اخر الاخبار

الصفحة الأولى

في مؤتمر وطني واسع عقد ببغداد.. قوى التغيير الديمقراطية تعلن مشروعاً بديلاً للمحاصصة والفساد

بغداد ـ طريق الشعب

عقدت قوى التغيير الديمقراطية، أمس السبت، مؤتمرها الأول على قاعة معرض بغداد الدولي، التي غصّت بالمشاركين، والتي افتتحت باعتذار عريف الحفل للمشاركين عن عدم اتساع قاعة المؤتمر لجلوسهم جميعاً، قائلاً: «نعتذر منكم، فلسنا فاسدين وليس باستطاعتنا توفير قاعة اكبر من هذه»، في اشارة الى سيطرة قوى منظومة المحاصصة على المال العام وتسخيره لمصالحها الضيّقة.

واكتظت قاعة المؤتمر بحضور شعبي جماهيري لافت، وغطت فعالياته وسائل اعلام عديدة، وسبق انعقاده مجموعة من اللقاءات والاجتماعات المشتركة بين الاحزاب السياسية التي دعت له، ونظمت في مجراه انشطة مشتركة وصدرت بيانات عديدة بينت موقف قوى التغيير من حالة الانسداد السياسي، ودعمها للتغيير الشامل وقواه الساعية الى الخلاص من منظومة المحاصصة والفساد

نداءات عديدة

وابتدأ المؤتمر بعُزف النشيد الوطني، تلا ذلك القاء كلمة بحق شهداء الوطن، والوقوف دقيقة صمت استذكاراً لهم. ثم قرأ الاستاذ محمد الشيخ كلمة قوى التغییر الديمقراطية، بعدها عرض القيادي في القوى المدنية والديمقراطية وعضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي ياسر السالم، الورقة السیاسیة لقوى التغییر. وفي ذات السياق وجّه المؤتمر ايضا عددا من النداءات للمجتمع الدولي وللقوى والحراكات التي لم تشترك بالفساد ولم تتلطخ أيديها بدماء الشعب، وكذلك للشباب المحتج ومنتفضي تشرين.

جزء من مشروع كبير

وقال سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي الرفيق رائد فهمي، في كلمة اختتام المؤتمر، إن «هذا المؤتمر الواعد ليس فقط للإعلان عن انطلاق حركة مدنية جامعة وتوجه مستقبلي ومشروع جدي يهدف الى خلاص الوطن من مآسيه ومن منظومته التي قادت البلاد الى ازمات متتالية وانسدادات». 

واضاف ان «مؤتمرنا جزء من مشروع كبير لتوحيد القوى المدنية والشعبية وكل قوى مجتمعنا المتطلعة الى مجتمع أفضل وعراق حر ديمقراطي موحد يرفل شعبه بالسعادة والازدهار بجميع اطيافه ومكوناته القومية والدينية والثقافية والمذهبية».

وتابع «لذا نتطلع ونأمل ونعمل ان يكون هذا المؤتمر خطوة مهمة في هذا الاتجاه».

واكد الرفيق فهمي ان «الطريق طويل والمسار قد يكون شاقا، ولكن هناك تصميم عالي ليس فقط لدى قوى التغيير الديمقراطية، بل في قطاعات واسعة من ابناء شعبنا مثلتها انتفاضة تشرين والمنتفضون ومن يعملون ضمن الحراكات المختلفة»، مبينا انهم «يعملون بتضحيات واصرار عال من اجل عراق مدني ديمقراطي مزدهر».

مشروع ينطلق من الواقع

وعن الورقة السياسية التي قدمها المؤتمر قال ياسر السالم انها «تتضمن الرؤى والتطلعات والمسار الذي تقترحه القوى السياسية في تجمع قوى التغيير الديمقراطية، من اجل الخلاص من الازمة البنيوية الشاملة والوضع الراهن المأساوي»، لافتا الى ان «قوى التغيير ضمنت عشرات الملاحظات القيمة والمهمة التي قدمت بعد توجيه الدعوات لحضور المؤتمر».

واكد السالم ان «الورقة لا تقترح فقط معالجة الانسداد السياسي، الذي مرت به البلاد طيلة عام مضى، انما هي ايضا تقدم مشروعا للخلاص من الازمة البنيوية التي تحكم البلاد منذ 2003 الى يومنا هذا، والتي تراكمت ونمت مع تكريس نهج المحاصصة في منظومة الحكم».

واشار السالم ايضا في حديثه الى ان «قوى التغيير تعتمد على بناء المواطنة كبديل عن المحاصصة، والديمقراطية كبديل عن السلاح المنفلت، وتعتمد ايضا الدولة المدنية بديلا عن الدولة العميقة التي يسعى ارباب السلطة لتكريسها في الدولة، ومن اجل ذلك تقدم الورقة معالجات لما تراكم من ثغرات ونواقص واعتماد مشروع ملموس ينطلق من الوقائع التي يعيشها البلد واوضاعه السياسية والاقتصادية والاجتماعية والامنية».

وحول اصدار ورقة التوجهات والرؤى على التغيير الشامل، قال «انها ليست مغلقة بل هي  قابلة للتعديل والاضافة والتدقيق خلال شهر من الان، وستعمل قوى التغيير على تشكيل مجالس اختصاص من ذوي الخبرة والكفاءة والشخصيات غير الجدلية المحبة للوطن والمخلصة لقضيته، مهمتها تقديم برامج في كل القطاعات ومجالات الحياة من اجل طرح مشروع البديل».

-------

البرلمان يجدد عزلته عن الشعب وينتخب رئيساً لجمهورية العراق

بغداد – طريق الشعب

تمكن اخيراً البرلمان من عقد جلسة لانتخاب رئيس الجمهورية، بعد عام كامل على اجراء الانتخابات النيابية في تشرين الأول 2021، بعد فشله وعجزه مراراً عن عقد الجلسة، نتيجة لعدم توافق القوى المتنفذة فيه على تقسيم المناصب الحكومية المهمة في ما بينها.

وشهدت الجلسة كما في السابق، تعطيلا لمصالح الناس عبر قطع الكثير من الطرق والجسور التي تقود الى المنطقة الخضراء وسط بغداد، رافق ذلك تذمر وسخط المواطنين الذين لعنوا مشروع المحاصصة ووصفوه بالبعيد عن تطلعات الشعب العراقي.

وتأجلت جلسة الانتخاب الى الساعة الثانية ظهرا من يوم الخميس الفائت، نظراً لعدم اكتمال النصاب القانوني، في حين عزا مراقبون هذا التأجيل الى اتفاقات اللحظة الأخيرة التي عادة ما يجري فيها التوافق على أسماء مرشحين لهذا المنصب او ذاك.

وتحدث مراقبون عن عدم إمكانية استمرار هذه التوافقات كونها أتت في اللحظات الأخيرة، وهناك إمكانية لتفجر الصراعات بين المتنفذين في مناسبات مختلفة حين يجري توزيع المناصب الحكومية او عندما تشرّع القوانين الخلافية، وبالتالي لا حل الا بالعودة الى الشعب واجراء الانتخابات المبكرة. وبعد فشل المرشحين في الحصول على أصوات ثلثي أصوات النواب في الجلسة الأولى، حصد المرشح عبد اللطيف رشيد على غالبية أصوات النواب في الجولة الثانية، ليصبح بذلك رئيسا لجمهورية العراق للفترة المقبلة. وفور فوزه أعلن عن تكليف مرشح قوى الإطار التنسيقي محمد شياع السوداني تشكيل الكابينة الوزارية الجديدة.

ويتوقع مراقبون ان تكون مهمة القوى المتنفذة عسيرة في الجولة المقبلة، وهم يتوجهون لتوزيع الحصص بين مكوناتهم.

--------

راصد الطريق.. المفارز المشتركة.. وامتهان الكرامات

تنتشر في شوارع بغداد مفارز امنية مشتركة، تقوم بتفتيش السيارات ومن فيها بحثا عن المخدرات، وبالخصوص سيارات الأجرة!

وبعيدا عن عجز الدولة عن ضبط منافذ تهريب المخدرات، وعن الملاحقة الناجعة لعصابات المهربين وتفكيكها والقضاء عليها، تضع القيادات الامنية عبر المفارز المذكورة جميع المواطنين موضع الشبهة، حيث تجري عمليات تفتيش مهينة وتدقيق في كل ما يحملون في حقائبهم وجيوبهم ومحفظاتهم الشخصية، ما يشكل انتهاكا للخصوصية ومخالفة للقوانين.

ان اجراء كهذا يشكل امتهانا مرفوضا لكرامة الناس، وانتهاكا مستغربا لخصوصياتهم.

ويحق لنا هنا التساؤل عن جدوى هذه الاجراءات التي يبدو ان الجميع اعتادوا عليها، وهل يمكن لها الحد من تهريب المخدرات والمتاجرة بها؟

ان المطلوب هو اعادة النظر في هذه الاجراءات العقيمة، واعتماد خطط بديلة تجنب المواطنين هذا التصرف من قبل بعض رجال الامن، الذين لا يملكون الأهلية الكاملة للتعامل مع الناس.

فالاستمرار في ذلك يوّسع الفجوة بين الناس والقوات الأمنية، فضلا عن عدم تحقيق تقدم يذكر في مجال مكافحة المخدرات.

************************************

الصفحة الثانية

اعتقال عصابة بحوزتها عشرات القطع الأثرية

بغداد – طريق الشعب

أعلنت الاستخبارات العسكرية، امس السبت، القبض على عصابة مختصة بتهريب الآثار، بحوزتها 44 قطعة أثرية.

وقال بيان الاستخبارات الذي تلقت “طريق الشعب”، نسخة منه، انه “بناءً على معلومات استخبارية دقيقة لقسم وشعبتي استخبارات وأمن قيادة عمليات البصرة والفرقة العشرون والفرقة الثامنة والفرقة العاشرة، وبالتعاون مع استخبارات وقوة من ألوية تلك الفرق وقسم مخدرات الرمادي تم نصب كمائن محكمة في محافظات (البصرة ونينوى وكركوك والانبار)”.

واوضح البيان ان هذه الكمائن “أسفر عنها القبض على متهمين اثنين بتهريب الآثار بحوزتهما 44 قطعة اثرية وسلاح ناري غير مرخص، وكذلك القبض على متهمين اثنين بترويج المخدرات و10 آخرين بمواد قانونية مختلفة، وجرى تسليمهم ميدانياً واصولياً الى الجهات المعنية بعد اكمال الإجراءات اللازمة بحقهم”.

----

اضاءة.. المعيار يكمن في التنفيذ!

محمد عبد الرحمن

ان نوجه التهنئة الى رئيس الجمهورية  فأمر يمكن  تفهمه ووضعه في سياقات الأعراف السياسية،  والاعراف الدبلوماسية بالنسبة للدول الأخرى. ولكن ان تعلن اطراف معينة الانتصار وتنثر الورود في مناسبة عقد جلسة الانتخابات والتكليف، فأمر يثير الاستغراب.

فعلى من انتصرتم

والمعيار في الحكم على المتغيرات يبقى دائما يتمثل في مدى الاقتراب من هموم الناس وتطلعاتها وتلبية حاجاتها، وفي ان يكون البلد  سيد نفسه ويتمتع بسيادته الكاملة وقراره الوطني المستقل.

وكما في مرات سابقة سمعنا فيها  كلاما جميلا ووعودا تحول العراق الى بلد الرفاه والنعيم والاستقرار والامان، ثم تلاشت مع مضي الأيام، سنسمع الآن الكثير والكثير، وتبقى العبرة في ان تتحول الكلمات الى أفعال. فهل هذا مستطاع ؟ وهل ستتخلى منظومة المحاصصة والفساد عن مصالحها ونفوذها، خصوصا وان اقطابها كانت لهم اليد العليا في ترتيب الأوضاع بالشكل الذي أخرجت فيه، وبما يحفظ كامل الهيمنة والسيطرة لمن جُرب سابقا؟   والحديث هنا لا يتعلق بالأشخاص رغم أهمية دورهم، وانما الامر يتعلق قبل كل شيء بالمنظومة المستندة في نهجها وادارتها الى المحاصصة الطائفية – الاثنية، والتي كما قيل كثيرا انها  اسُّ البلايا وولاّدة الازمات، وان جرى تلطيفها باستخدام تعبير محبب للبعض اليوم، ونعني به “ التوافقية “.

التجربة العملية منذ ٢٠٠٥ تقول بان نظام المحاصصة لا يولد استقرارا ولا امنا، وليس بامكانه ان يبني دولة مؤسسات وقانون او ينشئ اقتصادا ديناميكيا متطورا وقطاعات وطنية منتجة، او يستثمر واردات البلد لايجاد تنمية حقيقية، لا نمو رقمي يستند الى واردات النفط التي ليس بالمستطاع التحكم فيها، هبوطا وصعودا.

هذا ما تشير اليه أيضا تجربة لبنان الذي يقترب اقتصاده من الإفلاس، ويعجز لمرات حتى عن انتخاب رئيس للجمهورية.

السؤال هنا : هل العراق بحاجة الى حكومة ؟ بالقطع نعم. ولكن اية حكومة؟ واية مهام في ما الت اليه أوضاع البلد؟ والمسؤول عن ذلك هو المنظومة ذاتها، التي تقول وتردد الان انها تريد ان تفتح صفحة جديدة. ولقد جرب الشعب العراقي ذلك، حتى فقد الثقة بكامل المنظومة وفي قدرتها على تقديم شيء مفيد للشعب.

نعم نريد حكومة، ولكن عليها ان تقوم بالاتي وهذا هو المحك:

  • تلبية حاجات العراقيين الملحة، ومن ذلك السلة الغذائية والماء والكهرباء، وتوفير الرعاية الصحية والتعليم.
  • عدم تبديد المتراكم من أموال في مشاريع فاشلة ومرتجلة، تشم منها رائحة الفساد مسبقا. وان تعطى الأولوية للنهوض بالقطاعات المنتجة الوطنية.
  • تقديم المجرمين المسؤولين عن قتل المتظاهرين والمنتفضين والنشطاء وأصحاب الراي الى المحاكم لينالوا جزاءهم العادل .
  • البدء فعلا بكشف الملفات الكبيرة، بضمنها جرائم احتلال الموصل وسبايكر وصفقات السلاح، وملفات الفساد، وتتبع مبلغ ٥٠٠ مليار دولار الذي ذكرت تقارير دولية انه سرق او نهب من أموال الشعب العراقي.
  • حصر السلاح بيد الدولة والبدء بحل المليشيات أيا كان عنوانها واسمها، وان تكون جميع القوات حقا وفعلا وممارسةً بامرة القائد العام للقوات المسلحة.
  • ان تُضمن الحريات العامة والخاصة وحق التظاهر والاحتجاج والتعبير عن الرأي، وان يوفر الأمان والحماية للمواطنين.
  • ان تقدم قانون انتخابات عادل الى مجلس النواب لتشريعه، بهدف اجراء انتخابات مبكرة كما جاء في الوعود، وبما يعني حل مجلس النواب لنفسه.

ان مدى الجدية في تنفيذ المهام والتحديات أعلاه وغيرها مما هو ملح، ستعكسه تركيبة الحكومة القادمة، ومدى نزاهة وكفاءة أعضائها وابتعادها عن المحاصصة والتوافقات والتطمينات لهذا الطرف او ذاك.

وتقول التجربة أيضا ان ذلك كله لن يأتي على طبق من ذهب. فالحقوق والمطالب لا تُلبى عبر المكرمات، بل تنتزع بالضغط والحراك الجماهيريين والشعبيين، وبمختلف اشكال الحراك السلمي. 

------

حملة وطنية لإنقاذ الاهوار.. احتجاجات رافضة لمنهج المحاصصة

بغداد ـ طريق الشعب

شهدت مدن الناصرية والكوت تظاهرات احتجاجية حملت مطالب متفرقة كان أبرزها رفض اعتماد منهج المحاصصة الطائفية والقومية في عملية تشكيل الحكومة المقبلة، وصرف مستحقات قراء المقاييس لدى دوائر الكهرباء طالب سكان مجمع بسماية في بغداد بإعادة شركة هانوا الكورية من اجل اكمال بناء الوحدات السكينة في المجمع.

رفض المحاصصة

ونظم العشرات من الناشطين في محافظة ذي قار وقفة احتجاجية وسط ساحة الحبوبي، رفضا للآليات المتبعة في تشكيل الحكومة.

ووفقا للبيان، اكد المحتجون ان الكتل السياسية تريد اعتماد نفس الاليات السابقة بتشكيل الحكومة الحالية، والتي تعتبر فاقدة للشرعية في حال السير على منهج المحاصصة.

من جانبه، نظم مواطنون من محافظة واسط تظاهرة في مدينة الكوت، لرفض تكريس المحاصصة في عملية تشكيل الحكومة الجديدة، وتسمية رئيس الجمهورية.

وأشار المتظاهرون الى عدم قبولهم بنتائج عملية المحاصصة الرامية الى تشكيل حكومة جديدة بنفس السياقات القديمة المتبعة.

صرف الاموال

الى ذلك، طالب مواطنون في محافظة واسط الحكومة المركزية بإطلاق المبالغ المالية المخصصة لإعمار المحافظات ضمن قانون الأمن الغذائي الطارئ.

وأكد المتظاهرون خلال تظاهرة نظمت في منطقة حي الجهاد في الكوت، أن مشاكل الإعمار لا تقتصر على توفير المبالغ المالية، فهناك عدد من المناطق يعاني من الإهمال وانعدام الخدمات منذ تغيير النظام وإلى الآن.

وأضافوا أن ممثلين عن المنطقة عقدوا سلسلة لقاءات مع لجنة الإعمار في واسط، للإسراع في تنفيذ المشاريع الخدمية من دون الوصول إلى تغيير ملموس في مناطقهم.

في غضون ذلك، جدد العشرات من قراء المقاييس في المحافظة مطالبتهم، بصرف مستحقاتهم المالية المتأخرة لأكثر من 3 أشهر.

وقال المتظاهرون خلال وقفة نظمت أمام مبنى فرع توزيع كهرباء المحافظة إنهم مستمرون بالعمل في الجباية، الأمر الذي ينعكس إيجابا على تمويل الفرع.

وقال آخرون أن أقرانهم في باقي المحافظات، يتسلمون رواتبهم بشكل منتظم، ملوحين بإجراءات تصعيدية اكبر في حال عدم الاستجابة لمطالبهم.

وفي محافظة ذي قار، انطلقت الحملة الوطنية لانقاذ مناطق الاهوار جنوبي المحافظة من الجفاف التام.

وأفاد مراسل “طريق الشعب”، ان الحملة الوطنية لانقاذ الاهوار من الجفاف التام انطلقت بوقفة احتجاجية وسط المنطقة التي جفت تماماً في الاهوار بقضاء الجبايش جنوبي المحافظة.

واضاف ان منظمي الوقفة الاحتجاجية رفعوا شعارات اهمها “استدامة الاهوار هدف أخلاقي وسياسي وثقافي وحضاري” و”الاهوار بوابة التنمية والجمال.. انقذوا حياتها”، و”تجفيف الاهوار من حكم الدكتاتورية.. وسوء الادارة من سوء كوارث الزمن”.

وأشار الى ان المنظمين للوقفة انتقلوا لاحقا لعقد ندوة حوارية داخل احد المضايف السومرية في الاهوار، ودعوا فيها إلى حماية الاهوار من الجفاف وان الذين يقطنونها هم أحفاد السومريين، وحمايتهم واجب على الحكومتين الاتحادية والمحلية.

إعادة الشركة الكورية

الى ذلك، تظاهر العشرات من اهالي مجمع بسماية السكني في العاصمة بغداد، للمطالبة بإعادة شركة هانوا الكورية من اجل اكمال بناء المجمع السكني.

وقال مراسل “طريق الشعب”، ان “العشرات من اهالي مجمع بسماية السكني، تظاهروا احتجاجا على تردي الخدمات واجراءات هيئة الاستثمار الوطنية بالغاء العقد مع شركة هانوا الكورية”.

اضراب طلبة الانبار

أعلن طلبة جامعة الانبار، الاضراب حتى محاسبة المقصرين عن وفاة زميلتهم.

بيّن مراسل “طريق الشعب”، ان طلبة جامعة الانبار اعلنوا الاضراب حتى محاسبة المقصرين عن وفاة زميلتهم “هند مشعان”.

وأوضح ان الأستاذ قرر استكمال المحاضرة رغم اصابة الطالبة بوعكة صحية تسببت بوفاتها بعد ذلك في القسم الداخلي بعد ان منعتهم مشرفة القسم من الخروج الى الطبيب، حسب وصف الشهود.--------

بغداد ـ طريق الشعب

حذر تقرير نشره موقع الدبلوماسية الحديثة، وهو موقع بريطاني يعنى بسياسة الاوربية، اخيراً، وترجمته طريق الشعب، من تفاقم المخاطر التي يعيشها النظام في العراق بشكل لم يسبق له مثيل، منذ قيامه عام 2003، إثر سقوط الدكتاتورية بغزو وإحتلال أمريكيين، وذلك بسبب فشل القوى السياسية في الإتفاق على تشكيل حكومة في البلاد، التي ينخرها الفساد.

وإستشهد الموقع على ما ذكر، بالتقرير الذي قدمته ممثلة الأمم المتحدة في بغداد جينين بلاسخارت، إلى مجلس الأمن مؤخراً، وما تضمنه من إنتقادات واضحة للقوى السياسية المتنفذة، والدعوة التي وجهتها لهم من أجل حوار جاد، يشخص احتياجات البلاد الأساسية ويحدد سبل تحقيق إستقرار سياسي، يُبعد العراق عن حافة الهاوية التي يقبع عندها اليوم.

وذكر الموقع بأن لتقرير بلاسخارت أهمية إضافية تكمن في تزامنه مع الإستعدادات لإنطلاق الحراك الشعبي من جديد في 25 تشرين الأول الجاري، بعد أن عجز النظام عن التجاوب مع مطالب هذا الحراك، عند إنطلاقه قبل عامين وفي هذا التاريخ بالذات. كما يكتسب التقرير أهميته من التحذير الذي تضمنه، حين أشار إلى أن العالم لا يريد حرباً داخلية أو فوضى، بل حكومة مستقرة، فيما لا يرغب الشعب ولا القوى السياسية، بفرض وصاية ما على البلاد وفق بنود الفصل السابع كما حدث في التسعينيات.

وخلص الموقع في تقريره إلى أن المشاركين في العملية السياسية بل وحتى المعارضين لها، لا يريدون إنهيارها، رغم كل مشاكلها، كالمحاصصة والفساد والإستقطاب الطائفي، بل يسعون إلى معالجة الأخطاء وإحداث تغيير ما في مسارها. ويعتقد معّدو التقرير بوجود مصلحة لدى العديد من الأطراف الدولية والإقليمية، في إبقاء العراق مفككاً وضعيفاً سياسياً واقتصاديا وعسكرياً، بحيث لا يشكل خطراً ما على جيرانه، مشيراً إلى وجود تناغم بين هذه المصلحة وبين رغبة بعض القوى السياسية الفاعلة، في إشاعة الفوضى، التي تؤّمن لها تقاسم ثروات البلاد ونهبها دون حسيب أو رقيب.

وإختتم الموقع تقريره بالتأكيد على أن إبعاد العراق عن حافة الهاوية، يتطلب العودة للدستور وتطبيق القانون دون تمييز ومحاسبة الفاسدين، وهو أمر يبدو صعباً في ظل آليات إصلاح ضعيفة وعدم وجود دافع لمسببي المشكلة، في العمل على حلها، وفقدان ثقة الناس بالنظام، والذي تجلى بإنخفاض نسبة المشاركة في الإنتخابات من 70 في المائة إلى 35 في المائة خلال الدورات الإنتخابية الخمس التي جرت خلال العقدين الماضيين. وأشار التقرير إلى أن إحساس العراقيين بأن شيئاً ما سيحدث ويخلّصهم من الطبقة الحاكمة، دليل على بلوغ النظام مرحلة الشيخوخة ومؤشر على إنتهاء مفعول التعاقد الإجتماعي بينه وبين الشعب.

---------

رسالة تحية من الحزب الشيوعي العراقي.. الى المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي الصيني

الرفاق الاعزاء في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني

نبعث اليكم، ومن خلالكم الى الرفيقات والرفاق مندوبي المؤتمر الوطني العشرين لحزبكم الشقيق، بأحر تحايا الشيوعيين العراقيين وتمنياتهم أن يكون هذا المؤتمر محطة مهمة أخرى على طريق بناء الاشتراكية بالخصائص الصينية، وتعزيز دور ومكانة جمهورية الصين الشعبية في العالم.

ان مؤتمركم الوطني العشرين يكتسب اهمية خاصة، اذ يعقد في ظل أوضاع دولية مضطربة، يشوبها توتر ونزاعات مسلحة وحروب شملت أوربا لتضع السلم العالمي أمام مخاطر وتحديات هي الأكبر منذ الحرب العالمية الثانية ونهاية الحرب الباردة.

كما ستحظى مناقشات وأعمال المؤتمر باهتمام بالغ، وخصوصا تقييمه لمسار عملية البناء الاشتراكي وكيفية مواصلته في ظل التحديات الخارجية والداخلية. فتجربة البناء الاشتراكي في الصين بخصائصها المميزة تكتسب أهمية كبرى بالنسبة للبشرية ككل وليس فقط للشيوعيين والمناضلين من اجل الاشتراكية.

ولا شك ان مواصلة تعزيز تطوير الدور القيادي للحزب الشيوعي الصيني للدولة وللمجتمع، وسياسته في الإصلاح والانفتاح المنظم، تعتبر ضمانة أساسية لمواصلة مسيرة الإنجازات الباهرة التي حققتها الصين. فهي الآن تلعب دورا محوريا رئيسيا على الصعيد العالمي، واصبحت ثاني أكبر قوة اقتصادية في العالم، وخطت خطوات كبرى للنهوض بواقع الشعب الصيني في كل مجالات الحياة، بفضل معدلات نمو اقتصادها الاستثنائية وتقدمها المتسارع في المجلات الاقتصادية والعلمية والتكنولوجية. وتحقق ذلك على رغم التحديات الكبيرة التي تواجهها والحملات المسعورة التي تتعرض لها من قبل المعسكر الامبريالي، والتي تستحضر أسوأ ما في جعبته من العداء للشيوعية وخطاب وممارسات الحرب الباردة.

وفي هذا السياق، ندين نهج توتير الأوضاع الدولية واللجوء إلى لغة التهديد والعقوبات والمقاطعة التي تدفع الشعوب ثمنها. وندعم دعوة الرفيق والرئيس شي جين بينغ إلى بناء روابط المصير المشترك للبشرية، وإيجاد الحلول السلمية للمشاكل، وتوحيد الجهود من أجل التنمية الاقتصادية على المستوى العالمي، ومواجهة مخاطر التغييرات المناخية، ومكافحة الأوبئة، وتطوير القدرات العلمية والتكنولوجية لعالمنا وتشجيع الابتكار، من اجل بناء عالم أكثر عدلا ورخاء.

ونتطلع الى أن تلعب الصين دورا متناميا في الحفاظ على السلم العالمي وحل النزاعات ودعم قضايا الشعوب ونضالاتها ضد جميع أشكال الاستغلال والقهر والعدوان ومن أجل الحرية والاستقلال والديمقراطية والتقدم الاجتماعي.

الرفاق الاعزاء

نغتنم مناسبة انعقاد مؤتمركم العشرين لنؤكد مجددا عزمنا على تعزيز وتطوير العلاقات بين حزبينا في النضال المشترك من اجل قضية السلام والحرية والديمقراطية والتقدم الاجتماعي والاشتراكية، وعلى الارتقاء بعلاقات الصداقة بين بلدينا وشعبينا العراقي والصيني، وتطلعنا الى بناء عالم خال من القهر والاستغلال وينعم بالسلام والعدل والرخاء. 

مع خالص الود الرفاقي واطيب تمنياتنا بالنجاح لمؤتمركم الوطني العشرين  

المكتب السياسي

الحزب الشيوعي العراقي

12 تشرين الأول/ اكتوبر 2022

********************************

الصفحة الثالثة

أهوار الناصرية تشكو العطش .. وأهلها يهاجرون صوب المدن

بغداد – طريق الشعب

كشف نواب وناشطون من محافظة ذي قار عن الوضع المأساوي الذي تشهده الأهوار والجفاف الذي حلّ عليها ليدمر الحياة فيها، ويطرد الأهالي ويقتل حيواناتهم رغم ثروات هذه الرقع المائية ووجودها على لائحة التراث العالمي.

وجرى التشديد على ضرورة أن يحسم العراق قراره في هذا الملف، وأن يتعامل بالمنطق والتخطيط السليم لمعالجة المشاكل على المستويين الداخلي والخارجي، فضلا عن ضرورة أن تأخذ الحكومات المحلية دورها لا أن تستمر بتدمير أهوار الجنوب وصبّ النفايات فيها.

مطالبات نيابية عاجزة

طالب نواب عن محافظة ذي قار، بإعلان الأهوار كمنطقة منكوبة.  وشددوا على أهمية توفير حصة عادلة من المياه للأهوار، وإدارة الجفاف بفريق عمل متكامل. وخلال مؤتمر صحفي مشترك لعدد من نواب البرلمان عن المحافظة، ألقى النائب حسن الأسدي بيانا قاله فيه أن “أهوار الجنوب يضربها الجفاف بقوة ويدمر بيئتها ونشاطات سكانها المختلفة وتنوعها الإحيائي بفعل سياسة دول الجوار وسوء إدارة الموارد المائية، نتيجة لعدم الإدراك بأهميتها الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والبيئية والمناخية”.

واضاف الأسدي أنه “بالرغم من دخولها على لائحة التراث العالمي إلا أن المسؤولين لم يلتزموا بمسؤولياتهم، بل وصل الحال بالتجاوز على الحصص المائية لمحافظات الأهوار.

 لقد تضاءلت الإطلاقات المائية للأهوار إلى درجة كبيرة، وتراجعت نسبة الأغمار الى اقل من 8 في المائة من أصل الهدف المعلن عام 2005 لاستعادة 5560 كم2، حيث تم تجاهل المسؤولون توصية المؤتمر الأربعين لليونسكو بـ(توفير الحد الأدنى من المياه لأهوار جنوب العراق ضمن ممتلك التراث العالمي لإدامة النظام الإيكولوجي) وإشراك السكان المحليين ومنظمات المجتمع المدني ذات الصلة بتحديث وتنفيذ خطة الإدارة”، داعيا الحكومة إلى “إعلان الأهوار منطقة منكوبة”.

منظومات الري قديمة

كما قال أحمد صبحي (اختصاص جغرافية زراعية)، أن منظومة الري ذات الطراز القديم، والاعتماد على المياه الجوفية والخزين المائي ساهمت بجزء كبير في تعاظم هذه المشكلة التي تعززها عمليات تلاعب خارجية بالاطلاقات وعوامل التغير المناخي.

وقال صبحي لـ”طريق الشعب”، أن “مئات العائلات في ذي قار نزحت تجاه مناطق بعيدة بحثا عن مصدر للرزق كما تحملت خسائر فادحة وسط تفرج السلطات على هذه المأساة”، مبينا أن “ما تشهده الأهوار حاليا دمرت مهنة تربية الجاموس وقتلت الحيوانات المستوطنة وأبعدت الكثير من العراقيين عن مهن أصيلة ومنتجة ومربحة ولها إيرادات عظيمة لو رعتها الدولة”.

الحاجة إلى الدقة بالتشخيص

من جانبه، رأى عبد الله حسن، الناشط البيئي في محافظة ذي قار، أن أوضاع الأهوار لا تلاقي عرضا مفصلا ودقيقا لها من قبل الجهات الحكومية ولا حتى منظمات المجتمع المدني باستثناء البعض القليل، وذلك من أجل معرفة المخاطر والسعي لمواجهة بعضها.

وقال حسن في حديث لـ “طريق الشعب”، أن “بيئة الأهوار كرقعة مائية تشهد الآن جفافا تاما. الوضع الاجتماعي بالنسبة لعرب الأهوار سيء جدا، وهنالك 800 عائلة هاجرت صوب المدن من أجل الحصول على الماء، فدخلت مدن الناصرية وكذلك في بابل والنجف لضمان لقمة العيش”.

ويوضح الناشط أن “الثروة السمكية شهدت حالات نفوق هائلة، وثروة الجاموس في مقدمة خسائر الثروة الحيوانية، حيث خسرت المحافظة ما بين 600 – 750 جاموس كوفاة نتيجة هذه الظروف. إضافة إلى خسارة 800 – 900 جاموس آخر بسبب بيعهم خوفا من الموت نتيجة الجوع والعطش، حيث كان يبلغ سعر الطن الواحد لعلف هذه الحيوانات 400 ألف دينار، ولكنها قفزت إلى سعر 700 ألف دينار وهذا ظرف مستحيل أن تكون التجارة بالجاموس رابحة”.

تجاوزات كبيرة

وشدد حسن على أن “خسارة المياه تعود لأسباب عديدة تتعلق بالحكومتين المحلية والمركزية، منها التجاوزات الكبيرة على الإطلاقات وتحويل مصب مياه المجاري على الأهوار بشكل مباشر وطرق الزراعة القديمة والمؤثرة. كل هذه الأمور ساعدت على نقص المياه وأن العلاج الحقيقي حاليا يكون عبر زيادة الإطلاقات ففي السابق كانت تصل إلى 50 في المائة، ويصل من هذه النسبة حوالي 15 في المائة، لأن الباقي يكون من نصيب زراعة الشلب وواسط والنجف والتجاوزات الكثيرة. إن عدم زيادة الإطلاقات رغم دخول الاهوار لائحة التراث العالمي حقيقة قالها مؤخرا وزير الموارد المائية الأسبق حسن الجنابي”.

ومضى الناشط بالقول أن “الحكومة المحلية تتحمل نسبة كبيرة من دمار الأهوار وجعلها قريبة من الخروج من لائحة التراث العالمي. توجد متطلبات من قبل المنظمات الدولية لكن تنفيذها في العراق غائب، فالتجاوزات مستمرة من قبل البلديات وهنالك رمي حكومي للنفايات في الأهوار وعلى ضفاف الأنهار. هذا عمل البلديات حصرا”، مضيفا “يوجد الآن مشروع مجاري كبير بالناصرية وهو ضم كل الشبكات الفرعية وسيصب في الاهوار بشكل مباشر. الحكومات لا تتفاعل مع الأزمة، ولا تحرك ساكنا وتعتبره ملفا ثانويا”.

ودعا المفاوض العراقي إلى “التعامل بحسم مع تركيا وإيران واستخدام كافة الملفات لا الرضوخ والحديث عن حقوق تاريخية قديمة. لا بد من الحوار بقوة، والمطالبة بحصص العراق المائية وإجبار هذه الدول على التراجع عن بناء السدود خلافا لمصلحتنا الوطنية، وحثها وإقناعها على زيادة الاطلاقات المائية، لان الوضع الحالي كارثي والماء تملّح، وصار يضاهي ملوحة ماء البصرة”.

 ********************************

شريط الاخبار

لنكشف عن الحرامية

كشفت هيئة النزاهة الاتحادية عن صدور 33 أمر قبضٍ واستقدامٍ، على خلفيَّة قضايا أنهت التحقيق فيها وإحالتها إلى القضاء. وإختصت تلك الأوامر بإستقدام عشرة نواب وخمسة وزراء ووكيل وزير وستة مدراء عامين وثلاثة أعضاء في مجالس المحافظات المنحلة، وكلهم سابقون، بالإضافة الى ستة مدراء عامين حاليِّين. هذا وفي الوقت الذي كشفت فيه الهيئة عن وجود هدر وضرر بالمال العام في محافظة البصرة تتجاوز قيمته 8 مليارات دينار، طالب الناس القضاءَ بالكشف عن أسماء هؤلاء الفاسدين وأمثالهم، وفضحهم امام الرأي العام حال ثبوت الأحكام بحقهم، وذلك للمساهمة في تنمية ثقافة مجتمعية ضد الفساد.

من أين لكم هذا؟

تحدثت تقارير صحفية عن وجود نحو 50 محطة تلفزيونية في العراق، تعود عائديتها لقوى سياسية وفصائل مسلحة، وتكلف أصحابها بين 1.5 الى 5.0 مليون دولار سنوياً. وأشارت هذه التقارير الى البذخ المالي الذي تشهده بعض هذه المؤسسات، لاسيما أوقات الإنتخابات والأزمات السياسية، حيث تعج برامجها بالحوارات الساخنة، التي يتبارى فيها العاملون في الدفاع عن سياسات هذه القوى ودحض إطروحات المخالفين لها. هذا ورغم ما توفره هذه المؤسسات من فرص “عمل” للصحفيين، فإن لا أحد يستطيع معرفة مصادر تمويلها، بما في ذلك هيئة الإعلام والاتصالات، المسؤولة عن نظافة المال المستثمر في الإعلام.

يكتفون بالشكوى!

توقعت وزارة البيئة، ارتفاع عدد الأيام المغبرة في السنة إلى 300 يوم بحلول العام 2055، معللة ذلك بتأخر تنفيذ الحزام الأخضر حول المدن بسبب قلة التخصيصات المالية والشح المائي الذي يعاني منه البلد. واشارت الوزارة الى أن نحو 70 في المائة من الأراضي الزراعية قد تدهورت نتيجة التغيرات المناخية وفقدان الغطاء النباتي، مؤكدة على الإضرار الصحية والاقتصادية والبيئية الكبيرة التي تسببها عواصف الغبار. هذا ولم تذكر الوزارة ما الذي تمكنت من تنفيذه في مواجهة هذه المشكلة، كاستخدام الطاقات المتجددة وتعزيز الإدارة الرشيدة للمياه والحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري من قطاع النفط والغاز. 

جانت عايزة

أعلنت وزارة النقل عن تعرض بناية الشركة العامة للسكك الحديد في العلاوي ببغداد الى قصف صاروخي، ضمن رشقة الكاتيوشا التي شنت على المنطقة الخضراء ومحيطها، أثناء جلسة مجلس النواب لاختيار رئيس للجمهورية. وأشارت الى سقوط الصاروخ الأول في احدى الباحات الامامية والثاني بالقرب من الخطوط، مما أسفر عن أضرار جسيمة في مكاتب الموظفين وتخريب في خطوط  السكة. هذا ويذكر بأن الشركة تعاني منذ عقود، من تخلف في خدماتها وفي بناها التحتية التي تحطمت بسبب تقادمها أو تعرضها للإرهاب، في ظل غياب إي إهتمام حكومي بها، فيما يخمّن البعض حاجتها الى 60 مليار دولار لتصبح مؤهلة لتحقيق ما يُرتجى منها.

 ******************************

مدير عام الدفاع المدني: القانون ضعيف وإجراءات السلامة مهملة.. طريق الشعب ترصد الحرائق والكوارث المتواصلة

بغداد – طريق الشعب

تتحدث الأرقام الحكومية عن إحصائيات هائلة لعدد الحرائق التي تحصل في مختلف المناطق. وخلال النصف الأول من العام الحالي فقط، أحصت مديرية الدفاع المدني في العراق 13600 حريق في مختلف إنحاء البلد عدا إقليم كردستان، مؤكدة أنها تسعى للسيطرة على المشكلة.

ومع نهاية العام، يتوقع أن يكون رقم الحرائق أكبر بكثير نتيجة بقاء الوضع كما هو عليه.

وضمن السياق، تؤكد الأرقام وجود كوارث أخرى تقع في بنايات محددة مثلما حصل في بناية المختبر الوطني وسط العاصمة، ما يتطلب رؤية شاملة للحد من هذه الأمور المأساوية.

ظاهرة مقلقة جداً

غالبا ما تقول بيانات الدفاع المدني إن الحرائق التي تندلع تشمل جميع القطاعات: الحكومي والمختلط والخاص، لتخلف خسائر مالية كبيرة، فيما أصبحت بغداد في صدارة المحافظات بعدد الحرائق المسجلة.

ويرى مراقبون أن هذه الأعداد الهائلة حوادث الحرائق تشكل “أرقاما كبيرة وخطرة”، ويعود ذلك إلى أسباب عدة من بينها ضعف الإجراءات الوقائية وتهالك البنى التحتية وعدم الاهتمام بتوفير أجهزة الإطفاء الحديثة واعتماد معايير السلامة. ويؤكد مدير عام الدفاع المدني، كاظم بوهان، أن أسباب اندلاع الحرائق ووقوع الكوارث كثيرة جدا ومتنوعة، وفي مقدمتها “الإهمال وعدم تأمين متطلبات الدفاع المدني والسلامة”.

اجراءات تشجع الحرائق

ويقول بوهان في حوار أجرته معه “طريق الشعب”، ان هناك “اجراءات كثيرة تساعد على اندلاع الحرائق، منها استخدام المواد سريعة الاشتعال مثل (السندويج بنال)، وتوجد مخالفات كثيرة كالمخازن الكبيرة المبنية من الصفيح و(الجينكو) وإضافات بنائية غير رسمية وتجاوزات على الشوارع وانتشار الأسواق العشوائية البدائية”، مضيفا انه “في ما يتعلق بالبنايات وما تتعرض له من كوارث، فهذا موضوع خارج اختصاصات الدفاع المدني، وهو من مسؤولية الجهات التي تعطي إجازات الاستثمار والبناء”.

ويذّكر كلام مدير عام الدفاع المدني بالكارثة التي وقعت قبل أسابيع قليلة في بناية المختبر الوطني وسط بغداد رغم حصولها على تراخيص من جهات كثيرة، وراح ضحيتها العديد من المواطنين بينما لم تكشف نتائج التحقيق حتى الان.

قانون الدفاع المدني

ويتابع بوهان قائلا: “هناك تجاهل لأساسيات عمل الدفاع المدني ومتطلباته ومساوئ هذا الأمر تعمقت بسبب عدم قيام جهات عديدة بواجباتها في إزالة المخالفات والتجاوزات. إنّ قانون الدفاع المدني وللأسف الشديد لا يصلح وفق وضعه الحالي أن يكون قانونا عقابيا يردع المخالفين. لدينا تعديل مهم جدا على القانون لكنه ينتظر المناقشة والإقرار في مجلس النواب ولا ندري متى يحظى باهتمامات النواب لأنه وبحال تعديله سيشكل انعطافة مهمة لكبح المخالفات”.

ويلفت إلى أن “الدفاع المدني يرفع تقارير سنوية دورية عن الحرائق والكوارث ويضع الملاحظات والمؤاخذات على القطاع الخاص الذي يخالف أصحاب المشاريع فيه القانون، ويفضلون دفع الغرامات لأنهم يربحون من مشاريعهم المخالفة ما يجعلهم يدفعون تلك الغرامات اريحية عالية، لذلك ينص تعديل القانون على رفع الغرامة من مليون دينار إلى عشرة ملايين وإغلاق أي مشروع أو بناية مخالفة”.

وتعتبر الحرائق في مقدمة الأسباب التي تؤدي الى الوفاة، لأن أرقامها تفوق أعداد ضحايا الحوادث الأمنية والتفجيرات. وعلى الرغم من التوجيهات الصادرة عن مديريات الدفاع المدني، إلا أن الحرائق ما زالت تندلع بكثرة، ولا تستثني أي مرفق من مرافق البلد سواء كانت للحكومة أم القطاع الخاص أم الأهالي، وفي المجمعات السكنية والمقاهي والمطاعم والمحال وغيرها.

وقبل فترة ليست بالبعيدة، أصدرت الأمانة العامة لمجلس الوزراء توجيهات بتطبيق معايير السلامة والأمان في المرافق العامة، من ضمنها إحالة المخالفين إلى المحاكم الجزائية.

غياب الوعي سبب آخر

وفي وقت سابق، قال العقيد هشام العزاوي، وهو من مديرية الدفاع المدني في بغداد، إن “الحرائق تعد من الحوادث الطبيعية في كل العالم. لكن ما يحدث في العراق عادة ما يرتبط بغياب التوعية لدى الأهالي أو بسبب أزمة الكهرباء، والخلافات الشخصية، بالإضافة إلى عوامل أخرى تتعلق بالإرهاب”.

وأوضح في تصريح صحفي، أن “معظم المباني التي أنشئت خلال الأعوام الماضية تفتقر إلى الاهتمام أو إطفاء الحرائق، على الرغم من الإشعارات الدائمة من قبل مديرية الدفاع المدني ووزارتي الصحة والبيئة، ولعل أكثر ما يشكل خطراً فعلياً هو استخدام البلاستيك”، لافتا إلى أن “الاستهتار بالقانون ولجوء بعض الأشخاص إلى افتعال الحرائق في المحال التجارية أو المنازل بسبب الخلافات الشخصية، هو أكثر ما يؤدي إلى حالات وفاة وإصابات بليغة”، مؤكداً أن “الإرهاب ما زال يستخدم ورقة الاستنزاف الاقتصادي، لا سيما في المناطق التي لا تزال تشهد ضعفاً أمنياً.، لذلك فإن عناصر داعش تلجأ إلى إحراق مزارع وبساتين من لا يدفع إتاوات أو غير ذلك”. وخلال العام الماضي، سجل العراق نحو 26 ألف حريق أودت بحياة ما لا يقل عن 400 شخص، فضلاً عن إصابة المئات. وقد نشبت تلك الحرائق في مستشفيات ومبان ومخازن تجارية ومجمعات سكنية، فضلاً عن مئات الهكتارات الزراعية، وخصوصاً حقول القمح شمال البلاد وجنوبها.

 ************************************

الصفحة الرابعة

وجهت نداءات الى جماهير الشعب والمجتمع الدولي.. قوى التغيير الديمقراطية: صراعنا مع قوى الفساد والسلاح مستمر

بغداد ـ طريق الشعب

اكدت قوى التغيير الديمقراطية، في المؤتمر الذي عقد صباح أمس السبت، في قاعة معرض بغداد الدولي، استمرار صراعها مع “منظومة المحاصصة والفساد والسلاح المنفلت”، حتى تحقيق “دولة المواطنة الديمقراطية والعدالة الاجتماعية”، ووجه المؤتمر نداءً الى الشعب تدعوه الى الدعم الشعبي، لايجاد وبناء البديل السياسي “لقوى الفسادِ والسلاح”. 

وذكرت قوى التغيير أنها عازمة “على إحداث التغيير لاسترجاع هيبة العراق وكرامته واحداث التغيير المنشود في النظام السياسي”.

وانطلق يوم أمس المؤتمر الأول لـ”قوى التغيير الديمقراطيّة” الذي نظمته مجموعة من الأحزاب والحركاتِ والتجمعاتِ المدنيةِ الديمقراطيةِ، التي تسعى الى خلق فضّاءٍ مدنيٍّ جامعٍ لكلِّ القوى والتجمعاتِ والشخصياتِ، ذاتَ العناوين والمضامين المدنيّةِ الساعيةِ إلى التغيير، لتنتجَ عنه بديلاً حقيقياً لقوى الفسادِ والسلاح.

ووصف المؤتمرون وهم كلّ من (الحزب الشيوعي العراقي، حركة نازل آخذ حقي الديمقراطية، حزب البيت الوطني، التيار الديمقراطي، تيار الوعد العراقي، حراك البيت العراقي، حركة تشرين الديمقراطية، والتيار الاجتماعي الديمقراطي)، وصفوا تجمعهم بأنه “جبهةٌ مدنيّة وطنيّةٌ ديمقراطيّة وليست تحالفاً، إنّما هي بابٌ لمشروعٍ أكبر وأهم”.     

ورفع المؤتمر شعار (التغيير الشامل نحو دولةِ المواطنة الديمقراطيةِ والعدالةِ الاجتماعية)، واعلن معارضتَه لمنظومةِ المحاصصةِ والفسادِ والسلاحِ المنفلت.

ووجه المؤتمر نداء الى الشعب العراقي خلال فعاليات المؤتمر، طالبت فيه الجميع بالالتفاف حول مشروع قوى التغيير الرامي الى الخلاص من منظومة المحاصصة والفساج

وقالت القوى في ندائها الذي القته الدكتورة وجدان عبد الامير “ المواطنين من أبناء الأمة العراقية، مثقفيها ونقابتها واتحاداتها ومنظماتها وفواعلها بكل صنوفهم: ها نحن اليوم نعلن انبثاق مظلة قوى التغيير الديموقراطية لتنسيق المواقف وبناء البديل السياسي عن كل قوى الظلام والفساد والإرهاب والسلاح السياسي، وسننطلق لتهيئة برامج لكل المجالات السياسية والمجتمعية والاقتصادية والأمنية والبيئة والتعليمية والرياضية والفنية والثقافية والخدماتية، وسنكون بحاجة لكفاءات هذا الوطن وخبراته وأساتذة الجامعات والمثقفين والأدباء والمتخصصين في كل المجالات، نسمع ملاحظاتهم ونقدهم ومقترحاتهم وبرامجهم، نتبناها ونضغط من أجل تحقيقها بكل السبل الديموقراطية والسياسية الوطنية، فلا تبخلوا علينا بكل ما لديكم من إفاضات تنعش الوطن الظمآن وتنمي قدراته القادمة”. 

نأمل منكم الدعم والاسناد

وأضافت، “ايها العراقيون جميعاً نأمل منكم الدعم والإسناد والنقد الهادف البناء، وتقديم المشورة والنصح والتصحيح إذا انحرف المسار بدون قصد”. 

وتابعت، “الى شباب الحركة الإحتجاجية وشباب ثورة تشرين وشباب الإحتجاج في إقليم كردستان العراق والرافضين لنهج المحاصصة والطائفية والمناطقية من كل مدن الوطن الغالي بكل الوسائل السلمية والديموقراطية…نحن إنبثاق منكم وفيكم ومن أجل مصالحنا جميعاً، من أجل الأمة العراقية وطموحاتها، من أجل أن يكون للعراق مخرج سياسي واحد يمثل كل مواطنيه بتنوعاتهم العظيمة، من أجل أن تكون المواطنة معرفاً أوحد بين كل العراقيين، من أجل هوية وطنية جامعة لكل هوياتنا الفرعية وسامية عليها، من أجل حاضرنا ومستقبل الأجيال القادمة، ساهموا في دعمنا وتقويمنا بأدوات الإحتجاج السلمية، وبكل معاني النقد الهادف البناء، بكل وسائل التصحيح والرفض للخطأ”. 

ووجهت خطابها ايضا الى “النقابات الوطنية ومنظمات المجتمع المدني والإتحادات”، قائلة: “هذه مهمتكم بالدعم والإسناد وتدريب الكوادر ورفد قوى التغيير بكل مسببات النجاح لإستمرار الحياة المدنية ودولة المؤسسات وسيادة القانون، ومن أجل الحفاظ على هذه الكيانات والمنظمات والنقابات وتنضيج عملها ودعمها من قبل الدولة، فها هي قوى التغيير بكل مكوناتها منطلقة من مساحات عملكم ونجاحكم”. 

ودعت “كل القوى السياسية والكيانات التي لم تشترك بخراب العراق ونظام المحاصصة، ولم تتلطخ أيديها بالمال العراقي والدم المظلوم، الى عمل تشاركي والى خلق مساحات عمل مشتركة وتنسيق عال، ففي الجماعة سننتصر”. 

وختمت بالقول: “عزمنا على العمل المشترك والسعي الجاد لتغيير وطني حقيقي وصنع البديل السياسي، والبرامج المشتركة من أجل استعادة الوطن من خاطفيه، ونحن بحاجة الى دعم وإسناد كل ما ذكرناه، ونعدكم بالسعي الى عدم الانحراف عما اتفقنا عليه”.

ووجهت المؤتمر قوى التغيير الديمقراطية، دعوة الى المجتمع الدولي إلى اتخاذ المواقف والإجراءات اللازمة لوقف دعم نظام “المحاصصة” و”الفساد” و”القتل”. 

وقالت القوى في رسالتها وجهتها الى المجتمع الدولي والتي القاها محمد لطيف: “لسنوات طويلة ناضلت القوى المدنية والوطنية وصولا الى الأول من تشرين 2019 وما بعده، وكلّ ما رافق ذلك من تحديّاتٍ هائلة، كما وإنّ الممثل الخاص للامين العام للامم المتحدة السيدة جنين بلاسخارات قالت أنّ (الطبقة السياسية في العراق تعمل ضد شعبها)”.   

فقدنا الثقة بالعدالة

وأضافت، “حصل خلال نظام 2003 و دستور 15 تشرين 2005، الكثير من انتهاكات جسيمة للدستور والقانون الدولي، بما في ذلك القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان، حيث قام النظام وقواه وفلوله بالاغتيال والقتل والتغييب القسري للكثير من المعارضين والناشطين المدنيين والمواطنين، وفقدنا الثقة بالعدالة بعد انتشار ثقافة الافلات من كل اشكال العقاب والمحاسبة وعدم كشف الحقيقة، وقد ساءت الأمور كثيرا وشهدنا مزيداً من التطرف وعسكرة المجتمع والعنف والاقتتال الداخلي من اجل السلطة ونفوذها وحكومات المحاصصة والمغانم، ويرى المجتمع العراقي المدني بان النظام مغلق بالقتل والفساد ولا يسمح للكفاءات والشخصيات الوطنية والمدنية بالعمل على تصحيح الاخطاء التي انتهجتها القوى الحاكمة، واصحاب السلاح السياسي”.   

بلدنا ساحة للصراعات الاقليمية والدولية

وتابعت، “كذلك يرى القاصي والداني كيف أن بلدنا صار ساحةً للصراعات الدولية بسبب الولاءات الإقليمية ولعبة المحاور الدولية، ومثل هذه السياسات والإجراءات تمثل انتهاكاً جسيماً لمبادئ القانون الدولي، ونرى من الواجب على المجتمع الدولي بدوله وشعوبه ومنظمات مجتمعاته المدنية هو مواجهة كل ذلك ومنع حدوثه واتخاذ مواقف وإجراءات عقابية رادعة في حال حدوثه”.   

وقالت، “أما عن التردد في المواجهة الجدية لكل ذلك فهو أمر معيب سيكون له تبعاته على الوطن وعلى النظام الدولي وسيكون التقاعس خيانة للقيم والمبادئ الديمقراطية”.   

وأشارت إلى أن “بناءً على ما سبق فإننا، قيادات قوى التغيير الفاعلين في مختلف مفاصل المجتمع العراقي بكلّ ما يحوي من أكاديميين ومثقفين وناشطين وقادة رأي و منظمات مجتمع مدني و قوى سياسية ناشئة ومدنية، نوجه نداءً إلى المجتمع الدولي، باتخاذ المواقف والإجراءات اللازمة لوقف دعم نظام المحاصصة والفساد والقتل”.   

وبينت، “ندرك جيداً أن المسؤوليات الكبيرة الملقاة على عاتقنا وعلى عاتق الشعب العراقي لتعزيز قدراتنا وفي مقدمتها وحدة الشعب العراقي ومؤسساته في مواجهة ما سبق، فإننا نوجه هذا النداء لمكونات المجتمع الدولي كافة لتحمل مسؤولياتهم الأخلاقية تجاه العراق وشعبه واتخاذ المواقف والإجراءات اللازمة في هذا المنعطف التاريخي من تاريخ هذه البلاد”.

 ******************************

كلمة مؤتمر قوى التغيير الديمقراطية:.. نسعى إلى إعادة بناء أسس قواعد العمل الديمقراطي السياسي

بغداد ـ طريق الشعب

انطلق يوم أمس المؤتمر الأول لـ»قوى التغيير الديمقراطيّة» التي ينضوي فيها عدد من الأحزاب والحركاتِ والتجمعاتِ المدنيةِ الديمقراطيةِ الساعية لايجاد بديل حقيقي لقوى الفسادِ والسلاح.

وافتتح المؤتمر بكلمة ترحيبية ألقاها القيادي في قوى التغيير الديمقراطية محمد الشيخ أكد فيها أن القوى المتطلعةُ إلى التغييرِ في العراق «تسعى إلى فضّاءٍ مدنيٍّ جامعٍ لكلِّ القوى والتجمعاتِ والشخصياتِ، ذاتَ العناوين والمضامين المدنيّةِ الساعيةِ إلى التغيير».

وقال إنها «مظلةٌ سياسية، تضم عدداً من الأحزاب والحركاتِ والتجمعاتِ المدنيةِ الديمقراطيةِ، فيها العريقُ والناشئ والشبابيّ، لتنتجَ منه بديلاً حقيقياً لقوى الفسادِ والسلاح، معبراً عن كلّ فئاتِ المجتمعِ وتنوّع الأمة العراقيّة».

واضاف ان المؤتمر هو حصيلة «لقاءاتٍ كثيرةٍ وحواراتٍ مستمرّة وعلاقاتٍ تاريخيّة في مختلف الميادين الوطنيّة في السياسية والإحتجاج وما بينهما من مساحة»، موضحا أنه «بعد كلّ ذلك وِلدتْ قوى التغيير في الثاني من آب عام ٢٠٢٢، رافعةً شعار (التغيير الشامل نحو دولةِ المواطنة الديمقراطيةِ والعدالةِ الاجتماعية) ومعلنةً معارضتَها لمنظومةِ المحاصصةِ والفسادِ والسلاحِ المنفلت».

وأكدت الكلمة أن قوى التغيير تسعى «إلى إعادةِ بناءِ أسسِ قواعدَ العملِ الديمقراطي السياسي»، مشيرا الى انه «خلال الشهرين الماضيين مارست القوى عدّة نشاطاتٍ ونفذّت بعض الفعاليات، لعلّ أبرزها وقفة الفردوس واجتماع الناصرية».

وبيّن الشيخ ان «الأحزاب والحركات المنضوية في (قوى التغيير الديمقراطية) تعمل من خلال لجان عمل مشتركة، لوضعِ أسسٍ رصينةٍ لمشروعٍ كبير، يمثل بديلا وطنيا لإدارة الدولة العراقية، ليحققَ الاستقرار والازدهار»، مؤكدا انها «تركزُ على ضرورة تصاعد الضغط السياسي والشعبي، من أجل وضع مسار وطني يفضي إلى التغيير الشامل».

واكدت الكلمة على ان صراع قوى التغيير الديمقراطية مع منظومةِ المحاصصةِ والفسادِ والسلاحِ المنفلتِ سوف يستمرُ، حتى يأتي اليومُ الذي تتحققُ فيه دولةُ المواطنةِ الديمقراطية والعدالةِ الاجتماعية».

وذكر أن قوى التغيير الديمقراطية «ترى أنّ الأزمةَ بنيويّةٌ في هذا النظام، وما حصل مؤخراً من مأزقٍ سياسيّ دليلٌ على ذلك، لذا فأنّها مؤمنةٌ بأنّ تعديلَ هذا النظام وتصحيحَ مسارِه يستلزمُ وجودَ جهاتٍ تمثلُ نبضَ الشارعِ وتطلعاتهِ، كون القوى السياسية التقليدية منفصلةً عن المجتمعِ، ولا تدركُ التحولاتِ العميقة فيه!».

وزاد بالقول ان قوى التغيير «تدركُ أنّ العملَ السياسي ليس ترفاً، إنّما الضرورةُ اقتضتْ على نخبةٍ معينةٍ التصدي لذلك، وخيرُ مثالٍ على ذلك الزملاء في القوى الناشئة، فبعد عقدٍ من الاحتجاج صُبغت الشوارعُ والساحاتُ بدماءِ أخوتنا، ولم تعِ قوى السلطة غير العنفِ في مواجهةِ المطالبةِ بالحقوق والدفاعِ عن الحريات».

وخلص الشيخ الى أنّ «ما نطرحُه اليوم هو إنّنا عازمون على إحداثِ التغييرِ لاسترجاعِ هيبةَ العراقِ وكرامتِه واحداثِ التغيير المنشود في النظام السياسي، وفتحِ الحوارات مع كل القوى الديمقراطيّة الوطنية المتبنية لهذا النهج، من أجل اتساع جبهة التغيير التي ستعادلُ الكفّةَ وتقوّمُ المسار».

 ****************************

بعد فضيحة أموال الضرائب.. خبراء: الإيرادات غير النفطية لا تُرصد وهناك سرقات ضخمة

بغداد ـ محمد التميمي

أكد خبراء في الاقتصاد ومكافحة الفساد، أن المبالغ التي أكدت مصادر نيابية سرقتها من الضرائب، والتي تبلغ أكثر من 800 مليون دولار، هي غير دقيقة، وما جرت سرقته أكبر بكثير.  وجرت الإشارة إلى أن فساد نظام المحاصصة يرعى سرقات ضخمة ويحميها، فيما لا يمتلك البلد وفق هذه الظروف أية ضوابط لرصد الإيرادات غير النفطية، وهي إيرادات ضخمة يجري التلاعب بها، ولا يكشف إلا عن النزر القليل منها.

وثائق تتحدث

وكشفت وثائق صادرة عن هيئة الضراب، عن سرقة 2.5 مليار دولار من حساب الهيئة في مصرف الرافدين الحكومي. وتشير الوثائق التي نشرتها وكالات انباء محلية، إلى سرقة مبلغ 3.7 تريليون دينار من قبل خمس شركات بناءً على صكوك حررتها الهيئة العامة للضرائب.

وتبيّن الوثائق، أنّ «تدقيق الحسابات يكشف بما لا يقبل الشك أنّ المبالغ قد جرى الاستحواذ عليها (سرقتها)، دون أن تذهب إلى أصحاب حق الاسترداد أو تذهب كإيراد إلى خزينة الدولة بموجب القوانين».

اعتراف رسمي

وقال أحمد طه الربيعي، عضو لجنة النزاهة البرلمانية، أن أموال الضرائب تعرضت إلى سرقة ضخمة يتجاوز مبلغها 800 مليون دولار. ووفق بيان صحفي للنائب، تابعته «طريق الشعب»، فأن «إجابات وزارة المالية الواردة لنا تؤكد وجود سرقة في إيرادات حسابات الأمانات العائدة للضريبة العامة في مصرف الرافدين والتي تتجاوز (٨٠٠) مليون دولار، ومن هنا نؤكد انه لا يمكن لأية سلطة أو جهة التغطية على هذه السرقة أو نفيها لصالح سُرّاق المال العام». وأضاف النائب: «لقد بينت الوزارة بأنها شكلت لجنة لإجراء التحقيق الإداري بالموضوع وقدمت اللجنة توصيات احترازية بحق المدراء العامين السابقين كون فقدان هذه المبالغ الهائلة من حساب الهيئة العامة الضرائب كان خلال فترة إدارتهم وتحت مسؤوليتهم وصلاحياتهم المباشرة. وأكدت الوزارة أنها تنتظر التحقيق القضائي إذ أنّ القضية معروضة أمام القضاء الذي له ولاية عامة في حماية المال العام».

داء الفساد مستشري

من جانبه، علّق الباحث في الشأن الاقتصادي علي تويج على هذه الاعترافات الرسمية بحجم الفساد وقال أنها حالة طبيعية في ظل ما قامت به القوى المتنفذة على مدار أعوام، مبينا أن الإجراءات التي قامت بها كل الهيئات منذ عام 2003 وحتى الآن هي عاجزة وفاشلة وراعية للفساد.

وأوضح تويج لـ»طريق الشعب»، أن «التردي الذي تشهده نزاهة الاقتصاد وسرقة واختلاس مئات ملايين الدولارات بهذه الطريقة هو أمر مرتبط مباشرة بداء الفساد الذي طال كل الهيئات واللجان. فهنالك مؤشرات سلبية على عمل هيئة النزاهة الاتحادية وكذلك الحال مع لجنة النزاهة النيابية وكل الجهات ذات العلاقة. أما ديوان الرقابة المالية، فهو رغم جدارته وكفاءة كوادره لكنه لا يكشف كل شيء وتقاريره تبقى طي الكتمان فيما تُمنع الصحافة من الوصول إلى مصادر المعلومات، وهنالك تضييق وإخفاء للحقائق ترعاه مؤسسات الدولة بشكل رسمي، لأن المتنفذين يسيطرون عليها»، لافتا إلى ان «غياب الشفافية في ظل نظام محاصصاتي لم يقدم الحسابات الختامية منذ سنوات طويلة». وأضح أن «مبالغ ضخمة ليست من إيرادات النفط يجري الاستحواذ عليها بشكل كبير، ومن بوابات لا تحظى بالاهتمام وتسليط الضوء».

مليارا دولار

أما الخبير في مكافحة الفساد سعيد ياسين، فيقول أن هذا الموضوع قديم وكان أحد دوافع استقالة وزير المالية السابق، مشيرا الى ان هنالك مبالغ ضخمة بحساب مصرف الرافدين الحكومي جرى التصرف بها بهذه الطريقة.

ويضيف ياسين لـ»طريق الشعب»، أن الموضوع أعلن للملأ والآن «أحيل إلى هيئة النزاهة التي صار بيدها الملفات الكاملة واتخذت إجراءات كاملة منها سحب يد الموظفين وما زال التحقيق مستمرا»، مبينا أن «الجديد بالأمر هو أن عضو اللجنة المالية النيابية، فالح الساري، أكد أن المبلغ المسروق هو ملياري دولار وليس 800 مليون كما قيل».

وقال الخبير أن «المشكلة كبيرة جدا وتبدأ من عدم امتلاك العراق أي رصد للإيرادات غير النفطية. علما أن الإيرادات النفطية مرصودة وفق (مبادرة الشفافية للصناعات الاستخراجية) ولكن الإيرادات مثل هيئة الضرائب والكمارك والرسوم الحكومية من المرور والبلدية وغيرها غير مرصودة، ولا نعلم كم هي مبالغها سواء كانت في الأمانات أو الضرائب أو غيرها. هنالك عمل حثيث بالكمارك لأتمتة هذا القطاع وخصوصا للمنافذ الحدودية». وشدد ياسين على أن «عملية الأتمتة بالكمارك والمنافذ بدأت سنة 2019 بقرار حكومي لتأسيس بنى تحتية لها، وأن الأتمتة تحافظ على جميع المعاملات الحكومية التي لها تماس بحياة المواطنين وسهولة وانسيابية تلبيتها».

وأكد المتحدث أن «أي معاملة فيها جانب مالي ويتم التعامل معها بشكل ورقي وبطريقة مباشرة، هي معاملة تحوم حولها شبهات فساد كثيرة وهذا الرأي مبني على أساس علمي يقول بأن أكثر من 37 وظيفة هي الأكثر عرضة للفساد إضافة إلى حوالي 13 لجنة حكومية عرضة للفساد أيضا بسبب استخدام هذا النمط من العمل»، لافتا إلى أن عملية الأتمتة تحتاج إلى «تشريعات قوانين مثل العقود والمناقصات والمشتريات الحكومية وهذه تتطلب قانون عقود واليات وشروط ومعايير.

ودعا الخبير إلى «تحقيقات دقيقة والتوجه إلى أتمتة هذا السياق من العمل وتحديد المسؤولية بدقة للمحاسبة. من جانب آخر لماذا كل هذه الأموال الهائلة موجودة في حساب مصرفي تحت عنوان أمانات؟ فأين أصحاب هذه الأمانات من شركات صناعية وتجارية وأفراد وجميع القطاعات، ولماذا هؤلاء تركوها وتحت اي نفوذ؟ نحتاج من هيئة النزاهة والتحقيق الإداري ان تجيب على تلك الاسئلة».

 ******************************************

الصفحة الخامسة

بين الإهمال وعدم الالتزام بالقانون.. الأخطاء الطبية تتزايد ومعها ضحاياها

متابعة – طريق الشعب

يتكرر في العراق بين الفينة والأخرى تسجيل حالات وفاة جراء أخطاء طبية خلال العمليات الجراحية خاصة، أو بسبب مضاعفات جراحات تجميلية، فضلا عن صرف علاجات بشكل خاطئ.

ومن أكثر الجراحات المرتبطة بهذه الحالات، جراحة قص المعدة. إذ يتوالى تسجيل حالات وفيات بسببها في العديد من المستشفيات الخاصة، المنتشرة في عموم محافظات البلد.

يأتي ذلك وسط تصاعد دعوات المواطنين للارتقاء بالقطاع الصحي المتهالك، وتغليظ العقوبات على مرتكبي الأخطاء الطبية، وتشديد الرقابة على المستشفيات والمراكز الصحية الحكومية والخاصة، سيما في ما يتعلق بجراحات التجميل والتنحيف.

من الناحية القانونية

يقول الخبير القانوني محمد السامرائي، أن “الأخطاء الطبية انتشرت خلال الآونة الأخيرة بشكل واسع في العراق”، مبينا في حديث صحفي، أن “لهذه الأخطاء أسبابا عديدة، أهمها الإهمال وعدم الالتزام بالآليات والقواعد الطبية. علما أن العمل الطبي الجراحي بهدف المعالجة، مباح قانونيا وفقا لأحكام المادة 41 من قانون العقوبات العراقي”.

ويضيف قائلا أن “الأخطاء الطبية تتمثل، وفق قانون العقوبات، في الإهمال والرعونة وعدم الاهتمام أو أخذ الحيطة والحذر، وعدم الالتزام بالقانون”، مبينا أنه “لا بد من أن تكون العمليات الجراحية مشروطة بالمحافظة على الحياة، وأن تكون ضرورية وملحة. كما يجب أن تجرى بموافقة المرضى أو ذويهم بعد قيام الأطباء بتنبيههم إلى المخاطر المترتبة عليها”.

ويتابع السامرائي قوله، أنه “إذا ما لحق ضرر بالمريض أو توفي نتيجة استشارات خاطئة أو صرف علاجات غير صحيحة، أو إجراء عمليات جراحية خاطئة، وبشكل مباشر أو بمضاعفات، فإن الخطأ الطبي هو السبب، والطبيب أو مقدم الخدمة الصحية يقع تحت طائلة المسؤولية القانونية. فإن حصلت وفاة عن طريق الخطأ الطبي، ستكون العقوبة -  وفق المادة 411 من قانون العقوبات - هي الحبس لمدة تتراوح بين سنة و5 سنوات”.

العاهات المستديمة

وبالنسبة للعاهات المستديمة، يقول السامرائي أنه “إذا ترتبت على الخطأ الطبي أضرار أو عاهة مستديمة، فالعقوبة هي الحبس لمدة لا تزيد على سنتين، وفق المادة 2/416 من قانون العقوبات”، منبها إلى أن “تزايد حالات العاهات المستديمة والوفيات نتيجة الأخطاء الطبية التي تمثل خروجا عن قواعد المهنة وأصولها، يستدعي الإسراع في تعديل قانون العقوبات وتشديد بنوده كي تكون رادعة للمستهترين بأرواح المواطنين”.

ويطالب الخبير القانوني، البرلمان بـ “تشريع قانون المسؤولية الطبية، والذي يجب أن يتضمن بيان العمليات الجراحية المحظورة، مع تشكيل لجان مركزية لتلقي الشكاوى عن الأخطاء الطبية، كون العراق يفتقر لقانون مهم مثل هذا قياسا بالتطور التشريعي الطبي في معظم دول العالم”.

ويختم حديثه قائلا، أن “نطاقات العمل الطبي وجراحاته تطوّرت واتسعت، وبات العراق يشهد تزايدا في العمليات الجراحية التجميلية والتنحيفية، وهي غير مغطاة قانونيا”.

ما رأي وزارة الصحة؟

يقول المدير العام في وزارة الصحة نبيل حمدي بوشناق، أن “ثمة أخطاء طبية تقع في العراق كما في غيره من البلدان، بعضها ربما يتم خلطه مع مضاعفات العمليات الجراحية التي قد لا تكون بالضرورة بفعل خطأ طبي. إذ ان أي عملية جراحية تترتب عليها مضاعفات تتراوح حدتها وخطورتها تبعا لطبيعة العملية والحالة الصحية للمريض وغير ذلك من تفاصيل كل حالة، بل أن أي حبة دواء نأخذها عادة لها أعراض جانبية”.

ويتابع في حديث صحفي قوله أن “الكثير من العمليات الجراحية التجميلية أو المشابهة لعملية قص المعدة، تجرى بأياد غير آمنة وغير محترفة. فكل من هب ودب في غالبية المستشفيات الأهلية يقوم بإجراء هذا النوع من العمليات”.

ويضيف قائلا: “نحن كوزارة صحة نمنع إجراء عمليات غير ضرورية في المستشفيات الحكومية، من قبيل عمليات قص المعدة مثلا أو تعديل حاجز الأنف وتجميله، وغيرها من عمليات لا تعتبر منقذة للحياة”، لافتا إلى أن “المستشفيات الخاصة هي تحت رقابة نقابة الأطباء. ورغم أن النقابة مقيدة بتعليمات ولوائح الوزارة حول شروط إجراء العمليات الجراحية، لكن مع ذلك قد يحدث أحيانا خرق لتلك التعليمات من قبل مستشفيات القطاع الخاص”.

ويوضح بوشناق أن “عمليات قص المعدة يتم أحيانا وضع كابسات زهيدة الثمن لربطها، لكن هذه الكابسات  قد تفلت داخل المعدة في ما بعد مسببة نزيفا حادا بسبب رداءتها وقلة جودتها. فمتوسط تكلفة عملية ربط المعدة يبلغ نحو 5 آلاف دولار أمريكي، لكن عندما يتم إجراؤها مثلا بمبلغ 3 آلاف دولار، فهذا يعني بلا شك استخدام مواد وأدوات طبية رخيصة وغير آمنة”.

ويدعو المدير العام المتضررين من أخطاء طبية في مثل هذه العمليات إلى “اللجوء إلينا. فحن نحرص على الدفاع عنهم وإحقاق حقوقهم وتعويضهم، ومحاسبة مرتكبي الأخطاء عبر الجهات القضائية”.

 ******************************

ناحية العظيم.. حملة رفع التجاوزات المائية   هل ترتكب التجاوز؟

بعقوبة – وكالات

شكا مزارعون في ناحية العظيم شمالي ديالى، من قيام «حملة رفع التجاوزات المائية» عن نهر العظيم، بتدمير وإزالة مضخات ري مجازة رسميا، مطالبين بإعادة النظر في إجراءات رفع التجاوزات واستثناء المضخات المجازة من الإزالة.

وقال الرئيس السابق لمجلس العظيم محمد إبراهيم ضيفان: «نحن مع إزالة التجاوزات عن نهر العظيم، بعد تدني مناسيب المياه فيه بسبب الأزمة المائية. فإزالة التجاوزات يساعد في تأمين المياه لأغراض الشرب وارواء الثروة الحيوانية. إلا أن الحملة طالت مضخات زراعية مجازة ومرخصة رسميا، وأصحابها لهم حصة مائية من النهر منذ 40 عاما».

وبيّن في حديث صحفي ان أصحاب المضخات كانت قد صدرت لهم إجازات لنصب مضخات ديزل، لكن بسبب شح الكاز وارتفاع سعره، قام هؤلاء بتحوير مضخاتهم لتعمل بالطاقة الكهربائية، ما جعل القائمين على الحملة يعتبرون أن هذه المضخات متجاوزة بسبب أن مواصفاتها أصبحت مختلفة عما تم تسجيله في الإجازة، داعيا إلى «إعادة النظر بإجراءات الحملة، واستثناء المضخات المرخصة من الإزالة، تفاديا لخسائر مالية جسيمة قد تلحق بالمزارعين تضاف إلى ما تكبدوه من خسائر بسبب الجفاف وإلغاء الخطط الزراعية».

ونوّه ضيفان إلى أن «غالبية المضخات الزراعية أصبحت اليوم غير مؤهلة للعمل بوقود الكاز، نظرا لقدمها. لذلك يعتمد الفلاحون على المضخات الكهربائية، التي يدفعون عنها شهريا أجور جباية إلى دائرة الكهرباء تتراوح بين 500 ألف ومليون دينار».

 ********************************

مجسّر بلا إنارة  في الصويرة!

متابعة – طريق الشعب

شكا عدد من سائقي المركبات في قضاء الصويرة بمحافظة واسط، عدم تزويد “مجسّر تقاطع الصويرة” الجديد، الذي افتتح الشهر الماضي، بالإنارة الليلية، الأمر يهدد بحصول حوادث سير.

وطالب السائقون في منشور على فيسبوك، الجهات المسؤولة بالإسراع في تجهيز المجسّر بالإنارة، سيما أنه حيوي ويشهد حركة مرورية طيلة ساعات اليوم من مركبات الحمل المتوجهة من بغداد إلى الطريق السريع نحو محافظات الجنوب والفرات الأوسط، وبالعكس.

 ************************

إلى الربع.. ديالى تخفض حصة المولدات من الوقود

بعقوبة – وكالات

أفادت قائم مقامية قضاء بعقوبة، بأن المنتجات النفطية في ديالى خفضت حصة الوقود الشهرية المخصصة لأصحاب المولدات، مبينة في كتاب رسمي موجه إلى مكتب المحافظ بتاريخ 9 تشرين الأول الجاري (نشرت وكالات أنباء صورة له) أن المنتجات النفطية وزعت على أصحاب المولدات هذا الشهر 5 لترات من الكاز عن كل “كي في”، بعد أن كانت توزع لهم شهريا 20 لترا عن الـ “كي في” الواحد.

وتساءلت القائم مقامية في كتابها عن الضوابط المتبعة في صرف حصص الكاز، مبينة أن هذه الكمية لا تتلاءم مع فترات تشغيل المولدات في ظل واقع الكهرباء الوطنية الحالي.

ودعت المحافظ إلى التدخل العاجل لزيادة حصة الوقود لأصحاب المولدات.

 ******************************

مصابون بالسرطان: افتحوا مزيدا من مراكز علاج الأورام

العمارة – وكالات 

طالب عدد من المصابين بالسرطان، من مراجعي مركز علاج الأورام السرطانية في قضاء الميمونة جنوب غربي ميسان، وزارة الصحة بافتتاح مراكز مماثلة في بقية المحافظات.

 وأشاروا، وهم من محافظات وسط البلاد وغربها، إلى أنهم يضطرون للسفر إلى ميسان لغرض العلاج في مركز الميمونة، الأمر الذي يعرضهم إلى المشقة والعناء ويؤثر على وضعهم الصحي.

 ************************

مواطنون في السماوة: سارعوا الى تسليك شبكات تصريف الامطار

السماوة – وكالات

طالب مواطنون في مدينة السماوة، الجهات المعنية في دائرة المجاري بالإسراع في تنفيذ حملات لصيانة شبكات الصرف الصحي وتصريف مياه المطر، وتنظيفها وتسليكها قبل موسم الأمطار. وذكروا في حديث صحفي أن العديد من المنهولات في الأحياء السكنية والشوارع الرئيسة، مغلقة وأغطيتها متهالكة تحتاج إلى تبديل، بالإضافة إلى محطات سحب المياه التي تحتاج هي الأخرى إلى الصيانة استعدادا لموسم الأمطار.

 **********************

طفح في المجاري بحي الجهاد

متابعة – طريق الشعب

شكا عدد من سكان المحلة 887 (منطقة الخارجية) في حي الجهاد ببغداد، من طفح مجاري الزقاق 41، بسبب انسداد شبكة الصرف الصحي، مبينين أن المياه الملوثة وصلت إلى أنابيب ماء الإسالة وأثرت عليها.   وقالوا في منشور لهم على فيسبوك، أن هذه المنطقة سبق وأن قامت دائرة بلدية الرشيد بتطويرها من الناحية الخدمية، لكنها تعاني اليوم مشكلة طفح المجاري، داعين دائرة المجاري إلى الإسراع في إرسال آلياتها لمعالجة هذه المشكلة.

 ****************************

 مواساة

  • تتقدم اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في الديوانية بالتعزية والمواساة للرفيقة عالية محمد (ام سالي)، وذلك بوفاة اختها ام ماجد.

للفقيدة الذكر الطيب دوما ولعائلتها وذويها الصبر والسلوان.

 ******************************************

الصفحة السادسة

في مؤتمر ضيّفته الجزائر.. الفصائل الفلسطينية توقع وثيقة مشتركة لإنهاء حالة الانقسام

الجزائر - وكالات

وقّعت الفصائل الفلسطينية، مساء أمس الأول الجمعة، وثيقة «إعلان الجزائر للمصالحة»، في ختام أعمال مؤتمر «لم الشمل من أجل تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية». وأشرف الرئيس عبد المجيد تبون، على مراسيم التوقيع. وفيما كشفت الفصائل عن بنود الوثيقة التي اتفقت عليها، قالت أنها سوف تجري الانتخابات في الضفة والقطاع خلال عام واحد.

 

لحظة تاريخية

وجاء حدث توقيع الوثيقة خلال حفل في العاصمة الجزائر بمشاركة الرئيس عبد المجيد تبون، الذي وصف فيه هذه اللحظة بـ «التاريخية».

وقرأ السفير الفلسطيني لدى الجزائر فايز أبو عيطة، قبيل التوقيع، نص «إعلان الجزائر»، المكون من 9 بنود. وتقدم أبو عيطة خلال كلمته بالشكر إلى الجهود الجزائرية التي أفضت إلى «إعلان الجزائر» الذي ينهي الانقسام الفلسطيني ويحقق المصالحة الوطنية.

من جانبه، وصل وفد حزب الشعب الفلسطيني، إلى العاصمة الجزائر، بدعوة من الرئاسة الجزائرية في إطار سعيها لإنهاء الانقسام الفلسطيني.

وترأس وفد الحزب الأمين العام بسام الصالحي، وعضوي المكتب السياسي طلعت الصفدي والمهندس مصطفى الهرش، وعضو اللجنة المركزية نصر ابو جيش، وطه ابو ظريفة ممثل الحزب في الجزائر.

وأكد الحزب في بيان له على «اهمية وضرورة انجاح الحوار المنعقد في العاصمة الجزائر، من أجل إنهاء الانقسام واستعادة وتعزيز الوحدة الوطنية، خاصة في ظل المخاطر الحقيقية التي يواجهها الشعب الفلسطيني لتصفية حقوقه الوطنية، والتحديات الكبيرة التي تتعلق بوضعه الراهن ومستقبله». وفي تصريح صحافي، أعلن بسام الصالحي، الأمين العام للحزب، إنه «تم الانتهاء من الجلسة الأخيرة للحوارات بالجزائر، واتفقنا على مشروع ورقة قدمت من الجزائريين». وأكمل: «سيتم متابعة ورقة المصالحة من خلال الدول العربية الشقيقة ولا بد من الجدية الفلسطينية للأمر»، مشددًا أن «الجزائر أبدت استعدادها على أعلى المستويات لمتابعة تنفيذ اتفاق المصالحة الفلسطينية».

 

تفاصيل الوثيقة

وشارك في الاجتماع الفلسطيني الذي ضيّفته الجزائر 14 فصيلا سياسيا ليكشف لاحقا عن بنود الإعلان الذي نص على تسع فقرات.

وذكرت الفصائل في بيانها الختامي أن الوثيقة نصت على ما يلي: «أولا: التأكيد على أهمية الوحدة الوطنية كأساس للصمود والتصدي ومقاومة الاحتلال لتحقيق الأهداف المشروعة للشعب الفلسطيني واعتماد لغة الحوار والتشاور لحل الخلافات على الساحة الفلسطينية، بهدف انضمام الكل الوطني إلى منظمة التحرير الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني. ثانيا: تكريس مبدأ الشراكة السياسية بين مختلف القوى الوطنية الفلسطينية، بما في ذلك عن طريق الانتخابات، وبما يسمح بمشاركة واسعة في الاستحقاقات الوطنية القادمة في الوطن والشتات. ثالثا: اتخاذ الخطوات العملية لتحقيق المصالحة الوطنية عبر إنهاء الانقسام. رابعا: تعزيز وتطوير دور منظمة التحرير الفلسطينية وتفعيل مؤسساتها بمشاركة جميع الفصائل الفلسطينية باعتبارها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني بجميع مكوناته ولا بديل عنه. خامسا: يتم انتخاب المجلس الوطني الفلسطيني في الداخل والخارج حيث ما أمكن، بنظام التمثيل النسبي الكامل وفق الصيغة المتفق عليها والقوانين المعتمدة بمشاركة جميع القوى الفلسطينية خلال مدة أقصاها عام واحد من تاريخ التوقيع على هذا الإعلان. سادسا: الإسراع بإجراء انتخابات عامة رئاسية وتشريعية في قطاع غزة والضفة الغربية بما فيها مدينة القدس عاصمة الدولة الفلسطينية وفق القوانين المعتمدة في مدة أقصاها عام من تاريخ التوقيع. سابعا: توحيد المؤسسات الوطنية الفلسطينية وتجنيد الطاقات والموارد المتاحة الضرورية لتنفيذ مشاريع إعادة الإعمار ودعم البنية التحتية والاجتماعية للشعب الفلسطيني بما يدعم صموده في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي. ثامنا: تفعيل آلية للأمناء العامين للفصائل الفلسطينية ومتابعة إنهاء الانقسام وتحقيق الوحدة الوطنية والشراكة السياسية الوطنية. وتاسعا: يتولى فريق عمل جزائري عربي الإشراف والمتابعة لتنفيذ بنود هذا الاتفاق بالتعاون مع الجانب الفلسطيني وتدير الجزائر عمل الفريق».

وأكدت القوى التزامها بتطوير المقاومة الشعبية وتوسيعها وحق الشعب الفلسطيني في المقاومة بأشكالها كافة.

 

 

المعارضة التركية ترفض قانوناً يثير الجدل

 

أنقرة - وكالات

قالت جماعة المعارضة التركية الرئيسية، أمس الأول، إنها ستطلب من المحكمة العليا إبطال التشريع الإعلامي الجديد الذي من شأنه الزج بالأشخاص في السجن لنشرهم «معلومات مضللة»، ووصفته بأنه «رقابة» لم يسبق لها مثيل.

واعتمد البرلمان القانون الجديد يوم الخميس الماضي بعد أن اقترحه حزب العدالة والتنمية الحاكم. ويقول الحزب إن القانون الجديد يستهدف تنظيم عمليات النشر عبر الإنترنت وحماية الدولة ومكافحة المعلومات المضللة. وأثار القانون انتقاد دول وجماعات حقوق الإنسان التي قالت إن إشارته الغامضة إلى «المعلومات الزائفة أو المضللة» يمكن أن تفسرها المحاكم بشكل مختلف لمعاقبة من ينتقدون الحكومة.

وتنص المادة 29 من القانون على أن من ينشرون معلومات زائفة عن أمن تركيا «لنشر الذعر وزعزعة النظام العام» سيواجهون عقوبة السجن لمدة تتراوح من عام إلى ثلاثة أعوام. وما زال القانون بحاجة إلى أن يعتمده الرئيس.

 

 

روسيا: الناتو هُزم  في أوكرانيا

 

موسكو – وكالات

مع تصاعد التوتر المستمر منذ 8 أشهر مع انطلاق الصراع الروسي الأوكراني، أكدت الخارجية الروسية أمس السبت أن الناتو هزم في أوكرانيا.

وقال نائب وزير الخارجية الروسي، ألكسندر غروشكو، إن الحلف فشل في تنفيذ المشروع الغربي بتحويل أوكرانيا إلى “دولة معادية لبلاده”، وفق قوله.

كما اعتبر أنه كان بإمكان الناتو منع التصعيد في أوكرانيا، إلا أنه اختار العكس، مضيفاً أن حلف الناتو مستمر بالتصعيد ويرفع من حجم المخاطرة.

وذكّر غروشكو في حديث لوكالة تاس، بأن موسكو كانت قد حذّرت على مدى سنوات طويلة من مغبّة دخول جورجيا وأوكرانيا للحلف، مشددة على أن ذلك سيكون بمثابة قنبلة موقوتة في قاعدة الأمن الأوروبي. وأوضح أنها نبّهت بعد عام 2007 عندما اتخذ الحلف القرار في بوخارست، بأن تلك القنبلة ستنفجر عاجلا أم آجلا إذا لم تتم إعادة النظر.

 

 

نيجيريا.. مصرع 500 شخص جراء الفيضانات

أبوجا - وكالات

قالت وزارتان حكوميتان في نيجيريا، يوم أمس، إن الفيضانات واسعة النطاق في البلاد أودت بحياة أكثر من 500 شخص وغمرت نحو 90 ألف منزل بالمياه، كما عرقلت إمدادات الغذاء والوقود.

وذكرت وزارتا الشؤون الإنسانية وإدارة الكوارث في منشور على الإنترنت إن الفيضانات اجتاحت 27 ولاية من ولايات نيجيريا البالغ عددها 36 وأثرت على نحو 1.4 مليون شخص.

وقالت السلطات النيجيرية أن الفيضانات هذا العام ناجمة عن هطول أمطار غزيرة غير معتادة تزايدت منذ أوائل الصيف. وقال مصطفى حبيب أحمد مدير عام الوكالة الوطنية لإدارة الطوارئ في بيان “حجم الكارثة.. ضخم”، وفقا لوكالة رويترز.

يشار إلى أن نيجيريا تعاني من أسوأ فيضانات منذ عقد ويلقى باللوم في ذلك على فيضان مياه من سد لاغدو في الكاميرون المجاورة إلى جانب هطول الأمطار الغزيرة غير المعتاد.

 

 

تونس.. تزايد مقلق لضحايا «قوارب الموت»

تونس - وكالات

حمّلت 20 منظمة وجمعية حقوقية تونسية يوم امس، سلطات البلاد مسؤولية تزايد ضحايا “قوارب الموت” للمهاجرين، ونددت بـ”سياسات الدولة وأجهزتها التي لم تراع واجباتها تجاه مواطنيها، ولا معاناة أهالي المفقودين”. وجاء خطاب الجمعيات عقب فاجعة غرق مركب هجرة غير نظامية منذ 21 سبتمبر (أيلول) الماضي، داعيا إلى وقفة تضامنية مع ضحايا فاجعة جرجيس (جنوب شرقي)، وكل ضحايا الهجرة غير النظامية. كما حملت هذه المنظمات السلطات التونسية مسؤولية غياب استراتيجية وطنية للهجرة، تكون قادرة على دمج المهاجرين وضمان لحقوقهم.

من جانبه، هدد الاتحاد المحلي للشغل (نقابة العمال) بشن إضراب عام عن العمل بسبب فشل السلطات الجهوية في التفاعل مع هذا الملف الاجتماعي المعقد.

وتزامنت هذه التطورات مع انتشال قوات خفر السواحل التونسية 11 جثة متحللة لمهاجرين غير قانونيين قبالة سواحل محافظة المهدية بوسط شرق البلاد، على ما أفاد متحدث رسمي أول يوم أمس. وقال الناطق الرسمي باسم خفر السواحل، حسام الدين الجبابلي، لوكالة الصحافة الفرنسية، إنه تم جمع عينات من الجثث للقيام بعمليات تحليل الحمض النووي من قبل الطب الشرعي.

 

 

عدّ النظام العالمي الغربي فاشلا.. اليوم تبدأ أعمال المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي الصيني

رشيد غويلب

 

تبدأ اليوم الأحد اعمال المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي الصيني.  ويعقد الحزب مؤتمره كل خمس سنوات. ويبلغ عدد أعضائه 97 مليوناً، وهو أكبر حزب شيوعي في العالم وثاني أكبر حزب سياسي في العالم بعد حزب الشعب البوذي العنصري، حزب رئيس الوزراء الهندي مودي. ويُعقد المؤتمر في ظل صراعات جيوسياسية متزايدة، توصف في الولايات المتحدة بـ “الحرب الباردة الجديدة”.

 

زعيم الحزب ومؤتمر استثنائي

سيكون شي جين بينغ أول زعيم، بعد ماو، يستمر في زعامة البلاد لأكثر من دورتين. بعد ان أُلغي مشروع القانون الذي حدد فترة تولي المنصب في عام 2018. والذي بموجبها يجب على مسؤولي الحزب الاستقالة من مناصبهم في سن 68 عامًا، وهو عرف غير رسمي عمل بموجبه الحزب لفترة طويلة. ويبلغ عمر شين جين بينغ حاليا 69 عاما.

يفترض شي جين بينغ أن الصين ستكون القوة الأولى في العام في عام 2049.  ويشكل هذا الافتراض قلقا غير مسبوق لواشنطن، فالصين تريد إزاحة الولايات المتحدة من موقع الدولة المهيمنة في العالم لتحل محلها. وهذا هو سبب تصاعد الصراعات، والحملة الامريكية ضد الصين، والضغط على الحلفاء للمشاركة فيها.  يجري التركيز على صورة العدو الصيني للتخفيف من آثار الانحدار النسبي للغرب، والذي يمثل له مأزقا جيوسياسيًا.

لقد واجه العالم الغربي صعود الصين السريع إلى المرتبة الثانية بمزيج من عدم الثقة والاستياء. إن ديناميكية الصين، التي يصعب ترويضها، تخلق خوفًا متزايدًا من التراجع إلى المستوى المتوسط ، وهو ما لا يريد الغرب قبوله.

من الواضح ان قيادة الحزب الشيوعي الصيني، تدرك أن واشنطن وعواصم الغرب الرئيسة، تعد التطور الجاري، على أنه استفزاز ملموس، ان هناك أكثر من مليار انسان غير أبيض، بقيادة حزب شيوعي، ينافس الولايات المتحدة على تصدر الهيمنة في العالم.

 

المؤتمر والسياسة الخارجية

تحديات السياسة الخارجية، والتي ستتم مناقشتها في المؤتمر، تعكس موقع الصين عالميا.  لقد مثل اجتماع الدول الأعضاء في مؤتمر شنغهاي في مدينة سمرقند الأوزبكية قبل شهر نقطة تحول جيوسياسية. لقد ضم هذا الاجتماع زعماء دول في آسيا الوسطى، تفوق، الولايات المتحدة والاتحاد الأوربي بمرات عديدة من حيث السكان والمساحة، وتضم قوى نووية واقتصادية ناشئة، ودولا ذات موروث ثقافي عريق، ومناطق غنية بالمواد الخام.  لقد توسعت منظمة شنغهاي للتعاون، ودول أخرى في طريقها إلى الالتحاق بالركب. لعدة عقود، استندت السياسة الخارجية الصينية إلى مصطلحات “التوازن الناعم” و “التوازن الصعب”.  لكن الصعود الاقتصادي أدى إلى إعادة نظر أساسية في السياسة الخارجية. يوجه المنظرون الصينيون اهتمامهم بشكل متزايد نحو عمل علماء السياسة الخارجية الأمريكية. وتتأثر السياسة الخارجية اليوم في بكين بشكل متزايد بنظريات فانغ نينغ، أحد أبرز المنظرين السياسيين في الصين. لقد كتب في وقت مبكر من عام 1999، عند الفحص الدقيق، كان من المدهش أنه منذ انتصار الحلفاء على ألمانيا واليابان في الحرب العالمية الثانية، لم تنتصر الولايات المتحدة في أي حرب بشكل مستدام.

تعد الصين نفسها “قوة عظمى”، دون الركون إلى ارث الامبراطوريات السابقة، على عكس مفاهيم النظام العالمي للولايات المتحدة الأمريكية. وتعكس وثيقة “معايير الصين العالمية 2035”، وهي ورقة استراتيجية نُشرت العام الفائت، هذا الاتجاه الجديد في السياسة الخارجية والدفاعية، والتي بموجبها تعتبر مرحلة المواءمة الدبلوماسية الأولية والتكيف مع ما هو قائم قد انتهت. والصين الآن تصبح، بنحو متزايد، أكثر فاعلية في تصميم السياسات العالمية، أي بصفتها “صانع قواعد” بدلاً من “مطبق لقواعد”. في عام 2001، تم إنشاء مجموعة منظمة شنغهاي للتعاون من قبل الصين وروسيا لتعمل كثقل موازن للهيمنة السياسية للولايات المتحدة. بالإضافة إلى أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان، الصين وروسيا، الدولتان الأكبر مساحة في العالم، يضم التحالف أيضًا الهند وكازاخستان وقيرغيزستان وباكستان وطاجيكستان وأوزبكستان.

هذه الدول هي أيضًا لاعبة رئيسة في مشروع الصين الطموح للبنية التحتية، مبادرة الحزام والطريق، المعروفة أيضًا باسم “طريق الحرير الجديد”. فيما يتعلق بالحرب في أوكرانيا والعلاقات بين موسكو وبكين، ليس هناك ما يشير إلى ظهور “كتلة شرقية كبيرة” جديدة. ومع ذلك، ترى الصين أن قوة الغرب آخذة في التآكل ومعها النظام السياسي العالمي، الذي ساد بعد تفكك الاتحاد السوفيتي. وعلى الرغم من أن القيادة الصينية لم تدن الغزو الروسي لأوكرانيا، كما فعل الغرب ولا تدعم رسميًا العقوبات الاقتصادية ضد روسيا، فإن بكين وموسكو لا تشكلان جبهة موحدة، لوجود تباينات في أولويات البلدين. الخبير الروسي بشؤون آسيا فاسيلي كاشين وصف مؤخرًا ديناميكيات العلاقة بين روسيا والصين بالتالي: “بمجرد أن تمارس الولايات المتحدة الضغط على روسيا والصين، تفعل كلتاهما شيئًا لإظهار تعاونهما العسكري والسياسي الوثيق”. اما بالنسبة للعلاقة مع الهند واليابان، فسنرى، إذا كان المؤتمر، في ضوء التطورات الأخيرة، سيطرح رؤية جديدة لها.

*************************************

الصفحة السابعة

 

أربعة من كل عشرة شباب.. عاطلون عن العمل.. الاقتصاد الوطني ضحية المحاصصة والسياسات الفاشلة

بغداد – طريق الشعب

غالباً كانت البطالة وغياب فرص العمل منطلقاً لاحتجاجات الشباب في العراق، ففي وقت لا يعاني فيه ابناء المسؤولين والمحسوبين على القادة السياسيين من معوقات في ايجاد عمل لهم، تقف امام الشباب العراقي جملة من الصعوبات والتحديات ان وجدت فرصة للعمل من الاساس، وهذا ما خلق فجوة كبيرة وشرخا غير قابل للردم بين جيوش الشباب العاطلين عن العمل والمنظومة السياسية، التي يحملونها مسؤولية تدهور الاحوال في مختلف المجالات بضمنها الاقتصاد، نتيجة صراعاتهم السياسية على النفوذ والثروة والسلطة.

وقالت ممثلة الأمم المتحدة في العراق جينين بلاسخارت أمام جلسة لمجلس الأمن قبل أيام حين: ان «العديد من العراقيين فقدوا الثقة في قدرة الطبقة السياسية على العمل لصالح البلد وشعبه».

 

لا سياسة ولا اقتصاد

في العصر الحديث يعد الاقتصاد معيارا لقياس قوة الدولة واداة لفرض الارادة في بعض الاحيان، وتهتم الدول كثيرا بتطوير اقتصادها، حيث اخذ الاقتصاد مدى اوسع واصبح يرسم سياسة الدولة ويقود البلاد.

ويقول الخبير في الشأن الاقتصادي صالح الهماشي، أنه في القانون العالمي يقوم الاقتصاد بالمشاركة في قيادة السياسة، وأن الدول المتقدمة ترسم سياساتها وفق مصالحها الاقتصادية، بينما في العراق، يحاول أصحاب السلطة أن يرسموا سياساتهم ومن ثم يحاولون تطبيق الاقتصاد عليها وهذا فشل ما زال مستمرا.

ويوضح الهماشي لـ “طريق الشعب”، أن العراق «يعاني من وجود ثلاثة مراكز لصناعة القرار السياسي، هي مراكز كبيرة ومؤثرة وتنقسم في داخلها إلى أجزاء عديدة، كلها تتصارع في ما بينها وتتسابق على الفشل لا النجاح»، لافتا إلى أن «أي مشروع أو فكرة اقتصادية تحاول أطراف السياسة المتنفذة السيطرة عليها أو عرقلتها وبالتالي راح الاقتصاد الوطني ضحية لهذه السياسات والمنافسة غير الشريفة من أجل النفوذ».

ويشدد المتحدث على أن «المحاصصة وضعت الاقتصاد في مأزق خطير، وعطلت القطاعات الإنتاجية وأصبحت الصناعة الوطنية تضمحل ووصلت إلى مرحلة الصفر تقريبا، ولم يتبق سوى النشاط التجاري والاستثمارات الترفيهية دون الزراعة والسياحة والصناعة وغيرها. نشاهد المولات التجارية والكازينوهات وهي رغم كونها جزءا من الاقتصاد، لكن بقاءها لوحدها يولد مجتمعات فقيرة ومعدمة وهذا ما حصل فعلا»، مؤكدا أن «الصراع السياسي أوصل البلد لمرحلة خطيرة جدا، وأن السياسيين المتنفذين لا يفهمون بالاقتصاد ومراكز القوى التي ترسم القرار الاقتصادي حطمت الاقتصاد وضربت سوق العمل وجعلته عاجزا عن استقبال 500 ألف عامل في كل عام يدخل لهذا السوق ولا يجد فرصته لنرى كل أشكال البطالة مقابل ايد عاملة خارجية تنافس الداخل على القضايا الخدمية».

ولفت إلى أن «سوق العمل أصبح مشلولا بشكل شبه كامل، ولا توجد فرص عمل في القطاعين العام والخاص بسبب السياسات الفاشلة، ومحاولة الاعتماد على التعيينات لجزء صغير من أجل تهدئة الغضب الشعبي ولا توجد أي عدالة أو تكافؤ بين المواطنين. نحمّل الحكومات المتعاقبة كل هذا الفشل وقوى المحاصصة التي عكست فشلها بأداء حكوماتها وعدم صياغتها سياسة اقتصادية وطنية سليمة».

 

غياب فرص العمل

تجدر الاشارة الى ان الرواتب الشهرية المنصفة والاستقرار تجذب العديد من الخريجين إلى الوظائف الحكومية لكنّ القطاع العام ينهك مالية الدولة في بلد يعاني من أزمة سياسية، والقطاع الخاص فيه لا يلبّي طموحات الشباب». 

وبحسب الخبراء الاقتصاديين، فإن العراق يعتمد على النفط الذي يشكّل 90 من إيراداته، وأغلب فرص العمل التي يوفرها تذهب إلى الوظيفة العامة، ويرى فيها الشباب ملاذاً وسط الاضطرابات السياسية والاقتصادية التي تمرّ بها البلاد. 

 

سرطان يقتل الجسم

ورغم رغبة الشباب فيها، الا ان للوظيفة العامة ثمناً يقلق رئيس الوزراء الذي قال خلال مؤتمر صحافي الصيف الماضي، إن «الحكومات الماضية لم توفر فرص عمل للمواطنين وكانت هناك فوضى في التعيينات في العراق»، ورأى أن «هذه الزيادة الكبيرة في عدد موظفي الدولة بطريقة شعبوية عبثية أنهكت الاقتصاد العراقي». 

وطبقا للكاظمي فأن نسبة الزيادة في موظفي الدولة منذ 2004، أي بعد عام على سقوط النظام المباد وحتى 2019، بلغت «400 في المائة، وان القطاع العام يشكّل ثلثي الموازنة». 

وهذا يجعل النسيج الاقتصادي هشا في بلد «يوظف فيه القطاع العام 3,3 ملايين شخص، أي نحو 37,9 في المائة من السكان الناشطين اقتصادياً، أحد أعلى النسب في العالم»، وفقا لما اوضحته منسقة العراق في منظمة العمل الدولية مها قطّاع.

وفي القطاع العام كما في القطاع الخاص أيضاً، يتمّ التوظيف عادةً بالاتفاق والتنسيق بين أبناء العشيرة الواحدة أو الحزب السياسي الواحد، فنظام المحاصصة والواسطة أسهم في «ترسيخ استمرار الممارسات الفاسدة التي تدمّر الأسس الأخلاقية والمادية للبلد»، كما كتب وزير المالية السابق علي علاوي في رسالة استقالته من منصبه لمجلس الوزراء. 

وتحدّث علاوي عن الفساد الذي «يمكن وصفه بالسرطان الذي يمكن أن يقتل الجسم»، معتبراً أن الدولة «لم تتحرر ككل من سيطرة الأحزاب السياسية وجماعات المصالح الخارجية». 

ولا تزال نسب العاطلين عن العمل في العراق غير دقيقة وطبقا للإحصائيات الرسمية فان هنالك مليون عاطل عن العمل مسجل لدى وزارة العمل والشؤون الاجتماعية.

وتشير تقارير منظمات معنية بشؤون العمال الى ان عدد العاطلين عن العمل يقترب من 6 مليون عاطل.

يشار إلى أن من بين كل 10 شباب، يوجد 4 عاطلون عن العمل، فيما ثلث السكان الـ42 مليونا، تحت خط الفقر، وفقا للأمم المتحدة.

------

دعم الأغنياء وتأزيم الفقراء..  هكذا تتعامل حكومة ماكرون مع الأزمة في فرنسا

. متابعة ـ طريق الشعب

مع اتساع رقعة الاضطرابات الاجتماعية التي تعصف بفرنسا، نتيجة ارتفاع مستويات التضخم جراء أزمة الطاقة الحاصلة، اختارت حكومة ماكرون الاصطفاف إلى جانب الأغنياء بدعمها الضريبي لهم، مقابل الهجوم على الفقراء المحتجين.

تعيش فرنسا، كباقي بلدان منطقة اليورو، أزمة اقتصادية عميقة ناتجة عن أزمة الطاقة، إثر اندلاع الحرب في أوكرانيا وتوتر علاقات الاتحاد بموَّرده الروسي. هذا ما انعكس في التضخم الذي ارتفعت مستوياته بشكل قياسي، راسماً ظروفاً اجتماعية صعبة لعموم الشعب من الطبقة المتوسطة والفقيرة.

في وجه هذا، اختار عمال فرنسا النضال مطالبين بتحسين ظروف معيشتهم، ورفع الأجور مقابل مراجعة منظومة الضرائب. هكذا طال قطاع تكرير البترول الفرنسي، منذ أواخر أيلول الماضي، إضرابات واسعة شلت عملية توزيع الوقود، ما تسبب من اختفائه في المحطات. واتسعت رقعة الاحتجاج لتشمل قطاعات عديدة، من النقل والتعليم، إلى موظفي المسارح.

من ناحية أخرى، كان رد حكومة ماكرون، بالهجوم على العمال المضربين، واتخاذ إجراءات لكسر إضراباتهم. لكن في الوقت نفسه، احتفت الحكومة ذاتها بتقديمها مراجعات للنظام الضريبي، على أنها الحل السحري للأوضاع الاجتماعية الحالية، اكتشف فيما بعد أنها تخدم الأغنياء عوض الفقراء.

 

إضرابات تتسع وسرقة للوقود

بدأت الإضرابات العمالية في قطاع تكرير النفط الفرنسي بمحطات شركة “توتال إنيرجي”، لتتسع رقعتها إلى شركة “إكسون موبايل”، وتتسبب في أزمة وقود غير مسبوقة بالبلاد طوال الأسبوع الجاري. مطالب العمال كانت واضحة: زيادات الأجور بـ7.5 في المائة ورفع للعلاوات السنوية من 3 آلاف يورو إلى 6 آلاف يورو.

مطالب نظر إليها من عموم الشعب الفرنسي على أنها مشروعة، ذلك في وقت بلغ فيه مستوى التضخم 6.8 في المائة، كما تراكم فيه شركات الطاقة أرباحاً فياسية. إذ حققت شركة “توتال إنرجي” وحدها أرباحاً عادلت 18.3 مليار يورو، وارتفع الراتب الشهري لرئيسها باتريك بوياني بـ52 في المائة خلال سنة واحدة، ليتعدى عتبة 6 ملايين يورو سنوياً، كما يكشف ذلك التقرير السنوي للشركة.

وشهدت عدة مدن فرنسية طوال الأسبوع اصطفاف طوابير طويلة من السيارات أمام محطات التزود بالوقود. فيما أغلق عدد من هذه المحطات الأبواب، لنفاد مخزوناتها من المادة. وأدت الإضرابات إلى خفض إنتاج البنزين في فرنسا بأكثر من 60 في المائة، وحسب وسائل إعلام فرنسية، فإن 30 في المائة من محطات الوقود الفرنسية شهدت منذ بداية الأسبوع المنصرم اضطراباً في التزود، و1300 منها شهدت نفاد نوع واحد منه على الأقل.

في السياق ذاته، أدت المشكلات في التزود إلى انتشار ظاهرة سرقة الوقود. وحسب قناة “فرانس 24”، عززت شركات الوقود الإجراءات الأمنية لحماية خزاناتها مع تنامي ظاهرة السطو عليها، وألقت الشرطة الفرنسية القبض على شابين في منطقة بواسي كانا يحاولان سرقة أحد الخزانات، وخمسة شبان آخرين معهم ما يزيد عن ألفي لتر من الوقود.

واتسعت رقعة الإضرابات لتشمل قطاعات أخرى من الاقتصاد الفرنسي، إذ أعلن عمال خمس محطات نووية على الأقل إضرابهم مطالبين برفع الأجور. وبدأ عمال النقل بإقليم لوار أتلانتيك كذلك الاحتجاج بالتوقف عن العمل، وانضم إليهم حتى عمال مسرح أوديون بباريس باتخاذ الإجراء نفسه.

 

هكذا تتعامل حكومة ماكرون مع الأزمة

في وجه هذه التطورات، اختارت حكومة ماكرون الثالثة، بقيادة رئيسة الوزراء إليزابيث بورن، القبضة الحديدية. إذ أعلنت بورن تفعيل قانون “استدعاء العمال” على منشآت شركة إكسون موبايل التي تشهد الإضرابات، حيث تمنح بموجبه الصلاحية لرجال الشرطة بكسر الإضراب، وإرغام العمال بالقوة على العمل.

وقالت بورن خلال جلسة برلمانية يوم الثلاثاء: “على الحوار الاجتماعي أن يمضي قدماً. هذا ليس الحد الأدنى من الاتفاقات، والإدارة قدمت تعهدات مهمة. لذلك، طلبت من رؤساء دوائر الشرطة أن يشرعوا، وفقاً لما يسمح لهم به القانون، في إجراءات استدعاء العمال الضروريين لتشغيل مستودعات هذه الشركة”.

الأمر الذي وصفته النقابات، على رأسها الاتحاد العام للشغل، بـ “الفضيحة”، داعية عموم الشعب إلى دعم العمال. وصوّت عمال المصافي المضربون الأربعاء لصالح مواصلة تحركهم الاحتجاجي في تحد للحكومة. كما نددت المعارضة اليسارية بقرار بورن، معتبرة إياه “ضرباً صارخاً في حق الإضراب” المكفول دستورياً، و”إعلان حرب على الطبقة العاملة”.

 

دعم الأغنياء وتأزيم الفقراء

ولا يقف اصطفاف حكومة ماكرون إلى جانب أرباب العمل، في ظل الأزمة الحاصلة، عند الهجوم على العمال المضربين. بل حتى مشروع “مراجعة نظام الضريبة على الدخل”، الذي روج له ماكرون كحل سحري لحماية الطبقات المتوسطة والفقيرة من تبعات التضخم، اتضح أنه يخدم مصالح الأغنياء أكثر من الفقراء.

هذا ما يوضحه تقرير لمجلة “ماريان”، الذي يشكك في كون قرار إعادة تقييم الضريبة على الدخل، الذي قدمته الحكومة للبرلمان بموجب قانون الموازنة 2023، تخفيضاً للضرائب. وينقل التقرير عن الاقتصادي الفرنسي كليمان كاربونييه، قوله: “لا ينبغي اعتباره (إعادة التقييم الضريبي) تخفيضاً ضريبياً، بل على أنه غياب للزيادة، مقارنة بالسيناريو الذي كنا سنجمد فيه المقياس”.

وتضيف “ماريان”، بأنه وحتى في إعادة التقييم الحاصلة سيكون الأغنياء هم الأكثر استفادة، ذلك بسبب الطبيعة التصاعدية لضريبة الدخل. أي أن النسبة الكبرى من المساهمة الضريبية، 78 في المائة حسب دراسة سنة 2021، كانت تجبى من الـ20 في المائة الأكثر ثراء، مع التقييم الجديد ستحرم الموازنة العامة من هذه المساهمات ما يسبب عجزاً في جهود الإعانات الاجتماعية.

وبالكيفية ذاتها، قرار الحكومة الفرنسية بتجميد أسعار الغاز إثر أزمة الطاقة الحاصلة، يصب في مصلحة الأغنياء عوض الفقراء، باعتبار نسبة 20 في المائة الأكثر غنى من المجتمع الفرنسي هي التي تستهلك 26 في المائة من الغاز في البلد، وبالتالي مكنهم قرار التجميد من توفير 6.2 مليار يورو هذه السنة.

-----

وقفة اقتصادية.. الخطط الاقتصادية التنموية المعطلة

 

إبراهيم المشهداني

 

تلجا الدول والعراق من ضمنها إلى وضع الخطط التنموية لتحقيق جملة من الأهداف ومن بينها تحقيق معدلات مقبولة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية يمكن ان تكون قصيرة المدى او متوسطة او بعيدة المدى بوصفها أداة لتشخيص الواقع الراهن والتي تعتمد على أربعة اركان وهي إرساء أسس الحكم الرشيد وتشجيع تنمية القطاع الخاص والتركيز على إعادة الاعمار في المحافظات المحررة والحد من الفقر ولهذا فإنها تتطلب رؤية واضحة في طبيعة الأهداف ومدى التقدم في تحقيقها اقتصاديا واجتماعيا ولكن هل تحقق في العراق شيء من هذه الأهداف؟

بعد عام 2003 أعلنت الحكومات المتعاقبة عن نشر خمس خطط وبرامج تشمل الفترات 2005-2007 ،2007- 2010 ،2010 -2014 ،2013-2017 ،واخرها خطة 2018-2022 وتتهيأ الآن لوضع خطة2023- 2028 وبغض النظر عن فشل الخطط السابقة ومبرراتها تشرع وزارة التخطيط وفقا للناطق الرسمي في الوزارة لوضع خطة قصيرة المدى لمدة سنتين هما 2022-2023 محاورها دعم الاقتصاد بمختلف قطاعاته ودعم الاستثمار والقطاع الخاص، والمحور الاجتماعي يتعلق بالصحة والتعليم والحماية الاجتماعية والبطاقة التموينية، والمحور الثالث يختص بردم الفجوات التنموية في المحافظات.  ومهما يكن من أمر هذه الخطة فإنها معلقة على إعداد موازنة 2023 إذا نجحت الحكومة الجديدة في تشريع قانون هذه الموازنة في ظل أجواء الصراع السياسي المجتمعي المحتدم.

من خلال متابعاتنا للاستراتيجيات السابقة بما فيها  استراتيجيات التخفيف من الفقر كان مصمموها يستهلونها بعدم اليقين  في إمكانية تحقيق أهدافها بسبب غياب عوامل نجاحها التي تتمثل في غياب الاستقرار الأمني والسياسي والاقتصادي مما يجعل ترجمتها بنجاح على أرض الواقع تكتنفه الضبابية ولاسيما ضعف اسهام القطاع الخاص بشقيه المحلي والاجنبي  بالإضافة إلى الاعتماد الرئيسي على النفط كمورد وحيد لما يشوبه من تذبذب الأسعار بوصفه سلعة عالمية تخضع لعوامل وظروف دولية غير مسيطر عليها، ويضاف اليها  تحديات أخرى وأكثرها بشاعة انتشار الفساد في معظم هياكل الدولة وتجاوزه على التخصيصات المالية لهذه الخطط بأشكال من النصب والاحتيال عبر الموازنات السنوية.

ولا تزال بلادنا تواجه تحديات كبرى تبعث على التشكيك في قدرة الحكومات العراقية بنسخها المعروفة على معالجتها والتي تتمثل في إعادة اعمار المدن والقرى التي دمرتها الحرب ضد الخطر الداعشي المتوحش كمحافظة نينوى وصلاح الدين والانبار فان حجم هذه الاضرار تقدر حسب بعض المصادر ب 88 مليار دولار، واشد ما يواجه العراق حاليا معالجة أوضاع النازحين الذين يزيد عددهم على 1،6 مليون نازح مازالوا بانتظار عودتهم إلى ديارهم المخربة، وحتى العائدين منهم وعددهم اكثر من أربعة ملايين نسمة فان مليونين ونصف منهم يعانون ظروفا أشد صعوبة حسب تقديرات الأمم المتحدة. على ان هذه التحديات تشمل أيضا سكان المحافظات الوسطى والجنوبية التي لم ينلها الإرهاب فإنها ما تزال تفتقر إلى ابسط اشكال الخدمات في مجال الصحة والتعليم والزراعة والصناعة مع الافتقار إلى خدمات الكهرباء وتضاؤل كميات المياه وتدهور أوضاع الاهوار وتداعياتها على الثروة الحيوانية وهجرة سكانها لتستقر في العشوائيات المتناثرة. ان هذا العبء الكبير من التحديات تستدعي مشاركة المجتمع الدولي خاصة وان الإرهاب ظاهرة دولية بامتياز.

ان مواجهة هذه التحديات تتطلب مراجعة لفلسفة إعداد الخطط الخمسية عبر منظومة من التدابير مقترحين الآتي:

  1. مراجعة التشريعات المتعلقة بالاستثمار المحلي والاجنبي والعمل على توفير البيئة الاستثمارية الجاذبة للمستثمرين ومراجعة اشتراطات التعاقدات مع المستثمرين من حيث توفير الطاقة الكهربائية والقاعدة التحتية للمشاريع بما فيها طرق المواصلات والأراضي الضرورية للاستثمار ومحاربة أساليب الابتزاز التي يمارسها البيروقراطيون الفاسدون من خلال العقود واشكال الضغوط الاخرى.
  2. توفير البيانات المحدثة ونشرها تكريسا للموثوقية والاستنارة بالحقائق واعتماد التكنولوجيا لاستحضار المعايير الدولية وإصلاح شامل للجهاز المركزي للإحصاء في كيفية نشر البيانات في المجال العام والحكومي تحت مسمى (مسوحات إحصائية دقيقة).
  3. تنسيق أكبر واوسع بين وزارة التخطيط والجهات الحكومية على اختلافها من أجل التوافق في الاولويات والاهداف وتوفير المعلومات الدقيقة الضرورية لرسم الخطط واضفاء الواقعية عليها.

**********************

الصفحة الثامنة

 

العراق بين عهدين

د. علي إبراهيم

 

انقل لكم صورتين واحدة قبل الاحتلال وعلى لسان الكاتب الهولندي مارك جيلت الصحفي الهولندي الذي زار العراق في تسعينيات القرن الماضي ونشر مقاله الساخر في جريدة (الخمين داخ بلاد) اليومية في 17/ 10/ 1995 ضمن مجموعة مقالات عبرت عن انطباعاته الشخصية وآرائه نتيجة المشاهدة اليومية أثناء مهزلة الانتخابات، وشهد بنفسه الأوضاع المعيشية المتردية، والدمار الشامل في كافة المجالات، و”الديمقراطية” على طريقة النظام الدكتاتوري.

بدأ مقاله بمقتطفين من تصريحات غير واقعية لعزت إبراهيم الدوري وإبراهيم الدليمي رد عليها بما يخالفها في الواقع الذي تلمسه بسهولة رغم التضليل.

 يقول الكاتب: مدينة صدام التي يعيش فيها مليون ونصف انسان من الطائفة الشيعية. يعاني ابناؤها من الفقر، وإنها تشبه مخيمات الفلسطينيين في غزة، تنبعث من أزقتها وشوارعها روائح كريهة؛ الأطفال يتسولون، والآباء يشربون الشاي، ويلعبون الدومنا ويدخنون الناركيلة، لأنهم بدون عمل، وبمكابرة يدعوننا للضيافة، وعند استجوابهم من قبل الصحفيين، كانوا بصعوبة يبوحون بما يعانون من شظف العيش بسبب الأزمة الخانقة. وحسب تقديرات إحدى العاملات في الأمم المتحدة أن هناك 4 مليون مواطن يعانون من نقص جدي في التغذية أي خمس الشعب العراقي. فضلا عن 3 مليون طفل أعمارهم أقل من خمس سنوات و6 مليون من الحوامل والأمهات والعجائز وكل هؤلاء لا معيل لهم.

إن صدام لا يريد أن يساعد هؤلاء من أمواله السرية التي تقدر بمليارات، المهم بالنسبة له؛ الويسكي، الكونياك، السكائر الأمريكية، والدجاج المجمد، وأن يصرف مليار دولار لتوسيع قصره، وأن ينعم مع صفوته، لذا لا يهمه فك الحصار.

هو لا يريد أن يعطي شيئا للشعب الكردي من المساعدات الإنسانية، كل ذلك دليل على أن صدام لا يحب شعبه.

كذلك لا يريد أن يبيع النفط عبر تركيا بمقدار 1.6 مليار دولار يمكن أن تصرف على الدواء والغذاء بإشراف الأمم المتحدة بحجة انتهاك للسيادة الوطنية، وهذه حجة غريبة لأنه هو من فرط بالسيادة الوطنية ووافق على اقامة المنطقة الآمنة ومنع طيرانه من التحليق شمال خط العرض 36 وجنوب خط العرض 32، وموافقته على تدمير الصواريخ، والمعدات الحربية وازالة أسلحة الدمار الشامل”.

هذا الواقع في العراق في زمن دكتاتورية صدام وهي شهادة من صحفي محايد رأى الوقائع بأم عينيه، وهذا رد على من جعلتهم الأوضاع في ما بعد سقوط النظام البائد يحنون إلى نظام أتعس من النظام الحالي والمقارنة بسيطة: القتل للمعارضين كان علنا وتبلغ عائلة المغدور بمصير ابنها أما اليوم يقتل المعارض بدم بار وتحت العباءة ودون أن يعرف مصيره. الرشوة موجودة في العهدين وباختلاف كبير، كانت سرية وقليلة والآن باهظة وعلنية وتكاد أن تكون عامة ولا تمر معاملة دون رشوة. وخاصة المعاملات التي فيها اشكالية، القوانين مصاغة على مقاييس المتنفذين وهذه مشتركة بين العهدين وزادت كثيرا في النظام الحالي الذي شمل جميع مرافق الحياة. لا رحمة ولا ترحم على العهدين وعلى شعبنا البحث عن البديل الحقيقي الذي ينقذنا من هذه الحكومات المتعفنة إلى نظام عادل يوفر الحياة الكريمة لأبناء الشعب والوطن عبورا على كل الأساليب المماطلة والمخادعة؛ من المحاصصة الطائفية والإثنية. التي لم تعد سوى شعارات فارغة، فلا أحد من الحكام يمثل طائفته أو قوميته انما يمثل مصالحه أو مصالح حزبه أو من يعمل لصالحهم، من دول الجوار أو من دول أخرى عالمية تهمها مصالحها. وما يختفي وراء هذه المشاريع من نهب وبيع للثروات الوطنية دون خوف أو وجل محروسين بنظام فاسد، نهاب، ظالم سوف لن يترك فضيلة واحدة يحن إليها أي بسيط، أو ساذج بعد سقوط نظامهم، مها كان البديل سيئا، كما يقول الآن بعض السذج في موقفهم من النظام الدكتاتوري السابق، والحنين إليه. وتفضيله على النظام الحالي الذي يشترك مع سابقه بكثير السيئات بل اجتازه بخطوات واسعة.

وهذا ما أيقظ أكثر من 80 في المائة من الشعب العراقي وهي النسبة التي قاطعت الانتخابات، ومنها من قاوم وقدم التضحيات الجسام للخلاص وما زال يقاوم من أجل التغيير المطلوب مما دفع الكثير من قوى التغيير تنظيم صفوفها ورسم البرامج البديلة لبناء عراق جديد تتحقق فيه العادلة الاجتماعية والتقدم في كافة المجالات.

------

بالتربية والتعليم السليم تبنى الشعوب أوطانها

غانم الجاسور

 

يتعرض النظام التعليمي في بلادنا إلى سلسلة من التخريب المنظم والأعباء الثقيلة التي خلفتها الحكومات المتعاقبة على كرسي الحكم لحقبة طويلة من الزمن.. حاربت خلالها الأفكار التقدمية والديمقراطية بعنف وعملت جاهدة على تكريس التجزئة والمحاصصة والتخلف والاستغلال والعبودية.. ما ادى إلى تدن مريع في الوظائف التربوية والتعلمية ولا تزال تعاني من هذه التبعات والاخفاقات والتراجع والاهمال في مختلف مراحل التعليم بالإضافة إلى ضعف كبير فيما تتطلبه من أدوات ومستلزمات تشمل العملية التربوية برمتها.. يقول ه.ج. ويلزان “الحضارة هي سباق ماراثوني بين التربية والكارثة” وهو قول صادق فبانعدام التربية السليمة تنهار الحضارة البشرية وتقع الكارثة.. والدولة عندما تتبنى قيما تربوية خاطئة في نظامها التعليمي والتربوي تسير بالبلاد إلى حافة الانهيار والدمار (وتقع الكارثة) وبالعكس. 

فالتربية عمل معقد وهي خلق مواطنين قادرين فعلا على مجابهة الحياة العملية واغنائها بكل جديد ودفع عجلة التقدم إلى الأمام وأداء مهامهم على أحسن ما يكون الأداء في مجتمع ينشد التقدم والتطور. ويواكب ما يجري من التطور العلمي العالمي... ومهمتها أيضا تنمية المواهب التي منحتها الطبيعة للإنسان وتهيئته للحياة العامة القادمة وتوجيه عقله نحو المستقبل وذلك يتطلب تدريب وتخريج نخبة من الخريجين تتولى الادارة والصناعة والتجارة والزراعة وجميع الانشطة المختلفة.

ينص الدستور العراقي الحالي في مادته (34) على:

 اولا / التعليم عامل اساس لتقدم المجتمع وحق تكفله الدولة وهو الزامي للمرحلة الابتدائية وتكفل الدولة مكافحة الأمية.

ثانيا/ التعليم المجاني حق لكل العراقيين في مختلف مراحله.

ان الصراعات وغياب الاستثمارات في العراق والحروب العبثية  التي خاضها النظام الدكتاتوري والحصار الذي فُرض على العراق والتدهور الأمني  أدى إلى تراجع التعليم مع ارتفاع نسبة الأمية والبطالة  لتصل إلى مستويات غير مسبوقة في تاريخ العراق الحديث، الا ان الضربة القاصمة جاءت بعد الاحتلال عام (2003) لتعيد منظمة اليونسكو نشر تقرير يبين أن العديد من المشاكل والتحديات ظهرت امام قطاع التعليم وفق اخطر المستويات، وهناك مدارس تفتقر إلى المياه النظيفة ودورات المياه الصحية واكثر من الف مدرسة تم بناؤها من الطين او القش او الخيام والكرفانات رغم ان موازنة العراق كبيرة جدا مقارنة مع منظومة التعليم لدول فقيرة..  والحكومات التي جاءت بعد الغزو الامريكي عملت بصورة ممنهجة على افشال التعليم سواء بهدم المدارس تحت ذريعة اعادة بنائها او اضعاف المناهج التعليمية (والتغيير المستمر لها) مع عدم تطوير الكوادر التدريسية او الارتقاء بمستواها، وان بعض الاجندات السياسية تعمل على تغيير المدرسين بما يتناسب مع الرؤى السياسية للأحزاب الحاكمة ثم تم تحريف المناهج التعليمية وفق توجهات دينية طائفية على حساب الرصانة العلمية والمعلومات الموثقة، ثم تدخل الكثير من الفصائل المسلحة  في العملية التربوية ليصبح الغش وبيع الاسئلة الامتحانية  سائدا  في كثير من مراحل التعليم وبالأخص الصفوف المنتهية ونتيجة لذلك اتجهت العوائل المتمكنة ماليا إلى المدارس والجامعات الاهلية وهذا الأمر سيؤدي حتما إلى الغاء التعليم المجاني السائد  في العراق في أمد قريب، الدكتور محمود شاكر ممثل العراق في اليونسكو هو الاخر اشار في لقاء صحفي إلى ان واقع التعليم الحالي  يمثل انعكاسا لما اعترى الدولة من فشل نتيجة الفساد السياسي والاداري والمحاصصة المبنية على اسس طائفية. فهناك عدو خفي اسمه الجهل قادر على تخريب العائلة والمجتمع والدولة وعلاجه الوحيد (التعليم والتعلم) وهذا ما يفتقده العراق حاليا فالحكومات المتعاقبة اعتمدت الاهمال المنهجي لقطاع التعليم ضمن الموازنات الاتحادية خاصة بعد عام (2005)..  فبقاء التعليم بيد احزاب لا تؤمن بأهمية الثقافة والتعليم سيعرقل أي عملية اصلاح او تطوير وهذا الامر ما يجعل التعليم في العراق يزداد قتامة عاما بعد عام والعراق دُمر نظامه التعليمي مع إعاقة حصول أطفاله على تعليم جيد جدا وهناك قرابة (3/مليون ومائتي ألف) طفل عراقي في سن الدراسة هم خارج المدرسة وان (54/ بالمائة) من الخلفيات الاجتماعية الفقيرة لا يكملون التعليم الثانوي.. والمناهج قديمة جدا تجبر الطلاب على حفظ حقائق وارقام معينة دون مراعات الذكاء ويركز على فردية المتعلم بالإضافة إلى نقص كبير في تدريب وتأهيل المدرسين والمعلمين.

 الامثلة كثيرة على أهمية العناية بالتعليم.. منها دولة مورشيوس وهي دولة افريقية صغيرة ليس لديها موارد طبيعية وانما اعتمدت على الانسان والزراعة والسياحة ولا تعتبر التعليم سلعة للبيع بل توفره مجانا لشعبها حتى نهاية مرحلة الجامعة مقارنة بالعراق الذي يمتلك ثروات وميزانيات انفجارية هائلة ما انزل بها من سلطان لم تستخدم لصالح المواطن. بل للمنافع الشخصية و(الأقربون أولى بالمعروف) وأهدرت مليارات الدولارات والوضع المعيشي سيء ورديء والفقير هو الضحية.. ولا توجد آذان صاغية لكل ما يجري في البلد من احتجاجات ومظاهرات سلمية شملت جميع المحافظات العراقية تطالب (نازل آخذ حقي) الذي كفله الدستور.. ومئات الشهداء قدمت دماءها قربانا للوطن والكرامة والعيش الكريم.. ولا حياة لمن تنادي. ومعظم الدول المتقدمة لا تقاس بثرواتها ومعادنها انما يرجع ذلك إلى اهتمامها الكبير بالنظام التربوي والتعليمي الذي يتساوى فيه الغني والفقير وعندهم الطالب والشرطي والقاضي وأيا من كان لا يحتاج إلى واسطة ولم يولد وفي فمه ملعقة من ذهب بل ولدوا أحرارا وهم متساوون جميعا امام القانون والعيش الكريم ولهم الحق جميعا في التعليم والصحة والطب والعمل والخدمات ولهم الحق في الترفيه والرياضة والطعام الصحي والاستقرار الاسري.. المهم ان لا ينقطع عن الدراسة.. والتعليم الخاص عندهم ممنوع وهو في حكم الجريمة في المانيا   مثلا.. والصين بعد الثورة أولت اهتماما عاليا بالتعليم ومحاربة الامية والجهل وقضت عليها قضاء مبرما واقبل الناس على التعليم اطفالا وشبانا وكهولا إقبالا قل نظيره..     

وهنا يتوجب على الدولة والجهات المعنية إلزاما على معالجة وتوفير كل الامكانيات المتاحة لتذليل كل المعوقات لإنهاض التعليم وتوفير كافة مستلزماته من الفه إلى يائه.. لآن الواقع التعليمي في العراق ينذر بالخطر والمشاكل التي تعاني منها اية محافظة هي نفس  المعاناة  لكل المحافظات من زحام التلاميذ في الصفوف وازدواجية وثلاثية الدوام بالإضافة إلى نقص كبير في أبنية المدارس والقديمة آيلة للسقوط (وافتقارها إلى الشروط الصحية السليمة للتدريس فيها)..نحن على ابواب السنة الدراسية (22/23) وحال التعليم بالتدني الفظيع ومعظم الآسر التي لديها اكثر من تلميذ وطالب بدت  تجوب المكتبات والاسواق  لشراء اللوازم المدرسية والقرطاسية ..وعندما يحين الدوام الرسمي للمدارس نرى اكثر الطلبة ليس لديهم  المواد الدراسية  المقررة ويبتاعونها من المكتبات اومن قارعة الطريق  والدولة لا تحرك ساكنا جراء ذلك،  وهذه الظواهر اصبحت مألوفة  في بداية كل عام دراسي جديد، وطلبتنا يفقدون الامل والثقة بمستقبلهم من خلال ما يعانونه في مراحل الدراسة ويكاد يحلمون بالتعيين وانتشالهم من البطالة والتسكع فأكثرهم يائسون متخوفون من مستقبلهم المجهول ومعظمهم يزاول العمل والدراسة معا  ويتحمل الارهاق والتعب لآجل لقمة العيش. 

لقد آن الاوان لنسف الاطار الكلاسيكي التقليدي للتعليم ولنجعله قادرا على مسايرة روح العصر وتلبية الحاجات الجديدة  بضرورة اعداد مناهج  وكتب وبرامج تعليمية  جديدة  ورسم خطط  تتفق  مع خطة التنمية وحاجات البلاد في المرحلة الراهنة والقادمة ونبذ الأطر القديمة التي خلفتها الأنظمة المستبدة، ولندرك ان أية نهضة حقيقية انما يجب ان تكون متكاملة الجوانب وموحدة الابعاد وان نعد لها العدة عقولا متوثبة مفكرة واياد حاذقة ماهرة، ولا سبيل إلى ذلك الا بخطة  تعليمية تربوية محكمة  لتحقيق أهدافها، وان المناهج الدراسية الحالية على اختلاف مستوياتها ما تزال بعيدة في ان تأخذ دورها في بناء المجتمع الجديد. والمدارس والجامعات لاتزال تُخَرج سنويا عشرات المئات من الطلبة باختصاصات مختلفة والدولة عاجزة ان تستوعب هذا الزخم المتزايد مع المتغيرات التي يمكن الاستفادة منها فائدة ملموسة في مشاريع خدمية متشعبة لتحقيق أمانيهم الحالمة.

------

المعلم في العراق ما له وما عليه

خليل ابراهيم العبيدي

 

كان المعلم في حقبة الخمسينات والستينات من القرن الماضي يحظى بأعلى درجات الاحترام من قبل المجتمع المتوجه كليا آنذاك نحو تعليم الصغار أو العازم تماما على محو الأمية في تعليم الكبار، بعد أن حرصت ثورة 14تموز على محو الأمية من البلاد، وقد كان المعلم بصفة عامة يتمتع بأهلية وثقافة تؤهله لبناء أجيال قادرة على استيعاب المعرفة اضافة الى قيام المعلم بتعليم مبادئ الوطنية وحب العراق، ذلك لأن اغلب المعلمين كانوا من الوطنيين وحملة المبادئ التي ترفع من شأن العلم ومن شأن الوطن، وكان المعلمون قدوة للتلاميذ والطلاب في مسألة الحرص على العملية التربوية وكانوا متفانين أقصى درجات  التفاني في إيصال المعلومة واستغلال الوقت، وكان المعلمون رغم شدة الأنظمة السياسية يقفون في مقدمة المعارضة، وكانت رواتبهم في كل العهود عند اجر الكفاف، ورغم ذلك كنا نجدهم نموذجا في الأناقة والتصرف الرصين، غير أن المعلم شأنه شأن بقية شرائح المجتمع تعرض لسلسلة من القمع والاضطهاد خاصة في ظل النظام البائد وقد نفي الكثير منهم إلى المناطق النائية خاصة أولئك التقدميين الذين كانوا عند حسن ظن تلامذتهم وطلابهم وممن لم ينتموا إلى الحزب الحاكم، وظل المعلم قدوة يحتذوا حذوها الجميع، ولكن نظرا لما الت إليه الأوضاع بعد الاحتلال اختل توازن التعليم وذلك بفعل فاعل يريد تأخر الأجيال وتجهيلها أو بالأحرى يريد القضاء على دور التعليم في نهضة العراق وإعادته إلى سابق عهده وتقف وزارة التربية لما آلت إليه بعد السقوط في مقدمة من يكون سببا في تأخر التعليم من حيت إدارة العملية التربوية أو من خلال قلة الاهتمام بالعلم، أو من خلال  التلاعب بالمناهج ، ففي مسألة سوء الإدارة التربوية يمكن القول إنه نتيجة المحاصصة، فإن تعيين الوزراء لهذه الوزارة أو الاداريين الآخرين كان وراء تردي التعليم وانتشار الفساد ساعد بدوره هو الاخر على تأخر البنى التحتية وتخلفها أمام تطور التعليم على الأقل في الدول المجاورة أو في العالم، فلا زالت أغلب مدارس بلدنا طينية أو كرفانات تفتقر لأبسط مستلزمات التعليم، أو أنها مدارس قديمة آيلة للسقوط أو أنها مهب الرياح الباردة في الشتاء أو القائظة في الصيف، وكان على المعلم ونقابته وفق هذه المعطيات أن يعلن كل منهما اعتراضه على مثل هذه الأوضاع ، لأن رسالة المعلم رسالة تختلف عن الوظائف الأخرى ، فقد كاد أن يكون رسولا وان لا يقبل بكل ما كان عيبا بان يكون مقبولا، وقد تجاهل الفساد المستشري أهمية النشء وأهمية تلك البراعم وبالإتيان بالمناهج الجيدة وان تكون تلك المناهج منسجمة مع التطور الالي للحياة وتطور العلوم، لا كما هو جار الان تغيير المناهج المستمر من أجل عقود المطابع، بل وصارت المناهج مربكة لا تلوذ إلى مبدأ ولا تستقر على قاعدة،

أن المعلم شعلة يجب أن تأخذ الدولة على عاتقها تطوير مهاراته العلمية ومتابعة همومه اليومية، وان يكون هو من جانبه تلك الشعلة التي تضئ طريق الأجيال، كما أضاء المعلم درب دولة سنغافورة وحولها من دولة كانت مرتعا للبعوض كما قال رئيسها الأسبق “ لي كوان يو “ وحولها إلى مصاف الدول الراقية،

أن المعلم العراقي الذي كان يعلمنا الحرف والأدب ويعلمنا عدم هدر المياه أو تبذير الطباشير، لابد أن يكون ذات المعلم هو معلم أجيال الغد، ولا بد أن يكون ملتزما بمبادئ الوطنية حريصا على واجبه، ولا بد للدولة أن تأخذ بيده نحو حياة أفضل وان ترفع من مستواه المعاشي لأنه هو الامل المرجى والمنى وهو اخيرا من يصنع المستقبل للأجيال

************************************

ص9

 

شوخان تتألق مع الهلال

 

 

الرياض ـ وكالات

قادت اللاعبة العراقية شوخان نور الدين، فريقها الهلال للفوز في مستهل مشواره بالدوري السعودي للسيدات على الشباب بنتيجة 4/ 2.

وأحرزت شوخان نور الدين 4 أهداف "سوبر هاتريك"، فيما نجح نادي الشباب في تسجيل هدفين.

يذكر أن نادي النصر دشن الافتتاحية التاريخية للدوري السعودي للسيدات بالفوز على سما 18/0 في أول مباراة نسائية رسمية سعودية في التاريخ.

وتضم النسخة الأولى من الدوري السعودي الممتاز للسيدات 8 أندية، هي: النصر، والهلال، واليمامة، والاتحاد، وشعلة الشرقية، والشباب، وسما، والأهلي.

--------

العراق ينجو من الفخ الهندي.. ويستعد لمواجهة الكويت

الكويت ـ طريق الشعب

 

تغلب منتخبنا الوطني على نظيره الهندي بنتيجة (4-2)، أمس الأول الجمعة بملعب نادي النصر بالكويت، ضمن الجولة الأولى من تصفيات آسيا للمجموعة الثامنة، التي تضم أيضا الكويت وأستراليا.

 

افتتح عبد الرزاق قاسم التسجيل للعراق في الدقيقة الأولى، وعادل كورات للهند (27) قبل أن يسجل زميله مايين الهدف الثاني (35).

وفي الشوط الثاني، نجح حيدر عبد الكريم في إدراك هدف التعادل للعراق بالدقيقة 50، وأضاف علي صادق الهدف الثالث (63)، وتكفل مدافع الهند سورانيت من وضع الهدف الرابع بطريقة عكسية في شباك فريقه (70).

وشهدت المباراة بداية قوية لأسود الرافدين، بعد أن نجح القائد عبد الرزاق قاسم في تسجيل الهدف الأول بطريقة جميلة وضعها في سقف المرمى الهندي.

لكن أداء تلاميذ المدرب عماد محمد، تراجع بشكل مفاجئ، لينجح المنتخب الهندي في تسجيل هدفين في غضون 10 دقائق، بعد استغلاله لأخطاء دفاعات العراق وحارسه حسين حسن الذي ظهر بصورة متواضعة.

وانتفض لاعبو العراق بالشوط الثاني، ونجحوا في تسجيل 3 أهداف، عن طريق حيدر عبد الكريم برأسية رائعة وضعها على يمين حارس الهند، وعلي صادق "علالي" من تصويبة جميلة.

فيما حضرت النيران الصديقة في تسجيل الهدف الرابع، إثر خطأ هندي في إبعاد تمريرة بلند آزاد، التي استقرت في المرمى الهندي.

ونجح العراق في حصد الانتصار الأول، قبيل مواجهة مستضيف التصفيات الأزرق الكويتي، غدٍ الأحد في الجولة الثانية، بينما تلعب الهند أمام أستراليا.

-------

36 عاما.. وهدف مارادونا ما زال يثير حنق الإنكليز

لندن ـ وكالات

عاد الهدف الشهير الذي سجله أسطورة كرة القدم الأرجنتينية الراحل دييغو مارادونا في كأس العالم 1986 إلى الواجهة مجددا، مع عرض الكرة التي أحرز فيها الهدف للبيع في المزاد، علما بأن ملكيتها حاليا تعود إلى حكم تونسي.

ومن المقرر أن تبدأ المزايدات الخاصة لبيع الكرة التي سجل فيها مارادونا هدفه في مونديال المكسيك في تشرين الثاني المقبل، لكن بوسع الراغبين في شراء الكرة التسجيل ابتداء من 28 تشرين الاول الجاري، بحسب ما ذكر موقع "غراهام باد" للمزادات في لندن.

ويتوقع أن تباع الكرة بمبلغ يصل إلى نحو 3.4 مليون دولار.

وأعادت هذه الأنباء الجدل الذي صاحب ذلك الهدف إلى السطح مجددا.

وهاجم اللاعب الإنكليزي السابق غاري لينيكر، الذي كان هداف كأس العالم 1986، الحكم الذي احتسب هدف المنتخب الأرجنتيني الذي أحرزه مارادونا بيده في مرمى المنتخب الإنكليزي في ربع نهائي المونديال.

وجاء هجوم اللاعب لينيكر، كما يقول، بعدما قرر الحكم التونسي علي بن ناصر بيع الكرة.

وينضم لينيكر إلى مواطنين إنجليز عبروا عن سخطهم من بيع هذه الكرة في مزاد بلندن.

وتساءل اللاعب الإنكليزي كيف استحوذ الحكم التونسي على هذه الكرة.

لكن الحكم التونسي قال في وقت سابق إن هذه الكرة جزء من تاريخ كرة القدم العالمية وهذا هو الوقت المناسب لمشاركتها مع العالم.

ويأتي هذا السخط على الرغم من أن لاعبا إنكليزيا باع قبل 6 أشهر قميص مارادونا الذي حصل عليه، إثر تبادل القمصان المتعارف عليه بين اللاعبين في نهاية المباراة، بهدف تخليد ذكرها، لقاء مبلغ زاد على 7 ملايين دولار.

--------

الشغب يعود مجددا الى ملعب زاخو  والصناعة يستنكر

بغداد ـ طريق الشعب

استنكرت إدارة نادي الصناعة، سلوك جماهير زاخو، عقب أحداث مواجهتهما مساء أمس الاول الجمعة، ضمن الدوري العراقي الممتاز.

وقالت إدارة الصناعة في بيان رسمي: "يستنكر نادينا التصرفات المشينة من قبل جماهير نادي زاخو بعد نهاية المباراة، بمحاصرة وفد النادي في أرضية الملعب وعدم السماح له بمغادرة الملعب، رغم انتهاء المباراة بفوز فريقهم".

وأضاف: "ما حصل في المباراة وبعدها يضع الاتحاد ولجانه أمام مسؤولية كبيرة بحماية وسلامة الوفود الرياضية، التي تغادر خارج محافظاتها". وزاد: "مثل هذه التصرفات تحفز جماهير الأندية الأخرى للقيام بردات فعل، قد لا يحمد عقباها".

وواصل: "لا نريد من الاتحاد انتظار تقرير مشرف المباراة الذي سيأتي منسجما مع ما نعرفه في مثل الأحداث السابقة من غض النظر وترك الأمور تجري بما هي عليه".

وأردف: "رسالتنا إلى الاتحاد العراقي لكرة القدم في حال عدم التعامل مع الأحداث بمهنية ستصل رسالتنا إلى الاتحاد الآسيوي والفيفا مع كل الفيديوهات التي تم عرضها، والتي نحتفظ بقسم آخر منها وسيتحمل الاتحاد تبعات ذلك".

وختم: "القيادة مسؤولية ومن لم يستطع تحملها عليه المغادرة". يذكر أن مباراة زاخو والصناعة التي جرت مساء الجمعة في ملعب الأول، شهدت إضافة حكم اللقاء 10 دقائق وقت بدل ضائع، لينجح أهل الدار بتسجيل هدف الفوز من ركلة جزاء (2-1) أمام أنظار 25 ألفا من الأنصار.

-*-------------

«بومة» على قميص برشلونة أمام ريال مدريد

برشلونة ـ وكالات

سيدخل برشلونة الإسباني مباراة "الكلاسيكو" أمام ريال مدريد، عصر الأحد، برسم طائر "البومة" على قمصانهم من الأمام.

وسوف تحمل قمصان لاعبي نادي برشلونة الإسباني صورة البومة، وهي شعار مغني الراب الكندي الشهير "دريك"، في أول مواجهة "كلاسيكو" بين الغريمين الإسبانيين التقليديين هذا الموسم في الدوري الإسباني.

وقال برشلونة الجمعة إنه سوف يستبدل شعار راعيه الجديد "سبوتيفاي" بشعار الفنان الفائز بجائزة غرامي الموسيقية 4 مرات، وهي بومة باللونين الأبيض والأسود.

استخدام شعار "بومة دريك" يأتي احتفالا بتجاوز عدد مرات الاستماع للنجم الكندي عبر تطبيق "سبوتيفاي" 50 مليار مرة.

--------

خبير القانون الرياضي د. صالح نجم المالكي لـ «طريق الشعب»

انعدام الخبرات القانونية للمؤسسات الرياضية سبب الخسارات المالية

منعم جابر

 

الرياضة لم تعد اشغالاً للفراغ، بل أصبحت صناعة كبيرة تهتم بها المؤسسات العالمية، والعمل الرياضي صار اليوم يشغل حيزاً كبيراً في الساحة الرياضية العراقية.

ويسرنا اليوم ان نتحدث مع خبير القانون الرياضي د. صالح المالكي الذي اختار هذا المجال لأنه يعشق كرة القدم، وله مساهمات كبيرة بالقوانين الرياضية ومنها قانون الرواد الرياضيين وقانون الاحتراف الرياضي وقانون البارالمبية الخاص بذوي الاحتياجات الخاصة وكانت له مساهمة متميزة في اعداد قانون وزارة الشباب والرياضة.

عمل د. صالح المالكي مستشاراً قانونياً لاتحاد كرة القدم وعمل مستشاراً في اللجنة الرياضية في البرلمان لمدة 9 سنوات وكانت له مساهمات في مشاريع قوانين خلال السنوات الأخيرة.

 

المطلوب تشريع قانون جديد للأندية

بدأنا حديثنا بمعاناة الأندية الرياضية التي تشكو الفقر والإهمال والتراجع.

 

* هل لديكم مشروع لإعداد قانون خاص بواقع الأندية الرياضية؟

- انه سؤال مهم وضروري فقد صدر قانون الأندية رقم 18 لسنة 1986 وتعديله بقانون رقم 37 لسنة 1988 المعدل، حيث مضى على تشريعه سنوات طويلة، وقد صدر هذا القانون في ظل نظام شمولي، حيث كان للدولة السطوة الكاملة على الأندية، بينما اليوم هناك نظام يعتمد على الاقتصاد الحر ويترك حرية للأفراد والجماعات لتسيير امورها، حيث أصبحت الحرية الكاملة للاندية وهناك إمكانية للاستثمار، وعلى هذا الأساس توفرت لأندية اليوم فضاءات واسعة ومجالات رحبة من حيث إمكانية الاحتراف والاستثمار وبيع وشراء اللاعبين، وهذه الأجواء غير متوفرة بالقانون الحالي. لابد من إيجاد قانون بديل يوفر الفرصة لعمل الأندية في هذا الواقع الجديد.

* كيف يمكن ان نتعامل مع أندية الهواة؟

- هذا كلام معقول. اندية المؤسسات تشكل مجالس لاداراتها وهي خاصة بالاندية المحترفة، وتكون لها هيئة إدارية تدير شؤونها الرياضية وتديم فرقها.

 

* هل تتمكن هذه الأندية من القيام بهذا العمل؟

- نعم، ويمكن ان تساهم الدولة بمنحها قطعة ارض للنادي او ايجار لفترة طويلة وتمنحهم قروضاً من دون فوائد ولفترة طويلة ايضاً، عندها تكون الأندية محدودة العدد وهي بجهوزية كاملة لملاعبها وقاعاتها وبقية منشآتها. اما ان تبقى الدولة تعطي منحاً بلا مردود ولا عائد، فهذا سيشكل ضرراً بالمصلحة العامة. اما النوع الثاني من الأندية فانها تعتمد على المنح لممارسة ألعابها وان رغبت بتطوير واقعها فلها الحق بالانتقال من اندية الهواة الى اندية المحترفين على ان تستكمل تجهيز نفسها.

ماذا عن عقود الأندية واللاعبين والمدربين؟

* بدأت الأندية تعقد صفقات مع لاعبين ومدربين وفيها أخطاء جسيمة كلفت خزائن الأندية والاتحادات الرياضية الملايين من الدنانير.. فما تقول بذلك؟

- أقول لهم: لا تعقدوا أية صفقة مع لاعب او مدرب الا بوجود محام عارف بمهمته جيداً. لأن التساهل في هذا المجال يكلفكم كثيراً وخاصة في العقود التي تبرمها الأندية مع اللاعبين الأجانب، لأنهم يعرفون اسرار عملهم ولديهم رجال اعمال عارفين بواجبهم، وهذا ما حصل مع اتحاد كرة القدم وكلفه الكثير وكذلك مع الأندية التي خسرت الكثير بسبب جهلها بالقانون الرياضي. اليوم اصبح من الواجب ان يكون لكل نادي مجموعة قانونية او على الأقل محام لضمان حقوق النادي.

 

* وماذا عن مركز التسوية والتحكيم الرياضي؟

- هو مركز لفض النزاعات والخلافات الرياضية التي تحصل ما بين الأندية والاتحادات، لكن اختيار بعض القضاة من غير ذوي الاختصاص، والمفروض هو العمل مع قضاة لهم علاقة بالقطاع الرياضي، واعتقد ان عمل هذا المركز سيواجه صعوبات كثيرة. وأضاف: ان قانون اللجنة الأولمبية رقم 29 لسنة 2019 قد جردها من سلطتها على الاتحادات، بعد ان أصبحت اتحاداتنا المركزية مستقلة، ومردوداتها المالية تدفع عن طريق وزارة الشباب والرياضة. وعلى وفق هذا الواقع ستصبح اللجنة الأولمبية مشرقة واستشارية على الاتحادات الرياضية ولا دور لها، ومن الضروري ان يكون رئيس وأعضاء اللجنة (لجنة فض النزاعات) من رجال القانون العارفين بالشأن الرياضي.

القوانين الرياضية هي التي تنظم القطاع الرياضي

 

* وفي سؤالنا عن أهمية ودور القوانين الرياضية في تنظيم العمل الرياضي قال:

- القوانين بكل اشكالها هي منظمة للمجتمع وضرورية للمساعدة على بنائه. وعلى هذا الأساس تشكل القوانين حجر الزاوية في ارتقاء الرياضة وتقدمها، ولما كانت المادة الدستورية رقم 36 من الدستور العراقي تؤكد على أهمية الرياضة ودورها في المجتمع العراقي وضرورة ممارستها وعدم فرض القيود عليها، ولكلا الجنسين. لهذا اصبح من اللازم صدور قوانين وتشريعات في جميع مجالات الحياة لتفعيل هذه المادة الدستورية والاستفادة منها، وأضاف اننا كرجال قانون معنيين بالشأن الرياضي مطالبين بأداء دور فاعل في تحريك عجلة الرياضة ودعمها.

*************************

الصفحة العاشرة

 

تشرين في تشيلي.. انتخابات رئاسية

بول الأشقر*

--

 

ما حدث في رئاسيات عام ٢٠٢١ هو خاتمة لسبع دورات انتخابية رئاسية متتالية بدأت بمفاجأة، ففي العام ١٩٨٨، سئل التشيليون إذا كانوا يريدون بقاء بينوشيه على كرسي الرئاسة لثماني سنوات إضافية، وكانت المفاجأة التي لم يتوقعها بينوشيه ولا حتى خصومه، أن الشعب رفض له هذا «الحق» بنسبة ٥٦ في المائة.

بات من الضروري انتخاب رئيس جديد. وهكذا تحول «اللقاء التشاوري للأحزاب من أجل الديموقراطية» المعارض لبقاء بينوشيه في الحكم، إلى ائتلاف سياسي قوامه «الحزب الديموقراطي المسيحي» و«الحزب الاشتراكي» وأحزاب أخرى. فاز مرشحو «اللقاء التشاوري» بأول أربعة انتخابات رئاسية: باتريسيو ألوين وإدواردو فري عن «الحزب الديموقراطي المسيحي»، ثم ريكاردو لاغوس وميشيل باشليه (أول امراة تنتخب لرئاسة الجمهورية في تاريخ تشيلي) عن «الحزب الاشتراكي». وانتظمت الحياة السياسية حول ائتلافين أساسيين: «اللقاء التشاوري» وهو ائتلاف الوسط واليسار، و«إلى الأمام تشيلي» المؤلف من حزبين يمينيين وفّرا الدعامة المدنية للديكتاتورية العسكرية. وكانت أول مرة ينجح فيها مرشح الائتلاف اليميني، سيبستيان بينييرا، في عام ٢٠١٠ بعد خروج باشليه من الحكم. ثم عادت باشليه إلى الرئاسة عام ٢٠١٤، تلاها بينييرا مجددا عام ٢٠١٨.

الجديد في انتخابات ٢٠٢١ أنّ نظام الائتلافين اللذين تناوبا على السلطة ترهل وانتهى. لقد دلّ ما حدث خلال العقد الأخير على أن المشاكل تتراكم من دون أن تتقدم الحلول، وترسّخت القناعة بأن القيد الذي يكبل المجتمع دستوريا ونظاما فقد وظيفته. فعلى سبيل المثال، كان «الحزب الشيوعي» وحلفاؤه اليساريون والبيئيون يؤيدون دائما مرشح «اللقاء التشاوري»، إما في الدورة الأولى أو الثانية عندما يكون لديهم مرشح آخر. وشارك «الشيوعي» مع أحزاب «اللقاء التشاوري» في الأكثرية التي رشحت باشليه عام ٢٠١٤، وشارك في الحكومة. عام ٢٠١٧، تأسس ائتلاف يساري جديد حمل اسم «الجبهة العريضة»، وهو مؤلف من أحزاب معارضة لـ«نظام الائتلافين» ومن أحزاب جديدة وليدة الحراك الطلابي. وفي انتخابات ٢٠١٨ الرئاسية، رشحت «الجبهة العريضة» صحافية لموقع الرئاسة فنالت أكثر من ٢٠ في المائة من الأصوات، الأمر الذي سمح بتشكيل كتلة برلمانية وازنة. وتبلور «الخيار الثالث» كقوة فاعلة، وصار الشيوعيون و«اليسار الجديد» يعملان معا في الحراك الطلابي، في معارضة بينييرا وفي «الانفجار الاجتماعي». واقتربت «الجبهة العريضة» من «تشيلي الكرامة» (الإطار الذي ينشط «الحزب الشيوعي» من خلاله) واتفقتا على ترشيح لائحة موحدة حملت اسم «أؤيد الكرامة» لانتخابات المجلس التأسيسي، وتقدمت الكتلتان لأول مرة على مرشحي «اللقاء التشاوري». وصارت «أؤيد الكرامة» ائتلافا سياسيا رشّح غبريال بوريتش للانتخابات الرئاسية.

في الانتخابات الرئاسية، تنافس بوريتش مع مرشحَي الائتلافين التقليديين ومع خوزي أنطونيو كاست، المرشح عن ائتلاف «الجبهة الاجتماعية المسيحية» (اليمين المتطرف) الذي حاول أن يكرر تجربة دونالد ترامب الأميركية أو جايير بولسونارو البرازيلية واعدا بإعادة الأمن إلى تشيلي، كما تنافس مع ثلاثة مرشحين صغار من اليمين واليسار. وللمرة الأولى في تاريخ الانتخابات الرئاسية منذ عام ١٩٨٨، لم يصل أي من مرشحي الائتلافات الكبيرة إلى الدورة الثانية. حلّ المتطرف كاست أول بـ٢٧،٩ في المائة، وبوريتش ثانيا بـ٢٥،٨ في المائة، وتأهلا إلى الدورة الثانية. وحل مرشح «إلى الأمام، تشيلي» رابعا بأقل من ١٣ في المائة من الأصوات، وحلت مرشحة «اللقاء التشاوري» في المرتبة الخامسة بأقل من ١٢ في المائة من الأصوات.

شكلت نتائج الدورة الأولى صدمة كبيرة للائتلافين التقليديين معلنة نهاية حقبة إمساكهما بمجمل المشهد السياسي. لكن الصدمة طاولت أيضا كل الديموقراطيين بسبب تقدم كاست الذي لم يكن بارزا في استطلاعات الرأي والذي استثمر مواقفه العنصرية ضد اللاجئين الفنزويليين. أما بوريتش فبالرغم من تأهله، جاءت النتائج محبطة له إلى حد ما لأنه كان يتصدر كل استطلاعات الرأي ولأن التاريخ الحديث يعلّم أن من يتصدر الدورة الأولى يفوز دائما في الدورة الثانية. وتحسبا للأخيرة، توجه المرشحان المؤهلان إلى الوسط وليّنا مواقفهما، فيما اصطفت الأحزاب حسب ميولها السياسية وائتلافاتها. أيدت كل أحزاب اليمين واليمين الوسط المرشّح كاست، فيما أيدت كل أحزاب اليسار ويسار الوسط بوريتش. وانفرد «الحزب الديموقراطي المسيحي» بين أحزاب اليمين واليمين الوسط بتأييد بوريتش وانتقل إلى «المعارضة البناءة» معلنا انتهاء «اللقاء التشاوري» بعد تجربة دامت أكثر من ثلاثة عقود. في الدورة الأولى، كان مجموع أصوات اليمين يفوق أوساط اليسار بحوالي خمسمائة ألف صوت. لكن ارتفعت المشاركة بين الجولتين بمليون ناخب، ويبدو أن الأكثرية الساحقة منحت أصواتها إلى بوريتش الذي نال في الجولة الثانية ٥٦،٨ في المائة من الأصوات متخطيا كاست بحوالي تسعمائة ألف صوت.

بقيت مهمة تشكيل الحكومة: بعد انتقال «الحزب الديموقراطي المسيحي» إلى المعارضة، تشكل ائتلاف جديد باسم «الاشتراكية الديموقراطية» مؤلفا من أربعة أحزاب من اليسار واليسار الوسط أبرزها «الحزب الاشتراكي» وانضمت إلى الأكثرية الجديدة. وتألفت الحكومة من ٢٤ وزيرا، بينهم ١٤ امرأة. نالت «أؤيد الكرامة» نصف الحقائب وتوزع باقي الحقائب على الكتلة «الاشتراكية الديموقراطية» و«الحزب الاشتراكي» والمستقلين. وتولت حفيدة ألليندي وزارة الدفاع وعيّنت قيادية في «الحزب الشيوعي» ناطقة باسم الحكومة.

 

يسار متجدد

ملاحظات ختامية:

أولا، مع انتقال «الديموقراطي المسيحي» إلى المعارضة خسر بوريتش التعادل مع مقاعد اليمين في مجلسي النواب والشيوخ، لكنه كسب تجانسا أكبر في أكثريته.

ثانيا، كان تعيين حاكم المصرف المركزي (الذي خدم في ولايتي باشليه وبينييرا) وزيرا للمالية محاولة لكسب ثقة الأسواق والنخب المالية لئلا تخرب كل إمكانية للتغيير، بعدما صرح بوريتش خلال الجولة الأولى بأن «مشروعه هو تحويل تشيلي من مختبر النيوليبرالية إلى مقبرتها».

ثالثا، تتألف النواة الصلبة في الحكومة من «الثلاثي» الذي أحاط بالرئيس المنتخب خلال الحملة الانتخابية ويحيط به الآن في الحكم. وهي تضم الأمين العام لرئاسة الجمهورية جورجيو جاكسون، مهندس «الجبهة العريضة» ومؤسس حزب «الثورة الديموقراطية»، والأمينة العامة لمجلس الوزراء كاميلا فاياخو، القائدة الطلابية والنائبة الشيوعية، ووزيرة الداخلية إيزكيا سيشيس، نقيبة الأطباء السابقة وقائدة طلابية شيوعية سابقة. يجمع بين هؤلاء — ومعهم الرئيس بوريتش — أن أعمارهم تتراوح بين ٣٤ و٣٦ عاما، وقد تعرف بعضهم إلى بعض في الحراك الطلابي عام ٢٠١١، وانتُخبوا نوابا خلال دورتين متتاليتين ولم يتوقفوا يوما عن التنسيق في ما بينهم حتى عندما كانوا في أحزاب وائتلافات متمايزة.

إنهم «جيل» يساري متجدد. إنهم وجوه «الخيار الثالث» الذي أصبح الخيار الأول. إنهم تجربة اشتراكية حضنها باكرا بطريرك اليسار في أميركا اللاتينية، رئيس أوروغواي السابق بيبي موخيكا الذي يقول عنها بأنها ستأتي بـ«رياح نقية» ليسار أميركا اللاتينية.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

*صحفي لبناني

مجلة “بدايات” – العدد 34 – 2022

 

-----------------

الرأي والموقف

صلاح بوسريف

 

لا يمكن أن يوجد إنسان بدون رأي، وبدون موقف، أو بدون سؤال، أو مجموعة من الأسئلة التي تؤرّقه، وتقضّ نومه.

هذا القلق، هو طبيعة إنسانية، يرتبط بما نعيشه ونراه، وما يواجهنا من أفكار وقضايا في حياتنا العامة والخاصة، وهو قلق مشروع، لأنه قلق حيوي، رغم ما قد يتركه فينا من تشنجات أو انزعاج، بل ربما، هو الحياة نفسها ونحن نعيشها بالفكر والوجدان، ولا نكون عالة عليها، تمر الأيام فوق رؤوسنا، وكأننا لا نراها، أو لا ترانا.

الرأي والموقف والسؤال الذي يهمني هنا، هو رأي وموقف وسؤال النخب، بمختلف أطيافها وألوانها وطبقاتها، وما لها من دور، أو تأثير في الرأي العام، إما بالخطاب والظهور الإعلامي المتكرر في وسائل الإعلام المتنوعة، إذا كانت طبعا متنوعة، وإما بالدرس والكتابة والتأليف والنشر، وإما بالسياسة، التي لا يمكن تجريدها من المعرفة والثقافة، لا السياسة التي هي سياسة بدون عقل وفكر وخيال، أو كما أملى طه حسين في مقالة من مقالاته التي كان مواظباً على نشرها في الجرائد المصرية آنذاك، بشأن العلاقة بين العلم والسياسة، وحرية كل منهما، «ومتى رُدّ إلى العلم حريته، ستُردّ إلى السياسة حريتها أيضاً».

هل مقبول أن تبقى النخب صامتة تتفرج على ما يجري حولها، لها رأي، ولا تبديه، ولها موقف، ولا تعبر عنه، ولها سؤال، ولا تطرحه، وحتى حين يُطلب منها أن تبدي رأيا أو موقفا، فهي إما تعتذر، أو تتكلم بكلام غامض، لا تستطيع أن تستشف منه موقفاً، يكون بأكثر من وجه ولا وجه له، وبأكثر من لون ولا لون له. وهل يُعقل أن يصير الرأي والموقف مطلبا، في الوقت الذي كانت فيه الآراء والمواقف متاحة، وكانت تعبيرا، ونقدا، وقولا بالجهر، لا قولا بالقهر.

حين استشهدتُ بطه حسين، كنت أحيل على عالم، وعارف، وأديب، كانت السياسة والثقافة والمجتمع، جزءا من فكره، ومن كتاباته، التي لم تقتصر على الكتب، بل كانت تصدر في الصّحف، وهو نفسه كانت له جريدة، هي جريدة «الوادي»، ولم يكن يترك قضية، أو فكرة، أو سؤالا، أو مشكلة، إلا طرحها، وخاض فيها، وعبر فيها عن نقده، ورأيه، وحدد موقفه منها، وقاله بدون مراوغة أو مداورة، ولم يدّع أن وظيفة ودور، أو فضاء العالم والأستاذ الجامعي، أو العميد، هو الأكاديمية، وغير الأكاديمية لا يعنيه.

ولن أخرج عن سياق الموضوع، إذا أنا أحلت على محمد عابد الجابري، الذي كان أستاذا، وكان مفكرا، له مشروعه الفكري الذي كرس له عمره، بكل ما يمكن أن نلاحظه عليه، أو ندلي به من رأي وموقف، فهو كان، في غمرة انشغالاته الفكرية، يكتب في الصحف الجرائد والمجلات العربية، وعمل في الصحافة، وبقي ينشر في الجرائد، ويقول رأيه، دون مراوغة، إلى أن فارق الحياة، أو فارقته الحياة.

لا يمكن، للرأي أن يكون صامتا، متكتما، مخنوقا، موجودا دون أن يسفر عن وجوده، أو يظهر للناس، أو يظهر بغير ما ينتظره الناس، والرأي هو تعبير عن قلق وانشغال، وهو لون، وليس كلاماً رمادياً لا نلوي فيه على شيء، وهذا هو الغالب عند الكثير من هذه النخب، من أساتذة، وكتّاب، ومفكرين، ومثقفين، وسياسيين، رغم أن السياسيين مثل الحرباء، جلودهم تتبدل وتتغير في اليوم الواحد، بحسب ما يقعون عليه من أصباغ.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

«المساء» المغربية – 18 أيلول 2022

-------

الوطنية الديمقراطية والتداول السلمي للسلطة السياسية

لطفي حاتم

 

اتسم تاريخ الدولة العراقية المعاصر، منذ نشأتها بمساعدة بريطانية، بهيمنة الأنظمة الإرهابية على سلطاتها السياسية، فيما خاضت الأحزاب الوطنية كفاحاً عنيداً من أجل انبثاق سلطة وطنية من شرعية ديمقراطية، تعتمد تداولاً سلمياً للسلطة.

ولعدم إعتماد الديمقراطية أساساً للبنية السياسية للدولة العراقية، أسباب كثيرة، خارجية وداخلية، حيث لم يكن نشوء الدولة العراقية ثمرة للنزاعات الطبقية، الامر الذي مكّن الفئات الفرعية، وبمساعدة خارجية، من الهيمنة على أجهزة الدولة السيادية. كما أدت رغبة الكولونيالية البريطانية في ابعاد العراق عن منافسة الدول الرأسمالية، الى إعتماد الدولة العراقية الوليدة على أجهزة أمنية معادية للروح الوطنية، المتمثلة في الميول الوطنية التي نمت في المؤسسة العسكرية، وفي الأحزاب الوطنية، المطالبة بالاستقلال الوطني والديمقراطية السياسية، و في الفكر اليساري الديمقراطي المناهض للهيمنة الكولونيالية، والذي شهد نمواً كبيراً في البلاد.

ولهذا إعتمدت الفئات الحاكمة، سياسة ديكتاتورية مناهضة لتطلعات الطبقات المنتجة، في الاستقلال الوطني والديمقراطية، وإنتهجت سياسة إقصاء وإرهاب ضد القوى الوطنية والديمقراطية الضامنة لاستقرار البلد وتطور مسيرته الاجتماعية. الا أن هذه السمات قد تبدلت، بعد انهيار نظام الحزب الواحد ونشوء بنية سياسية جديدة اتسمت بمشاركة العامل الدولي – الإقليمي في تشكيل وتطور سلطة العراق الوطنية.

واستناداً الى ذلك لابد من تأشير دور العامل الخارجي في نشوء كلا الحقبتين التاريخيتين من تطور الدولة العراقية والتي اجدها في:

  • تشترك الحقبتان التاريخيتان بفاعلية العامل الخارجي في تشكيل سلطات الدولة العراقية، ففي مرحلة نشوء الدولة العراقية ساهمت الكولونيالية البريطانية في بناء سلطات الدولة السياسية ومؤسساتها الادارية وفي المرحلة الثانية، عملت الامبريالية الامريكية وإيران الإسلامية على التدخل العسكري واسقاط النظام الديكتاتوري عاملة على إعادة بناء سلطة الدولة الطائفية.
  • تميز بناء الدولة العراقية الوليدة بعد الاحتلال العسكري الأمريكي بسمات جديدة، من أهمها إعادة بناء الشرعية الوطنية للحكم استناداً الى الشرعية الانتخابية، وهيمنة أحزاب الإسلام السياسي على سلطات الدولة السياسية، وتقاسم الأحزاب الطائفية – القومية لسلطة البلاد السياسية.
  • تم تقاسم سلطة البلاد الوطنية بين ثلاث كتل طائفية – قومية متجسدة بقيادة المكون الشيعي لسلطة البلاد السياسية وحصر رئاسة برلمان الدولة العراقية بالأحزاب السنية وتمتع إقليم كردستان العراق بحقوق جمهورية اتحادية.
  • عرضت هذه المساومة الطائفية – العرقية، الدولة العراقية ونظامها السياسي الى أزمات سياسية غير محسوبة النتائج، منها النزاعات السياسية المنبثقة من اختلال موازين القوى بين أطراف المحاصصة الطائفية – العرقية، ومخاطر انتقالها الى صراعات مسلحة بسبب حيازة الأحزاب الطائفية للمليشيات المسلحة، وهو ما يهدد بصراعات اهلية وتدخلات أجنبية إقليمية منها ودولية.

ان إرساء سلطة البلاد الوطنية على اسس الشرعية الديمقراطية وابعاد البلاد عن التدخلات الأجنبية بات ضرورة وطنية تبررها ازمة المساومة الطائفية – القومية، وذلك عبر:

  1. الانتقال من الشرعية الانتخابية المرتكزة على المساومة الطائفية – العرقية الى الشرعية الديمقراطية، المستندة الى برامج انتخابية هادفة الى صيانة الدولة الوطنية من التبعية والتهميش.
  2. تطوير الحوار الوطني بين الكتل السياسية وتجنب الصراعات العسكرية بين الفصائل الحزبية المسلحة، بعيدا عن لغة التخوين والاستقواء بالمليشيات المسلحة.
  3. التخلي عن البرامج المثالية والانتقال الى الواقعية السياسية المتمثلة ببناء عراق ديمقراطي مناهض للهيمنة الأجنبية.
  4. إقامة علاقات دولية – إقليمية تستند على عدم التدخل في الشؤون الداخلية واحترام سيادة العراق الوطنية.
  5. مناهضة الميول التخريبية للعولمة الرأسمالية المتسمة بالتبعية والالحاق وتقرير مصائر الدول الوطنية بعيدا عن مصالحها الوطنية.

أخيرا لابد من القول ان مستقبل تطور الدولة العراقية وتوازن مصالح طبقات تشكيلتها الاجتماعية تقع مسؤوليته على عاتق أحزاب قوى شعبنا الوطنية، العلمانية منها والإسلامية.

********************************

الصفحة الحادية عشر

 

جديد اتحاد الادباء

 

يواصل اتحاد الادباء والكتاب في العراق، اصدار سلسلة من الكتب الأدبية الحديثة، وآخر ما صدر الكتب الآتية:

- انا الظل/ قصص خالد مهدي الشمري، كأني امشي على حبل/ شعر نامق سلطان، عاشقة المطر تتصفح كتاب الشتاء/ كتابات فاروق مصطفى.

- عفواً لا تحضر سيدي المسيح/ مسرحيات محمد خضر الحمداني.

- كفى سكت الضجيج/ شعر مشعل البياتي.

- زلفى اهرق دم حجارتي/ شعر محمد الحافظ.

- وأتيت ثانية اليك/ شعر سعد سباهي.

- مزامير العطش والماء/ شعر فهمي الصالح.

- عشبة لاختطاف كلكامش/ شعر عبد الله النائلي.

- بيوت بلا ملائكة/ شعر كريم شعلان.

 

 

نص

الوردة وخنجر المودّة.. الى « نون» التي سقطت منها «نون النسوة»

عباس عبد جاسم

 

لم أعرف أنكِ تمشين في جنازتي صباح كل يوم، ولكنني كنت أعرف أن زهرة الليلك تنام مع العوسج البري حتى آخر الليل، كنت أرتّق لك الغيمة لأظلّلكِ بها من شمس آب، وأقي قدميك بيدي من جمر العذاب ، أتعرفين ان السرد في حكايات “ ألف ليلة وليلة “ ضرب من الكَذِب، لأن شهرزاد كانت تكذب على شهريار، اذن“ لا تكذبي!! “، فقد رأيت الشمس تستحم عارية تحت ضوء القمر، والعوسج يعبث في بستان الوردة، وآذاني منشغفة بهمس مفضوح، والشوك البري غير آبه بدم الرمان، حتى رأيت الوردة تحمل خنجر المودة ، والعوسج يرتدي ثوب الراهب، رأيتكما معاً، ثم غامت الرؤية في عينيَّ، حتى السماء لم تعد زرقاء، وأنت تعرفين مَنْ خدع الوردة، واستدرج حكمة الضوء الى العتمة، حتى أصبح الهواء آسناً، وقد ظلّل الحزن ما تبقى مني، ولم يبق سوى نواح الحمام، تذكّرت أنني كنتُ أحبكِ، ولكن لم يبق منكِ سوى آثار خطواتكِ على الماء، إنحنيت لمرور زهرة النرجس، ورائحة الآس متبوعة بخطوات الشيطان ، أعني الوردة تتقدم خنجر المودة، كأنها وطفاء بالثمد واللمى، وما تبقى منكِ ألقيتُ به عني، ونجمة المساء دليل الخيانة حتى مطلع الفجر، وشهرزاد تكذب على شهريار، لأن الكَذِبَ موثوق بالصدق، وقميصي ملطّخ بالأكاذيب التي تساقطت مع أوراق الخريف، وكنستها ذاكرة النسيان، أعرف مَنْ ألقى بي في البئر، سعيد من دون سعادة، عكازتي وحشة الطريق، ولم أعرف بأن عدوي أكثر من صديق، لم أركِ، ولكنني أسمع خطواتك عبر سدف الظلام، تتبعني رائحة العطب، وقد خذلني ظلي عند منتصف الطريق، كان السراب خادعا ً للحواس، وكان الحب الكاذب دليل المتاهة، سائر نحو الجهة التي لا أقصد، رأيتك سادرة مع العوسج البري، والدنيا ليل بلا نجوم، وعرفتُ لماذا تحبين اللون الأصفر، لانني كنت أحب لون السماء، ولاعزاء لي سوى الهواء الذي أتكئ إليه، وما تبقى منك كومة من رماد، صديقي إله المتاهة، ألملم ما تناثر من شظايا العمر بأصابع الصفصاف، كروّاف يرتق ثوب الأسى بخيوط العنكبوت، والابيض أسود في يقين اللغة، كالأنين يتبعه صفير الناي، أنت حفنة من شعاع في يدي، تحوّل الى حفنة من تراب، لماذا توارت نجمة الصباح؟ أعني كيف سقطت نجمة المساء في جوف الظلام؟ أين زرقة البحر؟ هل غابت السماء؟ انحجبت شمس الظهيرة أو سقطت في القاع، والخطيئة متبوعة بالحجر، والمكر يتقدم الخديعة، لم أر الشيطان ولكنني رأيت خطواته متبوعة بالشهوات، كنت أسمع الخطى الماكرة، ولكنني لم أر هيأة الملاك، كانت الغيوم تحجب السقف أو تقبل عليَّ من الجدران، استكذبت ما رأيته عبر النافذة، هناك مّنْ بَعثر النوّار من شجرة الرمان، قاتل يمشي في جنازتي، لونه في عيني الضحية خبز وماء ، ولكن مَنْ ظلّل المرآة وهي تمشي في الطريق، تلك آخر كبوة من كبوات المحب الأعزل، أتحبين العوسج أم تكرهين البطريق؟ أعني مَنْ قتلني بخنجر المودة؟ مَنْ ألقى الحبل على الغارب؟ أريد أن اتذكّر لكي أنسى بأنني كنت أحب زهرة النرجس ، لم يعد لي بقية من الحب، الحب مرة لا مرتين، نسيت أن أتذكّر صورتك الأولى، أهو حلمٌ أم كابوس؟ لا أريد أن ألتقيك ثانية، لأنني لم أعد أحب زهرة الليلك، لا أريد أن أسمع صياح الديك في الصباح، سادر على سرير عائم، لا أريد شيئا آخر، هذا صراخ طالع من جسدي، أتعرفين ماذا يعني تأؤيل الألم؟ طائر تائه لا محط له في البحر، في دوّامة السقوط يتهشم زجاج النافذة الوحيدة في غرفتي، حواسي مشوشة، قهوة مرّة في الصباح، أشك في أنكِ وحدكِ معي، اذن مَن أنتِ؟ رأيتك تتعثرين بخطى العاثر بظله، لم تصل يدي إليك، لم أركِ بوضوح محايد بين الضوء والعتمة، لماذا صارت السماء بلون النحاس، كان أحمر الشفاه طاغياً، ماهذا الهوس المجنون؟، وأنا وحدي أحصي نجوم الظهيرة، مَنْ تكلم معي بأصابع الخديعة؟ كنتِ بعيدة عني وظّلك أقرب إليّ مني، وثمة عقاب ينظر الى طير من غير جنسه يسافد أنثاه ، “ نون “ سقطت من “ نون النسوة “، والهوس بالمتعة حليب الرجولة، والعوسج البري يدخن الغليون على مرأي مني، “ هنا المقتل “؟ ، كنت أصغي الى صراخي العالي، ولا أحد يسمعني، جنس وخشخاش وقمر، لِمَن هذه الوردة الحمراء؟ أعني ماعلاقة الأصفر بالجمر الذي يتوهج تحت ثوب الوردة؟ صرتُ لاأعرف الى أين أنا سائر معكِ: يسار العدم أم يمين الوجود؟ هذا كيد عظيم، فقد أطاح بي الجنون، سأشتري منك خشخاش النسيان، وأغمس سبابتي في محبرة الضوء، سأشير الى المحنة وأعني بها نديمي الكأس ، قالت العرّافة لي: صديقك الغراب، وعدوّك الحمام، همس لي الدخان: تلك السيدة إبتسمتْ عندما أنزلت جنازتكَ الى التراب، إختلط دخان السماء بالغبار، كانت تضحك مع البطريق وتنام مع العوسج البري، أردت أن أعرف أحي أنا أم ميت منذ زمان؟ شجر وحشيش ورمان، ولم يبق من وقت لأسأل الوردة: أين نامت ليلة البارحة؟ وفي غيابكِ ألملم ما تبقى مني ، وما تبقى من الأعوام، لألقِ بها الى الهاوية، وكف الثعلب تعبث بحلوى القطن، والحب كَذِب موثوق بالصدق، همس طائر الورشان في أذني َّ: تعال معي!! تلقفتُ الاشارة، عرفت الى أين سيذهب بي؟ توقف كل شيء: شمس عارية وقمر على يساري، وعلى مرأى مني: تمرّ الوقائع تباعاً: أحمر الشفاه، الثوب الكستنائي، وجه الغراب، زهرة أبواق الملائكة، دوار الشمس، كيف اختفت رائحة مسك الليل؟ ، كنت أتمنى لو كنت كاتباً حتى أصف ما حدث على المخدع بالتفصيل: الوردة تنام بين احضان العوسج البري، والمتعة سوداء في يقين اللغة، والندى قَطْر دبق لزج بلون أصفر، هكذا قتلني بدم بارد، وهي تمشي في جنازتي، ولكنني لم أصدّق ذلك، ربما هناك خطأ غير مقصود في القتل، ذلك هو أنا الذي لم يظهر معكِ في الصورة، حضوركِ الطاغي يمنع عني رؤيتك، سأشير بإصبع السبابة الى النبيذ الأحمر، وأعني مَنْ أحب، وانتِ تعرفين متى أخلع رأسي وألقي به على وسادة النوم، وطائري معي حيث يذهب معكِ، ولم يبق إلاّ الرماد، لهذا لم أعد أحبكِ، لأنني أحب الورد الناري والقدّاح والرازقي، ولكنني أكره العوسج البري، ومعه زهرة الليلك في الظلام، لاأريد أن أعرف بأني كنت مخدوعا ً بالتين البكّاء أو التوت الأبيض، وهبتك ما هو أحلى من الحب، ولم أكترث لعمى الألوان، هذه زهرة القلب النازف وتلك زهرة رأس الثعبان، كيف أزهرت زنبقة الكوبرا  في الحديقة ؟ ، لاتزال قططك المتوحشة تنهش في روحي حتى آخر الليل، كنت أعرف كيف أحب، ولكنني لا أعرف لماذا تكرهين فضة الكلام وتحبين لمعان الذهب، لأنك تجرحين لحاء الشجر، وتسحقين حشيش الروح من دون ندم ، مَنْ إستدرج الكلب الى سرير الفاكهة الحمراء ، رغبات محروثة بفحولة الشيطان، تلك هي أنثى الذئب ، لم أعرف بأن زنبقة العنكبوت الأحمر محفوظة بغلاف من الكهرمان، لهذا لاأحبّكِ ، لأنني أشك في صهيل الفرس ولا أشك في حمحمة الحصان، ، لست شهوانيا ًأو متصوفاً، فقد إنكسر مسار اللذة، وخمد عواء الذئب، أعرف أن الوردة جسد لا أحد فيه، والروح هائمة لا مكان لها، والعمر قطار يمر على سكة الحديد، حتى لم أعد أميّز صفير الناي من الأنين، نداء غامض قادم من بعيد، يطرق الباب أول الصباح أو ينقر النافذة آخر الليل، أتعرفين كيف أزهرت شقائق النعمان من دم سنمار؟ جنس الوردة داء وجنون، والبنفسج لون حزين؟ أنا أعرف وأنتِ لا تعرفين ان السواد لايليق بالبياض ، وأنتِ تعرفين وأنا لا أعرف المحذوف من بياض الغياب، تمنيت لوكنت كاتبا ًلأصف هذه “ الفاكهة المحرّمة “!! لقد أيقنت ان واحداً وسبعين وهما ًضاع مني قبل أن أفقد ظلي ، أوهام شبيهة بالوسن، من أين تبدأ المتعة السوداء: من ذروة الشبق أم من لذّة الحرام ؟ ثقْ بي أيها القارئ ولا تثق بـ “شجرة الدر” !! ، رأيت مالم أكن أراه: امرأة عارية حتى من ورقة التوت، علمني الصمت مرارة الكلام، حوار مهموس أم فحيح مهووس؟ كنت اتكئ الى غيابكِ، دخل السنونو عبر الشبّاك، ليبني عشه في قلب الظلام، وكلما حاولت أن أنسى - كلما كانت المُسّارة خادعة للحواس، لم أشك بالوليمة، لكن الدخان حجبني عنكِ، كانت الشهوة تتوهج في سواد الليل، والمكيدة تتقدّم نحوي، تعلّمت تأويل الألم ولم أتعلم النسيان، فقد إختلط الرماد بغيابكِ والمطر والدخان.

 

 

أبحثُ عنكِ.. نص مجهول

 

ترجمها عن الإيطالية:

 عبدالوهاب الدايني

 

أبحثُ عنكِ

في ثنيات الروح

أللاتي يوصلن للقلب

في معطف الجليد

فوق أوراق الزيتون

بين الحقول

حيث عطر العشب

المحشوش

الذي يدوّخ ألأحاسيس...

 

أبحث عنكِ

في عطر القهوةِ

ألصباحيةِ

في نظرات ألناس

ألتي تزدحم الطرقات بهم

بين تدافعات

تلك المدينة ألمُرهقة

جراء الصخب

 

أبحثُ عنكِ

في صمتِ أفكاري

في ألعطر الذى

أرتدى، والذي،

أصبحَ بشرة

داخلَ بعضَ

حركاتي ألصغيرة

اللآتي  يملأن الحياة.

بين ألوان

قوس قزح

الذي يرتدي

ألأفق

 

أبحث عنك

في الليل

قبل إغماض ألعينين

في دروبِ ضميري

قبل أن ينطفيء النور

 

أبحث عنك

داخل النَفَس

ألذي يرافقني

في ألوسن

بين صفَحاتِ

كتابٍ قديمٍ وألذي لايتعب أبداً.

فوق ألوسادة...

الذي أخُنق

في كل مساء

بين أحلام اليوم

الذي أُريد

أن يصبح

الحقيقةُ

ليوم غدٍ. ....

 

 

محمد فرادي في: معرض الحرية

رحمن خضير عباس

 

بين ملحمة الحرية لجواد سليم وملحمة ثورة تشرين  2019 ينجز الفنان التشكيلي محمد فرادي مجموعة من اللوحات الفنية مستلهما احداث الانتفاضة بمقاربة فنية وبرؤية تشكيلية تجمع ما بين ازمنة وامكنة واحداث مأساوية مرت بالشعب العراقي ومازالت تعصف به , انها شهادة تعلن انتمائها الى جانب شعب يطالب بالعيش بحرية وكرامة

 

لم يكن معرضا افتراضيا للوحات فنية تنشد الجمال، أو تتيح لنا متعة النظر، وَتَرَف الفُرجة، فنتصفح معانيها وننبهر بألوانها، وربما نحاول أن نصنفها إلى المدارس الفنية المتنوعة، سواء كانت حديثة أو تقليدية.

إنه نشيد الوجع المرّ الذي يعيشه عراقيو الداخل والخارج ولاسيما فتيةُ الوطن وجيله الجديد، وهم يترنحون في دروب مظلمة حالمين بوطن يستظلون به كأقرانهم في مختلف أنحاء العالم، رافعين شعارهم الوديع كوداعتهم والجميل كوسامتهم.

(نريد وطن، نريد وطن، نريد وطناً)

 

معرضُ محمد فرادي رواية متكاملة، فصولها الألوان والبقع والخطوط والتكوينات، تحكي لنا قصة هذا الوطن الذي عانى من الحروب والفقر والفاقة والحصار. وما أن يصل هذا الوطن إلى استراحة قصيرة، حتى تبدأ متاعبُ ومصائب وأهوال أخرى، تتساقط عليه كالحجارة.

لقد كان المتنُ الفني لهذا المعرض متكاملا، ومتشعبا بالتفاصيل، لوطن يُبحر في اليَمِّ كسفينة معطوبة، ما أن تصل إلى برٍ آمن، حتى تبدو في الأفق عواصفُ أخرى أشدَّ وأقسى. 

ريشة الفنان محمد فرادي تتدفق بالألوان القرمزية، وكأنه يلتقط الدماء النازفة في ساحة التحرير، ويعجنها بألوان أخرى، ويسفحها على صفحات لوحاته، حتى جاءت وكأنها تنقلنا إلى تلك المعركة غير المتكافئة، بين أطفال لا يملكون سوى طراوة صدورهم وبين البنادق التي تترصد لهم، بين أصواتهم التي تنشد الحرية وبين القوى التي تقذفهم بوابل من الرصاص الحي والقذائف الدخانية المشبّعة بالموت.

لوحة فرادي غنية بالمعاني، ذات مضامين ملتزمة بقضية العراق. لذلك فقد جعل من بعض أعماله امتدادا لنصب الحرية في باب الشرقي، حيث نُصب جواد سليم. فقد اختار جموح الحصان الذي يشرئب برأسه نحو الأعلى ليتحدى كل عوامل الإحباط، ليعلن انتصاره رغم الانكسار الحاد على ملامحه، ويبرز شباب الوطن في بؤرة اللوحة، فتنتصر على القضبان والتي تتمثل في هيمنة رموز التسلط والتخلف والاستبداد، بينما طفل جواد سليم يبدو على هيئة حسوني الذي أطلق عليه لقب الوسخ من قبل القوى المسلحة بالمال والسلاح. هذا الحسوني الذي لا يملك من أرض الوطن سوى إنسانيته وفقره وأحلامه في بيت ومدرسة ودواء، وحسوني الوسخ لا يملك سوى ذراعين، يرفعهما إلى أعلى.

 

 هل كان مستسلما أم داعيا أم رافضا؟

 

 كل هذا يبرز في وقفته الخاوية من الكفّين، متماهيا مع طفل جواد سليم الذي ينزل من النُصْبِ كي يتّحِدَ في جسد حسوني ويرفع يديه تضامنا مع طفولته وتشرده واتهامه بالقذارة.  تناول فرادي شخصية الطفل في مواقف مختلفة، حتى جعله رمزا لكل أطفال العراق الذين أصبحوا فريسة للفقر والجهل والحرمان.

 

يقول الفنان عن هذه الرمزية:

 

«لقد استوقفتني هذه الشخصية بمعناها وبأهميتها الإنسانية، كشاب نزل إلى ساحة التحرير وتحت نصب الحرية يطالب بحقه في العيش بكرامة».

 ولكي يمنح لوحاته الأخرى أقصى مداها في التعبير، لجأ إلى الفحم والمداد وأقلام الگرافيك المختلفة، فأتت خطوطه شرسةً وكأنها الزوبعة التي ترسم خارطة الألم، من خلال المرأة ذات الملامح العراقية الحادة، والتي تحمل طفليها، معلنة أنها تعيلهما بدون ضمانات من الدولة، وأن الطفلين العاريين يكشفان وضع الطفولة المستباحة في الوطن. كما جسّد مشكلة استلاب المرأة والنسوة المتشحات بالسواد، فاغرات أفواههن صراخا أو احتجاجا أو تَضرّعا.

 

في لوحة أخرى تبدو أجساد شباب الانتفاضة تتكدس لتكوّن كتلة واحدة، تتمترس في سلميتها ودمها النازف، وكلما سقط منها شهيد، سيلتقطونه من الأرض ويستمرون في سيرهم، على الرغم من الأسلحة المصوّبة إلى صدورهم. إنّهم يواجهون كلّ هذه الأخطار من أجل البحث عن الوطن المفقود.

 

 

الصفحة الثانية عشر

 

من ٣٣٤ صورة مصغرة.. بورتريه لشهيد تشرين

عمر سعدون

 

متابعة – طريق الشعب

صمم الرسام ومصمم الغرافيك عبد الأعلى عمران، من أبناء مدينة الناصرية، أخيرا لوحة بورتريه لشهيد انتفاضة تشرين في الناصرية عمر سعدون، وذلك بـ 334 صورة مصغرة للشهيد.

ووزع عمران الصور المصغرة على اللوحة التي نفذها في برامج الغرافيك الالكترونية، ثم رتبها على شكل تخطيط بورتريه نصفي للشهيد، قام بنشره على مواقع التواصل الاجتماعي. والشهيد عمر سعدون من مواليد 1998، وهو طالب في كلية الإعلام وعاش سنوات عمره يتيم الأب، واستشهد عام 2019 برصاص القمع، اثناء مشاركته في انتفاضة تشرين بمدينة الناصرية طلبا للحياة الكريمة. وقد كان عمر محبوبا ومعروفا بابتسامته التي لا تفارقه – حسب ما يرويه أصدقاؤه.

 

 

ستار الناصر في ضيافة «جيكور»

 

البصرة – طريق الشعب

يضيّف “ملتقى جيكور” الثقافي في البصرة بعد غد الثلاثاء، الباحث الموسيقي ستار الناصر، ليقدم محاضرة بعنوان “الأغنية السياسية في العراق.. طالب غالي انموذجا”.

تبدأ المحاضرة في الساعة الخامسة عصرا على “قاعة الشهيد هندال” في مقر اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في البصرة.

والدعوة عامة .

 

 

على قاعة شيوعيي البصرة .. د. هاشم الموسوي وكتابه الجديد

 

البصرة - فالح ياسين الربيعي

 

احتفى “ملتقى جيكور” الثقافي في البصرة، الثلاثاء الماضي، بالكاتب د. هاشم عبود الموسوي، في مناسبة صدور كتابه الجديد “مدارات في النقد الأدبي الحديث”.

جلسة الاحتفاء التي التأمت على “قاعة الشهيد هندال” في مقر اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في البصرة، حضرها جمع من الأدباء والمثقفين والمهتمين في الشأن الأدبي. فيما أدارها الناقد مقداد مسعود، الذي قدم نبذة عن سيرة المحتفى به وعن إنجازاته في المجال الهندسي كبروفيسور في الهندسة المعمارية، وفي مجالات الشعر والكتابة الأدبية والفن التشكيلي.

بعدها ساهم الكاتب باسم محمد حسين في الحديث عن الموسوي ومسيرته الإبداعية وإنجازاته في جميع مجالات اشتغاله. أعقبته الشاعرة بلقيس خالد بالحديث عن كتاب الموسوي ومضامينه.  المحتفى به، وبعد أن قدم نبذة عن كتابه الجديد، ألقى الضوء على بعض المحطات والمواقف التي مر بها خلال مسيرته، ومنها اغترابه في بلدان عدة، مشيرا إلى أنه التقى في الغربة بالعديد من الأدباء والفنانين العراقيين المبدعين، أمثال مظفر النواب والجواهري وكاظم السماوي وغيرهم.

وفي الختام، سلم الناقد مقداد مسعود، د. الموسوي لوحا تقديريا باسم اللجنة الثقافية في محلية البصرة، ليوقع الأخير نسخا من كتابه ويوزعها على الحاضرين. 

 

 

في الوداع الاخير للرفيق الراحل عادل حبه

لندن - طريق الشعب

في تشييع مهيب اشترك فيه عدد كبير من أبناء الجالية العراقية في لندن، ووري الثرى يوم الثلاثاء 11 تشرين الأول الجاري، جثمان المناضل الشيوعي الكبير عادل حبه (84 عاما) بعد مسيرة نضال طويلة في سبيل الشعب والوطن، ومن العطاء الثقافي والفكري.

وقد ألقيت في ساعة الوداع كلمات مؤثرة بحق هذا المناضل المخضرم، الذي توقف قلبه يوم 8 الشهر الجاري بعد صراع طويل مع المرض. واستمع المشيعون خلالها الى الرفيق سلم علي عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، والسيد شافي الجيلاني ممثل التيار الديمقراطي العراقي، والسيد فاضل محمد ممثل المنتدى العراقي في بريطانيا، والسيد هاشم ممثل رابطة الانصار (البيشمركه) في بريطانيا، والرفيقة سلمى السيداوي عن منظمة الحزب الشيوعي العراقي في بريطانيا، وأبن الفقيد سلام عادل.

واشادت الكلمات بالفقيد، وهو الشخصية الاتماعية والمناضل الصلب، الذي كرس عقودا من عمره للنضال في مختلف الجبهات التنظيمية والاعلامية وفي حركة الانصار، وتعرض خلالها الى صنوف العسف والاعتقال والتعذيب اخل الوطن وخارجه.

كان الفقيد نموذجا للمناضل والمثقف، وكان ابنا بارا بشعبه وحزبه، لم يدخر في يوم جهدا من اجل رفعة الوطن وحقوق وكرامة ابنائه وبناته، ولمساعدة من حوله من الأقربين والعراقيين عموما.

 وقد عرف في الفترة الاخيرة بكتاباته وترجماته السياسية والأدبية من الأدب الايراني والادب التركي، وبقي يتابع الاحداث ويواكبها رغم التدهور في حالته الصحية.

 

 

في «ملتقى روّاد المتنبي».. د. وجدان عبد الأمير عن «الهوية الاجتماعية»

بغداد – عامر عبود الشيخ علي

 

ضيّف “ملتقى روّاد المتنبي” صباح الجمعة الماضية، أستاذة علم النفس د. وجدان عبد الأمير، التي قدمت محاضرة بعنوان “الهوية الاجتماعية”.

المحاضرة التي احتضنتها “قاعة علي الوردي” في المركز الثقافي البغدادي، استمع إليها أكاديميون ومثقفون وناشطون ومهتمون في الشأن الاجتماعي، فيما أدارها عضو الملتقى د. ثاني محسن.

وتناولت الضيفة في مستهل حديثها، مفهوم الهوية الاجتماعية بوصفها حراكا بشريا، مبينة أنه “في العراق يعيش الفرد في مجتمع تسوده تيارات ثقافية مختلفة، وأطر إيديولوجية متنوعة، تؤثر بشكل مباشر على سلوكياته الاجتماعية”.

وتابعت أن “آثار تلك التيارات تظهر على سلوك الفرد المنتمي إليها، في تطرفه تجاه مختلف القضايا التي تواجهه، وذلك من خلال مفهومه عن ذاته الذي يتغذى بإحساسه كونه عضوا في جماعة اجتماعية معينة، ما ينعكس على هويته وموقعه الاجتماعي، ويضعه في دور معين يحقق من خلاله مكانته الاجتماعية”.

وأوضحت د. وجدان أن “الأفراد يكافحون من اجل تعزيز مفهوم ايجابي عن ذواتهم، ما يدفعهم للمحافظة على هوية اجتماعية ايجابية (حسب اعتقادهم)، ترفع من تقديرهم لذواتهم عبر إجراء مقارنة بين جماعتهم والجماعات الاخرى. وفي حالة نشوء هوية سلبية قد يلجأ الافراد الى ترك جماعاتهم ويتوجهون إلى أخرى، كي يجدوا وسائل تحقق لهم التميز الإيجابي”.

وشرحت المحاضرة مراحل تحديد الهوية الاجتماعية وفق عالم النفس الاجتماعي البولندي هنري تاجفيل، وهي ثلاث: “التصنيف الاجتماعي”، أي إن الفرد هنا يصنف نفسه عضوا في جماعة. ومرحلة “التحديد الاجتماعي” التي يحدد الفرد نفسه عضوا داخل جماعة ويتبنى تصرفاتها وأفعالها. وفي هذه المرحلة يتكلم الفرد دائما بصيغة “نحن”. أما المرحلة الثالثة فهي “المقارنة الاجتماعية”. وفيها لا يكتفي الفرد بالحديث عن المجموعة التي ينتمي إليها وذكر أفضليتها على غيرها، بل يتحدث بالسوء عن الجماعات الأخرى، ويقارن بين هذه الجماعة وجماعته، ما يخلف حقدا وكراهية بين الجماعات.

ثم شرحت “نظرية التصنيف الذاتي” لعالم النفس الاجتماعي البريطاني جون تيرنر، والتي تتشابه مع نظرية تاجفيل، وتختلف فقط في المرحلة الثالثة “إذ يرى تيرنر أن التغيرات التي تطرأ على الفرد، العضو في الجماعة، مؤقتة، لكنها فعالة وقوية”.

ونوّهت المحاضرة إلى أن “ضعف الدولة المركزية - كما في العراق - يدفع بالفرد إلى الانتماء إلى مجموعة معينة، تكون طاغية على بقية المجموعات، كي يشعر بالأمان”.

وبعد مداخلات قدمها العديد من الحاضرين، سلم د. علي مهدي المحاضرة الضيفة شهادة تقدير باسم الملتقى.

 

 

جائزة باسم الشاعر يحيى السماوي.. السماوة تحتفي بإدارة اتحاد الأدباء الجديدة

متابعة – طريق الشعب

احتفى البيت الثقافي في مدينة السماوة بالتعاون مع البيت التراثي في المدينة، الثلاثاء الماضي، بالهيئة الإدارية الجديدة لاتحاد الأدباء والكتاب في المثنى.

جلسة الاحتفاء التي حضرها الشاعر الكبير يحيى السماوي وجمهور من الأدباء والمثقفين والفنانين، تخللتها كلمات تهنئة موجهة إلى الهيئة الإدارية الجديدة، التي ضمت كلا من الناقد والأكاديمي د. عزيز الموسوي، الناقد والإعلامي نجم الجابري، الشاعر والناقد عيال الظالمي، الشاعر يحيى عبد حمزة والشاعر تحسين عباس.

رئيس الهيأة الإدارية د. عزيز الموسوي، تحدث في الجلسة عن برنامج عمل الاتحاد، وعما خططت له الهيأة الجديدة من نشاطات وفعاليات ثقافية وأدبية قادمة، فضلا عن سعيها إلى مد جسور التعاون الثقافي والإبداعي مع جامعتي المثنى وساوة، والبيتين الثقافي والتراثي.

من جانبه، أعلن عميد كلية التربية في جامعة ساوة الأهلية، أ.د. غانم نجيب عباس، خلال الجلسة عن إطلاق جامعته جائزة شعرية سنوية تحمل اسم الشاعر يحيى السماوي، مضيفا أن الجامعة أطلقت أيضا جائزة في مجال السرد تحمل اسم الروائي الراحل حامد فاضل.

وفي الختام وزع أ. د. عباس شهادات تقدير على رئيس الهيئة الإدارية الجديدة وأعضائها.

 

 

معاً لبناء بيت الحزب.. بيت الشعب

 

دعماً للحملة الوطنية لبناء مقر الحزب الشيوعي العراقي، تبرع الرفاق والأصدقاء:

-  الرفيق مفيد محي الحسيني ١٠٠ دولار

- رابطة المرأة العراقية في السويد / فرع ستوكهولم مبلغ 2000 كرونة سويدي

الشكر والتقدير للرفاق والأصدقاء على دعمهم واسنادهم حملة الحزب لبناء مقره المركزي في بغداد.

معاً حتى يكتمل بناء بيت الشيوعيين.. بيت العراقيين.

 

 

ستوكهولم

الجمعية المندائية تحتفي بالموسيقى العراقية

 

ستوكهولم - لؤي حزام

أقامت الجمعية المندائية في ستوكهولم، أخيرا، أمسيتين موسيقيتين متفرقتين حضرهما جمهور من محبي الموسيقى من أبناء الجالية العراقية في السويد.

الأمسية الأولى ضيّفت فيها الجمعية الفنان عباس نجم، مدرب “فرقة طيور دجلة” الغنائية.

وقدم نجم خلال الأمسية التي أدارها د. سلام قاسم، باقة من الأغنيات العراقية التراثية على العود، بمصاحبة أصوات عدد من أعضاء الفرقة النساء.  

أما الأمسية الثانية، فقد ضيّفت فيها الجمعية عازف القانون فيصل غازي، الذي عزف مجموعة من الأغنيات العراقية.

وفي ختام الأمسيتين، قدم سكرتير الجمعية المهندس ماجد حطاب، ومعه عضوا الهيئة الإدارية صباح رحيم ولؤي حزام، باقات ورد إلى الفنانين الضيفين ومقدمهما د. سلام قاسم.