اخر الاخبار

الصفحة الأولى

ذكرى تشرين الثالثة على الأبواب و«الخضراء» تتحصن

بغداد – طريق الشعب

أيام قليلة وتحل ذكرى انتفاضة تشرين الباسلة التي قدمت قوافل من الشهداء والجرحى والمغيبين في مواجهة قوى منظومة المحاصصة المقيتة؛ وبينما تتواصل الاستعدادات الشعبية لإحياء الذكرى العظيمة، تقول مصادر إن المنطقة الخضراء تتحصن وتشهد اجراءات مشددة لحماية مداخلها وإغلاق بعض الطرق المؤدية إليها، الى جانب محاولة تشييد بوابات حديدية على جسري الجمهورية والسنك، تم إيقاف انشائها لاحقاً.

احتياطات أمنية

قبل أيام، اظهر مقطع فيديو حصلت عليه “طريق الشعب”، اغلاق القوات الامنية بوابة التشريع  في المنطقة الخضراء بكتل كونكريتية اعلى من السابقة.

ولا تقف الإجراءات عند تحصين المنطقة الخضراء، انما شهدت بعض جسور العاصمة الرابطة بين جانبيها (الكرخ والرصافة) قطوعات، في حين تداول ناشطون مقاطع فيديو تظهر شروع القوات الأمنية في بناء بوابات حديدية على الجسور.

ونتيجة السخط الشعبي على مواقع التواصل الاجتماعي، أوضحت قيادة عمليات بغداد أن قطع جسر الجمهورية جاء لأغراض الصيانة، في حين لم تعقب على الصور التي تداولها ناشطون حول إنشاء بوابات حديدية على الجسر، بتوجيه من رئيس الوزراء.

ما الذي تخشاه الحكومة؟

ولا يزال الانسداد السياسي سيد الموقف بعد أكثر من 11 شهرا على الانتخابات التشريعية التي لم تفض لتشكيل حكومة جديدة، وهو ما أدى إلى تعقيد أكبر في المشهد السياسي.

ويأتي التحوط الامني، وفق مراقبين، نتيجة لإصرار قوى الإطار التنسيقي على تشكيل حكومة “توافقية”، وهو ما يرفضه التيار الصدري الذي توعد بأن أي حكومة جديدة لن تشكل بدون تحقيق الإصلاحات التي يطالب بها، فيما تتحضر قوى تشرين للخروج في تظاهرة كبرى في الأول من الشهر القادم تنديدا بالمحاصصة والفساد والأزمة السياسية، واحياءً لذكرى تشرين المجيدة التي مضى عليها ثلاث سنوات.

وتعقيبا على ما سبق، يرى أحمد الشريفي الباحث الأمني والاستراتيجي أن الاستحقاقات السياسية القادمة هي التي أدت إلى تحصين المنطقة الخضراء، مردفا أن “آليات الردع التقليدية التي تشمل قوات مكافحة الشغب والحواجز الأمنية لا يمكن أن تقف بوجه أي تحرك جماهيري قد تشهده الأيام القادمة”.

سيناريوهات متعددة

ويؤشر تصاعد حدة الخلافات السياسية سيناريوهات عديدة، بحسب الباحث السياسي غانم العابد، الذي يرى أن الوضع بات اكثر تعقيدا من ذي قبل، وأنه لا أمل يلوح في الأفق للخروج من الأزمة الحالية، وأن الزيارة الأربعينية حدت بطبيعة الحال  من تفاقم الوضع الأمني والسياسي.

وعن السيناريوهات المتوقعة، يعلق العابد، بأنه “ستكون جميع السيناريوهات مفتوحة، لا سيما أن التحركات السياسية الأخيرة للإطار التنسيقي وإصراره على تشكيل حكومة بقيادة محمد شياع السوداني المرفوض من التيار الصدري”، مضيفا ان هذا التوجه “سيقود الصدريين إلى العودة للشارع مجددا، لمنع تشكيل هذه الحكومة في ظل عدم تنازل أي من الأطراف”.

ويلفت الى “أن هذا التصعيد المتوقع يأتي مع حلول الذكرى الثالثة لانطلاق مظاهرات تشرين الأول 2019 الساخطة على المحاصصة”.

مواقف سياسية

وفي الأثناء، كشف مصدر مقرب من الاطار التنسيقي، أمس، عن اجتماع “استثنائي” لقوى الاطار، هدفه بحث ملف اعادة جلسات مجلس النواب.

ونقلت وكالة “بغداد اليوم” عن المصدر قوله، أن “قوى الاطار اتفقت على عقد اجتماع استثنائي غدا الاثنين في بغداد بحضور قادة الاحزاب والتكتلات السياسية او ممثليهم، من اجل مناقشة ملف اعادة جلسات مجلس النواب بعد توقف دام اسابيع عدة”.

ويحذر مراقبون من المضي بعقد جلسات البرلمان وتجاهل الغليان الجماهيري الذي يطالب بحلّ مجلس النواب، نتيجة فشله وتجاوز المدد والاستحقاقات الدستورية.

من جانبه، يقول عضو الحزب الديمقراطي الكردستاني مهدي عبد الكريم، أن مجلس الامن الدولي هدد الكتل السياسية بالتدخل المباشر في حال عدم انهاء التوتر.

وتابع ان “الجميع متفق على حل البرلمان ولكن بصورة قانونية، وان رئيسة البعثة الاممية جنين  بلاسخارت تتحرك بشكل متسارع لانضاج المبادرات السياسية مع وجود توجه دولي يدعم استقرار العراق في هذه المرحلة وان الملف العراقي لم يعد في المرتبة الأولى بالنسبة لأميركا وايران”.

وفي الأثناء، يؤكد نواب الاطار التنسيقي على لسان عارف الحمامي، ان “قضية المضي بتشكيل الحكومة برئاسة محمد شياع السوداني، حسمت باتفاق وتوافق جميع القوى السياسية، ولا تراجع عن هذا الامر”.

**********

 راصد الطريق.. ماذا تقول الجهات المعنية ؟!

أثارت اعتقالات جرت اخيرا في بعض المدن والمحافظات قلقا شعبيا واسعا، خاصة بعد ما قيل عن وقوع حالات وفاة في اعقابها.

القلق مصدره الغموض في الدوافع الحقيقية لمثل هذه الإجراءات، التي شملت حتى ناشطين مدنيين، إضافة الى التساؤل المشروع عن الجهات المخولة للقيام بها، في حين أعلنت خلية الاعلام الأمني عن عدم رصد خروقات في الزيارة الاربعينية. 

وإذ لا جدال في أهمية تحقيق الامن والاستقرار في ربوع البلاد، وتأمين أداء الطقوس والشعائر الدينية بسلاسة وسلامة ، فان من الواجب ان ينفذ أي اجراء، ان كان ضروريا، وفقا لإجراءات قانونية سليمة واوامر قضائية صريحة وواضحة.

فاذا اتخذ أي اجراء بعكس ذلك وتجاوزا عليه، فانه لن يعد الا انتهاكا للقانون وتجاوزا للصلاحيات، ومسعىً لفرض مواقف معينة وللتضييق على الرأي الآخر وعلى حرية التعبير بمختلف اشكاله. فاذا حصل هذا فهو الفوضى بعينها على عكس كل ما يقال ويعلن.

بعد هذا، ماذا تقول السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية، في ما حصل ووقع ؟! 

*********

الصفحة الثانية

انقاذ فتاتين والعثور على 25 نفقا في عملية امنية داخل مخيم الهول

بغداد – طريق الشعب

أعلنت قوى الأمن الداخلي التابعة لـ”الإدارة الذاتية” الكردية في شمال وشرق سورية (أسايش)، انتهاء عملية أمنية نفذتها على مدى ثلاثة أسابيع، ضد مجموعات تابعة لتنظيم داعش في داخل مخيم الهول السوري، وأسفرت عن توقيف أكثر من 226 شخصاً.

وقالت الـ”أسايش”، إنّ العملية التي شاركت فيها قوات سورية الديمقراطية (قسد)، والتحالف الدولي بقيادة واشنطن، تمكّنت من تشتيت “جهاز الحسبة” و”أشبال الخلافة”، وأشارت إلى أنها كشفت عن وجود موظفين في بعض المنظمات قدموا الدعم لخلايا “داعش” ومدوها بالسلاح.

واشارت الأسايش في بيان، اطلعت عليه “طريق الشعب” الى “انتهاء” العملية الأمنية بتوقيف “226 شخصاً من بينهم 36 امرأة متشددة شاركن في جرائم القتل والترهيب” التي شهدها المخيم في الأشهر الأخيرة.

وقالت إنها عثرت على “25 خندقا ونفقا”، وصادرت أسلحة وأدوات تعذيب وأجهزة اتصالات.

وذكرت أسايش أن التنظيم اعتمد “بشكل خاص على النساء والأطفال (...) للحفاظ على فكره ونشره” في المخيم.

وتمكنت القوات الامنية خلال العملية من تحرير فتاتين إيزيديتين، من داخل المخيم ونقلتهما إلى بيئة آمنة”، عدا عن إطلاق سراح أربع نساء عُثر عليهن مقيدات بالسلاسل.

***********************

اضاءة.. الديمقراطية في يومها العالمي.. أين بلادنا منها؟

محمد عبد الرحمن

اعتمدت الأمم  المتحدة قبل 15 سنة يوم ١٥ أيلول من كل عام يوما دوليا للديمقراطية، تشجيعا على تعزيزها وعلى تقويم حالها في بلاد العالم المختلفة.

واستندت المنظمة العالمية في تبنيها اليوم المذكورالى العديد من المواثيق والعهود، منها الإعلان العالمي لحقوق الانسان الذي اعتمدته جمعيتها العامة سنة ١٩٤٨، واسهم كثيرا في تحويل كلمة “الديمقراطية” الى قيمة عالمية أساسية وثمينة، كما كان ملهما عند وضع دساتير مختلف الدول.

وحددت الأمم المتحدة العديد من المعايير والاسس للديمقراطية المرجو تشييدها في دول العالم، وكان المنطلق الأساس حسب ميثاق المنظمة العالمية هو  عبارة “نحن الشعوب”. كذلك النص الوارد في الإعلان العالمي لحقوق الانسان: “إرادةُ الشعوب أساسٌ لسلطة الحكومات”.

فالوثائق المعتمدة للمنظمة تربط وثيقا بين الديمقراطية وحقوق الانسان مثلما وردت في المدونة العالمية، كذلك بقضية التنمية المستدامة وبحرية التعبير وفي المقدمة حرية الصحافة، والحيز المتاح للمجتمع المدني ومدى قوة هذا المجتمع وحرية عمله، اضافة الى متانة وقوة المؤسسات الوطنية مثل البرلمانات ولجان الانتخابات والنظام القضائي وسيادة القانون والتداول السلمي للسلطة عبر الانتخابات، التي يتوجب ان تكون “انتخابات نزيهة دورية تجري على أسس الاقتراع السري والمساواة بين الجميع”. فضلا عن غيرها من المعايير التي اختبرتها شعوب العالم في تجربتها الطويلة والمضنية، وصولا الى ديمقراطية حقة.

من جانبه أشر الدستور العراقي النافذ العديد من المباديء والحقوق السلمية، المنسجمة مع المعايير الدولية. لكن التباين واضح بين روح  الدستور وبين تأويل مواده، وتكمن المفارقة الأكبرعند تطبيقها عمليا، حيث حوّلها المتنفذون الى أعراف واتفاقات بين كتل سياسية متصارعة على السلطة والمواقع والنفوذ.

فعلى سبيل المثال لا الحصر اختزلت قضية الديمقراطية الى عملية انتخابات تكرس واقعا مزريا ومأساويا، وتعمق الأخاديد بين أبناء الشعب تحت عناوين الطائفية والقومية والمذهبية، مع تجاهل مبدأ المواطنة. فيما استُبعد كثيرا وربما كليا، الجانب المهم الآخر من الديمقراطية، ونعني به بعدها الاقتصادي والاجتماعي. فعن اية ديمقراطية يمكن الحديث والناس تتضور جوعا وتعاني الفقر والمرض وبؤس الخدمات او انعدامها؟

في  اليوم العالمي للديمقراطية تبرز قضية أخرى متعلقة بالتجربة العراقية الحالية، وذات صلة بمدى قدرة مؤسسات الدولة على القيام بواجباتها، وبالامكانية الفعلية لإنفاذها القانون وتطبيقه على الجميع، وقيام الأجهزة والمؤسسات بواجباتها من دون تقاطعات.

وهناك سؤال آخر ملح يتعلق بمدى توفر حرية التعبير، التي اشارت اليها مواد عدة في الدستور، والقدرة على التمتع بهذا الحق الدستوري؟ فالواقع يقول ان بلدنا يشهد قضما متزايدا لهذا الحق، واتساعا لقلق المواطن على أمنه وسلامته. والغريب ان تُبتكَر عناوين وتسميات لغمط هذا الحق، مثل “مخالفة الآداب العامة” و“الأفكار المنحرفة” وغير ذلك.

ولابد من الإشارة في يوم الديمقراطية العالمي، الى انه لا ديمقراطية حقيقية وممارسة فعلية لها، مع وجود الفساد المستشري والسلاح المنفلت، ومع حلول العنف محل الصراع والتنافس السياسيين السلميين على البرامج والمشاريع لخدمة المواطن والوطن ولخيرهما.

وخلاصة الامر ان ديمقراطية عرجاء مثقلة بالمحاصصة ونهجها الفاشل،  لا يمكن ان تقود الى استقرار وامان،  ولن تحقق تنمية وعيشا رغيدا وكريما للمواطنين

************************

غازي الخطيب في مناسبة بلوغه التسعين: للقوى المدنية تأثير فاعل في حسم الصراع لمصلحة الناس

السماوة -  عبد الحسين ناصر السماوي

التقت “طريق الشعب”، اخيراً، بالشخصية الشيوعية والمناضل الدكتور غازي الخطيب، في مناسبة بلوغه التسعين عاماً، واجرت معه حواراً مفصلاً عن نشأته وتاريخه وانجازاته العلمية والاكاديمية.

والخطيب كان متفوقاً، منذ صباه وشبابه في دراسته وحصل على أعلى شهادة في مجال اختصاصه (الدكتوراه) التي مكنته من تولي عدة مواقع علمية أخرها رئيس جامعة المثنى، الذي جعل من هذا الصرح العلمي أيقونة حياة في هذه المدينة الغافية على نهر الفرات، تتلمذ على يديه عدد كبير من الطلبة وبالأخص طلبة الدراسات العليا.

الخطيب استمد وعيه السياسي من أحوال مدينته البائسة التي تعاني من الفقر والحرمان وحارب منذ شبابه الظلم والطغيان فكان بحق شخصية وطنية، انتمى إلى صفوف الحزب الشيوعي العراقي ووضع مصلحة الوطن العليا فوق كل اعتبار فتحمل السجن والتعذيب من أجل وطن حر وشعب سعيد.

  • في مناسبة بلوغكم التسعين من عمركم حدثنا عن حياتكم الشخصية؟

الخطيب: أنا من مواليد مدينة السماوة التي كانت قضاءً تابعا إلى لواء الديوانية، ولدت في ٥/٩/١٩٣٣ كما دونه السيد الوالد الذي كان حريصاً على كتابة هذه التواريخ لكل أبنائه، كان دخولي إلى المدرسة الابتدائية متأخراً فكنت قبلها عند الشيخ شهاب أتعلم قراءة القرآن وختمه.

درست في المدرسة الابتدائية الأولى في السماوة وكانت هي المدرسة الوحيدة فيها، تقع في الصوب الكبير في نهاية منطقه الجسر يطلق عليها منطقة الشرقي.

أكملت الدراسة الابتدائية وانتقلت إلى متوسطة السماوة في منطقة القشلة (الصوب الصغير). بعد تخرجي من المتوسطة التحقت في ثانوية الديوانية لعدم وجود ثانوية في السماوة.

بدايات العمل السياسي في هذه الفترة في الخمسينات (١٩٥٠) لم يكن هناك العديد من الأحزاب أو التنظيمات الطلابية والشبابية في السماوة، كنت مع مجموعة من شباب المدينة نطلع على الأوضاع السياسية في البلد، نتفاعل معها وأخذنا الحماس الوطني بتشكيل مجموعتين، مجموعة شباب عكد السماوة ومجموعة شباب عكد دبعن، كانت هذه المجموعة تضم المناضل الكبير خضير سيد عباس ومهدي الحصيني وعبد المطلب شيخ محمد وبالي آل مصيوي والكثير لا أتذكر أسماءهم.

اجتمعت المجموعتان في يوم من الأيام وقررنا كتابة منشورات ضد  نوري سعيد والحكومة، انقسمنا إلى ثلاث مجموعات واحدة تلصق الشعارات في منطقة القشلة والثانية في منطقة الشرقي والثالثة في منطقة الغربي ودون توجيه من أحد ودون الرجوع إلى أحد.

كان من نصيبنا أنا وخضير عباس لصق منشورات منطقة الغربي، كان على الجميع تنفيذ هذه العملية وقت العشاء لأن في هذه الفترة تكون الشوارع فارغة ومظلمة.

كنا نلصق المنشورات في شارع العيادة الشعبية حالياً (الغربي) المؤدي إلى محطة القطار، وفي آخر منشور لكنا نريد أن نلصقه على عمود كهرباء ولكنه لم يلتصق بسبب صدأ العمود فواجهنا صعوبة باللصق فتأخرنا، خلال هذه الفترة لمحنا شخص اسمه شاكر بتور عرفنا وأخبر الشرطة بذلك.

في اليوم التالي صدر أمر إلقاء قبض عليَّ وعلى خضير عباس حسب قانون كان سائدا في حينها (قانون مكافحة الشيوعية والصهيونية).

علم خالي محمد شلال بذلك وأخذنا بهدوء وسلمنا للشرطة وأصدر الحاكم مذكرة توقيف لمدة أسبوع بعدها نحال إلى المحاكمة.

كان خالي محمد شلال متنفذا وعلى علاقة بالحاكم، وبضغط الناس وخالي كانت تجري محاولات لإطلاق سراحنا.

لقاء مع قائد شيوعي

في موقف السماوة (الخناق حاليا) التقينا بأربعة من قادة الحزب الشيوعي تم جلبهم من سجن نقرة السلمان وهم كل من عمر علي  الشيخ، وسلطان ملا علي، و هادي هاشم واعتقد رابعهم حميد عثمان.

بدأ الرفيق عمر الشيخ (أبو فاروق) تقديم محاضرات لنا ونحن في السجن ولكن كنا لا نفقه منها شيئا لصغر سننا ودقة المعلومات وعمقها كان يعيدها علينا ويكررها. أبلغنا هادي هاشم سيطلق سراحنا قريباً، في يوم المحاكمة اكتظت المحكمة بإعداد غفيرة من أهالي السماوة، شباب ومعممين ووجهاء المدينة، بحيث أن الحاكم في وقتها تعجب وقال ما الذي يحصل؟! قالوا له اليوم محاكمة ابن شيخ موسى وبن سيد عباس.

كنا تعودنا من الرفاق مناداتهم باسم رفيق ونحن في قفص الاتهام سألني الحاكم ما اسمك فأجبته نعم رفيق استغرب من الإجابة نحن في المحكمة ثم جاء الدور على خضير وأجابه أيضا بكلمة رفيق.

أجابنا ممتعضا (تردون تهجمون بيتي)، انتهت المحاكمة وأطلق سراحنا لعدم كفاية الأدلة وخرجنا من السجن مع الآلاف من المنتظرين ونحن مرفوعي الرأس. كانت هذه الحادثة الأولى ذات الطابع السياسي في السماوة وأثارت الانتباه لدى الشبيبة من أن هناك تحركا سياسيا مضادا للحكومة.

في انتفاضة تشرين

وأضاف الخطيب بعد إنهاء مرحلة المتوسطة انتقلت إلى الديوانية لدراسة الثانوية فيها، جرى في هذه المرحلة تشكيل اتحاد الطلبة واتحاد للشبيبة في السماوة والديوانية. التحقت بالحركة السياسية هناك وشاركت في انتفاضة تشرين والتظاهر مع أهالي الديوانية التي على إثرها سقط زميلي وعلى مقربة مني شهيدا بعدما استخدمت قوى الأمن الرصاص الحي على المحتجين.

بدأت ملاحقة الشرطة لنا وأثناء هذه الملاحقة فتحت لنا امرأة باب بيتها لتحمينا من الشرطة وبعد خمس دقائق تقريبا طرق باب بيتها فأخذتني المرأة إلى غرفتها وفتحت الباب للطارق وإذا هو زوجها وكان مفوض أمن بالشرطة والمرأة لم ترتعب حافظت على رباطة جأشها فقام زوجها بأكل بعض الطعام وشرب الماء وترك المنزل إلى دائرته ومرت المسألة بسلام وكذلك أنا تركت المنزل بسرعة وشكرت المرأة على موقفها الإنساني والوطني واتجهت إلى القسم الداخلي لكي أخذ ملابسي واعود إلى السماوة بالقطار.

* ما حصيلة تجربتكم خلال تلك السنين؟

الخطيب: الذي حصدته خلال هذه المسيرة الطويلة أن نظافة الإنسان وصراحته وثقته بنفسه يجلب له حب الناس ومساندتهم له وأن كل الذين زاملوني في هذه المراحل كانت لهم بصمة واضحة في الأخلاق الحميدة والنظافة والطيبة في التعامل مع الآخرين، وكنا صفا واحدا أمام كل المشاكل أو المعوقات التي تحدث في مسار الحياة التي فيها الكثير من المطبات ولكن تم تجاوزها بسبب المحبة الدائمة والتعاون في السراء والضراء من أجل الوصول إلى بناء النفس ومن ثم بناء الوطن.

في نهاية المطاف النصر لقوى الخير

*ما الذي تراه في المشهد السياسي الآن؟

الخطيب: المشهد السياسي الآن معقد جدا والاضطراب على أشده في هذا البلد الطيب ذي الحضارات القديمة والتاريخ الكبير ،الصراع يجري بين قوى الخير في البلد من أجل بناء بلد آمن ينعم الناس فيه بالحرية والعدالة والمساواة وسيادة القانون والاقتصاد المتين والعيش الكريم لكافة الناس وبين الجهة الأخرى من هذا الصراع. هناك العديد من الناس والتكتلات السياسية التي تتصارع مع الخيرين لنهب البلد وخدمة الأجنبي واستمرار التخلف فيه والإنسان ليحار فيه كيف يتحمل ما يقوم به المارقون من أفعال يندى لها الجبين: فساد، سرقة أموال ،تحطيم البنى التحتية للبلد من أجل إرضاء الأجنبي. ولكن رغم كل السرقات المليونية والسلاح المنفلت والاختفاء القسري للناشطين ستنتصر قوي الخير على هذه الطغمة الفاسدة.

الحزب علمنا محبة الناس

  • من خلال حياتكم العملية والحزبية ماذا اقتنصتم في مواقف مؤثره جعلتكم أكثر تجاوبا في التعامل مع الاخرين ؟

الخطيب: التعامل مع الناس مسألة حساسة، عندما يكون الإنسان أميناً لمبادئه يكون أكثر تأثيرا على الآخرين. منذ الانتماء الى الحزب الشيوعي العراقي علمنا الحزب على محبة الناس والوقوف بجانب قضاياهم المشروعة والتعامل مع أدوات الحياة بشكل واضح من أجل إقناع أبناء الشعب العراقي بحل المسائل المعقدة كافة.

الايام القادمة حبلى

* دعا الحزب الشيوعي العراقي في مؤتمره الحادي عشر القوى المدنية والديمقراطية الى ضرورة توحيد جهودها وعملها، هل انت متفائل بدور القوى المدنية حالياً؟

الخطيب: القوى المدنية تمثل ثقلاً كبيراً في تطوير الوضع السياسي للبلد ولقد ناقش المؤتمر الحادي عشر للحزب هذا الموضوع بشكل تفصيلي لكون نحن نعيش وضعاً فيه سمات ثورية يتطلب منا التوقف عند المتغيرات التي تطرأ على الوضع الاقتصادي والاجتماعي والثقافي والسياسي بشكل سليم والعمل بما ينسجم مع مطالب الناس.

أنا أعتقد أن تشرين هي ثورة وكان من الممكن تطويرها لتغير واقع البلد وهذه الثورة مستمرة والأيام القادمة حبلى بما تحمله من تطورات لمصلحة الوطن والمواطنين. القوى المدنية فيما لو توحدت قياداتها سيكون تأثيرها فاعلاً في حسم الكثير من الامور لمصلحة الناس والقضاء على الفساد والمحسوبية والمحاصصة الطائفية والتوجه بناء الدولة المدنية على قاعدة العدالة الاجتماعية.

******************

الرفيق العزيز راهي مهاجر (أبو ربيع) 

 تلقينا بألم  وحزن عميقين خبر وفاة شقيقكم السيد سعدون مهاجر (أبو حسام) بعد معاناته مع مرض ألم به.

في هذه المناسبة الحزينة والمؤلمة نتقدم اليكم والى عوائلكم الكريمة بالتعازي والمواساة، متمنين للجميع الصبر والسلوان، وللفقيد جميل الذكر الدائم.

المكتب السياسي

للحزب الشيوعي العراقي

12-9-2022

**************************************

بحزن وألم بالغين تلقينا نبأ رحيل رفيقنا الشاعر والمناضل علي العضب عن 77 عاما، بعد مكابدة طويلة وموجعة للمرض القاسي.

برحيله فقدنا بصريا أصيلا، طيبا ووفيا وشجاعا، أحب الناس ونذر نفسه لقضيتهم منذ ريعان فتوته، وسدد اول اثمان ولائه لهم غداة انقلاب شباط الدموي، مطاردا ومعتقلا، وهو ابن 18 عاما. وكان يومها يخوض الكفاح مع رفاقه في الحزب الشيوعي، الذي التحق بصفوفه مبكرا شأن الكثيرين من مجايليه، وبقي مخلصا له وأمينا على قضيته، ومكرسا له الكثير الكثير من ثمار ابداعه  الشعري، حتى النهاية.

وبرحيله خسرنا ايضا عمودا آخر من اعمدة الابداع الشعري – الغنائي الاصيل، المضمخ بقيم الكفاح والثبات والفداء انتصارا للشعب والوطن، والذي ترعرع وازدهر في البصرة خلال العقود الماضية.

ونحن إذ نواسيكم بوفاة أبي تضامن ونرجو لكم الصبر على هذا الفقدان الجسيم، نعزي الشيوعيين والناس الطيبين كافة واصدقاءه ومحبيه ومقدري وعاشقي ابداعه، في البصرة وفي العراق كله.

سنبقى نتذكر فقيدنا الراحل علي العضب ما بقينا نردد «مكبعه ورحت امشي يمه» واغنياته الشعبية الاخرى واوبريتاته الغنائية المفعمة بالعِبر وبالجمال.

سيبقى ابو تضامن حيا في ذاكرتنا وفي الذاكرة الجمعية العراقية.

المكتب السياسي

للحزب الشيوعي العراقي

13/9/202

**************************************************

الصفحة الثالثة

الفائز بجائزة ابن رشد للفكر الحر لعام 2022.. سعد سلوم: الأجيال الشابة مؤمنة بالميدان الاحتجاجي.. والنظام المكوناتي عصيّ على الإصلاح

برلين - سامان داوود

في خطاب الفوز بجائزة ابن رشد للفكر الحر في برلين، تطرق العراقي الاكاديمي الدكتور سعد سلوم، الفائز بالجائزة لهذا العام الى مصير الحراك الاحتجاجي في العراق والعالم العربي وحالة الانسداد الاقليمي الشامل بعد فشل ثورات الربيع العربي.

الخطاب الذي القاه سلوم في حفل أقيم في متحف برلين بحضور العديد من المؤسسات الالمانية الاوربية والمثقفين من انحاء العالم العربي كان أشبه ببيان سياسي لما بعد الربيع العربي، بدأه بافتتاحية موجهة لـ”جيلٍ يعيشُ في زمانٍ ومكانٍ محددين، ما بعد الربيعِ العربي، وما بعد داعش”. وأشار سلوم الى جيل ثورات الربيع العربي ومطالبه المتحررة عن الإيديولوجيات والمحددات السائدة، إذ قال “لقد وحَّدَ جيلُ الربيعِ العربيِّ شعوبَنا لأولِّ مرةٍ في التاريخِ المعاصر، بفِعل رغبةٍ في التَّغيير. إذ لم توحِّد هذا الجيل كُتبُ منظري القومية الأُحادية أو الماركسية أو فقهاء الإسلام السياسي، بل “وعْيُ النِّهايات القُصوى” بنهايةِ الدكتاتوريات على نحو هزَّ الافتراضاتِ التَّقليديَّةَ عن خمولِ شعوبنا، وارتقى بنا جميعا من حالة اللَّامُبالاة إلى مرحلة الخَيال السِّياسيّ”.

وعلل الخطاب فشل التغيير في العالم العربي بـ”الإخفاق في مأسسة التغيير”، حيث أشار الى أن “التغيير لا يعني مجرّدَ إعادة كتابة دساتير، أو إجراءِ انتخاباتٍ جديدةٍ أو اتِّباعِ زعيمٍ منقذ، بل هي تحول العقولِ والقيمِ وليس الآليات”. ومضى بالقول إن “الآلياتُ أو الزعماءُ لا يَبنُون “ثقةً” بالنظام السياسي، لكنَّ “المؤسساتِ” هي ما يُحدِثُ هذا الأثر”.

وفسّر سلوم حالة الانسداد الاقليمي الشامل الذي تمر به المنطقة بفشل التغيير في أحداث التغيير المؤسسي وبناء دولة المواطنة، بالقول “لذا، نجد فرانكشتاين سرعانَ ما أعادَ تركيبَ جسدِهِ من قطعٍ جديدةٍ شكّلتْ صورةَ انسدادٍ إقليميٍّ شامل، وتعدى ذلك الى تدميرِ المدنيّات القديمةِ والثرية بتنوعها، فقد تُركَتْ سوريا أرضاً يباباً بعدَ حربٍ أهليةٍ دامية، وباتَ اليمنُ السعيدُ بائساً وحزيناً، وكشفَ انفجارُ مرفأ بيروت عن وجهِ نظامِ الإقطاعِ السياسيّ في لبنان، أما العراقُ الذي خرجَ شبابُهُ بثورةٍ للتغيير من الداخل بعد سنواتٍ من فشلِ التغييرِ من الخارج على يد غربِ ما بعدَ الحداثة، وبعد قرابة 700 شهيدٍ و20 الف جريحٍ ما يزال نظامُهُ المكوناتيُّ عصياً على الإصلاح”.

لكن الأمل لم ينتهِ لدى الأجيال الشابة، لا سيما وإن العديد من الساحات الاحتجاجية ما تزال نابضة بالتمرد. في هذا السياق نبّه الفائز بالجائزة الى ثورة الشباب المستقل في سنجار، إذ جاء في خطابه “من أجلِ الأملِ في التغييرِ خرجَ الشبابُ الإيزيديون، قبل أشهرٍ قليلة، في مظاهراتٍ بمواجهةِ الفصائل المسلحة في سنجار، فبعدَ مرورِ ثمانية أعوام على الإبادةِ الجماعيةِ وتحريرِ مناطقِهم من داعش ما تزالُ الإبادةُ الجماعيةُ حيةً ومستمرةً بالنسبةِ للمجتمعِ الإيزيدي، مع استمرارِ الصراعِ السياسيِّ والتدخلِ الإقليميِّ في أراضيهم، وعدم عودةِ النازحين وتشتتِ المجتمع أكثر فأكثر”.

وحلّل الخطاب تأثيرات الانسداد السياسي والتأثيرات الإقليمية على أوضاع الأقليات الدينية التي باتت تواجه انسدادا مماثلا دفعهم الى التمزق والتشتت والهجرة، إذ جاء في نص خطابه “أما المندائيونَ (أتباعُ يوحنا المعمدان) الذين يمثلون ثقافةً ألفيةً عابرةً للزمانِ والمكان، فقد غادر 90% منهم وطنَهم التاريخي، وها هي مياه يوحنا المعمدان تجفُّ وتتبخرُ، وتفقد ميزوبوتاميا (بلادُ ما بين النهرين) هويتَها التاريخيةَ مع جفافِ مياهِ نهريْ دجلة والفرات بسببِ السياساتِ الإقليمية غير العادلة. المسيحيونَ في الشرق الأوسط أيضاً أصبحوا (بيتاً بمنازلَ كثيرةٍ) اذا ما استعرتُ عبارةً بليغةً. ورغمَ مرورِ أكثر من مئتيْ عامٍ على ولادةِ مؤسّسِ الدين البهائيّ، فإنه لا يوجدُ بلدٌ عربيٌّ يعترفُ بالدينِ البهائيّ (عدا اعترافٍ ذي طبيعةٍ رمزيةٍ في إقليم كردستان العراق) “.

وحثّ سلوم المثقفين في العراق والعالم العربي على تحمل مسؤوليتهم التاريخية في هذا السياق بالقول “أعتقد بمسؤوليتِنا في أن نحثَّ الأجيالَ الجديدةَ على التعلّمِ من أخطاءِ الماضي، ورفضِ أيّةِ سياسةٍ لتأويلِ الاختلافات على نحوٍ يوفرُ المناخَ الملائمَ لارتكابِ الجرائمِ من قِبَل مقاولي الكراهيات. لذا ادعو الى مواجهةِ أيّ تسييسٍ للشأنِ الديني”. وحث الخطاب المثقفين على مساعدة الحراك الإحتجاجي في العراق والعالم العربي على تخيل نموذج بديل بقوله “على مثقَّفينا في العالم العربي التَّفكير المتواصل في بديل يقدِّم الخِيار الثَّالث بين “القوميَّة العربيَّة” و”الإسلام السِّياسيّ”. وهُما خِياران سيطرا على خيال النُّخَب الشَّرق أوسطيَّة خلال القرن الماضي. لا بدَّ من تقديم نموذج بديل يقوم على رابطة “مُوَاطَنِيّة”، وبشكل خاصٍّ نموذج “مُواطَنة حاضنة للتَّنوُّع الثقافي او باعثة له”، بكلِّ ما ينطوي عليه المفهوم من إبداعٍ خلَّاق واحترام الخصوصيات الثقافية القائمة على المساواة بين الافراد”.

كما أكد على جوانب أخرى من النضال من أبرزها “النضالُ من أجل توسيعِ دائرة الاعتراف بالأقليات الدينية غير المعترف بها، نحن بحاجةٍ إلى ثورةٍ ضدَّ النهجِ الحصريّ لحريةِ المعتقد، والذي يتعارضُ مع روحٍ عالميّة لحقوق الإنسان، تقومُ على احترامِ الكرامة الإنسانية للجميع” إذ يعتقد سلوم أن “الفهمُ الواسعُ لحريةِ المعتقد يعد خِيارًا قادرًا على إنصافِ التنوعِ الغني في بلدان المنطقة، والذي يُعَدُّ أفرادُهُ جميعًا أصحابَ حقوق متساوية”.  وطالب بمواجهة ما أطلق عليه “ممارساتِنا العنصرية تجاهَ الأقلياتِ العرقية، وبضمنِها التمييزُ الراسخُ ضد سودِ البشرة في بلادِنا. إذ لا يمكن أن نتعاطفَ مع ضحيةٍ في الخارج وننكرُ وجودَ المئات في مجتمعاتنا”، في إشارة الى التعاطف العربي الواسع مع (جورج فلويد) المواطن الامريكي من أصل إفريقي الذي توفي اثناء اعتقاله من قبل الشرطة.

ويعتقد سلوم أنَّ البدايةَ لا بدَّ أن تكونَ “مع تشريعاتٍ تجرّمُ العنصريةَ بكافة أشكالِها وعلى رأسِها العنصريةُ العرقيةُ وخطاباتُ الكراهيةِ بمنصاتِها ومنابِرها المختلفة. يلي ذلك إعادةُ النظرِ في المناهج الدراسية للتأكد من خلوِّها من أيّة خطابات كراهيةٍ وإن كانت غيرَ مقصودة، مع رفدِها بما يعزز ثقافةَ التنوعِ والمساواة وتقبلِ الآخر والتي من دونِها لا يمكن إحرازُ تغيير حقيقي في مسارِ بناء دولة المواطنة”.

وختم سلوم خطابه بتحية للمناضلين عن التعددية في العالم العربي، منوها الى استمرار النضال من أجل التغيير في العراق والعالم العربي، إذ قال “لن نستسلمَ بسهولة، إذ سرعانَ ما نستيقظُ ونتكلمُ، نرفع سيفاً من زجاج في مواجهةِ مصالحِ قوى كبرى تفرضُ نظامَ التفاهة والأنانية، ونحمي الأملَ بالتغيير كشمعةٍ صغيرةٍ في هذا الظلام. صحيح أننا قد نشبِهُ دمىً صغيرةً تواجه عمالقةً على خشبة المسرح، لكنْ بقوةِ الأمل نسعى لإنقاذ تايتانيك المشرفةِ على الغرق”.

وانتهى الخطاب بعبارة تحث على الأمل إذ قال “أقول ختاما: في العالم العربي، الأملُ لم يعد خياراً، بل ينبغي أن يصبح أسلوبَ حياة”.

يشار الى ان سلوم هو أول مثقف عراقي يحصل على جائزة ابن رشد للفكر الحر والتي انطلقت  عام 1999 في العاصمة الالمانية برلين، بمناسبة مرور ثمانية قرون على وفاة الفيلسوف ابن رشد. وسبق أن فاز بها أبرز المفكرين العرب مثل محمد عبد الجابري وسمير أمين ونصر حامد أبو زيد ومحمد أركون. وهي الجائزة الرابعة التي يحصل عليها الأكاديمي والمثقف العراقي بعد نيله جائزة تحالف ستيفانوس الدولية في أوسلو عام 2018 وجائزة البطريركية الكلدانية وجائزة كامل شياع لثقافة التنوير.

*********************

أمننا المائي في خطر

بغداد ـ طريق الشعب

صنّفت الأمم المتحدة العراق كأحد البلدان الخمسة الأولى الأكثر تأثراً بتغير المناخ في جميع أنحاء العالم، وأشارت إلى تزايد فقدانه للأراضي الصالحة للزراعة بسبب التملح وقلة هطول الأمطار وموجات الحر الطويلة والعواصف الترابية، فيما حذر البنك الدولي من نقص الموارد المائية للبلاد والتي يمكن أن لا تغطي أكثر من 20 بالمائة من احتياجاته بحلول عام 2050 في حال استمر الوضع على ما هو عليه. ولإلقاء الضوء على هذا الموضوع الخطير، أجرت مجلة الثقافة الجديدة في عددها 434 والصادر في أيلول الجاري، حواراً مع الخبير الدكتور حسن الجنابي، الوزير الأسبق للموارد المائية، أعرب فيه عن قلقه من تزايد الطلب على مياه الرافدين في البلدان الأربعة العراق وسوريا وتركيا وإيران، جراء زيادة الإحتياجات المختلفة والمرتبطة بالتنمية والزيادة السكانية، مشيراً إلى عدم وجود شيء اسمه “خزين استراتيجي” للمياه، لأنها كأية ثروة أخرى خاضعة للإستهلاك، فيما تقتضي الحكمة الإستخدام المستدام للموارد وعدم استنزاف كميات المياه المتوفرة في البلاد.

وحول الأثر الحقيقي لانخفاض كمية الموارد المائية على قضايا الزراعة والبيئة في العراق، يرى الدكتور الجنابي بأن معدل ايرادات العراق السنوية من نهر الفرات، إنخفظت من 30 مليار متر مكعب إلى حوالي 15 مليار، جراء زيادة الإستهلاك في تركيا وسوريا، وليس بسبب التغيير المناخي، الذي له دور سلبي محدود. كما أن أغلب الأنهار القادمة من إيران مسيطر عليها ولم يعد جريانها طبيعياً، وليس هناك من يحترم الإتفاقات السابقة. وأشار إلى أن الهدر الذي تتسم به عمليات إرواء الأراضي الزراعية والإستخدام المتطرف للأسمدة الكيمياوية والمبيدات وتجريف البساتين وتغيير جنس الأراضي وسريان التصحر وغيرها من إجراءات غير مسؤولة، تركت أثاراً سلبية على الإنتاج الزراعي وعلى البيئة العراقية.

وبصدد مساعي العراق للحصول على حصته من مياه دجلة والفرات، أشار الدكتور الجنابي إلى أن لا احد يعرف حالياً ما هي “حصة العراق” وما هي حصص الآخرين. كما أن تعامل دول المنبع مع المياه، بإعتبارها جزءًا من سيادتها، يقتضي بالضرورة التعامل معها كجزء من سيادة دولة المصب أيضاً. وبيّن بأنه يفضل إعتماد النسب المئوية في تقسيم المياه المشتركة لأنه مهما كان التصريف الطبيعي للنهر فستكون فيه نسبة محددة للعراق، وهي نسبة لم يتم الإتفاق بشأنها حتى الآن. وأكد على أن القانون الدولي للمياه يحمي “الإستخدامات القائمة”، حيث يجب إحترام الإستخدام الفعلي للمياه عند البدء بمشروع جديد.

وأعرب الوزير الجنابي عن أسفه لعدم إجراء مفاوضات جادة مع تركيا، حيث إقتصرت المساعي على مشاورات فنية وعامة، فيما ترفض أنقرة وجود طرف ثالث وتتمسك بالتعاون الثنائي، وعليه لا بد من التمسك بالبروتوكول رقم 1 الملحق بمعاهدة الصداقة وحسن الجوار بين البلدين والمبرمة عام 1946. كما لابد من تفعيل لجنة الأمر الديواني رقم 103 الخاصة بالملف المائي مع ايران، والذي يمكن فيه إعتماد البروتوكول الملحق باتفاقية 1975، والذي تضمن مبادئ جيدة لقسمة المياه.

وأكد الدكتور الجنابي على أن القطاع الزراعي - المائي من القطاعات المتلكئة وغير القابلة للإصلاح في ظروف عدم الإستقرار السياسي والأمني وما يرتبط بهما من مخاطر اجتماعية كالفقر والبطالة والفساد وانعدام التكافؤ وغياب العدالة الإجتماعية، وزيادة الهجرة من الآرياف إلى حواشي المدن، والنقص الفادح في كمية ونوعية مياه الشرب على مستوى العراق. ودعا إلى معالجة مشكلة مياه الشرب عن طريق مشاريع تحلية مياه البحر، وهو موضوع مهمل تماماً، فيما تتوجه بوصلة الإستثمارات الحكومية إلى بناء المزيد من السدود التي ستبقى فارغة معظم الآوقات في ظل شحة الإيرادات. وأختتم الدكتور الجنابي حديثة بتشخيص أسباب المشاكل الكبيرة التي تعاني منها البلاد ومنها مشكلة المياه، بالوهن والضعف الذي أصاب مؤسسات الدولة ومفاصلها المختلفة، وبالفساد المستشري فيها وبالصراعات اللا مبدئية، التي تنطلق من مصالح سياسية وحزبية ضيقة على حساب مصلحة البلاد والصالح العام، وبوضع الشخص غير المناسب في المكان غير المناسب.

الريّ بالعفترة

حذرت وزارة الموارد المائية، من صعوبة تأمين مياه الشرب والسقي في الموسم المقبل حيث تزيد الإطلاقات المائية على الإيرادات للموسم الثالث على التوالي. وأشارت الى قيامها بتخطيط الاطلاقات بشكل يضمن العدالة لجميع المحافظات، وذلك لتأمين الأولوية للشرب ولسقي البساتين الزراعية بنسبة 50%، إضافة إلى إدامة الأهوار، معربة عن أملها بتنفيذ تركيا لوعودها وإطلاق حصة العراق من مياه نهر دجلة. وفي الوقت الذي أكدت فيه الوزارة على ضرورة الإلتزام بالحصص المائية وعدم التجاوز عليها، تصاعدت شكاوي المواطنين من تسلط المتنفذين وأصحاب السلاح المنفلت وإستئثارهم بمياه الري التي يُّحرم منها الفلاحون الفقراء والمزارعون العزل.

من بركات إحتلالكم

اكد تقرير لصحيفة نيويورك تايمز الامريكية على عدم قدرة الدولة العراقية، رغم ثروتها النفطية الهائلة، على توفير أبسط الخدمات الأساسية لمواطنيها، بسبب الحجم الكارثي للفساد في كل مفاصل الوزارات. وأشار التقرير الى معاناة الناس من إنقطاع الكهرباء وغياب المياه الصالحة للشرب، وتهالك المدارس ونقص الرعاية الصحية، حيث يُعّد قطاعا التعليم والصحة من بين القطاعات الأسوأ في البلاد. وأورد التقرير العديد من الأمثلة على مظاهر الفساد في وزارات الصحة والتربية والتعليم العالي والتجارة، مؤكداً أن أكثر من ربع العراقيين يعيشون تحت مستوى الفقر اليوم، فيما يزداد عدد الأميين والعاطلين والمتسربين من المدارس وتشتد معاناة الشرائح المهمشة.

المجازر العشوائية والفساد

إقترحت دائرة البيطرة في وزارة الزراعة، ثلاثة إجراءات لإنهاء مشكلة الجزر العشوائي في الساحات العامة، كإنشاء مجازر كافية لتغطية الاحتياج الفعلي والتوسع الإداري والسكاني الحاصل، وإنهاء ظاهرة تواجد ورعي الحيوانات الحية وإيوائها في شوارع المدن، و بناء إسطبلات نظامية وصحية لأيواء الحيوانات خارج المناطق السكنية. وذكرت الدائرة بأنها أجرت 101 حملة خلال شهر آب، لمكافحة الجزر العشوائي، صادرت وأتلفت خلالها 1656 كغم من اللحوم. هذا ويذكر المواطنون بأن الفساد هو من يقف وراء تأجير دوائر البلديات للساحات العشوائية كي تُستخدم لبيع وشراء وجزر الحيوانات، وبطرق مخالفة للقانون ومضرة بالصحة العامة.

موازنة عالمودة

كُشف النقاب عن مساعي جهات برلمانية إلى إقرار قانون جديد للدعم الطارئ للأمن الغذائي والتنمية، بديلاً للموازنة التي تأخر تشريعها بسبب الإنسداد السياسي الذي تعيشه البلاد، وفشل الطغمة المتنفذة في تشكيل حكومة جديدة. وتتذرع هذه الجهات بالحاجة الى تغطية نفقات الدولة وطول المدة التي سيستغرقها تشريع قانون موازنة جديدة. ورغم أن قانون الأمن الغذائي الحالي سيبقى ساري المفعول حتى الربيع القادم، فإن توجهات هذه الجهات تثير قلق الناس حول إحتمال عدم إقرار موازنة للعام المقبل أيضاً، ومواصلة تقليد قوانين الصرف الطارئة، التي قد تفتح شهية الفاسدين لإبتلاع الوفرة المالية، التي فاقت 22 مليار دولار حتى الأن.

********************************

الصفحة الرابعة

خلاف مع الشركات الأجنبية وتسرب للخام يوقف التصدير جزئياً.. شيخوخة الانابيب النفطية تهدد بكارثة بيئية!

بغداد ـ طريق الشعب

في ظل المخاوف من حدوث كوارث بيئية نتيجة لعمل انابيب النفط بأكثر من طاقتها الاستيعابية، مع زيادة انتاج النفط الخام وارتفاع الطاقة التصديرية للعراق تدريجيا، تبرز الحاجة الى صيانة وتطوير خطوط الانابيب البحرية النفطية، ومد انابيب جديدة، فضلا عن تطوير الموانئ.

توقف جزئي

وأشار الخبير الاقتصادي نبيل المرسومي الى تعطل الصادرات النفطية العراقية جزئيا مرتين خلال أسبوع واحد فقط!

وقال المرسومي في إيضاح على صفحته في فيسبوك، طالعته “طريق الشعب”، ان التوقف الأول امتد لمدة 16 ساعة يومي ٨ و ٩ ايلول الحالي بسبب توقف العمل في منصات التحميل العائمة الخاصة بإرساء واقلاع الناقلات نتيجة لخلاف بين شركة نفط البصرة وشركة دي بي الكورية المسؤولة عن خدمات الارساء والاقلاع من ساحبات وفريق الربط للعوامات، منوها الى ان توقف الشركة الكورية عن العمل بسبب عدم استلامها مستحقاتها المالية.

وأضاف ان التوقف الثاني جاء بسبب تسرب النفط من منظومة خزانات الفوائض في ميناء البصرة النفطي وهو ما أدى الى انخفاض الصادرات النفطية بنحو 400 الف برميل يوميا، فيما ترفع مصادر أخرى الرقم الى أكثر من 1.3 مليون برميل يوميًا من طاقته التصديرية بعد توقف الصادرات عبر ميناء البصرة في وقت مبكر من يوم الجمعة 16 أيلول الحالي.

مخاطر بيئية

ووفقا لـ(MEMAC) مركز المساعدة المتبادلة للطوارئ البحرية البيئية، فإن العراق مرشح للإصابة بنوعين من الكوارث البيئية البحرية، الأول احتمال تسرب كميات نفطية بسبب الحوادث البحرية الناجمة عن النقل البحري غير المنتظم للنفط من موانئ العراق او بسبب هجمات إرهابية تطال الناقلات النفطية البحرية. والنوع الثاني من الكوارث سببه التسرب الطبيعي لكميات من النفط من الناقلات البحرية الى المياه العراقية وان كانت قليلة، الا ان تراكمها عبر سنوات من نقل النفط يتسبب بنسب تلوث للمياه تحتاج الى متابعة وعلاج.

وتابع المرسومي، انه مع الارتفاع الكبير المتوقع في إنتاج النفط العراقي وتصديره عن طريق البحر، فان المخاطر الناجمة عن التلوث الطبيعي لعمليات النقل النفطية او لحالات التسرب الممكن وقوعها ستكون أكثر واكبر، يضاف الى ذلك ان شبكة نقل النفط العراقية (الأنابيب) بلغت من الشيخوخة ما يعرضها لانهيارات جزئية في مفاصل حساسة قد تؤثر على البر العراقي وليس البحر فقط.

تحذيرات جدية

وَذَكِّر المرسومي بتحذير خبراء النفط العراقيين والامريكان من ان الأنابيب الناقلة للنفط العراقي التي تصدر حاليا نحو 3.3 مليون برميل يوميا أي نحو 97 في المائة من النفط العراقي للأسواق العالمية عن طريق جزيرة الفاو وباقي الموانئ البصرية المطلة على الخليج العربي تستطيع ان تستوعب شحن وتصدير 1.6 مليون برميل يوميا من دون أي مخاطر للتسرب، وما زاد على ذلك فانه خطر كبير قد تنجم عنه كارثة بيئية، بسبب عمرها الكبير وقلة العناية الخارجية والداخلية لها وانعدام عمليات الصيانة ضد الظروف والمؤثرات الجوية السيئة للأنابيب. 

واكد الخبير ضرورة الإسراع في “تأهيل وصيانة ميناء البصرة النفطي، ويتضمن مد ثلاثة أنابيب بحرية ولمسافة (60) كم ونصب أربع عوامات بطاقة (900) ألف برميل يومياً لكل منها، فضلاً عن مد أنبوب من موقع الإنتاج إلى الفاو وبطاقة مليون برميل يومياً، ومد انبوبين بحريين بسعة 48 بوصة، وتأهيل ميناءي البصرة والعمية، وبناء منصة بحرية، وعمل أجهزة قياس”.

استئناف الضخ

من جانبها، اكدت شركة نفط البصرة، معالجة تسرب الخام في اثناء عمليات التحميل والتصدير من ميناء البصرة النفطي، والعودة الى معدلاتها  الطبيعية.

وقالت الشركة، إن “الفرق الفنية والهندسية عالجت تسرباً للنفط الخام في منظومة خزانات الفوائض في ميناء البصرة النفطي، وتم استئناف عمليات الضخ”، مشيرة الى انها ستقوم بتعويض فترة التوقفات خلال الايام المقبلة بضخ كميات اضافية، وبما لا يؤثر على معدلات التصدير المخطط لها.

وكانت مصادر بقطاع النفط صرحت الجمعة، بأن صادرات الخام من ميناء البصرة توقفت الجمعة الماضية بسبب تسرب.

وأضافت المصادر لوكالة “رويترز”، أن “عمليات تحميل النفط متوقفة من ميناء البصرة لحين اكتمال إصلاح الخلل”، الأمر الذي قد يستغرق أكثر من أسبوع.

***********

متخصصون ينتقدون غياب الاستراتيجيات الجادة.. التصحر يهدد نصف مساحة البلاد!

بغداد – طريق الشعب

تشتغل وزارة الزراعة على مواجهة ظاهرة التصحر والحد من زحفها على المناطق السكنية، من خلال تأهيل الغابات ومحطات المراعي الطبيعية والتشجير وغيرها من النشاطات، لكنّ مراقبين ومتخصصين يحذرون من خطورة التصحر واجتياح الكثبان الرميلة للأراضي الزراعية، لافتين الى أن عملية مواجهتها تفتقر إلى وجود الاستراتيجيات الوطنية والحلول اللازمة والتخصيصات المالية اللازمة. ويؤكد المراقبون أن الاجراءات الحكومية ضعيفة، ولا توجد توقعات بخروجها بنتائج ملموسة، وأن تقارير رسمية تفيد بأن نصف مساحة أراضي البلاد تواجه تهديدا حقيقيا بفعل التصحر.

تفاؤل حكومي

وقالت مدير عام دائرة الغابات ومكافحة التصحر في وزارة الزراعة، راوية مزعل، إن “دائرة الغابات ومكافحة التصحر في وزارة الزراعة ستبدأ بحملة تشجير تشمل عدداً من المواقع في البلاد”.

وبحسب حديث صحافي لمزعل، فأن “الدائرة في طور الاستعداد للحملة الخريفية السنوية لمقاومة التصحر والتقليل من الآثار السلبية للتغيرات المناخية وارتفاع درجة الحرارة. وعلى المستوى الداخلي جرى البدء بنشاط مشروع تثبيت الكثبان الرملية على الطريق السريع الدولي الذي يربط المحافظات (ذي قار والمثنى والديوانية)، بأعمال التغطية الطينية للكثبان الرملية وبعدها ستكون هنالك أعمال التثبيت الميكانيكي، وأعمال التثبيت البيولوجي، والتشجير، وإيجاد مصادر المياه لغرض سقي تلك النباتات”، مبينة أن “الهدف منه هو التقليل من الآثار السلبية للعواصف الغبارية والترابية التي أصبحت مألوفة بالآونة الأخيرة في العراق”، فيما أشارت إلى أن “المشروع سيكون متكاملاً للقضاء على ظاهرة التصحر والعواصف الغبارية والترابية في البلاد”، بحسب قولها.

ونوهت الى أنه “على الصعيد الدولي تم الإعداد لأوراق عمل خاصة لكل وزارة تقدم مع الوفود لوضع رؤية استراتيجية للحد من التأثيرات السلبية ومقاومة التصحر، والتركيز أيضا على مواضيع المياه والجفاف التي يعاني منهما العراق”، لافتة الى أن” الأوراق ستقدم في مؤتمر القاهرة الخاص بالأطراف الدولية والذي سيعقد في السابع والعشرين من تشرين الثاني للعام الجاري”.

وواصلت أن “هناك مساعي لتأهيل الغابات في البلاد، والاستعدادات قائمة لتجهيز مستلزمات العمل الخاصة بدليل الغابات وعدد من محطات المراعي الطبيعية لزيادة النبات الطبيعي، وتوفير الغطاء النباتي لتحسين البيئة”.

وبيّنت أن “الوزارة تسعى الى إعادة نشاط مشروع الواحات الصحراوية في محافظة الأنبار الذي تعرض الى هجمات من قبل عصابات داعش الإرهابي إبان اجتياح المحافظة، والعمل جار على إعادة تأهيل عدد من هذه الواحات من خلال توفير مستلزمات العمل، والأيدي العاملة، فضلاً عن مشاركة السكان المحليين في الأعمال، لغرض امتصاص البطالة”.

ظاهرة تقتل البلاد

وعلى صعيد متصل، لا يخفي المهتمون بهذا الشأن قلقهم من استمرار ظاهرة التصحر بعدما أصبحت الكثبان الرميلة تفترس الأراضي الخصبة، بينما تتزايد الدعوات إلى ضرورة إيجاد برامج واضحة ومجدية لحل هذه القضية المهمة والتي تمسّ حياة الناس بشكل مباشر.

وأكدت التقارير الدولية المعنية بالبيئة والمناخ أن العراق خامس أكثر الدول المتضررة من أزمة المناخ وما يرافق هذا الترتيب المقلق من نسب جفاف عالية وارتفاع لافت في درجات الحرارة.

ويقول الناشط البيئي، عمر سعد، أن المهتمين بالشأن البيئي والمناخي والمنظمات المعنية يرون أن الحكومات مسؤولة بشكل مباشر عن تقلص المساحات الخضراء واستفحال ظاهرة التصحر. وأن حديث وزارة الزراعة الأخير عن وجود برنامج لحل الأزمة، لن يلاقي اهتماما حقيقيا من المعنيين بهذا الشأن، لأن الكثير من البرامج أطلقت في السابق دون أن تحقق نتائج تذكر.

ويوضح سعد خلال حديثه مع “طريق الشعب”، أن “الحكومات ومنذ ما بعد 2003 تجاهلت وضع أي سياسة واضحة للمياه ومواجهة الجفاف وتنامي حالة التصحر وبات هذا الملف أمام تحديات خطرة تواجه البلاد دون أي يحظى باهتمام جاد وخطوات عملية”، مبينا أن “وزارة الزراعة مستمرة بالتعثر في تعاملها مع المساحات الخضراء وهي بلا خطط رصينة للأمن الغذائي”.

ويضيف المتحدث قائلا: “أوضح ديوان الرقابة المالية أنّ سياسة مكافحة التصحر الخاصة بوزارة الزراعة، غير مجدية وأن نسبة الأراضي المهددة تشكل نصف مساحة البلاد بينما هناك 16 في المائة من الأراضي تعاني حاليا من التصحر وهذه نسب مرعبة ولا بد من ايجاد الحلول لها”، مردفا أنه “لم تحظ هذه الأرقام بأية إجراءات وردود فعل سريعة من قبل الحكومة وهناك جهل كبير بحجم وخطورة هذا الموقف”.

تضرر عدد كبير

من جانبه، يقول الأكاديمي حيدر جمعة، إن حوالي سبعة ملايين مواطن تضرروا من الجفاف والتصحر، حيث رصدت هجرة كبيرة خلال السنوات الماضية أدت إلى الكثير من المشاكل.

ويوضح جمعة لـ”طريق الشعب”، أنه على سبيل المثال “أكدت محافظة ذي قار قبل أسابيع أنها تستعد لإعلان مناطق الأهوار كمناطق منكوبة، حيث هاجر الآلاف منها بسبب الجفاف، بينما يهاجر آخرون نتيجة التصحر الذي يقضي على المساحات الخضراء، ويقلل حظوظ الزراعة التي تعاني ما تعانيه منذ سنوات”.

ويضيف المتحدث أن “نتائج الجفاف والتصحر الحالية هي مجرد بداية رغم خطورتها وتأثيرها، وهنالك أمور قادمة تحمل الكثير من السوء لحياة المواطنين، فلا بد من الاستعداد للتغيرات المناخية ووضع الخطط الحقيقية لوقف هذه الظواهر التي أصبحت تهدد أهم البلدان الخصبة والمعروفة بمساحاتها الزراعية”.

***********

جمعية المترجمين العراقيين: نسعى إلى ترجمة ألف كتاب مجاناً

متابعة – طريق الشعب

في العام 2017 دشنت جمعية المترجمين العراقيّين مشروعا لترجمة مائة كتاب إلى العربيّة، وذلك بدعم ذاتيّ من إدارتها. ويسعى المشروع إلى تنشيط الحركة الترجميّة في العراق، والتي شهدت خمولًا كبيرًا بسبب الحروب وتردّي الأحوال السياسية والثقافية. كما يسعى لتعريِف القرّاء بالتطوّرات الحاصلة في الآداب والفنون، واللغات الأجنبية والفلسفة والسياسة، والعلاقات الدولية وعلم اللغة وغيرها. فيما يطمح إلى ترجمة التراث العراقي إلى اللغات الحية.

ورغم أنّ المشروع كان من المؤمل له أن يتجاوز المائة كتاب، وينتقل بعدها إلى مشوار الألف كتاب، إلّا أنَّه واجه صعوبات وتحدّيات بالتزامن مع الظروف المجتمعية والسياسية والثقافية التي شهدها العراق، إضافة إلى جائحة كورونا.

وبحسب رئيس الجمعية الباحث قاسم الأسدي، فإن “المشروع استطاع ترجمة وطباعة 50 كتاباً من الكتب المُقرَّرة، وان العمل جارٍ على إكمال بقية الكتب”، مبينا في حديث صحفي أن “الكتب المترجمة صدرت عن (مؤسسة أبجد) و(مكتبة عدنان) في العراق”. وتطمح الجمعيّة التي تأسست عام 1970، إلى تنويع النشر بين الدور العراقية، وفتح آفاق التعاون مع الدُّور العربية، لغرض تحقيق أفضل النتائج في وصول الكتاب إلى شتّى دول العالم. وهي تتولى – بحسب رئيسها - طباعة الكتاب بالتعاون مع الناشرين، ولا تحصل على أيّ تمويلٍ من أيّ جهة رسميَّةٍ أو غير رسميّة.

سلسلة عن المسرح الياباني

وعن الكتب الصادرة، يقول الأسدي أن الجمعية تحرص على اختيار الكتاب بعناية، مؤكدا انه “نسعى دائماً لترجمة الكتب الشحيحة التي نشعر بأنّ سوق الترجمة والقارئ العربي بحاجةٍ إليها، وعلى سبيل المثال أصدرنا في هذا المشروع سلسلة دراسات عن المسرح الياباني. وهي مهمة جدا للاختصاصيين في المسرح، وأيضا لتعريف القارئ العربي بالمسرح الياباني الذي لا يعرفه كثيرون”.

ويتابع قوله: “كذلك أصدرنا كتبًا نفتقد وجودها في المكتبات، كالتي تتناول التراث العراقي، مثل كتاب (صُور بغدادية) للرحّالة الإنكليزية فريا ستارك”.

مواكبة حركة الترجمة عربيا

 وفي ما يتعلق بواقع الترجمة في العراق، يرى الأسدي “إننا بحاجة لمواكبة حركة الترجمة في العالم العربي. فلا يخفى أن في العراق مواهب ترجمية، نسعى للاستفادة منها لتعزيز واقعنا الترجمي الذي لا يقل شأنا عن أقرانه”.

ويشير إلى أنه “تعزيزًا لدورها في تطوير حركة الترجمة، أطلقت الجمعية أخيرا دورات تطويرية للمترجمين الشباب وطلبة كليات اللغات”، موضحا أن “الجمعية تسعى من خلال هذه الدورات، إلى وضع المشاركين فيها على المسار الصحيح، وتدريبهم وتأهيلهم بهدف رفد سوق الترجمة بالكفاءات الترجمية التي نعتقد بأننا نعاني نقصا فيها”.

هذا وتستعد الجمعية – بحسب رئيسها - لإصدار حزمة ترجمات جديدة خلال الأسابيع المقبلة، في محاولة لإتمام مشروع المائة كتاب قبل نهاية العام الحالي.

*********

الصفحة الحامسة

“كيف نستحم؟”.. الجفاف يشل الحياة في ارياف الديوانية

متابعة – طريق الشعب

يفتح يونس عجيل صنبور المياه في منزله، لعله يحصل على قطرات من “سر الحياة”، لكنه يعود مخذولا مثل كل مرة، بعد أن استفحل الجفاف في قريته التابعة لمحافظة الديوانية، وجعل صيفها الحالي أقرب إلى الجحيم!

وليست قرية عجيل، التي تسمى “الاغوات”، الوحيدة المتضررة من الجفاف في محافظة الديوانية، فهناك أكثر من 70 قرية أخرى تعيش المعاناة ذاتها تحت وطأة حرارة شديدة تجاوزت خلال آب الفائت نصف درجة الغليان.

وأدى الانخفاض الكبير في مناسيب مياه نهر الفرات إلى جفاف بعض تفرعاته وحرمان ثلث محافظة الديوانية مما يسد حاجتها من الماء للاستخدامات اليومية. فيما توقفت قبل أسابيع 20 محطة تصفية ماء عن العمل – وفق ما أكده مسؤولون في المحافظة.

وفي قرية الاغوات والقرى المجاورة لها، ينتظر السكان وصول المركبات الحوضية التابعة إلى الحكومة المحلية، والتي تزورهم مرة أو مرتين في الأسبوع، كي تزودهم بالمياه، لكن ما يحصلون عليه لا يغطي حاجتهم الفعلية.

“لم استحم منذ 4 أيام”!

يتحدث عجيل، وهو أب لـ 8 أطفال، عن معاناته وأبناء قريته جراء أزمة المياه. ويقول بأسف: “حتى لو تم توزيع المياه علينا يوميا، فلن نكتفي. فخلال الصيف تكون حاجتنا للمياه كبيرة، وما توفره لنا المركبات الحوضية لا يسد سوى جزء بسيط من حاجتنا الفعلية”، مؤكدا أنه “مرت 4 أيام دون أن استحم”!

وآملاً في تغطية احتياجات عائلته من الماء، قام عجيل بحفر بئر، لكن المياه التي خرجت منها مالحة وغير صالحة للاستخدام، لذلك صار يضطر إلى خلط ماء البئر مع الماء الذي توزعه عليهم المركبات الحوضية، كي يوفر كمية أكبر تكفي عائلته.

الأطفال يتراقصون فرحا بالصهريج!

عبر خرطوم بلاستيكي، يملأ عامل الصهريج (المركبة الحوضية)، خزانات أهالي القرية واحدا تلو الآخر.

وحال وصول المركبة، يهرول الأطفال نحوها بشكل عشوائي، ويتراقصون فرحا. فيما تبدأ العائلات بإخراج أوان معدنية وبلاستيكية من منازلها، ووضعها على الأرض في انتظار ملئها بالماء.

ويلفت عجيل إلى أنه “لم يبقَ سوى عشرة منازل في القرية، بعد أن كانت 50 منزلا. فالجميع هاجروا بحثا عن حياة أفضل”!

لا زرع ولا أغنام

يتقاسم عجيل منزله مع شقيقه محمد. وكما هو حال غالبية سكان القرية، كان الشقيقان يزاولان الزراعة، لكن هذه المهنة توقفت قبل عامين بسبب الجفاف، فاضطرا، ومثلهما الكثيرون، إلى بيع أغنامهما لتأمين احتياجاتهما المعيشية.

وأدى الجفاف إلى ترك الكثيرين من المزارعين مهنة الزراعة، بعد أن تلفت محاصيلهم بسبب شح المياه وملوحتها وتلوثها. كما انسحبت الأزمة على مهنة تربية الماشية المرتبطة بالزراعة.

حصة غير كافية

من جانبه، يقول مدير دائرة الماء في الديوانية، المهندس حسن نعيم، أن “أزمة المياه هذا العام تختلف عن الأعوام السابقة، فهي منذ شهرين تتواصل دون انقطاع”، مضيفا في حديث صحفي، أن “هذا الأمر اضطر دائرة الماء إلى استئجار صهاريج إضافية لتزويد المواطنين بمياه الشرب”.

ويأمل نعيم من وزارة الموارد المائية أن تضع خطة لتزويد المناطق المتضررة من الجفاف بالمياه، مؤكدا أن “حصة المياه المخصصة للمحافظة، قليلة جدا، ولا تغطي الاحتياجات اليومية للمواطنين”.

وينصح مدير دائرة الماء، المواطنين بعدم استخدام مياه الآبار، كون نسبة الأملاح فيها عالية جدا، كما ينصحهم بالامتناع عن استخدام مياه بعض الأنهر المنتشرة في القرى، لاحتوائها على شوائب.

ووفق ما أعلنه محافظ الديوانية زهير الشعلان في تصريح صحفي، فإن “ثلث مساحة المحافظة تقريباً تعاني مشكلة عدم وصول المياه”، مشيراً إلى أن ذلك أثّر على الزراعة والثروة الحيوانية.

وأضاف قوله، أن “هناك أكثر من 75 قرية تعاني شح المياه، فنقوم بتوفيرها لها عبر الصهاريج”، مطالبا الحكومة المركزية بـ “استثناء الديوانية من قرار الحصص المائية المحددة، كونها لا تمتلك موردا اقتصاديا غير الزراعة. فهي بلا منافذ حدودية أو حقول نفطية أو أماكن سياحية”.

صعوبة ترشيد الاستهلاك

في قرية الاغوات ذاتها، يدعو رزاق عيسى الحكومة إلى “إيجاد حل مع دول الجوار، وإلزامها بزيادة تدفق المياه إلى أنهارنا”، مشيرا إلى انه يحاول ترشيد استهلاك المياه “لكن الجو حار! كيف لي أن أقلل استخدامي للماء؟ ألا أستحم؟ ألا أغسل ثوبي؟ هذا غير ممكن أبدا!”.

ومثل ما أقدم عليه عجيل، حفر عيسى بئرا وقام بخلط مياهها المالحة بالمياه التي توزعها عليه الدولة. يتساءل عيسى بغضب: “أين نولي وجوهنا؟ أينما ذهبت في العراق هناك عذاب. في الناصرية في السماوة، الناس يموتون من العطش”!

************

اللوازم المدرسية غالية.. أين يذهب الفقير؟!

محمد قاسم عناد

مع قرب حلول العام الدراسي الجديد، شهدت الأسواق في بغداد والمدن الأخرى، ارتفاعا ملحوظا في أسعار اللوازم المدرسية، من قرطاسية وأزياء وحقائب وغيرها.

وفي ظل الظروف الاقتصادية والمعيشية الصعبة التي يعانيها المجتمع، سيما الفقراء وأبناء الطبقة الكادحة، تتنصل وزارة التربية من مسؤولية توزيع القرطاسية على التلاميذ والطلبة بشكل مجاني، ناهيك عن المناهج الدراسية التي لم تطبعها الوزارة هذا العام بسبب “عدم إقرار الموازنة” – على حد ما أفادت به في تصريح صحفي، والتي يبدو أن أولياء الأمور سيضطرون إلى توفيرها على نفقتهم الخاصة!

أين يذهب الفقير؟ كيف سيتمكن من تأمين كل هذه الاحتياجات في الوقت الذي لا يزال فيه التجار يواصلون الجشع منتهزين فرصة غياب الرادع؟!

****************

هل الشارع العام مُلك خاص!؟

 متابعة – طريق الشعب

يشكو كثير من المواطنين وأصحاب المحال التجارية في حي الحارثية ببغداد، وتحديدا في “شارع الكندي” والشوارع المتفرعة عنه، من قيام بعض الاشخاص وحراس المباني باستيفاء “كراجية” من أي سيارة يتم ركنها إلى جوار الرصيف.

ووفقا لما نشره أحد السكان على صفحته في “فيسبوك”، فإنه ما أن يركن أحدهم مركبته في الشارع حتى يأتيه شخص يطالبه بـ “الكراجية”، متسائلا: “هل أصبح الشارع العام ملكا شخصيا!؟”.

وبسبب عدم توفر أماكن نظامية مخصصة لوقوف السيارات، يضطر المواطنون إلى ركن مركباتهم في الشوارع وعلى الأرصفة، سيما في المناطق التجارية وأماكن تواجد العيادات الطبية مثل “شارع الكندي”، ما فسح المجال أمام البعض لاستغلال هذا الأمر في استيفاء الأموال من الناس، عبر عزل جانب من الشارع وتحويله إلى ما يشبه كراجات الوقوف المؤقت!

*************

أهالي “الشط” في بيجي: التخريب بدل الإعمار؟!

بيجي – وكالات

تظاهر العشرات من أهالي منطقة الشط في قضاء بيجي شمالي صلاح الدين، الأسبوع الماضي، احتجاجا على تردي الخدمات، منتقدين إقدام الجهات المعنية على “التخريب بدل الإعمار”.

وبالرغم من الإجراءات الأمنية المشددة، وصدور أوامر عليا بمنع التظاهرة – بحسب وكالة أنباء “شفق نيوز” – إلا أن الأهالي أصروا على التجمهر وسط المنطقة، احتجاجا على “حفر الشوارع وتركها لأكثر من عام دون أي إعمار”، مؤكدين أنهم تلقوا “الكثير من الوعود بإنجاز المشاريع، لكن لم ينفذ شيء وفصل الشتاء على الأبواب”.

وتنقل وكالة الأنباء عن أهالي الشط قولهم أن منطقتهم، التي يبلغ عدد سكانها نحو 5772 نسمة، يسكنها نائب برلماني ومسؤولون حكوميون وقيادات أمنية وشيوخ قبائل. 

********

أمام أنظار وزارة النفط

تلقت “طريق الشعب” شكوى موجهة إلى وزارة النفط من قبل مجموعة من أصحاب المكائن الثقيلة، في شأن صعوبة حصولهم على حصصهم من الوقود.

وتنشر الجريدة هذه الشكوى، التي وصلتها عن طريق المواطن غازي نصيف، لتضعها أمام أنظار الوزارة:

“نحن لفيف من أصحاب المكائن الثقيلة، شفلات وحفارات وغيرها، كنا نتسلم من وزارة النفط حصصا من الوقود لتشغيل مكائننا. وكانت الوزارة تقوم بتحويل الحصص إلى محطات التعبئة، فنقوم بدورنا بتسلمها منها مباشرة، وكان الحال يسير بشكل نظامي. لكن للأسف، جرى إيقاف هذا الإجراء في صرف الحصص، وتم تبليغنا بمراجعة قسم الطاقة في المجلس البلدي، لغرض إجراء الكشوفات على مكائننا، الأمر الذي تسبب في خلق أزمة جديدة تضاف إلى الأزمات التي تعصف بالبلاد. كذلك تم إيكال مهمة صرف الحصص من المجلس البلدي مباشرة، ما عقد الأمور. إذ لا يتم الكشف على الماكينة في بعض الأحيان، إلا بعد دفع (إكرامية) للجهة المعنية، وعند رفض صاحب الماكينة دفع الإكرامية، يعمد الموظفون إلى تأخير تمشية معاملته وموعد الكشف، وبالتالي يضطر إلى شراء الوقود من السوق السوداء بالسعر التجاري الباهظ! لذلك، نطالب السيد وزير النفط بتوجيه الجهات المعنية بإعادة تجهيزنا بالوقود مباشرة عبر محطات التعبئة، مثلما كان معمولا به سابقا، وذلك من أجل إنهاء حالات الفساد والتعقيد التي تواجهنا”.

*********

في الوركاء.. 100 منزل بمحولة كهرباء واحدة!

الوركاء – وكالات

ناشد أهالي “منطقة الحدادية” التابعة إلى قضاء الوركاء في محافظة المثنى، الجهات المعنية تزويد منطقتهم بمحولات كهرباء كافية، مشيرين في حديث صحفي إلى أن هناك نحو 100 بيت في المنطقة تتغذى من محولة واحدة فقط.

وأوضحوا أنه سبق لهم ان قدموا طلبهم هذا مرارا إلى دائرة الكهرباء، لكنها لم تستجب لهم، واكدوا أن المحولة بسبب الحمل الكبير الذي يقع عليها، تتعرض باستمرار للعطب والعطل، ما ينعكس سلبا على تجهيز الطاقة الكهربائية للمنازل.

 *******************************

في صلاح الدين.. تحذير من انقراض الأغنام

سامراء – وكالات

كشف اتحاد الجمعيات الفلاحية في صلاح الدين، عن فقدان المحافظة نصف ثروتها الحيوانية بسبب انعدام الدعم والمراعي وشح المياه، وحذر من انقراض الأغنام.

وقال رئيس الاتحاد كريم كردي الدليمي، ان “صلاح الدين فقدت 50 في المائة من ثروتها الحيوانية من الابقار والاغنام والجاموس والماعز، بسبب إلغاء مقاطعات المراعي المخصصة للثروة الحيوانية وتحويلها إلى عقود زراعية، إلى جانب شح المياه في المناطق البعيدة عن الأنهر والجداول وانعدام الدعم الحكومي”. وأضاف في حديث صحفي قائلا، أن “ارتفاع أسعار الأعلاف الاعتيادية من 50 إلى 80 في المائة بسبب زيادة سعر الدولار، دفع أصحاب الثروة الحيوانية إلى بيع قسم من ماشيتهم لتوفير مبالغ الأعلاف للقسم المتبقي”، محذرا من “اندثار الأغنام في صلاح الدين لتأثرها بالمشكلات المذكورة بشكل أكبر من بقية أصناف الثروة الحيوانية”.

**********

مكب نفايات بجوار المركز الصحي في «الوشاش»!

بغداد – ماجد مصطفى عثمان

شكا سكان منطقة الوشاش في بغداد، من تراكم النفايات بشكل لافت مجاور جدران المركز الصحي في المنطقة.

وقالوا لـ “طريق الشعب”، أن هذه المشكلة خلفت تأثيرا سلبيا خطيرا على الواقعين البيئي والصحي، سيما أن المتضرر الأكبر منها هو المركز الصحي، الذي من المفترض أن يكون محاطا ببيئة صحية نظيفة.

ولفت السكان أن هذه النفايات أصبحت مرتعا للحيوانات السائبة والحشرات والقوارض والجراثيم، وباتت تخلف روائح كريهة تزكم الأنوف، مطالبين دائرة البلدية برفع النفايات عاجلا وتوفير أعداد كافية من حاويات جمع الأنقاض.

**********

الصفحة السادسة

الشيوعي اللبناني يُحيي الذكرى الأربعين لانطلاق «جمّول»

بيروت - وكالات

أحيا الحزب الشيوعي اللبناني، أمس الأول، الذكرى الأربعين لانطلاق “جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ـــ جمّول” ضدّ الاحتلال الإسرائيلي في عام 1982.

ونظّم الحزب مهرجاناً أمام صيدلية بسترس ـــ الصنائع في ذكرى التأسيس وتكريماً للمقاوم الراحل مازن عبود، مطلق الرصاصات الأولى على قوات الاحتلال الإسرائيلي في بيروت. وقد كانت كلمة لرئيس الحزب حنا غريب، تلتها مسيرة إلى مكان استشهاد المقاومَين جورج قصابلي ومحمد مغنية في محلة الوردية في الحمرا.

وفي بيان للمكتب السياسي، قال الحزب إن “أربعين عاماً مضت منذ تلك الرصاصات المباركة، والعدوّ لا يزال ينتهك برّنا وبحرنا وسماءنا، فيما نظامنا السياسي يتخبط في التفاوض والذي يبدو كشكل من أشكال التطبيع، وبواسطة راعي الإرهاب الدولي الولايات المتحدة الأميركية”.

وأكد الحزب أن “المعركة لمّا تنته بعد. فخيار التمسك بالمقاومة طريقاً للتحرير والتغيير هو الخيار الوحيد المتاح والمجدي. فالمعركة واحدة بين دحر الاحتلال وإسقاط النظم التابعة”، داعياً إلى استكمال التحرير في لبنان بـ”إقامة نظام سياسي وطني خارج الاصطفافات الطائفية والاستجابة الطوعية للخارج، القريب منه والبعيد، قادر بالدفاع عن أرض لبنان في وجه أي عدوان ومنحاز إلى مصالح الشعب”.

وحثّ الحزب الشعب اللبناني وقواه الحيّة على “استرداد القرار من أجل تنظيم حالة اعتراض وطني تطرح ضرورة التغيير الحقيقي باتجاه نظام سياسي أكثر عدالة يلبي طموحات الشعب ويؤمن مصالحه، وأيضاً كسر حلقة التضامن بين أطراف المنظومة التي تجهد لتأبيد سيطرتها، من خلال الاستقواء بخنادق الطوائف والمذاهب، وبالرعاية الخارجية القائمة على الاستزلام”.

وختم الحزب بيانه بتوجيه التحية لـ”تلك الرصاصات ولمطلقيها، تحية إلى الباقين منهم وإلى الذين رحلوا، التحية لجورج حاوي ومحسن إبراهيم، التحية لمازن عبود الذي تفتقده المناسبة هذا العام، تحية لكل الشهداء من كل القوى والأحزاب، والتحية كل التحية لشعبنا اللبناني الذي لبّى النداء واحتضن وقاوم وقدّم التضحيات وفي كل المجالات”.

******************

«فاو»: الجوع يتفاقم .. في المنطقة العربية

متابعة - وكالات

قال عبد الحكيم الواعر، المدير العام المساعد والممثل الإقليمي للشرق الأدنى وشمال إفريقيا لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة «فاو» إنّ العالم واجه تحديات متعددة الأوجه في السنوات الأخيرة، كان لها عواقب وخيمة على الأمن الغذائي في مناطق عدة ومنها المنطقة العربية. وتابع الواعر في حوار مع موقع «سكاي نيوز عربية»: «بدأنا استشعار التأثير الحقيقي لأزمة كوفيد-19 والتي ترافقت بتباطؤ اقتصادي عالمي، مما يؤثر سلباً على وصول الملايين من السكان إلى الغذاء».

وأوضح قائلا: «تفاقم هذا الوضع بسبب الأزمة الأوكرانية، وضعف الإمدادات الغذائية، حيث تساهم أوكرانيا وروسيا بحوالي ثلث إجمالي صادرات الحبوب في الأسواق العالمية، علاوة على ذلك، كان إنتاج المحاصيل الرئيسية قريباً من مستويات الركود بسبب العديد من العوامل، ليرتفع مع ذلك أسعار المواد الغذائية في جميع أنحاء العالم، مما أثّر بشكل خطير على شرائح المجتمع ذات الدخل المنخفض».

وأردف: «ستتأثر الركيزتان الأوليتان للأمن الغذائي، وهما توفر الغذاء وإمكانية الحصول عليه، بشكل خطير في عام 2022، مع ما يترتب على ذلك من تأثير على الركيزتين الأخيرتين وهما الاستخدام والاستقرار، وكل تلك الأسباب جعلت 2022 الأكثر قسوة».

وحول الأزمات التي تتعرض لها المنطقة العربية الخاصة بنقص السلع الأساسية وعدم الاستقرار الاقتصادي، أكد المسؤول الأممي على عدد من الإحصاءات، منها أن الجوع في المنطقة العربية آخذ في الازدياد، فوفقاً لتقديرات عام 2021، بلغ عدد الأشخاص الذين يعانون من نقص التغذية في المنطقة 54,3 مليون نسمة، أو 12.2 في المائة من السكان، وواصل انعدام الأمن الغذائي المعتدل أو الحاد اتجاهه التصاعدي، مؤثر اعلى ما يقدر بنحو 154,3 مليون شخص في عام 2021، بزيادة بلغت 11,6 مليون شخص مقارنة بالعام السابق». وأضاف انه «ارتفع عدد الأشخاص الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي بشكل مطرد منذ عام 2014، وفي عام 2021، عانى ما يقدر بنحو 34.7 في المائة من سكان المنطقة من انعدام الأمن الغذائي المعتدل أو الحاد وكانوا محرومين من الوصول المنتظم إلى الغذاء والتغذية الكافيين.

+-------**********************************

لبنان.. استرداد الودائع بالقوة بعد عجز المصارف

بيروت - وكالات

دخلت لبنان منعطفا جديدا من أزمة المودعين مع المصارف عنوانه “محاولة استرداد الودائع بالقوة”. ويخشى مراقبون تصاعد الحوادث بالمصارف وتهديدات السلاح إلى حالة تنذر بمزيد من الفوضى مع تسابق الاستحقاقات السياسية بلا أفق للحل.

وشهد يوم الجمعة الماضي موجة اقتحامات جديدة لفروع مصرفية بمناطق مختلفة، قام بها عدد من المودعين، بعضهم مسلح، مطالبين باسترداد أموالهم بالدولار، واحتجز البعض رهائن من موظفي المصارف، وسكب آخرون البنزين تهديدا بالحرق.

وتتواتر هذه الأحداث بعد يومين من تمكن اللبنانية سالي خلف من استرداد نحو 13 ألف دولار من وديعتها لعلاج شقيقتها المصابة بالسرطان من فرع بنك “لبنان والمهجر” بمنطقة السوديكو في بيروت. وحظي مشهدها وهي تشهر سلاحا (قبل أن يتبين أنه بلاستيكي) بتضامن واسع بعدما عبّرت بصراخها وغضبها عن وجع آلاف المحرومين من استعادة أموالهم.

وبينما تعجز النخبة الحاكمة عن إيجاد حلول عادلة ومنصفة لمئات الآلاف من مودعي المصارف اللبنانية، من لبنانيين وعرب وأجانب، أعلنت جمعية المصارف اللبنانية عن الإقفال لمدة 3 أيام، بدءا من يوم غد، في حين دعت جمعية المودعين اللبنانيين “الجيش اللبناني لحماية المودعين الموجودين أمام فروع المصارف”.

**********************

الأمم المتحدة:  الحروب والكراهية دمرتا العالم

متابعة – طريق الشعب

في وقت تشهد فيه البشرية تراكمًا غير مسبوق للأزمات، يشارك نحو 150 من قادة العالم الأسبوع المقبل في نيويورك في الجمعية العامة للأمم المتحدة التي تهزّها الانقسامات الناجمة عن الغزو الروسي لأوكرانيا.

وقبل أيام قليلة من الاجتماع السنوي الحاشد قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش” عالمنا تدمره الحرب، وتضربه فوضى المناخ وتقضه الكراهية ويغمره العار جراء الفقر وانعدام المساواة”.

لكن الانقسامات الجيوستراتيجية التي “لم تكن أبدًا بهذا الحجم منذ الحرب الباردة على الأقل، تشل الاستجابة العالمية لهذه التحديات الهائلة”، داعيًا قادة العالم إلى “العمل معًا” لإيجاد حلول.

********************

رئيس تشيلي يرفض استقبال السفير الإسرائيلي الجديد

القدس - وكالات

رفض الرئيس التشيلي المنتخب حديثًا غابرييل بوريك، المعروف بمواقفه الداعمة للقضية الفلسطينية ورفضه للاحتلال والاستيطان، الخميس الماضي، استقبال السفير الإسرائيلي الجديد جيل أرزيلي وتسلم أوراق اعتماده رسميًا، وذلك احتجاجًا على جرائم الاحتلال ضد الفلسطينيين، بحسب ما أعلنته مصادر إسرائيلية.

وقالت المصادر إن السفير وصل إلى القصر الرئاسي في سانتياغو لتقديم أوراق اعتماده رسمياً إلى الرئيس، لكن وزير الخارجية التشيلي أنطونيا أوريغولا أبلغه أن الوقت غير مناسب لذلك، وقال له: “إنه يوم يثير الحساسية، بعد مقتل فتى فلسطيني في قطاع غزة برصاص الجيش الإسرائيلي”.

 و زعمت المصادر الإسرائيلية ان “الفتى الفلسطيني قُتل فعلاً في إطار عملية للإرهاب، ولكن في الضفة الغربية لا في غزة”.

وذكرت صحيفة “جيروزاليم بوست” أن مراسم تقديم أوراق الاعتماد تأجلت إلى تشرين الأول المقبل.

*************************

الإنتخابات في السـويد.. إستقطاب شديد ومستقبل مجهول

إبراهيم إسماعيل 

بعد مرور ثلاثة أيام على إغلاق صناديق الإقتراع، أُعلن عن انتهاء الإنتخابات التشريعية والبلدية في السويد بفوز كتلة اليمين واليمين الشعبوي المتطرف بـ 49.1 في المائة مقابل 48.4 في المائة لكتلة اليسار ويسار الوسط.

وجاء تأخر إعلان النتائج على غير العادة، بسبب الحاجة لفرز أصوات الناخبين بالبريد والمصوّتين خارج مدنهم، والتي تطلبها تعادل الطرفين التقريبي في عدد الأصوات. ولم تمض سوى سويعات حتى أقرّت رئيسة الوزراء ماجدلينا أندرسون بهزيمة كتلتها، وقدمت إستقالتها، ليعلن أولف كريسترشون، زعيم حزب المحافظين، عن إستعداده لتشكيل الحكومة من ثلاثة أو أربعة أحزاب برجوازية، وهو ما سيواجه صعوبات جمة نظرا لحاجته الى الإعتماد على حزبي الليبراليين والديمقراطيين السويديين، المختلفين في الأيديولوجيا والبرامج، والرافضين للتعاون معاً في أية حكومة يمينية.

وقد كشفت نتائج الإنتخابات التي شارك فيها 84 في المائة من الناخبين، عن تقدم أحزاب الديمقراطي الاجتماعي والبيئة وديمقراطيّو السويد في عدد المصوتين، مقابل تراجع بقية الأحزاب: اليسار والمحافظين والليبراليين والوسط والديمقراطي المسيحي.

صعود اليمين المتطرف

ويعّد التقدم الكبير الذي حققه حزب ديمقراطيي السويد، من أكثر النتائج إثارة للجدل والقلق، حيث تمّكن هذا الحزب اليميني المتطرف ذو الجذور النازية، من  زيادة عدد ناخبيه من 5.7 في المائة عام 2010 الى 20.5 في المائة هذا العام، أي بنسبة 300 في المائة خلال عقد ونيف من الزمان. فيما غيرت أحزاب اليمين التقليدي (المحافظون والديمقراطي المسيحي) موقفها الرافض للتعامل مع هذا الحزب بسبب برامجه وأيديولوجيته العنصرية، وأعربت ـ بإنتهازية واضحة ـ عن موافقتها على التعاون معه في تشكيل الحكومة. ورغم أن صعود اليمين المتطرف ذي الجذور النازية لا يقتصر على السويد، وانما يشمل دولاً أوربية عديدة جراء الأزمات الاقتصادية المتكررة في هذه البلدان ومأزق أنظمتها الديمقراطية وتخلف وتقادم أحزابها السياسية، فإن هذا الصعود يترك الكثير من الشك في صدقية القيم الإنسانية التي طالما إتسمت بها التجربة السويدية، ويمثل مؤشراً خطيراً على مستقبل النظام الأوربي، مثلما توقعت مجلة «دير شبيغل» الألمانية. لاسيما وأن هذا الحزب الشعبوي جذب 56 في المائة من العمال و50 في المائة من أصحاب الشركات الصغيرة، ممن إعتادوا التصويت ليسار الوسط أو للمحافظين. 

إنتخابات مفصلية

ويرى الصحفي اليساري أندرس كارلسون أن هذه الإنتخابات هي الأهم منذ 1976، لأن إنتصار تحالف اليمين واليمين المتطرف سيغرق البلاد في مستنقع الليبرالية الجديدة، حيث الشعبوية اليمينية المعادية للمهاجرين ولمشاريع حماية البيئة وتخفيف آثار التغيير المناخي من جهة، وحيث جملة البرامج المعادية لمكتسبات الرفاه الاجتماعي من جهة مكملة.

ويستند كارلسون والكثير غيره من المراقبين على أن وعود اليمين الإنتخابية، وإن سعى لحجب حقيقتها بما أضافه لها من مكياج كثيف، تستهدف بالأساس مكتسبات الشغيلة ومن هم في أسفل السلم الاجتماعي، لأنها ستعمل على تقليل تعويضات البطالة في القيمة والمدة، وعلى تقليص تعويضات المرض وإصابات العمل، وتشديد شروط الحصول عليها. كما سيعمل اليمين على إرضاء اليمين المتطرف عبر تبني برامجه الهادفة لإنهاء الهجرة وإلغاء حق المهاجرين في جمع شملهم بعوائلهم، وتسفير العائلة المهاجرة فوراً إذا ما إرتكب أحد أفرادها جرما ما، وحجب أية مساعدات مالية عنهم، وإلغاء تدريس لغتهم الأم في المدارس وإجبارهم على تبني ما يسمى الثقافة السويدية في الحياة.

كما يَعِد اليمين وحلفاؤه بإعادة بناء المفاعلات النووية والغاء القيود على ما يلوث البيئة، وتشديد العقوبات على الجرائم ومنح الشرطة الحق في التنصّت على الجميع، بمن فيهم غير المشتبه بهم، وتفتيش البيوت والمحلات بدون إذن قضائي. وهذه بمجموعها إجراءات منافية لشرعة حقوق الإنسان والقانون الدولي.

من أسباب خسارة اليسار

يشير المراقبون الى أن أبرز عوامل ضعف اليسار ويسار الوسط، تكمن في التغييرات المفاجئة في المواقف وتبني اطروحات يمينية وغياب الحوار الداخلي كلياً أو جزئياً. فعلى الرغم من رفض الشعب السويدي في إستفتاء شعبي الإنضمام للناتو، قدم الحزب الديمقراطي االاجتماعي الحاكم طلباً بذلك الى بروكسل، وخضع لإشتراطات أردوغان المذلّة المتعلقة بإنهاء التضامن مع القضية الكردية، مقابل إمتناع تركيا عن التصويت ضد إنضمام السويد الى الناتو.

كما كان لتبني حكومة يسار الوسط المدعومة من حزبي اليسار والبيئة، للكثير من الإجراءات التي تخدم الشركات الكبيرة والمتوسطة ورجال الأعمال والرأسماليين الكبار، بذريعة منع هروب الإستثمارات وإغراء أصحابها للعمل في البلاد، أثراً سلبياً على شعبية الحزبين، وأضعف صدقيتهما في الدفاع عن برامجهم في الحملات الدعائية والمناظرات المختلفة. الأمر الذي دفع الناخبين للتصويت مباشرة الى اليمين، الأصحاب الأصليين لهذه الإجراءات، بدل التصويت الى يسار الوسط الذي تبنى تلك الإجراءات المخالفة لتوجهاته الفكرية ولمصالح قاعدته الاجتماعية.

من جهته كان دعم حزب اليسار للحكومة السويدية المستقيلة في تزويد أوكرانيا بالسلاح والمال، سابقة غير مألوفة أو مفهومة لناخبيه، خصوصا حين إقترنت مع عدم إعتبار الحرب عدوانية من الطرفين، وحين لم تتم إدانة الدمى الأمريكية الحاكمة في كييف. فيما لعبت الخلافات الداخلية وضعف التجربة السياسية لزعيمة الحزب، التي تجلت في عدم قدرتها على المحاججة وإقناع الجمهور، كذلك الحملات الاعلامية ذات الطابع العدواني الشرس التي واجهها الحزب في عمله الإنتخابي، دوراً إضافياً في فقدان الحزب لعشرات الآلاف من الأصوات. وفيما أطاحت الإنتخابات بزعيمة حزب الوسط ، الليبرالية المناهضة لليمين المتطرف، سرت شائعات بأن مستقبل زعيمة حزب اليسار هو الآخر غير واضح تماماً.

بقي أن نشير الى أن حزباً صغيراً يدعى أطياف، أسسه مهاجرون مسلمون ورفع شعارات شعبوية هو الآخر، جذب عدداً لا يستهان به من ناخبي اليسار ويسار الوسط، رغم إنه لم يستطع تجاوز العتبة الإنتخابية والحصول على أي مقعد في أية بلدية سويدية.

*************************************

الصفحة السابعة

خطة أوروبا لمعالجة أزمة الطاقة تهدد القطاع الصناعي

بروكسل ـ وكالات

حذّرت مجموعات صناعية من حزمة إجراءات الطوارئ التي قدمها الاتحاد الأوروبي لمواجهة أزمة الطاقة، وحثّت “بروكسل” على بذل مزيد من الجهد لكبح أسعار الغاز.

وارتفعت أسعار الغاز والكهرباء في القارة العجوز إلى مستويات قياسية منذ اندلاع شرارة الحرب الروسية على أوكرانيا في شباط من العام الجاري (2022)، بحسب ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

واقترحت المفوضية الأوروبية، يوم الأربعاء 14 أيلول (2022)، خفض استخدام الكهرباء وفرض ضريبة أرباح غير متوقعة على شركات الطاقة، بهدف جمع 140 مليار يورو (140 مليار دولار)، للحكومات لإعادة توجيهها لمساعدة الشركات والمواطنين على تحمل فواتير الطاقة المرتفعة، وفقًا لرويترز.

خفض الإنتاج وتسريح العمالة

وقالت المجموعة الصناعية الأوروبية للألومنيوم، في بيان: “هذه الإجراءات ليست كافية، ولن تنقذ صناعة الألومنيوم كثيفة الاستهلاك للطاقة، من مزيد من التخفيضات في الإنتاج، وفقدان الوظائف، وربما الانهيار الكامل”.

وحثّ القطاع وزراء الطاقة في الاتحاد الأوروبي على اتخاذ إجراءات إضافية لمواجهة أزمة الطاقة عندما يجتمعون في 30 أيلول الجاري، للتفاوض حول إجراءات معالجة ارتفاع أسعار الغاز، التي تعد المُحرك الرئيس لارتفاع تكاليف الكهرباء.

أزمة الطاقة تضر قطاع الصناعة في أوروبا

وتمثّل أوروبا 6 في المائة فقط من إنتاج الألومنيوم العالمي، لكن المعدن له أهمية إستراتيجية بسبب استخدامه في الفضاء، والدفاع، وقطاع السيارات، وكذلك في المباني وإنتاج علب المشروبات. وقبل الأزمة الروسية، مثّلت الكهرباء نحو 40 في المائة من تكاليف مصاهر الألومنيوم؛ إذ يستهلك الطن الواحد نحو 15 ميغاواط من الكهرباء لإنتاجه، وهو ما يكفي لتزويد المنزل العادي في المملكة المتحدة بالتيار الكهربائي لمدة 5 سنوات تقريبًا.

وقال المدير العام لاتحاد منتجي الأسمدة في أوروبا، جاكوب هانسن: “يحتاج منتجو الأسمدة الأوروبيون إلى إمدادات كثيفة من الغاز بأسعار تنافسية لاستئناف الإنتاج”، داعيًا إلى اتخاذ خطوات أخرى تستهدف سوق الغاز.

وأشارت فيرتيليزرس يورب إلى أن نحو 70 في المائة من إنتاج الأمونيا في أوروبا توقف منذ آب (2022)، بسبب ارتفاع أسعار الغاز.

ويُعَد الغاز عنصرًا رئيسًا في الطرق الحالية لإنتاج الأمونيا.

سقف أسعار الغاز

وخفّضت بعض الشركات الأوروبية كثيفة الاستهلاك للطاقة -مثل مُنتجي الأسمدة والألومنيوم- الإنتاج بسبب ارتفاع أسعار الكهرباء، في حين كبح بعض المستهلكين المحليين الاستخدام لتقليل فواتير الطاقة المتصاعدة.

أدى قرار روسيا بوقف ضخ الغاز عبر خط نورد ستريم 1، في 2 أيلول الحالي إلى أجل غير مسمى، إلى قفزة هائلة بأسعار الغاز في أوروبا، وارتفع سعر العقود الآجلة الهولندية، وهي العقود القياسية للسوق الأوروبية، بنسبة 35 في المائة يوم 5 أيلول.

وقال اتحاد صناعة الصلب الأوروبي “يوروفر”، إن خطط الاتحاد الأوروبي تقتصر على تأمين إمدادات طاقة ميسورة التكلفة، ومن غير المُرجّح أن تمنع خفض الإنتاج والتسريح المؤقت للعمال في هذا القطاع.

وأدت الدعوات إلى كبح أسعار الغاز إلى انقسام دول الاتحاد الأوروبي، إيطاليا وبولندا من بين أولئك الذين يؤيدون وضع حد أقصى لسعر الغاز المستورد.

وتعارض هذه الفكرة ألمانيا -أكبر مشترٍ للغاز في أوروبا- ودول أخرى، بما في ذلك هولندا، حيث تخشى أن يؤدي مثل هذا القرار إلى إبعاد الإمدادات من النرويج والجزائر والمنتجين الآخرين غير الروس.

واستبعدت المفوضية الأوروبية وضع حد أقصى لأسعار الغاز من مقترحاتها، في ظل المخاوف من أن وضع حد أقصى للأسعار قد يضر بقدرة أوروبا على دعم الإمدادات.

الغاز الروسي

وأوقف الاتحاد الأوروبي خطة سابقة لوضع حد أقصى لأسعار الغاز الروسي فقط، بعد معارضة دول وسط أوروبا وشرقها، التي تخشى أن توقف موسكو الإمدادات القليلة التي ما زالت ترسلها إلى دول الاتحاد.

وهدد الرئيس فلاديمير بوتين الغرب بـ”التجمُّد” خلال الشتاء، ردًا على مقترح المفوضية الأوروبية بتحديد سقف لسعر تدفقات الغاز من موسكو (تسعير الغاز الروسي)، أسوة بقرار مجموعة الدول الـ7 حول النفط الروسي

ورفضت كل من بولندا والمجر، مقترح فرض ضريبة أرباح غير متوقعة على شركات الوقود الأحفوري، رغم دعم غالبية دول الاتحاد الأوروبي، وتتطلب قوانين الضرائب عادة موافقة جميع الدول.

**********

الصفحة الثامنة

نداء من علي العضب: يا شبيبة توحدي

ما زال نداء الشاعر العراقي الراحل علي العضب: «يا شبيبة توحدي» يملأ الاسماع منذ أربعة عقود.

هذا الشاعر البصري المثقل عمراً بالصعاب والملمات، والمملوء عشقاً لمدينة البصرة التي يعدها عاصمة الدنيا.

هذا الانسان الذي قدّ على الصبر واحتمال الأذى.. من سجن الى تهجير وتعسف، الى شظف في العيش. هذا الشيوعي الذي رأى ان الغناء، افضل خطاب يمكن ان يعتمده في تحدي القوى الرجعية الظلامية.. فكان ان كتب كلمات الأغاني: يا بو بلم عشاري، درب الشوق، حدر يا هل بلام، هذاك انت، ياعشگنا، والله شحلات العمر يا سمرة. واغنيته السياسية الفذة «رحت امشي» وكذلك «انت امس، انت باجر». مثلما كتب أغاني اوبريتات: درب الخير، المطرقة، المعيبر شنان. وكان يأمل ان يرى عمله «ثورة الزنج» النور قبل رحيله..

تمكن العضب من جمع ادباء وفناني البصرة مثل: ياسين النصير، وحميد وقصي البصري، الى شوقية العطار وفؤاد سالم وغيرهم في حدائق قصائده الغنائية، مثلما كتب نصاً مسرحياً بعنوان « الأموات يعدلون».

علي العضب (1945- 2020) من مؤسسي «فرقة المسرح الفني الحديث» ومنتدى الفنون في البصرة، وعلى الرغم من انه يحمل شهادة بكالوريوس من كلية التجارة، الا انه شغف بالشعر والغناء، مما جعله واحداً من ابرز كتاب الاغنية ورائداً في تأليف الاوبريتات.. وقد جمع منجزاته الإبداعية في (الاعمال الكاملة) التي صدرت في العام الماضي عن مؤسسة آنو.

رحل شاعر الكلمة العذبة والموقف التقدمي البارز، رحل علي العضب.. الذي حول جدران السجون الى أماكن تصدح بالمحبة والسلام.

حسب الله يحيى

******************************

وداعا علي العضب

رزاق عبود

وداعا شاعر البصرة ونخيلها، وطيبتها، وكرمها، وتسامحها، وبساطتها. شاعر المرأة، ونضالها، وبسالتها، وصمودها، وصبرها، وتحديها. شاعر الكادحين ومطارقهم. شاعر العمال ومصانعهم. شاعر الشغيلة وموانئهم، وتعبهم. شاعر السفانة وسفرهم. شاعر الباعة وعرق جبينهم. شاعر الفلاحين، ومناجلهم، وبساتينهم، وحقولهم، وبيادرهم. شاعر المثقفين واحلامهم، وطموحاتهم. شاعر المغنين وشجنهم. شاعر الملحنين وروحيتهم. شاعر الشيوعيين وكفاحهم، وبطولاتهم، وتفانيهم. شاعر السجناء وعذاباتهم. شاعر الشهداء وخلودهم، وامجادهم. شاعر الشباب وحماسهم، وجرأتهم، واقدامهم. شاعر الطلاب، ونضالاتهم، واضراباتهم. شاعر الجماهير ومظاهراتهم، ووثباتهم، وانتفاضاهم، واعتصاماتهم. شاعر النهرين، والارض، والنخل، والاهوار، والشط، والسنابل، والورد، والعشاق، واعشاش الطيور. شاعر الورش والمزارع. شاعر المحلات الشعبية وحكاياتها. شاعر المربد وقصائده. شاعر القوارب والنوارس، شاعر الوطن الحر والشعب السعيد!

عرفته صديقا ورفيقا وزميلا منذ صباي! عرفته عندما قرأ اول قصائدي وأخبرني انها من بحر الخبب. لم اسمع به سابقا، ولا عرفت قوانين الشعر فانا كنت ولا زلت شاعرا فطريا اكتب ما تمليه علي قريحتي.

توقفت الخيول عن الخبب يا علي العضب، وتعطل مجرى البلم العشاري من نظران الى حمدان. حزنت أنهار، وسواقي، وشواطئ، وبساتين ابي الخصيب، وغيّر نهر الخورة مجراه من افراح الكسلة نحو موكب العزاء في محلة الباشا. جسر المحكمة ارتدى السواد، والشناشيل الهرمة ذرفت دموعها عند نهر العشار. الاقتصاديون فقدوا من اعاد تنظيمهم والرفاق المنقطعين الى حزبهم!

انهكك المرض يا صديقي القديم وحان وقت الراحة. تعبت قدماك من الدرابين الفقيرة، وحان وقت توقفها. تعبت حنجرتك من الالقاء والهتاف وحان وقت سكوتها. تعبت ذراعاك من حمل لافتات الحزب واستلمها الشباب. بيادر خير والمطرقة وصوت فؤاد سالم والحان طالب غالي وحميد البصري نقلت البصرة الى قاعة الخلد، الى كل العراق ومهرجانات الشبيبة العالمية، وسفرات الاثل والتنومة ومراجيح العيد والطبگة الاليفة وقاعات ومرابع جامعة البصرة.

منذ سنوات طويلة لم نلتق، ولكن حان وقت لقائنا تحت تراب الوطن الذي احببناه معا وعشقناه وتغنينا به وتعذبنا وتغربنا وذقنا المرار من اجله. ستبقى بلما منضدا، مزخرفا منحدرا في مياه نهر العشار وشط العرب وسواقي افكارنا وذكرياتنا واشواقنا واحلامنا وصباحات أيامنا!

حمدان حدر «ياعلي» حمدان حدر

ودي «بلمنه» لديرته، ودي بلمنه

واحچيله عن «علاوي» يا بو بلم بصراوي

بصرتنه ما تنسى الشعر والبرحي والخضراوي

************************

يا عليّ بن عبد العزيز العضب

طالب غالي

بصمتٍ رحلتَ.. ودونَ ضجةٍ.

وقد كنتَ تحلمُ بأن يعمّ الفرحُ والسلامُ هذا العالم،

وأسرجتَ قلبك للمحبة..

فقد بدأتَ الغناء مبكراً من اجل السلام والاطفال والوطن..

ودخلت مثل نسمةٍ ربيعيةٍ لبيوت الفقراء والكادحين،

وشاركتهم كسر الخبز وشربت معهم الماء من الجرار،

 وتشربت بالنظرات الحزينة في عيونهم.

يا عليّ…

بيني وبينك ما شدا به وترٌ..

وما اختلج في الوجدان من نبضٍ

ومن شجنٍ.. وأملٍ.. ورؤيا.

اتذكرُ.. وهذا بعضٌ من ذكرياتي معك، وما اكثرها واروعها:

كم كنت متحمساً.. حين بدأنا بالشروع في كتابة اوبريت المطرقة،

وكم سهرنا مع الرفاق للتحاور معهم واستخلاص بعض الدروس والاحداث التاريخية والتضحيات ونضالات الطبقة العاملة من أجل نيل حقوقها وعن تلك المدرسة النضالية .. سجن نقرة السلمان، وما كان يحدث ويجري في قاعاتها من ابداع انساني ونضالي ومعرفي. فكتبت لوحدك نص الاوبريت شعراً ونثراً واحداثاً ولوحات ومواقف،  وجسدت نضال الطبقة العاملة العراقية وتضحياتها بشكل رائع ومضمون عميق. فجاء العمل مكتملاً ورائعاً

كتبتَ:

سولف يا ليل سوالفنا ..غنوا يا ناس غنانينا

سولف للعالم يلتسمع..سولف عن شعبي وايامه.

وواصلت:.

باچر ما مش  سوط  اليلهب ..باچر ايد الظالم تتعب

مكتوب بتاريخ الدنيه.. خير وحب ..خبز وحنيّة

وانحط وردات على الماتوا

وما ننسه الضحوا يا شعبي

ما ننسه الضحوا من اجلك ..ما ننساهم..ما ننساهم..ما ننساهم.

وعلى لسان ام الشهيد محيسن:

إنطيت محيسن.. وأنتي معلّة .. لمن ما رايتكم تعله.

كنت مبدعاً يا علي.. في القصيدة والاغنية والكتابة النثرية.

كذلك في كتابة أغاني المسرحية..

فالعروسة بهيّة كنت شاعرها ومؤلف اغانيها:

يا عروسة.. يا بهيّة صارت زفتچ سالوفات

ياسين العريس الاسمر، تحنه بدمّه بليلة عرسه

وصارت وناته حچايات ..

شنگللكم يا فلاحين

كتلوا ياسين المن عدكم وتحدوكم.....

وعلى الصعيد الانسانيّ

كنت انساناً ودوداً متفائلاً ووطنياً غيوراً، يحبّ الناس ويحبونهُ

يا علي.. ما ذا اكتب فيك وعنك في هذه اللحظات.. والمشاعر

يتناوشها الحزن والأسى لفراقك؟؟

في هذا المرور والمناسبة تجيءُ كتابتي مختزلة جداً،

فهناك الكثير الكثير مما يجمعنا .

أجدني اتلفتُ لأيامٍ خلت.. أيام جمعتنا على المحبة والعطاء وحب الوطن والناس والعمل. فاراك بابتسامتك الودودة وانت تلوح للشمس بأغانيك وللوطن بغصن زيتون محبتك.

أدرك تماماً رحيلك عنا هو غياب جسدك، ولكنك حاضرٌ معنا

روحاً وشعراً ونبضاً وتاريخاً.

فالبصرةُ بكل نخيلها وبساتينها.. هذه المدينة، كما قلت في احدى قصائدك (بصرتنا ما عذبت مُحبْ..) .. لن تنساك.. فانت من طينتها خُلقتْ

 ومن روحها .. أخذت العبق والطيبة والسماحة ونبل عشاقها الاوفياء..

وداعاً ..وداعاً ..ففي الأعماق غصة وأسى.

لروحك يا عليّ السلام..

والذكر الجميل لك.. ولأهلك ومحبيك جميل الصبر.

*****************

قصة موت شاعر الشعب علي العضب

د. سلمان كاصد

من الغرابة حقاً أن يرحل شاعر أطلق عليه «شاعر الشعب» في الوقت الذي يستغرب «الشعب» متسائلاً من يكون هذا الشاعر الذي كثرت المرائي فيه يوم مماته؟

شاعر طرق باباً فنياً لم يسبقه إليه أحدٌ من قبل، ورسخ هذا المفهوم وبرع فيه، حتى أنه لم يقلد لفرادته وجدته، إذ لم يستطع الآخر أن يأتي بشبيهه، كون النسخة الأولى التي ابتدعها هذا الشاعر حملت خصائصها بكل دقة وبرسم دقيق للحوار الشعري، يتلاءَم مع طبيعة الشخصية الداخلة في العمل الغنائي وطبيعة الصراع بين الشخوص.

 قد نتساءل: كيف استطاع هذا الشاعر البصري (علي العضب) أن يتخيل «الأوبريت الغنائي»، ويبرع فيه، وينسج قصائده على لسان” الفلاح» في اوبريت «بيادر الخير» عام 1969 أولاً ولسان” العامل» في أوبريت «المطرقة» عام 1970 ثانياً.

 ثم توالت الأوبريتات التي نسجها قلم هذا الشاعر المتفرد في أفكاره والمستشرف صراع الطبقات في بنية المجتمع العراقي، والذي قاده لكي يسجل قبل غيره هذا الصراع الذي كان مقتنعاً أنه سيفضي إلى شيء جديد من التحولات، فكان أوبريته الثالث «المعيبر شنان» ورابعاً «أنت أمس أنت باجر».

كان «علي العضب» يكتب ملامح الاحتجاج علىٍ ما كان يتوقع من عسف السلطة التي لم يؤمن يوماً بل مطلقاً أنها ستتصالح مع الشعب. لهذا سجل سمات غضبه وكشوفاته بخصائص فنية تريد فضح خواء السلطة ورسم قوة الشعب «عمالا وفلاحين» حين شكل ملامح «بيادر الخير» و «المطرقة» وكأنه يؤكد إيمانه بقوة الفعل الخلاق لهاتين الطبقتين اللتين عانتا من ظلم السلطات المتعاقبة.

 رحل (علي العضب) في 12/ 9 /2022، وترك إرثاً ابتدعه لأول مّرة في العراق واستفز به السلطة آنذاك، رحل وترك خلفه نسيان السلطة له، حتى أنها لم تجد عليه بكلمة امتنان وعلى ما قدم من فعل إبداعي خلاق.

 كان الشاعر (علي العضب) شيوعياً يؤمن بمفهوم الصراع الطبقي بطريقة لا نظرية، مغايرة، إنها بالنسبة له انتصار للعامل والفلاح على مستغليهما، ولهذا حمل معهما (المنجل والمطرقة)، ليؤكد أنهما رمز للتحرر الطبقي، كان يفهم الشيوعية على أنها انتصار للحق وللحقوق ويمقت لصوص قوت الشعب، وربما كانت دمعة تسقط من عينيه وهو يتمثل صراخ الفلاح أو العامل الذي لا يجد لقمة يسد بها أطفاله رمقهم.

إننا لا نكتب رثاءً هنا، بل نسطر مفاخر الرجل ومناقبه وهو العارف بأن الرموز الشعرية لديه أقوى من فوهة البندقية لدى الطغاة.

 الرمز لدى علي العضب هو الأبقى والبيت الشعري هو الأمضى والصورة الأدبية البراقة هي الأنقى، كان يعرف أنه يكتب للتاريخ ويدرك جيداً أنهم سيؤول غيابهم إلى هباء، وهذا ما حصل فعلا حينما أدرك المشتغلون في حقل الثقافة في بغداد، إبان حكم صدام حسين أن الجماهير بدأت تضيع منهم، حينما بدأوا يرددون أغاني علي العضب من أوبريتاته وخاصة أغنية «ياعشكنا» التي غنتها المغنية البصرية شوقية العطار وفؤاد سالم وهي من تلحين الفنان حميد البصري الذي برع في تمثيل البعد الغنائي الملحمي الذي كان الشاعر علي العضب يتقصده.

 كان العضب يحلم بأن يرى عمله الأخير” ثورة الزنج» النور، وهو كما وصفه لنا نوع من أنواع الدراما، يمتد زمنه لساعة ونصف تقريباً وقد كتبه منذ زمن طويل يصل إلى ١٠ سنوات ولحنه الراحل حميد البصري.

 كانت فكرة «ثورة الزنج» انتصاراً لروح الثورة التي اندلعت في البصرة إبان الحكم العباسي، حيث حاكى العضب آمال البصريين الأصلاء الذين ثاروا دفاعاً عن كرامتهم وإذلالهم ضد ملاك الأرض آنذاك.

 البصرة لدى (علي العضب) أم الثورات، إذ هي صانعة الجمال ولهذا تراه وقد تغنى بسفنها وزوارقها في اغنيته الشهيرة «يابو بلم عشاري» التي شكلت مع أغانيه الأخر «ماجنك هذاك انت، والله شحلات العمر يا سمره، وكهرب يخلال عجيراوي، ومكبعة، وسنمضي» تاريخ الجمال والنضال ولم يجنِ من كل ذلك سوى السجن في نضاله ضد الطاغية، والإهمال في آخر حياته من قبل السلطة التي تذرعت بالدين غطاء.

********************

علي العضب.. شاعر المسرح الغنائي الذي أهمله الاعلام

عبد السادة البصري

مَنْ منّا لا يتذكّر اغنية (يابو بلم عشاري) ويدندن بها في بعض الاوقات؟

ومَنْ منّا لا يترنّم بأغنية (ما جنّك هذاك انته، ولا جنّه ربينه سنين) وتغرورق عيناه بالدموع على حبٍ ضاع في زحمة الايام؟

ومَنْ منّا لا يتذكر أول أوبريت غنائي عراقي قدّمه فنانو البصرة اواخر ستينات القرن الماضي (بيادر خير) وفؤاد سالم و شوقية وهما يغنيان “ياعشكنه فرحة الطير اليرد لعشوشه عصاري” وغيرها؟

لم يكن الاوبريت ـ المسرح الغنائي -  معتمدا في العراق رغم تقديمه في مصر ولبنان من قبل فرق مسرحية كبيرة ومطربين وشعراء وملحنين معروفين، الا في اواخر ستينات القرن الماضي حينما قدّم شاعرنا الفقيد علي العضب  مع عدد من اصدقائه وزملائه فناني ومثقفي البصرة، منهم ياسين النصير، خالد الخشان، حميد البصري، قصي البصري، طالب غالي، فؤاد سالم، وغيرهم، اوبريت “بيادر خير” ليكون قصب السبق للبصرة، ولينتشر كتجربة مسرحية جديدة في عموم العراق.

من “بيادر خير” ظهر فؤاد سالم كمطرب يسجّل اسمه على صفحات التاريخ مبدعا وطنيا حقيقيا، يستحق بجدارة لقب فنان الشعب.

بعد “بيادر خير” قدّم العضب مع اصدقائه البصريين اوبريت “المطرقة” و “انت أمس انت باجر” ثم اوبريت “المعيبر شنّان)”،  وكان ما زال في جعبته الكثير من المسرحيات الغنائية التي تنتظر النور. وبالإضافة للاوبريتات قدم العضب أغاني جميلة كثيرة حفرت كلماتها اخاديد في ذاكرتنا، لكنه لم يُنصَف اعلاميا أبدا بسبب انتمائه السياسي وامتزاج روحه الشفيفة بحب الوطن وناسه الفقراء!

غُيّبت اغنياته في زمن النظام السابق، ولم تُذكر اوبريتاته الاّ نادرا!

وحينما سقطت الديكتاتورية وجاءت المحاصصة ظلّ مهملاً ايضاً لعزوف المسؤولين عن الاهتمام بالفن وبتشجيع المبدعين!

الغريب في الأمر أن الاهمال لا يطال الاّ المبدعين الحقيقيين، أما الطارئون الفارغون المتملّقون المتسلّقون، فتراهم في واجهة الاعلام دائما؟!

وها هو ابو تضامن قد غادر الآن عالمنا، فمن باب الوفاء أن نسلّط الضوء على تجربته الرائعة في مجال الاوبريت الغنائي، والمفروض بنا ان نلتفت الى مبدعينا قبل ان يغادروا هذه الحياة، كي لا نندم لأننا لم ننصفهم احياء؟!  كما ان علينا ان نعيد لهذه الابداعات (المسرح الغنائي) رونقها وننشرها كأعمال فنية كبيرة كونها اول الاعمال المسرحية الغنائية في العراق!

في مناسبة الحديث عن العضب ومنجزه الابداعي اريد ان اقول: إذا لم نلتفت اعلاميا لمبدعينا الكبار اليوم وهم احياء، فلن يلتفت الينا أحد في قادم الايام!

سلاماً لروحك يا ابا تضامن وهي تعبر بالبلم العشّاري الى الضفة الأخرى، باحثة عن السلام والسكينة!

***********************

الصفحة التاسعة

نهائي كأس الاتحاد الآسيوي بصفارة عراقية

بغداد ـ طريق الشعب

كلف الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، طاقم تحكيم عراقياً، لقيادة نهائي مسابقة كأس الاتحاد الآسيوي.

وتم إسناد المهمة للحكم علي صباح، ومساعديه حيدر عبد الحسن وأمير داود، لقيادة المباراة التي ستجمع بين سوجديانا جيزك الأوزبكي وكوالالمبور الماليزي، المُقرر إقامتها في الخامس من تشرين أول المقبل في العاصمة الأوزبكية طشقند، كما تم تعيين الإماراتي علي حمد مقيما للحكام.

وسبق لصباح، أن شارك في قيادة العديد من المباريات بمختلف البطولات العربية والقارية، علاوة على إدارته لقاءات مهمة في بطولات تصفيات آسيا للمنتخبات، وكذلك منافسات دوري أبطال آسيا في أكثر من مناسبة.

يذكر أن علي صباح، يعد أول حكم عراقي يستخدم تقنية الفيديو المساعد “VAR”، خلال منافسات كأس آسيا تحت 23 عاما، التي أقيمت في تايلاند قبل عامين.

**************

العراق يتصدر قائمة الأوسمة الذهبية في بطولة العرب بالكك بوكسنغ

دمشق ـ وكالات

حقق نجوم العراق نتائج باهرة في منافسات بطولة العرب 13 بالكك بوكسنغ المقامة حالياً في العاصمة السورية دمشق، حيث تأهل لاعب منتخبنا الوطني عبد الخالق صبيح الى النهائي بعد فوزه على اللاعب السوري بنظام (الكي وان).

وحقق اللاعب حسين نصيف الميدالية الذهبية الأولى للعراق في نظام الفول كونتاك بوزن ٥٤ كغم بعد فوزه على خصمه الأردني، وأضاف لاعبنا أحمد صادق وفي نظام (الفول كونتاك) بوزن (٥١) كغم ذهبية أخرى للعراق.

وخطف اللاعب علي نعيم الميدالية الذهبية أيضاً لنظام (الفول) بوزن ٧١ كغم، فيما حصل لاعبنا مصطفى كريم على الميدالية الذهبية بنظام (الفول كونتاك).

ونال البطل حسين صباح الميدالية الذهبية بعد الفوز على السوري بالضربة القاضية في وزن ٨٦ (كي وان)، فيما توج البطل يوسف صالح بوزن ٩١ كغم بذهبية (الكي وان) وبالضربة القاضية.

وحقق اللاعب محسن علي وزن (٩١) كغم بنظام (الفول كونتاكت) الميدالية الفضية، وفاز بالضربة القاضية لاعبنا مصطفى طالب على السوري في نظام (الكي وان) وخطف علي مجبل الميدالية الذهبية بنظام (الكي وان) بعد فوزه على خصمه السوري.

وفي وزن فوق الثقيل خطف لاعبنا رامي عادل الميدالية الذهبية إثر فوزه على اللاعب الأردني بنظام (الفول كونتاكت)، وفي نظام السيمي كونتاكت تأهل لاعبنا على كريم الى النهائي.

وحاز اللاعب محمد علي على الميدالية الفضية بعد خسارته النزال النهائي أمام نظيره الاماراتي، كما حصل اللاعب حيدر محمد على الميدالية الفضية إثر خسارته من بطل الجزائر وحصل اللاعب محمد مطر على الميدالية الفضية بخسارته امام نظيره الجزائري بوزن (٥٧) كغم.

وتأهل اللاعب حسين سامي الى النهائي في نظام (السيمي)، وتأهل أيضاً اللاعب أسعد علوان للنهائي إثر فوزه على نظيره الفلسطيني.

*************

العقل المدبر لتجديد مبابي يفجر الخلافات في باريس

باريس ـ وكالات

يمر نادي باريس سان جيرمان، متصدر الدوري الفرنسي بفترة انشقاق إداري، خلال الفترة الأخيرة.

وكشفت صحيفة ليكيب الفرنسية، أن أنتيرو هنريكي المدير الرياضي للنادي الباريسي سيبقى دوره استشاريا بلا صلاحيات تنفيذية، لما تبقى من الموسم الجاري.

وأضافت أن هنريكي الذي شغل منصب المدير الرياضي خلال الفترة بين 2017 و2019 عاد بشكل غير رسمي للإدارة الباريسية في كانون الثاني الماضي، لتنفيذ مهام محددة منها إيجاد عروض للاعبين الشباب، وبيع الحارس الكوستاريكي كيلور نافاس.

وأوضحت أن هنريكي تم تعيينه رسميا في آذار الماضي، وكان له دور في تجديد عقد كيليان مبابي حتى صيف 2025. وختمت: “رغم الانتقادات العلنية من لويس كامبوس المستشار الرياضي للنادي، وكريستوف غالتيه المدير الفني للفريق، إلا أن هنريكي يحظى بإعجاب ملاك النادي الباريسي لدوره في التخلص من عدة لاعبين برواتب ضخمة هذا الصيف، سواء بالبيع أو الإعارة مع خيار الشراء”. وكانت وسائل الإعلام الفرنسية نقلت انتقادات غالتيه ولويس كامبوس لأداء المدير الرياضي للنادي الباريسي، وتباطؤه في إبرام الصفقات الجديدة حتى الأيام الأخيرة من سوق الانتقالات، بخلاف الفشل في التعاقد مع ميلان سكرينيار، مدافع إنتر ميلان.

**********

ريال مدريد يسعى لاستضافة مباراة أسطورية بين فيدرر ونادال

مدريد ـ وكالات

يسعى ريال مدريد لاستضافة “مباراة الحلم” بين أسطورتي التنس، السويسري روجر فيدرر والإسباني رافاييل نادال، على ملعب سانتياجو برنابيو، معقل الفريق الملكي، بحسب تقرير صحفي.

فرغم أن إعلان فيدرر اعتزاله التنس لا يزال حديثا، ولم يمر عليه سوى ما يزيد قليلا عن 24 ساعة، إلا أن هناك العديد من العروض لحفل وداع الأسطورة. وفي هذا الصدد، ذكرت شبكة “ESPN”، أن ريال مدريد يريد استضافة مباراة استعراضية بين فيدرر ونادال، بعد تجديد ملعب سانتياغو برنابيو.

وأشارت الشبكة إلى أن رئيس النادي الملكي، فلورنتينو بيريز، يستهدف تسجيل رقم قياسي للحضور الجماهيري لمباراة تنس، وذلك بتواجد 80,000 متفرج في مواجهة فيدرر ونادال.

من جانبهم، أكد الأساتذة الثلاثة للتنس روجر فيدرير ورافائيل نادال ونوفاك ديوكوفيتش، مشاركتهم في فعاليات كأس ليفر، التي ستقام في لندن بين 23 و25 أيلول الجاري.

وسيخوض فيدرر، الذي أعلن اعتزاله الخميس بعد 24 عاما من مسيرته، آخر بطولة رسمية في لندن بكأس ليفر، التي ستحظى للمرة الأولى بمشاركة الأساتذة الثلاثة.

***********

علي عدنان: نسعى للعودة إلى الدوري الروسي الممتاز

كازان ـ وكالات

أكد الدولي العراقي، علي عدنان، أمس السبت، أن هدفه مع ناديه روبين كازان، يتمثل في العودة مجددا للدوري الروسي الممتاز، في الموسم المقبل.

وقال عدنان، في تصريحات للموقع الرسمي للنادي الروسي: «الأمر غريب.. لعب هذا النادي الكبير في الدرجة الأولى، هذا ليس المكان المناسب».

وواصل: «يجب أن نلعب في الدوري الممتاز، والنادي يقوم بعمل رائع، حيث تم التعاقد مع لاعبين جيدين هذا الموسم.. يجب علينا جميعا أن نعيد الفريق إلى الدوري الممتاز، بما في ذلك اللاعبون والمدربون والموظفون، وأن نعمل بجد على تحقيق هذا الهدف».

وأردف: «عندما كنت طفلا، كنت ألعب بشكل عام كمهاجم، لكن ذات يوم جاءني المدرب، وقال إنني يجب أن أشغل مركز الظهير الأيسر.. قال لي: هذه مراكز مختلفة تماما، لكن هذا هو مستقبلك».

وختم: «أنا الآن ألعب كقلب دفاع، وهذا ضروري للفريق، لأن اللاعبين في هذا المركز مصابون، لذا قرر المدرب تجربتي.. هذا مركز صعب، لذا لا بد لي من العمل بجد».

*********

بسبب تصريحات عنصرية تضامن برازيلي كبير مع النجم فينيسيوس جونيور

متابعة ـ طريق الشعب

عبّرت أسماء كبيرة في كرة القدم البرازيلية، على غرار بيليه ونيمار، عن سخطها حيال تصريحات عنصرية لوكيل لاعبين إسباني طالت نجم هجوم منتخب البرازيل وريال مدريد الإسباني فينيسيوس جونيور، طالبه فيها بالتوقف عن “التصرّف مثل القردة”.

وأدلى بيدرو برافو، رئيس اتحاد وكلاء لاعبي كرة القدم في إسبانيا، بتعليقه، الخميس، خلال “تشيرينغيتو شو”، أحد أبرز البرامج التلفزيونية الرياضية في إسبانيا، قائلاً إن ابن الـ 22 يجب أن يتوقف عن لعب دور القرد بعد تسجيل الأهداف بحركات رقصه الاعتيادية.

وأثارت التصريحات ردود فعل غاضبة في البرازيل، حيث تعرض اللاعبون السود لمضايقات عنصرية من قبل المشجعين الذين يقومون بتقليد أصوات القردة.

وقال أسطورة كرة القدم في البلاد وبطل العالم ثلاث مرات بيليه “كرة القدم متعة. هي رقصة”.

وتابع في حسابه على انستغرام: “رغم وجود العنصرية، للأسف، لن نسمح لذلك بمنعنا من الاستمرار في الابتسام. سنستمر بمحاربة العنصرية كل يوم بهذه الطريقة: النضال من أجل حقنا بأن نكون سعداء ومحترمين”.

بدوره، غرّد الهداف البرازيلي لباريس سان جرمان الفرنسي نيمار “بايلا فيني جونيور” (الرقص في البرتغالية).

وبعد تدفق الدعم من المشجعين وزملائه، نشر فينيسيوس جونيور بياناً على طريقته “لقد وقعت ضحية كراهية الأجانب والعنصرية في بيان واحد.. هذه رقصات للاحتفال بالتنوّع الثقافي في العالم.. سواء قبلتها، احترمتها أو فقدت عقلك حيالها، لن أتوقف”.

وعبّر الاتحاد البرازيلي للعبة عن تضامنه مع اللاعب في بيان، مديناً “التصريحات العنصرية”.

ورأى ريال مدريد بطل إسبانيا أنه يرفض “كل أنواع العنصرية وكراهية الأجانب” و”سيتخذ إجراءات قانونية”.

واعتذر برافو على تويتر معتبراً انه استخدم التعبير “بشكل سيء... بطريقة مجازية ليعني العبث”.

وانضمّ فينيسيوس (22 عاماً) إلى ريال مدريد عام 2018 قادماً من فلامنغو وبات لاعباً أساسياً في صفوفه، وكان صاحب هدف الفوز الوحيد في شباك ليفربول الإنكليزي في نهائي دوري أبطال أوروبا في ايار الماضي.

*********

الصفحة العاشرة

جذور الموقف الماركسي المناهض للاستعمار.. شبح الانتفاضة الهندية

ثامر الصفار

تساءلنا في المقال السابق حول (جذور الموقف الماركسي المناهض للاستعمار) عما إذا كانت علاقة ماركس بأرنست جونز قد أحدثت تحولا فكريا لديه. إذ لم يسبق لماركس أن تعاون بشكل وثيق مع شخص يحمل مثل هذه الآراء المناهضة للاستعمار.

وبصفته مساهما وقارئا للصحيفة الأسبوعية “ملاحظات الى الشعب”، لم يكن بإمكانه إلا الإعجاب بكتابات أرنست جونز التي أدان فيها الإمبريالية البريطانية، وحاول حشد قراء الطبقة العاملة لدعم حركات المقاومة ضد الحكم البريطاني في الخارج. ولهذا السبب انتقل ماركس مع جونز بعد تأسيس الأخير لصحيفة “ الشعب” في أيار 1852، التي سارت على نفس النهج.، حيث ساهم بما مجموعه خمسا وعشرين مقالة، أعيد طبع بعضها في صحيفة “تريبيون”.

في العدد الأول من صحيفة “الشعب” جرى التعبير عن مناهضة الاستعمار بهذا النداء إلى العمال:

«إننا ننظر الى نضالنا من أجل الديمقراطية في أوروبا بنفس الأهمية التي ننظر فيها الى نضالنا ضد الاستعمار». وبعبارة أخرى، كان التحرر من الحكم البريطاني في المستعمرات رافعة لتحرير البروليتاريا في القلب الرأسمالي. لا يسعنا إلا أن نتساءل عما كان ماركس قد فكر فيه أو قاله لجونز. فقبل أربع سنوات، كان هو وانجلز، في “البيان الشيوعي” يعتبران الإمبريالية الغربية قوة تقدمية ومفيدة تجذب المجتمعات المتخلفة إلى الحضارة البرجوازية. أما الآن فهو يتعاون مع شخص يحمل رأيا معاكسا. أعتقد أن ماركس مارس هنا موقف النقد الجوهري - أي النقد الذي يخضع لوجهة نظر منافسة، ويملكها من أجل تجاوزها ديالكتيكيا.

أولى علامات التأثير الجدلي لمعاداة جونز للاستعمار على تفكير ماركس نجدها في مقالته في صحيفة “تريبيون” عام 1852 بعنوان “ الشارتيون”، حيث يقتبس أحد خطابات جونز التي يدين فيها انتهاكات وإكراه الحكم البريطاني في سريلانكا. وبعد عام من ذلك، دخلت الهند على راداره الصحفي، فقد أدت الحركة المناهضة للاستعمار الى مناقشات في البرلمان البريطاني حول تجديد عقد شركة الهند الشرقية استمرت عامي 1852 و1853 ، وكشفت عن تفاصيل حول كيفية حكم الهند وإدارتها، مما دفع جونز وماركس إلى تحويل تركيزهما إلى المستعمرة الشرقية البعيدة.

كتب جونز لأول مرة سلسلة من المقالات في صحيفة “الشعب” أدان فيها الحكم البريطاني في الهند باعتباره نهبا مباشرا قانونيا للسكان الأصليين. في تلك السلسلة التي نشرت في أيار 1853، يشير جونز إلى الهند باسم “أيرلندا الشرق” ، حيث لم تسفر عقود من “البربرية البريطانية” عن تقدم، بل عن بؤس شديد. ودعا إلى استقلال الهند، متمنيا أن ينقلب جيش الجنود الأصليين – المعروفين باسم السباهي – ضد الحكام البريطانيين والبدء بحركة تحرر وطني. وفي مقال لاحق، ربط جونز استغلال العمال البريطانيين بالقمع الاستعماري للسكان الهنود، مؤكدا أن الهند المستقلة ستلعب دورا حاسما في الصراع الطبقي في الداخل.

من جانبه كان ماركس ومن خلال مقالاته في صحيفة “تريبيون” قد بدأ بالاعتراف بأن الإمبريالية البريطانية لم تجلب التقدم والحضارة في الهند، بل الموت والدمار. واستخدم أيضا تعبير “أيرلندا الشرق” عند الحديث عن الهند. وفي مقالته الشهيرة في 8 آب 1853 “النتائج المقبلة للحكم البريطاني في الهند” أدان ماركس الحكم البريطاني في الهند كمثال على «الهمجية المتأصلة في الحضارة البرجوازية». وفي نفس المقال، أشار ماركس الى أن تحرير الهند يمكن أن يحدث إما من انتفاضة الطبقة العاملة في بريطانيا، أو من حركة التحرر الذاتي التي تقودها الجماهير المستعمَرة نفسها.

كان هذا تحولا كبيرا في تفكير ماركس لأنه ، لأول مرة ، حدد سيناريو يمنح الشعوب المستعمَرة مبادرة التغيير الاجتماعي الثوري.

في ربيع عام 1857 ، بدأت أخبار انتفاضة الجيش الهندي بقيادة وحدات السباهي في التسرب الى بريطانيا. وكان لابد لماركس وجونز أن يهتما بها. فما خمناه نظريا قبل أربع سنوات أصبح الآن يقدم نفسه على أنه احتمال من لحم ودم، فلم يترددا في تبنيه. لقد رأى ماركس في الانتفاضة شبحا جديدا يطارد أوروبا، حيث يمكن أن يتسبب في أزمة تفتح فرصة لهجوم عمالي جديد في أوروبا، وهذا ما عبّر عنه في رسالته الى انجلز في نفس العام، «الهند هي الآن أفضل حليف لنا». في 4 أيلول 1957 كتب ماركس مقالة “الانتفاضة الهندية” لصحيفة “تريبيون”، حيث أدرك أن الانتفاضة الهندية جسدت ديناميكية اجتماعية ديالكتيكية تحويلية تماثل ما مرت به أوروبا الغربية – وهذا موقف معاكس تماما لموقفه الأولي في ما يتعلق بالشرق. لقد دفعت الانتفاضة الهندية ماركس إلى مراجعة موقفه وبدأ بدمج الاستعمار في مفهومه المادي عن التاريخ، متجاوزا العداء الثنائي القياسي في البلدان الرأسمالية الأساسية بين البرجوازية والبروليتاريا، ليشمل حركة مستمرة مناهضة للاستعمار يمكن أن تقلب الحكم الإمبراطوري رأسا على عقب. فكتب في نفس المقالة: «في تاريخ البشرية هناك ضرب من العقاب، وبموجب قانون العقاب التاريخي، ليس المضطهَد، بل المضطهِد هو الذي يصنع أداة العقاب. إن الضربة الأولى التي تلقتها الملكية الفرنسية قد انطلقت من النبلاء، لا من الفلاحين. والانتفاضة في الهند لم يبدأ بها الريّاتات الذين يعذبهم البريطانيون ويستذلونهم ويعرونهم تماما، بل السباهي الذين يضمن لهم البريطانيون الألبسة ويطعمونهم الى حد التخمة، ويعتنون بهم ويسمّنونهم ويدللونهم».

لقد شكل العقد الخامس من القرن التاسع عشر مرحلة مهمة في تاريخ الفكر الماركسي. فقد خرج منه ماركس، بعد أن تعلم من صداقته مع أرنست جونز خصوصا، ومن الحركة الشارتية عموما، وهو متشبع بتحول فكري هام ظل ثابتا عليه ضمن مشروعه السياسي للسنوات القادمة.

************************

صدى في غير اتجاه الصوت

صلاح بوسريف

لن نكون أصحاب رأي، ما لم تكن لنا فكرة. الأفكار ليست متاحة، دائماً، فهي نتيجة قراءة، وبحث، وتأمل، وانشغال، وحوار مع اللغات والثقافات، ومع الآداب والفنون، والفكر والفلسفة، والتاريخ، بكل أعصره وحقبه، الماضي مثل الحاضر، لا انتقاء ولا التفاف، لأن التاريخ، بصورة خاصة، هو ما يكشف لنا بعض ما يضيء النصوص والوثائق، ويفضح سياقاتها، وما جاءت منه من ظروف اجتماعية واقتصادية وثقافية، والأسباب التي ظهرت فيها.

فالرأي، ليس كلاماً، هكذا، على عواهنه، هو وليد جهد وفكر ونظر، وعمل لا ينقطع، في مجال اشتغالنا، أو ما هو ضمن اهتمامنا، أو تخصّصنا، مهما كان ما نختص فيه، أو به. ولعل في انفتاحنا على تاريخ الأفكار، ما يفِيدنا كثيراً في معرفة طبيعة الأفكار، وما كانت تتأسس عليه، أو تخرج منه من عقول وخيالات، عند الفلاسفة، وعند الشعراء، وعند العلماء أنفسهم، لأن الرأي لا ينتج عن الصدفة، ما لم يكن حاصِل عمل مضنٍ وشاق، عمل سنوات من الكدّ والتحصيل، ومن الحوار والإنصات، ومن مقارعة الأفكار التي سبقتنا، وما اقتضته من سؤال، ومن حجة وبرهان.

وإذا كانت الأفكار غير متاحة، دائماً، كما يقول جيل دولوز، فالرأي، أيضاً، غير متاح، لأن الرأي فكرة، وهو سؤال، أو نقد، أو قراءة، أو تفكيك لبنيات ما، أو لعقول وذهنيات، ولأفكار كانت قبلنا، أو تعاصرنا. فليس الرأي كلاماً عاماً، فهو رأي يتعلق بنسق، أو بسياق فكري ثقافي، لكاتب، أو لمفكر، أو مبدع، أو فنان، وصل إلى هذا الرأي بعد خبرة، وبعد تقص واجتهاد، والرأي يكون هو ذات الكاتب،أو المفكر، أو المبدع، أو الفنان، وحتى حين يتقاطع رأيه مع غيره من الآراء، فالفكرة، تكون هي نقطة الاتصال أو الانفصال بين الآراء

لا بد في الرأي من قضية، وسؤال، أو مجموعة من الأسئلة، ولا بد من أسلوب، ومن منهج، ومن بناء، بدونه لا يمكن أن يصل الرأي إلى القاريء، أو يحفزه على السؤال، وعلى الحوار والنقاش، وعلى التفكير في القضية، أو في السؤال.

كل الفلاسفة، وكل النقاد والشعراء والكتاب من الخلاقين المبتدعين، كانت اللغة أو الأسلوب، ما عضد عندهم الرأي أو الفكرة، ووضعها في الثوب الذي يليق بها، وتليق به. فأي رأي مكتوب، أو مصاغ بلغة لا تمثل ذات الكاتب، لا يكون رأياً، لأنه، ببساطة، صدى للأغيار في الذات التي تكون غير مستقرة على منهج، ولا على بناء، أو طريقة في الكتابة، هي طريقتها هي. ولعل في القول الفرنسي الشائع، الأسلوب هو الإنسان، ما يؤكد هذا، ويضيئه بما يكفي من حجة ودليل.

إذن، فالرأي، كما صرنا نتداوله، اليوم، في الصحافة والإعلام، بمن نسميهم كتاب الرأي، ليس كلاماً يكتب كما اتفق، بل هو قضية، وسؤال، ومشكلة، أو إشكال ما، يكون ملحاً في مقاربتنا له، وفي خوضه بما يقتضيه من روية، وبعد نظر، لأنه يمس العقل، والعمران، بل يمس الإنسان في علاقاته الثقافية والاجتماعية، والسياسة، هي ضمن الثقافة، إذا نحن أردنا أن نعود بالأمور إلى أصلها، كما ظهرت في المدينة عند الإغريق.

لا تنتهي المقالة، بمجرد قراءتنا لها، فهي تبقى عالقة في أذهاننا، تلح علينا، وربما، تستنفرنا، وتدعونا إلى التفكير، وإلى تثبيت النظر في نقطة ما، أو في سؤال، أو مشكلة، أو قضية، أو إشكال، بما يوقظ فينا الرغبة في أن ندلي برأينا، أو ما نراه رأياً، مهما كانت طبيعة الفكرة التي يصدر عنها.

الرأي، إذن، ليس ملقى في الطريق، نتلقفه ونلتقطه لندلي به، بل هو فكرة لها جذور، ولها فروع، ولها أغصان، ولها ظلال، وهي متفرعة، ومتشابكة في تفرعاتها، بنوع من التداخل والتشابك والتعقيد والتصادي.

لا يوجد رأي فارغ، يوجد رأي بلا فكرة، نعم. رأي غير مؤسس، أو رأي هو تكرار واستعادة لما نكون قرأناه هنا أو هناك، وهذا ليس رأياً، بل هو استيهامات، وكلام على عواهنه، من يقرأه، يستشف، تهافته، دون عناء.

لن نكون أصحاب رأي، إذن، ما لم نكن أصحاب أفكار، أو مشاريع فكرية وثقافية، هي ما يكون الإطار المرجعي لما نكتبه ونقوله ونصدر عنه، فمجال المعرفة والثقافة والإبداع، هو مجال أفكار، والأفكار غير متاحة بما نتوهمه من كلام عام، نظن أنه هو الرأي والفكرة، فيما هو حشرجات لغة، من يتفحصها، سيجدها صدى للأغيار، وربما صدى في غير اتجاه الصوت.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

“المساء” المغربية – 30 آب 2022

***********************

اعداد: د. صالح ياسر

فلاسفة ومفكرون.. حسين مروة (1910 – 1987)

في العقد الثاني من القرن العشرين ولد المفكر الفيلسوف، ابن جبل عامل، الفلاح الفقير، المفكر، الباحث الماركسي في التراث العربي الاسلامي، الشيوعي الملتزم، حسين مروة. وفي 17 شباط 1987 اغتالت قوى ظلامية هذا المفكر الكبير بمسدس كاتم للصوت.

تتضح القيمة الاساسية في مسيرة حسين مروة وتأثيره الحاسم في التكوين الثقافي لشخصيته كمفكر ماركسي تتضح من حقيقة انه جاء الى الشيوعية والحزب الشيوعي، في خضم تجربة كفاحية في واحدة من اهم الانتفاضات الوطنية التحررية في تاريخنا الحديث. كان ذلك في العراق، اثناء “وثبة كانون” المجيدة التي انفجرت احداثها بين أول كانون الاول 1947 وبداية كانون الثاني 1948، وذلك ضد “معاهدة بورتسموث” التي عقدت مع الانكليز. كان حسين مروة في قلب تلك المعارك. فقد كان اختياره، منذ وثبة كانون المجيدة تلك حاسما، قاطعا ونهائيا وقد كتب: “ ... تلك كانت نقطة التحول عندي نحو الشيوعية “.

ويبدو أن نوري السعيد، رجل الانكليز في العراق آنذاك، رأى جيدا (نقطة التحول) هذه في كتابات حسين مروة، فأصدر قرارا بابعاده من العراق، فور العودة الدراماتيكية لنوري السعيد الى الحكم (عام 1949) مدججا بدبابات الانكليز.

عاد حسين مروة الى لبنان، وهناك توغل اكثر في النظرية الماركسية، وارتبط نهائيا بالحزب الشيوعي اللبناني. وشارك، عمليا وكتابيا، في جميع المعارك الوطنية التحررية التي خاضها الشعب اللبناني.

طيلة حياته اصدر حسين مروة الكثير من المقالات والدراسات والبحوث والكتب، في التراث والفكر والفلسفة والنقد الادبي. غير أن اهم كتبه هو كتابه المشهور: “النزعات المادية في الفلسفة العربية – الاسلامية”. صدرت الطبعة الاولى من هذا الكتاب في جزءين عام 1978، ويقع في حوالي 2000 صفحة من القطع الكبير. يعد هذا الكتاب الانجاز الفكري الاهم لحسين مروة، فهو يشكل عملا تأسيسيا في مجال البحوث التراثية العربية المعاصرة، يقدم معرفة علمية جديدة بالتراث الفكري الفلسفي العربي، اذ ينظر الى مكان هذا التراث من اللحظة التاريخية في خط تطور المجتمع العربي – الاسلامي خلال العصور الوسطى خاصة. وقد اثار هذا الكتاب، ولا يزال يثير، حوارا خصبا حول التراث الفكري الفلسفي العربي وضرورة دراسته في ضوء جديد، علمي، معاصر. كما اثار ويثير الجدل حول مسألة اعتماد النظر العلمي، الماركسي، في دراسة هذا التراث العربي الاسلامي.

ولا يتسع المجال لمزيد من التفاصيل حول “النزعات المادية في الفلسفة العربية – الاسلامية” الا انه بالامكان بلورة اهم الاستنتاجات التي توصل اليها حسين مروة في عمله الهام هذا:

  1. ان التراث الاسلامي هو تراث زاخر بالقيم والنزعات المادية والتقدمية، وان الفلسفة الاسلامية تحمل في طياتها في التجليات المادية والاتجاهات الايديولوجية المعارضة للسلطة المستبدة وايديولوجيتها الرسمية مما يجعل من هذه الفلسفة ثورية تصلح كأداة معرفية لتغيير العالم.
  2. ان الفلسفة العربية ليست هي الفلسفة اليونانية منقولة الى العربية، ولا هي نتاج عقول ومواهب فردية منعزلة، بل هي نتاج المجتمع العربي – الاسلامي في تفاعله مع الثقافات الخارجية، وبينها، اضافة الى اليونان، الهندية والفارسية.
  3. ان تدمير واخفاء وتشويه الجزء الاكبر من تراث الحركات الفكرية والسياسية المضادة لعقيدة الدولة الرسمية وسياساتها كان نتيجة خوف السلطان السياسي من سلطان الفكر، وقد استهدف هذا التدمير سوق الجماهير لآيديولوجية القبول السلبي بارادة السلطة.
  4. ان الفلسفة العربية ليست من صنع العبقرية الفردية لفلاسفة افراد، اذ ان الفلاسفة لا يخرجون من الارض كما تخرج النباتات الفطرية وانما هم ثمار عصرهم وشعبهم، وهو العصارة الارفع شأنا، والاثمن، والمعبرة عن نفسها بالافكار الفلسفية.
  5. ان التراث ليس قضية الماضي لذاته، أي إنه ليس الماضي الميت وليس اسقاطا للماضي على الحاضر يجعل من الماضي زمنا مطلقا يسود كل الازمنة كما يريد السلفيون. إذ يصبح الجمود هو السائد، والرجوع الى ماضٍ ذهبي مزعوم هو المرتجى، وهو مرتجى مستحيل على كل حال.
  6. أن التراث هو واحد بنصوصه الثابتة التي لا تتكرر ولا تتعدد، لكن معرفته، أي كيفية تناوله وتفسيره وفهمه، هي التي تتعدد بتعدد قراءاته. وهذا التعدد ناتج بالضرورة عن تعدد المواقف الايديولوجية، واختلاف البنى الفكرية لقرائه.
  7. أكد حسين مروة، بالممارسة المعرفية، امكانية اعتماد المنهج الماركسي اداة لدراسة الثراث، وحاول أن يظهر، بالملموس، تميّز هذه الاداة بما يكفي لجعلها بديلة عن المناهج المثالية السائدة، مستندا الى اعتقاده بأنها وحدها القادرة على النظرة الى التراث وتقويمه على اساس الرؤية العلمية المعاصرة التي تجعل من الماضي التراثي رافدا لحاضر مستقبلي بدل ان يكون التراث في خدمة حاضر ماضوي منا تريد له البرجوازية وسلاطين النفط.

والخلاصة، ان ما انجزه حسين مروة على الصعيد النظري قام على منهج تاريخي جدلي مادي ينطلق من أن الحدث الاجتماعي البشري بمكن فهمه وتقصي آفاقه واحتمالاته إذا وضع في سياقه الرئيسي من البنية الاجتماعية في بعدها التطور التناقضي. فقد عمل مروة على استنطاق موضوع بحثه التاريخي في ضوء منهج معاصر، هو الماركسي. ولكنه إذ فعل ذلك، فإنه ظل يرى في المنهج الماركسي وريثا شرعيا للحظات المنهجية الجدلية التاريخية والمادية التي ظهرت قبله ارهاصيا، أي أنه نظر الى الحدث التاريخي في نموه التاريخي والمنهجي.

****************************

الصفحة الحادية عشر

جديد مجلة «الثقافة الجديدة»

صدر العدد الالكتروني الجديد من المجلة وهو العدد 433/ أيلول 2022 وجاء زاخراً بالموضوعات الجادة التي عرفت بها المجلة والتي تعتمد الفكر العلمي والثقافة التقدمية. ومن ابرز ما احتواه:

- احتجاجات التيار الصدري بين الضد النوعي وأزمة ثقة القوى المدنية/ لجاسم الحلفي.

- الاشتراكية او الانقراض.. ازمة المناخ العالمية/ وجهة نظر ماركسية/ لثامر الصفار.

- قراءة في مفهوم العدالة الاجتماعية عند سيد قطب/ لمجيد إبراهيم خليل.

- بعض قضايا الصراع بشأن المسالة الزراعية في العراق/ لصالح ياسر.

- ملف المياه في حوار مع الأستاذ حسن الجنابي/ لسوران قحطان.

وفي باب “ادب وفن” ساهم كل من: إبراهيم إسماعيل، ثامر عباس، عبد الغفار العطوي، سلام حربة، منى سعيد، عبد الستار البيضاني، رهبة اسودي حسين، جواد الموسوي، باقر الكرباسي، جمال العتابي، ستار موزان، نادية محمد، عبد الباسط الصمدي، سعيد انوس، رعد كريم عزيز.

العدد الورقي سيصدر قريباً جداً.

********************

العالم رواية .. أمين معلوف في: «رحلة بالداسار»

محمد الأحمد

هي رواية بمثابة رحلة مطاردة أو ملاحقة يقوم بها “بالداسار” تاجر التحف من أجل الحصول على كتاب ألفهُ العالم “المازنداري” صاحب الأسرار الكبرى في القرن السادس عشر.. كتاب فيه افتراض مُبهم تدخلنا اليه الرواية كلغزٍ خطير لا تعرفه البشرية، وهو عن “سنة 1666م التي سميت بسنة الوحش الذي سوف يفنى خلالها كوكب الأرض”. رحلة من مكان الى آخر للبحث عن كتاب ملغز يهمّ القارئ ويثيره لمتابعة مسيرة متواصلة البحث عن مفاتيح ضائعة بين الكتب وسطورها؛ ذلك الكتاب المعلوم الأهمية هو المفقود بين المفقودات، كتاب مُحَفِز على الحفرِ العميقِ..

رواية مغامرةٌ يبدأها “بالداسار أمبرياكو/ الجنوي المشرقي”، المُعَرَّفْ من عائلة “أمبرياتشي” الجنويّة العريقة، والمُستوطنة في أحدى ضواحي منطقة “جبيل” اللبنانية من أيام الحروب الصليبية على الشرق. عرف الكتاب بانه يحوى على “الاسم المئة”، وتمَّ فقده (سبقهُ إليه رجل عجوز سرعان ما مات، قبل أن يتمكن “بالداسار” من دفع ثمنه. ثم يضيع الكتاب للمرة الثانية بعد أن اشتراه موفد البلاط الفرنسي “مارمونتيل”، ويصحبه في رحلة بحرية إلى القسطنطينية)، ويتتبعه “بالسادار” من بائع الى آخر. تقع الرواية في أربعة فصول كل فصل اسماه “الكراس الأول: الاسم المئة”، “الكراس الثاني: صوت سباتاي”، “الكراس الثالث: سماء بدون نجوم”، “الكراس الرابع: إغواء جنوى”، وكل كراس خصَّ بها أوصاف الأمكنة بكل تضاريسها المعرفية. حيث نعلم أن الروائي “أمين معلوف” الفرنسي/ اللبناني الأصل (تولد بيروت عام 1949)، لم تنقصه خبرة الروائي المحترف؛ اذ سبق له ان صاغ لنا عدّة روايات مهمة أبرزها (ليون الأفريقي، سمرقند، الهويات القاتلة، اختلال العالم، غرق الحضارات، مقعد على نهر السين، الحرب الصليبية، رحلة بياتريس الاخيرة) - بغية (قراءة التاريخ)، عهدناه يغترف من كنوز البحار الليالي الالف الباهرة، واسرارها العصية، ليفتتح قراءة جديدة وممحّصة في معظم المتون التاريخية لكهوف الشرق العتيد وغائصا في حدائق الزمان السرمدي مستخرجا لآلئ جديدة من الحكايات الدفينة بين صفحات صفر تحويها تلك المجلدات الأنيقة والمُذهبة، والتي لم يتجرأ عليها عقل عربي. رواية متينة البناء عن اسرار الأسماء “التسعة والتسعين”، لتكتمل “مائة اسم من احصاها دخل الجنة”. لقد ارتسمت أنساق هذه الرواية الشيّقة عبر يوميات وضحت قدرة الكاتب على حياكة وتضفير الأحداث الفرعية مع الحدث الرئيس كاشفاً عن صراعات بين الشخصيات الرئيسة، حيرتهم، رؤية آلامهم عبر مرآة هذا العالم الشائك، توترهم الدائم بين الصدفة والخرافة، بين القدر والعقل. وعهدناه ايضاً محايداً فيما يكتب، ليثبت “كروائي مقتدر” انه الأعلم من غيره بمصادر المعلومة التأريخية التي يتخذها أرضية متينة لموضوعاته (التي لم يتخذها من مصدر واحد). ولم يعتمد المدوّنة العربية وحدها بعد ان شابها الكثير مما دسّه الكاره نكالاً مما يكرّه، وأختلقه المُحب تجمّلاً مما يُحب. ميزة الروائي الجيّد هي الكشف بحياد عن “ابستمولوجيا” عميقة لم يستطع أحد ان يصل اليها قبله، ولم تزوّقها أيدولوجيات النفاق والشعوذة، وقد خبر متانتها الحقيقية، حسب معطيات جديّة، يعمل عليها، ينظمها في سردية؛ مُتقَنة في توازنها مُقنِعة في أحداثها، ومؤثثة بتفاصيل حيوية تدفعنا لقراءتها والاستزادة المعرفية منها.

وكل منا يعرف ان جنس الرواية هو الوسيط الوحيد الذي يؤهلنا للدخول الى متون الأكاذيب لنفككها من الداخل، من أجل إعادة النظر مما لحق بنا من ضرر وتمويه.. بسبب الاختلاق التاريخي الذي مزج حياتنا بالوهم، يُعيد الصياغة، ثم يُصحح المسار بدراية العارف، ويجعل منه عقلاني، تشويقي. لذلك نعهد “رحلة بالداسار” من بين الروايات المُتقنة التي تواجه السائد بالجديد، وتُبحر خارج عوالم التكهنات لتخلصها من رتابة الواقع الفنطازي المرير.. حيث اكسبتها المواجهة أهمية، وجدّلاً بين أغلب معتنقي الديانات السماوية الثلاث، الإسلام والمسيحية واليهودية، المؤمنون باليوم الموعود حسب “مناهلها الابراهيمية”، بغية شلل العقل وحجزه بين الاقواس المظلمة.

لقد استطاع “أمين معلوف” بروايته -هذه - أن يبهر الغرب بما حملته أداته من (محمولات شرقية) بهر بها العقلية الغربية، وتلك المحولات لم تكن عصيّة الفهم على الكاتب العربي، تحتاج الى يقظة لمواجهة متونها.. وجد “معلوف” الكيفية المقنعة لتوظفيها بمهارة مع مزجها بالخيال ليضفي مشروعية قبولها كروايات مثيرة الاهتمام. لقد استطاع ان يدخل الى مدوّنات شرقية بالية غير مثيرة كامنة في العقل الشرقي مقدسة ومحرمة يصعب تناولها، والخوض في غمارها، حيث النقدية العربية برمتها لم تسمح بعبور تلك التضاريس البيّنة والفارقة في العقل الإنساني، وقد دخلها كفارس هُمام لا يشقُّ له غبار. حيث تلك المدوّنات الأثيرة التي تملأ العقل الشرقي ويقرأها بعماء من لا يريد ان يفهم مغزى محتوياتها الدقيقة. “معلوف” مبدعاً، ابتكر الشخصية المُقنعة التي تُناسب ما يريد ان يوصل به رسالته، اخترع لنا - شخصاً يكتنفه الهوس بالأرقام، والمتطير من الأرقام الفردية حيث يميل الى الأرقام الزوجية والمقتنع بأنه وجد العديد من العلامات التي تؤكد صحة ظنونه. أثناء رحلته، التي توشي بخراب العالم. والذي يدرك أن البشر سيتركون الجمل بما حمل، ويستسلمون للإرادة الإلهية، والمصير المحتوم في عالم بلا مستقبل. (أن هذه الرحلة ليست سوى وهم، وأن الاسم ليس في متناول أحد- الرواية).. شخصية مرسومة بعناية مضطربة، مرتابة. لا تعرف الحقيقة، إلى أي فريق تنساق، الدفاع عن العقل، أو القبول بمسخ الحكاية.. وفي الوقت نفسه تؤمن أن علم الأعداد قادر على توقع العديد من الأحداث، تمقت الخرافات الساذجة، لكنها قليل الحجة؛ متأرجحة مثل قشة في مهب الريح. ثمة حبكات فرعية أخرى مثل قصة الحب العاطفية التي تسلسلها قيود العبودية بين “بارنيللي وليفا”، و”حادثة شبتاي تسفي” ومحاكمته المثيرة والحيوية في الباب العالي للإمبراطورية العثمانية، فضلاً عن تفاصيل “تهريب الصمغ في البحر المتوسط”، جعلت من القارئ مشدوداً بالسرد الممتع. حول تاجر مغامر يسعى من خلال ترحاله الى اكتشاف معنى لحياته. عبر رحلة في المتوسط، والى بلدان مشتتة، ومدن محترقة، و(يواجه الخوف والخداع والخيبة، وكذلك الحب في لحظة اليأس- الرواية).

الرواية ظهرت بالعربية بترجمتين الأولى 2000م - عن “دار ورد” السورية بترجمة “روز مخلوف”: والطبعة الثانية الأكثر إتقاناً كانت عن “دار الفارابي 2001م ترجمة: “نهلة بيضون”.

***************

تجربة الكتابة بصفتها اختلافا.. ديوان وقصيدة

هذه زاوية جديدة ، نقدم فيها قراءة لاحدث ديوان صدر لشاعر نختاره مع احدث قصيدة له لم تنشر من قبل .. وذلك بهدف تقديم صورة جلية عن الشاعر ومنجزه.

المحرر الثقافي

حميد حسن جعفر

من المؤكد الكتابة لم تعد تمثل حالة بطرٍ،أو حالة تعبير عن  أحاسيس  و مشاعر فردية تنتمي الى الرومانس و العواطف ،بل باتت تمثل فعلاً  ثورياًيقود صاحبه الى المقتل او الجنون ،او الى معتقلٍ أو الى صناعة الخصوم،رغم إن الفعل الجمالي للحياة يشكل أكثر من دافعٍ  للكتابة،

أي ان الكتابة التي تم اختراعها وان جاءت متأخرةً،تمثل  الطرف الثاني  من المعادلة الحياتية /القراءة،ًو بذلك بدأت ذهنية  الباحث عما  يوجد وراء الحلم، وراء المعرفة ، وراء الموت.

و لكلٍ من هذه الورائيات  هناك مغاليق ،و بين يدي القاريء هناك معارف و علوم /مفاتيح ،وبين يدي الانسان الثوري /الحالم كومة من المفاتيح /الحلول ،وما على الانسان /الشاعر ،والسارد و الباحث ،والمفكر ،والقاريء  أن يكرب ما بين يديه ،ليكتشف ما وراء البوابة،وهنا تحدث المفاجأة (الغد المشرق ،او المدافن والمعتقلات أو الخيانة،،قد يكون عليه  أن يكون ناقل حركة،في ماكنة هائلة اسمها السلطات (المقدس والحكومات والمجتمع حيث السنن والمتعارف عليه،قد يكون محرضاًللثورة و داعيةًلها ،او مؤسسات لمعارضة ما.

هنا تتصاعد مفروزات القراءة والكتابة ،من المعاوف والعلوم والكشوفات و التوقعات وما يمكن  أن ينفي او يؤكد،،لذا يجب على الشاعر أو الناثر أن يتأكد من موجوداته من الافكار والتصورات والقدرات ،كل هذا من أجل التعرف على ما لديه أولاً،وعلى ما لدى الاخرين ،بعد ان تداخلت الاجناس الكتابية ،وما عاد المنجز المكتوب يعلن عن نفسه وعن محمولاته بشكل مجاني او ميكانيكي.

الكتابة بها حاجة الى متلقٍ /قاريء يمتلك القدرة على محاكمة النص ،على تفكيك جنسية  الكتابة،وعدم الافصاح عن بطاقة إنتمائه  الى كنس كتابي بعينه.

اربعة عشر  عملاًادبياًما بين الشعر والقصة القصيرة ،ربم في المستقبل  يتناهى. لأسماعنا ان هناك فعلاًروائياً يعمل الشاعر طالب حسن على كتابته،

فلا إحتكار للكتابة من دون الأجناس الاخرى

بدءاًبأول هذه المطبوعات (تأبين عائلي) و ليس أخيرًا (توقيعات على مياه القلب) يقف الساعرشاهراًقدراته الابداعية،خمسة  عشر  فعلاً ابداعياًتعتمد الاصرار  على مواجهة الحياة  عبر فكر ابداعي يعتمد الحفر في صخرة الحياة،في محاولة من الشاعر  ومن قبله فصيلته /أقوام الشعراء ،والضرب و بقوة على بواباتهامن اجل الماء/ماء الشعر والحياة الماء الذي ما بعده ظمأ.

إن نموذج الكتابة المختزلة يشكل عنصراً ينتمي الى الإلزامية،من أجل الوصول الى القاريء حيث تشكل قصار القصائد او الومضات او الشذرات ،او النصوص الشعرية،اكثر من سلطة  في الكتابة،حتى يحسب القاريء  ان الساهر منساق  نحو نمطٍ  كتابي  لا يقدر على سواه،الّا ان التأكيد على نمط /طراز  شعري بذاته  وعبر خمسة عشر كتابا يؤكد على إن الشاعر  لم يستنفد بعد قدراته في كتابة طراز  شعري بعينه ،حيث يتصاعد  الفعل الشعري الحياتي  عبر المختزل  من الكلام ،والاقتصادي من القول ،و التخلص  من الحشو ،والفائض عن الحاجة و محاولة التعبير والوصول الى المتلقي،

وحين يفقد المبنى الشعري /الشكل قدراته على الافصاح عند ذاك يبدأ الشاعر بالبحث عما يمكن أن يشكل  إضافةً نوعيةً تعتمد الاختلاف والمغايرة، ليتمكن الشكل المقترح ان يكون الثغرة في جدار الكتابة،ثغرة تمنحه  فعلاً. فاحصاً  يعاين عن طريقه  العالم بوجهه الآخر  الذي يمنح مخبوءاته  للفعل الشعري الجديد الذي يشكل بديلاً يعتمد الإختلاف  في إنتاج المعنى.

حيث يشكل اللامتوقع أمراً. لازمَ  الحصول ،وضمن حالات متعددةٍ   تشكل البنية الجديدة فعل ازاحة للساكن من تصرفات الحياة ،فعلاًسانداً للمغامرة.

فمن غير الاختلاف والمغامرة نجد الحياة تعتمد المداورة، واعادت انتاج  النصوص  عن طريق تغييرات لا تجدي نفعاً، في انتاج  ظروف حياتية مختلفة، فقدرات الشعراء  المختلفة  والتي تعتمد شكلاًوميداً- الومضة مثلاً - سيتابع القاريء أشياء تعتمد العطاء او الجفاف.

لزوم البنية الواحدة الوحيدة ربما تشكل  أفعالاًمعطاءةً في الوقت ذاته تتحول بنية و شكل النص  لدى البعض الآخر حجر عثرةٍ ،مجرد رمي حجر وسط بحيرة جافة.

ايهما يمنح الاخر الديمومة ،المبنى أم المعنى ،الشكل ام المضمون ،الشاعر ام الفعل الشعري،التناقض ام المواءمة ،الاختلاف ام الإئتلاف ،معرفة العملية الشعرية أم تجاهلها،،هذه الأطراف مجتمعة او متفرقة،الثورة واللاثورة، الشعرية والاشعرية،هذه التفاصيل لابد من وجود تأثيرات تمكن هذا الطرف او ذاك من الظهور او من الضمور ، من توفير الإضاءة او خفوتها،من توفير أكثر من تعالق  ما بين المركز والهامش،والأنا والنحنً،والفرد والمجتمع، في هكذا عالم مسكون بالمتغيرات ،بالمقترحات والتحولات  يجد الشاعر والقاريء  نفسيهما ضمن صراعات غير متكافئة او ضمن حالة من التوافقات.

التجربة الشعرية ،أومجموعة التجاوب  التي يتم اقتراحها من قبل  الشاعر والقاريء والباحث والناقد، والمهتم،والمتابع، لمجموعة مخططات للكتابة،والتي تعتمد القصدية،،بعيدا ان المصادفة، هي التي تشكل الجهة المغذية للاختلافات  في كتابة  المئات من النصوص و الكتب الشعرية،والسردية ،والتي تجاوزت المتوقع ،مما يؤكد  ان الكاتب بتعدد  كتاباته  كان يتحرك وسط  مجموعة من  القراءات  وما تفرز ،والتي لم يعلن  عنها  في اعلان معرفي او  ببيان  كتابي ،او الافصاح عن هذا وذاك الذي يمثل جانبا من السير والتراجم و الكشف الذي يلجأ اليه الشعراء،والكتاب  للاعلان عن مجموعة آراء  وأفكار ،و معارف  عن الحياة وتفاصيلها،والسلطات التي تفرزها  الممنوعات.

اذ يمثل التماثل والاختلاف القانون الأعم والأشمل ،و الأكثر قدرة على انتاج وديمومة يعتمدها الفعل الشعري وتداخل التجارب،و تفردها، مما يمنح الشاعر  القدرة على الكتابة ،على التخلص  من كفاف المبنى ،و مسل المعنى وصولا الى  منجز شعري  مختلف  متمكن،وصولاً. الى نبتة شعرية مورقةٍ  و مزهرةٍ،

(طالب حسن) قد يشكل ملمحاً يعتمد كاباً من التفرد في الكتابة بعيداًعن اقناع القاريء بالمتوفر ،وقد يمثل جانباً من تجربة جماعية، تتجاذب و تتنافر ،موفرة مساحةً قد تكون غير سالكة الدروب بالنسبة للبعض ،وقد تشكل افقاً منفتحاً لدي جماعة اخرى،الّا انها لا تمثل نهاياتٍ  محتملة للكتابة،بقدر ما تمثل طرفاًمن البدايات  المتوقعة، والتي توفر للقاريء جانباًمن طموحاته  هو ،لا طموحات الشاعر فحسب.

  ********************

قصائدُ في الغُربة

طالب عبد العزيز   

1

لتكنْ بخلفيّةٍ خضراءَ، وبقميصٍ أخضرَ أيضاً

والى جِوارِ نهرٍ.. صورتي التي تُنشر مع النَّعيْ..              

مَنْ يذرعُ النَّورَ عنّي ؟ لقد ضاقت السَّماء.

*

الابتسامةُ لا تنقذُ العالمَ..

هي تُسهمُ بطردِ الوحوشِ، حسب.

*

لنْ يعْدوَ الحصانُ باكثرَ من اربعةِ أرجل

لكنْ، بجناحينِ صغيرينِ يحلّقُ عصفورُ  الامل!

*

المذراةُ رخيصةٌ في سكونِ الرِّيح

رطبةٌ وباردةٌ مخالبُ الصقر على هِلالِ المنارة.

2

اذا عُدَّتَ من سفرٍ بعيد

ودستَّ بحذائِك عتبةَ البيتِ،

تذكَّرْ، قبلَ أنْ تضعَ حقيبتِك

هناكَ من وقفتْ حافيةً بانتظارك.

3

في المرآةِ، وأنتَ تنعمُ النَّظرَ بعينيكَ،

سائلتينِ من شيخوخةٍ وسهر..

تذكّر بأنهما تحفظان، والى اليوم،

صورةَ لقائِنا الاوَّل.

*

إذا لم تقو ذراعُكَ على التلويح

لسائقِ التاكسي، في ظهيرةِ يومٍ قائِظ

أنَّهُ من الوفاءِ بحق، أنْ أقولَ لكَ :

 بانَّها رفعت المِظَّلةَ عالياً ،

على راسيَ ذاتَ يومٍ ماطر.

*

لا تبتئس،

 اذا نسيتَ شَعْرةً أو شعرتين

في ذقنِك، وأنتَ تحلِقُه، في الاسبوع مرة

هناكَ من يحبّك قلِقاً ،

وبربطةِ عنقٍ صفراءَ مائلة

هناك من لا يَعيبُ عليكَ شَعْركَ المنفوشَ ايضاً.

3

عليكَ أنْ تأخذَ الحُلمَ الثقيلَ عنّي هذا

أنزله من كتفي، كيلا أموت

أريدُ سلماً اهبط الى الاعماقِ به

وقلباً وثيقاً، لا يخفِقُ في الظلام.

*   *  *

دلني على طريق آخرَ غير هذا

بالامس، وجدتُني مقتولاً..

كانَ طويلاً، وبما يكفي لتُشهَرَ بوجهي

عشرُ بنادق.

*  *  *

إذا تفرقتْ أصابعُك وأنتَ تحتضرُ

املأ روحَك بالذي تحثّهُ بقدميك...

وأجعل فروجَ يدك صُلبةً 

من الوفاءِ ألا تخذلَ الترابَ الذي كنّته.

  *  *  *

مثلما أذِنتَ لعينِك أنْ تتمتعَ بما حولها

قل لها وأنت تنزلُ المحطَّةَ الاخيرةَ:

الوطنُ قُرعةٌ لا تتكررُ الارقامُ فيها دائماً.

  *  *  *

وإذا فتحتَ بابَ غرفتك، في الفنّدقِ، حيثُ تقيم 

ووجدتَ السَّريرَ أبيضَ، ورديّاً لا تثِقْ بأحلامِك..

ترابُ الغربة سيلوثه، مهما بالغتَ بغلقِ النافذة.

*************************

الصفحة الثانية عشر

مهرجان لومانيتيه 2022: من أجل عالم بلا حروب وغدٍ وضاء للبشرية

تقرير: محمد الكحط – باريس

تصوير: سمير خلف

بعد انقطاع دام سنتين بسبب جائحة كورونا، انطلق مهرجان لومانيتيه (المهرجان السنوي لصحيفة لومانيتيه (الإنسانية)، صحيفة الحزب الشيوعي الفرنسي) يوم الجمعة 9 ايلول الجاري واستمرت فعالياته حتى الأحد 11 منه. واقيم هذهِ المرة في مكان جديد أكثر اتساعا، حيث تبلغ مساحته 60 هكتارا (600000 متر مربع) في القاعدة الجوية “بليسي باتيه” بمدينة بريتيني سور اورج في ضواحي جنوب باريس. وطيلة أيام المهرجان الذي طغى عليه الحضور الشبابي الكبير ورغم هطول الأمطار، فقد أستمر توافد آلاف الزوار وسط أجواء التحدي للدوائر الإمبريالية ومخططاتها، ومن أجل السلام والمحبة بين الشعوب، وفي سبيل عالم خالٍ من الحروب ومآسيها، عالم عدالة اجتماعية.  كانت أجواء الفرح والتضامن هي السائدة في فضاء المهرجان، حيث ممثلو قوى التقدم والتحرر والديمقراطية واليسار من كل انحاء العالم، وكانت هذه هي رسالة المهرجان الى البشرية. وشهدت أيام المهرجان العديد من النشاطات والفعاليات السياسية والثقافية والفنية المنوعة التي تدعم رسالة المهرجان.

خيمة الطريق

خيمة “طريق الشعب” خيمة كل العراقيين، تشارك في هذا المهرجان للمرة الثانية والخمسين، وقد سميت هذا العام بخيمة الفقيد الفنان التشكيلي صلاح جياد. بدأت نشاطها كالمعتاد عشية المهرجان مساء الخميس 8 أيلول وسط بهجة اللقاءات بين الرفاق والأحبة القادمين من كل صوب، بلقاء مع ممثلي قيادة الحزب، سبقته كلمة ترحيبية بالحضور. ومع عزف النشيد الجمهوري العراقي “موطني” والوقوف دقيقة صمت على أرواح الرفاق الذين فقدناهم خلال السنوات الثلاث الماضية وشهداء الحزب وانتفاضة تشرين، رحب الرفيق فؤاد الصفار ممثل منظمة الحزب الشيوعي العراقي في فرنسا بالرفيق فاروق فياض عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي، وبالرفيقة سهاد الخطيب عضو اللجنة المركزية للحزب، وبالرفيق كاوة محمود سكرتير الحزب الشيوعي الكردستاني.

الرفيق فاروق فياض

تناول الرفيق فاروق فياض في حديثه آخر مستجدات الوضع السياسي في العراق، وما يمر به من ظروف معقدة في جميع مفاصل الدولة، حتى وصلت الى حالة الاستعصاء السياسي بل والتناحر المسلح. وأكد مطالبة الحزب والجماهير بحل البرلمان وإجراء انتخابات جديدة، بشروط يستطيع فيها شعبنا اختيار ممثليه بشكل سليم. وتناول موضوع تمترس القوى المتنفذة بأساليبها ومحاولاتها إدامة فرض سياسة المحاصصة ليبقى الفساد والفاسدون في أمان، خصوصا بوجود الأموال الكثيرة في خزينة الدولة، لنهبها بدلا من استخدامها بالشكل الصحيح لخدمة شعبنا.

بعدها فسح المجال للمداخلات والأسئلة من قبل الحضور حيث أجاب عنها الرفيق مشكورا.

عن الفنان صلاح جياد

وفي أول أيام المهرجان الجمعة ٩ أيلول، عقدت في خيمة الطريق ندوة استذكارية للفقيد الفنان التشكيلي الكبير صلاح جياد، الذي  كان أحد أعمدة خيمة “طريق الشعب” لسنواتٍ طويلة. فهو الذي يخطط ويرسم خلفية المنصة وشعار الخيمة وتصميمها، ويبقى طيلة أيام المهرجان مساهماً  في فعالياتها، يمنح الجميع الدفء بهدوئه وحبه ولطفه. وقد تحدث الفنان التشكيلي غسان فيضي في الندوةعن حياة وتجربة الفقيد الفنية، مشيدا بأبداعه وتميزه المبكر. وأشار الى تواضعه وتعاونه وطيبته وإنسانيته، التي عكستها أخلاقه ورقي سلوكه الاجتماعي. في حين تم عرض فلم وثائقي عن الفقيد، اعده صديقه الفنان فيصل لعيبي .

الرفيق كاوه محمود

واستضافت خيمتنا ايضا الرفيق كاوة محمود سكرتير الحزب الشيوعي الكردستاني، الذي قدمه الرفيق رشاد الشلاه وتحدث عن آخر التطورات السياسية في العراق عامة وإقليم كردستان خاصة، وخصوصية القضية الكردية. بعدها فسح المجال للحوارات والاسئلة والاستفسارات والتي أجاب عنها الرفيق مشكورا.

فرقة بابل الفنية

وفي المساء كان الجميع على موعد مع فرقة بابل الفنية القادمة من الدنمارك، وهي فرقة تأسست عام 2014 من قبل مجموعة من الصديقات والأصدقاء محبي الموسيقى والغناء، يقودها حاليا الملحن سعد الاعظمي وعازف الكمان كوران ابراهيم، ومعهما مسؤولة الفرقة وأحدى عضواتها بشرى علي وزميلاتها روبار سعيد ونيكار مصطفى وصباح حمدون بالاشتراك مع الشاب برهان محمد. وأتحفت الفرقة الحضور بأجمل الأغاني العراقية التراثية والوطنية الأصيلة، وأستمرت تعزف وتغني حتى منتصف الليل في اجواء فرح وبهجة خيمت على الحضور وعلى الضيوف من خارج الخيمة.

وعادت الفرقة في اليوم التالي لتقدم أغنيات اخرى جديدة وجميلة.

الرفيقة سهاد الخطيب

وفي السبت 10 أيلول احتضنت الخيمة ندوة للرفيقة سهاد الخطيب عضو اللجنة المركزية، أدارها الرفيق طه رشيد. حيث تحدثت الرفيقة الخطيب عن دور المرأة في انتفاضة تشرين، خصوصا في مدينة النجف، مشيدة بمساهمتها السياسية حيث كان للنساء وبضمنهن عضوات رابطة المرأة العراقية دور واضح ومهم. كما تحدثت عن النشاطات النسوية الأخرى لتأمين حقوق المرأة العراقية ومساهمتها في بناء الوطن. وتم عرض فلم وصور لتلك النشاطات.

الناشطة شذى بيسراني

وفي فعالية أخرى قدمت الدكتورة شذى بيسراني مداخلة عن مشاركة رابطة المرأة في مؤتمر اتحاد النساء الديمقراطي العالمي، الذي عقد في فنزويلا شهر نيسان الفائت، وعن أهمية ذلك المؤتمر وما اتخذ فيه من قرارات تصب في مصلحة النساء في العالم.

الفنان زياد جسام

اعقب ذلك لقاء مع الفنان والناقد التشكيلي زياد جسام، الذي قدمه الرفيق محمد الكحط، فاستعرض سيرته الفنية واشار الى تعدد مواهبه، اعقبه الفنان نفسه الذي تحدث  عن فنه وخصوصية أعماله ومضامينها، وهو الذي يحول المواد المهملة الى أعمال فنية ذات طابع جمالي متميز، وقد عُرضت بعض أعماله منها مجسم مكرس لـ “طريق الشعب” في مناسبة مشاركتها في المهرجان.

الخطاط محمد صالح

وفي فقرة فنية جميلة أخرى انجز الفنان الخطاط محمد صالح لوحات فنية من الخط العربي أمام الجمهور، بمصاحبة عازف العود أحمد ناجي، وكان عرضا نال استحسان الحضور، وعرضت اللوحتان المنجزتان للمزاد وخصص ثمنهما تبرعا لبناء المقر الجديد للحزب الشيوعي العراقي.

تنظمها رابطة المرأة

وكالعادة انطلقت كذلك المسيرة النسائية التي تنظمها رابطة المرأة العراقية في مهرجان لومانيتيه، من أمام خيمة طريق الشعب حيث ساهم فيها العديد من الحضور والحاضرات، وطافت شوارع المهرجان، وهي ترفع شعارات تطالب بالدولة المدنية وبالمساواة وحرية التعبير وحرية المرأة وضمان الحياة الحرة الكريمة، وقد قوبلت بالتصفيق والتضامن من قبل زوار المهرجان.

سفان وشروق.. عزف وغناء

وعودة الى الخيمة واللقاء الفني الجميل مع الفنانتين الشقيقتين الدكتورة سفانة والدكتورة شروق الحلوائي، القادمتين من الدنمارك واللتين قدمتا أجمل الأغاني والألحان والمعزوفات، بضمنها أعمال خاصة من تلحين د. سفانة.

اليوم الاخير

في يوم الأحد 11 ايلول شهدت الخيمة العديد من الفعاليات والزيارات من طرف منظمات وأحزاب سياسية، كما نظمت ندوة عن الحياة الثقافية للأنصار تحدث فيها الرفيق يوسف ابو الفوز، الذي قدمه الرفيق داود  أمين (أبو نهران). ودار الحديث عن طبيعة وظروف حركة الأنصار وتنوع نشاطات الانصار الثقافية في كافة المجالات. وأستعرض ابو الفوز حياة الأنصار وما مروا به من ظروف معقدة، وكيف تجاوزوا ذلك وأغنوا حياتهم بالنشاطات الثقافية من أدب وفن بأنواعه، وكيف واجهوا أساليب النظام الفاشية بروح التحدي، صانعين اجواء مليئة بالحياة والحيوية والإبداع. بعدها جرى حوار مع الجمهور الذي استمع البعض منه لأول مرة الى شيء من حياة الأنصار الشيوعيين.

لقاءات ونشاطات سياسية

طيلة أيام المهرجان كان هناك نشاط سياسي دؤوب قام به الرفيقان فاروق فياض وسلم علي، اللذين عقدا عدة لقاءات مع العديد من ممثلي القوى السياسية. حيث قدم الرفيق فياض مداخلة في الخيمة الأممية الرئيسية، تناولت آخر التطورات السياسية في العراق، كما شارك في ندوة حول الوضع في العالم العربي والقضية الفلسطينية، اقيمت في خيمة حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي المغربي. في حين اجرت صحيفة لومانتيه لقاءً خاصا معه تناول فيه قضايا سياسية آنية متنوعة.

خلية نحل

هذا وكان الرفاق والأصدقاء في خيمة “طريق الشعب” خلال ايام المهرجان مثل خلية نحل يعملون بلا كلل لتقديم نشاطات الخيمة العديدة: السياسية والثقافية والفنية والاجتماعية، في أجواء من الألفة والمحبة والتعاون بين الجميع.

 ومع انتهاء أيام المهرجان بدأوا جميعا يتوقون إلى اللقاء من جديد في المهرجان القادم، مهرجان التضامن الأممي من أجل عالم بلا اضطهاد ولا حروب.

********

معاً لبناء بيت الحزب.. بيت الشعب

دعماً للحملة الوطنية لبناء مقر الحزب الشيوعي العراقي، تبرع الرفاق والأصدقاء:

-  الرفيق عبد المطلب البلجاني من الدنمارك مليون  دينار.

- الصديق ماجد مهدي حطاب من السويد 1000 كرون سويدي.

الشكر والتقدير للرفاق والأصدقاء على دعمهم واسنادهم حملة الحزب لبناء مقره المركزي في بغداد.

معاً حتى يكتمل بناء بيت الشيوعيين.. بيت العراقيين.

*********

خيمة “طريق الشعب” خيمة الغائبين الحاضرين

باريس - طه رشيد

كان لمهرجان لومانيتيه الفرنسي هذا العام، الذي تقيمه جريدة الحزب الشيوعي الفرنسي المركزية سنويا منذ سنة 1930، بالتعاون مع منظمات الحزب وبقية الصحف اليسارية العالمية، كان له وقع مختلف. فقد تراجعت كثيرا الاجراءات الصحية بسبب كورونا وانفتحت الافاق والفضاءات، وعاد الحضور في ايام المهرجان بكثافة مميزة ذكرتنا بسنوات الازدهار اليساري! آلاف من الشبيبة والاطفال والشيوخ والعوائل، بالرغم من بعد الموقع الجديد للمهرجان (حوالي 50 كيلومترا عن باريس) وبالرغم من الجو الماطر يومين متتاليين، الا انهم اصروا على الحضور بحثا عن الجديد في كل ما يخص نواحي الحياة من فن وثقافة وسياسة، لان مهرجان اللومانيتيه اعتاد وعوّد جمهوره على الجديد!

وكالعادة كان لصحيفتنا “طريق الشعب” مكانها المميز وسط القرية العالمية، المخصصة لصحف واحزاب اليسار العالمي.

اطلق رفاقنا على الخيمة هذا العام 2022 اسم الفقيد الفنان التشكيلي الكبير صلاح چياد المسعودي، الذي كان مساهما فاعلا في منظمة الحزب في فرنسا وفي المهرجان لاكثر من ثلاثة عقود خلت. وكان للوحاته التي يزين بها مسرح الخيمة تأثير كبير على الرفاق والزائرين. وقد رحل صلاح قبل ثلاث سنوات، الا انه بقي حاضرا معنا على الدوام. وقد توسطت صورته الخيمة الى جانب آخرين من رفاقنا رحلوا في الفترة الماضية. فكانت هناك صورتان للرفيقين الشقيقين احمد وضياء العياش، وهما من مؤسسي خيمة “طريق الشعب”، كذلك صورة للرفيق ثامر زينل من هولندا، اضافة الى صورة الرفيقن آشتي.

ولا بد ايضا من ان نتذكر رفاقا آخرين ساهموا بفعالية متميزة في خيمة “طريق الشعب” وهم اليوم من ضمن الراحلين: بشرى برتو ورحيم عجينة، صباح عباس، محمد سلام، امير انيس (ابو نصير)، جعفر بابا خان، نزار جلال البيلزاني، كذلك الرفيق “باتريك ريبو” عضو الحزب الشيوعي الفرنسي الذي كان ملازما لنشاطاتنا في المهرجان.

لن ننسى هؤلاء الرفاق لأن كلا منهم تميز بالحيوية والنشاط الدائب قبل واثناء الايام الثلاثة للمهرجان، في خيمة “ طريق الشعب” خيمة الغائبين الحاضرين.. صوت العراق والعراقيين خارج الوطن.

************