اخر الاخبار

الصفحة الاولى

في الذكرى السنوية العاشرة لانطلاقها

25 شباط.. منارة أضاءت الطريق نحو انتفاضة تشرين

بغداد ــ علي شغاتي

تزامنا مع الذكرى العاشرة لانطلاق تظاهرات 25 شباط 2011، التي طالبت بإنهاء نظام المحاصصة الطائفية ومكافحة الفساد واقامة الدولة المدنية الديمقراطية، وصف حزبنا الشيوعي العراقي “25 شباط” بـ”باكورة الاحتجاجات المطالبة بالحقوق المشروعة”. فيما اكد عدد من المحتجين تواصل الاحتجاجات الشعبية، لحين تحقيق كافة المطالب المشروعة، التي رفعها المتظاهرون منذ العام 2011.

الذكرى العاشرة

وفي 25 من شباط من العام 2011، اندلعت تظاهرات عارمة في مختلف محافظات العراق، احتجاجا على منهج المحاصصة واستشراء الفساد، وكانت الاحتجاجات هي باكورة نشاط القوى المطالبة بالعدالة الاجتماعية واقامة الدولة المدنية.

وواجهت القوى السياسية الحاكمة في وقتها الاحتجاجات الشعبية المناهضة للفساد والمحاصصة بالقوة والعنف المفرط من خلال استخدام الرصاص الحي ما خلف 8 شهداء، وتشويه صورة التظاهرات من خلال بث صورة مزيفة عن المحتجين، لكن جميع تلك المحاولات باءت بالفشل، بسبب تضامن واشتراك الالاف من العراقيين في هذه الحركة، وما تلتها من احتجاجات وصولا لانتفاضة تشرين.

المحرك الاول

وقال عضو اللجنة المركزية لحزبنا الشيوعي العراقي، فاروق فياض، لـ”طريق الشعب”، ان “25 شباط هي المحرك الاول للمطالبة بالحقوق المشروعة وفقا للدستور، ورفض المحاصصة الطائفية والفساد”، مبينا ان “رفع شعار الدولة المدنية لاقى صدى كبيرا وترحيبا واسعا في الاوساط الشعبية”.

واضاف ان “الحركة كان لها دور كبير في تتويج بقية الاحتجاجات وديمومتها وصولا لانتفاضة تشرين، رغم الترهيب والقمع والتشويه من قبل القوى المتنفذة”، مؤكدا ان “القوى السياسية المتنفذة لم تعمل على الاستجابة للمطالب المشروعة، وتمسكت بمصالحها على حساب مصلحة المواطنين. ولم تقدم على اية محاولة لإصلاح الخلل البنيوي في النظام، انما واصلت العمل على المنهج ذاته”.

واكد فياض، ان “القوى الحاكمة كانت تعتقد انه يمكن لها امتصاص الغضب من خلال الاعتماد على الريع النفطي، وزيادة اعداد الموظفين بطريقة غير مدروسة، ما ادى الى تضخم جهاز الدولة الاداري”، مشيرا الى ان “الاحزاب المتنفذة عجزت عن تقديم الخدمات رغم بساطتها، ما تسبب ذلك في تهالك البنية التحتية لأغلب القطاعات الخدمية “.

تراكمات الازمة

وتابع فياض، أن “الازمة تراكمت وخاصة في الجانب الاقتصادي. ولم تقدم الحكومة حلولا بل زادت إجراءاتها من حدة تلك الازمة من خلال اعتماد سياسة اقتصادية، تحمل المواطنين وحدهم اعباء الفشل في ادارة البلد”.

ودعا فياض الحركات الاحتجاجية الى “تنظيم نفسها بأشكال تنظيمية وتنسيقية، وتبني خطاب سياسي واضح وأهداف معلنة، مثل تطبيق العدالة الاجتماعية ومحاسبة الفاسدين، وتغيير نهج المحاصصة الطائفية كنظام وشخوص”.

وبيّن فياض، ان “التشتت الحاصل بين القوى الداعية لإقامة الدولة المدنية ليس من مصلحتها، وعليها العمل على انشاء اطار يجمع في ما بينها، من اجل تحقيق اهدافها”.

استعادة الذكريات

من جانبه، قال الناشط المدني والصحفي المشارك في الاحتجاجات بسام السينمائي، لـ”طريق الشعب”، ان “التحضيرات للمشاركة في ٢٥ شباط ٢٠١١، اخذت سجالات ولقاءات كثيرة مع اطراف تؤيد واخرى تعارض المشاركة، لمدة اسبوع كامل”، مبينا ان “ابرز ما تم نقاشه هو التخويف الذي مارسته الحكومة وجهات دينية واجتماعية في حينها، من المشاركة ودعم التظاهرات”.

واضاف ان “التخويف لم يمنع المواطنين من المشاركة الواسعة في بغداد وعموم المحافظات، ما دفع الحكومة الى القيام بحملة اعتقالات واسعة، ومنع المواطنين من الوصول الى اماكن التظاهرات. كذلك قامت بمصادرة الاوراق والاقلام التي تمت تهيئتها لكتابة الشعارات، فضلا عن قطع الجسور، لتتوج المضايقات بإطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين”.

وبيّن ان “جمعة ٢٥ شباط، هي بداية واضحة لمعارضة نظام المحاصصة اجتماعيا، والتي شكلا دافعا للعديد من التظاهرات والاعتصامات في ما بعد، لكنها بقيت تتعرض لنفس الاتهامات الجاهزة”.

خارطة طريق

أما الناشط المدني حسن المياحي فتحدث لـ”طريق الشعب”، عن احتجاجات 25 شباط، قائلا إنها “رسمت خارطة طريق امام الحركات الرافضة للفساد والمحاصصة”، مبينا ان “تضحيات الناشطين في الحراك الجماهيري من بدايته، هي منارة تضيء درب المنتفضين”. وقال المياحي ان “الاحتجاجات في العراق ستتواصل حتى تحقيق اهدافها المشروعة في انهاء نظام المحاصصة والفساد”.

واكد ان “قوى الانتفاضة ما زالت تصر على تنفيذ مطالبها المشروعة في اقامة انتخابات مبكرة وبإشراف اممي، وبعيدا عن استغلال المال العام وموارد الدولة، ووضع حد معقول لأموال الدعايات الانتخابية، ومتابعة مصادر تمويل الاحزاب”، مشددا على “معاقبة الفاسدين واسترداد المال العام في داخل البلاد وخارجها”.

وطالب المياحي “الحكومة والاجهزة الامنية بالكشف عن قتلة المتظاهرين والجهات التي تقف وراءهم وتقديمهم للقضاء من اجل احقاق العدالة وانصاف عوائل الشهداء”. كما أكد على ضرورة “حصر السلاح بيد الدولة ومعاقبة الخارجين عن القانون”.

******

كتب المحرر السياسي

التغيير

مطلب وطني وشعبي

من الواضح في ضوء الرفض الشعبي المدوي  لمنظومة المحاصصة والفساد الحاكمة، والذي عبرت عنه انتفاضة تشرين الباسلة وكواكب شهدائها  وفيض دماء المنتفضين الزكية  التي سالت تحت شعار “نريد- وطن” مطالبة بالتغيير في منظومة الحكم بشكل سلمي ودستوري عبر انتخابات مبكرة.. أن الانتخابات القادمة يجب ان تختلف عن سابقاتها، وأن تعكس على أفضل وجه الإرادة الشعبية الحرة، وتأتي بممثليها الحقيقيين الصادقين، الملتزمين بإحداث التغييرات والإصلاحات العميقة، الكفيلة بإخراج البلاد من دوامة الأزمات الملازمة لنهج المحاصصة المقيت.

 ولم تعد اللوحة السياسية بتحالفاتها وإصطفافاتها السياسية القائمة، قابلة للاستمرار بعد أن هزت انتفاضة تشرين أركانها، وشددت عزلتها عن أوسع القطاعات الشعبية. كما أن قوى الانتفاضة وتجمعات المنتفضين، لا سيما الشبابية، شرعت بعملية تنظيم نفسها في كيانات وأحزاب سياسية، وعقد تحالفات من أجل المشاركة في الانتخابات. وهو ما يعد تطورا إيجابيا من ثمار الانتفاضة، وإن كان لابد من بعض الوقت لاستكمال متطلبات المشاركة في الانتخابات.

ومع قرب انتهاء تسجيل التحالفات والكيانات الانتخابية وتقديم المرشحين، الذي أعلنته المفوضية العليا للانتخابات وهي تؤكد  حتى الان ان لا تغيير فيه، يثار العديد من التساؤلات المشروعة عن الانتخابات القادمة وإمكانية تحويلها الى مدخل للتغيير المنشود، وعن نوعية التحالفات المطلوبة والاصطفاف الشعبي والسياسي الداعم لأي توجه جاد على هذا الطريق، الذي ينطوي على الكثير من الصعوبات والعوائق، خاصة من القوى الماسكة بالقرار منذ ٢٠٠٥، والتي تعمل ليل نهار على كبح أي حراك يضعف مواقعها، او يتسبب في هزيمتها واخراجها من المعادلة السياسية الراهنة،  التي تتحكم بها قوى المال والسلاح والنفوذ.

إن المدخل الى تفكيك  عناصر الأزمة الخانقة التي تحاصر بلدنا وشعبنا، وفِي مقدمتها المنظومة السياسية المتنفذة،  لابد ان يكون مدخلا سليما واضحا  في ادواته ومنهجه وبرنامجه وشخوصه، وفِي نوعية الاصطفافات المستحقة، وان يشكل أي توجه جاد هنا قطيعة مع المنهج والآليات التي تحكمت في البلاد منذ ٢٠٠٥ حتى الان، ولَم تقدم لبلدنا الا الخراب والدمار والتخلف على مختلف الصعد.

وهناك من دون شك معوقات عديدة تقف في وجه قوى التغيير الجادة، وسعيها الى توظيف الانتخابات القادمة في إحداث نقلة باتت مطلوبة وملحة في المشهد السياسي، وفِي مقدمة وسائل الإعاقة فرض القوى المتنفذة قانون انتخابات غير عادل ولا منصف.

واذ تقترب الانتخابات ويشتد التنافس ويبدأ الضرب تحت الحزام، تسعى قوى متعددة ولدوافع متباينة الى  رفع شعار التغيير، الذي نادت به جماهير واسعة فضلا عن المنتفضين والحراك التشريني، في مسعى منها لمحاكاة هذه الرغبات والتطلعات. ومع ان المراجعة في السياسة امر ممكن، الا انه  وفي جميع الأحوال تبقى الممارسة، لا الشعارات والتصريحات، هي المحك والمعيار، وذلك ليس فقط قبل الانتخابات وخلال الحملة الانتخابية، بل وبعدها ايضا. وهذا هو الأساس للحكم على جدية ما يرفع من شعارات في سوق التنافس الانتخابي.

وبالنسبة لحزبنا والقوى المدنية والديمقراطية يبقى تغيير الحال والواقع مهمة نضالية، سعينا  وسنواصل السعي لانجازها. فالتغيير هدف كبير وسامٍ، وهو الطريق لإنقاذ بلدنا من الهاوية قبل ان يسقط كليا فيها. وسيبقى مطلوبا لتحقيق ذلك بناء  أوسع اصطفاف شعبي وسياسي وطني، قادر على اسقاط منظومة المحاصصة والفساد، أيا كان شكل تجليها وتمظهرها،  وفرض إرادة الشعب ببناء دولة المواطنة، الدولة المدنية الديمقراطية والعدالة الاجتماعية، وتحقيق تقدم الشعب ورفاهه، وسيادة الوطن وقراره الوطني المستقل.

***********

رائد فهمي يستقبل السفير الفنزويلي

بغداد – اعلام حشع

استقبل الرفيق رائد فهمي سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، امس الاول الاحد، سفير سفير جمهورية فنزويلا في بغداد السيد أرتوريو أنيبال غالييغوس والوفد المرافق له.

تناول الحديث خلال اللقاء العلاقات بين البلدين وآخر التطورات في كل منهما، وأكد الرفيق السكرتير دعم حزبنا لنضال الشعب الفنزويلي من اجل مطالبه المشروعة في انهاء العقوبات الاقتصادية الامريكية المفروضة على بلاده، واحترام  سيادة البلد وارادة شعبه وحقه في تقرير طبيعة نظامه.

وعبّر السفير الضيف عن الشكر لتضامن حزبنا مع شعب فنزويلا، واكد حرص بلاده على تطوير العلاقات مع العراق، وعلى اسناده في مواجهة الارهاب ومن أجل اعادة البناء والتنمية. كما عبر عن رغبة بلاده في اقامة علاقات على مختلف المستويات بين العراق وفنزويلا.

وضم الوفد الى جانب السفير، القنصل انطونيو مارتين. وحضر اللقاء الرفيقان علي مهدي عضو  اللجنة المركزية والرفيق فاضل الموسوي عضو لجنة العلاقات.

********

راصد الطريق

لا نهاية لحرب الطماطم ..

فوجئنا أخيرا بانتحار صاحب مزرعة طماطم في ناحية سفوان بمحافظة البصرة، إثر عجزه عن تسويق منتوجه وتكبده خسارة 60 مليونا.

وبجانب هذا سمعنا تصريح متحدث باسم وزارة الزراعة حول أهم المحاصيل التي تُهرب الى العراق، فكان بينها الطماطم.

وواضحة هي العلاقة بين الخبرين.

فلولا تسهيل مرور شاحنات التهريب الى البلاد بتدخل من جهات نافذة، لما تربعت الطماطم المهربة على عرش اسواقنا وطردت منها مُزارعنا ومنتوجه .. فتكبد الخسائر الفادحة واسودت الدنيا في عينيه حتى  فضل الموت. 

العارفون بالاقتصاد يقولون ويكررون ان سبيل تطويره يمر عبر تطوير الزراعة والصناعة. وبعض المسؤولين يعترف بوجود تلاعب في قوت الشعب العراقي، لكنه يدعي – خصوصا في اوقات ما قبل الانتخابات – ان المسؤولين عن ذلك يحاسبون.

وحين تتابع ما يجري على الارض ترى العكس تماما. وها ان  تدفق الطماطم والمحاصيل الاخرى على اسواقنا يتواصل، بالتهريب وعبر بعض المنافذ، وتستمر معه معاناة ومآسي مزارعينا، وعجز الزراعة عن النهوض بدورها في دعم اقتصادنا.

ولن تتفاجأ في النهاية اذا طالعك اسم مهرب طماطم معروف ضمن قائمة مرشحي حزب متنفذ للانتخابات المقبلة!

********

الصفحة الثانية

رئيس سابق لديوان الرقابة المالية:

الفساد والمحاصصة يمنعان محاسبة الفاسدين

بغداد ــ طريق الشعب

كشف رئيس ديوان الرقابة المالية السابق، عبد الباسط تركي، عن عاملين يمنعان محاسبة المسؤولين عن الفساد في العراق.

وقال تركي في تصريح تلفزيوني، إن “الجريمة المنظمة دخلت العراق بعد عام 2003”، مشير الى ان “مصادر تمويل الجريمة المنظمة مختلفة، من بينها العقود الفاسدة وتوزيع المناصب السياسية”.

واضاف، ان “الجريمة المنظمة عملت على عرقلة بناء المدارس وتبليط الشوارع او أية مشاريع يمكن من خلالها بناء البلد”.

واشار الى ان “الفساد والعنف يرتبط أحدهما بالآخر ويعتمدان على الإدارة غير الجيدة او غير المفوضة التي تنتهج المحاصصة الطائفية والحزبية”.

وتابع ان “الحد من الفساد يتطلب إرادة حقيقية للقضاء عليه، كما ان الأجهزة الرقابية لم تكن كافية لمحاربة الفساد”.

ونوّه بأنه “مهما فعلت الإرادة الحقيقية للقضاء على الفساد، فإنها ستصطدم بالفساد والعنف، ولن تستطيع أن تمضي بمحاسبة المسؤولين عليه”.

*************

كل خميس

بصراحة .. هذا التحدي!

جاسم الحلفي

لن تكون الانتخابات القادمة، شأن الانتخابات السابقة، سهلة على القوى المدنية الديمقراطية. ومن غير المتوقع ان تنفذ القوى الجديدة الى مجلس النواب بيسر. فالحصول على نتائج إنتخابية مرضية ليس يسيرا كما يتوهم البعض.

 ولا يجب أن يغيب عن البال هدف المنتفضين حينما رفعوا مطلب الانتخابات المبكرة، بهدف إزاحة المتنعمين بالسلطة الذين يعدونها غنيمة في سياق تقاسم المنافع وفق منهج المحاصصة، ويحولونها الى بؤرة للفساد ونهب الأموال العامة دون رادع. فالازاحة لا تتحقق في مجرى العملية السياسية القائمة من دون تغيير موازين القوى لمصلحة قوى التغيير.

هذه الرؤية كانت محرك الانتفاضة وأساسها، لذا جاء مطلب الانتخابات المبكرة كإمكانية دستورية، تمكن قوى التغيير من حسم الصراع في اتجاه انهاء نظام المحاصصة والفساد. لكن البطء الذي تسير عليه التفاهمات بين قوى التغيير لا يسر، فلازالت الخطوات تتعثر للأسباب ذاتها التي رافقت أزمة تنسيق عمل القوى المدنية الديمقراطية وتوحيده، حيث الحساسيات المبالغة والتشرذم والتشتت والنزعات الذاتية وحب التزعم والانا المتضخمة، ما قد يفقدها الكثير من امكانياتها الواعدة. فيما لم تقف طغمة الحكم مكتوفة الايدي وهي تدرك ان الهدف  النهائي للانتفاضة يتمثل في ازاحتها. بل سارعت الى تنفيذ خطة تفكيك الانتفاضة، بدءا من اختراقها ومرورا باحتوائها، فهي لم تتوانَ عن أي فعل يمكنها من البقاء في السلطة وتعزيز قبضتها بشدة.

وفي إطار استعدادها للانتخابات نرصد خطواتها السريعة على مختلف الأصعدة،  مستثمرة  في ذلك خبرتها الواسعة في التزوير والغش والضغط والإكراه والإبتزاز وإدارة حملات التشهير والتسقيط، الى جانب ما يتوفر لها من إمكانيات تيوفرها الدعم الخارجي والمال السياسي والإعلام وإستغلال وجودها بالسلطة لتسخير مؤسسات الدولة ومواردها، كما فعلت في جميع الانتخابات السابقة. وهي ايضا جددت أساليبها، فشكلت أحزابا جديدة سرقت لها أسماء الانتفاضة وتشرين والمدنية والتغيير، الى جانب اطلاقها حربا نفسية  لإشاعة الوهن واليأس واللاجدوى في صفوف الثائرين من أجل التغيير.

حينما نفضح دهاء العدو وخبثه، ونؤشر الأساليب المدانة، التي لا تنفك القوى المتنفذة  تستخدمها، وعندما نبين جسامة المهمة، فان هدفنا من ذلك هو التحفيز ورفع درجة التطلب، وتحويل كل التحديات الى فرص فوز ممكنة. وذلك عبر تفعيل العقل الجماعي للقوى والشخصيات المدنية والديمقراطية، من مختلف المشارب الفكرية والاتجاهات السياسية والانتماءات الحزبية، والاتفاق على برنامج عمل مكثف ينال الاتفاق العام، وإيجاد إطار تحالفي مرن يتسع لكل قوى التغيير أحزابا وشخصيات، والعمل بتفانٍ ونكران ذات، واستلهام التضحية من روح الانتفاضة الوثابة من اجل التغيير.

لقد قيل ان لا ديمقراطية من دون ديمقراطيين، ونقول: لا تغيير من دون وحدة قول وفعل قوى التغيير.

**************

مواجهات بين المتظاهرين وقوات الامن تخلّف عشرات الضحايا

الأحداث تتصاعد في الناصرية.. والديوانية وبابل تتضامنان

بغداد ــ طريق الشعب

مع ساعة اغلاق تحرير هذا العدد، من الجريدة يتواصل الكر والفر بين المحتجين والقوات الامنية في الناصرية. وتشير الانباء الواردة من هناك الى سقوط شهيدين و58 جريحاً بين صفوف الطرفين، خلال التصعيد الذي شهدته المدنية في الايام الاخيرة، على خلفية التظاهرات المطالبة بإقالة الحكومة المحلية.

فيما دشنت محافظتا بابل والديوانية فعاليات تضامنية مع المتظاهرين في الناصرية.

تشييع أحد الشهداء

وشيّع المئات من المتظاهرين واهالي مدينة الناصرية، الشهيد علي كامل، البالغ من العمر 16 عاما، والذي استشهد بعد إصابته بطلق ناري اثناء المواجهة بين القوات الامنية والمتظاهرين يوم الاثنين الماضي.

وهتف المشاركون في التشييع ضد القتلة، مطالبين بالكشف عنهم ومحاسبتهم وفقا للقانون.

وبعد فراغ المحتجين من تشييع شهيدهم، جددوا تظاهراتهم المطالبة بإقالة الحكومة المحلية، وعادت القوات الامنية في المدينة لممارسة هوايتها باستخدام الرصاص الحي، ما دفع المتظاهرين للاشتباك معهم. وكان حصيلة الاشتباك اصابة 13 متظاهرا، اربعة منهم بطلق ناري، واحدهم كانت إصابته خطرة. فيما بلغت الاصابات في صفوف القوات الامنية، 9 اصابات من جرّاء التراشق بالحجارة، وفقا لمصدر امني في المحافظة.

مهلة للحكومة

وكانت رابطة عوائل شهداء تظاهرات الناصرية، امهلت الحكومة المركزية 7 ايام لإقالة الحكومة المحلية بالكامل، واحالة المتورطين من الضباط والعناصر الامنية في احداث المدينة، الى التحقيق واعلان النتائج بشكل عاجل.

وهددت العوائل في بيان لهم، طالعته “طريق الشعب”، بـ”موقف آخر سيعلن في حينه”، في حال عدم الاستجابة لمطالبهم.

ولم يكن الشباب العاطلون عن العمل في المحافظة، منعزلين عن الحراك الغاضب، حيث واصل العشرات من خريجي كليات الهندسة والإدارة والاقتصاد والمعاهد التقنية، إغلاق مبنى شركة نفط ذي قار، مطالبين بتوفير فرص العمل.

الكشف عن القتلة

ووسط اجراءات أمنية مشددة، في محافظة البصرة، تظاهر العشرات من عوائل شهداء الانتفاضة، امام مقر قيادة شرطة المحافظة، مطالبين بالكشف عن الجهة التي تقف وراء “عصابة الموت” التي تم اعتقالها مؤخرا.

وتناقلت وسائل التواصل الاجتماعي صورا ومقاطع فيديو للعوائل، وهم يرفعون شعارات تطالب بالكشف عن قتلة ذويهم، والجهات التي تقف وراءهم، ومحاسبتهم قضائيا.

تتضامن من الديوانية وبابل

وابدى العشرات من المواطنين في محافظة الديوانية، تضامنا كبيرا مع المحتجين في محافظة ذي قار، من خلال وقفة احتجاجية، استنكروا فيها استخدام العنف المفرط والرصاص الحي باتجاه المتظاهرين، محملين الحكومة مسؤولية حماية المتظاهرين المطالبين بحقوقهم المشروعة.

واكد محتجو الديوانية، انهم لن يحيدوا عن أن يكونوا ظهيرا ساندا للمتظاهرين في بقية المحافظات.

فيما اقدم عدد من المحتجين في محافظة بابل على قطع الطرق، احتجاجا على ما يواجه المتظاهرون في الناصرية.

تظاهرة للعقود

الى ذلك، لم يفوت اصحاب العقود والاجور اليومية فرصة المطالبة بحقوقهم المشروعة، حيث تظاهر العشرات من المتعاقدين مع بلدية الكوت، مطالبين بعدم قطع اجور ايام العطل الاسبوعية من رواتبهم، أسوة بباقي موظفي الدولة.

ويبدو ان التظاهرة لم ترق لمسؤولي البلدية الذين سرعان ما احالوا عددا من المتظاهرين الى لجان تحقيقية بحجة تعطيلهم العمل.

واتهمت البلدية في بيان لها ان “الهدف من الاحتجاجات الموجودة في مقر البلدية من قبل بعض موظفي (العقود) هو لعرقلة سير معاملات المواطنين، وعدم خدمتهم”.

تظاهرة امام البنك المركزي

وفي شارع الرشيد وسط العاصمة بغداد، تظاهر العشرات من المواطنين امام مقر البنك المركزي، للمطالبة بعودة سعر صرف الدينار العراقي امام الدولار، واقالة محافظ البنك المركزي بسبب السياسات الاقتصادية المتبعة من قبل الحكومة.

ووصف منتظر احمد لـ”طريق الشعب”، سياسة البنك المركزي بأنها “ترقيعية، وتحاول تحميل المواطنين اعباء فشل الحكومات المتعاقبة لإدارة البلد”.

وطالب المحتجون، بحسب أحمد بـ”الرجوع ال سعر صرف الدينار العراقي امام الدولار القديم، واقالة المحافظ بسبب فشله في ادارة السياسة المالية للبلد”.

**************

إحياء يوم الشهيد الشيوعي العراقي في استراليا

سيدني – طريق الشعب

أقامت منظمتا الحزب الشيوعي العراقي والشيوعي الكردستاني في استراليا، حفلا على منصة التواصل الاجتماعي "زوم"، في مناسبة الذكرى 72 ليوم الشهيد الشيوعي العراقي.

انضم إلى الحفل جمع من الشيوعيين وعائلات شهداء الحزب، إلى جانب من ممثلي التيار الديمقراطي العراقي والمنظمات المدنية والروابط الثقافية العراقية في استراليا.

الحفل الذي اداره الرفيقان قاسم عبود وجواد (أبو سرمد)، استهل بوقوف المشاركين فيه دقيقة صمت في ذكرى شهداء الحزب والحركة الوطنية.

بعد ذلك ألقيت كلمتا منظمتي الحزبين الشيوعي العراقي والكردستاني في المناسبة، من قبل الرفيقين أبو تموز وأردلان. واستذكرت الكلمتان شهداء الحزب الذين ضحوا بأنفسهم في سبيل مبادئهم وحقوق شعبهم في الحياة الحرة الكريمة. كما سلطتا الضوء على أبرز المحطات النضالية في مسيرة الحزب، وما تعرض له الشيوعيون من اضطهاد وسجن وتعذيب وفصل سياسي واغتيالات، على ايدي السلطات القمعية وعملاء الاستعمار. 

وكانت للتيار الديمقراطي العراقي في استراليا كلمة ألقاها سكرتيره إبراهيم علي، وكلمة باسم عائلات الشهداء ألقاها السيد خليل إبراهيم. أعقبت ذلك قراءة قصائد في ذكرى الشهداء، من قبل الرفيق أبو هيثم.

ووصلت الحفل برقية من الشخصية المدنية المستقلة، علاء مهدي، الذي حيّا المناسبة وأشاد بتضحيات الشيوعيين ودورهم المهم في الحركة الوطنية والديمقراطية.

بعدها تمت دعوة المحتفلين إلى الانضمام لندوة حوارية مفتوحة، حول "المعاني القيمة للاستشهاد في سبيل المبادئ وحب الوطن".

وعقب انتهاء الندوة، استمع المحتفلون إلى أغنيات عربية وكردية تشيد بنضال الحزب، أداها الرفيق أردلان على العود.

وفي الختام، تمت قراءة قائمة بأسماء شهداء الحزب الذين تقيم عائلاتهم في استراليا. وهم 80 رفيقا، دأبت منظمة الحزب على تكريم عائلاتهم سنويا في ذكرى يوم الشهيد، إلا ان ظروف جائحة كورونا هذا العام، حالت دون ذلك.

**************

مقترح لتعديل قانون الانتخابات وتواقيع لحل البرلمان

المفوضية تقدم احصائيات جديدة عن أعداد النازحين

بغداد ـ طريق الشعب

كشف عضو في اللجنة القانونية البرلمانية، أمس، عن توجه سياسي جديد لتعديل بعض الدوائر ‏الانتخابية، وحصر التصويت بالبطاقة البايومترية، فيما كشف النائب ‏علي البديري، عن جمع تواقيع نيابية لتقديم طلب بحل مجلس النواب، ‏تمهيدا لإجراء الانتخابات‎.‎

وقدّمت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، في بيانها الاسبوعي، ‏إحصائية جديدة بأعداد النازحين، لإجراء ‏الاقتراع.‏

تعديلات جديدة ‏

ونقلت الوكالة الرسمية عن عضو اللجنة القانونية ‏البرلمانية، ‏حسين العقابي، قوله إنه “وصلتنا مقترحات للتعديل المرتقب ‏لقانون الانتخابات ‏من عدد من الكتل البرلمانية وفيها تواقيع، ويجب ‏دراستها مع بداية الفصل ‏التشريعي المقبل وعرضها على جدول ‏الأعمال”. ‏

وأضاف أن “أفكار المقترحات تصب بشكل أساسي في قضيتين، ‏الأولى ‏تعديل يتعلق بالدوائر الانتخابية وثانيهما بالبايومترية”. ‏

وتابع العقابي “نحن مع تعديل بعض الدوائر ومع حصر التصويت ‏بالبطاقة ‏الذكية البايومترية لكي نصل إلى تقليل التزوير الذي من الممكن ‏أن يحصل”.

‏حل البرلمان

وفي الاثناء، كشف النائب علي البديري، عن جمع تواقيع برلمانية لتقديم ‏طلب بحل مجلس النواب، تمهيدا لإجراء الانتخابات‎.‎

وقال البديري، في تصريح صحفي، إن “اعضاء البرلمان من مختلف ‏الكتل جمعوا تواقيع لتقديم مسودة قرار لحل مجلس النواب، بغية اجراء ‏الانتخابات المبكرة، استجابة لمطلب الجماهير والمرجعية”.

ونشرت وكالة “السومرية نيوز” الوثيقة الخاصة بالطلب، الذي يدعو رئاسة ‏البرلمان لعرض صيغة القرار خلال الجلسة المقبلة قبل التصويت على ‏الموازنة.‏

‏إحصائية بأعداد النازحين

وفي السياق، قدمت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، في بيانها الاسبوعي، ‏إحصائية جديدة عن أعداد النازحين، لإجراء ‏الاقتراع.

وقالت المفوضية في بيان طالعته “طريق الشعب”، إن ‏‏”مجلس المفوّضين قام بالتصديق على خطّة ‏الانتشار لمراكز الاقتراع ‏العامّ البالغة 8273 مركزًا، وجرى توجيه المكاتب الانتخابية كافّة بإيجاد ‏أماكن قريبة من ‏المراكز التي يتطلّب إجراء تغيير على مواقعها، ضمن ‏الرقعة الجغرافية لمراكز التسجيل والدائرة الانتخابية، بما يؤمّن ‏وصول ‏الناخبين إليها بسهولة ويسر، ووضع لافتات استدلال على المراكز ‏القديمة على أن يكون المركز الجديد حاملًا ‏لاسم المركز القديم بواسطة ‏لافتة استدلال توضّح ذلك”.‏

************

الصفحة الثالثة

المختطفات التركمانيات.. ملف غائب عن أنظار الحكومة

بغداد ـ عبدالله لطيف

لم تحظ مسألة اختطاف التركمانيات في تلعفر باهتمام يرقى لمستوى التصدي المحلي والدولي؛ إذ أن أغلب التصريحات الحكومية تشير الى أنها تجهل أي معلومة عن مصيرهن، فيما ذكرت، مؤخرا، جهات أمنية حكومية أنهن موجودات في مخيمات سورية، لكنها أردفت أنها لم تتأكد من ذلك. 

ويقول مسؤولون، انه تم اطلاق 24 تركمانية مخطوفة، لكن لا تزال هناك قرابة 436 أخريات، ربما محتجزات في الجانب السوري.

وقد قاطع المسؤولون تلك الارقام ـ التي يشير بعضها الى ان مجموع المختطفين الكلي (رجالا ونساءً) 1300 مختطف ـ بسبب أن بعض العشائر ترفض الكشف عن ذلك، انما تعدّه “عارا” في أعرافها القبلية.

وأثناء هجوم داعش على قرى قضاء تلعفر التابع لمحافظة نينوى، في العام 2014، قام بأسر مئات العوائل من المكون التركماني، وعاد لشن حملات مشابهة على تلك المناطق بين العامين 2015 ـ 2017، قبل حملات التحرير العراقية.

وبحسب ناشطين، فان ترويج ملف المختطفات التركمانيات يقتصر على حملات منظمات المجتمع المدني، من دون أية جهود حكومية ملحوظة.

ونظّم مجموعة من المواطنين، مؤخراً، وقفة احتجاجية ‏أمام مكتب ‏المفوضية العليا المستقلة لحقوق الإنسان في كركوك، لمطالبة الحكومة والمنظمات الدولية بالكشف ‏عن مصير النساء التركمانيات اللواتي اختطفهن تنظيم ‏داعش ونقلهن إلى ‏سوريا.

وتقول تقارير صحفية، إن الحكومة ‏العراقية تمكنت خلال الأشهر الماضية، من تحرير أكثر من 12 مختطفة أيزيدية، من خلال التواصل مع الجانب السوري ‏ومنظمات دولية، ولكنّها لم تتمكن من التوصل إلى أيّ شيء في ما يتعلق بالتركمانيات.

ووثّق هذا الملف دولياً في العام 2016، وكان هناك بيان مشترك بين الامم المتحدة والخارجية العراقية، دعا الحكومة العراقية للاهتمام في هذا الملف.

مئات الضحايا

وقال رئيس منظمة انقاذ التركمان، علي البياتي، إن اهمية هذا الملف تنطلق من انه يتعلق بمواطنين “ما زالوا على قيد الحياة”، مبيناً انه “وفقاً للمعلومات التي تصل الينا، فإن هؤلاء المفقودين يصل عددهم الى حوالي 1200 منهم 450 امرأة، و120 طفلاً.

وأضاف البياتي في حديث خص به “طريق الشعب”، ان “منظمته تعمل في هذا الملف على كافة المستويات محلياً ودولياً وسياسياً”.

وبحسب البياتي، فإن هناك تجاوباً من قبل المعنيين مع هذا الملف، لكنه عاد ليطويه النسيان مرة أخرى.

واتهم المتحدث، المجتمع الدولي بأنه “لا ينظر لكل القضايا من منطلق انساني، انما يخضع ذلك الى سياقات معينة، اهمها ضغط الراي العام”.

وخمّن البياتي ـ وهو عضو في مفوضية حقوق الانسان ـ بأن مكان المفقودين التركمانيين، قد يكون في مخيم الهول بسوريا، والذي يحتوي على قرابة الـ 60 الف نازح، جزء منهم ينتمون لعصابات داعش.

ويقول البياني انه تلقى تأكيدات من بعض مَن اطلق سراحه من المخيم السوري، بأن هناك “كثيرا من المختطفات الايزيديات والتركمانيات، داخل مخيم الهول”.

وعن مصير الشبان الذين تزيد أعمارهم على 15 عاماً، يرجح البياتي أن يكون تم قتلهم، بينما ما دون هذا السن “تم تجنيدهم في التنظيمات الارهابية”.

وأثناء عمليات التحرير في العام 2017، عثرت القوات الحكومية على 40 فتاة تركمانية في دار الايتام بمدينة الموصل.

إطلاقهن.. ممكن

وينوه البياتي بأن هناك إمكانية لدى الحكومة بالضغط من اجل اطلاق سراح المختطفات، مردفا “لكن لا احد يملك تصورا معينا عن آليات الضغط والاجراءات التي يمكن ان تتخذ في هذا الصدد”.

ويشير الى أن “تحرير بعض الايزيديات حدث في فترة الحرب ضد داعش، في وقت كان يصعب حتى على الصليب الاحمر ان يتواصل مع التنظيمات الارهابية، الا ان المؤشرات تؤكد ان ثمة آليات تواصل خفية استطاعت من خلالها بعض الاطراف ان تتوصل الى نتائج بشأن اطلاق سراح الايزيديات. وحدث ذلك بدعم دولي”.

مطالبات سياسية

وكشفت الجبهة التركمانية العراقية في بيان، طالعته “طريق الشعب”،  أن العدد الكلي للمختطفين ‏والمختطفات ‏التركمان من تلعفر “بلغ 1300 مختطف ومختطفة، منهم 1200 ‏تمّ اختطافهم في العام 2014 ‏أثناء هجوم داعش على تلعفر، و100 آخرين ‏خلال السنوات 2015 - 2017”.

وأضافت أن ‏‏”من بين المختطفين 470 امرأة ‏وفتاة، و130 طفلاً، و700 رجل، كما أنّ 42 مختطفاً ‏ومختطفة دون سن ‏الـ18 قد نجوا من بطش التنظيم الإرهابي، اما المتبقون فما زالوا ‏مجهولي ‏المصير”.‏

تحرير 24 امرأة

وقال الناشط التركماني، محمد تلعفري، في حديث لـ”طريق الشعب”، أن “العمل من أجل تحريرهم اقتصر فقط على مجموعة من الناشطين ‏الذين نظموا حملات مطالبة بالكشف عن مصير التركمان المخطوفين لدى ‏التنظيمات الارهابية”. ‏وأضاف انه “لا احد لديه معلومة عن مصير التركمان وخصوصا النساء. كل ما هو معروف ‏ان 24 تركمانية مخطوفة اطلق سراحها من اصل 460 امرأة”. ‏وأوضح أنه “قبل شهر كشف جهاز الامن الوطني عن معلومات تفيد بان التركمان ‏موجودون في مخيمات سورية، لكنها معلومات غير مؤكدة”. ‏وعد الناشط أن جهود المؤسسات الحكومية المتمثلة برئاسة الوزراء ومفوضية حقوق الانسان “كانت معدومة خلال السنوات الستة الماضية”. وخلص التلعفري الى أن “مجموع عدد التركمان المخطوفين المسجلين لدينا يبلغ 650 شخصا، لكن ‏معلومات اخرى تشير الى ان عددهم 1300 شخص”، عازيا السبب في التناقض بالمعلومات الى “الطابع العشائري الذي ‏يرفض الادلاء بأسماء النساء المخطوفات، ويعدونه عاراً”. ‏

*********

سد ايراني

يهدد 50 الف عراقي

بغداد - طريق الشعب

قال عضو مجلس النواب، مضر الكروي، يوم امس، إن أكثر من 50 ألف عراقي قد يتضررون من سد إيراني دُشن مؤخراً على حوض حران.

وقال الكروي في حديث صحفي، ان «إيران دشنت مؤخرا سداً كبيراً على حوض حران الممتد منها الى عمق الاراضي العراقية، والذي يعتبر المغذي الأساسي لسد قزانية ومندلي في آن واحد».

وأضاف، أن «إقامة السد سيعني حصر المياه وخاصة السيول التي تغذي مناطق واسعة من شرق ديالى خاصة مركزي ناحيتي قزانية ومندلي اللتين يزيد عدد سكانهما على 50 ألف نسمة، إضافة إلى أكثر من 4 آلاف دونم من البساتين الزراعية».

*************************

توقعات بالسيطرة على الجائحة

بغداد ــ طريق الشعب

توقع المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في أوروبا، أمس، انتهاء جائحة كورونا بداية العام المقبل.

وقال مدير المكتب، هانز كلوج، في تصريحات صحفية: “انتهى السيناريو الأسوأ، بتنا نعرف المزيد عن الفيروس مقارنة بعام 2020، عندما بدأ حينها في الانتشار”، مؤكدا أن “الفيروس لن يختفي، ولكن بحلول العام المقبل لن تكون هناك حاجة إلى قيود”.

وأشار كلوج إلى أن “هذا مجرد توقع، لأنه حتى الآن لا يمكن لأحد أن يؤكد بدقة كيف يمكن أن يتطور الوضع الوبائي”.

وفي وقت سابق من يوم أمس، أعلنت وزارة الصحة والبيئة ضمن الموقف الوبائي اليومي عن “تسجيل أكثر من 4300 إصابة جديدة بفيروس كورونا خلال الـ 24 ساعة الماضية”.

**************************

«شركة التعبئة» تواصل انتاج غاز الطبخ في أيام الحظر

بغداد ــ طريق الشعب

أكدت الشركة العامة لتعبئة وخدمات الغاز، مؤخرا، أن كوادرها في بغداد والمحافظات استنفرت كافة الجهود من أجل ضمان استمرار تجهيز المواطنين بوقود غاز الطبخ خلال أيام حظر التجوال.

ودعا مدير عام الشركة، المهندس علي عبدالكريم الموسـوي، في تصريح صحفي، تلقت «طريق الشعب»، نسخة منه، إلى «استنفار كافة الجهود في جميع المعامل الحكومية والأهلية ببغداد والمحافظات والخاصة بتعبئة وقود الغاز»، موجها فرق التفتيش بـ»المتابعة المستمرة على تلك المعامل والوكلاء ولتفويت الفرصة على أصحاب النفوس الضعيفة التي تسعى لاستغلال المواطنين في ظل الظروف التي يمر بها البلد».

*********

في اجتماع حضرته “طريق الشعب” حول آليات التلقيح الكاملة

الصحة تكشف عن برنامج الكتروني للتطعيم

بغداد ــ سيف زهير

شاركت “طريق الشعب”، مؤخرا، في اجتماع الكتروني عقدته وزارة الصحة مع مجموعة من الصحفيين والاعلاميين ونظمته هيأة الاعلام والاتصالات في شأن مستجدات اللقاحات التي يترقبها المواطنون، فيما كشفت عن تفاصيلها وخصائصها العلمية ومدى فاعليتها، فضلا عن أولويات التلقيح والخطوات التي ستتم في موجبها هذه العملية.

اللقاحات القادمة وتفاصيلها

وتحدث الدكتور عبد الرزاق من قسم التحصين في الوزارة، خلال اجتماع لجنة الإعلام المنبثقة عن اللجنة الوطنية لإدخال اللقاحات، والذي أداره الناطق باسم الصحة، د. سيف البدر، عن اللقاحات التي ستدخل قريبا إلى العراق.

وبيّن عبد الرزاق، انها “ثلاثة لقاحات هي، فايزر، استرازينيكا، وسينوفارم، مع احتمالية وصول اللقاح الروسي أيضا في المستقبل”، مؤكدا أن الوزارة “ضمنت تأمين حوالي مليون ونصف المليون لقاح من شركة فايزر، بشكل مبدأي والعمل جار على بقية اللقاحات”.

وقال انه “تم وضع خطوط عريضة لآليات التخزين والتوزيع والتلقيح للفئات المستهدفة، وما تتضمن العملية من أمور لوجستية عديدة”.

وأشار الدكتور إلى أن وزارته “خططت لعدم الهدر في اللقاحات، وضمان استخدامها بطرق صحيحة وتوزيعها بعدالة وأمان على المواطنين”.

وكشف عن تلقي “ملاكات الصحة في جميع المحافظات تدريبا على طريقة التلقيح بالصورة الأمثل، وسيعقب ذلك حملات إعلامية واسعة للتعريف باللقاح وأهميته والفئات المستهدفة به والآثار الجانبية المحتملة والتي سيتم توضيحها وتطمين المواطنين بشأنها”.

وطمأن بأنّ كل ذلك “سيكون تحت المتابعة والإشراف المستمر”.

وأكد أنّ “توزيع اللقاحات سينطلق من مبدأ حقوق الإنسان والمساواة بين الجميع بغض النظر عن المناطق سواء كانت نظامية أم عشوائية أم في مخيمات النزوح وغيرها، وسيتم الاعتماد على بيانات وزارة التخطيط لرصد جميع المناطق”.

الفئات المستهدفة بالتلقيح

وزاد المتحدث ان “الخطوط الأولى لعمليات التلقيح ستشمل عناصر الجيش الأبيض ومنتسبي وزارة الصحة والعاملين على تماس مباشر مع الفيروس، وكذلك من تتجاوز أعمارهم50 عاما، الى جانب اصحاب الأمراض المزمنة والمشولين بشبكة الحماية الاجتماعية، والنازحين في المخيمات والعاملين في دور الدولة والسجون والايتام والمسنين، ومنتسبي القوات الأمنية بكل صنوفها، بالإضافة إلى المصابين بالأمراض السرطانية وأمراض الدم الوراثية، والعاملين في الأماكن عالية الخطورة مثل المنافذ والمطاعم والسجون ومحطات القطارات وغيرها”.

آليات التلقيح

وأكد أن “العديد من المراكز والمستشفيات ستكون مراكز للتلقيح. وسيتم اعتماد سجلات للملقحين يتم إدخال المعلومات فيها وإصدار بطاقة تلقيحية تحتوي على كافة المعلومات، ويحدد في موجبها موعد الجرعة الثانية وهذا يتم عبر برنامج الكتروني ذكي للتوثيق وحجز المواعيد، وهو منجز الآن وبانتظار اعتماده. فمن يريد اللقاح من المواطنين يمكن أن يحجز عبر رابط يرسل إلى وسيلة التواصل التي يدونها في الاستمارة ويقوم بكتابة معلوماته الكاملة وعنوانه وحالته الصحية لمرة واحدة، ومن ثم تتم الاجابة عليه إن كان مشمولا بالتلقيح أم لا. وفي حالة تلقيحه سيبلغ بالموعد والمكان بحسب محافظته”.

وزاد ان “هذه الآلية وضعت لضمان عدم حصول الزحامات في المنافذ التلقيحية، وتحقيق التباعد الاجتماعي”، مشيرا الى ان “الفرق الطبية تستعد الان لهذه العملية ولكيفية متابعة آليات الخزن للقاحات وتوزيعها حسب الحاجة”.

الخصائص العلمية للقاحات

وتابع الدكتور عبد الرزاق انه “توجد فترات زمنية بين الجرعة الأولى والثانية لكل لقاح. وقامت الوزارة بتشكيل لجنة وطنية لرصد ومتابعة الآثار الجانبية التي يمكن أن تحصل، وستتولى كل ما يتعلق بهذا الشأن وفق الرصد والتحري والتقييم والسببية، وستقدم خلاصات شاملة لمدى فائدة كل لقاح وكفاءته، ونتوقع أن يشهد البلد نزولا في مستوى الاصابات بعد انطلاق عمليات التلقيح”.

وبيّن أن اللقاحات الثلاث “تمتلك خصائص علمية، فلقاح فايزر وبحسب الدراسات العلمية والتجارب فعّال بنسبة 95 في المائة وله آثار جانبية بسيطة جدا تم رصدها بعد تلقيح أكثر من 200 مليون إنسان به، والفاصل الزمني بين الجرعتين لهذا اللقاح تتراوح من 21 إلى 28 يوما”، مبينا ان الجرعات “تعطى بالعضلة الدالية في الكتف”.

وأكد أن “الوزارة استوردت المجمدات التي تحافظ على هذا اللقاح وقامت بتوزيعها على جميع المحافظات، ووضعتها في أماكنها المخصصة، وفقا للمعايير الهندسية وهي جاهزة للعمل”.

وعن لقاح استرازينيكا، قال عبد الرزاق انه سيكون بجرعتين ايضا والفاصل الزمني بينهما أربعة اسابيع، “وهو لمن تجاوز 18 عاما، ويعطى بالعضلة الدالية في أعلى الكتف وطريقة حفظه سهلة كما يحصل مع لقاحات الأطفال”. وبالنسبة لفعاليته وكفاءته، قال الدكتور المتحدث أنها “تصل إلى 70 في المائة، ووصلت في بعض الدول إلى أكثر من 80 في المائة بحسب الدراسات العلمية، وهو مسموح به، فيما آثاره الجانبية شبيهة بالأنفلونزا الاعتيادية”.

وتطرق د. عبد الرزاق عن لقاح سينوفارم الصيني، قائلا “سيتضمن جرعتين بفاصل زمني محدد بـ 21 يوما، وهو مخصص للأعمار من 18 – 60 عاما، ويزرق بالعضلة الدالية ايضا، ولا توجد إلى الان بلاغات عن آثار جانبية خطرة له”.

لقاحات مجانية وتنسيق إعلامي

وفي الأثناء، طرح مراسل “طريق الشعب”، سؤالا عن استعدادات الوزارة الإعلامية للتعريف بهذه اللقاحات وآثارها الجانبية وطمأنة المواطنين للإقدام عليها، خصوصا وأن تحذيرات كثيرة تدعوهم للابتعاد عنها.

وفي اجابة الناطق باسم الوزارة، الدكتور سيف البدر، قال: “غايتنا من هذا الاجتماع هو الاجابة عن هذه التساؤلات ونقلها للصحافة والإعلام، وبالتالي هي مسؤولية مشتركة، لكننا نتوقع أن تكون هناك حملات مضادة تخيف المواطنين، ونحن أعددنا خططا عديدة لمواجهة الشائعات والأكاذيب والاجتماع هذا هو بمثابة خطوة استباقية لما يمكن أن يحدث من لغط وتجهيل”.

وأوضح أن “سياسة العراق الصحية تضمن وصول الخدمات والخدمات الأساسية في هذا المجال بشكل مجاني تماما من دون استحصال أي مبلغ، فلا توجد مبالغ تتقاضاها الدولة مقابل هذه اللقاحات، بل ستكون مجانية تماما، ونؤكد أن تداولها في أي مكان خارج المؤسسات الصحية الحكومية هو غير قانوني ولن نسمح بحصوله”.

********

الصفحة الرابعة

“التعليم” تؤجل الامتحانات وتعود للتدريس الالكتروني

اتحاد الطلبة العام: التجربة فشلت في العام الماضي

بغداد - طريق الشعب

تواجه وزارة التعليم العالي تحديات كثيرة لغرض إكمال العام الدراسي الحالي، وأصدرت جملة من القرارات بشأن الدراسات العليا والأولية، فيما شدد اتحاد الطلبة العام على مراجعة آليات التعليم الإلكتروني ووضع استراتيجية واضحة للتعليم في البلاد. في المقابل، شكا عدد من الطلبة من آلية اعطاء المحاضرات عن طريق التعليم الإلكتروني بسبب جملة من القضايا والمشاكل التي يعانون منها منذ بداية جائحة كورونا.

قرارات جديدة

وذكرت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، في بيان تلقت “طريق الشعب”، نسخه منه، أن “هيئة الرأي في الوزارة وافقت على التوسعة المؤجلة للقبول في الدراسات العليا تقديرا لقرار مجلس النواب وهي الأخيرة للعام المقبل 2022/2021 والأعوام القادمة. وشدد البيان، على “معالجة الحالات الاستثنائية في الإشراف على أطاريح الدكتوراه ورسائل الماجستير من خلال مجالس الجامعات على وفق استقلالها العلمي وصلاحياتها المخولة”. وأكدت الوزارة، على “مفاتحة وزارة التربية لغرض تزويد دائرة الدراسات والتخطيط بأعداد طلبة الدراسة الإعدادية الموجودين حاليا في المرحل المنتهية في الفروع كافة للوقوف على أعداد الطلبة المتوقع تخرجهم في هذه السنة الحالية ومقارنة أعدادهم مع خطة القبول في الجامعات”، مشيرا إلى “تشكيل لجنة لدراسة أعداد طلبة المرحلة المنتهية في الإعدادية ورفع توصية بمغادرة الدور الثالث”.

تخويل الجامعات

وخولت الوزارة، “مجالس الجامعات النظر في حالات الدور التكميلي ودراستها بناء على توصية من مجالس الأقسام ومجالس الكليات”، منوها إلى “اعتماد المنصات التعليمية العراقية بالتعاون مع الفريق الوزاري المختص والاستمرار بالتواصل العلمي من خلال آليات التعلم الإلكتروني”.

وأفصح البيان، عن “تشكيل لجنة من هيئة الرأي للتواصل مع السلطة التشريعية للنظر بقانون أسس تعادل الشهادات وتعديل بعض المواد بالسرعة الممكنة”، مؤكدا، “مفاتحة وزارة التخطيط بإدخال خطة الجامعات المستحدثة في الجانب الاستثماري للسنوات المقبلة واعتماد توصية تتعلق بالبنى التحتية للجامعات والالتزام بتعليمات صناديق التعليم العالي”.

وفي وقت سابق، أعلنت الوزارة عن تأجيل امتحانات الفصل الأول للدراسات العليا إلى السابع من آذار المقبل، والتحول إلى التعليم الإلكتروني في الدراسة الأولية، باستثناء الصفوف المنتهية لكليات المجموعة الطبية.

استراتيجية للتعليم

من جانبه، شدد عضو اللجنة التنفيذية لاتحاد الطلبة العام في جمهورية العراق، حسين علي، على مراجعة آليات التعليم الإلكتروني في الجامعات.

وقال علي، في تصريح لـ”طريق الشعب”، إن “التعليم الجامعي في العراق يمر بمحنة كبيرة في ظل اعتماد التعليم المدمج في بداية العام الدراسي ومن ثم العودة بشكل شبه كلي لاعتماد التعليم الإلكتروني في الدراسات الأولية، والذي فشل فشلا ذريعا خلال تجربة العام الماضي، كون اغلب الكوادر التدريسية غير مؤهلة، بالاضافة الى ضعف البنى التحتية، ناهيك عن الصعوبات التي تواجه الطلبة في هذا النوع من التعليم”.

وبيّن علي، ان “الوزارة والجامعات عاجزة عن ايجاد حل لمعالجة الوضع بسبب استمرار المحاصصة وتدخل المصالح الحزبية الضيقة في الجامعات وإدارة الوزارة منذ عام 2003، وتواصل إبعاد الكفاءات العلمية والاكاديمية عن مراكز صنع القرار”، مؤكدا على “ضرورة رسم سياسة واستراتيجية واضحة للتعليم في العراق، وايلاء مهمة متابعة تنفيذها للخبرات العلمية دون تدخل من قبل القوى المسيطرة على السلطة”. وأضاف، أن “اسباب كثيرة ساهمت في تردي وضع التعليم في العراق، من أبرزها استغلال الملف لأغراض انتخابية من قبل القوى المتنفذة، من خلال اتخاذ قرارات ساهمت في انحدار التعليم مثل الدور الثالث، وفتح كليات أهلية مخالفة للشروط، واعتماد نظام قبول غير عادل، وتهالك البنية التحتية للجامعات وعدم الشروع في بناء جامعات حكومية جديدة، فضلا عن اعتماد آليات للتعليم غير مجدية وغياب المختبرات وعدم تحديث المناهج الدراسية وطرق التدريس”. ووصف عضو الإتحاد، قانون معادلة أسس الشهادات بـ”الفاشل والمدمر لقيمة التعليم والشهادة العليا، لكونه يفسح المجال لغير الجديرين بالحصول على شهادات عليا”، داعيا، “الوزارة إلى الضغط على مجلس النواب وتعديل القانون بما يضمن رصانة التعليم”.

معاناة طلبة المجموعة الطبية

وحول معاناة طلبة المجموعة الطبية بسبب الاعتماد ألية التعليم الإلكتروني، قال الطالب في كلية الصيدلة عبد الله حسين، إن “طلبة المجموعة الطبية يعانون من القرارات المتخبطة وعدم وضح الرؤية، في قرارات وزارة التعليم العالي، فبعد اصدار قرار منع التعليم الحضوري والاتجاه بشكل كامل نحو التعليم الإلكتروني مع استثناء طلبة المرحلة الأخيرة لكليات الطب البشري بالدوام، وبعد توالي الاعتراضات على الوزارة للمراحل الثلاث النهائية من كليات الطب البشري قبل أن تعود لتلحق طلبة المرحلة الاخيرة في كليات طب الاسنان والصيدلة في هذا الاستثناء وتسمح لهم بالدوام”. واضاف حسين، في حديث لـ”طريق الشعب”، إن “جوهر المشكلة يكمن في أن الدراسة في كليات المجموعة الطبية تحتاج بشكل كبير إلى الجانب العملي أو التطبيقي (العمل السريري وتعلم صناعة قوالب وحشوات الاسنان وانتهاءً بعمل وتحضير الوصفات)”، مشيرا إلى أن “هذه الأمور جرى إهمالها تماما في منظومة التعليم الالكتروني”.

وشكا حسين من “عدم ملائمة المناهج الدراسية وطرق التدريس مع التعليم الإلكتروني ومعاناة الطلبة من تراكم المواد الدراسية بسبب اعطائها بشكل مكثف دون شرح كاف من قبل التدريسيين”.

استهداف للطلبة

من جهتها، قالت الطالبة أنفال أثير، لـ”طريق الشعب”، إن “اعتماد التعليم الإلكتروني تسبب في ضياع جهود الطلبة المجتهدين وتساوى فيه المجتهد والمهمل، وتجربة العام الماضي خير دليل على ذلك”، منتقدة “اعتماد التصحيح الالكتروني في بعض الامتحانات لما يسببه من ظلم للطلبة بسبب اختلاف بسيط في الإجابة أو نسيان حرف ما”.

واضافت أن “هناك من يحاول تدمير التعليم نكاية بالطلبة لمشاركتهم ودورهم البارز في انتفاضة تشرين وتراهم يعمدون على تشويه صورة الطالب الجامعي من خلال اساليب متعددة”.

ونقل مراسل “طريق الشعب” انه شارك في احد المجاميع الطلابية خلال القاء المحاضرات، انه فوجئ بكمية المشاكل التي يعاني منها الاستاذة والطلاب على حد سواء في هذا النوع من التعليم.

********

الحكومة والبرلمان: تأجيل الدراسة مرفوض

«التعليم المدمج» يصطدم بجدار تردي الانترنيت والكهرباء

بغداد ـ طريق الشعب

قررت وزارة التربية، مؤخراً، اعتماد “التعليم المدمج” والغاء حضور الطلبة في المدرسة، تزامنا مع فرض لجنة الصحة والسلامة العليا في البلاد قيوداً جديدة، خوفاً من انتشار فايروس كورونا. ودفع هذا القرار، تذمر العوائل والمعلمين إلى الواجهة مجدداً، حيث أبدوا شكاوى كثيرة من مساوئ التعليم المدمج، مؤكدين أن “النظام التعليمي لا يتناسب مع الوضع في البلاد، لأسباب عديدة، أهمها ضعف شبكات الانترنيت والكهرباء”. وبالتالي يؤثر ذلك في تعلم التلاميذ والطلبة.

ويطرح مراقبون سؤالا عن جدوى استمرار العام الدراسي في ظل عدم تحقيق المبدأ الأساسي منه وهو “تعليم الطلبة”، لكن وزارة التربية تؤكد أنها لم تستنفذ خططها لإكمال العام الدراسي، وتنتظر الموقف الوبائي “عسى أن يتغير”.

شكوى الاهالي

ومن خلال مجموعات التواصل الاجتماعي، التي تستخدم من قبل المدارس لغرض التواصل بين الطلبة والاساتذة، فإنها كشفت عن مطالبات للأهالي المعلمين والمعلمات ان يقوموا بتدريس ابنائهم في المنازل “خصوصي”، كون ان أبناءهم لم يستوعبوا الدروس بالطريق الالكتروني.

وتقول زينب علي وهي ام لطالبة في الصف الثالث الابتدائي، لـ”طريق الشعب”، أن ابنتها لم تعد تتفاعل بالطريقة ذاتها التي كانت تتفاعل فيها عندما كانت في التعليم المباشر.

وأضافت ان “ابنتها اصبحت الان في الصف الثالث الابتدائي ومستواها الدراسي ضعيف”، مشيرة الى أن “التعليم الالكتروني في العراق سيئ للغاية، والظروف غير ملائمة لهذا النوع من التعليم”.

من جهته، يقول المواطن احمد مزيد، لـ”طريق الشعب”، ان “التعليم في المدارس اصبح اسقاط فرض فوزارة التربية عاجزة عن وضع آلية للدوام يمكنها ايصال معلومة جيدة للطالب وهذا ما نلاحظه من عدم قدرة الطلبة على استيعاب المواد، وصعوبة ايصالها كذلك من قبل المعلمين”.

وانتشر في مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيدوية، تبين حجم المشاكل التي يعاني منها التدريسيين والتلاميذ خلال التعليم الالكتروني!

تواصل مباشر

فيما قالت حلا عبد المجيد، معلمة في مدرسة أهلية، لـ”طريق الشعب”، “اننا نعاني كثيرا من التعليم المدمج، وأن معلمي المدارس الابتدائية، لا يستطيعون توفير الدروس بطريقة صحيحة”.  وأضافت المعلمة، أن طلبة الصفوف الابتدائية وخصوصاً الأول والثاني والثالث يحتاجون إلى “تواصل مباشر لفهم المواد”، موضحة “أننا في السابق كنا نقدم الدرس بشكل مباشر، ونحاول أن نشرك الطلبة في الدرس مع ذلك نعاني من ضعف في الاستيعاب لدى البعض منهم، فكيف الأمر الآن ونحن نعطي الدروس الكترونياً”.  وأوضحت أن “عوائق أخرى تواجه المعلمين وأولياء الأمور أهمها: الضعف العام في شبكات الانترنيت، والكهرباء، بالتالي نحن نقدّم الدروس كإسقاط فرض، ولا نملك أية حلول اخرى”، بحسب تعبيرها.

وأشارت المعلمة إلى أن “جلوس الطلبة في بيوتهم تجعلهم خارج أجواء الدراسة حتى لو تواصلوا الكترونياً”، مبينة أن “طلبة الصف الأول في العام الماضي، لم يأخذوا المنهج كاملاً، وعندما وصلوا للصف الثاني، كان ينقصهم الكثير من المعلومات”.

خطط جديدة

من جانبه، قال المتحدث باسم وزارة التربية، حيدر فاروق لـ”طريق الشعب”، إن “الوزارة لم تتمكن إلى الآن من جني ثمار التعليم الإلكتروني من خلال امتحانات نصف السنة التي كان من المقرر اقامتها يوم السبت الماضي، لكن قرارات خلية الازمة وتفشي الوباء حالا دون تحقيق ذلك”. وأضاف أن “الحديث عن تأجيل العام الدراسي الحالي ما زال مبكراً. الوزارة لديها آليات وخطط لكي تكمل العام الدراسي”. وأكد المتحدث أنه “في العام الماضي اعتمدنا على درجات نصف السنة كدرجة نهائية للعام الدراسي. لكننا حاولنا هذا العام أن نوفق بين حضور الطلبة إلى المدراس، بالإضافة إلى التعليم الإلكتروني في باقي الأيام”. 

ولفت المتحدث إلى أن الوزارة تدرك أن “الظروف صعبة للغاية أهمها عدم توفير انترنيت بالشكل المثالي وضعف في الطاقة الكهربائية” ما يقف كعائق كبير أمام تحقيق أجواء تعليمية الكترونية مثالية”، داعياً الجميع الى “التثقيف من أجل التعايش مع التعليم المدمج”.

وأشار إلى “أننا ما زلنا ننتظر مقررات خلية الأزمة بعد انقضاء هذين الأسبوعين، في حال استمرت القيود”، مؤكداً ان “الوزارة لديها خطط جديدة وفقاً للمعطيات”.

وذكر أن “العام الماضي بعد أن تعطل النصف الأول منه نتيجة التظاهرات، قامت الوزارة بتأخير امتحانات نصف السنة وقبل الامتحانات بفترة عاد الدوام للاستقرار وتمكن الطلاب من أخذ المناهج المطلوبة”، في إشارة منه إلى أن العام الحالي يشهد صعوبات كثيرة، ما يصعّب المهمة على الوزارة.

وبين أن “بداية العام الحالي كان يفترض ان تشهد استكمال منهاج العام الماضي”، لافتاً إلى أن “الوزارة قامت بتكييف المناهج العلمية وفقاً للوضع الحالي، مع مراعاة مسألة الحفاظ على المعلومات التي يحتاجها الطلبة”.

رفض برلماني للتأجيل

إلى ذلك، علّق عضو لجنة التربية البرلمانية النائب، رعد المكصوصي، قائلاً ان “الظروف الحالية خارج ارادة الجميع وزادت من تعقيد الأمور أكثر، وأن القطاع التربوي يعاني بالأساس من صعوبات كثيرة قبل كورونا وقبل موجة الاحتجاجات التي حدثت نهاية العام 2019 وجاءت هذه الظروف لتعقد المشهد أكثر”. وأوضح النائب في حديث خص به “طريق الشعب”، أن لجنته “تتابع الموقف باستمرار. التعليم في العراق بحاجة إلى انتفاضة للنهوض به مجدداً”، داعيا “وزارة التربية الى أن تتخذ خطوات سريعة لإكمال العام الدراسي على أتم وجه”. 

وأكد أن “تأجيل العام الدراسي أمر مرفوض وسوف يخسرنا عاما كاملا”. واختتم حديثه بـ”أننا كنا نفكر بزيادة عدد أيام حضور الطلبة في المدارس، لكن تفشي الفايروس حال دون ذلك. ننتظر الآن تحسن الموقف الوبائي، قبل أن نفكر في تغيير مجرى العام الدراسي”.

*********

جمعية المتقاعدين تدعو لإنصافهم

متقاعدون: غياب العدالة الاجتماعية أثّر علينا

بغداد – طريق الشعب

أجرت الجمعية العراقية للمتقاعدين، مؤخرا، لقاءً مع رئيس هيئة التقاعد، ناقشت خلاله قضايا مهمة تمس هذه الشريحة تتعلق بالمواد القانونية الخلافية التي تواجههم، والالتفات إلى معاناتهم المعيشية. وفي الوقت الذي جرى فيه الحديث عن مجموعة من التفاصيل المهمة التي تخللت هذا الاجتماع، أكد أحد المتقاعدين ضرورة الاستجابة لهذه التوجهات، وتذليل المصاعب التي تواجههم رغم خدمتهم للبلد طوال عقود مليئة بالتعب والتضحية.

تفاصيل قانونية مهمة

وقال رئيس الجمعية، مهدي العيسى، إن اللقاء تناول التفاصيل التي تتضمنها المادة 14 من التعديل الأول رقم 26 لسنة 2019، والذي ينص على التساوي بين المتقاعدين القدامى مع الذين يحالون إلى التقاعد بعد نفاذ هذا التعديل.

وأوضح العيسى خلال حديثه لـ”طريق الشعب”، إن الجمعية العراقية للمتقاعدين “قدمت قبل عام هذا الأمر كمقترح لكنه لم ينفذ، وتم الآن وخلال اللقاء مع رئيس هيئة التقاعد الاتفاق على أساسيات تنفيذه. وفيما يتعلق بالمادة 13 من قانون التقاعد التي تنص على (تخصيص راتب تقاعدي مقداره 75 في المائة من الحد الأدنى للراتب التقاعدي لتارك العمل لأي سبب كان)، فقد جرى الحديث بشأنها، وخصوصا عن المآخذ التي قدمت بداعي قرار محكمة التمييز بشأنه، فضلا عن عدم تضمن المادة نصا يشمل القدامى والجدد قبل نفاذ التعديل أو بعده”.

زيادة الحد الأدنى

وأضاف المتحدث “طرحنا خلال اللقاء موضوع زيادة الحد الأدنى للرواتب، وذلك بسبب انخفاض القوى الشرائية للناس وارتفاع سعر الدولار مقابل الانخفاض الذي تعرض له الدينار العراقي وما رافق ذلك من ارتفاع في أسعار المواد الغذائية”، مردفا “تم الحديث أيضا عن المعاناة التي يواجهها الورثة المستفيدون من التقاعد، فرواتبهم ضئيلة جدا ولا تسد الحاجة المعيشية الفعلية لهؤلاء الورثة، إضافة إلى ضرورة حل الأمور الخلافية القانونية والأخرى التي لم يتم تنفيذها لغاية الآن مثل مكافأة نهاية الخدمة والإسراع فيها وأمور أخرى عديدة”.

وأكد رئيس الجمعية، أن اللقاء “حقق ايجابيات مهمة للمتقاعدين من خلال تبادل وجهات النظر من الناحيتين القانونية والإنسانية، وستكون هنالك جولة ثانية قريبة لحل الخلافات العالقة في تنفيذ القوانين المشرعة”.

وبين لـ”طريق الشعب”، أن “الكثير من القوانين التي يتم تشريعها ولها علاقة بحقوق المتقاعدين، تكون بعض نصوصها فضفاضة وضبابية وقابلة للتفسير، لذلك تدعو الجمعية باستمرار إلى أن تكتب بوضوح وتحدد بوقت نفاذ وتكون شمولية لا تفسح المجال للتفسير، حيث أن المادتين 13 و14 تعرضتا للاجتهاد من قبل وزارة المالية لذات السبب الذي تحدثنا عنه. وتشدد دائما على ضرورة مراعاة اللجان المالية والقانونية وغيرها ذات العلاقة بمراعاة وضع المتقاعدين وأصحاب الدخل المحدود، فمن غير المعقول أن يتقاضى الوريث 320 ألف دينار فقط وقد تكون العائلة من 5 أفرد أو أكثر في حين تحدد وزارة التخطيط نسبة الفقر للعائلة المكونة من خمسة أفراد بمبلغ أعلى من راتب الوريث، وذلك يثبت أن المتقاعدين أصبحوا تحت خط الفقر للأسف الشديد. فهل يعقل أن يكون أهل الموظف الذي خدم البلد لعقود طويلة بحاجة ماسة إلى المال بعد كل هذه الخدمة، لذلك ندعو إلى الاهتمام بهذا الأمر بشكل موضوعي لا قانوني فقط بعيدا عن التفكير الواقعي”.

أزمة مالية أضرت بالمتقاعدين

من جانبه، أوضح المتقاعد أحمد عيسى، إن الأزمة المالية الحالية ألقت بكامل ثقلها على عاتق المتقاعدين الذين أصبحوا الشريحة الأكثر ضعفا جرّاء غياب العدالة الاجتماعية في العراق وإثراء البعض على حساب الأكثرية المهمشة.

وقال عيسى لـ”طريق الشعب”: “هل من المعقول أن تكون رواتبنا ضئيلة بهذا الشكل والقوانين لا توفر العدالة لنا، بينما يتقاضى النواب والوزراء والمسؤولون وحاشيتهم والمقربون من السلطة مبالغ خيالية، في الوقت الذي تعاني زوجات المتقاعدين المتوفين من شظف العيش على الرغم من متطلبات الحياة الكثيرة كالطعام والسكن والصحة والكهرباء والتعليم وغيرها؟”.

وعن اللقاء الذي أجرته الجمعية، أكد أهميته وضرورة “مساندة مثل هذه الجهود التي تصب خدماتها لصالح المتقاعدين”، داعيا “الحكومة إلى الاهتمام بهذه الشريحة الكبيرة وحمايتها من تبعات الأزمة المالية والاقتصادية المستمرة بسبب جائحة كورونا”.

**********

الصفحة الخامسة

لبرنامج “يحدث في العراق”:

د. فاضل المندلاوي: على الحكومة اعتماد المعايير الدولية في تطعيم لقاح كورونا

أحمد الموسوي: المواطن لا يثق بالإجراءات الحكومية لمعالجة الازمات

بغداد - خاص

يواصل المركز الاعلامي للحزب الشيوعي العراقي تقديم برنامجه الاسبوعي “يحدث في العراق” والذي يبث على الصفحة الرسمية للحزب في “فيسبوك” في التاسعة من مساء كل يوم سبت، واستضافت هذه الحلقة اخصائي الجهاز التنفسي د. فاضل المندلاوي والكاتب والناشط المدني أحمد الموسوي في ساعة حوارية قدمها الزميل سيف زهير، لمناقشة موضوع “جائحة كورونا.. بين خطورة الموجة الثانية وآثارها المعيشية”.

اضعنا فرصة ذهبية لاحتواء الوباء

  • المركز: الموجة الثانية عادت بنفس التوقيت الذي ظهرت فيه الجائحة، هل هناك تفسير علمي لذلك؟

- المندلاوي: الموجة الأولى استغرقت فترة طويلة لحين وصولها إلى العراق، والموجة الثانية بدأت مبكرا في الدول الأخرى بحوالي 5 أشهر، وبدأت متأخرة لدينا بسبب التراجع في أعداد الإصابات حيث وصلت إلى 500 إصابة، وكانت فرصة ذهبية لاحتواء الوباء، لكن مع الأسف عدم الالتزام وتأخر وصول اللقاحات حال دون هذا، الآن العراق هو البلد الوحيد الذي لم تصله اللقاحات، وهذا تسبب بموجة ثانية عالية جدا.

أنا لا أرى ربطا بين الموجة الأولى والثانية من حيث التوقيت، لأنه في الأساس انتقال المرض كان يعتمد على إغلاق الحدود، الإصابة الأولى كانت في النجف من زائر إيراني وهذا يعني أنها كانت إصابة وافدة، هذه الإصابة هي التي نشرت المرض وهو مرض وبائي، إصابة واحدة تكفي لانتشار مرض وبائي مثل كورونا.

  • المركز: وزارة الصحة حذرت منذ شهر من صعوبة المرحلة المقبلة، السؤال أين كانت الإجراءات من هذه التصريحات والتحذيرات؟ كون العراق معرض لموجة ثانية خطيرة؟

- المندلاوي: مع الأسف كان التزام الناس من حيث الوقاية قليلا جدا، وزارة الصحة كانت تعول على التزام الناس عن طريق الإعلام، ولم تفرض حظرا لأسباب قد تكون اقتصادية ومعيشية، وأعطت فرصة أن يكون الالتزام طوعيا، لكن عدم الالتزام عجل من ظهور الموجة الثانية.

التخطيط غائب في مواجهة كورونا

  • المركز: هل كانت إجراءات الحكومة على قدر هذا التحدي الذي رافقته أزمة اقتصادية كبيرة؟

- الموسوي: للأسف الكبير المشكلة ليست من الجانب الصحي أو ما يتعلق بكورونا، هذه مشكلة تعاني منها كل المؤسسات الحكومية، وهي غياب التخطيط الدقيق في مواجهة المصاعب، الدولة في بداية الجائحة لم تتخذ إجراءات مبكرة في غلق الحدود، عندما ظهرت في إيران والصين ودول أخرى، إلى أن سجلنا الحالة الوحيدة في النجف، وفي هذه الفترة كان من الممكن أن تأخذ الحكومة إجراءات رادعة من خلال غلق الحدود وفحص العراقيين الوافدين من الخارج وحجرهم لمدة 14 يوما، هذه الإجراءات كانت كافية لإخراج العراق من قضية كورونا، بالإضافة إلى أنه عندما ظهر الفايروس كان هناك تراخ من الأجهزة الحكومية بالتعامل مع الجائحة، ومن التراخي الشديد إلى الحظر الشديد الذي استمر أكثر من شهر ومن ثم عدنا إلى التراخي الشديد، لم تكن هناك سياسة وتخطيط واضحين، كل السياسات التي حصلت أضرت بالبلد من الناحية الصحية وساعدت على انتشار الفايروس، ومن الناحية الاقتصادية أثقلت كاهل المواطنين طول فترات الحظر وقطع أرزاق الناس مع عدم وجود سياسات واضحة لدعم المواطن، خصوصا العوائل الفقيرة أو من ذوي الدخل المحدود ومن يعيش بالأجر اليومي، كل هذه الاشياء مؤشر على أن التخطيط غائب.

الحزب الشيوعي في النجف قام بحملة واسعة

لدعم الفقراء

  • المركز: شاهدنا الكثير من الدول وفرت الحد الأدنى من المعيشة للمواطنين خصوصا إننا نتحدث عن الفقراء ومحدودي الدخل الذين تأثروا بسبب الجائحة، اليوم الكثير من المواطنين يضطرون للخروج للبحث عن قوتهم اليومي وبالتالي أصبح الضرر مضاعفا على المواطنين، مع عودة الحظر الكلي والجزئي؟

- الموسوي: الدولة فرضت الحظر لكن بالمقابل لم تخطط إلى كيف ستعيش تلك العوائل وأصحاب الأعمال، لذلك اضطر الكثير من الناس إلى كسر الحظر والخروج للعمل، وهذا بالتأكيد فيه ضرر من حيث انتقال الفيروس، لكن هم مضطرون لأن الدولة لم تفعل شيئا، إلا بعض المؤسسات ومنظمات المجتمع المدني، ونحن في منظمة النجف للحزب الشيوعي العراقي وطيلة فترة الحظر الأول كانت لدينا انشطة إغاثية من حيث توزيع السلات الغذائية وأيضا أنشطة صحية من ناحية توفير قناني الأوكسجين وأجهزة التنفس وكذلك حملات التعفير، وتم تشكيل فرق لهذا الغرض، مارسنا دورا من المفترض أن تمارسه الدولة، غياب الدولة في هذه الحالات حفز هذه المنظمات للخروج وممارسة هذا الدور، لكن هل كان هذا كافيا؟، بالطبع غير كاف ولا يسد النقص الذي خلفه غياب الدولة، هو بالتأكيد عمل انساني وعمل أغاثي لا بد منه، والآن مع عودة الفيروس بالموجة الثانية، على الدولة أن ترسم خططا واضحة لمعالجة شاملة، وليس من جانب واحد، بحيث تعالج قضية انتقال الفيروس وتترك قضية معيشة الناس أو تهمل الجانب الصحي في المستشفيات، السؤال في حال زيادة الأعداد ما هو مصير المصابين، على الدولة ان تفكر جديا بإجراءات سريعة، كبناء مستشفيات بطريقة سريعة وتخصيص ردهات أكثر لاستيعاب المصابين.

بروتوكول علاج فيروس كورونا يختلف بين شخص وآخر

  • المركز: هناك ارتباك عام بخصوص الأعراض والعلاج، هناك مصابون تظهر عليهم أعراض قوية وآخرين تظهر عليهم أعراض أقل، لكن بشكل عام أكثر من مواطن يؤكد أن السياق في المعالجة يختلف من مصاب إلى آخر، هل فعلا أن طبيعة الفيروس بهذا الشكل أم أنها اجتهادات خاصة، كيف تشخص هذه القضية؟

- المندلاوي: في الحقيقة الإصابة بكورونا تختلف من شخص إلى آخر، وحوالي 80 % من الإصابات هي خفيفة إلى متوسطة، وتظهر أعراض كالسعال واحتقان الأنف والحنجرة وارتفاع درجة الحرار والصداع، ولكن هناك 20% تكون إصاباتهم شديدة، بالإضافة إلى الأعراض السابقة يصاحب الأعراض ضيق في التنفس ويتدرج ويصل إلى ضيق شديد، وقد يؤدي إلى عملية فشل الجهاز التنفسي، المريض في هذه الحالات لا يتم إعطاؤه الأدوية والعلاجات فقط، يجب ان تكون متابعة بالفحوصات على مدى اصابته إلى أن يشفى.

البروتوكولات العلاجية تختلف من حيث الأعراض، في حالة الأعراض الخفيفة نعطيه البندول وبعض الفيتامينات وبعض المضادات الحيوية حتى نمنع التهاب البكتيريا الثانوية، أما الشديدة فيختلف البرتوكول ونصل إلى أن نعطيه أدوية مضادة لتخثر الدم، لأن الفايروس ونتيجة لمهاجمته للجهاز المناعي يؤدي إلى تخثر في الأوعية الدموية الشعرية، لذلك البرتوكول ليس ثابتا وإنما يعتمد على شدة المرض.

العلاج بالمناعة والغذاء الجيد

  • المركز: فيما يتعلق بشدة الإصابة هل تعتمد على كمية الفيروس أم على مناعة المصاب؟

- المندلاوي: يعتمد على الإثنين، يعتمد على نسبة جرعة الفيروس، كلما كانت جرعة الفيروس كبيرة كلما كانت الإصابة أشد، ويعتمد أيضا على المناعة، ايضا كلما كانت المناعة أقوى تكون الإصابة أقل، العاملان يلعبان دورا في شدة الإصابة، والعامل الأهم هو المناعة، لذلك نركز على ضرورة العناية بالمناعة لكافة المواطنين، المواطن كلما كان وضعه الاقتصادي جيدا تكون المناعة جيدة بسبب أن نوع الغذاء يكون جيدا.

الأزمة الاقتصادية ستتضاعف

  • المركز: الموجة الثانية جاءت والأزمة الاقتصادية مستمرة، هل نحن مقبلون على أزمة مضاعفة؟

- الموسوي: في الحقيقة ان الأزمة الاقتصادية التي يعيشها العراق ليست بسبب جائحة كورونا فقط، وانما هي موجودة أساسا، جائحة كورونا زادت من تعقيد الأزمة، ما زادها في الحقيقة هو عدم وجود معالجات لهذه الأزمة لا في تمظهراتها الأولى ولا في تمظهراتها مع جائحة كورونا، وهذا يرجعنا للحديث الأول عن غياب التخطيط الشامل للدولة، اليوم الأزمة الاقتصادية تؤثر على القطاعات الاجتماعية الفقيرة وأصحاب الدخل المحدود، بالتأكيد هؤلاء هم من يواجه تلك الأزمة الاقتصادية من دون أي دعم من الحكومة، بالعكس نحن رأينا مع وجود الأزمة الاقتصادية ونحن في الشهر الثاني من سنة 2021 ولم يقر قانون الموازنة لغاية الآن، كيف لدولة تعاني من هذه الأزمات وهي لا تمتلك قانون موازنة للسنة الثانية على التوالي، مع تدني اسعار النفط وازدياد معدلات البطالة ومع الركود الاقتصادي بالإضافة إلى وجود جائحة كورونا، بالتأكيد الأزمة الاقتصادية ستتضاعف بشكل فظيع على المواطن الفقير، بالوقت الذي نرى فيه اصحاب الدرجات الوظيفية الخاصة والتجار وأصحاب الدخل العالي في منأى عن هذه الأزمة وفي مأمن منها، بينما معظم قطاعات المجتمع العراقي تعاني من هذه الأزمة سواء مع جائحة كورونا أو بدونها.

  • المركز: فيما يتعلق بالموازنة أرسلت الحكومة مسودة المشروع إلى مجلس النواب منذ شهرين، وتبين وجود ضعف في تخصيص المبالغ لقطاعات الصناعة والزراعة والسياحة وغيرها من القطاعات التي تسهم في زيادة الموارد، بالتالي رغم هذه الأزمة وعمق تأثيرها على المواطنين لكننا عدنا إلى نفس الدوامة؟

- الموسوي: يجب أن نشير إلى قضية مهمة، وجود الموازنة غير كاف لمواجهة الأزمة، انما يجب أن تكون الموازنة هي موازنة أزمة، السؤال هل مسودة الموازنة المطروحة في مجلس النواب تعالج الأزمات الموجودة في العراق، هذا ليس كلامي فقط انما اقتصاديون معنيون وأعضاء في مجلس النواب، إن هذه الموازنة لا تعالج الأزمات الموجودة في العراق، وهذا يجعل البلد على كف عفريت ويفاقم الازمات يوما بعد يوم، والطبقات الفقيرة هي الوحيدة التي تتأثر بتلك الازمات.

اللقاحات اثبتت فاعليتها في الكثير من البلدان

  • المركز: أسئلة كثيرة عن اللقاحات، واخرى تتعلق بمصيره، مواطنون اكدوا أن إجراءات حظر التجوال هروب من المساءلة عن توفير اللقاح، من المفترض أن يكون العراق صاحب خطوة اولى بهذا الاتجاه؟

- المندلاوي: منع المرض أو الوقاية منه له وجهتان إما بالطرق غير المباشرة من خلال فرض الحظر، أو المباشرة الحقيقية من خلال تلقيح المواطنين ضد هذا الفيروس لمنع انتشاره، نسمع اخبارا عن وصول اللقاح، وزارة الصحة تؤكد أن اللقاح سيصل نهاية شهر شباط، الإجراء الفعلي لمنع تفشي الوباء هو عملية التلقيح وهذا ما حدث في معظم دول الجوار وأثبت فاعليته، إحدى الولايات في امريكا نشرت تقريرا يصف الأوضاع عندما وصل التلقيح إلى 70% من مواطنيها، حيث قلت اعداد الإصابات بشكل كبير، اللقاحات أغلبها فعال، فايزر أثبت فاعليته بنسبة 96%، واللقاح الروسي اثبت فاعليته مختبريا بنسبة 91.7 %، وهذه نسب جيدة جدا، وطرق التلقيح طرق أمينة وخاصة اللقاح الروسي يتمتع بالأمان والجودة علميا، في الإمارات وقطر بدأوا باستخدام اللقاح الروسي لأن فاعليته جيدة جدا.

علميا عندما نريد منع مرض فالإجراء الأفضل هو اللقاح، أما الإجراء الآخر هو غير مباشر من خلال التباعد الاجتماعي ولبس الكمامات، هذه إجراءات وقائية حقيقية لكنها غير مباشرة، لهذا على وزارة الصحة والدولة العراقية أن تسرع في جلب هذا اللقاح كي تستطيع أن تلقح نسبة كبيرة من المواطنين، لأن تلقيح 70 إلى 80 % من مواطني أي دولة ليس بالأمر السهل، ويأخذ فترة طويلة، و عملية تصنيف الأولويات عليها أن تكون علمية ولا تدخل بها اشياء أخرى، فهذا إجراء ليس بالسهل بل هو إجراء صعب ويحتاج إلى وقت كبير، كلما أسرعنا بالبدء باستخدام هذه اللقاحات كلما كسبنا وقتا أكبر، لأننا نحتاج إلى وقت كبير لتلقيح 70 إلى 80% من الشعب العراقي، سيما أن تعداد العراق السكاني كبير.

يجب قطع دورة انتشار الفيروس بخلق مناعة جماعية

  • المركز: بالنسبة للتلقيح هل يكون حسب الأعمار وما هي الآلية؟

- المندلاوي: يجب أن تضع وزارة الصحة خطة لعملية التلقيح وهذه مسؤولية الوزارة، الأولويات هي للكوادر الصحية العاملة في الوزارة لأنهم الأكثر تعرضا للفيروس، والأعمار الخطرة، كبار السن. المفروض يكون التلقيح من 70 إلى 80 % من السكان كي نصل إلى مناعة جماعية وقطع دورة انتشار الفيروس، الأولويات تكون للعاملين في القطاع الصحي، كبار السن، أصحاب الأمراض المزمنة، ثم يتم تلقيح الآخرين، بالنتيجة علينا أن نصل إلى نسبة من السكان في عملية التلقيح لكن كأولوية علينا البدء بهؤلاء.

الحكومة تتخذ قراراتها بعد وقوع الأزمة

  • المركز: شاهدنا في الأيام الماضية إجراءات مثل فرض غرامات مالية على المواطنين، وتابعنا عدم التزام في المناطق الشعبية، في المقابل هناك فعاليات سياسية كبيرة لم يجري محاسبة القائمين عليها، هل العقوبات المالية والإجراءات الاخرى تحد فعلا من انتشار الفيروس؟

- الموسوي: اليوم إذا عملنا استطلاعا بسيطا عن إذا ما كان لدى المواطن قناعة وإيمان بالإجراءات الحكومية، انا متأكد سلفا بأن الكثير من المواطنين ليس لديهم قناعة بهذه الإجراءات، لأنهم لا يرون خطا واحدا واضحا لهذه الإجراءات، بالوقت الذي تفرض الدولة الحظر، هذا الحظر لا يكون في وقت الأزمة نفسها وإنما بعد ظهور الأزمة بأسبوع، قبل أكثر من أسبوع الحكومة تعطي موعدا للحظر وتترك تلك الايام بدون محاسبة، وهذه الايام تكون فيها تجمعات سكانية ومناسبات وهذه فرصة لانتقال الفيروس بشكل كبير وواسع، لكن الحكومة تؤجل الحظر إلى ما بعد أسبوع أو أكثر، بالمقابل الحكومة تفرض حظرا لثلاثة ايام من الأسبوع، وباقي الايام من الثامنة مساء وحتى الخامسة صباحا، المواطن يسأل هل هناك فترة نشاط خلال ايام الاسبوع للفيروس، كأنما الفيروس في ايام الجمعة والسبت والأحد ينشط وباقي الأيام يكون خاملا!.

هذا الامر يثير السخرية لدى المواطنين وبنفس الوقت يعطيهم عدم قناعة بهذه الإجراءات، لذلك نرى المواطنين بالإضافة إلى معاناتهم اقتصاديا، يواجهون هذه الإجراءات بلا مبالاة وعدم التزام، وقد رأينا يوم أمس واليوم معظم الشوارع فيها حركة للناس ومعظم الأعمال موجودة، وبدون حساب، لماذا بدون حساب لان القضية غير مسيطر عليها من قبل الحكومة، الحكومة بمؤسساتها الإعلامية والصحية والأمنية لم تكن قادرة على اقناع المواطن بإجراءاتها، بل هي كانت تفرض الحظر في يوم وتلغيه في يوم آخر.

بهكذا سياسة لن نكون قادرين على مواجهة الفيروس ولا حتى بناء ثقافة مجتمعية لمواجهة الجائحة، الثقافة المجتمعية تبنى على أسس ثابتة وعلى قضايا حقيقية.

يجب دعم الكوادر الصحية التي تواجه الجائحة

  • المركز: هناك حديث لوكالات الانباء ولمواطنين وحتى من مصادر مطلعة عن وصول لقاحات للعراق قدمت للمسؤولين العراقيين والمقربين منهم؟.

- المندلاوي: نحن نستمع للتصريحات الرسمية، رسميا وزارة الصحة أعلنت أنها المعنية باستيراد الأدوية واللقاحات، وعلى لسان وزير الصحة والناطق الرسمي لوزارة الصحة أن اللقاحات ستصل نهاية شهر شباط، في الحقيقة لا نمتلك معلومات بهذا الموضوع لهذا أنا ركزت أنه عندما يصل اللقاح يجب أن تكون معايير الأولوية هي معايير علمية فقط ولا يتدخل بها شيء آخر، الموضوع صحي بحت، يجب ان لا تدخل السياسية فيه، كبار السن واصحاب الأمراض المزمنة والعاملون بالقطاع الصحي لهم الأولوية، ويجب ان يكون المعيار كما هو معتمد في بقية الدول.

  • المركز: هناك وعود كثيرة للكوادر الصحية التي قدمت الشهداء وواجهت الجائحة بقوة تتعلق بحقوقها لكن اليوم نشاهد محاولة للالتفاف على هذه الحقوق، في أكثر من محافظة هناك شكاوى يرفعها اليوم أبطال الجيش الابيض، يقولون رغم كل ما قدمناه إلا أن الجهات المعنية لا تراعي حقوقنا؟

- المندلاوي: نعم هناك حقوق كثيرة، الكثير من الشرائح العاملة في المجال، وليس فقط الأطباء، نتمنى أن تكون النقابة الجديدة نقابة قوية وتدافع عن حقوق الأطباء في وزارة الصحة، لكن ايضا الكوادر الصحية الأخرى على الدولة أن تراعيهم، وليس فقط وزارة الصحة، هذه الشريحة قدمت الكثير وفي جميع الاوقات وليس خلال جائحة كورونا، على الدولة ان تنظر نظرة أخرى لهذه الشريحة.

القوى السياسية المتنفذة ستستغل ورقة اللقاحات

  • المركز: هناك مخاوف في حال وصول اللقاح من إمكانية المتاجرة السياسية من قبل جهات متنفذة، وبالتالي نحن شهدنا أن هذه الجهات تاجرت بكل التفاصيل التي تتعلق بحياة المواطنين، فهل هناك امكانية لدى الحكومة في ضبط هذه القضية والقيام بالتوزيع حسب البروتوكول الدولي؟

- الموسوي: لدينا في العراق مشكلة في كيفية الفصل ما بين الحكومة وما بين الجهات السياسية، الجهات السياسية المتنفذة مسيطرة على الحكومة وهي واجهة للجهات السياسية، وبالتأكيد نحن رأينا أن الجهات السياسية تستغل كل شيء على سبيل المثال لصالح المنافسة الانتخابية خصوصا ونحن بلد مقبل على انتخابات سواء مبكرة أو في موعدها الدستوري، بالتأكيد هذه اللقاحات في حال وصولها ستكون ورقة يلعبها السياسيون في كسب الأصوات والتحشيد للانتخابات القادمة، هذا شيء مؤسف في الحقيقة، لكن هناك دلائل وهناك استقراءات بانهم استخدموا كل شيء في هذه المنافسة السياسية غير النزيهة، فبالتأكيد من الممكن أن تستخدم هذه الورقة من قبلهم خصوصا انها ورقة جديدة وتجذب الكثيرين، هذا يدعونا إلى مخاطبة مؤسسات الدولة الحقيقية بان يأخذوا دورهم لضبط هذه القضايا، وكشفها اذا كانت موجودة، وانا متأكد أن الناشطين في المجتمع المدني والناشطين السياسيين سيقفون بالضد من هذه الممارسات وسيفضحونها، ولكن من باب التوقع نعم أنا أتوقع أن تستغل هذه القضية لصالح الصراع السياسي الدائر اليوم بين القوى السياسية للتحضير للانتخابات القادمة.

  • المركز: هل تعتقد ان الناشطين المدنيين والحملات الإغاثية لعبت دورا مؤثرا في انتشال الكثير من المواطنين من أزمة الجائحة؟

- الموسوي: بالتأكيد لعبت دورا كبيرا ومهما مع قلة الامكانيات وتواضع هذه الامكانيات، لكن كان لهم دور كبير وقوي وكانوا في المقدمة مع باقي المؤسسات الرسمية، مع الصحة والدفاع المدني في حملات التعفير وتوفير قناني الاوكسجين والمستلزمات الأخرى، أيضا حملات السلات الغذائية للعوائل المتعففة وذوي الدخل المحدود، كان دورهم كبيرا جدا، لكن السؤال هل كان كافيا لسد النقص الحاصل؟، بالتأكيد لم يكن كافيا لأن امكانيات هذه المنظمات متواضعة قياسا بحاجة المجتمع وحاجة الناس وغياب المؤسسات الرسمية للدولة، كان من الممكن أن تخصص الدولة جزءا من ميزانية الطوارئ إلى وزارة العمل والشؤون الاجتماعية لتقوم بدور إغاثي لهذه العوائل، وتخصص جزءا من ميزانية الطوارئ للبطاقة التموينية لإغاثة العوائل وتوفير الحاجات الاساسية والمواد الغذائية الأساسية للعائلة العراقية، كي تكون قادرة على مواجهة الجائحة وقادرة على مواجهة قضية الحظر الكلي، لكن كل هذا لم يحصل، وكان الجهد الوحيد الموجود هو جهد منظمات المجتمع المدني وبعض الأحزاب الوطنية.

الموجة الثانية أظهرت إصابات شديدة بين الاطفال

المركز: هناك تأكيدات من وزارة الصحة أن الموجة الثانية تصيب الأطفال ايضا هذه خطورة كبيرة، كيف تنظرون لهذا الأمر وما هي الأسباب، وكيف كان وضع الأطفال في الموجة الأولى؟

- المندلاوي: ما حدث بالفيروس هو تغير جيني يختلف عن النسخة الأولى، حدث تحول في السلسلة الأمينية، والتحول في الأحماض الأمينية لهذا الفيروس أدى إلى ظهور فيروس جديد، يمتاز بخاصية السرعة بالانتشار لأنه يصيب كافة الأعمار، في الموجة الأولى لاحظنا الإصابات في الأعمار المتقدمة الشباب فما فوق، بينما الفيروس المتحور يصيب الأطفال وخصوصا لدينا في العراق ظهرت اصابات شديدة، على سبيل المثال في الناصرية طفل بعمر سنة واحدة لكن إصابته شديدة جدا، هذا الشيء لم يظهر في النسخة الأولى من الفيروس، نعم هناك اختلاف وفرق بين النسخة الأولى والنسخة الثانية المتحورة.

  • المركز: الإجراءات المتبعة للوقاية هل مازالت تفي بالغرض، مثل غسل اليدين وارتداء الكمامة والقفازات واستعمال الكحول، مع ظهور الموجة الجديدة؟

- المندلاوي: نعم، الفيروس تغير بشدة الإصابة وسرعة الإصابة، لكن يبقى هو فيروس ينتقل عن طريق الجهاز التنفسي، التباعد الاجتماعي ولبس الكمامة وغسل اليدين عند ملامسة الأسطح وغسل اليدين وتعقيمها عند الدخول للبيت، نفس الإجراءات التي نستخدمها مع النسخة الأولى من الفيروس هي نفسها مع النسخة الثانية.

  • المركز: تحدثنا عن دور الحكومة ودور الجهات المعنية، ألا يتحمل المواطن جزءا من هذه المسؤولية، هناك حفلات وتجمعات والكثير من المواطنين لا يخافون من الجائحة؟

- المندلاوي: في حالة الوباء الجميع يتحمل المسؤولية، في أي دولة الشعب والمؤسسات والدولة الكل يتحمل المسؤولية تجاه الحفاظ على الصحة العامة، هذا خطر يهدد الأمن الصحي للمجتمع، بالتأكيد المواطن عليه العبء الأكبر بأن يلتزم بتعليمات الوقاية التي أقرتها منظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة، بالتأكيد نشاهد عدم التزام من خلال التجمعات في المناسبات، عدم الالتزام نهائيا في بعض المناطق حتى من خلال ارتداء الكمامات، هناك مراجعون للعيادات الطبية يدخلون وهم بدون كمامات، وهذا يبين استخفافا بالمرض أو قلة وعي، نعم يجب ان يتحمل المواطن دورا كبيرا في الالتزام بالإجراءات الوقاية الصحية، أتصور ايضا أن عدم التزام المواطن مسؤولة عنه الدولة، لأن الدولة لم تقدم للمواطن ما يشجعه حتى يلتزم بهذه الإجراءات.

على الدولة أن تسرع في الحصول على اللقاحات وهي الآن متوفرة وأنواع كثير منها وأغلبها فعال، ووضع خطة عاجلة وعلمية تعتمد اعطاء اللقاح للمواطنين حتى نتخطى هذه المحنة الصحية بسلام.

********

الصفحة السادسة

اگول

«مدينة البرتقال»

تستورد البرتقال!

قحطان الانصاري

ما أن يدخل الزائر مدينة بعقوبة، حتى تستقبله رائحة “زهرة القداح” الزكية.. زهرة أشجار البرتقال التي تميز هذه المدينة عن غيرها من مدن العراق.

وكانت أشجار البرتقال تنتشر داخل المدينة، وليس في مناطقها الزراعية وبساتينها وحسب. فيما  محاصيلها الوفيرة كانت تصل بالأطنان إلى جميع محافظات البلد، من شماله إلى جنوبه. إلا أن الحال اختلف خلال الأعوام الأخيرة، بعد استفحال ظاهرة حرق البساتين المفتعلة، على يد الإرهاب تارة، وأصحاب البساتين أنفسهم تارة أخرى، وذلك لتحويل جنس الأراضي إلى سكنية وتقسيمها إلى قطع وبيعها.

بعقوبة المعروفة بـ “مدينة البرتقال”، فقدت اليوم ثمرتها التي كانت تميزها، وباتت تستورد مختلف المحاصيل الزراعية، بالإضافة إلى البرتقال.

وشهد عام 2017 أعلى معدل في حرائق البساتين بمحافظة ديالى. وقد هلكت جراء ذلك مساحات زراعية واسعة، كانت تتصدر مزارع محافظات العراق في إنتاج مختلف أنواع الحمضيات، إلى جانب الرمان والعنب.

ولم يتوقف هلاك البساتين على الحرائق وحسب، فإهمال المزارعين أراضيهم ساهم في ذلك أيضا، بالإضافة إلى مشكلة شح المياه، وصعوبة إدامة البساتين وسقيها خلال فترة احتلال داعش المنطقة، ما حدا بأصحابها التوجه لمهن أخرى توفر لهم لقمة العيش.

واتسعت خلال الآونة الأخيرة ظاهرة تجريف البساتين وتحويلها إلى أراض سكنية دون موافقة الدولة، في وقت يصعب فيه اتخاذ إجراء رادع نظرا للظرف الاستثنائي الذي يعيشه البلد.

أهالي ديالى، من مزارعين ومواطنين، يدعون الحكومة اليوم إلى تشريع قوانين توقف ظاهرة تجريف البساتين. ومقابل ذلك يتوجب على الحكومة وضع حلول لأزمة السكن، وتقديم الدعم للفلاحين، كأن يتم منحهم قروضا مالية بلا فوائد ولمدد طويلة، وتزويدهم بالأسمدة والمبيدات الزراعية ومضخات الماء وغير ذلك من مستلزمات الزراعة، بما يساهم في إعادة إحياء بساتين “مدينة البرتقال”.

وكانت محافظة ديالى قد اعتبرت في تموز 2013، عمليات تجريف البساتين وتقسيمها إلى أراض سكنية عبر التحايل على القرارات الحكومية “خطرا يهدد الثروة الوطنية في المحافظة”، مؤكدة أن عمليات التجريف التي تمت منذ العام 2003 حتى عام 2013 أتلفت 10 في المائة من إجمالي بساتين المحافظة.

ودعت المحافظة وقتها إلى سن قوانين تمنع تجريف الأراضي الزراعية.

إلى ذلك، كشفت إدارة مدينة بعقوبة عن تحويل ألف دونم زراعي الى سكني، مشيرة إلى أن ذلك يأتي بسبب شح المياه في السنوات الماضية وغزو المنتج الزراعي المستورد الأسواق، فضلا عن عدم اتخاذ إجراء رادع من قبل إدارة المحافظة.

************

بين الإهمال والتجاوزات والصراعات

أهوار العراق.. تراث عالمي مهدد بالشطب من لائحة اليونسكو

بغداد - وكالات

قبل نحو خمسة أعوام، أُدرجت الأهوار العراقية على لائحة التراث العالمي في اليونسكو، كمحمية طبيعية دولية، لكنّها حتى اليوم لم تشهد أيّ تطور على الصعيدين الخدمي والعمراني، في الوقت الذي لا تبدو فيه تصريحات الحكومة والبرلمان في شأن الاهتمام في الأهوار، واضحة على أرض الواقع.

وكانت منظمة اليونسكو قد اشترطت، اثناء ضم الأهوار إلى لائحتها التراثية، على العراق ترميم هذه المناطق وإزالة التجاوزات عنها، وشدّدت على ضرورة تسهيل عودة سكانها الأصليين، بالإضافة إلى تطوير سياحتها. لكنّ أيّاً من هذه الشروط لم يتحقق حتى الآن، بل زاد عدد التجاوزات المائية وتنامت الصراعات العشائرية على حصص المياه في ظل غياب الدور الحكومي، ما عرّض تلك المناطق، أكثر من مرّة، لخطر الإزالة من على لائحة التراث العالمي.

ضرورة التزام العراق

وفي تقرير صادر أخيراً عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، تم التشديد على أهمية التزام العراق باتفاقية إنشاء شبكة من المناطق المحمية.

وأشار التقرير إلى أنّ “الأهوار، ومن خلال الدعم المناسب، يمكن أن تصبح مصدراً لتطوير قطاع ثالث يعتمد على إدارة الموقع والسياحة والضيافة، والتي ستساهم على المدى الطويل في حماية واستدامة النظم البيئية والمناظر الطبيعية”.

وفي أعقاب ذلك، أعلنت الخارجية الأمريكية أنّها “قدمت أربعة ملايين دولار أمريكي لدعم الجهود الدولية والمحلية لاستعادة الأهوار العراقية، ما يوفّر نظاماً بيولوجياً فريداً لجاموس الماء ومئات الأنواع من الأسماك والطيور”.

يقول الناشط البيئي من مدينة الناصرية حيدر المشهداني، انّ “الأموال المخصصة لدعم الأهوار العراقية، والتي تعلن عنها المنظمات الدولية ووزارات الخارجية من عموم دول العالم، لم تظهر آثارها على أرض الواقع. فالأهوار ما زالت على حالها، بل إنّها تعرّضت خلال الفترات الماضية إلى جفاف في بعض المناطق، بالإضافة إلى استمرار هجرة سكانها إلى مناطق أخرى بسبب تراجع مناسيب المياه، ناهيك عن الصراعات بين العشائر على المياه”.

لا تقدم في مناطق الاهوار

ويؤكد المشهداني في حديث صحفي، أنّ “الأهوار لم تشهد أيّ تقدم، ولم تتلق اهتماما من قبل المسؤولين، وذلك لأسباب تتعلق بنقص السيولة المالية - بحسب التصريحات الحكومية، مع العلم أنّ أموال إعادة تأهيل الأهوار تأتي في غالبيتها من جهات خارجية”.

في سياق متصل، يقول عضو مجلس النواب علي البديري، ان “الأهوار لو كانت في بلد آخر لأصبحت معلماً سياحياً، لما فيها من نقاوة طبيعية في الأرض والمياه والأسماك، وحتى الناس المسالمين”، متسائلا عن مصير “الأموال التي خُصصت لإدامة الأهوار”.

ويشير في حديث صحفي، إلى أن “هناك منظمات كان من المفترض أن تتابع سير العمل وتطوراته في مناطق جنوب البلاد، لكنّ ذلك لم يحصل. كما أنّ وسائل الإعلام لم تتابع هذا الملف، إلى أن انتهى الحديث عنه”، لافتا إلى أن “سكان الأهوار تعرّضوا إلى خسارات كبيرة، بسبب تراجع مناسيب المياه”.

من جهته، يوضح وزير الثقافة السابق عبد الأمير الحمداني، أنّ “ملف الأهوار يقع حالياً ضمن صلاحية وزارة الصحة والبيئة. لأنّ الأهوار ليست مياهاً فقط، بل انها تحتوي على نباتات وطيور”.

عدم الاستقرار المائي

ويرجح الحمداني في حديث صحفي، أن “أكثر الأسباب التي تؤخّر تطوّر الأهوار كمرفق سياحي، هو مشكلة عدم الاستقرار المائي التي تحتاج إلى اتفاق ما بين العراق وتركيا”، متابعا قوله ان “الوضع الحالي في الأهوار يتطلب ضمان استقرار المياه بالإضافة إلى إنشاء بنى تحتية والترويج للسياحة”.

ويرى أيضا ان هناك حاجة إلى زيادة الوعي البيئي ووقف الصيد الجائر وتفعيل دور الشرطة البيئية، مبينا انه “يتوجب على الحكومات المحلية في ذي قار والبصرة وميسان، تأسيس شوارع جديدة، وإنشاء بنى تحتية أساسية للسياحة من أجل دفع المواطنين إلى الاستثمار في مناطق الأهوار”.

***********

مواساة

  • تعزي أسرة “طريق الشعب” الزميل مصطفى أحمد مهدي بوفاة ابن عمه اثر تعرضه لسكتة قلبية. للفقيد الذكر الطيب ولعائلته جميل الصبر والسلوان.
  • بقلوب يعتصرها الأسى، ودعت اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في محافظة بابل، الباحث والمربي الرفيق عبد الامير شمخي الشلاه، الذي فارق الحياة بعد معاناة شديدة مع المرض. والفقيد من الشيوعيين المخضرمين الذين واكبوا عمل الحزب منذ العهد الملكي. وقد عمل في صفوف حزبه ناشطا ومناضلا، ومثّله في انتخابات نقابة المعلمين وظل وفيا له ولشعبه حتى ساعاته الاخيرة. ولم يثن المرض او السن الرفيق الشلاه عن العمل في منظمات الحزب، والمساهمة في النشاط الثقافي ضمن المؤسسات الثقافية، وإلقاء المحاضرات القيمة في المجال السياسي، فضلا عن إصدار العديد من الكتب في حقوق الإنسان والدراسات الاقتصادية والفكرية.

للفقيد الذكر العطر ولرفاقه وعائلته الكريمة خالص العزاء والمواساة.

كما تعزي اللجنة المحلية، عائلة د. عبد الامير علوش (طبيب الفقراء)، الذي فارق الحياة بعد أن جسد الانسانية بأبهى صورها. فقد كان مثالا بارزا للطبيب بإنسانيته وحدبه على الفقراء.

الذكر الطيب للفقيد، ولولديه المهندس د. نمير وعلي علوش خالص العزاء.

  • تعزي منظمة الحزب الشيوعي العراقي في الهندية، الرفيق عامر سعيد (ابو سنه) بوفاة شقيقه ستار اثر مرض عضال لم يمهله طويلا.

 الذكر الطيب للفقيد ولعائلته الصبر والسلوان.

وتعزي المنظمة ايضا، الرفيق سعيد هادي الغرابي بوفاة عقيلة شقيقه اثر إصابتها بوباء كورونا اللعين.

للفقيدة الذكر الطيب ولعائلتها الصبر والسلوان.

********

أراضيها مفخخة بالعبوات الناسفة

«عين مرمية».. قرية في نينوى طالها النسيان

الموصل ـــ طريق الشعب

تعد قرية “عين مرمية”، واحدة من القرى المنتشرة في محافظة نينوى، وهي تقع جنوب شرقي الموصل، وتتبع اداريا قضاء مخمور، الذي تبعد عنه بنحو 20 كيلومترا، وعن مركز الموصل بحدود 90 كيلومترا.

هذه القرية، كبيرة وقديمة التأسيس. فهي تعتبر من أول القرى التي شهدت افتتاح مدرسة، تخرج فيها الكثير من الضباط وأساتذة الجامعات، ولا تزال ترفد جامعة الموصل بالطلبة من أبناء القرية.

وكغيرها من القرى، يمتهن أهل “عين مرمية” الزراعة والرعي. إلا انه، خلال فترة سيطرة تنظيم داعش الإرهابي على محافظة نينوى، ترك غالبية سكان القرية دورهم، ما حدا بالإرهابيين هدمها وتفخيخ الأراضي الزراعية بالعبوات الناسفة، التي لا يزال الكثير منها منصوبا في أرجاء الأراضي، الأمر الذي حرم الأهالي من الزراعة خوفا من الوقوع في فخاخ العبوات.

أهالي القرية، يناشدون اليوم عبر “طريق الشعب”، الحكومة والمنظمات المختصة، رفع الألغام والعبوات الناسفة المنتشرة في أراضيهم. كما يطالبون بتبليط شوارعهم الفرعية، وإنشاء مركز للرعاية الصحية، فضلا عن فتح طريق “جسر الكوير” الذي يربطهم بطريق الموصل– كركوك.

ويطالب الأهالي أيضا، بتعويض ضحايا الإرهاب بينهم.

*******

أرواح الأبرياء تزهق

على طريق اليوسفية!

بالقرب من منطقة اليوسفية جنوبي بغداد، وعلى الطريق الدولي المتوجه إلى المحافظات الجنوبية، أغلق في وقت سابق أحد جانبي الشارع بمسافة تبلغ نحو 20 كيلومترا، وذلك لغرض إجراء ترميمات وأعمال إكساء، الأمر الذي اضطر المركبات إلى السير على جانب واحد ذهابا وإيابا. وعلى إثر ذلك، صار هذا الطريق يشهد باستمرار حوادث سير مميتة حتى السابلة لم يسلموا منها.

المشكلة أن الجهة التي تنفذ المشروع، لم تضع إشارات أو علامات تحذيرية تنبه أصحاب المركبات والمواطنين بوجود عمليات إعمار على الطريق.

نناشد رئيس الوزراء ووزير الاسكان، التدخل لإنقاذ أرواح المواطنين من هذه الحوادث المميتة، وذلك عبر الإيعاز للجهة المنفذة للمشروع، بالإسراع في إنجاز العمل.

المواطن سعدون كاظم غاوي

********

واسطيون: أنقذونا من غازات «حقل الأحدب»!

الكوت ـــ وكالات

ناشد مواطنون في قضاء الأحرار (الحسينية) بمحافظة واسط، الجهات الحكومية انقاذهم من الغازات السامة المنبعثة من حقل الأحدب النفطي الواقع ضمن حدود القضاء، مشيرين إلى أن هذه الغازات تسببت في إصابة العديد من السكان بالأمراض الجلدية، وخلفت تشوهات خلقية في الأجنة.

وأوضح المواطنون في حديث صحفي، انه سبق لأهالي القضاء ان ناشدوا المسؤولين حل هذه المشكلة، إلا انهم لم يتلقوا أي استجابة، بالرغم من تفاقم أعداد الإصابات بالأمراض والتشوهات جراء الغازات السامة. 

ولفت المواطنون، إلى أن وجود هذا الحقل النفطي لم يسهم في تحسين الواقعين الاقتصادي والخدمي في القضاء، مطالبين الجهات المعنية بالإسراع في معالجة مشكلة الغازات الناتجة عن عمليات استخراج النفط.   

**********

شكر وتقدير

إلى ريّ «ما بين النهرين» و«اليوسفية»

نشرت لنا “طريق الشعب” في وقت سابق، طلبا موجها إلى مديرية ري “ما بين النهرين”، لغرض كري وتطهير مبزل المصب العام الممتد من علوة بيع الفاكهة والخضار جنوبي بغداد وصولا إلى منطقة الرضوانية. كون هذا المبزل، الذي يبلغ طوله نحو 10 كيلومترات، لم يشهد أي أعمال تطهير منذ فترة طويلة.

واستجابت دائرة صيانة مشاريع ري وبزل “ما بين النهرين” وشعبة الري في ناحية اليوسفية، إلى طلبنا. إذ أرسلتا آلياتهما لتباشر في كري المبزل وتطهيره.

لذلك، لا يسعنا سوى أن نتقدم بالشكر والتقدير إلى الدائرتين المذكورتين على استجابتهما لطلبنا. ونخص بالشكر إدارتي الدائرتين، والمنتسبين فيهما من مهندسين وفنيين وعمال، آملين أن تحذو بقية الدوائر الخدمية، حذو هاتين الدائرتين في تقديم ما يخدم الصالح العام.

المختصة الفلاحية في بغداد

عنها سعدون كاظم غاوي

*********

سكان “حي المحاربين” الكربلائي:

امنعوا تحويل حديقتنا إلى قطع سكنية!

كربلاء - سلام القريني

أبدى سكان “حي المحاربين” في كربلاء، استياءهم من نية بعض الجهات تحويل حديقة عامة تقع وسط الحي، إلى قطع سكنية.

وعلق السكان على أحد الجدران في الحي، لافتة كبيرة تحمل رسالة موجهة إلى الحكومتين المركزية والمحلية وأعضاء البرلمان عن محافظة كربلاء، تناشدهم التدخل لمنع تحويل هذه الحديقة “متنفسنا الوحيد نحن وأطفالنا” إلى قطع سكنية.

وحملت اللافتة تواقيع بالبصمات، لعديد من وجهاء الحي والسكان الآخرين.

وكانت “طريق الشعب” قد نشرت في وقت سابق، شكوى لأهالي “حي المحاربين”، حول قضية تحويل هذه الحديقة إلى قطع سكنية. ووقتها ذكروا أن بلدية كربلاء صرفت أموالا طائلة من أجل إعادة الحياة للحديقة وإنقاذها بعد أن طالها الإهمال، فيما ساهم العديد من المواطنين في حفر بئر وسط الحديقة، وتأسيس شبكة سقي حديثة لها وزراعة أرضها. ووفق ما نوّه إليه سكان الحي في شكواهم السابقة، فإنه تم رفع طلب إلى الحكومة المحلية، يقضي بمنع العبث في هذه الأرض “المثبتة منذ أكثر من ثلاثين عاما في التخطيط العمراني، كحديقة عامة”.

*********

الصفحة السابعة

موازنة 2021 تنتظر “اتفاقا سياسيا” قبل طرحها للتصويت

مجلس وزراء الاقليم يناقش امكانية الاستقلال الاقتصادي

بغداد ـ طريق الشعب

في الخامس عشر من شباط الجاري، بعثت اللجنة المالية البرلمانية برسالة الى رئاسة المجلس، تؤكد فيها إنجاز مسودة موازنة العام الجاري، لكنها قالت ان حصة كردستان بقيت معلقة، وقد ذكرت تفاصيلها في المادة ١١ من مشروع القانون.

ويدفع نواب من كتل شيعية باتجاه إقرار الموازنة بعيدا عن الإرادة الكردية، بعد أن لم يتم التوصل إلى حل وسط.

وفي الوقت الحالي، أعدت القوى الكردية مسودتين لميزانيتهم المحلية، ترتكز الأولى حول الحصة التي يتوقعون الحصول عليها من موازنة الدولة، فيما الثانية ستكون ميزانية مستقلة، دون الاعتماد على الحكومة الاتحادية، في حال عدم التوصل إلى اتفاق بين الجانبين.

ويقول مسؤولون في كردستان انه من الممكن أن تنفصل كردستان عن العراق اقتصاديا، لكن ذلك سيخلف تداعيات سياسية محتملة.

ونص الاتفاق بين بغداد وأربيل في كانون الأول من العام الماضي على بيع 250 ألف برميل نفط يومياً من حقول الاقليم، وتسليم الإيرادات للحكومة، إلى جانب الرسوم الجمركية التي تجمعها كردستان من معابر الحدود مع تركيا وإيران، لكنه لم يتوافق عليه داخل مجلس النواب، بسبب مطالبات سياسية بتسليم الكرد كافة الايرادات المتعلقة بالنفط والجمارك وغيرهما.

وتطالب حكومة كردستان، من الحكومة المركزية بدفع رواتب موظفي الحكومة المحلية، بما يشمل قوات البيشمركة، بالإضافة إلى الديون التي يقولون إن الحكومة العراقية مدينة لهم بها لخرقها الاتفاقيات السابقة.

هل ترجع الموازنة الى الحكومة؟

وتستبعد لجنة مراقبة البرنامج الحكومي والتخطيط الاستراتيجي، ارجاع الموازنة الى الحكومة، لكون التعديلات التي أجريت تمت باتفاق مع الحكومة، مرجحا تمرير الموازنة سريعا حال عرضها للتصويت.

وقال نائب رئيس اللجنة محمد كريم، إن “اللجنة المالية تتواصل أولا بأول مع الحكومة عند اجراء التعديلات على فقرات الموازنة من خلال الاخذ بوجه نظر الحكومة”، مستبعدا “إعادة الموازنة الى الحكومة بسبب اطلاع وجهة نظرها أولا بأول”

وأضاف ان “اغلب نواب الكتل السياسية بمن فيهم نواب الإقليم حريصون على إيجاد حلول لمشكلة الإقليم وان الحلول متوفرة لكون الطرفين قد قطعا شوطا كبيرا من الاتفاق”.

استقلال اقتصادي؟

ويوم أمس، عقد مجلس وزراء اقليم كردستان، اجتماعه الاعتيادي برئاسة مسرور بارزاني رئيس حكومة اقليم كردستان ونائبه قوباد طالباني، لبحث عدد من المواضيع المهمة.

وقالت دائرة الإعلام والمعلومات في حكومة اقليم كردستان في بيان طالعته “طريق الشعب” إن “مجلس الوزراء ناقش خلال المحور الاول من الاجتماع آخر تطورات مشروع قانون الموازنة الاتحادية للعام 2021 ومشروع قانون موازنة اقليم كردستان للعام 2021”.

ووفقا لمصدر مطلع، فإن الاجتماع ناقش أيضا الخلافات الدائرة حول ذهاب الوفد الكردي إلى بغداد، بعد تأجيل الزيارة لعدة مرات.

وأرجع المصدر إلغاء الزيارة الى “خلافات داخل حكومة الإقليم”.

وأعلنت اللجنة المالية في البرلمان في بيان لها، إنها أرسلت كتاباً إلى رئاسة مجلس النواب في الخامس عشر من شهر شباط الجاري، وذكرت فيه انها قد اكملت المسودة شبه النهائية لمشروع موازنة 2021، والنقطة الوحيدة المعلقة هو النص الخاص بالتزامات اقليم كردستان، والذي تم ذكر تفاصيله في المادة ١١ من مشروع القانون.

وفي كانون الأول/ ديسمبر الماضي، توصلت بغداد وأربيل إلى اتفاق بشأن الموازنة المالية، ينص على تسليم الإقليم كمية 250 ألف برميل نفط يوميا، ونصف إيرادات المعابر الحدودية وغيرها إلى الحكومة الاتحادية، مقابل حصة في الموازنة تبلغ نحو 12.6 في المئة.

وجرى تضمين الاتفاق في مشروع الموازنة، إلا أن كتلا سياسية في البرلمان ترفض الاتفاق، وهو ما يعيق تمريره في البرلمان. 

ووفقا للجنة المالية البرلمانية، فان اجتماعا عقدته الكتل السياسية من مختلف المكونات “لتقريب وجهات النظر والخروج بتوافق على مجمل النصوص الواردة في تلك المسودة، ولكن الى الان ننتظر صيغة نهائية للاتفاق حول المادة المتعلقة بالإقليم”.

بانتظار الحل

وكانت كتلة الاتحاد الإسلامي الكردستاني في مجلس النواب العراقي، قد حملت القوى السياسية الشيعية مسؤولية تأخير التصويت على مشروع قانون موازنة 2021.

وقال رئيس الكتلة النائب جمال كوجر، انه “لغاية الآن لم تأتِ القوى السياسية الشيعية بحل بشأن حصة اقليم كردستان في موازنة 2021 خارج النص الحكومي المرسل، فحتى الساعة لا نعرف ماذا تريد هذه القوى بالضبط؟ فكل جهة تريد حلاً يختلف عن الاخرى”.

وبين انه “منذ اليوم الأول لوصول قانون موازنة سنة 2021، كان هناك خلاف داخل الكتل السياسية الشيعية، وهم من عقدوا الأمر وأخّروا التصويت على القانون، وفي نفس الوقت لم يقدموا أي نص بديل بخصوص ما يتعلق بحصة الإقليم”.

***********

اجراءات شكلية وعراقيل بيروقراطية تعطل المشاريع الاستثمارية

بغداد ـ نورس حسن

تواجه عمليات الاستثمار في العراق معرقلات عدة أحالت دون تحقيق شيء يذكر للمصلحة العامة، فيما يؤكد مسؤولون ان بيئة العراق غير الامنية وبيروقراطية العمل من ابرز الاسباب الطاردة لعمليات الاستثمار وان ارتفاع اسعار صرف الدولار معوق اخر اضيف لسلسة المعوقات التي عجزت حكومات متعاقبة للحد منها.

بيئة الاستثمار غير آمنة

المستشار المالي رئيس الوزراء د. مظهر محمد صالح ذكر ان البيئة الاستثمارية في العراق ما زالت غير آمنة فضلا عن وجود الجهاز الاداري البيروقراطي الطارد لعمليات الاستثمار، وهذا ما جعل من العراق يحتل اذيال قائمة المسح السنوي للبنك الدول في جوانب منح الاجازات والضمانات وحقوق الملكية وحمايتها اضافة الى تأمين الائتمان الى المستثمر.

واعتبر صالح الاجراءات الاصلاحية الحكومية عبر فتح نافذة واحدة لعمليات الاستثمار اجراءات “شكلية وغير مكتملة لافتقارها لمنح الصلاحيات”، مشيرا الى ان المستثمرين يجبرون على مراجعة ما لا يقل عن 40 مؤسسة لغرض الحصول على الموافقات الرسمية.

وتطرق مظهر صالح خلال حديثه لـ”طريق الشعب الى شق اخر من عمليات الاستثمار والمتعلقة بالمشاريع الحكومية، قائلا ان “موازنة العام الحالي تضمنت مخصصات مالية نسبتها 27 بالمائة لعمليات استثمار سابقة معمول بها بنسب معينة”، مشددا على ان موازنة العام الحالي خالية من عمليات استثمار مستحدثة.

 واشار الى ان مشاريع الطاقة الاستثمارية كانت لها الحصة الاكبر من المخصصات المالية لتليها مشاريع البنى التحتية التي لم يتم انجازها خلال السنوات السابقة.

وتطرق المستشار المالي الى مصادر المخصصات المالية لعمليات الاستثمار وقال ان “نسبة 7 بالمائة وفر من خلال قروض سابقة ملتزم العراق بتسيدها  كقروض الوكالة اليابانية للتنمية والاتحاد الاوربي والبنك الدولي وغيرها، و 20 بالمائة من المخصصات المالية تعتمد على ما يرصد لها من خزينة الدولة”.

اغفال دعم القطاعات الاخرى

من جهته اكد عضو لجنة الاقتصاد والاستثمار النيابية احمد سليم الكناني في تصريح اطلعت عليه “طريق الشعب” ان اللجنة ناقشت مؤخرا تأثيرات الازمة الاقتصادية الناجمة عن ارتفاع اسعار صرف الدولار على المشاريع الاستثمارية”، واوضح ان “رفع سعر صرف الدولار بات يهدد توقف بعض مشاريع الاستثمارية اضافة الى انسحاب بعض المقاولين من عملهم”.

واوضح الكناني انه على الرغم من التجربة الصعبة التي مر بها العراق خلال عام 2020 بسبب انخفاض اسعار النفط والاقتصاد الريعي للبلاد واعتماده على تصدير النفط نلاحظ ان “الحكومة اعادت انتاج ذات الموازنة التي تعتمد على تصدير النفط واغفال دعم القطاعات التي يمكن من خلالها زيادة واردات الحكومة غير النفطية مثل دعم الاستثمارات الخارجية، والصناعات المحلية، فضلا عن دعم القطاع الزراعي لزيادة الانتاج المحلي”.

اجتماع مفتوح

ومن اجل معرفة في أي اتجاه تعمل حاليا هيئة الاستثمار الوطنية وما هي ابرز المعوقات التي تواجهها فضلت رئيسة الهيئة سها النجار عدم الرد على الاتصال، ليصلنا في نهاية المطاف رد من مكتبها ان السيدة النجار في اجتماع مفتوح.

هذا ونوهت النجار في تصريح سابق لها ان “خطة عام 2021 الاستثمارية تركز على المشاريع السكنية في جميع المحافظات”، مشيرة الى ان المشاريع الاستثمارية المتلكئة سيتم اعادة عرضها كفرص استثمارية جديدة”.

بدورة يرى الخبير الاقتصادي عامر الجواهري ان “بيئية في العراق طاردة لعمليات الاستثمار بمختلف انواعه، وان جميع ما يصرح به من عمليات تطوير هو فقط من اجل التمني لا اكثر”.

مشيرا الى ان العراق اليوم بحاجة الى شركات استثمارية رصينة و جهات الحكومية تعمل على ازاحة جميع المعرقلات البيروقراطية ازاء المستثمرين، خاصة وان الحكومات المتعاقبة اثبتت عدم قدرتها على تطوير ملاكاتها الصناعية والزراعية بمفردها”.

ولفت الجواهري الى ان “موازنة هذا العام موازنة ارقام وان عمليات الاستثمار تعتمد على القروض”، مشيرا الى ان الفساد وعدم الجدية في العمل خلق لدينا عدم الثقة امام التعاقدات الحكومية الخارجية”.

************

سعات قليلة واسعار مرتفعة.. خدمة 4G تحت المجهر

بغداد- طريق الشعب

استبشر المواطنون كثيرا باطلاق خدمة الجيل الرابع من قبل شركات الهاتف النقال على أمل الحصول على خدمة جيدة للأنترنيت، ولكن يبدو أن هذه الآمال لاتزال أمامها معوقات حقيقية، حيث كشف مختصون ومعنيون أن اسعار السعات المقدمة من قبل الشركات غير كافية للاستخدام، داعين الشركات ووزارة الاتصالات إلى زيادة سعات الخدمات المقدمة عبر عروضها للاشتراك في الخدمة وتطوير الانترنيت المنزلي عبر اكمال مشروع الكابل الضوئي.

بداية جيدة، ولكن..

ويقول مهندس الاتصالات فخر الدين صلاح، لـ ”طريق الشعب”، إن “إطلاق خدمة الجيل الرابع من قبل شركات الاتصالات جاء متأخرا، ولكن جودة الخدمة المقدمة يجعلنا نستبشر خيرا في امكانية تقديم خدمة ثابتة ومستقرة للمواطنين خاصة في ظل اعتماد اغلب مفاصل الحياة اليوم على الانترنيت”.

ويضيف صلاح ان “حجم السعات المقدمة من قبل شركات الهاتف النقال للاشتراك في خدمة الجيل الرابع غير كافية، وهي قليلة جدا ويجب زيادتها لتناسب استخدام المستهلك، فمن غير المعقول أن ترافق زيادة سرعة الانترنيت تحديد استخدامه بشكل كبير”، مبينا ان “شركات الهاتف النقال في عدد من الدول المجاورة تقوم بتقديم خدمات متعددة منها مجانية استخدام مواقع التواصل الاجتماعي وتصفح اليوتيوب وغيرها من الخدمات التي لا تكلف الشركات شيء نظرا لاعتماد سياسة “ cache server”، وهي عمليات حفظ للملفات مثل مقاطع الفيديو أو صفحات الويب مثل فيديوهات اليوتيوب أو الفيس بوك  على السيرفر المحلي لعدم استدعائها من الانترنت الخارجي عند طلبها للمرات القادمة، بحيث يتم استدعاء الصفحات والفيديوهات المخزنة على هذا السيرفر المحلي وهذه العملية لا تدفع مقابلها الشركات سوى مصاريف بسيطة جدا مقارنة بالسعات التي توفرها لها”.

خفض الأسعار وزيادة السعات

 ويطالب صلاح “وزارة الاتصالات وهيئة الاعلام والاتصالات بتخفيض سعر الانترنيت المجهز لشركات الهاتف النقال والشركات المزودة للخدمة عبر شبكات الوايرليس أو الكابل الضوئي لتمكينها من تقديم خدمة جيدة للمواطنين”، لافتا إلى “ضرورة فرض رقابة صارمة على الشركات ومعرفة السرعة الحقيقية المقدمة للمشتركين ومنعها من التلاعب في بيع سعات الانترنيت إلى أكثر من مستخدم في نفس الوقت”.

أجور نقل مرتفعة

وحول أسباب السعات القليلة المقدمة من قبل شركات الاتصالات، يقول الخبير في مجال الانترنيت كرار ستار، لـ”طريق الشعب”، إن “وزارة الاتصالات تفرض ضريبة نقل كبيرة على السعات الداخلة للبلاد حيث ان سعر الميكا بايت الواحدة عبر الشركات المجهزة للأنترنيت يبلغ حوالي دولارا واحدا ولكن وزارة الاتصالات اضافت عليه مبلغ 59 دولارا أجورا للنقل، بالإضافة إلى أجور فتح المنفذ (Port)‏ وهو رقم ملحق بعنوان بروتوكول الإنترنت”.

لا بديل عن الانترنيت المنزلي

ويشير ستار إلى أن “خدمة الجيل الرابع لا يمكن لها ان تكون بديلا للأنترنيت المنزلي كونها تعطي سعات محدودة لا تناسب احتياجات المستخدمين”، ناصحا “شركات الاتصالات بزيادة سعات الاشتراك ومراجعة الأسعار مع الاخذ بالنظر الحالة المادية للمواطنين وإطلاق حملة توعوية للمستخدمين بضرورة تحديد الاستخدام وفقا للحاجة”.

 ويشدد الخبير على “ضرورة الخلاص من أبراج الانترنيت المنتشرة بصورة عشوائية وايصال الانترنيت للمنازل عبر الكابل الضوئي لضمان خدمة جيدة وسرعة ثابتة تقدم للمستخدمين”، موكدا ان “هذه الامور لن تتم الا من خلال وجود إرادة حقيقية لدى الحكومة والجهات المعنية لتطوير خدمة الاتصالات في البلاد”.

وينتقد ستار “العشوائية في ادارة الملف من قبل هيئة الاعلام والاتصالات ووزارة الاتصالات وعدم وجود بنية تحتية حقيقية يمكن لها معالجة الخلل الكبير في الانترنيت”.

مقارنة في الاسعار

إلى ذلك، تقارن طالبة علوم الحاسبات نور محمد بين أسعار السعات المقدمة من شركات الاتصالات في خارج العراق مع العروض المحلية”

وتقول محمد ان “شركة زين السعودية تقدم عرضا لخدمة الجيل الخامس بالسماح باستخدام لامحدود لمواقع التواصل الاجتماعي واليوتيوب بالإضافة إلى 30 كيكا بايت للألعاب والاستخدامات الاخرى مع 3 آلاف دقيقة للمكالمات مقابل ما قيمته حوالي 66 ألف دينار عراقي، فيما تقدم شركة زين العراق عرضا بـ 30 ميكا بايت مقابل 30 ألف دينار والذي يبلغ سعره في الاسواق 37 ألف دينار”.

وتضيف الطالبة ان “شركة الاتصالات المصرية “we” تقدم باقة من الانترنيت تبلغ سعتها 250 ميكا بايت شهريا بمبلغ 650جنية مصري (60 ألف دينار عراقي)، وبسرعة تصل إلى 150 ميكا بت، فيما تقدم شركة اسياسيل نفس السعة بمبلغ 100 ألف دينار”.

أسباب ضعف الخدمة

وحول اسباب تباين الخدمة وفارق الاسعار بين اقليم كردستان وباقي المحافظات يقول مدير مديرية البنى التحتية في الشركة العامة للاتصالات والمعلوماتية في وزارة الاتصالات علي محمود، في تصريح تلفزيوني، إن “وزارة الاتصالات ممثلة بمديرية البنى التحتية في الشركة العامة للاتصالات والمعلوماتية يقع ضمن مسؤوليتها نقل خدمات الانترنت إلى جميع موزعي الخدمة في العراق بالإضافة إلى الكيبل الضوئي الذي توجد هناك جهود لإنشائه وتعميمه”.

ويضيف، أن “خدمات الانترنت في العراق تدخل على طريق المنافذ الحدودية من خلال بوابات النفاذ الدولية وهي عبارة عن منظومات وضعتها وزارة الاتصالات في المنافذ ومرتبطة بالكابلات الضوئية لنقل السعات من خارج العراق إلى الشركات الخاصة بذلك من اجل منع التهريب”.

ويبيّن أن “هناك 14 منفذاً حدودياً عاملاً بذلك، وأكثر منافذ تزود العراق بالإنترنيت هي المنافذ الشمالية في اقليم كردستان”، مشيرا إلى أن “بعض السعات في المناطق الشمالية تدخل بدون بوابات النفاذ الخاصة بوزارة الاتصالات وبدون سيطرة الحكومة العراقية ومن غير دفع الرسوم”. وبشأن جودة الانترنت، يوضح أن “هناك مشاكل كبيرة، أولها عدم تنظيم قطاع الاتصالات في العراق والخلاف الواضع بين هيئة الاعلام والاتصالات ووزارة الاتصالات سابقاً، السبب الآخر أن ابراج الانترنت التي تم توزيعها في العراق غير مدروسة وغير نظامية وعددها كبير جداً والتشويش بين الابراج والاعتماد على خدمة واي فاي التي انتهت في اغلب بلدان العالم، والعراق متأخر جداً عن العالم في الانترنت”.

ويعتقد محمود، إن “تقنية الـ 4G ستحل بعض المشاكل بالإضافة إلى شركات الفايبر والكيبل الضوئي التي ستصل إلى منزل المواطنين في جميع المحافظات والتي سيتم احالة مشروعها للشركات مطلع شهر اذار المقبل وهذا ما يجعل خدمة الانترنت تصل بشكل أفضل لوجود تنافس بين الشركات”.

*************

الصفحة الثامنة - التاسعة

34 سنة على استشهاده

حسين مروّة.. أوراق من سنواته العراقية وكلمات بمنزلة الوصية

محمد دكروب

تمهيداً لقراءة هذه الأوراق، أوراق سمراء من ذلك الورق الذي كانت تطلع عليه الصحف عندنا، كتب عليها حسين مروة، بخطه الرفيع، أشياء ومعلومات عن حياته في العراق. يعود تاريخ كتابة هذه الأوراق إلى أواخر عام 1979 أو أوائل عام 1980.

ففي ذلك التاريخ كنت قد طلبت من أبي نزار أن يكتب لي فقرات في نقاط مكثفة، عن الفترة التي قضاها في العراق منذ ذهب للدراسة في النجف، حتى أنهى هذه الدراسة، وتحول إلى الصحافة والكتابة الأدبية والتدريس، بدل أن يتابع حياته شيخاً من علماء الدين، ثم عن مشاركته في الحياة السياسية العراقية العامة، وتعرفه على الشيوعيين هناك، وصولاً إلى قرار نوري السعيد بإبعاده عن العراق عقاباً له على مشاركته الشعب العراقي في معاركه ضد الاستعمار البريطاني وصنائعه أمثال نوري السعيد.

تلك الفترة من حياة حسين مروة كنت أعرفها بخطوطها العامة، وأردت منه أن يكتب لي بعض التفاصيل والمراحل بتواريخها. أما حياة أبي نزار منذ عودته إلى لبنان فلعلني أعرف الكثير من تفاصيلها أكثر من غيري، فنحن معاً منذ عام 1949 حتى يوم استشهاده الفاجع (في 17 شباط 1987).

كنت أحضر في تلك الفترة من عام 1980، مقالة طويلة هي مزيج من الذكريات والدراسة، والحوارات وما يشبه السيرة، أصور فيها جوانب عدة من مسيرة حسين مروة، وكنا نعد في ذلك العام، للاحتفال بعيده السبعين، وكان “مشروعي” هذا يتطلب بعض التفاصيل عن “الفترة العراقية” من حياة أبي نزار وإشارات إلى كتاباته، فوعد أن يسلمني هذه الأشياء، مكتوبة بعد اسبوع. حسين مروة كعادته وفى بوعده فسلمني هذه الأوراق قبل أن ينتهي الاسبوع. أما أنا فقد أتيح لي أن أكتب فصولاً عن حسين مروة هي في الواقع فقرات من مشروعي الأوسع ونشرت هذه الفقرات في صحافتنا ومنها “النداء” و”الطريق” وكذلك في الكتاب الذي صدر عام 1981 بعنوان حسين مروة شهادات في فكره ونضاله، وضم عدداً من الدراسات والمقالات لعدد من الكتاب والباحثين العرب. لقد استخدمت قليلاً من المعلومات والملاحظات الواردة في هذه الأوراق، ولكنها ظلت تنتظر أن أفي بوعدي لنفسي بتحقيق مشروعي الأوسع ذاك، وكنت أحب أن أنفذ مشروعي الأحب هذا، خلال حياة أبي نزار نفسه، فقد تعودنا معاً، أن نقول رأينا صريحاً في كل ما يكتبه كل منا، وكانت ملاحظات أبي نزار، دائماً، تسدد خطاي وتضيء الطريق. وبدأت فعلاً، مع أبي نزار بعض خطوات التمهيد، وكان الحافز هذه المرة، إذاعة “صوت الشعب”، اتفقنا أن أدخل في حوار طويل مع أبي نزار يتيح لنا تسجيل مسيرته بصوته، منذ البدايات الأولى مروراً بالفترة العراقية، وحتى نصل إلى الأيام التي بدأنا فيها العمل معاً، فاتفقنا - هنا - أن نتذكر، معاً الأحداث والتفاصيل والأشخاص والكتابات والمواقف الحرجة والمواقف الصعبة والطرائف، فيستثير كل منا ذاكرة الآخر، فتتكامل اللوحة..

عدت إلى هذه الأوراق لتكون فقراتها قاعدة للدخول في الحوار حول التفاصيل والقضايا والمراحل. وكنا سنبدأ بعد انعقاد المؤتمر الخامس للحزب الشيوعي اللبناني، هكذا قررنا معاً. ولكن المعارك اندلعت في بيروت.. والقتلة تسللوا إلى بيته تحت جنح هذه المعارك، وارتكبوا الجريمة التي لا يزال وقعها يدوي في أنحاء الوطن العربي كله وفي أنحاء العالم، وسيظل يدوي في الزمان، يدين القتلة ويمجد حسين مروة الشهيد الباقي، ويروي مسيرته الملحمية. اختلف الوضع وتغيرت صورة “المشروع” كله...

ملامح ومحطات أساسية

والكتابات عن فكر حسين مروة وعن مسيرته سوف تتكاثر ولكن إذا كان متاحاً للباحثين في كتب حسين مروة، الصادرة حتى الآن، الحصول على هذه الكتب، فأن المصادر عن مسيرة حسين مروة وتفاصيلها، محدودة جداً حتى الآن. فرأيت من الضروري نشر هذه الأوراق الآن، ففي فقراتها ما يساعد الكتاب والباحثين، في تحديد ملامح ومحطات مرحلة مهمة جداً، وأساسية في حياة حسين مروة في هذه الأوراق نفسها، مرحلة التأسيس المزدوج لتفكيري: تأسيس الثقافة التراثية وتأسيس الثقافة التقدمية، والإشارة هنا إلى التقائه مع الشيوعيين في العراق، وبدايات تبنيه الفكر الماركسي (وسوف تكون دراسته للتراث لاحقاً، وعلى الأخص في كتابه التأسيسي والنزعات المادية في الفلسفة العربية الإسلامية”، هي البلورة الرائعة للتفاعل والتمفصل بين هذين المنبعين الأساسيين والتأسيسيين في فكر حسين مروة، التراث العربي الإسلامي، والفكر الماركسي).

تكشف هذه الأوراق، كذلك عن تلك الخاصية الأساسية في مسيرة حسين مروة الكفاحية، وهي: أنه أتى إلى الحزب الشيوعي والماركسية من قلب المعركة الوطنية نفسها، المعركة ذات الطابع التحرري (ضد الاستعمار الإنكليزي) وذات الطابع القومي أيضاً، فإن وثبة الشعب العراقي عام 1948 كانت كذلك ذات طابع قومي عربي عام، بوصفها معركة ضد أحلاف عسكرية استعمارية كانت تهدف إلى تكبيل البلاد العربية، كلها. وكانت كما جاء في هذه الأوراق “مقدمة لعقد عدة أحلاف عسكرية في الشرق الأوسط، ونواة فعلية لحلف بغداد بعد ذلك”. “المعلومات” الواردة في هذه الأوراق تلتقي مع “معلومات” وردت في حديث طويل، ومهم أجراه الشاعر عباس بيضون مع حسين مروة ونشر في جريدة “ السفير” ابتداء من 18/9/1985 على مدى ستة أعداد، وجعله بعنوان “ولدت رجلاً وأموت طفلاً” وهو، حتى الآن، مصدر أساسي من مصادر مسيرة حسين مروة. كذلك هناك حديث طويل، حول “الفترة العراقية” هذه، أجراه معه محمد أبي سمراء، ونشر في مجلة “المسيرة” الثقافية (كانون الثاني عام 1981) وكان بعنوان “حسين مروة يتذكر”. مصدر آخر ذكرناه في سياق هذا التقديم، هو الكتاب الصادر، عام 1981، عن دار الفارابي بعنوان “حسين مروة شهادات في فكره ونضاله” لعدد من الكتاب والباحثين. وفي جمعية الباحث الصديق الدكتور أحمد علبي تسجيل لحوار طويل أجراه مع حسين مروة وملأ أكثر من عشرة أشرطة، وعندما يتاح لهذا الحوار أن يرى النور، في الشكل الذي يرتأيه الدكتور علبي سيكون ولا شك من المصادر المهمة جداً لمسيرة حسين مروة على الصعد الأدبية والفكرية والكفاحية معاً. مصدر مهم جداً، هو مقالة بقلم حسين مروة نفسه هذه المرة، بعنوان “من النجف دخل حياتي ماركس” نشر في “الطريق” حزيران عام 1984، والمقالة هذه مكتوبة بصيغة كأنها فصل من السيرة الذاتية التي كان أبو نزار يعتزم كتابتها. مصادر أخرى لمسيرة حسين مروة نجدها في العديد من الأحداث والحوارات معه، المنشورة في العديد من المجلات والجرائد اللبنانية والعربية، وهي أحاديث لا بد من استكمال جمعها كلها وتنسيقها، وبالتالي نشرها، فهي حسب علمي، تشكل أكثر من كتاب واحد، وكل كتاب في موضوع معين.

الكلمات الوصية

وتظل كتابات أبي نزار نفسه، وعلى الأخص تلك التي اتخذت شكل المقالة القصصية سواء في مختلف صحفنا التقدمية أم تلك التي كان يكتبها، خلال الخمسينيات في جريدة “الحياة” تحت عنوان “مع القافلة” هي “المصادر” الأغنى بالتلاوين والمشاعر ورسم الأجواء والشخصيات في حياة حسين مروة. في هذه الأوراق يشير حسين مروة إلى مصدر مهم جداً في سيرته الذاتية: مقالات كان ينشرها في مجلة “الهاتف” النجفية (بين أعوام 1934 و1940).. “وكثيراً ما كانت كتاباتي هذه لمجلة “ الهاتف” يقول أبو نزار تتخذ الشكل القصصي، ويغلب على هذا الشكل طابع السيرة الذاتية”. ولكن هذه الكتابات غير موجودة في “أرشيف” حسين مروة، وكثيراً ما كان يحدثني عنها بحسرة، آملاً أن يحصل عليها في يوم من الأيام، وكان يخشى بما يشبه الهاجس التنبؤي، أنه لن يحصل عليها في حياته... فكتب لي، في هذه الأوراق نفسها، وبين هلالين، كلمات موجهة إلي هي بمنزلة الوصية. بعد استشهاده أعيد قراءة هذه الكلمات، مرات ومرات، ودائماً أشعر بانهمار الدموع في داخلي، وأدخل في الحزن الصافي، ويتململ في روحي سؤال يحمل ملامح من الغيب: - لماذا كتب أبو نزار هذه الكلمات بمثابة وصية؟ هل كان يهجس؟ هل كان يعرف؟ يخاطبني أبو نزار: -”يؤلمني أنني لا أملك وثائق هذه الكتابات، وكم أتمنى أن أحصل عليها لأنشرها في كتاب مستقل، لأنها تمثل مرحلة مهمة في حياتي الأدبية والفكرية وأخشى أن لا أحقق هذه الأمنية قبل نهاية عمري إذا حدث ذلك يا محمد، فإنني أرجو منك تحقيقها، أو فلتكن “الطريق” هي التي تتولى ذلك.. هذه الإشارة أتركها عندك يا محمد بمنزلة وصية”. سنحصل على هذه الكتابات، حتماً يا أبا نزار.. ربما أنا، وربما غيري.. من يدري؟ ولكننا، نحن، سوف ننفذ الوصية أيها الغالي..

وهذه هي الأوراق وقد رأيت من الضروري أن أضيف إليها (بين الفقرات، وبحرف مختلف) تعليقات ومعلومات وإشارات، توضح بعض الجوانب، حتى تتكامل الصورة (م. د.)

يا بني.. عليك أن تصير عالم دين، مثلي

  • مات والدي الشيخ علي مروة عام 1920 وعمري اثنتا عشرة سنة، وهاجرت إلى النجف سنة 1924 خلال السنوات الأربع بين موت الوالد والهجرة إلى النجف، كنت أتردد على علماء الدين في القرى والبلدان الجنوبية لتأسيس دراستي الدينية وكان يحدوني إلى ذلك طموح ولهفة غرسها بي الوالد منذ طفولتي. الطموح إلى أن أصبح خليفة والدي كعالم ديني يتمتع باحترام كبير لدى مختلف الأوساط الاجتماعية الجنوبية.
  • كنت في الثانية عشرة من عمري حين مات والدي، وكنت في السادسة عشرة حين هاجرت إلى النجف لطلب العلم.

كان والدي هو نفسه يحلم أن اكون خليفته، لذلك كان يعدني بنفسه لهذه المهمة، كان يلزمني أن أبقى معه في البيت وفي السفر وأنا ابن ثماني سنوات، حتى لقد ألبسني العمامة باكراً، في هذه السن، بل أضاف إليها الجبة، حتى صرت بشكل كاريكاتوري مثيراً للضحك والسخرية، تصور ابن 8 سنوات بهذه الصورة (عمامة وجبة..) لذا كنت أخجل من الظهور بين الناس في المجتمعات وفي الشوارع.. كانت تبلغ المرارة في نفسي مبلغ الشعور بالضعة والنقص.. من هنا نشأت في داخلي عقدة خجل بقيت فاعلة حتى هذه اللحظة، فأنا لا أزال أتهيب الدخول في المجتمعات، وأتهيب الكلام بين الناس، برغم كل الظروف التي الجأتني وتلجئني الكلام... ضوء...

ولدت رجلا وأموت طفلا

نجد أحد الأسباب التي جعلت حسين مروة يطلق على سيرته الذاتية، التي كان يزمع كتابتها عنوان “ولدت رجلاً وأموت طفلاً “ فعند تلك السنوات الأولى، خسر حسين مروة طفولته، فأختبأ الطفل في أعماقه.. ولكن هذا الطفل عاد للظهور، نضراً وبريئاً وجميلاً، مع دخول حسين مروة مرحلة الرجولة وامتلاك حريته الشخصية في الاختيار.. هذا الطفل يعرفه كل الذين عرفوا أبا نزار- م. د.

“حين ذهبت أول مرة (1924) إلى النجف كنت قد أنهيت دراسة النحو في الكتب القديمة مثل ألفية إبن مالك” وكتاب “المغني” (مغني اللبيب) لإبن هشام.. مع العلم أن دراسة النحو هي القاعدة الأساس في دراسة علوم الدين حسب نظام الدراسة في النجف والأزهر. ضوء: هذا العام (1924) الذي بدأت معه هجرة حسين مروة إلى النجف، هو العام نفسه، الذي تأسس فيه الحزب الشيوعي اللبناني.. وكانت هذه “المصادفة” في أساس مقالة قصيرة كتبها حسين مروة فيما بعد هي من أجمل وأعمق ما كتبه من مقالات فنية. (المقالة بعنوان “في عيدك الخامس والخمسين هذه قامتي أيها الحزب” منشورة في “النداء” 20 تشرين الأول 1979). في هذه المقالة يرى حسين مروة أن بداية رحلته إلى النجف هي، في الوقت نفسه، بداية رحلته إلى الحزب الشيوعي.. أي: أن الرحلة إلى الحزب بدأت منذ بدأ الحزب نفسه رحلته الكفاحية (العام 1924) “من واقع الوطن إلى حلم الوطن”.. ويسخر حسين مروة من أولئك الذين يجدون مفارقة وتناقضاً بين الرحلتين. “ لكن. لو أنهم يقرأون الواقعات في حركة تاريخيتها الاجتماعية الكلية لا في حركة مكانيتها الساذجة والجزئية... لو أنهم يقرأون العلاقة بين القطبين النقيضين، بدل أن يقرأوا المسافة وحدها بين القطب والقطب(...) إذن، لقرأوا بداية رحلتي إلى المعرفة، في ذلك العام ذاته، أنها بداية رحلتي إليك، أيها الحزب. مثلما قرأوا نهاية الرحلة نفسها، أنها نهاية البحث عنك وبداية الوصول إليك، ويؤكد حسين مروة القول مرة أخرى: “نعم” إن بداية الرحلة إلى المعرفة، هي بمنطقها الصحيح بداية الرحلة إليك ثم يستخلص حسين مروة هذه الإضاءة المهمة في سر تلك العلاقة الصحيحة بين التراث والأداة المعرفية المعاصرة، لاستيعابه..”. ففي القبض على “سر العلاقة الصحيحة” هذه يتميز إنجاز حسين مروة ومجمل نتاجه الفكري والفلسفي والأدبي على السواء م. د.

  • بدأت الدراسة في النجف إذن، من المرحلة الثانية، أي من علم المنطق (المنطق الصوري أرسطو).
  • عرفت في النجف (في أوساط الطلبة والأساتذة) بحسن السيرة، أي من حيث جدية الدراسة والسلوك... وبقيت منظوراً إلي هكذا حتى آخر علاقتي بدراسة الفقه وأصول الفقه.

 * أما السلوك فقد تغيّر نظر الرضا علي بشأنه إلى نظر السخط والنقد الجارح.. ما سبب ذلك؟ هذا السؤال يثير مسألة (تاريخ حياتي الحقيقي).. ومن هنا يبدأ “الموضوع”. من ابن “مطيع” للتقاليد.. إلى ابن “ضال”! - مع حكاية القطعة الأدبية الأولى..

  • سنة واحدة وحيدة، هي السنة الأولى من إقامتي في النجف، كنت فيها “إبناً مطيعاً” لنظام الدراسة هنا، ولأفكار القوم، ولطقوسهم الدينية والأخلاقية والفكرية والاجتماعية، لكن، ما أن انقضت هذه السنة الأولى حتى رأيتني “الإبن الضال” عن كل ذلك ، الكاره لكل ذلك، لماذا؟. يصعب لي الآن تحديد الأسباب.. لكن أتذكر بعض الحوادث:

1.أول كتاب أدبي (شعري) اشتريته من سوق المزاد هو “ديوان السيد إبراهيم الطباطبائي” من شعراء النجف الكلاسيكيين، أحدث شرائي هذا الديوان نقداً من زملائي، لأن ذلك في نظرهم خروجاً على نظام الدراسة، فالطالب يجب أن ينصرف إنصرافاً تاماً “للعلم” وحده.. أما لماذا اشتريت هذا “الديوان” بالذات فذلك مصادفة فقط.. لكن تبين لي أن وراء هذا الحادث ميلاً للأدب كان خفياً، فظهر بهذا الشكل “التافه”..” فاتحة رديئة”! ثم كرت تفاصيل العلاقة مع الأدب، ثم كانت “ قصة” طريفة لأول ممارسة كتابية ابداعية، وأول نشر: ذات مساء، في السنة الثالثة من وجودي في النجف، شعرت بحاجة إلى نزهة خارج البلدة، وهناك أحسست بأن يدي تمتد للقلم والورقة وتكتب شيئاً. كان ذلك صوراً وجدانية تناجي نجمة الليل بأفكار من وحي ظروف “القهر” الطقسي النجفي.. لم أكن أفكر أن ذلك يعد “أدباً” وأنه يدخل في باب “النشر” في الصحف... لكن أحد الزملاء اللبنانيين جاءني زائراً ذات يوم، وبينما أعد له الشاي خارج الغرفة مد يده إلى ما تحت المخدة حيث توجد “المقالة الخريدة”. فقرأها وعند عودتي إلى الغرفة أخذ يثني ثناء حاراً على هذه “الخريدة” وأخذ يحرضني على نشرها في جريدة “النجف” الاسبوعية حتى أقنعني.. وفعلاً انتشرت تلك المقالة الأولى لي في جريدة “النجف” بعنوان “أنا ونجمة الليل”. وبإمضاء “ساهر” (سنة 1926).. وحين انتشرت المقالة اشترى حضرة الشيخ نحو (20) نسخة من الجريدة ووزعها على أساتذتي وأصدقائي المشايخ بقصد التشنيع والتجريح (أنظروا هذا عصري، أي هرطوقي).. لكنه أحسن إلي برغم أنفه.. منذ ذاك انطلقت وبدأت انشر في “النجف”.. ثم في الصحف العراقية الأخرى. 2.(نفسيا) أحسست أثناء الاستعداد لتسفيري إلى النجف بالمهانة، جاء السيد عبد الحسين شرف الدين إلى الزرارية، بلدة آل مروة الأولى، ليجمع “خرجية” السفر لإبن الشيخ، ليصير “شيخ” العائلة. كنت حاضراً مجالس “الجميع” في الزرارية، وشهدت محاولات الناس للتخلص من “الضريبة” ومحاولات السيد قمع محاولاتهم تلك المشروعة.. لكنني أثناء “العملية” لم أتمثل شعور المهانة، لأن “وعيي” كان منصرفاً كلياً إلى الاستمتاع بشعور الفرح لكوني سأخطو خطواتي الأولى نحو طموحي الذي أنشأني الوالد عليه وبعد أن “راحت السكرة وإجت الفكرة” بدأ شعور المهانة يتسرب إلى نفسي ويقلقني، ويدفعني للتمرد، على “طموحي” نفسه.

  • عامل العلاقة بالأدب والكتابة الأدبية وعامل الشعور “بالمهانة” من حياة “الشيوخ” ثم عامل القمع النفسي الذي يمارسه “نظام” الدراسة النجفية - كل ذلك أقام حاجزاً هائلاً بيني وبين “الوضع” الذي وضعت فيه بـ “الوراثة”... - من هنا بدأ الصراع في نفسي: أأبقى حتى النهاية والتغلب على المصاعب لأجل الوصول إلى مكانة دينية استطيع أن استخدمها لتغيير ما (الأفغاني، محمد عبده) أم أخرج نهائياً من هذا “الأسر” بطريقة حاسمة؟. - لقد حسمت الموقف أول الأمر، وتركت النجف، ولاحقتني التهم المتعددة المتنوعة، في جبل عامل، كما في النجف، جئت إلى لبنان سنة (1928).. لكن ضاق بي أفق الحياة، فالطرق كلها مسدودة بوجهي، برغم أن الأوساط الأدبية في جبل عامل كانت تحوطني بالتقدير والتكريم، وكنا نتحرك أدبياً في المناسبات، بمضامين سياسية.

عودة الى الصراع

  • لقد اضطررت تحت وطأة ظروفي “العدمية” أن أعود إلى النجف، وعدت إلى الصراع من جديد... فترة القلق والصراع والتفتيش خلال هذا الصراع من جديد قذفت بي الظروف إلى مدينة “العمارة” في جنوب العراق، لأكون أميناً لمكتبة عامة تحت إشراف الشيخ حبيب العاملي حيث كان يحتل مركز زعامة دينية ضخمة، فقد انتدبني هذا الشيخ للمكتبة كشيخ “عصري” يستقطب أوساط المثقفين والطلاب العصريين حول مشاريع كانت تناهض تحرك البروتستانت الأميركان في تلك المنطقة، وفعلاً استطعت تحقيق هذا الاستقطاب في وقت لا يتجاوز الاسبوعين باللقاءات والمحاضرات.. لكن “الشيخ” برغم هذا النجاح، فاجأني ذات يوم بـ “الفصل” من إدارة المكتبة بحجة أني أنشر الإلحاد بين الشباب، مع أنه كان يطلع على محاضراتي ويوقع عليها بالموافقة مع إضافة كلمة “أحسنت” بل كان شديد الفرح بما كنت أفعل.. وقد ظهر بعد يومين من “فصلي” أن المسألة تتعلق بتوظيف قريب له مكاني، لقد ثار شباب المدينة (العمارة) على الشيخ وأحاطوني بالعناية واستعدوا لفتح ناد جديد أتولى نشاطه، ثم أقاموا لي حفلة تكريم قدموا لي خلالها قلم حبر ذهبياً هدية... فلم أوافق على الإقامة في المدينة، وأصررت على الذهاب إلى بغداد للبحث عن عمل، وتطوع مدير المدرسة الثانوية الرسمية للذهاب معي إلى بغداد لمساعدتي في تهيئة العمل: وفعلاً أمكن الارتباط بإحدى المدارس للتدريس فيها، وأصبحت أنام في المدرسة (نسيت القول بأنني كنت أنام في غرفة في المسجد أثناء إقامتي في مدينة العمارة).
  • خلال وجودي في بغداد، بهذه المرحلة (1929). حصلت مصادفة غريبة ومفاجأة مدهشة: فقد وصلتني رسالة من أحد الأقارب (مهاجر في الأرجنتين)، وفي الرسالة تشيك بعشرين ليرة استرلينية (قيمة كبيرة حينذاك) ويقول إن هذه القيمة مساعدة لي على طلب العلم الديني، فكتبت للرجل حالاً أنني خرجت من النجف وتركت طلب العلم، ولذا استرجع القيمة، كي لا أخدعك.. والغريب أن الرجل عاد وكتب لي إن القيمة لك مهما كان طريقك.. - هنا فكرت: أن هذه الفرصة ثمينة لتغيير وجهة ثقافتي... فقد كانت كلية الآداب وكلية الحقوق في جامعة دمشق تقبلان الدخول فيها لمن ينتسب إلى مدرسة ثانوية معينة دمشقية وينال منها شهادة بأنه تخرج منها (الكلية الوطنية صاحبها منيف العائدي).. بهذه الطريقة تمكن من دراسة الحقوق والآداب كل من السادة محمد صفي الدين، حسن الأمين، عبد الرؤوف الأمين (فتى الجبل) شريف الحسيني.. إلخ. حملت نفسي وجئت إلى دمشق للانتساب إلى هذه الثانوية سنة واحدة، والحصول على شهادتها والدخول إلى كلية الآداب، لكن صديقاً في بيروت حرضني على الذهاب إلى بيروت لتولي وظيفة التعليم في المدرسة العاملية (الإبتدائية) وأغراني ذلك، وضاعت الفرصة... زواج الحب... وأيام البطالة والفقر الرهيب.
  • علمت سنة كاملة في العاملية وكان سرحان، كنا زميلين واختلفنا مع رئيس الجمعية، وفي نهاية السنة تركت بيروت والمدرسة العاملية، ذاهباً إلى دمشق للبحث عن عمل... وهناك وجدت العمل في جريدة “الشعب” اليومية وكان نصوح بابيل نقيب الصحافة السورية، سابقاً رئيساً لتحرير “الشعب” هذه... عملت اسبوعياً في الجريدة ثم طلبت الإذن بالذهاب إلى لبنان لأتزوج وآتي مع عروسي للاستقرار في دمشق.. وكانت “ العروس” تنتظر هذا اليوم منذ ثلاث سنوات. إضافة في الحديث الطويل الذي أجراه معه عباس بيضون، ونشر في “السفير” يروي حسين مروة وقائع من اللقاءات مع إبنة بنت عمه فاطمة بزي (أم نزار، فيما بعد)... كان اللقاء سهلاً سواء في بيتنا أو في بيت والدها المرحوم الحاج محمد فاعور بزي... كانت الصلة ميسورة مقبولة، لم تتعرض لرفض أو اعتراض من الأهل، بل أن بعضاً من أهلها وأهلي كانوا يحبون هذه الصلة الوليدة بالرعاية ويسهلون لها أن تصل إلى غايتها، هكذا غدا حبنا معلنا واطلع عليه أمها وأخوالها... كان على الحب أن يصير إلى الزواج. لكن الزواج لم يكن ميسوراً في مثل حالي وأنا العائد من النجف ناقماً محاصراً مجهول المستقبل والمصير”. وتم الزواج بعد ثلاث سنوات، في ظروف معيشية سيئة جداً وأشد صعوبة من السابق.
  • رجعت مع العروس (أم نزار) إلى دمشق لأجد العمل قد “هرب” من يدي: بقيت ستة أشهر دون عمل والعروس تجهل هذا، وظلت تجهله عشرين سنة، أثناء ذلك ولد نزار في دمشق (1931) ووقائع “القصة” خلال إقامتي بدمشق (سنة ونصف السنة) كثيرة ورهيبة مأساوياً... إضافة: في الحديث نفسه إلى عباس بيضون، قال حسين مروة: “كتمت الأمر عن عروسي لئلا أربكها وداومت على الخروج صباحاً متظاهراً بأنني ذاهب إلى عملي بينما أنا في حقيقة الأمر أبحث عن عمل (...) كنت أجد بين حين وآخر عملاً جزئياً بأجر زهيد، كتصحيح كتاب، ولك أن تتصور الضائقة المادية التي كنت فيها، لكنني أود في هذا السياق أن اذكر مأثرة لعبد المطلب الأمين. فقد كان عبد المطلب آنذاك طالباً في مدرسة التجهيز في دمشق وكان قد تسلم لتوه قسط المدرسة من والده ليدفعه وإلاّ عرض نفسه للفصل، وأمام الحال التي كنت عليها، آثر عبد المطلب أن يعطيني القسط لتغطية نفقات ولادة نزار مجازفاً بمستقبله الدراسي (....) أطبقت علي الأزمة بوجوهها المادية والفكرية والنفسية، فآثرت العودة إلى بيروت..”.
  • بعد سنة ونصف رجعت إلى بيروت أبحث عن عمل. عملت محرراً في جريدة “العهد الجديد”... لصحابها خير الدين الأحدب، وكانت الجريدة يومئذ تخدم سياسة رياض الصلح، التي كان لها طابع السياسة الوطنية العربية المناهضة للانتداب الفرنسي... ثم عملت أيضاً متمرنا على مهنة تجليد الكتب بإشراف السيد زين والد أحمد هاشم صاحب مكتبة هاشم المعروفة...

إلى النجف من جديد .. وإلى الكتابة الأدبية

* ضاقت الدنيا بي، والفقر أكل لحمي، وكان حسان قد جاء أخاً لنزار، وكنت أسمع حينذاك أن أحد علماء جبل عامل (السيد حسين محمود الأمين والد هاشم حسن الأمين) يردد في مجالسته أنه يأسف لتركي طلب العلم في النجف، لأنه يأمل بي أن أصبح عالماً ضخماً، ويردد أنه مستعد لمساعدتي مادياً على العودة إلى النجف لو أنني أقتنع بالعودة. إن ظروفي تلك، وهذه الحكايات التي كانت تبلغني عن السيد الأمين “أقنعتني” بضرورة العودة للدراسة في النجف.. وعدت (1934)، وكانت العودة ناجحة هذه المرة... أي أنني وجدت الاستقرار والطمأنينة، واستأنفت الدراسة بجدية تامة، باجتهاد لا نظير له بين طلبة النجف حينذاك... وزملائي الذين عاصروني في تلك المرحلة (الشيخ جواد مغنية، السيد هاشم معروف، الشيخ عبد الله نعمة رئيس المحكمة الشرعية الجعفرية العليا الآن) يشهدون بهذه الحقيقة كما يشهدون بغنى الحصيلة التي ظفرت بها من هذه الدراسة الجادة المجتهدة، حتى انتهيت من دراستي هذه بنجاح.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

موقع الحزب الشيوعي اللبناني – 17 شباط 2021

***********

 الصفحة العاشرة 10

الديمقراطية وتراكم إرث اليمين

الشبيبة الإسبانية تحتج ضد أحكام وقوانين استبدادية

رشيد غويلب

يشهد العديد من المدن الإسبانية، منذ 16 شباط، احتجاجات يشارك فيها الآلاف، أغلبهم من الشباب، ضد حبس مغني راب معروف أتهم بإهانة الملك ومؤسسات الدولة. ووفق معطيات منظمة “فريميوز” غير الحكومية، فإن إسبانيا البلد العضو في الاتحاد الأوروبي، يحتل الموقع الأول في اعتقال الفنانين عالميا، متقدما على روسيا وتركيا وإيران. وكانت حكومة حزب الشعب اليميني المحافظ بزعامة ماريانو راخوي، قد شددت في عام 2015 القانون الجنائي لـ “تمجيد الإرهاب” وأصدرت ما يسمى بـ “قانون التكميم”. وفي سياق التناغم بين نصي القانونين، اللذين صيغا بشكل قابل للتأويل، صدرت أحكام ضد صحفيين ومصورين وموسيقيين.

وهذه المرة كانت الضحية مغني الراب بابلو هاسل، الذي حكم عليه في محاكمة مشكوك فيها بالسجن ثلاثة أشهر من قبل المحكمة الوطنية في مدريد. ورأى القضاة أنه أهان العائلة المالكة ومؤسسات الدولة ومجد الإرهاب في نصوص أغانيه وتغريداته. ورفضت المحكمة إصدار القرار مع وقف التنفيذ، لأن هاسل تمسك “بسلوكه غير الاجتماعي”. وفي 18 شباط حُكم عليه مجددا بالسجن لمدة عامين ونصف العام بتهمة تهديد أحد الشهود اثناء المحاكمة.

وتم القاء القبض على هاسل في 16 شباط في مدينة ليدا الكاتالونية، حيث تحصن في الجامعة مع عشرات من داعميه. وعرض التلفزيون لقطات اقتياده. واستقل هاسل سيارة الشرطة بقبضة مرفوعة وقال: “على الرغم من كل القمع، لن يجعلونا ننحني”.

وبابلو هاسل مغني راب مثير للجدل ومناهض للفاشية من بلدة ليدا الكاتالونية. يشير في أغانيه إلى الشرطة كقتلة، ويشير إلى ممارسات التعذيب من قبل الحرس المدني، ويستهدف الملك الإسباني السابق. ومن بين التغريدات التي أدين بها هاسل، تصريحات مثل - “بسبب المملكة العربية السعودية، يعاني الأطفال في اليمن”. هذه أمور تخص الأصدقاء الديمقراطيين للمافيا بوربون” (في إشارة للعائلة المالكة) وكذلك تغريدات تضامن بها مع أعضاء سابقين في مجموعة غرابو السرية: “بعد عامين، بعد مقتل الشيوعية إيزابيل أباريسيو، رفضت الدولة تقديم الرعاية الطبية لها في السجن”.

وعلى الرغم من نشر هاسل تغريدات متطرفة، لكن اعتقاله بسبب دعمه للإرهاب ممارسة سخيفة، مقارنة بعدم اعتقال ضباط فاشيين متقاعدين دعوا إلى إعدام 26 مليون من “أولاد العاهرات” هم ناخبو تحالف اليسار، الذي يضم الشيوعيين. وقد عكس تصريح رئيس المحكمة العليا في قشتالة وليون، خوسيه لويس كونسبسيون في يوم اعتقال هاسل، مدى عمق تأثير الفرانكوية (1939 -1975) في القضاء الاسباني: “إن ديمقراطية بلد ما تصبح موضع شك منذ اللحظة التي يشارك فيها الحزب الشيوعي في الحكومة”.

فساد العائلة المالكة

لم تأت تغريدات هاسل ضد العائلة المالكة من فراغ. لقد تنازل الملك خوان كارلوس في عام 2014 عن العرش بعد أن قامت النيابة العامة في سويسرا وإسبانيا بالتحقيق معه بتهمة حصوله على رشى من السعودية وتورطه في عمليات غسيل أموال خطير. وفي آب 2020 هرب إلى دبي، ولحد الآن يمنع إجراء تحقيق مفصل وطرح ملفاته امام القضاء. وقبل يوم واحد فقط من إلقاء القبض على بابلو هاسل، ردت المحكمة العليا دعوى قضائية أقامها اليسار الإسباني المتحد والحزب الشيوعي الإسباني، ومنتدى المحامين اليساريين، ضد الملك السابق خوان كارلوس دي بوربون. ووجهت الدعوة اتهامات إلى الملك ومقربين منه بارتكاب جرائم تشمل ملفات فساد وغسيل أموال وتهرب ضريبي.

الحزب الشيوعي:  “ليس في إسبانيا حياة ديمقراطية طبيعية”

ودعا الحزب الشيوعي الاسباني إلى تغيير القوانين التي تتعارض مع حرية الرأي كقانون “تمجيد الرهاب”، أو إهانة العرش ومؤسسات الدولة، الإساءة للمعتقدات الدينية. وشدد الحزب على أن لا وجود للديمقراطية عندما يمنع الاختلاف. ودعا الحزب البرلمان إلى إقرار مشروع القانون الذي قدمه تحالف اليسار والمتعلق بإلغاء جرائم حرية التعبير. وأشار الحزب إلى إدانة منظمة العفو الدولية للحكم على مغني الراب، لأنه مارس حرية الراي. وفي ختام بيانه دعا الحزب إلى دعم احتجاجات التضامن مع هاسل.

وفي تويتر أعرب تحالف اليسار عن دعمه للشبيبة المناهضة للفاشية، والتي تحتج دفاعا عن العدالة وحرية الرأي. وأطلق حزب بودوموس حملة من أجل إطلاق سراح هاسيل وغيره من الفنانين المعتقلين.

وفي هذه الأثناء، أعلن رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز من الحزب الاشتراكي أن حكومته ستعمل على حماية حرية التعبير بشكل أفضل بسبب وجود “إجماع واسع في المجتمع” على هذا الأمر. وكان أكثر من 200 فنان قد طالبوا بذلك في نداء للتضامن مع مغني الراب حتى قبل اعتقاله. وجمعت منظمة العفو الدولية ما يقرب من 100 توقيع للإفراج عن هاسل وإصلاح القانون الجنائي.

***********

“التقدمية الكويتية” ترفض السحب من احتياطي الأجيال لسد العجز في موازنة لدولة 

الكويت ـ خاص

احالت الحكومة الكويتية، مؤخراً، مشروع قانون الى مجلس الامة الكويتية،  يسمح لها سحب اموال من الاحتياطي الكويتي، لتغطية العجز في موازنة الدولة، بعد أن أدركت صعوبة تمرير مشروع قانون الدين العام لتغطية عجز الميزانية ‏العامة للدولة.

وقالت الحركة التقدمية الكويتية في بيان لها حصلت “طريق الشعب”، على نسخة منها، أننا “بعيداً عن المقارنة بين ‏خياري الدين العام أو السحب من احتياطي الأجيال القادمة، ما يعنينا أكثر هو تأكيد ‏أن هناك مشكلة مالية في الموازنة العامة للدولة تكمن جذورها الأعمق في النمط الريعي ‏للاقتصاد ككل”.  وبحسب البيان، فأن “العائق  الرئيسي أمام تطبيق معالجات للاقتصاد الريعي، هو تحكّم ‏المصالح الطبقية الطفيلية الضيقة للقوى الاجتماعية المتنفذة في التوجهات السياسية والاقتصادية ‏والمالية”، مؤكداً ان “سطوة قوى الفساد، وسوء الإدارة السياسية والمالية للدولة، جعلت ‏المشكلة ليست مجرد مالية او اقتصادية فقط، وإنما هي مشكلة ‏اجتماعية وسياسية، تتطلب تحقيق إصلاحات سياسية وإدارة عامة كفوءة ‏للدولة”.‏ وأضافت الحركة في بيانها، أن “السحب من احتياطي الأجيال القادمة شأنه شأن مشروع القانون السابق للدين العام”، عدتهما ‏ “حلان ترقيعيان وقتيان”، مشيراً الى اهمية وضع حلول جذرية مستدامة للمشكلتين ‏الاقتصادية والمالية تدفع نحو تحقيق تحول عميق في النهج الاقتصادي باتجاه الاستدامة ‏المالية”.  طرحة  الحركة التقدمية الكويتية مجموعة تساؤلات اهمها عن الجهة التي  “‏ستدير المبالغ المسحوبة من الأجيال في ظل الفساد والهدر والتنفيع وسوء الإدارتين ‏السياسية والمالية للدولة”، مطالبةً بـ “الضمان لعدم تكرار تآكل احتياطي الأجيال القادمة، مثلما تآكل ‏قبله الاحتياطي العام للدولة”.

************

إثيوبيا تدعو لاجئي تيغراي الى العودة

أديس أبابا ـ وكالات

دعا وزير الخارجية الإثيوبي، غدو أندرجاتشاو، أمس، لاجئي إقليم تيغراي في السودان، إلى العودة إلى الوطن مرة أخرى.

وقال وزير الخارجية الإثيوبي، في كلمة متلفزة: “ندعو اللاجئين من إقليم تيغراي في السودان للعودة إلى بلادهم”، مضيفا أن “بعض المتواجدين في المخيمات بالسودان ارتكبوا جرائم وسوف يحاسبون عليها”. وتابع أن “لجنة حقوق الإنسان باشرت التحقيق في مزاعم انتهاك حقوق الإنسان التي وقعت في تيغراي، بما في ذلك مجزرة مايكادرا، والعنف الجنسي، والضحايا المدنيين”. وأكدت السلطات الإثيوبية، مؤخرا، أن “عشرات النساء تعرضن للاغتصاب في إقليم تيغراي شمالي البلاد خلال الفوضى، التي أعقبت صداما مسلحا وقع العام الماضي وأطاح بالحزب الحاكم في الإقليم”. كما كشف المتحدث باسم الخارجية الإثيوبية، دينا مفتي، أمس الاول، أن الإدارة المؤقتة لإقليم تيغراي والشرطة الفيدرالية ستحقق ضمان أمن وسلام المدنيين وتنفيذ القانون بشكل كامل في أي جريمة مرتكبة في الإقليم.

**************

الصالحي يدعو لبناء كتلة شعبية ديمقراطية

موحدة مركزها “اليسار”

طريق الشعب ـ خاص

دعا الأمين العام لحزب الشعب الفلسطيني، بسام الصالحي، قوى اليسار الشعبية والديمقراطية لبناء كتلة شعبية ديمقراطية موحدة في مركزها قوى اليسار.

وجدد الصالحي مطالبته “عبر شبكة وطن الإعلامية، لبناء كتلة شعبية تدعو لتغيير الوضع القائم، وهذا الموقف له قاعدة شعبية واسعة، ونحن نرى أنه يجب تجميع هذه القاعدة، وبالتالي يصبح الهدف الأساسي لنا هو كيف نعزز صمود الشعب من أجل حماية البرنامج الوطني”.

وأضاف الصالحي: “علينا الذهاب سوياً لفتح المجال أمام قوى شعبية عديدة وأوساط كبيرة بالشعب وجمعها في إطار واحد”.

وأشار إلى أن “البرنامج الاجتماعي للقائمة سيكون صمود وكرامة المواطن، والبرنامج الوطني سيكون تغيير للوضع القائم وإنهاء الاتفاقيات مع الاحتلال وتكريس القضية المركزية بإنهاء الاحتلال وليس الاستمرار بحكم ذاتي تحت الاحتلال”.

تعزيز الصمود

وأوضح أن “تعزيز الصمود سيكون عبر الاهتمام بقضية الأرض والزراعة وأن نطور برامج ملموسة للتغيير”، مضيفاً أن “الاهتمام بالتعليم هو الخطوة الثانية في تعزيز الصمود، بحيث لا يجوز التفرّد بالقرارات الخاصة بالتعليم، وندعو لإخراج التعليم الفلسطيني من إطار المساعدات الخارجية، وأن يكون تمويلها من الضرائب الفلسطينية فقط”. 

وأشار الى أن الخطوة الثالثة هي “قضية العمل والعمال بالداخل والنظر إلى حقوقهم، والرابعة الاهتمام بالصحة، والخامسة، الاقتصاد التعاوني”، لافتاً الى ان “هذه كلها عناوين أساسية تعزيز صمود المواطن وبرنامج اليسار متفق عليها”.

وأكد الصالحي أنه تم عقد عدة لقاءات مع الجبهة الشعبية والديمقراطية وأوساط ديمقراطية وكان هناك عناصر إيجابية، ونحن الآن بعد إعلان الشعبية خوض الانتخابات ندعو للقاءات فورية تضم الجميع.

**************

ما وراء مواجهة الفساد في السودان

الخرطوم : قرشي عوض

يعتبر الفساد من اكبر التحديات التي تواجه سياسات السوق الحرة التي تنتهجها الحكومة الانتقالية في السودان، بتمويل من مؤسسات مالية دولية واقليمية، على رأسها صندوق النقد والبنك الدوليين وبنك التنمية الافريقي والصناديق العربية.

من ناحية تعول تلك السياسات على زيادة ايرادات الدولة عن طريق تعويم سعر العملة الوطنية والحوكمة. فاصبح الان سعر الدولار الرسمي يفوق سعره في السوق الموازي بعشرة جنيهات، مما يضمن تحويلات المغتربين عبر الجهاز المصرفي بدلاً من ان تذهب الى تجار العملة. ومن ناحية اخرى اصبح الفساد مؤسسيا ولم يعد يقتصر على الرشوة والمحسوبية والاختلاسات الفردية.

لذلك طرحت مؤسسات امريكية اكثر من مليون دولار للمساعدة في مكافحة الفساد. بينما دخلت مراكز مجتمع مدني ابرزها مركز الخاتم عدلان ومنظمة صائب الامريكية في شراكات لتأسيس “المركز السوداني لمكافحة الفساد”، الذي  يضم منظمات مجتمع مدني واعلاميين والقطاعين العام والخاص.

على الجانب الاخر ما زال جهاز الدولة يعمل بنفس الطريقة القديمة. وقد اشتكى مدير مؤسسة الموارد المعدنية من معوقات  يواجهونها في رفع الحصانة واتخاذ الاجراءات القانونية  ضد نافذين  قاموا بتهريب الذهب عبر مطار الخرطوم. كما  اتهمت مصادر عبر تحقيق نشرته صحيفة (الحراك) نافذين يساعدون على ادخال عربات مهربة من ليبيا  اسمها( بوكو حرام ). وقد وصل عددها خلال  الخمس سنوات الاخيرة 300 الف عربة، مايسد استيراد السودان من السيارات لمدة 65 عاماً.

وكشف تحقيق لصحيفة (الميدان) التي يصدرها الحزب الشيوعي السوداني عن  اكبر عملية نصب واحتيال في التحصيل الاليكتروني لاورنيك 15، اهدرت فيه مليارات الدولارت خلال السنوات الاخيرة. لكن الملف الذي اعدته لجنة تفكيك نظام البشير ومحاربة الفساد واسترداد اموال الدولة في وزارة المالية، تعطل داخل اروقة  الحكومة.  مع انه وصل الى مكتب النائب العام ومكتب رئيس الوزراء عبد الله حمدوك منذ اكثر من 6 اشهر.

وقد اهدر في العملية التي اعترف بها كبير مستشاري رئيس الوزراء السابق حسبما اوردت صحيفة الميدان 75 في المائة من الايرادات العامة، وتشير اصابع الاتهام فيها الى شركات يمتلكها ضباط في جهاز الامن، ابرزها شركة (اشرافكم) التي يمتلكها ضابط الامن جمال زمغان.

وتوالي الصحافة السودانية رغم قلة امكانياتها والظروف الصعبة التي تعمل فيها، كشف الفساد في مواقع عديدة مثل المحليات خاصة محلية الخرطوم. وتبرز اكبر معاقل الفساد في ما يعرف بالتجنيب، وهو  التحصيل والصرف خارج الميزانية العامة للدولة بتشجيع من الرئيس السابق عمر البشير، مما اصاب الدولة بالعجز الدائم في ميزان المدفوعات، وجعلها تتجه صوب القروض المشروطة.

وتتجه انظار رأس المال العالمي الى السودان للدرجة التي استعانت فيها الحكومة بشركة عالمية متخصصة لوضع خارطة استثمارية لمواجهة الطلب المتزايد من الشركات العالمية، خاصة في مجال النفط والبنيات التحتية والكهرباء وغاز الطبخ وانتاج الكهرباء، بما يأخذ موضوع الفساد بعين الاعتبار. ويعتقد اباطرة السوق الحرة من مليارديرات راس المال المعولم، ان الاثار الاجتماعية المترتبة على رفع الدعم وتعويم الجنيه السوداني، لا يمكن مواجهتها والحد من مفعولها في ظل الفساد والترهل الاداري. والى جانب المساعدة في محاربة الفساد يدفع البنك الدولي باتجاه المساعدات الاسرية في حدود 5 دولارات للأسر الفقيرة الواحدة.

ومن المتوقع قيام تحالف جديد غير معلن بين من افسدوا في العهد السابق وراكموا رساميل من استحلاب ثدي الدولة، وهم يستعدون لدخول دورة رأس المال الثانية متمثلة في الاستثمار، وبين النظام الجديد الذي يفتح افاق التعامل مع المؤسسات الدولية بعد رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للارهاب  واسترداد الدولة للحصانة السياسية، وفقاً لقرارات الكونغرس الامريكي الاخيرة.

وربما يقود هذا تدريجياً الى خفض حدة المواجهات بين الحكومة الانتقالية وراسمالية النظام القديم، التي تجد نفسها الان  في وضع مريح جداً. ومن جانبها ربما لا تجد الحكومة نفسها مضطرة لملاحقة الذي افسدوا في الماضي ولا تتوفر بينات على فسادهم. لذلك تنادي اصوات كثيرة داخل السلطة نفسها بوقف نشاط “لجنة مكافحة الفساد واسترداد اموال الدولة” وتحويلها الى مفوضية لمكافحة الفساد. وقد وقعت مشادات بين اللجنة والمكون العسكري وصلت الى درجة فتح بلاغ من قبل رئيس مجلس السيادة ضد احد اعضاء اللجنة، الذي اتهمه باطلاق سراح حرم الرئيس السابق المتهمة في قضايا فساد.

***********

الصفحة الحادية عشر

الانتخابات وسواها من الملفات معضلة العراق الراهنة والقادمة *

جواد وادي

تتفاعل الأحداث بشكل غريب ومتسارع ومشتبك كذلك، بحيث أخذت منحى لا يمكن فهم تفاصيله أو مآله والاقتراب منه، ذلك أنه كلما اقتربنا من إيجاد منفذ لفهم ما يجري واقعا وعبر وسائل الإعلام، تختلط الأوراق وتضيع علينا “راس الشليلة”، لتتداخل الملفات بعضها ببعض وتنصهر جميعها في مرجل حامي الوطيس لنجد أنفسنا أمام خلطة عصية التفكيك واسترجاع أولياتها، لنتبين هذا الملف عن ذاك، فتضيع البوصلة ونعيد التقييم من جديد دون أن نصل الى نتيجة تريحنا ونعرف من خلالها هذا اللون عن ذلك.

فملف الفساد ومعالجاته الغامضة والملتبسة تلك التي تثير الضحك والاشمئزاز، ونحن نسمع باتخاذ إجراءات تزرع الأمل في نفوس المتضررين من هذه الآفة الخطيرة، من خلال القبض على الفاسدين من الدرجة الثانية على أمل التوصل للرؤوس الكبيرة والحيتان التي تحصّن نفسها من الإدانات المباشرة، إلا من خلال المستوى الثاني من الفساد وفرسانه الذين يمكن أن يدلوا بشهادات إدانة لسدنة الخراب الحقيقي والنهب المبرمج، وبهذا الفعل يمكن للجنة مكافحة الفساد المشكلة حديثا، توجيه الاتهامات لرؤوس الفساد الكبيرة. ولكن سرعان ما تخبو جذوة الأمل هذه، بعد أن يتناهى لأسماعنا أن المقبوض عليهم يتعرضون لمساومات قصد اطلاق سراحهم، أو يتجند كبار الفاسدين لتحريك آلياتهم الإعلامية المدسوسة ومن خلال أبواقهم المشبوهة بإطلاق اشاعات لتعرّض المتهمين لأساليب تعذيب وابتزاز وتهديد حتى على شرفهم، بذات الأساليب البعثية الخبيثة، لتحريك الرأي العام الداخلي والخارجي للتحقيق بما يجري، وهي لعبة مكشوفة وشيطانية كما يصرح بعض الإعلاميين بذلك، ممن يشككون بتلك الأكاذيب والافتراءات، فيضيع (الخيط والعصفور) وهذا الأمر يدلل على أن حيتان الفساد الكبيرة ورؤوس الخراب، من الذكاء الشيطاني، هم وراء هكذا أفعال لتخليصهم من المساءلة التي ستطالهم اذا ما ثبتت اداناتهم ليلاقوا ذات المصير، بدعوى حقوق الإنسان، لهذا لجأوا الى توريط  الصغار من المنتفعين وممن تحولوا الى سلعة وأدوات لتمرير نوايا الكبار.

ومن هنا يأتي تعقيد الأوضاع والتباسها بعد تدرج سياسيي الصدفة بهذه التحولات حتى تمكنوا من الإمساك بسدة القرار، دون اعتبار لوضع الوطن المتهالك ولا لأبنائه المتضورين جوعا وحرمانا وبطالة، مقنعة ومكشوفة، والطامة الأعظم تزايد نفوذ هذه الأحزاب الطارئة بشكل يثير القلق والمخاوف والحيرة، وكل أنواع العوامل النفسية التي ترتد على المواطن المغلوب على أمره بالسوء وبشكل متواصل يوما بعد يوم، دون أن تنم عن هؤلاء السياسيين التفاتة أو صحوة ضمير أو حراك انساني إزاء ما يحدث من خراب، ما انفك يتجذر بشكل وقح ومتعاظم، لأنهم تيقنوا خطأً بانهم امسكوا بشكل لا رجعة فيه بسدة القرار وتحولوا الى طغاة جدد ومستبدين، تجاوزوا في أفعالهم النظام الفاشي السابق، بعد أن كان العراقيون  يعانون من طاغية واحد، عادوا اليوم يواجهون عشرات الطغاة والمتسلطين، وهنا تكمن الحيرة وضبابية المشهد.

يراهن العراقيون على الانتخابات القادمة للخروج من المحنة وتعقيداتها، معتمدين على الصحوة الجماهيرية والحراك الثوري لانتفاضة تشرين المباركة علّهم يخرجون من النفق الخطير، ولكن كيف؟

والجواب على كيفية الحل تظهر امام العراقيين عدة عقبات ليست بغائبة عن الجميع منها:

سلاح المليشيات وعبثها وأساليب التهديد بتصفية واختطاف وتغييب من يسعى للمشاركة في الانتخابات، وهذا الأمر متيسر للمسلحين الذين لا يترددون بالقيام بأي فعل ، يمكن أن يسحب البساط من تحت أرجل اسيادهم، لأنهم يراهنون على المبدأ سيء الصيت، “بعد ما ننطيها” ولتذهب الديمقراطية والرأي العام ووسائل الاعلام والتدخل الخارجي الى الجحيم، وهيهات أن تخرج من أيديهم سلطة القرار والابتعاد عن الكرسي، لأن الأحزاب المتنفذة  لا تؤمن بالمطلق بالديمقراطية والانتقال السلمي للسلطة، فهم يستفيدون من هذه الشعارات للوصول لسدة الحكم، ولا يعترفون بالتحول الديمقراطي الذي أوصلهم لسدة الحكم، وهنا يتحول المشهد السياسي العراقي الى مجرد صيغة باهتة، لا تتأثر بما يحيط بها ولا بتأثيرات خارجية كانت أم داخلية.

إذن ما الحل أمام من يريد التغيير الفعلي للخروج من هذا المطب المعقد، بعد أن يختفي أي أمل للتغيير؟ هل يلوذ الجميع بالصمت والاعتراف بالأمر الواقع لتبقى دار لقمان على حالها؟، أم يفكر الجميع بحلول أخرى، بعد أن ضاع الأمل بالتحول السلمي للسلطة؟

برأيي أن الحل الوحيد هنا هو التدخل الأممي ودور مجلس الأمن أو أية منظمة دولية لها صلاحية فرض الحلول وبقوة القانون الدولي، لإيقاف ما يجري في العراق من استهتار وتفشي حالات الفوضى، بسبب أن المجتمع الدولي ساهم بتغيير النظام السابق، وتحقق لهم ما أرادوا، ولذا فهم مطالَبون بإعادة الأوضاع الى سندها القانوني والدولي، وهذه هي اللغة التي يفهما انصاف الجهلة والمستهترون وراهنو الوطن بيد الأجنبي الذي لا يريد الخير لا للعراق ولا لأهله، لعداء تاريخي مستفحل بين البلدين.

انجاحا لحملة الانتخابات القادمة وتلافيا للتزوير المتوقع، بات من الضروري توفير البطاقة البايومترية للمواطنين، للحد من حالات تزوير، وهذا ما يراهن عليه الفاسدون، لاعتماد البطاقة الوطنية، علما أن بحوزتهم ملايين البطاقات التي يمكن توظيفها في التزوير، بما فيها بطاقات الأموات، لأن الثقة مفقودة بالمطلق بهؤلاء.

الأمر الأهم هو ابعاد التصويت الخاص لقوى الأمن والقوات المسلحة بكل صنوفها، لأن افراد هذه المؤسسات قد تم دمجهم بتوصيات وقرارات من أصحاب سلطة القرار، وهم من يعول عليهم في كسب الأصوات المشكوك في مصداقيتها.

اصدار قانون انتخابات حقيقي ومنصف لكل الناخبين، لا يخدم الكتل الفاسدة واعوانها، وكذلك اصدار قانون يجرّم كل من يوظف المال لاستمالة الناخبين وشراء ذممهم، سيما الفقراء منهم.

أن تكون مفوضية الانتخابات من خارج أحزاب السلطة ويتم التحقق من هذا الأمر بصرامة، ومعاقبة كل من يتجاوز على هذا القرار، وذلك من خلال التدخل الأممي الصارم آنف الذكر.

ونعيد ونؤكد مرة أخرى العمل وبقوة القانون على نزع السلاح من المليشيات والسلاح المنفلت ومعاقبة كل من يخرج عن هذا الأمر أو التجاوز عليه.

إقرار قانون الأحزاب الموضوع على ارفف البرلمان، لأنه سيشكل عائقا حقيقيا في تجاوزات الأحزاب المتنفذة، التي تستحوذ على أموال الدولة بطرق لصوصية وصيغ خطيرة، لتمويل أفعالهم الخارجة عن القانون.

هنا ينبغي التأكيد إذا ما تحققت كل هذه الإجراءات بصورة سليمة، لم يبق أمام المواطن العراقي الذي ينشد التغيير الجذري، عدم التردد في المشاركة في الانتخابات، لأن هذا الأمر هوما يسعى اليه ويتمناه من لا يريد إنجاح هذه الانتخابات.

يجب على ثوار تشرين توحيد صفوفهم وأن تكون كلمتهم واحدة من أجل التغيير، لأننا سمعنا بأن أحزاب السلطة، بدأت باستمالة بعض الثوار وبإغراءات مادية ومناصب موعودة من أجل الانخراط ولو بشكل غير مباشر لتلك الأحزاب وتحت عناوين خادعة وزائفة، وكما أسلفنا بأن هذه الأحزاب من الخبث والشيطنة، ما يدفعها لتوظيف أقذر الوسائل للوصول لأهدافها الخسيسة...........

إن المساهمة الفاعلة في الانتخابات القادمة، إذا ما توافرت شروط انجاحها، هو واجب وطني وفاء لشهداء ثورة تشرين المباركة وكل جرحاها ومعطوبيها، إذا ما سعى المنتفضون الأحرار الى اخراج العراق من النفق المظلم الذي حشر الفاسدون العراق في غياهبه.

ــــــــــــــــــــــــــــــــ

*ونحن نكتب هذه المساهمة، تناهى لأسماعنا بأن مقر الحزب الشيوعي العراقي في النجف الأشرف، قد تعرض لاستهداف جبان وخسيس ووضيع من لدن بعض الرعاع من خونة الوطن والمجرمين والجهلة، وليعلم هؤلاء، أن الحزب الشيوعي العراقي العتيد هو أقوى وأمضى من أسلحتهم الجبانة، لأنهم يستهدفون بقذارة أفعالهم، أنقى وأشرف وأنزه حزب وطني يشهد بمواقفه التاريخية الثابتة وتضحيات أعضائه الأبطال، ضحايا حزب البعث الفاشي والأحزاب الظلامية، القاصي والداني، لأنه عصي على المهادنة وخيانة الوطن والمساومة على مستقبل العراقيين كافة بكل اطيافهم وتلويناتهم، وأن الحزب الشيوعي بنضالاته التاريخية المشهود لها حتى من لدن اعدائه، سيبقى حاملا العراق في قلوب رفاقه، شهداء واحياء.

وليخسأ الجبناء والقتلة وعديمو القيم والضمائر

وسيبقى الحزب الشيوعي العراقي شعلة دائمة التوهج، تضئ دروب الفقراء والكادحين، وشوكة بعيون المنحطّين وفاقدي الأهلية الوطنية والإنسانية.

المجد لحزبنا الشيوعي العراقي

الخلود لشهدائه الميامين

ومرحى للرفاق المناضلين الساهرين على تحقيق الأهداف النبيلة في الحفاظ على الشعار الخالد “وطن حر وشعب سعيد”.

 

**************

ما التحديات التي تواجه موازنة العراق العامة لعام 2021؟

عادل عبد الزهرة شبيب

تعرف الموازنة بأنها عبارة عن بيان تقديري لنفقات وايرادات الدولة عن مدة مستقبلية تكون عادة سنة. ويتطلب تقديمها من الحكومة التي تعدها إلى البرلمان ورئيس الجمهورية للمصادقة عليها. وهي أداة رئيسة من أدوات السياسة المالية تعكس رؤية الحكومة الاقتصادية والاجتماعية وتعمل على تحقيق أهدافها. وبناء على ذلك فإن الموازنة العامة للدولة ما هي الا خطة مالية يتم على أساسها اتخاذ القرارات الخاصة بالنفقات العامة للدولة وايراداتها لفترة لاحقة، أي انها تمثل برنامجا ماليا يتضمن السياسات المالية والأهداف التي تسعى الدولة إلى تحقيقها.

كان المفروض أن تقدم حكومة الكاظمي موازنة 2021 لإقرارها واصدار قانونها. لم تقدم الحكومة السابقة التي أجبرت على الاستقالة الموازنة لعام 2020 إلى البرلمان يعود إلى وجود نسبة عجز كبيرة تصل إلى نحو (48) تريليون دينار عراقي، وهذا الرقم كبير جدا وغير مسموح به لأن قانون الإدارة المالية للدولة العراقية لسنة 2019 وفي المادة (6) / رابعا قد نصت على أن لا يزيد العجز في الموازنة التخطيطية على 3 في المائة من الناتج المحلي الاجمالي وهي قاعدة مهمة لكبح الانفاق العام المتضخم على حساب الاقتراض وتراكم الدين العام. بينما يشير العجز في مشروع موازنة 2021 إلى أكثر من 71 ترليون دينار وتصل نسبة العجز الحالية إلى أكثر من 30 في المائة من الموازنة وهذا مخالف لقانون الإدارة المالية الذي نص على أن تكون نسبة العجز 3 في المائة، فلماذا إذن يتم تشريع القوانين ولا يلتزم بها أحد؟ وكما هو معلوم فإن الحكومة العراقية ليست لها منافذ لتغطية هذا العجز الكبير وليست لديها مصادر داخلية للتمويل ولذلك ستلجأ إلى الاقتراض من صندوق النقد الدولي لسد العجز وعندها سيفرض الصندوق شروطه المجحفة ووصفته الجاهزة وسيخضع الاقتصاد العراقي إلى توجيهات الصندوق. وقد أكد مشروع قانون الموازنة على الاستمرار بالاقتراض، ويعزو خبراء اقتصاديون ونواب أسباب العجز الكبير في موازنة 2020 إلى قضية التعيينات العشوائية التي أطلقها عبد المهدي والبالغة (200) ألف درجة وظيفية جديدة لإسكات المتظاهرين الذين يطالبون بحقهم في العمل. وهي وسيلة فاشلة لمداراة عجز الحكومة عن ايجاد سبل كفيلة للنهوض بالاقتصاد العراقي ومعالجة مشكلة البطالة المتفشية بين الشباب والخريجين وأصحاب الشهادات العليا. إلا أن وعود عبد المهدي في التعيين لم تنطل على المتظاهرين الذين شبعوا من وعود الحكومات السابقة التي لم ينفذوها، وهذا ما دعا المتظاهرين السلميين إلى رفع سقف مطالبهم حيث دعوا إلى اسقاط النظام السياسي الطائفي والفاسد والذي تسبب في كل الكوارث التي حلت بالبلاد وبالشعب العراقي، فالتعيينات الجديدة لم تراع الإيرادات المخمنة لعام 2020 .ويشير خبراء قانونيون إلى أنه لا يمكن الاستمرار في تنفيذ تعليمات موازنة 2019 إلى العام الذي يليه 2020 لأن قانون الموازنة نافذ لمدة سنة واحدة، ويترتب على ذلك آثار قانونية كاملة سواء على مستوى الانفاق أو تنفيذ الموازنة . وفي كل الأحوال فإن التأخير في إقرار موازنة 2020 يعني توقف المشاريع الحكومية وعدم إنجازها (إن كانت هناك مشاريع غير وهمية)، إضافة إلى أن العراق قد خرج من حرب شرسة ومكلفة ضد داعش الإرهابي أفرزت تحديات صعبة ينبغي مواجهتها في إطار البنى التحتية التي تضررت كثيرا وفي مقدمتها قطاعات الصحة والتعليم والمواصلات خاصة في المدن المتضررة من الاحتلال كالأنبار والموصل وصلاح الدين.

أبرز التحديات لموازنة 2021:

1) العجز المالي الكبير الذي يعانيه العراق بسبب انخفاض أسعار النفط عالميا وبسبب اعتماده على الاقتصاد الريعي الوحيد الجانب وتهميش القطاعات الانتاجية الاخرى حيث قدر العجز في الموازنة بأكثر من 71 ترليون دينار.  ونفقات ضخمة مبالغ فيها قدرت بأكثر من 164 ترليون دينار في حين ان الايرادات تبلغ أكثر من 93 ترليون دينار وهي تعتمد كليا على تصدير النفط الخام.

2) التأخير في اقرار الموازنة يؤدي إلى تأخير عملية الصرف وتنفيذ المشاريع وإعادة إعمار المدن المحررة من داعش واعادة المهجرين إلى ديارهم. وقد يكون التأخير بسبب المناكدات السياسية والابتزازات السياسية التي تحصل عند اقرار كل موازنة لتثبيت الكتل السياسية مغانمها وشروطها.. ولذلك كان المفروض اقرار الموازنة خلال شهر كانون الأول لعام 2020 وبدء العمل بموازنة 2021 في 1/1/2021 وهذا لم يحصل حيث أن القانون ما يزال لدى اللجنة المالية النيابية للمناقشة.

3) الفساد الكبير المتفشي في أجهزة الدولة المختلفة المدنية والعسكرية والذي يقضم جزءا كبيرا من موارد الموازنة العامة.

4) معالجة البطالة المتفشية حيث تشير الأرقام إلى وجود أكثر من مليون عامل أجنبي يعملون في قطاعات حيوية من الاقتصاد العراقي أبرزها الصناعات النفطية وهم قد حلوا محل العراقيين العاطلين عن العمل وبإمكان الحكومة العراقية وبموجب عقود العمل مع الشركات الأجنبية إذا كانت جادة في معالجة البطالة أن تلجأ إلى فرض قيود على الشركات الأجنبية ترغمها على تسريح نصف عدد العمالة الأجنبية وتعيين عمال عراقيين بدلا عنهم. كما يحق للحكومة العراقية أن تستقطع مبالغ محددة من هذه الشركات إضافة إلى جميع شركات القطاع الخاص العراقية لأجل توفير تقاعد لكل العاملين فيها مما سيكون عامل جذب كبير للأيدي العاملة العراقية التي ستتجه إلى القطاع الخاص بدلا من القطاع العام طالما كان هناك ضمان لمستقبلهم وعوائلهم بمنح الراتب التقاعدي، ويمكن تضمين هذه الفقرة في العقود التي توقعها الحكومة مع الشركات المستثمرة وإصدار قانون بمنح التقاعد للعمال العراقيين العاملين في القطاع الخاص العراقي. وفيما يتعلق بموازنة 2021 فقد تضمنت المادة (12/ثانيا / أ) ايقاف التعيينات وحذف الدرجات الوظيفية ضمن الملاك عند شغورها بسبب النقل أو الإحالة للتقاعد أو الاستقالة أو الوفاة ومنعت ايضا التعيين بأسلوب التعاقد مما يعني زيادة جيش العاطلين وسيلتحق بهذا الجيش الجبار خريجو المعاهد والجامعات والدراسات العليا لعام 2021، وسيعززون زملاءهم في ساحات الاحتجاج المطالبين بتوفير فرص العمل ولتواجههم السلطة بالقمع المفرط.

5) المنافذ الحدودية وعدم الاستفادة من وارداتها: حيث تشير التقارير إلى أن واردات المنافذ الحدودية تصل إلى أكثر من 15 تريليون دينار سنويا وهو مبلغ كبير لكن ما يصل إلى الحكومة من مجموع هذه الواردات لا يتجاوز (1) تريليون دينار إذ يتسرب الجزء الأكبر منها إلى جيوب الفاسدين.

6) زيادة النفقات العسكرية والفضائيين إضافة إلى القرارات الاقتصادية غير المدروسة.

7) سوء الادارة والتخطيط.

8) حجم الديون الخارجية الكبير وفوائدها المتزايدة: فقد كشفت اللجنة المالية في مجلس النواب العراقي عن حجم الديون الخارجية المترتبة على العراق والبالغة نحو 125 مليار دولار محذرة من خطر يهدد مستقبل البلاد، وان بقاء هذه الديون وفوائدها الكبيرة التي تتزايد باستمرار ينذر بوجود خطر على المستقبل الاقتصادي للبلاد،

9) زيادة الانفاق الحكومي بشكل خيالي حيث تقضم تخصيصات الرئاسات الثلاث وإيفاداتهم أكثر من ربع الموازنة. اذ يتقاضى العاملون في الرئاسات الثلاث رواتب خيالية غير موجودة في الدول المتقدمة وهم خارج قواعد الخدمة المدنية.

10) التخلص من الاقتصاد الريعي الوحيد الجانب والعمل على تنويع مصادر الدخل القومي من خلال تفعيل قطاعات الصناعة والزراعة والسياحة والتعدين والنقل والتجارة وغيرها، وبالتالي يمكن إضافة مصادر مالية جديدة إلى جانب عائدات النفط الكبيرة.

11) عدم حرق الغاز الطبيعي المصاحب واستيراد بديل عنه من إيران فهذا سوء ادارة بامتياز. فاستيراد الغاز يكلف ميزانية الدولة أموالا طائلة في الوقت الذي هو موجود لدينا ويحتاج إلى من يستثمره.

12) ضخامة بند المرتبات الذي يلتهم أكثر من نصف الموازنة بينما جاء نصيب معظم القطاعات الاخرى خاصة الصناعة والزراعة والتعليم والصحة وغيرها ضعيفا، فكيف سنتمكن من النهوض بهذه القطاعات؟

إذن يمكن مواجهة العجز الكبير في موازنة 2021 من خلال تقليل النفقات الحكومية وضغطها بشكل كبير إذا كانت الحكومة الجديدة جادة وتريد النهوض باقتصاد البلاد ومعالجة مشاكلها. كما يمكن تقليص العجز عن طريق تعظيم الموارد للموازنة من خلال تفعيل القطاعات الانتاجية غير النفطية وتفعيل الضرائب العادلة والزام إقليم كردستان بتسليم حصته من بيع النفط البالغة ( 250 ) ألف برميل يوميا إلى الحكومة المركزية، اضافة إلى السيطرة على المنافذ الحدودية ومكافحة الفساد فيها ومحاربة الفساد في مؤسسات الدولة المختلفة المدنية والعسكرية وفرض الرقابة المشددة على الوزارات لمنع المشاريع الوهمية التي تضم جزءا كبيرا من موازنة الدولة العامة، مع ضرورة التخلي عن نهج المحاصصة الطائفية الذي يأتي بأشخاص غير مؤهلين في قيادة مرافق اقتصادية مهمة مما يؤدي إلى سوء الادارة والتخطيط وتفشي الفساد. هذه تحديات كبيرة امام الحكومة الجديدة التي تحاول الكتل السياسية المتضررة والتي تريد الابقاء على امتيازاتها ومصالحها ومشاريعها عرقلتها. فهل تستطيع الحكومة مواجهة ذلك.؟ اشك في ذلك.

13) ومن الجوانب السلبية في موازنة 2021 أنها اخضعت اجمالي الدخل الشهري للمتقاعدين المدنيين والعسكريين إلى ضريبة دخل شهرية وهذا ليس من حقها وهو مخالف تماما لقانون ضريبة الدخل رقم 113 لسنة 1982 النافذ حاليا حيث ورد في المادة (7) من القانون فقرة (6): ((تعفى من الضريبة المدخولات الآتية: ((مدخولات المتقاعدين او عيالهم الخلف الناجمة من المصادر الآتية: أ- الراتب التقاعدي. ب- المكافئة التقاعدية. ج- مكافئة نهاية الخدمة. د- رواتب الاجازات الاعتيادية.

فالضريبة تفرض على دخل الفرد في حين أن الرواتب التقاعدية ليست مدخولات وانما هي مدخرات تقطع شهريا من راتب الموظف بنسبة معية كل شهر وطيلة خدمته الوظيفية لغاية التقاعد وبعد التقاعد يسترجع الموظف المتقاعد مدخراته من صندوق التقاعد الذي تم تحديد آلياته بموجب قانون التقاعد رقم 9 لسنة 2014.

لقد اعتمدت موازنة 2021 في تمويلها على الموظفين والمتقاعدين مع اهمال المصادر المالية الاخرى.

**************

الصفحة الثانية عشر

في ذكرى 8 شباط الاسود 1963

وبمناسبة الاعتداء الجبان على مقر حزبنا في النجف

ايمان الهاشمي

 إثر الانقلاب الأسود في 8 شباط من عام 1963 شن الحرس القومي وجلادو حزب البعث الذي اعترف علنا بأنه جاء للسلطة بقطار أمريكي من خارج حدود الوطن، حملات اعتقال للشيوعيين وأصدقائهم وبعض الوطنيين المعروفين المستقلين سياسيا، ومن كثرة اعدادهم فاضت بهم السجون ومراكز التوقيف، فوضعوهم في أماكن غير رسمية مثل “قصر الرحاب” و في المدارس وساحات الملاعب الرياضية وغيرها، وكنت هناك أصغر معتقلة معهم، التهمة الموجهة لكل المعتقلين هو اختلاف الفكر والرأي لا غير، حيث قام الحرس اللاقومي بتعذيبهم وسجنهم مع اعدام عدد غير قليل منهم، كلهم من خيرة أبناء هذا الوطن المجروح ، وما بعد النكسة كنت ألتقي بالعوائل المنكوبة بأحداث 8 شباط وما بعده، وبدلا من قصص الأطفال التقليدية المحكية والمقروءة بالصور الملونة، سمعت وعرفت قصصا حقيقية مؤلمة ومبكية لعوائل كثيرة من شعبي الباسل المناضل بدءا من 8 شباط 1963 ولغاية 2003 ، تعاطفت معهم بنقائهم وصدقهم وجرأتهم وألتصاقهم بفكرهم لدرجة التضحية بحياتهم من اجل “وطن حر وشعب سعيد” ، علموني الولاء لوطني والانتماء لشعبي والأخلاق الفاضلة، أحببت حزبهم فصرت سياسية منذ الصغر بقناعتي، وما حصل معي “زمن النظام السابق” مع حكايات الطفولة عن ظلم شعبي، كلها صقلتني وجعلتني واثقة من نفسي متمكنة معنويا وصلبة (في كل زمان) عصية على المتسلطين الفاسدين الجبناء الغدارين، لم ننحن لهم أبدا، ولن ننحني لهم مطلقا، وفي كل الظروف والأحوال حزبنا ينمو مثل “الثيل” فكل من يحاول قضمه يزداد ويزدهر ويتوسع على أرض بلدنا، فحزبنا لم يسلب حق أحد، وانما هو مع كل صاحب حق، بل أنه “طريق الحق وأن قل سالكوه” يشع مع الشمس وعند غيابها فأنواره تخرج من كل أنواع المصابيح.

أن كلمة “الحرس” تنظيميا لم تخرج يوما من أرض العراق ورغبة شعبه وأنما جاءت من خارج حدود الوطن، كانت تعني كل من عمل فعلا مع الحرس القومي وتحت مظلتهم، أما حاليا فتعني كل من يتصل مباشرة بنفس نهج “الحرس”، بشكل غير مباشر ومن يؤيدهم ويناصرهم فهو من أصحابهم الظالمين للأبرياء الوطنيين، وعلى سبيل المثال الشهيدة “حياة شرارة” والمختطف “سجاد العراقي”

وما حدث يوم الجمعة المصادف 5 شباط 2021، من اعتداء غادر على مقر حزبنا “الحزب الشيوعي العراقي” في مدينة النجف والذي تسبب في حريق وخسائر مادية، فهذا لأننا ضد الفساد والفاسدين ومع الحق وأصحابه وفي ساحات التظاهر. إن هذا العمل الجبان يزيدنا عزما بالمضي قدما بنفس الطريق وهو طريق الشعب العراقي الذي عرف دربه ومن سيوصله لبر الامان، ولا تكفي الادانة والاستنكار التي جاءت محليا وعربيا ومن أغلب دول العالم، وانما نريد عقابا قانونيا لمرتكبي هذا الفعل الخسيس.

كما لم تنفع اساليب القمع السابقة وانتهاك حقوق الانسان “زمن النظام السابق”، فلن يستفيد أحد من أسلوب العنف وأنتهاك حقوق الانسان “في هذا الزمن”، لان الذين يتمكنون من ألحاق الاذى والاضرار لن يتمكنوا ابدا من حرف طريقنا أو تغيير فكرنا، كنا وما زلنا وسنبقى نمضي ونمضي الى ما نريد: وطن حر وشعب سعيد

*أصغر سجينة سياسية في 8 شباط 1963

محاسب قانوني ومراقب حسابات

*************

القضاء والأحكام العادلة وراء نجاح الأمم

خليل ابراهيم العبيدي

على مشهد من كل العالم وبأعلى درجات الشفافية ولأول مرة على الهواء أعلنت المحكمة العليا تأييدها للحكم الصادر بحق رئيسة جمهورية كوريا الجنوبية بإيداعها السجن لمدة 20 عاما، وتغريمها مبلغا قدره 17 مليون دولار، دون ان يأخذ القضاة بنظر الاعتبار درجة المتهم الوظيفية أو منزلته الاجتماعية او كونها رئيسة منتخبة، وانما مثل أمامهم الجرم المشهود ووقع هذا الجرم على مستقبل الدولة او حياة المواطن، وكان الحكم بمثابة الوعيد لكل من تسول له نفسه ومهما بلغت درجته أن يستغل وظيفته أو مواطنته من أجل العبث بالقانون العام أو النظام العام أو المال العام. ولو عاد أي منا إلى احداثيات القضية لوجد أن الرئيسة المنتخبة شعبيا بارك غيون هاي استغلت منصبها الرئاسي واستغلت نفوذا الرسمي لإجبار شركات عملاقة ذات وزن صناعي وتجاري مهم مثل مجموعة شركات سامسونغ او سلسلة تجارة التجزئة المتمثلة بشركة لولي، على إبرام صفقات ضخمة مع مؤسسات تديرها صديقتها المقربة منها جدا، شوي سون سيل، وإجبار هذه الشركات وغيرها من الشركات أيضا على منح التبرعات والهدايا لهذه الصديقة الشريكة لها من الباطن، كما وأدانتها المحكمة بتهمة تسريب معلومات رئاسية الى هذه الصديقة مما يتعارض مع احكام قانون أسرار الوظيفة الحكومية أو الوظائف العامة، والمعروف أن الرئيسة تعرضت لانتقادات شديدة وخرجت المظاهرات الشعبية مطالبة بتنحيتها ومحاكمتها ، وتم إلقاء القبض عليها عام 2017 ، كما وتم حبس صديقتها لمدة 18 عاما على خلفية قضايا تتعلق بالرشوة الاختلاس بالتنسيق مع الرئيسة .

ان الذي يهمنا من كل هذه القضية التدرج الإجرائي الذي سارت عليه قضية استغلال الرئيسة لمنصبها والخطوات المتبعة بعد ان وجدت الاحتجاجات الشعبية المستمرة صداها لدى المدعي العام الكوري الذي حرك القضية والرئيسة في منصبها باتجاه الاستقصاء والتحري وبعدها أعلن موفقه بعد زوال الشكوك لديه وصرح بوجود حالة فساد لدى الرئيسة مما دفع بالبرلمان لرفع الحصانة عنها وجعلها سافرة أمام الشعب لتتولى الشرطة إلقاء القبض عليها وإيداعها زنزانة الحجز تمهيدا لعرضها أمام المحكمة المختصة، لقد كانت كل تلك الإجراءات وكنت متابعا لها تسير دون خجل من السلطات الكورية وكان برلمان هذه الدولة عند حسن ظن المتظاهرين، وكان المدعي العام عند قواعد وظيفته، وكل منهم أداها بأمانة وكانت النتيجة معاقبة أعلى شخص في الدولة، والسؤال متى يصحى المدعي العام عندنا على زمانه وعلى فساد في العراق يفوق ما في كوريا بآلاف الدرجات، لم يخجل البرلمان الكوري من الرئيسة بل خجل من المتظاهرين، ولم يخاف المدعي العام لأنه محمي بالقوانين لا بالكتل ولا بالأحزاب ولا بالعشيرة، ولم تخاف الشرطة من حماية المسؤول الفاسد بل جاءت الى الرئيسة واعتقلتها امام الصحفيين ووسائل الاعلام، وأخيرا لم تخش المحكمة لوم الرئيسة وحزبها، بل أعلنت على الهواء انها مجرمة بحق الشعب الذي انتخبها، وأنها مسؤولة أكثر من أي شخص آخر لأنها تمثل قمة الدولة ونياشينها وسيادتها. هكذا هو الرأي العام في العالم وهكذا هو المدعي العام وهكذا هو القانون العام وهكذا يعاقب الجرم الحرام، متى نأخذ نحن في العراق بكل هذه الإجراءات وتلك الأحكام..

***********

دروس وعبر نتعلمها من الآخرين

منعم جابر

حكمت المحكمة العليا الخاصة في كوريا الجنوبية على رئيس البلاد السابقة بالسجن 20 عاماً بسبب قضية فساد، انتهت بإزاحتها من موقعها الرئاسي. فقد اتهمت رسمياً بالفساد سنة 2017 اثر تظاهرات احتجاجية حاشدة.

لقد اثار هذا الخبر شجون وانفعالات الشارع العراقي الذي كان قد شهد عاما واكثر من التظاهرات قدم فيه ثوار تشرين أسمى صور التضحية والشجاعة والاستبسال في سبيل الوطن ومن اجله. فقد قدم العراقيون صورا رائعة للتضحية والفداء بأكثر من 600 شهيد وما يقرب من 20 ألف جريح.

لقد طالب ثوار تشرين بحقهم في وطنهم عندما وقفوا بوجه المحاصصة الطائفية والتقسيم على اساس المكونات، داعين الى هوية وطنية عراقية كأساس للمواطنة والابتعاد عن التقسيم الطائفي والاثني والقومي والعشائري والمناطقي!

لكن سياسيي الصدفة والمعتاشين على الطائفية والراقصين على جراح الفقراء والكادحين رفضوا ان يتفاعلوا مع جراحات الوطن وانين فقرائه والتفوا على مطالب الثوار وتلاعبوا بمشاعرهم، ولم يكشفوا عن قتلة المتظاهرين ولا خاطفي الثوار من ساحات التظاهر، ولا زالوا يراوغون ويتلاعبون بقانون الانتخابات ولم يحاربوا الفساد وحيتانه، ولم يقدموا للمحاكمة (حوتاً) واحداً ليكون عبرة للآخرين.

هذه حكايتنا مع نظامنا السياسي الذي لا يشبه أي نظام في العالم، فالفاسدون يتحركون بحريتهم ويتلاعبون بالمؤسسات الرسمية وشبه الرسمية. فالعالم يتقدم بينما نحن في تراجع.. ممن نتعلم وممن نأخذ العبر والدروس؟

كوريا الجنوبية تظاهروا في 2017 ضد فساد رئيسة الجمهورية وتمت محاكمتها وأدينت بالفساد واستغلال النفوذ والرشوة، لقاء معاملة تفضيلية واستغلال للسلطة، ونالت جزاءها العادل.

وبهذا تقدم كوريا الجنوبية تجربتها لبلدنا وللعالم المبتلى بالفساد والفاسدين ومن يساندهم ويغطي عليهم من اصحاب القرار والنفوذ والمليشيات.

اذا نحن بحاجة الى حكومة شجاعة وصاحبة إرادة لتنظيف البلاد من العصابات المنفلتة، ولتكون كوريا الجنوبية مثالاً حياً لمكافحة الفساد والفاسدين.

***********

غسيل الأموال

صالح رشيد حميد     

ظاهرة قديمة نشأت منذ احتاج الإنسان إلى اخفاء الأموال التي حصل عليها من الكسب غير المشروع. وهي أيضا تعني إزالة الروائح القذرة عن الأموال! حتى لا تعرف مصادرها. وهي إحدى صور الجرائم الاقتصادية، التي تهدف إلى اضفاء الشرعية على الفعاليات التي تنطوي على كسب الأموال أو حيازتها أو التصرف فيها أو إدارتها أو حفظها أو استبدالها وايداعها أو استثمارها أو تحويلها أو نقلها أو التلاعب في قيمتها إذا كانت قد تم استحصالها من جرائم مثل زراعة المخدرات والاتجار بها واختطاف وسائل النقل والأشخاص والاتجار بالبشر أو بأعضائه وجرائم الارهاب وتمويلها والرشوة واختلاس المال العام والعدوان عليه. المراحل التي تمر بها ظاهرة غسل الأموال:

١- مرحلة الإيداع: وقد استثمرت فيها الأساليب التكنلوجية الحديثة مثل: أجهزة الكومبيوتر والانترنيت والبطاقة الذكية في إيداع الأموال التي استحصلت بطرق غير مشروعة.

٢- التمويه: هي انشاء شركات ومشروعات وأجهزة وهمية وأحيانا بصورة قانونية لا تمارس نشاط لها مثل:

أ- شركات سياحة.

ب- شركات تأمين.

ج- شركات الاستيراد والتصدير.

٣- الإدماج: نقل الأموال وتحويلها ما بين البنوك المحلية والأجنبية، ودمجها ودفع مستحقات الضرائب عن الشركات لكي تضيف عليه الصفة القانونية.

جميع هذه المراحل استخدمت فيها التكنلوجيا الحديثة. ووسائل الاتصال! بحيث تصعب الملاحقة القانونية صور نشاطها.

انها جريمة منظمة عابرة للوطنية والحدود ومشكلة عالمية أمنية وإرهاب دولي.

اضافة إلى التأثيرات الاجتماعية ومنها زيادة البطالة وزيادة معدلات الجريمة والفوارق الطبقية الحادة.

وقد استندت على أسباب الفساد منها نظم القيم، ضعف الوعي، الفقر والجهل، تخلف القوانين! وهذه الأسباب مجتمعة مكنت الفاسدين والدوائر المحيطة بالنخب من تهريب الأموال خارج البلاد.

إن خروج الأموال من الدول يخفض كميات العملة الصعبة داخل البلاد، ويؤثر على أسعار صرفها، كما أن استثمار غسيل الأموال يظهر نموا مزيفا غير حقيقي يسبب الانتعاش الاقتصادي الظاهري للدولة سريع الزوال.

وعليه فأن مكافحة ظاهرة غسيل الأموال وانتقال الأموال غير المشروعة يتطلب تفعيل ضوابط الإشراف على المصارف ومراقبتها من قبل البنك المركزي.

***********

عندما يتحاشم العراقيون .. عندما يتناخون

ناصر حسين

عام 656 هجرية دخل هولاكو بغداد وارتكب ما ارتكب من جرائم بحق العراقيين وصلت حد وضع الخليفة العباسي المستعصم بالله في كيس والقائه في نهر دجلة.

في كتب التاريخ المدرسية عندما دخلت المدرسة الابتدائية أربعينات القرن الماضي كنت أقرأ أن مياه نهر دجلة قد اصطبغت باللونين الأسود والأحمر، الأسود هو لون حبر الكتب التي ألقاها هولاكو في دجلة والأحمر هو لون دماء العراقيين الذين قتلهم والقى بجثثهم في دجلة.

ومن خلال متابعاتي في قراءة الكتب غير المدرسية تأكد لي أن تلك المعلومة وردت على لسان المؤرخ ابن الأثير فقط ولم يحصل تواتر في المعلومة تلك في مصادر تأريخيه اخرى.

مؤرخنا الكبير الذي توفي قبل بضع سنوات الدكتور حسين أمين فيما يتعلق بألقاء الكتب في دجلة، فند تلك المعلومة – بعد أن تأكد من مصادر عديدة ان هولاكو عندما دخل بغداد صحب معه الشيخ نصير الدين الطوسي الذي أقام في المدرسة المستنصرية في بغداد لمدة خمس سنوات انتقى خلالها سبعة آلاف كتاب من عيون الكتب وفي مختلف الاختصاصات وتم نقلها إلى مراغة مسقط رأس هولاكو وانتقل هو أيضا إلى مراغة ليتولى مهمة الحفاظ عليها والتدريس بمحتوياتها تماما مثلما فعل مع مرصدنا الفلكي في الشماسية عندما أمر بتفكيكه ونقله إلى مراغة وأن يرسل معه عالمينا الفلكيين أحمد ومحمد أبناء العالم الفلكي موسى بن شاكر.

شق الأمر على أهل بغداد، كنوزنا الفلكية تنقل الى مراغة وتبقى مكتبة المدرسة المستنصرية خاوية تندب حظها العاثر، فتحاشموا وأخذوا يجمعون من البيوت أحسن ما فيها من كتب وينقلونها الى مكتبة المدرسة المستنصرية فيعاد لها مجدها و بهاؤها.

وتشير المصادر التاريخية  أن الأخ الأكبر لهولاكو المدعو كوبلاي والذي توجه بعد وفاة جده جنكيز خان إلى الصين وأقام فيها امبراطورية للمغول قام بنقل بعض كتبنا من مراغة إلى بكين لتؤثر تأثيرا كبيرا في الثقافة الصينية وما زال لذلك التأثير صداه حتى اللحظة الحاضرة، بعد مائتي عام على دخول هولاكو بغداد انتقلت السلطة إلى تيمور لنك لتتكرر على يده مأساة المدرسة المستنصرية اذ أفرغت من جديد من خيرة المؤلفات التي نقلت إلى طشقند هذه المرة وتشير المصادر التاريخية إلى أن الإبن الأكبر لتيمور لنك اولوغ بيك المولع بالثقافة والعلم قام بنقل بعض تلك الكتب من طشقند إلى السند هذه المرة وتأخذ طريقها في التأثير على الثقافة الهندية وحروف كتابتها.

 ومن جديد تحاشم أهل بغداد لإعادة مكتبة المدرسة المستنصرية الى بهائها مما ينقلوه اليها مما يوجد في بيوتهم من كتب.

وبقيت كلما تذكرت ذلك أتذكر العام 1991 عندما انتفض العراقيون بوجه النظام الصدامي في آذار، تلك الانتفاضة الباسلة التي لولا المساعدة التي قدمها الأمريكان الى صدام حسين لكان ذلك النظام في خبر كان منذ اذار 1991 وأتذكر أيضا تلك الأغنية التي غناها المطرب العراقي فؤاد سالم ممجدا فيها انتفاضة الشعب العراقي بوجه الطغاة:

هله يهلي العراقيين

هله يهل الشلب والطين

فزعولك فرد فزعة

جوك اهلي العراقيين

او يا صدام تولي وين

جوك اهلي العراقيين

هله يهلي العراقيين

هله يهل الشلب والطين

وإذا كان صدام حسين قد استطاع السيطرة على الأوضاع من خلال تلك المساعدة التي قدمتها له قوات الحلفاء والتنكيل بالمنتفضين ذلك التنكيل البشع والانتقام من الشعب العراقي ذلك الانتقام البربري، فإنه لم يستطع أبدا ان ينتزع منهم حبهم للوطن، ولا حميتهم على استقلاله وسيادته، ولا النخوة العراقية لديهم تلك النخوة وتلك الاخوة التي مجدها المطرب العراقي أحمد الخليل في اغنيته الشهيرة ((هربشي كرد وعرب رمز النضال)) والتي كان مطلعها:

من تهب انسام عذبة من الشمال

على ضفاف الهور تتفتح كلوب

لوعزف بالناي راعي بالجبال

عالربابة يجاوبه راعي الجنوب

هربشي هربشي هربشي كرد وعرب رمز النضال.

*************

الصفحة الثالثة عشر

كتب الحراك .. الجزائريون يدوّنون انتفاضتهم

عثمان لحياني*

حين كان الحَراك الشعبي يتصاعد بمختلف تفاعلاته السياسية والشعبية ضمن مخاض سياسي كبير، كان هناك مخاض آخر لعدد من الكتّاب والصحافيين الذين تحفزوا مبكراً للكتابة والتوثيق وتدوين مشاهد الحراك وتعبيراته السياسية وتقديم قراءات وتفسيرات لما يحدث. لم تمض الأشهر الأولى، حتى بدأت المكتبات باستقبال مجموعة من المؤلفات التي رصدت مختلف الجوانب السياسية والاجتماعية والتعبيرات الثقافية للحراك السلمي.

بدا أن “النخب” الجزائرية سعت إلى تجنب الخطأ الذي ارتكبَته خلال انتفاضة تشرين الأول 1988، حين تأخرت كثيراً في التأريخ والكتابة عن تلك الانتفاضة الشعبية التي دفعت السلطة السياسية إلى إقرار جملة من الإصلاحات السياسية؛ أبرزها فتح باب التعددية السياسية والإعلامية.

هكذا، راح كتّاب جزائريون يلتقطون، هذه المرة، تلك اللحظة السياسية ويوثّقون للحَراك في حينه. ومن جملة الكتب التي صدرت خلال تلك الفترة: “يوميات الحراك.. نحو تحرير الجزائر من النظام الدكتاتوري” للشاعر عمر أزراج، و”في ظلال الحراك الشعبي” للباحث محمد أرزقي فرّاد، و”الحراك الشعبي الجزائري: النسخة المنقحة من ثورات الربيع العربي” للباحث في علم الاجتماع نور الدين بكّيس، و”ربيع الغضب” لمحيي الدين عميمور، و”السنة الأولى من الحراك” لنور الدين قريم، و”من قلب الحراك” للتهامي مجوري، و”ثورة 22 فبراير: من الاحتجاج إلى سقوط بوتفليقة” لمهدي بوخالفة.

وإن كانت الجوانب التوثيقية والانطباعية والاحتفائية قد طغت على تلك الإصدارات، فإن كتباً أُخرى ذهبت في اتجاه معاكِس؛ حيث حاول أصحابها التشكيك في مسار الحراك الشعبي وإحاطة رموزه بأسئلة تربطها بمنظمات أجنبية، في سياق نظرية المؤامرة التي تتبناها السلطة، ومفادها وجود محاولة اختراق أجنبية للثورة الشعبية. في هذا السياق، يمكن الإشارة إلى كتاب “من هؤلاء الذين نصّبوا أنفسهم قادة للحراك الجزائري؟”، ومؤلفه كاتب جزائري مقيم في كندا يدعى أحمد سعادة، وقد سلط الضوء، في هذا الكتاب، على بعض الوجوه المعروفة في الحراك، مشككاً في خطاباتها وتوجهاتها السياسية.

ولم تتوقف الكتب التي تناولت الحراك عن الصدور بعد مرور سنتين على انطلاقه؛ فمؤخراً صدرت مجموعة أخرى مِن الأعمال التي يبدو أن أصحابها فضلوا أخذ مسافة زمنية من الأحداث، وإن كانت ما تعيشه الساحة السياسية الجزائرية اليوم يقع، بشكل أو بآخر، ضمن ارتدادات الثورة الشعبية التي انطلقت في شباط 2019. من ذلك كتاب “من قلب الحراك” لفرحات زايت، و”رياح الحراك” لخليل بن الدين، و”مسيرة شعب” لمهدي بوخالفة، و”صحيفة الحراك: الهبّة الجزائرية” لعبد القادر حريشان.

ويحصي الباحث أحمد بن يغرز، في دراسة له، صدور قرابة سبعين كتاباً عن الحراك الشعبي تتراوح بين التحاليل والانطباعات ورصد يوميات الثورة الشعبية.

في حديثه إلى “العربي الجديد”، يقول حريشان، وهو كاتب متخصص في الشأن السياسي، إنه بدأ برصد الأحداث السياسية وتدوينها قبل بداية الحراك؛ حيث كان هناك مناخ من التوتر والاحتقان السياسي والشعبي: “كنت أنتظر الشرارة، خصوصاً بعد تجمع أحزاب الموالاة لترشيح عبد العزيز بوتفليقة لولاية خامسة في التاسع مِن شباط 2019. وحين انطلق الحراك، رحت أرصد وأتابِع كل التفاصيل والتعبيرات السياسية والمواقف حتى أتمكن من تقديم نص متكامل يسهم في التوثيق لهذه المرحلة”.

يعتبر المتحدث أن الكتب التي صدرت عن الحراك الشعبي، وإن كانت تعبر عن قناعات أصحابها، فهي توثق للحدث التاريخي، مضيفاً في هذا السياق: “ننتظر أن تصدر كتب أُخرى تعالج الموضوع من جميع الجوانب”.

أما الصحافي محمد علال، الذي أصدر بدوره كتاباً عن الحراك بعنوان “الزنزانة الخامسة لبوتفليقة”، فيجيب عن سؤال طرحته “العربي الجديد” حول تفسير صدور هذا الكم الكبير من الكتب حول الحراك الشعبي؛ قائلاً: “لا شك أن الكتاب هو أقوى وسيلة لتسجيل التاريخ. والمؤكد أن الحراك يستحق قراءة عميقة في علاقته بفساد وأزمة النظام الجزائري منذ الاستقلال”، مضيفاً: “من جهتي، لم أكتب إلا لتأكيد موقف شخصي من حراك لا يمكن تجاهله”.

لكن، هل يكفي ما صدر إلى الآن للتأريخ لما حدث ويحدث؟ يجيب الكاتب بوعلام رمضاني، الذي نشر كتاباً بعنوان “يوميات صحفي في الحراك”، بالنفي؛ لكون “أغلب ما كتب مجرد آراء وانطباعات وحكايات وسرد للأحداث من زوايا مختلفة بغية توثيق تلك اللحظة، بينما تحتاج القراءة السياسية المفصلة إلى وقت”.

مع ذلك، يَعتبر رمضاني أن مثل هذه الكتب مهمة في كتابة التاريخ؛ حيث ستكون ضمن الوثائق التي سيعتمد عليها المؤرّخون لاحقاً لكتابة تاريخ الحراك وفهم أحداثه، مضيفاً: “شخصياً، اخترت الحكي وتقديم شهادة عن الحراك كما عشته وفهمته كصحافي ومتابع للمشهد السياسي في الجزائر، من خلال تفسير الدوافع التي أدت إلى لحظة انطلاق الحراك التي كانت أشبه بكسر لجدار الصمت والخوف”.

ورغم الانتقادات التي وجهت إلى تلك الكتب، على اعتبار أنها تندرج ضمن “الكتابة الاستعجالية” التي تجنح إلى الانطباعية أكثر من التقصي، فإن من الواضح أن الكتّاب والصحافيين خرجوا سريعاً من لحظة الدهشة وتمكنوا من الإفلات من طوفان الأحداث وتداعياتها المتسارعة في غضون السنتين الماضيتين، على عكس ما حدث في انتفاضة 1988 و”الربيع الأمازيغي” عام 1980.

يفسر رمضاني هذا التمايز لصالح الكتابة عن الحراك مقارنة مع انتفاضات سابقة بسهولة النشر وتقلص هامش الرقابة مقارنة مع السابق، إضافة إلى طبيعة الحراك التي يقول إنها تختلف عن أحداث تشرين الأول 1988 مثلاً، سواء مِن ناحية الأسباب أو الأهداف أو النتائج، موضحاً: “أتى الحراك كانتفاضة على محاولة التمديد لرئيس مريض مع المطالبة بتغيير شامل للنظام، وقد رحل بوتفليقة من دون أن تسيل قطرة دم واحدة، أما أحداث أكتوبر، فقد خلفت أكثر من 500 قتيل، وسرعان ما دخلت البلاد في أزمة أمنية دامية”. ويختتم بالقول: “عندما يرتبط الأمر بالدم، تصبح مسألة الكتابة أكثر تعقيداً”.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

*صحفي جزائري

“العربي الجديد” – 22 شباط 2021

*******

بعد عقود من اغتاله

أسرة “مالكوم أكس” تكشف عن تورط الشرطة والـ”FBI” في مقتله

كشف أفراد أسرة مالكوم أكس عن خطاب كتبه ضابط شرطة متوفي منذ فترة طويلة جاء فيه أن إدارة شرطة نيويورك ومكتب التحقيقات الفدرالي كانا وراء مقتل القائد الأمريكي الأسود ومناضل الحقوق المدنية المشهور.

وكان مالكوم إكس خطيبا مفوها وقائدا بارزا تصدر نضال السود في الولايات المتحدة باعتباره المتحدث على مستوى البلاد باسم "أمة الإسلام" وهي جماعة للأمريكيين السود المسلمين. وأقنع مالكوم عددا كبيرا جدا من الأمريكيين بالانضمام إلى هذه الحركة، بمن فيهم الملاكم الشهير محمد علي كلاي.

 وقضى مالكوم أكس أكثر من عقد مع الجماعة قبل أن ينفصل عنها علنا في عام 1964. وتبنى وجهات نظر مختلفة.

وقتل مالكوم اأكس في أودوبون في نيويورك وكان يستعد لإلقاء كلمة. وأدين في حينها ثلاثة من أعضاء جماعة أمة الإسلام بإطلاق النار عليه.

والخطاب الذي كشفت عنه أسرة مالكوم اأكس في مؤتمر صحفي منسوب إلى ضابط سري سابق في إدارة شرطة نيويورك يدعى ريموند وود. وانضم ابن عمه ريجي وود إلى بعض بنات مالكوم اأكس في المؤتمر الصحفي  للكشف عن الخطاب.

وجاء في خطاب ريموند وود أن رؤساءه في إدارة شرطة نيويورك ضغطوا عيه لإيقاع اثنين من أفراد حماية مالكوم أكس في جرائم كان من نتيجتها إلقاء القبض عليهما قبل أيام قلائل من إطلاق النار عليه ومقتله.

وجاء في الخطاب أن إلقاء القبض على الاثنين حال دون قيامهما بحماية المكان، كما كان جانبا من مؤامرة بين إدارة شرطة نيويورك ومكتب التحقيقات الفدرالي لقتل مالكوم.

وكان بعض المؤرخين والباحثين قد قالوا إن من أدينوا حينها في القضية لم يكن لهم أي صلة فعلا بإطلاق النار على مالكوم .

وفي العام الماضي قال مكتب مدعي مانهاتن الجزائي سي فانس إنه سيراجع الإدانات في القضية. وأصدر المكتب بيانا اليوم بعد الكشف عن الخطاب جاء فيه أن "مراجعة مستمرة تجري بنشاط في هذا الأمر".

ـــــــــــــــــــــــ

وكالات – 22 شباط 2021

*************

هل ينقذ الحوار الوطني تونس من أزمتها؟

حمادي معمري*  

تعيش تونس أزمة متعددة الأبعاد منذ أن أفرزت نتائج الانتخابات التشريعية عام 2019 مشهداً برلمانياً مشتتاً وعاجزاً عن ضمان الاستقرار الحكومي، وسط تجاذبات سياسية حادة بين مكونات البرلمان والرئاسات الثلاث بسبب التنازع على الصلاحيات.

وضع سياسي مرتبك أثر في النمو الاقتصادي الذي فاقمته تداعيات جائحة كورونا، وسط حال من الاحتقان الاجتماعي باتت تهدد الاستقرار في البلاد.

مبادرة جديدة للحوار

وقد دفعت هذه الأزمة المنظمات الوطنية الكبرى في البلاد (الاتحاد العام التونسي للشغل والاتحاد التونسي للصناعة والتجارة وعمادة المحامين والرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان، إضافة إلى إمكان إشراك الاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري) إلى طرح مبادرة سياسية للخروج بالبلاد من حال العطالة السياسية والاقتصادية.

وقال عميد المحامين إبراهيم بودربالة، في تصريح خاص، إنه في الأسبوع المقبل سيتم تقديم مختلف تفاصيل ومراحل تنفيذ المبادرة، إذا ما لاقت قبول مختلف الأطراف السياسية في البلاد، لافتاً إلى أنها لا تختلف كثيراً على المبادرة التي تقدم بها في وقت سابق الاتحاد العام التونسي للشغل إلى رئيس الجمهورية قيس سعيد.

غياب المحكمة الدستورية

وتتحمل الطبقة السياسية مسؤولية الوضع الراهن بسبب عدم توافقها على وضع المحكمة الدستورية التي تختص أساساً بفض النزاعات الدستورية بين مؤسسات الحكم، والنأي بالبلاد عن الانزلاق في التجاذبات والتأويل الضيق لفصول الدستور.

وقد احتدت الأزمة بين سعيد ورئيس الحكومة هشام المشيشي عند نزوع الأخير إلى التقرب من حركة النهضة، بينما كان الاتفاق المبدئي مع رئيس الجمهورية في أن تكون الحكومة غير سياسية.

وتدفع حركة النهضة بهذا الصراع إلى أقصاه من أجل فرض برنامجها على الحكومة وتحقيق مكاسب سياسية على حساب رئيس الجمهورية.

حال الفوضى السياسية يحمّل فيها الكاتب والباحث في العلوم السياسية محمد ذويب المسؤولية على الطبقة السياسية الحالية، وتحديداً حركة النهضة التي قال “إنها تتلاعب بالمصلحة العليا للبلاد من خلال تأجيج الصراع بين القصبة وقرطاج”، لافتاً إلى أنها أدخلت المحكمة الدستورية في التجاذبات السياسية مما أجل الحسم في تركيبتها، بينما صادق البرلمان على مشروع قانون المصالحة الاقتصادية”.

وشدد ذويب على أن غياب المحكمة الدستورية يغذي الصراع بين الرئاسات الثلاث، لافتاً إلى أن أزمة الثقة بينها تهدد الاستقرار العام في البلاد.

وأشار الباحث في العلوم السياسية إلى أن المواطن التونسي منهك بسبب تدهور القدرة الشرائية وتغول “مافيات” الفساد والتهريب، بينما تغرق الحكومة والطبقة السياسية عموماً في معارك ضيقة.

وقال إن سعيد لم يحسن اختيار الشخصية السياسية “الأقدر”، بحسب ما ينص عليه الدستور لتشكيل الحكومة، معتبراً أن المشيشي فشل في هذا الاختبار وهو اليوم رهين إرادة حركة النهضة.

تعديل القانون الانتخابي

وحول الحلول الممكنة لإخراج البلاد من هذه الأزمة، دعا ذويب إلى ضرورة تعديل القانون الانتخابي بما يتماشى مع الواقع السياسي التونسي، معتبراً أن بلاده لا تتحمل هذا العدد الكبير من الأحزاب (282 حزباً)، وهذه الحدة في التجاذبات السياسية، مؤكداً ضرورة تجميع العائلات السياسية في أحزاب قوية.

كما دعا إلى ضرورة تنقية العملية الانتخابية من كل الشوائب، على غرار تدخل الجمعيات والإعلام والمال الفاسد والمساجد.

واقترح اعتماد “العتبة السياسية” التي ستمكن الأحزاب الوازنة من الولوج إلى البرلمان من خلال برامج واضحة، وتفرز تمثيلية برلمانية تعكس تطلعات التونسيين، مضيفاً أنه من المفارقة أن يطالب التونسيون اليوم بحل البرلمان الذي انتخبوه.

وعلى المدى المتوسط، أكد ذويب أن مبادرة الرباعي الراعي للحوار يمكن أن تسهم في توضيح الرؤية سياسياً، وتكسر الحاجز بين قرطاج والقصبة وباردو.

في المقابل، دعا رئيس البرلمان راشد الغنوشي في تصريح إعلامي، الإثنين 15 شباط (فبراير)، “الأطراف المعنية بالأزمة إلى التعامل بمرونة حتى لا تتعطل مصالح الدولة والشعب”، مضيفاً أن “مجلس نواب الشعب بصدد العمل على بناء المحكمة الدستورية باعتبارها أصل الخلاف في ظل وجود أكثر من تأويل لنصوص الدستور”.

وسبق للاتحاد العام التونسي للشغل أن عرض على سعيد مبادرة تنص على إطلاق حوار وطني يضم كل الجهات الوطنية والسياسية “لإيجاد حلول سياسية واقتصادية واجتماعية للوضع الراهن في البلاد”.

ولن تختلف المبادرة الجديدة عن السابقة التي تضمنت أبعاداً سياسية، تتمثل في مراجعة قوانين الأحزاب والجمعيات والانتخابات، علاوة على معالجة ظواهر ارتفاع نسب الفقر والبطالة وتوسع رقعة الفئات الهشة وتنامي الجريمة.

ـــــــــــــــــــــــ

*صحفي تونسي

“اندبندنت عربية” – 19 شباط 2021

*************

الصفحة الرابعة عشر  

نظرات في كتاب معجم اللغة العامية البغدادية

ريسان الخزعلي

( 1 )

الشيخ جلال الحنفي البغدادي ، شخصية ثقافية متعددة المواهب والإهتمامات ، ونتيجة لهذه التعددية إكتسب صفته الموسوعية حيث أثرى المكتبة العراقية بكتب ٍ مازالت تشغل رفوف هذه المكتبة وقد أصبحت مراجع َ للباحثين والدارسين نتيجة رصانتها ودقتها ومنهجيتها في البحث والتقصي ، وهنا لابدَّ من التذكير ببعضها : العروض وتهذيبه ، المغنّون البغداديون ، معجم الصناعات والحِرَف البغدادية ، الأَيمان البغدادية ، الأمثال البغدادية ، معجم اللغة العامية البغدادية ، وغيرها .

من ملاحظة هذه العناوين يتضح مدى انشغاله واهتمامه بالتراث الشعبي البغدادي الذي يعتبره جزءاً من ثقافة بغداد الشعبية ؛ وما اعتداده بلقب البغدادي إلا التأكيد الإضافي في تأصيل البغدادية ، حيث بغداد هي التأصيل والإصول ، تاريخيّاً وثقافيّاً.

في كتابه ( معجم اللغة العامية البغدادية ) والذي يقول عنه : إنّه ُ متابعة شخصية لألفاظ البغادّة في الحياة اليومية خلال خمسين سنة ، بحث َ جذور المفردات الشعبية واشتقاقاتها اللغوية حسب الحروف الهجائية متماهياً بشكل ٍ أو آخر مع الفراهيدي في كتاب العين ؛ ويُضاف لمتابعته الشخصية إعتماده مصادر قديمة كان لها السبق في مثل هذا المبحث ، ومن بينها : قاموس العوام في دار السلام للسيد محمد سعيد آل مصطفى الخليل ، أصول ألفاظ اللهجة العراقية للشيخ محمد رضا الشبيبي ، المُحكم في الألفاظ العامية للدكتور أحمد عيسى ، مجلة لغة العرب للأب الكرملي . وبذلك يصح أن نطلق على هذا الكتاب صفة التكامل .

 ( 2 )

إنَّ أهم ما يمكن أن نتشاغل ونتداخل به مع الشيخ البغدادي : كيف استخدم التوصيف – اللغة العامية بدل اللهجة العامية ؟ وهو العارف بأنَّ اللغة تقوم على النحو والصرف والقاعدة على العكس من اللهجة ؛ وأرى استنتاجاً لا يقطع بالجزم ، أنه ُ وجدَ في سعة تداول المفردات الشعبية في الحياة اليومية ما يطغي ، ويُعوّض عن الفصحى ، لساناً ، بعد أن أصبحت اللهجة مادة ً في الغناء والشعر والمسرح والتحاور ، وبذلك اكتسبت صفة ً لغويةً خاصة، إضافة الى الدليل التاريخي الذي يقول بأنَّ كلَّ لهجة ٍ كانت لغة ً في يوم ٍ ما .

وفي تشاغل آخر مع الشيخ البغدادي ، نجد أن َّ المفردات الشعبية التي بحث في جذورتسمياتها واشتقاقاتها لم تكن مقتصرة على لهجة البغداديين ، وإنما الكثير منها شائع في الجنوب والغرب العراقيين ايضاً ، وبذلك تكون التسمية الأرسخ لكتابه : معجم اللغة العامية العراقية . وللدقة ، فإنه ُ يشير إحياناً الى ذلك ويستدرك حينما يعرف أن َّ هذه المفردة أو تلك شائعة في مدن ومناطق أُخرى ، ويبدو أنَّ بغداديته كانت تمسك أصابعه كثيراً حيث يقول : كنت ُ أتقمص فيما أقول شخصية العامي البغدادي تقمّصاً تاماً لأني واحد من بين الذين أظلتهم سماء بغداد ، ولولا هذا التقمّص لما أمكن لي الإحاطة بكثير مما أحطت ُ به .

( 3 )

الشيخ البغدادي يقرُّ في مقدمة الكتاب موضحاً منهجه في البحث والأحصاء ، بأنه لم يكن ناقداً اجتماعياً ، وإنما مؤرخ للألفاظ والتقاليد التي ترتبط بدلالات المفردات ما حَسُن َ منها وما لم يحسن وبما يعكس اجتماعيتها وفولكلوريتها ،  حيث يقول  :

أود ُّ أن أُشير الى أنَّ الجانب الفولكلوري هو السائد في هذا المعجم ، مضافاً الى الجانب اللهجوي والإحصائي ( ولنلاحظ عبارته – الجانب اللهجوي بدل الجانب اللغوي الذي إعتمده في تسمية عنوان الكتاب ! ).. ويُكمل قوله : أرجو أن لا يُنسب إليَّ شيء من الإعتراف بشرعية ما أنقله للقاريء في هذا المعجم من غرائب ومعتقدات العامة ، ومواضعاتهم التي تواضعوا عليها في كثير من ضروب حياتهم الاجتماعية ، فإذا رحت ُ أذكر بعض وسائلهم في العلاج ، فليس معنى ذلك أني أُزكّي هذا العلاج وأقرّه ، كما أني حين أُشير الى بعض خرافاتهم لا أُخضع ذلك للمجاهرة بنقد ٍ أو شيء من هذا القبيل ، لأن َّ دوري في المعجم ليس دور الناقد الإجتماعي ، وإنما أنا مؤرخ للألفاظ والتقاليد .

 (3 )

لغرض توضيح طريقة الشيخ البغدادي في تعريف المفردات الشعبية واشتقاقاتها وارتباطها بغيرها من اللهجات ، نورد المثال الآتي :

تُكمه -  يصفون الشيء المُحكم بأنه ُ ( تُكمه ) وفي التركية ( تقما ) بمعنى سداد الكوز وغيره ،  ومنه جاءت كلمة تُكمه بمعنى مُحكَم ..والتُكمه جي هو مَن يقوم بسكب المعادن على الهيئات المطلوبة ، واللفظ من التركية (تَوكْمَق ) أي السكب ..، والتُكمه جي يُلفظ تُكمجي . والتكمه بكسر التاء وجمعها تِكَم- الدعامة من خشب تكون تحت السقف .. قال في ( قاموس العوام ) إنها محرّفة ( ديكمه ) التركية بمعنى المعتدل الثابت ..، والتِكمه كذلك : حركة من حركات المصارعة محرفة ( تيمه ) التركية وهي رفس الحيوان برجله ، قاله في قاموس العوام .

***************

ذوله احنه الشيوعيين

سامي سلطان

شگد حلوين

ذوله احنه الشيوعيين

شگد طيبين

ما بينه دغش للوطن منذورين

شموع هواي ضوينه

رخصنه ارواحنه

وبالحزب متحزمين

مبادئنا شهامه

وغيره

ونزاهه

وصدق متعودين

شگد رادوا يلاوونه

شگد ذولاك عادونه

شكد ذوله يعادونه

صلب عود الشيوعيين

ما دام الشعب يعرف

فكرنا   البيه متمسكين

عدالة وللفقير الحق

وكل الناس متساوين

***************

الرايه الحمره

الى آذار الميلاد

حسين جهيد الحافظ

ما بين يقضه او حلم

وجفون بيهه الوسن

دنيه او يفيض احساس

روحي حمامة فرح

إجناح شايل سنبله

واجناح وردة ياس

وابگلبي طش الفرح

فرحة ابن فرناس

نهران بي الزهو

من شيمة العباس

طش بيه حيل او بعد

طش بي گد الكون

اجفوني رسمن سمه

نجمه او غصن زيتون

بس بي غيمه بقت

واتهون هم اتهون

ما تبقه غيمة حقد

بعيون اليحبون

او عثرات جدم الدرب

متعطل اليمشون

او مادام فكرك فهد

حيل او هدف مضمون

نوصل شواطي الأمل

وانعبر اليردون

او لازم نشوف الشمس

ما دام عدنه أعيون

وايضيع جدم المشي

يا ترفه بالباگوچ

لا ضاع بيهم صدگ

تاهوا ولا وصلوچ

وانتي وحگ عزتچ

والرادوا ايذلوچ

يخسون ذلوا تره

و أبدا فلا لحگوچ

اشكثر واشگد هومشوا

عجزوا ولا لاحوچ

ظليتي شمس او گمر

او كل البشر شافوچ

حمره او ترفين ابفخر

بالمنجل او چاگوچ

*************

اصواب البغيرك شدخ

عبد الاله الفهد

أنتيكه صار الوفا

 اوصار الصدگ تمثال .

اومابقى ابخوة گبل

  بس چلمة التنگال .

منك تره الصوبك

  وابن امك الچتال .

ما إلك غيرك بعد

   انته التحل عگدتك

    وانته التعدل الحال .

اصواب البغيرك شدخ

   گالوهه بالأمثال .

*****************

مستاحش

علي الشباني

يهلبت جلمه بيك... تهون

مستاحش

تمر بيَّ السچچ سكته..وأرد مذبوح

لن طولك بعد ما مش

ولك عمري عطش...عمري مهر مجنون

ولك عمري تعنالك، يهلبت چلمه بيك تهون

آني الطحت بدروبك مذلّه..وهَم

أفر گلبي بسواليفك واطيحن دم

وانتَ امسيّس بكل السواجي اورود

وانتَ امسيّس بكل الگلوب اورود

وبروحي تمر جدحة نجم للگاع

تجرحني ولا عوفك

و اخافن تثگل عيوني من اشوفك

و اطيح بروحي من تجزي حطب والهب...

وانتَ ولا تخضّر عود

ولك خضّر ولو بس ماي

اجيك مناحر السچه، والحچي مترب عله عيوني

و اصابيعي دمع...و امشيلك امرايه

اجيك بحيل فختايه وارد عشگ ما ينگال

واطگ بعيونك المغرب...شذر و هلال

ياخذني عليك الليل... يلطولك سمه... وهلال

أگعد بدربك سمه...وانتَ اكبر بعمري گمر

آني المبعثر سواجي، و انت ها وسعك نهر

آني بيَّ السكته تمشي سنين

تعبان النهر بالماي

ثگلان النهر بالطين

والسكته جسر ع الماي، روحي لياجرف تردين

يا هلبت تجي بلا خوف

زاهي الشوف بعيونك...واحچيلك عليْ الليل كلّه

وترجف بروحي محنّه

غنّه حتى الخوف، بيَّ الماي غنّه

وفاضت بروحي المحنّه

واعتنيت الشوگ بيّه وما خفت...

خافت عيونك عليّ وما خفت

طشريت ايامي، دوهني غرامك حيل

وبروحي تهت

وانت كلش مستريح، وآني من شفتك همت

آني من شفتك شبابيچ العمر وجن ضوه وقداح

وايامي رصيف يروح للملگه...ويرد مرتاح

والبيت اليخضّر لك على العتبه عشب اخضر

و اظل آني على الشوفات...خلگ يزغر

خلگ يكبر

وتظل انت على ايامي حرير اشگر

****************************

الى أمي

(في ذكرى رحيل سيدة الأحبة)

أحلام الزيدي

اوجرت ...

دنياي بيه

ابلا هواچ !

ولمسة إيدچ

يادواي الشافي !

النوم ..

ما ينحسب نوم

ابلا غطاچ !

يلي حنيتچ

غطاي الدافي !

ويادفو چلماتچ

الظلن وراچ

لمَّن أذكرهًن

أذب إلحافي !

ماكو بالدنية

وفه ...

يشبه وفاچ !

ومنهو بعدچ

يمه ...

إليه يوافي !

گلبي وعيونچ

ولا مرة نساچ !

امنين أجيچ ؟!

وشرط أجيلچ

حافي !

جنة الله

اعله الأرض

وأطلب رضاچ

كون اذب

شوگي ...

اعله جدمچ

غافي !

طفت أيامي

ييمه ..

ابلا ضواچ

وگمر دنياتي

بغيابچ طافي !

دموعي خرسة

وسكتة ..

أبچيهن وراچ

وصدى صوتچ

صاح بيهن

كافي !!!

********************

ابوذيات

عبد حلو حيدر الفريجي

1ـ المصايب هل لوت ضلعي وحنت

بجت نوك الخلك لجلي وحنت

العواذل خضبت جفها وحنت

اهي فرحت وظل الحزن ليه

2، الدنيه خوش دكه وياي دكت

بسمار الغدر ياناس دكت

بكلبي او ما عرفت شلون دكت

معلنه السفر بدروب المنيه

3ـ الغيرك ما نكل جدمي ولا مر

خبزك جالعسل عندي ولا مر

انت الحاكم العادل ولا مر

ابشفاكه ولين من تحكم عليه

4ـ رمان الصدر يامدلول يلزم

وجفي التها بالقداح يلزم

اوياك الوصل يا محبوب يلزم

المحبه اونكلة اجدامك عليه

5ـ روحي الحبتك ريض وتنها

مكاتيب العشك وصلن وتنها

غفت بورود رمانك وتنها

خله ابجنتك لا تفز هيه

*****************

الصفحة الخامسة عشر

مشاكسات سريالية ضد الواقع والواقعية

لطيف هلمت

اينما  تصحرت الارض

اود  ان احولها الی بساتين زاهية :

بدموعي  ..

اينما شد الليل اوتاد خيمته

اود  ان احولها الی سراج حبلی بأضواء :

قلبي ..

اينما عشقت ...  حلوة

اقول بكل اللغات كن ورودا وقبلات:

يا حب ..

رفقا  باسماكه

اود  ان اغمره  بامطار  بكائي

اينما نضب:

نهر ...

منذ  ولدت  والی هذه  اللحظة

تسلب  كلماتي  واسراري

كم هي قاسية ....و جائرة :

الورقة البيضاء..

هي سجاني الوحيدة

وانا  سجانها  الاوحد

ورغم شدة  عداوتنا

تربطنا  صداقة  حميمة :

انا والكلمة...

***********

هي بكامل انوثتها وأنا بكامل الحرب

حميد حسن جعفر

صلم تكن النسوةُ في تلك اللحظة-وعلى غير عاداتهن -من حلفائي،

سأنجزُ  ما  بذمتي ،و أترك لكِ المنائر  و طيورها،

هل تعتقدين إنكِ  دليلي الى  الفضيلة ،كأن لم تكن الحروبُ قد

أتمتْ فرائضها على يديكِ  إرضاءً  للحظةِ  غضبٍ، حين تعثرتِ

الحافلات بالجثثِ،و ناشد اللهُ الجنودَ  أن  لا  يقتتلوا تحت قبته،

(كنتِ تعدين  نفسكِ للقائي )

ليذهبوا  أينما يشاؤون ،ليكن عراكهم تحت رايةِ  عمرو أو  زيدٍ ،

منذ أن كان عمري دون الثلاثين وجسدي لم يخضعْ لسوى صبيةٍ

وجدتْ فيّ مخلصًا لها، و منقذًا لما سيحدث من اختبارات الذكورة ،

لا مدخل لي  لبيتها سوى الشارع الذي يخترق البستان كما  السهم،

حيثُ تشتدُ العتمةُ،و تصير الطمأنينةُ حلمًا ،وأنتِ وسواسي  القائم

على شؤون  الحياة  فتعبثين به،

لم  يكن  جرذيَ المختبرِ  حتى تضعين غيابه ضمن حسابات الواقع،

حتى  تخضعينَ أصابعي لإمتحانات النّاي ،عسى أن لا أخفقَ  في

الإستجابة  لنواياكِ،فأكون عود الكبريت الذي يجب أن  يحتكَ بجسدكِ

لأشتعل َ،

طالما حاولتِ ان تفعلي  ذلك مرارًا ،فأتقدُ أنا و يظلُ عودُ الكبريت سليمًا

بين يديكِ،هل كنتِ تفعلين َ ما تأمركِ به هواجسكِ ؟

وحين وجدتكِ أمامي لم أكن أمتلك ُ من التجارب ما توفرُ لي  لحظة َ

إختيارٍ  ناجحةٍ، و ربما تكونُ فاشلةً،هكذا تمكنتِ من الجندي  الذي

تخلفَ عن السوقِ لأداء  الخدمة الإلزامية ،

لم يكن عصيان ُ أوامركِ من تفاصيلِ برامجه،كانت الحياة تتحرك ُ مطمئنةً،

( لا فطنةَ لدي تمنعني من ان أكون فريستكِ )

المبررات ُ والاسبابُ. تصطف ُ الى  جانبكِ، تطعمينَ طيوري، و تختارين

من الفتيان الأكثر مكرًا ،لم أفكرْ بالجانب  المظلم من القمر ،كائن ٌ أبيضُ

كل  ما لديه من المزارع ثلاثة وعشرون هكتارًا مزروعةً بالقطن  المصري

طويل التيلة ،و حقل أبقار  حلوبة هولندية المنشأ،مع كافة ادوات صناعة

منتجات الحليب،و مجموعة جداول لها إمكانية أن تكون  أحواض أسماك

أو سباحةٍ،و الكثير من  الإفتقار  الى الإحتيال،

كنتُ احسُ المرأةَ -وإن كنتُ لا أحبُ صفةَ الملائكة- سربًا من  سحبٍ لها

ملامح صغار الملائكة ،

لا ثغرة يتخذ منها التلوث مسرباً  سالكًا  لتتشكلٓ الإساءةُ وإن لم يكن

المجتمع الذي رسمته على  الورق مجموعة بهاليل ،إلا إنه. لم يكن قطعان

ذئاب ،

(ميكانيكي حافلات نقل عام،طلاب مدارس دينية  لم يحالفهم الحظ في أن

يكونوا مصدر فتاوٍ،أو من بناة الدولة الحديثة ،باحث عن منابع النفط الذي

سيُستثمرُ من قبل شركات متعددة الجنسيات ،حزبيون ستتم تصفيتهم لاحقًا

بتهمة التآمر على النظام)

لم يتبق لي سوى أن أتكيء على جدران النسوة ،لأجدَ حديدَ الحروبِ أساورَ

لأذرعهن الباسلات ، وما أنا  الّا الذي دخل الحربَ متأخرًا فلم أمتْ، ولم

أُتهم بالشجاعةِ لكي تغطي الانواطُ صدري، لم أقلْ إني مَنْ أطفأ  نيران  المعارك

 والطعنات لم تستطع أن تستدلَ عليّ إلا من خلال إمرأةٍ كانت ْ تحاولُ. أن  تحتفي بأصابعي ،فإذا بها تدعو أن لا  تكون لرئتيّ مصادرًا للنفخ في  القربةِ،

(من إتفق مع النسوةِ لكي أجدهن ناعمات هكذا ؟)

لا حكمةَ تحدُ من سيولة  عتمة ٍ تأخذ بأيديهن نحو القطيعة ،

هكذا إستجدتْ أمور الحياة ،ما بين صبيةٍلم أتذكر إني قلتُ لمن تماثلها:وداعًا ،

فليس  من الطبيعي حمل الفأس لأضعـ ما يشير  لمروري  بجسدها ،

أو ما تمكنتْ أن تضع على معصميّ آثارها من خلال اغلالٍ و أقفالٍ،

و إلى الآن هي صبية في الستين،وأنا الصبي الذي تجاوز السبعين،

وما زالت اعلانات -عودة الشيخ الى صباه - تشيرُ. لكلٍ منْا ، تشير لحياة زوجيةٍ

متكافئةٍ و ليلة زفاف تعادل أربعةً وعشرين ساعةً ضوئيةً،

هي بكامل أنوثتها ،

و أنا بكامل الحروب ،

لا أنا طليقها ،ولا هي قرينتي.

*********

قصة قصيرة

عورة

عصام القيسي

أرسل أليك وأنا في صومعتي، استمع لآلة “الكلارنيت” التي كانت وما زالت تسعفني في بؤسي واضمحلال أفكاري. لكنني، وعلى غير العادة، أستهلُ رسالتي هذه من دون تحية أو سلام..

هل تعرف متى يصبح الإنسانُ ميتاً؟ كلا، عندما تُستباح كرامته. وهل تعرف متى يحيا؟ جواب غير صائب، لا تتعجل.. يحيا عندما يضع حداً لصمته ويتكلم.. لكن هل تعرف ما هي العلاقة بين الموت والحياة؟ إطلاقااااااا.. الاثنان أصبحنا لا نطيقهما.. وأخيرا، هل تعرف متى يتعرى الشارع ويصبح عورة؟ هاك جوابي : عندما تُقطع أشجاره..

أتستغربُ من كلامي هذا؟ معك حق، خذ إذن..

كنت ذاهباً بالأمس لرؤية أحد الأصدقاء في شارع الصريفي بحي الميدان، الشارع الذي ولدتُ فيه وعشت طفولتي على أرصفته. ونمت تحت فيئ أشجاره المعمرة. وغادرته متأخرا قبل أن تجذبني شهية القبور المفتوحة..

لم يتغير أبداً، بل تعقد وصار أكثر ظلاماً من ذي قبل، وما زالت أرصفته تأوي أمثالي وتلك الأشجار اتعبتها أصوات الثكالى والأرامل، وتقوست ظهورها ومالت ميلة لا قيام لها. حكمت على نفسها بالاندثار. فهيبة الأشجار في وقوفها، وعمرها في صمودها، وسخاؤها بثمارها وورقها الندي الذي يجلب النسيم والعبير الممزوج بعبق وجوه أصحابها.

شارع الصريفي لطالما كان كبش فداءٍ لكل معركة تندلع منذ سقوط العاصمة وإلى وقتنا هذا، كنا قاب قوسين أو أدنى من الهلاك لولا تفاني وإخلاص تلك الأشجار العظيمة وشموخها، كنا أمواتًا لكنها احيَتنا، وكنا نسقط صرعى وأوراقها تبقينا. وكنا نبكي بحرقة وجذوعها تحتضننا. كانت الأم الحانية، بل الجدة الحريصة التي تضمنا بقوة وتخشى علينا من ظلمة ليالينا المغبرة وتمسح دموعنا بإشاربها الاسود.

فور أن وطأت قدمي تراب الشارع، أحسست بغربة غير متوقعة. ليس هو شارعي، وليست تلك مدينتي بل ليس هو وطني أصلًا..

أزالوا تلك السنوات الخضراء التي سقط تحتها العشرات ولم تسقط، واُندلعت النيران فيها ولم تحترق، وقصفوها وما أعارت لذلك اهتماما، فأهل الشارع كانوا يعدّونها القائد والفارس.. لم تخذِلهُم ولو بسقوط ورقة.

صمدت لعقودٍ وعقود، لكن حين ارتخت الاذرع، وانخفضت وتيرةُ الاحداث، وسَكنت الهوجاء.. زاد تقوسها، فقطعها أهلها، واجتثوها من أصولها. الطعنة أتت من أقربَ الناس إليها، فهُم من خذولها وطعنوها، كانت مُهيبة، لم تخشَ الأعداء، خشَيت من أبنائها عليها.

ولم يكتفوا بذلك، فقد استغلوا عدم حيلتها، فنهبوا أفنانها وأوراقها، وأودعوها في صفائحَ حديدية، وأضرموا النيران فيها، ليستدفئوا منها ويثملوا حولها، باتت متفحمة، كأنها جبل دُكَ أرضا، وأمست تنظر اليهم بعينٍ أغرورقت بدمٍ كحلي.

اذهب إلى الشارع يا صديقي وانظر إليه..

انظر كم هو عارٍ.

*******

نقد

حسينة بنيان.. الشعر حين يكتوي بحرارة الحزن

أحمد الناجي

تجلت الموهبة الأدبية للشاعرة حسينة بنيان حين عرفتها منصات المهرجانات الطلابية، وقد وضحت بأنها ذات موهبة شعرية واعدة، وانشغلت مبكراً بالحلم الوطني الذي يحمل الغنى الإنساني ويتسع للعالم كله، بالاتساق مع توجهات الأخوة الكبار (جبار وهاشم)، في تهيئة الذهن باتجاه تفهم معنى الوجود، فلم تتردد، ولم تصعب عليها الرؤية، ولا حتى التفريق بين ألوان الفكر.

مبكراً.. مالت الفتاة الحلّية الشابة بقدرها الى حيث يكون القلب يساراً، وقدمت حب الوطن على الذات، وأدركت حينذاك الترابط الجوهري بين القول والفعل، ولابد أن يقترن الموقف الفكري بالعمل النضالي، فسارت على جمر التحديات، متصدية للعمل السياسي باندفاع، لتحقيق الوطن الحر والشعب السعيد. وجعلتها هذه التوجهات أن تكون عرضة لشتى المضايقات من قبل أعوان النظام السابق وأجهزته الأمنية.

كرست حسينة بنيان نفسها كشاعرة، فضلاً عن كونها ناشطة تحوز على مواهب متعددة، فقد أسهمت بالعديد من الأنشطة الأدبية والفنية، وعملت في المنظمات المهنية الديمقراطية في اطار تنظيمات اتحاد الطلبة العام ورابطة المرأة العراقية، كما شاركت في منتصف سبعينيات القرن العشرين ضمن فعاليات الفرقة الفنية للحزب الشيوعي التي كان الشاعر ألفريد سمعان مسؤولاً عنها.

وواصلت الشاعرة مسار الاشتغالات الأدبية، ولم ينكسر نصل قلمها رغم ضربات التدجين القوية في الحقبة التي تطوقت بالثقافة الواحدية، شاحت بوجهها عن الفتات الرخيص منزوية، ولم تسبح بحمد الديكتاتور الذي لا يرحم، وراحت تحث الخطى في دروب فن القول على منوال دؤوب، واثقة من موهبتها، واستطاعت أن تلفت الأنظار اليها، وتفرض حضورها في المشهد الشعري العراقي، لاسيما بعد أن راكمت منجزاً شعرياً ممتداً طوال سنوات حياتها، منجز يحفل بتعبيرات ابداعية مرصوفة بالكلمات، تعكس انفعالات الوجدان، وتعبر عن أحاسيس الذات المثقلة بهموم الوطن وشجون الحياة، وتمثلت تحققاتها في إصدار سبع مجموعات شعرية. وتقوم نصوص المجموعة الأخيرة (أم أخيها) برمتها على رثاء الأخ (هاشم)، وعندها يختلط الشعر بالحزن، وقد وضعت نصب عينيها موضوعة الاهتمام بصوغ العنوان بوصفه العتبة النصية الأولى التي تمثل نصاً موازياً للمتون الشعرية، فضلاً عما ينطوي عليه من وظيفية تعريفية، إذ يكون بمثابة الجسر الفكري التواصلي بين المتلقي والنصوص الشعرية، فذهبت الشاعرة الى الاستعانة بالماضي عبر اختيار كناية ذات دلالات خصبة موحية ومولدة للمعاني، هي: (أم أخيها)، تستمدها من التاريخ الإسلامي، محملة برمزية الأخت التي تقوم بدور الأم، وتنوب عنها في تحمل الأعباء الثقال، وغير ذلك الكثير لكونها حقلاً منتجاً للدلالات.

في لحظة تجلي، تقوم الشاعرة باستدعاء أخيها لما يتقدم الفرح اليها في ذكرى تأسيس الحزب الشيوعي العراقي.. المنعطف التاريخي المجيد يوم 31 آذار، فتنفث على وريقات الأيام، نتفاً من الخلجات المحبوسة بين طويات الروح، ويرتد صوتها في قصيدة منعكسة بطعم خاص عبر تجاور الفصحى مع المحكية، تنطوي على انفعالات متشكلة من أحاسيس وعواطف صادقة، دافقة بمعاني الاصرار.. اصرار الراحل وثباته.. وهي تهمس: (وأنت الذي علمتني ما أقول).. لكي تخبره بالبقاء على العهد، واستدامة رفاقه على المسيرة النضالية الناشدة الى تحقيق حياة أفضل ومستقبل زاهر.

بقيت الشاعرة مشدودة الى عوالم المخيلة، تنظر الى ما حولها، تتأمل.. تتابع الأيام المحملة بالمصائب، وهي تنوء بأهوال النازلات على الرؤوس، تتحس أول ما تتحس جسامة فقدان الأخ، ورغم ظلال الفجيعة القاسية والمؤلمة، لتسترجع فضائل الغائب/ الحاضر، لأن هذا الإنسان الشيوعي حقاً من البشر الذي لا تنمحي آثارهم، وهو من الطراز الذي لن تنزوي سيرته أبداً في زاوية النسيان، بل تبقى حاضرة مع ديمومة الحياة، وتظل دوماً تطرق أبواب الذاكرة.

أن الشاعرة (أم أخيها) منذ أن انطفأت روح (هاشم) صار قلبها يكتوي بالحزن، ولم يكن بوسعها أن تغمض عينيها من دون أن تتفحص رسمه، فكانت تهجسه في وجوه أصدقائه، كل من:  ناصر إبراهيم فلاح عادل رياض صلاح غفار عماد علي وخيال.. مثلما راحت تشتم رائحته العطرة في الفضاءات التي كان يرتادها في مدينته الحلة الفيحاء، تستذكره في المراحل العمرية كافة، وأخذت تطوف بالأمكنة التي كانت أنفاسه تعطر هواءها، فتنقلت بمراكب الشعر في قصائدها ودليلها المخيال الذي يومئ نحو وجهتها، ويداري أملها، وراحت تتجول بين بساتين الحلة.. حديقة الفيحاء.. حي بابل.. حي المتقاعدين.. قطعت في مشوارها كل المسافات، مقصدها الى حيث تكون مسارب النزهة يومذاك، حتى وصلت شارع الأربعين، ومن ثم تسللت الى فناء المدرسة الغربية النموذجية تستقطر شيئاً من ذكريات الطفولة، ولعله يتسلل الى خاطرها، ويمكث برهة بين ناظريها.

ان انثيالات الذات المتدفقة من قاع الوجدان، والطافحة تحت وطأة الحزن رسمت بالكلمات على نقاء الورق سيرة هذا الإنسان العامرة بالكفاح، والتي ستظل صفحة ناصعة البياض محفورة على تضاريس التاريخ الوطني العراقي، لن تنزوي أبداً في زاوية النسيان.

أنت منهُ وهو منكَ

آخر نص كتبته حسينة بنيان

لاتقل لمن يحتويك

لستَ أنتَ

فأنت منه وهو منك

طينُكَ البرّي

قد تعترضُ الجذور

وتهتزُّ السيقانُ

وتنفرُ ألاوراق

وتفرُّ الزهور

فأنتَ منهُ٠٠ذلك الباكي

نهرُك العميق

تحت أجنحةِ الحمائم

لتشهدَ له النيرانُ والدماء الضائعةُ

وجداريةُ فائق حسن

وبعضٌ من دموع أمهات

مازلن يرتّلنَ

ياسين٠٠ياسين

لم تعُد كما أنتَ

فالجرحُ باقٍ

ودعاءُ الفجر يرتشفُ الأمان

منكَ

لاتقل شيئاً

قد تعترضُ الزهور

وينوبُ عنك

ثأرٌ آخرَ ٠٠وبقايا صلوات

*********

الصفحة السادسة عشر

إصدار

العدد 4 من

“صوت الصعاليك”

صدر العدد (4) - 14 شباط 2021، من صحيفة “صوت الصعاليك” الاخبارية الالكترونية نصف الشهرية.

وتمثل هذه الصحيفة التي تعنى بالقضايا السياسية والمجتمعية “صوت مَن سقطوا لاستعادة وطن فارتوت أرض الرافدين بدمائهم” – وفق ما جاء في مانشيت يتصدر جميع صفحاتها.

**************

نقطة ضوء

سلة “ كورونا” التموينية!

طه رشيد

اعيش في فرنسا منذ زمن بعيد مراقبا قضية اساسية وهي كيف تتعامل الحكومة بنوعيها الاشتراكي والرأسمالي (اليساري واليميني) مع المواطن، سواء في السلطة التنفيذية ام التشريعية، وكلتا السلطتين تحاولان ارضاءه، لانهما تعرفان مسبقا ان مستقبلهما يتوقف على رأيه فيهما، حين يأتي موعد الانتخابات اللاحق.

 فصوته في الصندوق السحري، هو الذي يقرر التجديد لهما من عدمه!

اما اذا لعب أحدهما بذيله فالمواطن على استعداد لان يقلب عليه الطاولة بالاحتجاج والتظاهر السلمي، ثم الإضراب الذي يشل الحياة جملة وتفصيلا، فاذا لم ينفع هذا معهما يمكن الدعوة للعصيان المدني! وتشهد فرنسا سنويا الكثير من التظاهرات والاضرابات، حتى اصبحت الدولة الاوربية الاولى ربما في هذا المضمار. حيث تنشط الجمعيات والاتحادات المدنية باستمرار في الحفاظ على المكتسبات الاجتماعية والثقافية والسياسية في مجالات التعليم والتربية والصحة والسكن والتقاعد وكل ما يتعلق بالخدمات والبنية التحتية. ولعل انشط طبقة في هذا المجال هي الطبقة العاملة التي تحظى بتاييد جمعي وبريادة اهم فصيل عمالي في البلاد وهو الاتحاد العام للشغل (CGT). وحين تستفحل الازمة تسارع الحكومة لتشكيل خلية لحلها بفتح حوار علني مع المقربين والمحتجين والمنتفضين!

اثناء ازمة كورونا الحالية لم توزع الحكومة سلات غذائية، لان هذه السلال من اختصاص الجمعيات الخيرية والبلديات. لكن بالمقابل دفعت الحكومة مليارات الدولارات كرواتب شهرية للعاطلين عن العمل بسبب جائحة كورونا، كسواق التاكسي والعاملين في المطاعم وفي المتاجر او في المسارح كتقنيين وممثلين، كذلك الحرفيين الذين يتوقف رزقهم على نشاطهم اليومي.

ترى كم دفعت الحكومة العراقية ليس للعاطلين عن العمل، ولكن للذين تعطلت اعمالهم بسبب جائحة كورونا، وبالاخص اولئك الذي لا رزق لهم سوى ما يحصلون عليه يوميا؟!

وهل تم تطوير مفردات السلة الغذائية البائسة، ام ننتظر شهر رمضان لاضافة ربع كيلو عدس!

اما عن التعامل مع الاحتجاجات فالجميع يعرف ما تعرض له المحتجون والمعتصمون، سواء في بغداد ام في بقية المدن، من تصفيات وقتل واختطاف وتعذيب، حتى فاق عدد الشهداء السبعمائة في ظل الحكومة السابقة، وما زالت الاعتداءات والقتل والخطف مستمرة في ظل الحكومة الحالية، بالرغم من تهديد ووعيد رئيسها بانه سيلاحق القتلة!

لكن على ارض الواقع “ ذاك الطاس وذاك الحمّام”!

**************

على “قاعة الشهيد هندال” في البصرة

“الموسيقى التصويرية

إشكالية الاشتغال والتوظيف”

البصرة - حيدر محمد

ضيّفت اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في محافظة البصرة و”ملتقى جيكور” الثقافي في المحافظة، أخيرا، د. قيس عودة قاسم الكناني، الذي تحدث عن “الموسيقى التصويرية.. إشكالية الاشتغال والتوظيف”.

الجلسة التي التأمت على “قاعة الشهيد هندال” في مقر اللجنة المحلية، حضرها جمع من المثقفين والمهتمين في الموسيقى، فيما أدارها القاص والمترجم عبد الكريم السامر، الذي قدم نبذة عن الضيف، وذكر انه تدريسي في قسم الموسيقى بكلية الفنون الجميلة - جامعة البصرة.

 د. الكناني، وفي مفتتح حديثه، قدم لمحة تاريخية عن الموسيقى وآلاتها التي تطورت عبر الزمن، معرجا على دور الموسيقى في تهذيب ذائقة الإنسان، ومعربا في الوقت نفسه عن أسفه لإهمال درس الموسيقى في المؤسسات التربوية العراقية، الأمر الذي يخلف انعكاسات سلبية على نفسية التلميذ، وعلى الذوق الفني العام.

واشار الضيف إلى ان للموسيقى عنصرين أساسيين، هما الإيقاع واللحن، وأن الموسيقى تتضمن أصواتا متآلفة، ونغمات وسكتات تسير عبر فترة زمنية محددة.

ثم ألقى الضوء على الموسيقى التصويرية التي توظف في الأعمال المسرحية، موضحا انها تتضمن أربعة أشكال، هي “موسيقى الإعداد”، “موسيقى التوليف”، “موسيقى التأليف المباشر” و”موسيقى الارتجال”.

وتابع قائلا، أن الموسيقى التصويرية تستخدم كبديل عن الحوار في بعض العروض السينمائية. فيما قدم بعض التفاصيل عن بدايات نشوء هذا النوع من الموسيقى، وأبرز من اشتغل عليه.

ولفت د. الكناني إلى ضعف الموسيقى التصويرية في غالبية الأعمال الفنية العراقية، مرجعا ذلك إلى عدم وجود هذا التخصص الموسيقي في الجامعات العراقية، فضلا عن تدخل المخرجين من غير الموسيقيين، في جميع عناصر العمل الفني.

وفي سياق الجلسة، قدم عدد من الحاضرين مداخلات، ركزت في مجملها على الاهتمام في الموسيقى التصويرية، من خلال استحداث أقسام تعنى بتدريسها في الجامعات العراقية، بما يوفر أرضية مناسبة لتوظيفها في الأعمال المسرحية والسينمائية، بالشكل الصحيح.

***************

في النجف

رابطة المرأة توزع سلات غذائية ومستلزمات طبية

النجف – ملاذ الخطيب

وزعت رابطة المرأة العراقية في محافظة النجف، صباح الاثنين الماضي، 25 سلة غذائية على عائلات فقيرة في مناطق متفرقة من المحافظة.

وجاءت هذه السلات، التي أرفقت معها كمامات ومعقمات، تبرعا من أحد أصدقاء الرابطة الخيرين.

ووفقا للرابطة، فإن هذه المبادرة تأتي للتخفيف من حدة الظروف الصعبة التي تعيشها اليوم الأسر محدودة الدخل، بعد أن تضررت أعمالها وانقطع بها سبيل الرزق بسبب إعادة إقرار الحظر الصحي.

***************

استنساخ حيوان

مهدد بالانقراض

واشنطن – وكالات

 نجح علماء أمريكيون في استنساخ حيوان مهدد بالانقراض، وذلك من خلال استعمال بقايا مجمدة لآخر من نفس الفصيلة نفق قبل 30 عاما.

وأعلن الجهاز الفدرالي الأمريكي المكلف بإدارة الحيوانات البرية (FWS)، أن الحيوان، وهو “حيوان السفشة” الأوربي، أو “فار الخيل ذو الأقدام السوداء”، ولد يوم 10 كانون الأول الماضي من رحم أم بديلة، مبينا أن المولود أنثى أطلق عليها اسم “اليزابيث آن”.

ويتمنى العلماء أن يكون باستطاعة هذه الأنثى التزاوج لتساعد في إنقاذ بني فصيلتها من الانقراض.

وكان “حيوان السفشة” قد صنف عام 1979 ضمن الحيوانات المنقرضة، لكن بعد سنتين اكتشف أحد المزارعين وجود قطيع منه على أرضه، فتم إطلاق برنامج لتربيته. كما أضيف إلى لائحة الحيوانات النادرة التي يجب استنساخها.

وتمنح “اليزابيث آن” العلماء أملا في استنساخ المزيد من مثيلاتها خلال الأشهر المقبلة.

***************

يونسكو:

كورونا تسبّبت في أضخم اضطراب تعليمي!

بغداد – وكالات

قالت المدیرة العامة لمنظمة الیونسكو، أودري أوزلاي، إن جائحة كورونا، تسببت في أضخم اضطراب تعليمي في التاريخ.

وأضافت في تصریح لوكالة الانباء الكویتیة “كونا”، الجمعة الماضية، أن موجة الإغلاقات العالمية التي اجتاحت المدارس والجامعات أثرت على أغلبية الطلبة، وأدت إلى تفاقم خطير في أوجه عدم المساواة في التعليم، وإلى إحداث تحولات جذرية طالت نظما تعليمية برمتها حول العالم.

وحذرت أوزلاي من ان “إغلاق المدارس والجامعات لفترات طويلة وتكراره، يؤدي إلى تفاقم خسائر التعلم وتعاظم الآثار على الصحة العقلية للأطفال”، مشددة على أهمية “ابقاء المدارس مفتوحة، أو إعادة فتحها في أقرب وقت ممكن مع مراعاة الامتثال الكامل للقواعد الصحية”.

وذكرت أن “تحالف یونسكو العالمي للتعليم، يعكف على ضمان استمرار التعلم بكل السبل، من ضمنها التعليم عن بعد، رغم أنه لا يمكن ان يحل مكان المدارس”، مشيرة إلى أنه “بعد مضي عام على تفشي الجائحة لا يزال أكثر من 800 مليون طالب يواجهون اضطرابات كبيرة في تعليمهم ما بين الاغلاق الكامل او تقليل عدد الساعات الدراسية”.

وأعربت مديرة اليونسكو عن خشيتها من أن تؤدي الأزمة إلى “تضخم فجوة التمويل السنوي المخصص للتعليم في البلدان الأشد فقرا، ليصل إلى 200 ملیار دولار سنويا”، مؤكدة ان “فترات الإغلاق الطويلة للمدارس والجامعات تقوض التقدم المحرز في قطاع التعليم خلال العقد المنصرم”.

وبيّنت أنه “منذ تفشي الجائحة وصلت خسارة طلبة المدارس في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، إلى أربعة أشهر من التعليم، وذلك مقارنة بخسارة تعادل ستة أسابيع في البلدان المرتفعة الدخل”، موضحة أن “أكثر من 450 مليون طالب تعذر عليهم الانتفاع بالتعليم بسبب التحول العالمي إلى التعليم عن بعد”.

***************

دراسة:

العالم خسر 20.5 مليون سنة من العمر بسبب كورونا!

برشلونة – وكالات

كشفت دراسة حديثة عن فقدان العالم أكثر من 20.5 مليون سنة من العمر بسبب جائحة كورونا.

الدراسة التي أجراها مركز أبحاث الصحة والاقتصاد في جامعة بومبيو فابرا في برشلونة، ذكرت أن فيروس كورونا تسبب في خسائر أكبر بكثير، مبينة أن عدد سنوات العمر المفقودة بسبب هذا الوباء تتراوح ما بين 2 و9 أضعاف السنوات المفقودة بسبب الإنفلونزا الموسمية.

وسنوات العمر المفقودة هي الفرق بين عمر الفرد عند الوفاة ومتوسط العمر الذي كان متوقعا أن يعيشه.

وعلى الرغم من أن كبار السن هم الأكثر عرضة لخطر الموت في البلدان الغنية، إلا أن أكبر عدد من سنوات العمر المفقودة كان بين الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 55 و75 عامًا بنسبة 44 في المائة، وبلغت 30.2 في المائة بين الأفراد الذين تقل أعمارهم عن 55 عامًا، و25 في المائة بين الأشخاص الأكبر من 75 عامًا.

ولفت الباحثون إلى أنهم أخذوا في الاعتبار أن الجائحة أدت إلى وفاة أكثر من 1.279.866 شخصا في 81 دولة، بالإضافة إلى بيانات متوسط العمر المتوقع، وتوقعات إجمالي الوفيات حسب البلدان.

ويقدر العلماء، أنه في المجموع ربما تكون 20.507.518 سنة من العمر قد ضاعت بسبب كورونا في 81 دولة، بمتوسط 16 عامًا لكل حالة وفاة فردية.

****************

في الكاظمية

امرأة تزين واجهة بيتها برسوم تعبّر عن التراث

بغداد – طريق الشعب

قامت سيدة تسكن في أحد الأزقة القديمة بمدينة الكاظمية، بتزيين واجهة بيتها برسوم ملونة تعبر عن التراث البغدادي، وذلك بناء على ولعها بالتراث الشعبي العراقي وبمقتنيات المتحف البغدادي. 

وكانت السيدة أم علي، قد طلبت من عامل قام بترميم بيتها بعد أن طالته الرطوبة، أن يضيف بعض الرسوم على الواجهة الأمامية للبيت، ترمز للتراث البغدادي، كي يضفي ذلك جمالا على زقاقهم – بحسب قولها.  وتوضح أم علي قائلة: “طلبت من الرسام أن يرسم لي امرأة جميلة ترتدي العباءة البغدادية القديمة، فوق واجهة بيتي، لتبدو مثل أمي (الجدة)”.  وتتابع قائلة، أن أبناء حيّهم يلقبون امها بـ “الجدة”، ويطلقون على منزلها اسم “بيت الجدة”، لأنها (أمها) كانت بمثابة جدة لجميع سكان الحي، كبارا وصغارا.