اخر الاخبار

الصفحة الأولى

بلاسخارت: الفساد سمة أساسية في الاقتصاد السياسي بالعراق.. محاسبة كبار الفاسدين.. متى تبدأ؟

بغداد ـ محمد التميمي

طالما كان الاستئثار في المال العام وسرقته صفة ملازمة للأحزاب المتنفذة، التي دائما ما تحاول الاطاحة بصغار الفاسدين حال افتضاح أمر صفقة مشبوهة. وعلى الرغم من تعدد أوجه الفساد، وظهور ملفات تدين قيادات بارزة في تلك الاحزاب، تبقى المحاسبة مقتصرة على الفاسدين الصغار، الذين عادة ما يكون نصيبهم العفو الخاص أو العام بعد مدة معينة.

ويعتقد مراقبون للوضع السياسي، ان الفساد في البلاد يسير وفق منهجية ترعاها منظومة سياسية فاسدة، تمنع محاسبة أيٍّ من أعضائها.

منظومة عقابية غير رادعة

ويرى الخبير في مجال مكافحة الفساد سعيد ياسين، ان سيادة القانون وإنفاذه بصرامة وعدالة على الجميع بدون محاباة ولا تمييز يشكل بداية صحيحة ومهنية لردع الفاسدين.

وأضاف ياسين في حديث لـ “طريق الشعب”، ان: “المنظومة العقابية التي لدينا لا تردع الفساد وغير قادرة على ردع المفسدين، فهناك استغلال للنفوذ السياسي وهذا يعني أننا بحاجة ماسة الى تجريم أفعال جرمية جديدة بضمنها استغلال النفوذ السياسي”.

واشّر ياسين وجود “تمدد لدى السلطة التشريعية على السلطة التنفيذية من خلال استغلال هذا النفوذ، للاستحواذ على العقود والمشتريات والمناقصات والمنافع العامة، وهذه القضية تحتاج الى ردع بقوانين خاصة”.

ومن جانب اخر، قال ان “المنظومة العقابية التي تتمثل بالقانون 111 المعدل لسنة 69، لا تلبي متطلبات مكافحة الفساد بهذا الحجم، لذا كانت المقترحات تسير نحو تعديل قانون العقوبات او تشريع قانون عقوبات جديد، يلبي المتطلبات الدولية”، منوها الى ان “منظومة العدالة يجب ان تكون متكاملة بين الادعاء العام والقضاء وانفاذ القانون والمؤسسات الاخرى، ونحن لدينا خلل كبير وهناك فراغات في القوانين وجرائم تكيف قانونياً، لأننا لا نمتلك مادة قانونية تحكم”.

وعن فشل محاولات مكافحة الفساد قال الخبير لـ “طريق الشعب”، انه “طالما النظام السياسي يعتمد على المحاصصة، وبدون وجود أقلية معارضة سنرى الفساد يتفاقم يوما بعد اخر، فالقوى السياسية جميعها مشتركة في الحكم بنظامنا السياسي”، مشيرا الى اننا “نعتمد في الرؤية لتعزيز النزاهة ومكافحة الفساد على نظام النزاهة الوطني”.

وعن إفلات رؤوس الفساد الكبيرة من العقاب أوضح بالقول: ان “الانطباع المسبق شيء والجرائم التي يتم التحقيق فيها وبالوثائق والتي تحمل تواقيع من يسهل عمليات الفساد والاعتداء على المال العام شيء اخر. ونحن كمواطنين لدينا انطباعات كاملة ولا تستثني أحدا، لكن عندما نكون قضاة او نتحول الى محققين سنجد ان هؤلاء لا يوجد لديهم حتى توقيع او اقرار على الورق”.

آخر أوراق النظام السياسي

وعلى صعيد ذي صلة، قال الناشط حسين النزال ان “حكومات المحاصصة خسرت كل اوراقها طيلة السنوات الماضية، بسبب توجهاتها وسياستها ونهجها السياسي الذي يرتكز على الفساد”.

ويعتقد النزال في حديث خصّ به “طريق الشعب ان “الموجودين الان في دفة الحكم لو فتحت ابواب الانتخابات لن يجدوا اصواتاً، لذا فان الورقة الاخيرة التي قد تعيد جزءا من وجودهم في الشارع الذي خسروه، تتطلب كشف جزء من حقائق الفساد الذي أسسوه”، مؤكدا على ان الفساد هو “نتيجة المحاصصة المرهونة بوضع الاشخاص في مناصب معينة بغض النظر عن مؤهلاتهم ونزاهتهم ومهنيتهم”.

وعن قضايا الفساد التي يجري كشفها، قال ان هناك جانبين في هذه القضية؛ الأول ان هناك “رؤوسا كبيرة سمحت بكشف ملفات الفساد التي تريدها ان تكشف، وهذه العملية جزء منها بهدف تصفية حسابات كما جرت العادة: كلما جاءت امة لعنت اختها، فكل حكومة جديدة يجب ان تلعن جزءا من الحكومة السابقة لكسب ود الشارع”.

وفي الجانب الاخر فإن القوى السياسية تدرك جيدا ان عليها “التنازل عن مجموعة من مكتسباتهم واحراق بعض الاسماء، وهذه السيناريوهات ليست بجديدة، فكما قلنا سلفاً ان الورقة الاخيرة التي بجعبتهم هي التنازل عن جزء من فسادهم الكبير والكشف عن جزء من الاموال التي تم اختلاسها ونهبها مثلاً، والتضحية بعدد قليل من منظومات الفساد الداخلية التي لديهم”.

ووصف النزال الوضع الراهن للقوى السياسية المتنفذة بأنه “السقوط الاخير للنظام السياسي. وان كشف الملفات التي تطيح بصغار الفاسدين هو اخر لعبة يلعبها النظام الحالي، حيث تسعى هذه القوى لاستعادة جزء من قاعدتها الانتخابية والمكانة السياسية التي فقدتها”.

ورهن انتهاء دوامة الفساد بوجود “رئيس وزراء قوي من خارج قوى السلطة والمنظومة السياسية. بحيث لا يوجد لديه ما يخسره، ولا يخشى الاصطدام بالفاسدين، وهذا يعني ان الفساد لن ينتهي مع حكومة السيد السوداني”.

---------

دعوات لتوظيف الطاقات الجديدة في المواقع المناسبة

بغداد – نورس حسن

بعد أن صوت مجلس الوزراء الأسبوع الماضي على تعيين حملة الشهادات العليا والخريجين الأوائل، دعا عدد من المختصين الى استثمار طاقاتهم وتوظيف اختصاصاتهم في مواقع عمل مناسبة، وجعل عملية توظيفهم استثمارا لتطوير العمل في قطاع الدولة  وانقاذه من حالة الترهل والروتين. يقول الخبير المالي د. صفوان قصي لـ»طريق الشعب»، ان «المؤسسات الحكومية بحاجة كبيرة للاستفادة من الخبرات وطاقات الشباب المحلية التي جرى اهمالها لعقود غير قليلة»، مشيرا الى ان «الاهتمام في هذا الجانب خطوة في الاتجاه الصحيح، الا انها بحاجة الى المزيد من الاهتمام والتطوير». ويضيف قصي ان «اهمال الحكومات المتعاقبة لا يقتصر على الكفاءات الشبابية وانما اهملت واندثرت معها مؤسسات انتاجية كبيرة كانت الداعم الابرز لاقتصاد البلاد»، مشددا على «ضرورة دعم القطاع الصناعي الحكومي عبر السيطرة على المنافذ الحدودية وتقليص الاعتماد على الاستيراد الخارجي وزج الطاقات الشبابية للعمل في القطاع الصناعي الذي يعد من اكبر القطاعات التي يعول عليها في استيعاب الايادي العاملة». وتطرق د. قصي الى اهمية «دعم صندوق الضمان للعمال عبر توسيع شمول العاملين بالضمان الاجتماعي والتعديل على قانون الضمان وجعل الامتيازات التي تمنح الى المتقاعدين هي ذاتها التي تمنح الى العاملين المضمونين، بغية تقليل الضغط وتلافي رغبة الحصول على الوظيفية الحكومية للشمول بالتقاعد لبؤس الامتيازات التي يمنحها الضمان للعمال».

----------

قانون الخدمة الالزامية يعيد الجدل الى الشارع

بغداد – طريق الشعب

بين الحين والآخر يعود موضوع إقرار قانون التجنيد الالزامي الى الواجهة، وهو يعود الآن مع اعلان مجلس النواب ادراج مناقشة مسودة القانون في جلسته المقبلة.

ويقول مراقبون، ان تشريع القانون مهم جداً، مع اهمية ان تقوم الحكومة بنزع سلاح المليشيات وتحظر نشاطهم، وان يكون الجيش والأجهزة الأمنية الأخرى التي أشار لها الدستور، هي الجهات المسلحة الوحيدة المخولة بحمل السلاح.

مؤكدين ان مهمة القوات المسلحة والأجهزة الأمنية هي الدفاع عن العراق وأمنه الداخلي واستقلاله وسيادته، وهي لا تتدخل في الشؤون السياسية والتداول السلمي للسلطة، مع إبعاد أي تأثيرات حزبية وسياسية عنها.

فيما شدد ناشطون على ضرورة إن يُعاد بناء القوات المسلحة والأجهزة الأمنية، اعتمادا على معايير الكفاءة والمهنية والنزاهة والولاء للوطن، وان يجري الاهتمام بالمستوى الثقافي لأفراد القوات المسلحة والأجهزة الأمنية والتوعية بأهمية احترام المؤسسات الدستورية الديمقراطية وحقوق الإنسان وحرياته، ولتعميق ولائهم للوطن والشعب.

----------

راصد الطريق.. هذه القروض هل يستفيد منها المحتاجون الحقيقيون؟

يقول مصرف الرافدين أنه يمنح قرضا لشراء دار سكن قدره 150 مليوناً، وتبلغ فائدته 4 في المائة. ويضيف في بيان ان مدة تسديد القرض تصل الى 10 سنوات.

معروف ان الدول تسعى لتسهيل حصول المواطنين على سكن مناسب بتأمين قروض ميسرة لهم. لكن الحال مختلف في العراق، فالقروض التي اعلنت عنها المصارف الحكومية والخاصة، تكاد تستثني المحتاجين الحقيقيين بفرضها شروطا تعجيزية.

ما الهدف مثلا من منح قروض يعجز المواطن والموظف العادي عن الحصول عليها؟

فشرط الفوز بقرض 150 مليونا هو ان يغطي نصف الراتب الكلي للمقترض مبلغ القسط والفائدة الشهرية.!

 وبما أن القسط الشهري يبلغ مليونا و750 الفا، فلابد لراتب المقترض ان يبلغ حوالي 3 ملايين ونصف المليون!

ومعنى هذا ان القرض مخصص للميسورين وأصحاب الدخول العالية، وليس لمحدودي الدخل المحرومين من السكن.

صحيح ان مصرف الرافدين يعرض على متوسطي الحال قروضا تتراوح بين 40 و75 مليونا، ولكن هل تكفي هذه لمجرد شراء قطعة ارض صغيرة في زمن الارتفاع الهائل لاسعار  العقارات؟

*****************************

الصفحة الثانية

نائب: «تجميد» الملفات في محاكم بغداد والنجف يعزز الفساد

بغداد ـ طريق الشعب

وجّه النائب المستقل هادي السلامي، امس السبت، دعوة الى رئيس مجلس القضاء الأعلى فائق زيدان، يطالبه فيها بالتدخل لفك الـ”تجميد” عن قضايا الفساد في محاكم بغداد والنجف.

وقال السلامي في حديث صحفي، أن هذا “التجميد” جعل الدوائر “تتمرد” مع انتشار الفساد وآخرها حريق المدينة المائية.

وأضاف النائب في رسالة وجهها الى رئيس مجلس القضاء الأعلى فائق زيدان عبر تسجيل فيديوي: إن “اغلب ملفات الفساد مجمدة في المحاكم وأغلبها متعلقة بالاستثمار ومطار النجف والمقبرة النموذجية وموادها منقولة الى محاكم استئناف الكرخ والرصافة في بغداد، كما ان هذه الملفات مجمدة في محكمة النجف”.

وزاد أن “هذا السبب هو الذي أدى الى تمرد الدوائر واستمرار الفساد وانتشاره في المحافظة، مع تحول أوراق ملفات الفساد الى اوراق على الرفوف”، مبينا أن “تدهور الخدمات جاء بسبب عدم حسم ملفات الفساد في المحاكم واخرها الاستهتار بمصالح اهل النجف عبر الحريق في المدينة المائية وقبلها مجمع القدس مع أضرار وصلت الى مليارات الدنانير”.

ودعا السلامي رئيس مجلس القضاء الاعلى الى “الضغط على محاكم النجف وبغداد الكرخ والرصافة لحسم ملفات الفساد التي تتواجد لديها، ولا سيما في محافظة النجف، وتحديدا في هيئة الاستثمار والبلدية والتخطيط العمراني والمحافظة”.

---------

اضاءة.. الوظيفة العامة على سفود المحاصصة!

محمد عبدالرحمن

من جديد اثارت الإجراءات  التي أقدمت عليها حكومة السيد محمد شياع السوداني بشان الاعفاء والتعيين في عدد غير قليل من المناصب العليا في الدولة، جدلا بشان كيفية وآلية اسناد الوظيفة العامة في الدولة.

وإذ جرى تبرير هذه الخطوات  بان حكومة تصريف الاعمال للسيد مصطفى الكاظمي لم تمتلك صلاحية التعيين دستوريا في تلك المواقع والمناصب، العسكرية والأمنية والمدنية، فانها لم تحصل مع حكومات سابقة وعلى هذا النطاق الواسع، وعسى ان يكون ذلك قاعدة تسري في المستقبل أيضا  اي حتى على الحكومة الحالية  عندما يتم تحديد موعد الانتخابات المبكرة كما جاء في المنهاج الوزاري، وتتحول الى حكومة تصريف اعمال، بمعنى ان لا تقدم على تعيينات غير دستورية.

وحيث ان الإجراءات  متواصلة على قدم وساق لاعادة ترتيب وهيكلة الوزارات من درجة مدير عام فما فوق، فالسؤال هنا: اية معايير سوف تؤخذ بنظر الاعتبار؟ وهل ستكون المحاصصة حاضرة أيضا، مثلما تشكلت الحكومة على أساسها؟  وهل ستدخل الاعتبارات السياسية والمناطقية والعشائرية على الخط؟ وما حصة الدولة العميقة في ترتيب الأمور؟ وهل سياخذ مجلس الخدمة دوره الحقيقي فعلا؟ وهل وهل..؟

 تتوجب الإشارة الى انه عندما يجري الحديث عن ان العراق دولة ديمقراطية، فما يحصل عندنا لا نجده في الدول الديمقراطية الحقة. نعم تحصل تغييرات وتعيينات  جديدة بحدود معينة عند قدوم حكومة جديدة، لكنها في جميع الأحوال لا تمس البناء الأساسي لمؤسسات الدولة، بل بالعكس في حالات معروفة جرى اسناد مواقع مهمة الى منافسين سياسيين تتوفر فيهم الخبرة والكفاءة، وبهدف الاستمرارية وانسيابية العمل. وهذا بالتأكيد يحصل في الدول التي فيها مؤسسات راسخة، وفيها انفاذ للقانون.

بات معروفا ان خللا كبيرا حصل في اسناد الوظيفة العامة  منذ ٢٠٠٣، وسرى مفعول المحاصصة حتى الى الحلقات الدنيا في السلم الوظيفي لمؤسسات الدولة، بل ان هناك مواقع معينة لا يحلم احد في ظل هذه المنظومة الحاكمة والمتسلطة في الوصول اليها، حيث احتُكرت  لهذه الفصيل او الحزب او الكتلة او تلك الشخصية، والحجة حاضرة طبعا وهي تمثيل المكون، الطائفي او القومي او الديني، وبعضه الآن مسنود بقوى السلاح داخل وخارج مؤسسات الدولة.

 وقاد هذا بالنتيجة الى ضعف الأداء على كل المستويات، والعجز عن النهوض بمهام مؤسسات الدولة وادارتها، وقسم من هؤلاء الذين أسندت لهم تلك المهام لا هم لهم الا مراكمة الثروة على حساب المال العام، وهذا ما بات واضحا الان في ما جرى كشفه من منظومة الفساد، التي غدت اخطبوطا امتد الى مؤسسات الدولة، من دون استثناء، ووجد طريقه، للأسف، الى المجتمع.

كما تسببت هذه الطريقة المتبعة في اسناد الوظيفة العامة الى ابعاد قسري للعديد من الكوادر والكفاءات العلمية والإدارية والمالية،وهذا ما تجلى أيضا في عدد من الوزارات  في الحكومة الحالية، ففيها من لم ُتعرف عنه أية خبرة او ممارسة في مؤسسات الدولة، وطبعا الى جانب عدد من الكفاءات المعروفة بخبرتها وامكاناتها.

نشير أيضا الى الكم الهائل من الكفاءات التي اضطرت الى مغادرة بلدها لهذا السبب او ذاك، ولم تبذل جهود جدية للاستفادة منها، بل ان هناك تجارب مع عدد منهم، تبين مدى الاستخفاف بمثل هذه القدرات الوطنية المهملة والمتروكة.

لذا فان الحديث عن مجرد الاستفادة من الكوادر الموجودة حاليا في الوزارات، هو تفريط متعمد بكفاءات وقدرات موجودة الان داخل الوطن وخارجه.

فهل ان حكومة السيد السوداني جادة فعلا في التوظيف العقلاني للكفاءات العراقية، اعتمادا على التجربة والخبرة والنزاهة، وبعيدا عن جائحة المحاصصة وضغط المتنفذين والمناطقية والعشائرية والحزبية الضيقة؟ ننتظر الأجوبات في الأيام القريبة القادمة.

----------

أهالي قضاء الإصلاح يواصلون احتجاجهم على شحتها.. أزمة المياه تتفاقم.. والموارد المائية تدق ناقوس الخطر

بغداد ـ طريق الشعب

تتفاقم مشكلة أزمة شح المياه والجفاف في العراق يوما بعد اخر، خاصة في ظل استمرار عدم سقوط الأمطار خلال فصل الشتاء، ودق مسؤولون نواقيس الخطر من خلال التأكيد على ان البلاد دخلت في مرحلة حرجة في ما يتعلق بموضوع المياه، في الوقت الذي يواصل المواطنون فيه احتجاجهم على شح المياه وجفاف الأنهر.

احتجاج متجدد

وفي قضاء الإصلاح التابع الى محافظة ذي قار، جدد المئات من الأهالي تظاهراتهم احتجاجا على توقف محطات ماء الإسالة بسبب أزمة الجفاف وعدم وجود اهتمام حكومي في هذا الجانب.

وقال المتظاهر ميثم صادق ان إن التجاوزات على الأنهار المغذية للقضاء وقلة الإطلاقات المائية أدت إلى جفاف شط أبو لحية بشكل تام وهو المغذي الوحيد لمحطات الإسالة، الأمر الذي أدى إلى توقفها وعدم توفر مياه الإسالة حاليا.

ودعا صادق الجهات الحكومية الالتفات إلى معاناتهم وإيجاد حلول ناجعة وسريعة لهذه الأزمة، محذرا من هجرة جماعية للاهالي في حال عدم معالجة أوضاعهم.

الوضع حرج

من جانبه، كشف معاون مدير عام الهيئة العامة لتشغيل حوض دجلة، غزوان عبد الامير كاظم، عن أن وضع المياه في البلاد بات حرجاً جداً، مشيراً الى أن العراق لم يسبق له أن مرّ ببداية موسم شتوي مثلما يمر به الآن.

وقال غزوان عبد الامير كاظم في حديث صحفي: ان «وزير الموارد المائية اتصل بمبعوث الرئيس التركي الخاص بشؤون المياه، وحصل اتفاق على بدء جولة مفاوضات جديدة لتحديد الحصص المائية والوصول الى اتفاق لتشكيل لجان فنية بين البلدين.»

وأوضح كاظم أن «الخزين المتوفر من المياه قليل جداً، ولم يسبق للبلد ان مرّ ببداية موسم شتوي بهكذا خزين»، معرباً عن أمله في أن «تتغير معالم هذه السنة وتكون ممطرة، أو الاتفاق مع دول المنبع لزيادة الكميات، والا فالوضع حرج جداً والمياه في الخزانات تكفي فقط لخطط زراعية قليلة، ومياه مرشدة إلى أبعد الحدود.»

يشار الى ان وزارتي الزراعة والموارد المائية في العراق، قررتا تخفيض المساحة المقررة للزراعة، وذلك بسبب قلة الإيرادات المائية القادمة من تركيا وإيران.

الأزمة كبيرة

وتبقى الازمة أعمق مما يتصور البعض، فشح المياه له اثار سلبية عديدة ربما تعصف بالأوضاع الاجتماعية والمعيشية لآلاف السكان الذين يقطنون قرب المسطحات المائية والأنهر، كما انها تهدد بهجرة واسعة من الريف الى المدينة، ما يعني ترك هؤلاء المواطنين أعمالهم والاتجاه صوب المدن، ما يفقد البلاد ميزة توفر الامن الغذائي.

وفي هذا الشأن، أكد النائب عن محافظة ذي قار حسن الاسدي، أن الفقر في جنوب المحافظة أصبح مهيمنا على السكان، مبينا أن 60 في المائة من سكان الاهوار يعيشون تحت خط الفقر .

وقال الاسدي إن «نسبة الفقر في مناطق جنوب الناصرية تخطت عتبة 60 في المائة، بينما الفقر في عموم المحافظة تخطى 40 في المائة».

وأضاف أن «تدهور القطاع الاقتصادي يعد من أبرز الأسباب وراء ارتفاع نسبة الفقر في الاهوار»، مؤكدا ان «سكان الاهوار يعتمدون وبشكل كبير على الصيد وتربية الحيوانات لذلك من الضروري تقديم الدعم اللازم لإنقاذ الأهوار.»

واعتبر البنك الدولي، أن غياب أية سياسات بشأن المياه قد يؤدي إلى فقدان العراق بحلول العام 2050 نسبة 20 في المائة من موارده المائية، فيما اعلن العراق في وقت سابق أن المشروعات المائية التركية أدت لتقليص حصته المائية بنسبة 80 في المائة.

ومرارا ما تتهم أنقرة بغداد بهدر كميات كبيرة من المياه. ويعدّ العراق، الغني بالموارد النفطية، من الدول الخمس الأكثر عرضة للتغير المناخي والتصحر في العالم، وفق الأمم المتحدّة، خصوصاً بسبب تزايد الجفاف مع ارتفاع درجات الحرارة التي تتجاوز في مرحلة من فصل الصيف خمسين درجة مئوية.

--------

الأخ  مسعود البارزاني  المحترم

الاخوة في المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكردستاني المحترمون 

يسرنا لمناسبة انعقاد مؤتمر الحزب الديمقراطي الكردستاني الصديق ونجاح اعماله وإعادة انتخاب السيد مسعود البارزاني رئيسا للحزب وانتخاب لجنة الحزب المركزية  ، ان نتقدم لكم بخالص التحيات والتهاني ، متمنين لكم المزيد من النجاحات والتقدم على طريق تحقيق طموحات وتطلعات شعب الإقليم ، في دولة العراق الديمقراطي الاتحادي .

اننا نتطلع في المستقبل أيضا،  وانطلاقا من العلاقات التاريخية بين حزبينا والنضال المشترك ضد الأنظمة الدكتاتورية والرجعية ، ومن اجل العراق الديمقراطي الفيدرالي  ، الى المزيد من التعاون والتنسيق لما فيه خير ومصلحة الشعب الكردي ، والشعب العراقي باطيافه المتاخية ، ومن اجل بناء دولة المواطنة والديمقراطية الحقة والعدالة الاجتماعية .

 تقبلوا منا خالص التقدير

المكتب السياسي

للحزب الشيوعي العراقي

٥-١١-٢٠٢٢

-*-------------

المشروع الوطني للانترنت.. مخاوف من الاستئثار بالأرباح وابتلاع الشركات الصغيرة

بغداد ـ طريق الشعب

يعتبر المشروع الوطني للانترنت طفرة نوعية في مجال تكنولوجيا المعلومات لما له من أثر كبير على تطوير البنية التحتية في البلاد، وانهاء معاناة المواطنين مع الخدمة السيئة المقدمة عن طريق الأجهزة اللاسلكية المعروفة بـ “ Wireless”.

أسعار خيالية

لكن تنفيذ هذا المشروع يثير مخاوف تبدو حقيقية من محاولات الشركات الكبرى ابتلاع مزودي الخدمة المحليين المعروفين باصحاب الأبراج والذين يزيد عددهم على 20 الف شخص منتشرين في عموم محافظات البلاد.

وحول هذا الموضوع، يُشير عباس صانت (صاحب برج) الى ان “الشركات المنفذة للمشروع حددت أسعار كابينات المشروع الوطني للأنترنت بأسعار خيالية لا يمكن لأصحاب الأبراج تحملها”، مشيرا الى ان “الشركات الكبرى تحاول ابتلاع أصحاب الأبراج من خلال عدم ترك هامش ربح معقول”.

ويضيف ان سعر الكابينة الواحدة وصل الى 50 الف دولار مقابل شرائها لمدة 3 أعوام، بسعة 760 مشتركا”، منوها الى ان “تحديد مثل هذا السعر يهدف الى انهاء عمل أصحاب الأبراج وإدارة الكابينات بشكل مباشر من قبل الشركات.”

أهداف المشروع

ويتفق مهندس الاتصالات كرار حوني مع هذا الرأي بالقول: ان “الشركات الكبرى تحاول ابتلاع مزودي الخدمة في المناطق والشركات الصغيرة في محاولة منها لإدارة المشروع عن طريق موظفين يعملون لديها بأجر ثابت.”

ويضيف حوني ان وزارة الاتصالات باعتبارها الشريك الحكومي في تنفيذ المشروع عليها متابعة تنفيذ المشروع وفق العقد الموقع بينها وبين الشركات والذي ينص على ترك هامش جيد للربح لمزودي الخدمة المحليين، منوها الى الأسعار المبالغة فيها جعل من الراغبين بالاستثمار في الكابينات متخوفين من عدم تحقيق الفائدة المرجوة من هكذا استثمار”.

ويستدرك حوني بالقول: ان هذا المشروع هو المفتاح الحقيقي الذي سينهي ازمة الخدمات السيئة للانترنت في العراق، ومع ذلك يجب مراعاة تنفيذه بأكمل وجه من اجل ضمان تحقيق استفادة الأهداف المنشودة من تنفيذ المشروع والتي لا تقتصر على توفير البنية التحتية والخدمة الجيدة، انما توفير فرص العمل هو احد الأهداف الاستراتيجية للمشروع.

البيئة التنافسية

بدورها، أعلنت وزيرة الاتصالات، هيام الياسري، عن المضي بتحسين البيئة التنافسية بين الشركات في مشاريع الـوطني للانترنت.

وذكرت الياسري في بيان طالعته “طريق الشعب”، أن “الوزارة ماضية في تحسين البيئة التنافسية بين شركات القطاع الخاص المنفذة لمشاريع الـFTTH  في بغداد والمحافظات”، لافتة الى انه “من اولويات عملها المقبل وضع سياسة جديدة لهذه المشاريع، وكذلك تشكيل فرق متابعة للمشاريع تتكون من عدد من المهندسين في الوزارة لمتابعة سير العمل ونقل المشكلات والمعوقات من ارض العمل الى المسؤولين في الوزارة”.

واشارت وزيرة الاتصالات خلال لقائها بممثلي شركات القطاع الخاص المنفذة لمشاريع الـFTTH بحضور الكادر المتقدم في الوزارة، الى “اهمية التأكيد على ما ينجز من عمل هذه الشركات والتواصل معها بما يصب في مصلحة الوزارة ويسهم في تقديم افضل الخدمات للمواطنين”.

يذكر ان المشروع الوطني للانترنت تنفذه وتديره وزارة الاتصالات، متمثلة بالشركة العامة لخدمات الشبكة الدولية للمعلومات SCIS، والشراكة مع شركتي (إيرثلنك للاتصالات وخدمات الإنترنت، وسمفوني للإتصالات)، كما قامت شركة سيسكو العالمية بتزويد المعدات والأجهزة للمشروع، وبأحدث التقنيات المبتكرة مؤخرا، حيث قامت بتجهيز أحدث البدالات المتطورة، وهي المسؤولة عن الدعم الفني وإدامة الأجهزة.

وتتضمن عروض خدمة الانترنت في المشروع الوطني، 4 أنواع من الاشتراكات للمواطنين، اولها بسرعة 15 ميغابـت/ بالثانية بسعر 35 ألف دينار، و40 ميغابت/ بالثانية وبسعر 45 ألف دينار، و75 ميغابت/ بالثانية بـ60 ألف دينار، كما يوجد نوع رابع بسرعة غير مسبوقة في العراق بمقدار 150 ميغابت/ بالثانية بسعر 100 ألف دينار.

******************************

الصفحة الثالثة

دعوات لتوظيف الطاقات الجديدة في المواقع المناسبة.. الخدمة الاتحادي يكشف آلية تعيين الأوائل و «الشهادات العليا»

بغداد – نورس حسن

بعد أن صوت مجلس الوزراء الأسبوع الماضي على تعيين حملة الشهادات العليا والخريجين الأوائل، دعا عدد من المختصين الى استثمار طاقات هؤلاء وتوظيف اختصاصاتهم في مواقع عمل مناسبة، وجعل عملية توظيفهم استثمارا لتطوير العمل في قطاع الدولة وانقاذه من حالة الترهل والروتين.

الاستفادة من الخبرات

يقول الخبير المالي د. صفوان قصي لـ»طريق الشعب»، ان «المؤسسات الحكومية بحاجة كبيرة للاستفادة من الخبرات وطاقات الشباب المحلية التي جرى اهمالها لعقود غير قليلة»، مشيرا الى ان «الاهتمام في هذا الجانب خطوة في الاتجاه الصحيح، الا انها بحاجة الى المزيد من الاهتمام والتطوير».

ويضيف قصي ان «اهمال الحكومات المتعاقبة لا يقتصر على اهمال الكفاءات الشبابية وانما اهملت واندثرت معها مؤسسات انتاجية كبيرة كانت الداعم الابرز لاقتصاد البلاد»، مشددا على «ضرورة دعم القطاع الصناعي الحكومي عبر السيطرة على المنافذ الحدودية وتقليص الاعتماد على الاستيراد الخارجي وزج الطاقات الشبابية للعمل في القطاع الصناعي الذي يعد من اكبر القطاعات التي يعول عليها في استيعاب الايادي العاملة».

وتطرق د. قصي الى اهمية «دعم صندوق الضمان للعمال عبر توسيع شمول العاملين بالضمان الاجتماعي والتعديل على قانون الضمان وجعل الامتيازات التي تمنح الى المتقاعدين هي ذاتها التي تمنح الى العاملين المضمونين، بغية تقليل الضغط وتلافي رغبة الحصول على الوظيفية الحكومية للشمول بالتقاعد لبؤس الامتيازات التي يمنحها الضمان للعمال».

آلية التوزيع

وحول آلية عمل مجلس الخدمة الاتحادي في توزيع الدرجات الوظيفية، يوضح المتحدث باسم المجلس وسام اللهيبي لـ»طريق الشعب» ان «المجلس خاطب جميع الوزارات لتزويده بقوائم حاجتها للتخصصات والاعداد، ليتم التعيين وفق الحاجة المهنية، خاصة ان هناك الكثير من المؤسسات الحكومية جرى فيها اجراءات الحذف دون استحداث، حتى بات الكثير من الموظفين يعانون من ضغوط العمل غير القليلة لقلة الكوادر العاملة».

ويضيف اللهيبي ان «المجلس يحرص على تحقيق العدالة في توزيع الدرجات الوظيفية من خلال اطلاقه استمارات الكترونية يتم ملء حقولها من قبل صاحب طلب التعيين حصرا، فضلا عن التخاطب مع وزارة التعليم العالي لمنح حملة الشهادات العليا كودات خاصة تسهل عليهم الدخول وفتح الاستمارة، وبذلك يصعب التلاعب من قبل ضعاف النفوس».

ويبيّن اللهيبي أن «المجلس اكمل إجراءاته بإرسال كافة الأسماء والبيانات الخاصة بالخريجين الأوائل وحملة الشهادات إلى وزارة المالية وبعد التصويت من قبل مجلس الوزراء سيكون دور وزارة المالية استحداث الدرجات والتخصيصات ليتسنى إطلاق الاستمارة الخاصة بتلك الدرجات».

ويوضح «لا توجد أحقية لأية وزارة في إطلاق تعيينات من ذاتها، وجميع ملفات التعيين حولت الى مجلس الخدمة الاتحادي»، مؤكدا ان «مجلس الخدمة يعتمد في إطلاق الدرجات الوظيفية على الاستمارة الالكترونية ولا يوجد تدخل يدوي او تلاعب في استمارات التعيينات».

الاستفادة من الامكانات

من جهتها، تقول الخبيرة في ادارة المؤسسات مروة العبوسي لـ «طريق الشعب»: ان «المؤسسات الحكومية بحاجة الى الاستفادة من الكفاءات المتوفرة، خاصة بعد ان جرى الاستغناء عن الكثير من الكفاءات التي احيلت الى التقاعد دون تطوير قدرات الموظفين».

وتفيد العبوسي بان «الكثير من المؤسسات الحكومية خاصة الادارية منها تعاني من غياب التخصصات، الامر الذي ادى الى جعل نسب الاخطاء والفوضى وضياع المعاملات شيئا واردا في المؤسسات الحكومية».

وتلفت الى ضرورة الارتقاء بالنظام الاداري وتطويره بما ينسجم مع تطورات العصر.

استثمار الموجود

بدوره، يشدد الخبير المالي محمد فرحان على ضرورة اعتبار تعيين حملة الشهادات العليا استثمارا من اجل تطوير القطاع العام ومؤسسات الدولة، مشيرا الى ان فلسفة الدولة هي حل المشكلة من خلال اطلاق التعيينات بصورة عشوائية، وهذا الامر سيزيد الموقف تعقيدا».

ويضيف في حديث لـ»طريق الشعب»، ان «حصر الدرجات الوظيفية بمجلس الخدمة الاتحادي امر مستحسن، لكن على المجلس العمل على توزيع أصحاب الاختصاصات في أماكن عملهم من اجل ضمان استثمار طاقاتهم»، مشيرا الى ان «استثمار الطاقات المحلية وتحويلها الى عناصر منتجة يمكن ان يساعد في توفير فرص عمل أخرى، وتطوير القطاع العام المترهل».

اما الباحثة الاجتماعية منى عبد السادة، فتشدد على ضرورة توفير فرص العمل للباحثين عنها، وعدم اقتصار الامر على فئة معينة، مبينة ان على الحكومة عدم الاكتفاء بتوفير بعض فرص العمل في القطاع العام، انما عليها استثمار الأموال الفائضة في انشاء مشاريع تنموية تعمل على خلق فرص عمل للملايين من العاطلين.

وتضيف في حديث لـ»طريق الشعب»، ان «نجاح اية حكومة يعتمد في الدرجة الأساس على معالجة مشكلة البطالة، ولا يمكن اعتبار موضوع توفير هذه الدرجات حلا لمشكلة البطالة، فهناك الملايين في انتظار دورهم وعلى الحكومة التفكير بخطط استراتيجية لمعالجة مشاكلهم، محذرة من زيادة الانفاق في الموازنة التشغيلية التي تعتمد على الريع النفطي، واهمال المشاريع التنموية».

 *****************************

يروّج لها طلبة الجامعات والمعاهد والمدارس.. «المنحة حقنا».. حملة طلابية تطالب بالحق المشروع

بغداد ـ طريق الشعب

عقد اتحاد الطلبة العام في جمهورية العراق اول امس الجمعة، مؤتمرا صحفيا في مقر اتحاد الأدباء والكتاب العراقيين، واعلن عن انطلاق حملة المنحة الطلابية تحت عنوان  (المنحة حقنا)، والتي توقف صرفها في العام 2014 بذريعة الحرب على تنظيم داعش الإرهابي، وقلة الموارد وتخصيص الجزء الاكبر من ميزانية الدولة للحرب.

وطالب فريق الحملة باعتماد بطاقات الدفع الالكترونية بدل الاجراءات الروتينية في توزيع المنحة للتقليل من حالة الفساد المالية واعادة تفعيل القانون فورا، بحسب بيان الفريق.

مطالب فريق الحملة

وجاء في بيان فريق الحملة الذي تلقت “طريق الشعب”، نسخة منه: “10 سنوات مضت على اقرار مجلس النواب قانون منحة طلبة الجامعات والمعاهد العراقية رقم 63 لسنة 2021، والذي لو نفذ لعاد بالنفع الكبير على الطلبة وذويهم، وخفف عنهم جزء من النفقات الدراسية المتزايدة يوما بعد اخر، لكن هذا القانون عطل العمل به بشكل متعمد، وألحقت به تعليمات مجحفة حرمت الالاف من الطلبة من الحصول على حقهم المشروع”.

واضاف البيان ان “الحكومات المتعاقبة بررت عدم تطبيق القانون بحجة التقشف وهبوط اسعار النفط والحرب على الارهاب، وكانت اغلبها حججا غير واقعية، فقد استمر الانفاق الحكومي في مجالات اخرى اقل اهمية من التعليم، وفي هذا الوقت نعتقد ان تطبيق قانون المنحة الطلابية سوف يسهم في الحد من التسرب من المقاعد الدراسية، اضافة الى تخفيف الاعباء المالية على الطلبة وذويهم، وحافزاً للتفوق العلمي والاجتهاد”.

واشار الى انه “في ضوء ما تقدم، نعلن عن اطلاق حملة “المنحة حقنا”، لمطالبة الحكومة بتنفيذ القانون وصرف المنحة الطلابية لطلبة الجامعات والمعاهد والمدارس، وتضمين موازنة العام المقبل التخصيصات المالية الكافية لتوزيعها على الطلبة”.

كما طالب فريق الحملة “بإلغاء التعليمات الملحقة مع القانون، واعتماد بطاقات الدفع الالكترونية بدل الاجراءات الروتينية في توزيع المنحة للتقليل من حالة الفساد المالية، وعلى الجهات المعنية كافة الاخذ بنظر الاعتبار الاسباب الموجبة لتشريع القانون والعمل الجاد على اعادة تنفيذه فوراً”.

 لا مبرر لعدم صرفها

من جانبها قالت عضو مكتب سكرتارية الاتحاد وهي جزء من فريق الحملة، بسمة التميمي: ان قانون المنحة الطلابية شرع في الدورة البرلمانية الثانية عام 2012، بعد ضغط كبير من الطلبة آنذاك لتشريعها، وهو قانون رقم (63) لسنة 2012، ونشر في جريدة الوقائع العراقية.

واضافت في حديثها لـ”طريق الشعب”، ان المادة رقم 1 من هذا القانون الزمت “صرف منحة مالية شهرية للطلبة العراقيين، في الدراسات الجامعية الاولية والعليا في الجامعات، والمعاهد الحكومية وطلبة الدراسات المسائية وطلبة الجامعات الاهلية، من غير فئة الموظفين لغرض دعم الطلبة العراقيين في الجامعات والمعاهد العراقية، وحثهم على مواصلة واكمال الدراسة فيها بغية التخفيف عن كاهل عوائلهم في سد متطلباتهم”.

واوضحت التميمي ان “توقف صرف المنحة الطلابية عام ٢٠١٤، كان بذريعة الحرب على داعش وقلة الموارد وضعف الموازنة وتخصيص الجزء الأكبر منها للحرب، ولكن اليوم بعد انتهاء الحرب على تنظيم داعش الارهابي لم يتم صرف المنحة مجددا، وتم التغاضي عنها  واستغلالها في الدعايات الانتخابية لبعض المرشحين لمجلس النواب”.

وقالت ان “صرف المنحة للطلبة يساعد في توفير احتياجات الطلبة، وتخفيف النفقات عليهم وعلى اهاليهم، كما انها تساهم في تقليل ظاهرة التسرب من الدراسة وظاهرة عمالة الأطفال والطلبة، وستحفز الطالب على النجاح واستكمال مسيرته التعليمية”.

وبين ان “مؤتمر اطلاق الحملة، هو الخطوة الاولى وستكون هنالك خطوات اخرى لاحقة اذا ان فترة الاعداد للحملة، استغرقت شهرا ونص الشهر، والخطوة التالية هي اننا سنطلق قريبا حملة لجمع التواقيع من قبل الطلبة. نرحب بكل من يود المساهمة والمشاركة في الحملة من زملائنا فهذه حملتهم اولا واخيرا”.

وخلصت الى انه في ارتفاع بأسعار النفط عالميا، والذي انعكس ايجابيا على زيادة اموال خزينة الدولة بل ووجود فائض مالي، بات من الضروري صرف المنحة لجميع الطلابية، ولا مبرر اليوم لعدم تفعيل هذا القانون، وسنضغط بكل الطرق على الجهات المعنية من اجل صرف المنحة بأسرع وقت وعدم المتاجرة بها وسرقة مخصصاتها”.

***********************************

شريط الاخبار

يريدون دولة مدنية

أظهرت نتائج استبيان أجراه مركز تمكين السلام في العراق (EPIC)، الى أن 88 في المائة من الشباب العراقي يفضلون قيام دولة مدنية، مقابل تأييد 2.1 في المائة منهم لأقامة دولة دينية، وعدم إكتراث 10 في المائة آخرين بنظام الدولة. وأعرب 47 في المائة من العيّنة التي شملت 1062 عراقياً من الفئة العمرية (18-40 سنة)، عن تأييدهم لقيام دولة علمانية تفصل بين السياسة والدين، فيما رأى 41 في المائة منهم ضرورة قيام حكومة مدنية يكون الدين فيها مصدراً للتشريع. هذا ورفضت أغلبية المشاركين تأييد النظام القائم، لفشله ولإستغلال بعض أطرافه الدين لخدمة مصالحهم الحزبية.

حاميها حراميها

القى جهاز الأمن الوطني، القبض على أكبر شبكة لتهريب النفط، يديرها ضباط مهمون في شرطة النفط والطاقة. وكانت الشبكة تسرق أكثر من 1200 مليون لتر من النفط الخام، وتجني من ذلك نصف مليار دولار سنوياً. وأشار الجهاز الى أن اللصوص إعتادوا على نقل النفط في صهاريج الى سوريا عبر كركوك، بعد تعبئتها من ثقب في إحد الخطوط الناقلة في الزبير. هذا وفيما قام المجرمون بحرق المنتسب الذي أبلغ السلطات عنهم، أعرب البصريون عن خشيتهم من أن تحل عصابات جديدة محل التي تم تفكيكها، في ظل هيمنة المافيات التي تدير الفساد وتنهب ثروات محافظتهم ووطنهم.

ياليتها تكتمل

شهدت محافظتا بغداد وذي قار تنفيذ ممارسات أمنية لمكافحة الجريمة المنظمة والقبض على المطلوبين وضبط العجلات المخالفة للقانون، الى جانب إعتقال بعض المتهمين بجرائم إرهابية. وأشارت السلطات الأمنية الى أن الممارسات تكون مباغتة وتبدأ عند الساعة الخامسة عصراً وتنتهي عند منتصف الليل، وإنها ستستمر لفرض القانون وإشعار المواطنين بالأمان. هذا وأعرب الناس عن دعمهم لهذه الإجراءات، لاسيما إذا ما التزمت بالقانون وإحترمت مباديء حقوق الإنسان، آملين أن تتواصل حتى تحقيق الخلاص من كل العصابات وحملة السلاح المنفلت وغير القانوني، التي تتواجد في الأحياء السكنية وتتكاثر كالفطر السام بلا رقيب أو حسيب. 

قطرة في بحر!

أعلنت هيئة المنافذ الحدودية، عن إحتجاز عجلتين محملتين بالحديد الصناعي ـ هياكل ـ في منفذ زرباطية، وذلك بتهمة التلاعب وهدر المال العام عبر تغيير وصف البضاعة. وبينت الهيئة ان الإعفاء الضريبي الذي كان لدى أصحاب العجلات كان مخصصاً للحديد الصناعي المستخدم للأبواب والشبابيك. هذا وفيما يتساءل الناس عن الفائدة الاقتصادية لآلاف الإعفاءات التي تُمنح للمستوردين، يشيرون الى أن هذه الفعالية الأخيرة للهيئة، لا تمثل سوى إصطياد قطرة في بحر التهريب والفساد الذي تعيشه المنافذ، سواءً في بيع الإعفاءات أو تغيير نوع البضائع أو تزوير الوثائق أو رشوة بعض المسؤولين.

صارت زحمة!

تعرضت بلدة ديره لوك بمحافظة دهوك وناحية الزاب بقضاء زاخو وقرية نهيلي بالعمادية الى عدوان عسكري شنته القوات التركية، مما تسبب بحرائق كبيرة أتلفت مساحات واسعة من مزارع المواطنين. من جهة أخرى أعلن الحرس الثوري الإيراني عن تنفيذ ضربات على جبال هلكورد في شمال شرق أربيل بست طائرات مسيرة، فيما أعلنت طهران عن إستهداف 40 نقطة من الأراضي العراقية في اقليم كردستان بسبعين صاروخاً بالستياً وعشرات الطائرات المسيرة خلال الفترة الماضية. هذا وفيما لم تبد وزارة خارجيتنا هذه المرة أي رد فعل، بما في ذلك العتاب، تمنّت كلمة العراق في القمة العربية على الجارين تطوير علاقاتهما مع بلادنا المستباحة.

 **********************************************

الصفحة الرابعة

معنيون يدعون إلى مراجعة القوانين.. آلاف الأطفال يتسولون في الشوارع!

بغداد - طريق الشعب

مع بداية انطلاق العام الدراسي الجديد يحتضن العديد من الشوارع الرئيسية والتقاطعات، أطفالا من مختلف الأعمار اتخذوا من التسول مهنة للكسب المادي.

مختصون عزوا ارتفاع نسب تسول الاطفال الى ضعف القوانين المعنية بحماية الطفل، وارتفاع نسب الفقر، فضلا عن افتقار البلاد الى قانون الزامية التعليم للأطفال، الامر الذي تسبب بارتفاع نسب الامية.

حبر على ورق

المختصة في شؤون الطفل د. علياء محمد تذكر لـ “طريق الشعب” ان “ارتفاع ظاهرة التسول بين الاطفال بات واضحا خلال السنوات الاخيرة، وهي مرتبطة بوقائع عديدة منها تردي الحال الاقتصادي للعديد من الاسر، والذي استفحل كثيرا مع اجتياح جائحة كورونا البلاد، اضافة الى تهاون السلطة التشريعية في إقرار قانون حماية الطفل في العراق، مما تسبب في استغلال العديد من الاطفال سواء من قبل ذويهم ام من قبل مافيات التسول، وحتى تعرضهم للاعتداءات البدنية والمعنوية”.

ونبهت الى انه “رغم مصادقة البلاد على الكثير من الاتفاقيات الدولية المعنية بحماية الطفل، الا انها بقيت مجرد حبر على الورق، ولم يتم العمل فيها فعليا على ارض الواقع”.

مراجعة القوانين

من جانبها، ترى المحامية سماح الطائي ان “القوانين المعنية بحامية الطفل في البلاد، بحاجة الى مراجعات وتعديلات، بما يتلاءم مع التطورات الراهنة حيث استفحلت الكثير من السلوكيات التي تنتهك الطفولة في البلاد، منها قوانين رقم 76 لسنة 1983، واصلاح الاحداث المادة 24، والعقوبات رقم 111 لسنة 1969”.

وتضيف ان “الاطفال المتسولين يعاملون وفق القوانين الدارجة معاملة الاطفال المشردين، وذلك وفق المادة 24 من قانون اصلاح الاحداث، وحال القاء القبض عليهم يتم ايداعهم في المؤسسات الخاصة بالمشردين التابعة لوزارة العمل بقرار من القاضي، وفي حال وجود عائلته فانها ملزمة بدفع غرامة استلام المتسول، وحال تكرار ذلك يحجز الاب ويغرم مبلغا من المال، فاذا استمرت ممارسته التسول تسحب الوصاية من الاب ويودع في مؤسسات الدولة”.

واستدركت بالقول: “لكن مع ذلك يشير الواقع الى الضعف في تطبيق القانون وفي آليات التنفيذ”.

التعليم لم يعد مجانيا!

وتحفل تقاطعات الشوارع الرئيسية بالأعداد غير القليلة من الاطفال المتسربين من المدارس، الذين عجزت وزارة التخطيط عن إحصائهم.

من جهتها، ترى التربوية حنان مجيد ان “ترك المدارس من قبل الأطفال وعزوف الكثير من الأهالي عن تسجيل أبنائهم في المؤسسات التعليمية ليس نتيجة صعوبة الاوضاع المعيشية للعوائل فحسب، بل لان التعليم لم يعد مجانيا، وهناك الكثير من العوائل غير القادرة على توفير اجور التعليم لابنائها، فضلا عن مافيات الدروس الخصوصية، ومستوى التعليم الهابط، وافتقار اغلب المدارس الى ابرز متطلبات التعليم التي يحتاجها التلميذ كالمختبرات، إضافة الى محدودية الكوادر التدريسية التي باتت تعاني ضغط العمل غير القليل”. وتنبه مجيد الى ان “هناك ما يقارب 95 في المائة من الاطفال يلتحقون بالتعليم الابتدائي سنويا، الا ان هذه النسبة تنخفض الى 42 في المائة في الدراسة المتوسطة”. ويذكر مصدر في الشرطة المجتمعية لـ”طريق الشعب”، ان “الأطفال المتسولين في الشوارع يتعرضون الى ابشع أنواع الاستغلال والعنف الجسدي وهم الفئات الاسهل استغلالا لدى عصابات تجارة الأعضاء”.

وفي خصوص الإحصائية الخاصة باعداد هؤلاء الاطفال، بيّن المصدر انه ليس من السهل جرد اعدادهم “لكونهم كالرمال المتحركة في بلاد تفتقر الى احصائيات ثابتة لنفوس مواطنيها”.

ويشدد على ان “اعداد المتسولين في ارتفاع مستمر، وان التسول لا يقتصر على الاطفال؛ اذ ان النساء ايضا من اكثر الفئات تعرضا للاستغلال في التسول من قبل مافيات لم تحدد الجهات الامنية حتى الآن هويتها”.

 ****************************

قانون الخدمة الالزامية يعيد الجدل الى الشارع.. مراقبون يدعون الى نزع سلاح المليشيات بالتزامن مع تشريعه

بغداد ـ طريق الشعب

بين الحين والآخر يعود موضوع إقرار قانون التجنيد الالزامي الى الواجهة، مع اعلان مجلس النواب ادراج مناقشة مسودة القانون في جلسته المقبلة.

نزع سلاح المليشيات وحظر نشاطهم

ويقول مراقبون، ان تشريع قانون مهم جداً، مع اهمية ان تقوم الحكومة بنزع سلاح المليشيات وتحظر نشاطهم، وان يكون الجيش والأجهزة الأمنية الأخرى التي أشار لها الدستور، هي الجهات المسلحة الوحيدة المخولة بحمل السلاح.

مؤكدين ان مهمة القوات المسلحة والأجهزة الأمنية هي الدفاع عن العراق وأمنه الداخلي واستقلاله وسيادته، وهي لا تتدخل في الشؤون السياسية والتداول السلمي للسلطة، مع إبعاد أي تأثيرات حزبية وسياسية عنها.

فيما اضاف ناشطون على ضرورة إن يُعاد بناء القوات المسلحة والأجهزة الأمنية، اعتمادا على معايير الكفاءة والمهنية والنزاهة والولاء للوطن، وان يجري الاهتمام بالمستوى الثقافي لأفراد القوات المسلحة والأجهزة الأمنية والتوعية بأهمية احترام المؤسسات الدستورية الديمقراطية وحقوق الإنسان وحرياته، ولتعميق ولائهم للوطن والشعب.

فيما شدد آخرون الى اهمية ان يصدر القانون وفق أسس جديدة، تعزز روح المواطنة والولاء للوطن وخدمة الشعب.

اعداد الاجيال

واعتبر رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي في تغريدة على تويتر أن المضي في تشريع قانون خدمة العلم يضمن إعداد جيلٍ من الشباب أكثر قدرة على مواجهة مصاعب الحياة. من جانبه، قال المتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة اللواء يحيى رسول ان العراق بحاجة الى الخدمة الالزامية؛ فعندما يتعرض الوطن لخطر خارجي يجب ان تكون هناك قوات احتياط لدرء هذا الاخطر وبناء الروح الوطنية وصناعة الرجال.

وأوضح، ان القانون يقود ايضا الى توفير مردود مالي للعاطلين عن العمل حيث سيصل راتب المجند الى 700 ألف دينار عراقي شهريا (حوالي 500 دولار)، كما أنه سيندمج في الخدمة كل أبناء الوطن وينصهرون فيها.

وأكدت لجنة الأمن والدفاع النيابية، أن مشروع قانون خدمة العلم (التجنيد الإلزامي) سيطبق بعد سنتين من تشريعه في حال مُرر في مجلس النواب بصيغته الحالية، فيما فصلت فترات الخدمة بالنسبة للمكلفين حسب الشهادات.

وقال نائب رئيس اللجنة سكفان سندي، إن “المضي في تشريع مشروع قانون خدمة العلم عبر البدء بقراءته جاء بعد عقد اجتماعات متعددة ومطولة للجنة الأمن والدفاع النيابية ورأينا أنه يصب بمصلحة الشعب العراقي”.

وأضاف أن “تطبيق مشروع القانون سيتم في حال تشريعه بعد سنتين من نشره بجريدة الوقائع العراقية وفق ما جاء في نصه، بمعنى أنه سيكون هنالك متسع من الوقت من أجل تهيئة كافة مستلزماته المالية او من ناحية المعسكرات، وحتى الآن لم تبدِ الحكومة أو القادة العسكريين أية اعتراضات على تشريع القانون”.

حمل ثقيل على الموازنة

وذكرت مؤسسة “ستاتيسا” الدولية للإحصاء في تقرير لها، أن “اعداد الشباب الحالية يبلغ نحو أربعين بالمئة من مجموع سكان العراق البالغ عددهم 42 مليون نسمة، فيما تبلغ نسبة الشباب تحت سن الخمسة وعشرين عاما نحو ستين بالمئة من مجموع السكان بحسب تقرير “انقاذ الأطفال” الاممي الصادر في مارس من هذا العام”.

وأضافت ان “هذا الامر وضع حملا ثقيلا على الموازنة والحكومة التي فشلت في توفير فرص العمل للشباب بحسب ما بينت شبكة اراب نيوز الناطقة بالإنكليزية في تقرير لها، والتي وصفت حل مشكلة البطالة في العراق بانه بات “شبه مستحيل بالنظر الى الاعداد الكبيرة للشباب الذين يدخلون قوى العمل سنويا”.

طرق لإشغال الشباب!

من جهته أوضح مركز كاثام هاوس للأبحاث والدراسات أن “700 الف شاب عراقي يدخلون قوى العمل سنويا في سوق لا يملك مقومات توفير فرص العمل ضمن القطاع الخاص او العام بعد وصولهم سن البلوغ”، لافتاً الى أن هذه الاعداد ستشمل بقانون الخدمة الإلزامية كل عام بحسب المعلومات التي كشفت عنها لجنة الامن والدفاع”.

وأكد المركز في تقريره أن “غياب فرص العمل لــ “الاعداد الهائلة” للشباب قاد الى وقوع التظاهرات عام 2019 بسبب اليأس من وجود حلول حكومية فعلية لازمة البطالة وغياب نشاط القطاع الخاص”، مشيراً الى ان “التظاهرات فرضت على “النخبة السياسية” البحث عن طرق لأشغال الشباب العراقي بهدف ابقائهم بعيدين عن ساحات الاحتجاج والتظاهر والمطالبة بفرص العمل والسكن، في تضمين لقرار التجنيد الالزامي الذي يعتزم البرلمان تمريره الاحد المقبل”.

وتبلغ قيمة الرواتب الشهرية في حال تم تكليف سبعة مليون شاب بالخدمة الإلزامية نحو 4 ترليونات و200 مليار دينار عراقي، وبكلفة سنوية تبلغ 50 تريليونا و400 مليار دينار، فيما لو اخذ بنظر الاعتبار الفرق الجندري بين الجنسين والذي بينت الأمم المتحدة عام 2021 انه شبه متوسط حيث يوجد في العراق 102 شاب مقابل كل 100 فتاة، فان عدد المكلفين المتوقع الزامهم بالتجنيد الالزامي سيبلغ ما يقارب الثلاث مليون شاب وبكلفة سنوية تصل الى 20 ترليون  880 مليار دينار عراقي.

أفكار مستهلكة

وتساءل مدونون وصحفيون واقتصاديون على مواقع التواصل الاجتماعي حول جدوى إقرار القانون في بلد عجزت فيه المؤسسات الأمنية عن استيعاب من يروم التطوع فيها!

ويقول مؤمل جعفر: لا يُمكن أن تُحدد سلوكيات “الشباب” في العراقّ بفكرة مستهلكة ورجعية مثل فكرة التجنيد الإلزامي التي ستؤسس لجيل مُجرد من القيمّ المدنية المَرنة، مشيرا الى ان التجنيد الإلزامي لا يصنع رجالاً ولا يُهذب مُنحرفا ولا يُنمي من الواقع السيئ للشباب.

ويضيف، ان هُناك حلولا أكثر منطقية من هذا الذي يُعتقد بأنه حل. من واجب الحكومة عمومًا ووزارتي الشباب والرياضة والعمل والشؤون الإجتماعية معرفتها، مشيرا الى انه لو احتضنت هذهِ القوى التي يفترض بها أن تكون فاعلة في المجتمع، وقدرت مواهبها واستثمرت الطاقة الكامنة بداخلها، لما اضطررنا إلى أن نستعين بحلول ترقيعية مُخجلة.

اختياري ام اجباري

ويتساءل الخبير الاقتصادي نبيل المرسومي عن أيهما افضل التجنيد الالزامي ام الاختياري؟

ويقول في منشور له على صفحته في فيسبوك، ان الامراء والأغنياء يدفعون البدل النقدي، والفقراء وحدهم من يشملهم التجنيد الالزامي، فهم وحدهم المعنيون بالوطن والقيم والمبادئ!

ويضيف أن عدد العاملين في الأجهزة الأمنية عدا البيشمركة يبلغ مليون 313 ألف منتسب وهذا العدد يكفي للدفاع عن البلد والمحافظة على أمنه، مبينا ان تخصيصات الانفاق العسكري في موازنة 2021 بلغت 19.7 ترليون دينار، فيما كانت حصة التربية والتعليم والصحة 7.335 ترليون دينار، ما يعني ان حصة الانفاق العسكري يفوق حصة الإنفاق الاجتماعي بنسبة 269 في المائة.

ويُشير الى انه في حالة تطبيق قانون التجنيد الالزامي سيزداد عدد العاملين بالاجهزة الأمنية بنصف مليون شخص على الأقل وسترتفع تخصيصات الانفاق العسكري بخمسة تريليونات دينار على الأقل، ليبلغ نحو 26 تريليون دينار، موضحا ان القانون سيعمق من عسكرة المجتمع وسيخفض من الانفاق الاجتماعي والاستثماري، فضلا عن كونه مدخلا جديدا للفساد في بلد اصبح الفساد فيه صلفا ووقحا، وتحول الى فرهود.

غير مدروس

وكتب الكاتب والصحفي فلاح المشعل في صفحته على فيس بوك، اعترض على مشروع قانون الخدمة الألزامية وتشريعه بهذا الوقت وذلك لعدة اسباب:

*غياب روح المواطنة ووحدة الهدف الوطني واستراتيجية بناء دولة وطنية عراقية تحقق مبدأ العدالة والمساواة للجميع .

*سقوط النظام السياسي الحالي بإعتماده المحاصصة الطائفية والعرقية والأثينية وتأسيس سلطة الأحزاب وليس سلطة المواطن.

*الأهم من كل ذلك غياب عقيدة السلاح وبالترافق مع غياب العقيدة الوطنية بحكم التوجهات العقيدية المتعددة الحاكمة وتفرقها بين ( شيعي وسني وكردي ) ،لكل منهم هدف ذاتي يعلو بل يمحو الهدف الوطني .

*وجود طبقة سياسية (حكومة+ برلمان) تحصد المكاسب المالية وتشكل طبقة الثراء المالي والنفوذ، ما يجعل أبنائهم خارج الخدمة الإلزامية سواء بالبدل النقدي أم تشريع قوانين لاحقه لإعفائهم، وبهذا تكون الخدمة الإلزامية محصورة بين أبناء الطبقة الفقيرة والمتوسطة. “ يعني ولد الخايبة فقط “.

*وجود قانون الخدمة الإلزامية يستدعي وجود دولة مستقرة ومؤسسات منضبطة نظيفة من الفساد وحاجة حقيقية للدولة ، وبحكم افتقاد البلد لهذه الشروط فأن وجود هذا القانون سيكون نافذة جديدة للفساد واثراء عدد من الضباط وضباط الصف على حساب الجندي .

*وجود نحو مليوني متطوع في العراق ما بين جيش وشرطة وحشد وبيشمرگة يزيد عن حاجة الدولة لإفراد جدد بالقوات المسلحة.

*الخدمة الإلزامية تحتاج بالضرورة وجود بنية تحتية من معسكرات تدريب وتجهيزات عسكرية ورواتب تدفع للملتحقين وكادر تدريبي ووسائل نقل وامكانيات أخرى ملحقة مثل الشؤون الادارية والتموين والنقل والطبابة وغيرها.

*ينبغي أن يتحرك الجميع لتأجيل هكذا تشريع غير مدروس

 *************************************

الصفحة الخامسة

وفّروا المتنفسات الترفيهية للعائلات البغدادية

بغداد – حميد المسعودي

شارع أبو نؤاس، المتنزهات، دور السينما وقاعات العروض المسرحية، هذه الأماكن وغيرها كانت في السابق متنفسا مهما للعائلات البغدادية. لكن نتيجة الظروف غير الطبيعية التي مر ويمر بها العراق، تراجعت خدمات تلك الأماكن كثيرا، ما خنق العائلات وجعلها حبيسة منازلها!

اليوم لا يجد البغداديون متنفسا لهم ولأطفالهم سوى بعض المطاعم المنتشرة في أرجاء العاصمة، والتي لا تناسب أبدا الفقراء وذوي الدخل المحدود، نظرا لارتفاع أسعار أطعمتها وخدماتها بشكل مبالغ فيه. أما الكافيهات، فهذه لا تصلح متنفسا أبدا، كون أجواؤها مختنقة بدخان الأراكيل!

ان بث الحياة من جديد في مثل هذه المرافق الترفيهية، أمر ضروري جدا وحاجة ماسة. لكن هذا لن يتم إلا بتضافر جهود المؤسسات المجتمعية مع جهود المؤسسات الحكومية. ولإعادة إحياء شارع أبو نؤاس وحدائقه مثلا، لا بد من اخذ بعض الاحتياجات في نظر الاعتبار:

* الحاجة الى تنظيم سياج الحدائق بالشكل الذي يناسب طبيعة المرفق الترفيهي الممتد على ضفاف النهر.

* رفع النفايات والأنقاض المتراكمة قرب السياج وفي الحدائق، وتوفير أعداد كافية من حاويات جمع النفايات الصغيرة والكبيرة، مع وضع لائحات توعوية بشأن النظافة، وإرشاد العائلات بعدم رمي نفاياتها في الحدائق.

* زيادة أعداد المساطب والطاولات داخل الحدائق وعلى الرصيف، وتصليح المكسور منها ومنع أصحاب المقاهي من احتلالها.

*تنظيم وزيادة إنارة الشارع والحدائق، والإكثار من ملاعب الأطفال وتحسين خدماتها.

* عدم السماح بدخول الحيوانات، كالخيول وغيرها، إلى الحدائق. فالبعض يجلب حصانه كي يركبها الأطفال مقابل مبلغ مالي، ما يشكل خطرا عليهم.

* منع دخول الكلاب السائبة إلى الحدائق، وتخصيص موظفين وشرطة وفلاحين للإشراف على المرفق وإدارته.

* سقي الحدائق بطريقة منظمة وفي أوقات لا تتعارض مع نزهة العائلات. فحاليا تسقى الحدائق يوم الخميس بكميات مياه تفوق الحاجة، ما يغمر أرضها بالماء ويحرم العائلات من التنزه في يوم الجمعة.

*دعوة مستثمرين لاستئجار أماكن في الشارع وتحويلها إلى مطاعم وكافيهات وأكشاك، شرط أن تبيع أطعمتها بأسعار مناسبة للعائلات. 

جدير بالاشارة ان مشكلة المبالغة في إهمال القطاع الترفيهي لا تقتصر على بغداد. فجميع المدن العراقية، وبضمنها مراكز بعض الأقضية، تعاني المشكلة ذاتها. حيث ان هناك متنزهات طالتها التجاوزات وتحوّلت إلى منازل ومحال تجارية، وأخرى أهملت وأصبحت جرداء من كل بقعة خضراء عدا النفايات، فلم يبق أمام العائلات سوى الجلوس بين أربعة جدران في بيوتها، أو الذهاب إلى مطاعم ومولات تستنزف جيوبها! 

 *********************

«الأجسام المفخخة» تعرقل إعمار الرمادي

الرمادي – وكالات

شكا قائم مقام قضاء الرمادي في محافظة الانبار ابراهيم العوسج، من انتشار أجسام مفخخة غير منفلقة في عدد من المناطق، مشيرا إلى أن هذه الأجسام تسببت في تعطيل العديد من أعمال الإعمار.

وقال في حديث صحفي ان «مناطق السبعة كيلو والطاش الاولى والثانية والثالثة التابعة لمدينة الرمادي، لا تزال تحوي كميات كبيرة من العبوات والاجسام المفخخة من مخلفات تنظيم داعش الإرهابي»، مضيفا أن «هذه المخلفات تسببت في توقف مشاريع الاعمار في تلك المناطق، لحين معالجتها وإزالتها».

 **********************

مواساة

  • تتقدم اللجنة المحلية الحزب الشيوعي العراقي في الديوانية ومعها منظمة الحزب في الشامية، بالتعزية والمواساة للرفيق ناظم نجم (ابو قيصر) بوفاة زوجته.

 للفقيدة الذكر الطيب دوما ولعائلتها وذويها الصبر والسلوان.

 ************************

بين الفقر وجهل الآباء.. الملايين من أطفال العراق خارج المدارس

متابعة – طريق الشعب

“كلها عطّالَة بَطّالَة”.. جملة يرددها معظم الأطفال المنقطعين عن الدراسة في العراق، والتي يبدو أن بعض أولياء الأمور هم من يغرس هذا المفهوم في عقول أطفالهم ويشجعونهم على ترك الدراسة، على اعتبار أن حتى حامل الشهادة الجامعية لن يتمكن من الحصول على وظيفة أو فرصة عمل تناسب تخصصه.

فيما يضطر بعض الآباء إلى إخراج أبنائهم من المدارس، بسبب صعوبة تأمين مصاريف دراستهم، وهذا ما يؤكده محمد صلاح في حديث صحفي.

يقول صلاح، أنه مسؤول عن عائلة مؤلفة من 6 أفراد، تعيش في شقة صغيرة مستأجرة في منطقة الفضل، مشيرا إلى أنه يواجه صعوبة في توفير لقمة العيش لعائلته “فما بالك بمصاريف الدراسة؟!”.

أكثر من 3 ملايين طفل خارج المدارس

بلغ عدد الطلبة الكلي الملتحقين بالصفوف الدراسية هذا العام، أكثر من 12 مليون طالب، في حين بلغ عدد تلاميذ الصف الأول الابتدائي أكثر من مليون و200 ألف تلميذ – حسب وزارة التربية.

وتقابل هذه الأعداد الملتحقة بالمدارس، أعداد ليست قليلة للذين انقطعوا عن الدراسة تماما. فبحسب تقرير أصدرته منظمة اليونيسيف نهاية العام الماضي، فإن 3.2 ملايين طفل عراقي في سن الدراسة، خارج المدارس.

لقمة العيش أهمّ

وبالعودة إلى صلاح، فإن عمله في مقهى لا يوفر له أجرا مناسبا. إذ يعطيه صاحب المقهى 12 ألف دينار في اليوم، وهذه غير كافية لتأمين قوت العائلة ومبلغ الإيجار، فكيف سيتمكن من تأمين مصاريف الدراسة لابنه وبنته في ظل عدم توفير الحكومة أبسط حقوق التلاميذ من قرطاسية ومناهج؟!

حالة صلاح ليست نادرة، فهناك عائلات كثيرة لا ترسل أطفالها إلى المدارس، بسبب الوضع الاقتصادي السيئ، وهذا ما تؤكده تقارير شبه حكومية من حيث إن أبرز أسباب تسرب وانقطاع الطلبة عن المدارس، اقتصادية واجتماعية.  وتتضح الظروف الاقتصادية الصعبة أكثر من خلال نسبة مَن هم تحت خط الفقر، والذين وصلت أعدادهم إلى 9 ملايين مواطن – حسب إحصائية أصدرتها وزارة العمل والشؤون الاجتماعية في آب الماضي.

العائلة تشجع على التسرب

“كلنا عاطل عن العمل.. لماذا ندرس طالما اننا لن نحصل على وظيفة؟!”.. هذا ما يقوله عامر مؤيد (14 عاما)، الذي ترك دراسته يائسا من الحصول على وظيفة حكومية مستقبلا، بعد أن رأى أو سمع عن جيوش من الخريجين عاطلة عن العمل.

مؤيد الذي يسكن في جانب الرصافة، يقدم هذا المبرر لترك الدراسة (كلنا عاطل عن العمل) بكل ثقة وقناعة. ما يبدو أن عائلته هي من غرست فيه مفهوم عدم أهمية إكمال الدراسة، فاقتنع به!

يقول في حديث صحفي: “انا حاليا اعمل واحصل على مبلغ جيد من المال، وهذا أفضل من قضاء 16 عاما من عمري في المدارس، وبعدها أتخرج دون أن أحصل على وظيفة.. لذلك استطيع في هذه السنوات أن أعمل وأجمع مبلغا من المال أعيل به عائلتي وأتزوج وافتح مشروعا تجاريا مستقبلا”!

ولا يجيد مؤيد القراءة والكتابة سوى بشكل بسيط، وهو لا يرى أن هذا الأمر سيكون عائقا أمام مسيرته الحياتية مستقبلا، كونه مقتنعا بأن وجود المدرسين الخصوصيين سيحل المشكلة. إذ يسجل متى ما أراد في دورة دراسية لدى أحد المدرسين، ويتعلم القراءة والكتابة!

وتشير إحصاءات رسمية إلى أن مدارس العراق تشهد تسرّبا جماعيا للتلاميذ في المرحلة الابتدائية، بمعدل 360 تلميذا وتلميذة في اليوم الواحد، وتلك الأرقام بمثابة جرس إنذار من تفشي الأميّة بشكل أكبر في البلاد.

ومطلع هذا العام، دقّت “اليونسكو” ناقوس الخطر في العراق، عندما قالت ان هناك 12 مليون شخص أُمّي في البلاد، وهذا العدد ضعف آخر إحصائية رسمية حكومية صدرت قبل عامين. حينها كان هناك 6 ملايين أُمّي.

ولا يبدو أن ظاهرة الانقطاع عن المدارس ستنتهي في العراق، لأنها متراكمة منذ أكثر من 3 عقود، لكن ما يجب على الحكومة والجهات المعنية فعله، هو الحد قدر المستطاع من ارتفاع هذه النسب، لتجاوز آثارها السلبية على مستقبل البلاد، وهذا لن يتم إذا لم تولِ الحكومة قطاع التعليم اهتماما كبيرا، وتوفر متطلباته كافة، من بنى تحتية ومستلزمات دراسية وكوادر كفوءة، إضافة إلى معالجة مشكلة البطالة وتحسين الوضع الاقتصادي للعائلات. 

*************************

مبازل ملوثة بين البيوت في الحلة

الحلة – لفتة الخزرجي

يعاني سكان العديد من أحياء مدينة الحلة، من وجود مبازل قديمة ملغاة تقع بالقرب من منازلهم، وقد ابلغوا “طريق الشعب” أن هذه المبازل أصبحت مكبا للمياه الثقيلة والنفايات، وبالتالي مصدرا خطيرا من مصادر التلوث البيئي.

وأوضح الاهالي أن المبازل تحوّلت إلى بؤر لتكاثر الحشرات والقوارض، التي باتت تدخل إلى منازلهم وتنقل إليهم أمراضا وأوبئة خطيرة، ناهيك عما يصدر عنها من روائح كريهة تزكم الأنوف. كما لفتوا إلى أن الكلاب السائبة وجدت في هذه المبازل ملاذا آمنا، وصارت تتخذها أوكارا لها، نظرا لما تضمه من قصب كثيف وحشائش، الأمر الذي يهدد سلامة الأطفال.

وأشاروا إلى أن معظم شوارعهم ترابية وغير معبدة، وخلال موسم الأمطار ترتفع المياه في المبازل وتمتد إلى الطرقات حاملة معها مياها ثقيلة، ما يعيق سير المارة ووصول التلاميذ إلى مدارسهم.  

وطالب أهالي الحلة الجهات ذات العلاقة بردم جميع المبازل الملغاة في الأحياء السكنية، وتخليصهم من مخاطرها على الصحة العامة والبيئة.

وكانت مديرية التخطيط والمتابعة في بابل، قد أفادت قبل أيام في تصريح صحفي، بأن المحافظة تعاني عدم وجود شبكات صرف صحي في مناطقها، وأن نسبة المناطق المخدومة بهذه الشبكات لا تتجاوز 6 في المائة في عموم المحافظة، أما شبكات تصريف مياه الأمطار، فلا تتجاوز المناطق المخدومة بها 10 في المائة.

 ************************

«آل سعد».. قرية «منسية» في المثنى!

السماوة – وكالات

شكا عدد من أهالي «قرية آل سعد» التابعة لناحية الهلال شمالي المثنى، من سوء الخدمات البلدية في قريتهم، مشيرين إلى أن شبكة الكهرباء التي تغذي القرية قديمة وتحتاج إلى تأهيل. فيما طرقهم غير معبدة، وأهمها المتصلة بالمدارس. وأوضحوا في حديث صحفي، أن القرية تضم مئات المنازل، وبالرغم من ذلك لا تزال «منسية» من قبل الجهات الحكومية التي لم تشملها بمشاريع الخدمات أسوة بغيرها من القرى والمناطق.  وأكد أهالي القرية أن أبناءهم التلاميذ يعانون صعوبة الوصول إلى مدارسهم خلال فترات تساقط الأمطار، بسبب عدم تعبيد الطرق، داعين الجهات المسؤولة إلى الالتفات لمعاناتهم وشمول قريتهم بالمشاريع الخدمية.

 *********************

انقطاع الماء يوقظ «مدينة الأحلام»!

بغداد – وكالات

شكا سكان مجمع بسماية السكني في بغداد، من انقطاع ماء الشرب عنهم منذ مساء الأربعاء الماضي، وذلك ضمن سلسلة مشكلات خدمية تواجه هذا المجمع الذي تطلق عليه هيئة الاستثمار الوطنية اسم “مدينة الاحلام”!

ونقلت وكالة أنباء “شفق نيوز” عن عدد من السكان قولهم، أن الماء انقطع عن المجمع بشكل كامل، وعاد تدريجيا بعد ساعات طويلة في بعض “البلوكات”، بينما لم يعد إلى أخرى، موضحين أن الانقطاع كان مفاجئا ودون سابق إنذار، وأن هيئة الاستثمار لم يصدر منها في هذا الشأن سوى دعوات لترشيد استهلاك المياه، أطلقتها قبل أيام على حسابها الرسمي في فيسبوك.

وأشار السكان إلى أن الماء قطع عنهم في وقت الذروة، مع استيقاظ الموظفين والطلبة استعدادا للتوجه إلى دواماتهم.

ووفقا لوكالة الأنباء، فإن “هيئة الاستثمار والشركة المعنية بإدامة المجمع (شركة عراقنا)، لم توضحا الأسباب التي أدت إلى انقطاع الماء، إلا أن بعضا ممن هم على دراية بالأمر، قالوا أن الانقطاع قد يستمر أياما، بسبب سوء إدارة محطة ماء بسماية وعدم متابعتها بشكل جدي”.

ويؤكد عدد من المواطنين، أن سبب انقطاع الماء هو عدم استخدام العدادات التي وضعتها الشركة الكورية “هانوا”.

أما أبو تميم، وهو أحد ممثلي السكان، فيؤكد “وجود عطل كبير جدا في محطة الماء”، لافتا إلى أن “مضخات الماء غرقت، والخزانات فارغة بنحو 50 في المائة”.

ويعاني مجمع بسماية منذ نحو سنتين، مشكلات خدمية عدة أبرزها انقطاع الماء والتيار الكهربائي.

 ******************************

الصفحة السادسة

اعتبره المتابعون مهمة بعيدة المنال.. لا بديل للحوار بين روسيا والتحالف الغربي في أوكرانيا

رشيد غويلب

منذ الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 شباط الفائت والعمليات العسكرية مستمرة، إلى جانب التعقيدات السياسية والاقتصادية التي سببها اندلاعها، او تلك التي مهدت لها او ارتبطت بها في سياق صراع الهيمنة الجاري بين المعسكر الغربي بقيادة الولايات المتحدة الامريكية، وحلفائها في الناتو، وروسيا والصين وحلفائهما.

ومع تصاعد الأصوات الرسمية والشعبية المطالبة بالحوار كخطوة أولى على طريق سلام مقبول يجنب العالم كارثة نووية، يشير العديد من المتابعين، وفي ضوء مسار العمليات الحربية، وإجراءات الضم التي أقدمت عليها روسيا، وفوبيا التسليح والعسكرة التي تتسابق دول الناتو الرئيسة على تصعيدها تحت ضغط امريكي يسعى لاستنزاف روسيا وتشديد الضغط على الصين، تبدو عملية انهاء الحرب غير قريبة.

خطوات التهدئة المطلوبة

واضح جدا ان مطالبة موسكو بسحب قواتها لن ينهي القتال. ومن يجعل ذلك شرطا للحوار لا يريد التفاوض. وروسيا النووية التي تحملت تكاليف الغزو الباهظة، لتحقيق نجاح في صراع يتعلق وفق رؤيتها بمصالح حيوية، لا بد لها ان تحصل على تنازلات. والرد الروسي على النجاحات العسكرية الأوكرانية يؤكد عقيدة رسمية روسية في ان هذه لا تنتهي باستسلام روسيا.

قال المستشار العسكري السابق للمستشارة الألمانية السابقة ميركل، إريك فاد، في منتصف نيسان، عليك التفكير في الحرب من النهايات. إذا كنا لا نريد حربا عالمية ثالثة، فيتعين علينا الخروج من منطق التصعيد العسكري وبدء المفاوضات.

وحذر فاد من وصف بوتين بأنه طاغية مريض لا يمكن الحديث معه.، فبقدر ما تنتهك هذه الحرب القانون الدولي، فهي جزء من سلسلة حروب مماثلة في التاريخ القريب في العراق، سوريا، ليبيا، أفغانستان، ولذا فأنها ليس بالأمر الجديد.

ويرى البروفيسور تشارلز كوبتشان من المجلس الأمريكي للعلاقات الخارجية، يجب على الغرب أن يبدأ في النظر إلى ما بعد الحرب للحفاظ على علاقة مع روسيا تترك الباب مفتوحًا أمام الحد الأدنى من التعاون. وفي عالم أكثر ترابطًا وعولمة، سيحتاج الغرب على الأقل إلى مستوى معين من التعاون العملي مع موسكو لمواجهة التحديات المشتركة، مثل الحد من التسلح، والتخفيف من حدة تغير المناخ، وإدارة الفضاء السيبراني، وتعزيز الصحة العالمية، وأزمة الغذاء العالمي.

ويمكن الاستفادة من العديد من المقترحات المطروحة، بدءًا من مقترح السلام الذي طرحته الحكومة الإيطالية السابقة في 21 أيار الفائت.

من الضروري إعادة الحياة للالتزام بالحياد المثبت في الدستور لأوكراني في سنوات (1991 – 2014)، لان أوكرانيا المحايدة كانت دائمًا في مصلحة جميع. ويجب أن يصبح الحياد الأوكراني جزءًا من اتفاقية أمنية أوروبية أوسع بين الغرب وروسيا.

ومن الضروري أيضا الكف عن شيطنة الأصوات الغربية الراغبة في التفاوض باعتبارهم “غير واقعيين” و”غير اخلاقيين” او “خاضعين للابتزاز”. وبدلا من سقف المطالب العالي باستعادة جميع الأراضي التي احتلتها روسيا منذ 2014، ومعاقبة القادة الروس، يجب أن تسعى أوكرانيا إلى أهداف تفتح الأفق للسلام ولا تؤدي إلى تصعيد روسي غير محسوب.

 السلام كقوة سياسية منتجة

صحيح، أن الداعين إلى المفاوضات ليس لديهم (حتى الآن) تأثير على التطورات العسكرية والاقتصادية. لكن هذا لا يعني العجز التام. إن ميدانهم هو التأثير على الرأي في ساحات عملهم. إن طرح الحوار كبديل للحرب في الجدل السياسي الداخلي هو قوة سياسية منتجة يمكنها خلق ضغط مجتمعي من الأسفل، لان موازين القوى ليست ثابتة، ويمكن تغييرها، من بين وسائل عدة بالضغط الشعبي. ويمكن توظيف التعب من استمرار الحرب، والذي كان دائمًا حليفًا للأصوات الداعية للسلام. لم تنته حرب فيتنام بسبب الضعف العسكري الأمريكي، ولكن بسبب فقدان أمراء الحرب الامريكان للدعم السياسي المحلي، مع عدم تجاوز الفرق بين الحربين بالنسبة للشعب الفيتنامي، الذي تمسك بحريته. إلى جانب ذلك يجب طرح البدائل الممكنة للأمن المشترك، وعدم ترك الأمور للخيار العسكري.

إن أكثرية قوى السلام الواقعية في أوربا تطرح الخطوات التالية لخريطة طريق لتحقيق السلام:

في البدء لا بد من التوصل لوقف لأطلاق النار، عبر وسطاء كالأمم المتحدة، أو بلدان محايدة، او فريق مشترك من الطرفين. ويمكن ان يعد وقف إطلاق النار منطلقا لأنشاء منطقة منزوعة السلاح تتمركز فيها قوات الأمم المتحدة.

ضرورة توفير ضمانات أمنية لأوكرانيا، من قبل دول محايدة مثل الهند، جنوب إفريقيا، وتركيا، ويمكن ان يشترك حلفاء لطرفي الحرب في توفير هذه الضمانات.

الالتزام بعدم تحول أوكرانيا رأس جسر عسكري للولايات المتحدة الأمريكية والناتو على أبواب روسيا، وهو ما مثل السبب المعلن للحرب.

على الرغم من أن اجراءات الضم الروسية عقدت المشهد أكثر، يمكن بعد بضع سنوات، إجراء استفتاءات تحت إشراف دولي لحل القضايا الإقليمية. يمكن أن تكون تجربة ولاية سارلاند الألمانية، التي بقيت بعد الحرب العالمية الثانية، عشر سنوات خاضعة للإدارة الفرنسية مثالا يحتذى به. في عام 1955، قرر 67,7 في المائة من سكان سارلاند الانضمام إلى المانيا الغربية. وترك للأقلية الرافضة، خيار الانتقال إلى فرنسا، مع توفير برنامج اجتماعي.

ولبعث رسائل إيجابية يطلق برنامج دولي لإعادة الإعمار لجميع المناطق المتضررة من الحرب، بما في ذلك المناطق الواقعة تحت السيطرة الروسية. ومن الضروري ان يكون البرنامج خارج دائرة صراعات الهيمنة بين أطراف المعسكر الغربي، كما هو الحال الآن. رفع العقوبات المفروضة وفق برنامج مقبول وقابل للتطبيق. ولتطمين روسيا أكثر إطلاق مفاوضات حول الحد من الأسلحة الاستراتيجية. والبدء بمؤتمر للأمن الأوربي المشترك مع روسيا وليس ضدها، مع توفر إرادة سياسية واقعية لتقديم تنازلات متقابلة من الأطراف المشاركة.

 **********************

رغم اتفاق ترسيم الحدود البحرية.. 4 مقاتلات إسرائيلية تخترق أجواء لبنان

بيروت ـ وكالات

أعلن الجيش اللبناني، أمس الأول الجمعة، أن 4 طائرات حربية وأخرى استطلاعية للجيش الإسرائيلي خرقت أجواء البلاد، في أول إعلان من نوعه منذ اتفاق ترسيم الحدود بين الجانبين.

وفي 27 تشرين الأول الماضي، وقّع لبنان وإسرائيل بوساطة الولايات المتحدة اتفاقا لترسيم الحدود البحرية بينهما، عقب نزاع حول منطقة في البحر الأبيض المتوسط مساحتها 860 كيلومترا مربعا وتعد غنية بالنفط والغاز.

وقال الجيش اللبناني في بيان إن “4 طائرات حربية تابعة للعدو الإسرائيلي خرقت الخميس، الأجواء اللبنانية ونفذت طيرانا دائريا فوق كل المناطق اللبنانية، ومن ثم غادرت الأجواء من فوق البحر غرب مدينة بيروت”.

وأضاف البيان، أن هذا الخرق سبقته طائرة استطلاع تابعة للعدو الإسرائيلي، خرقت الأجواء اللبنانية من فوق البحر غرب بلدة خلدة وصولا إلى مدينة بيروت، ونفذت طيرانا دائريا فوق مناطق بيروت وضواحيها.

وأشار إلى أنه “تتم متابعة موضوع الخرق بالتنسيق مع قوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان” (اليونيفيل).

 *******************

4 آلاف يمني يُقتَلون كل عام في النزاع حول الأراضي والمياه

صنعاء ـ وكالات

حذّر مركز دولي معنيّ بتأثير الصراعات على المدنيين من أن تغير المناخ جعل سكان اليمن يواجهون مخاطر كبيرة في قدرتهم على الحصول على الموارد اللازمة للبقاء على قيد الحياة أو في احتمال استمرار النزاع في المستقبل، مشيراً إلى أن آخر الإحصائيات تُظهر أن أربعة آلاف شخص يُقتلون في اليمن سنوياً بسبب النزاع على الأراضي والمياه.

وذكر مركز “مدنيون في الصراع (سيفيك)” أن اليمن معرَّض لخطر الجفاف التام، مما سيترك سكانه البالغ عددهم 30 مليون نسمة دون مياه.

توقع البنك الدولي في عام 2010 استنفاد احتياطيات المياه الجوفية في اليمن بين عامي 2030 و2040، في حين قال المركز إن هذا التوقع لم يتغير إلى حد كبير.

وينبه التقرير إلى أن السنوات الثماني الأخيرة من الحرب “ضاعفت من آثار تغير المناخ على الأراضي والمياه والغذاء” من خلال تدهور الخدمات الحكومية الأساسية والهجمات المباشرة على الأراضي الزراعية ومصادر المياه.

 ***************************

تحذير أمريكي من تصاعد العنف في الأراضي الفلسطينية

القدس ـ وكالات

ذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا) أن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن تحدث مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس يوم الجمعة، في أول اتصال هاتفي بعد أن قاد بنيامين نتنياهو تحالفا يمينيا متطرفا للفوز في الانتخابات العامة الإسرائيلية.

وقالت وفا: إن عباس جدد مطالبته الولايات المتحدة “بإلزام سلطات الاحتلال الإسرائيلية بالتوقف عن هذه الجرائم بحق شعبنا” من “حصار وقتل وهدم منازل واستيطان”.

ووفقا لتقرير وفا فقد “أكد وزير الخارجية الأمريكي أن إدارته تبذل الجهود وتجري الاتصالات لتهدئة التصعيد الجاري حاليا”.

وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية في بيان إن بلينكن أبدى يوم الخميس قلقه إزاء تصاعد العنف في الضفة الغربية المحتلة في اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي المنتهية ولايته يائير لابيد و”أكد ضرورة قيام جميع الأطراف بوقف تصعيد الموقف بشكل عاجل”.

وقتلت القوات الإسرائيلية أكثر من 100 فلسطيني في الضفة الغربية هذا العام فيما وصفته الأمم المتحدة بأنه من المتوقع أن يكون أكثر الأعوام دموية للفلسطينيين في الضفة الغربية منذ 2005 عندما بدأت المنظمة في رصد القتلى.

 ***********************

وصفت بانها زيارة مثيرة للجدل.. المستشار الألماني في الصين لتعزيز العلاقات الاقتصادية

متابعة - طريق الشعب

في إطار زيارة استغرقت 11 ساعة فقط، رحب الرئيس الصيني بالمستشار الألماني أولاف شولتس في أول لقاء له بمسؤول غربي، بعد انتهاء اعمال المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي الصيني.  لقد اثارت الزيارة جدلاً داخل ألمانيا، خصوصا في أوساط التحالف الحاكم، والاتحاد الديمقراطي المسيحي، أكبر أحزاب المعارضة البرلمانية.

تعاون رغم تباين وجهات النظر

قال المستشار في بداية لقائه مع شي: “أنا سعيد لأنني أستطيع أن أكون هنا ويمكننا التحدث مع بعضنا البعض”. وذكر لأول مرة بالذكرى الخمسين للعلاقات الدبلوماسية بين الصين وألمانيا. تُظهر هذه الرحلة أن العلاقات الثنائية ككل تتطور في الاتجاه الصحيح وتحقق تقدمًا مطردًا طالما يلتزم الجانبان بمبادئ الاحترام المتبادل، والسعي إلى أرضية مشتركة مع احترام الاختلافات وكذلك متابعة السعي لتحقيق التعاون متبادل المنفعة”. “

بدوره، أعرب شي عن اعتقاده بأن الزيارة “ستعزز الفهم والثقة المتبادلين وتعمّق التعاون العملي في مختلف المجالات وستخلق خططاً سليمة من أجل تطوير العلاقات الصينية-الألمانية في المرحلة المقبلة”، بحسب ما نقلت عنه شبكة البث الصينية الرسمية “سي سي تي في”.

زيارة مثيرة للجدل

 وعدت الزيارة مثيرة للجدل، إذ أنها تأتي في ظل ارتفاع مستوى التوتر بين الغرب وبكين، على خلفية الحرب في أوكرانيا، وبشأن قضايا تبدأ من ملف تايوان ولا تنتهي عند اتهامات بكين بانتهاكات حقوق الإنسان.

وفي تعليقه على ذلك، قال النائب عن الاتحاد الديمقراطي المسيحي المعارض نوربرت روتغن:” إن نهج شولتس ما زال قائما على فكرة “أننا نرغب بمواصلة التعامل تجارياً مع الصين بغض النظر عن ما يعنيه ذلك بالنسبة لتبعية اقتصادنا وقدرتنا على التحرك”.

ولم تُخف شخصيات ضمن الائتلاف الحاكم أيضاً قلقها حيال العلاقة مع الصين، إذ قالت وزيرة الخارجية الألمانية بيربزك “إن على الأخطاء التي ارتُكبت في الماضي مع روسيا ألا تتكرر”. 

قد تكون الزيارة أثارت قلق الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي. وقال روتغن إن “المستشار يتبع سياسة خارجية ستؤدي إلى خسارة ألمانيا ثقة أقرب شركائها”، متّهما شولتس “بالتصرف بشكل منفرد”.

لكن برلين تشدد على أنها تشاورت مع أبرز شركائها، بينما أصر شولتس بأنه يزور الصين كـ ”أوروبي” وليس كمسؤول ألماني فقط.

ورفض المستشار الانتقادات الموجهة لرحلته. وقال “الغزو الروسي لأوكرانيا أعاد الحرب إلى أوروبا”. في أوقات الأزمات، تكون المناقشات أكثر أهمية. بدأ حديثه بالقول: “إنه لأمر طيب وصحيح أن أكون هنا اليوم في بكين”.

الحرب في أوكرانيا

بالإضافة إلى تعميق العلاقات الاقتصادية، تمت مناقشة الحرب في أوكرانيا.

حذر الرئيس الصيني شي جين بينغ من استخدام الأسلحة النووية أو التهديد بالقيام بذلك. وفي حديثه مع المستشار أولاف شولتز، قال الرئيس، بحسب وزارة الخارجية، إن المجتمع الدولي يجب أن يعمل على ضمان “عدم استخدام الأسلحة النووية وعدم خوض حروب نووية”. ونقل عن شي جين بينغ قوله “يجب رفض استخدام الأسلحة النووية أو التهديد باستخدامها”. ويجب تجنب أزمة نووية في أوراسيا. يتعين على الأطراف المعنية أن تتحلى بالعقلانية وأن تمارس ضبط النفس وأن تهيئ الظروف لاستئناف المفاوضات. كما ينبغي للمجتمع الدولي أن يبذل كل جهد يفضي إلى حل سلمي. وقال شي إن الصين تدعم ألمانيا وأوروبا لتسهيل محادثات السلام وبناء هيكل أمني مستدام في أوروبا. ومع ذلك، استمر في عدم انتقاد روسيا كشريك استراتيجي.

وفيما يتعلق بالعلاقات مع ألمانيا، قال شي جين بينغ إنه يتعين على الجانبين احترام بعضهما البعض، واحترام المصالح الجوهرية لكل منهما، والالتزام بالحوار. وقال الرئيس أيضًا، يجب عليهم “مقاومة الاضطراب الناتج عن مواجهة الكتلة” - وهي إشارة غالبًا ما تستهدف الولايات المتحدة في الصين. قال شي جين بينغ: “الثقة السياسية تتدمر بسهولة ولكن إعادة بنائها صعبة”.

ارتباط اقتصادي

ممثلو الشركات الألمانية الاكبر لديهم قدر أقل من القلق فيما يتعلق باحترام حقوق الإنسان على النحو الذي يروج له الغرب من جانب واحد. رافق شولتس  اثنا عشر مديرًا تنفيذا يسعون وراء مصالح تساوي المليارات، من بينهم مدراء  فولكس فاجن ، دويتشه بنك، مجمع بي اس اف العملاق، بي ام دبليو، وشركة سيمنز.

ويرتبط الاقتصادان الألماني والصيني بشكل وثيق. ويرى البعض في برلين أن العلاقة تحمل أهمية بالغة بالنسبة لألمانيا التي تشهد أزمة طاقة أثارتها حرب أوكرانيا ويتّجه اقتصادها نحو الركود. وفي بكين، أفاد الناطق باسم وزارة الخارجية تشاو ليغيان بأن الصين تتطلع لزيارة “ناجحة” وبأن “التعاون (بين البلدين) يتجاوز بأشواط المنافسة” بينهما، كما حذر من أن “الجانب الصيني يعارض التدخل في شؤوننا الداخلية وتشويه سمعتنا تحت غطاء مناقشة مسائل مرتبطة بحقوق الإنسان”.

 **********************

الصفحة السابعة

بحاجة إلى معجزة اقتصادية.. سمعة بريطانيا المالية على المحك

لندن ـ وكالات

تواجه بريطانيا أزمة اقتصادية غير مسبوقة، ولذلك اختار محرر الشؤون السياسية في قناة «آي تي في» (ITV) البريطانية روبرت بيتسون، وصف الحالة الاقتصادية التي تمر بها إنجلترا حاليا كأنها «فيلم رعب اقتصادي تعيشه المملكة المتحدة»، تحديدا بعد قرار البنك المركزي البريطاني (BANK OF ENGLAND)، رفع سعر الفائدة بنسبة 0.75في المائة لتصل إلى 3 في المائة، وهي أعلى زيادة منذ عقدين تقريبا.

يدرك ريشي سوناك منذ لحظة إعلانه الترشح لزعامة حزب المحافظين البريطاني، حالة الانهيار التي يعيشها اقتصاد بلاده نتيجة أخطاء سلفه ليز تراس، وهو يعلم أن مهمته لن تكون سهلة فهو بالفعل بحاجة لما يشبه المعجزة لإنقاذ سمعة بريطانيا المالية وإصلاح ما يمكن إصلاحه، وتعهد بذلك بالفعل في خطابه الأول بعد توليه منصبه، بأنه سيتخذ قرارات صعبة ومؤلمة لإنعاش الاقتصاد.

وتترقب أسواق المال والأعمال، إعلان سوناك لخطته الاقتصادية، التي أجّلها لأسابيع، حيث كان من المفترض أن يكشف عن تفاصيلها يوم 31 أكتوبر/تشرين الأول الماضي قبل أن يعلن عن تأجيل إعلان الخطة إلى 17 من تشرين الثاني الجاري، وهي تعد خطة حياة أو موت للاقتصاد البريطاني.

وضع الاقتصاد البريطاني

أعلن البنك المركزي البريطاني أن البلاد سوف تدخل أطول ركود في تاريخها قد يمتد إلى منتصف سنة 2024، مؤكدا أن المؤشرات الاقتصادية تزداد تدهورا، في أسوأ أزمة يواجهها الاقتصاد البريطاني يواجه منذ 30 عاما، وهو ما دفعه لرفع الفائدة بنسبة 0.75%.

السبب الرئيسي وراء إجراءات المركزي البريطاني ارتفاع نسبة التضخم التي وصلت إلى 10%، وأكد البنك في بيانه أنه سيواصل رفع الفائدة التي قد تصل إلى 5.25 في المائة، كمحاولة لخفض التضخم، وعودته مجددا لنسبة 6 في المائة التي تعد أعلى معدل فائدة مسجل منذ 40 عاما.

كذلك ارتفعت نسبة الفقراء في بريطانيا لتصل إلى 22 في المائة، وهو ما يعادل 14.5 مليون شخص، حسب مؤسسة «جوزيف رونتري» (Joseph Rowntree Foundation) والتي توقعت أن يزيد عدد الفقراء في حال عدم إقرار أي حزمة مساعدات جديدة بحوالي 450 ألف شخص، إضافة إلى 250 ألف شخص سينتقلون لخانة الفقر المدقع.

وستزيد قرارات المركزي البريطاني من معاناة البريطانيين الذين لديهم قروض، حيث سيواجهون أكبر صدمة في مجال القروض منذ 30 عاما، حيث سيواجه حوالي 4 ملايين بريطاني زيادة في أقساطهم الشهرية.

كما تواجه ميزانية الدولة عجزا أو ما يصفه الاقتصاديون «بثقب ضريبي» يصل إلى 50 مليار جنيه إسترليني، نتج عن الإعفاءات الضريبية التي منحتها الدولة خلال فترة جائحة كورونا.

كيف سيواجه سوناك كل هذه الأزمات؟

منذ أن كان سوناك وزيرا للخزانة وهو يحمل عقيدة اقتصادية واضحة، تقوم على التحكم في الإنفاق الحكومي، والزيادة التدريجية في المداخيل الضريبية، ولهذا فمن المتوقع أن يعلن وزير الخزانة جيرمي هانت عن خطة تعيد ثقة المستثمرين في الاقتصاد البريطاني، بعد أن تراجعت ثقتهم بسبب «الميزانية المصغرة» التي وضعتها رئيسة الوزراء السابقة ليز تراس، لكن في المقابل دون مفاقمة معاناة المواطنين بشكل أكبر.

وسيكون الهدف هو توفير المال، من أجل تغطية العجز في الميزانية، والوصفة الجاهزة هي تقليص الإنفاق العمومي، والرفع من المداخيل الضريبية.

وعلى جميع المرافق الحكومية أن تتوقع خفضا في ميزانيتها، باستثناء قطاعين، وهما الدفاع والصحة اللذان وعد سوناك بأن ميزانيتهما سوف ترتفع.

وحسب بعض التسريبات الإعلامية فإن خطة جيرمي هانت سوف تقوم على 50% خفضا للإنفاق الحكومي بهدف توفير 25 مليار جنيه إسترليني خلال العام الجاري.

المتضررون من خطة سوناك؟

حذرت أولفييه دي شوتر المقررة الأممية للفقر، ريشي سوناك من أي إجراءات قد تمس بالطبقة الفقيرة، وهو ما ردت عليه الحكومة البريطانية بأنها تجهز صرف عشرات المليارات من الجنيه الإسترليني للتخفيف عن كاهل المواطن البريطاني وعبء فواتير الطاقة.

إلا أن أكثر فئة سوف تتضرر هي الموظفون الحكوميون، حيث تواجه البلاد إضرابات في قطاعات حيوية مثل الصحة والتعليم والنقل، خلال هذا الشهر والشهر المقبل، في مواجهة تعنت الحكومة ورفضها لأي زيادة في الأجور، وحذرت المدارس البريطانية من أنها تواجه أسوأ أزمة في التمويل من 3 عقود.

وسيكون على الاقتصاديين البريطانيين نسيان الحديث عن كلمة النمو الاقتصادي، ذلك أن تقليص الإنفاق الحكومي، يعني توقف عجلة النمو، وهو ما يحذر منه عدد من الخبراء الاقتصاديين، ويعني الدخول في حلقة مفرغة، إذ من دون نمو لن ترتفع مداخيل الدولة، مما يعني أنه في كل سنة سيكون على الحكومة أن تقلص الإنفاق الحكومي وترفع من الضرائب.

من أين ستأتي المداخيل الضريبية الجديدة؟

حسب وكالة بلومبيرغ فإن وزير الخزانة جيرمي هانت، سوف يرفع الضرائب على أرباح المساهمين في الشركات، وذلك للحصول على حوالي نصف مليار جنيه إسترليني، إضافة للرفع التدريجي من الضريبة على الدخل بالنسبة للأفراد.

ويبقى السؤال الأهم هو حجم الزيادة الضريبية على الشركات خصوصا شركات الاتصالات والقطاع المالي وشركات الطاقة، التي تقول المعارضة إنها حصلت على أرباح كبيرة خلال السنوات الماضية.

 **************************

وجهة نظر

سعر الصرف بين انغام الاحتجاج ورقص السياسة

د. ماجد الصوري

قضية سعر صرف الدينار مقابل الدولار في العراق، شغلت وتشغل العراقيين في جميع انحاء العراق، وعلى كل المستويات شعبية وحكومية، تنفيذية وتشريعية، لما لها من تأثير على مستوى المعيشة والموازنة الحكومية وتغطية احتياجاتها المالية. وقد عانى العراق من تذبذب سعر الصرف وتأثيراته القاسية على الحياة الاقتصادية لعامة الشعب لفترات طويلة، إلى ان تم اسقاط الصنم، وبدأت السياسة النقدية تلعب دورها في تثبيت سعر الصرف، بعد ان حصل البنك المركزي على استقلالية غير متكاملة في سياساته النقدية، مع ضعف، وفي أكثر الأحيان، غياب التناغم بين السياستين النقدية والمالية. وقد استغرق تثبيت سعر صرف الدينار مقابل الدولار على 1182 فترة طويلة استمرت لعدة سنوات. ومما ساعد على ذلك زيادة العائدات النفطية للعراق بين فترة وأخرى، وبذل الجهود الدولية لمساعدة العراق في حصر الديون الدولية وتخفيضها، إضافة إلى المساعدات الدولية السخية في إعادة اعمار العراق. الا ان العراق ابتدأ في زيادة التوجه نحو الانفاق الاستهلاكي، مع عدم التوجه نحو التنمية الاقتصادية الحقيقية، وزيادة الإنتاج المحلي، بهدف تخفيف الضغط على الموجودات النقدية بالعملات الأجنبية. وفي نفس الوقت لم تستطع الحكومات العراقية المتعاقبة من تحديد هوية الاقتصاد العراقي، ومن التخفيف من حدة الفوضى الاقتصادية، الضاربة اطنابها في السلوكية الاقتصادية. واشتد الصراع العنيف بين سياسة التوسع في الانفاق الاستهلاكي في إدارة المالية العامة، وبين الانكماش في السياسة النقدية - بين التوسع في الانفاق التشغيلي، استجابة للمتطلبات الانية، وبين عدم التوازن في سياسات التنمية الاقتصادية والاجتماعية، والقصور في تحقيق تنمية الإنتاج المحلي - بين التوسع في العجز في الميزان التجاري، من غير الصادرات النفطية، وبين الحفاظ على استقرار سعر الصرف، العامل الأساسي في الاستقرار الاقتصادي.  إن تغيير سعر الصرف في نهاية عام 2020 كان مقترحا أساسيا في الورقة البيضاء التي اتفقت عليها الحكومة العراقية. ورغم الملاحظات الكبيرة بالغة الاهمية على هذه الورقة، الا انها استطاعت ان ترسم خطوطا عريضة للاقتصاد العراقي، بتفضيلها نظام اقتصاد السوق الحر، المنفلت، الذي لا ينسجم مع الوضع الاقتصادي والاجتماعي في العراق. مع العلم ان الدستور العراقي قد نص على ان تكفل الدولة اصلاح الاقتصاد العراقي وفق أسس اقتصادية حديثة، وبما يضمن استثمارا كاملا لموارده وتنويع مصادره وتشجيع القطاع الخاص وتنميته. ودعت الورقة البيضاء إلى الغاء دور الدولة تقريبا في الاقتصاد، وهو المحرك الأساسي لعجلة الاقتصاد العراقي في الفترة السابقة والحالية. وكان اقتراح تغيير سعر الصرف بحجة تنمية الصادرات العراقية غير النفطية، لإنتاج غير متوفر. اما الهدف الأساسي الفعلي لتخفيض قيمة الدينار، فكان بشكل أساسي هو تعظيم الموارد المالية للخزينة، لتغطية بنود النفقات التشغيلية والجارية المتعاظمة، نتيجة للسياسات الاقتصادية الخاطئة للحكومات العراقية المتعاقبة. دون الالتفات إلى التكلفة الاجتماعية لاتخاذ مثل هذا القرار.

ورغم معارضة البنك المركزي على تخفيض قيمة الدينار العراقي مقابل الدولار، الا انه اجبر على اتخاذ مثل هذا القرار، بسبب الظروف التي تم خلقها في حينه. حيث ان وزارة المالية امتنعت عن بيع أي دولار إلى البنك المركزي بالسعر القديم، واصرت على بيعه بالسعر المقترح، ولمدة ثلاثة أشهر، وفي نفس الوقت تم نشر موقف الوزارة على شكل اشاعات، تم تعزيزها بتسريب قانون الموازنة واعتمادها على سعر صرف 1450 دينار مقابل كل دولار. وقد أدى ذلك إلى انتشار الفوضى في سوق الصرف، حيث وصل سعر الدولار إلى 1400- 1450 دينار. وأصبح البنك المركزي امام الامر الواقع، مما اضطره إلى اتخاذ مثل هذا القرار الصعب، الا انه، وفي نفس الوقت أكد على وزارة المالية، على ضرورة اتخاذ القرارات المناسبة لتخفيف العبء على الطبقات الهشة في المجتمع، والحد من التوسع في نفقات الموازنة التشغيلية، بل الطلب من الوزارة، وبالذات السيد وزير المالية، على تخفيضها وتجميدها، وبين مجالات التخفيض التي يمكن اللجوء اليها، والتي يمكن ان تحقق تخفيض حجم الموازنة، بحيث تتناسب مع الموارد المالية المتاحة، مما يفسح في المجال للحكومة في وضع حل لمشكلة العجز المالي، أكثر فاعلية من تخفيض قيمة الدينار العراقي، الذي سيؤدي إلى اضرار اجتماعية كبيرة، رغم الزيادة في موارد الموازنة. ورغم كل ذلك اقر مجلس النواب العراقي هذه الموازنة بسعر الصرف الجديد. وهذا ما أعطى الشرعية الكاملة للاعتراف بتخفيض سعر صرف الدينار.

ان تخفيض سعر صرف الدينار امام الدولار بمعدل يقرب من 23% يعني تخفيض القوة الشرائية لدخل الفرد العراقي بما يعادل هذه النسبة، ومن التجارب العالمية، من الممكن ان   ترتفع أكثر من هذا المعدل، وقد تصل نسبة التضخم في الأسعار بين 30% إلى 40%. الا ان الاحصائيات الرسمية لوزارة التخطيط قد اكدت ان نسبة التضخم لم تتعد نسبة 7%، رغم الظروف العالمية التي أدت إلى ارتفاع الأسعار العالمية لجميع المواد، وخصوصا المنتجات الزراعية، بنسبة تصل إلى حوالي 27%. وكان ذلك ناجم عن ثبات الكثير من أسعار السلع والخدمات المحلية، وخصوصا التي تقدمها الدولة، ووجود البطاقة التموينية، مع انخفاض حجم الطلب الكلي بسبب انخفاض القوة الشرائية، وتخفيض هامش الربح على السلع والخدمات الذي كان مغالا فيه. وفي نفس الوقت فان العراق يعتمد إلى درجة كبيرة على استيراد هذه السلع والخدمات، من دول تعرضت عملتها إلى تخفيض قيمتها بنسبة أكثر بكثير من تخفيض قيمة العملة العراقية، مما ساعد على تخفيض أسعار السلع والخدمات المستوردة، إضافة إلى التلاعب في مستوى جودة هذه السلع، من أجل تخفيض سعر البيع.   

ان الحسابات الأولية لنتائج موازنة 2021، وبسبب تخفيض سعر صرف الدينار، وارتفاع حجم الدين العام، وخصوصا الداخلي منه، غير المخطط له، وخلافا إلى المستوى الذي حدده قانون الإدارة المالية، قد ادى إلى إمكانية تغطية جميع النفقات التشغيلية، مع توفير بحدود 6 ترليون دينار، من المفروض تدويرها إلى موازنة السنة التالية. وقد بلغت الإيرادات النفطية لعام 2021 بحدود 76 مليار دولار، التي استطاعت ان توفر أكثر من 20 ترليون دينار، نتيجة لانخفاض سعر صرف الدينار. وفي نفس الوقت لجأت الحكومة إلى الاقتراض الداخلي بشكل أساسي، حيث بلغ اجمالي حجم الاقتراض الداخلي، حسب بيانات البنك المركزي، من تشرين الأول 2020 وحتى نهاية عام 2021 ما يقارب 18 ترليون دينار، منها حوالي 16 ترليون دينار عن طريق خصم حوالات لدى البنك المركزي. وقد أدى ذلك إلى بلوغ حجم الدين الداخلي، في نهاية عام 2021، إلى حوالي 70 ترليون دينار، منها حوالات مخصومة لدى البنك المركزي تبلغ أكثر من 44 ترليون دينار. كل هذه الأعباء التي تتحملها الموازنة العامة، هي في الواقع استنزاف كبير للموارد المالية، التي يعود قسم كبير منها للأجيال القادمة، التي ستثقلها هذه الديون. وكان السبب الأساسي في ذلك، هو غياب السياسة الاقتصادية الحكيمة، والتصرف غير الموزون في الموارد المالية، بسبب سوء الإدارة، وذلك بسبب تغليب سياسة التوسع في الانفاق التشغيلي، بشكل خاص، من اجل تحقيق المصالح الآنية الذاتية، وانتشار الفساد الإداري والمالي، مع تجاهل شبه كامل لعملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية، أساس التطور الاجتماعي والاقتصادي لكل بلد. وتجاهل كامل للتوزيع العادل للدخل.

 اما في عام 2022 فان المبالغ الإضافية، التي تم توفيرها للموازنة نتيجة تخفيض قيمة الدينار العراقي وارتفاع الموارد النفطية إلى أكثر من 100 مليار دولار، فقد بلغت حوالي 27 ترليون دينار لغاية نهاية شهر تشرين الأول، حسب الأرقام الأولية لوزارة النفط. وإذا ما افترضنا ان اجمالي الموارد النفطية لهذا العام بحدها الأدنى ستبلغ 114 مليار دولار، فان اجمالي التوفير سيكون حوالي 31 ترليون دينار. فهل من مصلحة الحكومة الجديدة بأعبائها الكبيرة التي أخذتها على عاتقها، بما في ذلك محاولتها لتخفيف العبء عن الفئات الهشة من المجتمع، وتحقيق التوسع في بعض النفقات التشغيلية، لتحقيق بعض الحلول الآنية للتخفيف من حجم البطالة، مع محاولة تنمية بعض القطاعات الإنتاجية المهمة في المجالين الصناعي والزراعي إضافة إلى القطاعات الخدمية. 

ومع كل ذلك، ورغم اعتراف الجميع بحقيقة تخفيض قيمة الدينار، واضفاء الشرعية على ذلك من قبل مجلس النواب العراقي، ارتفعت في الآونة الأخيرة أصوات تنادي بعودة قيمة الدينار العراقي إلى ما كان عليه سابقا، أو زيادة قيمته بنسب معينة، دون الالتفات إلى ما يسببه ذلك من اضطراب كبير في أسواق الصرف، وإلى فقدان الثقة بالدينار العراقي، وإلى فقدان الاستقرار الاقتصادي، الذي هو أساس التنمية. ان مجرد التصريح بالرغبة في زيادة قيمة الدينار، وخلال ساعات قليلة، أدى إلى اضطراب كبير داخل المجتمع وفي الأسواق، ولم يؤثر ذلك على تخفيض الأسعار، رغم ارتفاع قيمة الدينار في سوق الصرف. ان تدخل السياسة في هذه الأمور ورقصها على أنغام الاحتجاجات الجماهيرية، لتحقيق مكاسب ذاتية شعبوية، قد يؤدي إلى نتائج وخيمة على الاقتصاد العراقي من الصعب التغلب عليها، او اصلاح ما تلف منها. ان توضيحات السيد رئيس مجلس الوزراء حول موقفه من عملية تغيير سعر الصرف، وتصريحات السيدة وزيرة المالية الجديدة حول ثبات سعر الصرف في موازنة 2023، وحسنا فعلوا، مع إصرار البنك المركزي على موقفه من تغيير سعر الصرف، قد ساعد وبشكل سريع جدا، على عودة سعر الصرف إلى ما كان عليه، واستقراره. ونأمل من السياسيين الذين يدعون حرصهم على مصالح الشعب وفئاته الهشة، وحرصهم على التنمية الاقتصادية والاجتماعية، والذين قاموا بإنفاق المليارات الكثيرة من عائدات النفط والعوائد الأخرى، على المصالح الذاتية لهم ولأحزابهم والتابعين لهم، ان يأخذوا عبرة بما سببوه من انهيار في الاقتصاد العراقي، وتدهور في مستوى المعيشة لغالبية الشعب العراقي، وان يبتعدوا عن التصريحات الشعبوية الرنانة غير المسؤولة.               

**************************************

الصفحة الثامنة

كشكول سجين

محمد علي الشبيبي

بين مخطوطات الوالد -المربي والمناضل علي محمد الشبيبي- طيب الله ثراه مخطوطته (كشكول سجين)، وقد كتب لها مقدمة أثناء وجوده في السجن (1964-1965). وبعد نيله الحرية وتمتعه بها لكنه عانى من المضايقات الأمنية والفشل في العودة لممارسة وظيفته كمعلم، مما أضاف له وللعائلة متاعب نفسية واقتصادية شاقة. وخلال مراجعته لكتاباته السابقة في السجن ومنها “كشكول سجين”، أضافه لمقدمة الكشكول ما أطلق عليه “الخاتمة”. في هذه المقدمة والتي كتبها المربي الراحل وهو في السجن تعكس قوة إيمانه بالمستقبل، ونظرته الموضوعية لحالة السجناء وتفهمه لأمزجتهم وطباعهم وما أصابها من تغيرات وتناقضات. 

وإحياء ووفاءً لذكرى الوالد واستجابة لرغبته وجدت من المناسب نشر “مقدمة” الكشكول مع “الخاتمة”، وربما نشر مستقبلا ما هو مناسب ومفيد فيما دونه في هذا الكشكول.

المقدمة

ها هي السنة 1965 السنة الثانية ابتداءً من 22/1/1964 وقد دخلت السجن الى قلعة الوزيرية ثم القلعة الوسطى حيث نقلنا بعدها الى هذه القلعة –الجديدة- وذلك من 23/1/1965 ولأقضي بقية أيام محكوميتي التي ستنتهي في 21/8/1965 إن عشت الى ذلك اليوم. وان لم تتطور الأحداث، أحداث عراقي الحبيب، وأحداث بلادي العربية، التي لا تنفصل عن أحداث العالم كله.

أني شديد التفاؤل انها الى خير. فالصراع اليوم عالمي لا يخص أمة دون أمة، ولا قومية دون أخرى. والشعوب المجاهدة من أجل حريتها تسدد الضربة تلو الضربة الى الاستعمار، وهو يعاني حشرجة النزع، رغم ما يخيف الناس ويوهمهم انه مازال قوياً جباراً، بسبب ما اندلعت من فتن وانقسامات في المعسكر الاشتراكي من جهة، وتأرجح بعض الحكومات العربية بين درب الاشتراكية العلمية والتخبط في طريق تسمح لكل أعداء الاشتراكية أن يتغلغلوا في صفوفها، ويدفعوا الركب العربي الى متاهة وتيه دونه تيه بني إسرائيل. ولكن من يعرف منطق الحياة وإنها الى الأمام لا الى الوراء، الى الأحسن لا الى الأسوأ، الى الأصلح النافع يدرك جيداً ان فجر الحرية سيبزغ على البشرية لا محالة، وان الظلام سيزول الى الأبد. سيدرك هذا مثلما يدرك ان الضحايا والقرابين ستكون أضعاف ما قدمته البشرية خلال عمرها الطويل وهي تقطع الطريق التي بدأتها، منذ كانت عارية تصارع الطبيعة بكل قواها من عواصفها الثلجية، وهجيرها اللافح، وطوفان مياهها، ووحوشها الكاسرة، وحشراتها الفتاكة، وجراثيمها الخفية. حتى أنتهى بها المسير الى غزو الفضاء الخارجي، والسيطرة عليه، لتصل أخيراً الى احتلال القمر.

وبالنسبة لي لا يهمني –وأنا متأكد من هذه النتيجة- ان أشهد هذه الانتصارات أو أموت قبل ان أرى النور، بين بنيي وعائلتي، مادمت أعرف أن الموت حق ونهاية لكل ذي جسد، ولكل إنسان مشى مع المركب أو تخلف عنه.

ومذ حللت السجن حاولت أن أستفيد من إقامتي فيه لدراسة اللغة الانكليزية، وحال دون ذلك سوء وضعنا بسبب كثرة عددنا، وما ينتج عما يعانيه السجناء من مشاكل مادية وعائلية، من أزمات نفسية، وفورات تطغي على الجميع، وتلفهم في دوامتها، مجبرين على ذلك. لأن كل ما يحدث نتيجة تلك الفورات، ليس في صالح السجناء على الطلاق. فانهيار أعصاب كثيرين وانزلاقهم الى مهوى الخسة والذلة، قيامهم بمعارك ضد إخوانهم في المصيبة أبعد يوم خلاصهم جميعاً، وازداد في أثقال سلاسلهم. فوجدت نفسي عاجزاً عن الدرس بسبب ما أعاني من أمراضي، الروماتزم، الصداع النصفي، آلام المعدة. 

ثم ما يحز في نفسي بقاء عائلتي بدون مدبر ولا معيل وموجه. فقد فصل أبني كفاح، وحكم على أبني محمد معي خمس سنين، وظل أبني همام في بغداد لا يقدر على غير أعالة نفسه، كي لا تنوشه أيدي الحاسدين والحاقدين من أجهزة أمنية وغيرها. وبقيت في فكر وألم من أجل سبع بنات وأمهن المريضة في بلد ليس لهن فيه –او ليس لي- قريب أو صديق، ولا مورد غير راتب التقاعد، الذي لم يحصلوا عليه إلا في تموز 1964[1]، وهو لا يكفي عيشهم. وهن جميعاً في مراحل الدراسة المختلفة. وإيجار الدار. وأنا في سجن الحلة وابني محمد في سجن نقرة السلمان. إن مرتبي ستة وأربعون دينارً فقط ثلثه للإيجار والكهرباء والماء، وديوننا تجاوزت المائتي دينار وقاربت الثلاثمائة.

خطر ببالي أن أضيف الى عمل المطالعة تهيئة دفتر أطلقت عليه أسم (كشكول سجين) أثبت فيه بعض ما أقتطفه، من المطالعات، او ما يعن لي من خواطر، أو ما أسمعه أو أختاره من طريف النكات، وروائع الشعر –الفصيح والشعبي-، ولهذا السبب لم يكن على شكل تبويب أو تقسيم حسب الفصول.

وقد تم لي هذا الذي يضمه الدفتر بين دفتيه. وعسى ان يفرج عنا فنتمتع بانتشاق عبير الحرية، فننتج ما ينير الدرب ويوضح السبيل ويخدم المجموع. 

[وبعد أطلاق سراح المربي الراحل من السجن بسنتين تقريباً، راجع الراحل ما كتبه في -كشكول سجين- وكتب “الخاتمة” أدناه بتأريخ 3/4/1967 / الناشر محمد علي الشبيبي]:

الخاتمة

ذات يوم كنت أقرأ قصة “دوريت الصغيرة” للكاتب الكبير “شارلز ديكنز” ودهشت لهذه العبارة (ان السجين تبدأ مشاعره تلين نحو السجن بعد أن يخرج منه). وعجبت كيف يحن المرء لحجز حريته. بل كيف ينسى أياماً كان كل يوم فيها يعادل عاماً. فهو ثقيل الخطى كئيب الملامح. وكيف يرتاح لتذكر ذلك المكان الضيق الذي ما يكاد يحل فيه نزيل حتى يبدأ يشعر بأنفاسه تختنق، ومشاعره تتبدل. ويتحول بعد قليل الى إنسان يختلف تمام الاختلاف عما كان عليه قبل أن يلج باب السجن. فقد يكون قبل يومه ذاك رجلاً انبساطيا، طلق اللسان، كثير الحديث، كثير العلاقات والصلات بالناس. ولكنه في السجن ينقلب رأساً على عقب، فينكمش وينطوي على نفسه في زاوية كطير كسير الجناح، في نظراته استغراب وحيرة وتساؤل. وفي خطواته وسائر حركاته حذر، وعلى قسمات وجهه كآبة عميقة. 

وقد يتحول آخر عُرف بالعكس من صاحبه الى ثرثار، كثير الحديث، كثير الضحك والدعابة، كثير الاختلاط والعلاقات، وربما كثير الشجار، وما يتبع الشجار وينتج عنه من مضاعفات قد تؤدي الى تباعد وبغضاء بين السجناء. 

وأنك لتجد القول المأثور (السجن محك) مصداقاً مطابقاً فيما ترى من شخصيات كنت تحترمها، وترى فيها وقار العلم مجسداً، وسمو الإنسانية ممثلاً، والخلق الطيب الرائع يفيض بُشرا ورقة. وإذا به قد فقد –هنا- كل تلك الصفات، وتحول الى مستوى شاب مراهق، أناني بخيل، شديد اللؤم، يتوارى لأدنى سبب، ساخط شاتم، وقد تنكر لكل مثله التي جاهد في سبيلها وأحبها.

وربما أبصرت شخصاً كنت تزدريه وتنفر منه. إذا به –هنا- تتجلى فيه صفات الرجولة، وتقطر حواشيه اريحية ونبلاً، يتهلل وجهه بالبشر، ويفتر ثغره عن بسمات مشرقة، تبدد ما في نفسك من ظلمات. فلا ترى بداً من أخذ درس ثمين من سيرته، ومثلاً طيباً من شخصيته.

وأني لأتذكر ساعة أصدر رئيس المجلس العرفي في 22/1/1964 حكمه عليّ ضمن مجموعة عدد أفرادها (48) رجلاً وامرأة واحدة، بأحكام ذات مدد مختلفة. وما أن حجزنا في غرفة موقف معسكر الوشاش (حالياً حديقة الزوراء في بغداد/ الناشر)، ورحت الاحظ الوجوه، وأقرأ خطوطها. وإذا بي أرى بعضهم وقد تناثرت الدموع على خديه (من هؤلاء كان الراحل ذا المشاعر المرهفة الموسيقي لطيف المعملجي طيب الله ثراه بالرغم من تبرئته، لكنه بكى بمرارة تعاطفاً معي لصغر سني كما برر هو ذلك لي / الناشر). بينما كان آخرون تفتر شفاههم عن بسمات، تحولت الى ضحكات صاخبة، وحركات وتنقل. يداعب هذا ويناقش ذاك. وما حللنا السجن حتى انقلبت الآية. فقد أعلن الباكون، أنهم أمام أمر واقع من حياتهم وأنهم سيصمدون أمام محنة السجن ولابد من نهاية. بينما أنطوى الآخرون على أنفسهم. وراحوا يقضون معظم وقتهم في النوم، والآراء السقيمة، والهروب من الخدمة المفروضة عملاً بقاعدة التعاون لمصلحة المجموع.

ولقد تجد الى جنب هذا وذاك من لم يتغير من خلقه شيء، ولم ترتبك أعصابه ولم يختل توازنه مع شدة ذلك الدوّار وحدة الضربة. ثم كذلك هو لم يبخل بعلم ينفخ به طالبيه، وآداب يذيعها على هواة الأدب، وطُرف يروّح بها على النفوس المتألمة، ولكنه فيما عدا هذا من وقت تستولي عليه حال أشبه ما تكون بحال الغريب، رغم ما يبدو عليه من انصراف الى مطالعة أو درس، ذلك لأنه أبو صغار فقد صَباحة وجوههم، ولم يعد يسمع نغم أصواتهم، وقد فارقهم الى حرمان مؤلم، وفاقة شديدة. يهاجمهم المرض فلا من يرده عنهم، ويفتك بهم الجوع ولا من يدرأه عنهم، ويظمأون الى حنان أبيهم فتدركهم زفراتهم، ويرون صغاراً أمثالهم في يوم عيد بأثواب زاهية، ومظاهر الفرح تغمرهم فتعلج الحسرات بصدورهم، وتنحدر الدموع على خدودهم فيستنجدون بأم ضعيفة لا حول لها ولا قوة وقد علا وجهها شحوب، وأنهك وجهها هم وسهد فلا تجد لهم إلا كلمات الخائف المذعور تهدئ بها روعهم، وتخفف لوعتهم. وتمنيهم بقرب يوم يعود إليهم فيه الوالد العطوف، يحمل معه الخير والنعيم. 

استعرضت هذا يوم أنهيت استنساخ هذا الكشكول. وإذا أجد في نفسي حنيناً غريباً. ولا بد انه ليس الى تلك الجدران الشاهقة الكالحة التي تحجب عني كل بهجة. ولا الى تلك الحياة الرتيبة والزحام والضيق حين أبغي التمشي أو النوم [2]. كلا .... إذن لِمَ أدركني الحنين؟

حقاً لقد تعرفت الى وجوه غرسوا بقلبي حبهم بصورة لا تقوى أيام الفراق على محوها، لما لقيت عنهم من حب لي. ولما وجدته فيهم من سمو المشاعر الإنسانية بأوسع معانيها، وجلال العلم والمعرفة، وروائع الأدب، وتجارب الحياة. ومع ذلك فليس لهذا وحده أدركني الحنين. هنا تذكرت كلمة “ديكنز” ثم رحت أسائل نفسي. أترى المرء إذا ضاق به رحب الحياة. فوجد مجال لسانه قصيراً. ومورد عيشه شحيحاً. وسبل التفكير ضيقة مخيفة، وحتى خطواته ثقيلة محدودة، وعشراءه بالأمس يتهربون، ويشيحون بوجوههم عنه. ثم هو يدنو من الغرباء ويصغي لأحاديثهم، فإذا ما على شفاههم كذب ونفاق ودجل، يكشفون عنه عند الختام، بكلمات صريحة تدل على ما في نفوسهم من سخط على الحياة، وثورة على الإنسانية.

كيف اذن لا يسعى الى الموت أو يتمناه؟ هكذا انا وكل إنسان يفهم الحياة، وإنها ليست لقمة تملآ أجوفة سغباً، أو ثوباً يستر بدناً عارياً. هكذا انا وكل إنسان يفهم الحياة. انها ميدان لإبداع العقول وفكر يفتش عن الحقائق، ولسان يغني بمجد العقل والعبقرية. وقلم يدافع عن العدل والخير والسلام. فإذا ما أصبح العقل في محنة، والإنسانية في بلاء وشقاء، والفكر في حجر وتضييق، فالخير اذن أن أردد ما قال النبي يوسف عليه السلام. وهذا أقل درجات اليأس، وأبسط دلائل الهروب.

ولابد في الختام أن أشير الى أني لم أقصد في البدء ان أجعل مؤلفا ذا هدف وموضوع خاص. انما جمعته –كما أشرت الى ذلك في المقدمة- من أفواه السجناء، والمجلات والكتب والجرائد، شذرات وعقوداً، لهواً خيّرا الهُ به، وأقتل الوقت المسئم، وأروح عن نفسي حين تضيق بآلامها، وتضطرم فيها نار الشوق، ويجرفها تيار الحنين الى وادي الكآبة والتفكير الحزين.

ولكني وجدتها اليوم مجموعة طيبة، تآلفت فيها الأشواك والزهور، وتجاورت فيها ذكريات الفواجع، ووميض الآمال، واللآلئ والحصى، والماس والزجاج، ونهلات ادب روية، وغمسات علم دسمة، وكلمات نصح مضيئة، ونكات هزل مسلية، وعظات جد مهذبة. فعزمت على نسخه بعد أن ألقيت عليه نظرة تهذيب وتشذيب، وطرح لبعض ما لم أجد فيه فائدة. وأنا ذا اتركه لمن يتولى أمر ما أخلف من آثار عسى ان يعمل على إخراجه لخير الوجود. والسلام

علي الشبيبي

كربلاء /الاثنين 3/4/1967

الناشر: محمد علي الشبيبي

السويد 15-10-2022

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[1] - بعد اعتقال الوالد في 9 شباط 1963 تم سحب يده -أي استلام نصف الراتب الإسمي- لحين صدور قرار المحكمة. وبعد أن صدر قرار الحكم في 22/01/1964 تم فصله من الوظيفة وإحالته على التقاعد. ولكن العائلة لم تستلم التقاعد -مصدر عيشها الوحيد- إلا في تموز 1964. /الناشر محمد علي الشبيبي

[2] - كان في القلعة التي عشت فيها (96) سجينا، فلا تجد فاصلاً بين أنسان وآخر. وكُلف الجميع ان لا تزيد فرشهم على   40 سم. وعدد الغرف الكبيرة مثل هذه 4 أما الباقية فهي لا تتسع لأكثر من 4 لكن سكانها قد يصلوا الى 16 وعند التمشي لا بد من التصادم بالأكتاف. 

*************************

الصفحة التاسعة

إصابة ميسي قبل 15 يوما من كأس العالم

باريس ـ وكالات

أعلن نادي باريس سان جيرمان، امس السبت، وجود 4 إصابات بين صفوفه، أبرزهم النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي.

وأشار “بي إس جي” في بيان عبر موقعه الرسمي، إلى أن ميسي لن يكون لائقًا لمباراة لوريان، اليوم الأحد؛ بسبب التهاب في وتر أكيليس.

وأوضح البيان، أن “ميسي سينفذ برنامجًا علاجيًا كإجراء احترازي، ليكون لائقًا للمشاركة في التدريبات الجماعية، الأسبوع المقبل”.

وفضَّل الجهاز الفني للنادي الباريسي، إراحة ميسي تفاديا لتفاقم الآلام، ما يهدد مشاركته في كأس العالم، التي تنطلق بعد 15 يومًا في قطر.

--------

المنتخب الوطني يطير إلى اسبانيا بعد ختام معسكره في بغداد

بغداد ـ طريق الشعب

تغلبَ المُنتخبُ الوطنيّ على فريقِ الكهرباء بهدفين من دون مقابلٍ في المُباراةِ الوديّةِ التي احتضنها ملعبُ الشعب الدوليّ، وتناوبَ على إحرازِ هدفي المباراة حسين جبار (12)، وأيمن حسين (27).

وقال الاتحاد العراقي للكرة في بيان إنه “وقبل انطلاقِ المُباراةِ كانت هناك محاضرةٌ من قبل المدربِ راضي شنيشل الذي أبدَى تفاؤله بتواجدِ الطاقمِ الإسبانيّ، وبفكرهم التدريبيّ العالي”، ناصحاً اللاعبين بـ”ضرورةِ التركيزِ في المرحلةِ المُقبلة”، مُتمنياً أن “يعكس اللاعبُ العراقيّ في المُواجهاتِ صورةً طبيةً عن مُستواه الفنيّ”.

وأوضحَ شنيشل: إن “الجلسةَ التي عقدت مع الجهازِ الفنيّ الإسبانيّ كانت مُثمرةً، وإن الحديثَ معهم كان ذا قيمةٍ فنيةٍ عاليةٍ”، مُبدياً “تعاونه المفتوح أمامهم بالطريقةِ التي تعكسُ صورةً ناصعةً عن المُدربِ العراقيّ، وتعاونه من أجل خدمةِ كرتنا”.

على صعيدٍ مُتصلٍ، ووفق بيان الاتحاد، يخوضُ المُنتخبُ الوطنيّ، “اليوم الأحد في الساعةِ الحادية عشرة صباحاً في ملعبِ الشعب، آخرَ وحداته التدريبيّة قبل التوجهِ إلى إسبانيا فجر الاثنين، وستكون التدريباتُ مفتوحةً أمام وسائِل الإعلامِ كافة”.

وفي وقت سابق،  عقدَ رئيسُ الاتحاد العراقيّ لكرةِ القدم عدنان درجال،  اجتماعاً موسعاً مع الملاكِ التدريبيّ الإسبانيّ.

وذكر بيان لاتحاد الكرة أن “درجال التقى الملاك التدريبي الاسباني الذي من المؤمل أن توكلَ إليه مهام عمله مع المنتخبِ الوطنيّ”.

وأضاف أن “الاجتماعِ حضره كل من خيسوس كاساس (مدرباً)، أليخاندرو فاريلا لوبيز (المدرب المساعد الأول)، سلفادور روميرو (مدرباً مساعداً ثالثًا)، خافيير سانشيز (مدرباً للياقة) وياغو راما لوبيز (وكيل أعمال المدرب) فضلاً عن عضو الاتحاد غانم عريبي والأمين العام للاتحاد محمد فرحان”.

وكان الملاك التدريبي الإسبانيّ وصلَ إلى العاصمةِ بغداد، فجر السبت، للتباحُثِ حول قيادته للمُنتخبِ الوطنيّ في المدةِ المُقبلة.

وسيلتحقُ باقي أعضاء الجهاز الفنيّ الإسباني مع المنتخبِ الوطنيّ في إسبانيا، والمكون من بابلو غراندز (المدرب المُساعد الثاني ومحلل الأداء) وميغيل أنخيل غونزاليس (مدرب الحراس).

---------

كيريوس ونوري مجبران على خوض مباراة استثنائية في المكسيك

مكسيكو ـ وكالات

سيلعب الأسترالي نيك كيريوس، المصنف الـ22 عالميا بين لاعبي التنس المحترفين، والبريطاني كاميرون نوري، المصنف الـ13، الأربعاء المقبل في العاصمة المكسيكية مباراة استعراضية، سيكونان مجبرين خلالها على تقديم أفضل أداء لهما، بعدما وقعا عقدا ينص على ذلك.

وقال أحد منظمي البطولة، إدواردو رودريغيز، إن “المباريات الاستعراضية توحي بأن اللاعبين سيقومون بتسلية الجمهور، لكنهم لن يسعوا جاهدين لتقديم أفضل ما لديهم”.

وتابع “في حالتنا هذه، وقع اللاعبون (عقودا) لتقديم مباريات تنافسية، مع وجود جائزة مالية سيتم الكشف عنها في يوم الحدث.. إنهم آتون من أجل الفوز”.

وسيتواجه كيريوس ونوري على ملعب أرينا في مكسيكو سيتي، الذي يستضيف المباريات التي يلعبها دوري كرة السلة الأمريكي للمحترفين، في العاصمة المكسيكية.

وانضم نوري في اللحظات الأخيرة إلى الحدث الرياضي، الذي يحمل اسم “تنس شوداون مكسيكو”، بديلا عن الفرنسي جايل مونفيس، الذي يعود غيابه إلى الإصابة.

وتعد هذه واحدة من التغييرات التي اضطر المنظمون إلى إجرائها، نظرا لأن المنافسة كان من المقرر أن تقام في أيلول 2021، بمواجهة بين النمساوي دومينيك تيم والروسي أندري روبليف.

لكن تيم تعرض لمتاعب بدنية دفعته إلى إلغاء مشاركته، وتقرر حينها أن يحل محله الروسي دانييل ميدفيديف.

وكان من المزمع أن تقام مواجهة ميدفيديف-روبليف، في آذار الماضي، إلا أن الغزو الروسي لأوكرانيا أجبر منظمي الحدث على إرجاء هذه المباراة بين اللاعبين الروس إلى 2023، والتعاقد في اللحظات الأخيرة مع كيريوس ونوري.

وستبدأ منافسات يوم الأربعاء المقبل بمباراة زوجي، يخوضها الكولومبيان خوان سيباستيان فرح وروبرتو كابال، أمام المكسيكيين سانتياغو غونزاليز ومانويل سانشيز.

--------

الدوري يوقف معسكر منتخب السلة العراقي

متابعة ـ طريق الشعب

أعلن الجهاز الفني للمنتخب العراقي لكرة السلة، أن تجمع بغداد الأول سيتوقف يوم 7 تشرين الثاني الجاري.

ويستعد منتخب أسود الرافدين، خلال معسكر الفريق الوطني، للمشاركة في تصفيات كأس آسيا المزمع انطلاقها في شباط المقبل في قطر.

وقال محمد النجار، المدير الفني للمنتخب العراقي: “ستتم إعادة لاعبي المنتخب العراقي إلى أنديتهم مجددًا، استعدادًا لمباريات الدوري الممتاز”.

وأضاف النجار، في تصريح صحفي امس السبت: “لعبنا مع غاز الشمال والحشد الشعبي مباريات تجريبية ذات طابع تنافسي، وظهر المنتخب الوطني بصورة جيدة، واستفدنا كثيرًا من هذه الوديات”.

واختتم النجار تصريحاته: “ستكون هنالك تجمعات مماثلة في فترات توقف مباريات الدوري الممتاز، قبل الدخول بالمعسكرات الخارجية”.

ومن المقرر أن تنطلق غد الإثنين، منافسات الدوري الممتاز بعد توقف استمر 8 أيام.. إذ يلتقي الكهرباء مع الشرطة في صالة الشعب ببغداد، تليها مواجهة النفط ودجلة الجامعة.

وتقام يوم 8 تشرين الثاني الجاري، مباراتي الكرخ والقوة الجوية، والحشد الشعبي والدفاع الجوي، وتستكمل المباريات الأربعاء المقبل عندما يلتقي التضامن النجفي مع دجلة الجامعة.

ويتصدر الشرطة ترتيب الدوري الممتاز بعد نجاحه بتحقيق 7 انتصارات متتالية.

---------

منتخب جودو المكفوفين يشارك في بطولة العالم

متابعة ـ طريق الشعب

يشارك منتخبنا الوطني لجودو المكفوفين في بطولة العالم التي مـن المقرر أن تنطلق اليوم الأحد في العاصمة الاذربيجانية باكو، وتستمر لأربعة أيام، وتعد مؤهلة لبارالمبياد باريس 2024. وقال مدير المكتب الإعلامي في اللجنة البارالمبية هشام السلمان: إن “الوفد الذي غادر تألف من محمود شاكر رئيساً وعماد صلاح الدين إدارياً وحيدر اسماعيل مترجماً وعلي عبد الخالق مدرباً فضلاً عن أربعة لاعبين هم كل من طه رعد ومرتضى ابراهيم وقصي سعدي ومنتظر مهدي “.

وأضاف ان “البعثة كانت قد دخلت معسكراً تدريبياً داخلياً في مدينة أربيل شهر نيسان الماضي بعدها أقامت تجمعاً ثانياً في مدينة مشهد الإيرانية وتخلله خوض العديد من اللقاءات الودية والتي اسهمت كثيراً في رفع جاهزية اللاعبين من الناحيتين الفنية والبدنية”. وكان منتخب الجودو قد أحرز وسامين نحاسيين في بطولة كراند بريكس (الجائزة الكبرى) التي جرت في العاصمة الكازاخستانية نور سلطان خلال شهر آيار الماضي.

-----------

وقفة رياضية.. ظاهرة إقالة واستقالة مدربي الدوري

منعم جابر

ما ان تبدأ منافسات الدوري الكروي الممتاز بكرة القدم، وتظهر النتائج السلبية للفرق وتتوالى الخسارات، حتى نجد الكثير من فرق الدوري تتخلى عن مدربيها، وهذا الامر يبدأ مع أولى المنافسات وخاصة بعد الخسارة الثانية للفريق، من دون فسح المجال للمدربين للافصاح عن قابلياتهم التدريبية وإمكانياتهم الفنية.

إنها ظاهرة هذا الموسم وكل المواسم السابقة، حيث تبدأ ـ بالعادة ـ أولا مع الفرق الجماهيرية التي لا تتحمل جماهيرها الخسارات المتتالية، لكننا نجد اليوم ان هذه الظاهرة انتقلت الى فرق المحافظات التي أصيبت بهذه العدوى؛ حيث تكون جماهيرها بحالة غضب دائم على لاعبيها ومدربيها واداراتها ايضاً.

لقد ظهرت بعض فرق المحافظات بمستوى هزيل ومتواضع ونتائج سلبية، وهنا تحمل مدربوها الحمل الثقيل والمسؤولية الأكبر؛ حيث وجدنا فرق اندية زاخو واربيل والديوانية قد أقالت مدربيها وهم حسب التسلسل حمزة هادي والسوري نزار محروس وأخيرا وليس آخراً سامر سعيد (والحبل ع الجرار)، وقد تظهر أسماء أخرى بعد أيام وتغادر الميدان بسبب النتائج السلبية أو لأسباب أخرى.

هنا يحق لنا ان نتساءل: من اختار هؤلاء المدربين لتدريب فرقكم في مباريات الدوري؟ هل تم الاختيار بقناعة ومعرفة فنية؟ ام أنكم أصدقاء وأحباب لهذا المدرب؟ ألم تتعرفوا إلى السير الذاتية والتدريبية والفنية والخبرة الميدانية وتاريخ عملهم مع الأندية؟

الامر الآخر الذي نود التعرف إليه هو، من المدرب الذي اختار لاعبيكم للمنافسة في الدوري الممتاز؟ ومن يتحمل مسؤولية النتائج السلبية (المدرب السابق (المقال) ام المدرب الجديد وغير المسؤول عن الاعداد والتحضير للمنافسات؟

ان هذه السياسات المرتبكة والخاطئة ستؤدي الى أخطاء متراكمة وفشل ذريع يكون ضحيته ناديكم وجماهيركم. بينما الواجب يتطلب منكم الهدوء والتروّي في اتخاذ قرارات حاسمة كهذه.

ان الواجب في اختيار المدربين لفرق الدوري الممتاز هو تشكيل لجنة من المتخصصين بكرة القدم وهي التي تعطيكم ملاحظاتها وافكارها حول هذا المدرب او ذاك، ومواصفات كل واحد منهم وإمكانيته الفنية واختيار الأفضل الذي فيه مصلحة فريقكم وناديكم، وان تمنحوه فترة زمنية لا تقل عن سنتين او ثلاث للكشف عن قدراته التدريبية، وهذا ما تعمل عليه كل الفرق الكبيرة في عالم كرة القدم. اما ان تأتوا بمدرب وتقيلوه بعد شهر او شهرين، فهذا خطأ كبير يخلق مشاكل إضافية جديدة، ويؤدي، حتما، الى ضعف الاستقرار التدريبي الذي يشكل اكبر أخطاء كرة القدم.

----------

ديدييه ديشامب.. صائد الألقاب أمام مفترق طرق

باريس ـ وكالات

سيحاول مدرّب منتخب فرنسا، ديدييه ديشامب، ترصيع سجله الذهبي - وهو الأفضل في تاريخ كرة القدم الفرنسية - في مونديال قطر 2022.

وكان ديشامب قائدا لمنتخب فرنسا، عندما توّجت بباكورة ألقابها العالمية في مونديال 1998، كما كان مدربا للديوك حينما أحرزوا لقبهم الثاني بعد 20 عامًا في روسيا، وبالتالي سيبقى تاريخ المنتخب ملتصقا به.

لكن رغم ذلك، سيتم البحث في مستقبل ديشامب على رأس الجهاز الفني، بعد نهاية كأس العالم 2022، علما بأنه استلم مهامه عام 2012 خلفا للوران بلان، وهو المدرب الأكثر بقاءً في منصبه في تاريخ منتخب الديوك.

ويقول ديشامب (54 عاما): “عندما بدأت مهمة التدريب، قلت لزوجتي إنني سأتوقف في عمر الأربعين.. لكن انظروا اليوم، ما زلت هنا!”.

وأضاف “إذا كان بمقدوري أن أعيش 10 سنوات إضافية في هذه المهنة، سيكون الأمر مثاليا، لأنه المستوى الأعلى، وهو ما أحب”.

كل ما يحبّه ديشامب هو “الامتياز”، بفضل جيل فرنسي استثنائي في متناوله، وإيقاع أقل سرعة من تدريب أحد الأندية، حيث أقرّ بأن السنوات الثلاث التي أمضاها مدربا لمارسيليا “أنهكته كثيرا”، وذلك بين عامي 2009 و2012.

ويقول مدرب الديوك “لا أحد يستطيع تعكير صفائي” معتمدا على خبرته في المحافظة على الثقة ومراجعة الذات.

ومن جانبه، يقول قلب دفاع منتخب فرنسا ومانشستر يونايتد، رافايل فاران، عن مدربه: “الميزة التي يتمتع بها وتساعده على الاستمرار هي عدم التراخي، أن يكون دقيقا ومنتبها لكل التفاصيل.. ما يغيظه هو التراخي”.

وأشرك ديشامب، الذي يُعتبر مدربا محافظا، بعد التتويج بمونديال روسيا 29 لاعبا جديدا في صفوف المنتخب، كما أنه تخطى اختلالا دفاعيا عام 2021 ليتوج بطلا لدوري الأمم الأوروبية.

ولا ينسى ديشامب أنه بنى نجاحه على صلابة دفاعية ثابتة، وثقافة النتائج التي أصبحت أسطورية.

فلاعب الوسط السابق، فاز بكل شيء على أرض الملعب، وفي أغلب الأحيان كان يحمل شارة القائد، واللائحة طويلة: دوري أبطال أوروبا الوحيد لنادٍ فرنسي مع مارسيليا عام 1993، وآخر مماثل مع يوفنتوس الإيطالي عام 1996، وبطل العالم (1998) وأوروبا (2000) مع منتخب بلاده.

وكمدرب، قاد ديشامب موناكو إلى نهائي دوري الأبطال 2004 مخالفا التوقعات، قبل الخسارة أمام بورتو البرتغالي 0-3.

كما قاد مارسيليا إلى لقب بطل فرنسا 2010، وكأس الرابطة الفرنسية ثلاث مرات تواليا، وذلك بعد 17 عامًا للفريق الجنوبي دون أي لقب.

ويقول مساعده جي سيتفان عنه “يمكن أن يكون صعبا ومتطلبا، لكنه عرف من خلال إدارته، من خلال تبادله الاحاديث مع اللاعبين، كيف يجعل المتعة تدوم.. إنه أمر فريد من نوعه في فرنسا”.

وأضاف “الصعوبة الكبيرة في المستوى الأعلى هي البقاء في القمة، وهو يظل في القمة.. لماذا؟ لأنه متطلب مع اللاعبين، مع نفسه، مع جهازه الفني، ولأنه يفوز”.

***************************

الصفحة العاشرة

في ذكرى ثورة أكتوبر.. اليسار والحرية.. تاريخ مرصع بالفخر

د. إبراهيم إسماعيل

مشاعر ملتبسة كانت تجتاحني، كلما تعرضت لتساؤل البعض، عما إذا كانت قناعة المرء بالشيوعية لا تتأثر بما حدث من تجاوزات خطيرة على الحريات في بعض دول أوربا الشرقية. غير أن تلك المشاعر لم تلبث أن تبددت، بعد أن منحتني، قراءات مكثفة وحوارات جادة، عن الجوهر الديمقراطي للماركسية، ما يطمئن القلب وينعش الروح.

علاقة الماركسية بالحرية

وقبل الحديث عن هذا الجوهر، يبدو مهما التطرق الى الإتجاهات الرئيسية الثلاثة لفهم الحرية، حيث يرى الأول منها أن الحرية هي تحرير الذات بناءً على القوة الداخلية للنفس دون أي تأثر بالظروف الخارجية، ولهذا فالحرية مطلقة وعليها تُبنى المسؤولية. أما الرأي الثاني فيرى الإنسان مسيرا وغير مخير، وأن العوامل الخارجية هي التي تحدد حريته وتتحكم بإرادته. ويعود للفيلسوف الأسباني سبينوزا الفضل في الكشف عن الإتجاه الثالث الذي يعتقد بأن الحرية هي الضرورة حين تصبح وعياً. فما دامت الحرية، التي هي نزوع إنساني محض، تواجه تأثيرات قوى مستقلة عن وعي الإنسان (سُميت بالضرورة)، فإنها تخضع بشكل ما لتأثيرات هذه القوى. وقد رأى هيغل بأن هناك وحدة جدلية بين الحرية والضرورة، حيث تأتي حرية الإنسان وإرادته من الأخيرة.

وإختلف ماركس مع هذا الأمر، في ما بعد، معتبرا الحرية إدراكا للضرورة، وليست إشتقاقا منها، حين قال أن حرية الإنسان تكمن في قدرته على إستيعاب الضرورة، أي إستيعاب مجموعة القوانين الطبيعة والإجتماعية التي تعمل بشكل موضوعي، ومن ثم قيامه بتوظيفها. وبما إن الوعي الإجتماعي هو نتاج للوجود الإجتماعي، حسب ماركس، فإن وعي الضرورة (الحرية) ينمو مع إكتشاف الإنسان للظواهر المميزة في الطبيعة والمجتمع، ثم ما يلبث هذا الوعي أن  يُنفى ويستبدل بأشكال جديدة، تُنفى وتستبدل وهكذا، حتى تقام مملكة الحرية، المجتمع الشيوعي.

من هنا تكون العلاقة بين الديمقراطية والحرية علاقة وحدة وصراع بين الشكل والمضمون، حيث تنمو الحرية وتزدهر في إطارها التاريخي المحدد، الذي هو شكل الديمقراطية السائد، حتى يصبح هذا الشكل قيدا يحد من الحرية، فتبرز الحاجة للنضال من أجل إستبدال هذا الشكل بشكل جديد، وعندما ينجح هذا النضال، يتحقق للناس مستوى أرقى لحريتهم.

وكان ماركس أول من فضح تخلف الشكل الديمقراطي البرجوازي للحرية وتحوله الى عائق يحد من تطورها، حين كشف عن الإغتراب في المجتمع الرأسمالي وفسره، مشيرا الى أن العلاقات الرأسمالية المقامة على الملكية الخاصة، تفقد الإنسان سيطرته على عمله، سواء في اختيار العمل او في تنفيذه او في إمتلاك نتاجه او في التمتع بجوهره الانساني، وبالتالي تفقده القدرة على التفكير او على تقرير المصير وعلى توظيف الضرورة لصالحه، أي تفقده حريته، فيغترب عن المجتمع.

ولهذا دعا ماركس الى ديمقراطية أرقى، ليتواصل تطور الحرية، ديمقراطية تقوم على تحرير المجتمع من أشكال الاستغلال الطبقي وتنمية طاقات الفرد وقدراته الذاتية الخلاقة خارج ميدان العمل الاقتصادي، ديمقراطية تنهي العبودية الجديدة التي خلقها الإعتماد على السوق، مؤكداً على أن الطبقة العاملة لوحدها، المؤهلة تاريخياً، لا لتحرير نفسها فحسب، بل والمجتمع كله من هذه العبودية.

 الديمقراطية الإشتراكية واقع أم خرافة

وإنسجاما مع معنى الحرية الذي أشرت اليه، سيكون المجتمع الاشتراكي اكثر حرية من النظلم الرأسمالي، واشكال الحرية فيه أكثر تطوراً عما هو موجود في الرأسمالية، لأن أشكال الحرية في الإشتراكية تنفي الاشكال السائدة في الرأسمالية نفيا ديالكتيكياً، بمعنى إضافة تغييرات كمية تخلق تغييراً نوعيأ. ومن أبرز هذه الإضافات اعطاء الديمقراطية بعدا اجتماعيا وتحرير البشر تدريجيا من الخوف والغاء مبدأ التمثيل السياسي وإستبداله بالتشاركية العمالية.

ورأى ماركس وانجلز أن الكفاح من اجل الحقوق الديمقراطية هو جزء من الصراع الطبقي، ومع تطوره تسعى البرجوازية، للتخلص من عبء الديمقراطية، فيما يتمسك الناس بقيادة الطبقة العاملة بها، ويسعون لبناء بديل ديمقراطي أسماه ماركس “حركة الغالبية العظمى لصالح الغالبية العظمى”. وهكذا فكر البلاشفة تماماً في البداية، فأبدعوا في تطوير المجالس الشعبية، السوفيتات، كبديل ديمقراطي عن البرلمان، ومنحوها جميع السلطات، وأمّنوا الحقوق المدنية وألغوا عقوبة الإعدام وإحترموا حرية التعبير والنشر والتنظيم.

وكان لعدم إستمرار هذا النهج البلشفي، أسباب ذاتية وموضوعية، لاعلاقة لها بالفكر الماركسي، وإنما حدثت جراء تفضيل مهمة صيانة النظام الجديد على الشكل الديمقراطي الإشتراكي للحرية. فبعد المشاكل التي نتجت عن التخلف المهني والتقني والعددي الذي كانت تعاني منه البروليتاريا الروسية، والفشل في تنفيذ الخطط الصناعية والزراعية، وعدم تحصين النظام ضد البيروقراطية، ووقوع الحرب الأهلية والعدوان الخارجي، جرى فرض قيود على الديمقراطية والحريات العمالية وسُلب قرار البروليتاريا الحر وتم الحكم بإسمها، وهو ما تحول الى مأساة في الفترة الستالينية، وضعت له تعليلات فكرية غريبة عن جوهر الماركسية.

هل في تاريخ اليسار ما يعيب؟

لليسار تاريخ طويل ومشرف، لا يخجل منه سوى أولئك الذين يفتقدون للمعارف الكافية عن الإشتراكية، أو الذين سرى الوهن في مفاصلهم فانتقلوا الى ضفة الخصوم أو كانت موائد الآخرين أدسم لهم. فالزعيق الذي يعلو كل يوم في الغرب وهو يقرن الشيوعية بالإستبداد وإرتكاب المجازر، لا يبدو مقنعا حتى لأصحابه، لأن الفكر الماركسي ببساطة، دعوة الى إستبدال المجتمع البورجوازي بطبقاته وصراعاته، بمجتمع أخر يكون فيه التطور الحر لكل فرد، شرطا أساسيا للتنمية الحرة للجميع. كما يدعو الفكر الماركسي بوضوح الى التحول الديمقراطي السلمي نحو الإشتراكية، وبناء مجتمع يقدم كل فرد فيه حسب قدرته ويأخذ حسب حاجته. فهل في هذا إستبداد وقتل، وهل يصدق نفسه، من يصف فكرة تدعو الى مجتمع خال من الطبقات المتصارعة، مجتمع تتحقق فيه جميع حقوق الإنسان لجميع الناس، بالفكرة الإستبدادية القاتلة؟!

وإذا أقررنا بحدوث شيء من التهاون في مواجهة بعض التجاوزات على حقوق الإنسان، وبشكل مناف بالمطلق مع الفكرة الماركسية عن الحرية، فقد كان لهذا القصور ما يبرره، حيث لم يكن المرء مخيّرا في الصراع، بين دول تدعم التقدم والسلام وبين الرأسمالية المتوحشة وحروبها ونهبها للشعوب، وحيث بدا التضامن مع دولة الفقراء في صراعها مع قوى الشر، أسبق على ضمان جميع حقوق الإنسان، لاسيما في ظل توفر عدد لايستهان به من هذه الحقوق، كالحق في الحياة والسكن والتعليم والصحة والأمن الغذائي، وحيث كان الاتحاد السوفيتي، الأسبق تاريخيا في تحقيق دولة الرفاه وضمان حقوق النساء عن الدول الرأسمالية.

رمتني بدائها وانسلت

ويبدو غريباً حقاً أن يتهم البعض، الشيوعيين بموالاة دول افتقدت لبعض حقوق الإنسان، فيما يقضون اعمارهم وهم يتغنون بمديح أمريكا، التي كانت (ألم تزل كذلك؟) حتى وقت قصير تفصل حتى في باصات النقل بين البيض والسود وتطبق قوانين أقسى مما طبقه النازيون ضد المستضعفين؟ أو يتغنون بالديمقراطية الفرنسية التي قتلت في يوم واحد من عام 1945 عشرات الالاف من الجزائرين، أو يرون في لندن قبلتهم، فيما يشمئز حتى التاريخ نفسه من جرائم بريطانيا في مستعمراتها. ويبقى من سخرية القدر أن تتشدق البرجوازية البلجيكية بحقوق الإنسان، فيما لازالت بقايا أقفاص الحديقة، التي كانت تعرض فيها الأطفال السود، كما في حدائق الحيوان، شاخصة حتى الآن.

أن التغييرات التاريخية الكبرى لا تقاس فقط بأخطائها، بل بإنجازاتها. فرغم عدم وجود علاقة لستالين بالشيوعية، باعتقادي، لكني سأجافي الحقيقة إذا ما أنكرت دوره في تحرير البشرية من النازية. لقد كتب عدد من مالكي العبيد، إعلان استقلال أمريكا، وهم من ضمنوه الشعار القائل بأن «جميع الرجال خلقوا متساوين»، وهو الشعار الذي كان له تأثير تاريخي لايمكن تجاهله.

ولهذا ستبقى الإشتراكية حلماً حقيقياً ونبيلاً للبشرية، ويبقى حاضر وماضي اليسار مشرقا وبهيّا، فيما تواصل  الرأسمالية إستغلال البشر، حيث يملك 1 في المائة منهم 144 مرة أكثر من نصف سكان هذه الأرض، وهو النصف الأكثر تضررا من الأزمة الرأسمالية المتكررة ومن التغيير المناخي، من تجويع الناس وتخريب كوكبهم.

--------

في ذكرى ثورة اكتوبر1917

ماجد الياسري

هناك تشخيص عام من ان ثورة أكتوبر الروسية في 1917 كانت احد اهم احداث القرن العشرين لما تركته من متغيرات  جذرية عالميا  وصل صداها الاشتراكي الى جميع انحاء المعمورة ومنها العراق والمنطقة العربية وحفزت تكوين تنظيمات شيوعية ويسارية قادت النضال الوطني من اجل التحرر والخلاص من الاستعمار الغربي المهيمن على معظم بلدان العالم خاصة في اسيا وافريقيا وامريكا اللاتينية  وضد الطغم البرجوازية الحاكمة المتحالفة مع قوى الاستعمار الدولي.

ومن الجانب الجيوسياسي العالمي وبعد قيام الاتحاد السوفيتي تكونت ديناميكية بنيوية جديدة حددت الاتجاهات الرئيسية لتطور العالم في القرن الماضي المتمثل في تكون القطبين الاشتراكي والرأسمالي. ولأول مرة حظيت الشعوب خاصة الهادفة الى الانعتاق من نير الاستعمار الامبريالي بدعم سياسي ومساعدات اقتصادية من اجل بناء عالم لا مكان فيه لاستغلال الشعوب ويسوده السلام و ينهي مخاطر الحرب النووية وحيث يقف العالم اليوم على شفا الهاوية منها.

وقد حظيت الثورة باهتمام متميز من اصدقائها واعدائها ازداد مع اشتعال الحرب الباردة منذ خمسينيات القرن الماضي خاصة في الدروس التي يمكن استخلاصها كونها اول ثورة اشتراكية انهت سلطة اوتوقراطية حاكمة من منظور التكتيكات والاستراتيجيات التي استخدمها البلاشفة (الجناح الأكثر جذرية في الحزب الاشتراكي الديمقراطي الروسي والذي قادة الثوري الروسي الشهير لينين وكان الجناح اليميني في ذات الحزب يسمى المنشفيك) منذ نهاية الحرب العالمية  الأولى ولغاية انتصارها في أكتوبر 1917 حيث دشنت بداية مرحلة انتقالية صوب الاشتراكية. وحظي أيضا وباهتمام اكبر تقييم مسيرة الاتحاد السوفيتي والأسباب الموضوعية والذاتية التي أدت الى انهيار الاتحاد السوفيتي وزوال نموذج «الاشتراكية القائمة» في بداية 1991.

 وقد ناقش واقر المؤتمر الثامن للحزب الشيوعي العراقي (2007) وثيقة تقييمية هامة تثير ملاحظات واستنتاجات نقدية بعنوان «خيارنا الاشتراكي: دروس من بعض التجارب الاشتراكية» تعتبر مدخلا جيدا لمواصلة الجدل النقدي لهذه التجربة الهامة في التاريخ السياسي العالمي الحديث.

ولم تأت ثورة أكتوبر كحادث عرضي بل جاءت نتيجة الظروف الموضوعية التي  تبلورت داخل المجتمع الروسي في المدن والارياف وجعلت من روسيا اضعف حلقة ومهيئة للثورة بانتظار نضوج العامل الذاتي نتيجة المآسي البشرية الهائلة التي خلفتها الحرب من نقص في الغذاء وانعدام مستلزمات الحياة للملايين من الروس. فشهدت المدن إضرابات واعتصامات واسعة تصدت لها الأجهزة القمعية للنظام القيصري الروسي بوحشية كما حدث على سبيل المثال في 1905.

ومن الانتقادات التي وجهت الى الثورة الروسية انها شكلت خرقا لقوانين التطور الاجتماعي في محاولة  فرض بناء الاشتراكية بدون المرور بالمرحلة الرأسمالية حسب الصورة الخماسية الأوروبية لأنماط الإنتاج  كون روسيا القيصرية في بدايات القرن العشرين نظاما اقطاعيا مستبدا يعتمد على نظام القنانة في الريف  مع ظهور قطاعات صناعية محدودة في المدن الكبيرة تكونت فيها طبقة عمالية نشطة، لان الرأسمالية تحقق نضجا في القاعدة المعتمدة على تطور القطاع الصناعي وتؤدي الى تكامل البنية الطبقية للمجتمع الذي يهيئ للقاعدة المادية للمجتمع الاشتراكي.

وقد ظهر هذا النقد حتى قبل ثورة أكتوبر، فمثلا في بداية القرن التاسع كانت مطاليب الاحزاب الليبرالية والاشتراكية الديمقراطية في روسيا القيصرية تتلخص بضرورة عدم إعاقة التطور الاقتصادي الاجتماعي نحو الرأسمالية ووقفت ضد مشروع التيار البلشفي داخل  الحزب الديمقراطي الاشتراكي الروسي لإصراره  على مواصلة الثورة حتى اسقاط النظام القيصري.

وبعد انتفاضة 1905 في روسيا والتي قمعت بقسوة من قبل حكومة القيصر بأطلاق النار على المتظاهرين وتصاعد الضغط الشعبي تم تعيين بيوتر ستوليبين (1862-1911) كرئيس للوزراء و الذي قام باجراء إصلاحات في الريف لتعزيز العلاقات الرأسمالية فيها عبر انشاء طبقة من الملاكيين الصغار ولكن على الرغم من الدعم الحكومي لم يستجيب لها الا  10 في المائة من مجموع الفلاحين، وانتهت هذه المحاولة الإصلاحية عقب اغتيال ستوليبين.

وقد اعتمد البلاشفة في رسم التكتيكات على الظروف الملموسة لتطور الوضع الثوري في روسيا، وأيضا من القناعة بعدم وجود وصفة جاهزة لقيام الثورة بسبب تنوع وغنى البنية الطبقية للمجتمعات. ومن هنا فان ذلك النقد هو نتاج  تحليل يفتقر الى القراءة المعمقة لتطور التكتيك والاستراتيجيات التي اتبعها البلاشفة. فمثلا كان موقف حزب العمال الاشتراكي الديمقراطي الروسي بشأن البنية الطبقية في روسيا كونها تختلف عما في البلدان الاوروبية المتقدمة صناعيا مثل بريطانيا والمانيا وان من الخطأ استنساخ تجارب الشعوب الأخرى حرفيا بل الاستفادة منها لرسم وتنفيذ متطلبات تحقيق الثورة مع التأكيد على ان المرحلة الانتقالية ستكون ذات طابع برجوازي ديمقراطي. كما جرى التصدي فكريا أيضا لما طرح من قبل بعض قادة البلاشفة مثل تروتسكي (1879-1940) الذي قاد تيارا يدعو لانتظار نضج الظرف الموضوعي لحين انتصار الاشتراكية اوروبا، وكان ذلك في مواجهة ما دعا اليه فلاديمير اليتش اليانوف المعروف باسم  لينين (1870-1924)   وقدم موضوعة» الاشتراكية في بلد واحد تأكيدا على خصوصية الظروف  الاجتماعية في روسيا القيصرية.

هذه الخصوصية في الوضع الروسي جاءت على أساس دراسة الواقع السياسي والاقتصادي بعد 1905 وحالة الاصطفافات الطبقية العميقة بعد شباط 1917  وبالنشاط المتصاعد للطبقة العاملة في المدن وتحالفها مع الفلاحيين والجنود وفشل أحزاب البرجوازية اليمينية في طرح بدائل حقيقية لأنهاء معاناة الشعب الروسي والذي اعطى أهمية لضرورة مواصلة الثورة وعدم الانتظار لنضج العلاقات الرأسمالية كما رأى بعض الماركسيين مثل كارل كاوتسكي (1854-1938) أو بليخانوف (1856-1928)  الامر الذي دعا البلاشفة الى خوض نضال فكري ضد الاحزاب الاشتراكية الديمقراطية الأوروبية التي خانت قضية الثورة بدعمها القرارات العسكرية لحكوماتهم بدلا من تحويل الحرب الى ثورات وانتفاضات وحرب اهلية مسلحة ضد النظم البورجوازية. ومن التجارب الرائدة في الثورة هو تشكل المجالس العمالية التي انضمت اليها لجان الجنود الثورية في المدن الروسية وعرفت بالسوفيتات، وأصبحت تقود الإدارات المحلية بعد تنازل القيصر عن العرش وتشكل حكومة مؤقتة بقيادة حزب الكاديت اليميني الدستوري السلطة والتي سرعان ما سقطت بسبب عجزها عن تحقيق المطاليب الشعبية واعقبتها حكومة ائتلافية شارك فيها البلاشفة الى جانب احزاب اخرى. وبدأ التحضير للقيام بالثورة باستخدام كافة أساليب النضال بسبب تعمق الازمات الاقتصادية وعزلة الحكومة المؤقتة وغياب هيبة ودور للدولة وانعدام الامن ونشأت ازدواجية في السلطة بسبب تعاظم دور السوفيتات. وتضمن كتاب «موضوعات نيسان» الذي كتبه لينين (4 نيسان 1917) برنامجا للثورة القادمة واثار جدلا حتى تحول الى سياسة رسمية بعد مصادقة كونفرنس الحزب عليها والذي عقد في 7 أيار 1917، وبعد حصول البلاشفة على الأغلبية في السوفيتات ورفع شعار»كل السلطة للسوفييتات» وتبني خيار الانتفاضة المسلحة لاستلام السلطة  بعد قيام الحكومة بأطلاق النار على تظاهرة سلمية للعمال والجنود في مدينة بتروغراد والشروع بحملة اعتقالات واسعة للبلاشفة اعقبها قيام أحد جنرالات الجيش بمحاولة انقلاب مستغلا ضعف وعجز الدولة والتي فتحت الطريق امام البلاشفة للشروع بثورة أكتوبر التي حسمت خلال أيام ولم يسقط خلالها أكثر من 200 قتيل.

من هذا التسلسل يبدوا واضحا ان الثورة جاءت نتيجة تراكم عوامل اقتصادية اجتماعية ونشاطات ثورية وليس مجرد عمل انقلابي فوقي قامت به نخبة مغامرة من الثوريين. ومن الملاحظ ان  القائد الماركسي الإيطالي أنتونيو غرامشي (1891-19737) اعتبر أكتوبر نقضا للنمطية في التمرحل التاريخي مؤكدا  على دور الوعي والنضج السياسي للجماهير الروسية عندما تخطتها عند توفر العوامل الموضوعية والذاتية لان العملية الثورية تسير في طرق في غاية التعقيد في كل بلد حسب ظروفه.

****************************

الصفحة الحادية عشر

من (قصائد العائلة) الى (الخبز تراثياً)

* الشاعر عارف الساعدي، اصدر مجموعة شعرية جديدة بعنوان «قصائد العائلة» عن دار صوفيا/ الكويت ومشاركة مكتبة عدنان/ بغداد.

قصائد المجموعة تتفاعل مع هموم وافراح ومشاعر العائلة العراقية.

* «الخبز في التراث الشعبي العراقي» هذا هو عنوان العدد الخاص الذي أصدرته مجلة «التراث الشعبي» التي تصدر عن دار الشؤون الثقافية بغداد. (الخبز) كما ورد في المقال الافتتاحي للدكتور لؤي حمزة عباس (هو الحياة) حسب (الموسوعة المصورة للرموز التقليدية وانه (حافظ الحياة) كما في انجيل توما.

العدد تناول تفاصيل عن الخبز في الكوت وبغداد والبصرة والموصل وسكان الاهوار وعند التركمان والايزيدية والصابئة.

----------

انتفاضة تشرين في ساحة التحرير

«أعظم احتلال هو احتلال القلوب وهذا ما فعله أبطال التكتك..»

كامل الدلفي

كنت بين المتظاهرين في ساحة التحرير ببغداد مركز الاحتجاج العراقي؛ خرجت بجملة  انطباعات اسرد أهمها :

1 -ساحة التحرير ميدان مطلبي لا ميدان سياسي؛ وجميع الذين يشغلون مساحة التظاهر هم شباب عراقي مظلوم استبيحت حقوقه لدورات حكومية من دون شعور بذنب تجاهه أو مبادرة تشيع أملا بالخلاص و التغيير  بغية إنهاء  مسلسل الحرمان المطلق. نزل هؤلاء الشباب عراة سلميين لإسلاح لهم سوى إصرارهم على التحرر من الرزايا التاريخية التي تحيق بهم.

2 -وجدت الفة إنسانية متناهية الصدق إلى حد انك تنتمي إلى الصفوف من دون ريب؛   تفاعل المحيط الاجتماعي  مع هؤلاء الشباب فنزل معهم يؤدي واجبات تكميلية تجاههم؛ الأم تحتضن القدر تملأ الصحون زادا شهيا و الأب يوزع السندويشات بين الجماعات والعم يخدر الشاي و آخر يصب القهوة من دلة الكبرياء العربية؛ لقد صنعت أجواء حميمية مهيئة لولادات قادمة؛ كأن تكون ولادة نظام سياسي جديد؛ أو ولادة مجتمع جديد مترابط بالحب و الكرامة و تجد الذوبان في الاخر سمة تدحر الأنانية و النفعية.

٣- وجدت حكومة تعاني انفصاما شخصيا؛ فهي حكومة وليست حكومة في ان واحد. تقول الشيء وتقول ضده؛ تفتح النار على المتظاهرين السلميين؛ والتظاهر تشريع دستوري في العراق. أي أن الحكومة والبرلمان و القضاء عجزوا أن يحموا العدالة من شرور أنفسهم..

٤-تتكلم الحكومة عن مندسين في صفوف المتظاهرين؛ بينما واقع ساحة التحرير لا ينطبق مع هذا الاتهام. فهم كما اسلفت معروفين جميعا لبعض و خالين تماما من الأهداف السياسية التي تخشي الحكومة من تدبيرها.

صحيح أن الحكومة لها وسائل كشف عن تامر خارجي يزامن التظاهرات  وأظن انها محقة في ذلك لكن  ضالتها لا توجد  عند رواد التحرير بل في صفحات الفيس بوك والفضائيات الملغومة. وهم معروفون بالأسماء والعناوين  لها.

٥-هناك إصرار غريب عند المتظاهرين لعبور جسر الجمهورية؛ كطريق  وحيد لإسقاط النظام السياسي.  بينما يتعرضون إلى التضحيات الجسيمة عند محاولات العبور أو التقرب من الجسر فالقوات الأمنية لم تنقطع عن رمي القنابل المسيلة للدموع في حال التقرب من الجسر أو الرمي بالرصاص الحي في محاولات العبور..  يؤسفني. القول إن ذلك تقدير خاطيء  مرده إلى ضعف خبرة الشباب في التخطيط و العمل السياسي.. ويجب الإقلاع عن تلك الفكرة والاستمرار بتواجد مكثف  في ساحة التحرير وتنويع النشاطات والأعمال  والحفاظ على سلمية التظاهر  لتعريف الناس بعدالة  القضية وسحب مؤيدين جدد إلى ساحة التظاهر.

٦ -ذكرني الجسر بواقعة الجمل في البصرة سنة ١٦ هجرية حيث قامت الحرب بين صف أمير المؤمنين علي ع وصف طلحة والزبير وأم المؤمنين عائشة التي جاءت إلى الحرب على ذلك  الجمل.. ما أدى إلى أن يسقط حول الجمل  ٥٠٠٠ قتيلا من جيش الإمام و  ١٣٠٠٠ من جيش طلحة والزبير وقد انتبه الامام على ع الي حجم الضحايا فقال عليكم بالجمل فعقروه وانتهت الحرب.

اخاف ان يقوم الجسر بأداء المهمة نفسها في استنزاف أبنائنا.

٧- سيطرة المتظاهرين على بناية المطعم التركي يعتبر فعلا رمزيا ينطوي على تناص ثوري مع جبال الثورات الشعبية في كوبا والجزائر و كردستان . يوم كانت ميدانا  للدفاع  المشروع عن قضايا الشعوب الثائرة..

٨-  العفوية و البساطة في السلوك العام للشباب الثائر يترك فراغا نوعيا في مستوى الاستجابة والتخطيط والأداء المنوع ومفردات الخطاب الجماهيري. هذا الفراغ يلقى على عاتق الطبقة الوسطى والمثقفين والأساتذة و النقابات مسؤولية الالتحاق إلى ميدان التحرير للتعجيل بحياة الحكومة الفاسدة و استتباب الوضع لصالح الشعب. كما جرى في تجارب مصر والسودان و تونس والجزائر. الحقيقة أن تجربة الجزائر مثال ساطع على دور الطبقة الوسطى في إنجاز عمليات التغيير.

٩-ان أجمل الاحتلالات هو احتلال القلوب؛ استمروا أيها الشباب بطهارتكم وبسالتكم حتى مزيدا من القلوب المحتلة بمحبتكم.

لقد انطلقت (حركة احتلوا)  لشباب أميركا  في العام ٢٠١١ من أحياء فقيرة من السود والمعدمين في حضارة أميركا النيوليبرالية الاستعمارية أحياء تشارك احياءكم بذات البؤس و الحرمان فاحتلوا قلوب الشرفاء وناصرها عظماء المفكرين. المؤرخ الفيلسوف الراحل هوارد زن والمفكر نعوم شوموسكي.

-----------

الدقة والتحليل في رواية «جزيرة الأشجار المفقودة» لاليف شفاك.. العالم رواية

محمد الأحمد

يمكننا القول انها رواية الخيال والسرد الواقعي معاً حيث يتداخل الاثنان ليخرجا لنا لوحة فنيّة رائعة وبترجمة متمكنة نقلت لنا حتى رائحة البحر المحيط في تلك الجزيرة. ممتزجة برائحة بساتين “تركيا/اليونان/ بريطانيا” وترابها الخصب، كما تدخل افتراضيا الى واقع سحري بديع، بلغة تشبه محاولة الرسم بالألوان، تعتني بدقائق التفاصيل الدقيقة، تصف بمهارة الحيوات، ووقع الجمال الساحر على الانسان، ثمة مكانين الأول في اليونان والثاني في لندن كمكانين افتراضيين تعرضهما علينا الخريطة السردية لتغطي بهما مساحة الخريطة السياسية، مؤثثان بفنية سردية عالية، قبل ان تنقلنا الى شخصيات روايتها، وعلاقاتها ببعض وعادة ما يكون المكان الواضح هو الجزء الأهم في الرواية لأنه المساحة الحقيقية التي تتحرك عليها الشخصيات وتتعامل معها الاحداث. الرواية معنيه بالمكان بشكل لافت. كونها عن حب البستاني للمزروعات، وهو يراها تكبر امامه كل يوم. الروائية التركية “اليف شفاك” مؤلفة قديرة تدخل الى قلوبنا المسرة عندما تربط تلك القصص بذاكرة الطفولة، وهي تكتب عن فتاة مراهقة في غرفة الدرس وكيف ينشغل قلبها بحبيبها، وتنسى ان معلمتها تكلمها، بينما تتلقى تعليقات جارحة من بقية زملائها الآخرين..

 حب جارف يجري في السر وبعيد عن الأعين يحركه الوصف الأنيق لمجريات دقيقة التصوير يجري عبر تفكير المراهقة البريئة في أوائل السبعينيات حين التقت “ديفني التركية” البالغة من العمر 18 عامًا وكوستاس اليوناني” البالغ من العمر 17 عامًا في إحدى الحانات القبرصية لتبدأ علاقة غرامية بينهما، علاقة خفية برغم وجود احتدام صراع بين “اليونانيين والأتراك”، الذي تفاقم بشكل مطرد في تلك السنوات، فالروائيون الكبار يمتازون بدقة الملاحظة، وأيضا التحليل العميق لذلك المحتوى.

ومع صعوبة الكتابة عن العمر المتقدم والذكريات الموغلة في الدماغ الا ان “أليف شفق” تقدم قصة مؤثرة للحياة تشبه قصص الحب الكبيرة، “قيس وليلى”، كثير وعزة”، “روميو وجولييت”، وتصل عقدة الحكاية إلى ذروتها عندما أرسل “كوستاس كازانتراكس” إلى “لندن” من قبل والدته في عام 1974 دون أن يتمكن من توديع “دفني”، حيث لا يريان بعضهما البعض مرة أخرى إلا بعد مرور سنوات عديدة.

رواية متداخلة عن فترة الصراع التركي القبرصي والأحداث الجسيمة عام 1974، وما شهدته تلك الفترة من انقسام وكراهية، وعنف عرقي بين الشعبين المتجاورين والمتشاركين في البحر والسماء، وما خلفته في نفوس الأبناء من تلك الذكريات الأليمة من جيل إلى جيل. وهنا يمكن القول عن عبقرية الكاتبة التي جعلت تبتكر للحكاية شكلا جديدا، وتضع جزءً منها على لسان “شجرة تين” كأحلى حكاية شفيفة. حكاية أخرى عن الأبناء والاحفاد فصولها الارث الحضاري بعد أن نقلت من اليونان الى لندن من ترابها الذي كانت قد نبتت فيه الى مكان بارد كله صقيع وبرد. وهي تتابع قصة حب قد عاشتها بكل صدق أمرأه باتت مفقودة كبشر ولكنها باتت شجرة تين وارفة معطاء، أي ابداع في الوصف الذي جعل “اليف شفاك” تبثه الينا عبر حروفها الغزيرة بالمعلومات.. واضحة الرموز. فيما تغيب الحكاية امام الرمز ليظهر الهدف وتطفو الغاية فوق كل الصورة. اختارت الشجرة أن تثبت في مكان بأكثر من دلالة.

في كل فصل تشعرنا اننا نقرأ لكاتبة قديرة تعرف ماذا على الروائي من مهمة، ومن دور. (للشجر آلاف الاذان، في كل اتجاه، فانا اسمع اليسروعات وهي تحفر الثقوب في اوراقي، واسمع طنين النحل العابر، وصرصرة جناح الخنفساء. بل اميّز الخرير في اعمدة الماء الناعمة اذ تتكسر داخل غصيناتي. للنباتات قدرة على التقاط الاهتزازات، وكثير من الأزهار على شكل طاسات، كي تلتقط موجات الصوت التي قد تكون عالية جدا على الأذن البشرية، الاشجار ملأى بالأغنيات، ونحن لا نستحي ان نغنيها- الراوية).

“اليف شفاك” روائية متمرسة تجيد تشكيل فصول وحياكة الحكايات عبر فصول ذكية تربك الماضي بالحاضر، وتجيد التأشير عبر ما تريد أن ترمز به الى قوانينها السردية الخاصة بإبداع: (تمنيتُ لو قلتُ لهُ انَّ الوحدة محضُ اختراع البشر؛ فالأشجارُ لا تشعر بالوحدة ابدأ. يظن أناس انهمُّ يعرفون على محمل التأكيد أين تنتهي كينونتهم، وتبدأ كينونة الآخرين. الأشجار لا تعرف هذه الأوهام؛ فجذورنا المتشابكة تحت الأرض، وارتباطنا بالفطريّات والبكتريا يجعل كلّ شيءٍ بالنسبة إلينا مرتبطاً بالآخر- الرواية).

جاءت هذه الرواية عن ذلك التشتت الذي احدثته الحروب الحاقدة؛ فما من حرب مرت الا وتركت سنابك خيلها على المساحات الخضراء، واحدثت وقعها الذي لا يمكن ان يمحى، وجروح لا تندمل رغم كل القوانين التي تريد من المثقف ان يسكت عن تلك المساحات ان تبقى مغطاة الى حين. حيث “يوجد في قبرص خط فاصل يحرسه ذوو الخوذ الزرق. إنها حدود تفصل الجزيرة وتفصل بين المسيحيين، والمسلمين، واليونانيين والأتراك. ومن ثم فإن التقسيم ترسمه الحدود الدينية والوطنية والعرقية، لكن الأدب بالنسبة لي هو وسيلة للارتقاء إلى ما وراء كل الحواجز والتجزئة من أجل وضع أصابعنا على الأشياء المشتركة بيننا كبشر. لهذا السبب أتحدث عن أشياء تنتقل عبر الحدود، مثل القصص والخرافات والطعام والموسيقى والطيور المهاجرة، اختطت شافاك روايتها متحدية كل خطوط المنع التي يضعها رقيب السلطة، لتكون وثيقة بوح خطيرة ومهمة تلتزم بها كل الكتب وتكون جزء من التاريخ المكتوب، ويفضح كل مسكوت عنه، فهي كاتبة تتحدى سلطة الطمس التي تقوم على تجاوزه سلطتها الحاكمة، وهي ككاتبة تقول ما تريد قوله دون تشويه او تعمد بالسكوت او حتى مجاراة الرقيب. لان الاتراك مقموعين من لدن حكوماتهم وبقي القمع عليها حتى يسبب فقدان الذاكرة الجماعية. وتكون رواية السلطة فوق كل الروايات، وهذا ما يعترض عليه المثقف، بل وينتفض عليه لأنه لا يريد ان يكون مدجنا تحت اقواس وهمية تبعد القارئ عن الحقيقة. تتساءل شافاك كيف نحكى قصة مكان مزقته الانقسامات والعنف العرقي دون الوقوع في فخ القومية والقبلية؟ لسنوات، لم أتمكن من العثور على زاوية الاقتراب الصحيحة. كنت أقرأ وأبحث وأدوِّن الملاحظات وأفكر في الأمر، لكنني لم أتمكن من العثور على الفجوة حتى أعطتني شجرة التين منظورا مختلفا، فهي تعمر بعدنا ومتصلة بالأرض تحتها وفوقها، بينما نعتقد نحن أننا مركز الكون، ولكن من منظور الشجرة فكل شيء مترابط وجزء من نظام بيئي)، شافاك روائية تركية تكتب باللغتين التركية والإنجليزية، ترجمت أعمالها إلى ما يزيد عن ثلاثين لغة، واشتهرت بتأليفها رواية “قواعد العشق الأربعون” سنة 2010. وحصلت روايتها الأولى “الصوفي” على جائزة “رومي” لأفضل عمل أدبي في تركيا عام 1998.

كأنما تعلمنا كيفية اكتشاف اغلب الحيل السردية المتاحة أمام المؤلف، وكيف يتخفّى وراء “شجرة تين” ويسرد لنا التاريخ المقموع والمخفي من تلك الحرب الأهلية “التركية/ اليونانية” والتي باتت اليوم من تاريخ يصعب القراءة فيه، لان جميع الأطراف السياسية قد اخفته بعد أن ظلمت الشعبين ظلما كبيرا نتيجته بحار من دم الأبرياء. في  الوقت ذاته تجعلنا شافاك على يقين اننا أمام لاعبة متمرسة تعرف كيف تظهر النصوص البليغة، بعد المسكوت عنه. وتعلمنا الكثير، بفضل جرأتها وغوصها المتعمّق في متون تاريخ حوض الشرق المتوسط، الذي غصّ بالصراعات السياسية الإقليمية، وترك مساحات واسعة من المقموعات بين مختلف الملل والنحل والطوائف، ويجب ان نعيد النظر في الاحداث التاريخية الجسيمة التي مرت بنا وجعلت تلك الاطماع بلداننا في حال يرثى لها. حيث واقعنا السياسي -هو- الأكثر غنى من واقع رواية “جزيرة الأشجار المفقودة”.

عندما نقرأ رواية “جزيرة الأشجار المفقودة” نفهم الأداة الروائية المهيبة التي تمسك بزمامها “اليف شفاك” صاحبة الصوت الجهور الذي يشير الى غاياته، من دون تشتت، وعملت بحذر وعناية متفاديّة مقصّ الرقيب الفكري الذي ما فتىء يخنق الأسطر، ويقمعها محاولا تغيّيب الحقائق، وتوجيهها نحو الجهة غير الفاعلة. الرواية من اصدار هذا العام 2022 عن دار الآداب، وبترجمة رائعة بقلم “احمد حسن المعيني” المترجم العماني الحاصل على دكتوراه في الترجمة، والمُحاضر في جامعة صُحار. وفي حصيلته ما يربو على أكثر من 14 كتابًا مترجمًا.

----------

الهبوط الاخير للغريق

حسن سالم الدباغ

في البحر

أتبع ظلك المخبوء

ما بين انكسارسحابة

ورنين ماتلقي الظلال على الوجوه

علّي أراك وراء واجهة السفينة

تلقي عليّ

وأنت تدعوني اليك

عباءة الامطار

تمنحني السكينة

*

الغمر محض غمامة

ترث الوجوه

تدبّ فيها الريح

تتبعها غمامة

وملامح الاشياء يرهقها

الضياء

كوجوه خطّائين تنتظر القيامة

وأظل أحلم باللقاء

*

وجهي على الحيطان

ترشقه الخطى

والريح

تملأني لزوجتها

ويخنقني الدوار

كان الطريق بلا قرار

لا ظلّ يأخذني اليه

ولا جدار

ألقي عليه بما تعلّق في العيون

من الغبار

ولا صديق

من ساحة التحرير

حتى اخر الافق الملبّد بالنهار

كان الطريق

هو الطريق

*

في الريح

تتبعني عصافير من الاسفنج

تبتكر امتصاص الماء من وجهي

فالثغ بالسراب

أمشي

يشيّعني الضباب

*

ماذا تخبيء لي خطاي

*

في الريح

أطرق بابها

مازال محترقا ينام

تقول :

قبّلني

ونام على هواي

اني نفخت به مع الكأس الأخيرة

ما تبقى من رؤاي

*

بيني ... وبين الكأس

وجهك

والطريق

يطفو

فيبتسم الغريق

***********************************

الصفحة الثانية عشر

في ديالى أطباء  يعالجون المرضى مجانا

بعقوبة – وكالات

بادر أطباء في محافظة ديالى، أخيرا، إلى تخصيص يوم من كل أسبوع لفحص المرضى ومعالجتهم مجانا في عياداتهم. وذلك في مبادرة إنسانية تهدف إلى مساعدة الطبقات الفقيرة.  وقال مدير إعلام صحة ديالى، فارس العزاوي، أن “الأطباء، وهم من وحدات إدارية مختلفة، أطلقوا هذه المبادرة للتخفيف من أعباء المعيشة عن كواهل الطبقات الفقيرة”، مؤكدا في حديث صحفي أن “المبادرة بدأت تتسع في مناطق عديدة من المحافظة”.

واعتبر العزاوي هذه المبادرة “مثالاً للتكافل والتضامن الإنساني مع الطبقات الفقيرة ومحدودي الدخل، في ظل ارتفاع تكاليف العلاجات الطبية لشتى الحالات المرضية، وصعوبة الوضع الاقتصادي بالنسبة للكثير من الأسر في المحافظة”.

وأشار إلى أن “هناك دعوات شعبية وأكاديمية لالتحاق جميع الأطباء بالمبادرة، انسجاما مع الأهداف والثوابت الإنسانية لمهنة الطب من جانب، وتجسيدا للصورة المشرقة لمجتمع ديالى وتقاليده الاجتماعية المتميزة وتاريخه الحافل بالتعاضد والتعاون، من جانب آخر”.

 ********************

شبيبة الشطرة تزيّن جدران مدرسة بالرسوم

الشطرة – ماجد حسين

بادر فرع اتحاد الشبيبة الديمقراطي العراقي في قضاء الشطرة بمحافظة ذي قار، أخيرا، إلى تنظيم حملة تطوعية لتزيين جدران إحدى المدارس الابتدائية في القضاء بالرسوم الملونة.

وقامت الشبيبة بطلاء جدران “مدرسة منار الولاية” الابتدائية، بالتعاون مع إدارتها. فيما زيّن الرسامان محمد الساعاتي وأحمد كاظم جبار، وهما من أعضاء الاتحاد، بعض الجدران بالرسوم الملونة والأقوال والحكم ذات الصلة بالتربية والتعليم.

وحظيت المبادرة بثناء إدارة المدرسة. وقد وعد فرع الاتحاد من جانبه، باستمرار تواصله مع المدرسة في المجالين الثقافي والفني.

 **********************

ندوة صحية في «مكتبة الطفل»

بغداد – مروة فاضل

عقدت مكتبة الطفل العراقي التابعة إلى رابطة المرأة العراقية، الثلاثاء الماضي، ندوة صحية توعوية في مدينة الثورة (الصدر) حول سرطان الثدي، وذلك بالتنسيق مع “مركز كاظم عبد النبي” الصحي النموذجي.

وخلال الندوة التي حضرها جمع من النساء، تحدثت طبيبة الأمراض النسائية نور جمعة عن سرطان الثدي وكيفية اكتشافه وتشخيصه وعلاجه، مشددة على أهمية الكشف المبكر عن المرض للحد من انتشاره.

ثم تناولت العوامل المساعدة في الإصابة بسرطان الثدي، وعلاقة المرض بالحمل والرضاعة وببعض العلاجات الضارة.   فيما تحدثت المعاون الطبي آلاء شمخي، عن سبل الوقاية من المرض وأساليب علاجه، مشددة على أهمية الرضاعة الطبيعية للطفل وتناول الأغذية الصحية. 

وساهمت في الندوة أيضا المعاون الطبي أفراح خضير، التي شرحت طريقة إجراء الفحوصات للكشف المبكر عن المرض. وعرّفت بأبرز الأدوية المستخدمة في علاجه. كما أكدت أن للتغذية الصحية والرياضة دورا في الوقاية منه.

وفي الختام نوّهت الطبيبة نور جمعة إلى أهمية توعية النساء بخطورة هذا المرض، وإشراك المنظمات النسوية وجميع المنظمات المدنية في حملات توعية في هذا الشأن.

 ********************

وقائع اليوم الاول للمهرجان .. (الخميس ١٠-١١-٢٠٢٢)

الافتتاح في الساعة ١٠ صباحاً

الندوة الأولى: «الصحافة الورقية والصحافة الالكترونية.. بين الحاضر والمستقبل»

المتــحـدثـون: الكاتب والصحفي قيس العجرش ، الصحفي مرتضى ناصر ، الاكاديمي والصحفي خضر الياس

الساعة ١١ صباحاً

الندوة الثانية: «الحق الدستوري في التعبير عن الرأي والامكانيات الفعلية لممارسته»

المتحدثــــون: القاضي المتقاعد هادي عزيز ، الاكاديمي عامر حسن فياض ، النائب سجاد سالم

الساعة ١ ظهرا

الندوة الثالثة: «انتفاضة تشرين في ذكراها الثالثة»

المتحدثــــون: الدكتور جاسم الحلفي ، الشاعر والاكاديمي فارس حرّام ، الناشطة أسماء جميل ، الناشط والصحفي حسين العامل

الساعة ٣ بعد الظهر

حفل الافتتاح الرسمي للمهرجان

كلمة اللجنة التحضيرية للمهرجان . قصائد للشاعرين فارس حرّام  وسامي عبد المنعم. وصلات موسيقية وغنائية لفرقة آزادي. صنجات. موسيقى وغناء لفرقة الفنون البَصْرية.

الساعة ٥ عصراً

 ********************

الصحافة الشيوعية العراقية .. هكذا صارت مدرسة صحفية

بغداد – طريق الشعب

شهدت قاعة الصراف في مقر الحزب الشيوعي العراقي بساحة الاندلس، الخميس الماضي، ندوة تخصصية بعنوان « الصحافة الشيوعية العراقية .. هكذا صارت مدرسة صحفية».  ساهم في الندوة سكرتير الحزب الشيوعي العراقي الرفيق رائد فهمي والاكاديمي د. سيف عدنان والكاتب جمال العتابي، وعرضت فيها مشاركات فيديوية للرفاق رضا الظاهر وزهير الجزائري وحميد الخاقاني ومنعم الاعسم والرفيقة منى سعيد، الذين تحدثوا عن  الدور المميز لصحافة الحزب في مراحل مختلفة من مسيرتها، وعن مساهماتهم الشخصية في  عملها وتحريرها في سنوات السبعين من القرن الماضي.

وستعود «طريق الشعب» في عدد لاحق الى وقائع هذه الندوة.

 *********************

الموسيقى والباليه تحتفل بطلبتها الحاصلين على الدبلوم

بغداد – تضامن عبد المحسن

أقامت مدرسة الموسيقى والباليه في بغداد، الثلاثاء الماضي، حفلا موسيقيا في مناسبة حصول عدد من طلبتها على شهادة الدبلوم.

حضر الحفل وكيل وزارة الثقافة د. عماد جاسم، ومعاون مدير دائرة الفنون الموسيقية محمد عبد الرضا، فضلا عن مدير المدرسة حسين فجر وكادرها التدريسي والفني.

وفي كلمة له، أثنى وكيل الوزارة على الجهود التي تبذلها الكوادر التدريسية والفنية في «هذه المدرسة العريقة»، واشار الى اهمية مجلس اولياء امور الطلاب

الحفل الموسيقي افتتحه ثلاثة من تلاميذ المرحلة الابتدائية بعزف موسيقى أغنية «نسم علينا الهوى» على العود. فيما عزفت الطالبة ماري عمار على البيانو.

أما الطلبة الحاصلون على الدبلوم، فقد عزفوا مقطوعات موسيقية كل حسب تخصصه وآلته. فمن قسم الباليه أدت الطالبة أساور شامل رقصة، أعقبها عدد من الطلبة بعزف «سماعي نهاوند» للموسيقي الراحل روحي الخماش، على آلات غربية وشرقية. 

 *******************

تشجير 1800 دونم في غابات الموصل

متابعة – طريق الشعب

باشرت “مؤسسة مثابرون” التطوعية للبيئة والتنمية بالتعاون مديرية بلدية الموصل، أخيرا، حملة لتشجير أكثر من 1800 دونم في غابات الموصل. 

يأتي ذلك بهدف إحياء هذه الغابات التي تعرضت مساحات كبيرة منها، خلال آب الماضي، للحرق على يد جماعات تخريبية.

وقال مدير المؤسسة أحمد مازن في بيان صحفي، أن المرحلة الأولى من أعمال التشجير شملت غرس 1500 شجرة بأنواع مختلفة، مبينا أن المراحل اللاحقة ستتضمن غرس أشجار يوكالبتوس وجنار وسرو.

وأوضح أن الحملة التي ساهم فيها أيضا طلبة من تربية نينوى، تهدف إلى إحياء غابات الموصل بعد تعرضها للتخريب والحرق، مؤكدا أن فقدان المساحات الخضراء له آثار سلبية على البيئة، منها فقدان التنوع البيولوجي وزيادة الاحتباس الحراري وارتفاع نسب ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي.

 ******************

في لاهاي.. الشاعر ناجي رحيم  يوقع ديوانه الجديد

لاهاي - مجيد إبراهيم خليل

أقامت رابطة الأنصار الشيوعيين العراقيين في هولندا، الأسبوع الماضي، أمسية شعرية للشاعر المغترب ناجي رحيم، في مناسبة صدور ديوانه الجديد “كائنات ممنوعة من الصرف”.

الأمسية التي أقيمت على قاعة جمعية النساء العراقيات في لاهاي، حضرها جمهور من محبي الشعر. وقد أستهلها النصير سمير خلف مرحبا بالحاضرين، ليعتلي المنصة بعدها الشاعر شعلان شريف ويقدم نبذة عن سيرة الضيف “المنحدر من مدينة الناصرية، والملتصق بهموم وطنه التي صاغها شعرا يتدفق بأحزان وآمال أبنائه، وتوقهم إلى السعادة في عراق جميل مزدهر”.

بعد ذلك، قرأ رحيم قصائد مختارة من ديوانه الجديد، وهو الرابع خلال مسيرته الشعرية، ما حظيت بتفاعل الجمهور الذي تبادل معه الحوار حول مضامين نصوصه ولغته الشعرية.

وفي الختام، وقع الشاعر الضيف نسخا من ديوانه ووزعها على الحاضرين.  يشار إلى أن الديوان صادر عن “دار خطوط وظلال”. وقد كتب مقدمته الناقد ياسين النصير.