اخر الاخبار

الصفحة الأولى

الصراع على المناصب يشتد..  والمحاصصة ضمانةُ استمرار الفاسدين

بغداد ـ طريق الشعب

رغم محاولة الكتل السياسية المتنفذة ابلاغ الشارع العراقي، ان عملية تشكيل الحكومة المقبلة مسألة وقت لا اكثر، فان الواقع يثبت العكس. فما أنْ عادت الكتل المتنفذة الى طاولة الحوار حتى ظهرت محاولات بعضها فرض إرادتها على البعض الآخر في مشهد يؤكد ان النهج المعتمد هو نهج صراع على المناصب والمغانم.

اعتراضات على نهج المحاصصة

ولم تقتصر الاعتراضات على اتباع نهج المحاصصة الفاشل، بل امتدت لشخصيات سياسية فاعلة في العملية السياسية، فقد شن رئيس تحالف النصر حيدر العبادي هجوما على المحاصصة في عملية تشكيل الحكومة.

وقال العبادي في تغريدة على حسابه في تويتر: إن “العراق يرنو لحكومة صالحة المنهج ومتصالحة مع نفسها وشعبها”.

وأضاف إن “أي ركون للمحاصصة الحزبية وتقديم المصالح الفئوية، سيعد خيبة لآمال الشعب بالتغيير والإصلاح”، مشيرا إلى ان “القوى الحاكمة أمام مسؤولية تاريخية في التعاطي مع الحكم بنزاهة وإيثار، لإعادة الثقة بالنظام، ولتحقيق طموحات الشعب”. ومن قبله هاجم النائب السابق عن تحالف الفتح عبد الامير التعيبان عملية تشكيل الحكومة. وقال التعيبان ان “ما يحصل اليوم من توزيع للوزارات، هو اناطتها بالشخصيات حسب الانتماءات وحسب القرب من زعيم الحزب. والى من يدفع أكثر من ملايين الدولارات، لا على أساس الكفاءة”، معتبرا ان ذلك “يؤكد الانحراف عن مطالب الشعب”.

خلافات كبيرة

وتأتي هذه التصريحات في الوقت الذي تتوارد فيه انباء عن خلافات سياسية بين الأطراف الرامية لتشكيل حكومة على أساس نهج المحاصصة، وتتنافس كتل سياسية تمتلك أجنحة مسلحة على منصبي رئاستي المخابرات والأمن الوطني.

ويبدو ان المشهد ما زال معتما امام المكلف بعملية تشكيل الحكومة، فالصراع محتدم بين القوى السنية على حقيبتي الدفاع والتجارة، وفقا للقيادي في تحالف الفتح عائد الهلالي، مشيرا الى ان “الوزارات الواقفة كحجر عثرة في طريق اكمال كابينة المكلف بتشكيل الحكومة محمد السوداني هي التي لها مساحة سيادية، وتحاول الأحزاب التنازع عليها باعتبار أنها تشكل مساحة انتخابية للجهة السياسية، أو ربما تشكل مصدراً مادياً لبعض الوزارات كما كان في السابق”.

تسعير الوزارات

بدوره، أشار السياسي محمود الحياني في حوار صحفي الى ان “هناك خلافات على الوزارات في كابينة المكلف بتشكيل الحكومة محمد شياع السوداني، حيث وصل سعر وزارة الدفاع الى 75 مليون دولار”.

في غضون ذلك، كشف القيادي البارز في تحالف عزم النائب أحمد الجبوري، عن أن “تحالف العزم أبلغ قيادات الاطار التنسيقي في حالة عدم اخذ الاستحقاق الانتخابي وفق القانون في تشكيل الحكومة الجديدة سنعمل على اخذ منصب رئيس البرلمان”.

ولم يشذ بعض النواب المستقلين عن القاعدة، وها هم يحاولون أيضا الاشتراك في عملية المحاصصة، وفقا للنائب المستقل ياسر وتوت الذي اكد ان “النقاش والحوارات جارية مع الكتل والأطراف السياسية لمنح وزارة للنواب المستقلين في الحكومة المقبلة”.

ومن الواضح ان الكتل السياسية المتنفذة مازالت تصر على نهج المحاصصة كطريق وحيد لإدارة البلاد، لإدراكها انها الطريق الوحيد الضامن لاستمرار أحزاب الفساد في السلطة.

--------

فضائح نهب المال العام المتتالية تؤكد ضرورة التغيير الشامل لمسار الحكم  والخلاص من نهج المحاصصة

تتوالى فضائح عمليات نهب المال العام الكبرى. فبالأمس فضيحة عقد بوابة عشتار، واليوم سرقة ٣،٧ ترليون دينار من حساب الامانات التابع لهيئة الضرائب، دليلان جديدان ساطعان وقاطعان على أن الأزمة السياسية في البلاد أزمة بنيوية لمنظومة حكم المحاصصة، وليست مجرد أزمة تشكيل حكومة وانسداد سياسي جرى حله!

وإذ يتقاذف الناطقون باسم أحزاب وقوى منظومة حكم المحاصصة الاتهامات، بشأن المشاركة في ارتكاب هذه الجريمة الاقتصادية والجنائية، فإنهم انما يحاولون صرف الانظار عن حقيقة أن الفساد بات منظومة وشبكات متغلغلة في معظم وزارات وادارات الدولة ومؤسساتها وهيئاتها العليا، على صعيدي الحكومة المركزية والحكومات والسلطات في المحافظات. وتشترك في هذه المنظومات جهات نافذة في الأحزاب وفي أجهزة الدولة، ومصالح «خاصة» في القطاع الخاص من كبار المقاولين والتجار وأصحاب مؤسسات مالية ومصرفية، مع ارتباطات خارجية ايضا.

وعلى مدى ما يقارب العقدين، ترسخ نفوذ هذه المنظومات وتعاظم في إطار البناء المحاصصي للدولة وأجهزتها، وأصبحت سرقتها للمال العام ممنهجة بفضل امتداداتها الأخطبوطية، وغياب المحاسبة والمحاربة الجدية من قبل سلطات الدولة التي تواجهها.

فأي حديث عن تحقيق استقرار سياسي واجتماعي، وانجاز اصلاحات عميقة ومشاريع تنموية، وتقديم حلول فعلية لمشاكل الفقر والبطالة وغياب الخدمات، وتفعيل القوانين وضبط السلاح غير المنضبط، من دون التصدي الحازم لمنظومات الفساد ومن يقف وراءها ويحميها، انما هو في أحسن الأحوال وهم واضغاث أحلام، أو إطلاق وعود مضللة لخداع المواطنين والشعب.

وقد كشفت التجربة بما لا يرقى إلى الشك، عن الترابط والتشابك الوثيقين بين نهج حكم المحاصصة وهذه المنظومات.

ان كل المعلومات عن عملية تشكيل الحكومة قيد التأليف حاليا، تشير إلى أنها تتبع ذات الخطى وآليات تشكيل حكومات المحاصصة السابقة، والتي فشلت جميعا.

وستواجه الحكومة القادمة اختبار قدرتها على تنفيذ وعودها وتعهداتها بمكافحة الفساد، عبر المضي سريعا وبحزم في انجاز التحقيقات في سرقة أموال حساب أمانات هيئة الضرائب، ومتابعة جميع خيوطها والكشف عن المتورطين المباشرين فيها، والمؤسسات والجهات النافذة التي تقف وراء الشركات التي استحوذت على الأموال، كذلك المنظومات التي ساعدتها والجهات المتورطة في السلطتين التنفيذية والتشريعية، وفي الوزارات وهيئة الضرائب ووزارة المالية والبنك المركزي.

ولكي لا يتم التعتيم على نتائج التحقيقات وغلق الملف من خلال تسويات مالية تحمي الجناة، لا بد أن تمارس الرقابة الشعبية دورها من خلال المجتمع المدني، بأحزابه ومنظماته واتحاداته النقابية والمهنية، ومن قبل صناع الرأي من مثقفين واعلاميين وشخصيات ووجوه اجتماعية.

إن سرقة هذه المبالغ الفلكية بالطريقة المبتكرة التي تمت بها، وتعدد الجهات المشاركة فيها، تبين أنها لن تكون الأخيرة، وانها يجب الا تمر من دون المحاسبة الصارمة واستعادة الأموال المسروقة. وان على الجهات الدولية أن تلعب دورها في الكشف عن المسؤولين، وفي استعادة الأموال التي وجدت طريقها إلى الخارج.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

منشور من صفحة الرفيق رائد_فهمي على الفيسبوك

---------

قوى التغيير الديمقراطية:  لن نسمح بالتستر على السرقة الكبرى لأموال الضرائب

هزت الرأي العام قضية فساد جديدة تتعلق بسرقة حوالي (2.5 مليار دولار) من أموال الضرائب، كُشِفَ عنها من خلال وثائق رسمية مسربة، وهي مؤشر خطير يعكس عمق وحجم منظومة الفساد في مؤسسات الدولة.

إن قوى التغيير الديمقراطية، تؤكد أنها ستعمل على متابعة القضية قضائياً، من خلال فريق قانوني محترف. وأنها لن تسمح بإغلاق القضية، او التستر عليها - كما حصل سابقاً - من دون كشف الجهات المتورطة فيها، وتقديمهم للعدالة ومحاسبتهم.

ونؤكد، أن المؤسسات الرقابية المستقلة أمامها مسؤولية التحقيق في تلك السرقات التاريخية، وأن المسؤولين عن تلك المؤسسات لن يكونوا بمعزل عن الادانة في حال ثبت تقصيرهم أو تغاضيهم عن تقديم الجناة الى الجزاء العادل.

إننا نطمح إلى تحقيقات جدية ومستقلة بعيدة عن الضغوط السياسية والمزايدات، بل وتحت إشراف دولي، يبدأ من هذه السرقة المهولة.. ولا ينتهي إلا بالتحقيق في صفقات الفساد المكشوفة وغير المكشوفة منذ العام 2003.

بغداد

20 تشرين الاول 2022

--------

راصد الطريق.. گرّة عين ابطال المحاصصة والفساد «2» الاختناقات المرورية تعطل الحركة والحياة

اغلب المحافظات وبضمنها بغداد تختنق مروريا وينشلّ فيها والسير والحياة يوميا.

ووفقا لـمصدر موثوق تهدر كل سيارة في بغداد حوالي 570 لتر بنزين سنوياً بفعل الازدحامات في الشوارع.

وتبلغ اعداد السيارات في العراق اليوم حوالي 9 ملايين، تنتشرفي عموم البلاد، وتزداد بنسبة 2 في المائة سنويا، فيما تعاني البنية التحتية من شوارع وجسور وانفاق من اهمال مستمر.

معلوم ان مدن العالم تقدم على خطوات استباقية لحل مشاكل المرور، باستثناء العراق حيث التدابير الأمنية والسيطرات العشوائية تظل تعرقل انسيابية السير، إضافة الى الاستيراد العشوائي المتواصل للسيارات.

والموضوع يفوق بالطبع قدرات من يديرون الدولة، فمنهج المحاصصة اوغل في منح المناصب لغير الاكفاء والفاسدين.

لكنه ليس بالطبع معقدا ومكلفا بالنسبة لدولة غنية مثل العراق، اذا اوقف استيراد السيارات حالا، وبدأ تنفيذ مشاريع طرق جديدة وتوسيع الموجود منها، وفتح الطرق المغلقة، ومنع وقوف السيارات في الشوارع الرئيسية، وغيرها من الاجراءات الضرورية.

كما تبقى المشكلة قائمة في غياب وسائل نقل عمومية سريعة، توفر بديلا للسيارات “الخصوصي” او تقلل الاعتماد عليها، وما بقي مشروع قطار بغداد المعلق دون تنفيذ!

********************************************

الصفحة الثانية

إلقاء القبض على تاجرَيْ مخدرات من جنسية أجنبية

بغداد – طريق الشعب

أعلن جهاز الأمن الوطني، امس السبت، القبض على تاجري مخدرات يحملان الجنسية الأجنبية بحوزتهما (5) كغم من مادتي الكريستال والترياق في محافظة واسط.

وذكر بيان للجهاز، تلقته “طريق الشعب”، أنه من خلال “ المعلومات الاستخبارية الدقيقة وبعد استحصال الموافقات القضائية، شرعت قوة من جهاز الأمن الوطني في محافظة واسط، بتنفيذ واجب تمكنت خلاله من إلقاء القبض على اثنين من ذوي الجنسية الأجنبية يتاجران بالمواد المخدرة”.

وأضاف البيان أن “المتهمين ضبطت بحوزتهما (5) كغم من مادتي الكريستال والترياق المخدرتين، فضلاً عن ضبط سلاح متوسط وإطلاقات نارية”، مشيرا إلى أنه “تمت إحالة المتهمين أصولياً إلى الجهات القضائية المختصة لاتخاذ الإجراءات اللازمة بحقهما وفق القانون”.ب

---------

ظهر في الأسابيع الأولى من العام الدراسي الجديد.. دمار كبير داخل النظام التربوي والتعليمي

بغداد – طريق الشعب

لم تمض سوى أيام قليلة على بدء العام الدراسي الجديد حتى ظهرت ملامح الخراب الذي حل بقطاعي التربية والتعليم. ففي المدارس الابتدائية والمتوسطة والثانوية، ومنذ الأيام الأولى للدوام، شكا الطلبة والتلاميذ من نقص المناهج الدراسية بشكل حاد، فيما يعاني أغلبهم من هشاشة البنى التحتية التي تئن تحت وطأة الفساد والإهمال. ومقابل ذلك، تزيد هذه المشاكل من معاناة المدرسين والمعلمين، فهم يواجهون بنقص عددهم جيوشا هائلة من الطلبة داخل صفوف مكتظة. ويقول مراقبون أن نظام التربية والتعليم أصبح شبه منهار، وأن بقاء الأمر هكذا ينذر بتدميره كاملا.

نموذج حالة من المأساة

معاناة العاملين في قطاع التربية أو التعليم مريرة والحديث عنها يطول، لكن المرارة الأكبر تكمن داخل المدارس لما لها من خصوصيات.

إن مشكلة نقص المدارس أصبحت ظاهرة عقيمة بسبب الفساد واختلاس الأموال وإدارة وزارة التربية بطريقة المحاصصة الطائفية.

ويوم أمس، توصلت “طريق الشعب”، إلى عدد من المواطنين في منطقة سبع قصور، الذين شكوا مأساة الطلبة بسبب محاولة نقل مدارسهم الكرفانية إلى منطقة حي أور كجزء من حل المشكلة. بينما يزيد هذا الأمر من معاناة الأهالي.

وأعرب المواطن عبد الله ذياب عن “رفض الأهالي هذه الخطوة كونها تبعد مدارس أبنائهم عنهم، وتحمّلهم أعباء مالية للنقل وغيرها من التبعات والمخاطر”.

وأوضح ذياب لـ”طريق الشعب”، أن “الأهالي سبق أن نصبوا خيام اعتصام بشأن نفس القضية. لكن الأهم من ذلك توجد مدارس كثيرة اكتظت صفوفها وأصبح المعلمون يعطون دروسهم في ساحات المدرسة أو على الأرض، وهذه مشاهد مأساوية توضح ما اقترفته الطبقة السياسية الحاكمة بحق هذا الشعب”.

وتناقلت وسائل إعلامية مختلفة يوم أمس صورا محزنة لطالبات صغيرات يفترشن الأرض خارج الصفوف، ويحاول المعلم أن يعطيهن الدرس، في مشهد يوضح حجم الخراب الذي حل بالتربية والتعليم.

معلمون يكشفون المأساة

من جانبه، يقول أحمد الشويلي، المتحدث باسم نقابة المعلمين، أن “النقابة والعاملين في هذا القطاع لطالما طالبوا بوقفة جادة من قبل كل المؤسسات الحكومية تجاه الوضع التعليمي وانتشاله من واقعه”.

ويوضح الشويلي خلال حديثه لـ”طريق الشعب”، أن القرض الصيني لبناء ألف مدرسة الذي أبرمته الحكومة “لا يكفي. يجب أن يكون هناك تخطيط واضح، فالمعلمون يستقبلون كل عام قرابة مليون تلميذ وتلميذة يلتحقون بالمدارس في بلد تزايد عدده السكاني”، مبينا أن “التخطيط غائب تماما ومقابل هذا الإجهاد على الكوادر التدريسية فأن وزارة التربية هي الأضعف من حيث تقديم الخدمات إلى المواطنين بسبب إهمالها وعدم دعمها من قبل الحكومات المتعاقبة والدورات النيابية، كما أن موازناتها لا تليق بها رغم أنها تتعامل مع ملايين الطلبة في ظروف صعبة ووسط أجواء انتشار المخدرات والجهل ومظاهر الخراب”.

ويشدد الشويلي على أن “الزيادة بأعداد الطلبة لا بد من أن تقابل بتوفير المناهج الدراسية والأثاث والإدامة والحمامات وأعداد كافية من المعلمين. كل هذا لا يحصل ومفقود حاليا للأسف، برغم أن هذا الواقع صعب ومرير ويتحمله المعلمون والمدرسون، لكنهم بلا حقوق عكس وزارات أخرى كثيرة. فأغلبهم بلا قطع أراض ولا يلقون الإنصاف وأصبحوا لوحدهم أمام مشاكل كبيرة جدا، لكنهم ما زالوا حريصين على تعليم الطلبة على الرغم من أن الخدمات التي يتلقونها والرواتب لا تتناسب أبدا مع حجم المشاكل والإرهاق الذي يتحملونه”.

عملية منهارة بسبب الفساد

أما أيوب عبد الحسين، سكرتير اتحاد الطلبة العام في جمهورية العراق، فيرى أن العملية التربوية والتعليمية “منهارة من جميع أركانها وتعاني أزمة في البنية التحتية والمناهج الدراسية وقلة الكوادر التعليمية”.

ويقول عبد الحسين لـ”طريق الشعب”، أن “الخراب الحالي هو انعكاس للقرارات غير المدروسة لتطوير التعليم وبرمجته. وأن العام الدراسي الحالي كشف عورة النظام السياسي وطريقة تعامله مع قطاعي التربية والتعليم، فلاحظنا جميعا الاكتظاظ الهائل داخل الصفوف المدرسية والذي بلغ نسبا مئوية في الصف الواحد، وأن الكثير من المدارس ما زالت كرفانية وهذا أمر معيب بحق العراقيين”، مردفا ان “الأزمة ظهرت أيضا في الجامعات والمعاهد التي لجأ الكثير منها إلى تقليص الدوام الرسمي بسبب عدم قدرتها على استيعاب الأعداد”.

ويعتبر المتحدث ما يجري هو “أمر طبيعي في ظل الفشل في التعامل مع الملفات الهامة مثل تطوير التعليم وتوسيع بنيته التحتية وتحديث المناهج وتخليص المؤسسات المعنية من المحاصصة والفساد الذي ينخرها. كذلك أن الفساد ظهر بوضوح عندما جرى تعطيل مطابع وزارة التربية وإيقاف استحداث الكليات الحكومية أمام فتح الباب للاستثمار المنفلت بالتعليم الأهلي”.

وكجزء من الحل، دعا عبد الحسين إلى “الإسراع في تشكيل المجلس الأعلى للتعليم وضبط آليات إدارة هذا القطاع واختيار الكفاءات الأكاديمية والتربوية مع ضرورة أن يكون الطلبة شركاء أساسيين بهذا المجلس الذي يقع على عاتقه العديد من المهمات، بدءا من المراجعة الشاملة لنظام التعليم بجميع تفصيلاته ووضع الخطط والاستراتيجيات اللازمة لتطويره وكذلك توفير التخصيصات المالية اللازمة لتنفيذ هذه السياسات”، لكنه يرى أن كل ما يتمناه العراقيون “لا يمكن أن يتحقق بوجود المحاصصة التي تدير وزارتي التربية والتعليم”.

--------

اضاءة.. الى المحاصصة.. دُرْ!

محمد عبد الرحمن

بعد الحديث الكثير عن ان تشكيل الحكومة الجديدة سيكون سريعا، راحت تطفو على السطح احاديث عن خلافات داخل  الاطار التنسيقي، الذي قال ممثلون عنه انهم خوّلوا رئيس الوزراء المكلف السيد محمد شياع السوداني انجاز المهمة. وكشفت اخبار عن خلافات في “البيوتات” الاخرى ايضا، حيث صار البيت الواحد بيتين او اكثر. وفي الاثناء اعلن عن أمر لم تسبق الاشارة اليه، مفاده ان الاطار سيشكل لجنة سباعية للاشراف على الأسماء المرشحة للمناصب الوزارية ولتدقيقها.

من جانب آخر وبعد ان جرى التأكيد ان الكابينة الوزارية ستُقدم كاملة، يدور كلام عن تقاطعات بشأن بعض الوزارات، وان قائمة الاسماء قد لا تقدم كاملة الى مجلس النواب، الذي لم تحدد رئاسته موعدا رسميا لتمرير الوزارة الجديدة وبرنامجها.

كل هذا، إضافة  الى تصريحات معلنة من طرف قوى  في الاطار التنسيقي، تطالب بابعاد الحكومة عن المحاصصة الحزبية، وغيرها غير المعلنة عما يدور في الغرف المغلقة لتقاسم المناصب المغلقة، يشي بان الحكومة القادمة لن يخرج تشكيلها  عن السياقات التي اعتُمدت سابقا، وان الحديث عن الكفاءة والنزاهة والقدرة الفعلية على العمل، أخلى مكانه لمحاصصة جديدة وتقاسم طائفي – قومي للمواقع، اختُزلا الى تمثيل أحزاب تدعي وتقول انها تمثل هذا المكون او ذاك. وليس في هذا افتراء على احد، فالتصريح الصحفي الصادر عن اجتماع قوى الاطار نفسه، طالب رئيس الوزراء المكلف باستثناء “وزارتي الداخلية والدفاع من المحاصصة”.

هذه المقدمات لا تؤشر اتعاظاً او نيةً لمراجعة حقيقية لتجربة الحكومات السابقة، على الأقل منذ ٢٠٠٥ وصولا الى اليوم. ويبدو ان قوى المنظومة الماسكة بالسلطة او على الأقل غالبيتها، ستقاتل لافشال أي مسعى لاحداث أي تغيير فيها، ولابعادها عن المحاصصة الطائفية والقومية المقيتة. فهذه القوى هي من اجهض فكرة حكومة الأغلبية الوطنية، ومطلب حكومة الأغلبية السياسية.

ويجري كل  هذا الآن في أجواء  هستيرية وصخبٍ عن ملفات فساد يتم اكتشافها، وأرقام  سرقات كبيرة تضاف الى ارقام أخرى،  لتعكس حجم الضرر الذي الحق بالبلد جراء تسلط مافيات الفساد المتداخلة مع متنفذين في مؤسسات الدولة ومن دون استثناء. فهذا الصخب عال والصراخ يتعالى من كل حدب وصوب، لكن العبرة في خاتمة الأمور، فهل ستعاد الأموال المنهوبة والمسروقة، ام ان كل هذا هواء في شبك وستتم الصفقات على الطريقة ذاتها:شيلني واشيلك؟

من المؤكد ان هذه الملفات هي احدى التحديات الكبرى والاساسية للحكومة القادمة وللقضاء ومجلس النواب، فهل ستمضي الإجراءات الى نهايتها المطلوبة، أم سيغلق هذا الملف الساخن ويسمح بالفتات منه لذر الرماد في العيون؟ 

أيا كانت الصورة التي سيتم اخراج الحكومة الجديدة بها، وبغض النظر عن أسماء أعضائها، فاننا سنكون امام حكومة هي وليدة المحاصصة وتقاسم المناصب والمغانم،  وهي مثل  سابقات لها تتشكل على وفق الآلية والنهج السابقين الفاشلين. وهذا الحال لا  ينتظر منه احداث تغييرات جدية، تؤدي الى انعطافة والى قطيعة مع ما اعتُمد سابقا، ونعني النهج الفاشل والمدمر.  الامر الذي تتوجب مواصلة التصدي له ولمجمل منظومة المحاصصة والفساد، بمختلف الاشكال والوسائل  السلمية.

-------

مطالبات بصرف المنحة الطلابية في السليمانية.. ذي قار تحتج على نقص المناهج الدراسية

بغداد ـ طريق الشعب

تتوصل الاحتجاجات المطلبية في مختلف مدن البلاد، وتركزت التظاهرات خلال الأيام الثلاثة الماضية على موضع صرف المنحة الطلابية لطلبة جامعة السليمانية، وارتفاع أسعار المشتقات النفطية، وتوفير المناهج الدراسية للطلبة.

السليمانية

وعاود المئات من طلبة جامعة السليمانية التظاهر في وسط المدنية، مطالبين بصرف المنح الطلابية المتوقفة.

وقال مراسل “طريق الشعب”، إن الاحتجاجات الطلابية في السليمانية شلت مركز المدينة لليوم الرابع على التوالي، للمطالبة بصرف المنح الطلابية المتوقفة منذ فترة.

واضاف ان قوات الامن فرضت طوقا حول المتظاهرين وحاولت ابعادهم عن الطرق المغلقة، مبينا ان طريق رابين وكركوك - سليمانية تم اغلاقهما بالكامل.

ارتفاع أسعار المحروقات

الى ذلك، تظاهر العشرات من المزارعين في قضاء كويسنجق بمحافظة اربيل، احتجاجا على ارتفاع أسعار المحروقات، محذرين من عدم قدرتهم على الزراعة مجددا بسبب الأوضاع الحالية.

وذكر ممثل المحتجين فقي فتاح إن “عددا من الفلاحين في قضاء كويسنجق، تجمعوا، بالقرب من صومعة المدينة وطالبوا بالمساعدة نتيجة ارتفاع أسعار المحروقات بما يؤثر على أعمالهم”.

وأضاف فتاح أن “المزارعين لا يجدون اهتماما حكومياً بالقطاع الزراعي، وإذا استمر هذا الحال فلن نتمكن من زراعة القمح والشعير هذا العام”، موضحاً “قدمنا كل مشاكلنا كتابة إلى الحكومة ووزارة الزراعة، لكن لم يقدموا أي إجابة مرضية”.

وأوضح المزارعون المحتجون، أنهم “لم يحصلوا على دخل جيد منذ سنوات عدة بسبب الجفاف الذي كان له تأثير سلبي عليهم”، مؤكدين أنهم “الآن بحاجة إلى المساعدة ليتمكنوا من زراعة محاصيلهم في أراضيهم الزراعية”.

نقص المناهج

من جانب اخر،  نظم العشرات من الكوادر التعليمية والأهالي ونقابة المعلمين وناشطين في قضاء الغراف شمال محافظة ذي قار، وقفة احتجاجية، للمطالبة بتوفير المناهج والمستلزمات والمقاعد الدراسية في صفوف المدارس.

وقال المحتجون، ان قضاء الغراف يعاني من نقص في الأبنية المدرسية في ظل اكتظاظ إعداد التلاميذ والطلبة داخل الأبنية المدرسية في ظل عدم استلام كتب ومستلزمات دراسية، مبينا ان اغلب اهالي القضاء من الاسر الفقيرة التي تحتاج الى دعم حكومي.

وطالب المتظاهرون الجهات الحكومية بالنظر في معاناتهم وسرعة الاستجابة لها.

وفي ساحة الحبوبي نظم العشرات من الناشطين والمواطنين في مدينة الناصرية وقفة احتجاجية للمطالبة بتوفير المستلزمات الدراسية للتلاميذ والطلبة.

وبيّن المتظاهرون، انهم نظموا الوقفة الاحتجاجية على خلفية النقص الكبير في توفير الكتب المدرسية، وكذلك نقص الأبنية وعدم صلاحية بعض منها وغياب الخدمات الضرورية في المدارس.

*******************************

الصفحة الثالثة

عدّوها مرجعية فكرية وسياسية وأخلاقية لحراكهم.. المحتجون يطلقون «مبادئ تشرين» عشية ذكرى 25 تشرين الاول

بغداد ـ طريق الشعب

روّج محتجون في عدد من المحافظات، يوم أمس، وثيقة “مبادئ تشرين”، التي عدّت مرجعية فكرية وسياسية وأخلاقية، لأي حراك احتجاجي جديد، ولخصت الوثيقة شكل الدولة المطلوب والنظام والحريات والحقوق والعدالة الانتقالية وغيرها.

وقال القائمون على الوثيقة، التي تلقت نصها “طريق الشعب”، إنّ العمل عليها تطلب “اجتماعات ومداولات طويلة، حيث مرّت الوثيقة في مخاض صعب إلى أن وصلت إلى شكلها الحالي”، مشيرين إلى أنّ “الوثيقة المقترحة غير ملزمة للجميع، بل يمكن أن يتبناها من يراها مناسبة لسلوكه الاحتجاجي”.

وبينوا، أنّ “الوثيقة تعد مهمة لخلق إطار مرجعي لتشرين في كل مبادئها، وكذلك لتبديد التشويه المتعمد لها في قضايا مختلفة كالاحتجاج والفكر السياسيّ والدين والمرأة والسيادة والمجتمع والتغيير والأخلاق، وقد نالت تشرين من ذلك تشويها متعمدا، سواءً بسبب أخطائها وأخطاء بعض الزاعمين أنهم ينطقون باسمها، أو بسبب الهجمة الشرسة عليها، ولو كانت لديها وثيقة بمبادئها تحظى بالمقبولية العامة في أوساط المحتجين فستكون مظلة تحميها من هذا التشويه، فضلاً عن كونها إطارًا فكريًا جامعًا لكل التنوع الموجود في صفوف المحتجين”.

كما أكّدوا، أنّ “الوثيقة لا تعد برنامج عمل، وإنما وثيقة مبادئ. أي أنّها لن تقترح تفاصيل عملية التغيير وخياراتنا المختلفة فيه مثل شكل النظام والموقف من الانتخابات، أو أي مطالب مرحلية أخرى”، لافتين إلى أنّ “الوثيقة بدلاً من ذلك - تذهب لما هو سابق على هذا كله، وترسم منطلقاتنا الأساسية نحو التغيير”.

نص الوثيقة:

أيّها الشعب العراقيّ العظيم..

اتفق الموقعون في أدناه، من محتجين وتنسيقيات، على إصدار “وثيقة مبادئ تشرين” التي توجز منطلقاتنا العامة للتغيير الشامل من دولة الفساد والسلاح السياسيّ والطائفية والعنصرية والتهميش إلى دولة الأمن والمواطنة والديمقراطية والعدالة والرفاهية، ونرى أن نتضامن جميعًا لتحقيقها، عربًا وكردًا وتركمان وسريان، شيعة وسنة، مسلمين ومسيحيين ومندائيّين وإيزيديٌين وأديانًا ومذاهب واتجاهات فكرية، مقيمين داخل العراق وخارجه:

أولاً– الشخص الذي هو أكبر من العراق: غير موجود، ولن يوجد.

ثانيًا- العراق ليس للبيع والاحتلال وتحكّم الدول والصراعات بكلّ أشكالها. هو وطن السيادة والسلام والحياة والكرامة والعلاقات الدولية المتكافئة.

ثالثًا- لن تقوم للعراق قائمة بوجود الأحزاب الطائفية والقومية المتطرّفة في السلطة. وجودها تمزيق لفكرة الوطن، ويستحيل في ظل حكمها تأسيس هوية جامعة للعراقيين.

رابعًا- لا دولة ولا استقرار ولا ازدهار من دون عمل سياسي آمن. لابدّ من تجريد الأحزاب والقوى السياسية من السلاح، وتخليص المؤسسات الأمنيّة من تحكّم السياسيّين، وإنهاء المليشيات والمافيات.

خامسًا- لا يمكن بناء الدولة ما لم يكن الادّعاء العام حرًّا وقويًّا، وما لم يتخلص القضاء بشكل نهائيّ من تحكّم الأحزاب والسلطات التنفيذية والتشريعية والقوى الاجتماعية المختلفة. يجب تطبيق القانون (فعلاً) على الجميع.

سادسًا- ديمقراطية المحاصصة وحكم الطوائف وتسييس الهويات الدينية والمذهبية والقومية: ليست ديمقراطيّة. لا يكفي إجراء انتخابات مسيطر عليها كلّ أربعة أعوام، وحكومة مغانم في الغرف المغلقة، ومجلس نواب يتقاسم الوزارات والمناصب من دون معارضة. هذه ليست ديمقراطية. هذه خدعة على العراقيين مواجهتها وبناء ديمقراطيّة تقوم على التمثيل الفعليّ للمجتمع وحكم الكفوء وعدالة الفرص.

سابعًا- الدستور الذي نريد: الدستور الواضح، الضامن للاستقرار، والقدرة الدائمة على تعديله.

ثامنًا- الدولة التي نريد: دولة المواطنة والمؤسسات والحريّات والعدالة الاجتماعية وحقوق الأقليات، دولة الديمقراطيّة العادلة، وليست دولة الأبوة المفروضة على الشعب. الشعب هو الأب للدولة والسلطات.

تاسعًا- المجتمع الذي نريد: مجتمع احترام المعتقدات المختلفة، وحماية الطفل والمرأة دون تمييز عن الرجل. مجتمع الناس الذين يحترمون شأن الفرد، والفرد الذي يحترم القانون.

عاشرًا- الإرهاب والفساد كلّ منهما ينبع من الآخر. يجب مواجهة الفساد كما يجب مواجهة الإرهاب. ويجب حماية المواجهين للفساد كما يجب حماية المواجهين للإرهاب. وكما إنه لا فرق في الإرهاب بين “رأس كبير” وآخر “صغير”، فإنه لا فرق أيضاً في الفساد بينهما. كلٌّ يجب أن يُدان ويُحاكم.

حادي عشر- الاقتصاد الفوضويّ يدمر الدولة، والنفط بلاؤنا الأكبر. يلزم أن يكون لدينا نفط عراقي لا نفط أحزاب وزعامات. إنّ بقاء الاقتصاد ريعيّاً ومن دون تخطيط جدوى علمي يؤدي للانهيار التام. لا مستقبل لنا من دون ربط حركة الاقتصاد بالعيش الكريم للمواطن على وفق مبادئ الضمان الاجتماعي ومكافحة الفقر وتلبية حاجة سوق العمل وازدهار الصناعة والزراعة والتجارة وجعل الوظائف والاستثمار بيد الطاقات الوطنية والشبابية المهدورة لا حكراً على الأحزاب والقوى الطفيليّة. لا بد من اقتصاد متماسك وقويّ يعبر فعلاً عن بلد ثريّ كالعراق.

ثاني عشر- احترام التخصص العلمي يؤسس لدولة قوية. العلم يبني أوطانًا وينقذ مجتمعات. لا يمكن تأمين مستقبل للعراقيين في ظل الانهيار المستمر في قطاعي التربية والتعليم. يجب حماية الرصانة العلمية في المدارس والجامعات وجعلها أساساً من أسس التغيير الشامل المنشود، وربطها بسوق العمل وحاجات المجتمع وتنمية الفكر والإبداع، ويجب حماية حرّية البحث العلمي واستقلال الجامعة.

ثالث عشر- الحريّة في التفكير والتعبير والتديّن والعمل والحصول على المعلومة والاحتجاج السلميّ بكل أنواعه واحترام التعدّدية والتنوّع هي جميعًا حريّات دستوريّة وحق إنسانيّ أصيل، لا يحق لأيّ سلطة سلبها سواءً بتشريع القوانين أو بإجراءات تنفيذية، تحت أيّ حجة كانت.

رابع عشر- لن ينهض العراق ما لم تتمكن المرأة من أخذ موقعها الطبيعي في العمل والقيادة والحُكم والتنافس الشريف وتكافؤ الفرص، شأنها في ذلك شأن الرجل. لا فارق إلا بالكفاءة والخبرة.

خامس عشر- الدين ركن أساسي وحيوي في مجتمعنا، وخيار شخصي مصان، وتجربة روحية محترمة.

سادس عشر- كلّ شخص له وجاهة في المجتمع، كرجل دين أو شيخ عشيرة أو زعيم سياسي، هو مواطن محترم له ما للمواطنين وعليه ما عليهم. إذا جاز له أكثر من ذلك فوق الدولة والقانون فسنكون في غابة امتيازات لا حدّ لها وتنعدم روح المواطنة. يجب إيقاف كلّ امتياز من هذا النوع.

سابع عشر- لا بدّ من إحياء المنظومة الأخلاقية في مجتمعنا بناءً على قوة الضمير الإنساني وعلى ما أكدته الأديان وشرائع الإنسان. يجب إحياء الصدق والأمانة والنزاهة ونشر المسؤولية المجتمعية ومواجهة التبرير واللامبالاة. لا يمكن تصور نهضة عراقية من دون تغيير القيم المفسدة التي سممت حياتنا وجاملت القاتل والسارق والكذّاب، الثورة الأخلاقية التي نسعى لها تبدأ من الإطاحة بهذه القيم. وما دمنا نبحث عن سلطة شريفة فعلينا أن نعزّز شرف الضمير في حياتنا.

ثامن عشر- المحتج الحقيقيّ ممثل للسلم والمسؤولية أينما كان، واجبه الأسمى تشخيص اختلال الدولة والمجتمع. هو ضدّ الفساد والقتل، مواجه للخراب والتفرقة، حامل للقيم العليا، مترفّع عن المنافع الشخصية وصفقات الظلام، لا يعارض السلطة نهارًا ويدعمها ليلاً. المحتجّ الحقيقيّ قائد للتغيير حتى لو كان وحيدًا.

تاسع عشر- لا عدالة في العراق ما لم يتم الكشف والمحاسبة بحق منفذي الجرائم السياسية والإرهابية ومن يقف وراءهم قبل 2003 وبعده إلى الآن والمستقبل، وفي مقدمتها اغتيالات الناشطين وقتل المتظاهرين وتغييبهم، ولا بدّ من محاسبة المتسببين بأحداث الإرهاب الطائفيّ والعنصريّ جسديًا ومعنويًا.

عشرون- نريد وطنًا نستحقّه. أغلى ما في سمائه العَلَم، وأهم ما على أرضه كرامة المواطن. مستقبل الأطفال فيه أهم من ماضي الصراعات. نريد وطنًا للأمن والرفاهية والسعادة لا للقتل والخطف والتخويف. نريد وطنَ حرّياتٍ حقيقيّة وتعليم حقيقيّ وقطاع صحّة حقيقيّ وجيش حقيقيّ وشرطة حقيقيّة وخدمات حقيقيّة.

واحد وعشرون- الدولة التي هي أهم عند أيّ عراقيّ من العراق: غير موجودة، ولن توجد.

 ***************************

لمناسبة الأسبوع الدولي لنزع السلاح.. مراقبون: القوى المتنفذة قوّضت الديمقراطية بسلاحها المنفلت

بغداد – محمد التميمي

تقول الأمم المتحدة أن “الأسبوع الدولي لنزع السلاح” يُراد منه تعزيز الوعي وتحسين الفهم بمثل هذه القضية الهامة والحساسة. وستنطلق فعاليات هذا الأسبوع ابتداءً من يوم غد وهي الذكرى السنوية لتأسيس الأمم المتحدة. وفي غضون إحياء هذا الأسبوع، يقف العراق عاجزا أمام السلاح المنفلت الذي أصبح لاعبا أساسيا في العملية السياسية وصياغة القوانين والتحكم بمصير الانتخابات النيابية التي فقدت ثقة المواطنين. ويتحدث ناشطون ومختصون في هذا الشأن عن معوقات كثيرة تجعل من حصر السلاح أمرا صعبا، مؤكدين أن العملية السياسية لن تشهد أي استقرار دون حل هذه المشكلة وبشكل جذري.

أسبوع دولي مهم

وجاءت الدعوة إلى الاحتفال السنوي بهذه المناسبة لأول مرة في الوثيقة الختامية لدورة الجمعية العامة للأمم المتحدة الاستثنائية بشأن نزع السلاح التي عقدت في عام 1978. وفي عام 1995، دعت الجمعية العامة الحكومات، وكذلك المنظمات غير الحكومية، إلى مواصلة المشاركة بنشاط في فعاليات أسبوع نزع السلاح (القرار 50/72 باء، المؤرخ 12 كانون الأول/ ديسمبر 1995) لإذكاء وعي الجمهور بقضايا نزع السلاح.

وتشدد الأمم المتحدة على أن أبرز أسباب الدعوات لنزع السلاح تتعلق بـ”صون السلم والأمن الدوليين، ودعم مبادئ الإنسانية، وحماية المدنيين، وتعزيز التنمية المستدامة، وتعزيز الثقة بين الدول، ومنع النزاعات المسلحة وإنهائها. كما تساعد تدابير نزع السلاح والحد من التسلح في ضمان الأمن الدولي والإنساني، وبالتالي يجب أن تكون جزءًا لا يتجزأ من نظام أمن جماعي موثوق به وفعال.

وفي العراق، يعاني المواطنون ومنذ عقود من انتشار السلاح المنفلت وخصوصا خلال الفترة التي تلت الاحتلال وتعزيز نظام المحاصصة هذه الظاهرة المدمرة.

ويقول محمود الهيتي، سكرتير المنتدى الاجتماعي: إن ظاهرة انتشار السلاح “تغلغلت بشكل كبير داخل المجتمع وأصبحت شائعة جدا لدرجة أن إجراءات فرض القانون بخصوصها أصبحت مستحيلة وفق الظروف الحالية”.

ويوضح الهيتي لـ”طريق الشعب”، أن نظام المحاصصة الطائفية “يُدار بواسطة قوى مسلحة لها نفوذ وتستخدم المال والسلاح لفرض أجنداته؛ وبالتالي فإن هذا السلوك قوّض عمل الدولة والبرلمان وأصبحت محافظات الوسط والجنوب أسيرة هذا السلاح. يموت الناس هناك بأشكال كثيرة مثل النزاعات والاغتيالات وغيرها، بينما في المناطق الغربية تكون حدة الأمر أقل بسبب الإرهاب الذي أجتاحها ودمرها، فهي ليست بحال أفضل”.

ويوضح سكرتير المنتدى الاجتماعي في العراق، أن “رصيد القوى المتنفذة هو السلاح المنفلت، فهي لا تمتلك جمهورا ثابتا وأن عملتها السياسية هي سلاحها الذي يغير أحيانا من الحسابات داخل المعادلة السياسية، تستخدمه عندما تشعر بالخطر وتكون مصالحها مهددة، ويمكن ملاحظة ذلك عندما تشابكت أطراف سياسية قبل أسابيع بالسلاح الخفيف والثقيل لتوضح ما يمكن أن تتسبب به للبلد والشعب”، مبينا أن “المحاصصة نفسها جعلت دور المؤسسات الأمنية ضعيفا في مواجهة هذه الظاهرة، فطبيعة تشكيلها حزبية وليست مهنية. لذلك صارت هيبة الدولة مفقودة تماما والسلاح هو لغة الحوار”.

مستويات عدة للخطر

أما محمد السلامي، رئيس جمعية المواطنة لحقوق الإنسان، فيرى أن الحديث عن السلاح “يجب أن يكون على عدة مستويات لتوضيح حجم المخاطر الهائلة”.

ويبيّن السلامي خلال حديثه لـ “طريق الشعب”، أنه وفي مناسبة الأسبوع الدولي لحصر السلاح، لا بد من الحديث على هذا الأمر وفق ثلاثة مستويات: أن “المستوى الأول يتعلق بالجانب القانوني والدستوري. لا يوجد نص يتيح لأي جهة أن تمتلك السلاح خارج إطار الدولة. وأن المادة التاسعة في الدستور تمنع أي مجموعة من حمل السلاح ولا تسمح بذلك أبدا، لكن ما يجري هو عكس ذلك”.

أما الجانب الثاني بحسب السلامي فهو “عدم الاستقرار الأمني للعراق والحروب المستمرة منذ عام 1980 وحتى الآن مع توقفات بسيطة، فهذه الفترة عززت العنف بشكل كبير وجعلت الأكثرية من العراقيين يتدربون على السلاح وبالتالي أصبحوا يعرفون كيفية استخدامه، بينما قبل تلك الفترة لم تكن هناك اهتمامات اجتماعية بهذا الشأن. إذن أن الظروف جعلت الناس يحفظون السلاح في الحروب للدفاع عن أنفسهم في ظل دولة ضعيفة وهشّة ولا تهتم بحقوق الإنسان للأفراد والجماعات ولا تحقق العدالة غالبا عند وقوع الاعتداءات”.

وأوضح أن المستوى الثالث هو “الحرب الطائفية التي جرت بعد الاحتلال، فقد عززت فكرة أهمية الحصول على السلاح والاعتماد عليه، لا الدولة. كما أن دخول تنظيم القاعدة في حينها أتى بكميات هائلة من السلاح عبر الحدود، نشره بين الأفراد وساعد على انتشاره وتحولت تجارة السلاح إلى ظاهرة لافتة بين العراق ودول الجوار”.

وتابع السلامي قائلا: انه “في هذه المناسبة أقول أن أي دولة تريد أن تعمل تنمية مثمرة، وتثبت الديمقراطية، لا بد أن تحل مشكلة السلاح وتجعله بيد المؤسسات الأمنية المختصة حصرا. لأن تأثيره يهدد العملية السياسية برمتها، فلا بد من أن تجد الدولة وسائل لجمعه من الناس وذلك عبر مقايضة المناطق الريفية بأدوات زراعية مهمة، أو توفير فرص عمل للعاطلين داخل المناطق العشائرية؛ فمثل هذه الأساليب وغيرها طبقتها دول أفريقية ونجحت فعلا بسحب كميات كبيرة من السلاح”.

نظام العفتره!

أشارت تقارير صحفية إلى صدور أوامر بإخلاء مجمع السيدة العذراء في بغداد من ساكنيه بحجة عائديته إلى الدولة. ويقّدر عدد السكان المهددين بالإخلاء بنحو 400 شخص، ممن ينتمون لعوائل مسيحية فقيرة، أضطرت للنزوح من مناطقها بعد احتلالها من قبل العصابات الإرهابية، وتعذرت عودتها بسبب فشل الحكومة في إعادة إعمار ما خربته داعش. هذا وفيما تسعى أوساط عديدة إلى تأجيل تنفيذ أمر الاخلاء وتجنيب هذه العوائل التشرد ثانية في الشتاء، يواصل العراقيون كل يوم متابعة فضائح سرقة المال العام بأيدي القوى المتنفذة، والتي إستولت عنوة على أملاك الدولة أو “إشترتها” بأبخس الإثمان!

قطرة مستحه؟

أعربت سيبنيم فنجانجي رئيسة نقابة الأطباء الأتراك عن إعتقادها بأنه تم استخدام الغازات الكيميائية السامة التي تؤثر بشكل مباشر على الأعصاب، في الإعتداءات التركية داخل الأراضي العراقية. وجاء هذا الإعلان بعد أن أرسلت رابطة الأطباء الدوليين، وهي اتحاد مجموعات طبية في أكثر من 60 دولة، بعثة إلى شمال العراق في أواخر أيلول، صدر على إثرها تقرير للرابطة، أكد العثور على بعض الأدلة غير المباشرة على هذه الانتهاكات. هذا وفيما أنكرت الحكومة التركية هذه التقارير واتهمت أصحابها بنصرة “الإرهاب”، لم يخبر أحد كما يبدو حكومتنا بذلك، فهي لا تعرف حتى الآن بأن الموضوع يتعلق بأراضينا ومواطنينا!

من سرق حذائي!

ضجت البرامج الحوارية في الفضائيات ووسائل التواصل الاجتماعي وأخبار نشاطات “أولي الأمر” هذا الإسبوع، بزعيق لا حدود له حول فضيحة سرقة 2.5 مليار دولار من هيئة الضرائب، رافقه وعيد وتهديد بالويل والثبور للحرامية، فيما طمأننا رئيس الوزراء المنتهية صلاحيته بأن عمل القضاء بهدوء سيعيد الحقوق وينهي الفساد، بينما طالب أحد النواب من جهته، بعدم الكشف عن وجوده اعلاميا لتجنيبنا الفضيحة بين دول الجوار. هذا ويذكر أن فقيهاً وعظ الناس يوماً في جامع البصرة، فأبكاهم خشوعا، وحين خرج وجد حذاءه مسروقاً، فتساءل عمن سرق حذاءه، ما دام الجميع ورعين إلى هذا الحد!

بين حانة ومانة!

كشفت إحدى الفضائيات، وعلى ضوء وثيقة من وزارة البيئة، عن إنتاج شركة الأسمدة الجنوبية، التي أقامها مستثمرون، سماداً كيمياوياً بمحتوى مسرطن، ما يهدد بموت جماعي لمستخدميه. وسارعت وزارة الصناعة إلى إصدار بيان نفت فيه هذه المعلومة وأثنت على إنتاج الشركة، وإستشهدت بوزارة الزراعة التي سبق لها ووزعت هذا المنتوج على المزارعين. هذا وفي الوقت الذي لم نسمع فيه حتى الآن رأياً لوزارة البيئة، يؤكد تضارب التصريحات أن الهدف من غياب الشفافية هو خلط الأوراق، كي يصعب على الناس التمييز بين الحرامية وناشري السموم، ومن يريد تشويه سمعة منتوجاتنا ليُبقي البلاد سوقاً لمنتوجات دول الجوار.

 **********************************

الصفحة الرابعة

تقرير دولي عن دجلة والفرات.. وادي الرافدين في خطر

ترجمة وإعداد طريق الشعب *

يقع العراق في منطقة بلاد ما بين النهرين، دجلة والفرات، واللذين ينبعان من جبال شرق تركيا، وتتدفق مياهما عبر الأراضي التركية والسورية قبل أن تصل الى العراق، وتمتزج معاً في الممر المائي المعروف باسم شط العرب، والذي يصب في الخليج العربي. كما تصب في نهر دجلة بشكل خاص العديد من الروافد التي تنبع من الأراضي

الإيرانية وخاصة من جبال زاغروس.

ويواجه نظام نهري دجلة والفرات مؤخراً، العديد من التحديات كالنقص في كمية المياة وتدني نوعيتها، حيث تهدد التغييرات المناخية وبناء السدود في دول المنبع مصير النهرين، مشكلة خطراً حقيقياً على الطبيعة والسكان، وربما لاحقاً السلم والإستقرار في البلاد والمنطقة.

حوض دجلة والفرات

وتوجد ينابيع دجلة والفرات على مسافة 80 كم من بعضها البعض في شرق تركيا. ويبلغ الطول الإجمالي لنهر الفرات حوالي 2800 كم، فيما يبلغ الطول الإجمالي لنهر دجلة 1900 كم، وتصل مساحة حوض النهرين الى حوالي مليون كم مربع. وتسود في هذا الحوض عدة مناطق مناخية، كمناخ البحر الأبيض المتوسط  والمناخ الحار الجاف، الذي يشبه لحد ما المناخ الصحراوي. وفيما يصل معدل هطول الأمطار في الأجزاء العليا من الحوض الى 1500 ملم في السنة، لايتجاوز معدل هطولها 60 ملم في السنة في الأجزاء الجنوبية من الحوض.

لقد شهد تاريخ الحوض، عبر آلاف السنين، قيام حضارات مختلفة، في بابل وأوروك ونمرود، وتواجدت فيه مواقع مهمة للأديان المقدسة الثلاثة، إضافة الى وجود تنوع قومي بين سكانه، من الترك والعرب والكرد وغيرهم، حيث عاشت الملايين من البشر وحيث يعتقد اليوم بأن نهر الفرات لوحده قادر على إعاشة 60 مليون إنسان.

تحديات كبيرة

تعد أساليب الري المتخلفة، والمعتمدة بشكل رئيسي في العراق، أهم المشاكل التي تتفاقم معها تحديات الجفاف وتقلص إمدادات المياه في النهرين، حيث يشكل الري السطحي 80 في المائة من استهلاك المياه في الإنتاج الزراعي، ولم يشهد إعتماد طرق الري الحديثة، كالري بالتنقيط، تقدماً ملحوظاً. 

وفيما أدت عقود من الحروب وإستشراء الفساد في البلاد، إلى إضعاف البنية التحتية، أدى التملح وغدق التشبع بالمياه إلى فقدان 1.5 مليون هكتار، أي ما يعادل حوالي 40 في المائة من الأراضي العراقية الصالحة للزراعة. ويعتقد بأن البلاد ستحتفظ بحوالي 20 في المائة فقط من موارد المياه العذبة المتاحة بحلول عام 2050. والى جانب التغييرات المناخية التي شهدتها البلاد، والمتمثلة بإرتفاع درجة الحرارة بمقدار 0.4 درجة مئوية وموجات من الجفاف والحر الشديد، والتي قللت مياه دجلة بنسبة 29 في المائة والفرات بنسبة 73 في المائة، ادى إنشاء تركيا لأثني عشر سداً و19 محطة كهرومائية (خاصة ضمن مشروع جنوب شرق الأناضول) الى إمكانية تخزين كمية من المياه تعادل تقريبًا التدفق السنوي الكامل لنهر الفرات وما يعادل 70 في المائة من التدفق السنوي في نهر دجلة. كما أدى تحويل مجرى روافد دجلة من قبل إيران، ومنع جريانها الى داخل الأراضي العراقية، الى تقليل مياه النهر حالياً بشكل كبير، في وقت تتوفر فيه إمكانية لدى طهران لحجب 7 مليار متر مكعب من الماء، تعبر الحدود الى العراق سنوياً، إذا ما إستكملت إنشاء 109 سدود، تنوي إقامتها على هذه الروافد في موعد أقصاه 2036.

تعاون دولي ومحلي

وهناك اليوم حملة واسعة، تقوم بها بعض المؤسسات الحكومية، والنشطاء مثل “منظمة حماة دجلة” و “منظمة حماة الفرات” لإنقاذ النهرين والزراعة في البلاد، عبر تشجيع اتخاذ إجراءات فورية لعقلنة استهلاك المياه. كما تتعاون العديد من الجهات الفاعلة الدولية (مثل People in Need و Cordaid) مع المزارعين المحليين والمؤسسات الرسمية لتطوير الأعمال الزراعية والتجارية وفق منظور بيئي في المنطقة، فيما تلقت البلاد أكثر من ملياري دولار من البنك الدولي كمساعدات خارجية في عام 2020.

مفاوضات متعثرة

لم يكن استخدام المياه مصدر توتر بين تركيا وسوريا والعراق، قبل ستينيات القرن الماضي. ومع النمو السكاني والتقدم التكنولوجي، بدأت هذه الدول مشاريع تنمية مائية أحادية الجانب، مثل سد كيبان في تركيا وسد الطبقة في سوريا، فإشتدت التوترات، لاسيما منذ عام 1975، حيث برزت تركيا كأقوى قوة في الحوض، يمكنها من إستخدام تدفق نهري دجلة والفرات للضغط على جيرانها على ضفاف النهرين. ورغم محاولة إعادة إنشاء اللجنة الفنية المشتركة لعام 1980 وتوقيع عدد من مذكرات تفاهم مع سوريا والعراق بشأن إدارة المياه في عام 2009، فإن أنقرة تهربت من تنفيذ وعودها وواصلت ملء السدود، لاسيما مع محدودية التزاماتها القانونية الدولية بسبب رفضها التوقيع على اتفاقية الأمم المتحدة بشأن المجاري المائية لعام 1997. ويبدو الوضع بين العراق وإيران أكثر صعوبة، حيث ترفض إيران كما يبدو الدخول في حوار حول ذلك، الأمر الذي حاول معه العراق رفع دعوى قضائية ضدها في محكمة العدل الدولية في لاهاي.

ويعد إختلال التوازن التجاري بين العراق وتركيا، أحد الأسباب التي تجعل تركيا قادرة على الحفاظ على ميزتها المائية على العراق، حيث تبلغ صادرات تركيا اليه أربعة أضعاف صادراته اليها، وهي صادرات ضرورية للغاية تتضمن المواد الغذائية والملابس، فيما تقتصر الصادرات العراقية الى تركيا على المعادن والمنتجات النفطية، مما لا يمنح العراق تأثيراً تجارياً يمكنه الإستفادة منه.

حلول وإستنتاجات

على الصعيد المحلي، ولمواجهة التحديات المائية، تركز منظمة الماء والسلام والأمن (WPS) على الإهتمام بالتفاعلات الداخلية، التي غالباً ما تُهمل من قبل السياسيين ووسائل الإعلام والتقارير العلمية المتعلقة بقضايا المياه في العراق. وتقترح المنظمة ثلاث خطوات مهمة بهذا الشأن والتي تعتمد على تحديد وفهم التحديات المائية البينية بين المحافظات، وزيادة الوعي وتشجيع الحوار بين السكان، ودعم وتشجيع كل النشاطات التي تمنع أو تخفف الخلافات حول المياه.

ودولياً، ترى المنظمة ضرورة استمرار الجهود الدبلوماسية مع دول المنبع، والتأكيد على أهمية المعاهدات متعددة الأطراف لزيادة التدفقات في نهري دجلة والفرات. ومن المهم الإستفادة من النشاطات الدولية القادمة ذات العلاقة مثل مؤتمر COP 27 والذي سيعقد في الفترة من 7 إلى 18 تشرين الثاني من هذا العام في شرم الشيخ بمصر، والتعاون مع المصريين الذين يعانون من ذات المشاكل مع دول منبع النيل، لاسيما في محاولاتهم لحل مشكلتهم مع أثيوبيا بالطرق الدبلوماسية ووفق القانون الدولي.

كما سيعقد في العام القادم، مؤتمر COP 28  في أبو ظبي في الإمارات العربية المتحدة، والذي سيمنح صناعة النفط صوتاً في حل مشكلة تغير المناخ حسب تصريح للرئيس التنفيذي لشركة أوكسيدنتال بتروليوم، ولاسيما في المساعدة على تنفيذ خطوات كبيرة للحد من التلوث، وهو أمر في غاية الأهمية للعراق لتقليل التأثير السلبي لصناعة النفط على جودة المياه فيه. ويبقى الحوار النشط بين العراق ودول المنبع، أمرا مهماً جداً، ويمكن أن تلعب المنظمات الدولية كالبنك الدولي و مجلس المياه العالمي دوراً مساعداً في ذلك.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

  • الباحث الهولندي جاكوب أوليفر دي ليث ـ عن موقع Fanak Water

 ***************************************

هل يصلح العطار ما أفسد الدهر!

بغداد ـ طريق الشعب

نشر موقع 1945 الأمريكي مقالاً حول مستقبل التغييرات السياسية في العراق، كتبه مايكل روبن، المتخصص بقضايا الشرق الأوسط، وإطلعت عليه طريق الشعب، أكد فيه على خيبة الأمل التي سببتها حكومة مصطفى الكاظمي لدى العراقيين، بعد أن عجزت عن مكافحة الفساد وتعايشت مع القوى المتنفذة والفاسدة، بغية الحصول على دعمها لولاية ثانية، وتهاونت مع السلاح المنفلت ولا سيما ذي الولاء الخارجي، إضافة الى إنخراطه هو شخصياً، أو بعض من طاقمه الحكومي، في الفساد.

ورغم الدعم الذي حظي به الكاظمي عند إستيزاره، من جموع المنتفضين، وتصاعد أصوات قوية من الرأي العام تطالبه بالإصلاح السياسي والاقتصادي وتحقيق الأمن وفرض هيبة الدولة، فقد إقتصرت إنجازاته على بعض التحسن في المكانة الإقليمية للعراق، فيما لم يتمكن حتى من معالجة خواء الخزينة في عهد سلفه، الا بعد حدوث الطفرة في أسعار النفط، حسب ما جاء في الموقع.

ولم يكن كاتب المقال متفائلاً بصدد الحكومة المؤمل تشكيلها، إذ أعرب عن إعتقاده بأن الخبرة الإدارية ونظافة اليد، ليستا كافيتين لإحداث التغيير المنشود، في ظل إتساع نفوذ قوى، كانت مسؤولة عن التدهور الشامل الذي تشهده مختلف جوانب الحياة في البلاد وإتساع الفساد فيها، هذه القوى التي تقاوم حدوث أي تغيير في نظام أهدر المليارات من ثروات العراقيين، وأسقط مايقارب ثلث السكان في براثن الفقر.

ويشير المقال الى أن البيروقراطية الشديدة، في أرجاء العراق كله، قد التهمت اموالاً طائلة، حيث لا توفر معظم المناصب الحكومية، مكانة اجتماعية ورفاهية فقط، لكنها تحقق ايضاً دخلاً مباشراً، وهو ما يقف وراء التنافس الشديد، الذي يصل حد الإقتتال على المواقع الرسمية، دون أن يضع أحد مصلحة العراق قبل مصلحته، ودون أن يكون أحد “عادلاً” في ترك حصة ما لمنافسيه من المال العام.

وأقترح  مايكل روبن إتباع سياسة الإدخار (مثل صندوق الأسكا حسب رأيه) لضمان مستقبل الأجيال الشابة، ولتقليل حجم الأموال المتاحة أمام القوى المتنفذة، بغية التقليل من سرقتها أو هدرها في مشاريع فاشلة، أو إتباع أية إستراتيجية، تحقق تطويرأ للإسثمار وتحسيناً لبيئة الأعمال، وتخلق فرص عمل، وخاصة للشباب.

وإُختتم المقال بتحذير مهم، يشير الى أن مخاطر اليأس من المستقبل لدى الشبيبة قد يرفع من معدلات العنف، وهذا ما تتخوف منه الأوساط الدولية، التي “تنصح” حكام العراق بمحاربة الفساد جدياً والإستثمار في تنمية قدرات الاجيال الشابة وتوظيفها لتحقيق الإزدهار.

 *********************************

انتقادات لقطع الطرق والجسور خلال جلساته.. مواطنون: البرلمان يتمسك بالمحاصصة وهو لا يمثلنا

بغداد – طريق الشعب

انتقادات شعبية واسعة تواجهها القوى الحاكمة والبرلمان الحالي الذي ولد من رحم مقاطعة كبيرة لصناديق الاقتراع وتشكيك محلي ودولي بشرعيته التمثيلية.

ومنذ تصاعد التوتر السياسي بين القوى المتنفذة، أصبحت جلسات البرلمان لا تعقد إلا بقطع الطرق والجسور الحيوية وحرمان الناس من الوصول إلى مصادر رزقهم، فضلا عن تعطيل الدراسة والحياة العامة ومعاناة يواجهها أصحاب الحالات الطارئة والمرضى وغيرهم الكثيرون.

واستطلعت «طريق الشعب» رأي عدد من أهالي بغداد بشأن الإجراءات الأمنية والمرورية التي حصلت وما هو المتوقع خلال الجلسات القادمة.

الشعب لا يعني المتنفذين

ويقول الناشط المدني حيدر حسين، أنه وبعد «مرور سنة كاملة على انتخابات تشرين، ورغم كل ما جرى من دمار وقتل وانسداد سياسي خطير، بقيت القوى الحاكمة إلى آخر لحظة تتمسك بخيار المحاصصة والفساد وفرضته بعد صدامات مسلحة».

ويؤكد حسين، أن «الانتخابات الأخيرة لم تحقق أيا من المطالب التي خرج من اجلها المنتفضون في عام 2019 وما تلاه، بل أعادت نفس الوجوه وجددت نفس الآليات. أن قطع الطرق والجسور أثناء جلسات البرلمان له اثر كبير على حياة الناس واوضاعهم المعيشية والاقتصادية وأيضا على طلاب المدارس والجامعات وخصوصا في بداية العام الدراسي»، مضيفا «هذا السلوك يثبت مدى خوف السلطة من أي رد فعل شعبي والسبب هو استمرار المنظومة الحاكمة بتغليب المصالح الحزبية الضيّقة على المصلحة الوطنية».

من جانبه، يقول الطالب حسين محمود، ان ما قامت به السلطات من أجل عقد جلسات البرلمان لا يطاق وأصبح «محط انتقادات واسعة من قبل العراقيين وبالخصوص منهم الفقراء والكسبة وأصحاب الأجور اليومية والدخل المحدود».

ويوضح محمود، أن «الاعتقاد السائد للأغلبية، هو انبثاق هذا البرلمان من منظومة الفساد نفسها التي جثمت على صدور العراقيين منذ 20 عاما، وبالتالي ما يأتي من منظومة الفساد هذه لا يعول عليه. وسوف يستمر بالتغطية على الفاسدين ورعاية الظواهر الشاذة التي دمرت البلاد».

حوارات سلطة.. لا للبناء

أما نصير فرحان (تدريسي في وزارة التربية) فيقول إن البرلمان وبتشكيلته الحالية، «لن يشرع أي قانون أو تعديل يخدم مصالح الشعب».

ويرى فرحان أن «القوى المتنفذة ستستغل الفرصة وتقوم بتشريع القوانين التي تخدم مصالحها الضيقة ولجانها الاقتصادية. وبالتالي فأن الأشخاص الموجودين حاليا في هذا المجلس غير قادرين على خدمة او تغيير حال البلد نحو الأفضل. هذه حقيقة يدركها الجميع، بمن فيهم القائمون على صناعة القرار والذين يتحاورون من أجل المكاسب لا أكثر».

ويتابع المتحدث، انه «من سمع أو رأى أي جهة سياسية خلال الحوارات الجارية تقاتل من أجل قوانين الضمانات مثلا أو تطوير التعليم وغيره؟ أن القضايا التي تخص الشعب خارج إطار تفكيرها وكل ما يجري الحوار بشأنه هو الحصص الوزارية والمناصب والامتيازات».

إلى متى؟

من جانبه، يتحدث الأكاديمي حسين أمير عن الجدوى من الاستمرار بهذه الحالة وإلى أي مدى يمكن أن يبقى الحال كما هو عليه.

ويقول أمير أن «ظاهرة قطع الطرق تسبب بضرر كبير للمواطنين في الوصول لاماكن عملهم ومصالحهم اليومية. أعرف من كان في حالة صحية خطرة وبقي عالقا في الزحامات ومثله هناك الكثير بالتأكيد. هذه السلطة لا تحترم الناس ولا أرواحهم أبدا».

ويلفت إلى أن «البرلمان الحالي لن يقدر على تقديم أي شيء. لقد أصبحت الدولة أسيرة بيد القوى الحاكمة التي تستخدم المؤسسات والموارد الحكومية لمصالحها»، متسائلا عن «مصير العملية السياسية في ظل هذه الظروف وإلى أي مدى يمكن أن تسير».

وتقول المحامية رسل المحمداوي، إن العراق يفتقد نظاما سياسيا وطنيا يعمل على تلبية مطالب الشعب. وترى المحمداوي، أن «القوى المتنفذة تفننت في خرق القوانين والمواد الدستورية، وأهانت المؤسسات الحكومية وبنية الدولة بالكامل وحولها إلى مقار حزبية»، مضيفة أنه «لو أن هناك قانونا حقيقيا لرأينا الكثير من الرموز السياسية خلف القضبان بسبب ما اقترفوه، لكن المحاصصة والفساد تحمي هؤلاء وتجعل من الظواهر المخربة ثقافة شائعة كما نرى حاليا». وأوضحت المحامية أن «هناك توقعات بأن يجري العمل على تشريع القوانين الخلافية والمثيرة بالجدل، تلك التي تتعلق بالحريات العامة وحق التعبير عن الرأي والنشر وغيرها. فالكثير من القوى داخل البرلمان تحاول فرض إرادتها في السابق بقوة السلاح، والآن أصبحت تمتلك الدولة والسلاح ومصدر القرار وهذا ما يجعلنا نتأكد أن البرلمان لن يمضي بعيدا في عمله فهنالك رفض شعبي كبير له، وغضب يتنامى لا يمكن أن يدعه يستمر بكل ما يجري من خراب».

 ******************************

الصفحة الخامسة

خطر يخيّم على التلاميذ.. المدارس الكرفانية مرآة لتدهور التعليم العراقي

متابعة – طريق الشعب

مع انطلاق العام الدراسي الجديد، تجددت معاناة تلاميذ العراق بدءا من عدم حصولهم على بيئة تعليمية مناسبة ومستوفية شروطها، وحرمانهم من أبسط حقوقهم في تأمين مستلزماتهم الدراسية ومناهجهم العلمية وغيرها. لكن المشكلة الأبرز التي تواجه الأعداد الأكبر من هؤلاء، هي عدم كفاية الأبنية المدرسية، واكتظاظ الصفوف بالتلاميذ ونقص الأثاث وأجهزة التكييف والخدمات الأساسية، ما يجعل العملية التعليمة خانقة نافرة طاردة!

أكثر المشكلات التي يعانيها التلاميذ اليوم، والتي تعبر عن حجم تدهور الواقع التعليمي في العراق، هي المدارس الكرفانية. إذ عمدت الحكومة منذ سنوات إلى إنشاء المئات منها في غالبية المحافظات كبديل عن الأبنية المدرسية النظامية، سيما في مناطق حزام بغداد.

ووفقاً لمواطنين ومسؤولين حكوميين، فإن المدارس الكرفانية أصبحت أحد أبواب الفساد الحكومي، وكل ذلك على حساب الأطفال الذين حُرموا حتى من حق التعليم الجيد أسوة بأقرانهم في بقية بلدان العالم.

متهالكة ولا تقي من الحر والبرد والرصاص!

يقول مدير “مدرسة المدينة المنورة” في منطقة الجزيرة شمالي بغداد، أيمن الدليمي، أن “الآلاف من الطلبة بدأوا عامهم الدراسي الجديد في صفوف كرفانية متهالكة لا تقيهم من حر الصيف اللاهب ولا من صقيع الشتاء القارس”، مبينا في حديث صحفي، أن “وجود الصغار في مثل هذه المباني يعرّضهم لمخاطر كبيرة، منها الرصاص العشوائي الذي يطلقه البعض، والذي من السهل أن يخترق سقوف الكرفانات”.

ويضيف قائلا أن “المدارس الكرفانية باتت تعرقل العملية التربوية لعدم أهليتها لتقديم التعليم، وافتقارها لأجواء التدريس النموذجي، وبالتالي لا يحظى تلاميذها بمقومات النجاح. كما أن غالبية هذه المدارس أُنشئت قبل سنوات، ولم تجر صيانتها، والأعداد الأكبر منها انتهت صلاحية أرضياتها لأنها مصنوعة من ألواح الخشب، حتى أن بعضها خرج عن الخدمة تماماً”.

مدارس ام أثر بعد عين؟

من جهتها، تقول المشرفة التربوية علياء الراوي، أن “آلاف المدارس النظامية هُدمت بعد 2003، وكان من المؤمل إعادة بنائها مجدداً، لكن ذلك لم يحدث. فبعضها لم يعد له أي أثر على الأرض، وآخر استبدل بمدارس كرفانية”.  وتضيف في حديث صحفي، أن “الحكومات المتعاقبة رصدت موازنات ضخمة لبناء مدارس نموذجية وإنهاء ظاهرة المدارس الكرفانية، وتلك الطينية في القرى والأرياف، لكنها فشلت في تحقيق ذلك. ولا نعرف أين ذهبت تلك الموازنات!”، لافتة إلى أن “وزارة التربية لا تملك أرقاما أو إحصائيات دقيقة حول عدد المدارس الكرفانية، والذي يقدر في بغداد وحدها بالعشرات، رغم أن هذه الكرفانات تصلح للعمل المؤقت، وليست مؤهلة لتكون مباني مدرسية تضم أطفالاً”.

يشار إلى أن الحكومة باشرت خلال الآونة الأخيرة ببناء أكثر من ألف مدرسة في عموم العراق، وهي تخطط – حسب تصريحات رسمية – لبناء عدد مماثل عن طريق اتفاقية مع الصين وصندوق إعمار المناطق المتضررة ومنح دولية.

مخاطر كبيرة

مواطنون كثيرون يشكون من الأوضاع المزرية التي يواجهها أبناؤهم في الصفوف الكرفانية. وفي هذا الصدد يقول أحمد العزاوي أن “الدراسة في الكرفانات مزرية، لكننا مضطرون إلى تسجيل أبنائنا في هذه المدارس لعدم وجود بديل”، مبينا في حديث صحفي أن “معاناة تلاميذ المدارس الكرفانية لا تقتصر على غياب البنى التحتية والخدمات الأساسية والأجواء المدرسية، بل تتعدى ذلك في مواجهتهم مخاطر كبيرة، ومنها التماسات الكهربائية التي تحدث باستمرار، سيما في فترات هطول الأمطار، والتي قد تتسبب في حوادث مميتة، لكون جدران الكرفانات مصنوعة من الحديد، وهذا أفضل موصّل للتيار الكهربائي”.

تَستّر على الفاسدين

إلى ذلك، يقول النائب كامل الغريري، أن “أكثر من 150 مدرسة في بغداد، خاصة في مناطق حزامها، هُدمت قبل أكثر من 10 سنوات من قبل (شركة الفاو) التي تعاقدت معها وزارة التربية لبناء مدارس بمواصفات حديثة. وجميع هذه المدارس لم تجر إعادة بنائها لغاية اللحظة”.

ويوضح في حديث صحفي، أن “المدارس التي هُدمت تحولت إلى كرفانات تعمل بنظام الدوام المزدوج، الصباحي والمسائي، وقد أُنشئت عن طريق تنمية الأقاليم، وذلك حفاظاً على استمرار العملية التربوية التي تراجعت بشكل كبير بعد 2003، شأن كل القطاعات”، لافتا إلى أن “الحكومات المتعاقبة تتحمل مسؤولية انهيار قطاع التعليم، والناتج عن استشراء الفساد، وسيطرة الأحزاب المتنفذة على مفاصل الدولة. إذ يجري التستر على الفاسدين الذين سرقوا المال العام، وحرموا آلاف التلاميذ والطلبة من التعليم”.

 ***************************

مزارعو الزبير يطالبون: أدعمونا بالسماد والأغطية البلاستيكية

البصرة – وكالات

طالب مزارعون في قضاء الزبير غربي البصرة، الحكومتين المركزية والمحلية بـ “ضرورة” تزويدهم بمادتي سماد “اليوريا” و”الداب” للموسم الزراعي الحالي، مع دعمهم بالأغطية البلاستيكية.  وقالوا في حديث صحفي، أن وزارة الزراعة أوقفت أخيرا توزيع مادتي السماد المذكورتين، على المزارعين الذين لم يجددوا عقودهم الزراعية في منطقتي الزبير وسفوان، مشيرين إلى أن شركة نفط البصرة هي من رفض تجديد العقود، على اعتبار أن أراضيهم تقع ضمن الرقعة النفطية التي ستشمل بالتوسعات المستقبلية لجولات التراخيص.

وأكد المزارعون أنهم لا يزالون يزرعون محصول الطماطم وغيره من المحاصيل رغم عدم تجديد عقودهم، ما يتطلب مواصلة دعمهم من وزارة الزراعة، لافتين إلى أن أسعار السماد في السوق مرتفعة جدا.

من جانبه، قال مدير زراعة الزبير صالح حسن، أن هناك أكثر من ألف مزرعة منتجة تم قطع حصتها المدعومة من مادتي “اليوريا” و”الداب”، نظرا لعدم استطاعة أصحابها تجديد عقودهم الزراعية، مبينا في حديث صحفي، أن مساحة هذه الأراضي تصل إلى 10 آلاف دونم.

إلى ذلك، بيّن رئيس الجمعيات الفلاحية في الزبير، رياض شداد، أن مزارعي القضاء يعانون كثيرا بسبب عدم قدرتهم على تأمين الأسمدة الكيمياوية لأراضيهم المنتجة، مؤكدا أن إجراءات وزارة الزراعة بحرمان الأراضي غير المجددة عقودها من مادة السماد، ستوثر على إنتاج محصول الطماطم لموسم الشتاء الحالي.

 ****************************

سائقو أجرة في ديالى: الموظفون يزاحموننا في عملنا

بعقوبة – وكالات 

نظم العشرات من سائقي مركبات الاجرة في ديالى، أخيرا، تظاهرة طالبوا فيها بمنع موظفي الدولة من مزاولة مهنة “التاكسي”.

ورفع المتظاهرون الذين تجمهروا أمام بوابة الكراج الرئيس في بعقوبة، لافتات تتضمن مطلبهم هذا، إضافة إلى مطالب أخرى من بينها معالجة فوضى نقل الركاب قرب الكراجات. إذ يقوم بعض السائقين بحمل المسافرين من خارج الكراج وليس من داخله، كي لا يدفعون رسوم الدخولية والجباية وغيرها، الأمر الذي يضعف عمل المركبات التي تعمل بصورة نظامية.

ودعا السائقون إلى تنظيم عملية نقل الركاب وفق نظام عادل ومنصف لجميع السائقين، مؤكدين أنهم يهدفون من تظاهرتهم هذه إلى إنصاف شريحتهم التي تعاني الفوضى في إدارة قطاعها.

ويشهد عمل كراجات نقل الركاب في ديالى، حالة من عدم التنظيم، في ظل ضعف التزام بعض السائقين بقوانين هيئة النقل، ووجود موظفين كثيرين يعملون سائقي أجرة بعد الدوام الرسمي، ما يزاحم عمل أصحاب المهنة.

 ******************************

في المجر الكبير .. “الجندالة” تعاني العطش!

العمارة – وكالات

ناشد سكان “قرية الجندالة” الواقعة ضمن قضاء المجر الكبير جنوبي ميسان، الحكومتين المركزية والمحلية توفير مياه الشرب في قريتهم، لهم ولحيواناتهم، مشيرين إلى أن “نهر الجندالة”، الرافد المائي الرئيس للقرية والقرى المجاورة لها، جفت مياهه بشكل تام، الأمر الذي أدى إلى نفوق عشرات الرؤوس من الأبقار والجاموس.  وأوضح عدد من السكان في حديث صحفي، أن مشكلة جفاف النهر اقترنت بمشكلة انعدام وصول مياه الشرب إلى القرية عبر محطة الإسالة القريبة منها، بسبب قدم المحطة وعدم إدامتها أو تجديدها.

 **************************

مواطنون يشتكون: «شركة زين» تزيد أجور تمديد الخطوط

بغداد – وكالات

قامت “شركة زين العراق” لخدمات الاتصال والانترنيت، الخميس الماضي، بزيادة أجور تمديد صلاحية خط الهاتف. إذ أضافت مبلغ ألف دينار على الأجر السابق.

وقال عدد من مستخدمي خطوط الشركة، أن “زين، ومن دون سابق إنذار أو توضيح، قامت بزيادة مبلغ تمديد صلاحية الخط لشهر واحد من ألفين إلى 3 آلاف دينار، ولثلاثة شهور من 6 إلى 7 آلاف دينار”.

واستنكر المستخدمون في حديث صحفي هذه الزيادة، مطالبين هيئة الإعلام والاتصالات بوضع رقابة على عمل شركات الاتصال.

 ***********************

الكوت.. طلبة يرفضون قرار تحويلهم إلى المسائي

الكوت – وكالات

شكا طلبة الفرع الأدبي في “إعدادية المصطفى” للبنين بمدينة الكوت، من تحويل دوامهم من الفترة الصباحية إلى المسائية، مطالبين مديرية تربية واسط بإعادة النظر في هذا القرار الذي يشكل ضغوطات كبيرة عليهم قد تؤثر على تحصيلهم العلمي.  

وأوضحوا في حديث صحفي، أن هذا القرار شمل فقط طلبة الفرع الأدبي، ولم يشمل الفرع العلمي في المدرسة، مؤكدين أنهم حتى الآن لم ينتظموا في دوامهم الرسمي شأن أقرانهم الآخرين، بسبب تضارب القرارات بين نقلهم إلى مدرسة أخرى أو الدوام المسائي. فيما تمتنع إدارة مدرستهم عن استقبالهم. 

ونوّه الطلبة إلى أن أكثر ما يدعوهم إلى رفض قرار الدوام المسائي، هو تضارب فترة الدوام مع فترات دورات تقوية مسائية كانوا قد سجلوا فيها.

 *************************

أم قصر.. شح مزمن في مياه الإسالة

البصرة – وكالات

طالب مواطنون وناشطون من سكان ناحية أم قصر في البصرة، الحكومة المحلية وشركة الموانئ بمعالجة مشكلة شح مياه الإسالة التي يعانونها منذ سنوات طويلة، مشددين على أهمية الإسراع في تنفيذ مشاريع محطات المياه التي أعلنت عنها الجهات الحكومية المعنية سابقا، مع زيادة ضخ الماء إلى الناحية من مشروع خور الزبير.

وذكروا في حديث صحفي، أن مشكلة شح المياه في الناحية مستمرة منذ العام 2003، ولم تجر معالجتها، مشيرين إلى أن الجهات المعنية وعدتهم سابقا بإنشاء محطات إسالة جديدة، لكنها لم تفِ بوعدها.

وعن أسباب المشكلة، أوضحوا أن نسب المياه التي تضخ للناحية من محطة خور الزبير، قليلة، وتتشارك فيها ناحيتان آخرتان مع أم قصر، مطالبين المحافظ بتوجيه دائرة ماء البصرة بتنفيذ مشروع محطة مياه في الناحية، فضلا عن محطة أخرى تقوم بإنشائها شركة الموانئ، وذلك لسد حاجة الناحية من المياه. 

 ******************************

الصفحة السادسة

فيما يحلم حزب العمال بالعودة للسلطة.. هل يعود بوريس جونسون لحكم بريطانيا العظمى؟

رشيد غويلب

قبل 45 يوما لم يتوقع أحد في بريطانيا، أن ليز تراس ستغادر بهذه السرعة، ولكن تخبط النخب الحاكمة في لندن جعل ذلك ممكنا.

يترافق استمرار الاضطراب في المشهد السياسي في البلاد، مع تسابق سريع للمحافظين لإيجاد البديل، يقابله حلم متعثر لحزب العمال المعارض في العودة للسلطة. وإذ كانت بدائل المحافظين لا جديد فيها، فان حال المعارضة أكثر سوءا.

لجنة 1922

وفق قواعد الحياة الداخلية لحزب المحافظين التي وضعتها “ لجنة 1922 “ الشهيرة يحتاج كل مرشح توقيع 100 نائب من كتلة المحافظين لدخول السباق الانتخابي. وفق رئيس اللجنة غراهام برادي،: “إنها عقبة كبيرة، لكن يجب أن تكون قابلة للتنفيذ بالنسبة للمرشحين الذين لديهم فرصة معقولة للنجاح”. يجب تقديم الترشيحات بحلول الساعة 2 ظهرًا يوم الاثنين المقبل. إذا نجح ثلاثة مرشحين، فإن كتلة حزب المحافظين ستصوت لاختيار أحدهم. وإذا كانت هناك منافسة بين أكثر من مرشح، سيحسم الأمر عبر استفتاء حزبي عام، عبر الانترنيت، لأعضاء الحزب البالغ عددهم 160 ألف، لاختيار رئيس الحزب والوزراء المقبل.

لقد طورت اللجنة هذه الآلية، لكي تقوم الكتلة النيابية عمليا بتوجيه دفة التصويت الحزبي، لكي يتم تجاوز الاشكال الذي واجه رئيسة الوزراء المستقيلة، التي تمتعت بدعم أكثرية القاعدة الحزبية، لكن دعمها من قبل كتلة الحزب النيابية كان ضعيفا، لان أكثرية الكتلة كانت تفضل منافسها آنذاك ريشي سوناك.

المرشحون لخلافة تروس حتى الآن هم ريشي سوناك وبيني موردونت وبوريس جونسون. لقد حصل كل منهم بالفعل على دعم عشرات المتابعين. ويعتقد المراقبون وزملاء جونسون في الحزب، أن لديه فرصة جيدة لجمع توقيع 100 من أعضاء الكتلة النيابية.

بوريس جونسون

بعد ساعات من إعلان رئيسة الوزراء البريطانية ليز تروس استقالتها، ذكرت وسائل الإعلام البريطانية أن سلفها بوريس جونسون عاد بشكل مفاجئ من إجازة مميزة في منطقة البحر الكاريبي إلى منزله. يبدو أنه يشعر بفرصة فريدة. بعد ستة أسابيع فقط من اضطراره للاستقالة. لقد جاء جونسون في المرة الأولى منقذًا لحزب المحافظين، وإذا عاد ثانية سيكون حدثا غير مسبوق في تاريخ بريطانيا السياسي. ولحد الآن لم يعلق جونسون بعد على أي ترشيح محتمل، لكن متابعين يعتبرونه أحد أكثر المرشحين الواعدين، لأنه سيجنب المحافظين الانتظار الطويل، ويبعد شبح الانتخابات المبكرة الذي يؤرقهم.  ويتم بذل جهود حثيثة لحسم خيارات الحزب الحاكم قبل 28 تشرين الأول الحالي على أبعد تقدير.

حملة “إعادة بوريس” تجري على قدم وساق. وكان وزير مجلس الوزراء جاكوب ريس موغ أول الذين تحدثوا الجمعة لصالح جونسون، تلاه بعد ذلك بقليل وزير الدفاع بن والاس. ينتشر على وسائل التواصل الاجتماعي شعار “بوريس أو الإفلاس”. رصيد جونسون هو النصر الساحق في الانتخابات، الذي حققه قبل قرابة عامين.  وربما سيكون وعده للحزب في الأيام القادمة: معي ستفوزون في الانتخابات.

لكن الأمر ليس بهذه السهولة. كما كتب أستاذ العلوم السياسية البريطاني روب فورد، فإن فوز جونسون في انتخابات 2019، استند الى حملة كراهية ضد زعيم حزب العمال اليساري جيمي كوربين، باعتباره “ساما”، وأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي كانت القضية الحاسمة.  وكلا السببين فقد صلاحيته الان. لقد اتسم عهد جونسون “من البداية إلى النهاية بالفوضى والفضائح والأخطاء الذاتية الفادحة والمنعطفات الصارخة”. ويبدو أن أنصار جونسون قد نسوا ذلك، لكن الناخبين لم ينسوه، كما يقول فورد. بالإضافة إلى ذلك، لا يزال التحقيق جارياً حول ما إذا كان جونسون قد خرق وثيقة السلوك الوزاري، التي تحدد معايير سلوك الوزراء، وكيفية أداء واجباتهم.

وأخيرًا، هل سيكون جونسون قادرًا على توحيد المحافظين المنقسمين بشدة. على الأقل منذ التصويت على الخروج من الاتحاد الأوروبي، أصبح الحزب غارقًا أكثر فأكثر في المشاحنات، والكراهية بين مختلف تياراته. على الرغم من فوزه في انتخابات 2019، فإن الحزب يعيش أزمة دائمة.

صعود الشعبوية اليمينية، المناورات المناهضة للديمقراطية في عهد جونسون، الهوس اليميني الذي رافق الخروج من الاتحاد الأوربي. والتحول نحو سياسة اقتصادية اكثر يمينية في عهد ليز تراس، الذي فشل بشكل مذهل، كلها مؤشرات تراجع. إذا وجد بوريس جونسون دعمًا من زملائه في الحزب وعاد إلى السلطة، فسيكون ذلك مؤشرا إضافيا على شحة بدائل المحافظين.

يعرف العديد من نواب حزب المحافظين جيدًا الشكل الذي سيبدو عليه التفويض الجديد لجونسون، ليس في الداخل البريطاني فقط، بل على المسرح العالمي، حيث أصبحت بريطانيا أخيرًا أضحوكة. قال النائب المخضرم روغر غيل إنه سيغادر، إذا أصبح جونسون رئيساً للوزراء مرة أخرى. يشعر المحافظون الآخرون بالفزع من هذه العودة. قال عضو البرلمان جيسي نورمان: “ستكون كارثة مطلقة”.

حزب العمال

فوضى المحافظين دفعت حزب العمال للمطالبة بانتخابات مبكرة، هذه المطالبة يرفضها المحافظون، الذين يتابعون صعود منافسهم في استطلاعات الراي، وبالمقابل، فان الصراعات الداخلية في حزب العمال، واقصاء جناحه اليساري، وضعف جاذبية قادة اليمين الذين يهيمنون على قرار الحزب، والعلاقة السيئة، وفي أحسن الأحوال المرتبكة مع النقابات العمالية تجعل الحلم بالعودة للسلطة حلما مؤجلا.

 **************************

حرية التعبير  على الطريقة الأمريكية

ترجمة طريق الشعب

في أحدث حملة قمع ضد حرية التعبير، تم طرد الصحفية اليهودية الأمريكية كاتي هالبر من عملها في صحيفة (ذي هيل) الأمريكية بسبب وصفها إسرائيل بـ «دولة الفصل العنصري»، وذلك بسبب ما أعتبر تضامنا مع عضوة الكونغرنس، الممثلة عن ولاية ميشيغان والتي تنحدر من أصل فلسطيني، رشيدة طليب.

وكانت طليب قد تعرضت لهجوم شرس من قبل زملائها وبعض الصحفيين، لأنها كتبت في منشور لها على أنه من غير الممكن أن يبقى المرء تقدمياً ويواصل في نفس الوقت دعم إسرائيل، وهو الأمر الذي دفع بالجماعات الموالية لإسرائيل لطلب حذف تعليقاتها ووصفها بالعداء للسامية.

ورغم أن هالبر كانت قد منعت من التعليق على المنشورات في وسائل التواصل الاجتماعي، الا أن تحقيقاً نشرته حول مشكلة طليب أدى لفصلها من العمل نهائياً. هذا وتضمن التحقيق حواراً ذاتياً حول ماهية الفصل العنصري وفق القانون الدولي ومنظمات حقوق الإنسان، بما فيها الإسرائيلية كمنظمة بتسليم إضافة لهيومن رايتس ومنظمة العفو الدولية، وتذكيراً بالإدانات التي وجههتها هذه المنظمات لإسرائيل على إرتكابها جريمة الفصل العنصري. وفيما فضح تحقيق هالبر هذا ما تتسم به القوانين الإسرائيلية من عنصرية، تمنح الأفضلية لليهود، تضمن إقتباساً من حديث لرئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود باراك، يحذر فيه من تحول إسرائيل الى دولة فصل عنصري إذا لم تغير مسارها.

 ************************

إضرابات في إيران مع دخول الاحتجاجات أسبوعها السادس

طهرات ـ وكالات

نفّذ تجار وعمّال في عدّة مدن إيرانية إضراباً امس السبت في إطار الاحتجاجات التي اندلعت قبل أكثر من شهر إثر وفاة الشابة الإيرانية مهسا أميني بعد توقيفها، حسبما أفادت منظمات غير حكومية.

ودعا ناشطون إلى تظاهرات جديدة يوم امس وهو اليوم الأول من الأسبوع في إيران. لكن من الصعب تقييم حجم هذه التحرّكات بسبب القيود التي تفرضها السلطات على الوصول إلى الإنترنت.

ووفق قناة “1500 تصوير”، فقد “نُفّذت إضرابات في مدن من بينها سنندج وبوكان وسقز”، وهذه الأخيرة مسقط رأس مهسا أميني.

وأشارت منظمة “هينغاو” الحقوقية ومقرّها في النروج إلى إضراب للتجار في بوكان (شمال شرق) وسنندج وسقز (شمال غرب)، وأيضاً في مريوان (غرب).

وفي أماكن أخرى في إيران، صفّق عشرات الطلاب وهتفوا خلال تظاهرة في جامعة شهيد بهشتي في طهران، حسبما أظهر مقطع فيديو نشرته قناة “1500تصوير” على “تويتر” السبت. وتجمّع عشرات العمّال أمام مصنع شوكولا في مدينة تبريز عاصمة إقليم أذربيجان شرقاً، وفق مقاطع فيديو أخرى لم يتسنَّ لوكالة فرانس برس التحقّق منها على الفور.

وفي هذه الأثناء، دعت إحدى نقابات المعلّمين إلى إضراب وطني في البلاد الأحد والإثنين للتنديد بحملة القمع التي أودت بحياة 23 طفلاً على الأقل، وفق منظمة العفو الدولية.

 ****************************

احتجاجات ألمانية حاشدة تطالب بدعم أسعار الغاز

برلين - وكالات

تجمع عشرات الآلاف من المحتجين في ست مدن ألمانية، أمس، للمطالبة بالمزيد من العدالة في توزيع المخصصات الحكومية للتعامل مع ارتفاع أسعار الطاقة وتكاليف المعيشة وبالتحول سريعا نحو وقف الاعتماد على استخدام الوقود الأحفوري.

وخرج المحتجون في مسيرة في برلين ودوسلدورف وهانوفر وشتوتجارت ودريسدن وفرانكفورت-أم-ماين، حاملين لافتات تحمل مطالبات واسعة تتضمن خفض التضخم وإيقاف محطات الطاقة النووية وزيادة دعم أسعار الطاقة للفقراء.

وذكرت منظمة جرينبيس المشاركة في تنظيم الاحتجاجات إن عدد المتظاهرين بلغ نحو 24 ألفا، لكن الشرطة قالت إن نحو 1800 محتجا تجمعوا في برلين. ووافق البرلمان الألماني الجمعة على حزمة الإنقاذ الحكومية البالغة 200 مليار يورو والتي تهدف إلى حماية الشركات والأسر من تأثير ارتفاع أسعار الطاقة. وتتضمن الحزمة مبلغا يدفع مرة واحدة لتغطية فاتورة غاز شهرية للأسر والشركات الصغيرة والمتوسطة وآلية للحد من الأسعار اعتبارا من اذار.

 *****************

الرئيس الصيني: حزبنا الشيوعي سيذهل العالم في العصر الجديد

بكين - وكالات

قال الرئيس الصيني شي جين بينغ، يوم أمس تزامنا مع اختتام المؤتمر الوطني الـ20 للحزب الشيوعي الصيني، إن حزبهم واثق وقادر تماماً على خلق معجزات في المسيرة الجديدة خلال العصر الجديد.

وفي الجلسة الختامية برئاسة شي، انتخب المؤتمر اللجنة المركزية الجديدة للحزب الشيوعي الصيني التي تضم 205 أعضاء و171 عضوا احتياطيا، واللجنة المركزية الجديدة لفحص الانضباط للحزب الشيوعي الصيني التي تتألف من 133 عضوا.

وقال شي: “نعتقد أن جميع القرارات والخطط التي تم وضعها في المؤتمر وجميع نتائجه ستلعب دوراً مهماً في توجيه ودعم جهودنا لبناء دولة اشتراكية حديثة من جميع النواحي، والمضي قدما بإحياء النهضة العظيمة للأمة الصينية على جميع الجوانب، وتحقيق انتصارات جديدة من أجل الاشتراكية ذات الخصائص الصينية”.

وتابع: “إننا واثقون وقادرون تماماً على خلق معجزات جديدة وأعظم في المسيرة الجديدة خلال العصر الجديد - معجزات ستُذهل العالم”.

 ************************

برئاسة ميلوني ..  حكومة اليمين الإيطالي تبدأ ولايتها

روما - وكالات

أصبحت جورجيا ميلوني أول امرأة تتولى منصب رئيس الوزراء في إيطاليا بعد أدائها وأعضاء حكومتها اليمين الدستورية أمس السبت، لتبدأ ولاية أكثر حكومة يمينية التوجه منذ الحرب العالمية الثانية. وترأس ميلوني حزب إخوة إيطاليا القومي، وقد حققت الفوز في الانتخابات الشهر الماضي في إطار تحالف للأحزاب المحافظة يضم حزب فورزا إيطاليا بزعامة سيلفيو برلسكوني وحزب الرابطة بزعامة ماتيو سالفيني.

وتواجه حكومة ميلوني سلسلة من التحديات الشاقة، لا سيما الركود الذي يلوح في الأفق، وارتفاع فواتير الطاقة، وكيفية دعم أوكرانيا. ورغم تعهد ميلوني بذلك، دأب برلسكوني على تقويض هذا الموقف، إذ ألقى في الأسبوع الماضي باللوم على كييف في الحرب الروسية في أوكرانيا، وكشف أنه تبادل الهدايا و”الرسائل اللطيفة” مع صديقه منذ فترة طويلة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وبعد محادثات سادها التوتر في الغالب وجرت خلف الكواليس على مدى أيام، أعلنت ميلوني أسماء أعضاء حكومتها وأسندت 5 وزارات لكل من الشريكين الأصغر في ائتلافها، فورزا والرابطة، واحتفظت بـ9 وزارات لحزبها.

 ***********************

آثار غياب الدولة في السودان

الخرطوم - قرشي عوض

اعلن مكتب الشرق الأوسط وشمال فريقيا في برنامج الغذاء العالمي، عن تعرض 3 ملايين طفل لنقص الغذاء، فيما يواجه ثلث السكان المجاعة بالفعل. وكان معلوما ان هذا العدد سيلتحق بجيوش الجياع في نهاية شهر آب المنصرم، لكن لم تحدث أية تحركات رسمية لاحتواء الموقف. بل ان كمية  من القمح تبرع بها البنك الدولي أيام حكومة حمدوك لمواجهة هذه التداعيات، قامت الحكومة الحالية ببيعها في وقت سابق بدل ان تحفظها لمواجهة الطواري.

في الوقت ذاته أشار التحالف الاقتصادي لقوى ثورة ديسمبر، استناداً الى تقارير رسمية صادرة عن جهات حكومية مثل البنك المركزي، الى ان العجز في الموازنة العامة قد تجاوز حاجز الترليون جنيه. الى جانب نقص حاد في الصادرات وحصرها فقط في الذهب، الذي يذهب جله للمكون العسكري بأقسامه المختلفة. وانه لمواجهة هذا العجز لجأت الحكومة الى زيادة الضرائب بنسبة 600% ، مما قاد الى ارتفاع الأسعار والركود الاقتصادي في ظل تدني الأجور وانخفاض القوة الشرائية. وترتبت على ذلك إضرابات للتجار وإقفال للاسواق في معظم المدن. وانها ظاهرة جديدة على الحراك السياسي في السودان، ان يشارك التجار في نشاط ذي طابع سياسي ضد الدولة منذ العام 1924. اي في الثورة التي قادتها الطبقة الوسطي وطلاب المدرسة الحربية، وشارك فيها تجار مدينة ام درمان.

في هذا الوقت قالت مراكز اجتماعية في السودان ان مليون طفل هم خارج قاعات الدراسة وان بعضهم يتلقون دروسهم تجت ظلال الأشجار . وقد أعلنت لجنة المعلمين الاضراب وسيّرت مواكب احتجاجية في الخرطوم وسط موجة من الاعتقالات والفصل من الخدمة طالت قياداتهم.

هذه المظاهر وغيرها في بلاد عمت فيها الظلمات فضاءات العقول وسماوات المدن، ترتبط بمتغيرات  كثيرة خارجية ومحلية منها الحرب الأوكرانية الروسية ، لكن استمرارها وعدم التصدي لها مرتبط بغياب الدولة لمدة عام كامل. فهي لا تشكل حضوراً يذكر الا في قمع المظاهرات واصطياد الثوار في شوارع الخرطوم. وهؤلاء يقضي بعضهم نحبه دهساً بسيارات الدفع الرباعي التي تستخدمها الشرطة في تفريق المظاهرات السلمية. وفي هذا الفراغ يُنتظر التوصل الى تسوية سياسية بين المدنيين والعسكريين. وهي الخطوة التي أحدثت شرخاً طال قوى الحرية والتغيير، احد الكيانات المعارضة لانقلاب 25 أكتوبر. وبعد ان بشرت الجهات الراعية او المسهلة لهذه العملية قرب الوصول الى اتفاق، أصدرت بعض المكونات المؤثرة في التحالف رفضها المشاركة في أي تسوية لا تستجيب لمطالب الشارع ، مثل الحركة الشعبية - التيار الثوري الديمقراطي الذي يتزعمه السياسي المعروف ياسر عرمان. فيما جددت قوى التغيير الجذري وتنسيقيات لجان المقاومة مواقفها الرافضة لاي اتفاق او شراكة او اعتراف بالعساكر.

في هذه الاثناء استدعت مصر المكتب السياسي لحزب الامة القومي الذي اعلنت بعض قياداته قرب وصولهم الى تسوية سياسية مع المكون العسكري، وذلك بعد الزيارة التي قام بها البرهان الى منطقة بحر دار الاثيوبية  ومقابلته للقيادة السياسية في ذلك البلد، الذي شهدت العلاقة بينه ومصر توترات كبيرة بسبب سد النهضة.

من جانبها حذرت عناصر النظام السابق من الوصول الى تسوية تستثنيهم. كذلك فعل تيار الحرية والتغيير - التوافق الوطني الذي ساند  انقلاب 25 أكتوبر. واعلن الجيش انه  لن يدخل في تسوية تستثني احدا، وهو موقف معلن منذ  فض الشراكة بينه والحرية والتغيير، ما يعني عودة الأوضاع الى سابق سكونها.

لكن يبقى السؤال: هل تنتظر الاوضاع الاجتماعية والاقتصادية المتفجرة التوصل الى اتفاق سياسي، في وقت  تقدم فيه القوى السياسية رجلاً وتؤخر الثانية؟ هذا ما ستجيب عليه الايام المقبلة في سباق الجميع نحو الذكرى السنوية ليوم 21 أكتوبر، التاريخ الذي قامت فيها الثورة الشعبية، التي أطاحت بأول نظام ديكتاتوري حكم السودان بعد الاستقلال.

 *******************************

الصفحة السابعة

توجه لمنافستها بانشاء شركة وطنية داعمة للمواطنين.. أحاديث نيابية عن إلغاء ضريبة كارتات الاتصال في موازنة 2023.. وترجيحات باستمرارها!

بغداد ـ طريق الشعب

لا يزال العراقيون، لا سيما ذوي الدخل اليومي المحدود، يدفعون ثمن سياسة «التقشف» التي انتهجتها الحكومات المتعاقبة منذ العام 2015، والتي بلغت ذروتها مع دخول «الورقة البيضاء» حيز التنفيذ، بينما تتنعم قوى المنظومة السياسية وحاشيتها بخيرات البلاد.

ضريبة لازمت الموازنات

ففي قانون موازنة 2015 نصت المادة (33 / أ) على (فرض ضريبة المبيعات على كارتات تعبئة الهاتف النقال وشبكات الإنترنت بنسبة (20%) من قيمة الكارتات في عموم العراق)، ضمن مجموعة من الإجراءات لتقنين المصروفات وزيادة الإيرادات بعد انخفاض أسعار النفط في الأسواق العالمية ومحاربة تنظيم داعش في وقتها.

لكن ضريبة مبيعات الموبايل والإنترنت أصبحت صفة ملازمة وتتكرر سنويا في كل قوانين الموازنات الاتحادية.

وتعتزم لجان برلمانية الغاء ضريبة كارتات الشحن في موازنة 2023، التي لم تنجز مسودتها من طرف الحكومة حتى الآن.

وتشهد خزينة العراق انتعاشا ماليا على أثر ارتفاع أسعار النفط عالميا، إذ يقدر مسؤولون ومراقبون «الوفرة المالية» بأنها تتجاوز 80 مليار دولار من العائدات النفطية، وهي الأعلى في تاريخ البلاد. لكن العراقيين لم يستفيدوا منها في شيء.

ويصف تقرير صحفي لوكالة رويترز العراق بأنه «غارق في مأزق مستنقع سياسي جعله بلا حكومة عاملة منذ عام تقريباً، وهو الأسوأ منذ العام 2003». وقدّر التقرير إيرادات العراق المالية خلال ثمانية أشهر بأكثر من 80 مليار دولار «بسبب تأثيرات ارتفاع الأسعار عالميا».

مساع لإيقافها في 2023

وبحسب لجنة النقل والاتصالات النيابية فان البرلمان يعتزم إلغاء ضريبة بطاقات شحن الرصيد للهاتف النقال في الموازنة الاتحادية للعام 2023.

وقالت رئيسة اللجنة النائبة زهرة البجاري، إن «في الموازنات السابقة كانت هناك فقرة لتعظيم موارد الدولة، باستقطاع مبلغ إضافي من شركات بطاقات التعبئة، لكن اللجنة المالية والحكومة التنفيذية لم تلاحظا في حينها أن هذه القيمة أُضيفت على قيمة الكارت نفسه، وبالتالي المواطن يدفع تلك القيمة وليس الشركة».

وعن هذه الضريبة، أوضحت البجاري، أن «لجنة الاتصالات تعمل على رفع فقرة الإضافة هذه في موازنة 2023، ليرجع سعر الكارت بسعر فئة التعبئة، دون المبلغ الإضافي الحالي».

كما أشارت إلى «وجود توجه آخر لإنشاء شركة وطنية داعمة للمواطن تعمل مع شركات الهاتف النقال»، مؤكدة أن «هذا المشروع تم رفعه إلى الحكومة الحالية لكنها أجلته».

وفي ما يخص الهواتف الأرضية، نوهت رئيس لجنة الاتصالات النيابية، إلى أن «مشروع FTTH الذي تعمل عليه وزارة الاتصالات بدأ يكتمل في بعض المناطق، ونأمل أن يشمل كل المدن ويكون بأسعار رمزية للمواطنين».

وفي كانون الثاني الماضي، أعلن الجهاز المركزي للإحصاء العراقي، أن عدد مشتركي الهاتف النقال في البلاد بلغ أكثر من 39 مليون مشترك خلال عام 2020.

وكان العراقيون قبل العام 2003 يستعملون الهاتف الأرضي فقط، ولم يدخل الهاتف المحمول إلى البلاد، ويصبح في متناول أيدي العراقيين الراغبين، إلا في العام 2004، وفي العام 2002، كان هناك نحو مليون و200 ألف مشترك في الشبكة الثابتة العراقية «الهاتف الارضي» أي بمعدل أربعة خطوط لكل 100 نسمة ما يمثل معدلا متدنيا عن معدلات المنطقة.

مصائب الورقة البيضاء!

ويقول الكاتب والخبير الاقتصادي عقيل الأنصاري: ان الحكومة العراقية قدمت عن طريق ورقتها البيضاء مقترح إضافة ضرائب متنوّعة، لأجل دعم خزينة الدولة بدخل محدّد ومستهدف.

ويضيف الأنصاري، أن هذه الضرائب «تختلف عن ضريبة الدخل التي تستقطع نسبة معيّنة من دخل المواطن، ولكنّ الضريبة المُضافة هي فقط على من يشتري والذي لا يشتري لن يتأثر»، لافتا الى ان «كثيرا من الدول لديها بعض الإعفاءات من الضريبة على بعض البضائع والخدمات مثل الكتب وحاجيات الأطفال من ملابس وغيرها. وهناك تخفيض للضريبة على الطعام الساخن والأعمال الخيرية. كذلك توجد إعفاءات على بعض الأسواق الحرّة من الضرائب المضافة مثل التي توجد في مطارات العراق».

ويشير الأنصاري الى ان «الضريبة المضافة تستخدم أيضاً لتشجيع بعض القطاعات؛ فالاتّحاد الاوربي مثلاً يُعيد مبلغ الضريبة للسوّاح من خارج الاتّحاد الأوربي وذلك لتشجيع السياحة».

الفقير سيواصل الدفع!

ويواصل حديثه قائلا إنه «قبل سنوات أضافت الحكومة العراقية ضريبة القيمة المضافة وبنسبة 20% على بطاقات الشحن لخطوط الموبايل، وأصبح المواطن يدفع 12.500 دينار لبطاقة قيمتها 10 آلاف دينار»، منبها إلى ان «الـ2500 دينار هي ضريبة إضافية غير ضريبة الدخل على شركات الهاتف النقّال».

ويؤكد ان «هذه الأموال يُفترض أن تسدّد مباشرةً لدائرة الضريبة وبشكل فصليّ، اي كلّ ثلاثة أشهر، ولا علاقة لها إن ربحت الشركة أو خسرت»، لكنه يشكك في قيام الحكومة بجباية هذه الاموال من الشركات المدينة أصلا للدولة.

ويتساءل الأنصاري: «هل لدى دائرة الضريبة القدرة على المتابعة والملاحقة؟ هل لديها التكنلوجيا اللازمة لهذه العملية؟».

ويلخص المتحدث مرجحا، ان هذه الضرائب «ستبقى عبئاً على جميع المواطنين وخصوصا على الفقير».

السوداني: مهزلة وتواطؤ حكومي

وكان رئيس الوزراء المكلف محمد شياع السوداني قد تبنى ملف ديون شركات الاتصال في مجلس النواب، وملاحقة جولات تراخيصها الممنوحة من قبل حكومة الكاظمي.

وبحسب المحلل السياسي علي البياتي، فان «السوادني باعتباره اهم المطلعين والمتصدين لجولة التراخيص التي منحت لشركات الهواتف النقال في العراق سيكون فاعلا بهذا المجال بشكل كبير» بحسب تخمينه.

وفي تصريح سابق للسوداني، قال إن «هيئة الاعلام والاتصالات وجدت ان احدى شركات الهاتف النقال لم تنفذ التزاماتها التعاقدية واستولت على الطيف الترددي وخدمة الجيل الرابع ما دفع الهيئة الى تبليغ الشركة بالإجراءات القانونية بحقها».

واعتبر ان «مايحصل في قطاع الاتصالات يعد مهزلة حقيقية وتواطؤاً فاضحا من بعض المسؤولين، لأن السكوت عن قطاع مهم يوفر للدولة مليارات الدولارات، اضافة الى كونه جزءا مهما وأساسا من حياة المواطنين، يمثل إضرارا متعمدا بالمال العام والمصلحة العامة».

 *************************

وقفة اقتصادية.. الريع والفساد  نقمتان متلازمتان

 ابراهيم المشهداني

إذا أخذنا باستنتاجات بعض الدراسات والأبحاث الاقتصادية التي تتوصل اليها المؤسسات المالية الدولية والمعاهد البحثية بأن الريوع النفطية نعمة للدول المنتجة للطاقة وأنها عصب الاقتصاد وتتوقف عند هذا الحد، فإنها عن قصد أو غير قصد تكون قد نصبت فخاخا قاتلة لتلك الدول كونها تتحدث عن أرقام توهم الحاكمين في تلك الدول بتقديم إنجازات على الورق لم يذق الشعب شيئا من هذه النعمة، وخير دليل على ذلك ما تحدثت تقارير البنك الدولي بأن العراق حقق أعلى معدلات التنمية يصل إلى 9 في المائة.

ويبدو أن البنك الدولي قد وضع العراق في التسلسلات التي تتقدم على الكثير من الدول المعروفة بمعدلات التنمية العالية  كالصين مثلا  التي وصلت  معدلات التنمية إلى أكثر من 10 في المائة وانها تتمتع بتنوع قطاعاتها الاقتصادية وقد انخفضت حاليا إلى 6 في المائة او يقل بالنظر لتحرك هذه المعدلات في الوضع العالمي الراهن، لكن الحقيقة التي يعرفها العراقيون قبل غيرهم أن تلك المعدلات التي تنشرها تقارير البنك الدولي تقتصر على قطاع البترول لعام 2021-2022، أما بقية القطاعات الاقتصادية فتقع في مصيدة الركود وتعاني من ظاهرة التضخم الركودي فإن  معدلات التنمية في الصناعة والزراعة على سبيل المثال  لا تزيد في أحسن الأحوال عن اثنين في المائة وعن 5 في المائة في مساهمتها في الإنتاج المحلي الإجمالي.

إن تجربة العراق بعد عام 2003 لا تدعو للتفاؤل لأن السياسات الحكومية طيلة هذه الفترة ما تزال معلقة بأهداب الريع النفطي، وأكثر من ذلك فان اختلافها مع حكومة الإقليم ما تزال على اشدها خلافا لنصوص الدستور الذي حددها بعبارات لا تقبل التأويل، وان الموارد المالية لا تذهب إلى عمليات التنمية الاقتصادية الشاملة وانما تتسرب إلى دهليز الفاسدين البيروقراطيين وزبائنهم، حيث ان الموازنات التشغيلية السنوية التي تزيد عن 70 في المائة تذهب إلى الجهاز الحكومي المتضخم بالبطالة المقنعة وتغذي الفساد والمافيات العائلية،  ورغم ان الموازنات السنوية بلغت 1340 مليار دولار اكثر من 94 في المائة يمول من ايرادات النفط لكن العراق ما يزال مدينا بأكثر من 134 مليار دولار كديون داخلية وخارجية،

ومن الأهمية بمكان الإشارة  أن العراق  وهو دولة شديدة الريعية يتأثر بالأزمات والدورات الاقتصادية الخارجية كون البترول وهو مصدر ماليته من السلع العالمية التي تتأثر بعوامل وظروف لا يمكن السيطرة عليها محليا ما تنعكس آثارها على معدلات النمو في الناتج   المحلي الإجمالي وغياب العدالة الاجتماعية وشيوع البطالة والفقر،  ومن تداعياتها المؤذية جدا ظهور ما تعارف عليه الاقتصاديون أسواق المال الموازية التي يتعاظم نفوذها في الاقتصاد وبالتالي ظهور طبقات اجتماعية طفيلية غريبة عن الإنتاج الفعلي وتمارس أنشطتها في السوق الموازي والضغط على قطاعات الإنتاج الحقيقي وتسبب لها الانكماش   ونتائجه  في  تعاظم الضريبة التضخمية سبيلا لتمويل العجز المستدام وبدون اتباع سياسة تقشفية مخططة عبر التعامل مع سعر الصرف لمعالجة تمويل الموازنات السنوية او اللجوء إلى الاقتراض الداخلي والخارجي.

مما تقدم فان أية حكومة جديدة تتمتع بالمصداقية والدعم الشعبي مطالبة بمراجعة سياساتها الاقتصادية باستمرار بوجهة تحقيق التوازن بين قطاعات الاقتصاد وبمغادرة وحدانية الاقتصاد. ونرى في هذا المجال ما يلي:

  1. السعي الجاد من أجل انشاء صندوق سيادي حكومي يتمتع بالاستقلالية يتولى استثمار الموارد النفطية باتجاهين الأول إعمار القاعدة التحتية الاقتصادية المتداعية عبر تنشيط القطاعات الاقتصادية غير النفطية، والثاني تأمين مستقبل الأجيال القادمة في مواجهة أزمات الطاقة كما يحصل حاليا.
  2. تفعيل المادة 106 من الدستور عبر انشاء هيئة عامة لمراقبة تخصيص الواردات النفطية وتوزيعها بين المحافظات والأقاليم بصورة عادلة وابعادها عن دهاليز الفساد ومنظوماته.
  3. إن أية إجراءات لا قيمة لها مع وجود منظومات فساد تهيمن على مرافق الاقتصاد ومدعومة بمجاميع مسلحة مهددة للأفق الوطني وتسمح بالتالي لدول الجوار للتدخل مهددة السيادة الوطنية بحجة الدفاع عن أمنها القومي.

 ************************

خلفيات الحرب في أوكرانيا.. تضخم جشع واستغلال اقتصادي أمريكي للمخاوف الأوربية

متابعة ـ طريق الشعب

يواجه المواطنون في الدول الغربية زيادة غير مسبوقة في التضخم على مدى العقود القليلة الماضية.

وبلغ معدل التضخم 11 بالمئة في ألمانيا و 9.3 بالمئة في أستراليا. ويعود معدل التضخم هذا إلى الاضطراب في سلسلة التوريد وقلة الموارد الأحفورية نتيجة أزمة انتشار كورونا والحرب في أوكرانيا. وتتزايد الأسعار في الدول الأوروبية ليس فقط في مجال الوقود ولكن في جميع الحالات المتعلقة بالسلع الأساسية.

وفي الوقت نفسه، تحقق الشركات في قطاعات معينة أرباحًا ضخمة بسبب ندرة الموارد. ولقد أعلنت شركة إكسون موبيل أنها حققت ربحا قدره 17.9 مليار دولار في الربع الثاني من عام 2022، مقارنة بأرباح 5.5 مليار دولار في الربع الأول من العام الجاري وهذا يعني أن ربح هذه الشركة قد تضاعف ثلاث مرات. وبلغت أرباح “بي بي” في الربع الأول ثلاثة أضعاف أرباح العام الماضي وبلغت 9.1 مليار دولار. وفي ألمانيا، تضاعفت أرباح شركة الطاقة RWE ثلاث مرات في الأشهر الستة الأولى وبلغت 2.8 مليار يورو. وفي النمسا، سجلت OMV أرباحًا بنسبة 124 بالمئة في الأشهر الستة الأولى من العام.

وحول هذا السياق، قال الرئيس الأمريكي جو بايدن في خطاب: “نحن بحاجة للتأكد من أن الجميع يعرف مدى ربحية إكسون”. كانت المشكلة الخفية في نهج بايدن هي أن أرباح هذه الشركة لا علاقة لها بزيادة الاستثمار والتقدم التكنولوجي، أي أنها لم تكن مرتبطة بزيادة أداء الشركة؛ وبدلاً من ذلك، يبدو أن الشركات الاحتكارية استغلت تبعية عملائها في هذه الأزمة وتطالبهم بتكاليف باهظة مقابل منتجات لا بديل عنها.

استغلال الظروف الحرب

تُعرف العملية الموصوفة أعلاه باسم “التضخم الجشع” في الأدبيات الاقتصادية: وهي عملية تستخدم فيها الشركات الكبيرة ذات الاحتكارات شرطًا معينًا لزيادة أسعار المنتجات وبالتالي زيادة معدل التضخم. ومنذ فترة، تطرق رئيس المفوضية الأوروبية إلى نفس الموضوع في إحدى خطاباته وقال للشركات التي تغذي “التضخم الجشع”: على حساب العملاء. ليس صحيحًا “. ومن وجهة النظر التقليدية للسوق، والتي تؤكد على تصحيح الاختلالات بين العرض والطلب، فإن تعظيم الأرباح غير المحدود من قبل الشركات هو نتيجة منطقية ولا يمكن اعتباره جشعًا.

لكن معنى هذا “الجشع” هنا هو أن السعر المرتفع لبيع المنتجات تم مقابل زيادة سعر الإنتاج، أو أنه ببساطة نتيجة بحث الشركات عن الريع بسبب قوتها الاحتكارية في تحديد السوق. وحتى أن المدافعين عن الاقتصاد الحر قد يشكون في أن الأسعار في سوق بهيكل كهذا مشتقة من طبيعة التنظيم الذاتي للسوق.

إن قوة التسعير للشركات في الأسواق الاحتكارية عالية جدًا بحيث تتسارع الزيادة في معدل التضخم. إن الأرباح المفاجئة ستخلق حتمًا أزمات اجتماعية ما لم يخفف التضخم بسبب ارتفاع الأجور، وهذه المسألة جديرة بالملاحظة بشكل خاص لأن معدل نمو الأجور آخذ في الانخفاض منذ عام 2020.

استياء أوروبي من أمريكا

في غضون ذلك يشتكي الأوروبيون من الجهود الأمريكية التي تسببت بـ”التضخم الجشع”. وتواجه أوروبا حاليًا واقعًا معقدًا بسبب الحرب في أوكرانيا. إن تصاعد الحرب في أوكرانيا من جهة، والهجمات التخريبية على خطي نقل الغاز نورد ستريم 1 و 2، وكذلك عمل “أوبك +” على خفض إنتاجها اليومي البالغ مليوني برميل نفط، من جهة أخرى، أججت هذه الأزمة أكثر.

ومن ناحية أخرى، أثارت الهجمات الصاروخية الروسية الأخيرة على أوكرانيا مخاوف من إلحاق الضرر بتدفق الوقود من هذا البلد وجعلت سعر الغاز في أوروبا أكثر تكلفة مرة أخرى. لكن بينما تكافح أوروبا في ظل أزمة الطاقة والأزمة الاقتصادية الناتجة عنها، وعدم وجود أنباء عن المساعدات الأمريكية، يتهم المسؤولون الأوروبيون واشنطن باستغلال هذه الحرب لزيادة هيمنتها الاقتصادية على العالم.

وفي هذا الصدد، انتقد “برونو لو مير” وزير المالية الفرنسي، الولايات المتحدة قبل أيام لأنها تعتزم استغلال أزمة الطاقة على حساب الاتحاد الأوروبي.

وقال ماير إن الدول الأوروبية يجب ألا تسمح لأمريكا بالسيطرة على سوق الطاقة بينما تتورط أوروبا في تداعيات الحرب في أوكرانيا.

وقال: “الصراع في أوكرانيا يجب ألا ينتهي بهيمنة الولايات المتحدة وإضعاف الاتحاد الأوروبي”.

واعتبر أنه من غير المقبول أن تبيع أمريكا الغاز الطبيعي المسال بأربعة أضعاف السعر الذي تحدده لصناعاتها، وقال: “إضعاف أوروبا ليس في مصلحة أحد. نحن بحاجة للوصول إلى علاقة اقتصادية أكثر توازناً بين الشركاء الأوروبيين والأمريكيين”.

ودعا وزير الاقتصاد الفرنسي، برونو لومير، الولايات المتحدة إلى بيع الغاز الطبيعي المسال لفرنسا بسعر “أرخص”، في وقت تتصاعد أزمة الطاقة في أوروبا بسبب الحرب في أوكرانيا.

فرنسا ترفع صوتها

وقال الوزير خلال كلمة ألقاها من بعد في اجتماع لوزراء مال دول مجموعة السبع الأربعاء في واشنطن “نتوقع المزيد من الإدارة الأمريكية”. وأضاف أن فرنسا تتوقع “الحصول على غاز طبيعي مسال أرخص من خلال مقاربة طويلة الأمد”. وبعد بدء حربها في أوكرانيا، خفّضت روسيا بشكل كبير شحناتها من الغاز إلى أوروبا التي كانت بعض دولها مثل ألمانيا تعتمد عليها بشدة.

وتوجهت القارة إثر ذلك إلى الولايات المتحدة التي ارتفعت حصتها من واردات الغاز الطبيعي المسال الأوروبية من 28 إلى 45 في المائة بين عامي 2021 و2022.

وتتنافس دول عدة على الغاز الطبيعي المسال الذي تعد الولايات المتحدة أحد الموردين الرئيسيين له في العالم. لكن هذا الغاز أغلى بكثير من الذي يصل عبر خطوط الأنابيب بين روسيا وأوروبا.

وجاءت كلمة الوزير الفرنسي بعد خطاب وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك الذي أعرب في بداية الشهر الحالي عن استيائه من الأسعار “الخيالية” التي تطالب بها الدول “الصديقة” وفي مقدمها الولايات المتحدة لتوريد الغاز إلى ألمانيا تعويضا لتوقف عمليات التسليم الروسية.

وعلى الرغم من أن السلطات الأوروبية تحاول الحد من تأثير أزمة الطاقة إلى حد ما بمبادرات جديدة، إلا أن هناك اختلافًا في الرأي بين دول القارة الخضراء حول كيفية التعامل مع العقوبات الروسية، ودول مثل المجر وإيطاليا يعارضون فرض عقوبات واسعة النطاق على موسكو، ويعتبرون هذه القضية سببًا لتصاعد التوترات، الأمر الذي قد يجعل اقتصادات أوروبا تواجه أزمة جديدة.

وجزء من خطة رئيس المفوضية الأوروبية للتعويض عن نقص الطاقة هو زيادة كمية فواتير الغاز والكهرباء للأسر، ما أثار موجة من الاحتجاجات في بعض الدول الأوروبية.

ويعتقد المواطنون الأوروبيون لماذا يجب أن يدفعوا مقابل دعم أوكرانيا ويطالبون بإلغاء مساعدات الأسلحة إلى كييف، ومع ذلك فإن القادة الأوروبيين مصممون على الاستمرار في طريق التوتر هذا حتى هزيمة روسيا بالكامل. لكن عملية التنمية في الأشهر السبعة الماضية أظهرت أن إكراه الغرب على روسيا في جسر أوكرانيا قد انتهى في الغالب على حساب الأوروبيين أنفسهم. لأنه كان من المفترض أن تؤدي العقوبات الغربية الواسعة النطاق إلى إعاقة روسيا، ولكن من خلال استبدال عملاء جدد لبيع نفطها وغازها في آسيا، تمكنت موسكو من تجاوز العقوبات وكسب الكثير من الدخل بهذه الطريقة، لكن الأوروبيين منغمسون جدًا في أزمة الطاقة التي أجبروا على تبني “سياسة النمل” وتوفير الطاقة لشتائهم البارد منذ بداية الصيف، لكن هذه الحلول لا يمكن أن تنقذ أوروبا من شتاء بلا طاقة، وتحذيرات السلطات الأوروبية تظهر ذلك بشكل جيد. وعلى الرغم من أن الأوروبيين قد يجدون في المستقبل طرقًا بديلة للتحرر من هيمنة الطاقة الروسية، إلا أن كل شيء يسير في الوقت الحالي لصالح الروس. في الوضع الحالي لا توجد عصا سحرية تنقذ الأوروبيين من دوامة أزمة الطاقة، ولن تؤدي الخطط المؤقتة إلا إلى ضغوط على الشركات والمواطنين الأوروبيين، ويجب أن تكون هذه الدول مستعدة لاستقبال الشتاء البارد الذي لقد وضعه بوتين لهم.

************************************

الصفحة الثامنة

من لا يتعلم من التاريخ يدفع الثمن غاليا.. المستشار الألماني يريد جيشاً جديداً مستعداً للمخاطرة

رشيد غويلب

ترى الحكومة الاتحادية أن ألمانيا مدعوة لدور قيادي، وتعتبر نفسها قادرة ومستعدة للقيام بذلك. وعندما يدور الحديث عن نقطة تحول، يجب على ألمانيا أن تساهم بنشاط في تشكيل اللوحة الجيوسياسية. وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك (حزب الخضر)، تريد شراكة قيادية مع الولايات المتحدة.  ووزيرة الدفاع الألمانية كريستين لامبرشت (الحزب الديمقراطي الاجتماعي) تقول، إن على ألمانيا أن تلعب دورا عسكريا قياديا. تقوم السياسة الخارجية الألمانية بشكل متزايد على العسكرة، وجرى تصدير الأسلحة لمناطق الأزمات والأنظمة الديكتاتورية مثل المملكة العربية السعودية، وتصبح الغطرسة ممارسة يومية.

وما عدا ذلك، تتبنى الحكومة الألمانية كل ما تم اقراره من قبل الولايات المتحدة الأمريكية، حتى لو الحق اضرارا جسيمة بالمصالح الألمانية، العقوبات ضد روسيا، على سبيل المثال، تؤدي إلى ارتفاع أسعار الطاقة بشكل كبير، وتؤدي إلى أعباء غير معقولة لأوساط واسعة من السكان، وفي المدى البعيد تضر بالاقتصاد الألماني.

بقدر تعلق الامر بالحكومة الألمانية، ذهبت تحذيرات وزير الاقتصاد الفرنسي برونو لومير أدراج الرياح. قال لو مير في البرلمان الفرنسي يوم الاثنين (10تشرين الأول) “يجب ألا يؤدي الصراع في أوكرانيا إلى هيمنة اقتصادية أمريكية وإضعاف الاتحاد الأوروبي”. و “لا يمكننا قبول أن يبيع شريكنا الأمريكي غازه الطبيعي المسال بأربعة أضعاف السعر الذي يدفعه لمنتجيه. إن ضعف الاقتصاد الأوروبي، ليس في مصلحة أحد، وتعتبر فرنسا أنه من المهم الحفاظ على الحوار مع روسيا وترفض محاولات العزل “.

«نحن في حالة حرب مع بوتين»

في الأول من تشرين الأول، تظاهر الآلاف في قرابة 30 مدينة المانية تحت شعار “لا يورو للحرب والدمار! بل مليارات من أجل سياسة سلام اجتماعي بيئي عادل! أوقفوا الحرب! مفاوضات بدلاً من الرصاص!”  لقد دعت إلى التظاهرات أبرز منظمتين في حركة السلام في المانيا: مجلس المشورة من أجل السلام، ولجنة التعاون من أجل السلام. وكانت المطالب الأساسية للمتظاهرين: عدم تصدير أسلحة إلى مناطق الحرب، عدم انتشار الجيش الألماني خارج الحدود، 100 مليار يورو للشؤون الاجتماعية والبيئة والصحة والتعليم بدلاً من التسلح والعسكرة.

أثناء مشاركتها في برنامج “تقرير من برلين”، الذي تبثه القناة الأولى للتلفزيون الألماني، بعد عودتها من زيارة أوكرانيا، أكدت وزيرة الدفاع الالمانية كريستين لامبرشت في 2 تشرين الأول لحكومة سيلينسكي تقديم المزيد من المساعدات العسكرية الألمانية. سيتم، ضمن معدات أخرى، ارسال مدافع الهاوتزر ذات العجلات ونظام دفاع الجوي حديث طورته احدى شركات السلاح الألمانية، في بداية العام المقبل. وأضافت الوزيرة، أن ألمانيا تريد أيضًا “الاستمرار في المشاركة في أوكرانيا بطرق متنوعة “. وفي 10 تشرين الأول، أعلنت الحكومة الألمانية، أن الوجبة الأولى من أربعة أنظمة دفاع جوية سيتم تسليمها خلال الأيام القليلة المقبلة. لقد اكدت هذه التصريحات أهمية وضرورة الاحتجاجات ضد سياسة العسكرة للحكومة الألمانية الحالية.

وسيبقى من اسرار وزيرة الدفاع الألمانية، توصلها في نهاية حديثها إلى الاستنتاج التالي: “ من الواضح جدًا بالنسبة للحكومة الألمانية والناتو ككل: لن نصبح طرفًا في الحرب”.

من ناحية أخرى، غرد رفيقها في الحزب، ووزير الصحة الألماني كارل لوترباخ، في اليوم السابق، “نحن في حالة حرب مع بوتين وليس مع معالجيه النفسيين. ما الفائدة من الركوع أمام بوتين الآن؟ يجب السعي لتحقيق النصر في تحرير أوكرانيا. وليس مهما، إذا كان بوتين قادرا على تحمل ذلك نفسيا”.

“يجب ان يصبح جيشنا الأفضل في اوربا”

منذ الحرب في أوكرانيا، يتحدث ممثلو السياسة الخارجية في الحكومة الألمانية بصراحة عن “نقطة تحول”، أو كما قالت جريدة “اخبار كيل” في 22 أيلول 2022 عن “مسح جديد للعالم”.

في بداية القرن العشرين، كانت هناك “نقطة تحول” في الأجندة السياسية، كان ينبغي ان تؤدي إلى كارثة الحرب العالمية الأولى. حينها كان السبب هو ما يسمى “تمرد الملاكمين في الصين “ (انتفاضة وقعت في الصين ضد الإمبريالية وضد التدخل الأجنبي وضد المسيحية في سنوات 1899 – 1901)، عندها أمر اللورد البريطاني الأدميرال سيمور: “الألمان في المقدمة”. كان المقصود من السماح للألمان بالقتال في الصف الأول تكريمًا للاستعماريين المتأخرين، من أجل إعادة الصينيين المتمردين إلى رشدهم. لهذا السبب، تم تعيين، الكونت فون فالدرسي الالماني، “كمرشال عالمي” لقيادة قوة التدخل الدولية المكونة من البريطانيين والفرنسيين والإيطاليين والأمريكيين واليابانيين والنمساويين.

الخطابات الأخيرة التي ألقاها المستشار الألماني شولتز ووزيرة دفاعه تذكر الالمان بهذا التقليد المخزي.

في 12 أيلول، وامام المؤسسة الألمانية للسياسة الخارجية، رسمت وزيرة الدفاع بورتريه لدور المانيا في السياسة العالمية بالشكل التالي: “حجم ألمانيا وموقعها الجغرافي وقوتها الاقتصادية، باختصار، وزنها، تجعلنا قوة قائدة، سواء أردنا هذا، أم لا، وهذا يشمل الجيش أيضا”.

هذا يعني أيضًا الاضطرار إلى إنفاق المزيد من الأموال على الدفاع.  والصندوق المخصص للجيش بقيمة 100 مليار يورو يمثل خطوة أولى.

لا يؤدي هذا إلى مسؤولية كبيرة فقط، بل طرح الحلفاء أيضًا أسئلة حول قدرات الجيش الألماني. ويجب أن تقدم استراتيجية الأمن القومي إجابات. يمكن لألمانيا أن تخلق الثقة إذا قدمت التزامًا واضحًا لحلفائها بأنها مستعدة للتواجد وتقديم الجوهري وتحمل العبء. وشددت الوزيرة على أن “أهم رسالة أود أن أنقلها اليوم هي أن ألمانيا تستطيع القيام بذلك. لا داعي للخوف من هذا الدور الجديد”.

وفقًا لوزيرة الدفاع الالمانية، سيكون للدفاع عن الوطن والحلفاء أولوية قصوى في المستقبل. “أي شخص يريد أن يعيش في سلام وحرية في المستقبل يجب أن يغير مساره الآن”. في ألمانيا، “يجب أن يُنظر مرة أخرى إلى الجيش الألماني باعتباره رافعة مركزية لوجودنا وخدمة مصالحنا العامة”. بهذا اكدت لامبرشت بشكل لا لبس فيه أنه إذا كانت المهمة الأمنية المستقبلية ستنجح وإذا كانت نقطة التحول مستدامة، فسيتعين على ألمانيا أن تنفق المزيد من الأموال على الدفاع. وقالت الوزيرة إن “ألمانيا مستعدة للتخفيف عن أمريكا في أوروبا وبالتالي تقديم مساهمة حاسمة في تقاسم الأعباء بشكل عادل”.

المستشار الألماني وجيش مستعد للمخاطرة

بعد أربعة أيام، ألقى المستشار شولتز كلمة رئيسية في مؤتمر الجيش الألماني ببرلين. وذكر فيها، من بين أمور أخرى:

“واحدة من أكثر حالات سوء الفهم الشديد لكلمتي حول نقطة التحول، هو حصر الأمر بمجمله بتخصيص المزيد من الأموال، عبر الصندوق الخاص للجيش الاتحادي بقيمته 100 مليار يورو. بطبيعة الحال، فإن الاتفاق على هذا الصندوق الخاص، المضمون بتعديل دستوري، هو نقلة نوعية حقيقية، لأننا نرسي الأساس لجيش جديد يتمتع بإمكانيات متطورة. لقد أكدنا القطيعة مع آليات الدولة السابقة لعمليات تصدير الأسلحة: ونحن لا نخجل من التغيير. وسنرفع قدرات الرد السريع، ونعمل على زيادة جاهزية الانتشار لقوة الرد التابعة لحلف الناتو، ونعمل على سرعة انتشار الفرقة المدرعة الالمانية للرد السريع، بحيث يعني اسم البرنامج: سريع، قادر على التكيف، وجاهز للعمل.

 كنت، قبل بضعة أسابيع، في ميدان تدريب عسكري في بوتلوس. وشاهدت كيف يتم تدريب القوات المسلحة الأوكرانية على دبابة غيبارد الألمانية المضادة للطائرات. إنه لأمر مثير للإعجاب كيف يدافع الأوكرانيون بشجاعة عن بلدهم وحريتهم وقيمنا الأوروبية. ويمكننا أن نفخر بالمساهمة التي نقدمها لهم. لقد لعبت ألمانيا، منذ البداية، دورًا مهمًا، وكان ذلك بالنسبة لي مهمًا جدًا. وبالنتيجة يوجد مئات الجنود الألمان في دول البلطيق ورومانيا وسلوفاكيا. وتقوم قواتنا البحرية والجوية بتسيير دوريات مكثفة في بحر البلطيق وشرق البحر الأبيض المتوسط.

باعتبارنا الدولة الأكثر اكتظاظًا بالسكان، والتي تتمتع بأكبر قوة اقتصادية، ونشغل وسط القارة، يجب أن يصبح جيشنا حجر الزاوية في الدفاع التقليدي في أوروبا، والأفضل تجهيزًا فيها.

ونحن بصدد إرساء أسس جيش جديد، ونعلم جميعًا أن للحقائق قوة معيارية. لكننا نعلم أيضًا أنه يجب إضافة شيء مهم: طريقة تفكير متغيرة، في جميع مستويات الجيش، مقترنة بالثقة والاستعداد لتحمل المخاطر. والتي بدونها لا قيمة للقدرات المادية! آمل أن يكون هذا، على الأقل كبداية، واضحًا بما فيه الكفاية”.

رسالة إلى بوتين

كان خطاب المستشار الألماني أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في 21 أيلول الفائت، موجها إلى الرئيس الروسي بوتين. اتهم أولاف شولتز روسيا بـ “الإمبريالية الصارخة”، لم يقل مثل هذا التوصيف بحق الولايات المتحدة منذ سنوات العمل في اتحاد الشبيبة والطلبة. عادة ما يكون طلبة وشبيبة الحزب الديمقراطي الاجتماعي في جناح الحزب اليساري. وعد شولز أوكرانيا بمزيد من الدعم، بما في ذلك الأسلحة. وأكد شولتز: “نحن ندعم أوكرانيا بكل قوتنا: ماليًا واقتصاديًا وإنسانيًا وأيضًا بالسلاح”. ولن تقبل ألمانيا أي “سلام روسي مفروض”، ولا أي استفتاءات زائفة.  وستكون عقوبة جرائم الحرب شديدة: “سنحاسب القتلة”.

ولم يطرح المستشار الألماني دعوة للحوار من اجل السلام. وبدلاً من ذلك، دعا شولتز إلى إجراء إصلاحات مؤسسية في الأمم المتحدة وجدد مطلب ألمانيا للحصول على مقعد دائم في مجلس الأمن. وان ألمانيا مستعدة لتحمل مسؤولية أكبر. كعضو دائم في مجلس الأمن في المستقبل.

ما يحدث ليس جديدا

المطالبة بدور الماني قيادي ليس بأمر جديد. لقد جرت المطالبة بهذا الدور، او ممارسته في عدة مناسبات سابقة.  في خريف عام 2011، فرضت جمهورية ألمانيا الاتحادية سياسة التقشف على الاتحاد الأوروبي في أزمة اليورو، أعلن رئيس الكتلة البرلمانية للاتحاد الديمقراطي المسيحي الحاكم حينها، فولكر كاودر: “نحن في نقطة تحول معينة في أوروبا. ونشعر أن علينا قيادة أوروبا إلى عصر جديد. وفي وثيقة “إجماع ميونيخ” الصادر من مؤتمر ميونخ للأمن في عام 2014، طالب رئيس جمهورية المانيا آنذاك يواخيم غاووك، وبمشاركة الرئيسة الحالية للمفوضية الأوربية أورسولا فون دير لاين من حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي، الرئيس الألماني الحالي وفرانك والتر شتاينماير من الديمقراطي الاجتماعي، بأن تسعى ألمانيا بثقة إلى الاضطلاع بدور قيادي في السياسة العالمية وعسكريا بالمزيد من “المسؤولية”. وجاء في ورقة استراتيجية صدرت عن مؤتمر ميونيخ للأمن عام 2020 ما يلي: “ إذا تولت ألمانيا الدور القيادي الذي تستحقه كأكبر دولة عضو في الاتحاد، عندها ستكون أوروبا قادرة على التصرف بسيادة.” وكان عنوان الوثيقة: “عصور التغيير – تحول العصور”.

ضوابط تصدير الأسلحة، التي لا تزال نافذة المفعول في المانيا، تقف في طريق اجراءات تعميق عسكرة السياسة الخارجية. ومع ذلك، وصلت تراخيص تصدير الأسلحة الألمانية في العام الفائت إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق 9.350 مليار يورو، لكنها ارتفعت مرة أخرى بشكل كبير في الأشهر الستة الأولى من عام 2022. منظمات السلام تحذر الحكومة الألمانية من تخفيف الضوابط. ردت كريستين هوفمان السكرتيرة العامة لمنظمة باكس كرستي للسلام التابعة للكنيسة الكاثوليكية على وزيرة الدفاع بالقول: “دعوة وزيرة الدفاع لامبرشت إلى تخفيف ضوابط تصدير الأسلحة غير مقبولة، ارتباطا بنقاش مستمر منذ سنوات وصل أخيرًا إلى نقطة الضغط من أجل تشديد قانون مراقبة تصدير الأسلحة”.

أصوات للسلام في أروقة الأمم المتحدة

فيما يلي مقتطفات من بعض الخطب التي ألقيت في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، التي عقدت في نيويورك أيام 20-26 أيلول 2022، والتي دعت إلى الحوار لإنهاء الحرب في أوكرانيا.

معظم هذه البلدان تنتمي إلى جنوب العالم وتمثل غالبية سكان العالم، بما في ذلك العديد من الدول الأكثر عرضة لخطر الفقر والجوع والعوز بسبب الحرب المتصاعدة في أوكرانيا والعقوبات الغربية.

 في هذه الخطب، حث رؤساء وممثلو الدول جميع أطراف النزاع، بما في ذلك الناتو، على تمهيد الطريق للمفاوضات. وهناك دعوات لوقف تأجيج الحرب عسكريا ورفع العقوبات الأحادية الجانب التي قيدت بشدة إمدادات الغذاء والطاقة للدول النامية.

الأرجنتين: الرئيس ألبرتو فرنانديز

“لمواجهة تحديات الحرب والجوع والتضخم المستمرة، من الضروري وقف جميع الأعمال العدوانية ومواصلة الحوار واستعادة السلام بعد التقدم العسكري للاتحاد الروسي على أراضي أوكرانيا. بالإضافة إلى ذلك، يجب على المجتمع الدولي تعزيز التخلي عن ممارسات العقوبات الاقتصادية والمالية التي فرضتها الدول الصناعية على الدول النامية والتي لا تؤدي إلا إلى مزيد من الفقر والحرمان الاقتصادي”.

بوليفيا: الرئيس لويس ألبرتو أرس كاتاكورا

ينبغي للأمم المتحدة أن تعمل بلا كلل لتأمين وقف إطلاق النار بين روسيا وأوكرانيا ووقف خطط توسع الناتو. وقد أدى الافتقار إلى الحوار والدبلوماسية الوقائية إلى دخول عصر من التوتر الشديد وعدم الاستقرار العالمي. إننا نعيش في أوقات تمتلك فيها مجموعة صغيرة من الدول كميات كبيرة من أسلحة الدمار الشامل وترفض، بناءً على مصالحها الجيوسياسية، تدميرها، مما يعرض السلام والأمن على كوكبنا للخطر”.

كولومبيا: الرئيس غوستافو بيترو أوريغو

“ما فائدة الحرب عندما يتعلق الأمر بإنقاذ الجنس البشري؟ ما فائدة الناتو والإمبراطوريات إذا كان ما يلوح في الأفق هو نهاية الذكاء البشري؟ قادمًا من بلاد الغابات وجمال الطبيعة، أود أن أحثكم على وقف الحروب ووقف كارثة المناخ. لا تضغطوا علينا للانحياز إلى طرف ما في ساحة المعركة. حان وقت السلام. يجب أن تتحدث الشعوب السلافية مع بعضها البعض، ويجب أن تدخل شعوب العالم في حوار. الحرب هي الفخ الذي يؤدي إلى نهاية الزمان في عربدة كبيرة من اللاعقلانية”.

السنغال والاتحاد الأفريقي: الرئيس ماكي سال

“ندعو إلى وقف التصعيد ووقف الأعمال العدوانية في أوكرانيا وتسوية تفاوضية لتجنب خطر كارثي لصراع عالمي محتمل. جئت لأقول إن أفريقيا عانت بما فيه الكفاية تحت وطأة التاريخ؛ لا نريد أن نكون أرضًا خصبة لحرب باردة جديدة، بل نريد أن نكون قطبًا للاستقرار والفرص المتاحة لجميع الشركاء وموجه نحو المنفعة المتبادلة”.

الصين: وزير الخارجية وانغ يي

“تدعم الصين جميع الجهود التي تسهم في إيجاد حل سلمي للأزمة الأوكرانية. والأولوية الملحة هي لمعالجة المطالب الأمنية المشروعة لجميع الأطراف وبناء هيكل أمني متوازن وفعال ومستدام. وندعو جميع الأطراف إلى منع تصعيد الأزمة وحماية الحقوق والمصالح المشروعة للدول النامية”.

الهند: وزير الخارجية سوبراهمانيام جيشانكار

“مع احتدام الصراع في أوكرانيا، غالبًا ما نُسأل عن الجانب الذي نقف فيه. إجابتنا مفتوحة وواضحة. الهند تقف إلى جانب السلام وستظل كذلك. نحن في الجانب الذي يحترم ميثاق الأمم المتحدة ومبادئه التأسيسية. نحن في الجانب الذي يدعو للحوار والدبلوماسية كمخرج وحيد. لذلك من مصلحتنا المشتركة العمل بشكل بناء داخل وخارج الأمم المتحدة لإيجاد حل سريع لهذا الصراع”.

كوبا: وزير الخارجية برونو إدواردو رودريغيز باريا وبا

 العلاقات الدولية تسير على طريق خطرة للغاية. ان الهجوم الأمريكي الذي يهدف إلى إخضاع الدول بواسطة التهديدات الاقتصادية والعسكرية والسياسية والدبلوماسية والإكراه، من أجل إخضاعها وفق قواعدها التعسفية، يقود بالتزامن مع توسع حلف شمال الأطلسي وتطوير عقيدة عدوانية كالحرب غير التقليدية، حتما إلى مناخ من التوتر والصراع، وعواقب ذلك لا يمكن التنبؤ بها. نكرر معارضتنا لفرض عقوبات أحادية الجانب ضد الاتحاد الروسي. وندعو بجدية إلى حل دبلوماسي بناء وواقعي للحرب الحالية في أوكرانيا بالوسائل السلمية ووفقًا لقواعد القانون الدولي التي تضمن أمن وسيادة الجميع”.

الكونغو: وزير الخارجية جان كلود جاكوسو 

بالنظر إلى الخطر الجسيم لحدوث كارثة نووية على الكوكب بأسره، ليس فقط أولئك المتورطون في هذا الصراع، ولكن أيضًا على القوى الأجنبية التي يمكن أن تؤثر على الأحداث، من خلال تهدئة الوضع، وكبح الحماس. يجب أن يتوقفوا عن تأجيج النيران، ويجب عليهم الابتعاد عن غرور القوة الذي أغلق حتى الآن باب الحوار. تحت رعاية الأمم المتحدة، ويجب علينا جميعًا أن نلزم أنفسنا على الفور بمفاوضات السلام، مفاوضات عادلة وصادقة. منذ معركة نابليون في واترلو 1815 ومؤتمر فيينا نعلم ان كل الحروب تنتهي على طاولة المفاوضات”.

****************************

الصفحة التاسعة

مصطفى ناظم يتعرض لإصابة في الكاحل

عمان ـ وكالات

أكد المدير الإداري لنادي الفيصلي الأردني رائد التكروري إصابة المحترف العراقي مصطفى ناظم بالتواء في الكاحل بعد أن أثبتت الفحوصات الطبية الأولية ذلك.

وتعرض اللاعب مصطفى ناظم للإصابة، خلال مشاركته في مباراة فريقه أمام مغير السرحان في بطولة دوري المحترفين الأردني أثناء اشتراكه مع مدافع الخصم، ليتسبب في ضربة جزاء سجل منها فريقه الهدف الثاني.

وفاز الفيصلي على فريق مغير السرحان بهدفين نظيفين ليحتفظ بصدارة ترتيب الدوري برصيد 47 نقطة.

البصرة تعلن جاهزيتها لاستضافة قرعة خليجي 25

متابعة ـ طريق الشعب

تستعد مدينة البصرة لاستقبال وفود ونجوم الكرة الخليجية، المشاركة في مراسم قرعة بطولة “خليجي 25”، المزمع إقامتها 25 تشرين الأول المقبل.

وتشارك اتحادات العراق والسعودية والإمارات والبحرين وقطر وعمان واليمن في النسخة المقبلة التي حدد لها 6 كانون الثاني 2023، موعدًا لانطلاقها في ملاعب البصرة المطلة على الخليج العربي.

جاهزية البصرة

يعمل الاتحاد العراقي لكرة القدم بشكل مكثف، على إنجاز جميع ترتيبات إقامة القرعة، إذ تم تشكيل لجان خاصة بالتنسيق مع وزارة الشباب والرياضة أو محافظة البصرة، للعمل على تهيئة جميع متطلبات نجاح الحدث المرتقب.

وعلى هامش القرعة، سيتم الكشف عن “تميمة” البطولة المستوحاة من تاريخ المدينة المستضيفة.. كما سيتم دعوة عددٍ من نجوم الكرة العراقية السابقين لحضور القرعة إلى جانب أبرز لاعبي البصرة الذين شاركوا في بطولات الخليج بنسخها الماضية.

وتمتلك البصرة 3 ملاعب لاستضافة البطولة، وهي البصرة الدولي “جذع النخلة”، والفيحاء والميناء الذي وصلت مراحل إنجازه إلى نسب متقدمة، وسيتم افتتاحه رسميًا خلال الشهر المقبل.. كما تضم مدينة البصرة الرياضية ملاعب تدريب وفنادق، علاوة على وجود ملعب النادي البحري لاستضافة التدريبات أيضًا.

تأكيدات خليجية

سبق لاتحاد كأس الخليج العربي لكرة القدم تأكيد موعد إقامة قرعة خليجي 25، والمقرر لها يوم الثلاثاء المقبل 25 الجاري، على أن يسبق القرعة عقد 3 اجتماعات خاصة باللجان، وهي لجنة المسابقات ولجنة الحكام واللجنة الإعلامية.

وفي هذا الصدد، قال جاسم الرميحي، الأمين العام لاتحاد كأس الخليج العربي لكرة القدم: “تسير جميع الترتيبات والتجهيزات النهائية الخاصة بحفل مراسم قرعة خليجي 25 وفق ما تم الإعداد له مسبقًا مع الأشقاء في العراق، ومن المقرر أن يعقد اجتماع تنسيقي بشأن آخر التطورات الخاصة بالحفل من النواحي كافة، ومع جميع الأطراف ذات الصلة”.

وأضاف الرميحي: “الاستعدادات في العراق تجري على قدم وساق لاستضافة البطولة، والتي ستكون كرنفالا خليجيًا”.

واختتم: “الاجتماعات التنسيقية مستمرة سواء فيما يتعلق بترتيبات القرعة أو التي تخص البطولة بشكل عام، أو الاجتماعات المتعلقة باللجان”.

وتقام كأس الخليج لكرة القدم مرة كل عامين، وأقيمت النسخة الأولى منها في البحرين عام 1970، بينما استضافت قطر النسخة الأخيرة عام 2019 وتوجت فيها البحرين باللقب الأول في تاريخها.

وتحمل الكويت الرقم القياسي بعدد مرات الفوز باللقب، برصيد 10 ألقاب، مقابل 3 ألقاب لكل من السعودية، وقطر، والعراق، ولقبين لكل من الإمارات وسلطنة عمان.

يذكر أن العراق استضاف كأس الخليج أول مرة عام 1979 في العاصمة بغداد، وكانت النسخة الخامسة للبطولة وتوج العراق بلقبها.

 --------------

وقفة رياضية.. أعدوا منتخب الشباب لبطولة آسيا المقبلة

منعم جابر

قد يبدو الحديث عن بطولة كأس آسيا للشباب بكرة القدم والمزمع اقامتها في أوزبكستان عام 2023، مبكراً وان الفريق بحاجة إلى مباريات ودية قوية وعلى مستوى عالٍ، لأن الحال تغير والكرة الآسيوية تطورت وتقدمت وعلينا ان نعرف هذه الحقيقة، والا سنبقى نعيش الألم والخسران.

وهنا اناشد الاخوة في الاتحاد العراقي لكرة القدم ان يعد الفريق ويهتم بلاعبيه وان يضيف لهم كفاءات ومواهب جديدة وان يقيم لهم معسكرات تدريبية ومباريات استعدادية كثيرة وضمن أجواء تتناسب مع المنافسة الآسيوية.

وهنا اود ان تتناقشوا مع مدرب منتخب الشباب الكابتن عماد محمد وتتعرفوا على برنامجه وخططه المستقبلية لتلك المنافسة وان تدرسوا استعداداته لهكذا بطولة قارية، اما أن يتدرب بذات الطريقة والأسلوب والمباريات فهذا خطأ كبير، فالفرق المشاركة في بطولة آسيا للشباب ذات مستويات متقدمة، وهذا يتطلب مستوى اعلى وتجربة أكبر ومباريات أكثر.

الشيء المهم جدا هو ان منتخب الشباب هو الرديف الحقيقي للمنتخب الوطني، وهذا يتطلب منا ان نعده ونهتم به لأنه فريق المستقبل وان الاهتمام به يعني صناعة مستقبل الكرة العراقية.

ان الواجب الوطني يحتم على اتحاد الكرة الاهتمام بهذا الفريق أولا والعمل على تطويره ودعمه، خاصة ان هذا الفريق خالٍ من التزوير وبأعمار حقيقية، وهذه التجربة هي الأولى التي تجاوزت الأخطاء السابقة.

ان المطلوب تحضير فريق جيد ومتكامل ما دامت هناك فترة طويلة تسبق إقامة البطولة، عن طريق مباريات تجريبية قوية عندها سنكون بمستوى الحدث ويصبح لاعبينا على قدر المسؤولية وتزداد ثقتهم بأنفسهم وعطائهم داخل الملعب.

ان العمل مع منتخبات الفئات العمرية هو من انجح الاعمال وأفضلها فمن خلاله نكتشف المواهب ونختار الأفضل.

--------

ساكاري وأزارينكا تبلغان نصف نهائي غوادالاخارا

غوادالاخار ـ وكالات

تأهلت اليونانية ماريا ساكاري والبيلاروسية فيكتوريا أزارينكا إلى نصف نهائي بطولة غوادالاخارا المكسيكية، ذات الألف نقطة، حيث ستواجهان التشيكية ماري بوزكوفا والأمريكية جيسيكا بيغولا، على الترتيب.

وتمكنت ساكاري، المصنفة السادسة عالميا والمرشحة الرابعة للقب، من الإطاحة بالروسية فيرونيكا كوديرميتوفا، في ربع النهائي، بواقع 6-1 و5-7 و6-4 في ساعتين و35 دقيقة.

وحصدت اليونانية بذلك النقاط اللازمة لمشاركتها في البطولة الختامية، التي ستقام من 31 تشرين أول الجاري، حتى 7 تشرين ثان المقبل، في مدينة فورت وورث بولاية تكساس الأمريكية.

وستواجه ساكاري في نصف النهائي بوزكوفا، التي تأهلت بعد انسحاب منافستها الروسية آنا كالينسكايا.

وانسحبت كالينسكايا بينما كانت بوزكوفا، المصنفة 38 عالميا، متقدمةً بواقع 5-2.

ومن ناحيتها بلغت أزارينكا، المصنفة الأولى عالميا سابقًا والمصنفة 37 حاليًا، نصف النهائي بعد تغلبها على الأمريكية كوكو غوف، المرشحة الخامسة للقب والمصنفة السابعة عالميًا، بنتيجة 7-6 (7-2) و4-6 و6-3، في ساعتين و44 دقيقة.

وتواجه أزارينكا في نصف النهائي الأمريكية جيسيكا بيغولا، المرشحة الثالثة للقب والمصنفة الخامسة عالميا، التي تغلبت بدورها على مواطنتها سلون ستيفنز، بواقع 6-2 و6-2 في ساعة وثلاث دقائق.

----------

مورانت يقود غريزليس لإسقاط روكتس

متابعة ـ طريق الشعب

سجل مورانت 49 نقطة، ليقود ممفيس غريزليس إلى الفوز على هيوستن روكتس 129/122، ضمن منافسات دوري كرة السلة الأمريكي للمحترفين.

ولعب مورانت دور البطولة خلال مباراة، شهدت غياب ديسموند بين وتايوس جونز عن مستواهما، حيث سجل بين 14 نقطة فقط، وأضاف جونز 11 نقطة.

وواصل مورانت تألقه، بعدما أحرز 34 نقطة في المباراة الأولى لغريزليس، هذا الموسم، ليفوز الفريق على نيويورك نيكس 115/112.

وكان غالن غرين أبرز عناصر روكتس خلال المباراة، وسجل للفريق 33 نقطة.

وقد أنهى الفريق الربع الثاني من المباراة، متقدما بفارق 16 نقطة، لكن غريزليس قلب الموازين لصالحه بعدها، ليتلقى روكتس الهزيمة الثانية.

وسجل نيكولا غوكيتش 26 نقطة و12 متابعة وعشر تمريرات حاسمة، ليقود دنفر ناغتس إلى الفوز على غولدن ستيت واريورز 128/123.

وكان النجم ستيفن كاري أبرز عناصر واريورز خلال المواجهة، وسجل 34 نقطة، لكنه لم ينجح في إنقاذ الفريق من الهزيمة الأولى هذا الموسم.

وحقق بورتلاند تريل بليزرز الانتصار الثاني له في الموسم، وتغلب على فينيكس صنز 113/111، مستفيدا من تألق داميان ليارد الذي أحرز 41 نقطة.

وتألق ديفين بوكر في صفوف فينيكس صنز، حيث سجل 33 نقطة، لكن الفريق تلقى الهزيمة الأولى، بعدما استهل مشواره في الموسم بالفوز على دالاس مافريكس.

وفي مباريات أخرى، تغلب بوسطن سلتيكس على ميامي هيت 111/104، وبروكلين نتس على تورونتو رابتورز 109/105، ونيويورك نيكس على ديترويت بيستونز 130/106، ويوتا جاز على مينيسوتا تيمبروولفز 132/126.

كذلك تغلب نيو أورليانز بيليكانز على تشارلوت هورينتس 124/112، وواشطن ويزاردز على شيكاغو بولز 102/100، وسان أنطونيو سبيرز على إنديانا بيسرز 137/134، وأتلانتا هوكس على أورلاندو ماجيك 108/98.

-------

ميسي.. صانع الهدايا الأول في 2022

باريس ـ وكالات

ينفرد الأرجنتيني ليونيل ميسي، نجم باريس سان جيرمان الفرنسي، برقم مميز منذ بداية العام الجاري 2022.

وسجل ميسي هدفا وصنع هدفين، في فوز بي إس جي على مضيفه أجاكسيو، في الجولة 12 من الدوري الفرنسي.

ورفع ليو حصيلته بهذه الهدية إلى 6 أهداف، و9 تمريرات حاسمة في الدوري الفرنسي هذا الموسم.

وذكرت شبكة «أوبتا» أن ميسي أصبح بالمركز الأول في معدل التمريرات الحاسمة هذا الموسم، بالتساوي مع البلجيكي كيفن دي بروين، نجم مانشستر سيتي، الذي صنع 9 أهداف لزملائه في الدوري الإنجليزي.

وأشارت إحصائية أخرى إلى أن النجم الأرجنتيني صنع 19 هدفا لزملائه في الليج وان، منذ بداية العام الجاري 2022، موضحة أن ليونيل ميسي يتفوق بهذا المعدل على جميع اللاعبين في الدوريات الأوروبية الخمسة الكبرى.

وينتهي تعاقد ميسي مع باريس سان جيرمان بنهاية الموسم الجاري مع إمكانية التمديد لموسم إضافي حتى حزيران 2024.

*********************************

الصفحة العاشرة

ظاهرة السياسي الشعبوي

د. فاخر جاسم

الشعبوية (1) هي آيديولوجية، أو فلسفة سياسية، أو نوع من الخطاب السياسي الذي يستخدم الديماغوجية ودغدغة عواطف الجماهير لتحييد القوى المضادة وكسب تأييد الناس والمجتمعات. أنها نظام يعتمد سياسات تحظى بشعبية على المدى القصير ولكن غير مستدامة في المدى الطويل، وعادة في مجال السياسات الاجتماعية. وتظهر الشعبوية كتيار سياسي خلال الأزمات التي تنشأ بسبب فشل النخب الحاكمة في تحقيق الوعود الإنتخابية والقيام بالاصلاحات التي يحتاجها التطور الاجتماعي، وبشكل عام غياب العدالة الاجتماعية، حيث تشكل هذه الظروف، البيئة المناسبة لظهور الزعامات الشعبوية، وبنفس الوقت الدافع المهم لانخراط مجموعات كبيرة من السكان في نشاط المنظمات الشعبوية (2).

وتفرز الأزمات الاجتماعية بعض الزعامات التي تستغل نمو مزاج سياسي غاضب لدى الفئات الأكثر تضرراً من نتائج الأزمة، والتي تفقد - بسبب الشعور بالتهميش والحرمان الاجتماعي - الثقة بنظام الأحزاب السياسية والنخب الحاكمة، فيقوم الزعيم الشعبوي بتقديم حلول للأزمة تتجاوب مع المزاج العام، معتمداً خطاباً يتملق الجماهير لغرض التعبئة السياسية ضد نخب منافسة له. ويتصاعد تأييد الفئات المهمشة للشعبوية عندما تكون معارضة للسلطات الحاكمة، ولكن سرعان ما يضعف هذا التأييد بعد الفوز بالسلطة، لأنها تفتقد، أي الحركات الشعبوية، إلى برنامج سياسي واضح، تستطيع من خلاله المحافظة على التأييد الواسع عندما كانت في المعارضة (3).

ويهدف الخطاب الشعبوي إلى اعتبار النخب السياسية الحاكمة، نخباً فاسدة خذلت جمهورها وكذبت على المواطنين، مؤكدا على أن خطابه هو الوحيد المعبر عن طموحات الغاضبين من النظام القائم ونخبه السياسية  والثقافية والدينية، والقادر على انتشالهم من حالة البؤس والحرمان بمجرد الاشتراك في نشاطاته الشعبوية والثقة بالوعود التي يقدمها «القائد الرمز» باعتباره الممثل الحقيقي لطموحاتهم. وعلى صعيد التحرك السياسي، فإن تحرك القائد الشعبوي، يهدف إلى خلق حالة من التمييز بينه وبين الزعماء الآخرين لإظهار نفسه بانه المناضل الوحيد الذي لا مثيل له، والغرض من ذلك اشعار الجمهور بتفرده بين الزعامات السياسية في الوسط الذي يتحرك فيه، وغالباً ما يكون هذا الوسط قد فقد الشعور بالقدرة على التغيير، بحيث يصبح من السهل عليه تلقف الأوهام التي يبشر بها القادة الشعبويون.

وغالباً ما تلعب ظروف التكوين الاجتماعي والنفسي لشخصية هؤلاء القادة، دوراً في تعزيز النرجسية لديهم، فيقومون باللجوء إلى سياسة تهييج المشاعر الجماعية، قومية اومذهبية أو طائفية، بهدف تكوين نرجسية جماعية، يقوم الزعيم الشعبوي باستغلالها، لكي تشعر هذه الجماعة بأهمية دورها المركزي بين المكونات الاجتماعية. وهناك خاصية لدى الجماعات الطائفية وذات الآيديولوجيا الدينية، التي تضفي صفات القدسية على قادتها، بحيث يصبح انتقاد هؤلاء القادة حالة غير مقبولة.

ويتميز محتوى الخطاب الشعبوي، ببعض السمات الرئيسية، منها:

  1. يركز على مفردات سياسية وفكرية عامة تتمحور حول دور القائد المركزي في عملية التغيير، والتأكيد على النرجسية الجماعية التي تدغدغ مشاعر الجمهور الشعبوي وتوهمه بتميّزه عن الآخر في قدرته على التغيير بمفرده.
  2. اثارة مشاعر القلق والخوف من المستقبل لدى متلقيه لتعزيز حاجتها إلى زعيم منقذ، وبنفس الوقت تقوية التضامن العضوي بين القاعدة التي يتشكل أغلبها من فئات هامشية فقيرة وفئات متعلمة يائسة مستعدة للطاعة والخضوع.
  3. من الخصائص المهمة في علاقة التيار الشعبوي بالمواطنين، الركون الى العاطفة في إثارة الجماهير، والاعتماد على مفاهيم ومفردات معادية أو مناهضة للعقل، حيث يتم اللجوء إلى رفض الإطروحات العقلانية، وبدلا عن ذلك يتم اللجوء إلى استخدام مفردات، تهدف إلى تحريض المشاعر والعواطف وإلهابها، وجعلها بديلاً عن العقل في تقويم حياة الفرد والمجتمع، وتحديد ما عليهم أن يفعلوا وما عليهم أن يتركوا مع اعتبار الماضي وحده هو المنطلق الوجودي والمعرفي لكل ما يعيشه الإنسان، وما سيأتي لاحقاً في حياته (4).
  4. تتعارض الشعبوية مع الديمقراطية، نظرا لأن الوعي الشعبوي يستند على العاطفة والرأي الواحد الذي يمثله القائد وليس على المعرفة والعقلانية وحرية الاختيار بين البرامج المختلفة كما تتطلبها الديمقراطية.

أما في المجال السياسي فتتميز الشعبوية بالارتجال في النشاط وفي تعاملها مع الفعاليات التي تريد زج أنصارها بها في إطار صراعها مع الأنظمة التي تعتقدها فاسدة، وتتبع نخباً سلطوية فاسدة أيضاً، لذلك تلجأ الشعبوية إلى انتقاد المؤسسات السياسية القائمة على الرغم من وجود تمثيل لها فيها، لأن الأنظمة التي تعمل الشعبوية على إزاحتها تمتلك مؤسسات تحدد اليات عملها من خلال المؤسسات الدستورية والسلطات الشرعية التي تعد النافذة الرسمية التي يتم من خلالها التغيير، على العكس من الشعبوية التي لا تعد هذه المؤسسات هي الوسيلة الحقيقية للتغيير، بل الجماهير هي الحاكمة في طبيعة هذا التغيير من خلال الشارع(5).

وتفرز الشعبوية السلوك الجمعي الذي يضفي قداسة على القادة والمكان والزمان، وهو أحد اهم المخاطر التي تتولد عنها، فتتحول إلى حالة عفوية يرتبط وجودها وفعاليتها برمزية القائد الذي يتحكم  بأساليب نشاطها وأهدافها، لذلك تفقد استمرارية النشاط والتغييرات المستمرة للأهداف. وبما أن الشعوبية تميل إلى الإيمان بالترجمة المباشرة للنبضات والعواطف العامة، لذلك يقوم الزعماء الشعوبيون باثارة المشاعر، خاصة لدى الفئات غير الواعية، ودفعها للابتعاد عن التفكير العقلاني بالمشاكل التي تواجهها. وهذا يفسر سبب الهيجان لدى العامة الذي يحركهم القادة الشعبويون، الذي سرعان ما يخفت بناء على الرغبة الذاتية لزعيمهم.

وتتمّكن الزعامات الشعبوية من تهميش القواعد السياسية والاجتماعية والقانونية، والتي تشكل الضوابط التي تنظم الصراعات بين مختلف مكونات التشكلية الاجتماعية وتمنع تحولها إلى العنف، خاصة خلال فترة احتدام أزمة السلطة والمجتمع، وذلك من خلال العمل على إذكاء النزعات البدائية في المجتمع، التي تعتمد على العنف والقوة، لفرض الرأي، متخذين من تخلف الوعي الاجتماعي وسيلة لتأجيج النزعات الطائفية والمذهبية والقومية والعشائرية والمناطقية.

واخيراً، يؤدي التحاق مجموعة من المثقفين بالزعامات الشعبوية إلى تحول نوعي في تركيبة قيادتها السياسية، يساعدها على تطوير إمكانياتها الفكرية والتعبوية. وغالباً ما يحدث التحول في مواقف المثقفين الفكرية، بعد الصراعات الداخلية حول النهج السياسي والفكري في الأحزاب اليسارية والقومية، ففي الستينيات شهدت المنطقة العربية تحولا في مواقف اليساريين باتجاه الناصرية، خاصة الموقف من الاتحاد الاشتراكي. وتكرر ذلك بعد الثورة الإيرانية، على ضوء مناهضتها للأمبريالية ونهجها الشعبوي، ثم حدثت الموجه الثالثة في التحول الفكري، بعد انهيار التجربة الاشتراكية، حيث انتقلت مجموعة من المثقفين الماركسيين واليساريين، إلى الفكر الليبرالي، باعتباره الفكر «القادر» على تحقيق «التقدم الديمقراطي» في البلدان العربية الإسلامية، بدعم من الليبرالية الجديدة في الغرب.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

هوامش

  1. موقع معرفة: الشعبوية، https://www.marefa.org/ نقلا عن محمد كريم الساعدي «الشعبوية ومسرح الشارع مقاربات في الرؤية والمقاصد السياسية والأجتماعية»، صحيفة المثقف الالكترونية، العدد 5006 20/5/2020.
  2. يكون ذلك واضحاً في البلدان الرأسمالية، حيث صعد الخطاب الشعبوي في بلدان رأسمالية رئيسية، كالولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وأيطاليا، بعد أن أصبح الخطاب الليبرالي غير قادر على كسب رضى المواطنين في ظل عدم قدرة النظام الاقتصادي للرأسمالية المعولمة على تقليص الفوارق الكبيرة في الدخل بين قلة من أغنياء المجتمع وغالبية تشعر بتقلص فرص العدالة الاجتماعية التي طبقت بعد الحرب العالمية الثانية، وخاصة أثناء الصراع بين المعسكرين الإشتراكي والرأسمالي.
  3. تؤكد هذه الحقيقة تجربة كثير من الزعماء الشعبويين بعد فوزهم في السلطة، على سبيل المثال الرئيس الامريكي السابق، دونالد ترمب، والرئيس الفرنسي ماكرون، والرئيس البرازيلي الحالي، جاييربولسونارو وغيرهم، حيث يلاحظ تصاعد المعارضة لسياستهم، نتيجة عدم تحقيق وعودهم الانتخابية.
  4. عدنان عويدات، صحيفة المثقف 6 ـ 11ـ 2020عدد: 51551675551لعدد: 5176 المصادف
  5. محمد كريم الساعدي «الشعبوية ومسرح الشارع.. مقاربات في الرؤية والمقاصد السياسية والأجتماعية»، مصدر سابق. يشير فرانسيس فوكوياما، إلى ان الشعبوية تتعلق بأسلوب القيادة. اذ يتجه القادة الشعبويون الى تطوير عبادة شخصية حول انفسهم مرتدين عباءة السلطة الكاريزمية التي تتواجد بشكل مستقل عن المؤسسات مثل الاحزاب السياسية، «ما هي الشعبوية ؟» ترجمة: أ. م. د. حسين أحمد السرحان، https://annabaa.org/ نفس المصدر السابق.

-----

اليسار ومواجهة اليمين الشعبوي

إبراهيم إسماعيل

تشهد العديد من الدول الأوربية، لاسيما تلك التي تعاني من أزمات اقتصادية وتراجع في مكتسبات الرفاه الاجتماعي، من صعود مقلق لليمين المتطرف والشعبوي منه بشكل خاص. فبعد التنامي الكبير الذي حققه التجمع الوطني وحركة إسترداد في الانتخابات التشريعية والرئاسية، والفوز غير المتوقع لحزب ديمقراطيي السويد، ذي الجذور النازية، جاء الفوز الكبير لحزب أخوة أيطاليا، والذي كان يعتبر نفسه وريثاً لفاشية موسوليني، ليطرح بإلحاح تساؤلات مشروعة عن السبل التي على اليسار إتباعها، لمنع تكرار مأساة ثلاثينات القرن الماضي التي شهدت صعود النازية والفاشية، والعواقب الوخيمة التي دفعتها البشرية للخلاص من هاتين الحركتين، المعاديتين لحرية البشر وسعادتهم.

لقد أدت السياسات الاقتصادية لدول الإتحاد الأوربي، يمينية كانت حكوماتها أم من يسار الوسط، الى توسيع الفروق الطبقية وإنقاذ البنوك والتضحية بمكتسبات دولة الرفاه الاجتماعي. ويبدو ذلك جلياً في أوقات الأزمات، حيث يتم تضليل الناس بأن حل جميع المشكلات، ومن أبرزها غياب الأمن والتدهور الاقتصادي، إنما يكمن في المزيد من الخصخصة، وغالباً ما يؤدي إكتشاف الحقيقة الى تزايد الإنقسامات، وفقدان ثقة الناس بالنخب الحاكمة، وهو ما يشكل أرضية صالحة لقوى اليمين المتطرف لجذب الناخبين.

ولهذا ليس هناك من بديل حقيقي لهذه الحكومات، قادر على إيقاف اليمين الشعبوي، غير اليسار، الذي عليه أن يواصل تبني سياسات التضامن الاجتماعي وإنقاذ البيئة وإيقاف التغييرات المناخية. كما تقع عليه مسألة التعليل الفكري وبالتالي السياسي لإرتباط البطالة وتدهور الخدمات والخراب البيئي بالعولمة الرأسمالية المتوحشة والسياسات النيوليبرالية، مقابل قدرة قوى الديمقراطية والمساواة على طرح حلول عملية ومستدامة لتلك الأزمات، لاسيما في مواجهتها الصلدة للشركات متعددة الجنسيات والبيروقراطيين وجماعات الضغط.

دوماً معكم

ويشير العديد من المفكرين اليوم، الى أن أول الخطوات تكمن في تشخيص المشاكل الاجتماعية الملحة، التي تهم أوسع قطاعات السكان، ووضع حلول ملموسة ومقنعة لها، بعيداً عن الخوض المنهك في الاختلافات الأيديولوجية، أو اجترار الحديث عن قدرة اليسار على صياغة أبعاد المشكلة وتعريفها وتحديد أسبابها، وإستخدام المصطلحات والأسانيد النظرية لدعم وجهات نظره، فنجاح الشعبوية اليمينية يكمن في وضعها الأصبع على الجرح، حتى لو أفتقدت للعلاج المناسب.

كما ينبغي التخلي عن لوم الناس الذين يصوتون لليمين المتطرف، ووصفهم بضيق الأفق والقصور الأخلاقي وتدني الوعي، لأن وعيهم هذا طالما أُمتدح حين كانوا يصوتون وحتى الأمس القريب للشيوعيين واليساريين والديمقراطيين الاجتماعيين. ولهذا ينبغي إتباع العكس، أي تذكير الجميع، لاسيما الأجيال الجديدة، ببقاء اليسار الى جانبهم، حتى وإن لم يصوتوا له، وأن إختياراتهم السابقة هي التي نجحت في بناء دول، تتمتع بالحريات وبمستويات مناسبة من الرفاه الاجتماعي، وإن الحل يكمن في العودة الى تلك الخيارات، بعد أن تأتي ببرامج جديدة ومعاصرة.

فضح ديماغوغيتهم

وتدعو بعض الأراء الى أهمية إلزام اليمين واليمين المتطرف بما الزموا به أنفسهم، حين تبّنوا، وبديماغوجية واضحة، شعارات اليسار الخاصة بتحسين المستوى المعاشي للشغيلة وتخليص المجتمع مما تبقى من تمييز ضد النساء، وملاحقتهم بكل السبل لتنفيذ تلك الوعود، حتى يُّفتضح عجزهم عن تحقيقها، بسبب تناقضها مع أيديولوجيتهم ومصالحهم الطبقية. ولهذا يعتقد بعض اليساريين ان عليهم أن يدعوا هؤلاء يمرون، ليفتضح أمرهم، حين يتماهون مع مخرّبي المناخ والبيئة من الرأسماليين ومع الليبرالية الجديدة، التي تنذر بتحطيم المجتمع الانساني. ولكي يكون هذا المرور آمناً، لابد من بقاء اليسار متمسكاً بشعاراته في الحرية والعدالة والسلام والرقابة الشعبية على الاقتصاد والمجتمع والتفكير النقدي للظواهر والمعضلات والحلول، إضافة الى التخلي عن دور التابع الأمين لليبرالية الجديدة وعولمتها المتوحشة، والعودة للأقتصاد الصناعي بدل الخدمي، حيث أدى إنتقال المصانع الى خارج أوربا لتقليص دور العمال في الحياة الاقتصادية وتوسيع دور فئات المهمشين وبعض حواشي الطبقة الوسطى، والتي تمثل القاعدة الأصلد لليمين الشعبوي.

صيانة دولة الرفاه

وتشير بعض التقديرات الى أن توجه العديد من أحزاب يسار الوسط الحاكمة في بعض الدول الأوربية الى التنازل عن دولة الرفاه التي بنوها على مدى عقود، عبر خصخصة هذه الخدمات كالتقاعد والتعليم والصحة وتقليص نفوذ الحركات الاجتماعية والنقابات، قد الحق بإقتصاديات هذه البلدان خسائر كبيرة، مما أثار غضب قطاعات واسعة من الناس ودفعها للتخلي عن تأييد هذه الأحزاب، وأوقعها يأسها في حبال اليمين الشعبوي.

ويرى بعض اليساريين عدم صواب الدفاع عن المهاجرين والثقافات غير الأوربية، بإعتبارها أقليات في المجتمع، لأن في ذلك تناغم مع جوهر اطروحات اليمين التي تعتبر هؤلاء غرباء عن المجتمع الأوربي، بل على اليسار تبني مصالح هؤلاء كمواطنيين، بغض النظر عن الثقافة التي ينحدرون منها.

نقد ذاتي

ويتم التركيز أيضاً على عدم إدعاء العصمة اوالتشبث بالمواقف، حتى لو كانت سليمة تماماً، أو إنكار بعض الأخطاء التاريخية والأنية في تاريخ اليسار، مع التأكيد على ضرورة الدفاع عن جملة التضحيات الجسام التي رصّعت جبين هذا التاريخ، في مجرى النضال من اجل الحرية وحقوق الإنسان والديمقراطية والمساواة والتنمية والتقدم الفردي والمجتمعي.

ويبحث قطاع أخر من اليساريين، عن ما هو مشترك مع الليبراليين ويسار الوسط، ويدعو الى التركيز عليه في مواجهة اليمين الشعبوي، كالخشية من تدهور الحريات الفردية، وحرية التعبير، والفرص المتكافئة، نظرياً على الأقل، في المشاركة بالعمل العام، إضافة الى مهمة حماية البيئة ومواجهة الإغتراب والإحساس بالقلق من مستقبل مجهول، لاسيما في صفوف الشباب.

ويعطي بعض المفكرين أهمية كبيرة لأعتماد النتائج العلمية والإحصاءات والأرقام، في مواجهة اليمين الشعبوي، الذي نجح في كسب إهتمام الناخب، من خلالها ومن خلال رفض الناس للنخبة المتعفنة الجاثمة على صدر المؤسسات الدستورية.

ويحتل العمل على تنشيط ذاكرة الناس وتبصيرهم بالصور الأنسانية المشرقة التي ألهمت اليساريين الرواد، أهمية إستثنائية، فرغم عصر الرقمنة، تبقى الفنون والأداب ومختلف مجالات الإبداع، أدوات تحفيز للناس على إجتراح مآثر إنسانية، هي دوماً في تناقض تناحري مع هذا اليمين الشعبوي والتاريخ البشع لأسلافه.

***************************

الصفحة الحادية عشر

إسماعيل خياط.. الألوان ترتدي السواد

برحيل الفنان التشكيلي الكردي البارع، ورجل السلام التقدمي البارز إسماعيل خياط، نكون امام مشهد الألوان وهي ترتدي السواد حزناً على هذا الانسان النقي الهادئ طبعاً، الثائر موقفاً، المجدد تشكيلياً.

إسماعيل خياط، تمكن ان يكون رجل سلام في اية خلافات قد تنشأ بين الكرد والكورد، والكورد والعرب، لا عن طريق سلاح حمله وتباهى به، وانما عن طريق لوحات ضخمة أحيت السلام وشرعت قوانين الحياة من اجل العيش بوطن حر آمن وحياة كريمة وسلام دائم.

إسماعيل خياط.. اهلا بك فأنت باق ولوحات ولوحاتك شاهد على وجودك متألقاً..

المحرر الثقافي

------

انتفاضة تشرين في العراق ... بين الواقع والطموح

د. رهبة أسودي حسين

عند تناول مفهوم الصراع في بحثها (الأدب السومري) بوصفه حالة طبيعية يخوضه الفرد (البطل) تجد الأستاذة بديعة امين ان مفهوم الصراع الذي يتمحور حول الأحساس بتأزم باطني ناشيءعن تناقض غيرقابل للمواءمة بين ارادة ومعتقدات ورغبات الفرد (البطل) الأنسان و أرادات ومعتقدات ورغبات الجانب الأخر الذي قد يكون القدر أو الألهة أو المجتمع بما يمثله من (مؤسسات وقوانين) لها من القدسية؛ يجعلها امرا لا راد له. فهناك مظاهر متناقضة في الكون الواسع الذي قُدر على الأنسان أن يعيش فيه، هناك النقيضان الجليلان: الليل والنهار؛ وهناك القيظ والبرد اللذان يكشفان عن نفسيهما في مواسم متناوبة : الصيف والشتاء. ويستطيع (الفرد السومري) ان يتصور ان ثمة تناقضا قائما في ما بين بعض الألهة، وبين الألهة والشياطين، بين الأرض والماء...، وان ماتسببه الرياح العاتية والفيضانات المدمرة من عنف وخراب يلحق به الضرر، لكنه لم يكن يستطيع ان يتصور هذا الفرد أكثر من كائن ضئيل لاقدرة له على مجابهة الكون بكل المظاهر الجبارة من زوابع ورعد وفيضانات ورياح لافحة...وعلى الالرغم من أنه وجُد في بيئة يسود العنف مظاهرها المختلفة، فان مايقوم به الفرد لم يكن يتخذ مفهوم أو طابع الصراع ضد المظاهر الكونية وأنما كان حسب أعتقاده عملاً تكميليا لتلك المظاهر.فثمة صراع لابد ان يكون موجودا في هذا الكون الواسع،وهو مستمد بشكل جذري من العنف والتناقض الموجودين في المظاهر الطبيعية...في تقلب الفصول وفي العواصف وفي حركة الاجرام الطبيعية. فكل أنواع الصراع هو جزء من المنظومة الحياتية للأنسان، قد يختلف البعض في تعريفه لمفهوم (الصراع) فنحن لانريد الدخول في متاهة المفاهيم النظرية لمظهر من مظاهر الصراع وهي (الأنتفاضة) ولنقف أمام مفهوم أولي للأنتفاضة وهذا المفهوم ليس حديثا،ولكنه كان من نتاج المظاهر الشعبية للأنتفاضات في ثلاثينيات القرن الماضي لـ (اميليو لوسو) فالأنتفاضة والحرب تعبيران متماثلان لمعادلات متشابهة  فعندما لا يكون بوسع أحكام القانون الدولي العام تسوية العلاقات بين دولتين بشكل طبيعي، نكون إزاء الحرب. وعندما لا يكون بوسع القوانين الداخلية، التي قد تكون غير مقبولة  في احتواء الصراع السياسي نكون إزاء الأنتفاضة. وتولد من أحشاء الحرب والأنتفاضة قوانين جديدة. فالأنتفاضة هي المرحلة الأساسية من الدورة السياسية التي يطلق عليها أسم الثورة، فالثورة هي الكل والأنتفاضة هي الجزء. اذا اردنا ان نذكر العراق وانتفاضته في تشرين، فالعراق حالة فريدة وبات الصراع ليس جزء من الطبيعة أومكملاً لها، بل كان الصراع هو الاساس الحياتي لتاريخه المعاصر فخاض حروباً وعاش انتفاضات ولنقتصر في حديثنا على فاتحة القرن الحالي، فالتغييرالذي حدث في 9 نيسان 2003 وكما يذكر فالح عبد الجبار أن الذي حصل في العراق متوقعاً وذلك لأنَّ العراق عاش الخصائص الاتية: بسيطرة النظام الشمولي مثل الإقتصادالمركزي الموجه والحزب الواحد وهيمنة الدولة على المجالين العام والخاص. وإنَّ العراق دولة ريعية نفطية حيث يشكل الريع النفطي الإقتصاد السياسي للنظام التسلطي شديد المركزية. كما أنّ الريعية النفطية هي الإقتصاد السياسي لنظام التبعية الشخصية والنمو اللاعقلاني للجهاز البيروقراطي. وإنَّ العراق يمثّل حالةَ دولة منهارة ذات مجتمع متعدد الأعراق والثقافات وقوى اجتماعية قائمة على أساس تنظيم اجتماعي حديث وتقليدي ومختلط.

وبعد قرابة عقدين من التغيير السياسي، حدثت أنتفاضة تشرين الأول 2019  ونجد من الضروري ان نحدد العوامل  الواقعية لهذه الأنتفاضة وهي:

1 - العامل البشري ويضم الأجيال الأتية:

أ‌- الجيل الاول لهذه الأنتفاضة هم ابناء الحرب العراقية –الأيرانية (1980-1988) فضلاً عن ابناء الإنهيار التام لسياسات السلطة  (الشمولية) اللاعقلانية إثر الاحتلال العراقي (للكويت) ودخوله حرباً خاسرة مدمرة (1991)، وفرض الحصار على العراق بموجب القرار (661) في (6/8/1990) ويمكن اعتبار المدّة ما بين(1991-2003) حرباً على الشعب العراقي لأنه الخاسر الوحيد من جميع سياسات السلطة التي سّهلت للقوى الدولية التمكن من السيطرة على العراق واحتلاله.

ب‌- الجيل الثاني هم ابناء السياسة المتعثرة للعملية السياسية بعد 9 نيسان 2003الذي عايش فشل العملية السياسية وذلك بسبب قصور (الحياة الدستورية والنيابية)،فضلأ عن الأثارات الطائفية التي بشرت بها سلسلة مقالات جريدة (الثورة) التي ضمت سبع مقالات متسلسلة للمدة من 3 نيسان ولغاية 14نيسان/1991 وبداية مرحلة جديدة لمفاهيم اجتماعية، ودينية، وثقافية كانت خافيةً عن الظهور بشكلٍ مباشر وعلني، تجاه الاغلبية في المجتمع العراقي. وقد اتخذت المقالات موضوع الإنتفاضة في الجنوب والشمال منطلقاً أساسياً في الحط من القيم الدينية والإجتماعية والثقافية لأغلبية الشعب العراقي. وقد كان المجتمع العراقي بعد 2003 ضحية لسياسات دول خارجية تبنت هذه الأثارات المقيتة التي حطمت جيل شبابي روحياً وجسدياً وابكت عيون جميع العراقيين.

2 - العامل السياسي: تعدد مصادر السلطة في المجتمع (عشائرية و حزبية) مما عرقل تطبيق وسائل أحكام الدستور (سيادة حكم القانون) و(التبادل السلمي للسلطة) و (الانتخابات هي الوسيلة الديمقراطية لإسناد السلطة). فكان هذا العامل من العوامل الاساسية للأنتفاضة.

3 - عامل الفساد: تجد هيئة النزاهة في تقاريرها السنوية ان من اسباب الفساد سوء صياغة القوانين واللوائح المنظمة للعمل وغموض النصوص القانونية وإتساع حجم البيروقراطية في الأجهزة الحكومية،وعدم تناسب الصلاحيات الممنوحة للعاملين مع المسؤوليات،والإختيار غير السليم للعاملين وضعف الأجهزة الرقابية وعدم إستغلالها، وضعف العقوبات التأديبية بحق العاملين المخالفين.

4 - سيادة مفاهيم خاطئة عن الأنتفاضة وموقفها من (الحرية – الدين –الأخلاق - الأسرة...) لضرب الأنتفاضة وعزلها عن الشعب ورسم صور عن المنتفضين تفتقر الى الموضوعية، وإعمام الحالات الفردية بصيغة عمومية. وهذا يعود لغياب فئة المثقفين الذين يقع على عاتقهم رسم البعد الفكري للأنتفاضة، فكل الحركات الجماهرية اساسها عقائد مختلفة (سياسية – اجتماعية) يصنعها المثقف.

اما عوامل الطموح التي ينبغي أن تعمل عليها القوى الفاعلة في الدولة وحصر هذه القوى بـ (القوى الشرعية) فيما نجد القوى المدنية محرومة من المشاركة في وضع  صيغ الطموح الذي يمكن عن طريقه تأطير عملها بمنظمات مدنية مستقلة عن (التدخل الخارجي او الداخلي)، كما ان للصحافة الوطنية الحرة وكتّابها الدور الرئيس في صياغة خطوات الطموح وهذه العوامل هي:

1 - الأعتراف ان الانتفاضات حق طبيعي وعلى وفق ما طرحتة الأستاذة بديعة أمين  على أنها احدى مظاهر الصراع،وجزء من حيوية المجتمع بوجود تأزم ناشيءعن تناقض غيرقابل للمواءمة بين ارادة ومعتقدات ورغبات الفرد وأرادات ومعتقدات ورغبات الجانب الأخر(السلطة بجميع مؤسساتها الدستورية والنيابية) أن هذا الأعتراف يحتاج الى أعادة بناء الثقافة السياسية للمجتمع، والأيمان ان الحفاظ على النظام القائم بطرق قسرية لا يشكل حلاً للمشكلات وقد عرف العراق نهاية النظام الشمولي وكيف قاد الى أحتلال ومشكلات لاتعد ولاتحصى.

2 - تكوين روح المواطنة غالباً ماتشير مؤلفات علم الأجتماع السياسي الى ان فاعلية العوامل(الأقتصادية والأجتماعية والسياسية) يمكن تحقيقها من خلال تحسين الوضع الأقتصادي الذي يقود الى زيادة وسائل الاستهلاك و التمكن من شراء السلع والخدمات.اما وسائل الإنتاج فهي المشاركة في الأنشطة ذات القيمة الأقتصادية والإجتماعية، الذي يقود الى المشاركة السياسية من خلال الأشتراك في عملية صنع القرار على المستوى المحلي والوطني ليس بالضروة بصيغة مباشرة، وانما من خلال ممثلي الشعب (المناسب منهم). والتفاعل الإجتماعي بالتكامل مع الأسرة، والأصدقاء والمجتمع المحلي كل هذه العوامل تقود الى تكوين روح المواطنة.

3 - يتحمل المثقف اتخاذ الدور المناسب الذي ينسجم مع عظمة الحدث السياسي الذي لايقتصر على (الأنتفاضة) فقط بل على أحداث سياسية أخرى كون ان السياسة هي القاسم المشترك مع جميع الأبعاد (الأقتصادية – الأجتماعية) فيجد جوليان بندا عند تفاعل المثقف مع الاحداث السياسية ضرورة التميز بين ثلاثة مواقف وهي : الموقف الذي يتمثل في الأنغماس بالحدث السياسي وتبنيه بصورة تصل الى التعصب ورفض الأراء التي يختلف معها واما توظيف موهبته في خدمة الحدث السياسي وفي هذه الحالة نحن نقف امام مثقف يعمل على أثارة المشاعر السياسية لدى عموم الناس ضمن مواقف (المحاباة والتحيز) لقضية سياسية معينة وخدمة لفكر سياسي معين مع المحاباة والتحيز. واما ان يكون تفاعل المثقف وخدمة الحدث السياسي على حساب (المعتقد الفكري) للمثقف فتتغير مواقفهم على وفق الحدث السياسي، فيعملون على  دعم الأنظمة الأستبدادية والسير على ما ترسمه السلطة من منهج (فكري –ايدولوجي) لذا اطلق جوليان بندا على المثقف ضمن هذه المواقف بـ(خيانة المثقفين)، والخيانة هنا هي خيانة الوطن أولاً واخيراً فنحن بحاجة الى مثقف يتجاوز المواقف الثلاثة.

4 - يبقى التدوين التاريخي لأحداث (الأنتفاضة) الذي تتجاذبه جهات متعددة بعيدة عن التخصص ولايقتصر هذا التجاذب على موضوع الأنتفاضة بل جميع الأحداث التي مرت على العراق منذ 2003، فأثار  د. صالح احمد العلي مسألة مهمة عند تدوين التاريخ وهي (ما هو معيار الأهمية ؟ وأي الخصائص توفرت فيه حتى أصبح مهماً ؟وهل نحكم على اهمية الأحداث في عصرها أم في عصرنا ؟) نحن بحاجة الى (مركز بحثي وطني) تتولاه الدولة لتدوين جميع الأحداث منذ 9 نيسان 2003، فالوثائق التي نجدها اليوم عديمة الأهمية لقربنا من أحداثها، أنها تاريخ الحاضر للمستقبل.

----

العالم رواية

القاع العميق في (نساء البن) لجورجي أمادو

محمد الأحمد

في أواخر عام ١٩٩١ نشر جورجي امادو رواية “اكتشاف أمريكا الجنوبية بواسطة الاتراك” وكان ذلك بتكليف من مؤسسة إيطالية بمناسبة أحياء ذكرى مرور خمسة قرون على اكتشاف العالم الجديد، ونقلت الى العربية باسم “نساء البنّ”، وتبين من كلا العنوانين بانها رواية تتحدث عن العمالة في مزارع البن والكاكاو البرازيلية التي تعد من أجود الأنواع التي تُصدّر الى العالم قاطبة.

يعد “جورجي أمادو 1912-2001م” من بين أبرز الكتُّاب الشيوعيين في العالم، انتسب إلى الحزب الشيوعي البرازيلي في عام 1926م، وانغمس في النضال السياسي منذ شبابه المبكر، وبقيت معظم رواياته تعكس تعاطفه مع ضحايا الظلم الاجتماعي. معظم بواكير اعماله طغت عليها صبغة الايدولوجيا الجاهزة، ولكنه لم يبق تحت نيرها. فكتب بتمرّد الاديب الشامل، الذي غالبا ما ينتقد الممارسات التي لا تصبّ في مصالح الشعوب، واعماله التالية جعلته الكاتب الأهم من بين الكتاب في العالم، الكاتب الذي سمتهُ بساطة الأسلوب، والذي يختار ابطال رواياته من المعدمين والبائسين الذين يمرون بضيق دائم. وان احداث هذه الرواية القصيرة الشيّقة جرت بين شخصيات من أصل عربي، اظهرهم الكاتب بصورة أعطت انطباعه المتطرّف في فهم العرب، واختياره لشريحة اجتماعية مهزومة على امتداد حياتها، بسرد جميل.. أبرز مثالب هذه الشخصيات التي كانت تعيش في مدينة “باهيا” مسقط رأس “جورجي امادو”. وكشف عن مدى احتكاكه المباشر بـ”الاتراك/ العرب” الذين وصلوا الى البرازيل بواسطة جوازات سفر عثمانية، منذ عام 1903م شخصيات من العرب المهاجرين والباحثين عن فرص جديدة للحياة... أحدهما سوري “جميل بشارة” والأخر لبناني “رضوان مراد” تجمعهما سفينة متجهة من الشرق لتستقر بهما على الأراضي البرازيلية. الأول الباحث عن أحلامه وطموحاته بعيدا عن صخب المدينة وسط مزارع البُن وأحلام الربح من اية تجارة، والثاني ملك حياة الليل والقمار الذي يختار “باهيا” لحياته ومغامراته. تجمعهم جلسات البارات واسرار نساء الليل والخطط الشيطانية عن الحب والزواج والتجارة والمال وأشياء أخرى، وتبدأ مراهنة بينهما من أجل الفوز بامرأة كانت على قدر ضعيف من الجمال ولكنها على قدر كبير من الغنى، عانس عذراء جامده متسلطة لا تنعم بالحد الأدنى من الجمال اسمها “آدا” والتي لم تتساوى مع شقيقاتها، من حيث الجمال والمرح، فترسل لها الأقدار ويتغير حالها في لحظة عندما يهبها والدها دكاناً في موقع مهم. فيتقدم الى مفاتحها شخص ثالث ويفوز بقلبها، ويقصى الاثنان الباقيان الى خارج الرهان. رواية من الأحداث السريعة المتلاحقة التي تجعل القارئ متلهف لاكتشاف ما تخبئه الأقدار. تعتبر “نساء البن” من بين أكثر الروايات التي يتحدث فيها “جورجي امادو” عن القاع العميق للمجتمع “البرازيلي” المختنق بوطأة الجريمة المنظمة التي تديرها عصابات الرذيلة في غفلة عن سلطة القانون، ولولا احتواء الرواية لذلك لما كان باستطاعتنا اكتشاف كل ذلك. حيث الكاتب الجيّد يكون دقيق الملاحظة، وله نظرة ثاقبة ومغامرة ايضاً.. عرف بتجربة حياتية شاملة، مكنته من دور الروائي الحقيقي في كشف الخفايا والأعماق الخطرة. خاصة المجتمعات التي تنوعت فيها الأطياف العرقية، التي تعجُّ بمختلف المهاجرين العاملين في مزارعها الشاسعة، وخاصة في مدينة “باهيا”. تمكن “جورجي أمادو” من اغناء المكتبة الإنسانية بروائع مثل “الدونا فلورا وزوجاها الاثنان”، “بلا الكرنفال”، “توكيا غراندي”، “تيريزا باتيستا”، “زوربا البرازيلي”، “عرق”، “غابريلا ثوم وقرفة” كتبها عبر لغة تهكمية ساخرة، و”فارس الرمال” التي تناول فيها سيرة حياة القائد الشيوعي البرازيلي “لويس كارلوس برستيس”، اما رواية “أقبية الحرية” المؤلفة من ثلاثة أجزاء ضخمة (2000 صفحة).. التي لم ترق لذائقة النقاد واعتبرت من بين الروايات المباشرة على عكس رواية “أراضي اللانهاية” التي تعد من الروايات الملحمية التي تتحدث عن الصراع بين الإقطاعيين والتجار في مناطق زراعة الكاكاو، والروايتين المذكورتين لم تنقل الى العربية، والجدير ذكره انه في عام 1946 انتُخب لعضوية البرلمان البرازيلي، ولكن الحكومة العسكرية اعتبرت الحزب الشيوعي من الأحزاب المحظورة، جعله ذلك يغادر بلده ليعيش نازحاً ما بين فرنسا وإيطاليا وتشيكوسلوفاكيا والاتحاد السوفييتي، ولم يتمكن من العودة إلى بلاده إلا في عام 1952، اذ نال جائزة “ستالين” للآداب، وأصبح من بين أبرز اعضاء الهيئة التي تمنح هذه الجائزة الرفيعة، لكونه الكاتب البارز الذي وصف تراث أمته.

هذه الرواية تقع في 90 صفحة من القطع المتوسط، حسب ترجمة “مالك سلمان” الى العربية، ويمكن تجنيسها (نوفيلّا Novella) بامتياز؛ حسب زمنها وشخصياتها المحدودة، وقد عرف هذا النوع من الروايات القصيرة في العالم كشكل سردي له قراؤه. كما كتب مقدمتها الروائي البرتغالي “خوسيه سراماغو” واصفاً اياها بانها تحفّة فنية فريدة مضافة في مكتبة السرد الإنساني.

-----

تحت نصب الحرية

حذام يوسف طاهر

على بعد سبع قصائد من نصب الحياة

حطت حمامات السلام

مشّطت شعر الصبايا

زيّنت أكتاف الشباب

بالأغاني .. بالأماني ..

مسحت لوح الخطايا

رسمت على وجه الصباح

الف عنوان وعنوان

فلسَفَت سر الحياة

أن تمشي على رجليك

وفي عينيك بركانٌ من الدخان يصعد !

لعينيك ينشد العمال أغنية السنابل

وعينيك تطلق دمعة مصلوبة للموت تنشد

ومن رغيف الحب يصنع الأحرار جسرا

ليفرش الدرب محبة فينطلق النشيد

حراً

وحراً

وحرا

ويطوف عشاق النوارس

برايات كُتبت بلهفة “ نريد وطن”!

-------

ومضات تشرينية

كريم جبار الناصري       

نريد وطن..

طل صباح تشرين، أقترب موعد الانطلاق، تأهب للخروج من الدار، ناداه صوت طفولي :-بابا.. بابا، أين ذاهب؟

- من اجل مستقبلك، من اجل الوطن..

- أنا أريد وطن.

دمعت عيناه، هيا معي نريد وطن...

اغتيال..

تعدت أعوامه السبعين، يقدم وردا ورايات لشباب تشرين، يرتفع صوته بشجن كبير مع أناشيد الوطن والناس ، تترقبه عيون، في لحظة ما استقرت رصاصة غادرة بصدره..

دعوة..

قال الشعب : سنستيقظ من سباتنا، ندلي بأصواتنا في صناديق الاقتراع كي تتربعوا على كراسيكم، لكن ندعوكم بأن لا تطأ أقدامكم قبورنا...

أمنيات..صغار كبار..

نمضي صغارا في شوارع مدينة يكسوها التراب، نحمل أغصان الزيتون، نحلق بعيدا بأحلامنا، تمر الأعوام، وبتعاقب القرار  تبدلت الأقنعة، فضاع الحلم والوطن، لكن  قلوبنا بقت  ناصعة البياض تحلم من جديد..

شهداء..

أقمار أضاءت ليال الوطن..لاقت حتفها..

****************************

الصفحة الثانية عشر

تطلقها قوى مدنية وتشرينيون.. حملات إنسانية لإنقاذ الفقراء  تكشف تقصير السلطات 

متابعة – طريق الشعب

تشهد مدن عدة في جنوبي العراق، حملات ونشاطات خيرية مختلفة لمساعدة الشرائح المجتمعية الفقيرة والمتضررة من تردي الأوضاع المعيشية، وذلك ضمن مبادرات تُشرف عليها القوى المدنية وحراك تشرين.

وتتضمن الحملات مساعدة المرضى والأرامل والأيتام وذوي الاحتياجات الخاصة من جرحى المعارك والعمليات الإرهابية، وصولا إلى النازحين والمهجرين.

عمليات جراحية ومنازل

في مدينة النجف، نجح عدد من الناشطين في جمع مبالغ مالية لإجراء عمليات جراحية لأكثر من 30 شخصاً من الفقراء. بينما تخطى عدد البيوت التي تم تشييدها في ذي قار 100 منزل، كلها وزعت على أيتام وأرامل ومعاقين، ليتم نقلهم من مساكن عشوائية إلى منازل نظيفة وآمنة.

وخلال الأسبوع الماضي، جرى في البصرة تسليم سيدة مسنة منزلا لتسكن فيه مع بناتها.

وفي هذا الصدد يقول الناشط حسين الفتلاوي، انهم جمعوا مبلغ 60 مليون دينار عبر صناديق تبرعات، من أجل بناء منزل لهذه الأم التي فقدت زوجها وابنها في هجوم إرهابي قبل سنوات، وأصبحت مهددة بالعيش في الشارع.

ويضيف في حديث صحفي، أنهم يسعون لأن يكونوا أداة تغيير واسعة النطاق، ليس عبر التظاهر والاعتصام فقط، بل على مستوى مساعدة المجتمع.

“لا نريد مقابلا”

من جهته، يؤكد عضو تنسيقية تظاهرات كربلاء علي الموسوي، أن “فرق القوى المدنية الوطنية تعمل طوال العام، وليس قبل الانتخابات بشهر واحد لخداع الناس”!

ويضيف في حديث صحفي قائلا، أن “حملاتنا مستمرة لمساعدة المحتاجين، على عكس القوى السياسية التي دأبت على الالتفات للناس بحملات محدودة قبل كل انتخابات لكسب أصواتهم”.

ويلفت الموسوي إلى أنهم لا يريدون من هذه الحملات المتواصلة مقابلا “سوى إيصال رسالة لتغيير المجتمع وإشاعة ثقافة المساعدة والعون بين الناس، والتراحم الذي لا يجب أن ننتظر منه أي مقابل مادي”.

ألف منزل

مدينة الناصرية شهدت هي الأخرى الأسبوع الماضي، افتتاح المنزل رقم 80، ضمن مشروع خيري يشرف عليه ناشطون في الحراك المدني من أجل تأمين ألف منزل للعائلات الفقيرة، وذلك عبر حملات تبرع وصناديق يجري وضعها في الأسواق والأماكن العامة.

رسالة وطنية

عضو التيار المدني أحمد حقي، يرى من جانبه أن “حملات التكافل الاجتماعي جزء من مهام القوى المدنية لترميم ما خلّفه خطاب الكراهية والطائفية والعنف، الذي تبنته قوى سياسية ودينية خلال سنوات ما بعد 2003”.

ويوضح في حديث صحفي، أن “المميز في تلك الحملات أنها لا تنظر إلى هوية العراقي الثانوية أو انتمائه أو معتقده لتقديم المساعدة له، ويكفي ذلك ليكون رسالة وطنية مهمة لكل العراقيين”، مشيرا إلى أن “هذه الحملات تؤكد تعافي المجتمع تدريجيا، كما أنها تكشف زيف شعارات الأحزاب المسيطرة على الحكم والمشهد السياسي”.

 **********************

24 عرضا محليا ودوليا.. الدورة الثالثة لمهرجان بغداد الدولي للمسرح

بغداد - رقية مجيد

تتواصل عروض الدورة الثالثة لمهرجان بغداد الدولي للمسرح، التي افتتحتها وزارة الثقافة والسياحة والآثار الخميس الماضي على خشبة المسرح الوطني، تحت شعار “لأن المسرح يضيء الحياة”. وتتوزع العروض بين المسرح الوطني و”مسرح الرافدين” و”مسرح الرشيد”، وتستمر حتى يوم 28 من الشهر الجاري. وقد استهلت الخميس، بعد انتهاء مراسيم الافتتاح، بعرض عراقي عنوانه “طلقة الرحمة”، من تأليف وإخراج محمد مؤيد. وبالنسبة لجوائز المهرجان، ستتنافس عليها من العراق، إضافة إلى مسرحية “طلقة الرحمة”، خمسة عروض أخرى، بضمنها “خلاف” لمهدي هادي، “25 ريختر” لعلاء قحطان، “4:48” لمهنّد علي، و”أمل” لجواد الأسدي.

كما ستتنافس من البلدان العربية 13 عرضا، من الكويت والبحرين والسعودية وعُمان ومصر والأردن وسورية وفلسطين وليبيا والجزائر والمغرب وتونس، فضلا عن 5 عروض من أوكرانيا وروسيا وإيران وفرنسا وبلجيكا.  وكرّم المهرجان في سياق حفل الافتتاح، مجموعة من الفنانين والكتاب المسرحيين العراقيين، وهم كل من سامي قفطان، سليمة خضير، فوزية عارف، خالدة مجيد، ميديا رؤوف، مخلد راسم الجميلي وعلي عبد النبي الزيدي. ومن العرب كرّم الأردنية عبير عيسى والتونسية دليلة مفتاحي. كذلك قُدم على هامش الحفل عرض لفرقة المربعات البغدادية. وقد سبقت الافتتاح جلسة نقاشية بعنوان “التمسرح في الخطاب الراهن وممكنات الاستجابة والتلقي”، عقدها الملتقى الفكري المرافق للمهرجان.  ومن المقرر أن يُعقد يوم الأربعاء المقبل، ضمن فعاليات المهرجان، الاجتماع الثاني لشبكة المهرجانات العربية، الذي يبحث آليات التعاون بين المهرجانات المسرحية في المنطقة والتنسيق في ما بينها وتبادل الخبرات.

ذكريات المسرح الصعب

عن “دار الروّاد المزدهرة” للطباعة والنشر في بغداد، صدر حديثا كتاب بعنوان “ذكريات المسرح الصعب بين بعقوبة وبودابست – تجربة المخرج المسرحي والسينمائي ثامر الزيدي”. وهو من إعداد وتقديم القاص الراحل حسين البعقوبي.

يستعرض الكتاب تجربة الفنان ثامر الزيدي في الإخراج المسرحي والسينمائي، ويلقي الضوء على مشواره الفني الطويل ابان ستينيات وسبعينيات القرن الماضي في بعقوبة، وما بعدها في مغتربه بودابست – المجر، الذي لجأ إليه بعد تعرضه للملاحقة من النظام الدكتاتوري المباد، بسبب اتهامه بالانتماء للحزب الشيوعي العراقي.

يقع الكتاب في 213 صفحة من القطع المتوسط.

 ****************************

معاً لبناء بيت الحزب.. بيت الشعب

دعماً للحملة الوطنية لبناء مقر الحزب الشيوعي العراقي، تبرع الرفاق والأصدقاء:

- الرفيقة خالدة محمد شرهان من فرنسا  100 يورو

- الرفيق طه رشيد من فرنسا 100 يورو

الشكر والتقدير للرفاق والأصدقاء على دعمهم واسنادهم حملة الحزب لبناء مقره المركزي في بغداد.

معاً حتى يكتمل بناء بيت الشيوعيين.. بيت العراقيين.

 **************************

متطوعون يشجرّون  50 مدرسة في الكوت

متابعة – طريق الشعب

تحت عنوان “مستقبل أخضر”، دشن شباب وناشطون في مدينة الكوت، أخيرا، حملة تطوعية لتشجير 50 مدرسة في المدينة، بشتلات دائمة الخضرة.

وقال القائمون على الحملة في حديث صحفي، أنهم سبق وان أطلقوا حملات مماثلة خلال العام الماضي، شملت أرصفة وساحات عامة، ومنها “كورنيش جامعة واسط” و”شارع المحافظة”، مستدركين “لكن حملاتنا السابقة طالها الإهمال ولم تبادر الدوائر الحكومية المعنية والمواطنون إلى رعاية الشتلات والعناية بها، الأمر الذي تسبب في موت معظمها”.

وتابعوا: “لذلك قررنا التوجه هذه المرة إلى المدارس، لعل ما نزرعه يحظى برعاية الإدارات والتلاميذ”.

وأوضح أحد المساهمين في الحملة، أنهم يسعون إلى توفير مساحات خضراء في الأماكن العامة، بما يخفف من تداعيات أزمة التصحر، ويعوض المزروعات التي انحسرت في تلك الأماكن طيلة السنوات الماضية.

 *************************

أربيل تحتضن  «تجارب في النحت العراقي»

أربيل – وكالات

احتضن “مركز جامعات جيهان” الثقافي في أربيل، أخيرا، معرضا نحتيا حمل عنوان “تجارب في النحت العراقي المعاصر”، للفنانين رضا فرحان وهيثم حسن ونجم القيسي.

ضم المعرض الذي حضره جمهور من المثقفين والفنانين والمهتمين في الفن التشكيلي، نحو ثلاثين عملا معظمها برونزية.

وقد عكست الأعمال – وفق ما يذكره الفنانون الثلاثة في حديث صحفي – ملامح من الحياة اليومية للمجتمع العراقي، وصورت معاناة الإنسان ومحنته، بأساليب فنية متباينة.

وفي حديث صحفي، قال النحات نجم القيسي، أن “لكل عمل من الأعمال المعروضة، حكاية يسردها الفنان ويتصورها الملتقي حسب وعيه الفني ورؤيته”.

فيما قال النحات رضا فرحان، أن “تجاربنا النحتية الثلاثة تختلف في الرؤى من ناحية التكنيك، لكنها تتفق على الثيمة، وهي محنة الإنسان وانعكاس واقعه المعيشي عليه”.

من جانبه، قال مدير “مركز جامعات جيهان”، زياد كرين، أن “أعمال المعرض مبهرة حقا، وتعكس مهارة هؤلاء النحاتين الذين يمتاز كل منهم بأسلوب وطابع خاصين”، معربا في حديث صحفي عن أمله في اتساع نطاق النحت على البرونز، في أكاديميات كردستان الفنية.

 *********************************

بعد تأهيلها.. «ساحة التحرير» متنفسا جاذبا للعائلات البغدادية

بغداد – وكالات

شهدت ساحة التحرير وحديقة الامة وسط بغداد، الجمعة الماضية، حضوراً عائلياً ملفتاً، وذلك بعد أعمال التأهيل والتطوير التي أجريت على الموقع خلال الشهور الماضية.وافتتحت أمانة بغداد الأربعاء الماضي، الساحة والحديقة أمام المواطنين بعد تأهيلهما، وإظهارهما بحلة جديدة تضمنت إنشاء نافورة راقصة كبيرة، ومساحات خضراء بتصاميم مميزة ومنظومة إنارة حديثة، إلى جانب صيانة نصب الحرية. 

وقال عدد من المواطنين أنهم قدموا لزيارة الساحة والحديقة لمشاهدتهما عقب أعمال التطوير التي طرأت عليهما، بعد أن كانتا تعانيان الإهمال طيلة السنوات الماضية.

فيما رأى آخرون في حديث صحفي، أن هذا المكان يمثل جزءا من تاريخ العراق، داعين إلى مواصلة رعاية الشواهد الثقافية والمواقع التاريخية في بغداد وبقية المحافظات.

وتحظى ساحة التحرير بمكانة مرموقة لدى العراقيين. إذ تعتبر مركز التظاهرات التي شهدتها بغداد منذ العام 2009، وآخرها انتفاضة تشرين 2019. وقد استشهدت قرب هذه الساحة أعداد كبيرة من المحتجين برصاص القمع.