اخر الاخبار

الصفحة الأولى

أسباب التظاهر قائمة وتجاهلها يعمّق الأزمة.. رهان المتنفذين على أفول الاحتجاج لن ينجح

بغداد – نورس حسن

يتحدث مراقبون للشأن السياسي عن مراهنة قوى منظومة الفساد على أفول التظاهرات وتمكنها من المضي في مشروع المحاصصة بدون رفض شعبي واحتجاجي، ويؤكدون أن هذا الفهم “غير الناضج” سيجعلها تواجه غضبا جماهيريا عارما، عاجلاً ام آجلاً، لافتين إلى أن الاستمرار في نهج الحكم الحالي الفاشل بات أمرا مستحيلا، وأن التغيير الشامل سيفرض نفسه خصوصا بعدما ازدادت مساحة الرفض لهذا النهج، وتعززت روح الاحتجاج لدى قطاعات واسعة من المواطنين.

تصريحات غير واثقة

ويرى المحلل السياسي جاسم الموسوي، أن “الأوضاع السياسية في البلاد تمضي بآلية رمادية غير واضحة، وان جميع التوقعات والخيارات مفتوحة، ولا يمكن التنبؤ بها”.

ويقول الموسوي لـ”طريق الشعب”، ان “الاريحية والبرود الذي يظهر على السلوك والخطاب السياسي للقوى المتنفذة لا يعكس حقيقة الأمر، فهناك خوف عميق لا تريد أن تظهره جرّاء التخبطات السياسية التي أنتجتها”.

ويشير الموسوي الى ان “انخفاض حدة التظاهرات لا يعني أن الخطر قد ابتعد عن الميليشيات والأحزاب المتنفذة المتورطة بالفساد”.

وبخصوص الموقف الحكومي، يعلق الموسوي “ان القائمين على السلطة اصبحت لديهم تجارب غير قليلة في آلية امتصاص غضب الشارع العراقي، وبذلك هم يحاولون قدر الإمكان تحقيق الحد الأدنى من المطالب، كما جرى مع قضية توفير الطاقة الكهربائية، أو محاولة السيطرة على أسعار السوق، بينما هناك الكثير من فهم هذا الدرس وتلك المحاولات”.

وبشأن التوقعات لمستقبل الحراك الاحتجاجي الرافض للمحاصصة والفساد، يقول الموسوي إن “سقف الاحتجاجات ارتفع بشكل كبير، بخاصة ان كل ما يجري من خطوات حكومية، هو خطوات وقتية، ولا يعول عليها، لذلك من المتوقع أن تعود الاحتجاجات بقوة في أية لحظة، كون المشاكل قائمة، وأسباب التظاهر لم تنته”.

نهج عقيم

من جانبه، يقول الناشط في الاحتجاجات، سجاد جواد، أن هذا الإصرار على المضي في نهج الحكم العقيم أصبح يعجّل من نهاية عمر نظام المحاصصة، وأن القوى المتنفذة تتجاهل حقيقة ذلك، خوفا من المستقبل القريب.

وأكد جواد خلال حديثه مع “طريق الشعب”، إن انتفاضة تشرين التي انطلقت عام 2019 “مهدت الطريق إلى احتجاجات كبيرة قادمة، علما أن التظاهرات القطاعية لم تنقطع أبدا منذ ثلاثة أعوام، انما تطورت الخبرات الاحتجاجية. لن تجدي محاولات التقليل من شأن التظاهرات، وأن فعاليات إحياء ذكرى الانتفاضة التي جرت قبل أيام، أوضحت مدى السخط الشعبي على نظام المحاصصة وانعزاله عن الغالبية من بنات وأبناء الشعب العراقي”.

وتابع جواد قائلا: “يتحدث المتنفذون عن انتهاء التظاهرات، ويقللون من شأنها، وهذه مجازفة خطرة تدلل على عدم نضج الأداء السياسي وتجاهل مخاطر الوضع الحالي”، مردفا أن “القوى الحاكمة عاودت نفس السلوك، فهي تتجاهل المطالب الشعبية وحتى بالنسبة لجلسات البرلمان وعملية تشكيل الحكومة ما زالت غامضة رغم أنها مرفوضة شعبيا، وبذلك نرى كيف ان الأوضاع تسير وفق أهواء شخصية ومصالح ضيقة دون إعادة النظر في الوضع والحوار والاستجابة لرأي الأغلبية”.

المتشبثون بالسلطة عاجزون

وأكد المتحدث أن “الرفض لهذا الواقع أصبح كبيرا جدا، وأن الاستمرار بهذا النهج أضحى أمرا مستحيلا سيواجه بتظاهرات كبيرة جدا، وهذا أمر يعتقد به الكثيرون”.

وحول الانباء عن تحديد موعد لعقد جلسة البرلمان بشأن انتخاب رئيس الجمهورية وتكليف رئيس الوزراء.

أكد مصدر داخل من الإطار التنسيقي في تصريح للوكالة الوطنية العراقية للأنباء عن عدم صحة تحديد 30 من الشهر الحالي موعدا لانعقاد الجلسة من قبل الإطار التنسيقي والقوى المتحالفة معه لعقدها”.

ويؤشر هذا ان القوى المتشبثة بالسلطة ما زالت عاجزة عن المضي في خيارها، وسط إصرار غير مبرر على نهج التوافقية الفاشل.

*********

راصد الطريق.. انصتوا الى مطالب الناس المشروعة!

أنتشر على مواقع التواصل أخيرا مقطع فيديو من مدينة الناصرية يظهر سحبا دخانية تغطي وتخنق مناطق سكنية قريبة من موقع طمر صحي، مع خبر عن توجيه محافظ ذي قار باعتقال “النباشة” الذين يتسببون بحرق الموقع ويؤذون العوائل القريبة منه، وفقا لبيان مقتضب.

هذا المشهد ليس غريبا على اغلب مدننا، وقد سبق لأهالي الحسينية والمعامل مثلا في بغداد ان اشتكوا من هذا الدخان وما يسبب من امراض خطيرة.

السلطات الحكومية والدوائر الخدمية عاجزة حتى الآن عن معالجة هذا الملف، والمسؤولون المقصرون يلجؤون كعادتهم الى الحل الأمني.

لكن إلقاء المسؤولية على الجائع الباحث عن قوت يومه بين النفايات ظلم صارخ، فالفقر والبطالة وغياب العدالة الاجتماعية تضطر المحرومين  للبحث عن اللقمة حتى وسط النفايات! 

كفاكم يا مسؤولون تجاهلا وإجراءات ترقيعية، واذا كانت صحة الناس وسلامتهم تعنيكم حقا، فأقيموا معامل لتدوير النفايات تموّل نفسها بنفسها بالاستفادة من إعادة التدوير اليومية ذاتها، وتنقذ الناس من سموم الادخنة القاتلة.

انصتوا الى اصوات المواطنين واسمعوا مطالبهم المشروعة، ولتكفوا ولو قليلا، انتم وحيتانكم، عن مجرد النهب و”اللغف” ولا غيرهما!

***********

قصف دول الجوار للعراق.. ردود سياسية مخجلة ومحاولات للتبرير

بغداد ـ سيف زهير

تستمر كل من تركيا وإيران منذ أشهر بالاعتداءات العسكرية على الاراضي العراقية، وعلى الرغم من الاستهجان الشعبي الواسع، إلا أن هاتين الدولتين توغلان في انتهاك سيادة العراق بسبب ضعف السلطات فيه، وعدم اكتراث القوى الحاكمة.  يقول مراقبون إن الكثير من القوى السياسية المتنفذة ومن منطلق مصالحها، تدافع أو تبرر هذه الجرائم بطرق ملتوية عديدة. كما تقوم بأحسن الأحوال بإصدار بيانات إدانة خجولة، أو تتجاهل وتغض البصر عما يجري. ويؤكدون أن ما يجري هو متوقع بسبب نظام المحاصصة الفاسد، وأن سكوت هذه القوى عنها يعود لأسباب عدة، أبرزها الارتباطات الخارجية، فيما يكون رد الحكومة الخجول جزءا من هذه المنظومة المتهالكة.

ص3

***********

الصفحة الثانية

التربية البرلمانية: واقع مزرٍ في القطاع التربوي

بغداد – طريق الشعب

أعلنت لجنة التربية البرلمانية، يوم امس، أن عدد المدارس في العراق غير كافٍ مقارنة بأعداد التلاميذ، وفيما استبعدت إمكانية سد النقص قريباً، كشفت عن تخصيص نحو 5 في المائة من الموازنة العامة لعام 2023 لانتشالها من “الواقع المزري”.

وقال نائب رئيس اللجنة، جواد الغزالي، إن “عدد المدارس في العراق غير كافٍ لاستيعاب الطلاب كافة، لذا فان جميع المدارس تعمل بدوام ثنائي وبضعها ثلاثي، فضلا عن تراكم التلاميذ وحشدهم داخل الصفوف حتى وصل في بعضها إلى تواجد 80 طالبا في الشعبة الواحدة، ما يؤثر على قدرة استيعابهم للمواد الدراسية”.

وعن المدارس الكرفانية، ذكر النائب الغزالي، أن “تلك المدارس تنتشر في الريف وفي أحياء المدن أيضا، ولجنة التربية النيابية تعمل على تخصيص 4,8 في المائة من موازنة عام (2023) لقطاع التربية، لانتشاله من الواقع المزري، من بينه التسرّب العالي من الدوام”.

وأكد الغزالي، أن “موعد بدء العام الدراسي تحدد في يوم الأربعاء 12 تشرين الأول”، مبينا أن “أسباب تأخير بدء العام الجديد فنية نظراً للأوضاع التي عاشتها البلاد مؤخرا، من تأجيل للامتحانات وغيرها”.

---------------

منتصف الاسبوع.. أسئلة عن الوضع الأمني؟

حسين النجار

تكرر الحكومة في تصريحات رسمية أن قواتها وتشكيلاتها المسلحة تسيطر على الموقف الأمني، وأن الأمن مستتب والعيش في بغداد لا يختلف عن مثيله في أية عاصمة أخرى.

لكن المعطيات التي يتلمسها المواطن لا تؤكد صحة الادعاء، بل وتشير الى خروقات امنية فاضحة تقع امام الأعين وما من إجراءات لوقفها.

أكثر من ذلك ان الانتشار الأمني غير المسبوق خلال الأيام الأخيرة في مختلف مناطق بغداد، ومعه قطع الطرق والجسور بكتل الخرسانات الكونكريتية وتشييد بوابة حديدة عملاقة على جسر الجمهورية، جرى اختراقه من قبل مجاميع مسلحة لم تتبناها جهة محددة، اقدمت على قصف المنطقة الخضراء بوابل من الصواريخ، فيما لوّحت أخرى بأنواع الأسلحة في بغداد ومناطق أخرى.

وقد ادانت قوى سياسية هذه الممارسات غير السلمية، لكن لم نسمع تعليقا من طرف القيادة العامة للقوات المسلحة والناطقين الرسميين باسمها، عن القبض على هؤلاء القتلة والمجرمين ومعاقبتهم.

لقد تحوّلت بغداد الى ثكنة عسكرية بعد انتشار القوات الأمنية بهذه الكثافة العددية مع أنواع الآليات العسكرية، ورغم ذلك لم يمكن الدفاع عن هذه النقاط العسكرية، بعد ان اخترقها عدد كبير من المسلحين.

وان ما حدث اثناء التحشيد الأمني وقطع الجسور وعرقلة سير المواطنين الذي اعترف به رئيس الوزراء، لدليل على ان الطغمة الفاسدة وقياداتها السياسية خائفة ومرعوبة بسبب تفريطها بحقوق شعبها، بل انها فاقدة لشرعيتها السياسية والدستورية، وقد أثبتت بنفسها انها في واد والشعب في واد آخر.

هل لواحد من المعنيين ان يجيب على الأسئلة الكثيرة التي تلاحقهم حول ما حدث؟ هل يعقل ان تحشد هذه الاعداد الكبيرة من الجنود، وتقطع جميع الطرق، من اجل عقد جلسة واحدة للبرلمان؟ وماذا يا ترى عن الجلسات المقبلة؟

كيف يمكن للمواطن تصديق الحديث بأن حرية الرأي مكفولة، وان المسؤولين في السلطة يؤيدون التظاهر السلمي؟

الرأي السائد الآن ان هدف الإجراءات الامنية المشددة كان لعرقلة خروج تظاهرات جماهيرية كبيرة ضد منظومة المحاصصة المتشبثة بالسلطة بأية وسيلة، وهو ما يثبت بطلان ادعائهم.

والامر الآخر هو انه في مجرى الاستعدادات لخروج تظاهرات أول تشرين في ذكرى الانتفاضة، أصدر رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة عدة توجيهات، أبرزها عدم اطلاق الرصاص الحي والقنابل الدخانية وسحب سلاح القوات الأمنية وتعليمات صارمة اخرى. لكن لم يجر الالتزام بها، وأظهرت مقاطع فيديو استخدام أنواع الأسلحة اثناء مطاردة المتظاهرين السلميين في بغداد والبصرة، وان التحشيد العسكري والتفتيش الدقيق جرى اختراقهما من قبل مندسين، اعلن لاحقا عن اعتقالهم.

ويبقى السؤال الأبرز عما اذا وصل تقرير بشأن ما حصل الى مكتب رئيس الوزراء؟ وكيف تعامل مع عدم الالتزام بتوجيهاته؟

فاذا ثبت عدم استخدام السلاح من قبل الجهات الأمنية الرسمية، فان السؤال الصارخ هو: من سمح لهؤلاء المسلحين باستخدام العنف ضد المتظاهرين؟.

------------

تظاهرات مطلبية في ذي قار وصلاح الدين وكركوك

بغداد – طريق الشعب

شهدت محافظات ذي قار وصلاح الدين وكركوك، خلال اليومين الماضيين، تظاهرات حاشدة شارك فيها العديد من المواطنين، مطالبين بتحقيق قضايا مختلفة.

ذي قار

وتظاهر العشرات من اهالي منطقة الاسكان الصناعي جنوب مدينة الناصرية، احتجاجا على تكرار حرق موقع الطمر الصحي من قبل ما يعرف بـ(النباشة)، وانتشار الدخان في مناطقهم، الأمر الذي يشكل تهديدا للصحة العامة.

وطبقا لمصدر حكومي، فإن “المتظاهرين اشاروا الى تعرضهم ليلة الأحد الماضي الى تصاعد دخان كثيف من الموقع على خلفية حريق تعرض له موقع الطمر، الامر الذي دعاهم الى التظاهر والمطالبة بنقل الموقع الى منطقة اخرى”.

وكان مدير بيئة محافظة ذي قار، كريم هاني، أعلن في وقت سابق عن رفع دعوى قضائية بحق موقع الطمر الصحي جنوب مدينة الناصرية، كونه يشكل تهديدا بيئيا وصحيا مخالفا للشروط البيئية.

صلاح الدين

وفي محافظة صلاح الدين، تظاهر يوم أمس العشرات من موظفي الكوادر الإدارية في دائرة الصحة، مطالبين بصرف واطلاق مخصصات مالية مجمدة منذ 5 سنوات.

وقال المتظاهر سيف الحرداني في حديث صحفي، ان “الكوادر الإدارية في صحة صلاح الدين لم يتسلموا مخصصات الخطورة البالغة 70 في المائة من الراتب الى جانب تجميد العلاوات والترفيعات بعكس المحافظات الاخرى رغم وجود أوامر وزارية تقضي بصرفها”. وأضاف، أن دائرة صحة صلاح الدين ومنذ عام 2017 وحتى الآن، “لم تسلمنا مخصصات الخطورة او إطلاق العلاوات والترفيعات رغم الجهود والتضحيات التي قدمناها خلال جائحة كورونا”.

وطالب حردان، الجهات المعنية بإنصافهم واطلاق مستحقاتهم اسوة بالمحافظات الاخرى.

كركوك

وفي غضون ذلك، أقدم العشرات من المحتجين، على إغلاق مبنى الحكومة المحلية في محافظة كركوك، مطالبين بتعيينهم وتثبيتهم في المؤسسات الرسمية التي يعملون بها بصفة عقود.

وبحسب وكالات الأنباء، فإن عدداً من أصحاب عقود النفط في شركة نفط الشمال وآخرين من الكوادر الصحية أغلقوا مبنى محافظة كركوك ومنعوا الموظفين من الدخول إلى مبنى المحافظة. كما طالب أصحاب عقود النفط وزارتهم بصرف مستحقاتهم وتثبيتهم على الملاك الدائم، بينما دعت الكوادر الصحية الى استثنائهم من ضوابط التعيين المعتمدة في كركوك.

 ****************************

 حركة انتفاضيون تزور الشيوعي العراقي

بغداد ـ طريق الشعب

زار وفد من حركة انتفاضيون متمثلاً بالامين العام للحركة السيد عباس الشيباني، نائب الأمين العام والسيد كريم البغدادي، امس الاثنين، مقر اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، وكان في استقبالهم  الرفاق د. علي مهدي، حيدر مثنى، والرفيقة انتصار الميالي اعضاء اللجنة المركزية.

وتناولت الزيارة اخر التطورات السياسية، واهمية إجراء الانتخابات المبكرة. كما جرى التشديد على ضرورة توفير كل مستلزماتها، من حيث قانون انتخابي ومفوضية مستقلة، وحيادية الأجهزة الادارية والامنية وتوفير بيئة انتخابية آمنة، بعيدا عن أجواء التزوير والفساد المالي.

 وفي ختام الزيارة، قدم الوفد الزائر درعا تقديريا للحزب الشيوعي العراقي، تثميناً لدوره الايجابي في الحياة السياسية.

--------------

مسبباتها كثيرة والرقابة ضعيفة جدا.. ظاهرة التدخين.. نسب مقلقة بين المراهقين

بغداد - رقية مجيد

أصبحت ظاهرة التدخين لدى فئة المراهقين تسجل أرقاما مقلقة تتطلب إيجاد الحلول الجادة وليس الاكتفاء بالاستهجان من قبل المجتمع.

ظاهرة خطرة تتنامى

ويطالب ناشطون وحقوقيون في حملات متواصلة بضرورة أن تقوم السلطات الصحية والأمنية في ملاحقة هذه الظاهرة ومواجهتها من خلال تفعيل القوانين الرادعة ومنع دخول المراهقين للمقاهي وأماكن التدخين.

وتكشف وزارة الصحة عن أرقام بشأن ظاهرة التدخين، مبينة أنّ العراق يُسجّل حالة وفاة واحدة كل 20 دقيقة بسببه. وبحسب تصريح سابق لعضو برنامج مكافحة التبغ في وزارة الصحة، وسيم كيلان، فإنّ العراق ينفق يومياً نحو مليون و400 ألف دولار لشراء التبغ ومنتجاته من الخارج، مبينا أنّ “نصف مراجعي العيادات الطبية من الأطفال دون الخامسة، يعانون من مشاكل تنفسية مرتبطة بالتدخين والاركيلة من قبل ذويهم”.

أمّا تقديرات نقيب الأطباء العراقيين السابق، عبد الأمير الشمري، فتشير إلى أنّ نحو 40 في المائة من العراقيين هم من المدخنين، وأنّ نحو 20 في المائة من تلاميذ المدارس مدخنون كذلك.

ويقول نشوان محمد، رئيس أبحاث في وزارة العدل، أن قانون العقوبات العراقي “لا يتضمن مادة واضحة وصريحة لمحاسبة المراهق الذي يدخن أو لمحاسبة الجهات التي تقوم ببيع التبغ له. لكن الدستور يمنع أصحاب المحال والشركات من بيع التبغ بأنواعه إلى الأحداث وغير البالغين دون سن ١٨ عاما”.

ويشير محمد خلال حديثه مع “طريق الشعب”، إلى وجود “خلل في القانون بفرض العقوبات ومحاسبة الذين يروجون التبغ بين المراهقين. وأن أسباب تصاعد نسب التدخين بين أوساط هذه الفئة العمرية كثيرة، أبرزها الجانب الاجتماعي كون أغلب هؤلاء المدخنين الصغار يعانون من مشاكل في التنشئة الاجتماعية وينحدرون من عائلات تعاني التفكك أو المشاكل”، مضيفا “كذلك الأسباب النفسية لها علاقة بالموضوع، فيكون أبناء وبنات هذا العمر في مرحلة الثورة العاطفية والنفسية، ويلجئون أحيانا إلى التقليد أو إثبات الذات والتصرف مثل الكبار، وانه شخص بالغ ويقدر أن يفعل أشياء كثيرة تشبه أفعال الكبار. أحياناً القضية تبدأ بمزحة أو تجربة بسيطة تتحول لاحقا إلى إدمان تغذيه مشاكل المراهقين مثل عدم تحقيق الرغبات أو الفشل في الدراسة أو المعاناة الاجتماعية الأخرى القاسية”.ويلفت المتحدث إلى أن أسبابا أخرى مهمة مثل “الفقر وبقية المشاكل الاقتصادية، فضلا عن عدم وجود قيم اجتماعية تنبذ هذه الحالة التي أصبحت طبيعية لدى المجتمع الذي يتقبلها ولا يحاربها. ضعفت القيم الاجتماعية وتغيرت المفاهيم وهذا مرتبط بالجانب السياسي وأزماته العميقة وتداعيات الحروب والقلق والخوف من المجهول والدور السلبي لمواقع التواصل الاجتماعي”.

ضرورة الردع القانوني والمجتمعي

وتنتشر في مختلف المدن مقاهي تعمل بلا ضوابط صحية ولا أمنية، حيث تقدم (الأركيلة) لمختلف الفئات العمرية ومن ضمنهم المراهقون. ويدعو ناشطون إلى محاربة هذه الظاهرة السيئة خصوصا وأن الأمر غير قانوني والبلاد تسجل أرقاما قياسية بالأمراض السرطانية، مشددين على أهمية أن يتوجه هؤلاء الشباب الصغار إلى المنتديات الثقافية والأدبية أو الرياضية، لا صالات التدخين والرفقة السيئة.

وبالعودة إلى نشوان محمد، رئيس أبحاث في وزارة العدل، فأن “القانون لا يحاسب أصحاب المقاهي الذين يبيعون التبغ للمراهقين، وهذه الظاهرة الخطرة أصبحت تتنامى وهنالك من يضع المواد المخدرة أو الادمانية لتوريط الشباب وجعلهم مستهلكين دائمين وهم بذلك يقعون في فخ الإدمان القاتل على المواد المخدرة”، مبينا أن “ضعف القانون والدولة، أضعف أيضا دور المدارس والمؤسسات المعنية. كذلك مشاكل البلد جعلت الكثير من الأهالي ينشغلون بأمور كثيرة بعيدا عن أطفالهم، بينما ساهمت الحروب وعمليات الاقتتال وما نتج عنها من تهجير ونزوح وقتل، في تعميق هذه الأزمة التي تغذيها عوامل الحرمان”.

ودعا إلى أن تقوم المؤسسات الخاصة والمدنية غير الرسمية، والجهات الدينية والتوعوية بـ”التنبيه إلى مخاطر التدخين، وأن تشارك الوسائل الإعلامية أيضا. إضافة إلى دور الناشطين والمهتمين وتعريفهم بخطورة الظاهرة في كل المناسبات الاجتماعية والمهرجانات، وعلى مواقع التواصل الاجتماعي”.

طفولة منتهكة

من جانبه، يقول رائد محمد سلطان، أحد ضباط الشرطة المجتمعية، أن ظاهرة تدخين المراهقين “أصبحت خطرا مجتمعيا. وتقوم الجهات الأمنية بعمليات تفتيش وبحث مستمرة في المقاهي وغيرها، وأحيانا نصادف حالات غريبة مثل وجود طفل في العاشرة من عمره، أو أقل من ذلك وهو يدخن السكائر أو (الأركيلة) وهناك من يدخن بعلم ذويه”.

ويضيف سلطان لـ”طريق الشعب”، أن “اختلاط الأطفال مع كبار السن في المقاهي يمثل خطراً عليهم، إذ يستغلون ويغرقون في هذه العادات السيئة، بالإضافة إلى استخدامهم في مهام خطرة، وهذا ما يدعو إلى ضرورة متابعتهم من قبل الأهل وكل فئات المجتمع المعنية ليكون هذا الجيل سوياً”. ويؤكد سلطان، أن القوات الأمنية “أبلغت جميع أصحاب المقاهي بوجوب وضع لافتات تمنع دخول الأطفال، بالإضافة إلى إطلاق برامج توعية في المدارس وبفعاليات مجتمعية مختلفة، مع أهمية توعية الأسر كذلك لمتابعة أبنائهم، لأن ثمة قصوراً واضحاً من قبل الأهل تجاه أطفالهم وتقويم سلوكهم”. أما حسام علي، وهو صاحب مقهى، فيقول لـ”طريق الشعب”: “أنا لا أسمح للمراهقين بالدخول، ولكن أغلب الأعمار التي تأتي عندي تتراوح بين 18 – 23 عاما وأن البطالة عامل رئيس يدفعهم لهذه الأماكن”، مضيفا “هناك مقاه كثيرة تسمح بدخول المراهقين من أجل كسب المال وخصوصا في المناطق الشعبية. والحساب من قبل الدولة يكون غير مقنع بسبب ضعف سلطة القانون”.

*****************************

الصفحة الثالثة

المحاصصة توفر بيئة آمنة للارتباطات الخارجية.. قصف دول الجوار للعراق.. ردود سياسية مخجلة ومحاولات للتبرير

بغداد – سيف زهير

تستمر كل من تركيا وإيران منذ أشهر بالاعتداءات العسكرية على الاراضي العراقية، وعلى الرغم من الاستهجان الشعبي الواسع، إلا أن هاتين الدولتين توغلان في انتهاك سيادة العراق بسبب ضعف السلطات فيه، وعدم اكتراث القوى الحاكمة.

يقول مراقبون إن الكثير من القوى السياسية المتنفذة ومن منطلق مصالحها، تدافع أو تبرر هذه الجرائم بطرق ملتوية عديدة. كما تقوم بأحسن الأحوال بإصدار بيانات إدانة خجولة، أو تتجاهل وتغض البصر عما يجري. ويؤكدون أن ما يجري هو متوقع بسبب نظام المحاصصة الفاسد، وأن سكوت هذه القوى عنها يعود لأسباب عدة، أبرزها الارتباطات الخارجية، فيما يكون رد الحكومة الخجول جزءا من هذه المنظومة المتهالكة.

الموقف الرسمي مخجل

وتعلن إيران وتركيا عن تفاصيل عملياتها العسكرية داخل الأراضي العراقية، وتعتبرها حالة طبيعية للدفاع عن أمنها القومي، بينما لا يتخذ العراق أية إجراءات رادعة، وتتصف بياناته الرسمية بأنها خجولة جدا، بحسب قول مراقبين للشأن السياسي.

ويوضح الباحث في الشأن السياسي، احمد التميمي، أنه على الرغم من امتلاك الحكومة العراقية أكثر من ورقة ضغط، وأبرزها الاقتصاد، لكنها “لا تستخدمها بسبب تبعية قوى متنفذة كثيرة إلى دول مجاورة”.

ويقول التميمي لـ”طريق الشعب”، انه “في الجانب الاقتصادي، لدى العراق حجم تبادل اقتصادي هائل مع الدولتين ولا تميل الكفة له بالتأكيد، فهو يستورد كل شيء تقريبا، ويُشكّل مصدرا ماليا حيويا وهاما جدا للدولتين اللتين تعانيان من مشاكل داخلية عديدة. ورغم ذلك، زادت في الآونة الأخيرة الهجمات العسكرية على الأراضي العراقية، متسببة بسقوط العشرات من الشهداء والجرحى، آخرها القصف الإيراني الذي أودى بحياة أطفال ومواطنين كثيرين”، مضيفا انه “لا يستخدم أصحاب القرار أي ورقة ضغط. هذا أمر ليس بغريب لأن الكثير من المتنفذين عبارة عن أدوات لأجندات خارجية”.

وشدد المتحدث على أن هناك “جهات سياسية داخل السلطة، تلتقي بصفاتها الحزبية لا الحكومية أو النيابية، بأجهزة مخابرات وصناع قرار أجانب ويناقشون قضايا لا تخص المصلحة الوطنية. بل هناك جهات تعلن الولاء لدول أجنبية ولا تحاسب على ذلك لأنها في مأمن، والرقابة والقضاء بعيدان عن هذا الأمر في ظل الفوضى وسيطرة المتنفذين على كل شيء”.

يدافعون عن الانتهاكات

وبعدما دافعت قوى سياسية متنفذة عن القصف الإيراني الذي طال أربيل قبل أسابيع، ودعت إلى مباركته ونظرّت له على قنوات التلفزيون، غضّت النظر عن القصف الأخير ولم تصدر أي موقف واضح. وعلى الجانب المقابل، فأن القوات التركية والجرائم التي ترتكبها بحق العراقيين، تلاقي من يبرر لها من داخل المشهد السياسي العراقي، مثلما حصل مؤخرا عندما قصفت تركيا منتجعا سياحيا في دهوك وتسببت بمجزرة دامية راح ضحيتها العشرات. حيث حاول البعض أن يدافع عن الجريمة، أو يصدر بيانات خجولة تريد أن تحرف مسار الإدانة الواضحة. المتحدث باسم الخارجية العراقية احمد الصحاف نفى وجود أي تنسيق بين العراق وإيران بشأن قصف المناطق العراقية ، حيث جاء كلامه بمثابة الرد على أطراف سياسية عراقية حاولت أن تشيع هذه الفكرة بين الناس. وشدد الصحاف على أن الحكومة لا توافق على ضرب المواطنين واستشهادهم وترويعهم وتخريب البنى التحتية وان يتم خرق السيادة بدواع واهية من إيران.

وأضاف أن الأمر ذاته يحدث مع العدوان التركي، فالعراق يرفض أن يتحول إلى ساحة لتصفية الحسابات على أرضه.

خطر نظام المحاصصة

من جانبه، يعلّق الخبير الأمني، عدنان الكناني، على الهجمات التركية والإيرانية، قائلا أنها تتصاعد بسبب “عدم امتلاك العراق جيشا قويا يحمي حدوده، ونفوذ العديد من العملاء والموالين لدول الجوار على حساب المصلحة الوطنية”.

ويشدد الكناني خلال حديثه مع “طريق الشعب”، على أن تركيا وإيران “تدعّيان بالكثير من الإدعاءات وهي غير منطقية، بل أحيانا يختلقان بعضها للتدخل في الشأن العراقي”، لافتا إلى أن “الهجمات تتزايد بسبب تغافل قوى سياسية وأحزاب متنفذة عراقية، فهي ترتبط بمصالح دولية، وبسبب ذلك لا تقدر الدولة على صناعة الرد الملائم سواء كان على المستوى السياسي، أم الاقتصادي، أم حتى العسكري”، ويلفت الخبير إلى أن “ردود الفعل الرسمية ليست بمستوى الحدث لعدم وجود نهج وطني. وبسبب الفساد والمحاصصة أصبح البلد ساحة معارك دولية”، مبينا أن على الحكومة أن “تلجأ إلى الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، وأن تقيم الدعاوى وتوسط اللاعبين الدوليين لمصلحتها”.

وأعرب الكناني عن يأسه من قيام السلطة والقوى المسيطرة عليها “بأي خطوات أو إبداء أي رد فعل سياسي ضد الاعتداء على السيادة الوطنية”.

ويرى الكناني اهمية “تفعيل قانون الأحزاب والكشف عن مصادر تمويلها، واستبدال كل القيادات العسكرية التي تحوم حولها الشبهات، فضلا عن إعادة بناء القيادة العامة للقوات المسلحة التي تشرف على البرامج الإستراتيجية لوزارات الدفاع والداخلية وغيرهما، وإعادة هيكلية الجيش وتدريبه وتسليحه بما يلائم حماية البلد”.

وعدّ الخبير الأمني أن “نظام المحاصصة أخطر من الإرهاب والاعتداءات الخارجية، فهو يفسد البلد ويوفر الأرضية لحدوث كل هذه الكوارث”.

 ************************

اعتبروا حجبه حماية للفاسدين ودعوا إلى تشريع قانوني حق الحصول على المعلومة.. صحفيون يطالبون بضمانه 

بغداد ـ محمد التميمي

على وقع غياب مؤشرات البيئة الآمنة والتشريعات اللازمة لحماية وتعزيز العمل الصحفي، تأتي قضية عدم الحصول على المعلومة كواحدة من أبرز التحديات التي تواجه الصحفيين والعاملين، الذين يضعون أيديهم على محاولات السلطات تمرير قوانين رجعية، تقوض حرية التعبير، لتحمي كبار الفاسدين، وتوفر لهم الأجواء لمناسبة للمضي قدما في صفقاتهم.

صعوبة الوصول إلى المعلومات

يقول مصطفى ناصر، رئيس جمعية الدفاع عن حرية الصحافة، لا توجد إمكانية لوصول الصحفيين إلى المعلومات التي يفترض ان تكون متاحة لهم وللمواطنين. وإن توفرها وسهولة الحصول عليها يمثل “مؤشرا من مؤشرات الشفافية والعدالة، وهو حق دستوري صريح”.

وخلال حديثه مع “طريق الشعب”، يبين ناصر أن أبرز ما يواجه الصحفيين في العراق هو “شحّ المعلومات”. حيث يعتمد الصحفي بالعادة على علاقاته، ويضطر في معظم الاحيان إلى “التمسك بتلك المصادر مقابل عدم كشف هوياتها. كذلك يلعب الصراع السياسي أحيانا دورا في إفشاء بعض المعلومات والتسريبات للوثائق، لكن هذا غير كاف وليس هو الطموح”.

ويلفت ناصر إلى أن السياسيين المتنفذين يتعمدون “تجاوز الاستحقاقات الدستورية، ويعرقلون فرص خلق بيئة قانونية سليمة تنظم العمل الصحفي استنادا الى الدستور. فمثل هذا المبدأ لا يخدم الطبقة السياسية التي تحاول ان تبقي المعلومات سرية، بالنظر الى تورط العديد من الجهات المتنفذة داخل وخارج السلطة في عمليات فساد وجرائم متنوعة”.

ويعد الفساد في العراق منظومة متكاملة تدير مشاريع هائلة لسرقة وهدر الأموال وتبييضها والقيام بالكثير من العمليات الاجرامية. ولا يقدر الصحفيون على الوصول إلى الكثير من المعلومات للكشف عن الحقائق. ومنذ انتفاضة تشرين عام 2019، زادت قوى السلطة من عمليات الترهيب والمطاردة للصحفيين الذين استشهد بعضهم أثناء الواجب أو في عمليات اغتيال كما حصل لأحمد عبد الصمد وزميله صفاء غالي، ومن قبلهم المصور الذي تلقى رصاصة قناص في ساحة التحرير وغيرهم كثيرون.

بينما يقول نقيب الصحفيين ان حوالي 500 صحفي استشهد منذ عام 2003 وحتى الآن.

ويقول تقرير لمنظمة “مراسلون بلا حدود”: إن العراق “احتل المرتبة 172 بين 180 دولة، بخصوص حرية الصحافة العالمية”.

نماذج عديدة لمعاناة الصحفيين

وخلال الفترة الماضية، تعرض عدد من الصحفيين ضمن سلسلة الانتهاكات المتواصلة، إلى حالات اعتداء او حجز أثناء عملهم.

فبسبب دعويين قضائيتين، جرى حبس “بشدار ابو بكر بازياني” مراسل مؤسسة “ديبلوماتيك الاعلامية” داخل سجن سرجنار في السليمانية دون إثبات التهم بعدما اصدر قاضي محكمة تحقيق السليمانية حكما بحبسه لمدة عشرة ايام على ذمة التحقيق، اثر دعويين قضائيتين، أقامهما ضده رئيس بلدية السليمانية، واحد المستثمرين، لتناوله ملف فساد متعلق ببيع أراض عامة في السليمانية. ومنعت القوات الأمنية في كركوك عددا من الصحفيين الذين أرادوا توثيق أضرار القصف الإيراني قبل أيام، فيما أقدمت على تحطيم معداتهم. وطال المنع قناتي “كركوك وكوردسان نيوز” من تغطية صور الدمار التي لحقت بناحية ألتون كوبري جراء الضربات الايرانية المتوالية.

وفي النجف، اعتدى موظفو شركة مقاولات بالضرب على مصوري قناة دجلة اثناء اداء مهامهم ومحاولتهم توثيق مراحل تنفيذ المجسرات في المحافظة.

كما قامت عناصر امنية تابعة لقوات (سوات النجف) باحتجاز مراسل صحيفة “المستقل” اثناء نقله صور الزحامات المروية والمعاناة التي تواجه الزائرين للوصول الى محافظة النجف.

وأقدمت العناصر على سحب هاتف المراسل بالقوة وانهالت عليه بالسب والشتم.

المشرّع العراقي يتلاعب بالنصوص

وبالعودة إلى مصطفى ناصر، رئيس جمعية الدفاع عن حرية الصحافة، فإن “قانون حق الوصول الى المعلومات او حق الحصول عليها هو استحقاق دستوري، يفترض بالمشرّع العراقي ان يوليه اهمية قصوى، لكنه يحاول ان يغيبه تارة، ويسفهه تارة اخرى، كما جرى في كتابته مقترح قانون ما يسمى بحرية التعبير والتظاهر، حين وضع فقرة اختيارية قال انها تمثل حق الوصول الى المعلومة والحقيقة انها تخير الوزارات بين نشر المعلومات أو التحفظ عليها”.

ويوضح ناصر لـ”طريق الشعب”، أن جمعية الدفاع عن حرية الصحافة اطلقت حملة لجمع تواقيع الصحفيين، شارك فيها مئات الزملاء “وهي رسالة مفتوحة موجهة الى السلطات الثلاث، لتذكيرهم بالاستحقاق الدستوري القانوني لأصحاب الرأي اولا، ولدفع المشرّع العراقي والجهات المختصة في السلطة التنفيذية الى الالتفات لاهمية هذا القانون الذي غيبته السلطة التشريعية طوال السنوات الماضية”، مضيفا “تسعى الجمعية الى التفاوض مع الجهات التنفيذية المختصة من اجل اعداد مسودة مشروع قانون، يكون اطرافها اصحاب المصلحة المباشرة من الصحفيين والكتاب والمدونين، لرفع التحديات الاساسية التي تواجه جميع الصحفيين في العراق والمتمثلة بشحة المعلومات وتهديده بالقوانين الموروثة من الحقبة الدكتاتورية التي تتناقض مع الدستور، فيجد الصحفي نفسه بعد نشره معلومات حصل عليها بطرق خاصة، امام دعوى او دعاوى قضائية تتهمه بالتشهير والافتراء على المسؤولين”.

مخاطر غير مسبوقة

وضمن بيان أصدره اتحاد حرية الصحافة، فإن ما تشهده البلاد من صراعات وصل الى مرحلة تعد الاخطر منذ 2003.

وأكد الاتحاد سعيه للعمل على “تشريع قانون (حق الحصول على المعلومة)” استنادا الى الحقوق والحريات التي نص عليها الدستور.

وأضاف البيان: “للأهمية التي يشكلها (حق الحصول على المعلومات) في تعميق الديمقراطية قيما ومبادئ وممارسة، فان اتحاد حرية الصحافة يؤكد حاجة البلد في الوقت الحالي، أكثر من أي وقت مضى الى تشريع القانون، وإشراك جميع أصحاب الخبرة في كتابة مسودته وصياغتها، لا سيما وان المجتمع الدولي فقد ثقته بالغالبية العظمى من الطبقة السياسية في العراق، وبات يُنظر لها كجماعات تمتهن الحكم السلطوي لا الديمقراطي الشفاف”.

 ************************

شريط الاخبار

حين لا يكون للإرقام معنى!

أعلنت وزارة التخطيط عن تبنيها ثلاث إستراتيجيات خاصة بالتمكين الاقتصادي والصحي والتعليمي للمرأة، مشيرة إلى أن نسبة النساء العاملات في العراق تقل عن 10 في المائة، وإن عدد الأميات ما زال كبيراً ومتذبذباً، فيما تصل الوفيات بين الأمهات إلى واحدة من كل مئة ألف حالة ولادة. وتجدر الإشارة إلى أن إحصائيات الوزارة كانت قد قدّرت الأمية بين النساء بـ 28 في المائة، وعدد العاطلات بثلاثة عشر مليون أمرأة، ووفيات الأمهات عند الولادة بـ 34.2 وفاة لكل مئة ألف حالة، وإن نسبة الوفيات بين الأطفال الرضع تصل إلى 2.3 في المائة.

الإحتكاك من طرف واحد!

كشفت خلية الإعلام الأمني عن أن عدد المصابين نتيجة ما أسمته بالاحتكاك الذي وقع في بغداد، بين المتظاهرين والقوات الأمنية منتصف الأسبوع الماضي، وصل إلى أربعة ضباط و118 منتسباً مقابل إصابة 11 مدنياً متظاهراً فقط. وأثار الإعلان تساؤلاً مشروعاً عن أسباب وقوع كل هذه الأصابات في صفوف القوات الأمنية، رغم ما كانت تمتلكه من واقيات جيدة وعُدد مناسبة، ورغم إحتمائها خلف الجدران الأسمنتية الصلدة التي نصبتها لإعتراض سبيل المتظاهرين، فيما تكون أعداد المصابين من المتظاهرين طفيفة، وهم الذين كانوا عزّلاً، وتعرضوا لهراوات الأمنيين بسواعدهم العارية. 

يسرقون حتى النازحين!

كشفت هيئة النزاهة الاتحادية عن ضبط متهمين بالاختلاس وهدر للمال العام بقيمة ملياري دينار في اثنين من دواوين الأوقاف. وأشارت إلى أن مدير هيئة إدارة واستثمار أموال الوقف في ديالى ومساعديه نظّموا معاملات وهمية، سرقوا بموجبها 1.8 مليار دينار كانت مخصصة للنازحين. واضافت أن مكتب تحقيق النزاهة في المثنى، رصد هو الأخر هدر قرابة مئتي مليون دينار في أوقاف المحافظة، عبر منح فرصة استثمارية مجانية لمجمع تجاري بالمساطحة في أرض تملكها الأوقاف. هذا ويبدو أن حجم الخراب الذي أبتليت به دولتنا، يستدعي التثقيف المكثف بأسس الفضيلة، حتى في دوائر الأوقاف!

قاتلو الأطفال الرّضع!

أعلن جهاز مكافحة الإرهاب في إقليم كردستان عن سقوط 71 شهيداً وجريحاً جراء القصف الإيراني بالصواريخ البالستية والطائرات المسيرة المفخخة، على مناطق ألتون كوبري وكويسنجق والسليمانية. وأشار الجهاز إلى أن من بين الضحايا عدد من الأطفال والنساء وأمرأة حامل وطلاب وتدريسيون وصحفيون، حيث إستهدف القصف رياض الأطفال والمدارس والمراكز الصحية والمستشفيات وقاعات المناسبات والسيارات الخدمية ومنازل المدنيين. وفيما أُعلن عن وفاة الطفل الجريح وانيار رحماني ليلتحق بوالدته التي إستشهدت في القصف، اكتفت وزارة خارجيتنا باستدعاء السفير الأيراني وتسليمه مذكرة إحتجاج، بعد أن سبقتها العديد من الدول والمنظمات في إدانة هذا العدوان.

 ************************

الصفحة الرابعة

ناشط مدني اعتبره «سياسياً بامتياز»الفساد..  «الرقابة المالية».. تحوّل من حالة فردية إلى منظومة متكاملة

بغداد – علي شغاتي

رفقت جميع الحكومات ما بعد 2003، مشكلة معقدة الا وهي غياب الحسابات الختامية للوزارات والمؤسسات الحكومية، والتي ترفع في تقرير حسابي شامل تقدمه وزارة المالية ليدققه ديوان الرقابة المالية الاتحادي، ويرسل نسخته النهائية إلى مجلس النواب.

مخالفات دستورية واضحة

ويشكّل غياب تلك الحسابات قبل إقرار الموازنة العامة للدولة مخالفة دستورية واضحة ويفتح الأبواب مشرعة للفساد المالي والإداري ونهب ثروات البلد دون حسيب أو رقيب.

ويعلل مستشار حكومي عملية تعثر إقرار تلك الحسابات بـ»صعوبة تسوية السلف الحكومية المتراكمة»، الى جانب «وجود أكثر من سنة مالية لم يتوفر فيها قانون للموازنة العامة»، وبالتالي فان وظيفة مجلس النواب الرقابية بهذا الصدد ستكون شاقة في متابعة استكمال الحسابات الختامية للبلاد للسنوات الغامضة.

ويعلّق الخبير في مجال مكافحة الفساد، سعيد ياسين، على التصريح المثير للجدل لديوان الرقابة المالية بعدما تحدثت عن عدم وجود الحسابات الختامية منذ عام 2016، مؤكدا أن الفساد تحول من شكله الفردي إلى المؤسساتي.

وقال ياسين، إن الفساد فاحش وهو سياسي بامتياز، مبينا أن سبل مواجهته كثيرة وأدوات التنفيذ متوفرة مع ضرورة وجود بعض التشريعات، لكن ذلك يصطدم بالإرادة السياسية التي تحمي الفساد وتوفر الحماية للفاسدين.

اعتراف رسمي

وقال ديوان الرقابة المالية، إن الفساد «تحول من حالة فردية إلى منظومة متكاملة»، مؤكدا عدم استلامه الحسابات الختامية للموازنات ما بعد عام 2016 وحتى الآن.

وأثار كلام نائب رئيس الديوان، عبد الكريم فارس، الرأي العام الذي يندد باستمرار بحجم الفساد ومدى تأثيره على كل مفاصل البلاد.

وأكد فارس في مقابلة صحفية، أن «ديوان الرقابة لم يتسلم الحسابات الختامية للفترة ما بعد عام 2016 من قبل وزارة المالية وهذا يعتبر خللا كبيرا»، وأوضح أن الديوان «استحدث دائرة التحقيقات للقيام في القضايا الموكلة إليه من مجلس النواب ضمن سياق قانونه الخاص».

وبعدما أكد أن مهمة الديوان تكمن في «مكافحة الفساد، وإيقاف الهدر المالي وضمان صرف الأموال في الأوجه القانونية المخصصة»، شدد على أن «الفساد تحول من حالة فردية الى منظومة متكاملة»، بحسب قوله.

فجوة قانونية

وتعليقا على هذا الإقرار الرسمي بحجم الفساد وتحوله إلى منظومة متكاملة، قال سعيد ياسين، الخبير في مجال مكافحة الفساد: إن تقارير ديوان الرقابة المالية في التدقيق والتقييم والتقويم «يمكن رصدها من خلال العمل وهي مهمة».

واضاف ياسين في حديث مع «طريق الشعب»، أن «تقويم الأداء والاستجابة لتقارير ديوان الرقابة المالية التي تشير إلى وجود فساد، من مسؤولية السلطتين التشريعية والتنفيذية لأنهما يتلقيان التقارير ويفترض أن تتم الاستجابة لها. لذلك، أكد الديوان عدم الاستجابة لتقاريره.

وأوضح أن الفساد انتقل من الحالات الفردية إلى حالة مؤسساتية أو عامة، وهذا نتيجة الفجوة القانونية التي تعاني منها المؤسسات العامة من حيث الصرف المالي والحسابات الختامية وآلية التصرف بالمال العام من خلال العقود والمشتريات الحكومية عبر نقل التخصيصات في وزارتي المالية والتخطيط، من حالة إلى اخرى، أو من مشروع إلى آخر».

وزاد ياسين قائلا: ان «هذه المعطيات يجب الوقوف عندها والإقرار بأن الفساد أصبح عملية مؤسساتية وهذا الرصد يؤشر المشكلة العميقة في النزاهة والكفاءة الإدارية التي تعاني التخلف، وكذلك الحال مع الخبرة في المؤسسات العامة»، مؤكدا ضرورة «وجود آليات واضحة في الحسابات الختامية التي تجرى بوزارة المالية لتدقيق جودتها. كما أن أخبارا تتسرب بين فترة وأخرى مفادها بأن أموال الأمانات في شركات العقود التي تبرم مع المؤسسات الحكومية، تختفي بدون معرفة مصيرها.

كذلك أموال للضرائب تختفي وهذه مشكلة بتوزيع آليات تخويل وحدود تخويل موظفي القطاع العام بالتصرف بالمال العام».

الحساب الختامية و «مكافحة الفساد»

وبيّن الخبير في مجال مكافحة الفساد، أن «الحسابات الختامية التي تقدمها وزارة المالية من خلال دائرة المحاسبة العامة، بلا شفافية، ويفترض نشر تقرير تلك الحسابات مع تقديم قانون الموازنة لإقرارها في مجلس النواب».

أما في ما يخص لجنة مكافحة الفساد التي شكلها رئيس الوزراء قبل حوالي عامين، فعلّق الخبير بالقول، أن «اللجنة لم تحقق الغرض المنشود لأن الإرادة السياسية لدى مجلس النواب ضد عملها، ولا يمكن أن تحقق شيئا في ظل هذه البيئة التي لا تعزز النزاهة، ولا تدعم مكافحة الفساد، فضلا عن الضغوط السياسية التي تتعرض لها الحكومة».

ودعا الحكومة إلى «نشر التفاصيل والإفصاح عن المعلومات أمام الشعب والكشف عن أسباب تعطيل عملية تعزيز النزاهة ومكافحة الفساد، سواء كانت من ناحية التشريعات أو المساءلة والمحاسبة»، مؤكدا أن هذه السياسات «رعت الفساد في البلد. كل ما يجري حاليا هو فساد سياسي بامتياز، همّش البيئة القانونية وأجواء المساءلة الآمنة والعادلة والدقيقة داخل المؤسسات، وباتت أطراف سياسية متنفذة تحمي الفاسدين وتدافع عنهم، وتستخدم نفوذها في هذا الأمر».

ولفت ياسين إلى أن للعراق «التزامات دولية ينبغي تلبيتها. توجد اتفاقيات شارك البلد فيها وهي تحدد الفساد كانتهاك لحقوق الإنسان، وأمام العراق فترة قصيرة قبل أن يستعرض العام القادم ما حققه من التزامه مع الأمم المتحدة ضمن اتفاقية مكافحة الفساد في الفصلين (الثاني: المختص باتخاذ التدابير الوقائية) و(الخامس: المختص في استرداد الموجودات والأموال المنهوبة)».

وعن كيفية مواجهة الفساد، قال المتحدث إن البلد «يحتاج إلى قوانين لإدارة العقود والمشتريات، بدلا من التعليمات. وتشريعات مهمة مثل حق الإطلاع على المعلومات، ويجب على السلطة التنفيذية أن تعمل على تبسيط الإجراءات الحكومية في مراجعة المؤسسات وإفساح المجال للقطاع الخاص وتعزيز النزاهة فيه. للأسف هناك شركات تمثل واجهات حزبية تسمى أحيانا لجانا أو هيئات اقتصادية وهي تلعب دورا سياسيا يجب أن يجرم ويوقف عند حده»، مضيفا انه «لا بد من ردم الفجوة القانونية بين الاتفاقية مع الأمم المتحدة، والقوانين العراقية. هذه إجراءات وتدابير وقائية بدون اللجوء إليها سوف يبقى البلد يراوح في الفساد، ولا يقدر على الخروج منه».

وأكد أهمية وجود «إجراءات حكومية تطبق نظام النزاهة الوطني وتوزع الأدوار بين السلطات الثلاثة»، مردفا ان «المنظومة العقابية غير رادعة للفساد، ولا بد من تشريعات مثل قانون العقوبات وقانون الاسترداد الجديد، وهمها مرسلان إلى البرلمان منذ فترة. وكذلك الأمر مرتبط أيضا بتحسين البيئة الانتخابية وإدارة الانتخابات بنزاهة ووضوح وعدم القفز على نتائجها».

عوامل تعثرها

وكان المستشار المالي لرئيس مجلس الوزراء، مظهر محمد صالح، حدد عاملين أساسيين أسهما في تعثر إقرار الحسابات الختامية للدولة منذ عشر سنوات.

وقال صالح، إن «الحساب الختامي للدولة يعكس عمليات تطبيق الموازنة العامة على وفق اللوائح القانونية والأنظمة والتعليمات المالية الصادرة، ليظهر المركز المالي للدولة، ذلك لما عليها من حقوق واجبة التحصيل وما عليها من التزامات واجبة السداد».

وأضاف أن «رصيد الحساب الختامي يوضح الزيادة أو النقصان في أصول الدولة أو موجوداتها الذي يجسده العجز في المصروفات أو الفائض في الإيرادات خلال السنة المالية الواحدة».

وتابع «لذا يعد الحساب الختامي الحكومي أحد أهم القوائم المالية التي تقوم الحكومة بإعدادها سنوياً وذلك استناداً إلى أحكام المادة 34 من قانون الإدارة المالية النافذ رقم 6 لسنة 2019 المعدل والخاصة بالبيان المالي وذلك لإيضاح المصروفات والإيرادات الفعلية كافة عن السنة المالية المنتهية وما يترتب عليها من فائض فعلي أو عجز حقيقي».

ولفت إلى أن «السلطة التشريعية لم تستطع إقرار الحساب الختامي بعد العام 2012 وحتى الوقت الحاضر، أي مضى عقد من الزمن والمركز المالي للدولة ما زال غير مُعرف بتفاصيله النهاية أمام السلطة التشريعية التي تعد السلطة الرقابية الأولى في البلاد».

وأشار إلى أن «عاملين أساسيين أسهما في تعثر إقرار الحسابات الختامية بشكل منتظم منذ عشر سنوات، الأول صعوبة تسوية السلف الحكومية المتراكمة التي بلغت رقماً مرتفعاً جداً وربما يعادل من حيث المبلغ مصروفات سنة مالية كاملة أو أكثر وتفتقر للمستندات الداعمة لها بنسبة عالية».

وأوضح أن «العامل الثاني يتمثل في وجود أكثر من سنة مالية لم يتوفر فيها قانون للموازنة العامة، ما يتطلب تشريع (ميزانية واقع حال) وهي أقرب إلى الحساب الختامي ولاسيما للسنتين 2014 - 2020».

وأكد أن «مهمة مجلس النواب الرقابية بهذا الشأن ستكون شاقة قليلاً في متابعة استكمال الحسابات الختامية للبلاد للسنوات 2013-2021 ولكنها ستكون مثمرة بالتأكيد».

 *************************

مخاطر كبيرة خارج نطاق تفكير السلطة.. مختصون: الصراع السياسي يعرقل التكيّف مع التغيرات المناخية

بغداد ـ طريق الشعب

قال مختصون في البيئة والمناخ، إن العراق ليس في مرحلة مواجهة التغيرات المناخية التي تطرأ على العالم كله، لأنها اكبر منه ومتعلقة بالنظام العالمي، مؤكدا أن واجب الحكومة والجهات المسؤولة هو التعامل والتكيف مع هذه التغيرات وتقليل أضرارها.

وجرى التشديد على أن صنّاع القرار فشلوا في التعامل مع هذا الملف بسبب المحاصصة والفساد والانشغال بالصراع على السلطة، فيما يتعثر النظام السياسي الهشّ بمفاوضة دول الجوار التي تتلاعب بحصص المياه، لتزيد من مشاكل التصحر والجفاف وغيرها.

التكيف مع المتغيرات لا مواجهتها

ويقول الباحث علي بلاسم (دكتوراه متخصص في التغير المناخي وآثاره على المياه)، أن الحكومة «انضمت إلى اتفاقية باريس للمناخ ووقّعت على بنودها ويفترض بها أن تلتزم بمبادئها العامة، لكنها لا تقوم بذلك وهنالك إهمال كبير لملف التغير المناخي والتكيف معه في بلد نامٍ مثل العراق».

وفي حديث مع «طريق الشعب»، يبيّن بلاسم أن «العراق ودولاً نامية كثيرة يتحملون عبء ما تقوم به الدول الصناعية الكبرى مثل الولايات المتحدة والهند والصين وروسيا وغرب أوروبا، فهؤلاء مسؤولون عن الاحترار العالمي ولا يهتمون بمواجهة التغيرات المناخية الناتجة عنه، بينما تدفع الدول النامية ضريبة الأمر وأصبح بلدنا ضمن أول عشرة بلدان الأكثر تأثرا بهذه المتغيرات برغم عدم إنتاجه أي نسبة تذكر من انبعاثات الغازات المسببة لهذه الظاهرة الخطيرة».

ويوضح المتخصص أن «مجلس الوزراء شكّل لجنة مسؤولة عن تنفيذ التزامات العراق ضمن بنود اتفاقية باريس للمناخ، وأصبح لهذه اللجنة فروع في كل المحافظات. لكن كل الإجراءات التي على عاتق اللجنة ما زالت نظرية ولم ترتق إلى مستوى التطبيق أبدا»، لافتا إلى أن «الصراع السياسي والاقتتال على السلطة جعل من ملفات المناخ والبيئة والتصحر والمياه أمورا ثانوية. فهي لا تهم صنّاع القرار، وبعيدة حتما عن اهتمامات نهج المحاصصة الطائفية التي تقوم على رعاية الفساد».

أما عن نتيجة تطبيق التزامات العراق بشأن المناخ، فيقول المتحدث إنها «لا تشكّل نسبة كبيرة من ناحية معالجة الأمر، بل هي تكون ضمن المساهمة العالمية وبنسبة ضئيلة، حيث أن الأسباب الرئيسة للظاهرة خارجة عن الإرادة. والإصلاحات الداخلية قد لا تكون مؤثرة مثلما ينتظر الناس ولكن هناك قضية مهمة في هذا الجانب تتعلق بكيفية عمل الجهات المعنية في العراق على التكيف مع التغير المناخي، وتقليل أضراره، ومعالجة مشاكل المياه والتصحر وهما انعكاس للتغيرات المناخية».

ويشدد بلاسم على أن «البلد ليس بمحل يؤهله لمواجهة التغيرات المناخية، بل يجب عليه أن يتكيف معها. أن منهاج الدولة للتكيف مع هذه التغيرات لم يتجاوز تنفيذه أكثر من 3 في المائة فقط، والدولة منذ عام 2003 وحتى الآن بلا وجهة أو رؤية للبيئة والمناخ، لذلك من الطبيعي أن يهمل هذا النظام السياسي ملفات هامة مثل هذه، مثلما يقف متفرجا على ملف أكثر خطورة، وهو حقول الألغام والكوارث التي تتسبب بها».

ويردف قائلا ان «الجهات المعنية بالتغيرات المناخية وضعت خطة لمواجهة التصحر، وهي جزء من التكيف الذي نتحدث عنه، لكن جرى إهمالها أيضا ولم تطبق بسبب الفساد المالي والإداري وأصبحت 52 في المائة من الأراضي الزراعية العراقية تواجه خطر التصحر وهذه كارثة حقيقية. هذا الخطر يمثل وجها واحدا من عدة أوجه التغير المناخي الذي تؤثر حاليا على العراق».

الانسداد السياسي اغلق الابواب

من جانبه، يشير الناشط في مجال البيئة، محمد حاتم، إلى أن الصراع السياسي المتواصل «ترك البلد بلا حكومة وجعل الحديث عن التغيرات المناخية وكأنه حديث للترف وليس للضرورة القصوى، بسبب الاحتياجات العاجلة للمواطنين المحرومين»، مؤكدا أن «أزمة المحاصصة زادت الأمر سوءا، وهناك مشاريع يفترض أن تنفذ لمواجهة التصحر، وخطوات للحد من الجفاف، لكنها منسية».

وينوه حاتم خلال حديثه لـ»طريق الشعب»، بأن «العراق أصبح رسميا ضمن أكثر خمس دول تأثرا بالتغيرات المناخية وهناك مشاكل اقتصادية واجتماعية ناتجة عن ذلك مثل موجات النزوح وموت الحيوانات والمواشي وجفاف الأهوار والمناطق الزراعية وسيتفاقم ذلك بشكل أكبر بكثير لو بقي الوضع كما هو عليه. ومقابل ذلك تستمر أزمة المياه مع إيران وتركيا في التفاقم ويعجز النظام السياسي أو يتفرج على كل هذا، ولا يحرك ساكنا رغم أن تحذيرات المختصين تقول بأن البلد مقبل على كارثة خلال العقود القادمة».

وشدد على أن البلد «يعيش في فوضى رهيبة. فلا توجد إستراتيجية بشأن التغير المناخي، والموازنة غائبة ومن المؤكد أنها ستبقى للعام القادم بهذا السياق المؤسف، لذلك من المنطقي أن نقول بأن التعامل مع التغيرات المناخية وفق الخطط أو المشاريع التي يعلن عنها، هو كلام إنشائي وغير قابل للتحقيق وفق هذه المستجدات».

وبحسب تقرير لوكالة رويترز صدر مؤخرا، فإن «العراق غارق في مستنقع سياسي تركه بدون حكومة عاملة لمدة عام تقريبًا، وهو أسوأ مأزق يمر به البلد منذ عام 2003. كما فشل البرلمان في الاتفاق على رئيسي جمهورية ووزراء جديدين منذ انتخابات تشرين الأول في العام 2021.

ويواجه المواطنون صراعا صعبا بشكل متزايد مع تأثيرات ارتفاع درجة حرارة كوكب الأرض. حيث ارتفعت درجات الحرارة في بغداد بمقدار 1.7 درجة مئوية بين عامي 1960 و2021، وفقًا لمنظمة بيركلي إيرث، وهي مؤسسة غير ربحية لعلوم البيانات البيئية مقرها الولايات المتحدة. خلال فصل الصيف، تصل درجات الحرارة غالبًا إلى 50 درجة مئوية».

ورغم ارتفاع أسعار النفط بعد أزمة مالية واقتصادية خانقة، والحصول على واردات كبيرة جدا، لم تشرع السلطات بإنشاء مشاريع أو مبادرات مؤثرة لمواجهة التصحر، وحتى الخطة الزراعية السنوية بدت تتقلص شيئا فشيئا بينما يعجز المفاوض العراقي عن إيجاد الحلول مع حكومات الدول المجاورة التي تتلاعب بالحصص المائية.

 *******************************

الصفحة الخامسة

الارصفة تختفي في أسواق بغداد.. عربات وبسطات تحتلها والسابلة يعانون

متابعة – طريق الشعب

من يتجول في أسواق بغداد ومناطقها الشعبية يجد نفسه محاصراً بين بسطات وعربات تبيع كل شيء، بدءاً بالمشروبات والمأكولات، مروراً بالخضراوات والفاكهة، وليس انتهاء عند المواد الكهربائية والمنزلية والأحذية والملابس.

ووسط ضجيج مكبرات الصوت التي يشغّلها الباعة للترويج لبضاعتهم عبر تكرار جمل معينة، يصبح الرصيف هو الضحية في الصراع الدائر بين البائع المضطر إلى احتلاله، والمواطن الذي يتمنى إخلاءه، فيما الجهات الحكومية عاجزة عن توفير البدائل لهؤلاء الكادحين، والراحة للمتبضعين.

الباعة يرمون الكرة في ملعب الحكومة

في منطقة السنك التجارية وسط العاصمة، يبيع علي وهو يدفع عربته الجوالة عصائر مختلفة، كي يوفر الحد الأدنى من قوت عائلته المؤلفة من 7 اشخاص.

وهو لا ينكر ان تجاوز الباعة الجوالين على الأرصفة وأجزاء من الشوارع أمر سلبي، لكنه قال في حديث صحفي أن “الخلل في الحكومة وليس في البائع، لأنها لا توفر فرص عمل للشباب، فيضطرون إلى افتتاح بسطات في هذه الأماكن كي يؤمّنوا لقمة العيش”.

ويتساءل: “إذا لم يوفَر لك مصدر عيش، فمن يساعدك وكيف ستعيش!؟”

أما فؤاد مصطفى، وهو صاحب بسطة لبيع المواد المنزلية، فيخرج إلى العمل منذ الصباح الباكر، ويعود بمردود مالي يومي بسيط بالكاد يسد رمق عائلته.

يقول مصطفى في حديث صحفي: “المواطن لن يلجأ إلى هذه المهن المتعبة لو وفرت له الحكومة فرصة عمل”.

ويضيف متحدثا عن وضعه الصحي المتردي: “أنا معاق ومصاب بالصرع، وقد أصبت سابقا بجلطتين، وحينما قدمت على الرعاية الاجتماعية، أخبروني بأني لا استحق”! مؤكدا أنه “لو كان لدي راتب ثابت لن أقدم على هذه المهنة المتعبة”.

المواطن محاصر

تواجه الحاجة أم مريم صعوبة في عبور الشارع التجاري في منطقتها وسط بغداد، بسبب كثرة أعداد البسطات المنتشرة على الرصيف وأجزاء من الشارع.

وتقول في حديث صحفي أن “المواطن أصبح محاصراً بين البسطات والعربات، ولا سبيل له سوى السير بشكل متعرج”، موضحة أنه “من المعروف ان الارصفة مخصصة للسابلة، لكن بسبب احتلالها من قبل الباعة الجوالين صرنا نضطر إلى السير في الشارع بين السيارات، علما ان الشارع شمله التجاوز هو الآخر. إذ يقوم بعض أصحاب المحال والباعة الجوالين بوضع علامات دالة أو قسم من بضاعتهم على الشارع”.

وتشير الحاجة أم مريم إلى خطورة السير في الشارع، خاصة أن السيارات تمر مسرعة ولا تراعي اكتظاظ المنطقة التجارية بالناس، وبالتالي يتعرض البعض إلى حوادث دهس، مؤكدة أن “ملامح الأرصفة نسيناها في ظل سيطرة الباعة الجوالين عليها”.

أما الشابة سارة التي تدير محلا تجاريا في إحدى المناطق شرقي العاصمة، فتذكر أن “هناك طرقاً مبتكرة في التجاوز على الأماكن العامة. إذ يقوم البعض بافتتاح مطاعم في الهواء الطلق، ونصب طاولاتهم على الأرصفة. فيما يعمد العديد من أصحاب المقاهي إلى الزحف نحو الرصيف وضمه إلى مقاهيهم”.

وتلفت إلى أن “هذه الحالة اخذت في الانتشار، سيما في المناطق الشعبية. فهناك مطاعم ومقاه عبارة عن محال صغيرة لا تتسع لاعداد الزبائن، فتقوم باحتلال الرصيف وتحويله إلى مكان لتناول الطعام أو تدخين الأركيلة، وبالتالي يجد المواطن صعوبة في السير، خاصة النساء”.

وتضيف سارة قائلة أنه “حتى المطاعم التي لم تضع طاولاتها على الرصيف، يتجاوز البعض منها عليه وعلى الشارع بشكل أو بآخر. كأن يضع كشكا لبيع الشاي أو يحتل المكان برصف دراجات الديليفري التابعة له”.

متعاطفون مع البسطات

ووسط امتعاض البعض، يتعاطف الكثير من المواطنين مع أصحاب البسطات. إذ يقول المواطن ابو مهند أن “عمل البسطات يشبه البطالة المقنعة، فأغلب أصحابها خريجو جامعات أو حاصلون على شهادات عليا لم يجدوا وظيفة حكومية”. 

ويضيف قائلا أن “الشاب الخريج تعب واجتهد واهله أيضا تعبوا حتى اوصلوه لهذا المستوى الجامعي، لذلك من المفترض أن يجد فرصة عمل تليق به”، مستدركا أنه “بالرغم من كون البسطات تزاحم المارة وتشوّه جمالية المكان، إلا أن أصحابها مضطرون إلى عملهم هذا بسبب عدم توفر بدائل. وان إزالة هذه التجاوزات مرهونة بتوفير فرص عمل لهؤلاء الشباب”.

وينوّه أبو مهند إلى أن “الجميع يرغب في ازالة تلك التجاوزات، ولا أحد يقبل بأن يتم الاستيلاء على الأماكن العامة، لكن قبل ذلك يجب تقديم البديل الحقيقي لهؤلاء الكادحين، كأن توفر لهم فرص عمل أو منح مالية على الأقل، لا أن تجري محاربتهم وقطع سبل معيشتهم بحجة الحفاظ على جمالية المدن”.

---------

اكول.. حاجة ملحة إلى مستشفى للطوارئ

أحمد الغانم

مع بداية تفشي وباء كورونا في العراق، جرى تحويل مبنى الشركة العامة للتبوغ والسكائر – مصنع النصر في منطقة الشماعية ببغداد، إلى مستشفى لمعالجة المصابين بالفيروس، حمل عنوان “مستشفى العطاء”.

وفي هذا المبنى الكبير، وفرت وزارة الصحة الكوادر الطبية والمستلزمات العلاجية، وفتحت شعبة لفحص المواطنين.

وقدم المستشفى خلال فترة الجائحة، خدمات كبيرة لسكان أحياء الشماعية والأورفلي والرحمة والكفاءات والسفير والعبيدي والشهداء والكمالية والفضيلية وطارق والنصر والرشاد وحسينية المعامل. لكن بعد انحسار مخاطر الجائحة، قررت الوزارة تحويل هذا المستشفى إلى مركز لمعالجة الإدمان. ولأن هناك قسما من نوعه في مستشفى الرشاد للأمراض النفسية والعقلية وآخر في مستشفى ابن رشد، نرى أنه من الأفضل تحويل “مستشفى العطاء” إلى مستشفى لمعالجة الحالات الطارئة، تماشيا مع حجم الرقعة الجغرافية للأحياء المذكورة، وكثافتها السكانية العالية. إذ ان سكان تلك الأحياء ينقلون مرضاهم إلى مستشفيي “الصدر” و”الإمام علي” في مدينة الثورة (الصدر)، ويواجهون صعوبة في الوصول إليهما بسبب الاختناقات المرورية في منافذ الدخول.

------------

مواساة

  • تعزي منظمة الحزب الشيوعي العراقي في منطقة الجمهورية بالبصرة، الرفيق حسن الملّاك بوفاة شقيقته أم وسام.

للفقيدة الذكر الطيب ولرفيقنا الملّاك وعائلته الصبر والسلوان.

  • ببالغ الحزن والاسى تعزي منظمة الحزب الشيوعي العراقي في قضاء الهندية ومعها اللجنة المحلية للحزب في كربلاء، الرفيق خالد شاكر عودة الكفري بوفاة نجله الشاب علي، إثر حادث مؤسف.

للفقيد الذكر الطيب ولرفيقنا العزيز وعائلته الصبر والسلوان.

  • بمزيد من الحزن والأسى تنعى منظمة الحزب الشيوعي العراقي في روسيا الاتحادية، صديق الحزب حميد البكري، الذي توفي يوم 1 تشرين الأول الجاري بعد صراع طويل مع المرض.

وكان الفقيد متواضعا وذا خلق رفيع، وتميز بحب الوطن والشعب وبقي صديقا وفيا للحزب.

له الذكر الطيب ولعائلته الكريمة وأصدقائه ومحبيه الصبر والسلوان.

  • تعزي اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في واسط، صديق الحزب المهندس سلام اسكندر وأخوته، بوفاة خالهم السيد عز الدين جبوري الخطيب آل يحيى الموسوي، بسبب مرض عضال.

للفقيد الذكر الطيب ولعائلته ومحبيه الصبر والسلوان.

  • تنعى اللجنة الأساسية للحزب الشيوعي العراقي في بلدروز، الرفيق هلال عبد الله خميس، الذي توفي يوم 1 تشرين الأول الجاري عن عمر ناهز 92 عاما، وذلك إثر مرض عضال.

وكان الفقيد مناضلا لصيقا بحزبه حتى آخر لحظة في حياته، وقد عرفته سوح النضال من أجل الوطن الحر والشعب السعيد، وإثر ذلك تعرض للمضايقات والاعتقالات ابان النظام الدكتاتوري الفاشي.

له الذكر الطيب ولأهله ورفاقه الصبر والسلوان.

  • تعزي منظمة أبي الخصيب في الحزب الشيوعي العراقي بالبصرة الرفيق عبدالحسين عبد علي جبريت بوفاة ابن عمته الشخصية الوطنية الأستاذ حيدر حسين التميمي. للفقيد الذكر العطر ولذويه ومحبيه ورفيقنا جميل الصبر.

***************************

الصفحة السادسة

شهيدان وجريح برصاص إسرائيلي شمال رام الله.. استنكار فلسطيني واسع.. ودعوة الى رد وطني جماعي

القدس - وكالات

استشهد شابان، وأصيب آخر، فجر يوم أمس، خلال اقتحام قوات الاحتلال الاسرائيلية منطقة ضاحية التربية والتعليم شمال رام الله. وأكد حزب الشعب الفلسطيني أن تصعيد الاحتلال لجرائمه يتطلب رداَ وطنياَ جماعياَ وتعزيز وحدة ومقاومة الشعب.

جريمة جديدة

وحسب ما نشرته وكالة “وفا”، فإن قوات الاحتلال اقتحمت ضاحية التربية والتعليم قرب مخيم الجلزون شمالا، وأطلقت النار صوب ثلاثة شبان داخل مركبتهم، ما أدى لاستشهاد اثنين هما باسل بصبوص، وخالد عنبر من مخيم الجلزون، وإصابة الثالث سلامة رأفت من بلدة بيرزيت.

وأضافت الوكالة، أن قوات الاحتلال اختطفت جثماني الشهيدين، واعتقلت المصاب. كما أعلن جيش الاحتلال أنه اقتحم مخيم الجلزون، بهدف اعتقال شبان، وزعم أنه “خلال عملية الاعتقال هاجمت سيارة مسرعة الجنود الذين ردوا بإطلاق النار..”.

موقف حزب الشعب الفلسطيني

وفي غضون ذلك، اعلن حزب الشعب الفلسطيني عن إدانته الشديدة لجرائم الاحتلال الصهيوني المتصاعدة، وآخرها جريمة الإعدام بدمَ بارد التي أدت لاستشهاد الشابين باسل بصبوص، وخالد عنبر، من مخيم الجلزون، وإصابة الشاب سلامة رأفت من بلدة بيرزيت، وذلك عقب اقتحام قوات الاحتلال لضاحية التربية شمال محافظة رام الله.

وأفاد الحزب، في بيان صحفي، تلقته “طريق الشعب”، أن جريمة إعدام الشابين بصبوص وعنبر، والعديد من عمليات القتل والاعتقالات وتدمير المنازل وعربدات المستوطنين الأخرى في محافظات الوطن، تندرج في إطار جرائم الحرب اليومية وإرهاب الدولة المنظم بحق المواطنين الفلسطينيين.

وأضاف الحزب، في بيانه: إن جرائم الاحتلال وتصعيد ممارساته العدوانية ضد شعبنا، تتطلب رداَ وطنياَ جماعياَ وعلى المستويات كافة، ودعم وتكثيف مقاومة شعبنا في كل المجالات والميادين، كما بات من الملح تعزيز وحدة وصمود شعبنا.

وطالب حزب الشعب القيادة الفلسطينية بسرعة تنفيذ قرارات المجلسين الوطني والمركزي، وتكثيف تحركها لدفع المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته، والتقدم بشكل جدي دون تردد لمحكمة الجنايات الدولية لملاحقة مجرمي الحرب الإسرائيليين ومحاكمتهم أمام محكمة الجنايات على الجرائم المتواصلة التي اقترفوها في الاراضي الفلسطينية المحتلة، ومن أجل الزام اسرائيل القوة القائمة بالاحتلال بالقوانين الدولية.

إدانة الرئاسة

من جانبها، هاجمت الرئاسة الفلسطينية السياسة الإسرائيلية “الخطيرة والطائشة وغير المسؤولة” تجاه الفلسطينيين، بعد قتل الشابين بدم بارد، قائلة إنها لن تجلب الأمن والاستقرار لأحد، وأن “الأمن سيكون للجميع، أو لن يحصل عليه أحد”.

ودان الناطق باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة استمرار عمليات القتل اليومي بحق الفلسطينيين، التي كان آخرها جريمة إعدام الشابين. وطالب أبو ردينة في تصريح صحافي، إسرائيل بالتوقف عن هذه السياسة الخطيرة وغير المسؤولة، وعدم اللجوء إلى كل هذه الأساليب الطائشة التي أوصلت الأمور إلى مرحلة ستدمر كل شيء.

واعتبرت الرئاسة أن التصعيد الإسرائيلي الخطير والمتواصل في كل مكان من الأراضي الفلسطينية المحتلة “تجاوزاً للخطوط الحمراء”.

-------------

تونس

احزاب اخرى تقاطع الانتخابات المقبلة

تونس - وكالات

اتسعت دائرة الأحزاب السياسية المقاطعة للانتخابات البرلمانية المزمع تنظيمها في تونس يوم 17 كانون الاول المقبل، احتجاجا على القانون الانتخابي الجديد الذي أقرّه الرئيس قيس سعيّد، وسط مخاوف من تأثير ذلك على نسب المشاركة في التصويت.

وأعلن حزب “المسار” مقاطعته للانتخابات البرلمانية المرتقبة، لينضم بذلك إلى قائمة الأحزاب التي أعلنت مقاطعتها للانتخابات، وعلى رأسها “جبهة الخلاص الوطني” التي تضم أحزابا وازنة في الساحة السياسية، من بينها حركة النهضة، إلى جانب ائتلاف حزبي يضم 5 أحزاب ومعهم الحزب الدستوري الحر. وتعتبر هذه الأحزاب المقاطعة أن القانون الانتخابي الذي أقره سعيّد، يؤسّس لنظام حكم الفرد الواحد ولبرلمان من دون صلاحيات، ويعطي للأحزاب السياسية دورا أقل ويقلّص من تمثيليتها ومشاركتها في الحياة السياسية، إلى جانب إلغائه آلية التناصف التي تضمن وصول أكبر عدد ممكن من النساء إلى السلطة التشريعية.

وردا على هذه الانتقادات، دافع سعيّد بشدة عن القانون، نافيا محاولته إقصاء الأحزاب من البرلمان المقبل، وقال إنه “لن يقصي أي طرف أو شخص إذا توفرت فيه الشروط الموضوعية التي ينص عليها القانون”، كما استبق الدعوات إلى مقاطعة الانتخابات بالتأكيد على حرية كل طرف في اتخاذ قرار المشاركة من عدمها.

وقبل أسبوعين، أصدر الرئيس قيس سعيّد قانونا انتخابيا جديدا، سيختار بموجبه التونسيون مرشحيهم على أساس فردي بدلا من اختيار القوائم الحزبية، ويعيد تقسيم الدوائر الانتخابية، كما يسمح بسحب الثقة من النائب في صورة إخلاله وتقصيره في أداء مهامه وعمله.

يشار إلى أن الانتخابات البرلمانية المرتقبة هي المحطّة الأخيرة من خارطة الطريق التي أعلن عنها الرئيس قيس سعيّد منذ 25 تموز من العام الماضي، وبدأها بتنظيم استشارة إلكترونية شعبية حول الإصلاحات السياسية والدستورية.

-----------

جبهة النضال الشعبي الفلسطيني تدين قصف كردستان العراق

القدس - وكالات

استنكرت جبهة النضال الشعبي الفلسطيني، أخيرا، استمرار الاعتداءات المسلحة المتكررة على إقليم كردستان العراق من جانب تركيا وايران.

وقالت الجبهة في بيان تلقته “طريق الشعب”، “نؤكد تضامننا مع الشعب الكردي الشقيق ورفض شعبنا الفلسطيني لمثل هذه الاعتداءات المتكررة والتي تقوم على حجج باطلة، وتشكل انتهاكاً صارخاً لكافة الأعراف والمواثيق، وان الاعتداءات الإيرانية أدت الى استشهاد مواطنين وجرح آخرين، فضلا عن ترويع المواطنين العزل، في وقت تعجز فيه الحكومة العراقية عن اتخاذ اي اجراء لوقف هذه الهجمات الجبانة”.

وعبّرت الجبهة عن “ادانتها الشديدة لهذا الاعتداء الآثم الذي تعرض له الأبرياء في عدة مدن وتجمعات كردية”. وطالبت الحكومة الايرانية بـ”وقف قصفها العشوائي للمدن الكردية، فهذه الهجمات تشكل انتهاكاً لسيادة ووحدة أراضي العراق وهي مرفوضة تماماً ومن شأنها زعزعة استقرار المنطقة ككل”.

ووجهت جبهة النضال الشعبي الفلسطيني “التعازي وأصدق مشاعر المواساة للشعب الكردستاني والقوى التقدمية والديمقراطية الكردية الصديقة وعائلات الضحايا”.

-----------

اشتباكات مسلحة تعقب انهيار هدنة اليمن بساعات

صنعاء - وكالات

تجددت المعارك بين قوات الحكومة اليمنية وجماعة الحوثي، يوم أمس جنوبي البلاد، بعد ساعات من انتهاء الهدنة وإخفاق جهود الأمم المتحدة في التوصل لاتفاق على تمديدها.

واتهمت الحكومة اليمنية الحوثيين بالتعامل مع الهدنة بوصفها “فرصة للابتزاز ضد مصالح الشعب اليمني” وفقا لتصريح أدلى به عضو مجلس القيادة الرئاسي، عبد الله العليمي.

واندلعت اشتباكات في جبهتي الضالع (جنوب) وتعز (جنوب غرب)، بين قوات الحكومة وجماعة الحوثي، بعد ساعات قليلة على انتهاء الهدنة.

من جانبه، أعرب المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس غروندبرغ، عن أسفه لعدم التوصل إلى اتفاق لتمديد الهدنة التي بدأت في الثاني من نيسان الماضي.

----------

الحسم في جولة ثانية.. الانتخابات الرئاسية في البرازيل: لولا يفوز بجولة الانتخابات الأولى

رشيد غويلب

في الجولة الانتخابات الرئاسية الأولى التي جرت الأحد الفائت في البرازيل حصل الزعيم اليساري لويز إيناسيو لولا دا سيلفا على 48,43 في المائة من أصوات الناخبين، وتغلب “لولا” على الرئيس البرازيلي المنتهية ولايته جايير بولسونارو، وهو ضابط فاشي سابق، ويعرف بـ ”ترامب البرازيل”. وسيخوض المرشحان جولة انتخابات ثانية حاسمة في 30 تشرين الأول الحالي.

وحصل بولسونارو على 43,2 في المائة من الأصوات. تبعه بفارق كبير، المرشح سيمون تيبيت 4,16 في المائة، وسيرو جوميز 3,04 في المائة. وبلغت نسبة المشاركة في التصويت 79.1 في المائة، وهو أدنى مستوى منذ عام 1998.

وحقق رئيس المحكمة الانتخابية العليا، ألكسندر دي مورايس توازنًا إيجابيًا من الجولة الأولى:” كانت المحكمة الانتخابية العليا نشطة للغاية في مواجهة المعلومات المضللة وخطاب الكراهية”. ولم يكن للتقارير الكاذبة أي تأثير على الانتخابات ومرت اليوم بهدوء مع “استثناءات قليلة”.

وعبر “لولا” عن تفاؤله بالفوز في جولة الانتخابات الثانية. وصرح في ساو باولو بعد إعلان النتائج: “طوال الحملة، كنا متقدمين في جميع استطلاعات الرأي وكنت أعتقد دائمًا أننا سنفوز في هذه الانتخابات وأريد أن القول، أننا سنفوز في هذه الانتخابات!” وفي الأسابيع المقبلة، يريد “لولا” القيام بجولات واسعة بهدف الحوار المباشر مع السكان.

وكان “لولا” يأمل بحسم السباق الانتخابي في الجولة الأولى بحصوله على أكثر من 50 في المائة من الأصوات، لان الفوز في الجولة الأولى يمنح المنتصر وبرنامجه السياسي دعمًا أقوى في المناقشات الاجتماعية المستقبلية وفي تشكيل الائتلاف الحاكم. ولكن متابعون أشاروا إلى ان ذلك لم يحدث، فلم تشهد البرازيل هزيمة رئيس منتهية ولايته في الجولة الأولى.

ولم يفصح بولسونارو، عن موقف صريح، على الرغم من علمه بأن السكان يريدون التغيير، إلا أنه يحذر مما يعتبره عواقب سلبية للتغيير. ويريد في الأسابيع المقبلة، توعية “الطبقة المتضررة” بالعواقب المحتملة لسياسات خصمه.

وجرت في يوم نفسه انتخابات البرلمان الاتحادي (513 مقعدا)، وانتخابات برلمانات الولايات التي تنتخب بدورها حكام الولايات، وكذلك انتخابات ثلث مقاعد مجلس الشيوخ، التي يبلغ مجموعها81 مقعدا. ولم تعلن النتائج حتى ساعة إعداد هذا التقرير.

 وبعد اعلان النتائج تلقى “لولا” التهاني من رؤساء الارجنتين وكولومبيا والمكسيك.

مخاوف من انقلاب محتمل

ان الذهاب إلى جولة ثانية سيكون مصحوبا بمخاوف ومتاعب للقوى المناهضة لفاشية الرئيس المنتهية ولايته، انطلاقا مما شهدته الحملة الانتخابية من تهديدات مبطنة باللجوء إلى رفض النتائج وصولا إلى سيناريو الانقلاب العسكري، إلى جانب عمليات الاغتيال التي طالت عددا من كوادر حزب العمل البرازيلي وقوى اليسار المتحالفة معه.

وبهذا الصدد أشار متابعون لتطورات الوضع في البرازيل إلى أن انقلابا عسكريا بالمعنى التقليدي، مثل الذي حدث عام 1964، غير وارد.  اذ لم يعد ميزان القوى الوطني والدولي يسمح بذلك. ولم تعد هناك حركة واسعة من المحافظين او الرجعيين من السكان الذين دعموا الانقلاب العسكري في عام 1964. حتى أن البرازيليين لن يوافقوا على انقلاب بولسونارو ويبررون تورط الجيش. ويدرك الجيش ذلك جيدًا. وحتى داخل القوات المسلحة، يشارك البعض بولسونارو في انتقاده لنظام التصويت الإلكتروني فقط.

مسيرة حافلة

ولد دا سيلفا لولا في أسرة متواضعة، واضطر إلى ترك تعليمه في سن العاشرة والعمل لإعالة عائلته، قبل أن يلتحق بنقابة عمال الحديد إثر حادث عمل تعرض له في سن 19، وخسر بسببه أحد أصابع يده اليسرى. وتحول الفتى الفقير إلى رئيس لنقابة الحديد، وأبرز المدافعين حقوق العمال. لقد استطاع بشخصيته المؤثرة وذهنه الاستراتيجي المشاركة في تأسيس حزب العمل البرازيلي، أكبر أحزاب اليسار في البلاد، وأصبح لاحقا زعيما للحزب، وحتى بعد مغادرته زعامة الحزب، ظل “لولا” الشخصية الأبرز في الحزب وعموم اليسار البرازيلي، والسياسي الأكثر شعبية في البلاد.

وبعد خوض عدة محاولات انتخابية، تولى “لولا” رئاسة جمهورية البرازيل لدورتين متتاليتين (2002 – 2011)، حقق خلالها إصلاحات اقتصادية واجتماعية وانفتاحا على العالم، وشغلت ا البرازيل بزعامته موقع سادس أكبر قوة اقتصادية في العالم.

وتعرض “لولا” لمؤامرة اتهامه بالفساد، لمنعه من خوض الانتخابات الرئاسية التي أعقبت الانقلاب البرلماني، وعزل رفيقته الرئيسة المنتخبة ديمقراطيا ديليما روسيف.

لقد أمضى “لولا” (75 عاما) 18 شهرا في السجن، بعد إدانته بتهمة الفساد، وأُفرج عنه بقرار بالإجماع للمحكمة العليا، لكون التهم السابقة لم تستند إلى دليل ملموس.  وعندما دخل السجن كانت استطلاعات الراي تعتبره المرشح الأوفر حظا للفوز في الانتخابات الرئاسية التي كانت مقررة في تشرين الأول 2018.

و يعود “لولا” ليفوز في الجولة الأولى للانتخابات الرئاسية، ويبدو انه قادر على حسم المعركة في الجولة الثانية لصالحه.

**********************

الصفحة السابعة

إرواء 5 ملايين دونم.. الموارد المائية تُقرّ خطتها الاروائية للموسم الشتوي المقبل

بغداد ـ طريق الشعب

أفاد وزير الموارد المائية مهدي رشيد الحمداني، بأن الوزارة وضعت الخطط لمواجهة تحديات نقص الموارد المائية القادمة من تركيا وايران، من خلال الحفاظ على المياه الجوفية من الاستنزاف والتوزيع العادل للمياه لجميع مناطق العراق.

فيما أعلنت خلية الإعلام الحكومي، إقرار وزارة الموارد المائية خطتها الاروائية للموسم الشتوي المقبل، على وفق الخزين المائي ومعطيات السنة المائية والآثار الكبيرة للتغيرات المناخية، في ظل توقعات وزارية بشأن ضغط الشحة المائية وتوقعات استمرارها للموسم الرابع على التوالي. وقال الحمداني، أمس الاول الأحد، خلال ندوة في مدينة السليمانية أقامتها وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في حكومة إقليم كردستان عن الواقع المائي في العراق المتأثر جداً بقلة المياه في نهري دجلة والفرات بالإضافة إلى التغير المناخي، إن “الوزارة بدأت اتباع أسس ترشيد استهلاك المياه على كافة المستويات وتطبيق خطط تشغيلية وتأهيل للسدود والخزانات العراقية”.

وأشار الحمداني الى أن “كل هذه الخطط تتم حسب طبيعة السنة المائية وتقييم الإيرادات وبطرق تنظيمية معقولة، وفقاً لكل الاحتمالات لتأمين المياه للشرب بالدرجة الأولى وللأغراض الزراعية والاحتياجات الأخرى بالدرجة الثانية والتوجه باستخدام طرق الري الحديثة والتحول من نظام الري المفتوح إلى نظام الري المغلق”.

وتطرق الحمداني إلى مؤشرات الأمم المتحدة التي صنفت العراق من ضمن خمس دول سوف تتأثر بالجفاف والتغيرات المناخية، “لذلك وضعت الوزارة خططاً لمواجهة هذه التحديات والحفاظ على المياه الجوفية وتوزيع العادل للمياه لجميع مناطق العراق والحفاظ على المياه الجوفية من الاستنزاف”.

وبات ملفّ المياه يشكّل تحدياً أساسياً في العراق، البلد شبه الصحراوي، والذي يبلغ عدد سكانه أكثر من 41 مليون نسمة، وحمّل العراق مراراً تركيا وإيران مسؤولية خفض منسوبات المياه بسبب بناء سدود على نهري دجلة والفرات.

وسبق للبنك الدولي، أن اعتبر غياب أي سياسات بشأن المياه قد يؤدي إلى فقدان العراق بحلول العام 2050 نسبة 20 في المائة من موارده المائية، فيما اعلن العراق في وقت سابق أن المشروعات المائية التركية أدت لتقليص حصته المائية بنسبة 80 في المائة، بينما تتهم أنقرة بغداد بهدر كميات كبيرة من المياه.

من جهتها، أعلنت خلية الإعلام الحكومي، إقرار وزارة الموارد المائية خطتها الاروائية للموسم الشتوي المقبل، على وفق الخزين المائي ومعطيات السنة المائية والآثار الكبيرة للتغيرات المناخية، في ظل توقعات وزارية بشأن ضغط الشحة المائية وتوقعات استمرارها للموسم الرابع على التوالي.

وذكرت الخلية في بيان لها، ان «الخطة يمكن من خلالها تأمين الإرواء لـ ( 1,5) مليون دونم من المياه السطحية لصدور الأنهر الرئيسة والمساحات الزراعية مضمونة الإرواء، مع الأخذ بعين الاهتمام ضرورة استخدام التقنيات الحديثة في الزراعة، إضافة إلى تأمين الإرواء لـ ( 2,5) مليون دونم من المياه الجوفية للمناطق الواعدة وحسب خطة الوزارة التي تدعم وتسهل إجراءات حفر الآبار وصيانة وإدامة العشرات منها، التي اعتمدت على المحددات الفنية والدراسات العلمية في الإرواء والاستغلال الأمثل للمياه، مع ضرورة استخدام التقنيات الحديثة في الزراعة، فضلاً عن تأمين الإرواء لـ ( 1,100) مليون دونم من البساتين، مع ضمان تأمين المياه الخام لكافة محطات الإسالة لإنتاج مياه الشرب، وهي من أولويات عمل الوزارة”.

وتُشير الخلية إلى أن “وزارة الموارد المائية ستعقد اجتماعاً مع وزارة الزراعة، لغرض تحديد الخطة الزراعية للموسم الشتوي القادم، التي تنسجم مع خطة الإرواء التي اقرتها الوزارة ولتحديد المساحات وتقسيمها بين المحافظات”.

ودعت الوزارة الحكومات المحلية في المحافظات كافة إلى “أخذ دورها في مساندة الوزارة ودوائرها المعنية المتواجدة في جميع المحافظات، بمنع التجاوز على الحصص المائية وردم بحيرات الأسماك المتجاوزة، أملاً من الجميع التعاون والتنسيق لضمان عدالة توزيعات المياه”.

وتعادل هذه المساحة نفس المساحة المقرة في عام 2020، قبل ان تتقلص الى النصف اي 2.5 مليون دونم في العام الماضي 2021، وفي حينها انتج العراق 4 ملايين طن من الحنطة اي ضمن الخطة (2020-2021)، فيما انتج 3 ملايين طن فقط ضمن الخطة (2021-2022) بعجز بلغ قرابة 34 في المائة، ومن المؤمل ان ينتج ضمن الخطة الجديدة (2022-2023) قرابة 4 مليون طن من الحنطة.

وتشير المعطيات الى ان عودة ارتفاع المساحات التي ستزرع، لا تعني ان الموقف المائي سيكون افضل هذا العام، بل يلاحظ اعتماد كميات كبيرة من المياه الجوفية، فضلا عن اعتماد المرشات وطرق سقي حديثة نوعيا وهو ما يتيح سقي اكبر مساحة ممكنة بكميات اقل من المياه.

 ***************************

القرى العصرية بين الاندثار وإعادة التأهيل

عبد الكريم عبد الله بلال*

ذكر ديوان الرقابة المالية الاتحادي في تقرير عن أداء وزارتي الزراعة والموارد المائية بتاريخ ٢٠٢٢/٦/١٢، أن من أول أهداف وزارة الزراعة هو القضاء على الفقر بجميع أشكاله بكل مكان. كما اشار إلى أن هذا الهدف يتحقق بواسطة انشاء القرى العصرية في الريف العراقي، لصالح المتفرغين الزراعيين من مهندسين زراعيين واطباء بيطريين، وعلى أساس هذا الهدف فقد وضعت وزاره الزراعة في برنامجها وقبل اكثر من عشر سنوات مشروع اقامة القرى العصرية، وكان هذا المشروع من مشاريع الخطة الاستثمارية في الوزارة، الا انه وبعد مضي فترة طويلة، نرى أنه لم يكتمل انجاز تلك القرى الا الشيء اليسير منه فقط في البصرة وكربلاء والمثنى والديوانية من بين كل محافظات العراق، وحتى هذه لم تكتمل وفيها العديد من النواقص، وتعزو وزارة الزراعة السبب إلى توقف الخطة الاستثمارية بعد عام 2014 وكذلك إلى عدم تعاون المحافظات مثلا في اكمال البنى التحتية (طرق، كهرباء، مدارس ومساكن)، السؤال الذي يطرح نفسه: لماذا اكتمل البعض ولم تكتمل البقية منها؟ ومن المسؤول عنها؟ هل مديرية الزراعة المعنية بالمتابعة الميدانية، ام وزارة المالية التي لم توفر المبالغ اللازمة لها، ام أن وزارة الزراعة لم تتابع مديرياتها، ام المقاول كجهة منفذة، ام التجاوزات على الاراضي من قبل الغير؟ هذه كلها اسباب بالإمكان تبرير الفشل من خلالها، لكن هل تمت محاسبة من ذكرنا من المسؤولين عن ذلك، وهل ما تم بناؤه تم الحفاظ عليه ام اندثر؟ الآن واصبحت الخسارة خسارتين: خسارة الموارد المالية وخسارة المشروع. والمفترض ان يكون الآن مساهما في توفير الأمن الغذائي للناس وكذلك توفير فرص عمل، ووصفه كمركز ارشادي لأن من سيعمل فيه هم المتخصصون من (المهندسين الزراعيين والاطباء البيطريين)، وسيكونون مثالا للعمل، وكان بالإمكان استخدام التقنيات الحديثة في الري واستخدام المكننة في ادارة الثروة الحيوانية، كما كان بالإمكان ان تكون مراكز للبحث العلمي في مناطق عملها، وحسب جغرافية الارض، كل هذا تمت خسارته لذلك نقترح:

  1. تشكيل لجنة من وزارة الزراعة ومديرياتها كل حسب منطقته والمحافظات لغرض اعادة تقييم كافة القرى العصرية وتحديد نواقصها لغرض اكمالها.
  2. تحديد ادارات جديدة وكفوءة للإشراف عليها لغرض اكمالها وممكن اشراك نقابتي المهندسين الزراعيين والاطباء البيطريين فيها.
  3. تحديد سقف زمني لغرض انجازها.
  4. مفاتحه الجهات التنفيذية في المحافظات لغرض ازالة التجاوزات عنها.
  5. الطلب من وزارة الموارد المائية حفر آبار فيها بعد تحديد مواقعها قبل مدة.
  6. الاتفاق مع نقابتي المهندسين الزراعيين والاطباء البيطريين لتحديد اسماء منتسبيهم، من الخريجين لغرض اسكانهم كمتفرغين زراعيين وحسب سنة التخرج وحسب القرعة.

ـــــــــــــــــــــــــــــــ

  • مهندس زراعي استشاري

 ***********************

معاناة مزارعي الحويجة: شح المياه ونقص الماكنات وارتفاع أسعار الأسمدة والاعلاف

كركوك ـ احمد القصير

يغطي قضاء الحويجة التابع الى محافظة كركوك جزءا مهما من سلة العراق الغذائية لوفرة الأراضي الزراعية، وتنوع المحاصيل، لكن مزارعو هذا القضاء يشكون شح المياه وارتفاع أسعار البذور وقلة الاليات الزراعية، وتهالك الموجود منها، في الوقت الذي يمثل التهديد الأمني تحديا قائما امام المزارعين.

حفر الابار

يقول المزارع محمد شبيب: ان “الحويجة هي من اكثر واكبر المناطق انتاجا للمحاصيل الغذائية، فهي سلة من الفواكه والخضر الجيدة”.

ويضيف شبيب، ان ازمة شح المياه اجبرت بعض الفلاحين على حفر الابار من اجل سقي أراضيهم، مشيرا الى ان هذا الامر أضاف عبئا جديدا على كاهل المزارعين.

ويشكو المزارع من ارتفاع أسعار الأسمدة بشكل مبالغ فيه، الى جانب قلة الآليات الزراعية المسؤولة عن الحراثة ونثر البذور ورش المبيدات، وتهالك الموجود منها، مبينا ان ارتفاع تكلفة الوقود ونقل المحاصيل الزراعية ساهما في ارتفاع الأسعار.

ويُشير الى ان الفواكه والخضر المحلية جيدة وطازجة وتلبي حاجة الناس واسعارها مناسبة لولا جشع المضاربين ومستغلي حاجة المواطنين.

الثروة السمكية

وحول الثروة السمكية، اكد شبيب ان ارتفاع أسعار العلف أثر على مربي الأسماك ودفعهم الى العزوف عن تربية السمك، ما تسبب في زيادة الأسعار على المواطنين.

وفي الوقت الذي يقوم فيه المزارعون بتهيئة حقولهم للموسم الزراعي المقبل، ما يزال الموقف غامض حول الخطة الزراعية وقدرات وزارة الموارد المائية.

بدوره، يبّين الفلاح محمود عبوش من ناحية الرياض، وجود هجرة للفلاحين صوب مدن كركوك، نتيجة قلة المياه وتطبيق نظام المراشنة.

ويضيف ان غلق وإهمال معامل الحليب، التي كانت تستوعب الإنتاج من الحليب وتوفر الأعلاف التي توزع على الفلاحين عند تسويقه للحليب، ساهم في تراجع أوضاع المزارعين في الناحية خاصة وانها تقع خارج الخط المطري وانهارها غير مبطنة.

التهديد الامني

وفي تصريح سابق، اكد اتحاد الجمعيات الفلاحية في كركوك، وجود خطر امني يهدد المزارعين في النواحي التابعة للقضاء.

وقال رئيس الاتحاد محمود العزي، ان “25 في المائة من المزارعين في النواحي التابعة للحويجة عاودوا نشاطهم الزراعي غير ان القسم الأكبر ما زال مهدداً بسبب وجود بؤر وخلايا خفية ونائمة تتواجد في المناطق الوعرة والشاسعة”.

وأشار الغزي الى “وجود بؤر خفية لعناصر داعش تهدد المزارعين في النواحي الساخنة التابعة للحويجة”.

 ****************************

نصف سكان الأهوار يهجرون «جنة عدن»

بغداد ـ وكالات

أعلن رئيس لجنة الزراعة البرلمانية، ثائر الجبوري، أن نصف سكان الأهوار هجروها بسبب شح المياه والجفاف، لكنهم يواجهون مشكلة أخرى في المدن، وهي عدم وجود فرص عمل.

واكد الجبوري، أن نصف سكان الأهوار هجروها إلى مراكز المدن، مشيراً إلى أنه لم تبق هناك أسماك لصيدها، ولا مياه لتربية جواميسهم، لافتا إلى أن سكان الأهوار يواجهون مشكلة أخرى، تتمثل في عدم وجود فرص عملهم لهم في المدن.

بحسب إحصاءات مديرية الزراعة في ذي قار، فقد هاجرت 1200 عائلة من أهوار المحافظة إلى مراكز المدن.

من جهته، بيّن المتحدث باسم وزارة التخطيط، عبد الزهرة الهنداوي، أن العراق شهد هجرة من الريف إلى المدينة خلال العقود الماضية، خصوصاً مع تقليص الدعم للفلاحين والإنتاج المحلي، منوّهاً إلى أن سكان الريف يشكلون 30 في المائة من سكان العراق الآن.

يأتي ذلك في وقت زاد سكان العراق خمسة ملايين نسمة خلال الفترة بين 2014 إلى 2022، حسب بيانات الجهاز المركزي للإحصاء، التي أظهرت أن عدد سكان الريف في عام 2021، بلغ 12 مليوناً و411 ألفاً و457 شخصاً.

سلة ذي قار الغذائية مهددة؟.. سكان الغرّاف يهجرون قراهم

ضرب الجفاف نحو 40% من القرى والأرياف في الغرّاف الذي تحوّل الى قضاء في العام 2014، جراء نقص الموارد المائية. أما الصامدون ففضلوا الاستعانة بالابار الارتوازية، في محاولة لسد النقص في الاطلاقات المائية التي يحكمها مزاج دول المنبع. ويقع قضاء الغراف على بعد 25 كيلومتراً شمال مدينة الناصرية.

يقول حسن الخفاجي، قائممقام قضاء الغراف، ان “اكثر المناطق التي تضررت من جراء الجفاف في محافظة ذي قار هي مناطق الأهوار ومحاذاتها، وكذلك قضاء سيد دخيل، اضافة الى قضاء الغراف”.

فبحسب الخفاجي، “تأتي 10 عوائل يوميا لطلب الحصول على موافقة نقل أثاث من المحافظة الى اخرى، لكنه يحذر من استمرار الجفاف في القضاء الذي يعد “السلة الغذائية لمحافظة ذي قار”.

يشار الى ان هناك نحو 3000 بيت زجاجي في الغراف تنتج محاصيل عدة مثل الطماطم او الباميا.

ولم ينجح العراق منذ منتصف القرن الماضي في إيجاد حلول للأزمة التي باتت تمثل ورقة ضغط بيد دول المنبع.

الحكومة العراقية هددت في مناسبات عديدة باللجوء إلى المؤسسات الدولية للفصل في مسألة تقاسم المياه مع ايران وتركيا، إلا أنها لم تقدم فعليا على تدويل الملف.

**********************************

الصفحة الثامنة

لقاء مع القائد الشيوعي السوداني المخضرم صديق يوسف: شعبنا السوداني يناضل من أجل الدولة المدنية الديمقراطية والحرية والسلام والعدالة شعار ثورته المستمرة

باريس ــ يوسف أبو الفوز

دخل خيمة “طريق الشعب” في مهرجان اللومانتيه في باريس، مهيبا، أنيقا، يرتدي جلابية من القطن، الزي المعروف للرجال في السودان، وبدا لي كأنه خارج من صفحات رواية “دومة ود حامد” للكاتب الطيب صالح. سبقته شهرته إلينا من اليوم الأول لحضورنا المهرجان، فتسابق الرفاق لتحيته والتصوير معه. كان متواضعا بمهابة وهادئا في حديثه بالكاد تسمعه. رغم أعوامه الواحد والتسعين، التي قضى 74 عاما منها، في صفوف الحزب الشيوعي السوداني، كان يسير منتصب القامة، بخطى ثابتة ويتحدث بترو ووضوح. ارتجفت اصابعي، حين شد عليها بقوة الكف التي تخيلت كم صافحت من ايادي مناضلين في الحزب الشيوعي السوداني، عمل إلى جانبهم، منهم شهداء، لهم عبق الاساطير، مثل جوزيف قرنق، عبد الخالق محجوب، هشام العطا، الشفيع أحمد الشيخ، محمد إبراهيم نقد، فاطمة أحمد إبراهيم وآخرين.

بعد تأسيس الحزب الشيوعي السوداني في العام 1946، انتمى إليه بعمر يافع، بعد تأسيسه بسنتين، فيعتبر الآن من المؤسسين، وعمل في صفوفه بدون انقطاع، وواجه كل عنت وعسف الحكومات المتعاقبة من ملاحقات واعتقال، آخرها كانون الأول/ ديسمبر 2018 واستمر حتى آذار/ مارس 2019.

 عن أخر التطورات في أوضاع السودان، الذي شهد حركة احتجاجات عارمة، شارك فيها الحزب الشيوعي السوداني بنشاط، اندلعت يوم 19 ديسمبر/كانون الأول من عام 2018 في أغلب المدن السودانيّة بسببِ ارتفاع الأسعار وغلاء المعيشة وتدهور حال البلد على كلّ المستويات، والفساد في أجهزة الدولة واستمرار الحرب في العديد من الأقاليم. وإذ شهدت الاحتجاجات ردا عنيفا من جانب حكومة عمر البشير، استخدم فيها الرصاص الحي، فإنها ازدادت أوارا  رافعة شعار (تسقط بس)، ولم تتوقف رغم سقوط عشرات الشهداء والجرحى، وأدت إلى تدخل الجيش في 11 أبريل / نيسان 2019، ليعلن خلع الرئيس البشير عن السلطة وبدء مرحلة انتقالية لمدة عامين تنتهي بإقامة انتخابات لنقل السلطة، وتشكل مجلس سيادة مختلط من المدنيين والعسكر، لكن سرعان ما نفذ العسكر انقلابا في  25 أكتوبر/ تشرين الثاني العام الماضي، لإجهاض الثورة، فواجه احتجاجات من أبناء الشعب ولا تزال مستمرة، فكان لنا كان لنا حديث مستفيض مع الرفيق صديق يوسف ، عضو اللجنة المركزية والمكتب السياسي للحزب الشيوعي السوداني، هنا اهم ما ورد فيه :

الرفيق المناضل القدير صديق يوسف، نكرر التحية باسم هيئة تحرير «طريق الشعب»، وباسم كل الشيوعيين العراقيين، الذين ينظرون باعتزاز الى نضالات الحزب الشيوعي السوداني وما قدمه من تضحيات وشهداء لأجل تحقيق أهدافه السامية في بناء مجتمع مدني ديمقراطي وتحقيق العدالة الاجتماعية والسلام لجميع أبناء الشعب السوداني الموحد.

لنبدأ حديثنا من الأوضاع الأخيرة في السودان، انقلاب العسكر وما تبعه  

  • في البدء أكرر الشكر للرفاق في الحزب الشيوعي العراقي، في كل مكان، وعبر “طريق الشعب” أوجه تحيات التضامن والاعتزاز بنضالاتهم التي نتابعها باستمرار، ونستلهم منها الدروس، ونحيي فيهم جهاديتهم العالية واستمرارهم على طريق النضال بدون تخاذل رغم كل الصعوبات والمعوقات والتضحيات.

اما عن السودان، فما حدث في 25 أكتوبر/ تشرين الثاني العام الماضي، كان انقلابا عسكريا، موجها ضد ثورة ديسمبر/كانون الأول من عام 2018 المجيدة، بقيادة عبد الفتاح عبد الرحمن البرهان، الذي كان رئيسا لمجلس السيادة، الذي يجمع بين المدنيين والعسكريين، اذ حل الانقلاب مجلس السيادة والوزراء، أعلن حالة الطوارئ وعلق العمل بمواد الوثيقة الدستورية، التي وقعت بين المجلس العسكري الانتقالي وتحالف قوى اعلان الحرية والتغيير الذي يمثل أحزاب المعارضة السودانية التي ساهمت في الاحتجاجات التي أطاحت بحكم عمر البشير. فحصلت حركة احتجاجية ضد الانقلاب، حالما تسرب خبر الانقلاب، اشتركت فيها كل جماهير شعبنا، في كل مدن السودان، كانت حركة جماهيرية تلقائية لمعارضة الانقلاب العسكري والجهات القائمة عليه.  كما هو متوقع واجه الانقلابيون الجماهير بالقمع والرمي بالرصاص واختطاف وتغييب المناضلين، ولاتزال الاحتجاجات مستمرة، وسقط أكثر من 117 شهيدا في التظاهرات والاعتقالات لعشرات الآلاف من الشباب الذين يتعرضون لصنوف مختلفة من التعذيب، بعد ان يتم تسليبهم من ممتلكاتهم، نقودا او هواتف وغيرها. وأصبحت ظاهرة التسليب من قبل قوات الأمن أسلوبا معتمدا لمضايقة أي مجموعة شباب، حتى لو لم يكونوا مشتركين في تظاهرة.

بعد الانقلاب، تابع العالم عودة رئيس الوزراء عبد الله حمدوك لموقعه ثانية وثم استقالته من جديد، كيف قرأ الشيوعي السوداني هذه الملابسات؟

  • ادانت بعض الدول الافريقية والاوربية الانقلاب العسكري، الاتحاد الافريقي، الهيئة الحكومية للتنمية (أيغاد) وطالبت بأطلاق سراح عبد الله حمدوك رئيس الوزراء، والعودة للحكم المدني. تم إطلاق سراح رئيس الوزراء، لكنه استقال بعد أقل من شهر. لم تكن استقالته صادمة لنا، لكنه حين عاد ووقع اتفاقا شرعن فيه الانقلاب، صدم كثير ممن وجدوا فيه خيرا لقيادة المرحلة الانتقالية. وحين فشل في الحد من تدخلات المجلس العسكري في سلطاته التنفيذية التي تخولها له الوثيقة الدستورية، وجد ان الاستقالة أكرم له. بعد الانقلاب شكلت لجنة ثلاثية من الأمم المتحدة، الاتحاد الافريقي منظمة الهيئة الحكومية للتنمية “ايغاد”، وتمت دعوة مع كل القوى السياسية، وقدمت لنا، للحزب الشيوعي السوداني الدعوة أيضا وحضرنا ثلاثة رفاق، كنت من ضمنهم. وجدنا ان هناك تواطؤا بين قوى الانقلاب وهذه اللجان. فكانت مطالبنا واضحة: كيف تكون رئاسة الدولة، كيف ننتخب رئيس الوزراء، البرنامج الاقتصادي واجراء الانتخابات؟ قلنا إننا لا يمكن ان نجلس مع الانقلابيين، وعند وقت الاجتماع كان عدد الشهداء أكثر من 70 شهيدا، واعتبرنا النظام مسؤولا عن قتل الشهداء، وان قادة الانقلاب مجرمون ولا يعقل ان نجلس معهم، بل يجب ان يعاقبوا وان المساءلة والمحاكمة شرط أساس. حضرت بعض القوى السياسية من قوى الحرية والتغيير هذه اللقاءات. وكان هناك موقفان متعارضان: موقف يوافق على التفاوض مع العساكر قادة الانقلاب، وموقف الرفض، موقف الحزب الشيوعي السوداني الذي يلخص باللاءات الثلاثة: لا للتفاوض، لا للشراكة ولا شرعية للانقلاب. ان شعبنا يواصل نضالاته، ويثبت كل يوم رفضه التام للأنظمة الدكتاتورية والاستبدادية، وعشقه للحرية والديمقراطية والعدالة، وقد قرر إقامة سلطة الدولة المدنية الديمقراطية ولا يرضى بديلًا لها، كما اختار الحرية والسلام والعدالة ورفعهم شعار لثورته المستمرة.

هل تجدون ان قوى الانقلاب متجانسة؟ أم هناك صراعات فيما بيها؟ كيف يستثمر الحزب الشيوعي السوداني والحركة الوطنية الخلافات ان وجدت؟

  • أن قوى الانقلاب العسكري، لها قيادتان، قوى الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوى المليشيات، او ما يسمى بالتدخل السريع، بقيادة محمد حمدان دقلو، والمعروف باسم حميدتي، وصدر في أيام حكم البشير قرار بدمج المليشيات مع قوى الجيش. كانت المليشيات عبارة عن جماعات للنهب، وهي قوى بدون تدريب عسكري، اغلبهم من القرويين والرعاة، أعطاها النظام السابق صفة الشرعية، لأسباب تخص تدعيم سلطته، ومن الأيام الأولى كانت هناك مقاومة معلنة وغير معلنة، من قبل الضباط النظاميين في الجيش السوداني لهذه الإجراءات. أيضا ان هذه المليشيات هي القوى المتورطة بعمليات تهريب الذهب السوداني، وهناك العديد من التقارير الصحفية التي سلطت الضوء على تهريب أكثر من مئة طن من الذهب السوداني إلى روسيا، الذي خلق علاقة ما بين هذا النظام وروسيا، وحين بدأ غزو أوكرانيا صرح زعيم المليشيات أنه سيعطي روسيا قواعد عسكرية عند البحر الأحمر مما اثار غضب السعودية ومصر وطبعا الامريكان، وبهذا أدخلونا قسرا إلى الصراع العالمي الذي سيؤثر كثيرا على مصالح شعبنا السوداني. نحن كحزب شيوعي سوداني لنا موقف مستقل من الحرب في اوكرانيا ولا نصطف سوى إلى جانب شعبنا، فلو قامت هذه القواعد العسكرية سيكون بلدنا جزءا من الحرب القائمة، مثلما تم توريط السودان بأرسال وحدات من هذه المليشيات إلى اليمن حيث حاربت إلى جانب القوات السعودية هناك. ان الصراع بين مراكز القوى في الانقلاب مستمر، نحن نتابع ذلك، نتواصل مع أبناء شعبنا من الضباط المخلصين، نواصل التحشيد لأجل برنامجنا السياسي المعلن.

كيف كانت رؤية الشيوعي السوداني للخروج من الازمة وملابساتها؟

  • اعد الحزب الشيوعي السوداني وثيقة سياسية، ودعونا كل القوى السياسية، وقوى التغيير الجذري، لمراجعة التجربة السياسية منذ الاستقلال في 1956، فتجربتنا السياسية كانت مليئة بالانقلابات العسكرية وسيطرة القوى اليمينية التي دعمت العسكر لإدارة مقاليد الحكم. نحن في الشيوعي السوداني وجدنا ضرورة وجود اتفاق حول برنامج حقيقي للانتقال الديمقراطي والإصلاح الاقتصادي والعلاقات الخارجية السليمة. رفضنا اي تدخل عسكري في المنطقة والسودان. رفضنا أي مشاركة في أي اتفاقات وتحالفات عسكرية تهدد استقلال بلدنا، وبنفس الوقت طالبنا ببناء علاقات متكافئة في مصلحة شعبنا السوداني. طالبنا بنظام برلماني يبدأ من القرية، صعودا للعاصمة. طالبنا بالسلام، ونرى ان السلام لا يمكن ان يكون باتفاقات بين العساكر من حاملي السلاح، لابد من معالجة الأسباب التي أدت إلى حمل السلاح، لابد من برنامج تنمية يعالج الدمار، يعالج الهجرة والنزوح، فمن دافور وحدها هاجر أكثر من أربعة ملايين، إلى خارج السودان او يعيشون في المدن التي تشكل الاحزمة، لابد من معالجة الآثار التي تواجه الجنود المسرحين، لابد من حل جميع المليشيات ويكون السلاح بيد الدولة، وتكوين جيش وطني موحد، وثم السعي نحو انتخابات ديمقراطية نزيهة.

في خضم هذا المسعى، وسعي الحزب الشيوعي لتحقيق أهدافه البرنامجية في التغيير، ماذا عن القوى السياسية السودانية التي يجدها الحزب قريبة منه، ويعتبرها حليفته في النضال؟

  • نحن في الحزب الشيوعي السوداني، نعتبر ان قوى الحرية والتغيير كانت قوى حاضنة سياسية للنظام من بعد الثورة، لكنها إلى حد الآن لديها تطلعات للحل عن طريق التفاوض مع قادة الانقلاب، ونحن نرفض هذا. نحن، كحزب شيوعي سوداني، نطالب بأسقاط النظام العسكري عن طريق الأضراب السياسي، وان القوى التي تؤمن بهذا الطريق، هي القوى الجوهرية والاقرب لنا، وهي قوى الشعب، من عمال وكادحين وطلاب وشباب ونساء، وأيضا النقابات، خصوصا ان حركات الاضرابات لا تزال مستمرة.

وماذا تحدثنا عن علاقة حزبكم مع الحركة النقابية؟

ان علاقة الحزب الشيوعي السوداني بالنقابات علاقة تاريخية، وهذه لن يفهمها قادة الانقلاب الذي منع العمل النقابي. اننا حاليا موجودون في كل تجمعات للعاملين. فبمشاركة من الشيوعيين، ولأول مرة حصل ان أعلنت إعادة تأسيس نقابة للصحفيين، برغم من عدم وجود قانون. الحركة النقابية في السودان عريقة، لها تاريخ مجيد في مواجهة مختلف الحكومات، وكان الشيوعيون من أبرز قادتها، فالاتحاد العام لنقابات العمال كان يقوده الشهيد الشفيع أحمد الشيخ المعروف عالميا. هذا الاتحاد قام بدون وجود قرارات تجيزه. فمن بعد ثورة 1964، لم يعد العمال ينتظرون قرارا من أحد، ان مواثيق مكتب العمل الدولي تقول ان العمل النقابي لا يشترط قرارا من الحكومات، ان السلطة والشرعية لتجمع العاملين. ونعتقد ان نقابات العاملين هي واحدة من الحلفاء الأساسيين، ايضا لجان المقاومة، المشكلة من قبل الشباب من مختلف الاتجاهات السياسية، ولدينا علاقات تنسيق جيدة معها، حتى بين صفوف قوى الجيش والشرطة، كذلك المنظمات الشبابية، النسوية، المهندسين والمحامين وغيرها

تابعنا بأعجاب مساهمات المرأة السودانية في احداث الثورة وفي مواجهة الانقلاب، هلا تحدثنا عن الدور المتميز للمرأة السودانية؟

  • نعم، انه فعلا دور متميز، وطالما حيا وساند حزبنا دور المرأة في النضال لأجل حقوقها وحقوق أبناء شعبها. لقد قمعت مختلف الأنظمة نضالات المرأة، ومنذ 2018 حاولت السلطات تغييب وقمع دور المرأة في تطور الاحداث، لكنهم فشلوا. ففي التظاهرات والاعتصامات واثناء قمعها في احداث ديسمبر، بمختلف الطرق من قبل القوى الأمنية، يحصل ان بعض الشباب يتراجعون لكن النساء لا يتراجعن، فثباتهن يدفع الشباب ويحرضهم للعودة. كان دور المرأة في الثورة ومعارضة الانقلاب دورا كبيرا ولها مواقف جريئة ومشرفة.

في العقود الأخيرة لاحظنا انتظاما في انعقاد مؤتمرات الحزب العامة، وتابعنا ما تنشره صحيفة الحزب المركزية (الميدان) بين الحين والأخر، عن تحضيرات تجرى لعقد مؤتمر الحزب السابع، فمتى سيعقد المؤتمر؟ وأين سيعقد؟

  • كل مؤتمرات الحزب الشيوعي السوداني عقدت داخل السودان، شخصيا حضرت المؤتمرات: الثالث، الرابع، الخامس والسادس، وإذا طال بنا العمر سنحضر السابع. وبسبب من ظروف عمل الحزب الصعبة والمعقدة، كان هناك انقطاع بين فترة عقد المؤتمر الرابع والخامس، حوالي ثلاثين سنة. المؤتمر الخامس والسادس عقدا بشكل علني، وما سبقه عقد بشكل سري. وعن المؤتمر السابع، فان التحضيرات والاعمال لعقده جارية ومستمرة، إذا نجحنا ربما يعقد نهاية هذا العام او مطلع العام القادم. كحزب انجزنا اعداد وثائق المؤتمر الأساسية وصدرت نهاية أغسطس/ آب الماضي: المقترحات للتعديلات على دستور الحزب (النظام الداخلي)، التقرير السياسي للجنة المركزية ومشروع برنامج الحزب. ووثائق الحزب حسب النظام الداخلي يجب ان تكون جاهزة قبل أربع شهور وتطرح للنقاش من قبل منظمات الحزب، هذه المرة سنحرص على اشراك القوى الديمقراطية في مناقشة الوثائق.

لنتحدث قليلا، عن العلاقات التاريخية بين حزبينا الشقيقين العراقي والسوداني؟

  • منذ بدايات تأسيس حزبنا ارتبطنا بعلاقات عميقة مع الحزب الشيوعي العراقي، فحزبنا تأسس عام 1946، بينما تأسس الحزب الشيوعي عام 1934، فتعلمنا الكثير من مدرسة نضالات الحزب الشيوعي، وقدم لنا الحزب الشيوعي منذ البدايات مختلف أنواع الدعم، خاصة تزودينا بالأدبيات الماركسية المترجمة إلى اللغة العربية، وتعلمنا من كوادر الحزب الشيوعي بعضا من فنون العمل السري، مثلا الطباعة بالرونيو. وان رفاقنا، ممثلين حزبنا في المنظمات العالمية، على تنسيق دائم مع كوادر الحزب الشيوعي العراقي الشقيق، في اتحاد الشباب العالمي، اتحاد الطلاب العالمي، اتحاد النساء العالمي، واتحاد العمال العالمي وغيرها. ولطالما كانت هناك لقاءات بين قيادة حزبينا لتبادل الخبرة والتضامن، وفي الفترة الأخيرة، تم تبادل الزيارات بين الحزبين على مختلف المستويات، ومنظمات حزبينا خارج الوطن، مثلما حصل في لندن وفنلندا، ودول اوربية أخرى تنسق العمل التضامني فيما بينها، وفي مؤتمر حزبنا السادس 2016، تلقينا رسالة تهنئة تضامن من الحزب الشيوعي نتشرف بها كثيرا.

وبحكم سنوات نضالكم المديدة والمجيدة في صفوف الحزب الشيوعي السوداني، هل اتيحت لكم الفرصة للقاء مع بعض القادة التاريخيين من قيادة الحزب الشيوعي العراقي؟

  • للأسف لم تتح لي شخصيا في السابق فرصة التشرف بلقاء قياديين من الحزب الشيوعي، من الرفاق الذين سمعنا بأسمائهم كثيرا، مثل سلام عادل، عزيز محمد، زكي خيري وعامر عبد الله واخرين، فعملي ونشاطي كان بالأساس داخل السودان، وقليلا ما غادرت البلاد. وفي أجواء مهرجان اللومانتيه، هذا العام، وكما ترى الآن، كل يوم تقريبا أزور خيمة طريق الشعب، فالتقي هناك رفاقي واصدقائي، استمع لأحاديثهم ونتبادل الأفكار والرؤى، وكانت لي لقاءات وافية ومثمرة مع الرفاق ممثلي قيادة الحزب الشيوعي العراقي.

كيف ترى مساهمات الشيوعيين عراقيين وسودانيين، في مهرجان اللومانتيه؟

  • في البدء لابد من شكر وتثمين الحزب الشيوعي الفرنسي، للمثابرة في تنظيم هذا المهرجان، الذي أصبح علامة دالة على نشاط قوى اليسار والشيوعيين. والمهرجان يوفر فرص غير قليلة للشيوعيين وكل قوى اليسار للقاء وتبادل التجارب والمعارف الثورية. فلأول مرة شخصيا مثلا التقي برفاق من كوريا الجنوبية واسمع منهم ويسمعون منا. زرت عدة مرات خيمة (طريق الشعب)، واستمعت فيها لمحاضرات وتابعت فعاليات، ومسرور جدا ان خيمتي حزبينا تستقطبان الكثير من الزوار، خصوصا خيمة (طريق الشعب)، التي اجدها على تنظيم عال وفاعل، ومن خلالكم أقدم تحية تضامن واعتزاز للعاملين في الجريدة ولقرائها.

***********

الصفحة التاسعة

الكشف عن موعد انطلاق الدوري العراقي

بغداد ـ وكالات

كشفت لجنة المسابقات في الاتحاد العراقي لكرة القدم، أمس الاثنين، عن تحديد العاشر من تشرين الأول الجاري موعداً لانطلاق مباريات الدوري الممتاز. وقال نجم الآوسي عضو لجنة المسابقات، في تصريحات إعلامية: “القرعة الخاصة بالفرق المشاركة بالدوري ستجري يوم الأربعاء المقبل بحضور ممثلي الأندية”.

وأوضح: “الديوانية بنسبة كبيرة سيكمل عدد الفرق ليكون العدد 20 فريقا لتتنافس على لقب الموسم المقبل، ومن المؤمل أن تنطلق منافسات الدوري في العاشر من الشهر الجاري”.

وتنتظر لجنة المسابقات القرار النهائي من اتحاد الكرة بخصوص السماح للديوانية بالمشاركة أو منح الفرصة لأمانة بغداد أو الميناء باللعب بدلاً عنه.

***********

كأس السوبر العراقي.. فوضى تنظيمية وهواتف مسروقة

متابعة ـ طريق الشعب

ظفر الشرطة بلقب كأس السوبر بعد تغلبه على منافسه الكرخ بهدف نظيف، في المباراة التي أقيمت في ملعب المدينة الدولي وسط حضور جماهيري.

وفي الوقت الذي بقي فيه اتحاد كرة القدم وفيا لعادته في سوء تنظيم الاحداث الرياضية، لاقى شكل الكأس والميداليات، وحادثة سرقة هواتف لاعبي الشرطة استهجان جماهيريا كبيرا.

مزهرية!

وتوّج وزير الشباب والرياضة، رئيس الاتحاد العراقي لكرة القدم، عدنان درجال، فريق نادي الشرطة لكرة القدم بكأس السوبر.

وقال مدونون إن الكأس عبارة عن قطعة من التحفيات معروضة في مواقع مصرية، يمكن شراؤها عبر الإنترنت، مقابل قرابة 200 دولار.

الاتحاد ينتقد “حملة التنمر”

الانتقادات اللاذعة التي نالها تصميم كأس العراق، اعتبرها عضو الاتحاد العراقي لكرة القدم، يوسف فعل، “حملة تنمر غير مبررة”.

وقال فعل، إن “فكرة إنشاء كأس السوبر هي جديدة ومستوحاة من الاعتزاز وابراز التراث العراقي بالتصاميم”.

وأضاف: “يجب الاحتفاء بالتنظيم المفرح للبطولة والتي جرت بكل انسيابية وتحضير من جميع النواحي”.

وأوضح عضو الاتحاد، أن “الكأس تم إعداده من قبل لجنة مختصة بتنظيم البطولة بنسختها الثانية وبالتأكيد لا يوجد شيء يستحق الحملة التي حصلت بشأن تصميم الكأس”.

الكأس بـ 80 دولاراً

بدوره، قال عضو إدارة نادي الشرطة، تحسين الياسري “من المعيب والمجحف بحق الاتحاد العراقي أولًا والأندية العراقية ثانيًا شراء كأس لبطولة السوبر يباع عبر التسوق الإلكتروني”.

أضاف عضو الإدارة أن “كأس السوبر الذي ظهر في البطولة يباع في التسوق الإلكتروني بسعر 75 إلى 80 دولارًا؛ ولكن الاتحاد يقول إنه تصميم تراثي وهذا أمر معيب بحق الرياضة العراقية واسم نادي الشرطة والكرخ أيضًا”.

وأشار إلى ان عدنان درجال ويونس محمود يمتلكان تجربة في قطر وكان يفترض نقل تجربتهم في التطور إلى العراق. لم يقتصر حفل التتويج الذي وصف بـ “السيء” على الانتقادات الموجهة لاتحاد كرة القدم بفعل تصميم كأس السوبر، بل تعدى ذلك.

متابعون قالوا إن عدد الميداليات التي من المفترض أن يُقلد بها اللاعبون لم تكن كافية لعدد اللاعبين، بالتالي فأن بعض اللاعبين خرجوا من ملعب المباراة دون حصولهم على ميدالية خاصة بنهائي كأس السوبر العراقي.

سرقة هواتف من الشرطة!

سلبيات ومساوئ حفل التتويج لم تتوقف عند هذا الحد، بل اختتمت بعد عودة اللاعبين إلى غرف نزع الملابس، بعد تعرض لاعبين من الفريق لحادث سرقة بعد نهاية مباراة كأس السوبر.

ونقلت وسائل إعلام عن إدارة الشرطة أن “عملية تحقيق تجرى من قبل مدير أمن الملعب، حيث سيتم إعادة شريط الكاميرات، من أجل التوصل إلى السارق الحقيقي”.

**********

وقفة رياضية.. تراخيص أندية الدوري في خدمة الكرة العراقية

منعم جابر

قبل عدة مواسم كروية بدأ الاتحاد الآسيوي لكرة القدم ببعض الخطوات العملية للنهوض بالكرة الآسيوية وتطويرها، من أجل اللحاق بركب الكرة العالمية، وأوجد فكرة ترخيص بعض أندية البلدان الآسيوية ومنها بعض أندية اليابان وكوريا الجنوبية، ثم تولت سياسة التراخيص في بلدان الخليج، وأخيراً كل القارة الآسيوية ومنها العراق.

في أعوام لاحقة ورغم تجربة التراخيص الا أن فرقنا المشاركة في منافسات الدوري ظلت قاصرة عن استيعاب فكرة التراخيص واعتبرتها غير جادة بسبب عدم الجدية وغياب الاهتمام والمعرفة بماهية التراخيص، علماً ان فكرة التراخيص تشكل خطوة أولى على طريق بناء الأندية المحترفة وبالتالي وجود هذا المشروع لخدمة الكرة العراقية، حيث يعمل على تنظيم الأندية الرياضية واداراتها وحساباتها وينهي العمل العشوائي والارتجالي وكذلك تنظيم الملاعب الرياضية للأندية وملاعب التدريب ووجود طواقم تدريبية لكل الفرق العاملة في النادي (براعم وأشبال وناشئون وشباب)، إضافة للفريق المتقدم. وكذلك توفير ملعب خاص للفريق الأول في النادي أو عن طريق التأجير بعقد مع الجهات المالكة للملعب.

وبهذا الواقع ستنتقل الأندية من حال إلى حال أفضل وتقدم نفسها وفرقها واداراتها بشكل متميز ويجعل أداءها قادرا على الابداع والنهوض بواقع كرة القدم.

إن سياسات التشكيلات الاتحادية بكرة القدم لم تعط لجنة التراخيص الاهتمام والرعاية المطلوبة، بل اعتبرتها لجنة ثانوية وغير جديرة بالرعاية لأنها اعتقدت أن العمل في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم غير مكترث بهذه اللجنة، إلا أن الواقع اليوم أكد ان لجنة التراخيص وعملها هو قلب الاتحاد الآسيوي الذي حمّل الاتحادات المنضوية تحته ومنها الاتحاد العراقي لكرة القدم مسؤولية كبيرة واساسية، لأن كرة القدم في القارة الآسيوية ليست بالمستوى المطلوب مقارنة بالقارة الاوربية وامريكا الجنوبية وافريقيا، مما يتطلب منه ان يختار طريق النهوض بالواقع الكروي في القارة، ولا يتحقق هذا المشروع الا بتوجيه من الاتحاد الآسيوي وعمل ونشاط الاتحادات الرياضية الوطنية، وفعلا قدم الاتحاد الآسيوي خبراته الفنية وإشرافه المباشر على اللعبة وعقد سلسلة من الورش التدريبية والمحاضرات العلمية للعاملين في كرة القدم العراقية من أجل تطوير اللعبة وكوادرها.

أحبتي في الاتحاد العراقي لكرة القدم أنتم مدعوون للاهتمام بلجنة التراخيص وتطوير عملها ومساعدتها على متابعة فرق الدوري الممتاز، لا بل حتى فرق الدرجة الأولى، وبهذا يتحقق التطور المطلوب للكرة العراقية أسوة بمثيلاتها في القارة الآسيوية وغيرها.

*********

ميامي هيت يمدد عقد هيرو

ميامي ـ وكالات

أعلن ميامي هيت، المنافس في دوري كرة السلة الأمريكي للمحترفين، تمديد عقد اللاعب تايلر هيرو لمدة أربعة أعوام.

وأكد ميامي هيت توقيع العقد مع هيرو، المتوج بجائزة “أفضل سادس لاعب” في دوري السلة الأمريكي، لكن دون الكشف عن تفاصيل الصفقة، وفقا لسياسة النادي.

وذكرت التقارير أن التمديد، الذي يبدأ اعتبارا من موسم 2023/2024، تبلغ قيمته 120 مليون دولار، وقد تصل إلى 130 مليون دولار شاملة الحوافز.

وقال بات ريلي، رئيس النادي: “تايلر لاعب متعدد الإمكانيات، ونحن سعداء للغاية بحسم استمراره مع الفريق لخمسة أعوام مقبلة”.

وأضاف: “تحسنه في كل عام، منذ أن تعاقدنا معه، أدى إلى هذا اليوم.. ونحن نثق في أنه سيواصل التحسن”.

***********

أنس جابر ثانيا.. شفيونتيك تحتفظ بصدارة التصنيف العالمي للتنس

نيويورك ـ وكالات

حافظت اللاعبة التونسية، أنس جابر، على مركزها الثاني في التصنيف العالمي لرابطة محترفات التنس، أمس الاثنين.

وذلك للأسبوع الرابع على التوالي، رغم أنها خسرت 215 نقطة، ليصبح في رصيدها 4885 نقطة، وتأتي خلف البولندية إيغا شفيونتيك، المصنفة الأولى عالميا، التي حافظت على نفس الرصيد بـ 10180 نقطة.

ولم تشهد قائمة اللاعبات العشر الأوليات إلا تغييرات طفيفة، بارتقاء الإستونية أنيت كونتافيت إلى المركز الثالث، مقابل تراجع الإسبانية باولا بادوزا إلى المركز الرابع، وصعود البيلاروسية آريانا سابالينكا إلى المركز الخامس، بينما تراجعت الأمريكية جيسيكا بيغولا إلى المركز السادس.

وتستعد أنس جابر للعودة لأجواء البطولات، من خلال مشاركتها في بطولة الياسمين، التي تبلغ قيمة جوائزها المالية 250 ألف دولار، وتنظمها تونس لأول مرة بالمنستير.

وستفتتح أنس مشاركتها في بطولة الياسمين، اليوم الثلاثاء، حيث ستواجه في الدور الأول اللاعبة الأمريكية، آن لي، المصنفة 62 عالميا.

*******

كورتوا يغيب عن ريال مدريد أمام شاختار في دوري أبطال أوروبا

مدريد ـ وكالات

تأكد غياب البلجيكي تيبو كورتوا، حارس مرمى ريال مدريد الإسباني، عن فريقه في المباراة المقبلة أمام شاختار دونستيك الأوكراني، في دور المجموعات لبطولة دوري أبطال أوروبا، وذلك بحسب ما أكدت تقارير إعلامية.

وكان نادي ريال مدريد قد أعلن أمس الاول الأحد، عن إصابة كورتوا بعرق النساء الأيسر، ما غيبه عن مباراة الفريق أمام أوساسونا في بطولة الدوري الإسباني. وسقط ريال مدريد على ملعبه ووسط جماهيره، في فخ التعادل الإيجابي بهدف أمام ضيفه أوساسونا، أول أمس الأحد، في الدوري الإسباني، في مباراة شهدت حراسة الأوكراني أندريه لونين لعرين مرمى الفريق الملكي.

وبحسب إذاعة “كادينا كوبيه” الإسبانية، فإن الاختبارات التي خضع لها كورتوا أكدت إصابته بعرق النساء الأيسر، وإنه لا يعاني من إصابات عضلية أخرى.

وأشارت الإذاعة أن تيبو كورتوا سيخضع للعلاج تحت إشراف الأخصائيين الفيزيائيين، وسيمارس التمارين داخل صالة الألعاب الرياضية في انتظار التحسن.

وأكدت ” كوبيه” بإن كورتوا لن يشارك في مباراة الفريق المقبلة أمام شاختار دونستيك في دوري أبطال أوروبا.

ويستعد فريق ريال مدريد لمواجهة شاختار دونستيك الأوكراني، يوم الأربعاء المقبل، في الجولة الثالثة من دور المجموعات لبطولة دوري أبطال أوروبا.

**********

129 قتيلا و180 جريحا في أندونيسيا بأعمال شغب عقب مباراة ديربي

جاوا ـ وكالات

قالت الشرطة الإندونيسية، امس الاول الأحد، إن أكثر من 120 شخصا قتلوا من بينهم أطفال ورجال أمن وأصيب 180 بجرح في أعمال شغب عقب مباراة ديربي في جزيرة جاوا. وأعلنت السلطات الإندونيسية عن فتح تحقيق بالكارثة وتعليق مباريات الدوري لأسبوع.

واشتبك أنصار ناديي أريما وبيرسيبايا سورابايا الجاوي بعد هزيمة أريما 3-2 في المباراة التي أقيمت في مالانج ريجنسي في جاوا.

وقال مسؤولون إن أعمال الشغب اندلعت عندما اندفع الآلاف من مشجعي نادي أريما إلى ميدان الملعب بعد خسارة فريقهم، بينما غادر لاعبو بيرسيبايا الملعب على الفور، لكن العديد من لاعبي أريما الذين كانوا لا يزالون في الملعب تعرضوا للهجوم أيضا.

وذكرت التقارير أن العديد من الضحايا وقعوا بعد أن أطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع على مدرجات مزدحمة، مما تسبب في حالة من الذعر بين المشجعين في ملعب كانجوروهان.

وتم تعليق الدوري الإندونيسي لمدة أسبوع نتيجة الحادث المميت. وقال وزير الشباب والرياضة الإندونيسي زين الدين أمالي لقناة “كومباس”، “نحن آسفون لهذه الحادثة. إنها حادثة مؤسفة تؤذي كرة القدم لدينا”.

وأضاف “سنفحص بدقة الطريقة التي نُظّمت بها المباراة وعدد المشجعين (في الاستاد). هل سنمنع مجددا حضور المشجعين في المباريات؟ سنناقش الأمر”.

*********

الصفحة العاشرة

تشرين .. القصيدة التي لم تكتب بعد !!

كاظم غيلان

1 / تشرين الاول مرت الذكرى الثالثة لاندلاعها ، انها تشرين ، الثورة ، الانتفاضة ، الحراك ، سموها ما شئتم فصدرها الرحب لن يضيق بحرية الخيارات ، لقد منحتنا الحرية أولا هي لاغيرها ، وأعطت لأجل ذلك خيرة شبانها وشاباتها شهداءا، منحتنا الغناء والشعر ، اعطتنا دروسا في الابتكار، تشرين خلقت شعاراتها بنفسها ، ليس لها مجلس قيادة ، وليس لها سوى ساحاتها ، وخيامها ، هي التي أطلقت التسميات على نفسها ، فليس هناك من يمتلك فرمانا باسمها ، ظلت عصية على الأوامر والتعليمات ، فهي صاحبة القرار ، ليس فيها الأعلى والادنى لأنها ساحة عراقية خالصة لجميعنا ، طوائف وقوميات وأديان ، توحد المسجد بالكنيسة والمندي ، فهل أكثر من هذا كله تمنحنا؟ هل وجدنا كرما مثل كرمها؟

قصيدة تشرين لم تكتب بعد ، إذ ليس لها نهاية طالما مبررات اندلاعها قائمة ، هي ليست بحاجة لشعراء الفضائيات المسكونين بل( انا ) المتضخمة ، لأنها( نحن).

كتبنا عنها شعرا ، روايات ، اغاني ، مسرحيات ، يوميات  إلا أنها ظلت فوق كل ماكتينا .

شهيد تشرين وايقونتها ( صفاء السراي) وجد في الشاعر الثائر مظفر النواب قدوته ، كان يقبل صوره أينما يجدها ويردد قصائده ، ولربما تشبع بمحبته للعراق فأطلق صرخته المعروفة: ( محد يحب العراق بكدي).الثوار يلتقون حتما وكما قالها النواب نفسه في وترياته الليلية ق: (الثوار لهم وجه واحد في روحي) .

منحتنا تشرين فعل الاستمرار وصناعة الذات الجديدة، نعم الذات المتخلصة تماما من كل ماهو هامشي لأنها عملية تطلع لحياة جديدة ضمن متطلبات أجيال غاضبة وجدت كل أبواب المستقبل موصدة بقوة في وجهها فصرخت بقوة : نريد وطن .

نعم ، الوطن الذي تريده هذه الأجيال ليس منحة أو منة أو هبة من أحد الفاسدين القادمين من قيعان الجهل والرثاثة من ساسة الصدفة وعديمي النعمة ولا أقول حديثيها ، هؤلاء الذين اوغلوا بنهب خبرات من شأنها أن تؤسس مستقبلا يليق بهذه الأجيال التي حرمت منه ولذا تطوعت معلنة لانتزاع ماتريد بصرخة غضب أخرى :

نازل اخذ حقي .

قصيدة تشرين لربما ليست عمودية ولا تنتمي للتفعيلة ولا قصيدة  نثر  لأنها : لم تكتب بعد .لان تشرين مستمرة فلننتظر من يكتبها حال اعلان نتائج حسمها .وتحية لها من الان ....

صفي نيتك

واغسل ابماي المحبه

أتوجه لوجه الشهيد

ياغلاته .. وياحلاتك

خلي نصب جواد يتقبل صلاتك

************************

علي العضب.. اغنية وطن لا تعرف النهاية

علوان السلمان

 للجواهري الكبير:

(يموت الخالدون بكل فج

ويستعصي على الموت الخلود)

للشاعر زهير الدجيلي:

(ولو ضاع حب الوطن

 يا حب يضل له جناح)

ـ الادب الشعبي بكل تشكلاته واجناسه يشكل عنصر احتضان للذاكرة الجمعية بكل موروثاتها الفلكلورية والحكائية ومخيالها الفكري ولهجتها المحكية الشعبية المتداولة التي تعد عنصر التواصل مجتمعيا..            

ـ وعندما نتذكر فرقة الطريق الشعبية اول ما يتبادر للذهن جعفر حسن  وطالب غالي وزهير الدجيلي وشوقية العطار و حميد البصري وعلي العضب.. كونها نهج ثوري ملتزم قضايا وهموم الانسان..

ـ وعلي العضب الانسان..الشاعر.. الموقف.. الذي حمل قضية الجياع على كتفه ورسمها على شفتيه اغنية لا تعرف النهاية..

ـ علي العضب.. الشاعر الشفيف والنقاء الروحي وصاحب اللفظة اليومية المقترنة بالفكر الانساني والتي ظلت عالقة في مخيّلته فهو الذي كتب الاغنية السياسية التي تمجد النضال الوطني والثورة على الدكتاتورية والفساد..كما في (مكبعة او رحت امشي يمه) التي اجاد تلحينها الفنان طارق الشبلي وجعل من حروفها تراقص الشفاه..    

مكبعة ورحت امشي يمه بالدرابين الفقيره

وسط في وشمس يمه وآنه من ديره اعله ديره

وزعت كل المناشير وخبرهم

اومن مشيت عيوني ما تيهت دربهم

سلمتهم يمه..يمه..آخر اعداد الجريدة

بلغتهم باجر الحيطان تحجي بالشعار الي نريده

بلغتهم باجر المايدري يدري..يهتف وينشر قصيدة

باجر عيون الرفاكه تصير كمره....تضوي يمه

اتنور الدنيه الشعبنا... او تعتلي راية حزبنه

مكبعه وكليبي عدهم يمه

مكبعه اوعيني بدربهم يمه

مكبعه ورحت امشي يمه..بالدرابين الفقيرة

فالنص بنسجه الفني ومضمونه الجمعي اعتلى سلم الارتقاء والسمو الانساني..اضافة الى تحقيقه الوظيفة الجمالية والدلالية والاجتماعية وفقا لزخم اللحظة التي تتلبسه والتي يغلب عليها الطابع السياسي..وهي تعانق نصوصه الغنائية العاطفية التي تتميز ببوحها الوجداني “يابو بلم عشاري” و”ما جنّك هذاك انت” و”الله شحلات العمر ياسمره”وحدر يهل بلام التي لحنها الفنان طالب غالي.. واوبريتات المطرقة وبيادر خير والمعيبر شنّان والبستان وغيرها ...

حدر يا هل بلام حدر علينه ..

ودينه للمحبوب بحبه إبتلينه

بلجن نمر عليه يحن ويجينه ..

حدر يا هل بلام حدر علينه

حدر وخذني وياك للي أوده ..

طوله نبع ريـــحان وكَليبي عنده

حنينا هزنه الشوكَـ ولشوفه جينه ..

حدر يا هل بلام حدر علينه

حدر يا هل البلام بالبصره ذبني ..

وبفية الصفصاف ذاك ليحبني

تفاركَنا من سنين وهسه التكَينه ..

حدر يا هل بلام حدر علينه

فالشاعر بنصه الذي يتشكل وفق تصميم ينم عن اشتغال عميق يعتمد الجزئيات وينسجها نسجا رؤيويا يرقى من المحسوس المادي الى الذهني الفكري.. مع ايحاء وتفرد في الايقاع والصور واللفظة الرامزة والفكرة المنبثقة من بين مقطعياته الشعرية.. المكتظة بلهجتها اليومية الموحية..المعبرة عن واقع مشبع بالصور والصياغات المتفاعلة مع المحيط وانعكاساته..فيكشف عن الارتباط الجدلي بين الذات كتكوين يشغل حيزا يتأثر ويؤثر في المحيط الاجتماعي باشيائه..                            

ـ علي العضب كتب اغاني اوبريت (بيادر خير) ماعدا اغنية (لول لوه )التي كتبها الشاعر ذياب گزار (ابو سرحان) بالاضافة الى ذلك فهو من كتب اغاني اوبريت ( المطرقة) وكذلك اوبريت (البستان ) واوبريت (انته باجر انته امس) بالاشتراك مع الشاعر فالح حسون الدراجي.

ـ شارك في مهرجان برلين العاشر للشبيبة الديمقراطية عام 1974  وساهم في اغنية ( يا شبيبة توحدي لجل النضال التي لحنها الفنان طالب غالي)..

يا شبيبة توحدي لاجل النضال                                              

وابني مستقبل بلدنا من الجنوب للشمال

وابني من صرح البطولة

وطن لعيون الطفولة...... لا حروب... لا قتال

يا شبيبة توحدي

اسأل التاريخ عنا... يحجي عن التضحيات

عالجسر مكتوب اسمنا.. بثورة الحي والفرات

قلب واحد.. وايد وحدة.. من الجنوب للشمال

يا شبيبة توحدي

وهنا دعوة كونية لتماسك القوى الوطنية ضد قوى الظلام وتحرير الانسان الذي هو (اثمن راس مال)

ـ واخيرا وليس اخرا نقول ان الشاعر علي العضب بدأ نشاطه الشعري منذ منتصف القرن العشرين وهو من مواليد (1945) وخريج كلية التجارة ومن مؤسسي فرقة المسرح الفني الحديث ونادي الفنون في البصرة...

 ************************

جرح عراقي

علاء الماجد

الى الشهيد عادل الجاف

نام اعله الجرح ..

واحبس زفيرك لاتسمعه الناس

واكطع حبل وصلك بالليالي وحركة الوهواس

نام اعله الجرح .. خلي النزيف يطول

ويورد عله البيبان شدة ياس

خلي عيون صبرك تفضح المضموم

وخلي الناس كلهه تصير بالشدات عباس

نام اعله الجرح ..

وانشر قميصك

لافته

وراية شعب

يل بيك رفعة راس

كرادتنه تبجي بدم

داخلها وخارجها

وملاعبها وكهاويها

وسيد ادريس والنواس

كنيسة مريم العذراء

والهندية والمهدي

تتنطرك ..

يل غرة جبينك

تعرك ..

وتنباس

ياساس الوطن ..

يل بيك يعله الساس

(التحرير) ساحة تعودت ملكاك ..

(التحرير) ساحة واجت تركض ليك

حطت صورتك جوه النصب متراس

 **************************

ساحة التحرير ..

ريسان الخزعلي

ياساحة التحرير ..

/ نَصب الحلم / من سومر ..،

لَحدّ   14تموز شايل جمرة التاريخ :

جمره اتنشف النهران ، واليقره الرماد ايحير ..!

ياساحة التحرير .. ،

كل موعد عشكَ وي دورِتج رفّة حرير .

يانصب الحلم ..،

ملّينَه اشكثر ناخذ حدر طولك تصاوير :

سر / اجواد / هذا الما يضمّه البير ../

نزلت كل علامات النصب ( بكتوبر ) اتوزع مناشير

واكتوبرعراقي اهناه يحن ( لكتوبر  الثوّار ) ..،

ياريت الكَلب باْول هبوب ايطير .

ياساحة التحرير ..

رَد بينه العمر..،

 والشمس خرزه اعله الزنود اتصير../

بخت ..،

ناخذ للشهيد اخبار ..،

ننده نومِته ابترتيب : جاك السيل ..،

سيل البحر..سيل البحر ..موش انهير ...

 ************************

مو ذكرى

علي الجبر

ولا ايّام مرّت وانطفت

بالوجع والحسره

تظل تشرين فكره محزّمه

بثوره

مو ذكرى

ولا ماضي انتهى وايام

متعثره

تظل تشرين ثوره يقودها

الاحرار

نور ونار

وسام بصدر كل حرّه

مو ذكرى

ولا موجة غضب مرّت

وما تنعاد

ولا اوهام بالما زاد

ولا موگد طفه بجمره

تظل تشرين شمس تضوّي

ومنوره

مو ذكرى

ولا ايام راحت هلبت

تعود

ولا احلام من بارود

ولا طيحه ولا عثره

تظل تشرين باچر من

يطر فجره

مو ذكرى

ولا هي سوالف تخلص

بضحكات

ولا دمع وبچي واهات

ولا غنوه ولا صوره ولا

واحد خلص عمره

تظل تشرين ثوره بذمّة

الفقره

مو ذكرى

لأن ما ماتت الثوره

ولا يمكن بيوم تموت

ثوره شراعها التابوت

ولا تندفن بتراب الخرافه

وتنمحي الفكره

ولا ينسى الشعب تاريخه

ونصره

مو ذكرى

باقيه بوجدان كل ثائر

جبر خاطر

ثار على الظلم والجور

عود بخور

منقوشه على الحيطان

عطر ريحان

على البيبان منتظره

على الغيمه

على الصخره

حلم اصبح حقيقه

وامل هاااااااا كبره

 ************************

ذوله أعداء الحياة

عبد الاله الفهد

امشينه نكتب عالدروب

نشفو ماي الجنوب.

امشينه نكتب عالنبات

ذوله اعداء الحياة.

امشينه نكتب عالشجر

گلب المعمم حجر .

امشينه نكتب عالنجوم

  الظلم حتما مايدوم .

امشينه نكتب عالدرب

  ذوله بالمظهر حسيني

    وابفكر سيد قطب .

امشينه نكتب عالاغصان

كفر بالله الماعمل لاجل الانسان.

امشينه نكتب عالجدار

لازم انزيح الظلام

اويرجع ايشع اعلى بغداد النهار.

 ***************************

تشرين

حسين جهيد الحافظ           

ما بين ومضة امل

او بين الحزن خنياب

بالغبشه لن الفرح

اچفوف او تدگ عالباب

اتدله سعف النخل

للگأع شال اتراب

طشاه كحلة عرس

عاشرت جفن احباب

و أعيون لو سلهمت

ليهه اليصد يرتاب

صاحت اتراب الوطن

ما يحب جدم أجناب

صاحت او صاح الصده

و الصده چان اعتاب

امن الليل يبزغ فجر

شگ ظلمة السرداب

الوطن جنة عدن

روضه او هواهه اطياب

و (اشرقت شمس الضحى)

حب عادت الغياب

لافته ابباب الوطن

و الخط ترف جذاب

رد يمه يالمبعد ترد

أشما چانت الأسباب

يمه وحگ غربتك

وي ساعة الإنجاب

عاد الوطن للوطن

وأصبح نسيمه الهاب

راية وفه للوفه

او صار الوفه جلجاب

اعيوني ضوه الخطوتك

او دمعي اليكت سچاب

ماي او نده الوردتك

من تستجير ابأب

تشرين يامهجتي

نجمه ابسمه الغياب

يصعد او ينزل مطر

ماي المطر جلاب

**********************************

الصفحة الحادية عشر

جديد الدكتورة هناء خليف غني

المترجمة والأكاديمية د. هناء خليف غني أصدرت مؤخراً سلسلة من الكتب النوعية والرصينة هي:

- العيش في الشوارع/ انثروبولوجيا التشرد/ تأليف: ارين غلاسر ورا برغمان. اصدار دار سطور- بغداد.

-  حجب رؤية الإسلام/ بلاغة التمثيل الانثروبولوجي/ تأليف دانييل مارتن فاريسكو. اصدار دار المأمون- بغداد.

- غريزة الفن/ الجمال، التمتع والتطور البشري/ تأليف دينيس ديتون. اصدار دار سطور- بغداد.

- الفيزياء الاجتماعية/ كيف يمكن للشبكات الاجتماعية ان تجعلنا اكثر ذكاء. تأليف أليكس بنتلاند.

- العراق القديم/ مقدمة موجزة. تأليف ريتشاردن هواي وبيترو ادواردو وافرام فون رودن. اصدار دار آشور.

- الادب والاثنروبولوجيا/ النص، المؤلف، فعل القراءة. اختيار وترجمة د. هناء خليف غني. اصدار دار المأمون بغداد.

 **********************

قصة قصيرة.. البرج

حسن الغبيني

حين  تهاوى برج الاتصالات في حرب الثلاثين دولة وتكور حول  نفسه، تحول الى جثة محروقة،  تثير الأسى وتبث الرعب  في النفوس، جسد دميم  بانت عروقه الكثيرة أصبح مثل شجرة يابسة عملاقة  تشظت  عروقها  على أسطح المنازل والشوارع وتسللت لتسد الأزقة الضيقة، حتى غدا البرج هوساً أصاب الناس في تلك الأيام المشحونة بالخوف  والجوع،  ليخلق سقوطه جدل عنيف وصراع مستمر للبحث عن السر الذي يكمن وراء ذلك السقوط المرعب ؟ ومثار سخرية وتندر تسائل الكثيرون واصفين ذلك السقوط ومتسائلين عن ذلك السر الخطير الذي رافق سقوطه 

 كيف يعقل ان ينكمش البرج حول نفسه مثل لحمة مشوية من دون أن تتهاوى معه البيوت الخاوية؟

 فهو يقع في قلب المدينة النابض بالحياة، يرصد المدينة بعيونه المصنوعة من صحون دائرية تبث الرعب والخوف، عيون وحواس النظام التي لا تنام،  فأخذ محللو مقهى العرب ومقهى الحاج عبد ومحللو مقهى التآبيه   يتهامسون فيما بينهم  وسط ظلمة وحصار أطبق فكيه  بكل قسوته عليهم  وتركوهم فريسة الأوهام, والهذيان تفتك بهم ، أنهم يتغذون على الإشاعات والجدل كي يبعدوا عنهم السأم حيث  أشيع في وقتها ان الطيار ظل يحوم حول البرج مثل صقر ولم يطلق أي قذيفة علية, يومها حل الذعر والخوف في أحياء المدينة المحيطة بالبرج والمحلات القريبة منه، هرب سكان محلة الجباوين وتركوا بيوتهم الخاوية ثم تبعهم بعد ذلك الناس القاطنين في شارع أبو القاسم والآخرون الذين يسكنون في محلة سوق الدجاج، 

 فقد فسروا ان حوم الطيار هي رسائل إنذار لإخلاء  البيوت، وتلك إشارة اعتبرها البعض دليل إنسانيه الطيار الذي لم يطلق قذائفه على البرج.

يومها وقف طبانه في عكد الكرعين وراح يحث اهل عكد الكرعين على المغادرة  وقال

- يجب ان تحملوا معكم الأشياء التي تسطعون حملها  لان الطيار الذي ظل يحوم حول البرج من دون ان يضربه  انما هي علامة انذار. 

وقد شاهد ابو زمن الأحدب وهو يحمل بطانية عتيقة وبعض ادوات الطبخ وقال  

- مو زين الطيار ما ضرب البرج هذه حكمة عمي انتم محظوظين هذا تره  إنذار.. ثم مضى.

 وفي منتصف الليل من اليوم الثاني تهاوي البرج العملاق، وتكور حول نفسه مثل جثة عملاقة، الشيء المدهش  الذي  أصاب الناس لم يكن  خسارة البرج كمعلم حضاري ولم يكن الجدل حول لماذا تضرب البنى  التحتية للمدينة إنما انصب الحديث على جمالية السقوط الذي لم تسفر منه سوى أضرار طفيفة.

راح الناس يشعون ويعجبون من عبقرية الطيار الذي جعل البرج ينكمش عند سقوطه ويتكوم حول نفسه مثل لحمة مشوية حسب مقولة معلم العلوم  الأحدب المكنى ابو زمن الذي وصف لنا حالة البرج وهو يتهاوى من علياء كبريائه دون أن يحدث أضراراً.. قال :

- كنت اعتقد ان الأضرار سوف تكون  كارثية في المدينة ولكن الحمد لله لم تكن الأضرار سوى بضع محلات ملاصقة له مما اسفر عنه تحطم زجاج الشبابيك القريبة ويقال امرأة عجوز اصابتها السكتة واربعة أطفال ورجل، رقم يكاد يكون صفرا في لغة الحروب والانفجارات بينما انفجار قاعة التربية احدث أضراراً لا تصدق أنها عبثية الحروب، هكذا روى لنا ابو زمن تلك الفجيعة التي ألمت بالمدينة كان دقيقا في جمع المعلومات  فقد صفق بيده  وقال لقد خسرت المدينة مسرحها الوحيد انها قاعة مسرح التريبة  ذاكرة المدينة الثقافية  فقد تحول المسرح والبنايات والبيوت التي تحيط به الى كومة من انقاض يسكنها الموت والذي فند من خلال ذلك  السقوط  تنبوءات مصلح الصوبات نائب عريف غرباوي  والذي قال:

- ان سقوط البرج سوف يدمر مدينة المهدية ومحلة الجباويين وسوف يحدث تدميرا هائلا في عكد اليهود منطلقا من معلوماته العسكرية وفهمه باستراتيجية الحروب الطويلة  والذي قضاها حتى تسريحه من الجيش بعد ان بترت ساقه في حرب الثماني سنوات، ليجد نفسه محشورا في دكان صغير لتصليح الصوبات النفطية مع صديقه المعلم المتقاعد ابو زمن الاحدب من جلاس دكان العريف غرباوي  وواحد من اهم محللي سوق الحطابات وهو من القلائل في السوق الذي يمزج في تحليلاته بلغة العلم معبراً عن إعجابه بالنظرية النسبية وبعدها الرابع،  وراح محللو مقهى العرب  يعزون هذه المعجزة الى قوة دعاء اهل محلة شارع ابو القاسم ولان وجود امام  ورع فان شفاعته الامام قد زرعت في قلب الطيار الرحمة وقد حلف أحدهم أنه في المنام قد رأى  العلامة ابن النما وهو يحمل(راية خضراء)  وفي اليد الاخرى يحمل كتاب (مثير الاحزان) الذي يتحدث فيه عن  واقعة الحسين تجمهر الناس حوله يترجونه بشفاعة جده الحسين أن ينقذ أهل المحلات من أن يتهاوى البرج ليدمر كل شيء حيث وقف العلامة ابن النما وخاطب الناس بآية  قرانية  ودعاء بينما الدموع تسيل على لحيته المباركة وقال (يا نار كوني بردا وسلاما) وقبل أن يكمل كلامة قفز النائم من نومه ليسمع دوياً هائلاً إهتزت له جدران البيت والبيوت المجاورة بعدها سمع صفارة إنذار حينها هرع هو من نومه ليرى سقوط البرج الذي تكور حول نفسه مثل أفعى ليحمد الله على سقوط البرج الذي شكل فزعاً مريباً الى أهل المحلات وهنا كما قال: تكمن معجزة القديسين والاولياء الصالحين وتظهر شفاعتهم في وقت المصائب.

في الصباح الباكر هرعت الناس رجالاً ونساءً شيوخ وشباب امهات واخوات الى ضريح العلامة ابن النما تتبارك فيه وتصلي وتدعو الله أن يرحم سكان المحلات التي  تسكن حول الأضرحة

 في حين اقسمت العلوية نوفة انها ذهبت تكنس ضريح الشيخ ورام  الذي يقع قرب بيتها في عكد الباشا  وتقول كنت مهمومة ومتكدرة وانا انظر الى مصائرنا حيث طائرات العدو تحوم حولنا ونحن لا حول لنا ولا قوة ، هناك تحاصرهم الجيوش وقد دب في داخلي الخوف حيث اشيع ان سقوط البرج سوف يحدث كارثة لان اكثر البيوت هي بيوت منخوره وقديمة وأي سقوط سوف يحدث مصيبة لذا فقد رحت ادعو حتى تعبت من الدعاء واستسلمت لنوم عميق حينها رأيت غمامه سوداء تحجب عنا الرؤيا انها تتقدم نحونا بينما الناس تقف قرب ضريح الشيخ  تطلب منه الشفاعة فاذا بيد بيضاء كبيرة تخرج من السماء يد تزيح تلك الغيمة السوداء تخرج منها برق يعمي الإبصار حتى استيقظت على دوى هائل فتحت عيني وقد وجدت نفسي قد نمت في الضريح حيث استيقظت فزعة وسمعت صفارة الإنذار وبعدها خرج سكان المحلات ليشاهدوا ان البرج الذي دهشهم طوله وهو يتكور حول نفسه دون ان يحدث أي ضر في المحلات والأبنية  حينها تحدثت العجوز عن تلك الرؤيا وعن شفاعة  الشيخ ورام لأهل المحلة من كارثة البرج بينما علل البعض سبب عدم سقوط الابنية المحيطة قرب  البرج كان من فعل الصدفة وحدها هي التي أنقذت الناس من تهاوي البرج العملاق على أي جهة في حين راح البعض يحلل تلك الظاهرة على انها قوة المعرفة وان قوات  التحالف قد جلبت معها قذائف ذكية حيث تعمل تلك القذائف على تدمير البرج بطريقة علمية دون ان تجعله يسبب أضرار بما يحيط به وقد عزاها البعض الى قوة العلم وتطوره في التعامل  والانتقال رؤية جديدة في حرب المدن والتي هي حرب ذكية تعمل  على ضرب الأهداف ذات البعد الاستراتيجي وظل هذا الجدل سنوات طويلة  بين تلك الفئات من الناس الذين يرى كل واحد منهم غايته في تعليل أسباب سقوط البرج حول نفسة دون ان يلحق ضرراً في البيوت والمحلات والأسواق المحيط به حيث عدة البعض من عجائب الدنيا السبع  وان البعض أراد ان يدخله في موسوعة دنس في العبقرية العسكرية لقوات  التحالف الذي اسقط برج الاتصالات لغرض تدميره وعندما بدا الجوع ينخر في البطون في ذلك  الزمن التسعيني المقيت واعيد تشيد البرج من جديد  تجمهر الناس مرة اخرى على حادثة جديدة انستهم ذلك الجدال العقيم الذي اصبح جزء من تاريخ مدمر حيث اشيع ان صقر يعود الى امير خليجي  قد هرب من صاحبة وحط فوق اعلى البرج بينما الجوع يعوي في البطون وقد أصاب الناس في المدينة هستيرية جديدة وهوس شديد امتزجت به الأحلام والرغبات والحرمان من اجل الفوز والحصول على هذا الصقر الذي اشيع ان صاحبه وضع جائزة لمن يمسك به انه مبلغ كبير خمسة ملاين دينار عطلت الدكاكين واغلقت أبوابها وخرج اصحابها ينظرون الى الاعلى ويفكرون بطريقة ما كيف يحصلون على هذه الجائزة اختفت الجنابر من الساحة وذهب اصحابها ينظرون الى قمة البرج، الاطفال والنساء ومربو الطيور تجمعوا هناك ليبحثوا عن خطة لاستدراج  الصقر الهارب من صاحبة، العيون تنظر في الافق  البعيد تريد ان ترى الصقر المختبئ في قمة البرج الشاهقة جاء مربو الطيور والذين يفهمون في الصيد حطوا في الساحة التي يتربع عليها البرج  اجتمع اهالي المدينة  وراحوا يناقشون  بالبحث عن خطة محكمة لاستدراج الصقر الأميري وإجباره  على النزول،   كان  يحلم بالجائزة جلب  طيوره كي يستدرج الصقر، الكن الصقر المدرب راح  يفتك بها ،  فقد سقطت بعض طيوره فريسة ذلك الصقر العنيد الذي ظل في عليائه متربعا،  أعلنت  حالة طوارئ في المدينة   عملت الشرطة والبلدية على طرد المتجمهرين ومعاقبة كل واحد يمر من البرج او ينظر الى الأعلى    واستدعيت خبراء في الصيد لمعرفة الأسباب ودراستها  ومعرفة هذا الكائن العجيب الذي احتل البرج  وعملت على تكذيب تلك الإشاعات  التي تحدثت عن الجائزة التي وضعها الأمير الخليجي ومطاردة مروجها   واعتقال كل من تشك به  باحتنا عن خيط يوصلها الى الجهة التي اطلقت تلك الإشاعة   دخل الجهاز الحزبي إنذار  راح يداهم البيوت المشكوك بها  واعتبرها  مؤامرة للإطاحة في امن الدولة  ومحاولة معرفة  صواريخ  الغراب الأبيض التي حصل عليها العراق بغزوه الكويت حيث تقول الإشاعة  أنها تحمل رؤوس نووية   تعود  إلى الأمريكان  ضمن استراتيجية الحرب الباردة وربما هو ليس صقر أنما هو طائرة تجسس تشبه الصقر  تتحرى عن نلك الصواريخ   الذي بدا النظام يناور بها من اجل الضغط  وتفتيت وفك الحصار عنه   لكن  جلساء عكد الحطابات راحوا  يحللون قضية البرج ومكوث ذلك الصقر في اعلى البرج  وعناده من المغادر  بانها من صناعة النظام وبثها تلك الاشاعة  كي تزرع في داخل اهل المدينة امل كاذب يبعدهم عن الاحساس بالجوع  ويوجه انظارهم الى تلك الامنية المستحيلة هذا ما قاله عريف غرباوي الذي قال انها مؤامرة بينما ابو زمن الاحدب اعلن بصراحة انها كذبة فلا وجود الى شيء اسمه صقر بل هو وهم هيمن على الناس وقد خلق هذا الإحساس انه وهم يخلقه الجوع والحصار  جعل الناس  تجمع  في الساحة  كانت عيونهم شاخصة الى الاعلى في داخلهم امنية واحدة هي الظفر في هذا الصيد الذي يزرع في داخلهم الامل في حياة تحبل لتنجز لهم معجزة.

 *****************************

قراءة

البوح مؤججاً بصحوه  في «دوران» جاسم العلي

د. علي حداد

يهيمن على التجربة الذاتية ـ وهي تتقمص شكلاً نصياً ـ أن تجيء ملتاذة بفيوض عاطفتها، لتستحيل دفقات بوح لا ضابط لسيرورة تشكلها غير الكم الشعوري الذي تتماهى معه . يحدث ذلك في الغالب في النصوص الشعرية المنغمسة باستنطاق فيوض الذات من الرؤى والمواقف والتجليات.

غير أننا ـ ومع المجموعة النصية (دوران) لـ جاسم العلي ـ سنواجه ما يحيلنا إلى أن نعيد تأمل فاعلية الذات حين تؤطر بوحها برؤية أبعد نظراً واتساقاً وتشكلاً، رؤية لها مقاصدها في التخيّر والتبويب، والانشداد إلى مسعى محايث من الوعي، ليستحيل ذلك كله (مهيمنة) تتكيف النصوص على وفقها ـ في تراتبها وتقولاتها وإنشغالات بوحها ـ وتعيد إنتاجها بمدرك من التأمل الذي يقنن تفوهات المشاعر، لتتراتب على نحو مدرك يكاشف التلقي بمقاصده.

لقد امتلكت نصوص هذه  المجموعة شعريتها الخاصة، باحتكامها إلى تيقنات وعي حدّت من شكيمة الاستدراج الشعوري المنفعل، وسيرورة تعبير احتكمت إلى رؤية شاملة، مؤسسة على مطمح أن تجيء تشكلاً لمشروع من االكتابة المقننة في مرتهن من التظافر السياقي المجسد لوجهة التمثل .

العنوان (دوران)، يحيلنا إلى استعادة تقولات الرؤية التي تحتكم إليها معظم ظواهر الوجود الطبيعي وكثير من المهيمنات الاعتقادية والسلوكية الإنسانية وهواجس النفس، والمجمل من مواضعات حياتنا، ونعني بها الاحتكام إلى حركة دائرية تعود بنا في كل مرة إلى نقطة البدء التي تنتهي عندها.

هكذا هي حركة الأفلاك في مجرتنا الشمسية الدائرة حول الشمس، وفي دورانها حول محورها. وهكذا هي أزمنتنا وأعمارنا  ومشاعرنا في منقطع ماتحتكم إليه.

وإذ لاتكاد هذه المجموعة تستعيد فكرة (الدوران) في مراميها الفلسفية الضافية على الظواهر ومكابدات الذات ورصدها الشعوري المنشد إلى دوران يتماهى فيه، سواء في معايشة رؤاه وتفوهات بثه أو مواجهة الآخر في انشدادات حميمة تنشغل به ومعه وتطالعه بالذي يضعهما في هيمنة دورانه.

لقد باتت مفردة (دوران) ـ فضلاً عن كونها مهيمنة دلالية ـ مرتكز تعبير لغوي يكرر نفسه، ابتداء من عنوان المجموعة، مروراً بالإهداء، وانتهاء بما تفشى من أمرها في خضم المعجمية التي تداولتها النصوص.

و إذا كان بعض حديث السرد يدور حول (المتوالية القصصية) فنحن هنا مع (متوالية نصية) بنسق شعري، وضعت في ثلاث حلقات، لكل منها انهماكه في (الدوران) حول تكيف تعبيري يستبد به، ليسلمنا بعد أن يستكمل مبتغاه إلى لاحقة، بنصوص قصيرة ومكثفة ذهبت بعيدا في استدراج السؤال الذي تواجه التلقي به وتتركه يدور معها بحثاً عن إجابة.

النصوص خالية من التوثيق الزمني لتاريخ كتابتها أو تاريخ صدور المجموعة كلها، وكأن في ذلك قصدية تريد لنا أن ندور معها في زمانية تشكل مطلقة.

     تبدت في كل (دوران) من تلك الدورانات الثلاثة التي قامت المجموعة عليها وجهة خطاب محددة، فكان (الدوران الأول) منشداً إلى موضوعة (هي / الأنثى) المشتهاة والمنتظرة والدوران في فلك وجودها الشاغل، ومخاطبتها في أكثر من نص :

لاتفزعي

من رعشة القبلات

فشفتاك الناعمتان تبددان

الخوف، تتفتحان بأسرار اليقين  

يتجاور معه وجودها (مثالاً) ترتقي إليه مشاعر البوح : “روحك الملائكية/ تسمع لغة الأشجاروالأزهار”، أوعبر استعادة صورة (الأم) بذاكرة يوججها الحنين:

في البيت القديم

حين استدارت دورة الجمر

والرياح التي كبلتنا تنافس أفراحنا

.....

وهي وحدها تردد الصلوات

مطأطئة رأسها

تعد طعام الملائكة

 وإذا كانت الذات في (دوران أول) قد عايشت هواجس تأمل الانثى وارتسامات وجودها فيها فإنها في (دوران ثان) تستحضرها عبر ثنائية (هو / أنتِ) التي تتواحه معها بصياغات تعبيرية عدتها (السؤال) المحتكم إلى دورانه بحثاً عن إجابة، إذ :

للحيرة أسئلة

وجع مسكون بشغف الحوار

لئلا تحترق أجنحة الفراشات

ويذهب (الدوران الثالث) وهو يتأرجع بين (هي/ هو) ليستبد بتعبيريته السؤال المقلق، حيث (الدوائر) الممعنة في إثارته، و(الساعات) المرتهنة له، وتلك الرغبة في اكتناه إجابات وجودية لايقرّ لها قرار، وهو ما أمعن في تأشيره نص (دوران) الذي انتهت المجموعة عنده.

هذه المجموعة جديرة بتأمل للرؤية التي حملتها نصوصها،وللوعي الضابط لتدفقات البوح المشاع فيها، وللغتها التي تصنع منطوقها متشظياً في دلالات وأفكار ومواقف لا تضع بين يدي التلقي مقاصدها إلا حين يمنحها إصغاء طويل التصبّر يستوعب اكتمالها في رؤية واحدة.

 **************************

في ساحة التحرير

هاشم العراقي

في ساحة التحرير

آن لنا أن نلتقي

في ساحة التحرير

آن لنا أن نجعل الاسم الذي

من أجلهِ سميّت

حقيقةً  جميلةً

أمانةً في العنقِ

آن لنا أن نُخرِجَ الكبريتَ من جلودنا

والصوتَ من أعماقنا

والغضبَ المدفون في البيارق

لن نقبلَ المسيسين مما أستوردوا

والسارقين الرخّص اللصوص

والقتلة

والطائفيين ومَن يدعمهم

مَن عاملوا هذا الوطن

كمنجمٍ كمطعمٍ كفندقٍ

هذا وطن

لأهلهِ

للشهداء البررة

وللشباب السمرِ والاطفال والطلاب

لدجلةَ المنوّرة

وللفرات الازرق

هذا وطن

ولن يكون فندقاً

للباحثين عن ذهب

لمَن أتوا فوق حمى دبّابةٍ

ويهربون بالملايين على

طيارةٍ من ورقٍ

هذا وطن لأهلهِ

للصابرين كالحديد والصخر

للناطرين نصرهم وحقهم

وعودةً ميمونةً

من هجرةٍ ومن قهر

للجائعين والحفاةِ واليتامى في الحفر

هذا وطن

ليس لمن يستوردونَ جملةً ومفردا

من هاهنا وهاهنا

في برلمانِ مقبرة

وزارةٍ مسيّرة

محروسةٍ بالغدر والمؤامرة

هذا وطن

شبابهِ بناتهِ أطفالهِ

ودجلةَ المنوّرة

و للفرات الازرقَ

آن لنا أن نلتقي

في ساحة التحرير والشوارع المُحررّة

في الكرخِ والرصافةِ

في الموصل الحدباء

في البصرةِ الخضراء

والمدائن المدمّرة

آن لنا أن نلتقي

**********************

الصفحة الثانية عشر

على قاعة شيوعيي البصرة.. “إشكالية التحول الديمقراطي في العراق”

البصرة – طريق الشعب

ضيّف “ملتقى جيكور” الثقافي في البصرة، الثلاثاء الماضي، سكرتير اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في البصرة الرفيق المحامي كاظم محسن، الذي قدم محاضرة بعنوان “إشكالية التحول الديمقراطي في العراق”.

حضر الجلسة التي عقدت على “قاعة الشهيد هندال” في مقر شيوعيي البصرة، عضو اللجنة المركزية للحزب الرفيق محمود سعدون، إلى جانب جمع من المثقفين والأدباء والمهتمين في الشأن السياسي. 

الشاعر والناقد مقداد مسعود أدار الجلسة واستهلها مقدما تعريفا مختصرا للديمقراطية، مع ذكر بعض المقولات الشائعة حول هذا النظام.

بعد ذلك تحدث المحاضر عن معوقات التحول الديمقراطي في العراق، معرجا على محاولات القوى الوطنية دعم ذلك التحول المنشود والسعي إليه، وعلى التعقيدات التي تواجهها تلك القوى في هذا الشأن.

وبعد مداخلات قدمها العديد من الحاضرين، سلم نائب رئيس الملتقى الكاتب والإعلامي باسم محمد حسين، المحاضر الضيف لوحا تقديريا.

************

في “نادي الكتّاب” الكربلائي.. د. سعيد عدنان حول «المقالة الأدبية»

كربلاء – طريق الشعب

ضيّف “نادي الكتاب” في كربلاء، مساء الأربعاء الماضي، أستاذ الأدب العربي د. سعيد عدنان، الذي ألقى الضوء على تاريخ المقالة الأدبية وأبرز أعلامها، بحضور جمع من الأدباء والمثقفين والمهتمين في الشأن الأدبي.

أدار الجلسة القاص سلام القريني، وافتتحها بتقديم نبذة عن الضيف، مشيرا إلى أن “ د. سعيد عدنان يعتبر اليوم في العراق امتدادا للعلامة الراحل علي جواد الطاهر في كتابة المقالة الأدبية”.

وأضاف أن الضيف حاليا أستاذ للأدب العربي في جامعة كربلاء، وقبل ذلك شغل الكرسي ذاته في جامعات محلية وعربية. كما أنه عضو اتحاد الأدباء والكتاب العراقيين، وله مؤلفات عديدة، آخرها صدر هذا العام بعنوان “علي جواد الطاهر الناقد المقالي”. بعد ذلك تحدث د. عدنان عن بداية ظهور المقالة الأدبية في الأدب العربي منتصف القرن التاسع عشر، مبينا أن أول من كتب في هذا الجنس الأدبي في العالم، هو الكاتب الفرنسي مونتين، في كتاب له صادر نهاية القرن السادس عشر.

واستدرك قائلا “لكن هناك من يقول أن الأديب البغدادي ابن الجوزي (1116 للميلاد)، سبق مونتين بقرون في كتابة المقالة الأدبية، وذلك في كتابه الموسوم (صيد الخواطر)”. 

وأوضح الضيف أن المقالة الأدبية تشكل أحد الأجناس النثرية، ومن شروط كتابتها الإبداع الأصيل والتفرد باللغة والموقف الإنساني.

وبيّن أن أبرز من برع في كتابة المقال الأدبي في مصر، أحمد حسن الزيات وإبراهيم عبد القادر المازني، وطه حسين الذي قدم في مقالاته نقدا اجتماعيا، فضلا عن أحمد أمين الذي تفرد في كتابة المقال الساخر، مضيفا أن أكثر من برع في كتابة المقالة الفلسفية، هو د. زكي نجيب محمود من مصر، والذي يعد كتابه “قصاصات الزجاج” من أهم أعماله في هذا المجال.  

فيما ألقى الضوء على عدد من الذين برعوا في كتابة المقالة الأدبية في العراق، مثل الجواهري وحسين مردان وعبد الجبار وهبي (أبو سعيد)، وفي سوريا أمثال شكري فيصل وسامي الدهان.

ونوّه د. عدنان إلى أن المقالة الأدبية انحسر ظهورها بظهور الشعر الحر وقصيدة النثر، ومع هيمنة الأنظمة السياسية الاستبدادية التي تضيّق على الكتّاب وتقيّد حرياتهم في التعبير.

 وعلى هامش الجلسة، ساهم عدد من الحاضرين في تقديم مداخلات حول موضوعتها، بضمنهم القاص علي لفتة سعيد والباحث د. حسن عبيد عيسى والشاعر قاسم بلاش والأستاذ خليل الشافعي. 

**********

معاً لبناء بيت الحزب.. بيت الشعب

دعماً للحملة الوطنية لبناء مقر الحزب الشيوعي العراقي، تبرع الرفاق والأصدقاء:

- قام الرفيق عبادي حميد الخزعلي  (ابو اصيل) من الديوانية بجمع مبلغ مليون ومائتين وخمسة وعشرين الف دينار من الاصدقاء والشخصيات الوطنية في المحافظة.

- قام الرفيق يحيى المياحي من الديوانية بجمع مبلغ مليون وخمسمائة الف دينار من الاصدقاء والشخصيات الوطنية في المحافظة.

الشكر والتقدير للرفاق والأصدقاء على دعمهم واسنادهم حملة الحزب لبناء مقره المركزي في بغداد.

معاً حتى يكتمل بناء بيت الشيوعيين.. بيت العراقيين.

*********

ليس مجرد كلام.. سنبقى نهتف: نريدُ وطناً..!

عبد السادة البصري

تشرين عاد وما نزال نردد: نريد وطناً ، هذه الصرخة التي ظلّت تتردد في الساحات وفي كل مكان، والتي أضحت اللازمة الرئيسية لكل متظاهر نزل يطالب بحقّه في العيش الكريم على أرض دافع عنها، هو وأخوته وآباؤه وأجداده، يوم أطبق الظلام على سمائها وهجمت خفافيشه تريد امتصاص دمها!

نزل للساحات وبين شفتيه صرخة انفجرت كالبركان، ليقذف بحممه على رؤوس الفساد وسارقي أعمار الشباب ، الشباب الذين أطلقوا هذه الصرخة شعاراً لهم، ولكل مَنْ ذاق مرارة الحرمان والقهر والجوع!

قد يطرق أذهان البعض سؤال: لماذا يريدون وطنا، أليس الذي يقيمون فيه الآن هو وطنهم ؟!

والجواب: نعم،هو وطنهم، لكنهم لم يشعروا به كذلك أبدا!

الوطن يعني الحضن الدافئ، والقلب الطيب، والروح السامية الخلّاقة، والعنوان، والشموخ، والمحنّة، والانسانية، والكبرياء، والراحة، ورغد العيش، والسكن اللائق، وفرص العمل، واحترام الذات، والأمن والأمان، والسعادة في كل مكان!

كل هذا لم يحظ به شبابنا لحظة واحدة، لهذا فقدوا الإحساس بالوطن، وباتوا يحلمون بوطنٍ كالذي يشاهدون الآخرين ينعمون به عبر الإنترنت والفضائيات، وكرنفالات الفرح في كل مكان خارج الحدود!

أحلامهم لم تتعدّ الأرض التي ولدوا فيها، وسمعوا عنها الحكايات الكثيرة من جدّاتهم وأمهاتهم، وحينما فتحوا عيونهم وعرفوا أن هذا الحلم سراب، انتفضوا صارخين: نريد وطناً!

كم هي مؤلمة حقاً هذه الصرخة، حين تسمعها من فم شابٍ  او فتاةٍ لم يبلغا الحلم بعد؟!

الأعم الأغلب من المتظاهرين هم الشباب الذين لم تبلغ أعمارهم الخامسة والعشرين، بل منهم الكثيرون الذين لم يبلغوا الثامنة عشر عاما، ولم يبصروا شيئا من الوطن الذي سمعوا وقرأوا عنه الكثير، فأحسّوا بضياعهم، وضياع كل شيء جميل في حياتهم، بل ضياع حياتهم كلها. واجهوا الرصاص الحي وقنابل الغاز والدخان بصدور عارية، مرددين قول الشاعر محمود درويش: مَنْ ليس له وطن ، ليس له كفن!

ولأجل أن يمسكوا بحبل نجاة قبل أن تغرق السفينة نهائيا خرجوا للساحات يطلبون وطناً.. وطناً يليق بهم ويليقون به، وطناً يحنو عليهم ويضمهم بين جناحيه قبل أن يتشردوا لاجئين في بقاع الأرض، وطناً حلموا به منذ نعومة أظفارهم!

علينا أن نقف معهم بكل ما يريدون، والمسؤولية الكبرى تقع على مَنْ يقود البلاد والسلطة العليا أولاً، وعلى كل ذي عقلٍ حليم ثانيا. عليهم أن يعوا المسؤولية ويفتحوا مع الشباب صفحة جديدة ويبدأوا بتصحيح الأخطاء التي أودت بالبلاد الى الخراب قبل أن تكون الهاوية، كي يشعروهم بأن ثمّة وطناً يقيمون فيه ، بعيداً عن الحرمان والقهر والمطاردات وسفك الدماء البريئة.

علينا أن نعيد لهم الإحساس بوطنٍ حرٍ يعيشون على أرضه بسلام وسعادة وهناء وعيشٍ رغيد!

**********

في اتحاد الأدباء العراقيين .. نادي السرد يحتفي بأمجد توفيق وروايته «ينال»

متابعة – طريق الشعب

احتفى نادي السرد في الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق، أخيرا، بالروائي أمجد توفيق وروايته الجديدة الموسومة “ينال”، وذلك بحضور جمع من الأدباء والمثقفين والمهتمين في الشأن السردي.

أدار الجلسة التي التأمت على قاعة الجواهري في مقر الاتحاد، الروائي خضير فليح الزيدي، مقدما في مستهل حديثه نبذة عن المنجز الأدبي والصحفي للروائي المحتفى به، وأبرز كتاباته الروائية والقصصية والنقدية، فضلا عن المناصب الثقافية والصحفية التي تبوأها.

بعد ذلك، قدم عدد من النقاد الحاضرين أوراقا نقدية عن رواية توفيق، وهم كل من فاضل ثامر، رنا صباح خليل، حمدي العطار، ستار زكم، د. عبد المطلب محمود، عبد الحسين صنگور، عگاب سالم ورئيس الاتحاد علي الفواز، الذي أشاد بالكاتب وروايته.

وتناول النقاد في أوراقهم البناء السردي للرواية، مع التركيز على الشخصية الرئيسة التي حملت الرواية اسمها (ينال)، متطرقين إلى دلالة الاسم والاشتقاقات التي تولدت عنه.

كما عرّجوا على الجانب النفسي لبطل الرواية وانفعالاته وتصرفاته. وقد أشار بعض النقاد في أوراقهم، إلى أن رواية “ينال” تعد إحدى الروايات التي انتهجت خطا جديدا في الرواية العربية بعد نجيب محفوظ.

وفي ختام الجلسة، قدم الناقد فاضل ثامر شهادة تقدير باسم الاتحاد إلى الروائي أمجد توفيق، فيما وقع الأخير نسخا من روايته ووزعها على الحاضرين.

********

أقامه اتحاد الشبيبة الديمقراطيي مهرجان للقراءة في ميسان

متابعة – طريق الشعب

أقام فرع اتحاد الشبيبة الديمقراطي العراقي في ميسان بالتعاون مع “فريق بنات ميسان” التطوعي، الجمعة الماضية، مهرجانا للكتاب.

وشهد المهرجان الذي حمل عنوان “ميسان تقرأ”، والذي أقيم على “حديقة النخيل” وسط مدينة العمارة، حضور عدد كبير من المثقفين والأدباء والناشطين، إلى جانب الكثير من العائلات وأطفالها.

وعرض في المهرجان نحو 3 آلاف كتاب وزعت مجانا على الزائرين. كما تخللت المهرجان فعاليات ثقافية وفنية منوعة، منها معارض تشكيلية وفوتوغرافية وأخرى للأعمال اليدوية، فضلا عن عمل مسرحي في ذكرى انتفاضة تشرين، وفقرات موسيقية وشعرية.  

وفي حديث صحفي، ذكرت اللجنة المنظمة للمهرجان، أن “هذا النشاط يهدف إلى إعادة الصلة بين الإنسان والكتاب، وحثه على المطالعة باعتبارها مهد الثقافة، في الوقت الذي بات فيه الكثيرون من الشباب منشغلين في منصات التواصل الاجتماعي، ومتناسين أهمية الكتاب”.

********

في العراق ودول عربية اخرى.. شباب يواجهون الواقع المضطرب بالفن

متابعة – طريق الشعب

في سلسلة مقابلات أجرتها مع فنانين شباب في العراق ولبنان وسوريا والأردن وغزة، رصدت وكالة أنباء “فرانس برس” جانبا من تطلعاتهم وشجونهم .

ففي لبنان، يتابع الطالب علي مرعي دراسته للفنون الجميلة، بينما تغرق بلاده في انهيار اقتصادي غير مسبوق.

يقول مرعي أن “الحياة باتت بالنسبة إلى الشاب اللبناني صعبة للغاية.. الجزء الأكبر من الشباب يفكّر في السفر”.

لكنه بخلاف كثيرين لا يعتزم السفر رغم مشقة العيش. ويقول “إذا كنا عاجزين عن الخروج في ثورة حقيقية، فعلينا أن نجد بديلاً”.

وعبر الرسم، يعبّر مرعي عن امتعاضه في بلد يُفترض أن “نعيش حياتنا” فيه، لكن عوضاً عن ذلك “نبحث عن أدنى أساسيّات الحياة”.

وفي الأستوديو الصغير الخاص بها عند أطراف دمشق، وجدت دانا سلامة ملاذا بعيداً عن تحديات الحياة اليومية في بلد مزقته الحرب والأزمات الاقتصادية الخانقة.

تقول سلامة (23 عاماً): “ربما أنا هاربة، ربما أحاول الابتعاد.. إذ لا أستطيع رؤية الأمور القبيحة”.

وتتابع “أن تعيش في مكان صعب إلى هذه الدرجة، هو إنجاز في حدّ ذاته”!

وفي كلّ يوم تتحدّى سلامة الظروف والمعوقات المادية والمعنوية، محاولة قدر الإمكان الاحتفاظ بالإيجابية.

وتقول: “بعد تخرّجي، كنت أظن أنني سأسافر إلى مكان آمن، إلا أنني شعرت أنَّ ثمة أموراً جميلة كثيرة أود القيام بها هنا”.

أما فنانة الشارع الأردنية دلال متولي (24 عاماً)، فتعمل على تغيير ملامح مدينتها عمّان، وتقول بينما يغطي الطلاء ثيابها بعد يوم طويل من تعليم الأطفال كيفية رسم الجداريات: “هناك مسؤولية ملقاة على عاتقي”.

وفي المناطق الأكثر حرماناً، تعمل دلال على تحويل الجدران الى لوحات تعبّر عن قضايا اجتماعية. وتؤكد: “عليَّ أن أردّ الجميل للمكان الذي أتيت منه”، وتضيف: “حتى لو لم يعطني هذا المكان ما فيه الكفاية، عليَّ أن أؤمِّن تلك الأمور لمن سيأتي بعدي”.

وفي مدرسة صغيرة لتعليم الموسيقى في غزة، تغنّي مدرِّسة اللغة الإنكليزية جواهر الأقرع (25 عاماً)، بينما يرافقها آخرون عزفاً على الغيتار والكمان أو العود.

توضح جواهر أن “مجتمعنا محافظ، وقبل أن تخرج الفتاة من كنف العائلة، يُقال لها من المعيب أن تخرجي أمام مجموعة من الناس وتعزفي أو تغني”.

لكن الغناء هو وسيلة الهروب الوحيدة المتاحة في قطاع غزة الساحلي، الذي تسيطر عليه حركة حماس وتحاصره اسرائيل.

وتسأل جواهر: “كيف أهرب من الحرب؟ كنت أغني.. كنت أبحث عن أي طريق أسيطر من خلاله على نفسي، فوجدت في الموسيقى والغناء ملاذا مناسبا”.

أما في العراق، فتعزف قمر العاني على السنطور، محاولة أن تنأى بنفسها قدر الإمكان عن التوترات السياسية التي تلفّ بغداد.

تقول قمر أن “الوضع غير مستقر. ونحن نعيش دائماً في حالة خوفٍ من الآتي”.

وتشير قمر إلى أنها تحاول دائماً “الابتعاد عن الرؤية السلبية، على أمل أن نسير نحو الأفضل”.