اخر الاخبار

الصفحة الأولى

أصحاب العقود على أسوار الخضراء.. حراك احتجاجي يضع الحكومة الجديدة أمام فرصة أخيرة

بغداد ـ طريق الشعب

يتصاعد الحراك الاحتجاجي الشعبي والقطاعي في مختلف المحافظات ضد مصادرة الحقوق المشروعة ومن أجل تنفيذ المطالب، التي أهملتها القوى المتنفذة، ولا تزال حتى اليوم تحاول حرف مسار الحقائق وخداع الناس بإصلاحات وتدابير مزيفة لمواجهة الأزمات المركبة، التي صنعتها منظومتها المحاصصاتية، وبالتالي فان التغيير الشامل للمنظومة ضرورة حتمية، ستتحقق عاجلا أم آجلا.

وقد كثف أصحاب العقود والأجور اليومية والمحاضرون بالمجان والخريجون والمواطنون حراكهم الاحتجاجي المطالب بالحقوق المشروعة.

أصحاب العقود

في العاصمة بغداد، اقدم المئات من أصحاب العقود في وزارة الكهرباء، على تنظيم مسيرة كبيرة انطلقت من ساحة التحرير مرورا بجسر الجمهورية صوب المنطقة الخضراء للمطالبة بتثبيتهم على الملاك الدائم.

وقال مراسل “طريق الشعب”، إن المئات من موظفي العقود بوزارة الكهرباء تجمعوا في ساحة التحرير وسط بغداد ومن ثم عبروا جسر الجمهورية المؤدي إلى المنطقة الخضراء حيث مجلسي النواب والوزراء للمطالبة بتثبيتهم على الملاك الدائم.

وأشار إلى ان المتظاهرين قاموا بعد ذلك بقطع جسر الجمهورية للتعبير عن احتجاجهم والمطالبة بحقوقهم، لافتاً إلى أن موظفي العقود سبق أن تظاهروا أمام مبنى وزارة المالية إلا أن قوات مكافحة الشغب قامت بالاعتداء عليهم بالضرب وتفريقهم بالقوة، ما دفعهم إلى التوجه صوب المنطقة الخضراء.

وأضاف، ان العاصمة بغداد شهدت تظاهرة أخرى لخريجي كليات هندسة النفط، امام وزارة النفط للمطالبة بتوفير فرص العمل، منوها بتنظيم العشرات من المحاضرين في المجان تظاهرة امام مديرية تربية الرصافة الثالثة مطالبين بشمولهم في قرار مجلس الوزراء رقم 315.

الفلاحون والخريجون

واقدم العشرات من فلاحي قضاء الشامية التابع الى محافظة الديوانية على اغلاق مبنى قائمقامية القضاء للمطالبة بتعويضهم جراء منعهم من زراعة الشلب.

وذكر مراسل “طريق الشعب”، ان “بعضا من المتظاهرين اقدموا على اقتحام مبنى القائمقامية واغلقوها جراء التسويف والمماطلة في قضية حرمانهم من زراعة الشلب وعدم تعويضهم عن ذلك”.

الى ذلك، تظاهر العشرات من الخريجين التربويين والإداريين في كربلاء أمام مبنى مديرية تربية المحافظة، للمطالبة بتوفير فرص عمل لهم بعد مضي سنوات على تخرجهم من دون الحصول فرصة عمل.

وقال ممثل الخريجين المتظاهرين كرار العرداوي، “نحن الخريجون التربويون والإداريون في كربلاء نتظاهر وننظم وقفات احتجاجية منذ أكثر من سنة ونصف السنة، أمام المنطقة الخضراء في العاصمة بغداد، وأمام مبنى الحكومة المحلية في كربلاء، وأمام مبنى مديرية تربية المحافظة، لكن بلا جدوى”.

واضاف ان “مطالبنا هي التوظيف وفق العقود الوزارية او التعاقد معنا كمحاضرين في المدارس بأمر وزاري لحين اقرار الموازنة”.

وأكد العرداوي ان “البعض منّا تخرجوا منذ سنوات عدة وما زالوا بلا عمل، على الرغم من وجود نقص في الكوادر التدريسية بالمحافظة، وكذلك هناك مدارس جديدة يتم بناؤها بين وقت واخر مما يتطلب كوادر اضافية”.

فرص العمل

وفي السياق، تظاهر المئات من خريجي كليات التربية امام مديرية تربية محافظة النجف، مطالبين بتوفير فرص العمل.

وأشار مراسل “طريق الشعب”، احمد عباس الى ان المئات من الخريجين المتظاهرين أقدموا على اغلاق عدد من الطرق الرئيسية واغلاق مبنى المحافظة، مبينا ان المتظاهرين هددوا بالتصعيد في حال عدم الاستجابة لمطالبهم المشروعة.

وفي اكثر المحافظات فقرا، تظاهر العشرات من الخريجين أمام مصفى السماوة، الذين عملوا بصفة أجير في مؤسسات وزارة النفط لمدة 3 أشهر، احتجاجا على انهاء عقودهم.

انهاء العقود

وبيّن مراسل “طريق الشعب”، عبدالحسين السماوي، ان المحتجين اغلقوا مصفى السماوة للمطالبة بتجديد عقودهم. 

ونظم العشرات من سكان مناطق “آلبو لحى” الواقعة في أطراف مدينة السماوة، وقفة احتجاجية للمطالبة بتحسين واقع الخدمات في منطقتهم التي يسكنها آلاف المواطنين لاسيما في قطاعات الماء والطرق.

وأشار المتظاهرون الى أن مناطقتهم تعاني منذ سنوات من إهمال حكومي، ولم يتلقوا أي استجابة من الجهات المعنية، داعين تلك الجهات إلى التركيز على المناطق البعيدة عند توزيع المشاريع وتحديدا في ما يتعلق بتوفير الخدمات بشكل عادل.

وفي محافظة ميسان، نظم منتسبو الشركة العامة لتجارة الحبوب فرع ميسان وقفة احتجاجية على سحب مادة الرز من أعمال الشركة وإعطاء الرصيف رقم 10 لمستثمر اخر، ما اثر سلبا على أرباح الموظفين.

واكد الموظفون أنهم يتخوفون من تكرار إيقاف خطوط عمل في الشركة وبالتالي مخاوف من هيكلتها ومنحها للاستثمار، فضلا عن عدم صرف الأرباح وتدني مبالغها بسبب سحب مادة الرز من الشركة، والتي كانت تعد عصب العمل.

وعن الأسباب التي دفعت المحتجين الى تكثيف احتجاجهم، أشار الناشط المدني وسام حسين الى ان وعود المسؤولين وعدم تطبيقها دفعت أصحاب القضايا الملحة الى العودة للشارع مجددا من اجل المطالبة بحقوقهم المشروعة.

وأضاف حسين لـ”طريق الشعب”، ان “العديد من القضايا يجب على الحكومة حلها، وفي حال تجاهلها فيمكن ان تتأزم الأوضاع في الشارع”، مبينا ان “تلبية مطالب المحتجين ومعالجة قضايا الناس يجب ان تكون من أولويات عمل الحكومة الجديدة”.

----------

الشيوعي العراقي في اللقاء العالمي للأحزاب الشيوعية والعمالية

هافانا - طريق الشعب

شارك الحزب الشيوعي العراقي في أعمال اللقاء العالمي الـ ٢٢ للأحزاب الشيوعية والعمالية الذي عقد في العاصمة الكوبية هافانا في الفترة ٢٧ إلى ٢٩ تشرين الأول الجاري، وحضره ممثلو 77 حزبا من ٦٠ بلدا في أرجاء العالم.  وألقى الرفيق سلم علي، عضو اللجنة المركزية ومسؤول العلاقات الخارجية، كلمة الحزب في جلسة اللقاء العالمي عصر الجمعة الماضي.

ونقلت الكلمة أحر تحيات الشيوعيين العراقيين وتمنياتهم لأعمال اللقاء بالنجاح. كما عبّرت عن التقدير العالي للحزب الشيوعي الكوبي الشقيق لاستضافته اللقاء العالمي، وجددت التضامن مع الشعب والشيوعيين الكوبيين “في نضالهم البطولي ضد الحصار الإجرامي الذي تفرضه الولايات المتحدة منذ اكثر من ٦٠ عاما. ونضم صوتنا إلى الحملة العالمية المطالبة بالرفع الفوري لهذا الحصار وإنهاء كل الإجراءات العقابية الشنيعة التي تستهدف كوبا وثورتها”.

وتناولت الكلمة “الوضع العالمي المضطرب” الذي يعقد في ظله اللقاء، “بما يشوبه من توترات حادة ونزاعات مسلحة وحروب، شملت أوربا. وهو ما أدى إلى تهديد خطير للسلم العالمي والبشرية وتحديات جسيمة هي الأخطر منذ الحرب العالمية الثانية ونهاية الحرب الباردة”.

-------

راصد الطريق.. لا حل من دون توفير فرص العمل

أعلن رئيس الوزراء محمد شياع السوداني الموافقة على تعيين الخريجين الأوائل وحملة الشهادات العليا، وقال ان عددهم يتجاوز ( 74 ) ألفاً وان مجلس الخدمة الاتحادي سيتولى تعيينهم.

الخطوة جيدة بالتأكيد في اتجاه انهاء معاناة هذه الآلاف المؤلفة من أفراد الفئتين.

لكن لا بد من الانتباه في الوقت نفسه الى كونهم “استثمارا”، والافادة من طاقاتهم ومعارفهم بأفضل صورة، والحيلولة دون تحولهم الى جزء من البطالة المقنعة الطاغية في مؤسسات الدولة.

ولا بد للحكومة ان تدرك في الوقت نفسه انها بتعيينهم لم تحل مشكلة بطالة الخريجين، القدامى منهم والجدد والذين سيأتون. وان عليها اعداد خطة استراتيجية مدروسة لاستيعاب هؤلاء جميعا في مؤسسات الدولة وخارجها.

وما دام الجهاز الإداري للدولة عاجزا عن تحمل نفقات تشغيلية اضافية، فلا بديل عن توفير فرص عمل عبر الاهتمام بقطاعات الصناعة والزراعة والسياحة وغيرها، وتشجيع القطاع الخاص على تنفيذ مشاريع استثمارية كبيرة.

لكن هذا لن يتحقق بوجود مافيات المحاصصة والفساد والقتل، وان النجاح الحقيقي يبقى صعب المنال من دون قطع الطريق امام هؤلاء واولئك وأمثالهم.

-----

القبول المركزي.. نظام لا جدوى منه

بغداد – طريق الشعب

يواجه نظام القبولات المركزية لخريجي السادس الإعدادي انتقادات واسعة بعدما أصبحت حصيلته بلا قيمة تقريبا؛ فمن مفارقاته الحالية، أن يصل معدل المعاهد الطبية إلى 98 أو 97 في المائة، بينما لا تتجاوز معدلات الأقسام الهندسية التسعينات تقريبا.

ويقول الأهالي أن وزارة التعليم ترتكب جريمة بحق أبنائها الطلبة ذوي المعدلات العالية، وازاء هذا التخبط لا يزال السؤال عن مصير الطلبة المتفوقين في ظل هذه الفوضى الكبيرة ينتظر الإجابة؟

يؤكد احمد سعد، عضو مكتب سكرتارية اتحاد الطلبة العام في جمهورية العراق، أن نظام القبول المركزي ذو صيت سيئ جدا بسبب مشاكله التي لا حصر لها. ويقول سعد لـ”طريق الشعب”، أن “نتائج القبولات سيئة جدا وأقرب مثالين هما العامان الماضي والحالي، حيث اصبح هذا النظام التعليمي مختصا في تفويج العاطلين عن العمل، ولا يلبي طموحات الطلبة وتطلعاتهم الدراسية”، مبينا أن “هذا الخراب وتشويه المعدلات وبلوغها أرقاما قياسية يعود إلى أهواء بعض القائمين على ملف التعليم ومساعيهم إلى تفويج العاطلين وتقليص المقاعد الدراسية الحكومية”.

*************************

الصفحة الثانية

مطالبة بإحالة ملف استهداف الصحفيين إلى المحكمة الجنائية الدولية

بغداد ـ طريق الشعب

أبدى مرصد الحريات الصحفية، امس الاربعاء، قلقه العميق من استمرار الافلات من العقاب في الجرائم المرتكبة بحق الصحفيين، مشيراً إلى أن العراق يتصدر مؤشرات قائمة الإفلات من العقاب حول العالم. وذكر المرصد في بيان ورد لـ”طريق الشعب”، لمناسبة اليوم العالمي لإنهاء الافلات من العقاب: إن “العراق ما زال يتصدر مؤشرات قائمة الإفلات من العقاب التي تصدرها لجنة حماية الصحفيين، حيث احتل العراق المركز الثالث بعد الصومال وجنوب السودان، من حيث إفلات قتلة الصحفيين من العقاب، بحسب اخر تقرير للجمعية عام 2021”.  وتابع البيان أنه “لم تبد السلطات العراقية، على مدار العقد الماضي، الاهتمام المناسب بملاحقة المتهمين بجرائم القتل المتعمد للمراسلين والكتاب والنشطاء الصحفيين، التي لم يُكشف عن مرتكبيها الى الآن. على الرغم من فتح العديد من التحقيقات ووجود أدلة دامغة لإدانة جهات بعينها”.

وطالب المرصد بـ “إحالة ملف جرائم استهداف الصحفيين في العراق إلى المحكمة الجنائية الدولية باعتبارها جرائم حرب، في حال استمرت السلطات العراقية بالاخفاق في هذا الشأن، لوضع حدٍ لحالة الإفلات من العقاب بحق من يرتكب تلك الجرائم”

-----------

صراع طبقي مكشوف بين الناهبين والمنهوبين

جاسم الحلفي

يدور الصراع الاجتماعي في العراق في نطاق نظرية الصراع الطبقي، وكل ما قيل ويقال عكس ذلك هو مخادعة للعقل، وتزييف للوعي.  والبعد الرئيسي في الصراع يكمن بين النهابين والمنهوبين، وهو صراع طبقي مهما غُلف بالطائفية مرة، وبالقومية مرة أخرى، او بالمناطقية، او الحزبية. فلا ينعدم كونه صراعا طبقيا إن جرى تلميعه بحقوق المكوّن والمناطق المحرومة.

ويتبدد كذبهم المفضوح هذا حالما يتوافقون على مسك السلطة السياسية، التي لم ترتخِ يوما قبضتهم المتشبثة بها، مهما تعالى زعيقهم وادعى اختلافا. فصراعهم مهما بلغت شدته يبقى ثانويا، فهو ليس صراعا جذريا ولا وجوديا، ببساطة لأنه في اطار نهج المحاصصة،  صراع داخل طبقتهم، ولا يخرج عن حدودها، ولا يهدد وجودها، ويهدف الى ترتيب موقع كل طرف منهم ضمن طبقتهم الاجتماعية، عبر أعادة تحاصص موارد الدولة واموال الشعب. لذا اتفقوا على معايير تؤمن لهم ذلك، وتهدف الى مركزة السلطة، واهمها معيار المقاعد الانتخابية الخادع، مع وضوح التلاعب فيه وعمليات التزوير المخلة، وعدم اعترافهم بنتائجه واستنكاف التعامل معها.

وهناك معيار تخصيصات كل وزارة من الميزانية الاستثمارية، وقد صنفوا الوزارات وفقا لذلك (أ، ب، ج)، وصيّروا الوزارة إقطاعية للكيان السياسي يتحكم بها، ويتصرف بمواردها عبر لجنته الاقتصادية، كما يشاء ودون رقابة حقيقية. كما يتخادم المتنفذون فيما بينهم، ويتفقون على إخفاء سرقاتهم، باستثناء تلك التي يباغت أحدهم الاخر بها، وتشكل خللا في توزان النهب. عندذاك تفضح السرقة باسم النزاهة والحرص على المال العام. وفي الحقيقة هم والرفعة في خطين متوازيين لا يتلقيان مهما امتدا كما تقول الرياضيات، ويفضح ادعاءاتهم إخفاؤهم الحسابات الختامية وعدم إعلانها، وتلك سرقة علنية بالغة الصلافة.

الصراع الطبقي حسب كارل ماركس يدور بين المستغِلين والمستغليَن، بين الطبقة الكادحة من العمال والفلاحين وشغيلة الفكر من المثقفين الثوريين المنحازين للمضطهدين والمدافعين عنهم من جهة، ومن جهة اخرى البرجوازيين مالكي وسائل الإنتاج ورؤوس الأموال، الذين يذهب ماركس الى ان اصل ثرائهم هو فائض القيمة من انتاج السلع والخدمات. لكن الصراع الطبقي في العراق اليوم يجري بين طبقة عاملة اقصاها الفساد عن عملية الإنتاج، وفلاحين بدون زراعة احتوتهم العشوائيات المحيطة بالمدن، وملايين العاطلين عن العمل والفقراء والمهمشين، اضيف لهم صغار المنتسبين لدوائر الدولة، هذا من جهة، ومن جهة أخرى الطبقة الاجتماعية ذات الثراء الفاحش والمترفة المتنعمة بأموال الفساد، والكسولة الاتكالية التي ليس لها أي دور في العملية الإنتاجية والاقتصاد الحقيقي، الصناعي او الزراعي. وقد راكم ثروتها اقتصاد الفساد، الذي تبتكر ذهنيات حيتانه طرقا لنهب المال العام، لم تمر على اذهان اخطر المافيات على مر التاريخ، وليس آخرها صفقة القرن، التي سخرت لها سلطاتهم الرقابية والتنفيذية كل ما سهيل سرقة الأموال وغسلها داخليا، وتهريبها خارجيا بطائرات خاصة لا تخضع الى التفتيش والمتابعة، وتحميها التصاريح الخاصة.

انه صراع طبقي بدون لف ودوران، يدور بين طبقة اجتماعية ناهبة للمال العام، وبين شعب سُرقت أمواله وتبددت ثرواته. وحصيلته ترسيخ هيمنة طبقية ظالمة، تمارس كل اشكال الاستغلال والاضطهاد والقمع الفكري، وتستخدم كل الوسائل المادية والايديولوجية لتكريس هذه الهيمنة الطبقية. وتسخر لهذه الهيمنة الطبقية ابواق إعلامية، تروّج لهم وتزين قبحهم، مهمتها تزييف الوعي وحرفه عن هدفه بالخلاص من الظلم والحرمان.

لكن ما لا تدركه طغمة الحكم هو تبلور حركة دائمة في اوساط الطبقات المحرومة، للتخلص من نير الاستغلال والاضطهاد، وينمو وسطها وفقا لذلك ادراك عفوي، يتطور ذاتيا نحو وعي علمي بضرورة التغيير، نحو أفق تقليص الفجوة الطبقية الهائلة، وتحقيق العدالة الاجتماعية ضمن دولة المواطنة المدنية الديمقراطية.

----------

الشيوعي العراقي في اللقاء العالمي للأحزاب الشيوعية والعمالية

هافانا - طريق الشعب

شارك الحزب الشيوعي العراقي في أعمال اللقاء العالمي الـ ٢٢ للأحزاب الشيوعية والعمالية الذي عقد في العاصمة الكوبية هافانا في الفترة ٢٧ إلى ٢٩ تشرين الأول الجاري، وحضره ممثلو 77 حزبا من ٦٠ بلدا في أرجاء العالم.

وألقى الرفيق سلم علي، عضو اللجنة المركزية ومسؤول العلاقات الخارجية، كلمة الحزب في جلسة اللقاء العالمي عصر الجمعة الماضي.

ونقلت الكلمة أحر تحيات الشيوعيين العراقيين وتمنياتهم لأعمال اللقاء بالنجاح. كما عبّرت عن التقدير العالي للحزب الشيوعي الكوبي الشقيق لاستضافته اللقاء العالمي، وجددت التضامن مع الشعب والشيوعيين الكوبيين “في نضالهم البطولي ضد الحصار الإجرامي الذي تفرضه الولايات المتحدة منذ اكثر من ٦٠ عاما. ونضم صوتنا إلى الحملة العالمية المطالبة بالرفع الفوري لهذا الحصار وإنهاء كل الإجراءات العقابية الشنيعة التي تستهدف كوبا وثورتها”.

وتناولت الكلمة “الوضع العالمي المضطرب” الذي يعقد في ظله اللقاء، “بما يشوبه من توترات حادة ونزاعات مسلحة وحروب، شملت أوربا. وهو ما أدى إلى تهديد خطير للسلم العالمي والبشرية وتحديات جسيمة هي الأخطر منذ الحرب العالمية الثانية ونهاية الحرب الباردة”.

وعرضت الكلمة موقف الحزب الشيوعي العراقي المعلن من الحرب المستمرة بين روسيا الاتحادية وأوكرانيا، “وشجب اللجوء إلى خيار الحرب وفي الوقت نفسه إدانة أعمال الاستفزاز والتصعيد وتوسع حلف الاطلسي شرقا” والمساعي لتطويق روسيا عسكريا من قبل الولايات المتحدة والدول الأعضاء في الحلف، بهدف “فرض هيمنتها وسيطرتها على العالم ودوله وشعوبه وموارده، وإعادته إلى أجواء الحرب الباردة وسباق التسلح”. كما أكدت مجددا إدانة هذه الحرب “والمطالبة بوقفها فورا واللجوء إلى التفاوض برعاية الأمم المتحدة للتوصل إلى تسوية سلمية تضمن مصالح كل الأطراف وحق كل الشعوب في العيش بأمان وسلام، بعيدا عن فظاعات الحروب وشرورها”.

اللقاءات العالمية

وأشارت الكلمة إلى أن انعقاد هذا اللقاء العالمي الـ٢٢ “وإصرار الأحزاب الشيوعية والعمالية على استئناف لقاءاتها السنوية يؤكد على أهميتها الحيوية كمنبر لتبادل الأفكار والتجارب ولتطوير العمل المشترك”.

واضافت: “لكن هذا يتطلب بإلحاح معالجة النواقص التي لا يزال هذا المنبر يواجهها”، وأن هناك حاجة إلى “مراجعة عميقة، بالاستناد الى تحليل نقدي للخبرة المتراكمة، لصيغة ومحتوى اللقاءات العالمية بهدف استعادة حيويتها وتوفير فضاء لأحزابنا من أجل مناقشة وحل التباينات في وجهات النظر والمواقف في أجواء رفاقية”.

الوضع في العراق

وتضمنت الكلمة موقف الشيوعيين العراقيين من تطورات الأوضاع في البلاد، وبالأخص منذ المؤتمر الوطني الحادي عشر للحزب في تشرين الثاني ٢٠٢١ الذي عقد تحت شعار “التغيير الشامل: دولة مدنية ديمقراطية وعدالة اجتماعية”. وأوضحت أن “العراق يشهد تعمق الأزمة البنيوية الشاملة التي يكمن السبب الرئيسي لها في نهج ومنظومة الحكم القائمة على المحاصصة الطائفية والاثنية التي فرضت إثر الحرب والغزو والاحتلال الأمريكي للعراق وسقوط دكتاتورية صدام في ٢٠٠٣”.

وعرضت الكلمة مستجدات الوضع منذ “الانتخابات المبكرة” في تشرين الأول ٢٠٢١ “وما أعقبها من احتدام الصراع بين القوى المتنفذة ما أدى إلى استعصاء سياسي”.

وأضافت أنه “مع تعاظم الغضب الشعبي وتنامي الاحتجاجات، توصلت الكتل الحاكمة إلى صفقة لانتخاب رئيس جديد تمهيدا لتشكيل حكومة جديدة. لكن مثل هذه الحكومة، التي أنتجها برلمان يفتقر إلى الشرعية التمثيلية (إذ قاطع ما يقرب من ٨٠ بالمئة من الناخبين الانتخابات قبل عام) لن تؤدي إلا إلى إدامة النظام المفلس سياسيا”.

ولفتت الكلمة إلى “تعمق الفجوة بين الأغنياء والفقراء مع استمرار تفشي الفساد وغياب العدالة الاجتماعية” ما أدى إلى “تصاعد الحركة الاحتجاجية”.

وأشارت إلى خروج عشرات آلاف المتظاهرين في بغداد ومحافظات عدة في الأول من أكتوبر لإحياء الذكرى الثالثة لانتفاضة تشرين، “ورفعوا مجددا المطالب العادلة بالكشف عن قتلة أكثر من ٨٠٠ من المحتجين السلميين في الانتفاضة وتقديمهم إلى العدالة. كما طالبوا بحل الميليشيات المسلحة وضمان استقلال القضاء”.

نضال القوى الديمقراطية من أجل التغيير

وتطرقت الكلمة إلى جهود الحزب الشيوعي المتواصلة “لتجميع القوى الديمقراطية وتحقيق وحدة عملها بهدف تغيير ميزان القوى”. وأشارت إلى انعقاد مؤتمر كبير في بغداد في ١٥ تشرين الأول ضمن المساعي لتشكيل مظلة أو جبهة باسم “قوى التغيير الديمقراطية”. وأن “رؤيتها للتغيير تتضمن إنهاء منظومة الحكم الفاسدة وبناء عراق مدني ديمقراطي مزدهر يقوم على مبدأ المواطنة والعدالة الاجتماعية”.

التدخلات الخارجية

واضافت “ان هذا البديل وحده هو الذي يضمن استعادة العراق لسيادته الوطنية وإنهاء التدخلات الخارجية في شؤونه الداخلية، سواء من الولايات المتحدة وحلفائها أم القوى الإقليمية. أن التصعيد الأخير للاعتداءات العسكرية التركية والإيرانية على مناطق في إقليم كردستان العراق هو دليل إضافي على هذه التدخلات الخارجية المستمرة”.

واختتمت الكلمة بالتعبير عن “التقدير العالي للتضامن الأممي والدعم الذي قدمته العديد من الأحزاب الشقيقة لشعبنا وللشيوعيين والديمقراطيين العراقيين في نضالهم العادل”.

وأكدت مجددا عزم الحزب الشيوعي العراقي على تعزيز العلاقات مع الأحزاب الشقيقة “ومع كل قوى السلام والتقدم في العالم، في النضال المشترك من أجل السلام والحرية والديمقراطية والتقدم الاجتماعي والاشتراكية”.

اختتام اللقاء العالمي

والقى الرئيس الكوبي والسكرتير الأول للحزب الشيوعي الرفيق ميغيل دياز كانيل كلمة في الجلسة الختامية للقاء العالمي عصر السبت الماضي 29 تشرين الاول/أكتوبر 2022 في مركز المؤتمرات في هافانا.

وأكد الاجتماع التضامن الثابت مع كوبا وشعبها والمطالبة برفع الحصار الجائر والإجرامي الذي تفرضه الولايات المتحدة عليها منذ 60 عاما.

ويشار إلى أن اللقاء العالمي أقر “إعلانا سياسيا” و”خطة التحرك” للفترة المقبلة. وستنشر “طريق الشعب” في عددها القادم، يوم الأحد، عرضا لهاتين الوثيقتين.

-------

الحديث حول سعر صرف الدينار امام الدولار.. يربك الأسواق

بغداد ـ طريق الشعب

ترك الكثير من أصحاب الصيرفات في بغداد والمحافظات، بيع وشراء الدولار، على أثر التقلبات المتواصلة في أسعار الصرف، تأثرا بالتصريحات السياسية بشأن خفضه وإعادته إلى سعر صرفه السابق.

ويقول أصحاب الصيرفات، ان عملية تذبذب سعر الصرف أدى الى خسارات يومية متواصلة، ما جعلهم يجمدون عملية التعاطي مع بيع وشراء الدولار.

وتروج قوى سياسية متنفذة أحاديث عن مساعي حكومية وبرلمانية لاعادة سعر الصرف الى سابق عهده.

وبحسب مصدر نيابي، فان “وزيرة المالية طيف سامي أبلغت مجلس الوزراء خلال جلسة الثلاثاء، بأن خطوة اعتماد أي سعر صرف للدولار غير المتعمد رسميا مستحيلة بسبب صعوبة تحويل الأرقام بالقانون بفترة وجيزة، فضلا عن الوضع المالية للبلاد والذي لن يتحمل أي تقلبات في الاسواق”.

وفي بورصة بغداد، ليوم امس، فان سعر البيع بلغت 146,750 دينار عراقي لكل 100 دولار وان سعر الشراء  145,750 دينار عراقي لكل 100 دولار.

وكان عضو اللجنة المالية النيابية جمال كوجر اكد، ان “البنك المركزي لن يغير سعر صرف الدولار خلال العام الجاري او المقبل بسبب العمليات الحسابية”.

وحسم رئيس الوزراء محمد شياع السوداني الجدل بتصريحاته، امس الثلاثاء، مؤكدا عدم وجود نية لاعادة سعر الصرف الى 12000 لكل 100 دولار كما كان قبل عامين.

ووسط تلك التصريحات المتضاربة تستمر موجات الدولار بالتقلب على امل الثبات وانهاء معاناة المواطن باستقرار السوق ومنع استنزاف الموارد المالية.

وكانت الحكومة السابقة قد قررت في كانون الأول 2020 تغيير سعر صرف الدولار مقابل الدينار العراقي، في إطار مساعيها لمعالجة العجز المالي الذي يواجه البلد، لكنها لم تتخذ الى جانب قرارها أية تدابير تحمي المواطن من ارتفاع اسعار المواد الغذائية وغيرها، بينما هو بالكاد يوفر قوت يومه، وبالتالي فان قرار رفع قيمة الدولار أمام الدينار أثر بشكل كبير على حركة السوق والأسعار، ما انعكس بشكل سلبي على الواقع المعيشي للشعب وخصوصاً شريحة الدخل المحدود.

**************************

الصفحة الثالثة

اللبس بين الحكومة الائتلافية القائمة على المحاصصة، ونهج المحاصصة

ثمة لبس بعضه متعمد، ما بين نهج المحاصصة الطائفية والإثنية، الذي نعتبره أسُّ فشل وفساد المنظومة الحاكمة، والذي يُختزل بتعبير  «المحاصصة»، وما بين توزيع الحقائب الوزارية في الحكومات الائتلافية وفق  «حصص» على الأحزاب والقوى والشخصيات المشاركة فيها، يحدد حجمها على أساس نسبة أو وزن التمثيل النيابي لكل طرف ضمن الائتلاف الحكومي.

فالتحاصص في الحالة الثانية أمر طبيعي ومعتمد في جميع الحكومات الائتلافية، أينما تشكلت في مختلف بلدان العالم ذات الأنظمة الديمقراطية البرلمانية. وفي مثل هذه الحالة يجري توزيع الحقائب الوزارية على الأحزاب، ويقوم الوزير المعني عند توليه المسؤولية بجلب فريقه الخاص معه، والمؤلف من عدد محدود من الإداريين والخبراء والمستشارين، الذين قد لا يزيد عددهم عن عشرين شخصا وربما اقل. أما سائر الجهاز الإداري (البيروقراطي والفني) للوزارة فيظل على حاله مستمرا في عمله، وخاضعا لقانون الخدمة الخاص بالوظيفة العامة.

وهذا يختلف تماما عمّا يجري اتباعه في بلادنا بموجب «أعراف» نهج المحاصصة، المعتمد في جميع الدورات البرلمانية والحكومات المنبثقة عنها. ففي «المحاصصة العراقية» يجري التعامل مع الدولة ووزاراتها كغنيمة، يتم تقاسمها بين الأحزاب والكتل السياسية التي احتكرت تمثيل المكون الذي تنتمي إليه، فاختزلت «حصة» المكون بحصة  الحزب أو التحالف الذي يدعي تمثيله. ولا يُمنح التحالف المكوناتي منصب الوزير فقط لقيادة الوزارة، وإنما يمنح الوزارة ومواردها البشرية والمادية، ولذلك يبدأ تنافس حاد غالبا ما يتحول إلى صراع، على الوزارات حسب حجم موازناتها ونفوذها، حيث تصر كل كتلة على الاستحواذ على وزارة سيادية ووزارة خدمية ذات موازنة كبيرة، ومن ثم تقوم الجهة السياسية بامتصاص نسبة كبيرة من تلك الموازنة التشغيلية عن طريق تعيين أنصارها ومريديها وأقارب المسؤولين في المناصب والدرجات العليا، كما تضع يدها على الموازنة الاستثمارية عن طريق اللجان الاقتصادية التابعة لها.

وهكذا نجد ان هذا التقاسم المنافي لمباديء وأسس المواطنة والمساواة أمام القانون، ناهيك عن معايير الكفاءة والنزاهة، ومعه احتكار الأحزاب حق التصرف بـ «حصتها» من الوزارات ، قد أوجد سوقا «لبيع» بعض المناصب العليا وتوزيعها على المرشحين من مختلف القوى والكتل ومراكز النفوذ، ضمن المكون المعني. وبات من أعراف نهج المحاصصة في بلادنا، على سبيل المثال،  أن تكون وزارتا الدفاع والتربية «للمكون السني» ووزارتا الداخلية والتعليم العالي «للمكون الشيعي».

ومن نتائج هذا النهج في تقاسم السلطة والمغانم، أن تحول العديد من الوزارات إلى اقطاعيات تابعة لهذا الحزب أو ذاك، وقد استشرى فيها الفساد السياسي والمالي والإداري والمحسوبية وسوء الإدارة، وغابت معايير الكفاءة والنزاهة ما عدا بعض الاستثناءات، فيما توالت الأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية واستفحلت.

في ضوء ما تقدم، واستخلاصا لدروس هي حصيلة تجربة جميع دورات حكم منظومات نهج المحاصصة السابقة، أتسعت الحراكات الشعبية والقوى السياسية المدنية والديمقراطية والشخصيات الوطنية، المطالبة بتغيير مسارات الحكم ونهج المحاصصة الطائفية والأثنية، ومنظوماته المتحكمة بجميع مفاصل السلطة والثروة، نحو دولة المواطنة والعدالة الاجتماعية.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

من صفحة الرفيق رائد فهمي

في فيسبوك

شريط الاخبار

بلا حسد  راح نغلب اليابان

اعلنت وزارة الصناعة، عن منحها 3000 إجازة تأسيس لمشاريع صناعية خلال سنتين، في “دعم” مستمر للقطاع الخاص، معتبرة الحديث عن وجود 60000 مصنع معطل محاولة لنشر روح الإحباط. هذا وفيما القت الوزارة باللوم على داعش في توقف المصانع، أشارت بيانات الحكومة الى وجود 72093 مشروعا صناعيا متوقفاً عن العمل، فيما أكد المستشار الإقتصادي مظهر محمد صالح على أن سياسة الباب المفتوح، التي إستوردت بموجبها سلع رخيصة ومدعومة بقيمة 37 مليار دولار، قد خلقت منافسة غير عادلة مع المنتوج الوطني، وسببت في خراب 37 منشأة حكومية وأكثر من 50 ألف مشروع صناعي.

من وراء خراب البصرة؟

كشف النائب أمير المعموري، عن وجود فساد في موانئ البصرة، أدى الى تدهورها وأعاق تطويرها. وأشار الى أن العقود الخمسة الخاصة بميناء الفاو الكبير والمبرمة بين الشركة العامة للموانئ وشركة دايو الكورية يشوبها فساد واضح، سبب هدراً في حقوق العراق لصالح الشركة الكورية. وكمثال على تلك الشبهات، ذكر النائب أن غرامة التأخير في عقد حفظ الأمن في الموانئ والذي يستمر لعشرين سنة، حُددت بخمسمائة دولار فقط. من جهة أخرى، كشف المتحدث باسم المفوضية السابقة لحقوق الإنسان عن معلومات تفيد بتعرض عقيد في شرطة النفط للاعتقال والتعذيب، لمجرد قيامه بكشف سرقة النفط في البصرة.

صراع الديكة!

أكد إتحاد الجمعيات الفلاحية أن تأخير توزيع الإسمدة والبذور وتقليص الخطط الزراعية وتواصل الجفاف، سيؤدي الى أن يفقد نصف العراقيين لعملهم، فيما سيفاقم من المخاطر على الأمن الغذائي ويترك أثاراً سلبية على الإقتصاد، المثقل أصلاً بمشاكل عديدة. ودعا الإتحاد الحكومة الجديدة الى الإسراع بمعالجة الصعوبات التي تعترض الفلاحين، لاسيما مع بداية الموسم الشتوي وتفاقم أزمة القمح عالمياً. هذا ويذكر بأن التخبط في عمل وزارتي الزراعة والموارد المائية وصراع الديكة الذي إنغمرتا فيه، أضر بتنظيم عقلاني للمواسم الزراعية، بشكل يضمن تحقيق أعلى إستثمار لما هو متوفر من مياه وبذور وأسمدة ومبيدات.

أكو فرق!

أعلنت محافظة ذي قار عن عدم وجود طلبة في المدارس الطينية، وبأنها أوقفت إنشاء 106 مدارس من هذا النوع، حيث يدرس أغلب الطلبة في مدارس كرفانية. وبينت المحافظة أن عائدية مشاريع البناء المتوقفة ترجع الى وزارة التربية. هذا وفيما عللت المحافظة إيقاف بناء مدارس طينية بعدم وجود سيولة مالية وليس لعدم صلاحيتها، كان وزير التخطيط قد أعلن في عام 2019 عن تخصيص أكثر من ترليون دينار لإنهاء ملف المدارس الطينية خلال سنة. غير أن الحكومة عادت قبل يومين ووعدت بإنهاء الملف عبر مشروع الأبنية المدرسة، لكنها لم تحدد موعداً لذلك في هذه المرة!

معقولة، هاي دولة؟!

مضت أسابيع وما زالت قضية “سماد الداب” تشغل العراقيين، دون أن تستطيع الأجهزة الحكومية والرقابية كشف ملابساتها، لاسيما بعد التناقض الكبير بين رأي وزارة الصناعة التي أعتبرت إنتاجه عبر مستثمر بريطاني، إنجازاً لمشروع (صنع في العراق)، وبين رأي النواب الذين كشفوا بإنه سماد مستورد، تقوم الوزارة بشرائه من الخارج وإعادة تعبئته وتوزيعه، محققة ربحاً يصل الى 10 ملايين دولار في الصفقة، يذهب 95 في المائة منه للمستثمر. هذا وفيما تؤكد تحليلات وزارة البيئة بأن السماد مشع وضار، يعرب الناس عن يأسهم من معرفة حقيقة الأمر، في ظل هيمنة الفاسدين والمتحاصصين على السلطة والثروة في البلاد.

 *****************************

موازنة 2023.. أولويات مهمة يجب وضعها في الحسبان

بغداد ـ طريق الشعب

بعد فترة طويلة من غياب مشروع الموازنة، وما ترتب عليه من آثار انعكست بالسلب على المواطن العراقي، تتوقع اللجنة المالية النيابية إقرارها خلال الفترة القادمة، بينما شدد خبراء ومعنيون على ضرورة دعم الموارد غير النفطية ووزارتي الزراعة والموارد المائية.

وتقدر التخمينات الأولية حجم موازنة العام المقبل بأنها لن تقل عن 125 مليار دولار، وسعر النفط يتراوح بين 70 الى 75 دولارا للبرميل، وبسقف انتاج وتسويق لا يقل عن المتحقق للعام 2022.

الفساد يسرق الموارد الجديدة

وقد أعلنت اللجنة المالية النيابية أن موازنة العام 2023 ستختلف عن سابقاتها بوجود شق استثماري يتناسب مع البرنامج الحكومي، وستكون الحكومة قـادرة على إرسالها في النصف الثاني من تشرين الثاني أو نهايته، وسيكون هناك أربعون يوماً لتشريعها، وبذلك يتاح وقت كاف للحكومة لإطلاقها في النصف الثاني من كانون الثاني 2023.

وقــال عضو اللجنة المالية جـمـال كوجر في تصريح رسمي إن موازنة 2023، “ستقترب من 130 إلى 150 مليار دولار، بسعر ثابت على أساس بيع الخام بين 70 إلى 75 دولارا للبرميل”، مستدركاً بالقول ان “ما يميزها أنها ستكون موازنة استثمارية مختلفة لتقديم الـخـدمـات. بمعنى أنـهـا ستكون مـوازنـة حقيقية”. وعن إضافة مـوارد جديدة للموازنة، قال “يفترض أن يحدث هذا في الموازنة المقبلة إن كان كلام رئيس الوزراء عن الإصلاحات حقيقيا، لكون الفساد يسرق بعض المـوارد الموجودة”، مبيناً أن “هناك موارد تستطيع الحكومة استثمارها”. وأشار كوجر الى إدراج فقرة البترودولار في موازنة 2023، موضحاً أن “العام المقبل سيشهد صـرف البترودولار للمحافظات المعنية، فعلى الرغم من وجوده في جميع المـوازنـات إلا أن الحكومات لم تنفقه”. وبشأن التوظيف قال كوجر: “حتى الآن، من غير المعلوم احتواء الموازنة على باب التعيينات، فربما يتم إدراج المشمولين بقانون الأمن الغذائي فيها، لتعد تعيينات جـديـدة”، مشيراً إلـى أنـه “بإمكان اللجنة المالية التعديل في الموازنة من دون إضافة فـقـرات مالية، لأن صلاحيتها تخفيض الإنفاق، وليست زيادته”.

دعم الموارد غير النفطية

من جانبه، قال الخبير الاقتصادي رشيد سعيد، ان موازنة 2023 “ستعتمد على حجم الواردات النفطية التي تشكل نسبة 96 في المائة، وغير النفطية وتشكل نسبة 4 في المائة”، منبها الى انه يجب “مراعاة اولويات الانفاق، فنحن اليوم لدينا أولويات كثيرة، اهمها ما يتعلق بالأمن الغذائي بدعم وزارتي الزراعة والموارد المائية ودعم الموارد غير النفطية”.

واضاف في حديثه لـ”طريق الشعب”، ان “العراق كان ينتج 5 مليون طن من الحنطة، بينما في السنة الماضية كان لدينا عجز بحدود 3 مليون طن من الحنطة استوردها العراق من الخارج”، مشددا على ضرورة ان “يكون للقطاع الخاص دور في مناقشات إعداد الموازنة”.

وفي جانب اخر حدد الخبير أولويه اخرى يجب ايضا توضع في الحسابات الا وهي “التعيينات خصوصا المفسوخة عقودهم والخريجين فأعدادهم كبيرة جدا اضافة الى ملف الخدمات، جميعها أولويات مهمة، ولا يمكن تفضيل واحدة منها على اخرى”.

ونبه الخبير الاقتصادي الى ان تعطيل وتأخير مشروع الموازنة يفرز “تبعات كثيرة تؤثر على الحياة العامة وتعمق الكساد الاقتصادي،  وسيؤثر هذا التأخير على كل قطاعات الدولة اهمها التعليم والصحة والخدمات”، مشيرا الى ان “المتضرر الاكبر من التأخير هو الطبقات الهشة”.

وعن الوفرة المالية اوضح بالقول انه  لدينا الآن “بحدود 90 مليارا من عائدات النفط خلال هذه الاشهر، ومن المتوقع  في نهاية السنة ان تصل الى 100 مليار دولار، كذلك يتوقع ان يحدد سعر النفط في الموازنة بين 70 الى 75 دولارا للبرميل، وبالتالي سيكون حجم الموازنة 100 مليار، وهنالك اراء تتحدث عن اننا بحاجة الى 150 مليار دولار، وهنا لا بد من ان تهتم هذه الموازنة بتنمية قطاع الاستثمار بشكل مناسب”.

توزيع الدخل بعدالة

من جهته، حذر مستشار رابطة المصارف الخاصة العراقية سمير النصيري، من “التدخل في السياسات النقدية التي يعتمدها البنك المركزي وفقا لاستقلاليته واستراتيجياته، للمساهمة بتحفيز وتنشيط الاقتصاد وتحقيق اهدافه الواردة في قانونه النافذ”.

واقترح المستشار في تصريح صحفي ان يتم تنفيذ برنامج ومنهج جديد للإصلاح المالي “يبدأ بتخفيض الإنفاق الحكومي العام، وإعادة النظر في تعديل شامل لسلم الرواتب الحكومية لموظفي الدولة والمتقاعدين بما يحقق العدالة المجتمعية، وتجاوز التفاوت الكبير، وفق مبدأ إعادة توزيع الدخل بعدالة تضمن التوازن المجتمعي بين الرواتب العليا والدنيا”.

واقترح ايضاً “تخفيض الرواتب والمخصصات والمنافع الاجتماعية للرئاسات الثلاث ومجلس النواب والوزراء والهيئات المستقلة والدرجات الخاصة ورواتب التقاعد الخاصة بهم ممن عملوا سابقا في هذه المواقع منذ ٢٠٠٣”. وتابع حديثه “لا بد من إيقاف استيراد المواد شبه الضرورية وحصر الاستيراد بمواد البطاقة التموينية والدواء والمستلزمات الطبية، مع زيادة السلة الغذائية للعائلة العراقية كما ونوعا وبناء خزين استراتيجي من الغذاء لا يقل عن ثلاثة أشهر حتما”، والعمل على تأسيس صندوق سيادي والاستفادة من الوفورات المالية وادارة موجوداته واستثماراته الامينة من قبل البنك المركزي العراقي، طبقا للمتحدث.

 ******************************

العراق في الصحافة الدولية

ترجمة وإعداد طريق الشعب

(1)

حول التحديات المعقدة التي تواجهها حكومة محمد شياع السوداني، نشر موقع المونيتور مقالاً أشار فيه الى أن المنهاج الحكومي للوزارة الجديدة لا يُظهر إختلافاً واضحاً عن السياسات العامة، التي كان قد تبناها سلفه الكاظمي في منهاج وزارته قبل عامين، رغم النقد الشديد الذي وجهوه لسياسات الكاظمي الخاصة بالعلاقات الخارجية والتعاون الإقليمي والدولي.

وأشار الموقع الى تمتع حكومة السوداني بغطاء برلماني واسع، يفترض أن يكون مفيداً له، لولا المخاوف الواقعية من التأثيرات السلبية المعتادة لنهج المحاصصة والذي شُكلت على ضوئه الحكومة. وذكر بأن المنهاج الحكومي قد أكد في أهم نقطة فيه على إجراء انتخابات مبكرة في غضون عام وتعديل قانون الانتخابات النيابية خلال ثلاثة أشهر، مما يعني قصر عمر الحكومة، وسعيها لأخراج البلاد من حالة اللا توازن، إثر إنسحاب التيار الصدري من العملية السياسية. واستدرك كاتب المقال القول بأن التحدي الأكبر سيكمن في كيفية تعديل قانون الانتخابات، لاسيما في فقرتي «توزيع الدوائر» و «آلية عّد الأصوات»، الى جانب إختيار «مفوضية الانتخابات»، غير المرضي عنها من قبل المهيمنين على مجلس النواب اليوم.

وبصدد بناء أدوات فعالة لمحاربة الفساد خلال فترة أقصاها 90 يوماً، حسب ما ورد في المنهاج الحكومي، أكد المقال على إضطرار رئيس الحكومة الى الدخول في مواجهات شديدة القسوة، ربما حتى ضد بعض من مؤيديه، مما يثير التساؤل حول ما إذا كان السوداني مستعدأ حقاً لخوض هذه المواجهة، لاسيما وأن سلفه كان قد أطلق نفس الوعود وشكل لجنة خاصة بهذا الشأن، أحرزت بعض التقدم قبل أن تؤدي ضغوط واسعة الى حلها.

وأشار الموقع الى التحديات التي ستواجه مهمة توفير فرص عمل للشباب، في ظل واقع إقتصادي يتسم بالتخلف والتعقيد، وتغول للدولة كرّب عمل مع مساهمة ضئيلة للغاية من القطاع الخاص، وغياب لأية إصلاحات تحتاجها البلاد. وكانت حكومة الكاظمي قد تبنت برنامجاً إصلاحياً سمّته (الورقة البيضاء)، سعى الى الخصخصة الشاملة وتشجيع الاستثمارات الأجنبية وإصلاح الإدارة وزيادة إيرادات الدولة من خلال الضرائب، قبل أن تفشل في تطبيقه وسط معارضة قوية من الأحزاب النافذة. ولهذا فإن قيام الحكومة الجديدة بمواصلة تنفيذ الورقة البيضاء سيفقدها تأييد بعض حلفائها، كما أن المشاكل الاقتصادية التي يواجهها العراق ستتعقد، بما في ذلك إحتمال فقدان دعم المنظمات المالية الدولية مثل البنك الدولي، إذا ما إختارت الحكومة إستثمار الوفرة المالية في توفير فرص عمل للشباب في القطاع الحكومي.

ويعتقد كاتب المقال بأن تأمين الكمية اللازمة من الكهرباء خلال صيف 2023، يشكل التحدي الأكبر لحكومة السوداني، في ظل الإعتماد على استيراد الغاز الإيراني ومعارضة التعاون مع دول الخليج في الحصول على الكهرباء.

وأخيراً، فإن علاقات العراق بإيران ستشهد تحسنا كبيراً في ظل الحكومة الجديدة، فيما تكون المحافظة على التطور الذي شهدته علاقات العراق مع الدول العربية خلال حكم الكاظمي، موضع تساؤل كبير.

(2)

وعلى موقع (منتدى فكرة) التابع للمعهد الأمريكي لسياسات الشرق الأدنى، نُشر مقال حول ذات الموضوع أشار كاتبه الى أن اختيار القيادات السياسية في العراق، يتم وفق عرف سياسي مبنّي على محاصصة طائفية وأثنية، حيث يكون رئيس الحكومة شيعياً ورئيس الجمهورية كردياً ورئيس البرلمان سنياً، فيما توزع الوزرات بناءً على عدد المقاعد البرلمانية التي يشغلها الشيعة والسنة والأكراد وتمنح الأقليات والنساء بعض الوزارات الأقل أهمية كوزارة حقوق الإنسان أو المرأة أو البيئة. ويتم التركيز على تأمين وزراء في هذه المناصب قادرين على ترسيخ حكم المتنفذين، دون إعارة إهتمام كاف بالشعب وبحل المشاكل المستعصية في القطاعات الرئيسية او في مواجهة التحديات الاقتصادية والاجتماعية الخطيرة التي تعيشها البلاد والتي يعتقد بإستمرارها خلال العام المقبل.

وحول التحديات التي تواجه الحكومة الجديدة، حدد المقال قضية البطالة، مشيراً الى وجود 6 مليون عاطل في البلاد، حسب مصدر نقابية عراقية، وهو أعلى معدل بطالة في تاريخ العراق. وهناك أيضاً تحدي الصحة، حيث يعاني هذا القطاع من نقص في الكوادر والمعدات والأدوية، لاسيما مع هجرة العقول العراقية، ومنها الأطباء، جراء إهمال الحكومة لهم ولمجال عملهم كما أكد وزير الصحة الأسبق علاء العلوان.

إن نهوض وزارات الصحة والشؤون الاجتماعية والتعليم والكهرباء والإسكان والإعمار وغيرها بمهامها بإبداع، سيساهم بدرجة كبيرة في تحسين الحياة في العراق، حسب المقال، لأن هذه الوزارات هي من يمتلك مفتاح النجاح في ظل استمرار البطالة الشديدة وندرة الغذاء والمياه وفشل البنية التحتية ونقص الرعاية الصحية وغير ذلك من المشاكل التي تعترض تحقيق الرفاهية للعراقيين. غير أن تنافس القوى السياسية على الوزارات «السيادية» كالداخلية والخارجية والدفاع والمالية، وعلى أولويات هذه الوزارات وميزانيتها، وليس على الوزارات الخدمية وعلى ما تستطيع تقديمه للنهوض بالبلاد، يبعث على شعور بالخيبة لدى الناس.

 *******************************

الصفحة الرابعة

معدلات عالية جدا في كليات غير مناسبة.. القبول المركزي: نظام لا جدوى منه

بغداد – سيف زهير

يواجه نظام القبولات المركزية لخريجي السادس الإعدادي انتقادات واسعة بعدما أصبحت حصيلته بلا قيمة تقريبا؛ فمن مفارقاته الحالية، أن يصل معدل المعاهد الطبية إلى 98 أو 97 في المائة، بينما لا تتجاوز معدلات الأقسام الهندسية التسعينات تقريبا.

ويقول الأهالي أن وزارة التعليم ترتكب جريمة بحق أبنائها الطلبة ذوي المعدلات العالية، وازاء هذا التخبط لا يزال السؤال عن مصير الطلبة المتفوقين في ظل هذه الفوضى الكبيرة ينتظر الإجابة؟

تناقضات عجيبة في النظام 

يؤكد احمد سعد، عضو مكتب سكرتارية اتحاد الطلبة العام في جمهورية العراق، أن نظام القبول المركزي ذو صيت سيئ جدا بسبب مشاكله التي لا حصر لها.

ويقول سعد لـ”طريق الشعب”، أن “نتائج القبولات سيئة جدا وأقرب مثالين هما العامان الماضي والحالي، حيث اصبح هذا النظام التعليمي مختصا في تفويج العاطلين عن العمل، ولا يلبي طموحات الطلبة وتطلعاتهم الدراسية”، مبينا أن “هذا الخراب وتشويه المعدلات وبلوغها أرقاما قياسية يعود إلى أهواء بعض القائمين على ملف التعليم ومساعيهم إلى تفويج العاطلين وتقليص المقاعد الدراسية الحكومية”.

وشدد المتحدث على أن هذه الرغبة وضحت من خلال “التوجه إلى التعليم الموازي والأهلي والمسائي وبدرجات كبيرة جدا وغير مسبوقة. أن هذه الخطة يراد منها البدء بخطوات عملية تجاه خصخصة التعليم وإلغاء مجانيته، إضافة إلى ذلك، هنالك غياب واضح لتوجيه القبولات من أجل سد حاجة سوق العمل، وبالتالي أن الطلبة وحدهم من يدفعون الضريبة”.

وضمن الأعداد الأخيرة المنشورة، فإن أعداد الطلبة المقبولين في الجامعات بلغ 197724 ضمن قناتي القبول العام والمباشر. وفي قناة القبول المركزي في المجموعة الطبية بلغ 7749 طالباً، وفي كليات الهندسة 23162 طالبة. وفي العلوم ‏25690، القانون 3571، الإدارة والاقتصاد ‏18041، التقنيات الطبية والصحية ‏1941، التمريض 3176، الطب البيطري ‏2145، الزراعة ‏3594، الآداب ‏7018، اللغات ‏2613، التربية والتربية الأساسية ‏39810، المعاهد الطبية ‏13599، وفي المعاهد التكنولوجية ‏8468.

وتتباين القبولات من حيث المعدلات حيث تصل إلى أعلى مراحل الظلم بالنسبة للطالبات والطلاب الحاصلين على معدلات عالية؛ فمنهم من بلغ التسعينات ولكنه لم يظفر سوى بقسم في كلية العلوم، بينما يقفز نظيره الذي يدفع الأجور الموازية إلى المجموعة الطبية.

نظام غير عادل

من جانبه، يقول الأكاديمي علي عودة، أنه عمل لمدة طويلة جدا في السلك التعليمي وبعد الإطلاع الواسع على نظام القبول المركزي في الجامعات والمعاهد يجد أنه نظام لم يعد صالحا لتحقيق العدالة ومراعاة ظروف البلد. ويقول عودة لـ”طريق الشعب”، أن “الطلبة وذويهم أصبحوا ضحايا هذا النظام الذي يعتمد معدل التخرج من الدراسة الإعدادية معيارا في التنافس وتوزيع الطلبة على الجامعات والمعاهد. اليوم نشهد افتقارا لعدد الجامعات الحكومية رغم الزيادة المحدودة التي حصلت بعد 2003، لكن التعليم الأهلي تحول إلى ظاهرة ومن ثم التحق فيه التعليم الموازي وكذلك المسائي”، مضيفا “جاءت نتائج القبول لتكشف هشاشة نظام القبول المركزي وفشله وعدم ملاءمته للظروف الحالية. قد يرى بعض المتمسكين بالقبول المركزي ان الغاءه سيؤدي الى فوضى وعدم عدالة في توزيع الطلبة، والحقيقة ان ما نراه اليوم هو الفوضى بعينها، ولو توفرت حرية الاختيار ضمن مسارات عديدة مفتوحة سوف يكون القبول اقرب الى العدالة وتحقيق الرغبات الممكنة لكل الطلبة. لذلك أقول لا بد من إعادة شاملة للنظر بهذا النظام والعمل على انقاذ ما تبقى من هيبة التعليم في ظل تصاعد المعدلات وعدم تحقيقها أي غرض أكاديمي بسبب تهالك التعليم وتوجه الجميع صوب المجموعة الطبية فقط”.

وأردف “اعتقد ان الامر يحتاج الى قرار شجاع من وزارة التعليم العالي لاسقاط هذا الصنم الذي يسمى (القبول المركزي) واستبداله بنظام اكثر انسانية وانصافا وانسجاما مع ظروف العراق الصعبة، ومع التطورات التي يشهدها نظام التعليم في العالم، لعل هذا الامر جدير بالنظر والمناقشة من قبل هيئة الرأي في وزارة التعليم العالي”.

وتوجه انتقادات كثيرة إلى الحكومة ووزارة التعليم بعدما أصبحت المعدلات العالية ليست مؤثرة مثل السابق في الحصول على الكلية التي يطمح الطالب اليها. وفي المقابل، أصبحت هناك جامعات أهلية كثيرة وانها كالدكاكين التي لا تهتم بالجانب الأكاديمي، بل باب لتمويل الاحزاب الفاسدة، ولا تهتم مطلقا بالرسالة العلمية، ولا يعنيها شيء سوى جني الأموال على حد قول الكثيرين.

 ************************

مختصون:  التعليم العالي  بلا تخصيص مالي لائق ولا تخطيط استراتيجي

بغداد – محمد التميمي

يقول خبراء ومراقبون إن التخصيصات المالية التي ترصدها السلطات إلى قطاع التعليم العالي والبحث العلمي ضئيلة جدا وغير طموحة، مؤشرين ابتعاد السياسة التعليمية في العراق عن التوجه صوب التخصصات المهنية والتكنولوجية لمواكبة التطور في سوق العمل. كذلك لا تستثمر في الجوانب المعرفية وتوجيه الإنفاق لصالح البحوث وتوسعة الجامعات والمختبرات وغيرها.

وبحسب الأرقام والتقديرات، فأن نسبة موازنة التعليم العالي ضمن الموازنات الاتحادية عادة ما تأتي في ذيل الترتيب أو قبله بمراتب قريبة.

أين التخطيط السليم؟

وتقف وزارة التعليم العالي والبحث العلمي دون أي حلول جادة تجاه هذه القضية المعقدة، فإضافة إلى كون إدارة الوزارة هي جزء أساسي من المحاصصة الطائفية، لكن ضعف التخصيص يحاصر كوادرها، اما الفساد فهو مشكلة أخرى يجري التحذير من استحواذه على أي زيادة ممكنة.

وبحسب بيانات وزارة المالية في ما يخص النفقات التشغيلية وكذلك الاستثمارية لأول ٧ أشهر من عام ٢٠٢٢، فأن الإنفاق لوزارة التعليم العالي يبلغ تريليونا و ٥٢٩ مليار دينار، والإنفاق التشغيلي يبلغ تريليونا و ٥٠٩ مليارات دينار. بينما رواتب الموظفين تعدل تريليونا و٥٠٣ مليارات دينار، وهذا يعني أن نسبة الرواتب من الانفاق الكلي تكون ٩٨ في المائة ونسبة الرواتب من الانفاق التشغيلي تعدل ٩٩ في المائة.

ويقول مختصون إن فاتورة رواتب وزارة التعليم العالي والبحث العلمي هي ثالث اكبر فاتورة رواتب بعد وزارتي الداخلية والدفاع وهي أعلى من التربية والصحة وغيرها من الوزارات، بينما وصل البحث العلمي إلى أدنى مستوياته. وقد يرى البعض أن هذا الرقم كبير لفاتورة الرواتب، لكنه ضئيل جدا كتخصيص، فهو رقم متواضع أمام بلد تصل موازناته إلى 100 تريليون وأكثر.

وتقول الدكتورة جبرة الطائي (أكاديمية) إن التدمير الممنهج الذي يتعرض له البلد بدأ من التعليم ومن ثم وصل الأمر إلى الصحة والبيئة. أصبحنا نرى مهندسين وأطباء وخريجين فاشلين بسبب تهميش التعليم وجعل مخصصاته كرواتب فقط.

وتوضح الطائي لـ”طريق الشعب”، أن “عملية تحطيم التعليم ممنهجة. هنالك جامعات أهلية هي جزء من الفساد بدأت تأخذ دور التعليم الحكومي وحتى المعدلات الضئيلة أصبحت بفضلها تدرس تخصصات علمية صعبة مقابل الأموال”.

وتضيف قائلا: أن “الكثير من بلدان العالم تجعل ميزانية التعليم العالي أكثر من ميزانيات الدفاع والداخلية ولكن في العراق يسير الأمر خلافا لذلك تماما فهو يقبع في ذيل الترتيب. إضافة لذلك، لا توجد أية مختبرات حقيقية ولا مستلزمات للبحث العلمي وعند طلب الدعم تتحجج الوزارة بالكثير من الأعذار وهذا يعكس عدم اهتمام النظام السياسي كاملا بالبحث العلمي”، مبينة أن “وزير التعليم السابق كان من رحم الوسط التعليمي ولم يقدر على عمل أي شيء بسبب طبيعة المحاصصة ورفضها تطوير هذا القطاع”.

وتضيف الأكاديمية، أن “الارتقاء بمستوى التعليم العالي هو مسؤولية الجميع، لكن عملية تمويله بشكل كاف ضرورية جدا وهامة. إذا بقيت الأمور كما هي الان من حيث السياسة المالية فسيزداد الوضع سوءا. القضية ليست بزيادة التمويل وحده، بل بكيفية التخطيط السليم وتمويله وفق برنامج وخطط سليمة تهدف إلى مخرجات أكاديمية رصينة ترتقي بالبحث العلمي ومستوى الخريجين”.

إهمال الموارد البشرية

من جانبه، يقول الخبير الاقتصادي صالح الهماش، أن المشكلة الحقيقية ليست بالدولة أو الحكومة بتعبير أدق، بل بوزارة التعليم نفسها التي تطلب هذه الأرقام.

ويوضح الهماش خلال حديثه مع “طريق الشعب”، أن “الوزارات تطلب موازناتها وتطرح احتياجاتها بشكل مفصل وبضمنها المشاريع الإستراتيجية وما المطلوب القيام به وعلى هذا الضوء تحدد موازنات الوزارات بشكل عام. أن وزارة التعليم دائما تهتم بتوفير الأموال التشغيلية وتهمل الاستثمارية وإلى اللحظة الحالية لم تقم الوزارة بتوسعة جامعاتها وتعتمد على الموروث من النظام السابق”، مبينا أن “النظام التعليمي سمح بأن تكون التوسعة للتعليم الأهلي بدلا من الحكومي، وهذا أمر آخر ساهم بجعل التخصيصات المالية أقل وانعكست تأثيراتها على المستوى التعليمي. لم تضع الجامعات أي خطط استثمارية حقيقية للنهوض بالوقع التعليمي والتوسع وافتتاح للجامعات الجديدة أو الانشطار. أن ما يخصص للتعليم ضئيل ويجب أن يدعم بشكل أكبر وأن يحظى الطالب أيضا بالدعم، حيث باتت جامعاتها الحكومية شبه أهلية لما تفرضه من أعباء عديدة على الطلبة”.

وعن الاستثمار بالموارد البشرية، قال الهماش أن “بلدانا مثل كوريا الجنوبية وماليزيا وغيرهما استثمرت بالموارد البشرية من خلال الاهتمام بالتربية والتعليم، وخرجت أجيالا قادرة على إدارة البلدان ومشاريعها بينما أهمل العراق هذا الأمر كبقية القطاعات الهامة واعتمد على النفط وحده”

 **************************

المحاصصة السياسية همّشتنا وقتلت احلامنا في مهدها.. شباب لـ «طريق الشعب»: النظام السياسي القائم لا يمكن إصلاحه 

بغداد ـ طريق الشعب

عشرون عاما من التهميش والاقصاء، صادرت خلالها قوى السلطة كل أحلام الشباب وتطلعاتهم، وكانت كفيلة في ان تخلق فجوة كبيرة بينهم وبين الطبقة السياسية: فجوة لا يمكن ردمها؛ فالشباب العراقي أكثر وعيا وادراكا لفشل هذه القوى في إدارة البلاد، بينما لا تخفى الحسرة التي في قلوبهم عند النظر الى اقرانهم وهم يرفلون بحياة لم تكن مريحة فهي على الأقل كريمة.

نتيجة لذلك يجد الشاب العراقي نفسه تائها بمستقبل مجهول المصير في ظل تسلط المتنفذين والفاسدين؛ فالنهج المحاصصاتي خلق قناعة تامة لدى كافة المواطنين بانه لا حلول يمكن ان تشفع لهذا النظام السياسي سوى ازاحته جذرياً.

حلولها مأزومة

يقول الشاب خضر اياد طالب يدرس في هندسة الكهرباء، وهو على أبواب التخرج: “درست باختصاص هندسة الكهرباء لكن أجد امامي مستقبلا مجهولا غير واضح، وأملي مثل اقراني ان توفر لنا الدولة فرص عمل، فهي فشلت في توفير فرص عمل للشباب وفي الاهتمام بالشاب وتطوير مهاراته وتمكينه”.

وحمّل اياد القوى المتنفذة التي هيمنت على الدولة بكل مفاصلها مسؤولية ما الت اليه أوضاعهم اليوم.

 واكد ان قوى السلطة قضت على أحلام الشباب عندما اخرجته من قائمة أولوياتها: “نجد ان الكثير من الشباب مصيرهم مجهول، بينما نلاحظ انه وفي كل دول العالم والأنظمة السياسية الحقيقية التي تهتم وتطمح للتغيير نحو الأفضل والتطور، تهتم بالشباب كونهم الأداة الفعالة التي تقود هذه العملية. وفي العراق يحدث النقيض”.

ولفت في حديثه الى ان الشاب العراقي “هو بطبيعته موهوب ومبدع وخلاق بشكل مستمر، وإذا ما وجد من يحتضن موهبته وينميها ويطورها قطعا سنشهد تطورا في البلاد على صعد كثيرة ومختلفة، لدينا شباب بعقول مبدعة ولكن ما الفائدة إذا كانت لا تحظى باهتمام وعناية ومتابعة ولا حوافز تشجيعية حتى”.

وخلص الى ان لا حلول يمكن ان تخرج على يد القوى المتنفذة، وحلولها بواقع الحال ما هي الا أزمات وعبء على العراق وشعبه، وتجربتنا كشباب مع هذه المنظومة سيئة وفق كل المعايير، انما نجحت بأمر وحيد فقط وهو ان تحصد كره الشعب لها بكافة مكوناته واطيافه.

أغلقت بوجهنا الأبواب

وبالنسبة للشاب ماهر عمر فلم يذهب رأيه بعيدا عما ذكره قرينه اياد، فهو يجد ان “المنظومة السياسية الحالية فاشلة، وشريحة الشباب تنظر لها بخيبة امل كبيرة، فهي وعلى مدى 20 عاما لم تقدم أي منجز للشباب”.

وأوضح لـ “طريق الشعب”، قائلاً: “كنا نأمل ان تتحقق مطالبنا التي رفعناها في انتفاضة تشرين، وان يتحقق حلم التغيير الذي لطالما راودنا، ولكن ما شهدنه رسخ لدينا قناعة ثابتة: لا تغيير حقيقيا وممكنا في ظل القوى السياسية المتنفذة الان، فمطالبنا لم تتحقق وتم تسويفها وجرى الالتفاف عليها”. وبين في سياق حديثه عن التغيير الذي يطمحون اليه قائلا انهم يريدونه “جذري وشامل لكل هذه القوى، التي همشت الشباب واقصتهم من المشهد فهي لم تهتم بهم، وسعت بكل الطرق الى غلق كل أبواب الامل في وجوههم، والغاية معروفة الا وهي اجتذاب أكبر عدد ممكن منهم في صفوف فصائلها المسلحة التي تهدد حياة الناس وأمنهم”.

وأردف عمار “انا من مواليد 2003 ما زلت في ريعان شبابي ولكن لم اشهد أي عناية من قبل الدولة ومؤسساتها”. وخلص الى ان كل الوعود الكاذبة بالإصلاح والتغيير ومكافحة الفساد وتامين حياة كريمة وتوفير فرص العمل، التي يطلقها المسؤولون “اعتدنا على سماعها دوماً، ولم تعد تنطلي علينا، وعلى من هم في هرم السلطة ان كانوا جادين في ما يتحدثون، ان يأسسوا لعملية تغيير حقيقية في البلاد، فالنظام السياسي الحالي لا يمكن إصلاحه”.

 *****************************

الصفحة الخامسة

مهمة ملحة: حملة الاستزراع للموسم الشتوي الحالي

عبدالكريم عبدالله بلال*

جاء في المنهاج الوزاري لحكومة السيد السوداني انه يروم وضع خطة مستعجلة لدعم المزارعين، لانجاح الموسم الزراعي الشتوي، وبالاخص ان الموسم قد بدأ. ان هذا يتطلب حركة سريعة وتجنيد وحشد الطاقات المشتركة لوزارتي الزراعة والموارد المائية والادارات المحلية في المحافظات، وكذلك اتحاد الجمعيات الفلاحية على مستوى العراق والمحافظات من خلال اجراءات سريعة وفعالة وكما يلي:

  1. القيام بحملة كري للأنهر والمبازل وتجهيز اليات وزارتي الزراعة والموارد المائية والاليات الموجودة عند مختلف التشكيلات والمؤسسات العسكرية والمدنية حيث تتوفر لديهم حفارات وشفلات وكريدرات.
  2. توفير البذور المصدقة للفلاحين من خلال الشعب الزراعية ومنع تهريبها للاسواق وذلك من خلال المراقبة الشديدة.
  3. منح الفلاحين سلفا موسمية لشراء المستلزمات الضرورية لهم.
  4. توفير منظومات الري بالرش الثابتة والمتحركة وبأسعار رمزية من خلال شركة التجهيزات الزراعية.
  5. دعم معامل القطاع الخاص بالسلف لغرض تصنيع منظومات الري بالرش بأنواعها المختلفة وحسب المساحات.
  6. تنظيم عمليات السقي والمراشنات بالتعاون بين مؤسسات وزارة الموارد المائية واتحاد الجمعيات الفلاحية بالأخص المناطق المروية سيحا.
  7. تشكيل لجنة زراعية عليا للإشراف على عملية الاستزراع تمثل فيها الجهات ذات العلاقة الزراعية (وزارتا الزراعة والموارد المائية واتحاد الجمعيات الفلاحية واكاديميون من ذوي الاختصاص ترتبط مع مجلس الوزراء، ومنحها الصلاحيات اللازمة). وهذا ينطبق على المحافظات.
  8. العمل على تأهيل معامل الاسمدة الموجودة في العراق (البصرة وبيجي والرطبة) مع استيراد الاسمدة التي لم تتوفر في العراق.
  9. توفير المبيدات الحشرية ومن مناشئ عالمية رصينة والقيام بحملات وقائية من قبل أقسام الوقاية الزراعية في المحافظات.

ــــــــــــــــــــــــــــ

* مهندس زراعي استشاري

 *************************

شبح البطالة يلاحق أطباء الأسنان

كوثر كاظم

بالرغم من تحذيرات نقابة أطباء الأسنان خلال السنوات الماضية من وجود فائض في إعداد أطباء الأسنان في العراق، وتشديدها على أهمية ضبط عملية قبول الطلبة في كليات طب الأسنان حسب حاجة البلد، إلا إن وزارة التعليم العالي لا تزال مستمرة في إجازة استحداث كليات أهلية جديدة في هذا التخصص الطبي. لذلك أدى سوء التخطيط والإدارة إلى حصول زخم في أعداد أطباء الأسنان في المراكز التخصصية وجميع المؤسسات الصحية.  وتفوق أعداد هؤلاء الأطباء الهيكلية الوظيفية القياسية للمراكز التخصصية، لذلك أن الطبيب المتدرب في سنته الأولى لن يجد الفرصة لتطبيق المهنة في هذه المراكز، وفق آلية العمل المقررة وحسب قانون التدرج الطبي.

ويقف النقص الحاصل في المواد والتجهيزات الطبية المتعلقة بطب الأسنان، عقبة في طريق المواطن ذي الدخل المحدود، الذي بات لا يجد أدنى متطلباته الصحية في المراكز التخصصية الحكومية.  العديد من أطباء الأسنان المتدربين، يطالبون اليوم بإبقائهم في المراكز التي يتدربون فيها، كي يكتسبوا الخبرة اللازمة. وذلك تماشيا مع قرار العمل الوظيفي بنسبة 50 في المائة، الذي سبق وأن كانت له إيجابيات عديدة من ناحية توفير فرصة أكبر لعمل أطباء الأسنان.

كما يطالب هؤلاء الأطباء بفتح مراكز تخصصية في كل قطاع صحي في بغداد والمحافظات، لغرض استيعاب أعدادهم، مع تأمين مستلزمات المهنة، لا أن يتم وضع حلول ترقيعية تنقلهم من السيء إلى الأسوأ!

ووفقاً لإحصاءات رسمية، فإنه بحلول عام 2027 سيكون العدد الكلي لأطباء الأسنان في العراق 90 ألف طبيب، وهذا العدد الهائل سببه الفتح غير المنظم للكليات الأهلية، التي باتت تقبل أعدادا من الطلبة تفوق الطاقة الاستيعابية لمؤسسات البلد الصحية.  وكانت وزارة الصحة قد أفادت بأن هناك فائضا في عدد أطباء الأسنان الحالي البالغ 23 ألف طبيب، فكيف سيكون الحال مع 90 ألف طبيب؟!

 *************************

«حي أور» البغدادي.. خدمات بلدية ضعيفة وكلاب سائبة تحتل الطرقات!

بغداد - سلام السوداني

يعد “حي اور” من الاحياء البغدادية الشعبية الواسعة، التي يقطنها الكثير من الكسبة والموظفين الصغار ذوي الدخل المحدود. هذا الحي يعاني منذ سنوات إهمالا من ناحية الخدمات البلدية والتعليمية والصحية، وحتى قطاع الكهرباء.

“طريق الشعب” تجولت في حي أور للاطلاع على واقعه الخدمي المتردي، ونقل صورة عن معاناة سكانه في هذا الشأن، إلى الجهات المسؤولة:

شوارع غير مبلطة وأزبال متراكمة

معظم شوارع الحي الفرعية غير مبلطة. وبالرغم من وعود بلدية الشعب بإكسائها، إلا أن المواطن لم يلمس أي ثمرة على أرض الواقع!

وتبرر البلدية تأخر تنفيذ هذا المشروع بعدم توفر التخصيصات المالية. فمنذ أكثر من عام قامت بحدل بعض الشوارع وتسويتها، لكنها لم تكمل العمل وتنجز التبليط. ومن هذه الشوارع “شارع أبو عبير” الذي لا يزال مليئا بالحفر والمطبات، إضافة إلى الأزقة الفرعية المتهالكة. أما بالنسبة لقطاع النظافة، فآليات البلدية لا تدخل الى الشوارع الفرعية، إنما تكتفي برفع النفايات عن الشوارع الرئيسة. بينما يتكفل برفع النفايات عن الفروع، متعهد يزور المنطقة بين يوم وآخر، مقابل 10 آلاف دينار يجبيها شهريا من كل منزل. وحتى الآن لا يدري السكان إذا كان هذا المتعهد مخولا من البلدية أم لا!

الأمبير بـ 17 ألف دينار

لا يلتزم أصحاب المولدات الأهلية في حي أور، بتسعيرة الاشتراك المحددة من قبل محافظة بغداد. فهم يستوفون من المشترك خلال الصيف 17 ألف دينار عن الأمبير الواحد شهريا. وفي حال تحسنت الكهرباء يقل المبلغ ويصبح 13 ألفا.

صفوف المدارس خانقة!

غالبية المدارس في حي اور تعمل بنظام الدوام الثنائي، وصفوفها مكتظة بالتلاميذ والطلبة. إذ يصل عددهم إلى 50 فردا في الصف الواحد.

وتعاني مدارس الحي نقصا في أعداد الرحلات، إضافة إلى ضعف الخدمات، من حمّامات ومياه شرب وحوانيت، ناهيك عن مشكلة شح المناهج وعدم توزيع القرطاسية، والتي تعانيها مدارس البلد جميعها. 

الكلاب السائبة مجاميع!

كغيره من أحياء بغداد الشعبية، يعاني حي أور انتشار أعداد كبيرة من الكلاب السائبة، التي تتجول في الشوارع مجاميع، سيما اثناء الليل، ما يهدد سلامة المواطنين وأطفالهم، خصوصا أن هذه الكلاب في معظمها متوحشة وتحمل أمراضا خطيرة. وإضافة للكلاب السائبة، يقوم عدد من رعاة الأغنام برعي حيواناتهم في الشوارع الرئيسة وعلى الجزرات الوسطية، ما يعد ظاهرة مخالفة للشروط الصحية والبيئية، وحتى الحضارية!

السوق يغص بالأزبال

يوجد في حي أور سوق شعبي، لكنه غير منظم ولا تمتد إليه يد الخدمات بشكل منتظم. فالأزبال تتراكم باستمرار عند مداخل السوق وعلى الشارع العام المحاذي له، مخلفة روائح كريهة ومنظرا مقرفا. بينما يعاني السوق بشكل عام، الفوضى وعدم التنظيم من ناحية المحال والبسطات وطريقة عرض البضاعة.

أهالي حي أور يدعون الجهات المعنية إلى الوقوف على مشكلاتهم الخدمية المذكورة في هذا التقرير، واتخاذ الإجراءات اللازمة لمعالجتها عاجلا.

****************************************

مئات المواطنين نزحوا.. جفاف أحد أكبر مسطحات ذي قار المائية

الناصرية – وكالات

أفاد مصدر محلي في محافظة ذي قار، الاثنين الماضي، بنزوح المئات من العائلات في قضاء سيد دخيل جراء جفاف أحد اكبر المسطحات المائية شرقي المحافظة.ونقلت وكالة أنباء “المعلومة” عن المصدر قوله، أن “أكثر من 15 في المائة من سكان القضاء، نزحوا إلى محافظتي النجف وكربلاء بسبب شح المياه الذي تتعرض له مناطقهم”.

وأوضح المصدر الذي لم تكشف وكالة الأنباء عن اسمه، أن “الازمة المائية ادت إلى جفاف هور ابو زرك، أحد أكبر المسطحات المائية في قضائي الإصلاح وسيد دخيل شرقي المحافظة”.

وتشهد الاهوار العراقية اليوم ظروفا بيئية قاسية، لا سيما في محافظتي ميسان وذي قار، وذلك جراء أزمة الجفاف الخانقة التي تعتبر الأسوأ منذ سنوات عديدة.

 *********************

ديالى.. دعاوى قضائية ضد مزارعين جرّفوا بساتينهم

بعقوبة – وكالات

كشف عضو نقابة المحامين العراقيين علي خليل، الاثنين الماضي، عن رفع أكثر من 20 دعوى قضائية بحق مزارعين قاموا بتجريف بساتين في حوض نهر ديالى.  وقال في حديث صحفي، أن “دوائر حكومية رفعت خلال الشهور الثلاثة الماضية هذه الدعاوى بحق المزارعين، الذين جرفوا مساحات كبيرة من البساتين”، لافتا إلى أن “تجريف البساتين يعاقب عليه القانون وفق فقرات محددة، كونه يؤدي الى أضرار بيئية ويحرم مدنا من الاحزمة الخضراء”.

وأشار خليل إلى أن “قضية تجريف البساتين تنامت بشكل كبير بعد 2003، لأسباب متعددة ابرزها ازمة السكن”.

ويقوم فلاحون ومزارعون بتجريف بساتينهم وتقسيمها إلى قطع أراض سكنية وبيعها على المواطنين، الأمر الذي أفقد الكثير من المدن العراقية مساحاتها الخضراء.

 **************************

العمارة.. لا رحمة في «حي الرحمة»!

العمارة – وكالات

طالب سكان «حي الرحمة» الأول، في مدينة العمارة، الحكومة المحلية في ميسان بشمول حيهم بمشاريع الخدمات البلدية، وفي مقدمتها شبكة الصرف الصحي، مؤكدين أن الرطوبة ارتفعت كثيرا في منازلهم وأثرت على أساساتها، بسبب اعتمادهم في تصريف المجاري على ساقيات سطحية.

وأوضحوا في حديث صحفي، أنه هذه ليست المرة الأولى التي يطالبون فيها بالخدمات، فسبق أن قاموا بذلك، لكنهم لم يتلقوا أي استجابة، لافتين إلى أن مسؤولين حكوميين عديدين زاروا المنطقة واطلعوا على واقعها البائس، لكنهم حتى الآن لم يتحركوا لمعالجة مشكلاتها الخدمية.

وطالب الأهالي الحكومة المحلية وجميع الجهات المعنية، بإغاثتهم بعد أن تحولت أزقة منطقتهم إلى «مرتع للمياه الآسنة» – على حد تعبيرهم.

وكانت حكومة ميسان قد أعلنت في وقت سابق شمول حيي «الرحمة» الأول والثاني بمشاريع المجاري، ضمن تخصيصات الدعم الطارئ.

 **************************

الجمعيات الفلاحية: «حرب جديدة» تهدد الفلاحين والمزارعين

بغداد – وكالات

عدّ اتحاد الجمعيات الفلاحية، عدم توزيع السماد على الفلاحين والمزارعين “حربا جديدة”. فيما أكد أن أزمة المياه تهدد نصف العراقيين بفقدان عملهم.

وقال رئيس الاتحاد حسن التميمي في حديث صحفي أول أمس الثلاثاء، ان “الفلاح العراقي يعاني مشكلة عدم تزويده بمادة السماد من قبل الدولة، وهذه حرب من نوع جديدة، والكل يعلم أن المناطق الجنوبية باشرت عملية الزراعة، وأن قسما من الفلاحين بدأوا بالرية الأولى لمحصولي الحنطة والشعير”.

وأضاف قائلا أن “الفلاح يعاني اليوم أزمة مياه أضرت كثيرا بخطة هذا العام البالغة مليون و500 ألف دونم لعموم المحافظات، ما سيؤدي إلى بطالة جديدة تطال القطاع الزراعي الذي كان منذ قرون كثيرة القطاع الوحيد الذي يساهم في الحد من البطالة ويحرك السوق ويدعم الاقتصاد”.

وطالب رئيس الاتحاد، الحكومة بـ “تسليم الفلاحين والمزارعين السماد فورا وفي أسرع وقت ودون تأنٍ ومماطلة، كي يزرعوا ويوفرا رغيف الخبر للشعب العراقي”، داعيا رئيس الحكومة الجديدة إلى “ضرورة أن يتبنى بنفسه ملف المياه وأن ينظر إلى نصف المجتمع العراقي المهدد بفقدان عمله”.

 **************************

مواساة

  • تتقدم اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في ميسان، بأحر التعازي وأصدق المواساة إلى الرفيق وصفي حسين، عضو المحلية، وذلك بوفاة نجله الشاب مصطفى إثر حادث سير مؤسف.

وكانت للفقيد علاقات مع الوسط الديمقراطي المدني، وكانت لديه اهتمامات فنية إبداعية.

له الذكر الطيب ولأهله وأصدقائه ومحبيه الصبر والسلوان.

  • بحزن شديد ودعت منظمة الحزب الشيوعي العراقي في المدحتية، واحدا من أبرز مناضلي المدينة، وهو الشيوعي المخلص الرفيق حسين علي حسين السعدي (أبو علاء)، الذي أفنى شبابه ملتزما بوعي وثبات، ومناضلا من أجل الوطن الحر والشعب السعيد.

للفقيد الذكر الطيب ولعائلته ورفاقه وأصدقائه الصبر لوان.

 ***********************************

الصفحة السادسة

الانتخابات الاسرائيلية.. اليمين المتطرف يتصدر نتائج الاستطلاعات

متابعة - وكالات

قال رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين نتانياهو، أمس الأربعاء، إنه على وشك تحقيق فوز ساحق في الانتخابات التشريعية الخامسة التي تجري خلال أقل من أربع سنوات، بعدما أشارت استطلاعات الرأي إلى حصول حزبه الليكود وحلفائه من اليهود المتشددين على أغلبية 65 مقعدا في البرلمان.

 وحصل نتانياهو على دعم اليمين المتشدد بزعامة إيتمار بن غفير المعروف بخطابه المعادي للعرب ودعوته إلى ضم الضفة الغربية المحتلة بأكملها إلى إسرائيل.

نتانياهو: حصلنا على الكثير

أعلن نتانياهو أنه «حظي بتصويت كبير بالثقة» من جمهور الناخبين، وأن معسكره اليميني على وشك تحقيق فوز ساحق في الانتخابات وبذلك يستعد لعودة دراماتيكية إلى السلطة.

وتشير النتائج الأولية بعد فرز ما يقرب من 70 في المائة من أصوات الناخبين إلى أن حزب الليكود الذي يتزعمه نتانياهو وحلفاؤه المحتملين من الأحزاب الدينية واليمينية المتطرفة يتجهون لتحقيق أغلبية حاكمة في البرلمان، في انتخابات هي الخامسة التي تشهدها إسرائيل في أقل من أربع سنوات.

وقال نتانياهو مبتسما لمؤيديه في مقر الحملة الانتخابية لحزبه بصوت أجش بسبب الحملة الانتخابية التي استمرت لأسابيع: «نحن على وشك تحقيق نصر كبير للغاية».

وأثار تحالف نتانياهو مع إيتمار بن غفير اليميني المتطرف المثير للجدل والذي تتجه كتلته الصهيونية الدينية لتكون ثالث أكبر حزب في البرلمان قلق الفلسطينيين.

هل سيفوز حقا؟

وعلى الرغم من أن المشهد قد يتغير مع اكتمال فرز الأصوات، إلا أن النتائج الأولية أظهرت أن نتانياهو، الذي يُحاكم بتهم فساد ينفيها، قائد لكتلة من أربعة أحزاب قد تحصل على 67 مقعدا من مقاعد الكنيست البالغ عددها 120.

وبعد حملة هيمنت عليها المخاوف بشأن الأمن وتكلفة المعيشة، بدا أن الدعم للائتلاف الحاكم برئاسة رئيس الوزراء المنتمي لتيار الوسط يائير لابيد قد انهار على الرغم من أنه لم يقر بعد بالهزيمة قائلا إنه سينتظر النتائج النهائية. وبعد أقل من 18 شهرا على تركه السلطة، قال نتانياهو أيضا إنه سينتظر النتائج الرسمية.

طريق مختلف

انتهى عهد نتانياهو القياسي الذي استمر 12 عاما متتاليا كرئيس للوزراء في حزيران 2021 عندما تمكن لابيد من تشكيل حكومة ائتلافية غير تقليدية ضمت أحزابا ليبرالية ويمينية وحزبا عربيا لأول مرة بعد أن تحالف مع نفتالي بينيت.

لكن الائتلاف الهش انهار بعد عام واحد في الحكم. وأدت المعارك القانونية لنتانياهو إلى تفاقم حالة الجمود التي تعرقل النظام السياسي الإسرائيلي منذ عام 2019 وعمقت الانقسامات بين مؤيديه ومعارضيه. لكنه قال إن الإسرائيليين يتوقون إلى التغيير.

وقال نتانياهو: «الناس يريدون طريقا مختلفا. يريدون القوة وليس الضعف... يريدون الحكمة الدبلوماسية ولكن بحزم». ولم يتضح بعد المنصب الذي قد يشغله بن غفير وزميله اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش في حكومة يقودها نتنياهو. لكن قوة كتلتهم الصهيونية الدينية القومية المتطرفة تعد إحدى السمات البارزة للحملة الانتخابية لأنها خرجت للنور بعد أن كانت على هامش المشهد السياسي.

وبن غفير، الذي يروج فكرة طرد أي شخص يعتبر أن ولاءه ليس لإسرائيل، هو عضو سابق في حركة كاخ المدرجة على قوائم مراقبة الإرهاب في إسرائيل والولايات المتحدة، وأدين سابقا بالتحريض العنصري على الرغم من أنه خفف من حدة بعض مواقفه المتطرفة.

وأدى صعوده إلى جانب نتانياهو إلى تعميق شكوك الفلسطينيين في احتمال التوصل إلى حل سياسي للصراع بعد حملة انتخابية جرت وسط عنف متزايد منذ أشهر في الضفة الغربية المحتلة تضمن مداهمات واشتباكات بصورة شبه يومية.

نتائج الاستطلاع

وأظهرت نتائج العينات التلفزيونية تقدم نتنياهو، وحلفائه اليمينيين على منافسيهم في الانتخابات البرلمانية بفارق ضئيل.

وأغلقت مراكز الاقتراع في الانتخابات الإسرائيلية البرلمانية (الكنيست) بنسبة تصويت قياسية تخطت 70 في المائة، وهي أعلى نسبة منذ عام 1999، وفقا للجنة الانتخابات المركزية.

وأظهرت نتائج العينات، وهي نتائج أولية غير رسمية، حصول كتلة اليمين التي يقودها رئيس حزب (الليكود) بنيامين نتنياهو، على أغلبية بأكثر من 60 مقعدا. وتتكون كتلة اليمين من أحزاب الليكود وشاس ويهدوت هتوراة والصهيونية الدينية.

وذكرت نتائج عينة القناة (13) الإسرائيلية أن حزب الليكود سيحصل على 31 مقعدا، في حين سيحصل حزب (يوجد مستقبل) الذي يقوده رئيس الوزراء المؤقت يائير لابيد، على 24 مقعدا.

وجاء في المركز الثالث حزب الصهيونية الدينية بقيادة بتسلئيل سموتريتش ب14 مقعدا، وحزب المعسكر الوطني بقيادة وزير الدفاع بيني غانتس 12 مقعدا، وسيحصل حزب القائمة العربية الموحدة على 5 مقاعد والقائمة المشتركة على 4 مقاعد، وفق القناة.

 ***********************

اضراب في قطاع النقل  يشلّ العاصمة التونسية

تونس - وكالات

نفذ موظفو قطاع النقل الحكومي بالعاصمة تونس يوم أمس اضرابا مفاجئا شل خطوط النقل عبر الحافلات والميترو (القطارات) للاحتجاج على تأخر صرف رواتب موظفي الشركة.

ومنذ ساعات الفجر اكتظت محطات الحافلات في وسط العاصمة بالمسافرين الذين ينتظرون وسط تذمر لعدم تمكنهم من الالتحاق بمقرّ عملهم.

وقال كاتب عام جامعة النقل (نقابة) وجيه الزيدي في تصريحات صحافية: إن “أكثر من 8300 موظف وإلى اليوم لم تصل رواتبهم...هذا تسبب في احتقان داخل المؤسسة وبين الموظفين”.

وتشغل شركة نقل تونس 250 حافلة و15 عربة قطار تربط العاصمة بإقليم تونس الكبرى الذي يضم أربع محافظات يقطنها أكثر من مليوني نسمة. وندد المسؤول النقابي “بعدم تجاوب أي مسؤول من الوزارة (النقل) في خصوص تاريخ صرف الرواتب” و”بتدهور” وضعية أسطول الشركة من الحافلات.

ولم تحدد النقابة التابعة “للاتحاد العام التونسي للشغل”(المركزية النقابية) موعدا لانتهاء الاضراب.

 *******************

روسيا: نرفض الحرب بين القوى النووية

موسكو - وكالات

قالت وزارة الخارجية الروسية أمس الأربعاء إن “الأولوية القصوى” هي تجنب الحرب بين القوى النووية التي ستكون لها “عواقب كارثية”، وسط وضع متوتر بين موسكو والغرب حول أوكرانيا.

وأكدت وزارة الخارجية الروسية في بيان صحفي “نحن على قناعة راسخة بأنه في ظل الوضع الحالي الصعب والمضطرب – نتيجة لأعمال غير مسؤولة ووقحة تهدف إلى تقويض أمننا القومي – فإن الأولوية القصوى هي منع أي صدام عسكري بين القوى النووية”. ودعت موسكو القوى النووية الأخرى إلى “التخلي عن المحاولات الخطيرة لانتهاك المصالح الحيوية للآخرين”، كما دعتها إلى “التوقف عن تشجيع الاستفزازات باستخدام أسلحة الدمار الشامل”.

 **********************

بفارق مقعد واحد..  اليسار يحقق الفوز في انتخابات الدانمارك

كوبنهاغن - وكالات

حافظت رئيسة الوزراء الدانماركية ميته فريدريكسن على موقعها في السلطة بعد فوز التكتل اليساري الذي تنتمي إليه في الانتخابات العامة التي أجريت أمس الأول بغالبية مقعد واحد.

وأعطت آخر الأصوات التي تم فرزها في هذه الانتخابات الشديدة التنافسية 87 مقعدا لتكتل فريدريكسن “الأحمر”، و3 مقاعد أخرى الى ما وراء البحار في غرينلاند وجزر فارو التابعتين لمملكة الدانمارك، ليمنح ذلك تكتلها غالبية 90 مقعدا في البرلمان المؤلف من 179 مقعدا.

أما التكتل اليميني “الأزرق”، وهو تحالف ليبرالي ومحافظ فقد حصد 72 مقعدا في الدانمارك ومقعدا واحدا في جزر فارو، علما بأن الانتخابات شهدت مشاركة 14 حزبا تنافست على أصوات 4 ملايين دانماركي.

وأدى انتصار اللحظة الأخيرة الذي حققته فريدريكسن (44 عاما) إلى القضاء على آمال حزب “المعتدلون” الوسطي الذي أسسه هذا العام رئيس الوزراء الليبرالي السابق لارس لوكه راسموسن.

 ************************

اعتقالات في مصر على خلفية دعوات للتظاهر

القاهرة - وكالات

دانت 14 منظمة حقوقية مصرية في بيان لها يوم أمس، الإجراءات الاستثنائية وحملات القمع والاعتقال التي تشنها السلطات المصرية بحق عشرات المواطنين، في عدة محافظات، على خلفية دعوات للتظاهر في 11 تشرين الثاني الجاري. وقالت المنظمات في بيانها إنه “بالتزامن مع مؤتمر المناخ «COP27» المنعقد في مدينة شرم الشيخ، باشرت السلطات المصرية مؤخرا حملات اعتقال موسعة، فضلاً عن التوقيف الأمني العشوائي للمواطنين في الشوارع والأماكن العامة، وتفتيش الهواتف الشخصية، في انتهاكٍ صارخ للحق في الخصوصية وحرمة المراسلات. وحرية الرأي والتعبير والتجمع السلمي”. وبحسب البيان، “نصبت السلطات كمائن أمنية متعددة في الأماكن العامة، استوقفت المواطنين عشوائيا بهدف ترهيبهم، وأجبرتهم قوات الأمن على إتاحة هواتفهم للفحص والتفتيش، وتم التحقق من حساباتهم على وسائل التواصل الاجتماعي وفحص الرسائل الشخصية والصور؛ بحثا عن أدلة على تورطهم في أنشطة سياسية تعتبر مناهضة أو منتقدة للنظام السياسي، وتم القبض على من رفض تسليم هاتفه للفحص الأمني”. وأكدت المنظمات في بيانها، أن حملة القمع والاعتقالات التعسفية الأخيرة، ردا على دعوات التظاهر، تعتبر دليلا إضافيا على توجه السلطات المصرية بتوظيف مؤتمر المناخ وأدوات أخرى مثل الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان، والحوار الوطني، وحتى إعادة تشكيل لجنة العفو– لمجرد الإيحاء بتوقف الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، بينما هي تتكرر في مصر يوميا وبشكل روتيني.

 **********************

لبنان.. فشل في اختيار رئيس الجمهورية

بيروت - وكالات

أعلن المكتب الإعلامي لرئيس البرلمان اللبناني نبيه بري، يوم أمس، التراجع عن فكرة تنظيم جولة من الحوار الشامل بين مختلف القوى السياسية في مرحلة تشهد أزمة حادة في ظل انتهاء ولاية رئيس الجمهورية وكون الحكومة في وضع تصريف الأعمال.

وجاء في بيان صادر عن المكتب أنه “بعد استمزاج الآراء حول الدعوة للحوار بين الكتل النيابية للوصول لرئيس (جمهورية) توافقي، يعتذر بري عن عدم السير قدماً بهذا التوجه نتيجة الاعتراض والتحفظ لا سيما من كتلتي القوات والتيار”.

ويعيش لبنان أزمة حكم بعد الفشل في انتخاب رئيس جديد للجمهورية وفي تأليف حكومة تخلف التشكيلة الحالية التي تُعتبر دستورياُ مستقيلة وفي حالة تصريف أعمال منذ الانتخابات النيابية التي أجريت في 15 مايو (أيار) الماضي وأسفرت عن برلمان مجزّأ لا أكثرية واضحة فيه لأي طرف.

 ***********************

وصفات يسارية للخروج من الأزمة.. الدورة السادسة للمنتدى الأوربي للقوى التقدمية

رشيد غويلب

استضافت العاصمة اليونانية أثينا أيام 22 – 23 تشرين الأول 2022، الدورة السادسة للمنتدى الأوربي للقوى التقدمية، الذي بات موعد انعقاده، يحتل حيزا مهما في اهتمام القوى المشاركة فيه، والتي يتسع حضورها وتنوعها. والمنتدى الذي يلعب في تنظيمه حزب اليسار الأوربي دورا رئيسيا، يمثل فضاء لحوار جدي يجمع قوى اليسار الجذري بالعديد من القوى التقدمية وعدد من أحزاب الخضر، والنقابات العمالية والمنظمات غير الحكومية والمبادرات والمعاهد و “مراكز البحوث” لمناقشة كيفية التعامل مع الوضع الراهن. وتم في هذه الدورة دعوة مجموعة من المؤسسات المسيحية، كما ازداد وزن مشاركة الحركات الاجتماعية، وبلغ مجموع الشخصيات المشاركة في اعمال المنتدى 350 مندوبا. ومن الشخصيات المشاركة، زعيم حزب اليسار ورئيس الوزراء اليوناني السابق ألكسيس تسيبراس ورئيس حزب اليسار الأوربي هاينز بيرباوم، والرئيسان المشاركان لمؤسسة “تحول اوربا” كورنيليا هيلدبراندت ومارغا فيريه مانون أوبري، وقيادات كتلة اليسار في البرلمان الأوربي، والعديد من أعضاء الكتلة. ولوحظ استمرار محدودية حضور ممثلي بلدان اوربا الشرقية.

لم يكن اتساع نطاق المشاركة مفاجئا، فمنذ انطلاقته الأولى في مرسيليا الفرنسية، كان المنتدى لقاءً لجميع القوى التي تمتلك رؤية نقدية للتطورات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية في أوروبا. وعلى هذا الأساس تم التأكيد على ضرورة الإنهاء السريع للحرب في أوكرانيا وإنشاء بنية أمنية أوروبية جديدة، وكذلك مناقشة التغلب على عواقب الحرب والوباء. وكانت هناك مناقشات مخصصة لمواضيع مثل البيئة وتغير المناخ بالإضافة إلى التمييز الاجتماعي.

وجاء في البيان الختامي للمنتدى الذي اقر في جلسات يومه الثاني: “إن شعوب أوروبا تعاني من أزمة طويلة الأمد لا تؤدي فقط إلى تدهور نوعية الحياة وانتكاسة للحقوق الاجتماعية والمدنية والعمالية، بل تؤدي أيضًا إلى حالة من انعدام الأمن الفردي والجماعي. وما لم يتم الوصول الى حلول ديمقراطية إيجابية، فإن هذا الخوف سيوفر في المستقبل أرضية خصبة لتصاعد الفاشية والائتلافات السياسية تحت تأثير اليمين المتطرف. ان القوى اليسار والتقدم وأحزاب الخضر في أوروبا تتحمل مسؤولية تمهيد الطريق لهذه البدائل السياسية الديمقراطية” وفي الوقت الذي جرت فيه جلسات المنتدى في أثينا، أدت في روما، زعيمة الفاشيين الجدد د جورجيا ميلوني اليمين الدستورية كرئيسة للحكومة. وفي نقد مباشر للذات، أشار البيان الختامي الى ان: “صعود الفاشية في أوروبا يجب أن يجعلنا نفكر بشكل نقدي للذات لعدم قدرتنا على إيضاح أهوال هذه الأيديولوجية إلى أجيال الشباب”.

لقد ادان المشاركون الغزو الروسي لأوكرانيا. ان التدخل غير الشرعي “ جر اوربا والعالم الى وضع لا يمكن التنبؤ بنتائجه”. وفي الجلسة الختامية، أكد فالتر باير، السكرتير الأسبق للحزب الشيوعي النمساوي، ومنسق شبكة تحول لسنوات طويلة، على امتداد الحرب الى التنمية العالمية، والخطر المتزايد للحرب النووية، وزيادة الفقر والجوع، وان شن الحرب تجاوز القانون الدولي، الذي لا يمثل فقط أحد أهم الإنجازات الحضارية، ولكنه يمثل أيضًا شرطًا لا غنى عنه لتغيير هذا الوضع الذي لا يطاق.

ونصت خطة العمل المرفقة بالوثيقة النهائية على دعم الحملات من أجل حقوق المرأة ومكافحة تغير المناخ وتحميل السكان اعباء الأزمة، وقيام مراكز البحوث والعمل الفكري بمعالجة مسألة عودة ظهور الفاشية في أوروبا.  وتم تشكيل مجموعة عمل مسؤولة عن تنفيذ خطة العمل.

وقبيل انطلاق الدورة الأولى للمنتدى في أيام 10 – 11 تشرين الأول 2017 قال بير لوران السكرتير الوطني السابق للحزب الشيوعي الفرنسي، ونائب رئيس حزب اليسار الأوربي آنذاك، ومن الشخصيات التي لعبت دورا محوريا في تأسيس المنتدى: “ لقد كان تأسيس حزب اليسار الأوربي خطوة اولى. ولكن يجب علينا المضي قدما. فهناك قوى في البرلمان الأوربي، وفي مجموعة البرلمانيين اليساريين، وهناك قوى سياسية مجتمعية جديدة ظهرت، وهناك قوى مجتمعية، وحركات جديدة على الصعيدين السياسي والاجتماعي. ويجب ان تعمل جميع هذه القوى سوية. وهذا ما نريد ان نخلقه في منتدى مرسيليا. وفي هذا السياق فان تجارب امريكا اللاتينية، في هذ المجال، ذات قيمة بالنسبة لنا، لأنهم يمارسون، منذ زمن طويل، هذا التنسيق السياسي بنجاح. ونحن في حاجة إلى هذا التعاون إذا أردنا أن نخفف من شدة الكماشة التي ترزح فيها أوروبا - بين قوى الليبرالية الجديدة من جهة، والقوى الشعبوية، قوى اليمين المتطرف من جهة أخرى. نحن في حاجة الى تنسيق وتعاون قوى اليسار الأوربي والقوى الايكولوجية، إذا أردنا أن نفتح مسارا مختلفا”.

 **********************************

الصفحة السابعة

بذريعة «الشرف» وبسبب الضعف القانوني.. جرائم قتل النساء تتواصل

بغداد – نورس حسن

تتناقل مواقع التواصل الاجتماعي بين فترة وأخرى تفاصيل بشعة لجرائم قتل ضحيتها النساء. وفي العادة، لا يجري إبراز نتائج واضحة للتحقيقات بصدد تلك الجرائم الجنائية، التي ينوه قانونيون بأن أغلبها يغلق تحت تبرير «غسل العار».

تقول الناشطة النسوية أحرار الكعبي لـ «طريق الشعب»: ان «جرائم قتل النساء وسيلة لتصفية حسابات معينة داخل الأسرة، وان معظم هذه الجرائم يتم التبليغ عنها بصفة حالات انتحار!».

وتشير الكعبي الى ان المحافظات التي تهيمن عليها العادات والتقاليد العشائرية تكثر فيها جرائم قتل النساء. وبخصوص الإجراءات ترى الكعبي ان «هناك ضرورة في الاسراع الى تشريع قانون مناهضة العنف الاسري، خاصة وان الجدل بشأن جرائم قتل المرأة غسلا للعار ما يزال قائما؛ فمنهم من يراها عملية تنظيف للمجتمع من اشخاص لم يصونوا الشرف المجتمعي!، واخرون يحملون القانون مسؤولية استفحال تلك الجرائم، بحكم أن عقوبة مرتكب الجريمة لا تتجاوز ثلاث سنوات، وأنها قابلة للتخفيف».

وتعبّر الكعبي عن استغرابها من وجود «بنود قانونية في قانون العقوبات المعمول به مخالفة للدستور الذي يؤكد على ان العراقيين متساوون امام القانون بغض النظر عن الجنس والمذهب. وهذا ما لم نلمسه واقعا»، حسب قولها.

ضعف الرادع القانوني

بدورها، تشدد الناشطة الحقوقية والقانونية بشرى العبيدي على «ضرورة اجراء تعديلات قانونية تنسجم مع متطلبات العصر، وعدم السماح للعادات والتقاليد المجتمعية بالتأثير على تطبيق القانون».

وتقول العبيدي لـ «طريق الشعب»، ان «هيمنة العادات والتقاليد ومنحها اولية على التطبيق القانوني ساهمت كثيرا في رفع نسب قتل النساء بالبلاد».

وترى العبيدي ان «ارتكاب جرائم القتل بحق النساء يتم بطريقة سهلة، وان اغلبها يحسم في العادة بإطلاق سراح مرتكب الجريمة او السجن لمدة 6 أشهر لا أكثر، بعد نسب اسباب القتل الى جريمة شرف او غسل عار».

غياب الإحصائيات

الى ذلك، تقول المحامية سماح الطائي لـ «طريق الشعب»، انه «على الرغم من التقدم التكنولوجي وحرص الدول على اجراء احصائيات لسكانها، الا ان العراق يفتقر الى جدية الجهات المعنية في معرفة واحصاء عدد الجرائم التي غيبت الكثير من النساء لأسباب مختلفة».

وترى ان «جرائم قتل النساء ارتفعت كثيرا عما كانت عليه سابقا، خاصة وان هناك تحديات اقتصادية غير قليلة تعانيها الاسر العراقية».

وتضيف الطائي، ان «ضعف الرادع القانوني عبر التساهل مع مرتكبي جرائم القتل تحت تبرير الشرف، ساهم كثيرا في استفحال هذه الظاهرة، فهناك الكثير من احكام القوانين لم تعد تتناسب مع مخالفاتها».

وتؤكد أن «مرتكبي جرائم قتل السناء من ذوي الضحية (اب، اخ، زوج) في العادة يتم إطلاق سراحهم، وتغلق القضية بختم جريمة شرف».

وترى الطائي ان «هناك ضرورة لتشريع قانون العنف الاسري وتعزيز دور منظمات المجتمع المدني لأجل تعريف المرأة بأهمية التعليم والعمل على تمكينها اقتصاديا بشكل يحد من ممارسات العنف القائمة داخل المجتمع»، مشيرة الى ان «الانتهاكات التي تتعرض اليها المرأة لا تتعلق بجرائم القتل فحسب، وانما هناك انتهاكات تشمل العنف الجسدي».

 *******************************

بغداد – طريق الشعب

كشف قاضي محكمة الاحول الشخصية محمد عبد الرحمن طعمة عن وجود مكاتب تعمل بالقرب من بعض المحاكم المتخصصة بعقود الزواج والطلاق، تعمل على تسريع إجراءات من اجراء انفصال الزوجين.

ويقول القاضي في تصريح طالعته “طريق الشعب” ان “هناك العديد من المكاتب غير القانونية تفضل الربح المادي على حساب الاسرة، حيث تقوم بإقناع الزوجة بإقامة عدة دعاوى ضد الزوج بحجة حصولها على حقوقها الزوجية، كذلك تنظيم محاضر الطلاق في وقت تكون علاقة الزوجين في حالة توتر”.

ويفيد بان “الإجراءات الروتينية التي تفرضها المحاكم على طلبات الانفصال من الزوجين الغاية منها التقليل من حدة التوتر واذابة الغضب بين الأزواج وبالتالي العمل بتجاه الصلح بين الزوجين وإعادة الحياة الطبيعية لهما ولعوائلهما”.

ويتطرق القاضي الى أسباب أخرى رفعت من نسب الطلاق منها “الزواج المبكر كون الزوجة القاصرة أو الزوج القاصر لم يكتمل لديهم النضوج العقلي في تحمل أعباء الزواج وتكوين أسرة، إضافة إلى البطالة وتفاوت المستوى الثقافي والعلمي بين الزوجين”.

 ******************************

خريجة: باب للفساد في المؤسسات التعليمية

بغداد – طريق الشعب

تمكنت الشابة نعمة نزار، هذا العام، من الحصول على معدل 98 في السادس الاعدادي، ليتم قبولها على أثر ذلك في كلية الصيدلة بجامعة بغداد.

تقول نزار لـ «طريق الشعب» انها اعتمدت على نفسها في دراسة المواد، على الرغم من عدم اكمال اغلب المدرسات المناهج الدراسية في مدرستها.

وترى ان «الدروس الخصوصية واقبال الكثير من التلاميذ على تلقيها خارج اسوار المدرسة، مضيعة للوقت، فضلا عن الاستغلال والجشع المادي الذي يفرضه اغلب المدرسين على تلاميذهم»، منبهة الى «ضرورة تنشيط دور الاهل في تعليم أبنائهم، وتعزيز إمكانياتهم بالاعتماد على أنفسهم في الدراسة وكيفية التعامل مع المعلومة التي يصعب فهمها عبر السؤال والبحث وليس اللجوء الى الدروس الخصوصية».

وتعتبر نعمة انتشار معاهد الدروس الخصوصية أحد أبواب الفساد، التي تهيمن على المؤسسات التعليمية في البلاد.

 ********************

بائعة روبيان: العمل ليس حكرا على الرجال

بغداد – طريق الشعب

في الوقت الذي تجبر فيه الكثير من العوائل نساءها على ترك العمل واقتصار دورهن على إدارة الشؤون المنزلية لا اكثر، ترى ام عادل ان  “هناك الكثير من النساء تفوقن على الرجل في مهن خارج اسوار المنزل وان عمل المرأة لا ينقص شيئا من مكانتها في المجتمع”.

وتقول أم عادل في حديث صحفي، انها تعمل منذ اكثر من 25 عاما بائعةً للروبيان في أسواق شعبية في محافظة البصرة. وتضيف ان “عمل المرأة في مختلف ميادين العمل ليس شيئا سيئا، بل هو إضافة لها ولتطوير الواقع الاقتصادي لاسرتها”. وحول مهنتها تذكر ام عادل بلهجتها البسيطة “هواية ناس تحب تشتري الروبيان وتصنع منه أنواعا مختلفة من الطعام، وهو مو غالي واكثر الناس الفقرة تحبه وتفضله على شراء اللحوم الحمراء الأخرى”.

 *************************

   نُقدّسها أما ونُعنّفها امرأةً

زينب حداد

احتفل العالَمُ خلال شهر مايو (ايار) وفي تواريخَ متباعدةٍ بعيدِ الأمّ.

وكالعادة من كل سنة تجنّدت وسائلُ التواصل الاجتماعي والإذاعاتُ والفضائياتُ لإيصالِ أصواتِ البِرّ والاعتراف بالجميل للأمّ الحنونِ العطوفِ الكادحة المناضلةِ، الأمّ التي تتفانى في خدمة أبنائها وتذيب نفسها شمعةً تضيء عليهم .. فأيّ شكرٍ يكفيها وأيّةُ لغةٍ يمكن أن تعبّرَ عن حبّنا واحترامنا وتقديرنا لذاك الملاك الذي «حملنا تسعةً كرها وأرضعنا حوْلين كرها..»!

عيد الأمِّ فرصةٌ للتذكير بقيمة الأمّ في الديانات والثقافات والحضاراتِ وبدورها الأساسي في بناء أسرةٍ متوازنةٍ تكون سبيلا إلى توازن المجتمع وفرصةٌ تختبر فيها المدارسُ قدرةَ الأطفال على حفظ الأشعار والأناشيد الممجدةِ للأمّ، (وهي طبعا لم تتغيّرْ من عهد نوح).

أسألْ طفلا في المدرسة الابتدائية عما تعني له أمّه، سيجيبك دون تفكير أو تلعثم «هي الحنانُ «. فإذا كبر قليلا وارتقى الى المدرسة الإعدادية سيقرأ عليك بيت احمد شوقي:

الأمّ مدرسةٌ إذا أعددتها  ××× أعددتَ شعبا طيّبَ الأعراق

فإذا ارتقى في سلّم العمرِ سيُجيبك بأنّها رمز الوطن والأرض والخصوبةِ.

 -  ستقولون: أليس جميلا أن نكرّم أمهاتنا و نعترفَ بفضلهنّ؟ أليس الجحودُ عقوقا ونحن قوم مسلمون والإسلامُ قد جعل «الجنّةَ تحت أقدام الأمّهاتِ»؟

- ستقولُ الأمُّ فيَّ «جميل جدا»، لكنّ المرأة التي فيَّ ستقول «ولماذا نخصص لها يوما واحدا وهي التي تعيش بيننا وتقوم علينا الوقت كله ؟ أليس في ذلك اعترافا بأنها مهمشة،  فنرد اليها الاعتبار يوما في السنة، تماما كالكتاب والطفل والمسنّ والمرأة؟ ثمّ أليس في هذا الاحتفاء تذكير بأن دور المرأة هو الإنجاب و أنّ المرأة التي لا تنجب لا مكانة لها في المجتمع ؟ أليس في ذلك تجريح لمشاعر كثير مَن النساء المتطلعاتِ إلى الأمومة؟

الأمّ التي فيّ ستقول «جميل ذاك الاحتفاء لو صدر عن وعيٍ وإيمانٍ بقيمة الأمّ وأدوارها، وليس مجرّد إنشاء حفظناه وتوارثته الأجيال المتعاقبةُ، فتحنّط الكلامُ وتحنّطت منزلةُ الأمّ فلا نرى لها وظيفةً غير القيام بشؤون الأطفال (وعموما ينافس الأب أبناءه في طلب الرعاية والقيام على راحته(.

المرأة التي فيّ تقول: الأمّ امرأةٌ قبل أن تكون أمًّا، وهي امرأةٌ وقد أصبحت أمّا، وتبقى امرأة بعد أن يغادر الأبناء بيت الأسرة، فكيف يعنّف الرجلُ المرأة ويحتقرها ولا يترك وسيلة لإهانتها إلاّ أتاها، فهي «ناقصة عقل ودين» وهي «من السفهاء» وهي «من القوارير» وهي «فتنة»، فاذا أنجبت تمتلك قدسية وترتقي في السلم الأخلاقي والاجتماعي!

كيف تكون الجنة تحت أقدام الأم وفي نفس الوقت يُدعى الرجلُ الى ضرب المرأة وهجرها في الفراش إذلالا لها وحطّا من كرامتها؟ كيف نوكل إليها تربية الأبناء ونجعل الرجل قوّاما عليها استنقاصا من قدراتها؟ كيف يفرض الأب على ابنه احترام أمّه، وهو يعنّفها كزوجة لفظيا وجسديا على مرأى ومسمع منه؟ ما تفسير هذا التناقض في سلوك الرجل العربي غير أنّ العقلية الإقطاعية ما زالت معششة في دماغه، فهو يرى في المرأة وسيلة إنتاج تقوي مركزه الاجتماعي، فيقدّر فيها رحمها الخصيب فقط. وغير أن فكره مقسّم إلى عُلبٍ لا واصل بينها، فعلبة الأمّ لا تفضي إلى علبة المرأة، وعلبة المرأة لا تفضي إلى علبة المجتمع ..

إنّ دور الأمّ في أسرتها لا يختلف عن دور الأب فكلاهما مسؤول ولا تتوازن الأسرة إلا بهما معا ،هما شريكان في منح الحياة و شريكان في المحافظة عليها ولا يكون الطفل سليم العقل والنفسية إذا كان أحد الوالدين  ضعيف الحضور او متسلطا على الآخر ٠لكنّ هذه الأم هي امرأة تتعلّم و تُعلّم ،تقسو وتعطف ،تخطئ و تصيب ،لها غرائز وعقل ومشاعر ،لها مولاتها الخاصة وأنشطتها خارج الأسرة …هي إنسان تماما كالرجل ،لها حقوق وعليها واجبات ووجب احترامها كامل أيام السنة لأنها إنسان كامل ،أمَّا أن نمجّدها يوما في السنة لأنها أمٌّ ثمّ تُهان وتُعنّف ما تبقّى من الأيام لأنّها امرأة فذاك نفاق  وسخف و قلّةُ عقلٍ

تونس

 ****************************

تجربة النساء العراقيات وذكرى صدور القرار ١٣٢٥

انتصار الميالي

لمناسبة ذكرى صدور القرار الاممي الـ 1325 اقامت الامانة العامة لمجلس الوزراء احتفالية لمناسبة الذكرى الـ 22 لصدور القرار الدولي الـ 1325 بالتعاون مع هيئة الامم المتحدة للمساواة بين الجنسين، ومع دائرة تمكين المرأة، بدعم من البعثتين الدبلوماسيتين للسويد وفنلندا في العراق، وبمشاركة ممثلين عن المؤسسات الحكومية والبرلمان ومنظمات المجتمع المدني غير الحكومية في العراق وعدد من المنظمات الدولية الأجنبية والبعثات الدبلوماسية وأكاديميين من المختصين بقضايا المرأة والسلام.

ويأتي الاحتفال بالقرار كونه الوثيقة الاولى المعنية رسمياً وقانونياً ودولياً بالمرأة وقضايا الامن والسلام الدوليين، والذي يدعو كافة أطراف النزاع الى الاخذ بنظر الاعتبار احترام حقوق النساء وتعزيز فرص مشاركتهن في عمليات بناء السلام قبل وأثناء وبعد النزاع، بالإضافة الى اهمية دورهن في مفاوضات السلام ومراحل الاعمار والادماج المجتمعي التي تتطلب مشاركة فعلية بعد انهاء الصراع.

وتخلل برنامج الاحتفال عرض للإجراءات والانجازات على ضوء الخطة الوطنية الثانية، واستعراض لأهم البرامج المنفذة ضمن الخطط القطاعية للوزارات والمحافظات ومنظمات المجتمع المدني.

ويؤكد القرار ـ الذي يعتمد على ركائز ثابتة تعمل على دعم دور النساء في كافة المستويات: (المشاركة والحماية والوقاية) ـ على مبدأ المساواة بين الجنسين بوصفه خطوة باتجاه مكافحة التمييز القائم على اساس النوع الاجتماعي ومنع كافة الانتهاكات ومنها العنف الجنسي.

ويعمل العراق على متابعة تنفيذ التزاماته الدولية رغم التحديات والمعوقات، كما تتابع الجهات المعنية اخذ الاجراءات التي تضمن تطبيق الخطة الوطنية الثانية التي اطلقت في 2021 – 2024.

وتؤكد مدير عام دائرة تمكين المرأة د. يسرى كريم محسن، ان الدائرة وبالتنسيق مع كافة المؤسسات الرسمية تحرص على تنفيذ الخطة مع اللجان العليا المختصة وبالتعاون مع وزارات ومؤسسات الدولة المعنية ومشاركة المجتمع المدني، وبدعم من فريق الامم المتحدة للمرأة، الى جانب الجهد الحكومي الذي يُبذل في تنفيذ خطة القرار الـ 132 في اقليم كردستان، والذي يتم الاشراف عليه من قبل المجلس الاعلى للمرأة في الاقليم.

يذكر ان دائرة تمكين المرأة في الامانة العامة لمجلس الوزراء تتابع مع وزارات الدولة والمحافظات ولاسيما أقسام تمكين المرأة، ودور الاعلام العراقي، ومنظمات المجتمع المدني بشأن دعم القضايا الخاصة بالمرأة واجندة الامن والسلام في العراق.

****************************************

الصفحة الثامنة

التشرينيون في مواجهة تحديات السلطة

ماجد الياسري

لا ريب ان الانتفاضات أيا كان شكلها، وسواء كانت لها قيادة واحدة او قيادات تنسق فيما بينها او حتى بدون قيادة، تتحكم بمجرياتها عوامل عدة، منها على سبيل المثال شكل ومحتوى ديناميكية الصراع بين المنتفضين من جهة وفي قلوبهم قضية وطن عادلة ودعم شعبي وجماهيري ومجتمعي واسع وتأكيد على سلمية التحرك، تقابلهم طغمة سياسية متسلطة كرست المحاصصة والخطاب العنصري الطائفي، وفاسدة اهدرت واستحوذت على المليارات من المال العام، وشكلت لنفسها سياج حماية من الميليشيات وعصابات السلاح المنفلت، طغمة متحالفة مع مختلف الجهات الداخلية والخارجية المتصدية للجهود الوطنية الرامية الى بناء دولة عصرية ديمقراطية ناجحة، وعاملة على إبقاء العراق ريعيا منهوبا ومغلوبا على أمره، وسوقا لبيع المخدرات والمؤثرات العقلية، وفضاء لمافيات تبييض الأموال ونهب العقارات والأراضي والاتجار بالبشر.

هذه الديناميكية متحركة وليست ذات نمط خطي صاعد، بل تعكس طبيعة الكر والفر والهجوم و التراجع وغير ذلك من اشكال وآليات الحراك التشريني، كما تعكس جدلية العلاقة بين الظروف الموضوعية الناضجة للانتفاضة، والعوامل الذاتية التي ما زالت في حالة تكوّن وتبلور، والتي تلعب اليوم الدور الحاسم في ضمان استمرار انتفاضة تشرين مع تبلور هويتها الوطنية وتعمق محتواها، والتي يدور اليوم حولها الصراع الفكري والنفسي بين جبهتي الصراع الطبقي المحتدم: الأقلية التي تقبض على زمام السلطة وتكدس الثروات الخيالية وتجند ميليشيات ومرتزقة مسلحين، والتي ترى في السلطة مجرد آلية ضامنة لحمايتها ومصالحها المالية من الحصار المفروض عليها داخليا بفعل الغضب الشعبي الواسع، الناجم عن ضخامة ما هُرّب من ثروات بعد افلاس ملاذاتها التقليدية الآمنة في الاجهزة المصرفية في  ايران و لبنان، والاستثمار في أسواق العقارات في الداخل والخارج،  والتي انعكست أيضا في تعزز العلاقات القرابية والعشائرية لحرف الانتباه على غرار ما يحدث في توارث السلطة من قبل الأبناء والأقارب، عبر توزيع الأصول المالية والعقارية  لحمايتها من تبعات الملاحقة القانونية. كما وطورت طرق وآليات الهروب السريع في حالة تعقد الأمور في الداخل، عبر الجوازات الدبلوماسية والطائرات الخاصة، وهي تعيش في حالة من الترقب والخشية والخوف من الغضب الشعبي الحالي والقادم.

وللتصدي للانتفاضة  طورت الأحزاب المتسلطة وسائل معقدة للتخريب عبر الاندساس واثارة الصراعات والاغتيال، بهدف حرف مسار الانتفاضة عن أهدافها مستفيدة من الخلافات والصراعات الداخلية الموضوعية حول قضايا التكتيك والاستراتيج، وأيضا تنظيم  فرق اغتيال واختطاف النشطاء لإثارة الرعب بين صفوفهم وتحييد عوائلهم وصلاتهم المجتمعية، بينما تطبل ابواقهم الإعلامية وذبابهم الالكتروني ومراكز الأبحاث الزائفة وصفحات التواصل الاجتماعي، لاعتبار التظاهر “حقا دستوريا مشروعا” وان “التشارنة” هم أبناؤنا وينبغي حمايتهم من خطر “الطرف الثالث”، وان ما يحدث هو مجرد ردة فعل على الخيبة والشعور بالإحباط، نتيجة الظروف الصعبة التي يواجها العراق والتي يسببها أعداء المسيرة الديمقراطية في الداخل والتدخلات الخارجية، ومن ان الخلل الحقيقي هو في طبيعة و”شخصية” المجتمع العراقي، وأيضا في تدني الاخلاق. ومن الأساليب الخبيثة الأخرى التي مارستها السلطة، العمل على احتواء الخطاب والنشاط التشريني والتعويل على عامل الزمن لإشاعة الملل والتململ والشعور باللاجدوى، والانطواء عن الأنشطة الاحتجاجية داخل حركة الانتفاض،  وجذب البعض بإغراءات مادية ومعنوية . وهذا ليس بالأمر الغريب، فتجارب الشعوب تشير الى تعدد اشكال وأساليب العسف التي تمارسها الدولة القمعية ضد الاحتجاجات والانتفاضات، لحرفها عن هدفها الحقيقي الذي هو في العراق الوصول الى التغيير السياسي والاقتصادي الشامل.

وتعكس هذه جميعا الخصوصية السياسية والاقتصادية والاجتماعية للمجتمع العراقي والمحتوى الطبقي لسلوك الفئات الحاكمة والتي نجدها في العراق تفتقد الرؤية لإدارة الدولة وحماية موارده،ا وغياب فلسفة اقتصادية قادرة على اخراج البلد من سجن الاقتصاد الريعي، وحماية الموارد وتطوير القطاع الزراعي والصناعي، وجميعها نتيجةٌ لسلفية وطائفية المفاهيم التي تشكل جوهر رؤيتها، وغياب الفهم الواضح لعلاقة الدين بالدولة، عدا تكريس الطائفية والمحاصصة  الدكتاتورية.

ومع تطور انتفاضة تشرين فانها تتحول الى اهم وسط ناقل لانضاج العامل الذاتي،  ولكن بشكل معقد ارتقائي تدريجي يمر بمنعطفات حاد، نتيجة التراكمات الكمية والتحولات النوعية في داخلها وعملية الفرز المستمرة. وأحد اهم التحديات هو اشكال التنظيم الممكنة التي تُضاعف قوة وقدرة الانتفاضة عشرات المرات، كما  تُبرز أهمية التحول التدريجي نحو الشكل التنسيقي الذي هو الأبرز اليوم  في إدارة نشاطات تشرين، وهو ذاته سيمر بمراحل من الحلقات الدنيا الى اشكال تنسيقية اكثر اتساعا وعمقا و فعالية، خاصة مع  تطور اشكال وآليات جديدة في العمل الاحتجاجي السلمي.

وتمثل حالة الانسداد السياسي المزمنة والتي ستستمر لأسباب بنيوية تتعلق بجوهر التوافقية، المعتمد على المحاصصة والتوازن الطائفي المنهجي في تقاسم غنائم السلطة بذريعة تمثيل المكونات، الذي هو أساس بناء الدولة العراقية منذ 2003 أي بعد الاحتلال.

وفي الوقت الذي يصعب فيه التنبؤ بالشكل الملوس القادر على توفير نموذج فعال لقيادة تشرينية فعالة، تجمع الطاقات وتوحد الآراء والأفكار المتعددة وتزجها في النشاطات الجماهيرية السلمية كالتظاهرات والاعتصامات، لا يمكن أيضا  تحديد سقوف زمنية لمسيرتها نحو تحقيق اهدافها، لان تحديد صيرورة  تفصيلات  المشهد الاقتصادي السياسي والاجتماعي أمر معقد ومتغير، بسبب تنوع وتشابك عناصرها، ما يتطلب مواصلة النضال وتحقيق اكبر ما يمكن من الانتصارات الجزئية. فالانتصارات التكتيكية تتحول الى تقدم استراتيجي في المنعطفات واللحظات الثورية، وهذا يتطلب التحرك على عدة محاور منها ما هو داخلي عبر الاستمرار في تطوير أساليب القيادة وآليات العمل التخصصي، ومواصلة عقد الاجتماعات النوعية لتقييم ما أنجز وتشخيص ما هو جديد من اشكال وآليات التحرك، وبهدف مواصلة النشاطات الاحتجاجية لإبقاء جذوة الانتفاضة مستعرة.

لقد اصبح لانتفاضة تشرين منذ انطلاقها حتى اليوم وجود مجتمعي وسياسي، انعكس في تبلور مفاهيم جديدة تنحصر حولها وعن تشرين كرمز وطني من اجل التغيير والإصلاح الشامل.

والجديد أيضا هو وضع الحكومة الحالية التي أعلنت في 27 تشرين الأول 2022 على المحك، في قدرتها الحقيقية على تحقيق البرنامج الوزاري المعلن، بسبب استمرار العقبات والكوابح التي جعلت النشاط الإداري الحكومي تغلب عليه البيروقراطية والفساد وغياب الحوكمة والفشل في تطبيق القرارات الإدارية، الخاصة بمتابعة الآلاف من المشاريع والاستثمارات الوهمية والمتلكئة، بسبب تشابكها مع الفساد والمصالح الحزبية التي هي انعكاس للصراع الطبقي الجاري في المجتمع العراقي. فسعيها الى ان تُظهر دورها كحكومة خدمات فاعلة، خلق أجواء يمكن الاستفادة منها الى جانب الاحتجاجات والاعتصامات، وهو فرض مفهوم الرقابة الشعبية المجتمعية، التي تعتبر في الدول الديمقراطية احدى الآليات الهامة للضغط من تحت، المكفولة دستوريا عبر إقامة منظمات مجتمع مدني  لمراقبة الأداء الحكومي.

عراقيا هناك إمكانية لتخفيف الأمر على الصعيدين الفيدرالي والمحلي، وصولا الى المحافظات والاقضية والنواحي. فمع الوفرة المالية الحالية واحتمال مضاعفة التخصيصات، ستلجأ مافيات الفساد الى تحويلها لخدمة مشاريع وهمية قديمة او جديدة، ما يتطلب تطبيق القانون وتوسيع اشكال الرقابة الرسمية والشعبية من فوق ومن تحت. وهذا التوسع في تحقيق الرقابة الشعبية المجتمعية سيكون أداة نضالية فعالة بيد القوى التشرينية، الى جانب التظاهرات والاعتصامات لإحداث التغيير الشامل بطرق سلمية.

------

الشعب

صلاح بوسريف

الإغریق، رغم أنھم ھم من ابتكروا قوانین المدینة، وھم من ابتدعوا النظام الدیمقراطي الذي ما نزال إلى الیوم نتمنَّاه ونسعى إلیه بما فیه من طُوبَي، مثلما كان أفلاطون تكلَّم عن المدینة الفاضلة أو السعیدة، فھم، أیضاً، من ابْتدعوا في الفكر السياسي كلمة «دِیمو»  التي لا تعني كل الشعب بل الأفراد [فقط]» الذین یتمتعون بالحریة الكاملة في المدينة لا یدخل ضمنھم العبید، ولا  النِّساء، ولا غیرھم من المستوطنین.

 وھذا المفھوم، ما زال ساریاً إلى الیوم، عند المشتغلین في العلوم السیاسیة، من یرون في الشعب، أي في المفھوم، لا الكلمة في عمومھا وإطلاقیتھا، إما من یعیشون في البلد والفضاء الواحد، في جوّ من الحرمان، ولا تتوفَّر لھم ضروریات الحیاة والعیش والكسب، أو ما یتمتَّع به غیرھم من امتیاز ورفاه، وھؤلاء ھم الذین رفعوا، في الاحتجاجات العربية التي سُمِّیَت بـ “الربيع العربي” شعار “الشعب يريد تغيير النظام”، أي تغییر طریقة الحكم غیر العادلة التي تُمیِّز في الشعب الواحد، بصیغة أو أخرى، بین الأسیاد، وبین ما یرونھم عبیدا،ً أو في عداد العبید، یعملون وینتجون لمصلحة من یحكمون ویملكون، وھُم أصحاب الرأي والقرار.

 كما قد یعني ھذا المفھوم “هيئة سياسية” ھي من تجمع أفرادا معينين في سیاق سیاسي اجتماعي، یكونون في قلب الحیاة العامَّة، مُشاركین فیھا، فاعلین وحاضرین، ولھم مصالح مشتركة في ھذا الاجتماع. وھؤلاء یكونون، عادة، من النُّخَب، أو تَغْلبُ فیھم النُّخَب، بعكس الشعب بمفھومه الأول، الذي یكون بعیداً عن ھذا الامتیاز في معناه السیاسي الاجتماعي، إذا شئنا.

عند الرومانیین، تعني كلمة شعب “بوبولوس” الوحدة السياسية، التي تتميز بـ “القوة والسلطة والعظمة”، وھي تكون في مواجھة غيرها من الشُّعوب الأخرى غیر الرومانیة، وھذا فھم أو مفھوم، سیاديّ، قبل كل شيء.

علماً أنَّ الدیمقراطیة، في جوھرھا، رغم ھذه التقسیمات والتسمیات، خصوصاً في تطوُّراتھا، أعطت للشَّعب حَقّ اختیار من یمثله، وھنا نشرع في طرح الأسئلة: ھل ھذا، بالفعل تعبیر صریح عن معنى الدیمقراطیة بما ھي تمثیل الشعب لنفسه في البرلمانات والغُرف والمجالس التي ینتخبھا، أي أنَّ الشعب ھو كُلّ شيء، أم أنَّ الذین منحوا ھذا الحق للشعب، ھم من انتزعوا من الشعب قدرته على التعلُّم والفھم، وعلى اتِّخاذ القرار الصَّائب في انتقاد وانتخاب من یمثله، وبھذا يكون الشعب هو “ النظام “ وهو من يحكم لا ھو من ینتخِب، ولا يد له في أي قرار.

الخلل أین یوجد إذن، ھل في الدیمقراطیة، أم في نُظُم الحكم، أم في الشُّعب، أم في كُل ھذا، وعلینا أن نبحث عن صیغة أخرى لإعادة ترتیب المشھد السیاسي الاجتماعي، بما یقتضیه من تحولات، خصوصاً مع انھیار السردیات التي كانت إلى وقت قریب، رغم أن البعض ما زالوا یعیشون في أوھامھا، جزءا من ھذه اللعبة؟

ولعلَّ في تصوُّر توما الأكویني، في القرن الثالث عشر، ربما، ما یضيء بعض ھذا الخلل في أن یكون الشعب ھو من یختار من یمثله، ولا یحكم، بل إن من یمثله لا یمثل إلا مصالح الدولة، أو الطبقات التي تتمتَّع بالخیرات، وتتحكَّم في المعاش.

وھو، ھنا كان یُقْحِم “ إرادة لله “ في “الأداء الرشید للمدینة” بما یفرضه من تخلِّي الشعب عن حكم نفسه، لیضع نفسَه أو سلطته في ید من یقودون المجتمع، وھي نفس الفكرة التي نجدھا عند الماوردي، في مفھومه للحاكم، حتَّى وھو مستبد ومُتسلطِّ، درْءا للفتنة والتَّفتُّت.

ھذا بالذات، ما نراه، وما نعیشه، في ظلّ دیمقراطیة، الطریف فیھا، أن الشعب ھو من یختار، وأنَّ من یحكم، لا ینتصر للشِّعب في غالبیته، بل یكتفي بالانتصار للغالب مادیاً واقتصادیاً، أو من في یده سلطة القوة والمال، بما یعني أنَّ الشعب، حتَّى وھو یختار من یمثله، فھو یكون شارك في لعبة، تنازل بموجبھا عن حقه في أن یملك، ویضمن معاشه، والدلیل، مثلاً، ھو ما نراه، عندنا، من انتخابات، من یختارھم الشعب فیھا، یخذلونه، ینصاعون لما لم یكن ضمن برامجھم ووعودھم، وھذا حدث مع كل الحكومات التي سنفترض أنھا تسلمت السلطة من ید الشعب.

 ھل الشعب، إذن، له سلطة ما، أم ھو مجرد لاعب احتیاط، ما إن یدخل الملعب، وما إن یضع رجله على الكرة، حتَّى یُطْلبَ منه العودة إلى مدرجات المتفرجین من الجمھور، لیرفع عقیرته بالشِّعارات، رغم أنه ھو من انتخب، وھو من اختار، وھو من قرَّر من سیحكمه، دون أن یكون صاحب رأي او قرار.

ـــــــــــــــــــــــــ

«المساء» المغربية - 28/10/2022

**********************

الصفحة التاسعة

شفيونتك وجارسيا تفوزان في مستهل مشوار البطولة الختامية

تكساس ـ وكالات

استهلت البولندية إيغا شفيونتك مشاركتها في البطولة الختامية لموسم الرابطة العالمية للاعبات التنس المحترفات المقامة في فورت وورث بولاية تكساس الأمريكية، بالفوز على الروسية داريا كاساتكينا، في حين تغلبت الفرنسية كارولين جارسيا على الأمريكية كوكو جوف.

وبنتيجة 6-2 و6-3 في مباراة استمرت ساعة و22 دقيقة، تمكنت المصنفة الأولى عالميا من تحقيق فوزها الخامس تواليا على الروسية داريا كاساتكينا (8)، التي لم تتمكن من الفوز بشوط واحد أمام البولندية طوال العام.

وفي مباراة أخرى ضمن منافسات مجموعة ترايسي، فازت الفرنسية كارولين غارسيا، المصنفة السادسة عالميا، على الأمريكية كوكو جوف (4) بواقع 6-4 و6-3 في ساعة و18 دقيقة.

--------

اتحاد الكرة: المدرب الاسباني في بغداد قريباً.. شنيشل: مباراة المكسيك ستكسر حاجز القلق لدى اللاعبين

متابعة ـ طريق الشعب

أكد أمين عام اتحاد الكرة محمد فرحان، أن الاتفاق مع المدرِّب الاسباني خيسوس كاساس لقيادة المنتخب الوطني وصل الى مراحل متقدمة وسيكون في بغداد قريباً لإكمال الاتفاق بشكل رسمي.

وقال فرحان في المؤتمر الصحفي الدوري لاتحاد الكرة، والذي عقد امس الأربعاء في مقر الاتحاد إن” هناك اتفاقاً مع مدرب اسباني ومساعدين اثنين ومدرِّب حراس ومحلل فني”، مبيناً، أن” الاتفاق وصل الى مراحل متقدمة وسيكون المدرب في بغداد قريباً”.

وأضاف فرحان، أن” اتحاد الكرة أمَّن مباراة ودِّيَّة رابعة للمنتخب الوطني مع منتخب فنزويلا وستكون المباراة إما في البصرة أو في بغداد”، مشيراً الى أن” المنتخب سيغادر في السابع من الشهر الحالي الى اسبانيا لمواجهة منتخبي المكسيك والاكوادور ودِّيَّاً “.

وأكد فرحان أن” المكتب التنفيذي لاتحاد الكرة خَوَّل مدرِّب المنتخب الأولمبي راضي شنيشل للتعاقد مع مدرِّب مساعد من أيِّ دولة، سواء أكان محلياً أو أجبنيّاً”.

من جانبه، أكد مدرّب المنتخب العراقي راضي شنيشل، أهمية المباراة الودّيّة مع المنتخب المكسيكي، مشيراً إلى صعوبة هذه التجربة.

وقال شنيشل إن “ودّيَّتا منتخبنا الوطني مع نظيريه المكسيكي والاكوادوري المقرر اقامتهما في (9 و12) من الشهر الحالي، جاءتا من خلال عمل الاتحاد العراقي، لإخراج المنتخب من قوقعة اللعب مع دول الجوار ومواجهة فرق ذات مستوى عالٍ تشارك في تصفيات كأس العالم”، مبيناً أن “ايجابيات المباراة أكثر من سلبياتها”.

واضاف شنيشل أن “هذه المباريات تكسر حاجز الخوف والتردد الذي يتملكه لاعبونا في المواجهات التي تجمعهم بالمنتخبات ذات مستوى عالٍ مثل كوريا واليابان بالاضافة الى امريكا اللاتينية أو أوروبا “، مبيناً أن” هنالك الكثير من اللاعبين الذين يستحقون الدعوة وتمثيل المنتخب، ولكن بالمحصلة النهائية سيتم اعتماد 23 أو 25 لاعباً”، مشيراً الى أن “بعض اللاعبين لم تنجز أوراقهم وهذا السبب في عدم دعوتهم في القائمة”.

وتابع شنيشل أن “بعض اللاعبين المحترفين فاقدو الرغبة بالعودة الى صفوف المنتخب، اضافة الى أن أنديتهم لا تسمح لهم بالتفرّغ للعب في المنتخب “، موضحاً “انني الآن مدرب مؤقت وفي حال استمراري مع المدرب الاسباني سأكون مدرباً مساعداً بهدف التعريف باللاعبين”.

---------

أتلتيكو مدريد يفتح الباب أمام رحيل نجومه

مدريد ـ وكالات

عدد إنريكي سيريزو رئيس أتلتيكو مدريد، خسائر ناديه بعد الخروج من مسابقة دوري أبطال أوروبا، وكذلك عدم التأهل إلى الدوري الأوروبي.

وقال إنريكي سيريزو في تصريحات أبرزتها صحيفة “آس” الإسبانية: “القضية الاقتصادية هي قضيتنا، ما نحتاجه وما تبقى لدينا هو مشكلتنا”.

وأضاف: “مع الوداع المبكر لدوري أبطال أوروبا، فقد فقدنا حوالي 30 مليون يورو، ولن نتمكن من تعويض أي شيء بالدوري الأوروبي، لذلك سيتعين علينا البحث عن طرق أخرى، ستكون هناك منافذ في سوق الشتاء”.

وأوضحت الصحيفة، أن أتلتيكو مدريد خسر مبالغ ضخمة جراء توديع المسابقات الأوروبية، حيث كان من المقرر أن يحصد مبلغًا كبيرًا حتى لو انتقل للعب في اليوروبا ليج.

ومن المتوقع أن يبحث أتلتيكو مدريد عن اللاعبين الذين يمكن الاستغناء عنهم، من أجل ضمن عدم تأثر وضع النادي الاقتصادي.

وأشارت الصحيفة، إلى أن أتلتيكو من الممكن أن يلجأ لخيار بيع البرتغالي جواو فيليكس، في كانون الثاني 2023، خاصة مع اهتمام أكثر من نادٍ بضمه.

--------

تأهيل الملاعب وتحضيرات أسود الرافدين يربكان مواعيد الدوري

متابعة ـ طريق الشعب

لم تمنح لجنة المسابقات التابعة للاتحاد العراقي لكرة القدم سوى عن جدول 5 جولات من الدوري الممتاز، قبل إيقافه تزامنا مع حملة إعادة تأهيل أرضية بعض الملاعب الحديثة.

ومن أبرز تلك الملاعب: المدينة، الشعب، البصرة، كربلاء، النجف.

كما يفسح المجال أمام المنتخب العراقي للاستعداد بشكل مثالي لمبارياته الودية خلال تشرين الثاني الجاري، أمام المكسيك والإكوادور وكوستاريكا وفنزويلا.

إرجاء السادسة

وتم تأجيل موعد مباريات الجولة السادسة إلى أواخر الشهر الجاري، وهذا الأمر جعل بعض الفرق تعتمد على إجراء الوحدات التدريبية الروتينية، في ظل عدم انشغالها بخوض منافسات بطولة الكأس، التي انطلقت مبارياتها لفرق الدرجات الأدنى، بينما ستبدأ فرق الدوري الممتاز مشوارها بالدور الـ 32.

وقد تلجأ بعض الأجهزة الفنية لترتيب مباريات تحضيرية لتلافي الراحة السلبية للاعبيها، كما أن هذه اللقاءات التجريبية ستمنح فرصة للعناصر الشابة بالمشاركة وديا، لمعرفة قدراتهم قبيل الدخول بالمنافسة الرسمية.

التزامات دولية

يعاني قسم آخر من الأندية المحلية من التحاق عددٍ كبير من لاعبيهم بصفوف المنتخبات الوطنية، وخوض مباريات دولية ودية في أيام الفيفا.

ولعل الشرطة أكثر المتضررين في هذا الجانب، إذ يتواجد 5 من لاعبيه مع المنتخب العراقي وهم: كرار عامر، مناف يونس، سجاد جاسم، أحمد زيروا كوكو، أحمد يحيى.

كما انضم محترفوه محمود المواس لمنتخب سوريا، وعبد المجيد أبو بكر لمنتخب النيجر للمشاركة في المباريات الودية خلال الشهر الجاري.

ومنح الجهاز الفني لفريق الزوراء إجازة للاعبيه المحترفين لمدة أسبوع واحد، متأثرا هو الآخر بغياب لاعبيه الدوليين: جلال حسن، أحمد عبد الحسين، علاء عباس، حسن عبد الكريم ، المنضمين لأسود الرافدين في وديات المنتخب الـ 4 المقبلة.

ومن القوة الجوية انضم للمنتخب العراقي: محمد قاسم، إبراهيم بايش، حمزة عدنان، حسين جبار، علاوة على منح إجازة لمحترفيه لفترة وجيزة.

ولم تكشف بقية الأندية عن إقامة معسكرات خارجية أو داخلية، واكتفت بالبقاء في ملاعبها للتحضير للجولة المقبلة المزمع انطلاقها يوم 25 من الشهر الجاري.

----------

وقفة رياضية.. الرياضة العراقية .. الى أين؟ اللجنة الأولمبية العراقية ودورها والاتحادات الوطنية والفرعية وفاعليتها

منعم جابر

تأسست اللجنة الأولمبية الوطنية عام 1948 بإمكانات بسيطة ومتواضعة وألعاب قليلة مثل كرة القدم والمصارعة وألعاب القوى. وبسبب تسلط النظام الديكتاتوري السابق وازلامه إضافة الى الحروب، فقدت الرياضة الكثير من ابطالها ونجومها ومدربيها وكفاءاتها القادرة على تحقيق الشيء الكثير للرياضة العراقية.

الواقع بعد التغيير وغياب العائدية

ظل الارباك في القطاع الرياضي مستمراً بعد حصول التغيير، حيث ساد الانفلات الأمني وغياب الجهة القائدة للقطاع الرياضي ما بين اللجنة الأولمبية ووزارة الشباب والرياضة، وبسبب غياب القانون والفلسفة العامة التي تحكم الواقع الرياضي، اصبح من الضروري إعادة القوانين الفاعلة خاصة بعد ان تغير النظام الحاكم وتغيرت فلسفته، الا ان الواقع ظل على ما هو عليه، مثلما كان أيام النظام السابق، لذا نؤكد ضرورة اصدار قانون اللجنة الأولمبية الوطنية الذي يعتمد على الكفاءة والنزاهة والوطنية مع ابعاد الفاسدين وقناصي الفرص عن قيادة المؤسسة الرياضية.

القيادات الرياضية وحسن اختيارها

يوجد اكثر من 30 اتحادا اولمبيا واكثر من 20 اتحادا غير اولمبي وهذه الاتحادات يتم الترشح لها عن طريق ممثلي الأندية الرياضية، وهنا يتوجب الترشيح من ممارسي هذه الألعاب لمعرفة أسرار رياضتهم وخبرتهم فيها، ومن القادرين على تطويرها والنهوض بها، اما الاهتمام بترشيح المعارف ومن غير المختصين بهذه اللعبة او تلك، فسيؤدي الى فشل هذه الأندية في عملها.

وهنا نؤكد على ضرورة قيادة هذه الأندية من قبل المختصين من أصحاب الكفاءة والخبرة، وليس الفاشلين والمجربين، عندها سنضمن وصول كفاءات متمكنة قادرة على قيادة العابها وتحقيق الإنجازات.

الاتحادات الفرعية

ودورها في الإصلاح الرياضي

تشكل الاتحادات الفرعية في المحافظات المحرك الأساس للاتحادات المركزية في بغداد، ونرى ان هذه الاتحادات ضعيفة وغير فاعلة وليس لها دور في النشاطات الرياضية، بسبب قلة افرادها وضعف إمكاناتها المادية وعدم تفاعل الجهات الرياضية مع نشاطها، وحتى تكون فاعلة ومتميزة يجب زيادة عدد أعضائها والاهتمام بنوعيتهم وتطويرهم من اجل النهوض بواقع تلك الاتحادات والاسهام بنقل اللعبة التي يشرفون عليها الى مستويات عالية ومتقدمة، وهذا يدعونا للبحث والكشف عن المواهب الرياضية في محافظاتنا والتي ستساهم في بناء وتطوير الرياضة في الوطن.

ممثليات الأولمبية

هل من ضرورة لوجودها؟

قبل سنوات طويلة استحدثت اللجنة الأولمبية الوطنية العراقية ممثليات لها في المحافظات لادارة اعمالها وتطوير نشاطها الرياضي، فهل حققت هذه الممثلية الفرعية المرجو منها ام انها حلقة زائدة؟ الذي اراه ان هذه الدائرة حلقة زائدة اصابت الرياضة بالترهل. عليه اجد ان الفترة المقبلة تتطلب تجاوز هذه الحالة بعد دراستها والبت في وجودها من عدمه.

أفكار ومقترحات.. الى اللجنة الأولمبية

- تعديل القوانين المنسية للاولمبية والاتحادات المركزية والفرعية بأن تكون قيادتها لدورتين فقط وذلك لفسح المجال للدماء الشابة بعيدا عن احتكار المناصب القيادية الرياضية.

- اصدار وتشريع قانون للاندية والاتحادات الرياضية خاصة وان اغلب القوانين الصادرة لهذه المؤسسات قد صدرت في ظل الحكم الشمولي السابق.

- إعطاء أدوار مهمة وفاعلة للاتحادات الفرعية ورعايتها وتطوير عملها نحو الأفضل.

**********************

الصفحة العاشرة

 

الاعتداء على «الموناليزا» والمتاحف الفنية.. بماذا يحمي كوكب الأرض؟!

 

هناء عليان

 

على غرابتها، لم تكن حادثة تلطيخ لوحة «الموناليزا» في باريس، بقطعة من الكيك، حادثة فريدة.

في الأسابيع الأخيرة، برزت عناوين مشابهة عدة: إراقة كوب من حساء الطماطم على لوحة «دوار الشمس» لفان غوغ في لندن، ورشق لوحة مونيه في بوتسدام الألمانية بالبطاطس المهروسة، وأخيرا تخريب تمثال الملك تشارلز الشمعي في متحف مدام توسو في لندن بقالب من الحلوى.

عبر هذه المحاولات اليائسة، أراد ناشطون بيئيون من مجموعتي «فقط أوقفوا النفط» و»الجيل الأخير» لفت أنظار العالم إليهم، مستغلين اهتمام منصات التواصل الاجتماعي المستجّد بهم، لإلقاء الضوء على ملفات بيئية حرجة، والضغط على حكوماتهم من أجل حماية كوكب الأرض عبر وقف استخراج الوقود الأحفوري وتقليص الانبعاثات السامة.

 

الفن والبيئة

استعاضوا عن تظاهراتهم المعتادة في الشارع، بـ»معارك طعام» شنوها ضد لوحات ثمينة داخل متاحف أوروبية مختلفة، رافعين شعارا مفاجئا: «هل الفن أهم من الحياة؟». بل إن  أحد الناشطين في لندن صرخ متسائلا: «لماذا تهتمون بحماية هذه اللوحات بدلا من حماية كوكبنا ومناخنا وغذائنا؟»، مضيفا: «لن تتبقى لهذه اللوحات قيمة فعلية بينما نتقاتل على فتات الطعام مستقبلا».

وفيما لم تتضرر أي من اللوحات، إذ كانت جميعها مغطاة بعازل زجاجي، أطلقت هذه التحركات عاصفة دولية من النقاشات والاستنكارات.

كثيرون اعتبروها محيرة. ليوناردو دا فنشي لم يكن مسؤولا عن الاحتباس الحراري، حتى أنه لم يقد سيارة قط! كذلك الحال مع فان غوغ، الذي اشتهر بكونه من محبي الطبيعة ومزاولة الرسم وسط حقول الزيتون.

ومن المؤكد أن البصمة الكربونية لمونيه طوال حياته، لا تضاهي بصمة أي ناشط بيئي خلال أسبوع واحد. فلماذا تُستهدف أعمالهم اليوم؟

كذلك يؤخذ على الناشطين البيئيين اليوم خرقهم أمن المتاحف وسلامتها؛ ضاربين عرض الحائط كل ما تمثله من إرث ثقافي وحضاري. ربما لم تسفر اعتداءاتهم عن ضرر مادي يذكر، لكنها تساهم بلا شك في الترويج لسهولة الاعتداء على محتويات المتاحف أو حتى إتلافها، بعدما أظهرت نقاط ضعف عديدة في أنظمة حماية وتأمين متاحف عالمية.

بعد الآن لن يكون تركيز عناصر الأمن في المتاحف منصبا على كشف السارقين فقط، بل أيضاً على وقف ناشطين محتملين قد يرغبون في رمي الجبن الهولندي على لوحة لرامبرانت مثلاً!

 

احتجاجات و»تراندات»

رغم الاستنكارات، هناك من يرى أن هذه التحركات مبررة. وعلى «فضائحيتها» كونها تمس بأعمال فنية قيمة، قد تكون وسيلة سلمية مبتكرة وفعالة لجذب انتباه الملايين من الناس حول مخاطر بيئية تحدق بهم.

سبق لهذه المجموعات البيئية أن نظمت تحركات احتجاجية شملت قطع الطرقات في عواصم عالمية وحمل اللافتات المكتوبة ونشر فيديوات للتوعية البيئية، بغية حشد الدعم ورفع الصوت البيئي عاليا.

ليس سرا أنها لم تحظ بالاهتمام المنشود إلا عندما نفذت اعتداءات الطعام على لوحات حملت توقيع رسامين عالميين، عندها فقط أصبحت «ترانداً» على مواقع التواصل الاجتماعي، وبدأت باستقطاب المزيد من المهتمين، لا بل والناشطين الراغبين في الانضمام إليها.

يقول المتحدث باسم مجموعة «فقط أوقفوا النفط»، ألكس دو كونينغ: «كانت تحركاتنا في السابق تحظى بـ»صفر» تغطية إعلامية. اليوم الوضع اختلف تماماً. بات العالم يعرفنا وليس فقط بريطانيا. قد يعبر الناس عن استيائهم من قيامنا برمي الطعام على لوحات فنية محمية بالزجاج، لكن بسبب هذا الفعل «الشنيع» برأيهم، باتوا يدخلون اليوم إلى صفحاتنا على الانترنت، يقرأون ما ننشره حول زيادة الاستثمار بالوقود الأحفوري وبالتالي قتل كوكبنا وتدمير مصادر غذائنا، باختصار باتوا يستمعون إلينا».

ويضيف: «إن كان الأمر يتطلب رمي الطماطم والبطاطا على لوحات شهيرة لإنقاذ كوكبنا، إذن سنفعل ذلك وسنتحمل ردات الفعل الممتعضة. نحن أمام كارثة مناخية، الناس يموتون من الجوع والبرد. يجب التحرك ولو عبر أساليب احتجاجية لم نعتد عليها مسبقا».

علما أن هذه المجموعة البريطانية هي واحدة من ضمن 11 مجموعة حول العالم، تنضوي تحت لواء «شبكة أي 22» البيئية الممولة من قبل صندوق الطوارئ المناخية في كاليفورنيا، وهي للمفارقة مؤسسة أسستها المليارديرة أيلين جيتي، حفيدة عملاق النفط بول جيتي. لكن يبدو أنها لم ترث منه أجندته البيئية!

وفيما تعهدت المجموعات البيئية باستمرار التحركات عالميا، تتجه الأنظار اليوم إلى مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ «كوب 27» المرتقب انعقاده في شرم الشيخ من 6 إلى 18 تشرين الثاني المقبل، والذي سيشارك فيه قادة من حول العالم وآلاف الناشطين البيئيين.

ومن الأهداف العريضة للمؤتمر اتفاق على تخفيض معدلات انبعاثات الغازات الدفيئة وثاني أكسيد الكربون، بما يتماشى مع تقليل معدل زيادة درجة حرارة الكوكب إلى أقل من 1.5 درجة مئوية.

فضلا عن حماية المجتمعات الضعيفة من الجوع والبرد، والوفاء بالتزام تمويل حماية المناخ بقيمة 100 مليار دولار. لكن هذه الأهداف تبدو صعبة التحقيق نظرا للتوترات الجيو-سياسية بشأن حرب أوكرانيا، وارتفاع أسعار الوقود الأحفوري والغذاء، ومخاوف البلدان النامية من فشل الدول الغنية في التحرك بشكل عاجل وفعال.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

«النهار العربي» – 27 تشرين الأول 2022

--------

التغير المناخي يهدد مليار طفل في العالم

حذرت منظمة «كيدز رايتس» (حقوق الأطفال) غير الحكومية، الأربعاء 19 أكتوبر (تشرن الأول)، من أن تداعيات التغير المناخي تهدد مليار طفل حول العالم، معربة عن أسفها لأن مستويات معيشة القاصرين في سائر أنحاء العالم لم تتحسن خلال العقد الماضي.

وقالت المنظمة الحقوقية ومقرها في هولندا في دراسة سنوية، إن جائحة «كوفيد-19» كان لها أيضاً تأثير كبير على الأطفال، إذ إنهم حُرموا أحياناً من الطعام أو الدواء بسبب الاضطرابات في القطاع الصحي، مما أدى إلى وفاة حوالى 286 ألف طفل دون سن الخامسة.

وأوردت المنظمة هذه المعلومات في دراسة تُصدرها سنوياً تحت اسم «مؤشر حقوق الأطفال» وتصنف فيها 185 دولة وفقاً لمدى امتثال كل منها للاتفاقية الدولية لحقوق الطفل بناءً على بيانات الأمم المتحدة.

وفي مؤشر 2022 احتلت آيسلندا والسويد وفنلندا وهولندا المراكز الأولى، في حين تذيلت الترتيب كل من جمهورية أفريقيا الوسطى وسيراليون وأفغانستان وتشاد.

وقال مؤسس المنظمة ورئيسها مارك دولارت في بيان، إن مؤشر 2022 «مقلق لأجيالنا الحالية والمستقبلية من الأطفال». وأوضح أن «مناخاً يتغير بسرعة يهدد الآن مستقبلهم وحقوقهم الأساسية».

وأعرب دولارت عن أسفه لأنه «لم يُحرز تقدماً كبيراً في مستويات معيشة الأطفال خلال العقد الماضي، وإضافة إلى ذلك، تأثرت سبل عيشهم بشدة من جراء الجائحة».

وبحسب مؤشر حقوق الأطفال لعام 2022 فقد ارتفع، لأول مرة منذ عقدين، عدد الأطفال العاملين في العالم إلى 160 مليوناً، أي ما يمثل زيادة قدرها 8.4 مليون طفل خلال السنوات الأربع الماضية.

وأعدت المنظمة هذا المؤشر بالتعاون مع جامعة إيراسموس في روتردام.

في المقابل، رحبت الدراسة بالتقدم الذي أحرزته بعض الدول على صعيد حماية الأطفال وتحسين حقوقهم.

ومن هذه الدول على سبيل المثال أنغولا التي انخفض فيها معدل وفيات الأطفال دون سن الخامسة إلى النصف، وبنغلاديش التي انخفض فيها إلى النصف تقريباً عدد الأطفال دون سن الخامسة الذين يعانون من نقص في الوزن.

بدورها، خفضت بوليفيا إلى ما يقرب من النصف عدد الحوادث التي يتعرض لها الأطفال في العمل.

ــــــــــــــــــــــــــــــــ

أ ف ب – 19 تشرين الأول 2022

---------

والتر بنجامين ينتصر للهياكل الحديدية عبر «ممرات باريس»

إبراهيم العريس

   

قبل سنوات من زيارته الأولى لها، كان المفكر الباحث الألماني والتر بنجامين (1892 – 1940) يعرف باريس جيداً، وبذلك قدر ما كان متعمقاً في اللغة الفرنسية التي ترجم منها أعمالاً كبيرة لمارسيل بروست، وأرخ لقرنها الثامن عشر من خلال كتاباته العديدة عن شارل بودلير، من هنا لم يكن من الصعب عليه لاحقاً حين زارها للمرة الأولى، حقاً، في عام 1919 أن يقوم بوصف باريس معشوقته (وبديلة برلين العمرانية، التي لم يكن يحبها كثيراً على رغم ارتباط طفولته بها)، بكونها عاصمة القرن التاسع عشر، ولكن هذه المرة تحديداً ليس من خلال أدب بودلير، بل من خلال كتاباته المسهبة عن “ممرات باريس” أي تلك الأزقة الضيقة التي تشيد داخل العمارات ممتدة من شارع إلى شارع خلفي، وتنتشر على جوانبها تلك المحلات التجارية والمطاعم والمقاهي والمكتبات التي رأى بنجامين في ازدهارها انتصاراً لم يستسغه كثيراً على أية حال لذلك المزج التحديثي بين الهياكل العمرانية المعدنية وازدهار صناعات النسيج في العاصمة الفرنسية وما حولها، ويمكننا أن نرى من خلال مئات الصفحات التي كتبها بنجامين عن ممرات باريس، دون أن يعلن أنه أنجز حقاً النص الكبير الذي أراد إنجازه حول ذلك الموضوع، كيف أن باريس قد أضحت في نظره منذ نهايات الربع الأول من القرن التاسع عشر، مجرد فوضى ناتجة من “اضطراب إنتاجي كبير”، يجعل الثروة والفقر يتعايشان على قدم المساواة بين “الوعود الطوباوية” و”الوهم القمعي”، ولكن لماذا منذ ذلك التاريخ المحدد؟ ببساطة لأنه اللحظة التاريخية التي شهدت بدء إقامة تلك الممرات.

 

صورة مصغرة للمدينة

بالنسبة إلى والتر بنجامين، كانت الممرات الباريسية إذاً صورة مصغرة لباريس القرن التاسع عشر، حتى ولو كانت مداخل الممرات عبارة عن “فتحات كهف غامض” تنفتح على مدينة تغمرها معانٍ متعددة، ومن هنا كان من المنطقي أن تبدو نصوص بنجامين حول الممرات الباريسية التي بدأ يكتبها بين عامي 1927 و 1929 أشبه بـ”قصة خيالية جدلية” تكاد تنتمي مباشرة إلى ذلك التجوال السريالي الذي كان أثيراً لدى أندريه بريتون، ولكن أيضاً لدى لوي آراغون في مرحلته السريالية ما قبل الشيوعية، وتناوله في نصه البديع “فلاح باريس”، فراح يبدو ذا نكهة أدبية خالصة، بل كغوص شاعري في مدينة بدت بين يديه خيالية، قبل أن يكتشفها مؤرخو مدرسة “الحوليات” الجغرافية – التاريخية باكراً، فينظرون إليها تدريجاً بوصفها “تاريخاً اجتماعياً لباريس في القرن التاسع عشر” عندما نشرت في عام 1939، بخاصة أنهم أدركوا حتى قبل أن يشتغلوا على تواريخهم، أنها أكثر كثيراً من كونها نصوصاً ذات بعد ذاتي أتت مستقاة من مجموعة من الاقتباسات والتعليقات والملاحظات التي اقتبسها بنجامين من كتب ووثائق وشروحات ومخططات تفحصها الكاتب الألماني بين رفوف وقاعات المكتبة الوطنية الفرنسية، ولكن فيما كان بنجامين يشتغل على تلك الفصول التي كان من سوء الحظ أنه لم ينجزها أبداً، فنشرت غير مكتملة، هل كان يشتغل على جغرافية باريس؟ أبداً! كان يشتغل على جغرافيتها وتاريخها في آن معاً، وذلك ما أثار إعجاب المؤرخين الجدد.

 

تاريخ هزائم باريس؟

فلئن كان الكتاب كما نشر وبعنوان “باريس عاصمة القرن التاسع عشر، كتاب الممرات” يغوص في الجغرافيا الباريسية من حيث لا يمكن لأحد أن يتوقع، فإنه في الوقت نفسه كان يغوص في تاريخها ولكن بشكل خاص، في تاريخ الحراكات الضخمة والمتراوحة بين الاحتجاجية والثورية المنتهية حيناً بانتصار قوى التغيير، ولكن غالباً بهزيمة تلك القوى، ومن هنا تتكرر في الكتاب تواريخ محددة، 1789، 1830، 1848، 1871. والذين يعرفون تاريخ باريس معرفة والتر بنجامين له لا يصعب عليهم ربط كل سنة من هذه السنوات بهزيمة ما طاولت عاصمة فرنسا، حتى وإن أسفر الأمر عن تبدلات غيرت الأمة كلها، فيما دفعت باريس الثمن، لكنه عمرانياً وحداثوياً كان ثمناً غريباً من نوعه، ثمن يقفز بالمدينة وعمرانها واقتصادياتها في كل مرة قفزة إلى الأمام، وما يقوم به بنجامين هنا إنما هو الاشتغال على سمتين من سمات التطور الباريسي، حيث يستعير من ماركس مفهوم التخييل لوصف واحدهما وهو المتعلق بلعبة “التشييء” التي حللها ماركس في “رأس المال” ويستند إلى الاقتصاد السياسي وعلومه، ولكن أيضاً كما يحللها ماركس نفسه في “مخطوطات 1844” لتفسير ثانيهما وهو “الاقتصاد الصناعي”، وهو يمزج السمتين معاً ليتوصل إلى الأثر السحري الذي ينتهي به الأمر إلى تغطية العلاقات الاقتصادية والاجتماعية في بؤرة واحدة تسم الحالة العمرانية التي نجده يمعن في تحليلها المحايد، هو الذي كان قد سبق له أن فعل الشيء نفسه، ولكن بلغة أكثر ذاتية بالنسبة إلى مدينته برلين التي مكنه كتابه السابق “طفولة برلينية” (1900) من تحرير نفسه منها.

 

رؤية جدلية

ومن هنا نجده عبر تلك الحيادية التي نوهنا بها أعلاه، يتوصل إلى جوهر فلسفته الاجتماعية التي توخى التعبير عنها هنا منطلقاً من انبهاره الباريسي، حيث كما يكتب في صفحات “ممرات باريس” متحدثاً عن “إن هذا البريق الذي يمثله عمران الممرات، وذلك الازدهار الذي عرفت باريس كيف تحيط نفسها به من خلال مجتمعها المنتج للبضائع، ناهيك بالشعور الوهمي على أية حال، الذي تبثه في المرء مشعرة إياه بأنه في أمان، ليست جميعاً في ملجأ من شتى ضروب التهديد والمخاطر، وما انهيار الإمبراطورية الثانية وهزيمة كومونة باريس سوى لحظات تاريخية ماثلة هنا في كل حين لتذكرنا بهذه الحقيقة”. ومن هذا المنظور بالتحديد يرى بنجامين أن باريس تصبح عاصمة للقرن التاسع عشر، وذلك لأنها جمعت في داخلها وجهي ذلك القرن المتعارضين، ولكن “المتكاملين” في الوقت نفسه، باريس المدينة التي تمكن من أن يتطور فيها اقتصاد رأسمالي متقدم، وباريس المدينة التخييلية التي تضيع وسط أطر عالم الأوبريت الذي تفنن أوفنباخ وأضرابه في إبداعه دون أن يكون في إمكانهم إبداعه في أية مدينة أخرى... لكن هنا تحديداً ينتقل بنجامين إلى تلك الإشارة بالغة الأهمية التي ذكّر من خلالها بتواتر اللحظات التاريخية الكبرى، التي إذ شكلت تاريخ باريس في القرن التاسع عشر شكلت لها جغرافيتها في الوقت نفسه، وهنا في هذا السياق نفسه وكما يشير معلق على “ممرات باريس” هو غودرون كلات في مقالة نشرتها مجلة “الماغازين ليترير” عام 1990 لمناسبة صدور ترجمة فرنسية للكتاب، لا بد من الإشارة إلى الكيفية التي عدل بها بنجامين نظرته قبل مبارحته فرنسا وانتحاره عند الحدود الفرنسية الإسبانية، وذلك حين اكتشف في المكتبة الوطنية كتاباً لثائر الكومونة بلانكي عنوانه “الخلود من طريق الأفلاك”، يبدي فيه هذا الثائر يأسه من تحقيق الثوار أي انتصار. وكانت الفكرة مغرية كي يقع بنجامين صريع اليأس، فالجمهوريون الإسبان اندحروا و”الجبهة الشعبية” الفرنسية انفرطت، والنازيون الألمان بدأوا يجتاحون أوروبا والسوفيات الستالينيون يسكتون عنهم ويوقعون معهم المواثيق والمعاهدات، وأميركا ساكتة والفرنسيون يستعدون لاسقبال الاحتلال الألماني، ولكن بنجامين قبل انتحاره خوفاً ويأسا، تمسك برؤيته لباريس معتبراً أن أزمنة الانحطاط لا يمكنها أن تكون حقيقية ومستديمة بعد كل شيء، وهو استند إلى تحليل جدلي للقرن التاسع عشر ولما حققته باريس فيه، ليخلص من كل ذلك إلى الاستنتاج بأن ما هو مطلوب من المؤرخين الأكثر ذكاء إنما هو النظر إلى الأحداث والتطورات من منظور إيجابي شامل، فلو “نظرنا إليها كذلك، سندرك أهمية وواقع أن تكون باريس قد تمكنت على رغم كل شيء من أن تكون عاصمة للقرن التاسع عشر”. صحيح أن نظرة بنجامين قد تبدلت بعد احتلال النازيين فرنسا بدعم من خيانات فرنسية واضحة، ما جعله يتراجع عن إيجابيته المتفائلة ليغرق في ذلك اليأس الذي دفعه إلى الانتحار، ولكن من المؤكد أنه بانتحاره كان مخطئاً ومتسرعاً، فهو لو صبر سنوات قليلة أخرى لكان من شأنه أن يدرك أنه كان قبل ذلك على حق وأن بلانكي كان، في يأسه، مخطئاً!

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

«اندبندنت عربية» – 26 تشرين الأول 2022

****************************

الصفحة الحادية عشر

 

«حين يعانق الرجال عنان السماء»

 

 

بهذا العنوان اصدر الأستاذ/ السجين السياسي السابق، عبد القادر احمد العيداني، كتابه التوثيقي الذي ارشف فيه أسماء السجناء السياسيين والمعتقلين في سنيّ التعسف والاضطهاد.

الكتاب يوثق أسماء السجناء والمعتقلين في سجن نقرة السلمان بعد انقلاب 8 شباط الأسود وعددهم (3146) شخصية وطنية، و(97) سجينة.

اما طيلة العهود الاستبدادية المظلمة فكان العدد (4163).

في حين كان سجناء العهد الملكي (1007) و (39) سجينة.

هذا الكتاب الذي يقع في 138 صفحة والمعزز بالصور، يعد وثيقة أساسية للفكر التنويري وللقوى التقدمية التي حاربت الظلم طوال العهود السابقة.

 

----------

النخلة في الأساطير

ناجح المعموري

 

وجد الفينيقيون بين النخلة/ التي عدّها الساميون بعامة شجرة الحياة في جنة عدن وبين إلهة الإخصاب الجنسي والتعشير عشتروت أو عشتار، فالنخلة كانت شجرة الميلاد أو شجرة العائلة عند كل شعوب غرب أسيا، في مصر وبابل وفينيقيا والجزيرة العربية، كما أن من اسمها جاءت تسمية فينيقيا أو فينيق أي الفينيقيين، بمعنى “ الدامي “ إذ أن شعوب البحر الأبيض المتوسط عامة ارتبطت وربطت بين عمليات إخصاب النخيل، أو ما يعرف بـ (الطلوع ) أو التلقيح التي يدونها لا تطرح النخلة أو تثمر، فهناك علاقة بين النخيل، وبين الموت ثم القيامة أو توالي الولادة والاستمرار. (1) وكانت النخلة هي شجرة عشتروت المقدسة، فمن ثمرها أو ـ تمرها ـ تسمت عشترون، كما أن من اسم ثمرها جاء اسم الإله “ دامور “ أو “ تامور “ أو تامير “ أي التمر، ووجدت أثار هذا الإله في جزر البحر الأبيض المتوسط التي استعمرها الفينيقيون، فكان يصك على النقود في شكل أو شعار نخلة وافرة الثمار. فلقد سم اليونان فينيقيا والشرق الأدنى القديم عامة، ببلاد النخيل، كما أن من اسم النخلة تسمت مدن “ تدمر “ في كل من الشام واليمن والحجاز، كذلك فقد عبد العرب نخلة نجران، وكانوا يزينونها بأزياء نسائية، كما يقول جريفز ودخلت النخلة في الميثولوجيا الإغريقية، فكل من الإلهة، ابولو، ونبتون، ودلين، ولدوا تحت نخلة، وكذلك المسيح في الأسطورة السامية. (2)

أن التواصل الثقافي والتبادل الحضاري واضح للغاية وله انعكاسي على الثقافة والدين الإغريقي. وللثقافة السورية واللبنانية تبدّيات لا تقبل الشك ومنها القيمة العالية للنخلة التي تميزت لدى الساميين، بأنها سيدة الأشجار، وتنوعت أساطيرها في مراحل عديدة، وبديانات وثنية وتوحيدية. من هنا حازت عليها الثقافة الإغريقية وكانت بؤرة في معنى حدوث ولادة ابولو وارتميس  تحت النخلة، وما أعطته للتوأمين من إمكانات وقدرات جعلتهما متميزين لان ارتميس  قامت بدور القابلة وتوليد أمها تحت النخلة.

وأضافت أساطير بعلبك، ذات الأصول المصرية، أن طائراً يسمى فينيق أو النخيل كان يحج الى هيلو بوليس أو بعلبك، فيموت بها ويعاود الحياة من جديد، وتداولت الأجيال كثيراً من المرويات والأساطير عن هذا الطائر جاوبها. انه مماثل للطائر المصري “ بينو “ وقال هيرودت بأنه يشبه طائر العنقاء وجعله الفينيقيون مماثلاً بطائرهم الفنكس وأشارت واحدة من المرويات التي أوردها القديس هيرونيم عن هذا الطائر الذي لقبه الفينيقيون باسمهم “ فينق “ أن هذا الطائر يعيش في الهند لمدة خمسين عاماً، ثم يجيء الى فينيقيا لجمع طبوب لبنان ويصنع منها عشاً، فيغطى كاهن معبد هيلو بوليس، هيكل الأسرار لحين احتراقه في طبوبه. ويبدو أن ثمة علاقة لا يلتفت إليها بالدرجة الكافية وهي العلاقة بين الاسم فينيق أبي الفينيقيين، وبين نباته أو شعاره المقدس أو طوطمه، الذي هو نخلة، وكذلك بين معتقدات الموت والفناء، ثم معاودة البعث والقيامة التي كان يمثل أطوارها ذلك الطائر المقدس، المسمى الفينيق، الذي أعطى اسمه لفينيقيا، أو المجمل الشعوب البحرية من لبنانيين وسوريين وفلسطينيين. (3)

لم يكن اعتباطاً اختيار السيدة العذراء مكاناتها تحت النخلة كذلك زوجة زيوس ليتو لان النخلة مانحه الظلال وحاملة للثمار، كما أنها الرمز الكافي الدال على “ الحياة والفناء، والمرأة في مخاضها تستعين بمساعدات لها على البقاء بالحياة وحتى لو تعرضت للفناء، فأن النخلة ستتكفل بمولودها. ويلاحظ بأن ولادات تحت النخلة متميزة جداً ومثال ذلك ابولو/ السيد المسيح/ بنوتن.

اهتم الفن العراقي القديم كثيراً بالنخلة، وكشفت أختام اسطوانية مركزية النخلة في الفكر العراقي وضاء ختم الخطيئة وكانت النخلة هي الشجرة المحرمة. والنخلة شجرة العراقيين والساميين وهي تجدد الحياة وانبعاثها (سواء نظرنا الى الشجرة من حيث هي كائن واقعي أوفى حيث هي رز حي... أنها شجرة عشتروت المقدسة. كما هي رمز الشباب ونسغ الحياة الذي لا ينضب معينها... وتشترك جميع أساطير الشجر والبنات في أنها من أصل سماوي، هو النموذج الأول الذي أخذت منه... فالأشجار والبنات قد وجدت في زمن البدايات المقدسة. (4)

وفي الأسطورة السومرية المعروفة “ قصاص بستاني انكي الذي اغتصب أنانا “ وفيها توجه انكي الى غراب يقوم بعمل بستاني، وكأنه رجل، طالباً منه أتباع طريقة زراعية تؤدي الى خلق شجرة النخيل، الشجرة المقدسة.

ــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) شوقي عبد الحكيم/ موسوعة الفولكلور والأساطير العربية/ مكتبة مدبولي/ القاهرة/ ب. ت/ ص 665.

(2) ن. م/ ص 666.

(3) شوقي عبد الحكيم/ ن. م ص 666/ 667.

(4 ) د. محمد عجينة/ موسوعة أساطير العرب، عن الجاهلية ودلالاتها/ دار محمد علي للنشر+ دار الفرابي/ صفاقس/ بيروت/ 1994/ ص 274/ 275.

---------

قصص قصيرة جدا

طلال حسن

 

أسومة

رفضت أسومة، ربما لسنيها الثمانين، أن تغادر بيتها، في محلة (خزرج)، والذهاب مع ابنها أحمد وعائلته، إلى منطقة آمنة خارج المدينة، وهي ترى كجارتها العجوز فطومة، أن من يترك داره يقل مقداره.

وحين انتهى الاقتتال في المدينة، ولحق بالجانب القديم منها دمار شامل، فوجىء أحمد بالخراب الذي لحق بحيهم، ووقف أمام دارهم، الذي غدا كومة من الحجارة، أين أمه؟ أين أسومة؟

وجاءه صوت يعرفه جيداً: بنيّ..

التفت، إنها هي جارتهم فطومة، وأسرع إليها، وقال: أخبريني، أين أمي.

وابتسمت فطومة كعادتها، وقالت: رأيتها تخرج مع مجموعة من العوائل، ومعهم أطفال وشيوخ، والقتال كان ما يزال مستمراً.

هزّ رأسه، وقال كمن يحدث نفسه: أعرف أين أجد أمي أسومة، إنها حيث يحتاجها الآخرون، هذا إذا لم تكن قد قتلت. 

 

القطة

خرجتْ من البيت، بعد أن أغلقت باب الغرفة على قطتها، فهي تخشى أن تصعد إلى السطح، بحثاً عما تأكله، فيراها قناص، ويرديها قتيلة.

وعند مدخل الزقاق، وقع نظرها على شابين ملتحيين، يرتديان الليل، ومع كلّ منهما رشاشة، ورأت أحدهما يقضم رغيف خبز، فاقتربت منه، وقالت بنبرة متوسلة: لله، لديّ يتيمة.

حدق فيها المسلح صامتاً، وهو يلوك لقمته، وضحك المسلح الثاني، وقال: لا تصدقها، إنها امرأة عجوز، من أين لها يتيمة؟

وابتسم المسلح الأول، وقال لها: أقسمي أن لكِ يتيمة، وسأعطيك نصف الرغيف.

وحدقت العجوز فيه مترددة، ثم قالت: والله، لديّ يتيمة، وهي جائعة جداً.

وأخذت العجوز نصف الرغيف، طارت به إلى البيت، قدمته لقطتها، وهي تقول: كلي، يا يتيمتي، كلي لعلكِ تشبعين.

    

الطير الأخير

بعد أن تقدم به العمر، وغدا وحيداً في البيت، اقتنى طائرين، ذكراً وأنثى، وعندما اشتد القتال داخل المدينة، واشتد معه الحصار، وشحت المواد الغذائية إلى درجة كبيرة، كان يقتطع من طعامه، ويقدمه للطائرين، حتى نفد الطعام في بيته تماماً.

ماتت الأنثى يوم أمس، لا عجب، فأنثاه ـ زوجته ماتت قبله هي الأخرى، وتركته وحيداً، خاصة أنهما لم ينجبا في حياتهما  أي طفل.

وخمد الذكر في القفص، من يدري، قد يموت قريباً هو الآخر، ورغم تعلقه بهذا الطير، إلا أنه فتح له باب القفص، وأطلقه قائلاً: اذهب، وعش حياتك، يا صاحبي.

وحلق الذكر قريباً من أسطح الدور، وحام مرات حوله فوق السطح ، وهو يتابعه بعينين جامدتين، ثم اتجه مبتعداً عن أنقاض البيوت، التي خربها الاقتتال، وقبل أن ينزل من السطح، سمع اطلاقة من مكان قريب، وانتفض قلبه، لابدّ أنه الذكر، وعاد إلى السطح، وبحث عن الذكر، لكنه لم يعثر له على أثر.    

 

شقاء

منذ أيام، وهي تتسلل من خرابة إلى خرابة، متسترة بعتمة الليل، هي والجنين الذي في بطنها، والقنابل والصواريخ وأزيز الرصاص، لا يكاد يتوقف.

وتوقفت هي، هذه الليلة، مع حماتها العجوز، بعد أن فقدت زوجها، قبل أيام، برصاصة قناص قلما يخطىء ضحيته، جاء من وراء البحار.

توقفت لا لأنها وجدت سرداباً قديماً آمناً، في إحدى الخرابات، وإنما لأن جنينها “ العاقل “ اختار أن يفد هذه الليلة إلى العالم.

ووفد الجنين، وكان كما تمناه أبوه الراحل، ذكرا جميلاً، فأخذته الحماة العجوز بين يديه، ونظرت إلى وجهه الجميل، وقالت: لنسمه على اسم جده.. محمود.

فتمتمت الأم بصوت واهن، قبل أن تغمض عينيها، وتنطفىء: لا.. ليكن اسمه.. شقاء.

 

بدرية

الجمال رزق، وأي رزق، هذا ما كانت تقوله جدتي دائماً، وأعترف.. أنا لست قمراً، وأبوها نفسه لا علاقة له بالقمر، وأما طفلتنا، وهذا رزق، جاءت كالقمر، وعلى هذا أسميناها.. بدرية.

وكقمر السماء، راحت بدرية تكبر يوماً بعد يوم، وكبر معها جسمها وجمالها وألقها، شيء واحد لم يكبر فيها، ويبدو أنه لن يكبر، صارت بدراً، لكن عقلها ظلّ يراوح في المحاق.

ومع وقوع المدينة في الظلام، وحلّ في أرجائها رجال الظلام، وشعّ نورها أكثر وأكثر، فصاحوا بي شيباً وشباباً، ولأسباب شتى متعارضة: حجبيها.

حجبتها، لففتها بغمامات قاتمة كالدخان، لكنها ظلت بدراً، يشع نوراً باهراً، وسط الغمام، وذات يوم، جاءتنا امرأة منهم، وقالت لي: الأمير يريدها.

شهقتُ، هذا ما كنت أتوقعه وأخافه، فقلتُ لها: لكنها.. طفلة.. طفلة صغيرة.. لا تعي.

وكشرت المرأة، وقالت: جسمها.. قمر.

رفضتُ، توعدتني المرأة، إنه الأمير، وذات ليلة، أردت أن أهرب بها من الظلام، لكن رصاصهم انهمر علينا كالمطر، لم أمت، لكني متّ حين علمت أن قمري اختفتْ، وبحثتُ عنها في كلّ مكان، دون جدوى.

 

------

إهزوجة المتظاهر

 

 

 

حمزة فيصل المردان

 

من أين ابدأ للحديثِ نوادِ

لا اترك الذل البهيم بوادِ…

إهزوجةٌ بدمائنا كتبتْ ضحىً

ألوانها وقفتْ على إنشادي…

لا اعشق الصمت الذي لا ينفع

لي صرخةٌ ستهزُّ ظلماً بادِ…

صور المواضي قد علتها فاقةٌ

صفّ الخمول فصار فوق رقادي…

ذي ثورةٌ تشرينَ ضمّ مسارها

كمْ لوّحتْ والمبصرات أيادي…

لكنّني  لا انثني حطمتهُ

والحزم طلّ بلونه الوقّادِ…

هيّا بنا كلّ التناحرِ فرقةٌ

حزمٌ هنا هذا العراقُ ينادي…

هيّا بنا ياسادتي  ذي صحوةٌ

اطرافها مختومةٌ بسدادِ…

هيّا بنا نردي الونى في زحفنا

نسعى بدربِ العزِّ صاحَ فؤادي ..

ياشعبنا حييت تخطو مصلحاً

لاضائعا في غفلةٍ ورقاد…

لا نرتجي غيرَ الصلاحِ شرارةً

 هيّا بنا في جمعةِ الِإيْقَادِ …

مرحى لكلّ مناصرٍ لا ينثني

هذا عراق الخير للاحفادِ…

الشعبُ مغتبطاً فهذي فسحةٌ

فرحٌ يسيرُ يحيطُ وجه مدادي…

ياهاتفاً حدّد خطوط بهائنا…

في صحوةٍ كبرى تصانُ بلادي  …

ساندتهم وهزائمي مبتورةٌ

بمحبّةٍ امشي أَلُمُّ سهادي…

ابعاد كلّ قضيّة بمدارها

في وَثْبَةِ الابناء عاد معادي…

*************************

 

تحلق النوارس وهي ذبيحة

 

 

 

فرحان صبري

 

دم النوارس يرسم فوق سطح الماء اشرعة الرسو على بر الامان

ولها النوافذ والعيون

 ولهى

 والقلوب

 تطير  محلقة

تذوب

بشوقها المشبوب

بالحزن  والأمل المخضب بالشجون  ونايات الجنوب

تلك النوارس لم تغادر ساحتي

وشطاني ونافذتي التي تمتد من الق الطيوب

ويداي  ما برحا يلوحان لها

 حين  استدارت جبهة الشمس إلى جهة الغروب

لكنها بقيت تطير ذبيحة

 لتنير

في  دمها المتد من سوح  التظاهر والدروب

إلى ضفاف نهري دجلة والفرات يحثها نبض القلوب

***************************

الصفحة الثانية عشر

 

في موقع جديد.. الناصرية تعيد افتتاح شارعها الثقافي

 

الناصرية – طريق الشعب

 

بحلة جديدة وفي موقع بديل، شهدت مدينة الناصرية الجمعة الماضية، إعادة افتتاح شارعها الثقافي (شارع الكتب) واستئناف نشاطاته وفعالياته التي توقفت خلال السنوات الأخيرة منذ تفشي جائحة كورونا.

وكان هذا الشارع، الذي افتتحه مثقفون وناشطون عام 2016 على غرار شارع المتنبي في بغداد وغيره من الشوارع المماثلة المنتشرة في مدن عديدة من البلاد، يقع خلف العيادة الخارجية في شارع الحبوبي، لكنه اليوم انتقل إلى موقع بديل. وهو الشارع المجاور لقسم التربية – مقابل بهو الناصرية، وذلك بعد تأهيله على يد ناشطين وفنانين شباب بالتعاون مع الحكومة المحلية وفرق تطوعية شبابية.

وشملت أعمال تأهيل الموقع الجديد، تزيين الجدران بالرسوم الملونة وتأسيس منظومة إنارة فضلا عن تأهيل الأرصفة.   

وبعد قص شريط افتتاح الشارع، انطلقت الفعاليات الثقافية والفنية التي تضمنت معارض للكتاب وبازارات ومعارض فوتوغرافية وتشكيلية وكاريكاتيرية شخصية وفقرات موسيقية ورسما حرا.

وأعرب أهالي الناصرية عن سعادتهم بإعادة افتتاح هذا المتنفس المهم، الذي يوفر لهم فضاء ثقافيا يوم الجمعة من كل أسبوع، ليس لهم وحسب، إنما لأبناء الأقضية والنواحي القريبة من مدينتهم.

وفي هذا الصدد، كتب الناقد المسرحي الأكاديمي د. ياسر البراك، على صفحته في فيسبوك قائلا أن “افتتاح الشارع الثقافي يدعونا إلى الانتصار لإرادة الحياة في هذه المدينة التي يريد لها البعض أن تتحول إلى مدينة منكوبة إنسانياً وخدمياً وحضارياً”، مضيفا أن “ما يميز هذا الشارع هو أولئك الشباب الذين ينظرون إلى المستقبل نظرة أمل على الرغم من كل الجراحات التي أثخنت أحلامهم في السنوات الثلاث الماضية، بعد أن فقدوا الكثير من الأحبة خلال ثورة تشرين التي منحتهم قوة الاستمرار في تحدّي الخراب الذي يحيط بهم”.

وتابع قوله: “إنها قوة الأمل بانتصار الكلمة على الكاتم، والأغنية على النشيد، والحرية على العبودية”.

وسيكون أبناء الناصرية على موعد مع فعاليات نافذتهم الثقافية هذه، يوم الجمعة من كل أسبوع، من الساعة الثالثة عصرا حتى الثامنة مساء، في وقت عانت فيه المدينة طويلا افتقارها للأماكن الثقافية والترفيهية.

 

 

د. علي مهدي يقدم  «دروسا من ثورة أكتوبر الاشتراكية»

 

 

بغداد – طريق الشعب

 

سيحل عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، الرفيق د. علي مهدي. ضيفا على صفحة “شيوعيون نحو التغيير” في موقع فيسبوك، ليتحدث في ندوة مباشرة (أونلاين)، عنوانها “من دروس ثورة أكتوبر الاشتراكية”.

تبدأ الندوة في تمام الساعة التاسعة بتوقيت بغداد، والسابعة بتوقيت أوربا، من مساء الأحد المقبل.

والدعوة عامة.

 

 

عن «رؤية البيت الوطني في التغيير الديمقراطي»

 

 

بغداد – طريق الشعب

 

يضيّف منتدى “بيتنا الثقافي” في بغداد، بعد غد السبت، عضو الأمانة العامة ومسؤولة المكتب الثقافي في “البيت الوطني”، د. وجدان عبد الأمير، لتقدم ندوة عنوانها “رؤية البيت الوطني في التغيير الديمقراطي”.  تبدأ الندوة في الساعة الحادية عشرة ضحى على قاعة المنتدى في ساحة الأندلس.

والدعوة عامة.

 

 

في الأنبار.. رابطة المرأة توزع قرطاسية على تلميذات

هيت – ربى لطيف ضاحي

 

للتخفيف من الأعباء المالية الكبيرة المترتبة على ذوي تلاميذ المدارس، في ظل عدم توزيع وزارة التربية كتب جديدة وقرطاسية على أبنائهم هذا العام، بادرت رابطة المرأة العراقية في محافظة الأنبار إلى توزيع قرطاسية على تلميذات المدارس الابتدائية في قضاء هيت.

وشمل التوزيع مدرستي “النجوم” و”الأمواج” الابتدائيتين للبنات.

وذكرت الرابطة لـ “طريق الشعب”، أنها تحرص على دعم العملية التربوية والتخفيف من الأعباء المالية التي يتحملها اليوم أولياء أمور التلاميذ، سيما الفقراء وذوو الدخل المحدود منهم.

 

 

خلال عام ونصف.. العراق يستعيد أكثر من 17 ألف قطعة أثرية

بغداد – وكالات

 

قالت وزارة الثقافة والسياحة والآثار إنها استعادت خلال عام ونصف العام نحو 17.338 قطعة أثرية من الخارج.

وذكر المتحدث باسم الوزارة أحمد العلياوي، في حديث صحفي، أن “هذا الرقم يعد الأكبر في عمليات استرداد الآثار العراقية، وفي تاريخ عمل الهيئة العامة للآثار والتراث”.

فيما نوّه إلى أن “النبش العشوائي في المواقع الأثرية النائية عند أطراف البلاد، تسبب في تهريب كميات كبيرة من القطع الأثرية إلى الخارج. لذلك أن الوزارة تعمل في الوقت الحالي على استعادة تلك القطع، وأن هناك تعاونا من بعض الدول في هذا المجال، يقابله عدم تعاون من دول أخرى”!

ونوّه العلياوي إلى أن العراق قدم شكوى لدى الانتربول ضد بعض الدول التي ترفض استعادة آثاره، لغرض الضغط عليها في هذا الإطار، مؤكداً أن “إجراءات هذا الملف مستمرة وحققت منجزات ممتازة لصالح الآثار العراقية”. وعن المواقع الأثرية المسجلة رسميا، بيّن المتحدث باسم الوزارة أن “العراق يمتلك 15 ألف موقع أثري مسجل. بينما يصل عدد المواقع غير المسجلة إلى أضعاف هذا الرقم”، مشيراً إلى أن “بعض أهالي المناطق النائية، وبالتعاون مع لصوص، يقومون بنبش المواقع الأثرية ويستخرجون منها ما يمكن استخراجه، ليهربوه بعد ذلك ويبيعوه.

 

 

«العراق يقرأ».. 35 ألف كتاب توزع مجانا في بغداد و6 محافظات

بغداد – طريق الشعب

 

في توقيت واحد، يفتتح بعد غد السبت في بغداد ومدن البصرة والعمارة والديوانية وبعقوبة والرمادي والموصل، مهرجان «أنا عراقي.. أنا أقرأ» – بموسمه التاسع، وذلك تحت شعار «العراق يقرأ».

وبالإضافة إلى الفعاليات الثقافية والأدبية والفنية النوعية التي دأب على احتضانها في مواسمه السابقة، سيوزع المهرجان على زواره، في موسمه هذا وفي مواقعه جميعا، 35 ألف كتاب مجانا.

وسيفتح المهرجان أبوابه أمام الجمهور، منذ الساعة الثالثة عصرا حتى التاسعة مساء، وذلك في بغداد على حدائق أبو نؤاس قرب تمثالي شهريار وشهرزاد، وفي البصرة على ساحة الحرية مقابل مجمع كليات باب الزبير، وفي العمارة على حدائق السندباد مقابل مستشفى الزهراوي، وفي الديوانية على حدائق متنزه الحرية، وفي بعقوبة على الحدائق المجاورة لساحة الفلاحة، وفي الرمادي على حدائق ملتقى شباب الأنبار الثقافي، وفي الموصل على أرض القرية السياحية في منطقة الغابات.

 

 

معاً لبناء بيت الحزب.. بيت الشعب

 

دعماً للحملة الوطنية لبناء مقر الحزب الشيوعي العراقي، تبرع الرفاق والأصدقاء:

- الرفيق عبد الرزاق الحكيم والرفيقة باسمة البغدادي 5 ملايين دينار.

الشكر والتقدير للرفاق والأصدقاء على دعمهم واسنادهم حملة الحزب لبناء مقره المركزي في بغداد.

معاً حتى يكتمل بناء بيت الشيوعيين.. بيت العراقيين.

 

 

في مقر شيوعيي البصرة.. جلسة حول «سياسة التجويع»

 

البصرة – طريق الشعب

 

احتضنت “قاعة الشهيد هندال” في مقر اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في البصرة، السبت الماضي، جلسة فكرية حول “سياسة التجويع”، حضرها جمع من المثقفين والناشطين والإعلاميين.

تحدث في الجلسة كل من المحاميين كاظم محسن وطارق الابريسم ود. يسر الفرطوسي والإعلامي باسم محمد حسين والباحث قاسم حنون. فيما أدارها الشاعر والناقد مقداد مسعود، الذي قدم نبذة مختصرة عن “سياسة التجويع”، ذاكرا اسماء بعض الساسة في دول العالم، ممن نفذوا هذه السياسة بحق شعوبهم.

بعدها قدم المتحدثون الخمسة، كل على حدة وجهة نظره حول سياسة التجويع، وكيف أن الحكومات المستبدة والدكتاتورية تتبعها مع شعوبها أو خصومها، وصولا إلى النتائج التي آلت إليها تلك السياسة.

وشهدت الجلسة مداخلات قدمها عدد من الحاضرين.

 

 

تسعينيات يشاركن في عروض أزياء باريسية!

 

باريس – وكالات

 

سارت عارضات أزياء مسنات، يدا بيد بملابس بيضاء مصممة بأحدث التصميمات، مع طلبة يدرسون الموضة، وذلك في عرض غير مألوف سابقا نظم أخيرا في العاصمة الفرنسية باريس.

ويأتي هذا العرض للترويج لقدرات كبار السن ودورهم في الحياة، والتنديد بالإهمال الذي يتعرضون له وسط مجتمعات كثيرة.

وقالت ديزي سالمون (90 عاما): “أنا متأثرة حقا من أن أعيش هذه التجربة في سني هذا”، مضيفة أنها سعدت بالحضور والتحدث مع الشبان.

وتابعت “سأتذكر هذا طويلا”.

ونظمت الجمعية الخيرية “الإخوة الصغار” عرض الأزياء متعدد الأجيال، في خطوة لتحدي الآراء التي تنطوي على التمييز على أساس السن. وكان العرض بالتعاون مع المعهد العالي للفنون التطبيقية في باريس، الذي صمم طلبته الأزياء وساروا إلى جوار سالمون وعارضات أخريات.

وتساءل كريستيان جونزاليس (21 عاما): “لماذا لا يشارك كبار السن في هذه الفعاليات؟ كثيرا ما ننساهم في مجتمعنا”.

ويتمثل هدف الجمعية الخيرية من العرض في إلقاء الضوء على الحاجة إلى وجود تنوع عمري أكبر في عالم الموضة، في إطار حملة أشمل لرفع الوعي بالفجوة بين واقع كبار السن والقوالب الاجتماعية التقليدية التي يمكن أن تؤدي إلى عزلتهم.