابطة.

وخلال الزيارة تبادل الوفد مع رئيس الرابطة الحديث حول الأوضاع الراهنة في كردستان والعراق بشكل عام، وعن اعتداءات دول الجوار على الإقليم.

 

 

بريشة وجدان الماجد.. وجوه عراقية مبدعة على جدران بغداد

متابعة – طريق الشعب

 

أنجزت الرسامة وجدان الماجد خلال هذا العام 30 جدارية ملونة في شوارع بغداد، محولة كتلا كونكريتية وجدرانا خرسانية إلى مساحات فنية.

وتجسد هذه الرسامة في جدارياتها، صورا لشخصيات عراقية إبداعية، بعضها شهير وآخر منسي. ما جعل مناطق عديدة، مثل الوزيرية والشارع المؤدي إلى جسر الصرافية وحي الشواكة، أماكن تنبض بالفنون، بعد أن كانت جدران أبنيتها مغطاة بأسلاك الكهرباء والأوساخ!

ومن بين الوجوه التي رسمتها الماجد، المعمارية الشهيرة زها حديد، الفنان الرائد جواد سليم، الشاعران الكبيران الجواهري ومظفر النواب، الشاعر الملا عبود الكرخي، المطرب ناظم الغزالي والشاعر الكردي عبد الله كوران.

ولم تقتصر الجداريات على وجوه شخصيات عراقية، فهناك وجوه تنتمي إلى جنسيات أخرى، مثل الأم تريزا وبابلو بيكاسو.

في أعمالها، تبتعد الفنانة وجدان عن فن “الغرافيتي” بوصفه فعلاً احتجاجياً، مكتفيةً بنقل وجوه وأسماء بارزة. وعند تمعنه في تلك الأعمال، يجد الملتقي أنّها بورتريهات مُنجزة باحتراف، خلافاً لكثير من رسوم الجدران التي تطغى عليها العشوائية أحيانا – على حد ما يراه متابعون.

تقول الماجد (49 عاما)، وهي حاصلة على الماجستير في الرسم وتعمل مدرّسة في كلية الفنون الجميلة، أن “العراقيين عانوا كثيراً جراء الحروب والحصار الاقتصادي والأزمات السياسية، وبسبب هذه الظروف القاسية ضعف اهتمامهم بالفنون”، مضيفة في حديث صحفي أن “المعارض الفنية لم تكن أداة لتقوية علاقة الشعب بالحركة الفنية، بل بقيت محصورة بين الرسام نفسه وزملائه وطلبة الفنون وبعض المهتمين، لكن التوجه نحو الشارع والرسم على الجدران أحرز نتائج ممتازة”.

وتشير الرسامة التي شاركت في معارض فنية في بلدان عربية وأجنبية، إلى أن “الرسم على الجدار قديم، ويرجع إلى العصور التي عاش خلالها الإنسان في الكهوف”.

وعن رسومها، تقول أنها جاءت بناء على فكرة أطلقتها أمانة بغداد. إذ طلبت منها الأمانة أن ترسم شخصيات عراقية مهمة، موضحة أنه “في البداية كان هناك استغراب من بعض المارة، لكن بعد ذلك تغيرت وجهات النظر وصار الناس يدعمون جهودي”.

وتلفت إلى أن رسومها كانت مقتصرة على الأماكن القريبة من كلية الفنون الجميلة في الوزيرية، لكن بعد الاهتمام الإعلامي الذي حظيت به، توجهت نحو مزيد من الأحياء البغدادية، مؤكدة أن “الناس باتوا يحبون أعمالي، لأنها تنقل صورا عن  شخصيات معروفة من جهة، ومنسية من جهة ثانية”. 

وتنوّه الماجد إلى أن “التفاعل مع رسومي ودعمها من قبل الناس، دفعني إلى إنجاز المزيد منها. وقد وصل الأمر ببعض العائلات القريبة من مشغلي، إلى رفدي بالطعام والشراب. كما جاءتني عروض للرسم في المدارس”.

 

 

معاً لبناء بيت الحزب.. بيت الشعب

 

دعماً للحملة الوطنية لبناء مقر الحزب الشيوعي العراقي، تبرع الرفاق والأصدقاء:

-  الرفيق عدي الاسدي من بابل 250 الف دينار.

- الشاعر عبدالمنعم التميمي 200 دولار.

الشكر والتقدير للرفاق والأصدقاء على دعمهم واسنادهم حملة الحزب لبناء مقره المركزي في بغداد.

معاً حتى يكتمل بناء بيت الشيوعيين.. بيت العراقيين.

 

 

«شتاء دافئ».. حملة تطوعية لإكساء فقراء كربلاء

 

كربلاء – وكالات

 

أطلق «فريق الحسينية» التطوعي في قضاء الحسينية بمحافظة كربلاء، أخيرا، حملة بعنوان «شتاء دافئ»، تتضمن جمع الملابس وتوزيعها على العائلات المتعففة والأيتام.

وقال الشاب منتظر طالب، أحد أعضاء الفريق، أن هذه الحملة تأتي لترسيخ مبدأ التكافل الاجتماعي والتخفيف عن كاهل العائلات الفقيرة، مبينا في حديث صحفي أنه «مع حلول فصل الشتاء الأكثر شدة وضراوة على الفقراء والمحتاجين، بادرنا إلى إطلاق هذه الحملة».

وأضاف قائلا أن «الدعم يأتينا من مواطنين متبرعين من سكان القضاء أو مركز مدينة كربلاء. ويجري جمع الملابس عن طريق أعضاء الفريق»، مشيرا إلى أن «عدد المستفيدين من حملتنا هذه فاق 200 شخص من الرجال والنساء والأطفال. وأن الوجبة الأولى ضمت 1500 قطعة ملابس مختلفة الأحجام».

ونوّه طالب إلى أن «هناك وجبات أخرى يجري جمعها حاليا على أن تشمل عموم المحافظة. ونحن الآن نسعى أيضا إلى جمع المفروشات إضافة للملابس».

 

حملة تنظيف تطوعية  في أهوار الجبايش

 

متابعة – طريق الشعب

 

في مناسبة يوم التطوع العالمي 5 كانون الأول، نفذت “منظمة الجبايش” للسياحة البيئية بالتعاون مع الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، الاثنين الماضي، حملة تنظيف تطوعية في أهوار الجبايش بذي قار.

وقالت “منظمة الجبايش” في بيان صحفي، أن الحملة شهدت مشاركة عدد كبير من المتطوعين من السكان المحليين وشيوخ العشائر، فضلا عن فريق “سفراء النظافة” من بغداد، ومتطوعين من محافظتي ميسان والبصرة.

وأوضحت أن الهدف من الحملة هو تسليط الضوء على معاناة سكان الأهوار وعلى الجفاف الحاصل في هذه المنطقة، إضافة إلى التعريف بحجم الأضرار التي لحقت بالأهوار جراء الجفاف، مشيرة إلى أن هذه دعوة صريحة لإنقاذ هذه المسطحات المائية وزيادة الضغط  الإعلامي من أجل إطلاق المياه باتجاهها.

واستعان المشاركون في الحملة بالزوارق في تنقلهم، واستطاعوا رفع الكثير من النفايات البلاستيكية والصلبة.