اخر الاخبار

الصفحة الأولى 

حكومة خدمات.. أم صراعات على الوزارات!.. الفاسدون.. هل يبتلعون ما تبقى من الدولة؟

بغداد ـ علي شغاتي

تأخذ الكتل السياسية المتنفذة وقتها مضاعفاً في مفاوضات تقاسم الحصص والمناصب والمواقع الحكومية، غير آبهة بالتحذيرات المتكررة من الاستمرار على المنهج الفاشل ذاته في إدارة الدولة.

ورغم استهلاك الإعلام لأحاديث تشكيل “حكومة خدمات”، يشير الواقع الى غير ذلك؛ فالمتنفذون منغمسون كل هذه الأيام في صراع الاستحواذ على المواقع الحكومية التي تضمن لهم الأموال والنفوذ.

مصالح شخصية

وحذّر الوزير السابق محمد توفيق علاوي من استمرار تفكير الكتل المتنفذة في مصالحها الشخصية والفئوية على حساب مصلحة الوطن.

وكتب علاوي في تغريدة على موقع تويتر امس الاثنين، يقول: “إذا كان همهم المصلحة الشخصية ومصلحة أحزابهم على حساب مصلحة الوطن والمواطن فمن الطبيعي أن يتنازعوا وتختلف كلمتهم ويسعى كل منهم للاستحواذ على أكبر عدد من الوزارات والمناصب”.

وأضاف علاوي أن النتيجة الطبيعية لذلك “كما شهدناها هي امتلاء جيوبهم على حساب عامة الشعب الذين يعانون من الفقر والمجاعة وشظف العيش وانزلاق البلد إلى مهاوي سحيقة ودماره خلال فترة بسيطة”.

لا تعويل على المحاصصة

فيما يرى رئيس مركز التفكير السياسي الدكتور احسان الشمري انه “لم يعد ممكنا التعويل على حكومة تتشكل عن طريق المحاصصة الطائفية للنهوض بواقع البلاد في كافة المجالات، وليس على مستوى الخدمات فحسب”، منوها الى ان “شعارات الخدمات التي ترفع هي ذاتها التي رفعتها الحكومات السابقة، والتي لم يتحقق منها شيء”.

وأشار الشمري الى ان “حكومة المحاصصة الطائفية ليس من اولوية برنامجها السيادة الوطنية وواقع البلاد، وانما مكاسب المناصب السياسية وتحقيق المصالح الخاصة”، محذرا من ان “التوافقية التي يتبعها الرئيس المكلف في اختيار التشكيلة الحكومية، ستكون نتائجها: تحقيق ما يريده الحزب والجهات السياسية التي يمثلها من يقع عليه الاختيار، وان نهج تحقيق المصالح المختلفة سينعكس سلبا على الأداء الحكومي”.

منهج فاشل

من جانب اخر، اكد الأكاديمي والمحلل السياسي جاسم الموسوي انه “في حال اعتماد الحكومة المقبلة على ذات منهج الحكومات السابقة فان نتائج استمراريتها ضعيفة، خاصة وان الشعب العراقي رافض لجميع الشخصيات التي مسكت زمام الحكم خلال السنوات السابقة، والعزوف الكبير عن المشاركة في الانتخابات خير دليل على ذلك”.

وأضاف الموسوي في حديث لـ”طريق الشعب”، انه “من الصعب التعويل على حكومة السوداني في تحقيق المطالب التي خرج من أجلها الشعب العراقي في انتفاضة كبيرة أزاحت منظمة حكم بأكملها”.

ويبدو ان الكتل المتنفذة تواصل صراعها لابتلاع موارد البلد، حيث أثار الصراع المحتدم داخل تحالف “الإطار التنسيقي” على حقيبة وزارة النفط في الحكومة الجديدة، موجة انتقادات سياسية وشعبية على صفحات التواصل الاجتماعي.

هيمنة على مقدرات البلاد

وضمن السياق، حذر وزير النقل الأسبق والنائب الحالي عامر عبد الجبار، من خطر الهيمنة على وزارة النفط الذي يهدد “قوت الشعب”.

وقال في تغريدة له: “من الجنون إخضاع المصدر الأساسي لـ91 في المائة من عائدات العراق الى معادلات التنافس السياسي عبر نظام التوزير بالنقاط أو الوزن النيابي والسياسي، في ظل الفساد والهدر بالمال العام... وإذا أصبحت الحكومة القادمة مهددة بالفشل جراء سوء الاختيار، فالعراق بأكمله مهدد بالانهيار” في إشارة الى حقيبة النفط.

وتخوض الكتل المتنفذة صراعا حادا لابتلاع الدولة عبر تقاسم الحقائب الوزارية في الحكومة الجديدة، معتقدة ان بإمكانها تجاهل أصوات العراقيين الداعيين للتغيير.

وتجاوز الصراع نطاق التحاصص الطائفي بين المكونات السياسية، فدخل التكتلات السياسية الطائفية ذاتها، ومن الواضح ان الكتل المتنفذة تحاول الادعاء انها منحت المكلف بتشكيل الحكومة محمد شياع السوداني حرية اختيار أعضاء حكومته، لكن الانباء المتواردة تفيد بعكس ذلك، فالكتل الساعية لتشكيل الحكومة الزمت السوداني باختيارات محددة لن تسمح له بتجاوزها.

-------

كتب المحرر السياسي.. نحو التغيير الشامل

تمر اليوم الذكرى الثالثة لانطلاق انتفاضة تشرين في موجتها الثانية، حيث بدأت الاحتجاجات كما هو معروف في أول تشرين الأول 2019. وبعد هذه السنوات الثلاث لا يزال شاخصا هدفُ التغيير الذي كان في صدارة المطالب، ويظل شاخصا في مواجهة مشروع المحاصصة الطائفية والاثنية البغيضة.

وفي مناسبة هذه الذكرى يتوجب استذكار شهيدات وشهداء الانتفاضة، والتشديد المستمر على ضرورة تعويض اسرهم، واتخاذ الإجراءات المناسبة لمحاسبة قتلتهم، وتمجيد التضحيات الجسيمة لجماهير شعبنا، التي هبّت في تلك الاحداث الكبيرة وقدمت الغالي والثمين تحت شعار “نريد وطن”.

ان احد الانجازات المهمة التي خرج بها المنتفضون هو احداثهم شرخاً كبيراً في جدار المحاصصة، مؤكدين بذلك إمكانية هدمه بصورة كاملة، وان التغيير لا يمكن تحقيقه دون نضال متواصل وصبور ومتفان، وبجهود كبيرة موحدة للقوى التي تحمل هموم الجماهير ومطالبها المشروعة، وبفعاليات احتجاجية سلمية واسعة ضاغطة، مع استعداد مستمر لتمثيل هؤلاء المكتوين بنار المحاصصة سياسياً، لطرح مشروع البديل الوطني المدني الديمقراطي، وبناء دولة المواطنة والعدالة الاجتماعية.

لقد واصل ناشطو الحركة الاحتجاجية، ومنهم أعضاء الحزب الشيوعي العراقي وجماهيره، سعيهم لبلورة مطالب الانتفاضة، وعملوا بجهود فعالة لتوحيد خطابهم ورؤيتهم السياسية. وقد تمثّل ذلك في تشكيل المجلس التشاوري لقوى الاحتجاجات الجماهيرية، والذي نظم بدوره عددا من الأنشطة والفعاليات الاحتجاجية السلمية، التي تكللت بمشروع تنسيق الجهود بين قوى التغيير الديمقراطية وما تضم من أحزاب وطنية وديمقراطية وأحزاب ناشئة انبثقت بعد انتفاضة تشرين الباسلة.

ان هذا المولود الجديد قد أثار حفيظة المتنفذين قبل وبعد الإعلان عن مشروعه السياسي، لذا بدأت سهام المتنفذين الفاسدين بالتوجه نحوه وضد نشطائه، سعياً منهم لوأد التجربة في مهدها. وفي المقابل يؤكد اطراف هذا التجمع سيرهم في طريق التغيير الشامل، وفرض البديل السياسي الديمقراطي لمنظومة المحاصصة الطائفية والفساد. فقوى هذه المنظومة ستبقى تذرف الوعود، التي سرعان ما تذوب وتنتهي مع اول احتكاك حقيقي مع الواقع، الذي يرفض هذا النهج المجرب سابقاً والمحكوم عليه بالفشل الأكيد.

ان ذكرى انتفاضة تشرين العظيمة يجب الا تمر دون التوقف عند تضحيات شبابها الجسام، ودراسة تجربتها الثرية، والخروج باستنتاجات عن دورها ومسارها وعمقها، لتكون طريقاً للذين يواصلون السعي من اجل إزاحة هذه المنظومة الفاسدة عبر الاحتجاج السلمي الواسع، او عبر صناديق الاقتراع في انتخابات مبكرة عاجلة حرة ونزيهة، بشرطها وشروطها المعروفة والتي جرى تناولها سابقا.

------

راصد الطريق.. گرّة عين ابطال المحاصصة والفساد «3» مدارس دون كتب.. وأولياء أمور حائرون!

رافقت انطلاق العام الدراسي الجديد مشكلة عدم طبع المناهج الدراسية، وبالتالي عدم توزيع الكتب على الطلبة. وحسب وزارة التربية لم يتم الطبع بسبب عدم تخصيص أموال لهذا لغرض.

وجاء تبرير الوزارة هذا شهادة أدانة للمسؤولين فيها، وهو يعكس اهمالهم وتقاعسهم عن أداء الواجب. والا اين كان الوزير عند إقرار قانون الدعم الطارئ للأمن الغذائي؟ ولماذا لم يطلق حينها لسانه ويطالب بالأموال لطباعة المناهج؟

هذا الفشل في توفير الكتب الدراسية لا يمكن السكوت عنه، فهو يؤشر سعي منظومة الفساد لتصفية ما تبقى من هذا القطاع الحيوي.

في الاثناء تُسمع احاديث عن وجود كتب دراسية في مخازن المطابع المعتمدة. فلماذا - اذا صح الكلام - لا تتحرك الوزارة لتوزيعها على الطلاب؟

.. ولطالما انتفع حيتان الفساد من طباعة المناهج، فهم بالتالي غير بعيدين عما يحصل الان.

ورغم هذا كله لم يتحرك البرلمان لمعالجة الموضوع .. ام انه ياترى بانتظار حملة شعبية لتوزيع الكتب مثلما حصل امام مديرية تربية كربلاء؟

-------

الوعود الكاذبة والإجراءات الترقيعية لن تنفع

بغداد ـ طريق الشعب

يتخلص المسؤولون في العراق من المتظاهرين المطالبين بحقوقهم المشروعة، باطلاق الوعود الكاذبة، لكنهم لا يدركون ان هذه المناورة وقتية، وسرعان ما تلاحقهم لعنة تلك الوعود باحتجاجات غاضبة. وشهد عدد من محافظات البلاد احتجاجات طالبت بتوفير فرص العمل وصرف مستحقات أصحاب العقود، فيما وجهت الانتقادات الى الفشل الحكومي في ملف طباعة المناهج الدراسية والخدمات.

*****************************

الصفحة الثانية

التخطيط تعلن تأجيل التعداد التجريبي للسكان الى 2023

بغداد – طريق الشعب

أعلن المتحدث باسم وزارة التخطيط أن التعداد التجريبي للسكان، المقرر أن يشمل مناطق من العراق تمهيداً لإجراء التعداد العام للسكان في الربع الأخير من السنة القادمة (2023)، سيتأخر حتى نهاية العام الحالي أو بداية العام المقبل.

وقال عبدالزهرة الهنداوي، إنه نتيجة لعدم توفير الميزانية وعدم قدرة الوزارة على تأمين المستلزمات، سيتأخر إجراء التعداد التجريبي للسكان إلى نهاية العام الحالي، أو بداية العام 2023، مشيراً إلى أن التعداد التجريبي سيجرى في عدد من القرى ومراكز المدن.

وتطلب وزارة التخطيط تأمين مبلغ 120 مليار دينار لإجراء التعداد العام للسكان في حين لم تجر المصادقة على الموازنة العامة الاتحادية العراقية لسنة 2022 نتيجة عدم تشكيل الحكومة الجديدة.

وكشف عبدالزهرة الهنداوي عن أن من المقرر إجراء التعداد العام لسكان العراق في الربع الأخير من سنة 2023.

وفي أيار الماضي، أعلنت وزارة التخطيط أن تعداداً تجريبياً لسكان العراق سيجرى في شهر تشرين الثاني 2022.

--------

منتصف الاسبوع.. دينهم المحاصصة

حسين النجار

جاء طلب رئيس الوزراء المنتهية ولايته مصطفى الكاظمي من الكتل السياسية، أن تمنح فرصة أكبر للمكلف بتشكيل الحكومة محمد شياع السوداني، لغرض اختيار تشكيلته الوزارية دون تدخلهم، مثل أي طلب اعتيادي تكرر في السنوات الماضية من قبل رؤساء الوزراء السابقين، نظرا الى ان الواقع يسير بعكس الطلبات.

 والطلب هذا مستهلك كسابقيه، فقد جرب العراقيون مثل هذه التصريحات بعد انتهاء ولاية كل رئيس وزراء لم يثبت قدرته على تنفيذ وعوده وبرنامجه الحكومي، لمختلف الاسباب، ومنها صحة ما يعلنه من فرض مرشحين للوزارات مكلفين بخدمة احزابهم وحدها، دون غيرها.

وبعد يومين من هذا أعلن الإطار التنسيقي انه ماض بتشكيل الحكومة وفق منهج المحاصصة، وهو ما اكده بعد ذلك مرشحهم السوداني، الذي يقوم الآن بجولات مكوكية لزيارة مقرات العديد من الاطراف من قيادات الكتل السياسية. وبهذا اكتملت صورة التشكيلة الوزارية منذ الآن، وبوسعنا اعلان فشلها التام رغم التصريحات الجانبية هنا وهناك، عن إمكانية تشكيل حكومة أطلقت عليها هذه المرة تسميات متنوعة، مثل الخدمة الوطنية والكفاءة وغيرها.

وبينما تبين الاحداث والوقائع والمعطيات والتجارب فشل نهج المحاصصة طيلة السنوات السابقة، بل وكونه السبب الرئيس لحالة الازمة البنيوية الشاملة، يعاود المتنفذون اتباع الطريقة المجربة ذاتها، رغم علمهم بفقدان الشعب ثقته بها، وهذا لا يدل الا على كونها الطريقة الوحيدة لخلاصهم من محاسبة الشعب.

وبينما يحدث ذلك، يجري الإعلان عن فضائح جديدة سببها منظومة المحاصصة ذاتها، مثل اختفاء المليارات من صندوق الضرائب وشراء المناصب بملايين الدولارات وحالات الخطف والقتل اليومية وغيرها من الأمثلة الشاخصة التي تعيد المشاهد السابقة بسيناريوهات مبتكرة. لكنها تمر مثل حدث اعتيادي بالنسبة للمتنفذين الساعين لتشكيل الحكومة، كما مر علينا طلب رئيس الوزراء منح المكلف الجديد فرصة لتشكيل الحكومة بعيداً عن نهج المحاصصة! وفشله في محاربة الفساد، كون اربابه الفاسدين وضعوا العراقيل التي حالت دون ذلك.

وبين هذا وذاك، لم تمض سوى أيام على ذكرى انطلاق انتفاضة تشرين التي كشفت المستور وفرضت وجهة سياسية جديدة، وفرضت على المتنفذين استقالة رئيس الحكومة واجراء انتخابات مبكرة. ومع ذلك لم ولن يتعظوا، لأن دينهم هو المحاصصة، وهم المؤمنون بها.

-----

الاحتجاج يتواصل.. والاعتداءات تتجدد.. الوعود الكاذبة والإجراءات الترقيعية لن تنفع

بغداد ـ طريق الشعب

يتخلص المسؤولون في العراق من المتظاهرين المطالبين بحقوقهم المشروعة، باطلاق الوعود الكاذبة، لكنهم لا يدركون ان هذه المناورة وقتية، وسرعان ما تلاحقهم لعنة تلك الوعود باحتجاجات غاضبة.

وشهد عدد من محافظات البلاد احتجاجات طالبت بتوفير فرص العمل وصرف مستحقات أصحاب العقود، فيما وجهت الانتقادات الى الفشل الحكومي في ملف طباعة المناهج الدراسية والخدمات.

فرص العمل والخدمات

فرقت الأجهزة الأمنية تظاهرة لمئات الخريجين المطالبين بالتعيين امام مبنى شركة نفط ذي قار فيما شهدت احتكاكات باستخدام الحجارة والهراوات.

وقال احد المتظاهرين ان قوة حماية الشركة من مكافحة الشغب منعتهم من التظاهر امام ابواب المنشئة برغم ان احتجاجهم كان سلميا، لكنها قامت بمطاردتهم واعتقال 11 متظاهرا منهم.

وأضاف ان التظاهر السلمي حق دستوري الا ان استخدام القوة في تفريق التظاهرة، واعتقال هذا العدد من المتظاهرين مؤشر غير جيد مع قرب تشكيل الحكومة الجديدة.

وتظاهر العشرات من مواطني قضاء سوق الشيوخ، جنوبي المحافظة ذي قار، وسط القضاء احتجاجا على سوء الخدمات.

واشار المتظاهر علي خشن الى ان “سوق الشيوخ يعد أقدم قضاء في محافظة ذي قار، لكنه يعاني الامرّين بسبب الإهمال والتقصير الواضح للحكومة المحلية والمركزية، ما جعل هذه المدينة تفتقر لأبسط الخدمات الأساسية الواجب توفرها للمواطنين، والتي نص عليها الدستور العراقي، ولذلك سيكون هناك اعتصام مفتوح حتى تحقيق مطالبنا”.

وعن مطالبهم اكد خشن انها تتركز على بناء مستشفى سوق الشيوخ العام الجديد سعة 200 سرير، وجامعة سوق الشيوخ، وشراء آليات جديدة للدوائر الخدمية منها البلدية والماء والمجاري، واحالة مشروع مجاري سوق الشيوخ الكبير أسوة بقضاءي الشطرة والناصرية، فضلا عن بناء مدارس جديدة في القضاء على القرض الصيني”.

نقص كتب الدراسية

الى ذلك، نظم العشرات من ناشطي مدينة الشطرة، وقفة وسط المدينة، احتجاجا على عدم توفر المناهج الدراسية في المدارس.

وقال الناشط المدني عماد شذر لــ “طريق الشعب”: انه في كل سنة من انطلاق الموسم الدراسي هناك مشاكل كثيرة أبرزها عدم طبع كتب جديدة للعام الدراسي، والنقص المتفاقم في الأبنية المدرسية، وذلك بسبب الأزمة السياسية الراهنة مما يشكل ثقلا كبيرا على كاهل العائلة في شراء الكتب والمستلزمات برغم الأوضاع الاقتصادية التي تعانيها اغلب العوائل بسبب انشغال الكتل السياسية بالمكاسب الذاتية والحزبية الضيفة.

بدوره، قال المدرس مرتضى العلي ان اغلب ان الكوادر التربوية باشرت الدوام الشهر الحالي، الا ان هناك كثيرا من المشاكل تواجهنا، والتي تتكرر بشكل دائم مع بداية العام الدراسي، وتتمثل في ازدواجية الدوام وعدم تهيئة الظروف المناسبة سواء للكادر التعليمي ام للطلبة.

وطالب المحتجون وفقا لمراسل “طريق الشعب”، احمد طه بابعاد وزارة التربية عن الصراع الحزبي الضيق، وتسليمها الى شخص ذي كفاءة ومهنية، وايضا ضرورة ان تقوم الوزارة بإجراءات سريعة بتوزيع وتوفير جميع الكتب الدراسية.

مستحقات الموظفين

وتظاهر العشرات من أصحاب العقود في محافظة النجف، مطالبين بصرف الفروقات المالية واكمال إجراءات التثبيت على الملاك الدائم.

وذكر مراسل “طريق الشعب”، احمد عباس ان العشرات من أصحاب العقود في دوائر الصحة والبلدية والاعمار والإسكان، نظموا تظاهرات احتجاجية امام مبنى دوائرهم.

وأشار الى انهم طالبوا الجهات المعنية بتسريع الإجراءات لإنجاز بيانات صرف الفروقات، وفق قرار مجلس الوزراء رقم 315 لسنة 2019، والتثبيت على الملاك الدائم.

وفي بغداد، تظاهر العشرات من خريجي كليات العلوم الموظفين في وزارة الصحة، مطالبين بصرف رواتبهم المتأخرة منذ عشرة اشهر.

وبيّن مراسل “طريق الشعب”، ان العشرات من شريحة العلوميين، نظموا تظاهرة امام مقر وزارة المالية وسط العاصمة بغداد، للمطالبة بصرف مستحقاتهم المالية المتأخرة، مشيرا الى تلويحهم بالاعتصام المفتوح في حال المماطلة وعدم الاستجابة.

وأضاف ان القوات الأمنية استخدمت القوة لتفريق المحتجين ما تسبب بصدامات عنيفة بين المتظاهرين والقوات الأمنية.

وتظاهر العشرات من طلبة الجامعات، أمام مبنى وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في بغداد، مطالبين بمنحهم الدور الثالث.

من جانبهم، تظاهر العشرات من طلبة الأقسام الداخلية في جامعة گرميان أمام رئاسة الجامعة في مدينة كلار بمحافظة السليمانية، احتجاجا على تردي الخدمات في الأقسام الداخلية.

وقال حمه عثمان وهو أحد طلاب الأقسام الداخلية في جامعة گرميان، ، إن خدمات الأقسام الداخلية لا ترتقي بمستوى طلاب جامعيين يريدون بناء مستقبلهم ليكونوا قادة المجتمع بعد تخرجهم .

وأضاف، لدينا مشاكل عديدة أهمها عدم توفر وسائل التكييف وما متوفر لا يرتقي للوضع الحالي، وكذلك نصب كاميرات المراقبة وتعطل المصعد وغلاء أسعار الأغذية.

------

احتجاجات طلابية على تردي الواقع التربوي في السماوة.. مواطنون: جهات متنفذة تريد الاستيلاء على مساكننا

السماوة ـ عبدالحسين السماوي

دون سابق إنذار تفاجأ المواطنون القاطنون في شقق منطقة الشرقي في مدينة السماوة، بقرار القائمقامية والبلدية القاضي باخلاء الشقق مع المحال الموجودة فيها بحجة ان البناية آيلة للسقوط، وهذا ما ينفيه السكان الذين يؤكدون ان الشقق والبناء بحالة جيدة.

احتجاج على القرار

وعلى خلفية القرار تظاهر العشرات من سكان الشقق والمحال للمطالبة بإلغاء قرار هدم المجمع السكني، وأمر الإخلاء.

وذكر المواطن محمد كاظم لـ”طريق الشعب”، انه يسكن في المجمع منذ سنوات طويلة “واحرص على ادامتها ودفع الايجار السنوي بشكل منتظم”.

وأضاف “تفاجأت قبل أيام بورود امر باخلاء الشقة بحجة أن البناية ايلة للسقوط”.

بدورها، اكدت ام فاطمة انها تسكن احدى الشقق في المجمع منذ سنوات، ودائما ما تحرص على ادامتها وصيانتها، مشيرة الى دفعهم مبلغ الايجار السنوي قبل 3 اشهر، لكن لم يخبرهم احد بموضوع الاخلاء.

وأضافت ام فاطمة وهي ام لسبعة أبناء: ان الموضوع اربك حساباتهم.

استيلاء على الموقع

من جانبه، أشار المواطن جبار عبد احد شاغلي المحال لـ”طريق الشعب”، الى اعتمادهم على تلك المحال كمصدر رزق لهم بسبب موقعها المميز وسط المدينة، ومساحتها الجيدة التي تكفي لاعمال النجارة والندافة والأزياء والصالونات وغيرها من المهن.

وبيّن عبد ان “حالة الشقق والمحلات جيدة، وعملية الاخلاء بحجة تقادم البناء غير صحيحة”، متهما جهات متنفذة بمحاولة السيطرة على هذه المساحة لغرض استثمارها”.

وطالب عبد المسؤولين في الحكومة المحلية ووزارة الإسكان بإيجاد حل للمشكلة وإلغاء هذا القرار الجائر الذي يحرم العديد من العوائل محدودة الدخل من السكن.

ويبلغ عدد الشقق المجمع ٥٤ شقة مشغولة بالسكان منذ سنوات طويلة.

احتجاج طلابي

الى ذلك، احتج طلبة في المرحلة الإعدادية بقضاء السوير على تردي الواقع التربوي في مدارسهم ونقص الكوادر التدريسية.

وذكر عدد منهم: إن مدارسهم تعاني من نقص في الكوادر التدريسية على الرغم من بدء العام الدراسي قبل أكثر من 10 أيام.

وأشاروا إلى أنهم راجعوا سابقا مديرية التربية لنقل مطالبهم لكن دون جدوى، مؤكدين أنهم اضطروا للاعتماد على أنفسهم خلال هذه الفترة والدخول بدورات خاصة لحين تحسن الوضع في مدارسهم.

وفي قضاء الخضر، تظاهر طلبة اعدادية الخضر أمام مبنى مديرية تربية الخضر، مطالبين بحل مشكلتهم الرئيسية وهي بعد المدرسة عن مركز المدينة بحوالي خمسة كيلومترات.

وذكر الطلبة المتظاهرون ان مدرستهم بعيدة عن مناطق سكناهم، وهي غير متكاملة من ناحية البناء والكادر التدريسي، خاصة في مواد اللغة الإنكليزية والرياضيات والفيزياء لمرحلة السادس الاعدادي، مشيرين الى ان المدرسة تعاني منذ سنوات من نقص الكادر التدريسي ولم تعالج هذه المشكلة الرئيسية في عموم مدارس المحافظة.

*****************************

الصفحة الثالثة

تداعيات الحروب ما زالت قائمة.. عمالة الأطفال تنتعش في ظل غياب قانون العمل

بغداد – محمد التميمي

يغذي نظام المحاصصة وما رافقه من فشل كبير على مختلف الأصعدة، تنامي ظاهرة عمالة الأطفال وبلوغها مستويات قياسية في ظل الحروب والاقتتال والظروف الاقتصادية الصعبة.

وتشير الأرقام إلى وجود أعداد هائلة منهم يعملون في بيئات ومناخات غير سليمة، تحرمهم من الدراسة وتنتهك طفولتهم، بينما لا يقدر قانون العمل على حمايتهم، ولا تفكر الحكومات في مصيرهم. وفي العام الماضي، قالت منظمة اليونيسيف أن ثلث أطفال العراق يمرّون بظروف اقتصادية صعبة تضعهم أمام متطلبات العمل لإعانة عائلاتهم، مشيرة إلى أن هناك طفلين فقيرين من بين كل 5 أطفال في العراق.

أعداد كبيرة جدا

أن ظاهرة عمالة الأطفال ليست جديدة على المجتمع لكنها نمت بشكل كبير جدا في السنوات الأخيرة بسبب الفجوة الهائلة بين أقلية ثرية وأكثرية تعاني الفقر والحرمان والتهميش.

وضمن آخر الأرقام، يقول علي البياتي، العضو السابق للمفوضية العليا لحقوق الإنسان: إن الدراسات التي أجرتها الحكومة تشير إلى وجود 4,8 في المائة من الأطفال يعملون في سوق العمل وهم عرضة للاتجار بالبشر والاستغلال. وبحسب البياتي، فأن “خطورة عمالة الأطفال تكمن في علاقتها المباشرة مع جرائم الاتجار بالبشر كالأعمال القسرية والتسول القسري والاستغلال الجنسي والدعارة”.

أما الناشطة العمالية منال جبار، فترى أن الظاهرة بدت تتوسع مؤخرا وبشكل كبير وهنالك أطفال يعملون بمهن قاسية مثل التنظيف وغيره، ومن فئات عمرية مختلفة.

وتوضح جبار لـ”طريق الشعب”، أن الحكومة “صادقت على اتفاقية منع عمالة الأطفال مع منظمة العمل الدولي، وهي ملزمة باتخاذ الإجراءات لمكافحة الظاهرة أو الحد منها على أقل تقدير، لكن إجراءاتها غائبة والقوانين التي لديها بهذا الخصوص بقيت حبرا على ورق وأصبحت عمالة الأطفال ظاهرة طبيعية داخل المجتمع الذي يعاني الكثير”، لافتة إلى أن “قانون العمل مرمي على الرفوف ولا تقوم الجهات المعنية بتطبيقه، وأن الوضع الاقتصادي يدفع بالناس الى تشغيل أطفالهم لأنهم الحلقة الأضعف في ظاهرة الفقر”.

وشددت جبار على ضرورة “توفير البيئة الآمنة للأطفال والحد من ظاهرة الفقر ورفع مستوى دخل العائلات حتى تكون هذه خطوة نحو مواجهة الظاهرة، فضلا عن مساعدة الأطفال في اكمال دراستهم. بإمكان وزارة العمل أن تفتش في أماكن كثيرة تنتهك الطفولة مثل معامل الطابوق في النهروان وغيرها، فهنالك أماكن تجبر الأطفال على العمل لساعات طويلة جدا وبأجور ضئيلة وظروف قاسية وغير صحية”.

إحصائيات ومؤشرات

وتشير منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسيف” (UNICEF) إلى أن نحو 90 في المائة من الأطفال العراقيين لا تتاح لهم فرصة الحصول على تعليم مبكر، ورغم زيادة معدل التحاق الأطفال بالتعليم الابتدائي عند مستوى 92 في المائة، فإن إكمال المرحلة الابتدائية بين أطفال الأسر الفقيرة لا يتجاوز 54 في المائة.

وبحسب إحصاءات أصدرتها المنظمة في العام الماضي، فإن ثلث أطفال العراق يمرون بظروف اقتصادية صعبة تضعهم أمام متطلبات العمل لإعانة عائلاتهم، وتوضح أن أطفال العراق يواجهون أعلى زيادة في معدلات الفقر، حيث يوجد طفلان فقيران بين كل 5 أطفال.

قانون غير نافذ

وبهذا الشأن، تقول سميرة ناصر، عضو المكتب التنفيذي للاتحاد العام لنقابات عمال العراق، أن الحديث عن عمالة الأطفال يحيلنا إلى قانون العمل الذي يحدد هذه الظاهرة ويواجهها بنصوص قانونية.

وخلال حوارها مع “طريق الشعب”، ترى ناصر أن “تنفيذ قانون العمل سوف يقلل الظاهرة لكن المشكلة تكمن في عدم تفعيله وغياب دور الجهات الرقابية”، مردفة ان “لجان التفتيش المشتركة لا تقدر على تغطية أماكن البلد لرصد الحالات وبالتأكيد هي قادرة على مواجهة الفقر الذي يعتبر أساس المشكلة؛ فهنالك تفاوت طبقي كبير وغياب للحماية الاجتماعية حيث أن هنالك 120 مفتشا فقط على الضمان والسلامة والصحة المهنية في كل العراق وهناك ضعف (لوجستي) كبير يواجههم، وبالتالي فان هذا العدد غير قادر على تغطية البلاد كاملة فهو قليل جدا قياسا بالعدد السكاني وسوق العمل الموجود”.

وبحسب ناصر، فإن “قانون العمل يتطرق إلى قضايا كثيرة منها أصحاب العقود والأجور ويحدد سقف الرواتب والإجازات خصوصا منها للنساء في فترة الأمومة، ويمنع عمالة الأطفال ويعطي مكتسبات كثيرة للعمال لكن أصحاب العمل لا يطبقونها بسبب عدم وجود الرقابة”.

وبحسب مختصين، فإن أهم أسباب عمالة الأطفال هو العامل الاقتصادي حيث أن نسبة الفقر وصلت في بعض المحافظات إلى النصف وهنالك أيضا حوالي مليون نازح داخلي يعيشون أوضاعا مضطربة، إضافة إلى وجود ما يقارب ٢،٦ مليون طفل بحاجة إلى مساعدات إنسانية بحسب تقارير دولية. وخسر الكثير من الأطفال معيلهم الرئيس خاصة في المناطق المحررة وتركوا المدارس بسبب النزوح أيضا أو ضعف أداء المؤسسة التعليمية.

وتجري المطالبات بوضع حلول منطقية وعملية لأن عمالة الأطفال خطرة جدا ولها تداعيات مجتمعية، ويكون ذلك من خلال تفعيل القوانين وعدم الاكتفاء باللجان وإعداد برامج خاصة لمراقبة سوق العمل ومنع الاستغلال ومعاقبة الجناة ومعالجة مشكلة الفقر وإعداد بديل للعائلات في الجانب الاقتصادي وبرامج اجتماعية لإعادة تأهيل الأطفال وحمايتهم ومتابعة التزامهم بالمدارس وتشجيع ذلك وتوفير كل المتطلبات مع معالجة مشكلة سوء أداء المؤسسة التعليمية.

---

ثلاثة الاف عائلة نزحت بسبب الجفاف.. فلاحون: مزارع ديالى يقتلها العطش

بغداد - طريق الشعب

تسببت أزمة شحّ المياه في ديالى بتقليص المساحات المزروعة بشكل كبير، فيما هجّرت عائلات كثيرة جدا راحت تطارد سبل الحياة وتعويض ما حل بها داخل المدن والمناطق البعيدة عن محل سكنها الأصلي.

وتعتبر هذه المشكلة من القضايا الراهنة التي تواجه محافظات عديدة نتيجة الفشل الحكومي وإهمال قطاع الزراعة، لكن ديالى يبدو انها الاكثر تأثرا بما يجري وفق قول فلاحين ومختصين داخل المحافظة.

موجات نزوح كبيرة

وكشفت المفوضية العليا لحقوق الإنسان في العراق، مؤخرا، عن أنّ ثلاثة آلاف عائلة نزحت من ثماني محافظات في البلاد بسبب الجفاف والتغيّر المناخي والنقص الحاصل في مناسيب المياه، داعية الحكومة إلى إيجاد حلول للأزمة.

وكانت محافظة ديالى الحدودية مع إيران أولى المحافظات العراقية التي سُجلت فيها موجات نزوح، كونها الأكثر تضرراً من موجة الجفاف، بسبب قطع إيران روافد نهر دجلة، الأمر الذي تسبّب في انخفاض مناسيب المياه في نهر ديالى إلى أكثر من 90 في المائة.

من جهتها، استثنت وزارة الزراعة، ديالى من الخطة الزراعية بشكل كامل، وهو ما تسبّب كذلك في تعطّل مشاريع كثيرة خاصة بمياه الشرب نتيجة عدم توفّر مياه في الأنهر التي تعمل عليها، وقد حُرمت مناطق كثيرة في المحافظة من تلك المياه.

يُذكر أنّ الخزين المائي العراقي انخفض بنسبة 60 في المائة مقارنة بالعام الماضي، وقد لجأت محافظة ديالى أخيراً إلى معالجات مؤقتة لإيصال المياه إلى بعض المناطق، من خلال شقّ مجار جديدة لعدد من الأنهر التي لم تنخفض نسبة المياه فيها بشكل كبير، وتحويلها إلى تلك التي جفّت أو أوشكت على الجفاف، وذلك من أجل توفير المياه لمشاريع تحلية المياه الصالحة للشرب.

أيام صعبة جدا

يقول مرهون أحمد، وهو مزارع من أهالي ديالى: أن القطاع الزراعي تأثر كثيرا في مختلف المحافظات ولكن وطأة الأمر في ديالى شديدة جدا.

ويوضح أحمد خلال حديثه لـ”طريق الشعب” ان “التخصيصات المالية غابت عن القطاع الزراعي وتلاشى اي شكل من أشكال الدعم الذي كان يتلقاه الفلاح والمزارع في السابق. حيث أن هذا الإهمال انتج بطالة واسعة عززها ارتفاع نسب شح المياه وتقليص الاراضي المزروعة والتي يعيش عليها الكثير من المواطنين، ما دفعهم الى ترك أراضيهم وهجرة مناطقهم والذهاب باتجاه المدن لإيجاد ما فقدوه في قراهم برغم ان حياة المدينة صعبة ومرهقة”.

ويبين المتحدث، انه “ترك المهنة وتوجه لأخرى بعيدة جدا عن الزراعة بسبب ما يجري، وبسبب الخسارات التي منّي بها خلال السنوات الاخيرة، نتيجة لرفع الدعم عن الفلاحين والمزارعين”.

قتل ممنهج للزراعة

من جانبه، يقول رعد التميمي، وهو رئيس الاتحاد المحلي للجمعيات الفلاحية في ديالى، ان الواقع الزراعي في المحافظة كارثي.

ويبين التميمي لـ” طريق الشعب”، ان “شحّ المياه في ديالى يفترض ان لا يحدث لان المحافظة غنية لكن السياسة المائية والفشل ارهقاها كثيرا؛ حيث أقمنا في عام ٢٠٢٠ دعوى قضائية لدى الادعاء العام وكانت ضد وزير الموارد المائية بسبب عزل مياه من سد حمرين والوند والعظيم، حيث كانت هذه الضربة القاصمة لديالى وخصوصا لأقضية خانقين وبلدروز والمقدادية واكثر من نصف بعقوبة”.

ويردف انه “على سبيل المثال، مات لدي حوالي ٣٠ دونما من الارض الزراعية، بسبب هذه السياسات، وهناك اراض تزرع البرتقال منذ اكثر من ١٥٠ عاما ماتت ايضا لدى فلاحين كثر”، مبينا ان اكثر من ٨٠ في المائة من المحافظة تأثرت، بينما زاد من الضرر غياب الخطة الصيفية للموسم الماضي، وغيابها للصيف والشتاء في الموسم الحالي مقابل تفكير غير سليم للاستفادة من الابار في العام المقبل، والتي هي الاخرى جفت في غالب الاحوال”.

ويبدي التميمي أسفا للوضع الزراعي الراهن في محافظته: “ان عزل المياه وفق حجج تغير المناخ وغيرها هي غير منطقية وتتطلب اعادة نظر شاملة”.

ومضى بالقول “طالبنا بتعويض المزارعين لانهم بلا خطة صيفية ولا شتوية ودعمهم ولو بنصف المبالغ لكن ذلك لم يحصل. الناس تركت مناطقها لعدم وجود المياه وهنالك اكثر من ٥٠٠ الف عائلة تعيش على الزراعة وتعاني الان من مأساة كبيرة”.

وخلص التميمي الى القول: “طالبنا بدعم الفلاحين بالمرشات وتقنيات التقطير والتنقيط لتقليل شحة المياه، لكن لا من مجيب، ولا بد من انهاء لهذه المأساة”.

--------

هلهوله!

إحتفلت وزارة النفط مؤخراً، بإفتتاح مصفى النفط في محافظة كربلاء، والذي من المتوقع أن ينتج 9 ملايين لتر من الكازولين، وإعتبرته إنجازاً لم يتحقق له مثيل منذ أربعة عقود. هذا وفي الوقت الذي يدفع فيه بلدنا النفطي أكثر من ثلاثة مليارات دولار سنوياً لإستيراد المشتقات النفطية من الخارج بعد أن عجزت الحكومة عن إنشاء أية مصفاة لتكرير النفط، تشير المعلومات الى ان مصفى كربلاء، ما زال غير مكتمل تماماً، رغم تأخر الشركة الكورية في إنجازه مدة عامين عن الموعد المحدد، فيما يبدو ان وعدها بإنتاج 15 مليون لتر من المصفى قد تقلص الى 9 ملايين فقط.

شنو قصة (الداب)؟

أنتقدت لجنة الزراعة النيابية، وزارة الزراعة على تعاقدها على شراء 300 ألف طن من سماد (الداب) الروسي، لأنه غير صالح للاستخدام الزراعي، جراء احتوائه على نسبة عالية من التلوث الإشعاعي، منذرة بوقوع كارثة كبرى إذا ما تم توزيعه. هذا وفي الوقت الذي لم تذكر فيه اللجنة الأسس التي إعتمدتها في تقييم هذا السماد، كانت حملة أخرى قد شُنت ضد نفس السماد، المنتج محلياً هذه المرة، وطالبت بمنع توزيعه لأنه مسرطن، مما أثار إرتياب الناس من أهداف هذه الحملات المفاجئة، في ظل غياب الشفافية وصعوبة معرفة حقيقة أخبار تنتشر بسرعة، لأهداف ليست نبيلة بالضرورة.

من بركات طغمة الفساد

تحدثت وكالات إعلامية عن تعرض الأبار الغاطسة في حقول النفط في الرميلة الجنوبية والشمالية بمحافظة البصرة الى عمليات تخريب متعمد، أدت الى إتلافها وسرقتها بشكل مستمر، مما شكّل خسارة للبلد تقدر بستين مليون دولار في اليوم الواحد. واشارت الأخبار الى أن هذا التخريب سيؤدي الى توقف إنتاج البئر البالغ 5000 برميل في اليوم، ولمدة تصل الى شهر واحد، ريثما يتم إصلاح التلف. هذا ويعتقد أن السبب الذي يكمن وراء هذا التخريب، هو رغبة المتنفذين في الحصول على فرصة صيانة وإصلاح للآبار، بحيث تدر عليهم العقود والكوميشنات الملايين من الدولارات.

عمتنا النخلة

أكد اتحاد الجمعيات الفلاحية أن عملية تجريف بساتين النخيل أثرت بشكل كبير على إنتاج الأصناف النادرة من التمور، خاصة خلال العقدين الماضيين. ودعا الى العمل على إعادة زراعة النخيل وتهجين الأصناف النادرة وإستخدام الطرق الحديثة والمناسبة لظروف الجفاف، مبيناً أن عدد النخيل في العراق قد إنخفض من 30 مليون الى 10 ملايين نخلة فقط. هذا وفي الوقت الذي يحتل فيه العراق الموقع التاسع بين الدول المصّدرة للتمور بعدما كان يصدر 75 في المائة من إنتاجه سابقاً، تشترك مافيات ومتنفذون في عمليات التجريف وتحويل جنس الأراضي من زراعية الى سكنية في مخالفات قانونية يغطيها أساطين الفساد.

******************************

الصفحة الرابعة

الفلوجة.. اختناق مواطنين إثر حرق مطمر صحي

الفلوجة – وكالات

أفادت دائرة بلدية قضاء الفلوجة في محافظة الأنبار، أول أمس الأحد، بتسجيل حالات اختناق بين مواطنين، نساء وأطفالا وكبار سن، بسبب حرق موقع للطمر الصحي في ناحية الصقلاوية شمالي القضاء.

وقال معاون مدير دائرة البلدية لشؤون الخدمات، محمد شكر الدليمي، أن “أيادي عبثية أقدمت على حرق موقع الطمر الصحي، لأسباب غير واضحة المعالم، ما أدى إلى انبعاث روائح كريهة وأبخرة سامة”.

وأوضح في حديث صحفي، أن “فرق الدفاع المدني هرعت الى مكان الحادث وتمكنت من اخماد الحريق الذي استمر ساعات طويلة”، مشيرا إلى أن “بلدية الفلوجة تبذل جهودا كبيرة لمنع تكرار هذه الحوادث”.

وتتعرض مواقع الطمر الصحي في الأنبار، بين حين وآخر، إلى حرائق ينفذها مجهولون. وحتى الآن لا تعرف الجهات المعنية ما هو الدافع من هذا الفعل – وفق ما تؤكده في تصريحاتها الصحفية.

************************************

سكان «حي الإعلام» في الكوت: إشملوا منطقتنا بمشاريع الخدمات

الكوت – وكالات

طالب لفيف من سكان «حي الإعلام» في مركز مدينة الكوت، الحكومة المحلية والدوائر الخدمية ذات العلاقة بشمول منطقتهم بمشاريع الخدمات، مع تأهيل شبكة الطاقة الكهربائية ومحولاتها وتنظيم عملها.

وقالوا في حديث صحفي، أن «حي الإعلام» تأسس عام 2014، ومنذ ذلك الحين لم يشمل بالخدمات الأساسية، على عكس المناطق المحاذية له، مشيرين إلى أن شبكة الكهرباء في المنطقة تعاني الفوضى والتجاوزات، وحتى الآن لم يجر تنظيمها بالشكل المطلوب.

وفي السياق، كشف مدير بلدية الكوت علي عبد، عن شمول المنطقة بمشاريع الإعمار والخدمات البلدية وخدمات الكهرباء، مبينا في حديث صحفي أنه جرى إعداد الكشوفات الخاصة بهذه المنطقة وبقية المناطق غير المشمولة بالخدمات، والتي تقع ضمن الرقعة الجغرافية نفسها.

*******************************

منطقة في الزبير.. بلا مدرسة إعدادية

الزبير – وكالات

ناشد أهالي منطقة “حي القائد” في قضاء الزبير غربي البصرة، الحكومة المحلية ومديرية التربية فتح مدرسة إعدادية في منطقتهم، أو “على الأقل إضافة صفوف لهذه المرحلة ضمن (متوسطة حيدرة) الواقعة في المنطقة ذاتها”.

وقال عدد من الأهالي في حديث صحفي، أن أبناءهم الطلبة يداومون في مدرسة إعدادية بعيدة عن منطقتهم، الأمر الذي يثقل كواهلهم من ناحية عناء الطريق وأجور النقل، مبينين أن حاجة المنطقة للمدرسة الإعدادية لا تقتصر على الطلبة الذكور، إنما الإناث أيضا، ما يتطلب فتح مدرستين.

 *************************

مواساة

  • تعزي اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في الكرخ الثانية، عائلة الرفيق الراحل حمدي فؤاد العاني (ابو حمادة) بوفاة عقيلته (ام حمادة).

 للفقيدة الذكر الطيب ولولدها (محمد) جميل الصبر والسلوان.

  • بمزيد من الحزن والأسى تعزي اللجنة المحلية العمالية في الحزب الشيوعي العراقي، الرفيق حميد موات (أبو أنمار) بوفاة شقيقه يوسف.

الذكر الطيب للفقيد والصبر والسلوان لعائلته ورفاقه ومحبيه.

  • تعزي منظمة الحزب الشيوعي العراقي في المحاويل ومعها اللجنة المحلية للحزب في بابل، عائلة الرفيق رزاق گبان (أبو محمد)، عضو محلية بابل، بوفاة شقيقه عبد الإله إثر مرض عضال.

للفقيد الذكر الطيب ولأهله الصبر والسلوان.

  • ينعى الخبير الاقتصادي باسم انطوان، الفقيد السيد يحيى عبد الأمير الدجيلي المستشار الصناعي والمدير المفوض السابق لـ “شركة مجتمع الأعمال” للتجارة العامة، الذي توفي يوم 22 من هذا الشهر في كندا، وستقام الفاتحة على روحه الطاهرة في قضاء الدجيل.

الذكر الطيب للفقيد والصبر والسلوان لعائلته.

**********************************

الصفحة الخامسة

تقرير موسع لمركز المعلومة للبحث والتطوير عن الذكرى الثالثة للانتفاضة: الحراك التشريني يتواصل.. وضحايا الاحتجاجات بانتظار الانصاف

بغداد ـ طريق الشعب

تزامنا مع الذكرى الثالثة لانتفاضة تشرين، أصدر مركز المعلومة للبحث والتطوير، تقريرا موسعا اعده الباحث الكرار حسن، وثّق فيه للحراكات الاحتجاجية التي بدأت تتشكل منذ شباط 2011 وحتى تشرين الاول 2019، وما بعدها، مسلطاً الضوء على واقع المحتجين والمدافعين عن حقوق الانسان، وحالات الانتهاك من اعتقالات وتهجير وتهم كيدية وغيرها.

ويشير التقرير الذي تلقت “طريق الشعب” نسخة منه، الى الانتفاضة لم تنته بإزالة خيام المعتصمين من ساحات الاحتجاج، “فهي لم تزل جمراً تحت رماد”.

حراك لا يشبه غيره

ولخّص التقرير الحركة الاحتجاجية في تشرين 2019، بأنها تختلف عن سابقاتها، انما تزايدت الرقعة الجغرافية للاحتجاج؛ فبدلاً من بغداد ومحافظة أخرى أو اثنتين، كانت الاحتجاجات تملأ ساحات وشوارع في 11 محافظة، مشيرا الى ان الطابع المطلبي لهذه الحركة “فبعد سلسلة كبيرة من الاحتجاجات المطلبية/القطاعية المطالبة بتوفير الخدمات التي تعتبر وحسب الدستور العراقي النافذ حقاً من حقوق المواطنين، رفعت هذه المرة شعارات مست الأساس الجوهري الذي يقوم عليه هذا النظام السياسي. الحديث أصبح عن ضرورة مغادرة مبدأ المحاصصة الطائفية الذي سارت عليه الدولة منذ لحظة الغزو الأمريكي للعراق في نيسان 2003”.

وقال ان “حراك الأول من تشرين الأول لم يمثل استثناءً في الاوضاع العامة للبلد، كما انه لم يكن تاريخاً اعتيادياً في تاريخ العراق المعاصر، فبوادر تبلور حركة اجتماعية احتجاجية في العراق بدأت تتشكل منذ العام 2011 تأثراً بشكل او بآخر بما كان يدور من احداث الربيع العربي”، لافتا الى ان “الجديد والاستثناء هذه المرة هو تعاطي السلطات العراقية مع الاحتجاجات. هذا التعاطي الذي إنْ اراد تذكيرنا بشيء فليس امامه الا ان يذكرنا بما فعلته ديكتاتوريات العالم وهي تواجه جموع مواطنيها المحتجين”.

وأضاف التقرير، ان “السلطة لم تتوقف عند الايغال بأرواح العراقيين عن طريق استخدام العنف والقتل العمد واطلاق الرصاص وانتشار قناصيها وزرع قنابلها الدخانية في رؤوس وصدور “ابنائها” فحسب، بل استخدمت ما أمكنها من القانون لزج المئات من المحتجين في سجونها عن طريق اقامة الدعاوى الكيدية بطريقة أو باخرى”، مبينا أن “المفوضية العليا لحقوق الانسان في العراق سجلت 5190 دعوى قضائية، كانت قد رفعت أمام المحاكم وتم توقيف 3189 متظاهراً ومدافعاً عن حقوق الانسان وموظفاً في المجال الإعلامي”. 

وزاد أن “حالات الاختطاف وإن كانت الحكومة لم تقف خلفها، أو لم تنفذها أجهزتها الأمنية فهي بالمحصلة مسؤولة عنها من باب إنها الجهاز المعني بالحفاظ على حياة مواطنيها وتوفير الأمن اللازم لحماية ارواح المتظاهرين”.

تراكم الوعي الجماهيري

ولفت التقرير الى ان “الاوضاع الكارثية التي عاشها البلد في السنين الماضية ادت الى تراكم الوعي الجماهيري وحفزت مجاميع كبيرة منهم على رفض الواقع القائم”، موضحا أن “منظومة الحكم وادارة البلاد هي المسؤولة عما آلت اليه الاوضاع والتحرك صوب التغيير، وهذا ما تجسد في حراك احتجاجي متعدد الاشكال انطلق منذ اكثر من عقد” في إشارة الى احتجاجات 25 شباط من العام 2011.

ونبّه التقرير الى ان “عوامل اندلاع الحركات الاحتجاجية في العراق ما زالت قائمة، واضيفت اليها تداعيات الازمة المالية والاجراءات الاقتصادية للحكومة وما نجم عن ذلك من صعوبات جدية لملايين العراقيين الذين يعتمدون على الكدح اليومي في توفير لقمة العيش لانفسهم ولعوائلهم”، محذرا من أن “هذه العوامل مرشحة لان تتفاقم مع اصرار المتنفذين على التمسك بذات المنهج الفاشل، وعجزهم عن تقديم حلول لما راكمته منظومة المحاصصة والفساد من أزمات”.

وطبقا للتقرير، “لم تقتصر الاحتجاجات على العامل الاقتصادي بل ان وجود النظام السياسي المحاصصاتي يعد واحداً من اهم الاسباب التي دفعت الاحتجاجات الى الواجهة نتيجة لهيمنة كتل واحزاب طائفية وقومية على النظام السياسي بعد عام 2003”.

تداعيات ما بعد 2014

ووصف الاحداث والاوضاع العراقية بعد عام 2014 بأنها شكلت “حجر الزاوية في تشكيل وعي الفرد، وذلك بعد ادراكه ان الريع النفطي الذي يضع العراق في مقدمة الدول الغنية لم يتم استثماره لخدمة البلد وتطلعاته وتحسين واقع وحياة المواطن، وإن أموال النفط التي تم صرفها  لتجهيز المؤسسة العسكرية والأمنية لم تأت اكلها حيث تداعت هذه المؤسسة وانهارت بشكل صادم أمام تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” في شهر حزيران من العام 2014، واحتلاله لثلاث محافظات عراقية”، مشيرا الى ان ذلك قاد الى “نزوح قرابة ثلاثة ملايين عراقي داخل البلد وخارجه، وشيوع واستفحال ظاهرة الفساد في كل مفاصل الدولة، وانهيار كامل في المؤسستين التربوية والتعليمية، وضعف الخدمات وتدني مستوى المعيشية وشيوع الفقر، ومصادرة الحريات”.

واشار التقرير الى أن المواطن العراقي يرى أن كل المشكلات التي يواجهها تكمن في طبيعة نظام المحاصصة الطائفية – الاثنية، الذي ألغى الهوية العراقية، وعزز من الهوية الطائفية والقومية، وأفرز طبقة سياسية فاسدة هيمنت على السلطة، وهي غير جادة بإحداث أي تغييرات حقيقية لصالحه، ما دفعه إلى الخروج ولسنوات بتظاهرات احتجاجا على استشراء الفساد والبطالة وسوء الخدمات وكذلك المطالبة بإقرار حزمات إصلاحية على الصعيدين السياسي والاقتصادي”.

الملف الأكثر تعقيدا

وركّز التقرير على أن “ملف حقوق الانسان في العراق يعد واحدا من اهم الملفات واكثرها تعقيداً؛ اذ تعد هذه الحقوق من ابرز مقومات عملية التحول الديمقراطي واسس بناء الدولة الديمقراطية والعدالة والاجتماعية التي نناضل من اجل تحقيقها، وجعلها بديلا لمنظومة المحاصصة والطائفية السياسية والفساد”، طالما عانى العراقيون من استمرار وتصاعد الانتهاكات البشعة لحقوق الانسان ولحرياتهم الاساسية التي كفلها لهم الدستور والقانون.

وأشّر التقرير “مخاطر جسيمة ومتعددة الأوجه لا تزال تهدد ملف الحريات، وابرزها ما يتعلق ببقاء قوانين موروثة من حقبة النظام الدكتاتوري السابق، فضلا عن تشريعات جديدة تقرها او تسعى الى اقرارها القوى المتنفذة في البرلمان، تتنافى مع روح الدستور الضامن للحقوق والحريات المدنية. ومن أبرز المخاطر ايضا انتشار السلاح المنفلت وتنامي دور الميليشيات وما ترتكبه من جرائم بحق الناشطين المدنيين والفاعلين الاجتماعيين والصحفيين وقادة الرأي، فضلا عما قامت به الجماعات الارهابية وخصوصا تنظيم داعش من انتهاكات صارخة وجرائم شنيعة يندى لها جبين الإنسانية”.

حملة قمع مروّعة

ونقل التقرير عن لين معلوف، نائبة مدير المكتب الاقليمي للشرق الاوسط وشمال افريقيا في منظمة العفو الدولية، قيام السلطات في إقليم كردستان خلال العام 2020 باطلاق “حملة قمع مروعة لاسكات صوت المنتقدين؛ فاعتقلت النشطاء والصحفيين وحاكمتهم بتهم ملفقة في محاكمات جائرة، وقامت بمضايقة او ترهيب افراد اسرهم”.

ودعت معلوف السلطات في الاقليم الى “وضع حد لحملة القمع وإطلاق سراح جميع المعتقلين تعسفا فورا، وامتناعها عن استخدام قوانين غامضة بعبارات فضفاضة للحد من الحق في حرية التعبير والتجمع السلمي”.

ولفت الى أن منظمة العفو الدولية قامت بالتحقيق في حالات 14 شخصاً من بادينان، في محافظة دهوك، كانوا قد اعتقلوا بشكل تعسفي بين شهري آذار وتشرين الأول 2020، على أيدي الأسايش (جهاز الأمن والاستخبارات في حكومة إقليم كردستان) وقوات البراستين (وحدة الاستخبارات في الحزب الديمقراطي الكردستاني سابقا وتمثل جهاز المخابرات في حكومة الاقليم حاليا) في ما يتعلق بمشاركتهم في الاحتجاجات، أو انتقادهم السلطات المحلية، أو بسبب عملهم الصحفي، مشيرة الى ان هؤلاء “احتُجزوا جميعاً بمعزل عن العالم الخارجي لمدة تصل إلى خمسة أشهر، واختفى ستة منهم على الأقل قسرياً لفترات تصل إلى ثلاثة أشهر. وزعم ثمانية منهم أنهم تعرضوا للتعذيب أو غيره من ضروب المعاملة السيئة أثناء الاحتجاز”.

وزاد أنه “في 16 شباط 2021، حُكم على خمسة منهم بالسجن ستة سنوات استناداً إلى “اعترافات” انتُزعت منهم بالإكرا”ه.

ونوّه التقرير بأن “الاطار القانوني في اقليم كردستان ينص على حماية حقوق الانسان، مع وجود احكام صريحة تضمن الحق في حرية التعبير، كما تصدر حكومة اقليم كردستان بصورة دورية بيانات عامة تقر بالتزامها بهذه المعايير القانونية، الا ان الحقائق التي يتم رصدها حاليا على ارض الواقع تشير الى نمط قمعي متزايد من التقييد النشط لحرية التعبير”.

وتابع أنه “خلال العام الماضي تعرض صحفيون ونشطاء حقوق الانسان والمتظاهرون الذين شككوا او انتقدوا الاعمال التي تقوم بها السلطات في كردستان للترهيب والتهديد والاعتداء وكذلك الاعتقال والاحتجاز التعسفيين”.

لماذا احتجاجات تشرين؟

وعلل التقرير توثيقه لاحتجاجات تشرين 2019 ومخرجاتها بالقول “نعتقد ان هذا الحراك هو الانضج والاشمل من بين الحركات الاحتجاجية ابتداء من 2011، وكذلك لخصوصية هذا الحراك الذي استمر لوقت طويل ولحجم الخسائر التي تكبدها المدنيون وعدد الضحايا الكبير خلال الاحتجاجات، كما ان هذا الحراك امتد ليشمل اغلب مدن العراق ووصل الى 11 محافظة. كما ان احتجاجات تشرين هي الحركة الوحيدة التي استخدمت فيها السلطة هذا الكم من العنف غير المبرر لقمع الحراك بمختلف الاساليب الوحشية من خطف وقتل مباشر واغتيالات”.

بدأت في تشرين الاول اكتوبر 2019 تظاهرات شملت عدة محافظات في كافة انحاء العراق وعلى نطاق غير مسبوق وكان يقودها في البداية بصورة اساسية شباب اعربوا عن احباطهم ازاء ضيق الافاق الاقتصادية والاجتماعية والسياسية.

إحصائيات وأرقام

وزاد التقرير أن “التظاهرات التي عمت ارجاء البلاد شهدت مستويات شديدة من العنف ووثقت بعثة الامم المتحدة لمساعدة العراق تقارير موثوقة عن مقتل 487 متظاهرا واصابة 7715 آخرين في مواقع التظاهر، وكان من بين الضحايا 3 اطفال على الأقل، وفي تموز 2020 اكد رئيس الوزراء ان العنف خلال التظاهرات حتى ذلك التاريخ الذي ادى الى مقتل ما لا يقل عن 560 شخصا بمن فيهم مدنيون ومنتسبون للقوات الامنية ومعظم الضحايا كانوا من الشباب واكثر من نصفهم كانوا من بغداد وكان تشكيل لجنة تقصي الحقائق من اجل تحقيق المساءلة من اول التزامات الحكومة التي تشكلت في ايار 2020، والتي اعادت التاكيد على ذلك في مناسبات عدة”.

وذكر أنه “وفقا الى تقارير اخرى فقد بلغ عدد القتلى من المتظاهرين حوالي 690 شخصا، وأصيب أكثر من 23 ألف بجروح خلال المظاهرات، ومن بينهم 3 آلاف “إعاقة” جسدية، واختطاف 166 متظاهراً من ساحات الاحتجاج. كما تم اعتقال 3000 متظاهر حسب أحد تقارير بعثة الامم المتحدة، معظمهم خلال مواجهات غير متكافئة بين القوات الامنية والمتظاهرين، ما اثار مخاوف بشأن الحرمان التعسفي من الحرية، ومن حرية التعبير والتجمع السلمي”.

وأشار التقرير الى أن “الحكومة لم تعلن عن اي ارقام للضحايا خلال الحراك الاحتجاجي كما منعت حتى بعثة الامم المتحدة من الدخول الى المستشفيات للتوثيق، لكنها اعلنت لاحقا في 30 تموز 2020 عن لائحة بما يقارب 650 شخصا من بينهم ضحايا من القوات الأمنية”، مضيفا ان “المفوضية العراقية العليا لحقوق الانسان أعلنت عن وفاة 541 متظاهرا واصابة 20597 آخرين خلال المدة من 1 تشرين الاول 2019 الى 10 حزيران 2020 وكان ذلك في 11 محافظة عراقية”.

وقال التقرير، انه “في اواخر تشرين الاول 2019 اصدر مجلس القضاء الاعلى بيانا اعلن فيه ان قانون مكافحة الارهاب الاتحادي الذي يتضمن الفرض الإلزامي لعقوبة الاعدام، سينطبق على المتظاهرين الذي يتصرفون بعنف، ونقضت محكمة التمييز الاتحادية هذا الراي في ما بعد، واعلنت ان الجرائم التي يرتكبها المتظاهرون ينبغي ان تتم مقاضاتهم عليها بموجب قانون العقوبات العراقي”، مبينا أن “هناك نمطا من الاعتقالات العشوائية التي تستهدف اشخاصا داعمين للتظاهرات او الذين يعبرون عن معارضة سياسية، ولم يتمكن العديد من المعتقلين من ابلاغ اي شخص بمكان وجودهم لعدة أيام، ما ادى الى مخاوف بشان ممارسة الاحتجاز السري وتزايد الابلاغ عن عدد كبير من المفقودين”.

ولفت أيضا الى “فرض قيود غير مبررة مثل الحظر التام لشبكة الانترنيت في العراق وتقييد الوصول الى منصات التواصل الاجتماعي ومداهمة قنوات تلفزيونية فضائية ومحاولات التشويش على البث”.

الاختفاء والاختطاف والاعتقال

ووضع التقرير خطا أحمر تحت “الاعداد الكبيرة” من المختطفين خلال الفترة من تشرين 2019 وحتى الان “فما زالت عمليات الاختطاف والاعتقالات غير القانونية مستمرة، على الرغم من انتهاء الحراك الاحتجاجي او قلة حدته في مناطق متفرقة من العراق، فكان اخر تلك الحملات في اقليم كردستان العراق حيث شنت السلطات حملة كبيرة من الاعتقالات بصورة غير قانونية، كما ان هناك حالات اختفاء لناشطين ومدافعين عن حقوق الانسان وصحفيين ومدونين في الإقليم”.

ونقل تقرير مركز المعلومة عن بعثة الامم المتحدة في احد تقاريرها الإشارة الى “154 ادعاء بشأن وجود محتجين وناشطين في مجال حقوق الانسان مفقودين، ويفترض انهم اخطفوا او احتجزوا”، لافتا الى انه “من بين الادعاءات البالغ عددها 154 ادعاء، تحققت بعثة الامم المتحدة من 99 حالة تتعلق بـ 123 شخصا، قيل انهم في عداد المفقودين”.

وبين التقرير، أن “مدة الاختطاف كانت تتراوح بين 2 - 14 يوما في مواقع تشمل المنازل والكرفانات وغرفا تشبه المعسكرات/ السجون، وعادة ما يجبر المختطفون على ركوب المركبات من قبل العديد من الافراد الملثمين والمسلحين في مناطق عامة، ولم يتم تزويدهم باي وسيلة اتصال بعوائلهم، ولم يمثل اي من المختطفين امام قاض او يسجل في النظام القضائي الرسمي باي شكل من الاشكال”، مردفا أن “هذه الارقام تمثل نماذج او حالات بسيطة كون ان تقارير الامم المتحدة تشير الى ارقام استنادا الى الشكاوى والادعاءات المقدمة بشكل رسمي، فهنالك حالات كثيرة لم يتم الافصاح عنها من قبل المختطفين انفسهم او ذويهم حفاظا على سلامتهم”.

وتشير بعض التقارير الى وجود 20 شخصا ما زالوا في عداد المفقودين حتى الان، حيث شارك جميع المفقودين في التظاهرات كمتظاهرين او مرتبطين بانشطة لدعم التظاهرات او شاركوا في انتقاد الحكومة على نظاق واسع من بينهم نشطاء في وسائل التواصل الاجتماعي ومحامون وصحفيون وكتاب ومعلمون وطلاب.

تقصير حكومي واضح

وفي مقابل ذلك، كانت هناك جهود حكومية لتقصي الحقائق، ولم تكن بعثة الامم المتحدة باطلاع على ايه تحقيقات رسمية اجرتها الحكومة العراقية وسلطات انفاذ القانون لتحديد مكان المفقودين او من اجل تحديد ومقاضاة الجناة وانصاف الضحايا وتعويضهم وبالمثل، مؤكدا أن “الحكومة لم تقم بالتحقيق مع المسؤولين عن اختطاف وتعذيب المتظاهرين، ولم تلاحق اياً من الجناة الذين لهم علاقة بهذه الاحداث”.

دعاوى كيدية

وأكد التقرير أنه رافق “التظاهرات العارمة في العراق في تشرين الاول/ اكتوبر 2019 تشكيل شبكات مؤلفة من ضباط امن وجماعات مسلحة وشخصيات سياسية ومسؤولين واعضاء من السلك القضائي استخدمت الدعاوى الكيدية ضد المشاركين في الحركة الاحتجاجية، وقد رفعت هذه الدعاوى بسوء نية متعمد تماما، يهدف الى اضعاف عمل جماعات حقوق الانسان وضرب انشطتها او كبت الصحافة الناقدة او عرقلة تنظيم حراك الشارع”. ولاحظ أن “استخدام اسلوب الدعاوى الكيدية في العراق تعاظم منذ بدء احتجاجات تشرين فغدت اعدادها تحسب بالالاف لا بالمئات من اجمالي عدد الدعاوى القضائية المرفوعة والبالغ 5190 دعوى حسب المفوضية العليا لحقوق الانسان في العراق، حيث تم توقيف 3189 متظاهرا ومدافعا عن حقوق الانسان وموظفا في المجال الاعلامي وغيرهم على ذمة دعاوى قضائية كيدية”.  وزاد أنه “اخلي سبيل اغلبهم دون اسقاط التهم كليا عنهم، وغالبا بعد توقيعهم على تعهدات (غير معترف بها من قبل القانون) بالتوقف عن نشاطهم او ممارسة اية انشطة اخرى بعد الافراج عنهم. ونتيجة لذلك يعيش المتهم السابق مع شبح الدعوى القضائية لسنين طويلة تلي الافراج عنه ويترك ذلك آثارا من كل الانواع على حياة اولئك المتاثرين بهذه الدعاوى؛ فبعضهم تم اسكاته، فيما يلجأ اخرون الى مناطق في العراق أكثر امنا نسبيا او يسعون الى الفرار من البلاد نهائيا”.  وأشر التقرير أنه داخل مراكز الاعتقال، عادة ما يجري “انتهاك خصوصية المرء بالدخول الى هاتفه المحمول بصورة غير قانونية، والتوقيع على اعترافات قسرية وتعهدات تحت التهديد، والسباب والايذاء النفسي والضرب بالعصي والخيزران، والجلد بالاسلاك الكهربائية، والحرق بواسطة السجائر، والضرب بادوات حادة او ثقيلة، والصدمات الكهربائية والاغتصاب واجبارهم على التصوير والابتزاز بوضع مخل بالاداب العامة واستهانة بالكرامة الإنسانية”. 

وتمحورت التهم الكيدية المنسوبة الى هؤلاء حول “زعزعة امن الدولة والحاق الضرر بالمباني العامة او المؤسسات العامة او المؤسسات الحكومية واهانة او تهديد موظف رسمي او شخص مكلف بعمل عام او مجلس او هيئة رسمية والاعتداء على منشآت الدولة وربما القتل والقذف والابتزاز والإرهاب”.

عمليات الاغتيال

وقال انه “استمرت جرائم الاغتيال التي تعرض لها الناشطون والمدافعون عن حقوق الانسان من قبل مجاميع مسلحة مجهولة؛ حيث اشرت مفوضية حقوق الانسان عدم اتخاذ القوات الامنية اية اجراءات حقيقية وجدية لايقاف هذه الجرائم والاقتصاص من الجناة. وبلغ عدد جرائم الاغتيال التي تعرض لها الناشطون لعام 2020 (55) محاولة، أدت 19 جريمة الى وفاة الشخص المستهدف، في حين بلغ عدد محاولات الاغتيال منذ بدء التظاهرات في تشرين 2019 حتى نهاية عام 2020 74 محاولة، من بينها 30 ادت الى الوفاة، والمتبقي ادى الى إصابات”. ولفت الى أن بعثة الامم المتحدة وثقت نمطا من عمليات القتل من قبل عناصر مسلحة مجهولة الهوية والتي تستهدف المتظاهرين والمدافعين عن حقوق الانسان والناشطين البارزين وغيرهم من

الاشخاص الذين ينتقدون الاحزاب السياسية الحاكمة والجماعات المسلحة علنا التي لها صلات مختلفة بالدولة؛ فمنذ الاول من تشرين الاول 2019 حتى التاسع من ايار 2020 وثقت بعثة الامم المتحدة لمساعدة العراق (31) حادث قتل او الشروع في قتل اشخاص مرتبطين بالاحتجاجات، ما أسفر عن مقتل (22) شخصا، بضمنهم ثلاث نساء واصابة 13 اخرين. ويبدو ان 19 حالة من هذه الحوادث تشكل عمليات قتل متعمد، حيث اسفرت عن مقتل 23 شخصا واصابة اربعة اخرين، و12 حادثا منها مثلت محاولات قتل متعمد، اسفرت عن تسعة جرحى كانت اصابتهم خطيرة”.

الافلات من العقاب

وحذر مركز المعلومة في تقريره من أن “استمرار الافلات من العقاب في ما يتعلق بالهجمات التي تستهدف المدافعين عن حقوق الانسان والاشخاص الذين يسعون الى المساءلة عن هذه الهجمات والناشطين المنتقدين الذين يتبنون آراء تنتقد العناصر المسلحة والجهات السياسية المنسوبة لها، يؤدي كل ذلك الى خلق بيئة من الخوف والترهيب، لا تزال تقيد بشدة الحق في حرية التعبير والتجمع السلمي، كما لا يزال العديد من الناشطين المدنيين والمدافعين عن حقوق الانسان يغيرون سكنهم داخل العراق او خارجه خوفا على امنهم وسلامتهم”.

ولفت الى أن “معظم الجرائم يتم تنفيذها من دون الكشف عن هوية الجناة، فان المعلومات تشير الى ان المحتجزين والمدانين قد ينتمون الى جماعات مسلحة معروفة تعمل خارج سيطرة الدولة”، مشيرا الى انه “لا يزال القضاء المدني محدودا في العراق، ولا يزال الاشخاص الذين يعبرون عن المعارضة يتعرضون لخطر الانتقام من الجماعات المسلحة او من المتعاطفين معها”.

وذكّر التقرير أنه “في عام 2020 تم تشكيل هيئة تحقيق قضائية مختصة بجرائم الاغتيالات ومع ذلك فإن الاجراءات التي نفذتها تلك الهيئة غير واضحة، حيث استلمت تلك الهيئة 8163 قضية تتعلق بجرائم مزعومة مرتبطة بالتظاهرات، ورفعتها الى لجان التحقيق المختصة ومن بين تلك القضايا لا يزال 3897 قضية قيد التحقيق، وهذا ما جاء في تقرير الامم المتحدة التي طلبت تحديثات ومعلومات من الهيئة حول تلك القضايا ولم تتم الاجابة على استفسارات بعثة الامم المتحدة من قبل الهيئة عن 1966 قضية حتى الان”.

وأشار التقرير الى انه “احد اكبر التحديات للمساءلة هو الخوف الذي تواجهه اسر الضحايا فهم يتخوفون من الافصاح عن أسمائهم، ورفع دعوى في حال انتقام الميليشيات وبعض الاحزاب السياسية”.

وذكر أن “عددا غير قليل من المدافعين عن حقوق الانسان والناشطين في الحراك الاحتجاجي والمنتقدين بشكل علني للاوضاع والسياسيين والجماعات المسلحة والتي لها ارتباط معين بالسلطة خارج مدنهم، لا يزالون مبعدين قسرا؛ منهم من تعرض لمحاولة اغتيال ومنهم من تم اعتقاله من قبل جهات حكومية او اختطافه من قبل جهات مجهولة الهوية وحتى من تم اعتقاله بصورة رسمية ما زال شبح الاتهامات المنسوبة اليهم يطاردهم كونهم لم يبرؤوا من تلك الاتهامات وانما تم اخراجهم بكفالة او افرج عنهم بدون براءة، ومنهم من تلقى عددا من التهديدات والمطاردات العلنية، ما اضطرهم الى مغادرة مدنهم، متجهين الى مدن اخرى لا تقل خطورة عن مدنهم الاصلية محاولين التواري عن الانظار ومنهم من غادر البلاد الى البلدان المجاورة”.

وزاد ان “اغلبهم يعيش في ظروف اقتصادية ونفسية صعبة؛ بعضهم بلا عمل”.

ووثق التقرير لأحاديث وشهادات عدد من الناشطين الذي لا يزالون يواجهون تلك الانتهاكات ويقاسون معاناة كبيرة.

توصيات التقرير

وأخيرا، أوصى تقرير مركز العلومة للبحث والتطوير، بضرورة “”اتخاذ تدابير وقائية فورية لحماية الاشخاص المعرضين لخطر العنف الموجه بما في ذلك القتل والعنف والاختطاف من خلال جمع معلومات متعلقة بالتهديدات الموجه الى الافراد وفئات الاشخاص سواء عبر الانترنت او خارج الانترنت، والعمل مع فئات الاشخاص المعرضين للخطر واتخاذ التدابير لحماية الاشخاص جسديا او نقلهم الى منازل امنة في حال موافقتهم”، مشددا على “اتخاذ اجراءات فورية لتحديد مصير ومكان الافراد الذين لا يزالون في عداد المفقودين”.

ودعا التقرير الى “توفير الحماية للمدافعين عن حقوق الانسان وغيرهم من الساعين الى ممارسة حقوقهم القانونية في حرية التعبير والتجمع السلمي وحرية الحركة”، كما طالب بـ”اتخاذ التدابير اللازمة لحماية اي شخص معرض لخطر العنف المتوقع من قبل الجهات الفاعلة غير الحكومية او الجماعات المسلحة”.

وشدد على ضرورة “دعم ومساعدة الاشخاص الذين تركوا منازلهم بسبب تلقيهم لتهديدات ويشمل ذلك دعمهم في الانتقال الى مناطق يمكنهم فيها العمل والدراسة والعيش بأمان مع اسرهم لحين استقرار الوضع في مناطقهم الاصلية وضمان اجراء تحقيق جنائي في حالات القتل والاختفاء والاختطاف والعنف ضد المتظاهرين والناشطين والمدافعين عن حقوق الانسان”.

وعلى أثر الانتهاكات التي رصدها التقرير، رأى التقرير أنه لا بد من “تزويد النظام القضائي بجميع الوسائل اللازمة لاجراء تحقيقات وملاحقات قضائية سريعة ومستقلة ونزيهة وفعالة وشاملة وشفافة تمتثل للمعايير الدولية لحقوق الانسان في ما يتعلق بقتل واصابة المتظاهرين في مواقع التظاهرات وعمليات القتل المتعمد والاختطاف والاختفاء والتعذيب وسوء المعاملة ضد الاشخاص المرتبطين بالاحتجاجات او الذين ينتقدون الاحزاب السياسية او الجماعات المسلحة التي لها صلات مختلفة مع الدولة وضمان سلامة جميع الاشخاص المشاركين في التحقيقات القضائية او ذوي العلاقة بها”.

ودعا أيضا الى “التاكد من ان التحقيقات والملاحقات الفضائية تتضمن تقييما للمسؤولية الجنائية بهدف ملاحقة الاشخاص في مواقع القيادة او الاشخاص الذين خططوا وامروا وساعدوا وحرضوا على تلك الافعال واخفقوا في منع الجرائم او معاقبة مرتكبيها حيثما امكن ذلك”.

ويأمل مركز المعلومة “اتباع نهج للعدالة يركز على الضحية مع مراعاة نوع الجنس والعمر في جميع الحالات بما في ذلك من خلال التماس مشاركة الضحايا والشهود في المحاكمات ودعم مشاركتهم وضمان سرية المعلومات والبيانات وتوفير برامج حماية الشهود عند الضرورة”، مشددا على “اتخاذ خطوات فورية لانهاء ممارسة المضايقات والترهيب والاعمال الانتقامية ضد الصحفيين والمدافعين عن حقوق الانسان والناشطين، ومنع استخدام الاجهزة الامنية لتقييد حقوق الافراد من خلال خلق مناخ للخوف”.

 **************************

الصفحة السادسة

تشرينيون؟! من هم؟ وماذا يريدون؟

إبراهيم إسماعيل

بسبب الضجر لا غير، أضطر أحيانا لمتابعة “الذباب الإلكتروني” الذي يعلو طنينه في الفضائيات دفاعاً عن نظام المحاصصة والفساد المأزوم، فتأخذني مشاعر ملتبسة بين سخرية من الأكاذيب التي يطلقها بعض هؤلاء على شباب الإنتفاضة، وبين حزن على ما آلت اليه أحوال البلاد، التي طالما حلم العراقيون لها بمستقبل ديمقراطي يضمن العدالة الاجتماعية، طيلة كفاحهم لإسقاط الطاغية صدام ونظامه الدكتاتوري. لكن تلك المشاعر المختلفة تجمعت في غضب وإستنكار جارف، حين سمعت أحدهم يوماً، وهو يطلق تساؤلاً صلفاً عن طبيعة التشرينيين وهويتهم ومطاليبهم. فلهذا ولغيره، أقول:

التشرينيون هم شباب هذا العراق، الذي مزُقت هويته الوطنية الجامعة، بما سببوه له من إستقطاب طائفي وقومي، والذي فقد سيادته أو يكاد، مذ تهاونوا ضد عدم إحترام الأخرين لإستقلاله، وضد الإعتداءات العلنية والمستترة على أراضيه، والذي نُهبت ثرواته جهاراً نهاراً وأوقع ثلث مواطنيه في براثن الفقر والجوع، والذي خلت مدارسه من الرحلات والكتب والحمامات ووسائل التدفئة والتبريد، والذي تفتقد مستشفياته للأدوية والمستلزمات الطبية والأطباء والممرضين. إنهم شبيبة العراق الذي يفترشون الأرصفة عاطلين عن العمل رغم تحصيلهم الدراسي، إنهم شبيبة العراق الذين يفتقدون لكل سبل الترفيه والإستثمار النافع للوقت، إنهم شبيبة العراق الذين لايأمنون على أرواحهم وعوائلهم ومستقبلهم في ظل السلاح المنفلت وغياب القانون وإنتشار المافيات والميليشات، إنهم شبيبة العراق الذين سُحقت فرصهم في مستقبل مشرق بأحذية المحاصصة والفساد والمحسوبية وتغول البيروقراطيين والشقاة. إنهم أبناء العراق الذي تحول الى دولة فاشلة بسبب التوافق، ليصبح مغنماً يتقاسمه الأعدقاء من قوى وعوائل وزعماء، إنهم عمال العراق الذين فقدوا قدرتهم على الإنتاج في المصانع التي تحولت الى خردة وبيعت الى المرابيين ودول الجوار، إنهم فلاحو العراق الذين جفت أنهارهم وخربت الملوحة أراضيهم وبقي عملهم رهن التخلف في عالم تطورت فيه تقنية الزراعة وصار الأمن الغذائي للسكان صنوا لسيادة الأوطان. إنهم نساء العراق اللواتي يرزخن تحت ظل اللامساواة في العمل والفرص والدخل، واللواتي يتعرضن لعنف أسري ومجتمعي وتمارس بحقهن أبشع أساليب الإضطهاد الجندري المؤسس على أكثر العادات المتخلفة والمستدعاة من ماض سحيق. إنهم أصحاب الأعمال وصناعيو العراق الذين حوصروا بالأتاوات والرشاوي وفتحت أبواب الإستيراد لخنق منتجاتهم في منافسة غير عادلة مع بضائع دول الجوار. إنهم طلبة العراق الذين يُجبرون على دفع الملايين من قوت عوائلهم للجامعات الأهلية والدروس الخصوصية في عملية مخالفة لما نصّ عليه الدستور من مجانية التعليم. إنهم أبناء هذا العراق كله، فهل عرفت الأن من هم التشرينييون!

أما ماذا يريدون، فهم يريدون أن لا يكون هناك شيء أغلى من العراق، يريدون بناء دولة عصرية ديمقراطية مسالمة، لا مكان فيها للفساد وللسلاح المنفلت، دولة تتكافؤ فيها الفرص وتتحقق فيها عدالة اجتماعية وتكافلاً بين الناس، دولة تحترم الدين كركن أساسي في الحياة وتحترم الخيارات الدينية والفكرية للمواطنيين، دولة المواطنة والمؤسسات والحريّات وحقوق الأقليات، دولة تحمي الطفل والمرأة، دولة تقدم الخدمات التعليمية والصحية وغيرها للمواطنين كحق وليس كمنّة.

هؤلاء هم التشرينييون، وهذه هي بعض مطاليبهم، وسبق لمثيل لك أن سأل ذات السؤال يوماً (من أولاء الرعاع)، فأجابه الجواهري الكبير برائعته (أخي جعفر):

 أتــعــلـمُ أنَّ رقـــابَ الــطـُغـاة      

  أثــقــلـهــا الـغُـنْـمُ والـمـأثــمُ

وأنَّ بــطــونَ الـعُــتـاةِ الــتــي      

  مِنَ السُحتِ تهضمُ ما تهضمُ

سـتـنـهـدُّ إن فـارَ هــذا الــدمُ        

وصــوّتَ هـــذا الفـمُ الأعجمُ 

 *************************

انتفاضة تشرين والإعلام

الحسن طارق حسين

لا يمكن لأي عراقي ووطني حر أن يختلف على كون انتفاضة تشرين التي شهدها العراق في عام 2019 هي أهم فعل احتجاجي حدث في العقدين الأخيرين، وبعيدا عن كل ما رافق هذه الانتفاضة من مواقف مختلفة إلا أن أهمية تشرين تكمن في ابراز الهوية الوطنية التي عملت السلطة بعد سقوط النظام الدكتاتوري على تغييبها وبروز الهويات الفرعية الدينية على حسابها.

مرت تشرين بمنعطفات مصيرية، لأسباب كثيرة وأهمها حالة الفوضى التي وصلت إليها، وفي الحقيقة إن حالة الفوضى حالة صحية بالنسبة لفتية غاضبين كالبركان ومستائين من كل شيء حولهم، كما أن حالة الفوضى العامة التي يعيشها البلد لا يمكن أن تنتج حركة احتجاجية نموذجية.

وبالعودة إلى المنعطفات التي مرت بها تشرين، يضاف إلى ما تقدم إلا أن الانتفاضة لم تكتف بتعرية النظام السياسي فحسب، فقد ساهمت بتعرية بعض المحسوبين على الطبقة المثقفة الذي يضع قدما في الاحتجاجات وقدما في السلطة الامر الذي زاد من فوضى المطالب وأنتج اصوات وصولية براغماتية هدفها السلطة أكثر من شيء آخر.

غياب المثقف العضوي بحسب تعريف غرامشي في الاحتجاجات، ساهم بإنتاج صحافة مشوهة عاطفية اغلب كتابها من المشاركين الفاعلين في الحركة الاحتجاجية، وقد وقعوا بخطأ مهني فادح من خلال انتاج مواد صحفية غابت عنها ملامح الواقعية السياسية والاجتماعية فراحوا إلى ما هو أبعد وأخطر على حركة الاحتجاج من ذلك بعد تسمية الحراك على أنه “ثورة”.

وبالحقيقة لم تكن تشرين ثورة ولا يمكن أن تتعدى مصطلح الانتفاضة، وتسميتها بالثورة مسؤولية خطيرة تدفع بالمحتجين الغاضبين نحو هاوية عدم الواقعية السياسية، في المقابل برز طرف الإعلام المتخادم مع السلطة والنظام ورجالته، الإعلام الذي نجح في تصدير المحتجين على أنهم مخربون شاذون وسطحيون واعداء للدين والمذهب الذي يمثل رصيدهم في البقاء على رأس السلطة.

شن هذا النوع من الإعلام حربا قذرة بمعنى الكلمة، كال مختلف التهم بحق المحتجين من أبناء السفارات (اي انهم متخادمون مع سفارات الولايات المتحدة وبعض دول الخليج) مقابل نشر الفوضى في البلد، إلى الصاق التهم الكيدية والخادشة للحياء وصلت إلى الطعن بشرفهم، فضلا عن سياسية الترهيب التي مارستها هذه المؤسسات عبر التحريض على قتل الناشطين وترويع عائلاتهم.

لا تزال شخوص النظام الحالي تحكم بعقلية الدكتاتور وكأنها لم تشهد السقوط ولم تتعلم الدرس، وتعتقد أن تشرين انتهت ولن تعود مرة أخرى، لكنها واهمة كونها منفصلة عن الواقع ومشغولة بتحصين نفسها واهمال ما دون ذلك.

سينتهي هذا النظام الريعي الهش الذي يتآكل شيئا فشيئا وسيتلاشى وينتهي مثل قطعة زبدة لسعتها شمس تموز اللاهبة، ولن تنفعه وقتها مظاهر العنف والقسوة والاجرام الذي انتهجه ولن تحميه الصبات الكونكريتية التي جثمت على صدر العراق والعراقيين طوال الـ 20 عاما، سينتهي ويتلاشى لأنه بلا أرضية وبلا مستقبل وبلا خطط تضعها الأنظمة التي تحترم شعوبها، سينتهي نظام اللصوص والتبعية والعملاء والخونة ويبزغ فجر جديد عادل رسمه المحتجون ودماؤهم التي اريقت في ساحة التحرير، وسيجني رجال هذا النظام العار ابد الدهر حتى وإن لم يطالهم وهم على قيد الحياة سيطال ابناءهم ما بقينا وبقيت الحياة.

 *******************

عن انتفاضة تشرين أتحدث

فنلندا ــ سانار فارس

حرتُ من أين ابدأ كلماتي وأصُفُّ حروفي حينما يكون الحديث عن تشرين وأبطالها الشهداء، لا يسعني أن اكتب كلمة تشرين أو اكتوبر إلا ومشاهد قنابل الغاز وهي مستقرة في رؤوس الشباب تفترس ذاكرتي وأردد؛ يا للألم على ذلك الثمن الباهظ الذي دفعه شبابٌ بعمر الزهور لأجل أهداف نبيلة. كانت جل أهدافهم هي نيل القليل من الحرية والكرامة والحقوق المهدورة والممزقة بين أنياب أحزابٍ الإسلام السياسي الفاسدة والناهبة حتى النخاع لخيرات البلد.. حقوقٌ كان من المفترض بها أن تكون من البديهيات على سطح هذا الكوكب في معظم بلدان العالم. لكن عراقنا على ما يبدو مثل شخص مشوه خَلقياً لا تناسبه أحجام ومقاسات الملابس المعتادة، وليس هناك خيّاط ماهرٌ وأمين يمكنه أن يُفصّل لنا ثوباً سياسياً ذا جودة عالية ومقاس يناسب جميع مكوناتنا المتناحرة والتي تسبح في الطائفية والمناطقية والقومية منذ عشرات السنين. وهي ذات الأسباب التي نجترها ونصقلها ونعيد تعليبها وبيعها من جديد على أنها جديدة لأنفسنا في كل حقبة أو نكبة سياسية جديدة. فكل الشعوب تدرس وتتعلم من تاريخها وتاريخ غيرها وتستعر من ماضيها العنيف، إلا نحنُ المنتفخون بتمجيد حروب الماضي وانتصاراتنا المزيفة على بعضنا البعض. فلا عجب من هروب وهجرة شبابٍ فتح عينيه على شبكات التواصل وأصبح يرى أقرانه في العالم كيف يعيشون بينما يرزح هو تحت وطأة الظلم والفوضى والخوف والإرهاب والتخلف وانعدام الأمل.

في ظل حكم منظومة المحاصصة والفساد رجع العراق لعصور الظلام بكل ما تحمله الكلمة من معنى. ولا يخونني الظن ان القادم أسوأ طالما بقي دعاة الفضيلة الزائفون يحكمون قبضتهم الملطخة بدماء الشعب على مفاصل الدولة.

من وجهة نظر يملأها الألم؛ نحن بحاجة ماسة لثورة فكرية عنيفة يشترك فيها نخبة المجتمع لتعصف وتعري جميع الأدوات التي يستخدمها دعاة الفضيلة لتخدير البسطاء والصعود على اكتافهم من خلال التصويت لهم على أساس الولاء الديني والطائفي. في النهاية، لم ولن يتم تحقق حُلم الحريات والتعايش المنتظر لأي بلد يحتضن قوميات وعقائد مختلفة ودستوره السياسي مُصاغٌ على أساس العقيدة الدينية.

 *********************

مشاركة الشباب في العمل السياسي

صالح العميدي

عرف الشباب بدورهم الريادي في العمل السياسي، حيث كان الشباب نوى تشكيل الأحزاب السياسية، وخاصة الطلبة منهم وكانوا في مقدمة هبات وانتفاضات شعبنا ضد الحكومات الدكتاتورية والعميلة، وقدموا خيرة إخوانهم شهداء ومعتقلين ومشردين بسبب مواقفهم الوطنية ودفاعهم عن حرية البلاد وحقوق المجتمع، وانتفاضة تشرين 2019 خير مثال على ذلك، قدم فيها الشباب أكثر من 800 شهيدا و25000 جريحا عدا المغيبين منهم!

ولم يكن هذا الموقف الوطني البطولي بمعزل عن الوعي السياسي للشباب، رغم أن الكثير منهم، مع الأسف، لم يدرك أهمية العمل السياسي المنظم نتيجة إساءة البعث والقوى السياسية التي حكمت البلاد بعد 2003 للعمل السياسي والحزبي حتى رفع بعض الشباب شعار (لا للأحزاب) دون أن يميزوا بين الأحزاب الوطنية المشاركة معهم في ساحات التظاهر والاعتصام، والأحزاب الأخرى المعروفة بفسادها وقتلها للمتظاهرين.

اليوم مطلوب من الشباب المدني الديمقراطي تبصير الشباب بحقوقهم أولا والتمييز بين العمل السياسي الوطني والعمل السياسي المشوب بالفساد والمحاصصة والعمالة، وتوضيح حقيقة؛ لا شئ بدون موقف سياسي، وهذا الموقف أما أن يكون منحازا لمصالح الشعب والوطن أو بالضد من تلك المصالح. وكذلك ضرورة معرفة حقيقة أخرى هي ليس كل سياسي هو حزبي لأن الحزبي هو من ينتظم في صفوف أحد التنظيمات السياسية. ويمكن القول ليس بالضرورة أن يكون كل الناس حزبيين ولكن المطلوب منهم وبحد أدنى ان يكون لهم وعي سياسي منحاز لمصالحهم .

ان ما يعيق الشباب عن العمل السياسي هو تدني مستوى الوعي إضافة إلى المصاعب الحياتية المختلفة، وغياب التشريعات الضامنة لحرية مشاركتهم في العمل السياسي.

تتحمل الشخصيات والتنظيمات السياسية المسؤولية لعدم فسح المجال بشكل كاف أمام انخراط الشباب في نشاطات تلك التنظيمات وفقا لاهتماماتهم وهواياتهم، فضلا عن غياب البرامج التأهيلية.

الآن على القوى السياسية الديمقراطية العمل على الارتقاء بدور ونشاط الشباب ودعم حقوقهم وتطلعاتهم الديمقراطية في التنظيم الحر والمستقل، وتحرير المنظمات الشبابية من الوصاية والهيمنة، ومساعدتها على تشكيل النوادي ومراكز الشباب والفرق الثقافية والفنية والرياضية. والنضال من أجل تحسين مستوى حياة الشباب وضمان التعليم المجاني لهم، وتوفير وتحسين متطلبات العيش الكريم في أجواء آمنة، بعيدا عن الضغوط والتهديدات، وضمان فرص العمل للخريجين، وتشجيع المتميزين منهم ورعايتهم. وتحرير الشباب من آثار ومفاهيم العنف وضيق الأفق القومي والطائفية، ونشر الوعي الوطني وروح المواطنة والقيم الإنسانية والتقاليد الديمقراطية والتآخي بين القوميات، والوحدة الوطنية في صفوفهم. ووضع خطط تفصيلية خاصة بالشباب تستهدف مكافحة الأمية بينهم والبطالة في أوساطهم، وخلق الفرص والمشاريع الاستثمارية لاستيعابهم على ان يحرم تشغيل الاحداث.

 ************************

الصفحة السابعة

نحو حكومة تحقق تطلعات العراقيين.. ملاحظات ومقترحات ضرورية

د. كاظم المقدادي

في الذكرى الثالثة لانطلاق ثورة تشرين المجيدة أود ان أطرح عدة ملاحظات ومقترحات اَنية تخص الحراك المدني وضرورة تطويره وتقريب انتصار قوى التغيير الديمقراطية على الطبقة السياسية الفاسدة..

الملاحظة الأولى- منذ 17 عاماً تواصل الغالبية العظمى من العراقيين موقفها السلبي: الصمت والتفرج على ما يجري في العراق من جرائم نكراء وهيمنة على مقدرات البلد، واستحواذ على جميع مؤسسات الدولة، ونهب المليارات، وإشاعة الفساد والمحسوبية والمنسوبية، وانتشار الفقر والبطالة ونقص وحتى انعدام الخدمات، إلى جانب قمع المحتجين بكل وحشية من قبل القوات القمعية.

بصراحة، ظاهرة الصمت والتفرج ليست من شيم العراقيين الأصلاء الذين لم يخنعوا للطغاة والدكتاتوريين والمتسلطين على رقاب الشعب. ومن يتخذ هذا الموقف المؤلم والمخجل إنما يثبت بأنه يتجاهل ما حصل ويحصل من جرائم وظلم وجور من قبل الطغمة الحاكمة، مع أنه يعيش في المعمعة وعائلته متضررة. هذا الموقف السلبي مرده:

* اللاأبالية والتفكير الأناني العقيم “ما عليه”، غير مدرك بان صمته يشجع الطغمة الحاكمة على مواصلة تسلطها وجورها واستهتارها وفسادها..

* الإحباط والقنوط وفقدان الأمل بحصول التغيير بعد ان طال حكم الطبقة السياسية الفاسدة لعقدين.

* الإرهاب والترهيب ويث الرعب والخوف، تارة، والقمع الوحشي، تارة أخرى، من قبل السلطة.

والأهم، ان الظاهرة المذكورة تؤشر إلى تلكؤ وعجز القوى المناضلة من أجل التغيير في استنهاض غالبية العراقيين وكسبهم. فلابد من تلافي ذلك عاجلا بعمل جماعي.

أطرح ذلك وأنا مدرك جيداً أن مهمة استنهاض الجماهير ليست هينة، خاصة في المرحلة الراهنة التي يعيشها شعبنا وتتسم بعدم تكافؤ الفرص ولا الإمكانيات بين قوى تناضل سلمياً وتطالب بحقوقها المشروعة وتُجابه مظاهراتها واحتجاجاتها بالرصاص والقتل، وهي لا تملك واحدا من ألف ما يمتلكه الخصم من سلطة ونفوذ ومال وسلاح وجيش من الأبواق الإعلامية ووعاظ السلاطين.

مع هذا، لابد من عمل طوعي للتحرك على المناطق والمحلات السكنية حيثما يوجد الفقر والعوز والمرض وانعدام الخدمات والعشوائيات والعاطلين عن العمل والكادحين الآخرين بهدف توعيتهم وفضح الطبقة الحاكمة المسؤولة عن أوضاعهم المأساوية، بينما هي أصبحت من المليونيرية على حساب إفقار الشعب وإذلاله. وبذلك يمكن كسبهم إلى جانب قوى التغيير.

الملاحظة الأخرى: بمقابل الموقف السلبي لغالبية العوائل العراقية المتضررة من منظومة المحاصصة الطائفية والفساد، يعتز المجتمع العراقي الجريح ويفتخر بشبيبته الواعية التي برزت كأيقونة حقيقية للثورة ونبراس وهاج لها. وأصبحت الأمل المعول عليه لتخليص العراق من منظومة السلطة الفاشلة والفاسدة والمليشيات المسلحة والمتاجرين بالدين والناشرين للتخلف والجهل والدجل والشعوذة.

يسجل التأريخ الحديث لشباب وشابات ثورة تشرين الباسلة بكل جدارة واستحقاق ما يلي:

- أنهم جيل عراقي أصيل، جيل واع، وراق، جيل الرجولة والشجاعة والغيرة والشهامة والعزة والكرامة.

- أنهم الجيل الذي تنبأ به الجواهري الكبير قبل عقود:

سينهض من صميم اليأس   جيل شديد البأس جبار عنيد..

 ونصح شاعرنا الخالد وكأنه بينهم الآن: قل للشباب تحفزوا وتيقظوا وتأهبوا للنائبات..

فهم الجيل العراقي، الذي لم يعد يسكت على الظلم والجور، ولا على الذل والمهانة، ولا على الاستبداد والعمالة، فتصدى للظالمين والمستبدين والخونة، بكل إباء، ممتلكاً العزم  والشجاعة  والأقدام بأبهى تجلياتها، ولا أدل على ذلك من استرخاص لأغلى ما يملك (الحياة)، وهم في عز الشباب وعنفوانه، في سبيل الخلاص من نظام فاسد جثم على صدور العراقيين  19عاماً، ولم تجلب الطغمة الحاكمة الفاسدة للعراقيين  سوى الذل والفقر والجهل والتخلف والمرض، بعد أن نهبت ثروات البلد وعاثت في إدارته وعلى أرضه فساداً وظلماً بكل خسة ودناءة، وكأنه لم تكف الشعب العراقي معاناة وفواجع الكوارث التي عاشها طيلة أربعة عقود مضت في ظل النظام الدكتاتوري البعثي الفاشي..

لقد أثبت شباب وشابات العراق البواسل أنهم أمل المستقبل الأفضل لشعبهم ولأجياله القادمة! فطوبى ومليون طوبى لهم.

ولعل أبرز ما تتميز به ثورة تشرين المجيدة أنها جاءت عفوية، لا وصاية عليها من قبل الأحزاب السياسية، وبعيدة كل البعد عن التحزب والطائفية والعشائرية والتعصب المذهبي والطائفي والقومي، وقد لجمت أفواه من يتهمها بأنها “بتحريض” و”بدعم أجنبي”..

  من شعاراتها الرائعة: (نريد وطن!) و (نازل اَخذ حقي!).. شعارات توثق الوطنية الحقة، والطموح باستعادة وطن مسلوب ومرتهن، لإعادة بنائه بعزيمة شبيبته الغيارى، وصولا لدولة المؤسسات والمواطنة والديمقراطية الحقة والعدالة الاجتماعية، التي ستؤمن لكافة العراقيين والعراقيات، كباراً وصغاراً، الحياة الحرة الكريمة والمستقبل الأفضل.

بيد أنه رغم كل الإيجابيات، التي يفتخر بها التشرينيون، برزت، للأسف، في صفوفهم، دون إرادتهم، العديد من السلبيات والهنات ضمن مقومات النصر..

ثمة حقيقة صادمة وهي ان غالبية المنتفضين  الشباب تفتقر إلى الخبرة والتجربة، وذلك أمر طبيعي لأنهم ما زالوا في مرحلة الشباب وقليلي الخبرة، فضلا عن أن نظام منظومة المحاصصة والفساد الجاثم على صدور العراقيين قد حرمهم من فرص عديدة وهامة من فرص المعرفة الحديثة والثقافة التقدمية والتطور العلمي والفكري، وأحل محلها الجهل والدجل والشعوذة، إلى جانب إشاعة عوامل التخلف، وسدت كافة فرص الحياة الحرة الكريمة في وجوه الشباب وتطلعاتهم، الأمر الذي دقع الآلاف من جيلهم إلى مستنقع الإدمان، وأنتحر المئات منهم، وقتل الأوباش حتى أحلام الشباب...

ان ضعف المعرفة والوعي والإدراك، وقلة التجربة الحياتية، في خضم مشاكل كثيرة متفاقمة ومتزايدة، والاندفاع المتسرع ودون تفكير، كل ذلك مهد لسهولة انخداع وانجرار شباب يافع وراء المندسين، وهم لا يعرفونهم، ولم ينبههم أحد عنهم، فخرجوا عن التظاهر السلمي، وقاموا بأعمال شغب وتخريب، كحرق ممتلكات الدولة والممتلكات الخاصة والمقرات الحزبية، إلى جانب حرق الإطارات، الذي يلوث الجو، الذي هو ملوث بشتى الملوثات والسموم الضارة بصحة المرضى والأطفال والشيوخ والعجائز...

رجائي الحار إلى التنسيقيات ونشطاء الحراك المدني أن يمنعوا المتظاهرين من حرق الإطارات لخطورته على البيئة وصحة المواطنين.

وان ينبهوا مراراً وتكراراً إلى المندسين والحذر من الوقوع في حبائلهم، وكشف أنشطتهم المخالفة لسلمية التظاهر والاحتجاج. وحبذا لو يتم طبع منشور بصفحة واحدة يتضمن التحذيرات المطلوبة يوزع قبل كل مظاهرة واحتجاج..

وعدا هذا، برزت قضية أخرى غير لائقة، ألا وهي التكبر والتعالي على الآخرين، والتمسك بالرأي حتى لو كان خاطئا، وعدم احترام الرأي الآخر، وجرى الاعتداء على شخصيات وطنية سياسية وقانونية، دون وجه حق، اَخرها رئيس اللجنة القانونية في مجلس النواب المناضل المعروف النائب المستقل محمد عنوز.. وهذه ليست من شيم المناضلين والديمقراطيين الحقيقيين.

واقترانا بهذه السلوكية غير السوية، رفع قسم من الشباب المتظاهر ومن نشطاء الحراك المدني شعار يعادي الأحزاب العراقية كلها، دون تفريق بين الأحزاب المتنفذة في السلطة والفاسدة والتي عاثت في البلد فساداً وخراباً ودماراً طيلة السنين المنصرمة، وتستحق السقوط، وبين الأحزاب السياسية الوطنية والديمقراطية التي لم تتلطخ أيديها لا بدماء العراقيين ولا بنهب أموال الدولة، وهي تعمل وتساند ثورة تشرين ومطالبها العادلة..

 ليعلم الجميع أنه لا حياة حرة وديمقراطية حقيقية من دون وجود الأحزاب، خاصة ذات التأريخ العريق والمجيد والتي لعبت دورها المشهود في نضالات الشعب، وقدمت التضحيات الجسام واَلاف الشهداء ضد الاستعمار ومن أجل الاستقلال الناجز، وضد الدكتاتورية والاستبداد. هذه الأحزاب تستحق التقدير والاحترام، ويمكن الاستفادة من خبرتها وتجاربها الغنية. ومن المفيد جداً التنسيق والتعاون مع قياداتها، وكسب جماهيرها إلى صفوف قوى التغيير والثورة. مع ضرورة تفعيل قانون الأحزاب وتقليص أعداد الأحزاب الهامشية أو التابعة لبيوتات عائلية.

ليكن الموقف والمطالبة بإسقاط الأحزاب الفاسدة التي دمرت العراق وأذلت شعبه ونهبت أمواله باسم الدين و “الجهاد” و” المظلومية”...

الملاحظة الأخرى: على جميع الخيرين ان يدركوا أنه لا خلاص من منظومة المحاصصة والفساد والمليشيات إلا بتوحيد كافة القوى العراقية الخيرة، المدنية والوطنية الديمقراطية والتشرينية والناشئة، بالتنسيق والتعاون مع الاتحادات والنقابات وبقية منظمات المجتمع المدني، التي شاركت في ثورة تشرين، كالمحامين والمعلمين والأكاديميين والمهندسين والأطباء وذوي المهن الصحية والنساء والطلبة والعمال والفلاحين والتجار.   لذلك، لابد ان تكثف الجهود نحو تمتين وحدة قوى الثورة والتغيير الجذري والشامل.

ان الوحدة والتنسيق والعمل المشترك للقوى الخيرة ضمانة أكيدة لانتصار قوى التغيير الديمقراطية. وإلى جانب ذلك، أرى ضرورة طلب تنسيقيات تشرين استشارة ومساعدة طوعية من شخصيات أكاديمية ومهنية كفوءة ومستقلة، خاصة في القانون والدستور وعلم النفس السياسي وعلم الاجتماع، وما إلى ذلك.

أخيرا أن ما حصل في الأول من تشرين الجاري من تظاهرات في ساحة التحرير والنسور ومحافظات أخرى، كان رسالة إلى الكتل السياسية بأن تشكل حكومة تحقق تطلعات العراقيين.

 **********************

في الذكرى الثالثة لحراك تشرين.. محاولة تمزيق تشرين من الداخل تصب في مصلحة منظومة المحاصصة

د. أسعد كاظم شبيب

مثلت تشرين بكل حراكها ووعيها الثوري الشعبي الشبابي المواطناتي في عام2019 حركة أمل للتغيير والإصلاح السياسي والقضاء على أعراف المحاصصة والفساد المقنن والممنهج والذي تمثله الحالة السياسية والحزبية في البلاد إضافة إلى المشاكل والثغرات الدستورية والقانونية، لكن بعد مرور ثلاث سنوات من انطلاقها لم تعد تشرين كما كانت او كما ارادت من خلالها أهدافها وسلوكها واستراتيجيتها وتضحيات ابنائها وشبابها، من هنا لابد لنا من الوقوف في هذا المقال على الأسباب التي آلت بحراك تشرين الاحتجاجي الكبير إلى هذا الحد من الضعف والتشتت وغياب الأهداف الوطنية السامية بتغيير واصلاح النظام والعملية السياسية في العراق من الداخل التي كانت تطالب بها.

مثلت تشرين حالة تواصل للحراك الشعبي الاجتماعي الداعي للخلاص من حالة الفساد والترهل وخراب منظومة الحكم منذ الحراك الاحتجاجي في عام2011 إثر انطلاق ثورات ما عرف بثورات الربيع العربي والتخلص من الأنظمة الشمولية في عدد من البلاد العربية وما تلاها من أعوام 2016 ومن ثم في عام 2019، وقد اشترك في هذه الموجات من الحركة الاحتجاجية كافة فئات المجتمع وتياراته السياسية والنقابية والدينية والمدنية والقبلية، ومثل احتجاج تشرين الأول عام2019 حالة تمرد فوق الايديولوجيات ووعي وصحوة باتجاه التغيير السياسي لمنظومة الحكم المؤسسة على بنية خاطئة وقائمة على أسس من المحاصصة والتقاسم والمكونات والطوائف.

فأجمل ما في حراك تشرين في انطلاقته عام2019 هو المطالبة ببناء الدولة عبر تبني شعار نريد وطنناً، ومع الضغط الشعبي في أغلب محافظات العراق استطاع الحراك هذا أن يرغم الحكومة آنذاك على الاستقالة، وإيجاد بعض الإصلاحات مثل إيجاد مفوضية للانتخابات مستقلة من القضاة، وكذلك تشريع قانون جديد ومختلف عن سابقيه للانتخابات وهو ما مثل مع انتخابات تشرين الأول عام2021 حالة تحول سياسي ديمقراطي حقيقي وان كان ليس بالمستوى المطلوب عبر تراجع كبير للقوى التقليدية التي تمتلك المال والسلاح والنفوذ وتقدم القوى الشعبية والمدنية والمستقلين الذين قسم كبير منهم ينتمي بصورة أو بأخرى إلى حراك تشرين الاحتجاجي، لكن المؤلم مع هذا التحول السياسي الديمقراطي الجزئي مثلت افرازات تشرين على المستوى الرسمي وحتى الشعبي حالة انغماس وارتداد عن أهداف تشرين او ما يسمى في ادبيات علم الاجتماعي السياسي بـ”الثورة التي تأكل أبناءها”.

فعلى مستوى مخرجات تشرين النيابية استدرج الكثير من النواب مستقلين أو حركات سياسية مع تشتتهم وغياب المشروع السياسي التقدمي والمواطناتي في منظومة الحكم القائمة على أساس المحاصصة وخضعوا للترغيب وأضاعوا فرصة العمر عندما سمح لهم صراع الأغلبية الوطنية الذي أراد تطبيقه التيار الصدري مع مشروع المحاصصة السياسية والمكوناتية الذي تبناه الاطار التنسيقي، في الوقت الذي نشهد فيه تصعيدا وتصادما مع جهات وتيارات سياسية هي الأقرب لحراك تشرين من حيث الأهداف والغايات وهو ما وظف فعلاً باتجاه مشروع المحاصصة واضعف الحالة الاحتجاجية بمختلف مشاربها واتجاهاتها ومنها تشرين نفسها، ففي الوقت الذي وقف اغلبهم من إيجاد مشروع سياسي قائم على أساس فريق يحكم ومسؤول ومحاسب وفريق معارض ويراقب، سار أغلبهم مع انسحاب الكتلة الصدرية من البرلمان مع مشروع المحاصصة والتوافقية التي خرجت بالضد منها حراك تشرين في زمن حكومة عادل عبد المهدي.

فيما يمثل ما يمكن ان نسميه بنكسة تشرين الاحتجاجية الشعبية هو ازدواجية بعض من يدعون قياداتها او من يوهم الجمهور بذلك فبالظاهر هو يدعي النزعة الاحتجاجية والمطالبة بالتغيير السياسي، وبالخفاء ضرب الحركة الاحتجاجية عبر تسويف أهدافها او ادامة حراكها، وقد برهنت احتجاجات الذكرى الثالثة لاندلاع حراك تشرين في اليوم الأول من تشرين من هذا العام على مدى التخبط والازدواجية وربما حتى النفعية والابتزاز والصفقات التي قادت هذه الشخصيات في اضعاف حراك تشرين وربما صهرة وتذويبه مع مضي الكتل السياسية الممثلة داخل البرلمان في تشكيل الرئاسات والحكومة وفق ذات المنهج المحاصصاتي التوافقي، وهذا ما سيشمل كل مؤسسات الدولة عبر ما يعرف بالاتفاق على التوازن الطائفي والمكوناتي والحزبي التي أدرجت عليه القوى السياسية المتبنية للعملية السياسية في العراق.

وفي ضوء ما تقدم لابد من أن تعي تشرين قبلها غيرها عندما خرج الناس من أجل التغيير لانهم اردوا التغيير السياسي فعلاً ورأوا بان تشرين حالة وطنية شعبية تمثل آنذاك انطلاقا وبادرة أمل في التغيير السياسي بما تمثله من حالة ضغط شعبي ضد اعراف المحاصصة والفساد والترهل والمحسوبية والمنسوبية، من هنا على حراك تشرين ان يعيد حساباته التي اخذت تنحرف بعد انتخابات تشرين الأول من حيث المشروع والاهداف والأصدقاء والخصوم، والا على تشرين ان تعي ان المنافع الوقتية ستدمر الحراك والاهداف النبيلة التي خرج الناس من اجلها وستعرض تشرين لخسارة فادحة مع أي استحقاق دستوري او حتى على مستوى الضغط السياسي الشعبي الوطني الهادف للتغيير والإصلاح السياسي الذي بات ضرورة هامة مع كل ما كشفت عنه المحكمة الاتحادية من عيوب ومشاكل في النظام السياسي والدستور النافذ.

 *****************************

الصفحة الثامنة

انتفاضة تشرين والمنطقة الرمادية للمثقف العراقي .. الحياد في المنعطفات التاريخية صنف من الخيانة!

يوسف أبو الفوز

في شتاء 2004، ومن بعد سبعة وعشرين عاما، بعد سقوط نظام المجرم الديكتاتور صدام حسين، عدت من المنفى، الذي تعددت محطاته، وزرت مدينتي السماوة، التي ترعرعت فيها ومن عبر تاريخها النضالي المشرف وسير الشخصيات الوطنية البارزة فيها، من مثقفين وسياسيين، تلقيت أولى دروس الانتماء للوطن. خلال هذه الزيارة طلب مني الرفاق العاملون في منظمة الحزب الشيوعي العراقي في المدينة أن اساهم في تقديم أمسية ثقافية عامة، أتحدث فيها عن أي موضوع أختاره بنفسي، وبعد ان استقصيت عن طبيعة الجمهور الذي سيحضر، أخترت عنوان (دور المثقف العراقي في إعادة إعمار العراق)، وتلخصت فكرة الحديث بأن البنى التحتية للخدمات الأساسية وللتنمية الاقتصادية، التي خربتها سياسات النظام البعثي الديكتاتوري،  فأن الاستثمار برؤوس الأموال الخارجية والداخلية، بعد  توفير الشروط والضوابط المناسبة للاستعانة بها واجتذابها واجتذابها، سيساهم في استنهاض الاقتصاد الوطني وتطويره وتحديثه، وإعادة اعماره وفق مخططات الدولة التنموية و... الخ، لكن الانسان العراقي، الذي خربت حروب النظام الداخلية والخارجية روحه، وما سببته سياسات العسف البعثي وسنوات الحصار الاقتصادي من تخريب لعموم البنى التحتية لأخلاقيات المجتمع العراقي، فأني أعلنت لجمهور الحاضرين وبثقة عن اعتقادي بأن المثقف العراقي هو الذي سيساهم بدور متميز في إعادة اعمار الانسان العراقي ليأخذ زمام الموقف ويساهم ببناء وطن عراقي جديد.

ولكن ...! تكررت زياراتي إلى وطني الأم، للمساهمة في مختلف الفعاليات الثقافية والسياسية، وزرت البلاد جنوبا وشمالا، وكنت اتابع بألم حجم الخراب الذي حل في وطني وثقل تركة الخراب التي خلفها لنا النظام البعثي المقبور، الذي ازاحته دبابات الاحتلال الأمريكي، ولأكتشف بألم أن المثقف العراقي في واقع الامر، وفي مقدمة كل الأمور، هو أيضا بحاجة لإعادة أعماره أولا!

في العقود الأخيرة، من تأريخ العراق السياسي والثقافي، ظلت وللأسف أعداد ليست قليلة من المثقفين العراقيين، وتحت مبررات عديدة، تدور مواقفها في المنطقة الرمادية، منطقة اللاموقف. ففي زمن العسف البعثي العفلقي، ناهيك عن الذين طبلوا وردحوا للنظام وحروبه وسياساته، فان جمهرة من المثقفين، أرتضت بدور المتفرج بدون موقف واضح مما يجري من جرائم بحق الشعب والوطن، وحالما سقط النظام الصدامي، راح بعضهم، وبدل من الاعتذار من الشعب والتكفير عن دور المتفرج، يجترون تبريرات كونهم (مجرد موظفين في الدولة)، وتبعا لهذا بدا لنا ـ من وجهة نظرهم ـ حتى الديكتاتور المجرم صدام حسين كان مجرد موظف في القصر الجمهوري!

في معرض العراقي الدولي للكتاب في كانون الاول 2021، وفي جلسة حوارية عن ( دور الدولة في دعم الكتاب) وحين جرى الحديث عن دور المثقفين في هذا الجانب أشار السيد (سعد العنزي) مدير معرض الكويت الدولي، والمشارك في الحوار، إلى انه لفت انتباهه، ان العديد من المثقفين العراقيين البارزين الذين التقاهم، وحين قدموا له المعلومات للتواصل معهم، لاحظ ان اغلبهم يعملون في مهام مستشارين في الوزارات او رئاسة الوزراء وحتى مكتب رئيس الجمهورية، وطلبت حينها الكلام من داخل القاعة للتعليق، واخبرت الحاضرين، بان هناك إحصائية غير رسمية، تشير إلى ان اكثر من مئة وعشرين من المثقفين البارزين، يعملون بصفة مستشار في أروقة مكاتب مختلف الوزراء، وفي لحظتها أعلنت وجهة نظري وبصراحة، واعتبرت هذا الامر ليس إلا شكل من حالة الفساد التي تعيشها النخب العراقية ومنها الوسط الثقافي العراقي، وعلى إثرها انسحب من القاعة عدة انفار، اعرفهم جيدا ويبدو ان الكلام مسهم تماما.

مع انطلاق انتفاضة تشرين2019، وفي الوقت الذي واجه شباب الانتفاضة، رصاص (الطرف الثالث) بصدورهم العارية، ثائرين من أجل التغيير والخروج من دوامة فساد أحزاب الإسلام السياسي، التي نصبها الاحتلال الأمريكي وريثة للخراب الذي خلفه نظام صدام حسين لتزيده خرابا، راحت هذه الجمهرة من المثقفين، المعنية بهذا الكلام، تواصل وقوفها في المنطقة الرمادية، متناسية ان الحياد في المنعطفات التاريخية يعتبر صنفا من الخيانة، فالواجب التاريخي يفرض ان يكون المثقف الحقيقي صوتا متقدما لأبناء شعبه، يصطف إلى جانب الثوار في سعيهم للتغيير لأجل عراق مدني ديمقراطي. ففي ظل ما عاناه شعبنا، من قهر واذلال، في سنوات النظام الديكتاتوري البعثي، وسنوات الاحتلال الامريكي، وثم حكومات المحاصصة الطائفية والاثنية، يتناسى وللأسف هذا الصنف من المثقفين، القانع بعضهم بفتات الحاكمين، أن على المثقف الحقيقي ان يحدد خياره بوضوح، فإما الاصطفاف مع الشعب ومطالبه المشروعة بحياة حرة كريمة، وإما الاصطفاف مع الحاكم الظالم المتستر بعباءة الفكر القومي الشوفيني البعثية، او عباءة الدين الطائفي وميلشياته.

ولابد من القول، بكل الم وبصراحة، ان ثمة، اعداد من المثقفين، لا تزال بدون موقف واضح، ليتشكل تيار ثقافة وطنية مقاوم مواز لوقائع الانتفاضة، وان نشاطات المثقفين ممن اصطفوا إلى جانب الانتفاضة والمؤمنين بها والمطالبين بالتغيير الشامل، من خلال كتابة نصوص، او إصدار كتب، واعمال فنية من رسم أو موسيقى، تبقى مجرد جهود فردية، بعيدة عن التأثير الجماهيري المطلوب والكافي لخلق وعي متقدم لنشر ثقافة المواطنة والانتماء إلى الوطن بعيدا عن الانتماءات الفرعية، الحزبية، والعشائرية، والطائفية والاثنية.

 يكشف الواقع بان الكثير من المثقفين للأسف لا زالوا لم يحسموا موقفهم، بالاصطفاف إلى جانب أبناء شعبهم، وتكريس ابداعهم في الكتابة والرسم والموسيقى لأجل تغيير المزاج الشعبي العام، وإذكاء الروح الثورية لدى أبناء الشعب وديمومتها بشكل حضاري، للمساهمة في الانتفاضة السلمية ودعمها لأجل التغيير الشامل وبناء عراق جديد. وأعتقد أن الأوان لم يفت بعد أمام الكثيرين منهم ليراجعوا مواقفهم، فانتفاضة الشعب من أجل التغيير الشامل ممكن ان تجدد نفسها، فأسباب اندلاعها لا تزال قائمة. وتبرز الآن، ومن بعد مرور ثلاثة اعوام على انطلاق انتفاضة تشرين، أهمية ان يكون المثقف العراقي، وفيا لتأريخ مفعم بالمواقف الثورية والوطنية لأجيال المثقفين من رواد الثقافة العراقية وصانعي مجدها، الذين اصطفوا إلى جانب الشعب في منعطفات مهمة، في وثبة كانون 1948، وثبة تشرين 1956 وثورة تموز 1958 والمثقفين الرافضين لسياسة نظام البعث الصدامي ممن ارتضوا حياة المنفى أو التحقوا بصفوف المقاومة المسلحة في جبال كردستان.

ان الفرصة لا تزال متاحة أمام الكثير من المثقفين لينهوا ترددهم والخروج من المنطقة الرمادية وإعلان موقفهم الصحيح والواضح، فخير الأمور بخواتيمها.

 ****************************

ثورة تشرين .. مستقبل العراقيين 

سلام حربه

الشعب العراقي شعب الاساطير والملاحم والبطولات الخارقة وهو ايضا ساحة المنازلات الكبرى عبر التاريخ، هو الذي علم البشرية اصول الكتابة ولوائح القوانين والدساتير ومناهج العلوم والمعارف وكذلك علمها اصول الثورات والانتفاضات ضد الغزاة والمحتلين.

من يقرأ السفر العراقي سيجد ان تاريخه سجل ناصع في وعي الحرية، وقد تخلص عبر عشرات القرون من كل البرابرة والغزاة والمحتلين الذين وطأوا هذه الارض المقدسة لان العراق كان يشكل بالنسبة لهم سرة الكون ومن يضع يده على هذا البلد يمتلك مفاتيح ابواب الشرق والغرب.

لا غرابة ان تأتي امريكا والغرب الامبريالي الى هذه البقعة من الارض كي يدنسوها كما حصل في السابق.

 وما حصل في عام 2003 بذرائع واهية منها امتلاك البلد اسلحة نووية وكيمياوية. اسقطوا دكتاتورا ليس حبا بالعراقيين وتحريرهم من طغيانه بل ليشعلوا الفتن ويثيروا الطائفية والشوفينية ويسلطوا على هذا الشعب اراذل القوم، كي يوغل سياسيو الصدفة الجدد بسرقة ثرواته وتخريبه وتشويه ماضيه وحاضره ويرسموا تاريخا جديدا له من خلال دس الاكاذيب وتسليط اقوام غريبة هجينة كانت سائبة بين البلدان وتسليطها على اصلاء هذا الشعب لاذلاله.

ما حصل في العراق بعد عام 2003 لم يحصل في اي بلد آخر عبر التاريخ فقد تسلط عليه سياسيو الولاء والكثير منهم ربطوا ذممهم الى بلدان الجوار وساهموا بشكل كبير في تخريب هذا البلد وسرقة اموال شعبه واثارة النعرات الطائفية ولم يكن هؤلاء السياسيين سوى مجموعة مرتزقة يعيشون على فتات الموائد في البلدان الاجنبية وقد جند معظمهم في المخابرات الاجنبية والايرانية والسعودية والصهيونية،  وعملوا على تدمير الاجهاز على ما تبقى من هذا البلد عبر احتضانهم للعناصر الارهابية من القاعدة وداعش الذين خربوا معظم مدن العراق بالقتل والاغتيالات وتفجير السيارت الملغمة والعبوات الناسفة وسرقوا اموال ابناء طائفتهم الذين ما زالوا يعيشون نازحين في المخيمات وتحت السماء في العراء.

لم يقف العراقي مكتوف اليدين وهو يرى الخراب على قدم وساق في كل مفاصل الحياة، فثار بوجه النظام السياسي القائم ما بعد 2003 ، نظام المحاصصة الطائفية والاثنية وتحمل ما تحمل من ملاحقات وقتل على الهوية وتغيير ديموغرافية البلد فتصدى للطبقة السياسية الحاكمة ومن خلال ما يمنحه الدستور له من حق التعبير عن الرأي من تظاهر واحتجاج، ابتدات منذ السنين الاولى للاحتلال ولكنها تعاظمت وجودا في ساحات الحرية منذ عام 2010 وحتى يومنا هذا.

لقد توج العراقيون نضالهم البطولي في ملحمة تشرين الثورية الخالدة عام 2019 والتي ما زالت مستعرة لحد اللحظة، ساهمت هذه الثورة في اسقاط حكومة فاسدة وباغية ، لكن التف السياسيين العملاء كالثعالب على الثورة وشُكلت  الحكومة وفق المحاصصة الطائفية والاثنية. وهذا ما كنا وما نزال نجنيه منذ اكثر من سنتين من دمار وخراب وتفشي السلاح المنفلت وتهديده للمجتمع وتعاظم الفساد الذي لا يستطيع أحد الوقوف بوجهه ونقص الخدمات وعطش البلاد.

لقد سقطت ورقة التوت عن عورات الطبقة السياسية الظالمة وبانت وكراهيتهم للعراق والعراقيين وولاؤهم لبلدان الجوار ايران والسعودية والصهيونية، وربط العراق بماكنات الاحلاف الغربية والاطماع الامبريالية وسمحت بتدخل كل البلدان في توجيه سياسة هذا البلد.

 وهذه ظاهرة لم تشهدها كل بلدان العالم، بان ذلك جليا بعد انتخابات تشرين عام 2021 ولا تزال الحكومة الجديدة لم تتشكل حتى يومنا هذا لانهم يريدونها على مقاساتهم، وان يتقاسموا الكعكة بينهم بالتساوي ويحرموا الشعب العراقي من اي خير قد يصيبه.

تشرين لم تكن حدثا عابرا، بل ترسخت في ضمير الشعب واصبحت شفرة جينية يحملها العراقي في خلاياه وروحه وهي التي نبهت ودقت الاجراس الى عدم صلاحية الطبقة السياسية وعليه يجب العمل كل يوم من خلال ابناء تشرين الابطال على الخلاص من هذا النظام السياسي ا بالطرق السلمية وبناء نظام سياسي قائم على العدالة الاجتماعية والحرية والمدنية. نظام يشعر العراقي بانه مواطن حر وليس عبدا الى الاوهام والخرافات التي تشيعها هذه الطبقة السياسية واغراق المجتمع بالجهل من اجل ان يبقى الشعب اعمى ولا يرى غيرهم.

لن يهنأ السياسيون بكراسيهم الوثيرة التي استحوذوا عليها بالباطل والتزوير كي يضعوا ايديهم على مقدرات هذا الشعب ويتحكموا بمصيره.

وتشرين تزور مسوخ السياسة في احلامهم لتجعلها كوابيسا يفزون من نومهم صارخين وقد تيبست افواههم من الرعب. لكن هذه الطبقة السياسية لن ترمي اسلحتها بسهولة فهي ما زالت ممسكة بسلطة البلد وامواله وتشيع الرعب بين المواطنين من خلال سلاحها المنفلت وتستند في شرعيتها على فتاوي المؤسسات الدينية التي هي خير عون وسند لها ومن يحميها شرعيا وقانونيا من غضب الشعب. لم يعد تشرين شهرا من اشهر السنة بل هو كل أيام السنة واي احتجاج او تظاهر في أي يوم إنما هو يوم من ايام تشرين . ثورة تشرين هي النبض العراقي الجديد وهي الروح العظيمة التي ولدت من هذه الملحمة الاجتماعية البطولية التي وقفت لها كل البشرية احتراما وتبجيلا.

ثورة تشرين تتوحد اصواتها كل يوم يمر وتعلو وستكنس كل النفايات التي جاء بها الاحتلال الامريكي والعقل الصهيوني، قد يسكن العراقي ويقف جامدا كالتمثال برهة من الزمن لكنه ينفجر فجأة ويقلب عاليها سافلها.

درس تشرين يبقى حاضرا في كل العصور ، انه عنوان عراقي مشرق كبقية العناوين التي تحفظها البشرية في ذاكرتها، وعتبة، كما في السابق، من عتبات نهوضها ووجودها والثورة تاريخ وعقل وفكرة، والعقل لا يموت مهما تعاقبت عليه العصور والازمان..     

****************************

الصفحة التاسعة

اليوم.. البصرة تحتضن قرعة كأس الخليج العربي

البصرة ـ طريق الشعب

تحتضن مدينة البصرة، اليوم الثلاثاء، قرعة بطولة «كأس الخليج العربي لكرة القدم» بنسختها الـ25، حيث يحتضن فندق “غراند ميلينيوم” الحفل، بحضور وفود المنتخبات الـ8 المشارِكة. وتُقام البطولة بين 6 و19 كانون الثاني من العام المقبل.

وأنهى اتحاد كأس الخليج، بالتنسيق مع الاتحاد العراقي، الترتيبات النهائية والتحضيرات الخاصة بحفل القرعة، ووجهت دعوات لعدد من نجوم المنتخبات الخليجية للمشاركة فيها.

وفور وصوله إلى مدينة البصرة، قال أمين عام “اتحاد كأس الخليج” جاسم الرميحي: “نأمل أن يتم حفل إجراء القرعة على أجمل حُلة؛ لأنها (القرعة) تمثل الكرة الخليجية وما تتميز به من مكانة. كل التحضيرات لإجراء القرعة جاءت بالتنسيق مع الاتحاد العراقي. أنجزنا كل الإجراءات اللوجستية”.

وأشار الرميحي إلى أن “المعضلة الرئيسية لخليجي 25 تتمثل في ملعب الميناء الدولي، لكنه (العمل) على وشك الانتهاء منه ليصبح جاهزاً”.

----------

الأهداف في عمّان.. والافراح في ساحة التحرير.. فرحة عراقية متوّجة  بتضامن نجوم المنتخب الوطني مع المنتفضين

بغداد ـ طريق الشعب

كانت الجماهير العراقية تترقب استضافة المنتخبين الإيراني والبحريني ضمن تصفيات كاس العالم في قطر 2022، التي كان من المقرر ان تقام المباريتان على ملعب جذع النخلة بالبصرة في منتصف تشرين الثاني 2019، لكن الاتحادين الدولي والاسيوي قررا نقل مباريات المنتخب إلى خارج العراق.

في الوقت الذي كان العراقيون ينتظرون المباراة بفارغ الصبر لكسر الحظر الكروي على العراق، بعد ان سبقتهما مباراة مع منتخب هونغ كونغ.

غضب جماهيري

وأثار القرار غضب الجماهير العراقية، التي لم تجد سبيلا للوقوف مع المنتخب سوى من خلال التشجيع خلف شاشات التلفزيون، لكن التشجيع هذه المرة كان مختلفا فقد احتشد الآلاف من العراقيين في مختلف ساحات الاحتجاج لمتابعة المباراة بين منتخبنا ونظيرة الإيراني.

ووضعت شاشات عملاقة في ساحة التحرير لمشاهدة المباراة وتفاعل المتظاهرون مع كل هجمة وكل فرصة مهدرة من قبل “أسود الرافدين”.

توجيه حكومي.. ولكن

وقبل انطلاق المباراة بقليل، سرّب الاتحاد العراقي لكرة القدم حينها نبأ موافقة الاتحاد الدولي على ارتداء لاعبي المنتخب العراقي شارات سوداء خلال اللقاء، لكن المفاجأة جاءت عند بدء المباراة، إذ ظهر اللاعبون في الملعب بلا شارات. وذكرت مصادر في حينها ان عدم ارتداء شارات سوداء جاء بتوجيه حكومي إلى اتحاد كرة القدم.

وطغت على أجواء اللقاء حماسة كبيرة، خاصة بعد نقل مكان المباراة من مدينة البصرة إلى العاصمة الأردنية عمان، بحجة الوضع الأمني.

وبعد الهدف الأول لمنتخبنا الوطني، الذي سجله مهند علي في الدقيقة 11، احتفل لاعب الوسط صفاء هاشم بهدف زميله بوضع كمامة على وجهه في إشارة تضامنا مع المحتجين الذين كانوا يتعرضون للقمع والاستهداف بشكل يومي، ولم يفوت زملاؤه تلك الفرصة بعد ان أشروا على أنوفهم إشارة ارتداء الكمامة، في مشهد غير مألوف قبل جائحة كورونا.

فرحة عارمة

وعقب تسجيل البديل علاء عباس هدف الفوز في الوقت الإضافي، احتفل عشرات الآلاف من المحتجين بالنصر العراقي، ولم تقتصر الاحتفالات على ساحة التحرير وحدها، فقد شهدت مدن العراق يومها احتفالات كبيرة طغت ولو ليوم واحد على أصوات القمع والخطف والقتل الذي كان يمارسه الفاسدون.

-----

نجوم الرياضة وخيار الاصطفاف مع الشعب

متابعة ـ طريق الشعب

لم يتأخر الرياضيون العراقيون عن نصرة انتفاضة تشرين 2019، فقد شهدت مختلف ميادين الاحتجاج مشاركة لافتة لنجوم كرة القدم العراقية وباقي الرياضات الأخرى، بعدما أصبح هاجس الجميع هو الوطن، الذي تسقط أمامه كل مغريات الحياة وتقاس عليه فطرة البشر في حبهم لوطنهم وهذا ما أكده الرياضيون العراقيون عبر وقفتهم المشرفة في ساحات التظاهر.

سجل نجوم الرياضة مواقف مشرفة في الانحياز إلى مطالب الشعب المحقة من خلال المشاركة الفاعلة في الأيام الأولى لانطلاق انتفاضة تشرين 2019.

وكان لحضور الرياضيين أثر كبير في نفوس المحتجين وهم يرون نجومهم الذين طالما تغنوا بهم من خلف شاشات التلفاز، أو من على مدرجات الملاعب وهم يشاركونهم همومهم ومطالبهم المشروعة.

وعاد لاعب المنتخب العراقي والمحترف مع نادي فانكوفر الكندي حينها علي عدنان من كندا للمشاركة خصيصا في المظاهرات، حيث كان من أوائل اللاعبين الذين نزلوا إلى ساحة التحرير ونصب مركزا لتوزيع الطعام على المتظاهرين، في حين انشغل لاعب المنتخب العراقي السابق سامر سعيد وأشقاؤه اللاعبون سامال وسامح ومحمد سعيد في توزيع الطعام والشراب على المتظاهرين من خلال توصيل الوجبات بسياراتهم الخاصة إلى داخل ساحة التحرير.

وغرد نجم الكرة العراقية السابق سعد قيس في حينها بالقول: “كل دول العالم تملك في بلدانها تمثالا أو نصبا للحرية إلا العراق بات اليوم يملك (ساحة للتحرير ونصبا للحرية)، والتاريخ سيذكر هؤلاء الرجال وموقفهم وبسالتهم وشجاعتهم”.

بدوره، اعتبر مايسترو الكرة العراقية نشأت أكرم خروج المتظاهرين بكثافة إلى ساحات الاحتجاجات مسألة طبيعية بعد 16 عاما من الظلم والتسلط والحرمان.

وقال نشأت في حديث صحفي وقتها إنه “مع المظاهرات والمطالبات بإعادة الحقوق المسلوبة، عانينا من تخبطات كثيرة في العملية السياسية وإدارة سيئة وتراكمات كثيرة، مما ولد الحروب الطاحنة بعد 2003”.

وشارك في الاحتجاجات بشكل لافت نجوم المنتخب الوطني ولاعبو الأندية لكرة القدم، وهم كل من علاء عبد الزهرة وكرار جاسم ولاعبي الشرطة حينها كرار محمد وعلي فائز ولاعب نادي النفط عمار عبد الحسين ولاعب نادي الزوراء مهند عبد الرحيم، فضلاَ عن مدافع الطلبة علي لطيف والحارس الدولي السابق محمد كاصد، والنجم الدولي السابق عباس عبيد، والدولي السابق حبيب جعفر وغيرهم من نجوم الرياضة العراقية، الذين حرصوا على الوجود في “ساحة التحرير”، وسط العاصمة بغداد، الذين اختاروا الاصطفاف إلى جانب مطالب المنتفضين المشروعة.

وحمل المتظاهرون، بمن فيهم نجوم المنتخب، علم العراق، ورافعين لافتات ومرددين هتافات على غرار: “نريد وطن” و”نازل آخذ حقي”.

--------

الزوراء يفوز على الديوانية بهدف سعد عبد الأمير

بغداد ـ طريق الشعب

حقق فريق الزوراء الفوز على الديوانية بهدف نظيف في إطار مباريات الجولة الرابعة من الدوري الممتاز.

وسجل سعد عبد الأمير الهدف الوحيد في الدقيقة 68 من عُمر المباراة التي أقيمت على ملعب الكوت.

-----

رواد المدرجات يؤبنون رفاقهم

بغداد ـ طريق الشعب

كان لجماهير أندية كرة القدم حصة من عمليات القتل والقمع التي حدثت خلال انتفاضة تشرين، وحال عودة الدوري العراقي لكرة القدم للانطلاق مجددا، استذكرت جماهير كرة القدم شهداءها من خلال رفع لافتات كبيرة تخلد تضحياتهم في سبيل الخلاص من الطغمة الفاسدة.

ورفعت جماهير نادي الزوراء في افتتاح مباريات الجولة من الدوري العراقي الممتاز لكرة القدم لموسم 2020، في السادس عشر من شباط 2020، باللقاء الديربي أمام الطلبة صور الشهيد عمر سعدون.

ورفعت جماهير الزوراء لافتة كبيرة قبل مباراة الطلبة، وذلك استذكاراً للشهيد عمر السعدون كتب عليها “عمر السعدون، ستبقى في قلوبنا، لن ننساك”.

ولم تكتفِ جماهير النوارس باستذكار عمر السعدون خلال المباراة، لتتغنى باسمه بعد نهاية المباراة بترديد هتافات “يا عمر يا عمر، زوراء هالليلة انتصر”.

ولم يكن سعدون وحده من مشجعي النوارس، فرفيقه الآخر وايقونة الاحتجاجات” صفاء السراي” كان أيضا من مشجعي الفريق الأبيض.

ولجماهير نادي القوى الجوية حصة من عمليات القتل، بعد استشهاد المشجع المعروف باسم (غلوبي) الذي سقط برصاص قناص قرب مستشفى الجملة العصبية ببغداد، وبعدها جاء الدور على المشجع حسين الدراجي الذي سقط على جرف نهر دجلة متأثرا بإصابة في رأسه بقنبلة مسيلة للدموع، أما حمودي اللامي فقد سقط هو الآخر بعدما كان ينقل المصابين قرب نفق ساحة التحرير.

وكرمت جماهير القوة الجوية ذكرى مشجعيها من خلال رفع لافتة في الملعب كتب عليها “مقاعدكم باتت خالية بيننا.. واصواتكم باقية في أذهانا” وذيلت بوسم لن ننساكم.

*****************************

الصفحة العاشرة

عودة الشعر للناس.. تشرين .. نمنحها القصائد لتمنحنا الحرية !!

قصائد وأغاني انتفاضة تشرين .. ألهبت الحماس وأعلنت رسائل الاحتجاج

علي فائز

أعادت انتفاضة تشرين للشعر العراقي بشقيه ـ الشعبي والفصيح ـ حضوره بين الناس من جديد. “إنها الثورة الوحيدة الحديثة التي يتقدم فيها الشعراء الشباب، والمثقفين الشباب الصفوف الأولى”، هكذا وصف الشاعر الفلسطيني فخري رطروط، ثورة تشرين الأول/أكتوبر العراقية، إذ إن معظم الشعراء الشباب هم اليوم في الواجهة، فمنهم من يسعف الجرحى ومنهم من يقدم الدعم اللوجستي، ومنهم من يوثق أحداث الثورة ويتلقى الرصاص في صدره، فضلًا عن كتابة القصائد التي سوف تخلّد مع خلود هذه الثورة.

يقول الشعراء إن انتفاضة تشرين الأول/أكتوبر أعادت للشعر العراقي بشقيه ـ الشعبي والفصيح ـ حضوره من جديد، بعد أن كان أسيرًا في غرف الأيديولوجيات الدينية والسياسية، وبذلك برزت عدة مصطلحات تسخر من الشعر والشعراء، مثل “شعراء السلطة” و”إساكفيو الشعر” حتى فقد الشعر والشعراء الحقيقيون مكانتهم في المجتمع حيث أن الخط العام للشاعر يؤشر إلى أنهم منحازون للسلطة ويعملون في مؤسساتها. لذلك أصبح الشاعر متهمًا فيما يقول ويفعل.

لكن ما إن جاءت ثورة تشرين الأول/أكتوبر عاد كل شيء إلى مكانه الحقيقي ومن بينها الشعر العراقي الذي قال فيه محمود درويش، إن “الشِّعْرَ يُولَدُ في العراقِ، فكُنْ عراقيًّا لتصبح شاعرًا يا صاحبي”، فبرزت صورة أخرى للشاعر العراقي بوصفه ثائرًا لم “يتلوّث” قلمه بمديح السلطة وما يتصل بها، بحسب الشعراء، وأصبحت ساحات الاحتجاج المنصة الحقيقية للشاعر بين الشباب المنتفض، فيما يتعرّض هذا الشاعر بالوقت نفسه إلى وسائل القمع عبر الرصاص الحي والقنابل المسيلة للدموع والصوتية، وهو ما يترجمه قول الشاعر العراقي مظفر النواب، إن “الشاعر منتميًا للجياع وللناس التي رفعت قهرها هرمًا”.

إن القصائد التي كتبت ولا تزال تُكتب عن انتفاضة تشرين لا يمكن أن يجمعها كتابٌ واحد فضلًا عن مقال، فهي من أكثر الانتفاضات في العراق التي ألهمت هذا العدد الكبير من الشعراء لكتابة قصائدهم، مؤسسةً لجيل جديد يشبه وطنه ويعيش همومه، ويكون في صف الشعب دائمًا وأبدًا متخلصًا من كل عقد الماضي والتبعات الثقافية والسياسية، مطالبًا بالحرية والعدالة الاجتماعية.

اخترنا مجموعة من القصائد التي كتبت من وحي احتجاجات تشرين الأول/أكتوبر، لشعراء من مختلف محافظات العراق:

الشاعر كاظم السعدي

هذي دارك يالعراقي واليوافيها كسب

دار ابو الحسنين حيدر هذا ابن اشرف نسب

ثور يبن الرافدين.. وبدد باليقين الشك

 نصرك ياوطنه مايجيبه الا الشعب

لاتراجع انت الاقوى وباجر احسن من امس

حقك المغصوب جيبه

الحضن بغداد الحبيبه

 وين ترحل ياخصمنا وثار بركان الغضب

والله مايغمض جفنه اتعودينه اعلى السهر

للعراق الغالي احنا انجيبله شمس وكمر

ومانرد الا بنصرنا..  احنا ماننذل عمرنا

الشاعر رياض الركابي

يمته يا وطن.. من صدگ ترتاح..

او تسد باب الارامل واليتامى

او تِلم ولدك امن ابواب السفارات

ذلّه الفيزا صارت والاقامة

افه عالصار.. بيهم.. افه ويصير

اهل الغيره ولدك والشهامه

يمته اتذب حمل حزنك او ترتاح

او على ضحكة طفل ليلك تنامه

تعوّدنه اويه كل مصباح للعيد

الحمد لله نكلّك عالسلامة

الشاعر حازم جابر

يالصوتك ضمير وموتتك عيدك

اصعد فوك حل شعر الشمس بيدك

خل ينزل ضواها يبوس دجلة اليوم

يالمحني جرفها بدم سواعيدك

يا وجه الوطن للامل زتيناك

غصبن عالدموع اكلوبنا تريدك

يالبراسك قضية يخلدك تاريخ

القصائد ركعت وهتفت لتمجيدك

شحلاتك طير حب اطوف بالتحرير

ايد الغدر نذلة ورادت تصيدك

اسمك ثورة صار وعاش بين الناس

الوطن جمعنا هسه وراد تخليدك

الشاعر ريسان الخزعلي

ياساحة التحرير..

/ نَصب الحلم / من سومر..،

لَحدّ   14تموز شايل جمرة التاريخ :

جمره اتنشف النهران ، واليقره الرماد ايحير..!

ياساحة التحرير.. ،

كل موعد عشكَ وي دورِتج رفّة حرير.

يانصب الحلم..،

ملّينَه اشكثر ناخذ حدر طولك تصاوير :

سر / اجواد / هذا الما يضمّه البير../

نزلت كل علامات النصب ( بكتوبر ) اتوزع مناشير

واكتوبرعراقي اهناه يحن ( لكتوبر  الثوّار )..،

ياريت الكَلب باْول هبوب ايطير.

ياساحة التحرير..

رَد بينه العمر..،

 والشمس خرزه اعله الزنود اتصير../

بخت..،

ناخذ للشهيد اخبار..،

ننده نومِته ابترتيب : جاك السيل..،

سيل البحر..سيل البحر..موش انهير...

الشاعر علاء الماجد

الى الشهيد عادل الجاف

نام اعله الجرح..

واحبس زفيرك لاتسمعه الناس

واكطع حبل وصلك بالليالي وحركة الوهواس

نام اعله الجرح.. خلي النزيف يطول

ويورد عله البيبان شدة ياس

خلي عيون صبرك تفضح المضموم

وخلي الناس كلهه تصير بالشدات عباس

نام اعله الجرح..

وانشر قميصك

لافته

وراية شعب

يل بيك رفعة راس

كرادتنه تبجي بدم

داخلها وخارجها

وملاعبها وكهاويها

وسيد ادريس والنواس

كنيسة مريم العذراء

والهندية والمهدي

تتنطرك..

يل غرة جبينك

تعرك..

وتنباس

ياساس الوطن..

يل بيك يعله الساس

(التحرير) ساحة تعودت ملكاك..

(التحرير) ساحة واجت تركض ليك

حطت صورتك جوه النصب متراس

الشاعر علي الجبر

ولا ايّام مرّت وانطفت

بالوجع والحسره

تظل تشرين فكره محزّمه

بثوره

مو ذكرى

ولا ماضي انتهى وايام

متعثره

تظل تشرين ثوره يقودها

الاحرار

نور ونار

وسام بصدر كل حرّه

مو ذكرى

ولا موجة غضب مرّت

وما تنعاد

ولا اوهام بالما زاد

ولا موگد طفه بجمره

تظل تشرين شمس تضوّي

ومنوره

مو ذكرى

ولا ايام راحت هلبت

تعود

ولا احلام من بارود

ولا طيحه ولا عثره

تظل تشرين باچر من

يطر فجره

مو ذكرى

ولا هي سوالف تخلص

بضحكات

ولا دمع وبچي واهات

ولا غنوه ولا صوره ولا

واحد خلص عمره

تظل تشرين ثوره بذمّة

الفقره

مو ذكرى

لأن ما ماتت الثوره

ولا يمكن بيوم تموت

ثوره شراعها التابوت

ولا تندفن بتراب الخرافه

وتنمحي الفكره

ولا ينسى الشعب تاريخه

ونصره

مو ذكرى

باقيه بوجدان كل ثائر

جبر خاطر

ثار على الظلم والجور

عود بخور

منقوشه على الحيطان

عطر ريحان

على البيبان منتظره

على الغيمه

على الصخره

حلم اصبح حقيقه

وامل هاااااااا كبره

الشاعر عبد الاله الفهد

امشينه نكتب عالدروب

نشفو ماي الجنوب.

امشينه نكتب عالنبات

ذوله اعداء الحياة.

امشينه نكتب عالشجر

گلب المعمم حجر.

امشينه نكتب عالنجوم

  الظلم حتما مايدوم.

امشينه نكتب عالدرب

  ذوله بالمظهر حسيني

    وابفكر سيد قطب.

امشينه نكتب عالاغصان

كفر بالله الماعمل لاجل الانسان.

امشينه نكتب عالجدار

لازم انزيح الظلام

اويرجع ايشع اعلى بغداد النهار.

الشاعر حسين جهيد الحافظ

ما بين ومضة امل

او بين الحزن خنياب

بالغبشه لن الفرح

اچفوف او تدگ عالباب

اتدله سعف النخل

للگأع شال اتراب

طشاه كحلة عرس

عاشرت جفن احباب

و أعيون لو سلهمت

ليهه اليصد يرتاب

صاحت اتراب الوطن

ما يحب جدم أجناب

صاحت او صاح الصده

و الصده چان اعتاب

امن الليل يبزغ فجر

شگ ظلمة السرداب

الوطن جنة عدن

روضه او هواهه اطياب

و (اشرقت شمس الضحى)

حب عادت الغياب

لافته ابباب الوطن

و الخط ترف جذاب

رد يمه يالمبعد ترد

أشما چانت الأسباب

يمه وحگ غربتك

وي ساعة الإنجاب

عاد الوطن للوطن

وأصبح نسيمه الهاب

راية وفه للوفه

او صار الوفه جلجاب

اعيوني ضوه الخطوتك

او دمعي اليكت سچاب

ماي او نده الوردتك

من تستجير ابأب

تشرين يامهجتي

نجمه ابسمه الغياب

يصعد او ينزل مطر

ماي المطر جلاب

الشاعر سامي سلطان

هسه وبعد

باقين احنه أعلى الوعد

هسه وبعد

ما نترك الساحة ابد

هسه وبعد

نتحدى كل ظالم وغد

هسه وبعد

ماشين على الثايه ونعد

هسه وبعد

نرخص الروح ونستعد

هسه وبعد

عن حقنا احنه ما نرد

هسه وبعد

نقلع جذور المستبد

هسه وبعد

هذا  الوطن بس للمواطن للأبد

هسه وبعد

***********************

الصفحة الحادية عشر

نصوص تشرينية

تواصلاً وتفاعلاً مع أنتفاضة تشرين العظيمة؛ برزت ظاهرة ثقافية تعنى بالشأن التشريني، فكراً وابداعاً، مما يعطي مؤشراً واضحاً على ان الثقافة العراقية، ثقافة وطنية تقدمية، تقف الى جانب الشعب في التغيير والتوجه نحو بناء حياة حرة ووطن آمن يضمن للإنسان حقه في العيش السعيد.

هنا نكرس هذه الصفحة للنصوص الإبداعية التي وجدت في أنتفاضة تشرين حضورها البارز ووجودها المضيء ومسارها الجرئ.. على ان تنشر في الصفحات المقبلة مقالات ونصوص حية أخرى تضيء جوانب من صفحات هذا المسار الشعبي الغاضب على قوى الظلام والفساد والتخلف.

المحرر الثقافي

-------

النهار شديد القتامة .. من أغلق عينيه عن رؤيتنا؟

حميد حسن جعفر

دمٌ في الساحة، لم يكن ابي غائبًا،حين تصاعد الياقوت في الجانب الجنوبي من البلاد حيث. ينزف القصبُ عاصفة شجية،

الطيور إختفت،الدخان أعشاش مقفرة والفتية يرتبون لأقدامهم الطرقات،

لم تعد اوراق الجرائد أزهارًا ضمن أعراف الحدائقيين،

شعلة قداحةٍ تكفي لتؤكد للحراس إن الفزاعات لم تعد تكفي لطرد الأرانب،و حماية حقول الملفوف من عبث الخنازير،

إن المسافة ما بين  جسر  الجمهورية و طريق محمد القاسم السريع لم تكن إلا المسافة ما بين المطعم التركي و نفق ساحة التحرير،كلاهما زهرة من دمٍ تورق في كل حين،لا دخان في اشتعالها،الشهداء يحسبونها خطوةً ،لا أكثر من قفزةٍو نجد أنفسنا في الجانب الآخر من ألعالم،

(الراحلون  لن يغيبوا،سنظلُ نتابع وقع خطواتهم،حين نلجأ الى البحث عن صحبة)

لا شأن لنا بوزارة هنا،أو مديرية هناك،

لا شأن لنا بالدرجات الخاصة،سوى أن لا تهدر ضمن حماقات الباعة و المتبضعين،من ذا تصاعد و إيانا سوى نسوة بارعات فيما يسمى الإمومة حين يعتنين بمواليدهن،كن قد فكرن مليا برحيلهم المبكر،حيث تتعهد الحكومات بتنفيذ إختياراتهن،حين يدفعن بالطيور الى حيث  لا أقفاص،حيث النور الذي هو بعض الله، الزمن المفتوح الذي يمنح الأرواح المجد،

(النسوة مجد الله على الارض،

و بقاؤه في البيوت،هكذا تعلن الطيور التي تجتاز الجسور)

لم يكن الخامس و الستون كالولادات الأولية،كامنًا تحت اسرة النوم،بل شاهده افراد المفرزة الطبية آكثر حماسًا في الإبتعاد عن التهور،

لا بنادق صيد،لا قنابل صوتية،خفق أجنحة،لا ملائكة في الأمر،انه الشرق حيث لا دم،لا موت،لا حكومة دجنت الخارجين من قمقم الجنوب،

هنا تكون الطرقات سالكة،حيث لا يموت الصباح في العتمة،

صباح ممتليء حتى حافاته  بالاسئلة،بما تطلقة الرئاسات الثلاثة،تلك الفواكه المصنوعة من الإسمنت،والنسوة اللواتي جهزن الطعام عن أول طبقات المطعم التركي،أعلنّ إن خضرَ و فواكهَ مجلس الأعيان لا تصلح للطبخ،

مفردات من طين  مفخور،من إسمنت و مطاط و خرق،

فواكه تشبه إمرأة من سليكون، من ورق،

البعض من المستشاريين يحسنون و بشكلٍ جيد صناعة ما لا يؤكل من مصادر  الطعام،

البعض من النسوة إكتشفن َإن عصائر المستثمرين مسرطنة،وما يقدم من بسكويت و معجنات منتهية الصلاحية،لا أجهزة كشف كالدم ِالطالع نحو السماء،او النازل كالنور على رؤوس المحتجين،

(خلف نصب الحرية،ستتعثر قدماي بالعشب،

سيقول الذي بصحبتي:هنا  جلستُ قبل أن أغادر حديقة الأمة،هنا عبثت أصابعي بالذكريات فكان الاخضر حصتها،

البنادق ثعالب لا شأن للفتيان بفروها،الخديعة كل ما تملك)

لا بوابة تُفتَحُ أفضل من الجنوبية،الجنوب نافذة عبرها يتطلع البغداديون على العالم،ها إنهم يتجمعون  عند الباب الشرقي  ليعاينوا البحر حيث أقام أبوهم بوارجه،

ها هنا تتم عملية الإلتفاف،لم يتحْ الموت فرصة للإختيارات،و الأفق رايات،والساحة كائن خرافي،هنا إختلط القانون بسواه،والفوضى بالمقننة بضغوط يستجيب لها الفرد تحت سطوة جماليات الجمع،فتيان يمسكون بأردان أرواحهم و تفاصيلها، حيث تحاول الأشياء ان تنفلت،مسرعة تحاول أن تجتاز الأشياء،أن لا تترك على عربات -التك تك—سوى بعض الغبار،فيمسك بها الشهداء و الجرحى،فإذا بها تاريخ يعمل بالبانزين المحلي،

بتعددالمصادر  التي يعتمدها  القضاة و المحققون،

تاريخ يتمدد خارج المناهج،يديره تضافر العصيان و التمرد،و النباهة،

الرصارص الحي حجارة بعينين تبحلقان بالجماجم والقلوب،

حملة البنادق خلف المتاريس،

حملة الأعلام امام المتاريس،

البنادق تطلق أحشاءها لتجد ضالتها عند نهار غضٍ،وجسد من نور،

الثوار نظاميون،لا فوضى في إعادة تشييد الخطوة بأي إتجاهٍ كانت،وكانت الحكومات غير محتشمةً وهي  تغير قطع غيار جسدها،متعرية أمام الجميع،اسكافيون،وميكانيكيون و صباغون،كهربائيون،حشود تحاول التحالف لإنتاج عربة ترام تجرها البغال،أي حوذي بإمكانه أن يدخل بركابه الذين يعتلون ظهر عربة الترام،شارع الشيخ عمر،أو نفق التحرير،من غير أن يعلم إن بغاله تماثيل من خرق،وما كان ركابه سوى فزّاعات،وإن ما يهطل لم يكن ماءً بل هو الدم،

(لقالق كنيسة الأرمن لم تزل تنتظر ربيع عام ٢٠٢٠ اعشاشها التي عند الناقوس ستعيد ترميمه،

الانفجار الأخير  ١٥/١٠/٢٠١٨–ستة عشر ضحية و ثمان وستون   جريحاً،ترك آثاره على الجانب الشرقي من تأثيثات الناقوس)

خزان  المياه/ساحة الطيران يعاين أرواحا تتصاعد عند عنق جسر الجمهورية/الملكة عالية سابقًا،مازال يعاين عمال البناءة السيارات المفخخة،وحكومات متراكمة

---------

نصوص الشهداء

نجاة عبدالله

ثقوب

المرأةُ التي تجلس في المقهى

تلتقطُ صوراً مرتبكة مع الشهداء

وتستمعُ ل (بويه نعيمه يا نعيمه*)

وجدتني أبكي لأجلها كثيراً

التقطٌ لها صوراً مرتبكة مع الشهداء .

مازالتْ تجلس في المقهى

تنتظرُ حبيباً غريباً

نموتُ معاً في الحب ....

مالها لا تغادرني أبداً ..

مازلتُ أنتظر ..

على الجدار الناصع كالشهداء ..

نخرتْ روحي المسامير الكثيرة..

الثقوبُ التي يخلقها الصراخ

الأولاد الذين يدعّون النجاة ...

أضحكُ وأبكي وأتمتم كالمنية

كلكم تعتنقون إسمي

بينما جسدي يقع في الرحيل

وتنام  أجسادكم في الحرية*

على مقربة من الأحرار*

في الجمهورية*

تقتنصُ الريح نجاتنا جميعاً

أنتَ وأنا وهذا الفيض الغامر

من الشهداء .

شموع

مازلتُ هائمة بكَ

بقُبّلتكَ الناصعة على جبيني

وأصابعكَ النائمة في القلب

أنعى كعادتي

 لصق صورتكَ في التحرير ..

خذلتني الشموع وكعكعة الميلاد

كما خذلتني السنة

وخذلني الأصدقاء ...

محض صدفة أن نكون معاً

في الدمعة القادمة من السنة

ومحض إضحوكة

أن نكون بلا عناق ليلة الميلاد .

صورتنا معاً

مررتُ بالرشيد*

بالمقهى البرازيلي*

إلهي ..

تشابهتْ الدول علينا

وتشابهتْ الحروب 

كما تشابهتْ المقاهي

وتشابه الرؤساء

من الحماقة أن أحبّكَ جداً

في هذا اليوم الراحل من السنة

والقادم على الشهداء .

أحبّني بكل طقوسكَ

بكل ما أوتيتَ من عناق

بالشموع القليلة على الجدار

وصورتنا معاً في شتاء مضى

بالمواويل النازفة من المغني

والنعي المعلن للأمهات .

أحبّني أرجوك

رغم كثرة الأموات حولي

لا أحتمل محبة شهيد سواك .

شقوق

تحتملُ البكاء كعناقٍ في تشرين

الضحكُ في مقهى الحرية

مصافحة النادل بعد فراق دميم ...

 وفي رواية أخرى

تُطعم أبيها

من الشقوق النيئة في القلب .

يا أبي أني أحتملُ البكاء

 كغيابٍ في تشرين .

-------

(إلى الشهيد هادي المهدي)

طالب حسن

لا جديد يحدث هنا

السواد نفس السواد

شواهد القبور أيضا نفسها

وفي الجزء السحيق من المدينة

لازالوا يصنعون المزيد من التوابيت

المزيد من عكازات الندم

..............

لا جديد يحدث هنا

لاشيء سوى صرير الدموع

ومحابر العزاء التي غطت

الجدران المتهالكة

حين تغلق البيوت أبوابها

وتخلو الشرفات

من أعيادها

........

لاشيء يحرك الآن نعش الذكرى

إذ تفيض الروح بجرار الأسئلة

يا  صديقي

متأخرا يأتي المطر

متأخرة تأتي أعياد البلاد

فخذ حذرك من رعشة الدم

ومن إغماءأت الطريق

فللقتلة لغة من الابجديات الميتة

ولعقارب الساعات المكسورة الأميال

تنهيدة لاهثة فوق رصيف يشكو

من فوضى الدماء النازفة

...................

لاشيء هنا

وحدها الساحات من ستبكي

غناء حمائمها

وحدها الرصاصة من ستبحث

عن عابر وطن يدفن

رفاتها

أيها الفتى الهارب

من كمائن الغواية

إلى رحاب الهديل

لن يكون هذا الرحيل الأخير

لن تكون إبتسامتك الوحيدة

من ستطاردهم

فالنبض لازال يردد

تفاصيل حلمه القديم

ويحكي..

-------

قَمَرُ الفاتحين

شاكر السامر

فتيةٌ آمنوا بحُبِّ العراق

فزادهمُ الشعبُ حُبّا ونجوى

واعتلوا صهوةَ المجدِ الأشم..

تشرينيون

والنصرُ قابَ خطوتينِ او أدنى

 من “صفاء السراي” الينا..

وشبيبةٌ حرّكوا ما في الروحِ

من وعي و إباء

أملٌ سرى في خافقاتِ النجاة

وعرّجَ يلوي عُنقَ الطغاة

خرجت طفلةٌ جذلى

رسمت لوحةَ الفجرِ الموعود

برمشِ براءتها النديّة

فاستهزأ بها السافلُ المحتقر..

وارتمى الحمارُ في الحُفر

فمَن يخرجُهُ من مُستنقعِ الرذيلة،

ويركبُ ظهرَه المترنّحَ بين الصخور

وريحِ الشماتةِ سوى القمامةِ والعفن ؟

ايتها الذيول

كفى تطويلا وتطبيلا لذيولِكم

فما عادت تهشُّ عن عوراتكم

جناحَ ذبابة..

اذ تقودكم الحبالُ والطبول.

هو الفرقُ اِذن بين الفتيةِ والذيول

اكبر مما بين السماءِ والارض

واكبر مما بين العالَمِ المرئيّ والعالَمِ السفلي..

تشرينيون لم يكن لهم كفواً أبد..

.. تشرينُ نقيّة

تشرينُ بهيّة

تشرينُ صفعةٌ على رؤوسِ الدعيّة

تشرينُ بحرٌ يجري بلا وحي اِله

تشرينُ دمعةُ مطمورةٌ

في أعينِ  الثكالى واليتامى،

وبسمةُ الأعيادِ والحنين،

وحليبٌ طاهرٌ من مجدليّة

تشرينُ صرخةٌ ميلادِ كلِّ القضيّة

تشرينُ لا تُرتقى

من تيّارٍ يركبُ أشرعةَ السائرين

ليحرِفَ البوصلة

نحو مرفأ الخائبين..

وشهوةُ القتلة

تتناثرُ في عمقِ الوجوهِ و الرؤوسْ

دخاناً عبوسْ

   ورصاصَ حقدٍ ضروسْ..

وأسفلُ الجسرِ كان “ اليماخو “

يزمجرُ هائجاً بخوارِ الجهلة

يعقرُ المسعفاتِ بالتهمِ الجاهزة

وهنَّ العفيفاتُ كالياسمين..!

“الطبيبةُ سيلين

و بشرى زاجلةُ الطيبين

وسميرةُ إذ تسجرُ تنّورَها بالدعاء

 تصفّدُ أرغفةَ الوفاء

و منيرة أُمُّ ياسر الشهيد،

و إيمي المخطوفةُ العذراء

وزهراء،

والباقياتُ الصالحاتُ من بغداد

وأُمُّ البرتقالِ  والحدباء..

و ريهام يعقوب” الغزيرةُ الملحِ في الفيحاء..

~~~~~~

أشعَلوا الشموع

قرأوا سورةَ العراق

ورتَّلوا المحبةَ والسلامَ بشفاهِ الورود

الراسمون على الأسيجةِ الكالحةِ

بهاءَ الجمالِ وحُمرَ الخدود

فأولئك الفتيةُ يقودُهم الوعيُ والعقول

يتقاسمون الخبزَ والماءَ

والورقَ المتورّدَ في الصدور

 بالكلماتِ الدرر..

وقصائدهمُ تفضحُ الساقطين

تلعنُ القتلةَ السافلين..

وأسئلتهم فجّرَها الانتظارُ واستواءُ الحنين

لا بيت ولا مأوىً لهم سوى العراق

لا صوت لهم سوى العراق

لا قائد لهم سوى العراق

ولا يريدون سوى العراق

حُرٌّ آمنٌ سعيدٌ

بلا دجلٍ  وبلا نفاقْ..

~~~~~~~~~

المتغربون في البلاد

الراضعون نهدَ فتنتها

الراشفون شهدَ اهدابها

المورقون زيتونا ولبلابا

في حدقاتِ البيوت

الوارفون ظلالا على أحزانها النازفة

العازفون نشيدها الروحي

هم نبعُ الحياة، وتغريدُ البلاد.

خُلاصةُ التكوينِ ، وامتدادٌ لحرفين

من اقصا الجنوب الى رأس النهرين

 المنسكبون من قارورةِ الأعماق

تنثالُ للساحاتِ إحتجاجا بهيجا

يشمّون سمَّ الدخانِ رضابا وافتخارا

والطلقاتُ تُفنى بأجسادِهم العارية..

تهوي عليهم ؛ تشتهي 

أن لا تُبقي لهم من باقية

 وتعلمُ أنهم في الأصلابِ أفواجا جارية !

بل ليسوا احتراقَ حطب

أو هشيما تذروهُ رياحُ الشغَب !

البارقون من أباريقِ الغضب

النافرون حفيفاً كالغصون..

والعالقون على بوّابة الإصرار

والجَبلِ المُستلب

لحناً مُقدّساً يصدحُ بصوتِ الوطن

يلقمُ الصابرين حلاوةَ الكفاحِ والفصول 

في الشوارع

في الساحات

في الخيمِ النشوى بوصايا الشهداء

فكلُّ مكائدِ الغدرِ

 عاويةٌ بالفتنِ العاهرة

تنهشُ لحمَ بريقِ الثائرة

لكنما

.. سيولدُ من رحمِ تشرين الصابرة

وليدٌ دمثٌ مشوبٌ بالحذر

لا يبقي مَن بها كفر.،

وسلامُهُ رفيفُ عَلَمٍ للفاتحين..،

… ومقبرةٌ

تنتظرُ السادرين بغيّ الذلّ

في أوانها المنتظر.

.. ولنا الأوّلُ والأُخرُ ..

قمرٌ

يشحذُ نورَهُ السرمديَّ المُبين

في العراق الأغر.. !

*********************************

الصفحة الثانية عشر

في محلية كربلاء.. احتفاء بالرفيق سلام القريني           

كربلاء – عادل الياسي

احتفت اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في كربلاء، بسكرتيرها السابق الرفيق سلام القريني.

جاء ذلك على هامش اجتماع سياسي عقدته اللجنة المحلية صباح الجمعة الماضية، بحضور عضو المكتب السياسي الرفيق فاروق فياض، وجمع من الرفاق الآخرين.

وخلال فعالية الاحتفاء، ألقى سكرتير اللجنة المحلية الجديد، الرفيق صباح الحمد، كلمة قال فيها أنه “يسعدنا اليوم أن يكون بيننا الرفيق سلام القريني، السكرتير السابق للمحلية، والذي قدم عطاء قل نظيره منذ التغيير حتى اللحظة هذه، في مجالات العمل التنظيمي والاعلامي والفكري والثقافي”، مضيفا أن “القريني كان بارزا في جميع تلك المجالات، ولا يزال يعمل من أجل الحزب والناس”.

وفي الختام سلم الرفيق فاروق فياض الرفيق القريني لوحا تقديريا باسم اللجنة المحلية.

 ********************************

نخلة في قره جوغ

صدر حديثا للكاتب والشاعر النصير نجم خطاوي كتاب بعنوان “نخلة في قرجوغ”.

يسرد المؤلف في كتابه حكايات عاش تفاصيلها كمقاتل في صفوف الأنصار الشيوعيين العراقيين في جبال كردستان، ابان فترة الكفاح المسلح ضد النظام الدكتاتوري المباد. ويمزج في سرده بين النقل المباشر لتفاصيل الحدث، وقدر واضح وشفاف من جمالية الصورة وأشكال التعبير.

يقول في المقدمة: “كل ما يجمع هذه الحكايات انها سعت وبجهد متواضع، للغوص عميقا في صغائر تفاصيل أبطالها وأحلامهم وتشبثهم بحب الحياة وبالأمل، وفي تعلقهم بسارية الطريق في السير نحو عالم بلا استبداد وقهر”.

يقع الكتاب في 262 صفحة من القطع الكبير.

 **************************

الحزب الشيوعي العراقي  يكرّم الرفيق د. غازي الخطيب

بغداد – طريق الشعب

أقام الحزب الشيوعي العراقي الثلاثاء الماضي في مقره المركزي ببغداد، حفل تكريم للرفيق د. غازي الخطيب، بحضور سكرتير اللجنة المركزية الرفيق رائد فهمي، وجمع من الرفاق والأصدقاء والشخصيات المدنية والأكاديمية.

حفل التكريم الذي أقيم على “قاعة الصرّاف” في مقر الحزب، استهل بالترحيب بالرفيق الخطيب وعرض سيرته الذاتية، فضلا عن إلقاء كلمات احتفاء بحقه، ومنها كلمة ألقاها الرفيق رائد فهمي باسم اللجنة المركزية، وأخرى قدمها سكرتير الرقابة المركزية الرفيق إبراهيم المشهداني، إضافة إلى كلمة باسم زميلة الخطيب في العمل د. سلوى السام، قرأتها بالنيابة السيدة سهيلة الأعسم.

كذلك كانت هناك كلمة لعضو اللجنة المحلية للحزب في المثنى الرفيق عبد الحسين السماوي، وأخرى ألقاها عضو “هيئة سلام عادل” للحزب الرفيق هادي حسن، فضلا عن كلمة قرأها د. باسم العضاض، ونقل عبرها تحيات رفاقه ورفيقاته في الخارج إلى د. الخطيب.

وتناولت الكلمات جميعها جوانب مهمة من مسيرة الخطيب المهنية التربوية طيلة سنوات عمره التسعين عاما، إضافة إلى مبادئه وقيمه الوطنية وصلابة موقفه أمام التحديات ومعوقات العمل التي لم تثن عزيمته.

بعدها ألقى الخطيب كلمة عبر فيها عن كبير محبته وامتنانه لمنظمي الحفل وكل من ساهم فيه.

وتخللت الحفل قراءة أبيات شعرية مختارة من قصائد الشاعر الكبير ناظم السماوي.

وفي الختام قلد الرفيق رائد فهمي الرفيق الخطيب قلادة الحزب وسلمه باقة ورد، فضلا عن باقات ورد أخرى أهديت له من الناشطة الرائدة هناء أدور ود. سلوى السام ود. باسم العضاض.

 *************************

عن «الأطر النفسية في النقد الروائي»

الديوانية – طريق الشعب

نظم اتحاد الأدباء والكتاب في الديوانية بالتعاون مع قصر الثقافة والفنون في المحافظة، أخيرا، جلسة أدبية بعنوان «الأطر النفسية في النقد الروائي»، ضيّف فيها د. عقيل حبيب.

وخلال الجلسة التي حضرها جمع من الأدباء والمهتمين في الشأن السردي، قدم د. حبيب نبذة عن النقد الروائي النفسي، مبينا أنه أحد المناهج الحديثة في النقد الأدبي بشكل عام والروائي بشكل خاص.

وأوضح أن هذا المنهج ظهر بقوة في بداية القرن العشرين على يد عالم النفس النمساوي الشهير سيغموند فرويد، مؤسس مدرسة التحليل النفسي.

أما في ما يتعلق بظهور هذا النوع من النقد في الثقافة العربية، فقد ذكر د. حبيب أن العصر العباسي شهد نوعا من التلميح النفسي في النقد الأدبي على يد ابن قتيبة وعبد القاهر الجرجاني، وفي العصر الحديث كتب عباس محمود العقاد وشوقي ضيف دراسات نقدية نفسية.  ولفت إلى أن هذا المنهج ازدهر عربيا في العصر الحديث على يد المفكر اللبناني جورج طرابيشي، الذي تناول عددا كبيرا من الأعمال الروائية العربية الشهيرة.

وأثارت الجلسة مداخلات وأسئلة طرحها العديد من الحاضرين.

 *************************

شيوعيو ألقوش يحيون ذكرى المناضل الفقيد توما توماس

ألقوش – طريق الشعب

أحيت منظمتا الحزب الشيوعي العراقي ورابطة الأنصار الشيوعيين العراقيين في ناحية ألقوش بمحافظة نينوى، أخيرا، ذكرى الرفيق المناضل توما صادق توماس (أبو جوزيف)، في مناسبة مرور 26 عاما على رحيله.  وتجمع الرفاق في المتنزه الذي يحمل اسم الفقيد وسط الناحية، والذي يحتضن نصبا تذكاريا له. وقد وضع الرفيق وديع دكالي باقة ورد على النصب.

بعدها تحدث سكرتير منظمة الحزب الرفيق عامل قودا، عن الفقيد ومسيرتيه الحياتية والنضالية، مشيرا إلى أن “أبا جوزيف انضم إلى الحزب منذ خمسينيات القرن الماضي، وكان عضوا فاعلا في تنظيماته، وفيا مخلصا لمبادئه، ملتزما في أداء واجبه الحزبي”.

وتطرق الرفيق قودا إلى مساهمات الفقيد في النضال ضد الحكومات الرجعية التي تعاقبت على حكم العراق.

بعد ذلك توجه الجميع إلى “مقبرة الآباء والأجداد”، حيث يرقد الفقيد أبو جوزيف. وقد وضع الرفيق ألفريد ختي باقة ورد على ضريح الفقيد.  وكانت للرفيق سمير توماس كلمة تناول فيها نضالات الفقيد وتضحياته في سبيل وطنه، فضلا عن علاقاته الاجتماعية.

 *****************************

اكتشاف جداريات آشورية  في «بوابة المسقى»

متابعة – طريق الشعب

أعلنت هيئة الآثار والتراث في وزارة الثقافة، عثور البعثة التنقيبية العراقية – الأمريكية المشتركة، على عدد من المنحوتات الجدارية الآشورية في “بوابة المسقى” الأثرية بمدينة الموصل.

وقال رئيس الهيئة ليث مجيد حسين، في بيان صحفي، أن الجداريات تعبر عن مشاهد حربية، وأنه من خلال قراءة الكتابات المسمارية المدونة عليها، تبين أنها تعود إلى الملك سنحاريب ٧٠٥ - ٦٨١ قبل الميلاد. من جانبه، أوضح مدير عام دائرة التحريات والتنقيبات، علي شلغم، أن أعمال البعثة تأتي تمهيدا لصيانة الأسس والجدران في “بوابة المسقى” كمرحلة ثانية، لإعادتها إلى ما كانت عليه قبل تجريفها على أيدي إرهاب داعش عام 2016.

وأوضح في حديث صحفي، أن الجداريات المكتشفة عبارة عن 8 ألواح من الرخام منحوتة بالنحت البارز، تجسد مشاهد لجنود آشوريين إضافة إلى أشجار نخيل وعنب ورمان وتين، مبينا أن بعثة من جامعة بنسلفانيا الأمريكية ستقوم بصيانة الجداريات.

 **************************

عن «الأطر النفسية في النقد الروائي»

الديوانية – طريق الشعب

نظم اتحاد الأدباء والكتاب في الديوانية بالتعاون مع قصر الثقافة والفنون في المحافظة، أخيرا، جلسة أدبية بعنوان «الأطر النفسية في النقد الروائي»، ضيّف فيها د. عقيل حبيب.

وخلال الجلسة التي حضرها جمع من الأدباء والمهتمين في الشأن السردي، قدم د. حبيب نبذة عن النقد الروائي النفسي، مبينا أنه أحد المناهج الحديثة في النقد الأدبي بشكل عام والروائي بشكل خاص.

وأوضح أن هذا المنهج ظهر بقوة في بداية القرن العشرين على يد عالم النفس النمساوي الشهير سيغموند فرويد، مؤسس مدرسة التحليل النفسي.

أما في ما يتعلق بظهور هذا النوع من النقد في الثقافة العربية، فقد ذكر د. حبيب أن العصر العباسي شهد نوعا من التلميح النفسي في النقد الأدبي على يد ابن قتيبة وعبد القاهر الجرجاني، وفي العصر الحديث كتب عباس محمود العقاد وشوقي ضيف دراسات نقدية نفسية.  ولفت إلى أن هذا المنهج ازدهر عربيا في العصر الحديث على يد المفكر اللبناني جورج طرابيشي، الذي تناول عددا كبيرا من الأعمال الروائية العربية الشهيرة.

وأثارت الجلسة مداخلات وأسئلة طرحها العديد من الحاضرين.

 ************************

على قاعة «بيتنا الثقافي».. د. أحمد إبراهيم يقدم «رؤية في السياسة الصحية»

بغداد – طريق الشعب

ضيّف منتدى “بيتنا الثقافي” في بغداد صباح السبت الماضي، نقيب الصيادلة العراقيين الأسبق د. أحمد علي إبراهيم، الذي قدم محاضرة بعنوان “رؤية في السياسة الصحية”.

أدار المحاضرة التي استمع إليها جمع من المهتمين في الشأن الصحي، د. فاضل المندلاوي. بينما استهلها الضيف قائلا أنه “من الأهمية أن تكون للدولة رؤية في السياسة الصحية، والتي على أساسها يتم إطلاق الخطط والموازنات. لكن هذه الرؤية، مع شديد الأسف، غير متوفرة حاليا في العراق، بالرغم من وجود دراسات وبحوث عديدة في هذا الإطار، جرت صياغتها بالتعاون مع منظمة الصحة الدولية”.

وأضاف قائلا أنه “توجد هناك خطة خمسية مُقرة للسياسة الصحية، لكن لا يتم الاعتماد عليها في الواقع العملي من قبل الذين احتلوا منصب وزير الصحة - مع وجود بعض الاستثناءات - وذلك بسب التدخلات السياسية والبيروقراطية وعدم الاخذ بالأساليب العلمية في إدارة هذا المرفق المهم”.

واكد المحاضر أن “العراق عام 2007 كان يضم 176 مستشفى، وفي العام 2017 أصبح العدد 257 مستشفى، منها 156 مستشفى حكوميا”، مستدركا “لكن للأسف أن هذه المستشفيات لم يتم تجهيزها بشكل متكامل، من حيث الأجهزة والكوادر الطبية والإدارة الكفوءة”.

وعرّج د. إبراهيم على نسبة التخصيصات المالية للقطاع الصحي العراقي من مجمل إنفاق الدولة، مبينا أنها “لم تتجاوز في أحسن الأحوال 4 في المائة. في حين أن المعدل العام المعتمد في العديد من دول العالم يتجاوز الـ 15.4 في المائة”.

أما عن تكلفة الرعاية الصحية بشكل عام، فهي باهظة – حسب المحاضر – ومن الصعب على العديد من الشرائح والطبقات تحملها، موضحا أن “المادتين 30 و31 من الدستور العراقي، نصتا على تكفل الدولة بالرعاية الصحية للفرد والأسرة”.

وشدد د. إبراهيم على أهمية بناء المراكز الصحية، والتي يكون المعيار الدولي لأعدادها هو مركز واحد لكل 10 آلاف مواطن، مؤكدا “إننا نحتاج اليوم إلى بناء أكثر من 4 آلاف مركز”.

وتوقف المحاضر عند موضوع الضمان الصحي، الذي يعتبر حقا كفله الدستور، مثلما في الكثير من دول العالم. كما تطرق إلى “العيادات الشعبية التي افتتحت أواسط السبعينيات كمنافس للقطاع الخاص، والتي أصبحت اليوم مكانا للفساد والسرقة وتوزيع الموارد وفق نسب محددة للمسؤولين، مقابل إعاقة عملية تطويرها ومدها باللوازم والأجهزة الطبية. وقد تم إغلاق العديد من هذه العيادات في الفترة الأخيرة”.

كذلك تحدث د. إبراهيم عن السياسة الدوائية في العراق، والتي تعد العنصر المهم في الخدمات الصحية، مبينا أن تخصيصاتها المالية لا تتجاوز أكثر من مليار دولار سنويا. فيما تطرق إلى تراجع الصناعة الدوائية “إذ لا يزال البلد يستورد أغلب احتياجاته من الدواء بسبب عدم وجود رؤية للسياسة الدوائية، وعدم فتح مصانع إضافية للأدوية، والاقتصار على مصنع سامراء”.

واستدرك “لكن في الفترة الأخيرة افتتح أكثر من 20 مصنع أدوية من قبل القطاع الخاص، الذي بات يتعرض إلى مضايقات. فمن أجل استيراد مستحضر لصنع الدواء يحتاج صاحب المصنع إلى موافقة ثلاث وزارات، وهذه الموافقة يستغرق الحصول عليها أكثر من 6 شهور”. 

وفي الختام، قدم سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، الرفيق رائد فهمي الذي حضر المحاضرة، باقة ورد إلى د. أحمد علي إبراهيم.