اخر الاخبار

الصفحة الأولى

طرحت آلية للدفاع عن الحريات والحقوق العامة.. قوى التغيير الديمقراطية: حراك وطني لتشكيل كتلة سياسية كبيرة

بغداد ـ طريق الشعب

كشف قياديون في تحالف قوى التغيير الديمقراطية عن مرامي الوثيقة السياسية التي طرحها التحالف، أخيرا، مؤكدين أنها تمهد للخروج من الأزمات الحاكمة، ومعالجة ما تراكم من ثغرات ونواقص، عبر اعتماد رؤى متكاملة وبرنامج ملموس ينطلق من الحقائق التي يعيشها البلد، وأوضاعه السياسية والاقتصادية – الاجتماعية والأمنية.

في الأسبوع الماضي، أبدت قوى التغيير موقفا معارضا لنهج المحاصصة الذي تشكلت وفقه هذه الحكومة.

وقالت قوى التغيير في بيان لها صدر يوم الأربعاء الماضي: «إننا في الوقت الذي تراقب فيه قوى التغيير الديمقراطية القرارات والإجراءات التي تتخذها الحكومة الحالية، فأنها تجدد موقفها المعارض لنهج المحاصصة الذي تشكلت وفقه هذه الحكومة، ويجري تكريسه في جميع مؤسسات الدولة، لا وفقا للكفاءة والنزاهة والاختصاص، بل وفقا للولاءات الحزبية والمحسوبية السياسية. من خلال التعيينات في المناصب العليا والدرجات الخاصة».

مساعي قوى التغيير وحراكها

يقول الأمين العام لحركة نازل اخذ حقي الديمقراطية، مشرق الفريجي ان «هناك خطوات قادمة للتصدي لمشاريع القوانين التي تقيد الحريات، من بينها قانونا جرائم المعلوماتية وحرية التعبير»، معربا عن رفضه لأية توجهات «تعسفية» بحق المجتمع.

ويضيف الفريجي في حديث لـ»طريق الشعب»، ان هناك مساعي للوصول الى القوى الوطنية التي هي خارج مظلة قوى التغيير الديمقراطية، مشيرا الى ان عملية استقطابها هي من أجل تعزيز جبهة الدفاع عن الحريات والحقوق العامة.

ويشرح الفريجي آلية الدفاع وصد التوجهات التعسفية لقوى المحاصصة بأنها تكون عبر طريقين؛ الأول، من خلال الحركة الاحتجاجية. والثاني، بواسطة أعضاء مجلس النواب القريبين من قوى التغيير والحراك الاحتجاجي.

تبني مواقف مشتركة

ويشير الى ان قوى التغيير الديمقراطية تعمل على إيجاد سبل لتبني مواقف مشتركة مع قوى الاحتجاج.

وفي هذا الصدد، يكشف الفريجي عن «استعدادات لتنظيم تظاهرة مشتركة يوم السبت القادم في ساحة النسور ببغداد»، مؤكدا ضرورة استمرار المشاورات مع الفاعلين الاجتماعيين والقوى الوطنية سواء في مجلس النواب والفاعلين المجتمعيين والمنظمات والنقابات والاتحادات، من أجل الاشتراك في كتابة نظام انتخابي وقانون انتخابات جديد.

كتلة سياسية كبيرة

بدوره، يبيّن القيادي في تيار الوعد العراقي لؤي عبد، ان «الوثيقة الأخيرة التي أصدرها تحالف قوى التغيير الديمقراطية، تساهم في تنظيم المواقف والمسارات السياسية لهذا التحالف»، مؤكدا انها «تحاول ضبط مسار القوى الاخرى الموجودة في المنظومة السياسية».

ويقول في حديثه لـ»طريق الشعب»: ان القوى التغيير «ذاهبة باتجاه ان تكوّن كتلة سياسية كبيرة، تستطيع المشاركة في الانتخابات المقبلة بشكل فاعل»، معولا على جهود التحالف ورؤى قواه الثابتة في إحداث التغيير الشامل.

وينوه بأن هدف التحالف في المرحلة المقبلة هو التركيز على استقطاب القوى الوطنية المعارضة لنظام المحاصصة كي تنضوي تحت مظلة تحالف قوى التغيير الديمقراطية.

--------

في اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني.. الرفيق رائد فهمي يزور السفارة الفلسطينية

بغداد ـ طريق الشعب

زار الرفيق رائد فهمي سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي يوم الخميس الماضي، السفارة الفلسطينية في بغداد، وكان في استقباله السفير الفلسطيني في بغداد الدكتور احمد عقل.

واكد الرفيق فهمي الموقف الثابت والمبدئي للحزب الشيوعي العراقي من نضال الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة بمناسبة اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني. كما عبر عن إدانته لتصاعد الجرائم البشعة التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي وعصابات المستوطنين بحق الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية والقدس، وشدد على تضامن الشيوعيين العراقيين مع النضال البطولي للشعب الفلسطيني لانهاء الاحتلال الإسرائيلي وانتزاع حقوقه المشروعة في العودة وإقامة دولته الوطنية المستقلة على أرض وطنه وعاصمتها القدس.

وتناولت الزيارة أهمية تطوير العلاقات بين الشعبين العراقي والفلسطيني.

------

راصد الطريق.. لا .. لهذا الاصرار على تكميم الافواه !

أنهى مجلس النواب، امس السبت، القراءة الأولى لمشروع قانون حرية التعبير عن الرأي والاجتماع والتظاهر السلمي، المثير للكثير من الرفض والاحتجاج.

وفي الوقت الذي يُنتظر فيه من المجلس تشريع القوانين المهمة المنسية، مثل قانون النفط والغاز وقانون مجلس الاتحاد، نراه يحتضن هذا المشروع الذي ينتهك الحريات العامة، ويخالف الدستور ونصوصه التي تكرس حرية التظاهر والتجمع السلمي.

فهو يتضمن فقرات جزائية عديدة بحق من يريدون التظاهر او الاجتماع سلميا وفق الدستور، ويفرض استحصال إذن مسبق للتظاهر، كما يحتوي مصطلحات وعبارات مطاطية تتيح توجيه الاتهام لكل من يريد التظاهر والتعبير عن رأيه، وبما يمثل تراجعا خطيرا في ملف الحريات في البلاد.

ان السعي لتمرير مسودة القانون هذه انما يخدم مخططات تكميم افواه العراقيين،  لكن مثل هذه المساعي ستصطدم دون ريب برفض الأحزاب والقوى الديمقراطية والمنظمات المدنية وكل المدافعين عن حرية التعبير والتظاهر.

وان أعضاء البرلمان المستقلين على الاقل، مدعوون للنهوض بدورهم في الرقابة والتشريع وفقا للدستور، ورفض تمرير هذا المشروع اللادستوري، وتفادي ركوب سفينة المحاصصة والفساد والتضييق على الحريات.

-------

بلاغ صادر عن اجتماع اللجنة المركزية

للحزب الشيوعي العراقي

عقدت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي يومي الخميس والجمعة 1 و 2 كانون الأول 2022 اجتماعها الاعتيادي الدوري.

بدأ الاجتماع اعماله بالوقوف دقيقة صمت تكريما لشهداء شعبنا العراقي، ولرفاق وأصدقاء الحزب الذين رحلوا عنا خلال الأشهر الأخيرة.  

درس المجتمعون ورقة تنظيمية عن التحديات التي تواجه الحزب في عمله وسبل الارتقاء بدوره المنشود في الحياة السياسية، وفي الدفاع عن مصالح  شعبنا ووطننا، وتبنّي قضايا الفقراء والكادحين وذوي الدخل المحدود. وتوقفت اللجنة المركزية عند الآليات والأساليب التي تمكن الحزب من بناء منظمات حزبية قوية جماهيرية فاعلة، وتعزيز علاقاتها مع العمال والشغيلة والشرائح الاجتماعية التي تعاني التهميش والبطالة  في سوق العمل غير المنظم، وكذلك عملها بين الفلاحين والمزارعين وفي اوساط النساء والشباب والطلبة، وتفعيل دورها على صعيد النشاط الثقافي والادبي والابداعي.

واكد الاجتماع  أهمية استنهاض طاقات الحزب ومنظماته ورفاقه، ورفع كفاءة العمل القيادي على مختلف المستويات، وضرورة  اطلاق المبادرات وتجاوز النواقص والثغرات ورفع الوعي عبر توجه منهجي، وتتويج العمل الحزبي في المجالات كافة بتحقيق نجاحات واهداف ملموسة سياسية وتنظيمية وجماهيرية.

ودرست اللجنة المركزية ورقة عمل عن الانتخابات، وجرى التوقف عند مستلزمات اجراء انتخابات نزيهة وعادلة لمجلس النواب ولمجالس المحافظات، تجسد إرادة العراقيين الحرة.  وتبنّى الاجتماع  عددا من التوجهات ذات العلاقة، داعيا منظمات الحزب ورفاقه الى التهيئة والاستعداد  للانتخابات، بما يضمن مشاركة فاعلة فيها.

واطلع الاجتماع  على تقرير عن الوضع المالي والإداري للحزب، وشدد الحاضرون على أهمية هذا الجانب في عمل الحزب، وعلى ديمومة واستمرارية نشاطه وفعالياته، وان تقوم اللجنة المركزية وقيادات المنظمات الحزبية باتخاذ الخطوات الكفيلة بتعزيز الوضع المالي للحزب وتنويع مصادر موارده. وفي هذا السياق توقف الحضور عند الحملة الوطنية لبناء المقر المركزي الجديد للحزب في بغداد، معبرين عن الشكر والتقدير لكل المساهمين  في دعمها وتقديم التبرعات السخية. ودعا الاجتماع الى استمرار الحملة ومضاعفة الجهود من اجل المضي قدما في انجاز المشروع وبناء بيت الحزب.. بيت العراقيين .

 وعند دراسته تقريرا عن عمل مختصات الحزب المركزية، وفي منظماته، اكد الاجتماع ضرورة الارتقاء بادائها لمهامها الاختصاصية، ودورها في  تطوير قدرات التنظيم الحزبي، واتخذ عددا من القرارات في هذا الشأن.    

ودرست اللجنة المركزية باستفاضة واهتمام التطورات السياسية  في بلادنا منذ  إجتماعها السابق ( 2 - 3 حزيران 2022 )، وتوصلت الى ان وطننا شهد تغيرات وتطورات واحداثا وضعته امام تحديات جسيمة، وإن الأزمات المتتالية المصاحبة لحكم منظومة المحاصصة والفساد ما تزال تطحن شعبنا، ومعها ترتفع معدلات الفقر والبطالة والمرض والتخلف ونقص الخدمات، ويتواصل عجز المتنفذين عن إيجاد الحلول والمعالجات.

وإذ انتهت حالة الاستعصاء السياسي المتعلقة بتشكيل الحكومة، فان ذلك لا يعني نهاية الازمة الشاملة، المرشحة للتفاقم على صعد مختلفة، حيث تستمر أوضاع البلد الاقتصادية- الاجتماعية والمعيشية في التدهور مع غياب السياسات الاقتصادية التنموية السليمة، وتغوّل منظومة الفساد، التي لم تعد تخشى إظهار فضائحها إلى العلن! وراح يتعزز دور الفئات البيروقراطية والطفيلية والكمبرادورية، التي شكلت تحالفات وتفاهمات مع العديد من المتنفذين من صناع القرار السياسي والاقتصادي والمالي. وارتباطا بذلك اتسعت الهوة وغدت سحيقة بين ذوي الثراء الفاحش، والغالبية الساحقة من المواطنين، وتفاقمت  حالة التفاوت الاجتماعي والفرز الطبقي في البلاد، نتيجة للنهج الفاشل الذي اتبعته قوى المحاصصة والفساد في إدارة البلد وموارده وثرواته.

وفي الظروف الراهنة يتوجب الضغط لاستثمار الوفرة المالية، المتحققة أساسا بفضل ارتفاع اسعار النفط، بما يغير على نحو سليم تركيبة الدخل الوطني وايرادات الدولة لصالح المتأتية من القطاعات الإنتاجية، لاسيما الزراعة والصناعة، والتوجه نحو إيجاد ركائز تنمية متوازنة ومستدامة تحسّن المستوى المعيشي وتوفر الخدمات للمواطنين وتوجد فرص عمل لهم، وذلك ما يتوجب اعتماده وليس اللجوء الى التوظيف المسيّس والزبائني. وهذا بدوره يستدعي مراجعة شاملة للتعليم في مختلف مراحله، وإعادة بنائه على وفق الحاجة الفعلية، بجانب تنمية الكفاءات والقدرات المهنية الوطنية.

واكد الاجتماع أن الحكومة الجديدة جاءت على وفق آليات التحاصص المعهودة، بل ذهبت إرادة قوى المحاصصة إلى ابعد من تسمية الوزراء، وانتقلت إلى صراع مكشوف على الدرجات الخاصة. ولعبت الارادات الخارجية دوراً مؤثراً في مسار تشكيل الحكومة، وفقاً لحسابات المصالح الدولية والإقليمية للفاعلين الخارجيين ودورهم  في الشأن العراقي.

وجدد الاجتماع موقف الحزب  الثابت في رفضه لنهج المحاصصة، ولاعتماده كمبدأ في عملية تشكيل الحكومات السابقة، وتشكيل الحكومة الحالية ايضا، التي نراقب خطواتها واجراءاتها وقراراتها، ونتخذ المواقف منها ومن قراراتها وفقا لمصالح شعبنا، فيما اليقين راسخ من أن حكومة تقوم على منهج فاشل، لا يمكن ان تتخطى حدود ما هو مرسوم لها من جانب القوى والكتل السياسية المشاركة فيها والداعمة لها.  وهذا ما يؤكد مجددا وبإلحاح  حاجة شعبنا الى بديل سياسي يرفض منظومة المحاصصة والفساد، ويؤسس لخطوات واعدة على طريق التغيير الشامل. ويتوجب القول ايضا انه لا يمكن الاكتفاء بالنظر إلى ما هو مكتوب في المنهاج الوزاري، بل أن المعيار لما يتضمنه هو المنجز والمتحقق منه فعلا، ومدى انعكاس ذلك إيجابيا على حياة العراقيين ومعيشتهم والخدمات المقدمة اليهم.

من جانب آخر اكد المجتمعون ان مجمل ظروف البلد ومنهج تشكيل الحكومة والمعطيات الواقعية الراهنة، تجعل من  موضوعة الانتخابات البرلمانية المبكرة، العادلة والنزيهة ، ضرورة لا يجوز التمهل معها. وان التنصل عن اجراء الانتخابات البرلمانية المبكرة، أمر لا يمكن السكوت عنه او تجاهله،  بل يجب مواصلة الضغط السياسي والشعبي لتأمين اجراء هذه الانتخابات مثلما جاء في المنهاج الوزاري.

وأكد الاجتماع  ان معركة التصدي للفاسدين والمفسدين، بما يملكون من إمكانات وتداخلات مع اصحاب القرار والمتنفذين والمافيات المليشياوية، لن تكون سهلة، وان الحد منها والانتصار فيها يتطلبان حشد قدرات كل العناصر والطاقات الوطنية، الرسمية والشعبية، وإطلاق “الحملة الوطنية لمكافحة الفساد” قولا وفعلا، وان تتضمن هذه الحملة اهدافا محددة معلنة واجراءات وخطوات ملموسة. وهذا يتطلب أيضا ضمان سيادة حكم القانون، وإقامة دولة المؤسسات واحتكارها للسلاح وتفكيك المليشيات . 

وأشارت  اللجنة المركزية الى ان المجتمع  العراقي  يشهد حراكا اجتماعيا مستمرا، يتمظهر في شكل احتجاجات سياسية ومطلبية وتذمر واسع، ونقد ساخط على مواقع التواصل الاجتماعي. ومع استمرار السياسات ذاتها ارتباطاً بالتمسك بنهج المحاصصة وما يسببه من تداعيات، فمن المرجح أن نشهد تفجراً اجتماعيا كبيراً، تتصدره الشرائح الاجتماعية الأشد فقرا والفئات المتضررة من منظومة الحكم.

واعلن  المجتمعون ان الحزب الشيوعي الذي يرفض من حيث المبدأ أي اعتداء او انتهاك لسيادة العراق واستقلاله،  تحت اية ذريعة ومن أي طرف، يجدد مطالبته الأطراف كافة باحترام ذلك، ووقف الاعتداءات العسكرية التركية والايرانية، وإزالة ما هو موجود من القواعد. وهو في الوقت نفسه يتضامن مع الشعوب وحقها الطبيعي في النضال وفي العمل لتحقيق طموحاتها وأهدافها، ويشدد على أهمية الاحترام المتبادل لسيادة البلدان وحرمة أراضيها، وان الحكومة الاتحادية وحكومة الإقليم مطالبتان بالعمل على وقف الاعتداءات  المتكررة بمختلف الطرق الدبلوماسية والاقتصادية والتجارية، والدفاع عن البلد وصيانة حدوده واستقلاله، وتوفير الامن والاستقرار للمواطنين.

ومن جانب آخر وارتباطا بشح المياه وبالجفاف والتحديات البيئية التي يواجهها العراق، اكد الاجتماع انه  بات ملحا على الجهات الحكومية ومؤسسات الدولة ذات العلاقة، التحرك  في اتجاهات عدة لتأمين حصة عادلة للعراق، والتعامل اقتصاديا وتجاريا وسياسيا مع تركيا وايران في ضوء مواقفهما من قضية المياه. وهذا يتطلب المزيد من الضغط بعيدا عن الحسابات الضيقة، لانتزاع حصة مقبولة للعراق في مياه نهري دجلة والفرات، وان تعيد ايران النظر في إجراءاتها الأحادية الضارة والمؤذية.  كما يتوجب في هذه الظروف الحرجة  ان تقوم  الحكومة بتقديم كل اشكال الدعم والاسناد للمزارعين والفلاحين، ومنهم أيضا من اضطر الى ترك ارضه والهجرة منها  تحت ضغط الجفاف.

وخلصت اللجنة المركزية الى ان الظروف الراهنة التي يمر بها بلدنا وانعكاسات التطورات الإقليمية والدولية، والتحديات الجمة التي تواجه شعبنا وبلدنا، تتطلب من الشيوعيين العمل بهمة ونشاط للارتقاء بدور الحزب ومنظماته ورفاقه وجمهرة أصدقائه، والتحرك الفاعل والنشط والدؤوب لبناء منظمات حزبية قوية جماهيرية متماسكة، ومد جسور التعاون والتنسيق مع مختلف الفئات والشرائح الاجتماعية، ولاسيما تلك المتضررة من تسلط منظومة المحاصصة والفساد والسلاح المنفلت.

وان هذه التحديات تلقي أيضا على عاتق الشيوعيين وقوى التيار الديمقراطي وسائر القوى المدنية والديمقراطية، وقوى الحراك التشريني، وجميع المناضلين والعاملين من اجل التغيير الشامل، مهمة العمل المتواصل والحثيث لبناء حركة شعبية  معارضة، منظمة وقوية،  والتحرك معا بآفاق  واضحة المعالم والاهداف لتغيير موازين القوى ودحر منظومة نهج المحاصصة، وكسر احتكار السلطة  وبناء اصطفاف وطني وديمقراطي واسع،  يغذ السير الى امام على طريق التغيير الشامل وبناء البديل الوطني الديمقراطي ودولة المواطنة والمؤسسات والقانون والعدالة الاجتماعية.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ملاحظة : سيصدر لاحقاً تقرير سياسي شامل عن الاجتماع  

*************************

الصفحة الثانية

استقدام المدير العام السابق للهيئة العامة للضرائب في العراق

بغداد ـ طريق الشعب

أعلنت هيئة النزاهة امس السبت صدور أمرٍ باستقدام المدير العام للهيئة العامة للضرائب سابقاً، على خلفيَّة تهمة إحداثه الضرر العمدي بأموال ومصالح الجهة التي يعمل فيها.

وأفادت دائرة التحقيقات في الهيئة بقيام محكمة التحقيق المُختصَّة بقضايا النزاهة في ميسان، بإصدار أمر استقدامٍ بحقِّ المدير العام السابق للهيئة العامَّة للضرائب؛ جرَّاء المُخالفات المُرتكبة في عقد إيجار بناية الهيئة - فرع ميسان المُؤشَّرة بتقرير ديوان الرقابة الماليَّة الاتحادي - دائرة تدقيق المنطقة الثانية.

وأضافت الدائرة إنَّ العقد كان مُخالفاً للضوابط والتعليمات؛ لعدم توفُّر التخصيص الماليِّ والسيولة النقديَّة، علماً أنَّ مبلغ الإيجار بلغ (60,000,000) مليون دينارٍ، كما أنَّ الإيجار تمَّ دون مُوافقة الهيئة العامَّة للضرائب، فضلاً عن صغر مساحة البناية وعدم ملاءمتها كمقرٍّ لفرع الهيئة في المُحافظة.

يضاف الى ذلك عدم وجود استعلاماتٍ نظاميَّة واستراحة خاصَّة بالمراجعين، لافتةً إلى عدم توفُّر شروط السلامة والوقاية من الحرائق، ووجود أكشاك ومحال ملاصقة للبناية. كما وأوضحت أنَّ محكمة التحقيق المُختصَّة بقضايا النزاهة في ميسان، أصدرت أمر الاستقدام وفق أحكام المادة (340) من قانون العقوبات رقم (111 لسنة 1969) المُعدَّل.

----------

اضاءة.. «عندما يحل البرلمان نفسه»!

محمد عبد الرحمن

في الباب الثالث والعشرين / أولا من المنهاج الوزاري جرت الإشارة الى انه (المنهاج) يهدف لاعداد مشروعات قوانين لعدد من القضايا، بينها مشروع تعديل قانون انتخابات مجلس النواب. وفِي ثانيا من الباب ذاته جاء: التزام الحكومة بالقيام بواجبها بدعم المفوضية المستقلة للانتخابات في جميع المجالات لتمكينها من القيام باجراء الانتخابات القادمة لمجلس النواب وانتخابات مجالس المحافظات.

واضح ان المنهاج تحدث عن انتخابات قادمة لمجلس النواب، ولم يقل باجراء انتخابات مبكرة، ولكن في ورقة المنهاج الوزاري التي اتفقت عليها الكتل السياسية المشاركة والداعمة للحكومة الحالية، والتي اقرها مجلس النواب وغدت  ملزمة للحكومة ولمجلس النواب وكتله المكونة له، جاءت النصوص الاتية :

- اجراء انتخابات مجالس المحافظات وتحديد موعد اجرائها في البرنامج الحكومي.

- تعديل قانون الانتخابات النيابية خلال ثلاثة أشهر، واجراء انتخابات مبكرة خلال عام. 

فنحن هنا امام نص واضح وصريح باجراء ليس انتخاب مجالس المحافظات فقط، بل واجراء  انتخابات برلمانية مبكرة، وهو مطلبُ طيفٍ واسع من الشرائح والفئات والقوى السياسية، بضمنها التشرينية والناشئة.

ويبدو غريبا والحكومة في بداية عملها ان بجري  التنصل عن القيام  بالاعداد  لاجراء الانتخابات المبكرة، و يشترط رئيس الوزراء على نحو غير مفهوم ان يعلن مجلس النواب حل نفسه، قبل البدء بالتحضيرات الموجبة لها.

وكي نلقي المزيد من الضوء على هذه المسألة، نتساءل من هو مجلس النواب الآن. وهنا لا نتحدث عن الشرعية التمثيلية  للمواطنين، بل عن تركيبة القوى المكونة له حاليا. فالنواب عموما من أعضاء البرلمان بعد انسحاب الكتلة الصدرية منه، هم نواب تحالف إدارة الدولة،  وبضمنه الاطار  التنسيقي  الذي اعلن نفسه الكتلة الأكبر. وهذا التحالف هو الذي شكل الحكومة ودعمها وهو الذي وضع فقرة اجراء الانتخابات المبكرة في المنهاج الحكومى، فهل نتوقع ان توفرت حقا الإرادة لاجراء انتخابات مبكرة، ان يعارض نواب تحالف إدارة الدولة ذلك، وهم الذين انتظروا ما يزيد عن سنة حتى جرى التوافق المحاصصاتي على تشكيل الحكومة  خارج  قبة البرلمان؟!

وهنا يتوجب القول انه اذا كان البعض قد استرخى ولا يرى ضرورة لاجراء الانتخابات المبكرة، ويحاول ومعه جوقة من وعاظ السلاطين  تبرير ذلك، او ربطه على نحو غير مفهوم بحل مجلس النواب لنفسه، وهو أمر لا مناص منه  دستوريا قبيل حلول موعد الانتخابات، او اللعب على الوقت في محاولة كسب ود فئات  اجتماعية عبر استغلال الوفرة المالية الحالية، فهو يخطئ مرة أخرى  في حساباته وفي تقدير مدى السخط والتذمر والهوة التي تفصل المواطنين عن منظومة الحكم وسلطة المتنفذين.

ونضيف ان  إجراءات الحكومة حتى الآن  فيما يخص مكافحة الفساد، والاستبعاد والتعيين في الوظائف العامة والدرجات الخاصة، إضافة الى ملف السلاح المنفلت المركون اليوم جانبا، كلها تثير تساؤلات مشروعة عن  المدى المسموح به للمضي قدما في  الإجراءات، وان يتم التعيين مثلا  وفقا للنزاهة والكفاءة والمهنية، وبعيدا عن التحاصص واملاءات الدولة العميقة. كذلك ان تفتح ملفات الفساد جميعا صغيرها وكبيرها! وغير ذلك من القضايا ومنها ما يتعلق بالكيفية التي سيتم بها التصرف بالوفرة المالية الحالية، في ظل أسعار نفط متذبذبة عالميا.

ان اجراء انتخابات مبكرة هو مطلب مستحق، وان على مجلس النواب والحكومة البدء بالتحضيرات له.

--------

الى عائلة المناضلة ثمينة ناجي يوسف

الرفاق و الرفيقات الاعزاء في الحزب الشيوعي العراقي الأبي

بإسم قيادة و قاعدة حزب اتحاد بيث نهرين الوطني. نتقدم لكم بتعازينا الحارة بوفاة الفقيدة ( ام ايمان)، لروح الفقيدة السلام ولذويها ومحبيها السلوان

والعمر المديد

حزب اتحاد بيث نهرين الوطني

--------

حراك وطني لتشكيل كتلة سياسية كبيرة

ويرى عبد ان «الحكومة الحالية متورطة في إعادة النهج القديم والتأسيس لدولة عميقة من جديد»، مردفا أنها «عملت على انتاج طرق جديدة للمحاصصة، كما حصل في توزيع الدرجات الخاصة».

ولفت الى ان المؤتمر الأخير الذي عُقد في محافظة المثنى، جددت فيه قوى التغيير رفضها نهج الحكومات الحالية والسابقة المتشبث بالمحاصصة.

انتخابات مبكرة بقانون منصف

ويجد ؟؟ ان «الانتخابات المبكرة هي احد الحلول المقترحة للحكومة الحالية في اطار الحفاظ على الاستقرار السياسي والمجتمعي»، مؤكدا ان قوى التغيير ذاهبة باتجاه تأكيد المطالبة على إجراء انتخابات مبكرة، على أن تكون مختلفة بالشكل الذي يشجع على المشاركة الكبيرة فيها».

من جانبه، قال الناشط حسن المياحي ان «القوى الوطنية والشخصيات المدنية وقوى التغيير والفاعلين في ميادين الاحتجاج وكل الطامحين للتغيير، يطالبون بتغيير قانون الانتخابات بقانون عادل ومنصف؛ فالقانون الحالي يكرس المناطقية والعشائرية بعيداً عن المفهوم الوطني».

وتابع متحدثا لـ»طريق الشعب»: ان «النائب الحالي بات يعمل حسب دائرته الانتخابية؛ فعلى سبيل المثال تمت تجزئة محافظة الديوانية الى ثلاث دوائر؛ والنائب الذي من المفترض انه ممثل عن المحافظة كلها، أضحى في ظل هذا القانون نائبا عن قضاء عفج، ويعمل من اجل قضائه وليس له اية علاقة بالمركز، ولا يطالب بحقوق بقية مواطني محافظته»، بحسب قوله.

وشدد على ضرورة ان يتم «اشراك القوى الوطنية غير الممثلة سياسيا في البرلمان وقوى الاحتجاج في صياغة القانون الجديد، لا ان يتم تفصيل القوانين والتشريعات على مقاس قوى السلطة ووفقاً لاهوائها ومزاجياتها وما يخدمها».

وعن التوجهات الحكومية، قال انها «محاولات لتجميل الصورة المشوهة ولاسكات صوت الشارع الناقم بسبب المحاصصة».

------

البلاغ الختامي الصادر عن مؤتمر التجمع الديمقراطي العراقي في المانيا «معاً نحو التغيير الديمقراطي المدني الشامل»

عقد التجمع الديمقراطي العراقي في المانيا الاتحادية يوم الاحد المصادف 27/12/2022 مؤتمره الاول الكترونياً بحضور 22 ممثلا عن بعض الفعاليات السياسية ومنظمات المجتمع المدني والشخصيات الديمقراطية من كتاب وصحفيين وفنانين واكاديميين ناشطين في مختلف المدن الالمانية.

ناقش المؤتمر، الذي رفع شعار “معاً نحو التغيير الديمقراطي المدني الشامل” الوثائق المقدمة وبينها ورقة التوجهات السياسية وورقة عمل لتطوير نشاط التجمع.

وأكد المؤتمرون خلال مناقشتهم لورقة التوجهات السياسية بأن العملية السياسية نتيجة الأزمة البنيوية للنظام السياسي في العراق وصلت الى طريق مسدود، ولا حل لأنقاذ البلاد من الضياع إلا بالتغيير الجذري والشامل للمنظومة السياسية الحاكمة التي أثبتت فشلها على مختلف الصعد، حيث كانت ولازالت تتصارع على مصالح حزبية وفئوية ضيقة، وان برامجهم السياسية لم تبنى على أساس مبدأ المواطنة، بل على أساس نهج المحاصصة الطائفية والاثنية، متعاملين مع العراق على انه غنيمة يجب تقاسمها بينهم، وهذا النهج هيمن على جميع الحكومات العراقية المتتالية بما فيها حكومة السوداني الحالية، الامر الذي وضع البلاد في أزمات متتالية ودفعها الى قعر الهاوية.

ورأى مندوبو المؤتمر، أن القوى السياسية التي سيطرت على المشهد لم تذعن لمطالب الشعب التي تجلت واضحةً في انتفاضة تشرين المجيدة، ولم تستمع ايضاً للقوى الوطنية والديمقراطية التي لم تدخر جهداً في التصدي للمحاصصة والفساد والنهب وإصلاح بنية النظام السياسي. ولذا اصبح التوجه نحوالتغييرالجذري والشامل وإنهاء المنظومة السياسية الحاكمة بنهجها وشخوصها  مسألة حتمية، خصوصاً بعد ان عجز النظام وأجهزته عن تأمين انتخابات حرة وديمقراطية حقه، وتشكيل حكومات تخدم الشعب وفقاً لما نص عليه الدستور.

وأعلن المؤتمرون أنهم جزء لا يتجزأ من التيار الديمقراطي العراقي وقوى التغيير الديمقراطية وأهدافها، ورحبوا بجهود كل الأحزاب الوطنية الديمقراطية والناشئة التي شرعت بتشكيل تجمع قوى التغيير الديمقراطية في خطوة مهمة جداً لتهيئة البديل السياسي، داعين هذه القوى أن تتوجه للشارع العراقي ببرنامج عمل شامل وواضح للتغيير، يتقبله ويقتنع به المواطن العراقي البسيط، وتوجيه جميع نشاطاتها نحو هدف التغيير والتأسيس للدولة المدنية الديمقراطية التي يسود فيها مبدأ المواطنة والعدالة الاجتماعية.

وشهد المؤتمر مناقشات مستفيضة لورقة عمل تطوير نشاط التجمع، ووضع المؤتمرين موضوع منح الحركات الاحتجاجية والقوى الديمقراطية الساعية للتغيير الشامل  في العراق صوتا مسموعا في الرأي العام الالماني  وكذلك بين بنات وأبناء الجالية العراقية وحثهم على التضامن مع كفاح أبناء شعبهم التواق للتغيير المنشود، من أهم أولويات عمله في الفترة القادمة. بالإضافة إلى مهمة تقديم ما تيسر من أشكال التضامن والدعم للاحتجاجات وعلى وجه الخصوص شهداء وضحايا انتفاضة تشرين في مختلف المجالات والاشكال،وأتخذت بعض القرارات والتوصيات في هذا الشأن.

وفي الختام أدان المؤتمر الانتهاكات العسكرية التي تمارسها دول الجوار ضد محافظات كردستان العراق،  داعياً الحكومة العراقية لممارسة دورها في الحفاظ على استقلال البلاد من أي وأعتداء خارجي واتخاذ الاجراءات الرادعة بذلك، كما ودعا المجتمع الدولي ومجلس الامن الى ممارسة الضغط لوضع حد لهذه الانتهاكات السافرة التي تودي بحياة العراقيين المدنيين.  

«مقتطفات»

*********************

الصفحة الثالثة

بلاغ صادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي

وفي الظروف الراهنة يتوجب الضغط لاستثمار الوفرة المالية، المتحققة أساسا بفضل ارتفاع اسعار النفط، بما يغير على نحو سليم تركيبة الدخل الوطني وايرادات الدولة لصالح المتأتية من القطاعات الإنتاجية، لاسيما الزراعة والصناعة، والتوجه نحو إيجاد ركائز تنمية متوازنة ومستدامة تحسّن المستوى المعيشي وتوفر الخدمات للمواطنين وتوجد فرص عمل لهم، وذلك ما يتوجب اعتماده وليس اللجوء الى التوظيف المسيّس والزبائني. وهذا بدوره يستدعي مراجعة شاملة للتعليم في مختلف مراحله، وإعادة بنائه على وفق الحاجة الفعلية، بجانب تنمية الكفاءات والقدرات المهنية الوطنية.

واكد الاجتماع أن الحكومة الجديدة جاءت على وفق آليات التحاصص المعهودة، بل ذهبت إرادة قوى المحاصصة إلى ابعد من تسمية الوزراء، وانتقلت إلى صراع مكشوف على الدرجات الخاصة. ولعبت الارادات الخارجية دوراً مؤثراً في مسار تشكيل الحكومة، وفقاً لحسابات المصالح الدولية والإقليمية للفاعلين الخارجيين ودورهم  في الشأن العراقي.

وجدد الاجتماع  موقف الحزب  الثابت في رفضه لنهج المحاصصة، ولاعتماده كمبدأ في عملية تشكيل الحكومات السابقة، وتشكيل الحكومة الحالية ايضا، التي نراقب خطواتها واجراءاتها وقراراتها، ونتخذ المواقف منها ومن قراراتها وفقا لمصالح شعبنا، فيما اليقين راسخ من أن حكومة تقوم على منهج فاشل، لا يمكن ان تتخطى حدود ما هو مرسوم لها من جانب القوى والكتل السياسية المشاركة فيها والداعمة لها.  وهذا ما يؤكد مجددا وبإلحاح  حاجة شعبنا الى بديل سياسي يرفض منظومة المحاصصة والفساد، ويؤسس لخطوات واعدة على طريق التغيير الشامل. ويتوجب القول ايضا انه لا يمكن الاكتفاء بالنظر إلى ما هو مكتوب في المنهاج الوزاري، بل أن المعيار لما يتضمنه هو المنجز والمتحقق منه فعلا، ومدى انعكاس ذلك إيجابيا على حياة العراقيين ومعيشتهم والخدمات المقدمة اليهم.

من جانب آخر اكد المجتمعون ان مجمل ظروف البلد ومنهج تشكيل الحكومة والمعطيات الواقعية الراهنة، تجعل من  موضوعة الانتخابات البرلمانية المبكرة، العادلة والنزيهة ، ضرورة لا يجوز التمهل معها. وان التنصل عن اجراء الانتخابات البرلمانية المبكرة، أمر لا يمكن السكوت عنه او تجاهله،  بل يجب مواصلة الضغط السياسي والشعبي لتأمين اجراء هذه الانتخابات مثلما جاء في المنهاج الوزاري .

وأكد الاجتماع  ان معركة التصدي للفاسدين والمفسدين، بما يملكون من إمكانات وتداخلات مع اصحاب القرار والمتنفذين والمافيات المليشياوية، لن تكون سهلة، وان الحد منها والانتصار فيها يتطلبان حشد قدرات كل العناصر والطاقات الوطنية، الرسمية والشعبية، وإطلاق “الحملة الوطنية لمكافحة الفساد” قولا وفعلا، وان تتضمن هذه الحملة اهدافا محددة معلنة واجراءات وخطوات ملموسة. وهذا يتطلب أيضا ضمان سيادة حكم القانون، وإقامة دولة المؤسسات واحتكارها للسلاح وتفكيك المليشيات . 

وأشارت  اللجنة المركزية الى ان المجتمع  العراقي  يشهد حراكا اجتماعيا مستمرا، يتمظهر في شكل احتجاجات سياسية ومطلبية وتذمر واسع، ونقد ساخط على مواقع التواصل الاجتماعي. ومع استمرار السياسات ذاتها ارتباطاً بالتمسك بنهج المحاصصة وما يسببه من تداعيات، فمن المرجح أن نشهد تفجراً اجتماعيا كبيراً، تتصدره الشرائح الاجتماعية الأشد فقرا والفئات المتضررة من منظومة الحكم.

واعلن  المجتمعون  ان  الحزب الشيوعي الذي يرفض من حيث المبدأ أي اعتداء او انتهاك لسيادة العراق واستقلاله،  تحت اية ذريعة ومن أي طرف، يجدد مطالبته الأطراف كافة باحترام ذلك، ووقف الاعتداءات العسكرية، وإزالة ما هو موجود من القواعد. وهو في الوقت نفسه يتضامن  مع الشعوب وحقها الطبيعي في النضال وفي العمل لتحقيق طموحاتها وأهدافها، ويشدد على أهمية الاحترام المتبادل لسيادة البلدان وحرمة أراضيها، وان الحكومة الاتحادية وحكومة الإقليم مطالبتان بالعمل على وقف الاعتداءات  المتكررة بمختلف الطرق الدبلوماسية والاقتصادية والتجارية، والدفاع عن البلد وصيانة حدوده واستقلاله، وتوفير الامن والاستقرار للمواطنين.

ومن  جانب آخر وارتباطا بشح المياه وبالجفاف والتحديات البيئية التي يواجهها العراق، اكد الاجتماع انه  بات ملحا على الجهات الحكومية ومؤسسات الدولة ذات العلاقة، التحرك  في اتجاهات عدة لتأمين حصة عادلة للعراق، والتعامل اقتصاديا وتجاريا وسياسيا مع تركيا وايران في ضوء مواقفهما من قضية المياه. وهذا يتطلب المزيد من الضغط بعيدا عن الحسابات الضيقة، لانتزاع حصة مقبولة للعراق في مياه نهري دجلة والفرات، وان تعيد ايران النظر في إجراءاتها الأحادية الضارة والمؤذية.  كما يتوجب في هذه الظروف الحرجة  ان تقوم  الحكومة بتقديم كل اشكال الدعم والاسناد للمزارعين والفلاحين، ومنهم أيضا من اضطر الى ترك ارضه والهجرة منها  تحت ضغط الجفاف.

وخلصت اللجنة المركزية الى  ان الظروف الراهنة التي يمر بها بلدنا وانعكاسات التطورات الإقليمية والدولية، والتحديات الجمة التي تواجه شعبنا وبلدنا، تتطلب من الشيوعيين العمل بهمة ونشاط للارتقاء بدور الحزب ومنظماته ورفاقه وجمهرة أصدقائه، والتحرك الفاعل والنشط والدؤوب لبناء منظمات حزبية قوية جماهيرية متماسكة، ومد جسور التعاون والتنسيق مع مختلف الفئات والشرائح الاجتماعية، ولاسيما تلك المتضررة من تسلط منظومة المحاصصة والفساد والسلاح المنفلت.

وان هذه  التحديات تلقي أيضا على عاتق الشيوعيين وقوى التيار الديمقراطي وسائر القوى المدنية والديمقراطية، وقوى الحراك التشريني، وجميع المناضلين والعاملين من اجل التغيير الشامل، مهمة العمل المتواصل والحثيث لبناء حركة شعبية  معارضة، منظمة وقوية،  والتحرك معا بآفاق  واضحة المعالم والاهداف  لتغيير موازين القوى ودحر منظومة نهج المحاصصة، وكسر احتكار السلطة  وبناء اصطفاف وطني  وديمقراطي واسع،  يغذ السير الى امام على طريق التغيير الشامل وبناء البديل الوطني الديمقراطي ودولة المواطنة والمؤسسات والقانون والعدالة الاجتماعية.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ملاحظة : سيصدر لاحقاً تقرير سياسي شامل عن الاجتماع  

 *********************************

في 6 محافظات.. تظاهرات مطلبية تواصل حراكها الشعبي

بغداد – طريق الشعب

على مدار الأيام الثلاثة الماضية، شهدت مناطق متفرقة في ست محافظات تظاهرات واسعة طالبت بالاستجابة للكثير من القضايا المطلبية المتعقلة بالرواتب والوظائف والطرق والحقوق الدراسية وغيرها.

رواتب المتقاعدين

ونظمت شريحة المتقاعدين في محافظة ذي قار، وقفة احتجاجية طالبت بـ»تعديل قانون التقاعد لتحقيق المساواة والعدالة وزيادة رواتبهم».

وبحسب الأنباء الواردة، فإن العشرات من المتقاعدين في المحافظة، نظموا وقفة احتجاجية عند ساحة الحبوبي وسط مدينة الناصرية وأشاروا إلى معاناتهم الجسيمة من تدني مستوى رواتبهم التقاعدية في ظل الظروف الاقتصادية الحالية، الأمر الذي يتطلب مساعدتهم في تحسينها، كونهم قدموا خدمات طويلة في مجال عملهم، ويمرون بظروف صحية تحتاج للرعاية.

ووجه المتظاهرون دعوة إلى الحكومة المركزية والبرلمان النظر في مطالبهم والعمل على تحقيقها.

مدير الخطوط الجوية

إلى ذلك، تظاهر العشرات من موظفي الخطوط الجوية، الخميس الماضي، أمام مبنى الخطوط، احتجاجا على عودة المدير العام لممارسة مهامه بعد إيقافه في وقت سابق.

احتجاجات المتعاقدين

من جانب آخر، تظاهر متعاقدون في دوائر حكومية بالمثنى للمرة الثالثة خلال 7 ايام في السماوة، احتجاجا على قرار إيقافهم عن العمل بحجة عدم وجود التخصيص المالي.

وذكر عدد من المتظاهرين لوكالات الأنباء، أنهم سيستمرون بطرح مطالبهم التي تتركز على إعادتهم للعمل مرة أخرى سيما وأنهم باشروا في تلك الدوائر لفترة تتجاوز الشهر.

وفي المثنى أيضا، نظم العشرات من متطوعي الحشد الشعبي ضمن لواء 44 (أنصار المرجعية)، تظاهرة أمام مكتب الهيئة في المحافظة، مطالبين بتثبيتهم وتعديل وضعهم الإداري والمالي.

وقال عدد منهم: إن مطالبهم تتركز على زجهم ضمن صفوف الحشد الشعبي بشكل رسمي، مشيرين إلى أنهم مازالوا مستمرين بالخدمة حتى الآن وتحديدا في قاطع الحضر في الموصل.

وأضافوا أن عددهم يصل إلى أكثر من 400 متطوع، داعين رئيس هيئة الحشد الشعبي إلى التدخل وحل قضيتهم بأسرع وقت، وصرف رواتبهم وتثبيتهم أسوة بأقرانهم.

تظاهرة أمام شركة الموانئ

وعلى صعيد منفصل، نظم عدد من خريجي كلية علوم البحار بجامعة البصرة وقفة احتجاجية أمام مبنى الشركة العامة للموانئ، مطالبين بالتعيين ضمن تشكيلات وزارة النقل، وتضمين درجاتهم الوظيفية في موازنة 2023.

وقال أحد الخرجين: إن عددهم يبلغ 193 خريجا نظموا هذه الوقفة للمطالبة بالتعيين، مناشدين وزير النقل رزاق محيبس ورئيس الوزراء بالوقوف على مطالبهم التي أهملت منذ أشهر.

200 خريج

وفي السياق الاحتجاجي أيضا، ناشدت مجموعة من الباحثين العلميين من طلبة المعهد العربي العالي للدراسات التربوية والنفسية، وزير التعليم العالي والبحث العلمي نعيم العبودي لإنصافهم وتحقيق مطالبهم.

وقال الخريجون المتظاهرون أثناء تجمعهم الذي تابعته «طريق الشعب»، إن «حقوقهم مسلوبة منذ 15 سنة وحتى الان»، حيث بينوا أنهم «أكثر من 200 باحث من خريجي الدراسات العليا (ماجستير، دكتوراه) أتموا دراستهم في العراق في المعهد العربي العالي للدراسات التربوية والنفسية، قسم طرائق التدريس».

وتركزت مطالبهم على معادلة شهاداتهم فقط، متعهدين بعدم مطالبة الحكومة بأي وظائف أو تخصيصات مالية.

واعتبر الخريجون المحتشدون أن هناك «حرباً شعواء يشنها أعداء العلم والتعليم من خلال طريقة معادلة الشهادات السريعة (أون لاين) في إيران ولبنان والسودان وليبيا وتونس»، حسب قولهم.

وتساءلوا أنه: «ما الضير أن يكون هناك 5 في المائة من نسبة حملة الشهادة العليا، لصالح الراغبين في تطوير أنفسهم في داخل العراق؟»، معتبرين أنه «على الأقل يعد حلاً لمطالب كثيرة منها التوسعة في المقاعد الدراسية».

قطع طريق حيوي في الجنوب

وعلى صعيد منفصل، أقدم العشرات من السواق على قطع الطريق الرابط بين محافظتي البصرة وذي قار جنوبي البلاد.

ووفقا لمراسل «طريق الشعب»، فإن العشرات من سائقي العجلات الحمل (التريلات) قطعوا الطريق الدولي السريع (بصرة_ناصرية) قرب الگبان على طريق تل اللحم جنوبي محافظة ذي قار.

وأكد المحتجون، أن السبب الذي دفعهم إلى قطع الطريق، هو فرض الگبان (الميزان) غرامات كبيرة عليهم بسبب تجاوز الحمولات المخصصة لهم السعة المحددة.

تظاهرة في السليمانية

ومن السليمانية، دخلت تظاهرات المحاضرين بالمجان، في محافظة السليمانية والمناطق التابعة لها ضمن إقليم كردستان، يومها الخامس دون الاستجابة للمطالب التي نادوا بها.

وقال ريبين محمد (محاضر قضى 8 سنوات في التعليم المجاني)، لوكالات الأنباء، إن «قرار تحويلنا إلى عقود أو تعيين مناطة الآن بمجلس الخدمة، لكن التساؤل هنا، لماذا فقط تعييناتنا تذهب إلى مجلس الخدمة ولا يكون لمجلس الخدمة دور أو رأي في تعيينات قوات الأمن؟».

ورأى، أن «الحل الوحيد لتعطيل الدوام هو قرار تعييننا وكما وعدنا في السابق انه يجب التعاقد مع المحاضرين هذا العام، وبعد تشكيل برلمان جديد سيتم تحويل العقود إلى الملاك الدائم، لكن حتى الان لم نجد خطوات جدية من قبل الجهات المعنية التي تبنت تلك المقترحات».

كما أشار ريبين محمد إلى أن المحاضرين في السليمانية وحلبجة وإدارتي گرميان ورابرين «مصرون على عدم تسليم درجات الفصل الاول للعام الدراسي الحالي، وفي حال لم تسلم الدرجات ولم تجرَ الامتحانات، فهذا يعني أن هذا العام سيكون عام عدم رسوب، وعلى الحكومة تحمل تبعات هذا الأمر».

وأكد أن «التظاهرات ستستمر حتى صدور قرار رسمي من قبل الحكومة بأمر التعيين الدائم أو العقود».

ويشارك في العملية التعليمية في إقليم كردستان، 30.465 محاضراً بالمجان، تصرف حكومة الإقليم لهم شهرياً منحاً لا يجدها المحاضرون ملائمة للجهد الذي يبذلونه في العملية التعليمية.

 ***********************

شريط الاخبار

ورطة الإعلاميين

في جلسة نظمتها اليونسكو، جرى حوار حول تقييم عمل هيئة الاعلام والاتصالات وكيفية الإرتقاء بدورها في حماية الصحفيين وتأمين حرية التعبير، والمشاركة الفعالة في إصدار اللوائح وإقتراح التشريعات وتنظيم العلاقات بين أطراف العملية الإعلامية وإسناد مؤسساتها. كما تمت مناقشة قضية تأمين مساهمة الاعلاميين العراقيين في الإجتماع القادم للمجلس الدولي لتنظيم الإعلام والاتصالات التابع لليونسكو، والذي سترفع له نتائج هذا الحوار. هذا وفيما تتزايد الصعاب أمام نشاط الإعلاميين، والصحفيين منهم بشكل خاص، الذين يتعرضون للكثير من المضايقات وتطاردهم الشكاوى في القضاء، يتهيأ مجلس النواب لتشريع قانون مثير للجدل، ينذر بتقييد حرية التعبير بدلاً من ضمانها.

الشفافية والملفات الساخنة

أختتم رئيس مجلس الوزراء زيارة رسمية لأيران، التقى خلالها المسؤولين هناك وأجرى معهم حوارات حول ملفات كثيرة. واكتفى الجانب العراقي بالإعراب عن تطلعه لمزيد من التعاون الثنائي في ملفات الأمن والاقتصاد والثقافة والسياحة الدينية، دون اعلام الناس بالمزيد عن نتائج المباحثات، وما إذا كانت قد شملت قضايا الإعتداءات على السيادة العراقية في أقليم كردستان، وضمان حصص العراق من الأنهار والتي حُجبت عنه، كذلك قضايا ترسيم الحدود والتعاون في مجال مكافحة المخدرات وتعديل الميزان التجاري المختل بين البلدين. هذا وكانت الشفافية قد غابت أيضاً عن الزيارتين السابقتين لرئيس الحكومة الى كل من الأردن والكويت.

لا محاصصة بلا فساد

إعتبر أحد أعضاء اللجنة المالية توقف الاستثمارات أبرز وجوه الفساد، مشيراً إلى أن هذا الأمر لا يخدم مصالح الأحزاب المتنفذة فقط، بل كذلك مصالح دول إقليمية. وكشف النائب عن وجود أكثر من 300 ألف فضائي و 250 ألف موظف ممن يتقاضون أكثر من راتبين. هذا وفيما أكد الخبراء تجاوز سقف الأموال المهربة من العراق، والتي يُتهم بها مسؤولون متنفذون، النصف تريليون دولار، أشاروا إلى أن هذه الأموال قد سرقت من أرصدة 6000 مشروع وهمي، عبر المكاتب الاقتصادية التي تفرض على الوزارات التابعة للكتل، أو عبر مكاتب الوزارات والمديرين العامين التابعين لهذه الأحزاب.

الحكومة تعاقب نفسها

شهد سوق بيع كارتات شحن التلفونات والأنترنيت إضطراباً واضحاً إثر قرار الحكومة إلغاء ضريبة الشحن عليها، مما وفر أقل من 2000 دينار للمواطن شهرياً وكبد الميزانية ما يقارب ترليون دينار سنوياً. ويأتي إختفاء الكارتات نتيجة شعور بائعيها بالخسارة نظرا لفرق السعر بين شرائهم لها قبل الغاء الضريبة وبيعهم لها بعد إلغائها. هذا ويوضح القرار الفوضى التي ترافق قرارات الحكومة، خاصة حين تعجز عن مواجهة شركات الإتصال رغم العديد من الخروقات التي مارستها هذه الشركات سواءً في ضعف الأنترنيت أو تهريبه، أو في غلاء أسعارالإتصالات والتلكؤ في دفع الضرائب وغير ذلك من مشاكل دفعت أثمانها الناس والدولة.

سيادة خان جغان

ذكر أحد الخبراء الأمنيين أن هناك أكثر من 50 قاعدة عسكرية منتشرة في مناطق مختلفة من أقليم كردستان، بينها 21 قاعدة رئيسية. وأشار إلى وجود 50 قاعدة وربيئة عسكرية، منتشرة في دهوك وأربيل وعلى الشريط الحدودي، إضافة إلى العشرات من المؤسسات المخابراتية في مدن الإقليم، والتي تعمل على شكل منظمات أو شركات تجارية. هذا وكان وزير الدفاع التركي، خلوصي أكار، قد “تفقد” برفقة قادة جيشه قبل أيام الوحدات العاملة في العراق دون أن يتطلب الأمر كما يبدو سمة دخول من حكومة بلادنا، التي تقف متفرجة أغلب الوقت على إنتهاك دول الجوار للسيادة العراقية.

 *****************************

الصفحة الرابعة

«الصحة» تتحدث عن افتتاح مراكز جديدة مستقبلاً

طبيب أورام: السرطان يقتل شهريا 50 ـ 60 عراقيا

بغداد – طريق الشعب

نتيجة خطأ طبي، أضحى مهدي يعاني من غدة سرطانية في منطقة الرئة، وبسبب عدم ثقته بالتشخيص وطريقة العلاج في المستشفيات الحكومية، اضطر للسفر الى خارج البلد للمعالجة، كما يفعل الكثير من العراقيين.

ويعاني النظام الصحي في العراق من أزمة معقدة من ناحية نقص الدواء وشح أعداد العاملين القائمين على الرعاية الطبية، الى جانب تراجع التطور التكنولوجي والتقني المتعلق بالطب؛ فخلال الثلاثين عاما الماضية تعرضت البلاد للخراب بفعل الحروب والعقوبات الدولية والصراع الطائفي والإرهاب، وقد ساهم ذلك بشكل كبير في صناعة الوضع الراهن للقطاع الصحي، لكن حتى في أوقات الاستقرار النسبي لم تعمل الحكومات المتعاقبة على تطوير وتوسيع نظام الرعاية الصحية وتلبية حاجة المواطنين.

يقول مهدي، (23عاما)، لـ “طريق الشعب”: “بعد اجرائي عملية استئصال ورم في المسالك البولية، من قبل طبيب جراح، كان من المفترض ان يتم تحويلي من قبله الى طبيب اورام لأخذ علاج “اجراء احتياطي”، لكنه أخبرني ان الورم لم يعد موجودا”.

ويضيف أنه “بعد عام ظهرت لدي أعراض، منها تقيؤ مصحوب بدم، وبعد مراجعة الأطباء تبين ان هناك ورما في منطقة الرئة، والذي كان سببه الرئيسي هو عدم استمراري بالعلاج الوقائي بعد الورم الأول”.

عجز عن توفير الأدوية

يذكر طبيب أورام، رفض كشف اسمه لأنه غير مخول بالتصريح: ان “بعض العلاجات مصنفة بشكل يلزم وزارة الصحة بتوفيرها، لكن توجد أدوية هرمونية جديدة لا تستطيع توفيرها، كون الأبحاث السريعة والمتطورة لمرض السرطان تولد سرعة بتصنيع الأدوية بشكل دائم ومتجدد. وهذا ما يجعل هناك صعوبة من قبل الوزارة بتوفيرها، إضافة الى غلاء أسعارها بشكل كبير، حيث تصل بعض أسعار الأدوية إلى ستة عشر ألف دولار، للعلبة الواحدة “.

ويوضح في حديثه لـ “طريق الشعب”، ان “90 بالمئة من الادوية الحديثة، التي تعتبر علاجا حصريا ومضمونا لمرضى السرطان، تعجز الوزارة عن توفيرها”.

ويبين انه “بسبب كثرة الأدوية المصنعة يصعب على الطبيب البحث عنها او اكتشافها، الا في حالة واحدة عن طريق قدوم شركات الادوية والترويج لأدويتها عند الأطباء، وفي هذه الحالة يستطيع الطبيب بعدها تقديم طلب الى اللجان الاستشارية في وزارة الصحة لتوفير هذا الدواء لكثرة الطلب عليه”.

تطور سريع

ويوضح ان “العلاجات الهرمونية اصبحت قديمة، حيث اليوم هناك تطور في مستوى العلاجات الاستهدافية والمناعية كونها اضمن في العلاج، و90 بالمئة هي غير متوفرة في البلد، فقط في محافظة أربيل، وفي مركز طبي واحد”.

وتفيد أرقام وزارة الصحة بأن أكثر من 25 ألف إصابة بالسرطان مُسجلة في العراق حتى الآن، أغلبها بسبب مخلفات الحرب وبعض أنواع الذخائر والأسلحة التي استُخدمت خلال غزو العراق عام 2003.

النسب طبيعية!

ويذكر المتحدث باسم وزارة الصحة، سيف البدر ان “نسبة تسجيل إصابات مرض السرطان في العراق، تتوافق مع المعدل العالمي للمرض، وتتناسق مع معدل زيادة السكان، وهذ مثبت من خلال البيانات الرسمية المسجلة”.ويؤكد في حديثه، لـ”طريق الشعب”، ان “دعم مراكز العلاج السرطانية، من أولويات البرنامج الحكومي الذي اعلنه رئيس مجلس الوزراء”، مشيرا الى ان “هناك حاجة الى مزيد من مراكز العلاج السرطانية، وتدريب مكثف للكوادر الطبية”.

 ويشير الى أن الوزارة تخطط لافتتاح مراكز جديدة مهمة في الفترة المقبلة.

أجود المعايير الطبية

وينبه الى ان “وزارة الصحة تتبع أفضل المعايير العالمية من ناحية جودة الخدمات المقدمة، ابتداء من التشخيص الطبي، وجودة الأطباء المختصين في جانب الأورام والعلاج الاشعاعي، وجودة الادوية والمواد الطبية المستوردة”.

الفحص المبكر

ودعا المتحدث باسم الوزارة الى “ضرورة إجراء فحوصات الكشف المبكر عن الأمراض غير الانتقالية، بالأخص سرطان الثدي، من خلال الفحص الذاتي أو الفحص في مراكز الكشف المبكر”. “قلة وعي المواطن، والتأخر في التشخيص”، من أبرز العوامل التي تسبب تفشيا لهذا المرض، طبقا لطبيب الأورام.

ويلفت الى أن “من الصعب علاج مريض في المرحلة الرابعة لكن في المرحلة الاولى تكون نسبة شفاء سرطان الثدي من 95 - 100%”، موضحا أن “مرضى المرحلة الرابعة لا يتشافون من المرض. وان المرحلة الثالثة يكون الشفاء فيها بنسبة 45 بالمئة”.

ويردف أن “اغلب مرضانا في مراحل متقدمة، لكن 85 بالمئة من مرضى العالم يفحصون في مراحل مبكرة كالأولى او الصفر”، مؤكدا أنه “يموت شهريا بسبب السرطان من 50 – 60 شخصا بالعراق، وتحديدا في المحافظات التي يتواجد فيها تلوث هوائي، كالبصرة”.

 *************************

في يومهم الدولي.. ذوو الاحتياجات الخاصة:  منسيون والقانون لا ينصفنا

بغداد ـ طريق الشعب

في مناسبة الاحتفال العالمي باليوم الدولي للأشخاص ذوي الإعاقة، الذي ينعقد سنويا يوم 3 كانون الأول، ويُحشد الدعم لهذه الشريحة ويُعرف بقضاياها، أجرت “طريق الشعب” حوارات مع معنيين في هذا الجانب سلطوا الضوء على مصاعب كثيرة يواجهونها. وجرى الحديث عن تعثر إدماج ذوي الاحتياجات الخاصة وتعزيز الوعي بشأن قضاياهم، ولفت الانتباه إلى فوائد إقامة مجتمع شامل ومتاح للجميع وذلك بسبب الفساد وعدم اهتمام الحكومات المتعاقبة بهذا الجانب الهام.

تظاهرة بدل الاحتفال؟

وقال فلاح حسن، وهو رئيس مركز جنة الفرات ونائب رئيس منظمة إدماج لحماية ذوي الاحتياجات الخاصة، أن اليوم العالمي الذي يحتفي بهذه الشريحة هو اتفاق دولي حدد مسبقا ويهتم بقضاياهم.

وأوضح حسن لـ”طريق الشعب”، أن “هذه الشريحة في العراق استثمرت يومها الدولي بطريقة مختلفة. فبدلا من الاحتفاء بالمناسبة مثل بقية الشعوب التي تشهد ضمانات وحقوقا اجتماعية، تظاهر ذوو الاحتياجات الخاصة مطالبين بأبسط الخدمات التي لا تتوفر لهم”.

ولفت المتحدث إلى أن المطالبات نصت على “تعديل القانون الخاص بذوي الإعاقة، فهو مشرّع لكن غير مفعّل، وهو لا ينصف هذه الشريحة كما أن دائرة ذوي الإعاقة واللجان الطبية ينقصها الكثير ومكانها غير لائق، وأنهم محرومون من أبسط حقوقهم”، مضيفا “نستحق رواتب تليق بنا لكن للأسف لدينا ما يسمونه (راتب) وهو مبلغ 125 ألف دينار فقط لا يوفر أبسط احتياجات المعاق من حيث العلاج والأدوات الخاصة مثل الكرسي المتحرك الذي يستبدل سنويا بمبلغ باهظ، كذلك الحال مع أصحاب الأمراض العصبية كشلل الدماغ والتوحد ومتلازمة داون والإعاقة العقلية وهذه تحتاج مبالغ كافية وليس 125 ألف دينار، وهو بالمناسبة يعطى لنسبة قليلة فقط في بلد يغرق بالأموال والمخصصات والامتيازات على المسؤولين”.ويمضى بالقول: “في العراق هناك 3 مليون معاق حسب إحصائية المنظمات الدولية والناشطين، جراء الحروب، كما بدأت تزداد الأمراض الوراثية وأنا لدي ولدان معاقان بالشلل الدماغي والرباعي. احمل مسؤولية الواقع المأساوي بالدرجة الأولى للحكومة ووزارة العمل والشؤون الاجتماعية وهيئة ذوي الإعاقة التابعة لوزارة العمل والدوائر في المحافظات والمعنيين في مجلس الوزراء ورئيسي الجمهورية ومجلس النواب”.

ووجه حسن رسالته الى “السلطتين التنفيذية والتشريعية للالتفات إلى هذه الشريحة، فهي في الدول الأخرى تحظى بالاهتمام الكافي، لكنها هنا غير قادرة حتى على التظاهر. نتمنى من المسؤولين التواصل مع هذه الفئات، وأن يكون لديهم قانون يليق بهم وراتب تكفي حاجتهم”.

دعوة لإنشاء مراكز تأهيل

من جانبها، دعت وزارة العمل والشؤون الاجتماعية، الصليب الأحمر لإنشاء مراكز تأهيل لذوي الإعاقة مشابهة للمركز الذي تم انجازه في أربيل.

وذكر بيان للوزارة طالعته “طريق الشعب”، أن وزير العمل والشؤون الاجتماعية أحمد الأسدي التقى ببعثة الصليب الأحمر الدولي في العراق على هامش مشاركته في أعمال الدورة 346 لمجلس إدارة منظمة العمل الدولية المنعقدة في جنيف، وناقش مع البعثة الدولية القضايا التي تخص دعم شريحة ذوي الإعاقة وتطوير ملاكات هيئة رعاية ذوي الإعاقة بشأن التعامل مع هذه الفئة.

صعوبات كبيرة

من جانبه، قال أمير الحسيني، وهو ناشط يعمل في مؤسسات ذوي الإعاقة في النجف، أن القوانين المشرعة لذوي الاحتياجات الخاصة مركونة على الرفوف للأسف الشديد.

وأوضح الحسيني لـ”طريق الشعب”، أن “القوانين المركونة مثلها مثل الاتفاقيات الدولية أيضا. طالبنا بتعديل القانون الخاص بنا ولكن مجلس النواب غض نظره عن الأمر بحجة أن التعديل فيه جنبة مالية وهذا لا يريدون حصوله، ما دعانا إلى التظاهر كثيرا في مختلف محافظات البلاد ولكن دون جدوى، علما أن التعديلات كانت مدروسة، وكتبت بالتنسيق مع مختصين وقانونيين”، مضيفا “أكدنا على أمور تفيد ذوي الإعاقة، منها استقلالية الهيئة الخاصة بنا وأهمية أن ترتبط بمجلس الوزراء لا أن يتداخل عملها مع شبكة الحماية الاجتماعية في وزارة العمل”.

ودعا المتحدث بمناسبة يومهم الدولي إلى “إنصاف ذوي الاحتياجات الخاصة من قبل كل الأطراف الموجودة في السلطة؛ فهذه الشريحة مظلومة ولا تمتلك أي حقوق ولا شوارع أو ممرات أو مواقع تسهل حياتهم كبقية الدول”.

 ******************************

إشكالية مفهوم  «الطبقة الوسطى»

قرحان قاسم

” ان مفهوم الطبقة لم تبتدعه الماركسية، فقد أصبح متداولا منذ ان ظهر القانون الروماني”. وكما قال ماركس نفسه ” لا فضل يرجع لي قي اكتشاف وجود الطبقات في المجتمع، ولا في وجود الصراع بينها ، فقبلي بزمن طويل وصف المؤرخون البرجوازيون التطور التاريخي للصراع بين الطبقات ” وبالرغم من ذلك فان تعريفها يعتبر إشكالية كبرى، ، اذ ذكر معجم الماركسية النقدي انه ” هل يعقل ان يحبر ماركس 2500 صفحة عن صراع الطبقات بدون ان ينبس ببنت شفة حول تعريف الطبقة ويبدو ان هذا الاستغراب منطقي ولكن تطور هذا المفهوم المتسارع والمتنوع والمتحرك تبعا للتطورات الاقتصادية والاجتماعية دوما ، يجعل حذر ماركس منطقيا جدا ولا يدعو للغرابة، والمفكر الوحيد الذي وضع تعريفا شاملا للطبقة ، و يكاد يكون عرضا و شرحا اكثرمنه تعريفا ، هو لينين حيث قال ” الطبقات هي جماعات واسعة من الناس ، تمتاز بالمكان الذي تشغله في نظام الإنتاج الاجتماعي، محدد تاريخيا بوسائل الإنتاج ، وبدورها في التنظيم الاجتماعي للعمل” و اصبح شائعا في الادب الماركسي منذ بداياته عبارات ” اقلية تملك وسائل الإنتاج واكثرية تبيع قوة العمل ” و ” كلما تطورت الراسمالية وخصوصا في مرحلة الامبريالية ازدادت القلة غنى وازدادت الأكثرية فقرا” ولا ادري اذا كان لينين يعني باتساع الطبقة البرجوازية النسبي او شيء اخر . فتعريف لينين مترابط اذ ان تجزئته بانتقائية تؤدي إلى تشويهه، فالاتساع الكمي هو أحد المعايير في التعريف، لان هناك فئات أوسع عددا من الطبقة العاملة والبرجوازية لكنها لا تتمتع وبطرق الحصول على الثروات الاجتماعية، وبمقدار حصتها من هذه الثروات” وذكر أحد الباحثين ان لينين في تعريفه أغفل الحديث عن الوعي، وما جلب انتباهي في هذا التعريف أيضا هو عبارة (جماعات واسعة)، اذ بمواصفات الطبقة. على العكس من بعض الاراء فانني وجدت تعريف لينين هو المعين الأفضل على الأقل في تحديد الطبقات الرئيسية التي يحتويها الصراع التناحري والطبقات والفئات التي تقف على حافتي ذلك الصراع.

مفهوم” الطبقة الوسطى”

يتداول الكثير من الباحثين” مفهوم الطبقة الوسطى” وكأنه مفهوم محدد وواضح المعالم، بيد انه يتقاطع تماما مع التحليل العلمي للوحة الاجتماعية، لان بعض الباحثين اعتمدوا معيارين بعيدين في التحليل العلمي للظاهرة الاجتماعية:

 فالمعيار الأول استند إلى مقياس الدخل لتحديد مفهوم” الطبقة الوسطى”، ولا جدال في ان مقياس الموقع في العلاقات الاجتماعية مثير للجدل وغامض تاريخيا” اذ يوحي بوجود طبقة وسطى بين الفقراء والاغنياء، بين طبقة غنية وأخرى فقيرة وهي تقع بينهما، وواضح ان مفهومي” الفقر” و”الغنى” مفهومان عائمان يختلفان باختلاف الزمان والمكان وليست هناك معايير دقيقة لتحديد كل منهما. ولو طبقنا المعايير التي حددها الباحثون للطبقة الوسطة على اللوحة الاجتماعية في العراق بعد وقبل عام 2003 لوجدناه فضاءً مفتوحا يضم البرجوازية المحلية وشريحة الفلاحين الغنية والمتوسطة والتجار والضباط وقسما من الانتليجينسيا” المثقفين”، وهم فئات وشرائح لا يجمع بينهم جامع ولا يمكن وضعهم تحت مفوم طبقة واحدة لاختلاف المصالح والاهداف.

والمعيار الثاني هو مقياس التعليم فاعتبر بعض الباحثين المتعلمين” الانتيليجينسيا” من مختلف المستويات هم الطبقة الوسطى، وهو مفهوم لا يقل ابتعادا عن التحليل العلمي من المفهوم الأول، فهم فئة قديمة ارتبط ظهورها بانفصال العمل الفكري عن العمل العضلي، وبعد ظهور الرأسمالية أصبحت الحاجة ماسة لهم، بسبب نمو الإنتاج والتبادل التجاري وازدياد دور النقود، وقسمهم غرامشي إلى مثقف عضوي ومثقف تقليدي. وفي بلدنا يكاد يجمع الباحثون على انهم فئة واسعة من المجتمع العراقي لعبت دورا رائدا ومميزا في حركة التنوير منذ تاسيس الدولة العراقية، وتعرضوا لسلسلة من عمليات القمع والتهميش خلال تعاقب الدكتاتوريات على الحكم، بلغت قمتها ايام الحصار خلال التسعينات من القرن الماضي. وبعد الاحتلال الامريكي لبلدنا انقسم المثقفون إلى ثلاث فئات؛ الفئة الاولى تلفعت برداء القوى السياسية المهيمنة سواء قوى الاسلام السياسي او بعض القوى” العلمانية”، وتحولت إلى سلاح ايديولوجي لتلك القوى، لتابيد سطوة تلك القوى المهيمنة على السلطة، والفئة الثانية تبنت مشروع اللبرالية الجديدة ودخلت في لعبة الفساد المالي والصفقات والتسلق إلى سلطة القرار من خلال مافيات راس المال المالي، وفئة ثالثة حافظت على دورها التنويري في ظل الاجواء القاتمة التي تخيم على بلدنا. وهكذا لا يمكن اعتبار التعليم مقياسا ومعيارا لتحديد معالم طبقة معينة فهو فضاء واسع يمكن ان تتحرك تحته لوحة طبقية ذات مصالح متقاطعة تماما أحيانا. هذه الفئة يكون موقعها عادة في البناء الفوقي، لانها تختص بالعمل الفكري اصلا، ما يجعل تاثيرها سلاحا ذا حدين، فقد انحازت غالبية هذه الفئة منذ بداية تأسيس الدولة العراقية إلى قضايا الشعب، ولعبت دورا اساسيا في رفع مستوى وعي المواطنين باتجاه معاداة الاستعمار ودافعة باتجاه الاستقلال والسيادة الحقيقيين، ولكنها تعرضت وما زالت لقمع وتطويق وتهميش مخطط من قبل اغلب الحكومات المتعاقبة، لغرض تحويلها إلى اداة بيد تلك الحكومات تستخدمها لحرف الصراع وتزييف الوعي. وهي في النهاية تنضوي تحت مفهوم فئة من فئات البرجوازية الصغيرة الواسعة في لوحتنا الاجتماعية.

* حول مفهوم الطبقة الوسطى انظر ايضاً

   الصفحة 10 - أفكار

******************************

الصفحة الخامسة

الديوانية.. سقوط 16 تلميذا  في خزان للصرف الصحي!

متابعة – طريق الشعب

أعلنت وزارة التربية الخميس الماضي، عن إصابة 16 تلميذاً بجروح، إثر انهيار خزان للصرف الصحي كانوا يجلسون فوقه داخل إحدى مدارس محافظة الديوانية، وسط انتقادات لاستمرار إهمال البنى التحتية للمؤسسة التعليمية في البلاد.

وسقط التلاميذ الـ 16 في حفرة الخزان المتهالك داخل “مدرسة الإخاء” الابتدائية، ما تسبب في إصابتهم بجروح مختلفة، نقلوا على إثرها إلى المستشفى.

وفي بيان لها، قالت الوزارة أن الوزير تابع الموضوع مع مدير عام تربية الديوانية، وأكد أن الحادث يستلزم تحركا عاجلا لمعالجة الخلل.

ووجّه الوزير المديريات العامة للتربية بإجراء كشوفات في جميع المدارس، وتحديد أضرارها في فترة لا تزيد على أسبوع.

ويعاني الواقع الخدمي في مدارس العراق، ترديا شديدا من ناحية البنى التحتية والخدمات والمستلزمات الضرورية.

وتُحمّل نقابة المعلمين وزارة التربية والحكومات المتعاقبة مسؤولية هذا التراجع الخطير في واقع المدارس. وفي هذا الصدد، قال عضو النقابة بلال العبيدي، أن “واقع المدارس في العراق خطير، أغلبها لا يصلح للدراسة من ناحية الأبنية المتهالكة التي تشكل خطرا على حياة الطلبة”.

وشدد في حديث صحفي على أهمية أن تقوم وزارة التربية بإجراء مسح ميداني على المدارس، وإخراج جميع المدارس غير الصالحة للدراسة عن الخدمة، مشيرا إلى أن “على الحكومة أن تضع في حسبانها تحمل مسؤوليتها باستحداث مدارس جديدة صالحة للتدريس، وكافية لاستيعاب أعداد الطلبة”.

وأكد العبيدي أنه “لا يمكن استمرار هذا الإهمال للمدارس، وإذا ما استمر ذلك، فإن المؤسسة التعليمية ستواجه انهيارا في البنى التحتية”.

 ***********************

بيجي المنكوبة: التهميش الخدمي إلى متى؟!

بيجي – وكالات

طالب اهالي قضاء بيجي شمالي صلاح الدين، بوضع حلول عاجلة لمشكلات واقعهم الخدمي وانهاء التهميش الذي تتعرض له المدينة في مجال الخدمات الأساسية، مشيرين إلى أنهم لا يزالون يعانون الدمار الذي ألحقه إرهاب داعش بمدينتهم.

وهدد الأهالي، في حديث صحفي، باتخاذ خطوات تصعيدية في حال لم تستجب السلطات المعنية لمطالبهم، مطالبين الحكومة المحلية وعضو مجلس النواب عن القضاء، بإيصال صورة عن مظلوميتهم إلى الحكومة المركزية.

كذلك طالبوا رئيس الوزراء بعقد جلسة عاجلة داخل بيجي “المنكوبة”، منوهين إلى أن أهم مطالبهم هو إنجاز جميع المشاريع المتوقفة منذ سنوات، ومنها مشروع “جسر الفتحة”، على أن يتم ذلك في مدة أقصاها 3 شهور.

وشددوا على أهمية “استرداد المليارات المسروقة من المشاريع الوهمية داخل المدينة، وإعادة العمل بتلك المشاريع فعليًا إلى جانب تطبيق قوانين المدن المنكوبة على بيجي”، مذكّرين بأن بيجي التي يطلق عليها “مدينة الوقود”، ترفد أجزاء واسعة من البلاد بالمشتقات النفطية، وتضم أكبر مصفى نفطي في العراق.

وصوّت مجلس النواب عام 2016، على اعتبار بيجي مدينة منكوبة، إثر الدمار الذي خلفته فيها عصابات داعش الإرهابية والحرب ضدها. فيما لم يتخذ حتى الآن أي إجراء ملموس لإنقاذ المدينة. لذلك يرى الأهالي أن “بيجي منكوبة فقط على الورق، وهي في الحقيقة لا تزال حبيسة التهميش والفساد”.

ويقصد بالمدن المنكوبة وفق القانون العراقي، أي محافظة أو قضاء أو ناحية أو قصبة أو قرية تتعرض لخسائر في الأرواح والبنى التحتية وبقية أساسيات الحياة، جراء كوارث طبيعية أو أوبئة أو حوادث عرضية أو معارك أو اجتياح قوى خارجية. وبحسب القانون فإن الدولة ممثلة بالحكومة، تلتزم، بعد تصويت البرلمان على اعتبار المنطقة منكوبة بناءً على تقرير ميداني، بتسخير كافة امكانياتها لها، بما فيها موازنة الطوارئ أو نقل أموال من موازنة وزارة إلى أخرى، بهدف تقويم وضع المنطقة المنكوبة.

 **********************

مشروع سد مكحول.. يهدد عشرات القرى الزراعية بالزوال

متابعة – طريق الشعب

عاش جميل الجبوري سني حياته الـ53 بطولها في “قرية المسحك” شمالي قضاء بيجي في صلاح الدين، حيث تعمل عائلته في الزراعة منذ أجيال، لكنّه بات مهدّداً بالرحيل إلى مكان آخر بسبب سدّ ضخم تخطط السلطات لبنائه في المنطقة، وسيغرق على ما يبدو منزله وقريته ومزارعها بالمياه.

ومثل جميل، بات عشرات آلاف السكان مهددين بالترحيل بسبب مشروع سدّ مكحول، الذي تأمل الحكومة استكماله في غضون خمس سنوات على نهر دجلة، وتحديدا على الحدود الإدارية بين كركوك وصلاح الدين.

وتدافع السلطات عن المشروع الذي تؤكد أنّه سوف يؤمّن مخزوناً مائياً لمعالجة نقص المياه، في ظلّ موجة جفاف حادة يواجهها العراق منذ ثلاث سنوات. لكنّ المجتمع المدني يعارض المشروع، مشيراً إلى أن له آثارا سلبية ستطاول أكثر من 30 قرية يسكنها نحو 118 ألف نسمة، إضافة إلى أنه يشكل تهديدا للتنوع البيولوجي في المنطقة وللمواقع الأثرية الموجودة فيها.

ومن بين القرى المهدّدة تأتي “المسحك” الواقعة على ضفاف دجلة، والتي تمتاز بطبيعتها الخلابة ويعتاش أهاليها على زراعة أرضها الخصبة الغنية بالمياه. لكنّ هذا سيتغيّر عند إكمال بناء المشروع. فمياه بحيرة السدّ التي قد تتسّع لثلاثة مليارات متر مكعّب، ستغمر القرية بالكامل.

وبحسرة، يتحدث جميل عن مزرعة عائلته ويقول: “وُلدت وترعرعت هنا. من الصعب أن أرحل وأتوجّه إلى مكان آخر، سوف نترك تاريخاً وراءنا”.

ولا يعارض هذا الرجل أمر مغادرة أرضه وقريته، واضعاً في حديث صحفي “المصلحة الوطنية قبل الشخصية”، شريطة أن يخدم السد العراق والعراقيين، وأن يحصل هو على “تعويض مناسب لتأمين مستقبلي ومستقبل أطفالي”.

أما “ناحية آشور” شمالي صلاح الدين، فهي الأخرى قد تغرق في حال بناء السد، لكن حتى الآن لم يعرف مصيرها ولم تتلق أية بلاغات رسمية في هذا الشأن – حسب مدير الناحية جرجيس إسماعيل حجاب، الذي أوضح في حديث صحفي الأسبوع الماضي، أنه من الضروري تحديد مصير الناحية ومعرفة ما إذا كانت من بين المناطق المشمولة بالغرق، من أجل اتخاذ احتياطات مبكرة وتأمين ملاذات بديلة للسكان.

ويشير حجاب إلى أن “الناحية تواصل تنفيذ المشاريع في عموم القطاعات، وحتى الآن لا يزال مصيرها غامضا، ولم تصلها أية تبليغات رسمية بوقف تلك المشاريع”.

محطة كهرباء ونهر إروائي

ليس مشروع سد مكحول بجديد، فهو أطلق عام 2001 ابان النظام الدكتاتوري، لكنه توقف عام 2003، وبقي متوقفا في الأعوام التالية بسبب التدهور الأمني، حتى استؤنف العمل فيه العام الماضي، عبر عمليات حفر وتحليل للتربة وبناء جسر يربط بين ضفّتَي دجلة.

ويدافع معاون محافظ صلاح الدين رياض السامرائي عن المشروع، موضحاً أنّه سوف يتضمن بناء محطة لتوليد الطاقة الكهربائية بقدرة 250 ميغاواطا، وإنشاء نهر إروائي يغذّي مساحات زراعية كبيرة.

ويشدد في حديث صحفي على أن “المصلحة العامة تتطلّب إقامة هذا السدّ من أجل توفير خزين مائي للعراق”، موضحا أن السدّ سوف يعمل على درء خطر الفيضان في حال ارتفع مستوى ماء النهر.

وينوّه السامرائي إلى أن “هناك لجنة تشكّلت من المحافظات والوزارات المعنية لتقديم تعويضات مناسبة للسكان”.

آثار سلبية

وبالرغم من الإيجابيات، تنظر منظمات مدنية إلى المشروع من زاوية أخرى. إذ تحذّر من آثار سلبية له ستطاول حيوانات المنطقة ونباتاتها - بحسب ما جاء في تقرير أعدّته منظمتا “أنقذوا دجلة” و”حماة دجلة”.

ويشير التقرير إلى أن السد سيشكل تهديدا للبيئة وللمواقع الأثرية الموجودة في المنطقة، مثل موقع آشور الأثري المدرج على قائمة التراث العالمي في اليونسكو.

وكانت المنظمة الدولية للهجرة، قد أعربت في آب الماضي عن أسفها لعدم وجود “محاولات حوار” مع المجتمعات التي تسكن في منطقة السد.

وأفادت في تقرير أصدرته استنادا إلى دراسة أعدتها منظمات عراقية، بأن “الأشخاص الذين أجريت معهم لقاءات، من فلاحين وأصحاب أراض، يرون أن سدّ مكحول يمثّل تهديداً خطيراً لمواردهم”.

من جهته، يقول المزارع إبراهيم الجبوري، وهو زعيم عشيرة الجبور في “قرية المسحك”، انّ “أحداً لم يقصدنا ولم يسألنا عن أيّ شيء”، مضيفا في حديث صحفي أن “أجدادي وأبي وأنا، كلّنا عشنا في هذه المنطقة”.

ويؤكد أنه مستعدّ للرحيل إذا كان التعويض كافياً “لبناء منازل جديدة مثل منازلنا”.

وكانت دراسة أعدتها منظمة “ليوان” غير الحكومية للثقافة والتنمية، قد أشارت إلى خطر زوال 39 قرية في حال أقيم السدّ، يتراوح عدد سكان كل منها بين 200 و 8 آلاف نسمة.

وأوضحت أن أكثر من 67 كيلومتراً مربّعاً من الأراضي الزراعية والممتلكات والبساتين الخضراء معرّضة للزوال عند ارتفاع مياه السدّ إلى الحدّ الأقصى.  وفي دراستها نفسها، أفادت “ليوان” بأنّه يتوجّب بيع أو نقل أكثر من 61 ألف رأس من الماشية عند تنفيذ المشروع.

هل نحن بحاجة إلى سد جديد؟

يجيب مهيار كاظم، وهو باحث شارك في إعداد دراسة “ليوان”، بأن “مشكلة العراق هي الانخفاض العام في مناسيب المياه الآتية من تركيا وإيران. وهو لا يحتاج إلى سد جديد”، مشيرا في حديث صحفي إلى أنّ “دجلة بحاجة إلى استمرار التدفّق بسبب زيادة نسبة الملوحة فيه”.

ويتحدّث كاظم عن “عدد كبير من النساء في المنطقة يُعلنَ أسرهنّ بالاعتماد على الزراعة”. ويقول: “لا نعرف ما الذي سيحلّ بتلك الأسر بعد ترحيلها”!

 ********************************

بسبب تراجع القطاع الزراعي.. عزوف الطلبة عن التقديم على كليات الزراعة

متابعة – طريق الشعب

أفاد عميد كلية الزراعة في جامعة البصرة ساجد سعد الحسن، بعزوف الطلبة عن التقديم على كليات الزراعة بسبب تردي واقع القطاع الزراعي في البلاد.

الحسن، وهو عضو لجنة عمداء كليات الزراعة في العراق، ذكر في حديث صحفي، ان «عدد الطلبة المقبولين في كليات الزراعة الـ13 في البلاد، وحسب استمارة القبول المركزي، بلغ هذا العام 1100 طالب وطالبة، ما يعني ان 85 طالباً لكل كلية موزعين على الأقسام كافة»، معتبرا أن «هذا الامر محزن للغاية ويعود إلى عوامل عدة، أبرزها عدم وجود رؤية واضحة لدى السلطات المركزية للنهوض بالواقع الزراعي، وهذا ما دفع الطلبة وذويهم الى التوجه نحو الكليات التي توفر فرص وظيفية بشكل أسرع وأجور أفضل».

وتابع عميد الكلية قائلا أنه «من ضمن الامور التي أدت أيضا إلى هذا العزوف، عدم ايلاء الاهتمام الكافي بالصناعات التحويلية والحركة التسويقية الخاصة بها، مثل صناعة المستلزمات الزراعية. كذلك انخفاض عائد الاستثمار الزراعي في العديد من المشاريع الزراعية نتيجة الاعتماد على الزراعة التقليدية التي لا تتماشى مع تعاظم التغيرات المناخية في البلاد». وأوضح الحسن ان «البلد يعاني عدم وجود قوانين فاعلة لحماية المنتج الزراعي المحلي، ما أدى لعزوف الشباب عن اقامة مشاريع زراعية لتأمين مصادر عيشهم، بالإضافة الى محدودية دور وزارة الزراعة في هذا الشأن».

ولفت إلى ان «بقاء الوضع الحالي دون اي تحرك فعلي لتصحيح المسار، سيضطرنا في المستقبل إلى دمج بعض كليات الزراعة في عدد من الجامعات بكلية واحدة»، مؤكدا ان «هناك مساعي لاستقطاب الفكرة الهندية المتمثلة في إنشاء جامعة متخصصة في العلوم الزراعية، لمواكبة التطورات الحديثة في عالم الزراعة».

وكشف الحسن عن «اجتماع عاجل (يعقد مطلع هذا الأسبوع بمشاركة قيادات حكومية) لمناقشة تداعيات هذا التراجع المخيف في التوجه نحو كليات الزراعة».

 ********************************

مواساة

  • تنعى اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في الشطرة، الرفيق قاسم محمد حنيش السماح.

له الذكر الطيب ولأسرته الصبر والسلوان.

  • بمزيد من الحزن والأسى تنعى اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في الكرخ الثانية، الرفيق خير الله كاظم (أبو عمر)، أحد مناضليها الذين خبرتهم ساحات النضال وهم يذودون عن مبادئ حزبهم وحقوق وطنهم وشعبهم.

وارتبط الفقيد بحزبه الشيوعي قبل نصف قرن من الزمن، وتعرض للسجن والتعذيب مرات عدة، ولم تستطع السلطات بأساليبها القمعية إخماد جذوة نشاطه، فبقي وفيا لحزبه ولرفاقه حتى اللحظات الأخيرة من حياته.

له الذكر الطيب ولأهله ورفاقه الصبر والسلوان.

  • تعزي اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في واسط، عائلة الراحل كاظم عبد عون، أحد الرفاق القدامى، وذلك بوفاة ابنهم جواد كاظم.

الذكر الطيب للراحل والصبر والسلوان لعائلته ومحبيه.

  • تنعى اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في الثورة، الرفيق جبار ناصح نبيه الزهيري.

وكان الفقيد ملاصقا لحزبه. وقد تعرض للاضطهاد والسجن ابان النظام البعثي المباد.

له الذكر الطيب ولأولاده ومحبيه خالص العزاء.

**********************************

الصفحة السادسة

غوتيريش: الإبادة النووية تبعد خطوة واحدة غير محسوبة

نيويورك - وكالات

حذّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، أمس الأول، من أن العالم تفصله «خطوة واحدة غير محسوبة» عن حرب نووية مدمّرة، مشيرا إلى أنه يواجه مخاطر لم يشهدها منذ حقبة الحرب الباردة. وقال غوتيريش في تصريح صحفي: «لقد كنا محظوظين للغاية حتى الآن. وسط تصاعد التوتر في العالم، فالإنسانية تبعد بمقدار سوء تفاهم واحد أو زلّة واحدة عن إبادة نووية». وأدلى غوتيريش بتصريحه في افتتاح مؤتمر الدول الموقعة على معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية. ووقعت المعاهدة عام 1968، بعد ما عُرف بأزمة الصواريخ الكوبية، الحدث الذي صوّر على أنه كان الأقرب في التسبب في اندلاع حرب نووية عالمية. وانضمت لاحقا العديد من الدول إلى المعاهدة بهدف تحقيق الهدف النهائي وهو منع انتشار الأسلحة النووية. ووقعت تقريبا جميع دول العالم على هذه المعاهدة، بمن في ذلك القوى الخمس النووية الكبرى.

وأشار غوتيريش إلى أن «الحظّ ليس استراتيجية. ولا يحمي من التوترات الجيوسياسية التي تغلي على صفيح نزاع نووي»، محذرا من أن تلك التوترات العالمية تبلغ مستويات مرتفعة، مشيراً بالتحديد إلى غزو روسيا لأوكرانيا، والتوترات في شبه الجزيرة الكورية والشرق الأوسط على سبيل المثال.

ووجّه بوتين رسالة يوم الإثنين إلى مؤتمر نزع الأسلحة النووية الذي افتتحه غوتيريش، أعلن من خلالها أنه «لن يكون هناك فائز في حرب نووية، ولا يجوز إطلاقاً أن يطلق العنان لها».

ويرجّح وجود نحو 13 ألف سلاح نووي في ترسانات الدول النووية التسع، وهو أقلّ بكثير من عدد الأسلحة في منتصف الثمانينيات الذي قدر حينها بنحو 60 ألفاً.

 *****************************

روسيا: الاعتراف بالأقاليم الجديدة يمهد للمحادثات مع أوكرانيا

موسكو - وكالات

قالت روسيا يوم أمس، إن رفض الغرب الاعتراف بـ «الأقاليم الجديدة» التي تم الاستيلاء عليها من أوكرانيا، يجعل محادثات السلام أكثر صعوبة. ويأتي ذلك بعدما أبدى الرئيس الأمريكي جو بايدن استعدادا للقاء نظيره الروسي فلاديمير بوتين. وقال الكرملين إنه منفتح على إجراء مفاوضات، ولكن ليس بشأن مطلب الغرب الخاص بالانسحاب من أوكرانيا. وفي نهاية أيلول، أعلنت روسيا ضمّ أربعة أقاليم أوكرانية، من دون أن تُحكم سيطرتها على أي منها. وبعد مرور تسعة أشهر من الاجتياح، فقدت روسيا السيطرة على مناطق سبق واستولت عليها.

 *************************

الطاقة الذرية الدولية: ندعو لتصحيح العلاقات مع إيران

متابعة - وكالات

قال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي، أخيرا، إن الوكالة بحاجة إلى إعادة علاقتها إلى مسارها الصحيح مع طهران، في حين ناقش وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان ومسؤول السياسة الخارجية والأمن بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل آخر تطورات مفاوضات فيينا لرفع الحظر عن إيران. وقال غروسي إن إيران تختلف على ما يبدو مع الوكالة -التابعة للأمم المتحدة- بشأن معلومات ينبغي أن تقدمها طهران عن برنامجها النووي.

وأضاف في مؤتمر بروما «لا يبدو أننا على توافق مع إيران بشأن التزاماتها تجاه الوكالة الدولية للطاقة الذرية»، وقال إنه يشعر بالقلق إزاء إعلان طهران في الآونة الأخيرة زيادة قدرتها على التخصيب.

وتابع «نحن بحاجة إلى إعادة علاقتنا إلى مسارها الصحيح»، لكنه أكد أنه «لا يزال يأمل» أن تقدم طهران تفسيرا لآثار اليورانيوم التي عُثر عليها في 3 مواقع غير معلنة قبل سنوات قليلة.

 ***********************

جريمة إسرائيلية جديدة تثير سخط الرأي العام الأمم المتحدة تصوت

على 4 قرارات لصالح فلسطين

القدس - وكالات

صوتت الجمعية العامة للأمم المتحدة في جلستها الخاصة لمناقشة القضية الفلسطينية، لصالح أربعة قرارات لفلسطين، وعلى رأسها عقد جلسة رفيعة المستوى لإحياء ذكرى النكبة الـ 75. وفي غضون ذلك ارتكبت قوات الاحتلال جريمة جديدة بحق شاب فلسطيني جرى إعدامه (من النقطة صفر) رغم محاولات الأهالي تخليصه من يد المجند الإسرائيلي.

ترحيب فلسطيني

رحب وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي بالتصويت لصالح القرارات الأربعة، وقال إن التصويت على إحياء ذكرى النكبة اعتراف أممي بالمأساة الفلسطينية التي أدت إلى تهجير شعبنا، وتحويل أكثر من نصفه إلى لاجئين في الشتات، ونصفهم الآخر تحت اضطهاد نظام فصل عنصري، واستعمار كولنيالي، مشيرًا إلى أن هذا التصويت خطوة في تجاه تصويب الظلم التاريخي لجبر الضرر الذي أصاب فلسطين.

وأشار المالكي إلى أن “تصويت الدول لصالح القرارات دليل على الاجماع الدولي بشأن القضية الفلسطينية، وحق شعبنا الفلسطيني في العيش بحرية وكرامة، وحقه في تقرير المصير والاستقلال لدولة فلسطين، والعودة للاجئين”.

تفاصيل القرارات

والقرارات الأربعة جاءت كالآتي: “أولا: تسوية قضية فلسطين بالوسائل السلمية، صوت لصالحه (153) دولة، وضد (9) دول، وامتناع (10) دول. ثانيا: البرنامج الإعلامي الخاص الذي تضطلع به إدارة شؤون الإعلام بالأمانة العامة بشأن قضية فلسطين، وصوت لصالحه (149) دولة، وضد (11) دولة، وامتناع (13) دولة، ويجدد القرار ولاية البرنامج لدعم توعية إعلامية للمساهمة في السلام، ويدين الإعدام الميداني للصحفية الشهيدة شيرين أبو عاقلة، ويدعو إلى المساءلة، ويرحب بقرار تسمية برنامج الأمم المتحدة التدريبي للصحفيين الفلسطينيين باسمها تكريما لها. ثالثا: اللجنة المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف، حيث صوت لصالحه (101) دولة، وضد (17) دولة، وامتناع (53) دولة. حيث يطلب القرار الوارد من اللجنة حشد التضامن والدعم الدوليين للشعب الفلسطيني واستعادة الأفق السياسي والنهوض بسلام عادل ودائم وشامل، لاسيما خلال هذه الفترة الحرجة من عدم الاستقرار، وزيادة تقليص الحيز المدني في الأرض الفلسطينية المحتلة، والضائقة الإنسانية والأزمة المالية، ويدعو جميع الحكومات والمنظمات إلى التعاون مع اللجنة. رابعا: شعبة حقوق الفلسطينيين بالأمانة العامة، صوت لصالحه (90) دولة، وضد (30) دولة، وامتناع (47) دولة. وفيه يطلب القرار من الشعبة تكريس أنشطتها في عام 2023 للاحتفال بالذكرى الخامسة والسبعين للنكبة، بما في ذلك إقامة حدث رفيع المستوى في قاعة الجمعية العامة في 15 أيار 2023”. وأعرب المالكي عن شكره للدول الصديقة والشقيقة التي صوتت لصالح هذه القرارات، والارتفاع الملحوظ في عدد تلك الدول، موجها الدعوة للدول التي لم تدعم القرارات بالتوقف عن معاييرها المزدوجة، وانسياقها وتشجيعها لسلطة الاحتلال في جرائمه. وقال: “إننا نراقب التصرفات المسيئة لهذه الدول التي تساهم في إضعاف المنظومة الدولية وتساعد سلطة الاحتلال غير القانوني في الإفلات من العقاب والمساءلة عن جرائمه وانتهاكاته، وإنها لن تستطيع أن تتهرب من الالتزامات المترتبة واجباتها في احترام وتطبيق قواعد القانون الدولي”.

جريمة إسرائيلية شنيعة

ولم يمض الكثير على هذه القرارات، حتى ظهر مقطع فيديو يوثق إعدام ميداني (من النقطة صفر) قام به مجند إسرائيلي بحق مدني فلسطيني في جنوب نابلس.

وضمن ردود الفعل على هذه الجريمة، أعلن الأهالي حدادا شاملا وإغلاق تام لبلدة حوارة جنوب نابلس فيما اندلعت مواجهات بين شبان وقوات الاحتلال.

وشهدت البلدة إغلاقا شاملا حدادا على روح الشهيد عمار مفلح، الذي أعدمه جندي إسرائيلي في شارعها الرئيسي. فقد أغلقت المحال التجارية أبوابها على طول الشارع الرئيسي في البلدة التي تربط شمال الضفة بوسطها. وأفادت مصادر محلية للجزيرة نت بأن الإغلاق جاء استجابة لدعوات أطلقها نشطاء في القرية عبر مكبرات صوت المساجد.

وكان جندي إسرائيلي يحاول اعتقال الشاب مفلح، وأطبق الخناق عليه في وقت سعى فيه فلسطينيان لتخليصه من قبضة الجندي، وبعدما حاول الشاب الفكاك من قبضته سحبه الجندي إلى مكان آخر وأطلق عليه عدة رصاصات من المسافة صفر، حسبما أظهر بوضوح مقطع فيديو للحادثة.

كما بثت وسائل إعلام فلسطينية مشاهد قالت إنها من اندلاع مواجهات بين شبان فلسطينيين وقوات الاحتلال على مفرق بلدة بيتا الليلة الماضية. وأظهرت إحدى اللقطات دخانا كثيفا في وقت يُسمع فيه دوي إطلاق نار بالتزامن مع صوت تكبيرات الفلسطينيين في لقطات أخرى.

وإلى جانب بلدة حوارة، دعا حراك حيفا، وحركة أبناء البلد، في بيان مشترك للتظاهر في مدينة حيفا شمالا ضد سياسة الإعدامات اليومية الإسرائيلية، وجاء في البيان “لن نسكت ونتفرج على نهر دمائنا ولن نقف مكتوفي الأيدي أمام حرب الإبادة المفروضة علينا والتي من العار أن نخوضها متفرقين”.

وكانت حركات المقاومة الإسلامية (حماس) والجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين نددت بالجريمة أيضا، وقالت إنه يعكس “السلوك العدواني والفاشي للاحتلال وجيشه، وإن مشهد جريمة الإعدام سيرتد على الاحتلال وسيدفع ثمنها”، وأكدت أنها شاهد على “إجرام الاحتلال وإرهابه المنظم ضد الشعب الفلسطيني”.

على صعيد آخر نشر تجمع المدافعين عن حقوق الإنسان مقطع فيديو يوثق تنكيل جنود الاحتلال الإسرائيلي بالسكان في منطقة تل الرميدة وشارع الشهداء بمدينة الخليل جنوب الضفة المحتلة. وقد أغلقت قوات الاحتلال جميع الحواجز العسكرية في المنطقة، ومنعت السكان - بينهم نساء وأطفال ورجال - من الوصول إلى منازلهم لساعات طويلة.

جدير بالذكر أن سكان مدينة الخليل يتعرضون بشكل متواصل لاعتداءات الاحتلال وتضييقاته المستمرة عليهم، إضافة لاعتداءات المستوطنين وتنكيلهم بالسكان هناك.

 *************************

اتحاد الشغل التونسي: المسار السياسي للبلاد غامض

تونس - وكالات

قال الأمين العام لاتحاد الشغل في تونس، يوم أمس، إن الاتحاد لم يعد يقبل بالمسار السياسي الحالي في البلاد بسبب التفرد بالحكم والغموض والخوف على مستقبل الديمقراطية، معلنا بذلك مقاطعته للمسار الذي دعمه العام الماضي حين أعلن الرئيس قيس سعيد حل البرلمان.

وقال نورالدين الطبوبي في خطاب أمام أنصاره «لم نعد نقبل بالمسار الحالي لما اعتراه من غموض وتفرد ولما يخفيه من مفاجآت غير سارة على مصير البلاد.. والديمقراطية».

وبخصوص الانتخابات النيابية التي ستجرى هذا الشهر، وصفها الطبوبي بأنها «بلا لون ولا طعم»

وأوضح أن الانتخابات جاءت نتيجة دستور لا يحظى بإجماع وطني وغير تشاركي في أوضح إشارة لرفض الاتحاد لهذه الانتخابات.

ومن المقرر إجراء الانتخابات البرلمانية في 17 كانون الأول بصلاحيات أقل بكثير من البرلمان السابق، الذي أغلقه الرئيس قيس سعيد العام الماضي، في خطوة وصفها خصومه بأنها انقلاب.

وتقاطع الأحزاب الكبرى الانتخابات ووصفتها بأنها خطوة لتعزيز سيطرة سعيد على جميع السلطات بما فيها السلطة التشريعية.

 *****************************

في مواجهة جرائم الفصل العنصري الإسرائيلية.. التضامن مع الشعب الفلسطيني من أوربا إلى مونديال قطر

رشيد غويلب

يكسب المستوطنون غير الشرعيين في الضفة الغربية المحتلة مئات الملايين من الدولارات عن طريق بيع منتجاتهم في أوروبا، والزبائن الأوربيون غير مدركين أنهم يساعدون ببساطة في تمويل جرائم الحرب الإسرائيلية، وفق اتفاقية جنيف.

ينتهي المطاف بالكثير من منتجات الأراضي الفلسطينية المنهوبة في المتاجر الأوروبية. ثم تتدفق أموال المستهلكين الأوروبيين مرة أخرى إلى هذه المستوطنات، مما يساعد المتطرفين على مصادرة المزيد من الأراضي وهدم المزيد من المنازل.

ولغرض إقامة المزيد من المستوطنات، صادرت السلطات الإسرائيلية أكثر من ألفي كيلومتر مربع من الأراضي الفلسطينية وأنشأت عليها أكثر من 200 مستعمرة. تشكل هذه المساحة ثلث مجموع الأراضي المتاحة حالياً للفلسطينيين. وتجبر سلطة الاحتلال الفلسطينيين على العيش في عشرات الجيوب المفككة المحاطة بالجدران وأبراج المراقبة. لقد هدموا أكثر من 27 ألف منزل وفرضوا قيودًا شديدة على حرية التنقل والحقوق الأساسية لملايين الأشخاص.

هذه السياسة العدوانية تجعل  احتمال للسلام في المنطقة شبه مستحيل. كل من الفلسطينيين والإسرائيليين الساعين للسلام يقفون معًا ضد عمليات الاستيلاء على الأرض.

أعطت نتيجة الانتخابات الإسرائيلية الأخيرة دفعة للصهاينة المتطرفين من سكان المستوطنات الاستعمارية، في توظيف التخويف والهجمات بشكل متزايد ضد أعدائهم: الفلسطينيين ونشطاء اليسار اليهود.

إنهم يراهنون على الحكومة المقبلة التي سيحدد فيها المتطرفون الصهاينة توجهاتها. وسيصبح الفاشي ايتمار بن غفير، رئيس حزب «عوتسما يهوديت»، فيها وزيرا للداخلية. وسيُمنح حزب إيتامار بن غفير السيطرة على حرس الحدود، البالغ عددهم الفي جندي مدربين تدريبا خاصا لحماية المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة. خلال الحملة الانتخابية، وعد بن غفير بتخفيف قواعد الاشتباك لمنح قوات الاحتلال حرية أكبر في إطلاق النار على الفلسطينيين دون قيود.

مبادرة أوربية شعبية ضد النشاط التجاري مع المستوطنات

أطلقت أكثر من 100 منظمة حقوقية ونقابة أوروبية مبادرة شعبية للمطالبة بتشريع قانون يحظر استيراد البضائع من الأراضي التي تحتلها إسرائيل إلى بلدان الاتحاد الأوروبي. تعد أوروبا أكبر مستورد للبضائع المنتجة في المستوطنات غير الشرعية، وتدر مئات الملايين الدولارات سنويا. على الرغم من أن التبادل التجاري مع المستوطنات يعد جريمة حرب، إلا أن الاتحاد الأوروبي يسمح بذلك. ولا تطالب المبادرة بحظر التجارة مع الأراضي المحتلة، لأن ذلك سيسبب ضررا للمواطنين الذين تم ضم أراضيهم أو احتلالها.

هذه الحملة ذات تنوع كبير: فهي تشمل الفلسطينيين واليهود والأوروبيين الذين يتحدون لإنهاء الحافز الاقتصادي الذي يجعل العنف اللانهائي أكثر ربحية من السلام.  وتشارك في الحملة، بين منظمات أخرى، حركة 25  DiEM اليسارية الأوربية ومنظمة هيومن رايتس ووتش، وشبكة «من أجل العدالة في فلسطين» التابعة للاتحاد العام للنقابات الأوروبية، وحركة أتاك أتاك المضادة للعولمة في فرنسا، واتحاد نقابات سي جي تي الفرنسي القريب من الحزب الشيوعي، وكذلك اتحاد نقابات التضامن، واتحاد عمال صناعات المعادن الإيطالية، ومن ألمانيا منظمة السلام في الكنيسة الكاثوليكية « باكس كريستي» و «الصوت اليهودي من أجل السلام العادل في الشرق الأوسط».

ولكي تنجح مبادرة المواطنين الأوروبيين، تحتاج الحصول على مليون توقيع، على الأقل، في كل بلد، ثم يتعين على المفوضية الأوروبية التعامل مع المطالبة بتشريع قانون الحظر. لكن الحملة لا تزال بعيدة عن هذا الهدف. حتى الآن، تمكنت فرنسا وبلجيكا وأيرلندا وهولندا فقط من جمع التوقيعات المطلوبة.

اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني

صادف التاسع والعشرين من تشرين الثاني، اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، وجاء في نداء المبادرة: «ندعو الجميع للتوقيع على الحملة ودفع الناس للتوقيع عليها». يهدف اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني الذي أعلنته الأمم المتحدة في 29 نوفمبر 2022 إلى إحياء ذكرى قرار التقسيم في 29 تشرين الثاني 1947، والذي تم بموجبه تقسيم فلسطين إلى دولة يهودية، وأرض فلسطينية. ويؤدي القرار إلى حل سلمي وديمقراطي للقضية الفلسطينية، فالأراضي الفلسطينية محتلة إلى حد كبير من قبل إسرائيل، أو كما هو الحال في قطاع غزة، المعزول عن العالم الخارجي باعتباره «أكبر سجن مفتوح في العالم»، لهذا لا يزال الشعب الفلسطيني يناضل من أجل إقامة دولته الوطنية المستقلة وعاصمتها القدس.

يهدف اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني إلى توسيع الوعي العالمي بأوضاع الفلسطينيين ودعمهم في سعيهم من أجل تقرير المصير دون تدخل خارجي والحق في الاستقلال والسيادة الوطنية، يمكن لمبادرة مواطني الاتحاد الأوروبي أن تساعد في إنهاء الحلقة المفرغة للعنف والضم العسكري.

ولا يزال الشعب الفلسطيني يقدم قوافل الشهداء على طريق تحرير وطنه. وتشير مصادر فلسطينية موثوقة ان آلة القمع الإسرائيلي كلفت الشعب الفلسطيني منذ بداية العام الحالي وإلى الآن 206 شهداء، ويتوقع ان يرتفع العدد مع تصاعد العنف الإسرائيلي المنظم.

 ************************

الصفحة السابعة

القطاع الأسوأ على مستوى المنطقة.. مختصون: شركات الاتصال تفرض خدمات باهظة على الزبائن

بغداد – طريق الشعب

يعد قطاع الاتصالات في العراق واحدا من أكثر القطاعات عرضة للفساد وهدرا للمال وانتهاكا لحقوق المستهلك المكفولة وفق القانون. وخلال قرابة عقدين من الزمن على عمل شركات الاتصال داخل محافظات البلاد، لم تتوقف ولو للحظة عن استقطاع مبالغ مالية كبيرة جدا مقابل خدمات سيئة وجودة متواضعة، بل وصل الأمر بها إلى إشراك الزبائن في خدمات لا يعرفون بها وينهبون رصيدهم دون أي رقابة تذكر.

ولسوء خدمات الشركات محدودة العدد والتي تسيطر على السوق في ظل غياب شركة اتصالات وطنية، صارت أعداد شرائح الهاتف النقال المباعة تقارب أعداد سكان البلاد وفق ما يقول مختصون، كون المواطنين يشترون أكثر من شريحة بحثا عن خدمات أفضل مما لديهم، لكن دون جدوى.

قطاع غارق في الفساد

يقول الخبير الاقتصادي صالح الهماشي، إن قطاع الخدمات عموما في العراق سيئ ورديء، وأن بعض الخدمات صارت معدومة، والمواطنون يعوضون غيابها بجهودهم الخاصة.

ويوضح الهماشي في حديثه مع “طريق الشعب”، أنه “رغم امتلاك العراق للبنى التحتية والإمكانيات المالية الكبيرة، لكنه يعاني من تردي خدمات الإنترنت والسبب الأول في هذه المشكلة هو استفحال الفساد داخل هذا القطاع والتهريب المفضوح لسعات الانترنت. كل هذا يعود إلى عدم جدية الحكومات السابقة في معالجة الملف ومحاسبة الفاسدين”.

ويشدد الهماشي على أن “هيئة الإعلام والاتصالات لا تقوم بواجباتها تجاه شركات الاتصال العاملة في العراق. إن هذه الشركات مدينة بمبالغ هائلة للحكومة، ولا تسددها بسبب تواطؤ متنفذين في الدولة معها. كان يجب أن تقام دعاوى ضدها، وتسحب رخص عملها لكن للأسف نرى أنها مستمرة في العمل، وديونها متراكمة بمليارات الدنانير، ولا توفر أي فائدة لميزانية الدولة”، مضيفا أن “هذه الشركات تتلاعب بالمواطنين وتقدم لهم خدمات مبهمة وباهظة الثمن وتجعلهم يشتركون بخدمات رديئة دون أي حماية للمستهلك”.

الأمر الآخر بحسب المتحدث هو أن “عائدات شركات الاتصال تبلغ حوالي 4 مليارات دولار سنويا يذهب قسم منها لشراء ذمم مسؤولين كبار وتمويل أحزاب فاسدة من أجل تعزيز نفوذها وتثبيت مواقعها وتحقق ربحا هائلا من المبالغ المتبقية. هذا الأمر لم تعالجه الحكومات السابقة ولا نعلم مدى جدية الحكومة الحالية برغم حديثها عن الإصلاح، فهل ستُواجه مافيات الاتصالات التي باتت أكبر من الدولة؟”.

أما بخصوص قانون حماية المستهلك فهو بنظر الهماشي “قانون غير مفعّل كبقية القوانين، مثل قانون التجارة وقانون الرقابة الصحية، والقائمة تطول. إن المشكلة الحقيقية تتمثل بعدم اهتمام الحكومات بالقضية، فهي لا تضع مصلحة المواطن كنهج أساسي لعملها، بل غرقت في أطماع المتنفذين داخل السلطة الباحثين عن زيادة الثروات وتكديسها عبر فسادهم واستغلال مواقع نفوذهم”.

الأمر الآخر المهم الذي أشار اليه المتحدث هو أن “مجمل دول الجوار تقدم خدمات اتصالات وانترنت تفوق ما يقدم العراق بمراحل كبيرة، وكذلك بمبالغ أقل بكثير مما لدينا، بل أن بعضها لا يصل إلى 30 في المائة من المبالغ التي تتقاضاها شركات الاتصال في مختلف المحافظات”.

سرقات مخزية

وعن هذا الأمر، يقول مهندس الاتصالات، عيسى إبراهيم، أن هذه الشركات تقوم بما هو أبشع من مشكلة الخدمات السيئة التي تقدمها.

ويوضح إبراهيم لـ”طريق الشعب”، أن “هذه الشركات تقوم بإشراك الزبائن في خدمات ليست مطلوبة من قبلهم. فعلى سبيل المثال، هم يدفعون الأموال للاشتراك في خدمات الإنترنت الشهري ويجدون أنفسهم مشتركين في خدمات أخرى بعيدة عن الموضوع، وبالتالي يخسرون ما دفعوه ولا يقدرون على استعادته، ولا توجد جهة رقابية حقيقية تحاسب هؤلاء وتوقفهم عند حدهم”.

أما القضية الأخرى بحسب كلام المهندس فهي “إشراك الزبائن في خدمات دون علمهم وإرسال رسائل نصية لهم، تعلمهم كيفية إلغاء الخدمة المعينة بحال عدم رغبة الزبون فيها، وبالتالي أن أغلب الزبائن لا يقرؤون هذه الرسائل النصية الكثيرة والمملة، وبالتالي يصبحون ضحية هذا النوع من الاحتيال ومشتركين بأكثر من خدمة ويصدمون لاحقا باختفاء رصيد بطاقات التعبئة التي تتلاشى بعد لحظات من الاشتراك فيها”.

إلى أين المفر؟

ويتحدث مواطن لديه تجربة مع هذه الشركات مبينا أنه أصبح يمتلك ثلاث شرائح اتصال للشركات الثلاث المسيطرة على هذا القطاع في البلاد، بسبب سوء الخدمة بمجال معين لكل منها.

ويقول بهاء إحسان: أن الخدمات التي تقدمها شركات الاتصال “سيئة وغير مقبولة، وربما تتوفر خدمة واحدة يمكن الاستفادة منها، فعلى سبيل المثال، إحدى الشركات تقدم خدمة إنترنت لا بأس بها، وأفضل من غيرها، والأخرى لديها تغطية اتصال أفضل في مناطق معينة من دون أخرى، وشركة أخرى لديها عروض أفضل من الشركتين الأخريين. لكن لا توجد روح تنافسية تقدم خدمات جيدة”.

ويؤكد إحسان لـ”طريق الشعب”، أن “غياب الرقابة الحكومية وتبعية شركات الاتصال، جعلت منها شركات لا تستطيع الحكومة مواجهتها، الأمر الذي أدى إلى تراجع الخدمات شيئا فشيئا، وبالتالي يضطر العراقيون لاقتناء شرائح الاتصال من مختلف الشركات، لتلبية احتياجاتهم المكانية وظروف عملهم”.

أما مهندس البرمجيات، محمد راضي، فيقول لـ”طريق الشعب”، أن خدمات شركات الاتصال “متشابهة جميعها من حيث المضمون. خدمة الإنترنت المقدمة سيئة للغاية وهي أقل من أن توصف بشبكات الجيل الثالث لأن أفضل سرعة لا تتجاوز 150 كيلو بت/ ثانية. هذا الأمر أدى إلى أن يقتني المواطنون شريحتين وأكثر من أجل تلبية احتياجاتهم”.

ويوضح أن “الكثير من بلدان العالم لديها شركات عالية الجودة، وحتى في البلدان النامية، لأن هذا القطاع ربحي ويبحث عن التوسع وكسب الزبائن، لكن ما يجري في العراق هو نهب منظم، وليس إستراتيجية اتصالات بعيدة الأمد لأنها ليست من مفاهيم العصابات والمافيات والمتنفذين الطارئين على السلطة”، مبينا أن “شركات الاتصال أخلّت بعقودها مع الحكومة ولم تلتزم بالمواصفات الفنية في توفير الخدمات ومن غير المنطقي أن تستمر في عملها”، داعيا إلى “الإسراع في تأسيس شركة اتصالات وطنية وإنهاء ما يجري وتعزيز خزينة الدولة من هذا القطاع المهم”.

*****************************

الصفحة الثامنة

من «كشكول سجين» هاشم سعدون الطعّان

محمد علي الشبيبي

من الشخصيات التي زاملها المربي الراحل علي محمد الشبيبي في سجن الحلة في الفترة (1964-1965) والتي تناولها المربي علي الشبيبي -طيب الله ثراه- في “كشكول سجين” زميله السجين الشاعر الراحل هاشم سعدون الطعان -طيب الله ثراه- فاختار إحدى قصائده التي ألقاها في السجن، وأعتقد أن هذه القصيدة لم يسبق أن نشرت وربما هي إحدى قصائد الشاعر الراحل المفقودة. لذلك وجدت ضرورة نشرها لأنها تعطي صورة عن أدب السجون في تلك السنوات ومعنويات السجناء الشيوعيين وأصدقائهم وإيمانهم بشعبهم وثقتهم بحتمية التغيير للأفضل ومستوى النشاطات الثقافية في السجون التي كان ينظمها السجناء الشيوعيون، فكتب الوالد في “كشكول سجين”:  

هاشم سعدون الطعّان 1931-1981

هاشم سعدون الطعان أديب من الموصل. كان معلماً ثم أكمل دراسته في كلية الآداب، وعين مدرساً في مدينة البصرة. وقد أوقف في عهد –قاسم- وظل في الموقف حتى مطلع عام 1963 حيث نقل إلى موقف شرطة ناحية الگرمة، ثم حكم عليه بالسجن أربع سنوات قضى قسماً منها في سجن نقرة السلمان. شاعر وقاص، واسع الإطلاع، ظريف وجريئ، غير ان فيه حدة. وقد يتعصب لرأيه تعصباً يفقده كثيراً من ولع محبيه له، بل وربما ابتعدوا عنه وتحولت صحبتهم له عادية. ولقد أسفت لهذه الظاهرة أسفاً شديداً.  تعرفت إليه أول قدومه السجن وأعجبت به أعجاباً كبيراً، وان وجدته يكثر الحديث عن نفسه. ولقد حاول مرة أن ينتقل من الغرفة التي يسكنها لعدم ارتياحه وانسجامه مع بعض نازليها من السجناء. وعرض أسمه على غرف أخرى له فيها أصحاب ومحبون، لكنهم رفضوه بالإجماع، لأنهم كانوا يخشون الخراب معه؟! وقد ألقى هذه القصيدة –كذلك كان شعبي- في أمسية 26-6-1965 فانتخبتها ذكرى اللقاء.

كذلك كان شعبي

كمرتقبٍ لدى الميعاد الفا

كأرض ترتجي نيسان لهفى

كما تحوي بلادي كل خير

بشائره البشائر ليس تخفى

كما حن الصغار إلى أبيهم

ففرط الوجد في الحدقات شفّا

كما يهفو إلى الأنغام عود

بأوتار تخال الجن عزفا

كما أحببت شعبي يا صحابي

كما أحببتكم إلفاً والفا

كما أشتاق الغدير لورد طير

على حافاته المعشاب دَفّا

كما أم تذوّب مـقلتـيها

لترأم طفلها والليل أغفى

كجفن صبية زهراء خَودٍ

كأحلام الصبا البيضاء رفا

كما ذكر المسافر بـعد كدٍّ

وتجوال موطنه فخفا

كـما تاقت قلوب بعد نوءٍ

وإعصار إلى ايماء مرفا

كما حن ابن هاني بعد منع

إلى بنت الكروم الخضر صرفا

كليلات السرار بها اشتياق

إلى قمر يضيئ الضوء لطفا

كما يتـهلل الـعربي بشرا

اذا القى لدى الأطناب ضيفا

وشوق الشاعر المعطاء حنت

خواطره لقافية فقفّا

كما حيا (زهير) في قريض

شجى دمنةً من اُم أوفى

كذلك كان شعبي في انتظار

لمن قادوا النضال المر زحفا

تلـقاهم بـقلب ظل دهراً

على الأرزاء يزهو مستخفا

بكردستان تشافى النجم كبراً

بدجلة عانقت جرفا فجرفا

تلـقاهـم بشوق مشرئب

يمدّ مزغرد الترحيب كفّا

بمجد النخلة الفرعاء قامت

تهلل باللقا رُطبا وسعفا

اذا ما أبسرت كانت رواءً

وإما أثمرت عسلاً مصفى

وقد هـيّا لهم أمجاد الفٍ

من الأجيال ضحت لم تكفا

وعاد الجاحظ البصري يملي

حديثاً شيق الأخبار طرفا

وسلمهم مشاعر أكـرميه

تذر ذر ضوءها كرما وعطفا

سناها من سنا المأمون وافى

رحاب العلم حاشدةً فوفّى

ومن أشعار دعـبل تتقيها

طواغيت تسوم الناس خسفا

ومن إطلالة الشيخ المعري

يكشف والدجى يلتاث زيفا

أقام المـجد للآداب تـدعو

إلى حق وترجو ثم نَصفا

وباركـها بان اورت زنادا

له لهب تألق ليس يطفى

وفَند ان تساقـيه غـيوثُ

واجداب بباقي الأرض حفا

وغنى للعدالة وهي تـعطي

كما وهبت زهور الروض عَرفا

وقد لعن المرائي في رياءٍ

يُقرّبه إلى السلطان زُلفى

وسلم شعبنا الآتين سفـرا

تضيئ سطوره حرفاً فحرفا

ففي صفـحاته أخبار كاوا

يقارع غاشما ويميط حيفا

وثـورات الخوارج كل شهم

يجرّد للعلا قلباً وسيفا

وكان لو أبتغى للنفس خيراً

ويقعد نائلاً ما عنه عفا

وفي صفحات هذا السفر حشد

من الأمجاد أعجز منه وصفا

هنا ثار الزنوج على عـتاةٍ

ففلوا كيدهم صفاً فصفا

هنا حمدان قرمط دك حصنا

ينازل أرعنا ويحط حلفا

هنا من ثورة العشرين ذكرى

أماطت عن رؤى التأريخ سجفا

وقال الشعب كلمته وأعطى

لفتيته تراث الفكر صحفا

فباركـها الربيع بـكل نورٍ

وآذار تململ فأستشفا

راى قوس السحاب ركام غيم

فذرى ضوءها في الأفق ندفا

فكان ازاهراً في كل صـقعٍ

جزت عن نعمة الألوان عرفا

اعـطارُ يـوزع كل طـيب

هنا بين الخمائل قد تخفى

ام الأرجاء لـمّت كل عـطرٍ

لعرس جن راقصة ودَفا

وكان البدءُ ان أوحى هـمامُ

إلى ندٍ يؤاخيه فقفى

ولبت دعوة الداعـي جموعٌ

تعيش حياتها جدباء عجفا

وحسّ البغي ان الأرض هبت

تثير النقع زوبعة وعصفا

فطار صوابه المغرور ذعراً

و أفعم صدره المنخوب خوفا

فـطار يقـاوم التيار طيشا

فلا يألو له التيار جرفا

فللأحـرار تضييقٌ وسجـنٌ

وتشريدٌ ومشنقةٌ ومنفى

وشبت وثبة في إثر أخـرى

تريد بدار الباغين خسفا

فكانون يحدث كـيف ثـرنا

جحيما عاد فيه القر صيفا

وتشرين وتـموز فـمـحى

بنا اوضار طغمتهم وعفى

فسلني كيف قد عـادت أفاع

فعاثت في البلاد أذىً وعنفا

تألـيت الأراقـم ذات لـيلٍ

فمجت سمها فانساب حتفا

فأودى من غـطارفة قبيلٌ

و أرهفت الجموع شجىً وعسفا

كــأن نفوسهم واكــرمْ

بما تهدي على الشفرات وقفا

فكم رَمَقٍ أسالوه عطــاءً

وكم عرقٍ لفرط البذل جفا

على ان الحياة إلى انتصارٍ

وان زعم المزور ذلك خلفا

----------

الشهيدات الشيوعيات شموس ساطعة في سماء العراق

أمير أمين               

في آذار الماضي كنت في أربيل في بيت أخي الاكبر الذي عاد مساءً حاملاً عدداً من الكتب، نظر إلي وقال خذ نسخة لك حيث أعطوني ثلاث نسخ وهي عن شهيدات الحزب الشيوعي العراقي بسبب كون أن لنا أختنا الكبرى وأختنا الصغرى من بينهن، فتحت الكتاب وشاهدت الاهداء..الى عائلة الشهيدة موناليزا أمين مع خالص التحيات والتوقيع لجنة الشهيدة الشيوعية أربيل 26 آذار 2022 طبعاً هنا نسوا ذكر اسم الشهيدة أختنا الصغرى سحر فكان ذكرها بالإهداء ضروري، بدأت أتصفح الكتاب وأقرأ بعض ما كتب عن عدد من الشهيدات وبسرعة على أمل أن أتابع القرارة عندما أعود من رحلتي للعراق وهذا ما حصل....الكتاب صدر من دار الرواد المزدهرة في بغداد بعنوان..شموس ساطعة..لعراق حر وشعب سعيد..لشهيدات الحزب الشيوعي العراقي منذ تأسيس الحزب في آذار عام 1934 ولغاية عام 2021 وهو معزز بالصور والمقالات التفصيلية والذكريات والأشعار ويحوي أسماءً وصورا شخصية وعائلية لمئات الشهيدات الشيوعيات العراقيات من جميع مدن العراق ومن كافة الاديان والقوميات والعشائر، وفيه أسماء ومعلومات عن عوائل شهيدة بالكامل او أفراد منها تمت تصفيتهم من قبل أزلام النظام البعثي المقبور وهم في ريعان الشباب رجالاً ونساءً وعدد من الاطفال أيضاً بتهم ملفقة وسخيفة هي أن هؤلاء ضد الحزب والثورة..! اي حزب البعث الذي كان معه الحزب الشيوعي في تحالف قاموا بتخريبه وشن حملة شعواء لإبادة الشيوعيين في جميع محافظات العراق من كردستان الى البصرة مروراً بالعاصمة بغداد، والسلطة المقبورة للأبد تعرف أن هؤلاء أبرياء وهم اعضاء أو مؤازرون للحزب الشيوعي ولم يحملوا أي سلاح سوى أفكارهم التي أرهبت النظام فعملوا بكل ما يملكون من أدوات البطش للقضاء عليه وبسرعة وشمولية ما عدا الشهيدات اللواتي كنّ ضمن قوات أنصار الحزب في كردستان..وهذا الكتاب صادر عن لجنة استذكار الشهيدات الشيوعيات العراقيات وهو يحوي على 384 صفحة وتم تنظيمه من قبل ثمانية أشخاص هم أعضاء اللجنة مع اسم آخر للمراجعة والتدقيق فيه لوحتان في الغلاف الاول لسوسن سلمان والثانية في الخلف للفنان فيصل لعيبي..في الكتاب كلمة باسم لجنة استذكار الشهيدات وفي خاتمتها لوحة للفنان الراحل محمود صبري وفي صفحة رقم 9 كلمة لرائد فهمي سكرتير الحزب الشيوعي العراقي تليها كلمة سكرتير الحزب الشيوعي الكردستاني كاوا محمود ثم مقال للفقيد كاظم حبيب عن المرأة وعامها ونضالاتها..واعتمدت هنا الكتابات عن كل شهيدة من خلال ذكريات عائلتها عنها او ما كتبه عدد من رفاقها او معارفها وكانت معززة بصور الشهيدة الشخصية او العائلية وبعض الصور تظهر الشهيدة مع زوجها خاصة اذا كان هو أيضاً شهيدا او أن بأحضانها طفلها الصغير او الرضيع، لذلك نرى أما القلّة او التوسع بالكتابة عن الشهيدة والتعريف بجوانب حياتها ونضالها وطريقة وأماكن عملها واستشهادها، وبالإضافة لما ذكر عن الشهيدات الشيوعيات فقد أفرد الكتاب عدداً من صفحاته للحديث عن عدد من المناضلات العراقيات اللواتي فقدن حيواتهن في ظروف مختلفة داخل العراق او في المنافي فمثلاً تم الحديث مع صور جميلة للراحلة أستاذة الادب الروسي الدكتورة حياة شرارة التي انتحرت عام 1997 مع ابنتها مها في بغداد بعد إعدام زوجها الطبيب محمد صالح سميسم وكذلك الحديث وبشكل مفصل عن حياة ونضال الدكتورة نزيهة الدليمي والحديث عن المناضلة فتحية محمد مصطفى أم شوان زوجة الشهيد عادل سليم معزز بالصور وما يتعلق بحياتها النضالية في رابطة المرأة العراقية وفي تنظيمات الحزب الشيوعي العراقي، والرفيقة أم شوان كانت شديدة الالتصاق بحزبها ورفاقها ولما كنت نصيراً في أربيل جاءت الينا في مقر القاطع في آذار عام 1983 وحضرت معنا احتفالات الحزب بذكرى تأسيسه وكان معها ابنها الاصغر هافال وتذوقنا الطعام الذي حملته معها وكان دولمة مع الكيك والعصائر وغيرها..وكذلك نجد صورة وكتابات ذكريات عن المناضلة أختنا الكبرى النصيرة والشاعرة الجسورة خوشكة فريشتة وهي شقيقة الشاعر الكبير الراحل احمد دلزار حيث كانت إمرأة طيبة وتحب كافة الانصار وكذلك أخيها الشاعر طيب الذكر..وفي الكتاب ذكريات حزينة ومؤلمة لضحايا عوائل بالكامل وفيها عدد من الاطفال وبمختلف الاعمار تم قتلهم بدم بارد من قبل ازلام النظام المقبور ومنهم عائلة حجي كنجي من بحزاني والتي فقدت 13 فرداً وهنا تم ذكرهم سواء كانوا من الذكور او الاناث، وهنا نجد أيضاً عائلة هرمز خوشابا وزوجته جوليت داود اي الشهيدين ابو نصير وأم نصير واولادهما الشهداء فيكون عدد العائلة الشهيدة تسعة وبمختلف الاعمار..كما أن هناك عددا آخر من العوائل التي استشهد عدد من أفرادها ومنها عائلة نجية الركابي وزوجها فيصل ماضي واختها وزوجها وعائلة عبد عطية الطائي وعائلة البكاء وعائلة الشهيدة زينب قهرمان علي وهم سبعة من عائلة واحدة وعائلة عبد المجيد الخياط وزوجته نظيرة وستة من اولادهما الشهداء وعائلة المناضل محمد شلال واستشهاد ابنه ابراهيم وثلاثة من بناته وزوج احداهن..وتم ذكر مجزرة ابادة الايزيديين وقلعة نزاركي في دهوك ثم هنا توجد قائمة بأسماء 193 شهيد ومن الجنسين في حقل جرائم الانفال المشؤومة..وحسب وجهة نظري أن هذا الكتاب هو أفضل الكتب التي صدرت عن شهداء وشهيدات الحزب الشيوعي العراقي من ناحية السرد التفصيلي في الذكريات الحزينة عن الشهيدات وهو معزز بصور واضحة ومعبرة عنهن وعنهم بالإضافة الى ندرة الاخطاء في المعلومات والمستقاة من كتابات عدد من الرفاق او الاصدقاء لكن الجهود المبذولة في عملية تنظيم هذا الكتاب كانت رائعة وتعبر عن حرص شديد من قبل القائمين عليه أما بعض النواقص والاخطاء البسيطة فممكن تلافيها في الطبعة الثانية وأنا من جانبي يمكن ان أذكر لهم بالمراسلة بعضاً من ما لاحظته..أود الاشارة أخيراً الى أن الذي يقرأ هذا الكتاب بما احتوى من صور وذكريات حزينة ومؤلمة سوف تكبر كثيراً جداً في عينه المرأة الشيوعية العراقية الباسلة وتصغر الى حد كبير لا يرى حتى بالمجهر أجهزة السلطة وازلامها المخنثين الذين بطشوا بكل هذا الكم الهائل من مناضلات شعبنا الباسلات اللواتي كان كل منهن يحلم بتحقيق شعار الحزب في ان يكون لنا وطن حر وشعب ينعم بالسعادة والرفاه والاطمئنان وبكامل الحرية..المجد للشهيدات الشيوعيات العراقيات الاديبات والفنانات والشاعرات والصيدلانيات والطبيبات والمعلمات والمهندسات وربات البيوت ومن كل المهن والاختصاصات اللواتي جرى إعدامهن وقتلهن بأسباب تافهة او بدونها حتى..المجد للمرأة الشيوعية العراقية وصديقة الحزب الشهيدة والعار للنظام البعثي المجرم.

*******************

الصفحة التاسعة

الطواحين الهولندية تطيح بأمريكا في المونديال

متابعة ـ طريق الشعب

أنهى منتخب هولندا مغامرة نظيره الأميركي وفاز عليه بنتيجة  3 - 1، في مستهل مباريات الدور ثمن النهائي من كأس العالم 2022 في قطر، ليصبح أول المتأهلين إلى الدور ربع النهائي.

أقيمت المباراة على ملعب خليفة الدولي أمام حضور جماهيري غفير، اعتادت عليه الملاعب القطرية خلال مونديال 2022.

ولاحت فرصة التقدم للمنتخب الأميركي مبكرا عندما وجد كريستيان بوليسيتش نفسه في مواجهة مباشرة مع الحارس الهولندي، لكن أندريس نوبيرت منع الكرة من دخول شباكه بقدميه.

الرد الهولندي جاء قويا، وبعد مجموعة تمريرات وصلت الكرة إلى دينزل دومفريس على الجهة اليمنى، لعبها عرضية أرضية داخل منقطة الجزاء، قابلها ممفيس ديباي بتسديدة مركّزة استقرت على يمين الحارس مات تيرنر، في الشباك، ليتقدم “الطواحين” في الدقيقة العاشرة.

بعد هذا الهدف عاد اللاعبون الهولنديون إلى الخلف، واعتمدوا على الهجمات المرتدة، لكن المنتخب الأميركي كاد يعدّل النتيجة من تسديدة تيموثي ويا، التي صدها نوبيرت بيديه.

واقتحم الأميركي سيرجينو ديست منطقة الجزاء من الجهة اليمنى، لكنه فشل في التسديد في اللحظة المناسبة، ليهدر فرصة محققة لتعديل الكفتين.

وفي لعبة مشابهة لكرة الهدف الأول، مرّر دومفريس عرضية أخرى داخل الصندوق، تكفّل بها هذه المرة داني بليند، الذي سدّد بنفس طريقة مواطنه ديباي، ليحرز الهدف الثاني لمنتخب هولندا في الدقيقة 45+1.

وعاد المنتخب الأميركي بقوة من غرفة تبديل الملابس في الشوط الثاني بغية إحراز هدف يشعل المباراة، لكنهم اصطدموا بتألق نوبيرت في مناسبتين.

وعلى الجهة المقابلة أبقى الحارس الأميركي على حظوظ منتخب بلاده، حين صد كرة مزدوجة على دفعتين، وقبلها أبعد تسديدة ديباي بأطراف أصابعه.

ومن خطأ دفاعي فادح وجد البديل الأميركي حاجي رايت نفسه في مواجهة نوبيرت، لينجح في تجاوزه لكن الدفاع الهولندي أبعد كرته عن خط المرمى إلى ركنية.

لكن رايت عوّض إخفاقه في التسجيل، بعدما غمز عرضية بوليسيتش بطريقة غريبة، لترتفع الكرة إلى أعلى وتنزل في الشباك الهولندية، في الدقيقة 76.

-------

بيليه يصارع السرطان

برازيليا ـ وكالات

كشفت صحيفة Folha البرازيلية، أن أسطورة كرة القدم بيليه أدخل “العناية المخففة”، وأن جسمه لم يعد يستجيب للعلاج الكيميائي.

وبحسب الصحيفة، فإن الأسطورة لم يعد يستجيب للعلاج الكيمياوي من سرطان القولون الذي يعاني منه، وتم إدخاله إلى غرفة العناية التلطيفية.

وكانت شبكة “ESPN Brasil”، أعلنت في وقت سابق، أنه تم نقل بيليه إلى المستشفى، بسبب تورم ومشاكل في القلب.

وأردفت الشبكة، أن بيليه تم نقله إلى المستشفى أيضا، بعد وجود تشوش ذهني، مشيرة إلى أن علاجه بالكيماوي من مرض السرطان لم ينجح، كما أصيب أيضا بتورم في جميع أنحاء جسده، وأكد الأطباء وجود مشاكل في القلب. وتهدف للرعاية التلطيفية إلى مساعدة الأشخاص، الذين يعانون من أمراض خطيرة، على الشعور بالتحسن من خلال منع أو علاج الأعراض والآثار الجانبية للمرض أو العلاج الذي يتلقونه.

يذكر أن بيليه بدأ مسيرته الكروية مبكرا مع نادي سانتوس، وهو يبلغ 15 عاما، ولعب مع منتخب البرازيل لكرة القدم وهو بعمر السادسة عشر، وفاز بـ3 بطولات كأس العالم مع منتخب بلاده خلال أعوام 1958 و1962 و1970، وهو اللاعب الوحيد الذي حقق هذا الإنجاز.

وقاد بيليه نادي سانتوس البرازيلي إلى لقب كأس ليبرتادوريس في عامي 1962 و1963، وأعلن اعتزاله كرة القدم في عام 1977، وعين بعدها سفيرا لكرة القدم في جميع أنحاء العالم.

---------

15 لاعبا يلفتون الأنظار في المونديال

متابعة ـ طريق الشعب

مع نهاية الجولة الثالثة من دور المجموعات في بطولة كأس العالم 2022، التي شهدت مفاجأة مدوية، تألق عديد من اللاعبين من خلال تقديم مستوى لافت خلال دور المجموعات رغم ان أداء بعضهم لم يكن كافيا لإنقاذ منتخباتهم من الخروج المبكر، ونستعرض خلال هذا التقرير قائمة أبرز النجوم بعد نهاية الجولة الثالثة من مونديال قطر.

إنزو فرنانديز | الأرجنتين

لاعب وسط بنفيكا يعيش أفضل أيامه في كأس العالم قطر 2022، حيث دخل كبديل ضد السعودية في الجولة الأولى ولعب لنصف ساعة لكنه لم ينجح في إنقاذ التانغو من الخسارة.

ولكن اللاعب ظهر بصورة مؤثرة ضد المكسيك بعد مشاركته لمدة 33 دقيقة ونجح في التسجيل، وشارك كأساسي ضد بولندا وسجل مرة أخرى ليساهم في تأهل بلاده لدور الـ 16.

كاليدو كوليبالي | السنغال

مدافع السنغال ظهر بمستويات جيدة ضد هولندا رغم الهزيمة وكرر نفس الشيء ضد قطر والإكوادور، وكان صاحب هدف التأهل إلى دور الـ 16 بالجولة الأخيرة، والذي يعتبر من أهم الأهداف في تاريخ بلاده بالمونديال.

جمال موسيالا | ألمانيا

إذا أردت أن تعرف مردود منتخب ألمانيا، عليك فقط أن تركز على جمال موسيالا، نجم بايرن ميونخ الشاب هو بالفعل محور أداء “الماكينات” لما يملكه من دقة في التمرير والتدخلات الثنائية رغم ضعف بنيته الجسدية.

اللاعب واصل التألق في الجولة الأخيرة ضد كوستاريكا في الفوز 4/2، ولكن لسوء حظه المانشافت ودع المسابقة.

ليونيل ميسي | الأرجنتين

كان ليونيل ميسي مهندس انتصار الأرجنتين على المكسيك وتخطي خيبة الأمل بالخسارة من السعودية في الجولة الأولى، ميسي سجل الهدف الأول وصنع الثاني أمام المكسيك، ليمنح بلاده قبلة الحياة في كأس العالم 2022.

وفي الجولة الثالثة تعرض لصدمة بعد إهداره لركلة جزاء ضد بولندا، لكنه يظل محتفظًا بمكانه في القائمة.

محمد قدوس | غانا

ظهر محمد قدوس بصورة رائعة في مباراة غانا وكوريا الجنوبية وسجل هدفين ليقود بلاده للفوز بنتيجة 3-2 والاقتراب أكثر من التأهل.

الظهور الأخير لقدوس في البطولة لم يكن بنفس الصورة المميزة، حيث ودعت بلاده المونديال بعد الخسارة من أوروغواي 2/0.

فويتشيك شتشيسني | بولندا

تصدى الحارس البولندي لركلة جزاء من سالم الدوسري كادت تعيد المنتخب السعودي إلى المباراة نهاية الشوط الأول، ووقف سدًا منيعًا أمام كافة محاولات لاعبي “الأخضر”، ليمنح بولندا الفوز الأول في مونديال قطر. وبعدها واصل حارس يوفنتوس تألقه وتصدى لركلة جزاء من ليونيل ميسي بالجولة الأخيرة ضد الأرجنتين، وكان نجم المباراة الأول رغم خسارة بلاده بثنائية نظيفة.

يوشكو غفارديول | كرواتيا

صاحب الـ 20 سنة منح كبار أوروبا الكثير من الأسباب للإصرار على ضمه، بعد مستوياته المبهرة ضد المغرب وكندا وبلجيكا، خاصة المواجهة الأخيرة التي كان رجلها وساهم في منح بلاده بطاقة التأهل إلى دور الـ 16.

أشرف حكيمي | المغرب

قدم أشرف حكيمي أداءً مميزًا للغاية خلال تعادل منتخب المغرب أمام كرواتيا، وكان أحد مصادر الخطورة الهجومية لأسود الأطلس في المباراة، واستكمل التألق خلال الفوز التاريخي لأسود الأطلس على بلجيكا بهدفين دون رد، رغم الشكوك حول إصابته.

وواصل مستوياته المميزة ضد كندا، وصنع الهدف الثاني لزميله يوسف النصيري في الفوز بهدفين مقابل هدف، والذي جعل الفريق يتصدر مجموعته ويتأهل للعب ضد إسبانيا.

حكيم زياش | المغرب

البداية لم تكن مميزة لزياش أمام كرواتيا، ولكنه أظهر وجهه الحقيقي أمام بلجيكا بصناعة الهدف الثاني للمغرب في الفوز بثنائية نظيفة على ممثل قارة أوروبا.

وفي الجولة الثالثة تألق زياش من جديد ونجح في تسجيل الهدف الأول لبلاده في الفوز على كندا بهدفين مقابل هدف.

أنطوان غريزمان | فرنسا

على الرغم من أنه صنع هدفًا واحدًا في أول جولتين من كأس العالم 2022، إلا أن غريزمان كان له دور رئيسي في تحقيق “الديوك” لفوزين متتاليين، حيث كان يلعب في مركز صانع الألعاب، وتولى مهمة الربط بين وسط وهجوم المنتخب الفرنسي وقام بتلك المهمة بمثالية.

كيليان مبابي | فرنسا

اقتحم مبابي صدارة المشهد بفضل تألقه في أول جولتين من كأس العالم، النجم الفرنسي سجل ثلاثة أهداف حتى الآن في مونديال قطر، ورصيده توقف في الخسارة أمام تونس بعد مشاركته لمدة 27 دقيقة فقط.

كاسيميرو | البرازيل

متوسط ميدان مانشستر يونايتد اختار مدربه تيتي أن يحمله أعباء الواجب الدفاعي بأكمله في ظل اعتماد خطة 4-1-4-1، ولكن نجم ريال مدريد الأسبق أثبت لماذا يصنف ضمن الأفضل في العالم بمركزه بعد أن كان مايسترو البرازيل ضد صربيا، وسجل هدف الفوز في شباك سويسرا، وربما كان غيابه عن مواجهة الكاميرون الأخيرة أحد أهم أسباب خسارة فريقه بهدف دون رد.

سفيان أمرابط | المغرب

بعد أداء ولا أقوى من نجم وسط المغرب خلال مواجهة كرواتيا، تقدم لاعب “أسود الأطلس” في القائمة بعدما كرر نفس الأداء خلال مواجهة بلجيكا، وكان من أسباب فوز المنتخب المغربي في المواجهة الصعبة.

وواصل بعدها أمرابط تألقه في المباراة الثالثة ضد كندا، ليستحق التواجد ضمن أفضل اللاعبين في المونديال.

ألفارو موراتا | إسبانيا

يمارس ألفارو موراتا دور البديل الذهبي مع منتخب إسبانيا في كأس العالم 2022، حيث سجل هدفًا في شباك منتخب ألمانيا في الجولة الثانية بعد هدفه في كوستاريكا، وسجل مرة أخرى في الهزيمة من اليابان 2/0 ليصبح رصيده 3 أهداف حتى الآن.

كودي جاكبو | هولندا

نجم آيندهوفن يتقاسم صدارة الهدافين مع موراتا ومبابي، حيث نجح في تسجيل 3 أهداف في كأس العالم مع الطواحين حتى الآن.

صاحب الـ 23 سنة سجل في جميع مباريات البطولة بدور المجموعات، حيث تمكن من هز شباك السنغال والإكوادور وقطر، ليوجه رسالة قوية إلى كبار أوروبا.

********************************

الصفحة العاشرة 

أحلام وكوابيس الطبقات الوسطى العالمية في مفهوم الطبقة الوسطى

غوران ثيربورن*

يتلقى العالم رسائل متناقضة حول تركيبه الطبقي، فهو، حسب رواية مرجعية، قد بلغ «نقطة الفصل الكونية»، ذلك أن «نصف سكان المعمورة هم من أبناء الطبقات الوسطى أو الثرية». والرواية مبنية على بيانات جمعها هومي خاراس، من كبار اقتصاديي البنك الدولي سابقا، والذي يعمل حاليا في مؤسسة «بروكينغز». والأكثر إثارةً أن مجلة «إيكونومست» قد حيّت «الصعود اللاهوادة فيه» لـ«برجوازية نامية» واحتفلت بمجيء عالم من الطبقات الوسطى. غير أن المنهجية الأكاديمية الجادة تؤكد العكس أيضا: فبحسب بيتر تيمين، البروفسور الممتاز للاقتصاد في جامعة «أم آي تي»، ينبغي أن ينشغل بالنا بصدد «اختفاء الطبقة الوسطى». (1) ويمكن المغفرة للقراء لشعورهم بالذهول، فما الذي يجري في عالم الاقتصاد وفي السوسيولوجيا الاقتصادية للعالم الحقيقي؟ ستتفحص هذه المساهمة التعريفات المتنوعة لـ«الطبقة الوسطى» الواقعية وللمسارات المتباينة التي حللها اقتصاديو التنمية وعلماء الاجتماع والصحافيون الماليون عبر القطاعات المختلفة للاقتصاد العالمي. ثم ننتقل إلى رسم مستقبل للطبقات الوسطى في العالم يختلف بعض الشيء عن النقيضين المستشهد بهما أعلاه. ولكن يتطلب الأمر أولاً معالجة بعض الاعتبارات التاريخية والمفهومية، ذلك أن مفهوم «الطبقة الوسطى» مثار نقاش منذ زمن طويل.

دخل مصطلح «الطبقة الوسطى» اللغة الإنكليزية منذ قرنين من الزمن - «ما بين ١٧٩٠ و١٨٣٠ تقريبا» - حسب إريك هوبزباوم، فيما المجتمع الصناعي الصاعد يتجاوز التراتب «العسكري» للمَلَكية والأرستقراطية. (2) وقد شهد القرن التاسع عشر نقاشا حاميا حول الوجهة التي يتجه إليها ذاك المجتمع الجديد وحول موقع الطبقة الوسطى داخله. كانت المحاجّة الليبرالية تقول إنه يجب أن تقع مهمة الحكم على عاتق الطبقة الوسطى، وإن ذلك سوف يتحقق حكما، لأنها «الجزء الأوفر حكمة والأرقى فضيلة في الجماعة» كما قال جيمس ميل. (3) ولكن هل تحقق ذلك؟ يقول [ألكسيس دو] توكفيل، في نص مكتوب العام ١٨٥٥، إن حكم الطبقة الوسطى قد تحقق ليس فقط في الولايات المتحدة الأميركية وإنما في فرنسا أيضا، حيث مثلت ثورة تموز ١٨٣٠ انتصارها «الحاسم» و«الكامل».(4) وهل مجتمع الطبقة الوسطى الصاعدة هذا يؤدي إلى نظام سياسي جديد ومستقر؟ دار التساؤل على نحو متزايد في العقود الأخيرة من القرن التاسع عشر. نشأت مذاهب فكرية جديدة، حشدت الأفكار، وأولها وأبرزها الاشتراكية، التي نظّرت أن «مجتمع الطبقة الوسطى» إنما هو الرأسمالية، المحكومة بأن يقضى عليها مع توسع صفوف الطبقة العاملة الصناعية.

الطبقة الوسطى والبرجوازية

الأكثر إثارة للاهتمام هو أن نقاشات القرن التاسع عشر كان لها التنوع المفهومي الغائب كليا عن المعالجات الحالية لـ«الطبقة الوسطى». وقد نتج ذلك من ازدهار عدد من اللغات القومية، لكل منها تاريخه المميز للتكون الطبقي والصراع الطبقي. ففي أوروبا الغربية كانت ثلاثة مفاهيم رئيسة تدور مدار ظاهرة اجتماعية مشابهة، كل منها ترى إليه من زاوية مختلفة تماما عن الآخرَين: في مقابل Middle   class  البريطاني كان تعبير Burgertum الألماني و«البرجوازية» Bourgeoisie  الفرنسي. (5)  ويعود أصل الأخيرين إلى القانون المديني القروسطي، للدلالة على فئة من سكان المدن تتمتع بحقوق مدنية وسياسية مميزة. بعد الثورة الفرنسية، تطور مصطلح «برجوازية» ليصير مطابقا إلى حد كبير لمصطلح «الطبقة الوسطى» البريطاني و les classes moyennes الفرنسي. لكنه اتخذ دلالتين متمايزتين. كانت الواحدة ذات دلالة تجريحية من الناحية الثقافية كما في عبارة [غوستاف] فلوبير «إن الحقد على البرجوازية هو بداية كل فضيلة». (6)

ابتداءً من سبعينيات القرن التاسع عشر، برز تمايز واضح بين البرجوازية والشريحة الاجتماعية «الوسطى» أو «الجديدة». باتت البرجوازية تشير إلى كبار مالكي رأس المال من مصرفيين وصناعيين يتربعون على قمة الهرم المجتمعي – أي أنها تشير بعبارة أخرى إلى الطبقة العليا. (7) أما الطبقة الوسطى – Mittlestand الألمانية، أو Petite bourgeosie أو Couches moyennes  البرجوازية الصغيرة أو الفئات المتوسطة، الفرنسية، فأمر آخر. في «البيان الشيوعي» مدح ماركس وإنغلز أيّما مديح الدور التاريخي «الثوري» الذي لعبته البرجوازية، وقد ظهرت بما هي تجسيد لرأس المال والعدو اللدود للطبقة العاملة.

وثمة فرق لافت آخر: العمل بما هو صفة وقيمة حاسمتان للطبقة الوسطى في القرن التاسع عشر، وهذا ما ميزها عن النبالة المتعيّشة على الريع. «العمل زينة البرجر/ ابن المدن»، كتب فريدريش شيللر في أغنية شهيرة. «بوركَ من وجد عمله/ ولا حاجة له لأن يسعى إلى أي نعمة أخرى»، يكمل طوماس كارلايل في «ماض وحاضر»(8) تُعرّف الطبقة الوسطى، غالبا في النقاشات المعاصرة، بناء على معيار الاستهلاك، والأحرى بناء على طاقتها على الاستهلاك، وتقاس هذه الطاقة بالدولارات (مع تعديلها حسب معايير القدرة الشرائية الدولية)؛ وأحيانا يجري تمييز الطبقة الوسطى عن طريق موقعها الوسيط في الهرم الوطني لتوزيع الدخل – ولكنها لا تعرّف أبدا بعلاقاتها بالعمل. وهذا نافر بنوع خاص ما دام الاستخدام الأميركي المعاصر للمفهوم يقدم المصطلح بما هو كنية للطبقة العاملة.

ما الذي يترتب على هذا التحوير في خطاب الطبقة الوسطى من العمل إلى الاستهلاك؟ ها هي مجلة «إيكونومست» تعطينا الدليل وهي تحيّي بحماسة ارتقاء «مليارَي برجوازي» جديد. (9) وهي تحية انتصار وقوة، مثلها مثل دخول «الرأسمالية» إلى قاموس كبار المدراء التنفيذيين. فما دامت الاشتراكية لم تعد خطرا، يمكن ركن مصطلحات مثل «رأسمالية» و«برجوازية» في الهامش والاستعاضة عنهما بـ«اقتصاد السوق» و«البزنس/ الأعمال». وكما سوف يتبين لنا، يشكل التغير في الخطاب نقلة هامة في الهيمنة الاجتماعية. ولكن علينا قبل ذلك أن نتفحص الظروف التي أدت إلى نشوء التفكير الجديد عن الطبقة الوسطى في القرن الواحد والعشرين.

على عكس ما توقع مِيل وتوكفيل، لم يفتتح القرن التاسع عشر نشوء عالم الطبقة الوسطى، ذلك أن القرن العشرين كان يُعرّف قبل أي شيء آخر بأنه عصر الطبقة العاملة. وعلى الرغم من أن الديموقراطية الاشتراكية والشيوعية وُلدتا في أوروبا، إلا أن اشتراكية الطبقة العاملة تحولت إلى نموذج عالمي، نشاهده في الثورتين الصينية والفيتنامية، وفي ارتداداتهما عبر آسيا الشرقية والجنوبية الشرقية؛ وفي ثورات المكسيك وكوبا الكاستروية، كما في الحركة التقدمية الواسعة في أميركا اللاتينية – وفي الأرجنتين خلال عهد پيرون، والبرازيل في عهد ڤارغاس، من دون أن ننسى «حزب العمال» البرازيلي الأحدث عهدا – وفي النضالات المعادية للاستعمار، من «حزب المؤتمر» بقيادة نهرو إلى «المؤتمر الوطني الأفريقي» في جنوب أفريقيا مرورا بالاشتراكية العربية. كانت الطبقة العاملة القوة الرئيسة في إنجاز الاقتراع العام ودولة الرعاية إلى كونها الحليف الرئيس للحركات النسوية والمعادية للاستعمار– مع أنها نادرا ما كانت حليفا نموذجيا. وكانت الطبقات الوسطى في حالة سبات خلال فترات الثورة والإصلاح تلك في القرن العشرين، لكنها اكتسبت أهمية مع صعود الفاشية والسلطات الاستبدادية. على أن القوة الدافعة للإصلاح بقيادة الطبقة العاملة بلغت ذروتها في ثمانينيات القرن الماضي قبل أن تتقهقر سريعا.

هوامش

1.Homi Kharas and Kristofer Hamel, ‘A Global Tipping Point: Half the World is Now Middle Class or Wealthier’, Brookings Future Development Blog, 27 September 2018; ‘Burgeoning Bourgeoisie’, Economist, 14 February 2009; Peter Temin, The Vanishing Middle Class, Cambridge ma, 2017.

2.Eric Hobsbawm, ‘Die Englische Middle Class, 1780–1830’, in Jürgen Kocka, ed., Bürgertum im 19. Jahrhundert, vol. 1, Munich 1988, p. 79.

3.James Mill, ‘Essay on Government’ [1829], quoted from Hobsbawm, ‘Die Englische Middle Class’, p. 81. إن آراء ميل عن حكمة وفضيلة الطبقة الوسطى لا تزال تلقى صدى لدى اقتصاديي التنمية وعلماء السياسة في أيامنا هذه، فكأن تلك الطبقات لم تدعم الفاشية والدكتاتوريات العسكرية في تلك الأثناء.

4.Alexis de Tocqueville, Souvenirs [1855], cited from Peter Gay, Schnitzler’s Century, New York 2002, p. 14. اتجه المؤرخون المتأخرون إلى الموافقة على أن السلطة والامتيازات التي تمتعت بها أرستقراطية الأرض استمرت في معظم أنحاء أوروبا إلى العام ١٩١٤. راجع: Arno Meyer, The Persistence of the Old Regime, New York 1981.

  1. لمزيد من التفاصيل، راجع المشروع البحثي الهام الذي يديره Jürgen Kocka, Bürgertum im 19. Jahrhundert, 3 vols, Munich 1988.

6.Letter to George Sand, here quoted from Gay, Schnitzler’s Century, p. 29.

7.Adeline Daumard, Les bourgeois et la bourgeoisie en France, Paris 1987.

  1. Gay, Schnitzler’s Century, p. 192

9.‘Two Billion More Bourgeois’, Economist, 14 February 2009 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* أستاذ علم اجتماع سويدي، يدرّس في جامعة كمبريدج، إنكلترا. له عدة مؤلفات عن البنية الطبقية للمجتمع ووظائف أجهزة الدولة والأيديولوجيا ومابعد الماركسية

*مجلة «بدايات» – العدد 35 – 2022

---------

الشرط الثقافي للمجتمع المدني

صلاح بوسريف

رغم كل ما يقع من خلط أو مزج بين «المجتمع السياسي»، كما هجس به أرسطو، و«المجتمع المدني» الذي اعتبره القديس أغسطين هو «المدينة الأرضية» تمييزاً له عن «المدينة السماوية»، أي ما يتعلق بشؤون الناس على الأرض، وتنظيم حياتهم في المدينة، بكل ما فيها قوانين وتشريعات وتنظيمات، فإن الفصل بين المجتمعين، ليس هيّناً، بل يكاد يبدو متعذراً، ومن الصعب وضع حدود بين المفهومين، بل وبين المجتمع السياسي، والمجتمع المدني. وسيتدخل المجتمع الاقتصادي، بدوره، في مضاعفة هذا الخلط والتداخل، خصوصاً مع آدم سميت في القرن الثامن عشر، وسيعتبر أن المجتمع المدني هو «المجال الذي تجري فيه تبادلات السوق»، والسوق، كما يرى، هي ما يعمل كـ «آلية ضبط طبيعية للتبادلات في المجتمع».

ما يهمنا، هنا، هو المجتمع المدني، بكل تداخلاته، وبما هو نسيج من العلائق، يتداخل فيها المادي بالرمزي، ويكون الإنسان في هذا المجتمع هو أساس الاجتماع، بل هو أساس هذا النسيج، أو الخيط الناظم له، لا باعتباره أداة أو آلة، أو مجرد سوق أو مستهلك، تعمل الطبقات المهيمنة على الثروة، على توظيفه، فقط، لمراكمة رساميلها، وتوسيع أسواقها، وتحويل المدينة إلى معمل كبير، الآلة فيها، هي نفسها الإنسان، لا فرق، ما داما، معاً، ينتجان الثروة، ويساهمان في مراكمتها، وفي خلق الأسواق، و تحويل المدينة إلى معمل أو مصنع كبير، لا غير.

فالمجتمع المدني، هو المجتمع المنظَّم سياسياً واقتصادياً وثقافياً. جميع الذين تحدثوا عن المجتمع المدني، كما نرى، بمن فيهم هيجل الذي سينتقده ماركس لاحِقاً، أغفلوا الشرط الثقافي لهذا النسيج، وهو أحد الشروط الجوهرية في تنظيم المدينة، وفي إرساء دعائمها الاجتماعية، وابتداع القوانين، والمؤسسات التي تحمي هذه القوانين، بفرضها على الجميع، لا على فئة دون غيرها، وتعميمها، وجعلها أداة لتنظيم السياسة نفسها، وتنظيم الأسواق، واستخلاص الأموال ممن عليهم واجب دفعها من الأثرياء، ومن يستعملون المدينة، أو بعض مجالاتها في استثماراتهم وما يربحونه من أموال.

فالثقافة، لا تعني، فقط، المفهوم الحصري الذي ساد عند الكثيرين، بمن فيهم الدولة نفسها، بل هي كل ما يتعلق بوجود الإنسان في المدينة، وما ينتجه فيها، ليس من سلع وبضائع، بل من أفكار، ومن إنتاجات رمزية، أو رأسمال رمزي، كما سماه بيير بورديو، هذا الرأسمال الذي لا يُستفذ، وهو ما نتوارثه باعتباره معرفة وعلماً وثقافةً وفناً. فالمجتمع المدني، هو مجتمع المتاحف، والعمارة، والقراءة، والصناعات الثقافية بكل أشكالها، ومجتمع الرياضة، والمسرح والسينما، والتشكيل، والموسيقى، والفكر، والأدب، أي مجتمع الإنسان الذي لا يعمل بعضلاته أو بجسمه وسواعده، فرأسه كذلك يعمل، ويكون هو ما يربطه، بعد الشغل والعمل، بهذا الرأسمال الرمزي، إما مشاركة واستهلاكاً، أو إنتاجاً وخلقاً للأفكار والمشاريع والبرامج.

لا تنشأ المجتمعات من معامل ومصانع وشركات وأسواق للبيع والشراء، المجتمعات تنشأ بمن فيها من مواطنين يبتكرون ويبدعون، وما فيها مدارس وجامعات ومتاحف ومكتبات وقاعات للعروض الثقافية والفنية، ومن مؤسسات للاجتماع والحوار والنقاش وتداول الأفكار والق

ضايا والمشكلات الكبرى، ومن مطابع، وناشرين، ومن معاهد للفنون الجميلة، وتعميم الكتب والمعارف والفنون، وترويجها، وغيرها مما يمكن اعتباره الشرط الثقافيّ للمجتمع المدني، الذي لا تبقى السياسة والاقتصاد، هما ما نحدد به هذا المجتمع، ونتجاهل الإنسان، الذي هو هذا المجتمع، وليس آلة المجتمع، أو من نستنزف ثرواته لإثراء الأثرياء، وتوسيع سلطتهم على باقي الطبقات، بما يصلون إليه من سلطة، يستعملونها في الدفاع عن مصالحهم، وليس مصالح الشعب أو المجتمع.

أليس هذا ما نراه يجري اليوم عندنا، بهيمنة أصحاب المال على كل شيء، وتحكمهم في الثروة، وفي الأسواق، وهم من في السلطة، يحمون مصالحهم، ويبررون الفقر والبؤس بما يجري بعيداً عنا، رغم ما كانوا يحملونه من شعارات، توهَّم من صوَّت عليهم، أنها هي خلاصهم، أو الجنة التي لم يروها بعد على الأرض!؟

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

«المساء» المغربية – 15 تشرين الثاني 2022

--------

بيتر لينيبو وماركوس ريديكر: تاريخ ثوري للمحيط الأطلنطي

«عمل رئيسي، يعيد للبحّارة دورهم المحوري في تقويض الاستعمار والعبودية في عصر الثورة. ويذكّرنا بقوة بأننا ندين بالعديد من أهم الأفكار السياسية، من قبيل عالم بلا عبودية، لا للفلاسفة، وأقل من ذلك لرجال الدولة، بل للنضالات اليومية للعاملين».

هذه هي الكلمات التي خطها الكاتب والصحافي البريطاني روبن بلاكبورن (1942) على صفحات فصلية «بوسطن ريفيو» واصفاً كتاب «الأفعى المتعدّدة الرؤوس: البحّارة، والعبيد، والمشاعيون، والتاريخ الخفي للأطلنطي الثوري» الذي وقّعه كل من المؤرخَيْن الأميركييْن بيتر لينيبو (1942) وماركوس ريديكر (1951).

بعد اثنين وعشرين عاماً على صدور الطبعة الإنكليزية من الكتاب عام 2000، تصدر هذه الأيام ترجمته العربية بتوقيع المترجِم المصري أحمد حسان، عن دار «الكتب خان» وبالتعاون مع مبادرة «ترجمان» في القاهرة.

ينطلق الكتاب من نقطة ارتكاز أثيرة لطالما اتخذها المؤرخون الماركسيون، ولم يحد عنها لينيبو وريديكر، وتتمثل بنسف الفهم القومي للتاريخ بمعناه الأوروبي والذي تجلى في القرن التاسع عشر، والانفتاح صوب أفق أرحب، إنه «التاريخ من أسفل» وهو كما بات يُعرَف لا يتمركز حول الأحداث والطبقات العليا، بقدر ما يفرد مساحة الاشتغال للبشر العاديين، حيث السير العادية تواجه السرديات الأسطورية.

وأمام الدعوات المتكررة لمقولة نهاية التاريخ، التي لا تستطيع تخيل نموذج اقتصادي بديل عما هي عليه الرأسمالية اليوم، فإن هذا العمل عبر فصوله ينهض على فكرة نقيضة كلياً، من خلال الدعوة للرجوع إلى المشاعات لإدارة مواردنا الطبيعية والثقافية.

يستعير الكتاب إشارة أدبية لمّاحة سطرها الشاعر والمسرحي الألماني برتولت بريشت (1898 - 1956) في قصيدته «أسئلة عامل يقرأ»؛ مستفهماً: «مَن بنى بوابات طيبة السبع؟/ في الكتب ستجد أسماء الملوك/ فهل حمل الملوك كتل الأحجار؟». ومن هنا تفتتح هذه الأبيات الطبعة الثانية من الكتاب، وتصبح كلمات بريشت دليلاً أدبياً للتاريخ من أسفل.

أما على ضفة الأعمال التاريخية، فيعود الكاتبان إلى أعمال تأسيسية في هذا المنهج الذي يختطانه، مثل: كتاب «إعادة البناء السوداء في أميركا» للمؤرخ دبليو.إي. بي دوبوا، والذي صدر في نفس عام صدور قصيدة بريشت (1935)، ورأى صاحبه أن «انعتاق الإنسان يعني انعتاق العمل، وانعتاق العمل يعني تحرير تلك الأغلبية الأساسية من العمال الذين هم صُفر، وسُمر، وسود».

إلى جانب أعمال أخرى مثل: «اليعاقبة السود: توسان لوفرتور وثورة سان دومنيغو» (1938) لـ سي. أل. آر جيمس، الذي يتحدث عن تاريخ ثورات عبيد المزارع في أميركا، كذلك المجلدات العشرين التي وضعها الأميركي جورج راويك (1929 - 1990) بعنوان «سرديات العبيد».

الجدير بالذكر أن ترجمة هذا العمل، ستكون متاحة في الدورة الثالثة والخمسين لـ «معرض القاهرة الدولي للكتاب» كانون الثاني 2023، كما أنها تأتي في سياق مشروع أحمد حسان الترجمي، والذي يلعب مفهوم «المشاعة» دوراً مركزياً فيه، إذ سبق له أن نقل إلى العربية فصولاً من كتاب للينيبو «امسك لصّاً: المشاعة والتطويقات والمقاومة» (2014).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

«العربي الجديد» – 20 تشرين الثاني 2022

************************

الصفحة الحادية عشر

التعب

للشاعر الروسي: روبرت روجدينفستكي

ترجمة: أحمد الزبيدي

. حل على الأرض

التعب

و لا يمكن الفرار منه!..

نساء الكرة الأرضية

تعبن

ان يلدن الجنود!

تعبن من

فتح البخت بالورق

لامل ضائع

حي..

تعبت

معامل الخياطة

من خياطة

بدلات عسكرية

تعبت

الطائرات النفاثة

من ان تطير

للقاء الحرب!

طرق الغابات

تعبت

من ان تحمل الدبابات

على ظهرها!..

كبلً العالم

التعب.

وحل مثل

هذا الزمن

تعب المحيط

من هدهدة

البوارج الحربية

سئم من تذوق

طعم حديد الكوارث

واخفاء

الغواصات في

اعماق واغوار

مياهه!..

من الرعد

تعبت السماء

تعبت الارض

و ما عليها

من  أمتداد ألاهداف

أهداف

لا مدن!..

و حتى المعدن

اضحت

بلا روح

بارد

معدن كليل

لطول اّلاف السنين

من ان يكون سلاحا تعب.

--------

قانون التجنيد الإجباري بين مسرحيتي «الأم شجاعة»

لـ بريشت و «النهضة» لـ عباس الحربي

د. رهبة أسودي حسين

1 - 2

بعيداً عن السياسة قريباً من الأدب ومع ما تتناقله وسائل الأعلام بخصوص (قانون التجنيد الإجباري) وطرحه امام مجلس النواب رجعت بي الذاكرة الى منهاج أحد سنيّ دراستي (اللغة الأنكليزية) المقررة وأستاذ الادب الأنكليزي المرحوم (رافي سركسيان) الذي درّس لنا مسرحية (الأم شجاعة وأبناؤها / بريشت) أو بالأحرى قام بتجسيد جميع شخصيات المسرحية وحواراتها بـ (حركة وتنويعات صوتية متعددة)، فهو لايختلف عما جسدته الفنانة (عواطف السلمان) في مسرحية (النهضة / لعباس الحربي) التي تحّملت اداء مسرحية بشخصية واحدة (مونودراما)، وادت ببراعة وقدرة كبيرة مجموعة شخصيات وبأصوات مختلفة أعتماداً على أسلوب أخراجي مبتكرلكاتب النص (عباس الحربي)،وعلى الرغم من تنوع شخصيات مسرحية (الأم شجاعة) إلا أن تدريسها  (تجسيدها) جعلتني اعدها (مونودراما) مسرحية (الشخصية الواحدة) وهذا حال جميع المسرحيات التي يقوم بتدريسها الأساتذة البارعين من محبي الادب طوال مرحلة دراسة (الادب الأنكليزي). يجد الكاتب المسرحي (عباس الحايك) ان عروض (المونودراما) تُغري الكثيرين بدءاً من الكاتب وحتى الممثل الذي يجد فيها فرصة لأختبار قدراته الأدائية واستعراضها، مروراً بالمخرج الذي يضع كل إمكاناته في تدريب ممثل واحدا بدل الجهد الذي يبذله في تدريب طاقم تمثيلي في المسرحيات متعددة الشخصيات، ويذكر د. فاضل خليل صعوبة هذا الفن “القلة من ممثلي المسرح العربي قادرين على تولي مسؤولية التورط في محنة الوحدانية على المسرح،لأنه غالباً لا يمتلك من أدواته أكثر من موهبة (السير والحوار والبكاء) وهي أقصى غايات الإبداع لديه، وكلها قاصرة عن تقديم عرض فني متكامل”. لقد حملني مضمون المسرحيتين الخوض في موضوع يتقارب فيه البعد الواحد وهو (الحرب والتجنيد الاجباري) فأنا لا أرغب بمفردات حملها تأريخنا الحديث منها الإلزامي بدلا من الإجباري أو ما يسمى بـ(قانون الدفاع الوطني) فهذه التسميات لنعت (التجنيد الإجباري) تُستخدم ليكون واقعها هيناً على مستمعي هذه المفردات. لم تكن الذاكرة العراقية تحمل خيراً عن التجنيد الإجباري فيذكر علي الوردي انه مرت على العراقيين تجربة مريرة في التجنيد في عام 1877حين سيق عشرة آلاف مجند منهم الى قفقاسيا فهلك أكثرهم من شدة البرد والجوع، ومن هنا نشأ النواح المشهور في العراق (أويلاخ يا دكة الغربية)، وكذلك في العام 1914 عندما سيق المجندون الى الغربية تحت راية الدولة العثمانية ولم يعد منهم أحد. اما في تاريخنا المعاصر، فحدث بلا حرج عن حروب السلطة الشمولية المتعددة التي ذهب فيها أجيال كاملة من الشباب العراقي تحت وطأة حروب بلا ثمار (غير الموت وتدمير الأقتصاد الوطني)، وهنا تستحضرني كلمات عبد الرحمن الكواكبي حين قال في الجندية “مخترع هذه الجندية إذا كان هو الشيطان فقد أنتقم من آدم في أولاده أعظم مايمكنه أن ينتقم....!، تفسد أخلاق الأمة؛ حيث تعلمها الشراسة والطاعة العمياء والإتكال، وتمُيت النشاط وفكرة الاستقلال، وتكلف الأمة الإنفاق الذي لا يُطاق، وكل ذلك منصرف لتأييد الأستبداد المشؤوم : أستبداد الحكومات القائد لتلك القوة من جهة، وأستبداد الأمم على بعضها من جهة أخرى”.فنحن امام (الحرب والتجنيد الإجباري) وظّف بريشت في مسرحه الملحمي الذي يقوم على مرتكزات أساسية في أن للمسرح رسالة (سياسية- إجتماعية)، وينبغي تنوير المشاهد بحقائق الوقائع كما هو، فلا ينبغي من المشاهد أن يندمج في الأحداث ولا أن يعيشها مع شخصياتها الفنية، بل أن يكون على وعي بما يجب أن يكتشفه من الأحداث المعروضة.فهو يطلب من المشاهد أن يفكر وان يحكم على ما يقدم له من قضايا وهذا لا يمنعه من التعاطف مع الشخصيات الفنية،فبطل المسرحية يقدم للمشاهد (تحذيرات أو كلاماً مباشراً مع الجمهور أو تقديم أغنيات) تمنع المشاهد من تقمص شخصيات العرض المسرحي، فعلى المشاهد أن يكون على وعي تام عند مشاهدة احداث المسرحية بعيداً عن المعايشة أو الأندماج فهذا الوعي يجعل منه مشتركاً في البحث عن المشكلات وما ينبغي تقديمه من حلول لما تحمله المسرحية من أهداف (إجتماعية – سياسية). بين بطلة مسرحية الأم (شجاعة) و(جمالة) بطلة مسرحية (النهضة) وشائج يتعذر توحيد مواقفهما من الحرب والتجنيد، لم تكن الأم (شجاعة) التي أكتسبت هذه الكنية لفرط شجاعتها وأنما كانت (شجاعة) في الحفاط على ديمومة رزقها والأفادة من حالة الحرب فهي تمتلك (عربة تبيع الأغذية)، فالسبب في هذه التسمية أنها وكما تقول هي (إني أدعى “شجاعة” لأني توجست خوفاً من الدمار..وأخترقت نيران المدافع ومعي خمسون رغيفا في عربتي وكانت قد بدأت تتعفن ولم يكن مفر من بيعها)، وعلى هذا فشجاعتها كما يذكر عبد الرحمن بدوي في مقدمتة للمسرحية ليست شجاعة مثالية، بل شجاعة مادية، كانت هذه الشجاعة بدافع الكسب أو الأحتفاظ بما تملك، ولم تكن شجاعة في سبيل أنقاذ أنسان أو الدفاع عن وطن أو مبدأ، في حين كان أسم (جمالة أم جواد) التي تملك (بسطية لبيع الشاي في كراج النهضة) تقول عن أسمها ولدت بعد (خمس بنات جا ليش ما يسميني جمالة) وقد ضاقت الدنيا بعين والدها فاطلق عليها أسم (جمالة) فهي زيادة على عدد البنات، ولكن يبقى أسم (جواد) أبنها الذي فقدته في الحرب ولا تعرف شيئاً عنه وتسأل (الرايح والجاي)عنه ملازم  لأسمها  فهو الذي يحمل معنى (الجود والكرم والعطاء). كانت (تغريبة) الأحداث وهي أحدى عناصر المسرح الملحمي عند (بريشت الذي كتب المسرحية عام 1939 والمانيا بلده على ابواب الحرب العالمية الثانية) في حين نجد مسرحيته تدور أحداثها في العودة الى أيام الحروب الدينية في اوروبا تحديدا في ربيع عام 1624 حين كان جيش ملك السويد يستعد لغزو بولندا، فيقوم العرفاء في جيشه بتجنيد الشباب لحملات الحروب. وبرأي قادة الجيش أنه بدون الحرب والعنف لا توجد أية أخلاق فلا بدّ من سيطرة النظام العسكري فمع هذا النظام العسكري (نجد قوائم جيدة وسجلات وافية وأحذية محزومة وقمحا ودواب ورجالا أحصوا إحصاء دقيقاً وجندوا لأن الناس يعلمون إنه بغير نظام فلا حرب)، فالذي يقوم بجمع الجنود يعاني من تهيئة العدد اللازم منهم فقد طلب منه النقيب أن يجهز أربع سرايا، ولكن لا أحد يرغب بتجنيده، فيعمل العسكر على  جبر الشباب بالالتحاق بالجيش قصراً. في حين تدور أحداث (مسرحية النهضة) في مكان وزمن حاضرين تشكل جزءاً كبيراً من واقعنا، فالمكان كراج (ساحة النهضة) التي ارتبطت بالذاكرة العراقية (درب الصد ما رد) أو (بوابة الموت) أثناء حروب السلطة الشمولية المتعددة، كما أنه جمع بين أوجاع (الحرب والحصار)، فالجنود هم مادته الأولية التي تكتب عنهم أحداث ما يدور من حزن يتردد على شفاههم أذا ذهبنا هذه المرة الى الجبهة..هل لنا من عودة ؟ وصور قاسية بوداع أب أو ام تصر على أيصال أبنهم (الجندي) الى كراج النهضة بين الدموع والدعوات التي تقشعر لها الأبدان يكون وداعاً يتكرر بين ساعات وايام كراج النهضة. لم تكن الأم شجاعة تهتم لمآسي الحرب وقتل جنود بلدها بقدر رغبتها بيع بضاعتها فهي تعلن عنها  فتقول مخاطبة العريف:

يا عريفي يسير جندك بلا طعام إلى المعارك

دع “شجاعة “ بكأس شراب تشف جنداً من المجاعة

هل من العدل ضرب مدفع في بطون الجياع ؟

كلا...أشبعوهم...وأهلكوهم

----

في رواية «غراميات» لـ خابيير مارياس» فضح المؤسسات الإعلامية السرية وتمويلها

محمد الأحمد

عهدنا في اغلب الروايات العظيمة التي كتبها الكتّاب المجيدون، أنهم كانوا يتقمّصون الشخصيّة الى ابعد حد الى درجة الإلمام التام بتفاصيلها، وقبل أن يمنحونها صفة البطل المحوري. يسلطون الضوء الكامل عليها، من الداخل والخارج، حتى الإحاطة الشاملة بكل جوانبها لتكون واضحة.. نعهدهم قد اعتنوا جيداً لأجل أن يضعوها امام القارئ على السطور وكأنها تكتسي لحمًّا ودمَّا حتى تتشخص امامه حقيقية، دائمة الحيوية حتى بعد ان تُطبق عليها دفة الكتاب، سوف تبقى بفاعلية دائمة. ولها مكان على الواقع بالرغم من الخيال الذي أوجدها. وتكون المحور الذي يقيم عليه مركز الرواية، وكلما كان التقمّص دقيقا تأثثت عليها احداث الرواية بانسياب الماء الى المنحدر.

و”غراميات” التي تدهشنا.. رواية أفكار ومعادلات سردية متوازية، كاتبها الروائي البارز والمترجم وكاتب المقالات الإسباني والاستاذ الجامعي “خافيير مارياس” ابتدع لنا شخصية “ماريا” التي تباغتنا بدخولها لتجتذبنا حتى نركز على دقائق المرأة وتمييزها عن المرأة الأخرى، وان الدرب الذي اختاره كان دربا بالغ الصعوبة لأنها كتابة عن صميم ومشاعر نسوية بحتة، تتطلب معرفة حيّة حتى تروي لنا بلسان امرأة تراقب علاقة معقّدة يكشفها المؤلف عن اسرار الأنثى وهي تحبّ وهي تكره، ومن ثم كيفية إخفاء غيرتها حتى عن القراء. كأنما تراها بعينيها اللتين تلمعان بشغف، وهي تخفيَّ زيف مشاعرها، اذ تحسبها غريمتها، (مفتونة بالزوج وتتمنى ان تقصيها عنه)، عبر سرد تحمله الينا جمل مشحونة حول تفاصيل دقيقة من داخل تكوينها الفسيولوجي، بإبداع حقيقي. انها قصة حب متواترة بين “رجل أعمال” و “لويسا” المدرسة الجامعية، تلتقيهما الساردة الانثى كل صباح في “كافيه” متواضع. تعجب بهما كزوجين متحابين أول الأمر وأنها تحرص على ان تراقبهما. ولا تكشف “ماريا” الافصاح عن تعلّقها بشخصية الزوج “ميغيل ديسفيرن او ديفيرني” وميلها الشديد اليه. وهي تروي عنه التفاصيل حول ملبسه، ومأكله.

نعهد المؤلف يُقيمُ لعبته المشوّقة على التواري خلف شخصيات اختلقها بعناية وبراعة خيال مذهل، منذ السطور الأولى يجعلنا نتتبع حكاية متماسكة من البداية الى النهاية عبر سرد ممتع مبني على الملاحظة الدقيقة الشغوفة في عالم يتشكل بقوّة الصورة التي تراها العين، وتسمعها الأذن. نعهد الروائي سارداً عليماً عارفاً بماهية “علم الرواية” ومساحة حريتها، حيث الروايات العظيمة، تستطيع الكشف عن معلومات دقيقة لا يمكن ان نجدها في بقية الكتب، انها تقول الكثير عن أشياء لا يمكننا ان نعرف عنها، ولا قيمتها بوفرة المعلومة الكاشفة حيث الرواية الذكية تحكي حكاية ظاهرة وأخرى خفية، ونعدها عبر تفاصيل تحكيها أمرأه اسمها “ماريا” بقيت تتابع عن كثب مجريات تفاصيل جريمة غامضة فرقت بين زوجين، وغاية تلك الحكاية. مراقبة دقيقة واحاطة شاملة، لم تخفِ عن القارئ كل ما تعرفه من تحليل عميق عن تلك الشخصيتين اذ وقعت بين الحب والغيرة وسطوة الحقيقة.

هذه الرواية تعلمنا ان الرجل انتقل الى العالم الآخر (عندما ظهرت صورته في الجريدة مطعونا وبلا قميص وعلى وشك التحول الى شخص ميت - الرواية)، ويتحطم الحلم الذي كانت تراقبه “ماريا” من بعيد، والذي بات ضحية جرت عليها جريمة غامضة. وهذه الرواية ليست مرتكزة في تشويقها على تلك الجريمة التي بدت وكأنها محور الحكاية الرئيسة. انه كاتب ينصب لقارئه فخاً ليوقعه في مطب متابعة قصة أكبر، بعد ان تسلح لها معرفيا وراح يعد عدته ليغزو علم الاعلام برمته، يدخله أول الامر من خلال بطلته التي تعمل صحافية ومرتبطة بدار نشر، ومن ثم الشخصية التي تراقبها شخصية رجل اعمال ناجح في تجارة الأفلام. تارة تفكك لقارئها التعاملات الرخيصة لدور النشر الاعلامية والتي ترتبط بالكتاب وفضح العلاقات المشبوهة بين الإعلاميين المعنيين بالنشر، علاقات متراكبة من المصالح، بعضها يفتح الباب نحو الآخر، ويكشف لنا كيفية نيل جوائز النشر، وكيفية تسويق بعض الأسماء التابعة لمؤسسات هي بالأصل لها رهان الشراء على ذلك الفوز. جعل المؤلف تلك المرأة تتحدث من داخل تلك المؤسسات وتفضح كل مكنوناتها السرية في الصفات التي تجري من اجل الكسب المادي، حيث لا شيء حقيقي سوى الربح المادي، وليس بحسبان آخر. كذلك موقع الرجل الذي تتابعه حيث كان يعمل في حقل انتاج الأفلام، وبمراقبته الدقيقة تكشف للقارئ تفاصيل لم يكن يعرفها عن تلك الصناعة. اسرار ارتباطات خفية بين المنتجين والموزعين والتي في نهاية مطافها غايتها الكسب على حساب التقانة.

كل ذلك لتغطية حكاية ظاهرة ملخصها التلصص والرغبة الإنسانية في معرفة الحقيقة، ينكشف السرّ على مسمع “ماريا” في حوار مطول بينها وبين القاتل كأنما هناك رواية أخرى داخل الرواية تبين هناك سبب إنساني للقتل، حول صديقه الذي طلب منه إنهاء حياته بعد أن أصيب بسرطان نادر، أصاب رجولته في مقتل ورغب في الانتحار ولم يتمكن من ذلك لوحده فاستعان بأحد أصدقائه المقربين لوضع تلك النهاية المروعة لنفسه وقد جرى الحوار على مسامع “ماريا” كأنما كان متعمدا ان يسلمها دليل براءة القاتل ويجعله ينجو من فعلته النكراء. وهناك حديث عن الانتحار بعد هزيمة الانسان امام خصوصياته. بقيت تتحدث عن الضعف البشري إزاء الضغوطات الكبيرة التي تقف بين الانسان واحلامه. (ما لا أستطيعه هو ان اتفرغ لكراهيتهم بفعالية، كما لو انني أستطيع كراهية بعض رجال الاعمال المنافسين الذين أرسلوا قاتلا مأجورا، لا أدرى ان كنت تعلمين ان هذا الامر يصبح أكثر شيوعا، في اسبانيا ايضا. هنالك اشخاص. يطلبون احضار قاتل من الخارج، كولمبي، او صريبي، او مكسيكي كي يزيح من الطريق من يشكل منافسة كبيرة لهم ويمنعهم من التوسع، يأتون بشخص فيقوم بعمله، يدفعون له ويغادر، انهم قتلة متكتمون ومحترفون وهم معقمون ولا يخلفون اي أثر، وحين ترفع الجثة نجدهم قد وصلوا المطار، او يحلقون في الجو عائدين الى المكان الذي جاءوا منه- الرواية)

ترى هل كان يتلاعب المؤلف في اغلب الفصول؟ وكأنه يقول لنا ان “ماريا” تنقل لنا اوهامها، حيث لا حقيقة سوى انه مجرد ظنون تحاور بها نفسها، وان معظم الاحداث لم تحدث على الاطلاق، وبطلته لم تستمع الى أي أحد سوى الوهم، ولم يتحدث اليها أحد، (حقيقة ان ذهن المبدع يضج بالابتكار والخلق، ولا كأنما كل ما يسرد علينا حقائق، وليست أوهام “ماريا”)..

ان الاحداث التي تتابعها “ماريا” بحثاً عن مصير الثنائي تكاد تكون الشاهدة الاكيدة على المجرم الذي قام بتلك الجريمة البشعة.. حيث يداخلنا الشك في كل التفاصيل، والقلق بشأن كل اعتراف: أهو الحقيقة أم الزيف والادعاء؟ في سرد أحلام الكتاب وأوهامهم، وليس المهم الحدث أو الشخصية، بل ما يلهمنا إياه من أفكار في التعبير عن الحب، والكشف عن الفساد الذي يلف بطانة اشباه المثقفين الذين تكشفهم الرواية.

لقد باتت الرواية الفنية تشكّل عبر التّقنية محفّزًا فعّالًا في خصوصية الحبكة- الحدث المحوري- اذ تكون لها فاعلية الكاميرا السردية، الدقيقة وقد ذهبت الى توضيح تفاصيل المحتوى المليء بالإشارة من الدّال الى المدلول، حيث يتواشجان ليكونا متانة حدث روائي مثير، يجعلانه مشوقا في تقنية ذكية (لكن هل القصة حقيقية؟ هل يسرد “روبيريث” هذه الرواية على سمع “ماريا” لإبعادها عن إدانته أو عدم إبلاغ زوجة الصديق المغدور حتى لا تفسد خططه المستقبلية- الرواية). متورطة بدرجة ما في علاقة مع صديق المقتول، والذي يتبين أنه هو من اغتال صديقه الأثير، والواقع في غرام زوجة الراحل، وتلك عقدة أخرى تدخلنا اليها الرواية، تجعلنا نعيد النظر في تلك الخيالات المتوالية التي تدخلها “ماريا” وكأنها تتابع ما وراء حكاية الاغتيال، بتقمّص متواصل كأنما تغيب شخصية المؤلف وتظهر فوقها شخصية أخرى تملأ المكان بتفكيرها المستقل. لقد تُرجمت روايات “خابيير مارياس” إلى العديد من اللغات، ولم يكن أديبا مغمورا بعد أن حصل على الجائزة الوطنية للرواية سنة 2012، وتمَّ رفضها لأسباب شخصية لم يعلن عنها، المؤلف اصيب بفايروس “كوفيد” وتوفي في مدريد. ولعل ترجمة “صالح علماني” تعد من بين اهم التراجم لهذه الرواية الصادرة عن دار التنوير.

******************

الصفحة الثانية عشر

د. قاسم حسين صالح في «بيتنا الثقافي»

بغداد – طريق الشعب

يضيّف منتدى “بيتنا الثقافي” في بغداد، صباح غد الاثنين، رئيس الجمعية النفسية العراقية أ.د. قاسم حسين صالح، ليقدم محاضرة بعنوان “الدين والسلطة ومحنة المثقف في العالم العربي – العراق انموذجا”.

تبدأ المحاضرة عند الساعة الحادية عشرة ضحى على قاعة المنتدى في ساحة الأندلس.

والدعوة عامة.

 ********************

شيوعيو بابل يتفقدون الأديب شريف الزميلي

الحلة – لفتة الخزرجي

زار وفد من اللجنة الثقافية التابعة إلى اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في بابل، أخيرا، الأديب الرائد شريف الزميلي في منزله، وذلك للاطمئنان على وضعه الصحي.  وكان من المقرر أن تحتفي اللجنة الثقافية بالأديب الزميلي في أمسية خاصة، إلا أن تعرضه لوعكة صحية حال دون ذلك. وهذا ما استدعى منها زيارته في منزله وتكريمه بشهادة ولوح باسمها، تقديرا لمسيرتيه الأدبية والنضالية ومواقفه الداعمة للحزب.

وبحفاوة وترحاب حار استقبل الأديب الزميلي الوفد الزائر، وأعرب له عن اعتزازه الكبير بحزبه الشيوعي، وعن شكره وتقديره على الزيارة والتكريم.  وقد ضم الوفد كلا من الرفيقين محمد علي محيي الدين وأحمد الناجي.

 ******************

في هيت.. «زواج القاصرات وتأثيره على المجتمع»

هيت – طريق الشعب

نظم البيت الثقافي في قضاء هيت بالتعاون مع رابطة المرأة العراقية في الأنبار، الخميس الماضي، ورشة حوارية بعنوان “زواج القاصرات وتأثيره على المجتمع”.

الورشة التي تحدثت فيها سكرتيرة رابطة المرأة العراقية شميران مروكل، وعضو الرابطة سهيلة الأعسم، أدارها المحامي والكاتب د. قحطان محمد صالح الهيتي، فيما حضرتها مديرة اتصالات الأنبار سهيلة القيسي، إلى جانب مدراء دوائر ومنظمات مدنية وجمع من الناشطات والناشطين.  وجاءت هذه الورشة تزامنا مع الحملة الدولية “16 يوما من النشاط لمناهضة العنف القائم على النوع الاجتماعي”.  أول المتحدثتين كانت السيدة سهيلة الأعسم، التي ألقت الضوء على تاريخ رابطة المرأة العراقية وأبرز نشاطاتها، ومنها دعم حركات النضال النسوية ضد الاستعمار والعبودية، محليا وإقليميا ودوليا، مبينة أن الرابطة حرصت منذ تأسيسها على المشاركة الواسعة في المهرجانات والمؤتمرات الداخلية والخارجية المعنية بحقوق المرأة.

بعد ذلك، تحدثت السيدة شميران عن أسباب زواج القاصرات، ومنها اقتصادية بسبب الفقر، واجتماعية بسبب الحروب ومخلفاتها، أو نتيجة غياب المعيل أو الموجه عن الأسرة، فضلا عن قلة الوعي والثقافة.

وبعد مداخلات قدمها العديد من الحاضرين، تحدث مدير الجلسة عن قانون الأحوال المدنية العراقي، وعن ظاهرة زواج القاصرات.

 ******************

بعد بغداد.. تشييع مهيب للمناضلة ثمينة ناجي يوسف في النجف

النجف – طريق الشعب

شهدت مدينة النجف الأربعاء الماضي، تشييعا مهيبا للمناضلة الفقيدة ثمينة ناجي يوسف، رفيقة درب الشهيد الخالد سلام عادل.

واستقبل رفاق ورفيقات محلية الحزب الشيوعي العراقي في النجف ومعهم رفاقهم من محليتي كربلاء والديوانية، جثمان الفقيدة بعد تشييعها في بغداد. وكان يتقدم المشيعين نائب سكرتير اللجنة المركزية للحزب الرفيق بسام محيي وعضوا اللجنة المركزية الرفيقان حجاز بهية وميعاد هادي القصير، إلى جانب عدد من أفراد أسرة الشهيد سلام عادل، بضمنهم نجله الرفيق علي.

وجرت مراسيم التشييع قرب مرقد الإمام علي، وبعدها تم تكفين الفقيدة ونقلها إلى “مقبرة وادي السلام”، لتواري الثرى إلى جوار الضريح الرمزي للشهيد سلام عادل، بناء على وصيتها.

وخلال مراسيم التشييع ألقيت كلمات في ذكرى الفقيدة من قبل سكرتير محلية النجف الرفيق كريم بلال، والرفيقة سهاد الخطيب عن رابطة المرأة العراقية في النجف، والرفيق بسام محيي عن قيادة الحزب. كما ألقى ابن الفقيدة علي، كلمة.

وفي الاثناء صدح الرفيق أبو صامد بأهازيج حماسية. فيما قرأ الرفيق حسن السعدون أبياتا شعر، ليودع الرفاق بعدها فقيدتهم. 

هذا وبعد انتهاء المراسيم، توجه الرفاق لزيارة “شارع الشهيد سلام عادل” وسط مدينة النجف.

 *****************

تحدث عن تجربتيه النضالية والأدبية.. النصير الشيوعي غالب عودة في ضيافة «جيكور» البصري

البصرة – باسم محمد حسين

ضيّف “ملتقى جيكور” الثقافي في البصرة، أخيرا، النصير الشيوعي والكاتب المغترب في السويد د. غالب عودة محسن، الذي تحدث عن مسيرته النضالية وتجربته في الكتابة الأدبية.

حضر الجلسة التي احتضنتها “قاعة الشهيد هندال” في مقر اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في البصرة، جمع من الشيوعيين والمثقفين والأدباء.

الشاعر والإعلامي عبد السادة البصري أدار الجلسة وافتتحها مقدما السيرة الذاتية للضيف، ليقوم الأخير من جانبه بالحديث عن بداياته في الحركة الطلابية، وعن نشاطه في صفوف الحزب الشيوعي العراقي، فضلا عن مشاركته مع رفاقه في التصدي للنظام الدكتاتوري المباد من خلال فصائل الأنصار الشيوعيين في جبال كردستان.

ثم انتقل د. محسن في حديثه، إلى نتاجاته الأدبية، ملقيا الضوء على إصداراته الأربعة في هذا المجال.

وتخللت الجلسة مداخلات ساهم فيها العديد من الحاضرين، بضمنهم الرفيقان احسان الزبيدي وقاسم حنون، اللذان تطرقا إلى نضالهما المشترك مع الضيف منذ سبعينيات القرن الماضي.

وفي الختام، سلم الرفيقان مقداد مسعود وباسم محمد حسين، شهادتي تقدير إلى الضيف، إحداهما باسم اللجنة الثقافية التابعة إلى محلية البصرة، والأخرى من “ملتقى جيكور”.

 **********************

معاً لبناء بيت الحزب.. بيت الشعب

دعماً للحملة الوطنية لبناء مقر الحزب الشيوعي العراقي، تبرع الرفاق والأصدقاء من محافظة الانبار:

- الصديق حمدي جميل المولى مليون و500 الف دينار

- الرفيق ثامر رشاد جلوب الشمري 100 الف دينار.

- الصديق هندي حامد حسين العبيدي 250 الف دينار.

- الصديق الشيخ احمد عبداللطيف الحياني 100 الف دينار.

- الصديق الدكتور فؤاد عبدالرحمن الهيتي 50 الف دينار

الشكر والتقدير للرفاق والأصدقاء على دعمهم واسنادهم حملة الحزب لبناء مقره المركزي في بغداد.

 ***********************

مسرحية عراقية .. تقطف جائزة  الاتحاد العربي للثقافة

بغداد – وكالات

قطفت المسرحية العراقية “كلكامش الذي رأى”، من تأليف وإخراج حسين علي هارف، جائزة الاتحاد العربي للثقافة - بدورتها الرابعة التي نظمت أخيرا في الشارقة - الإمارات، وذلك كأفضل عرض مسرحي متكامل.

وفي حديث صحفي، أعرب هارف عن سعادته وفخره الكبيرين بحصوله على هذه الجائزة العربية المهمة في حقل المسرح، مبينا أن العمل الذي هو من إنتاج وتقديم شبكة الإعلام العراقي وكلية الفنون الجميلة، يجسد “ملحمة كلكامش” السومرية من خلال الدمى وخيال الظل والرقص التعبيري.

وأوضح أن مسرحيته شارك فيها عدد من الفنانين، مثل خالد أحمد مصطفى وناجي جباري وعمار كاظم وهديل سعد ومحمد كاظم وسجاد حسين ومصطفى قاسم وعلي جواد الركابي ومحمد المؤيد ومحمد أحمد عبد الأمير وعقيل عبد علي ونزار خالد.

تحرير الثقافة من هيمنة الدولة *

بالنسبة لعلم نفس المجتمعات والتربية والسلوكيات الجمعية، تُعَد الثقافة امرًا حاسمًا في مستقبل الأجيال الجديدة، على صعيد الصحة النفسية، وكذلك الحيوية الاقتصادية وتماسك النسيج المجتمعي، ولعل الأمر مرتبط طرديًا مع طبيعة الحياة الاقتصادية وما تعكسه من ظلال على سلوكيات الأفراد وممارساتهم وفهمهم لعمليتي التربية والتعليم من جهة والترفيه الهادف من جهة أخرى.

وانطلاقًا من هذه الحقائق، لابد لنا من تأمّل موقع الثقافة في أدبيات وبرامج وميزانيات السلطة، الذي هو بالضرورة انعكاس حقيقي لفهم القوى والأحزاب السياسية المكونة للحكومة والسلطة التنفيذية.

إن نظرة فاحصة وسريعة على ما جاء في الخطاب ـ البرنامج الحكومي ـ الجديد الذي تُلي في البرلمان، تكشف لنا مدى تدهور مكانة الثقافة في وعي وفهم سياسيي السلطة، وطغيان الفهم النمطي للثقافة ودورها التنويري والحيوي على الصعيد المجتمعي والاقتصادي.

إنّ غياب أيّة إشارات، حتى ولو من باب تمثل الاهتمام، عن الخطاب الحكومي، يدل دلالة واضحة على اهمال دور القطاعات الثقافية بأنواعها، ناهيك عن غياب التخطيط لمستقبلها ومتطلبات عملها وتطوره. وهو ما يبرر إصرار الحكومات المتعاقبة منذ سقوط النظام السابق حتى اليوم، على عدم تبني أية تشريعات تدعم وتنظم عمل القطاعات الثقافية، لاسيّما على صعيد توفير الدعم المالي اللازم لديمومة النشطات والفعاليات، على الرغم من كثرة المناشدات. الأمر الذي يوحي بوجود رغبة دفينة لدى أحزاب السلطة ومن يهيمن عليها، لتطويع القطاعات الثقافية وربطها بتلك الأحزاب، سواء بالترغيب ـ إغداق المال على بعضها ـ أو بالترهيب ـ إهمالها والتضييق عليه، بحسب قربها وابتعادها عن مآربهم السياسية وأطماعهم السلطوية، والإيعاز، في الكثير من الأحيان، لبعض الجهات الحكومية وشبه الحكومية، بمكافأة هذه المنظمة أو تلك دون المنظمات الأخرى.

إن مثل هذه السلوكيات المنحرفة سببها بالتأكيد غياب التشريع الثقافي، وعدم تخصيص ميزانية واضحة وثابتة لقطاع الثقافة في الميزانية العمومية، ينظم صرفها بقانون واضح وعادل تشرف على صياغة بنوده العامّة المنظمات والنقابات الثقافية نفسها، لتحريرها من هيمنة الدولة وأدواتها، وإبعادها عن نفوذ الأحزاب ومطامع السياسيين الفاسدين الذي ما فتئوا يخربون كل ما هو مشرق ووطني ونزيه في بلادنا المبتلاة بهم.

إنّ تلك الأموال التي من شأنها تحريك عجلة الثقافة العراقية وضخ الدماء في عروقها، قد لا تساوي عشر أعشار المليارات التي تُسرق من الدولة وميزانيتها على مدار العقود الماضية، كما أن ترك تمويل ودعم الفعاليات الثقافية هنا وهناك لأمزجة السياسيين المتنفذين ومن يرتبط بهم من مؤسسات ـ فاسدة في الغالب ـ والإصرار على عدم تشريع القوانين الخاصة بتنظيم عمل النقابات والاتحادات الثقافية والفنية وضمان تمويلها بطريقة عادلة ومستقلة من ميزانية الدولة بشكل مباشر، هو أحد أهداف الأحزاب التي تسعى لإدامته، من أجل التحكم بالثقافة ومفاصلها وجعل المثقف العراقي تابعًا ذليلًا لما تتصدق به عليه من دعم مشروط.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* إفتتاحية «الطريق الثقافي» العدد 112