اخر الاخبار

الصفحة الأولى

الإصرار على النهج الفاشل مرفوض جماهيريا.. حوار القوى المتنفذة: لا طعم ولا رائحة

بغداد ـ طريق الشعب

أجرت القوى الحاكمة مرة أخرى حوارا من طرف واحد، قالت أنه يعقد من أجل حل الأزمة السياسية رغم مقاطعة التيار الصدري له، وعدم مشاركة قوى سياسية جماهيرية واحتجاجية رافضة لنهج القوى المتنفذة وكذلك القوى اخرى الممثلة في البرلمان. وجاء هذا الاجتماع بمخرجات عدّها مراقبون لا تختلف عن مخرجات الاجتماع الذي سبقه، إذ ركزت على تفاصيل لا علاقة لها بأسباب الازمة الحقيقية، ودعت إلى التوافق والحوار الداخلي في ما بينها للمضي في أسلوب الحكم ذاته.

جلسة بلا فائدة

وعقدت هذه القوى اجتماعها تلبية لما يسمى بـ”الحوار الوطني” بدعوة من قبل رئيس الوزراء الذي سبق وأن دعا للاجتماع الأول في المنطقة الخضراء بالقصر الحكومي.

وعلى الرغم من مقاطعة التيار الصدري للمرة الثانية على التوالي لهذا الاجتماع، وعدم حضور المتظاهرين السلميين والمنتفضين، إلا أن قوى الاطار التنسيقي عقدته وأصدرت بيانا تضمن ست نقاط بشأن الوضع السياسي الحالي.

ووفق بيان أصدره المكتب الاعلامي لرئيس الوزراء وطالعته “طريق الشعب”، فإن “اجتماع الرئاسات والقوى السياسية، أسفر عن ست توصيات، من بينها تشكيل فريق فني لتقريب وجهات النظر بغية الوصول إلى انتخابات مبكرة، فيما أكد المجتمعون على ضرورة تحقيق ما أسموه بـ”الإصلاح في بنية الدولة” التي أصبحت شبه مشلولة.

بيان الكاظمي قال إنه “استمراراً لمبادرة الحوار الوطني، اجتمعت الرئاسات مع قادة القوى السياسية بدعوة من رئيس مجلس الوزراء لمناقشة التطورات السياسية، وبحضور ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة في العراق”.

وأوضح البيان أن الجلسة نصت على ما يلي: “أن تطورات الأوضاع السياسية وما آلت إليه من خلافات تحمّل الجميع المسؤولية الوطنية في حفظ الاستقرار، ودعم جهود التهدئة، ومنع التصعيد والعنف، وتبني الحوار الوطني؛ للتوصل إلى حلول”، مشددين على “ضرورة استمرار جلسات الحوار الوطني”.

مخرجات الاجتماع

وقرر المجتمعون “تشكيل فريق فني من مختلف القوى السياسية، لإنضاج الرؤى والأفكار المشتركة حول خارطة الطريق للحل الوطني، وتقريب وجهات النظر، بغية الوصول إلى انتخابات مبكرة، وتحقيق متطلباتها بمراجعة قانون الانتخابات، وإعادة النظر في المفوضية”.

وأكد المجتمعون على “تفعيل المؤسسات، والاستحقاقات الدستورية مع تجديد الدعوة للصدريين للمشاركة في الاجتماعات الفنية والسياسية، ومناقشة كل القضايا الخلافية، إضافة إلى التأكيد على ضرورة تنقية الأجواء ومنع كل أشكال التصعيد، ورفض الخطابات التي تصدر أو تتسرب وتسبب ضرراً، ومعالجتها من خلال السبل القانونية المتاحة، وبما يحفظ كرامة الشعب العراقي، ومشاعره، واستحقاقاته، واحترام الاعتبارات الدينية، والسياسية، والاجتماعية. وشدد المجتمعون على ضرورة تحقيق الإصلاح في بنية الدولة وتثمين المطالب بمعالجة أي اختلال في أطر العمل السياسي أو الإداري من خلال التشريعات اللازمة، والبرامج الحكومية الفعالة، وبتعاون كل القوى السياسية، ومن ضمن ذلك مناقشة أسس التعديلات الدستورية”.

وعقب ذلك، عقدت قوى الاطار التنسيقي اجتماعا لاحقا في منزل رئيس ائتلاف النصر حيدر العبادي لمناقشة مخرجات اجتماعها السابق الذي عقد من طرف واحد.

انتقادات للقوى المتنفذة

ومقابل هذا الحراك، جددت أوساط شعبية واسعة انتقاداتها للقوى المتنفذة التي تحاول كسب الوقت والتمسك بحوار السلطة العقيم، فيما أشارت إلى أن احداث المنطقة الخضراء ما زالت حاضرة في المشهد ولكن الحديث عن ضرورة التوافق والمحاصصة عاد مجددا دون اكتراث بدماء الشهداء.

من جانبه، دعا زعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر، الى الاستمرار بـ”الإصلاح”، في اشارة منه إلى رفض الحوار مع الاطار التنسيقي.

وأضاف في تغريدة له: “استمروا على الإصلاح مهما حدث، فأنا وأصحابي لا شرقيون ولا غربيون”، ليبقي المشهد على ما هو عليه، وسط تزايد واضح لرقعة الاحتجاجات الشعبية التي تخرج بشكل يومي وتندد بالفساد والمحاصصة والأوضاع السياسية المتردية.

*****************

راصد الطريق.. الناقل الوطني .. هل حقا في خطر؟

قررت وزارة النقل الأحد الماضي سحب يد مدير عام شركة الخطوط الجوية العراقية عباس عمران لمدة شهرين، على خلفية التحقيق في قضية طائرات الشركة العاطلة عن العمل، والتي قيل ان عددها يبلغ 22 طائرة.

ويعترف كتاب رسمي صادر عن الوزارة بعدم خضوع الطائرات العاطلة للصيانة والادامة، بالإضافة الى عدم حسم موضوع طائرتي جمبو وطائرة (B737-700) مضت عليها 3 اشهر وهي جاثمة في أرض المطار، بعد تسلمها من شركة (فلاي بغداد).

ولنا ان نتساءل: هل سحب يد المدير العام اجراء كافً في قضية حساسة وخطرة كهذه؟ وهل الامر جديد حقا؟

وكيف يفسر الإهمال المتعمد للناقل الوطني، وعدم متابعة موضوعه بشكل جدي؟ ولماذا تأخرت الوزارة في اتخاذ إجراءاتها، رغم علمها بوجود هذا العدد الكبير من الطائرات المتوقفة عن العمل؟

ان اللامبالاة هذه تدفع للسؤال بالحاح عن حقيقة ما يقال من ان وراء هذا كله رغبة بعض الجهات المتنفذة بـ “إعادة هيكلة” الخطوط الجوية العراقية، وبالتالي خصخصتها.

ان من واجب الحكومة ووزارة النقل اجراء معالجة شاملة، لحماية ممتلكات الشركة والارتقاء بعملها وعدم تركها لايادي العابثين والفاسدين والمخربين.

************

الصفحة الثانية

في بابل.. مستشفى معطل منذ 11 عاما!

بغداد ـ طريق الشعب

قال النائب عن محافظة بابل ياسر اسكندر، ان مستشفى الحلة الجراحي، بدأ تشييدها قبل 11 عاما، لكن لم يتم انجازها حتى الان، مشددا على أن أهالي المحافظة بأمس الحاجة الى المشافي.

وابدى اسكندر استغرابه من عدم التحرك لإنجاز المستشفى منذ ١١ سنة.

وأضاف، انه “ تمت مطالبة الجهات المعنية في اكثر من مناسبة من اجل العمل على اكمالها لكن لا يوجد عمل فعلي على ارض الواقع”. وتابع، ان “تأخر انجاز المستشفى هو بسبب استلام المقاول لمبالغ المشروع كاملة، وتركها على هذا الوضع دون انجازها”، مبيناً انه “لم نشاهد الجهات المعنية تتخذ الاجراءات القانونية اللازمة بحق المقاول الذي هرب مع استلام جميع اموال المستشفى وتركها على الوضع الذي هي عليه الان”.

وبحسب مراقبين فإن محافظة بابل تعاني من تأخر العديد من المشاريع الخدمية والنقص في المشاريع عموماً مقارنة مع باقي  المشاريع المنجزة في المحافظات الاخرى.

 ************************

مواطنون: الأوامر العسكرية لا تنفذ!.. أحداث أمنية مقلقة.. اغتيالات واختطافات وتفجيرات

بغداد – طريق الشعب

شهد الوضع الامني في البلاد خلال الايام القليلة الماضية تطورات خطيرة متسارعة، غاب فيها دور القوات الامنية التي اكتفت بنعي الضحايا واعلان اعدادهم وتشكيل لجان تحقيقية!

وبعد تسرب كتاب المقر المتقدم لقيادة عمليات بغداد – الرصافة الذي يتحدث عن معلومات بنية مجاميع مسلحة بتنفيذ عمليات اغتيال داخل المحافظة بواسطة عجلات ودراجات نارية لم نشهد أي اجراء امني من قبل القيادة العامة للقوات المسلحة، التي لم تعلق على صحة المعلومات حتى الآن.

وفي تعليق على هذا التسريب، قال مواطنون ان الإجراءات الأمنية شكلية، وهي تصدر ولا تنفذ، وهذا ما حدث في محيط المنطقة الخضراء مؤخراً، فبعد فرض حظر التجوال، جرى كسره على مسمع ومرأى القوات الامنية الرسمية.

طبخة سياسية

ويرى مدير مركز الجمهوري للدراسات الأمنية والاستراتيجية، معتز محيي عبد الحميد، أن المجاميع الخارجة عن القانون لديها القدرة على تنفيد عملياتها بسهولة، لكونها تمتلك السلاح والمال.

وقال عبدالحميد في تصريح تابعته “طريق الشعب”، ان “الوثيقة إذا كانت سرية فكيف يتم الكشف عنها، وهي إذا صحت، فإن الأشخاص الذين سيتم استهدافهم هم من القيادات السياسية الوسطى الذين لا يملكون أي حراس شخصيين”.

وتابع، “العراق شهد في السنوات الماضية عدداً من عمليات الاغتيال وتشكيل لجان تحقيق، لكن على أرض الواقع لم نجد أي أثر لهذه اللجان”، مشيراً إلى حادثة اغتيال هاشم الهاشمي التي لم تكشف المحكمة عن الجهات التي مولت هذه العملية على الرغم من مرور عامين على تنفيذها.

اغتيالات مستمرة

وفي تطورات الاحداث الامنية خلال الايام القليلة الماضية، رصدت “طريق الشعب” ابرز الحوادث الامنية والعمليات العسكرية التي جرت في العراق.

وافاد مصدر أمني، امس الاثنين، باغتيال إثنين من ضباط الأمن الوطني جنوبي ميسان؛ احدهما ضابط برتبة عميد مع سائقه واصابة حمايته بجروح خطيرة، قرب مطعم الطواحين جنوبي المحافظة والتي تعتبر خارجة عن السيطرة الامنية، بحسب المصدر.

واكتفى رئيس جهاز الامني الوطني بنعي العميد في تغريدة على توتير، دون المزيد من التفاصيل.

وفي وقت لاحق، اغتال مسلحون مجهولون شابا يبلغ من العمر ٢٥ عاماً ضمن قطاع ٤٥ في مدينة الصدر، بحسب تصريح لمصدر امني، نقلته وكالات الانباء.

وتعليقاً على حادثة قتل احد المتهمين بالإرهاب داخل محكمة استئناف نينوى، أصدرت شرطة نينوى، الاحد، بياناً توضح فيه تفاصيل الحادث.

وقال البيان الذي طالعته “طريق الشعب” أنه “تم إلقاء القبض على الجاني وضبط سلاح الجريمة علما أن أبواب المحكمة انفا ممسوكة من قبل منتسبي مجلس القضاء الأعلى”.

واشار البيان الى تشكيل فريق عمل بالحادث من قبل قاطع مسؤولية مركز شرطة الدواسة، التابع لقسم شرطة الحدباء”.

واظهر مقطع فيديو نشر بواسطة وسائل التواصل الاجتماعي قيام منتسب امني بقتل موقوف في محكمة استئناف نينوى، بعدها قام عدد من منتسبي الأمني باعتقاله ومصادره سلاحه.

تطورات أخرى

وفجر يوم امس، القت قوات تابعة لهيئة النزاهة، القبض على مدير الأمن الوطني في ميسان، بتهمة تعاطي الرشوة وبالجرم المشهود، ولاحقاً اصدر الجهاز بياناً انتقد فيه طريقة الاعتقال ونشر التصوير على مواقع التواصل الاجتماعي.

فيما انفجرت عبوة لاصقة فجر امس، داخل شركة ايرث لنك للإنترنيت في منطقة عرصات الهندية في بغداد، من دون وقوع اصابات بشرية.

الى ذلك، كشف مصدر مطلع، يوم الاحد، عن صدور اوامر عليا من بغداد لكشف سر اختفاء محام في ديالى.

وقال المصدر في تصريح صحفي لوكالة بغداد اليوم، ان “اوامر عليا صدرت من بغداد تدعو لفتح تحقيق عاجل لكشف سر اختفاء محامي يدعى ليث التميمي فقد اثره في ظروف غامضة مساء السبت، ولم يعرف مصيره حتى الان وسط شكوك بانه ربما خطف من قبل جهة ما”.

فيما افاد مصدر أمني، الأحد، بمقتل 3 نساء ورجل عائلة واحدة داخل منزلهم في مدينة تكريت.

وأضاف المصدر ان “القوات الأمنية دخلت مساء اليوم إلى منزلهم وتم اكتشاف الجريمة”.

العمليات الأمنية

وفي تفاصيل الاحداث الامنية، اعلن مصدر أمني، السبت، استشهاد جندي وإصابة اربعة اخرين بانفجار عبوة ناسفة استهدفت عجلتهم في قرية شلية جنوب ناحية بهرز بمحافظة ديالى.

فيما اعلنت قيادة عمليات بغداد، امس الاثنين، القاء القبض على سبعة متهمين، بينهم بتهمة إرهاب في جانبي الكرخ والرصافة ببغداد.

وأفاد المكتب الإعلامي للقيادة في بيان طالعته “طريق الشعب” أنه “تم القاء القبض على سبعة متهمينً، بينهم متهم بالإرهاب، وعصابة للسرقة واخر لترويج المواد المخدرة، وضبط مرآب لخزن وتهريب المشتقات النفطية بجانبي الكرخ والرصافة”.

كما أعلنت هيئة الحشد الشعبي عن تنفيذ عملية أمنية مشتركة في حاوي العظيم شرق مدينة الضلوعية بمحافظة صلاح الدين.

وذكرت الهيئة في بيانها، ان “العملية تشمل تفتيش وتطهير المناطق الواقعة ضمن قاطع المسؤولية والممرات المائية والمبازل الرئيسية والفرعية والاحراش”.

وفي سياق العمليات العسكرية ضد الارهابيين، تحدثت خلية الإعلام الأمني، في بيان عن “تمكن قطعات المقر المتقدم للعمليات المشتركة في كركوك وخلال عملية الإرادة الصلبة في مرحلتها السادسة من تدمير وكرين للإرهابيين وقتل 3 منهم”.

 *************************

محافظة لم تنصف ومتنفذون حولوها إلى مشروع تجاري.. الأنباريون يئنون تحت وطأة الفساد وقمع الحريات

بغداد – طريق الشعب

الأنبار، واحدة من أهم محافظات العراق وأكبرها مساحة، تعاني منذ سنوات طويلة من سوء إدارة الجهات المتنفذة التي ورطت أهلها بنتائج فشلها السياسي والاجتماعي والأمني. وبعد تجربة قاسية مع الإرهاب، أصبح أهالي المحافظة يواجهون أساليب قمعية عندما يعبرون عن رأيهم وينتقدون الخراب الذي يحيط بهم، فضلا عن تأخر أعمار مناطقهم واستشراء الفساد داخل المدن والأقضية.

فساد هائل

وأصبح أهالي المحافظة أمام خيارات أحلاها مر، فما بين صفعة الإرهاب التي لم يتخلصوا من تأثيراتها حتى اللحظة، والفساد ومحاولات السيطرة على العقود والمشاريع، يئن المواطنون تحت وطأة مجاميع متنفذة لا تأبه بالناس ولا تنأى عن القيام بأي شيء لمصالحها الخاصة الضيّقة.

وأجرت “طريق الشعب” حوارات مع عدد من الناشطين داخل المحافظة، نقلوا تصورات محزنة عن واقع حال الحياة اليومية هناك، وما يتعرض له المواطنون.

ويقول الناشط محمد الهيتي، إن المحافظة تعاني من فساد هائل وتسويق باطل لما يجري داخلها من قبل جهات متنفذة تريد أن تغطي على فشلها.

ويقول الهيتي أثناء حديثه مع “طريق الشعب” أن المتنفذين “يعملون على تسويق صورة كاذبة لواقع حال الأنبار، نجحوا مرات كثيرة من خلالها بإيهام الناس عن حقيقة ما يجري”.

ويوضح أنه “بعد تحرير كافة مناطق المحافظة، استقبل ما يسمى بصندوق الإعمار مبالغ مالية كبيرة جاءت كتبرعات من دول العالم المانحة وأن أغلب عمليات الترميم للمدارس والطرق ومشاريع المياه كانت تمول من هذا الصندوق، فضلا عما قامت به المنظمات الدولية التي ساهمت ببعض عمليات الاعمار في صلاح الدين والأنبار ونينوى لكن الحزب المتنفذ داخل المحافظة حول هذه التبرعات إلى قضايا دعائية، وكأنه من أتى بالأموال في مناطق عديدة كمنطقة هيث مثلا، لم يأت أي شيء عبر هذا الحزب أو غيره، ولكن بالنهاية حولت كل النشاطات إلى مشاريع حزبية واستغلت أموال الدول والمنظمات المانحة أبشع استغلال”.

ويتابع الهيتي قائلا: أن “هناك جهات محددة تستأثر بالسلطة داخل المحافظة وتتحكم بالأموال والمشاريع وهي تظهر واقع المحافظة بشكل كاذب من خلال صور ولقطات مميزة في مناطق محدودة جدا”.

تعثر مشاريع الاعمار

وتؤكد مصادر داخل المحافظة أن نسبة الفساد في دوائر الدولة ومشاريع اعادة اعمار البنى التحتية المتضررة جراء العمليات الارهابية في الانبار وصلت الى ارقام مخيفة خلال الفترة الحالية.

وبحسب مصدر داخل محافظة الأنبار فضل عدم الكشف عن أسمه، فإن أكثر من 75 في المائة من أموال مشاريع إعادة الاعمار تذهب إلى عائدات حزب متنفذ داخل المحافظة لا يقدر أحد على محاسبته.

من جانبه، يقول الأستاذ في جامعة الانبار أمين رافد، أن “شوارع رئيسة داخل المحافظة يتم تسويقها على أنها تمثل غالبية شوارع المحافظة ولكن هذه خديعة كبيرة لا أكثر، ومحاولة للضحك على أهالي المحافظة والآخرين من خارجها”.

ويشدد رافد على أن “مناطق غرب المحافظة تشهد إهمالا فظيعا، فقضاء الرطبة على سبيل المثال بلا ماء منذ فترة، وأهله يشترون من عجلات المياه في وقت يفترض أن تكون هذه المشكلة غير موجودة، بينما يعاني أهالي القائم من غياب الطاقة الكهربائية”، لافتا إلى ان هناك”تسويقا اعلاميا خبيثا من قبل من يحكم سيطرته على المحافظة، إذ جعل الناس يظنون أنها تشهد اعمارا وبناء واهتماما من نوع خاص، لكن الحقيقة أن المحافظة لا تمتلك من يقول الحقيقة بصراحة، بسبب القمع والاعتقالات الفورية والاساليب البوليسية التي لا ترحم أحدا، والأمثلة كثيرة”.

استغلال علني للمال العام

ويتحدث مصدر مطلع من داخل محافظة الأنبار عن استغلال بشع للدوائر الحكومية والتعيينات التي توفرها الحكومة، بينما يجري توظيفها لمصالح انتخابية وحزبية.

ويقول المصدر الذي فضل عدم كشف اسمه لـ”طريق الشعب”، في حقل عكاس مثلا “هناك انتاج محدود للغاز والكهرباء، ورغم ذلك جاء أحد نواب المحافظة وهو ضمن لجنة الطاقة النيابية ليعلن لأبناء المحافظة عن توفر 2000 درجة وظيفية في هذا المكان ضمن مخصصات قانون الأمن الغذائي، لكنه اشترط على جميع المتقدمين الانضمام إلى حزبه”، مضيفا أنه “وفق الحالة نفسها تم توظيف درجات العقود في الكهرباء، واجبار الاف المواطنين المستفيدين منها على التوقيع مع حزب متنفذ والعمل بشكل (فضائي) مقابل أموال يعطونها للحزب من رواتبهم وتنفيذ شرط الانتماء أيضا. كذلك الفساد متواصل في دوائر الدولة جميعا”.

قمع غير مبرر

أما الناشط براء فوزي، فيقول إن عمليات القمع والترهيب والتضييق على الحريات متواصلة، ولا يسلط الضوء عليها للأسف الشديد. ويوضح فوزي لـ”طريق الشعب” أن الأمثلة كثيرة “أبرزها خروج عدد من الشباب المدنيين ووقوفهم بوقفة تضامنية مع شهداء انتفاضة تشرين وايقادهم الشموع وردود الفعل العنيفة التي تلقوها، بعدها استدعتهم استخبارات المحافظة والجهات الأمنية واعتقلت بعضهم لساعات مع توجيه اهانات فظيعة لهم، ولولا تدخل جهات عديدة لما تم الافراج عن الشباب الأنباريين المتضامنين مع أخوتهم المنتفضين في بغداد وبقية المحافظات”.

ويشدد على أن “منشورا على فيسبوك يمكن أن يسبب الاعتقال لصاحبه من قبل القوات الأمنية ولكن رغم ذلك هناك اصرار من الشباب على التوعية وايضاح ما يجري بالمحافظة”.

وعن هذا الأمر يزيد الناشط عمر السعدون بالقول إن “أسلوب الترهيب يستخدم دون تردد ضد أي مواطن لديه روح ثورية ضد الفساد أو تضامنية مع بقية العراقيين أو فيها لمحة من لمحات الناشط السياسي. فبمجرد أن يشعر المتنفذون أن المواقف المجتمعية تقصدهم، فنلاحظ ردود فعل عنيفة جدا لا ترحم. هناك عمليات اعتقال كثيرة جدا من هذا النوع ونحن شاهدون عليها”. السعدون يؤكد أن “الأوضاع في الأنبار لا تختلف عن البقية، فالمحاصصة هي أساس كل شيء وبالتالي هي التبرير الواضح للفساد المستشري لأن الأمرين مترابطان. أن حجم الفساد كبير جدا، وأن ابسط دائرة حكومية لا يمكن الحديث عنها سوى بالاستشهاد بأمثلة فساد لا حصر لها ونشاطات لمقاولين وسياسيين متنفذين. هؤلاء أسقطوا قيمة العمل السياسي داخل المحافظة”، مردفا أن “أبسط مثال عن دوائر الدولة هي دائرة التقاعد. أتحدى أن تسلم هذه الدائرة المتقاعد مكافأة نهاية خدمته دون أن تبتزه بالرشى وتطالبه بنسبة لا تقل عن 10 في المائة، وتصل أحيانا إلى النصف من قبل موظفين في الدائرة أو معقبين يديرون هكذا عمليات مشبوهة!”.

 ************************

منتصف الاسبوع.. لهذا يجب نزع سلاح المليشيات

حسين النجار

تعرض عدد كبير من المتظاهرين السلميين ومواطنون آخرون الاسبوع الماضي الى نيران مباشرة وغير مباشرة، وسقط نتيجة المواجهة المسلحة التي حدثت في محيط المنطقة الخضراء، أكثر من 30 ضحية، وجرح عشرات آخرون في تطور ينذر بعواقب وخيمة، وينم عن سوء تعامل السلطات الحكومية الرسمية مع هذا الحدث غير الطبيعي، الى جانب اصرار قوى تمتشق السلاح على استخدامه سياسياً.

ان اكتفاء الحكومة وأجهزتها الأمنية بتشكيل لجنة تحقيق بعد الحادثة، لا ينتظر احد ان تخرج بنتائج ملموسة، وفرض حظر التجوال الذي جرى كسره، يعني انها غير قادرة على بسط الامن وفرض القانون، وهي بالتالي تخلت عن قسمها وخرقت الدستور والقانون، ولو لم تكن هذه الحكومة لتصريف الاعمال اليومية، لتوجبت اقالتها ومحاسبتها.

ولم يعد مجديا أي تحذير من تداعيات استمرار حالة عدم الاكتراث هذه للوضع المأساوي الذي يعيشه الشعب العراقي، ولبقاء الانسداد السياسي، مع هذه الطغمة الحاكمة التي لا تتوانى عن استخدام ابشع الأساليب، من اجل ديمومة وجودها في السلطة، التي لا تستطيع العيش خارجها.

لذا فمن الواجب الآن، ان تواصل الحركة الاحتجاجية الرامية الى الخلاص من منظومة الطغمة الفاسدة ، رفع صوتها عالياً، وان توحد جهودها وتوحد شعاراتها التي يتوجب ان يتصدرها ما يطالب بنزع سلاح المليشيات والقوى السياسية والعشائر بقوة القانون، وحصره بيد القوات الرسمية المنصوص عليها في الدستور دون غيرها.

وبموازاة هذه المطالب ينبغي التشديد على ان تجري الانتخابات المبكرة بصورة سريعة، مع ضمان تطبيق كافة فقرات قانون الأحزاب.

 وقد منع هذا القانون تشكيل الأحزاب على أساس التعصب الطائفي او العرقي او القومي (المادة 5 ثانياً) ونص على ان لا يكون للحزب السياسي ارتباط عسكري او ان يؤسس على أساس ذلك (المادة 8 ثالثاً)، بالإضافة الى عدم تملك الأسلحة والمتفجرات خلافاً للقانون (المادة 24 سادساً) في حين ان (المادة 25 رابعاً) تحظر على أي حزب سياسي استقطاب أي فرد من القوات المسلحة الرسمية وقوى الامن الداخلي والأجهزة الأمنية الأخرى، فيما افرد القانون الفصل الخامس لترتيب الأوضاع المالية للأحزاب المجازة.

لقد بينت احداث الخضراء الأسبوع الماضي، بشكل واضح ، ان عددا من الأحزاب السياسية المجازة رسمياً خالفت هذا القانون، كما خالفت الدستور بمادتيه السادسة والتاسعة، واستخدمت السلاح لحل المشاكل السياسية.

 وبالاستناد الى دعوة السيد مقتدى الصدر في مؤتمره الصحفي بعد الاحداث الذي دعا فيه الى تهدئة الأوضاع وانسحاب المعتصمين، وتذكيره بأهمية نزع سلاح المليشيات والفصائل، وبالعودة الى تصريحه السابق بأنه سوف يحل سرايا السلام حال تخلي الاخرين عن سلاح مليشياتهم، فأن الحكومة ومفوضية الانتخابات والادعاء العام ملزمون اليوم باتخاذ اجراء قانوني، ومحاسبة الأحزاب التي يثبت قيامها بمخالفات للقانون والدستور، ومنع أية قوى سياسية تخالف احكامه من المشاركة في الانتخابات المقبلة.

ان أية عملية انتخابية تجري مستقبلاً من دون ان يسبقها تنفيذ كامل الشروط والاشتراطات الخاصة بها، والتي شددت عليها انتفاضة تشرين الباسلة، مثل منع الفاسدين الذين تثبت عليهم تهم فساد، او من المشتبه بفسادهم، ومثل تحديد سقف صرف واحد لكل مرشح، مع تفعيل القوانين التي تضمن سلامة العملية ونزاهتها، لن تشكل بديلا حقيقيا، وبالتالي فان الانتظار سيطول، وسيبقى السلاح والقوى السياسية التي تشهره تتحكم بالمشهد السياسي، حتى اندلاع الثورة واتقادها.

 *******************************

الصفحة الثالثة

استثناء «مجحف» يميزهم عن أقرانهم بعد عامين من الخدمة.. المحاضرون المجانيون يقودون حراكاً جديداً في بغداد

بغداد – طريق الشعب

قبل ساعات من تجمهر المحاضرين المجانيين أمام محافظة بغداد، للاحتجاج على عدم التعاقد معهم كبقية أقرانهم، تراجعت الفكرة لتتحول لاحقا إلى مهلة بعد موقف المحافظ ووعده بحل القضية كونها “تسير نحو الانجاز وتتطلب مدة لغرض الانتهاء من قوائم اسماء المحاضرين”، بحسب قوله.

أصل المشكلة

ووفقا ليوسف أحمد، محاضر (مجاني) في مديرية الرصافة الثانية، فإن المحاضرين والاداريين في العاصمة الذين يعملون منذ عام 2020 مجانا، يدعون للضغط على ديوان محافظة بغداد للإسراع في المصادقة على الكلف المالية ليتسنى لهذه الشريحة المضحية أن تحصل على حقوقها المشروعة.

ويؤكد أحمد خلال حديثه مع “طريق الشعب”، أن هناك “أكثر من 18 الف محاضر مجاني في بغداد وهم من وجبة عام 2020 يستعدون للنزول الى الشارع بتظاهرات كبرى امام  محافظة بغداد بسبب عدم انصاف حقوقهم وضمان حقوقهم المالية والتعاقد معهم”، مضيفا أنه “منذ عام 2020 وحتى الان نحن نعمل مجانا. أقراننا في بقية المحافظات جرى شمولهم بالكلف المالية وجرى التعاقد معهم على اعتبار أنهم ملحق مكمل للوجبة السابقة من المحاضرين، لكن محافظة بغداد استثنت هذه الشريحة ولم تعمل بما قامت به بقية المحافظات للأسف الشديد”، لافتا إلى وجود “أهداف سياسية واضحة تتدخل بالملف لغرض الاستفادة منه في ظل الصراع السياسي الحالي”.

وتابع المتحدث قائلا: “لدينا كتب رسمية تنص على حقنا بالحصول على وظيفة بصفة عقد وفق قرار 315 الوزاري، فنحن ملحق للمحاضرين القدامى ويفترض أن نشمل معهم لكن محافظة بغداد رفضت ذلك، ما دعا الجميع إلى الاستعداد للتظاهر من أجل الضغط على أصحاب القرار”.

تخبط وعدم وضوح

من جانبه، قال وسام البكري، محاضر في مديرية تربية الرصافة الأولى، أن هذه الشريحة الواسعة لديها “كتب رسمية وحصل المحاضرون على أوامر إدارية وموافقات من جهات حكومية عدة لكن التخبط وعدم وضوح السياقات حالت دون ضمان الحقوق المشروعة”.

وأصدرت تنسيقيات عديدة للمحاضرين بيانا جاء فيه: “نحن محاضرو بغداد 2020 نطالب بإقالة محافظ بغداد وذلك لما حصلنا منه على اذى واضاعة لحقوقنا على مدار ثلاث سنوات. أن المحافظ يمانع من المصادقة على كلفنا المالية ورفعها الى وزاره التربية وذلك بسبب خلاف بينه وبين وزاره التربية على الاموال، بينما نحن أصبحنا كبش الفداء لهذا الخلاف وورقة ضغط على الوزارة”.

وبالعودة إلى البكري فإن القضية لا تقف عند هذا الحد أو أنها ليست السبب المباشر على حد قوله، فهناك أخبار تفيد بأن “حوالي 30 ألف خريج مسجل كمحاضر على قوائم مديرية تربية الرصافة الثالثة، وهو رقم غير منطقي خصوصا وأن كل المعلمين والمدرسين في هذه المديرية يقارب 6000 شخص فقط ولا بد من حل القضية قبل حسم أمر محاضري بغداد”، مضيفا أن “قضية المحاضرين تعرضت إلى تشويه واستغلال سياسي. يمكن للمتابع أن يرى ما ينشر على قوائم مديريات التربية، فهناك تخصصات بعيدة كل البعد يتم تسجيل اصحابها على أنهم محاضرون تدريسيون، في حين أن اختصاصاتهم غير ملائمة، مثل القانون، الكهرباء، وأصحاب المعاهد التقنية وغيرها الكثير”.

وبعد تصاعد الدعوات إلى التظاهر أمام المحافظة، أكد المحافظ محمد جابر العطا أن “قوائم المحاضرين تتطلب العمل الكثير وهناك عمل مستمر عليها وسوف تنجز خلال أيام” بحسب قوله.

ووجه المحافظ في غضون ذلك بتدقيق الأوامر والقوائم الخاصة بـ محاضري 2020 في مديريات بغداد (الكرخ 1،2،3/ والرصافة 1،2)، لغرض المصادقة عليها. وأشار إلى أن محافظة بغداد لا تمتنع عن المصادقة على أوامر المحاضرين كما يُشاع، الا أن مديرية تربية الرصافة الثالثة، لم تُكمل رفع الكُلف المالية، لإنجاز إجراءات المصادقة.

وجاءت إشارة المحافظ إلى تربية الرصافة الثالثة لتؤكد أن هناك خطبا في ما يجري خصوصا بعد الحديث عن محاولة ادارج عدد ضخم بطريقة مخالفة.

هذا وخاطبت وزارة المالية، الجهات ذات العلاقة لتزويدها بالجداول التفصيلية لاستحداث الدرجات الوظيفية لغرض تثبيت العقود ممن لديهم خدمة سنتين فأكثر. 

وجاءت هذه الخطوة بعد مطالبات واسعة تقدم بها أصحاب العقود ممن عملوا سابقا كمحاضرين مجانيين. ودعت الوزارة، في بيان لها إلى “ارفاق جداول تفصيلية خاصة بالدوائر الممولة ممن تتلقى منحة من الخزينة العامة للدولة لاحتساب كلف المتعاقدين”. 

وبعد خطوة المحافظ وتأكيده على انجاز القوائم خلال أيام، تراجعت تنسيقيات المحاضرين وأوضحت أنها تتخذ حاليا موقف التريث لإعطاء المحافظ فرصة من أجل انجاز ما وعد به، أو اللجوء لاحقا إلى خطوات تصعيدية جديدة بحال جاءت النتائج خلافا للوعود.

 **************************

عمال وأجراء لـ «طريق الشعب»:  متى تنصفنا الحكومات؟

بغداد - ماجد مصطفى عثمان

“مساطر العمال” وهو الاسم الشعبي الشائع لمكان تجمهر عدد من الشغيلة بانتظار من يعلن عن حاجته لخدماتهم، مقابل اجور زهيدة وبلا ضمان اجتماعي او صحي. وهذه تنتشر في بغداد وجميع المحافظات بكثرة.

ويواجه عمال هذه المساطر، ظروفاً قاسية، جراء تعرضهم الى انواع من القهر الاجتماعي اضافة الى الضغوطات المعيشية الصعبة، فقد يصعب على عدد منهم توفر قوت عوائلهم لايام.

ويشكو الكثير من العاملين عدم تنفيذ قانون العمل في أغلب القطاعات، ويرجع عدد من المختصون ذلك الى ضعف اجراءات وزارة العمل والشؤون الاجتماعية، اضافة الى المحسوبية والفساد في التعامل مع هذا الملف.

مراسل “طريق الشعب” اجرى جولة في مساطر العمال وبين عدد من المشاريع الصغيرة، ونقل لنا حصيلة احاديثهم؛ حيث اجمعوا على أنهم يعيشون حياة صعبة وتلازمهم معاناة كبيرة مع اصحاب العمل.

قلة الاجور

يقول العامل عبد الله جاسم: انه تخرج من الكلية التقنية الإدارية عام 2015 ولم يحصل على فرصة تعيين أو عمل في المؤسسات الحكومية بسبب الرشاوى والمحسوبية: “لذا أضطررت إلى العمل في أحد المحال  التجارية لفترة طويلة ومن ثم تركت العمل بسبب قلة الأجر إضافة إلى ساعات العمل الطويلة”.

ويضيف جاسم، ان “ذلك هذا شجع أصحاب العمل على عدم تشغيل ابناء البلد واللجوء إلى العمالة الاجنبية، ليحلوا محل العمال العراقيين بسبب قلة اجورهم”.

من يحفظ كرامتنا؟

ويشرح عامل البناء حسن راضي معاناته اليومية جراء العمل المتواصل في مهنة البناء، ومع ضعف قدرته الجسمية بسبب كبر سنه (55 سنة)، ويتساءل عن واجب الحكومات في رفع الحيف والمعاناة عن العمال، وما هو المستقبل الذي ينتظرهم؟ وان من باب العدل يجب توفير رواتب تقاعدية لكافة كبار السن من أجل حفظ كرامتهم “لأن عملنا يحتاج إلى قوة جسدية”.

ويضيف “من أين نأتي بالمال وقد بدأت قوانا الجسدية تضعف يوما بعد يوم؟”.

ويتفق معه عامل البناء علاء جبوري، الذي ذكر ان اجور عمله اليومية متدنية، ولا تتناسب مع ساعات العمل، قياسا بارتفاع الاسعار في الاسواق المحلية، واستمرار تجاهل الحكومات المختلفة لوضعهم المعيشي.

المنتج الاجنبي

ومع غزو انواع المنتجات المستوردة للأسواق العراقية، بدأت العمالة العراقية بالتلاشي. وبالتالي قد ينضمون الى جيوش العاطلين عن العمل، هذا ما يقوله عامل النجارة عباس كاظم.

ويضيف: “لقد بدأت أعمل في مهنة التجارة منذ ريعان شبابي بسبب عدم مقدرتي على اكمال دراستي بسبب ظروفي الاقتصادية الصعبة”.

وتابع كلامه لمراسل “طريق الشعب”: “في الفترة الأخيرة تم تسريحي من العمل بسبب إغلاق ورشة النجارة التي أعمل بها، ولذلك لكساد العمل وشحته، بسبب الاستيراد العشوائي للبضائع الأجنبية المستوردة من غرف نوم وأثاث، مع العلم أنها بضاعة غير جيدة لكنها رخيصة الثمن إذا ما قورنت بغرف النوم العراقية الصنع”.

وتابع انه “بسبب غياب دور الجهات الحكومية المسؤولة عن دعم اصحاب ورش النجارة وعدم فرض الضرائب على البضائع المستوردة بصورة صحيحة، ادى ذلك الى دخول المنتج الاجنبي لينافس المحلي بلا رحمة، ما حرمنا من فرصة العيش بكرامة”.

وتأمل عاملة النسيج فائزة حسين زيادة راتبها بما يتناسب مع الوضع الاقتصادي الصعب، مشددة في حديثها لـ”طريق الشعب” على ضرورة دعم حقوق المرأة في العمل وتقليل ساعاته وتنفيذ قانون العمل.

وتضيف حسين انها عملت لمدة 20 سنة في معامل النسيج الاهلية، لكن راتبها لا يسد رمق عائلتها التي تتكون من 7 افراد بعد دفع فواتير مولد الكهرباء وايجار المنزل وغيرها من الاحتياجات.

ضعف الحماية وغياب النقابات

ويشدد سجاد امير وهو عامل في تصنيع الألمنيوم، على ضعف حماية العمال وغياب دور النقابات وبقاء جهدهم تحت رحمة اصحاب العمل.

ويؤكد العامل سجاد: عندما يتعرض أي عامل الى حادث اثناء العمل، فليس هناك أي تعويض وتغيب الجهات التي تتكفل علاجه، لذا هو يشدد في حديثه لمراسلنا على اهمية توفر الضمان الصحي للعمال (بطاقة ضمان صحية) بحيث يحصل من خلالها على علاج ودواء مدعوم حكومياً .

ويؤشر خبراء التقت بهم “طريق الشعب” ان الأزمات التي يمر بها العراق اثرت بشكل كبير ومباشر على العمال في العراق وزادت من صعوباتهم المعيشية.

 ************************

سلة الاخبار

فساد العملة

حدّد البنك المركزي وظائف نافذة بيع العملة الصعبة، بتلبية طلبات الحكومة من الدينار وتوفير إحتياجات القطاع الخاص لتمويل التجارة الخارجية، حيث “لا” يستطيع الإنتاج الوطني تلبية كل متطلبات المستهلكين. ودعا البنك المصارف الى التأكد من سلامة مصادر أموال الزبون قبل أن تبيع له الدولار. هذا وفيما أخلى البنك مسؤوليته عن فساد نافذة العملة، أشارت الأنباء الى أن أرباح المصارف التي تشتري الدولار تصل الى نصف مليار دينار يومياً وإن هذه المصارف هي من يهرب “شرعاً” ملايين الدولارات لتعزيز الأرصدة في الخارج، فيما تمر البلاد بحالة كساد وعدم إستقرار، لا تتناسب مع هذا البذخ على الإستيراد!

 فساد السلة

كشف عضو هيئة النزاهة البرلمانية هادي السلامي عن فساد كبير يجري في عقد السلة الغذائية بوزارة التجارة، محدداً شكلين رئيسيين لهذا الفساد هما: إحتساب 41 مليون عراقي على أساس التجهيز، وهو رقم غير حقيقي بسبب الأسماء المكررة، ورفع قيمة السلة من 6 الى 9 دولارات، فيما لا يتجاوز السعر الحقيقي للسلة 5.5 دولار. وذكر النائب السلامي طرقاً أخرى للفساد كالمبالغة في أسعار المواد الغذائية، مثل الرز التايلندي رديء النوعية والبقوليات وفول الصويا وغيرها، مشيراً الى أن عملية حسابية بسيطة تبين بأن قيمة الفساد في عقد السلة الغذائية وصل الى 151 مليون دولار شهرياً.

فساد النفط

أشار الخبير الإقتصادي سايمون واتكينز الى أن أسباب عدم استفادة العراق من إحتياطات النفط الهائلة التي يمتلكها، والتي تقدر بنحو 145 مليار برميل، تتمثل في تفشي الفساد وضعف المجتمع المدني وانعدام الأمن ونقص الموارد المخصصة للتنقيب والإنتاج. وأشار الى أن وكالة الطاقة الدولية قد حددت مستوى موارد سوائل النفط الخام والغاز الطبيعي بحوالي 232 مليار برميل، لم يتم إنتاج سوى 35 مليار برميل منها. وأكد أن الفساد المستشري هو من أفشل بناء مشروع أخذ مياه البحر من الخليج ثم معالجتها قبل نقلها عبر خطوط الأنابيب إلى حقول النفط لزيادة الضغط.

 فساد الكتب

أعلنت وزارة التربية عن عدم قدرتها على طباعة المناهج الدراسية للعام الجديد بسبب غياب الموازنة، ودعت الطلبة للاعتماد الكامل على الكتب المسترجعة من الأعوام السابقة، رغم أن تلك الأعوام ذاتها قد شهدت هي الأخرى نقصا في المناهج الدراسية لجميع المراحل وفي أغلب المدارس. هذا وفي الوقت الذي حذر فيه تربويون من التاثيرات السلبية لنقص الكتب على المستوى الدراسي للطلبة، يعتقد الناس بأن غياب الموازنة، أفقد هذه القضية الحيوية، اهتمام الفاسدين والقطط السمان من “أولي الأمر”، الذين حققوا مئات الملايين من الدولارات من طباعة وإعادة طباعة المناهج الدراسية في السنوات الماضية!

**************************************

الصفحة الرابعة

اتساع رقعة الاحتجاجات الرافضة لنهج الحكم الفاشل.. يحدث في العراق: قوى التغيير تتهيأ لمواجهة المحاصصة

بغداد ـ طريق الشعب

ضمن سلسلة حلقات برنامج (يحدث في العراق) الذي يبث عبر صفحة الحزب الشيوعي العراقي على فيسبوك، بتنظيم من المركز الإعلامي للحزب، ضيّف البرنامج السبت الماضي، الأكاديمي والناشط المدني فارس حرام، والناشط سلوان أغا، بالإضافة إلى مسؤول العلاقات العامة في حزب البيت الوطني، علي المعلم، للحديث عن اتساع رقعة الاحتجاجات الجماهيرية في مناطق واسعة من البلاد واستعدادات قوى التغيير لمواجهة نهج المحاصصة الذي يواجه رفضا كبيرا وتزايدا ملحوظا للنقمة الشعبية ضد نتائج فشله.

المركز: ما هو البديل الذي يحتاج اليه بلدنا اليوم للشروع في إصلاحات حقيقية تكون على مستوى الحاجة الماسة للتغيير داخل البلد؟

د. فارس حرّام: أعتقد إن الجواب على هذا السؤال أصبح واضحا، فالبديل هو نقيض ما موجود، وان عددنا مزايا المشهد العراقي الان فان البديل هو نقيض كل هذه المزايا السائدة. هناك اختراق للدولة والبديل هو اعادة هيبة الدولة، هناك اختراق للسيادة والبديل هو اعادة السيادة، هناك قضم للحريات وقمع للمعبرين عن ارائهم خلال الاحتجاجات والقمع يصل الى الموت والخطف والبديل هو احترام الحريات في العراق. هناك نهج محاصصة في ادارة الدولة والبديل هو القيام بكل عمل سياسي يقوض هذه المحاصصة ويجعل ادارة الدولة بيد الكفاءات وبيد الممثلين فعلا في عملية انتخابية نزيهة ومنظمة وواضحة.

هناك ايضا هيمنة للسلاح السياسي على مفاصل الدولة والبديل هو تطبيق قانون الاحزاب واستبعاد الاحزاب المسلحة عن السياسة، وتخيير الفصائل المسلحة التي تقول انها تقاوم تنظيمات ارهابية في العراق مثل تنظيم داعش، فيتم تخييرها إمّا ان تبقى داخل كيان الحشد الشعبي وهو كيان رسمي او ان تترك السلاح وتنتقل الى السياسة. لا يمكن المزج والخلط بين العمل السياسي والعمل العسكري. لا توجد دولة ناجحة في العالم استطاعت ان تمزج بين السياسة والسلاح، هذا هو البديل بالنسبة للمفاهيم. اما اذا كان القصد بالبديل من حيث الكيان السياسي فبالتأكيد ان الكيانات السياسية التي حكمت في العراق منذ 2003 أصبحت عاجزة عن تقديم الحلول ومن غير الممكن ان يخرج المشروع البديل من لدنها لأنها أصبحت مكبلة بالفساد، وجزء كبير منها مليء بالفاسدين وبالخروقات القانونية التي تصل الى حد التورط بجرائم قتل وخطف فضلا عن بيع العراق في مزاد الدول الاقليمية والقوى العالمية وهذا ما جعل هذه القوى غير قادرة على تقديم الحلول. انا اعتقد ان البديل يجب ان يكون من خارج القوى التي حكمت في العراق بعد عام 2003 وهو القادر على انتاج سياسة جديدة تضمن عدم تكرار المأساة الناتجة عن نظام المحاصصة الطائفي.

اذن، نحن لدينا نوعان من البديل: بديل على مستوى المفاهيم والعمل السياسي وبديل على مستوى الكيانات.

المركز: نتلمس بشكل واضح احتجاجا ورفضا واسعين من قبل قطاعات اجتماعية كثيرة، هل هناك التفات جماهيري الى البديل؟ هل وصلنا الى هذه المرحلة ام ما زلنا في بداية الطريق؟

د. فارس حرّام: ان مشكلة الجمهور الداعم للتغيير هي مشكلة كبيرة، نحن نتحدث عن بلد تُظهر فيه أرقام آخر إحصائيات وزارة التخطيط أن حوالي 57 في المائة من أفراده تركوا الدراسة المتوسطة. نحن أمام نسبة كبيرة من الامية الثقافية والامية الابجدية، وهذا يعني سهولة تمضية الشائعات وتخويف هذه الجماهير من التغيير تحت شعار المؤامرات الكونية، وتحت شعار استهداف المذهب او الجماعة المقصودة سواء كانت شيعية او سنية او كردية. لذلك التعامل مع الجماهير هو تعامل صعب ولكن كل المعطيات تشير الى ان الغالبية العظمى من الشعب العراقي فقدت الثقة بهذا النظام السياسي واللعبة التي يجب ان تجيدها قوى التغيير هي كيفية كسب هؤلاء الى مشروعها. انا اعتقد ان التحدي هو في هذه النقطة: نحن لدينا 80 في المائة من العراقيين لا يملكون ثقة بالنظام السياسي، ولذلك هم عازفون ومقاطعون للانتخابات منذ دورتين متتاليتين، لذلك لم تنجح حتى هذه اللحظة القوى المنظمة وهي القوى المعنية بالتحرك على الجماهير في الانتخابات، لم تنجح حتى هذه اللحظة في خلق طريقة لاستقطاب هذا الجمهور.

المركز: في ظل تزايد رقعة الاحتجاجات حاليا، ما هي فرص فرز البلد قوى تمثل هذا الرفض الجماهيري، وتكون قادرة على ترجمة هذا الرفض الى واقع سياسي داخل المؤسسات الدستورية؟

سلوان الاغا: الجميع يتابع ويعلم ان الحراك الاحتجاجي لم يبدأ بالقوة التي بلغت الحدود القصوى من خلال تشرين. نحن جميعا نذكر ان الحراك الاحتجاجي ظهر للعلن في 25 شباط 2011 وبعدها في رفض الرواتب التقاعدية 2013 الى ان وصل الى ذروته في عام 2015، حتى بلوغنا لحظة تشرين الاستثنائية وهي تمثل النقطة المتميزة والمفصلية في تاريخ العراق المعاصر.

وبعد هذا الحدث الكبير، أتت الانتخابات النيابية ووصلت من خلالها بعض القوى السياسية الناشئة من رحم الاحتجاجات، هي لم تكن جميعها ممثلة لمطاليب الانتفاضة، ولكن بالتأكيد فيها من كان كذلك وهذا الوصول النيابي كان بنسبة معينة وليس بشكل واسع النطاق.

منذ 2003 كل القوى التي وصلت الى الحكم ابتداء من البرلمان والحكومات المتعاقبة وضعت الجدار الحديدي لها وهو المحاصصة. مارست كل صلاحيات السطوة والسلطة والنفوذ والفساد الذي وصل الى ابعد المراحل، وهو ما اوصلنا الى احتلال البلاد من قبل داعش وغيره.

اليوم على هذه القوى البديلة ان تحصل على تمثيل مناسب ومؤثر في البرلمان من أجل ان يكون لها دور مهم في ادارة البلد بشكل محترم، وايضا تلبية مطالب ومتطلبات الشعب والناس. ان الحراك الاحتجاجي منذ 2019 في تنامٍ وتطور، وهذا يبدو واضحا. مستوى المطالب اختلف من خدمي الى ان وصلنا اليوم الى مطالب سياسية حقيقية، واليوم يمكن التعبير عنها بشعار انهاء النظام وبالتأكيد هذا الشعار يحتاج الى تبرير وتوضيح اكثر للناس. لكن ما هو اهم من كل ذلك، ما يتعلق بالتخلص من نهج المحاصصة وبالتأكيد التحديات والصعوبات كبيرة جدا.

الاحتجاج ايضا يحتاج الى التنظيم والقيادة بشرط أن تكون بعيدة عن المصالح الضيقة والمصالح الخاصة، الاحتجاج ايضا يضم احزابا وطنية ناشئة وشخصيات وطنية وكل هذا مهم في ان يرفد المحطة الجديدة لانتخابات مبكرة بشروطها واشتراطاتها وهو قانون انتخابي منصف وايضا مفوضية مستقلة حقيقية.

المركز: مساحة الغضب الاجتماعي اتسعت: هناك انسداد واضح وأصبحت القطيعة أكبر بين غالبية المجتمع والمحاصصة الطائفية. هل القوى الحاكمة تدرك ما تسير فيه من طريق؟ وما تداعيات ذلك لاحقا؟

علي المعلم: نعم، عادة هذه هي الاحزاب الدكتاتورية التي تكون احادية التفكير. لا تفكر بحال البلد ان كان في مأزق بل تذهب بالاتجاه الاخر، وتفكر بطريقة المؤامرة وبأن هناك مؤامرة كما تحدث الدكتور فارس بقضية المذهب والمنطقة والبلدان المجاورة وتأثيرها على سير العملية السياسية في العراق بالتالي وبما انها احزاب غير ديمقراطية، فهي غير قادرة على الاحتكام الى الديمقراطية وقيمها ومبادئها، وكل ما يتعلق بالديمقراطية، وبالتالي تذهب الى قضية المؤامرة والتشكيك.

بالتالي هذا دليل على ان هذه الاحزاب غير قادرة على الاقل ان تعبر لفترة انتخابات مبكرة في ما لو كانت هذه احد الحلول المطروحة، بالتالي هناك تخوف من قبل هذه القوى بان يزاح عنها كل هذا النفوذ لذلك هي تستخدم النفوذ والسلاح في سبيل فرض هيمنتها اكثر واكثر. وهنا تدخل ضمن تصنيفات النظام السابق او غيرها من الانظمة الدكتاتورية.

أما في مسألة احداث التغيير الحقيقي في بلد مثل العراق، فيكاد يكون الامر صعبا. بعد 2003 تم تأسيس النظام السياسي وهو التوافقية السياسية او الديمقراطية التوافقية لضمان تمثيل اكبر عدد من مكونات المجتمع وعدم استحواذ مكون معين على السلطة، وعلى هذا الاساس اسست العملية السياسية لكن ما هو اعلى من النظام هو المحاصصة، بالتالي بدل ان توظف العملية السياسية لتطبيق النظام السياسي وتطبيق القوانين النافذة جرى العكس، واصبحت المؤسسات الدستورية والقضائية وغيرها من المؤسسات التي تعمل من اجل العملية السياسية.

**********

الأيزيديون.. نزوح وهجرة ومأساة لا تبصرها المحاصصة

بغداد – طريق الشعب

أكثر من خمس سنوات مضت على تحرير المناطق التي احتلها تنظيم داعش الإرهابي، وما زال الايزيديون يعيشون ظروفا مأساوية لا يأبه بها أصحاب القرار الذين يتصارعون على الامتيازات والمناصب. فما بين الأسر والمصير المجهول والعيش في خيام النزوح القاسية التي لا تحميهم من حرارة الصيف والحرائق، ولا من قسوة برد الشتاء، ينتظر الكثير منهم بادرة أمل غابت في ظل مشاهد المحاصصة الطائفية المقيتة.

وتقدم جهات دولية ومراقبون لهذا الشأن، أرقاما يشرحون فيها واقع حال أكثر مرارة مما يشار له في ما يخص الايزيديين.

200 ألف نازح داخلي؟

وفق التقديرات التي تكشف عنها الأمم المتحدة بخصوص الأيزيديين، فأن هناك حوالي 200 ألف مواطن منهم ما زال يعاني من النزوح الداخلي ضمن الآثار الكثيرة المترتبة على ما قام به الإرهابيون ضدهم. وبالإضافة إلى معاناة النزوح ومأساتها.

وتوضح المنظمة الدولية للهجرة في بيان لها أن “الافتقار للمساكن والبنية التحتية والخدمات الأساسية تعيق عودة النازحين الأيزيديين إلى ديارهم وهم يسكنون في مناطق إقليم كردستان وغيرها بعيدا عن قراهم ومدنهم”، لافتة إلى أن “حاجات النازحين الذين يعيش بعضهم داخل مخيمات، لا تزال مرتفعة”.

ويقول الناشط في مجال حقوق الإنسان، أمين سليمان، أن أكثر ما يعيق عودة هؤلاء النازحين إلى مناطقهم هو “عدم جاهزية المساكن وافتقارها للخدمات الأساسية وغياب الرعاية الصحية وحق التعليم في سنجار”.

ويبين سليمان خلال حديثه مع “طريق الشعب”، أن “خسارة العراق لمواطنيه الأيزيديين متواصلة بشكل كبير بسبب لجوئهم إلى الهجرة نتيجة سوء الأوضاع في مناطقهم وعدم استقرار الأمن وإدخال سنجار لمرات عدة داخل معادلة الصراع السياسي”، مشيرا إلى أن الحكومات والدورات النيابية فشلت في تحقيق كل القرارات والقوانين الخاصة بهذا المكون الأصيل، وما لاحظناه خلال عملنا في مجال الإغاثة هو يأس المواطنين من جعل مناطقهم وجهة للجهات المسلحة التي تمارس العمل السياسي وتستخدم هذا السلاح لفرض إراداتها”.

ويشكل تفاقم الأوضاع الأمنية في قضاء سنجار غرب الموصل، متمثلة بالصراعات السياسية القائمة منذ سنوات، وغياب الخدمات وفرص العمل، إضافة لطول فترة النزوح، أبرز العوامل التي تدفع بالأيزيديين إلى مواصلة الهجرة خارج العراق.

وكشفت منظمة “أَلند لدمقرطة الشباب” في كردستان العراق، عن هجرة نحو 3053 أيزيديا من العراق إلى أوروبا منذ مطلع الشهر الماضي، مبينة أن 85 في المائة من المهاجرين، كانوا نازحين في مخيمات الإقليم.

وتصدر “أَلند” أسبوعيا إحصائيات عن أعداد الأيزيديين المهاجرين لخارج العراق، إذ تحصل عليها عبر فرقها الميدانية المختصة بحسب ما تؤكد.

ووفق مكتب إنقاذ المختطفين الأيزيديين التابع لإقليم كردستان، كان عدد الأيزيديين في العراق عند غزو تنظيم داعش لسنجار في آب 2014، نحو 550,000 نسمة، نزح منهم جراء الغزو نحو 360 ألف شخص، وهاجر العراق منذ ذلك الحين حتى الآن أكثر من 100 ألف شخص.

ويقول الأيزيديون: إن سنجار تخسر يوميا عددا جديدا من مواطنيها الذين يهاجرون على شكل عوائل كاملة بسبب يأسهم من الأوضاع في البلاد، بينما تقوم الفصائل المسلحة بمحاولات للتغيير الديمغرافي في مناطقهم أمام عجز حكومي وتجاهل من قبل الجهات المعنية وأبرزها البرلمان.

ثلثهم نازحون

من جهته، يقول الصحفي والناشط في الشأن الايزيدي، ميسر الأداني، أن أبناء المكون تعرضوا إلى إبادة جماعية على يد الإرهاب وهاجر أكثر من 400 ألف أيزيدي مناطق سكناهم في سنجار وبعشيقة وغيرها من مناطق سهل نينوى.

ويقول الأداني خلال حديثه مع “طريق الشعب”، أن “ثلث الايزيديين نازحون ويعيشون في 14 مخيما داخل إقليم كردستان، وأن العدد يزداد يوميا وهو أكبر من الأرقام التي يتم تداولها في الاعلام”.

ويشير المتحدث إلى “أهمية قانون حماية الأيزيديات الناجيات من بطش داعش. فهو ينص على تفاصيل عدة ويركز أيضا على عدم شمول الإرهابيين بالعفو الخاص ويحسن من حياة الايزيديين، لكن لم يطبق القانون للأسف الشديد”.

ويعد القانون الأول من نوعه في كل الدول الناطقة بالعربية الذي ينصّ على اهتمام يخصّ النساء الناجيات من جرائم العنف الجنسي في النزاعات المسلحة. كما وصف الرئيس العراقي برهم صالح المشروع بأنه خطوة جد مهمة لمساعدة هؤلاء الناجيات، إضافة إلى تأكيد ذلك من قبل ناشطين وناشطات في المجال الانساني.

ومن جملة أهداف القانون، منع تكرار هذه الانتهاكات الخطيرة، غير أنه ليس الكل مقتنعا بأن القانون سيحقق ما يصبو إليه، إذ تقول نساء إيزيديات إن الخطر الذي حرّض مقاتلي “داعش” على ارتكاب تلك الفظاعات بحقهم لا يزال موجودا.

وينص المشروع على تقديم الدعم لضحايا تنظيم “داعش”، وعلى رأسهم النساء الإيزيديات اللائي تمّ اختطافهن قبل تحريرهن، وكذلك أفراد آخرين من أقليات عرقية أو دينية أخرى عانت من جرائم التنظيم الإرهابي، كالتركمان والمسيحيين والشبك.

وسيتيح المشروع للضحايا إمكانية التوصل لدعم مادي شهري وتوفير السكن والمساعدة النفسية والاجتماعية، وكذلك تكون لهم الأولوية في 2 بالمئة من الوظائف بالقطاع العام.

وبالعودة إلى الأداني، فان كل ذلك لم يحصل وجرى “افتتاح مديرية حكومية تحت هذا العنوان ولا تعمل على أرض الواقع لأنها بلا موازنة وطالب الأيزيديون بأن ترتبط المديرية هذه برئاسة الوزراء دون أي وزارة لحساسية الأمر وأهميته، خصوصا وأن الحكومات لم تقدم شيئا يذكر”.

ويضيف قائلا: “لم تقدم القوى المتنفذة سوى الشعارات للايزيديين. وضعهم كما هو منذ عام 2014 وما زال الكثير منهم في قبضة داعش الإرهابي والآلاف تحت خيام النزوح ومناطقهم مهدمة والصراع السياسي مستمر والميليشيات في سنجاز تتلاعب بمناطقهم ومصيرهم. لذلك لا توجد من القوى المتنفذة سوى الشعارات”.

**************

الصفحة الخامسة

بسبب أزمة الكاز.. سائقو «كيّات» يتحولون إلى التكتك!

متابعة – طريق الشعب

كشفت أوساط رسمية وشعبية في محافظة ديالى، عن تفاقم أزمة وقود الكاز في المحافظة، ما دفع الكثيرين من سائقي مركبات الكيّا للنقل العام، إلى التوجه للعمل على مركبتي التكتك والستوتة اللتين تعملان بالبنزين.

وقال سائق الكيّا أبو منير، من أهالي قضاء الخالص، ان “العمل في خطوط النقل لسيارات الكيا أصبح غير مجد بسبب تفاقم أزمة الكاز واكتظاظ المركبات ومبيتها أمام محطات التعبئة في انتظار التزود بالوقود، فضلا عن ارتفاع سعر المنتج في السوق السوداء إلى ضعف سعره السابق”.

وأضاف قائلا أن “الكثيرين من السائقين اتجهوا للعمل على عجلات النقل البسيطة مثل التكتك والستوتة. فيما يقوم البعض منهم بالتزود بالكاز مرات عدة خلال اليوم الواحد، عبر استخدام حيلة تغيير لوحة المركبة، أو التزود بالوقود في أطراف بغداد، خارج حدود المحافظة، ما يوفر لهم كميات كبيرة من الكاز يقومون ببيعها في السوق السوداء”.

وتخصص لكل مركبة تعمل بالكاز، يوميا حصة واحدة من الوقود في محطات التعبئة ضمن المحافظة الواحدة، ويتم ذلك اعتمادا على رقم المركبة الذي يتم تسجيله الكترونيا. ويمكن للسائق الحصول على حصصة إضافية كلما دخل إلى محافظة أخرى.

من جانبه، قال قائم مقام بعقوبة، عبد الله الحيالي، أن سبب أزمة الكاز هو التهريب وقلة حصة المحافظة من المنتج، مشيرا إلى أن “هذه الأزمة دفعت العديد من السائقين إلى البحث عن سبل معيشة بديلة، كبيع الكاز أو الماء وغير ذلك من الأعمال”.

ولفت إلى أن الأزمة عطلت الكثير من المفاصل الحياتية والمعيشية، أبرزها عمل مركبات النقل العام والمولدات الأهلية غير المجازة، التي يضطر أصحابها إلى إطفائها لعدم شمولهم بحصص الكاز المدعومة حكوميا، مبينا أن سعر الكاز في السوق السوداء ارتفع إلى 250 ألف دينار للبرميل الواحد. 

 ************************

من يطبع الكتب المدرسية؟.. مطابع العراق متوقفة وعمّالها تحاصرهم البطالة                  

متابعة – طريق الشعب

مع اقتراب العام الدراسي الجديد، عاد الحديث مجددا عن الكتب المدرسية وأزمة طباعتها. وهو موضوع يشغل بال أولياء أمور التلاميذ والطلبة في العراق، مثلما يشغل بال أصحاب المطابع وعمّالها الذين فقدوا مصدر عيشهم بعد إغلاق غالبية تلك المطابع، جراء استعانة الجهات الحكومية المعنية بمطابع في دول الجوار.

ويبدو أن وزارة التربية لم تطبع نسخا جديدة من المناهج للعام الدراسي الحالي، بسبب عدم إقرار الموازنة المالية – حسب ما نقلته وكالة أنباء “بغداد اليوم” عن مسؤول في الوزارة.

يقول المسؤول الذي لم تعلن الوكالة عن اسمه، أن “المناهج الدراسية لم تطبع هذا العام، وسيجري الاعتماد بشكل كامل على المناهج المسترجعة”.

لكن نقيب المعلمين العراقيين، عباس السوداني، يرى في تصريح صحفي أن “ربط طباعة الكتب بالموازنة الاتحادية أمر خاطئ، إذ يجب أن تكون التخصيصات المالية لهذا الأمر بعيدة عن الموازنة”.

الفساد أس البلاء

عضو اتحاد المطابع في بغداد، حسين الحلي، يقول في حديث صحفي أن “خمس مطابع أهلية أغلقت خلال الفترة الأخيرة في بغداد والأنبار والنجف”، مؤكداً “إن الفساد المالي والإداري يدفع مسؤولين عراقيين للتعاقد مع إيران لطباعة كتب المدارس والجامعات فيها، بدلاً من طباعتها في العراق، رغم اننا نطبع بأقل كلفة وأعلى جودة”.

ويضرب الحلي مثالاً على ذلك بقوله، أن “كتاب الفيزياء للمرحلة الرابعة الإعدادية المكوّن من 90 صفحة، تكلف طباعته في العراق 6 دولارات، مقابل 9 دولارات في إيران وبجودة سيئة وتأخير كبير. ورغم ذلك فالمسؤولون والوزارات يتجهون نحو إيران، حتى لطباعة الروزنامة!”.

ويلفت الحلي إلى أن “طباعة الكتب في إيران، تتضمن صفقات وتذاكر سفر ومصروف جيب وعمولة، وكلها لن يحصل عليها المسؤول إذا طبع الكتب في العراق”!

الفلافل ملاذ أصحاب المطابع!

من جانبه، يقول أحمد سعدون، وهو أحد أصحاب المطابع، أنه اضطر إلى بيع مطبعته كخردة بسعر 200 ألف دينار، بعد أن كانت تبلغ ابان عام 2007 قرابة 15 مليون دينار، مضيفا القول: “سأغير مهنتي إلى بائع فلافل أو حلويات”!

أما المهندس أحمد الواسطي، فيؤكد في حديث صحفي، أن “وزارة التربية تقوم بطباعة المناهج المدرسية خارج العراق. وبالإضافة إلى ذلك قام عدد من المسؤولين باستيراد مطابع حديثة صارت تنافس مطابع القطاع الخاص وتخنق عملها، وتضطرها بالتالي إلى الإغلاق. ومن هنا ازدادت أعداد عمال المطابع العاطلين عن العمل”.

وتوقف ضجيج ماكينات الطباعة المنتشرة في شارع المتنبي وأزقته، واتجه عمالها للبحث عن مهن أخرى تؤمّن لهم قوت عائلاتهم. وبهذا الصدد يقول ظافر البغدادي، صاحب إحدى المطابع في المتنبي، أنه “بسبب المصالح الخاصة لبعض المسؤولين، اتسعت صفقات طباعة الكتب المدرسية خارج العراق بعقود ذات مبالغ هائلة، ما أدرج شريحة كبيرة من العمال وأصحاب المطابع على قائمة البطالة”.

الحكومة تسيء

البغدادي يؤكد أيضا أن “بعض الجهات الحكومية تعمد إلى الإساءة للمطابع المحلية. فقد قامت أجهزة الأمن بتحديد وقت إغلاق المطابع عند الساعة الرابعة عصرا، مع إلزام أصحابها بتوقيع تعهد بذلك”، متسائلا: “لا أدري لمصلحة من ولأية غاية كل هذا التضييق الذي تتعرض له مطابعنا؟!”.

وتعود أزمة الكتب المدرسية في العراق إلى العام 2005، عندما قررت وزارة التربية طباعتها جميعا خارج العراق، ما تسبب حينها في احتجاجات واسعة لأصحاب المطابع الأهلية والعاملين فيها.

وتؤكد تقارير صحفية أن هناك 130 مطبعة أهلية متوقفة في بغداد، إضافة إلى المطابع المنتشرة في المحافظات، والمطابع المتوفرة في الجامعات، فضلا عن مطبعة ذات مواصفات حديثة وطاقة طباعية هائلة تمتلكها شبكة الإعلام العراقي، ولم تُستغل بالشكل الأمثل.

وخلال السنوات الأخيرة، بات أولياء أمور التلاميذ والطلبة يضطرون إلى شراء المناهج الدراسية لأبنائهم بأسعار باهظة من السوق، بسبب تأخر توزيعها في المدارس، الأمر الذي أثقل كواهلهم، خصوصا ذوو الدخل المحدود والفقراء.

ولا تتوقف معاناة أولياء الأمور عند هذا الحد، ففي ظل الغلاء المعيشي والظروف الاقتصادية الصعبة، يضطرون مع بدء العام الدراسي إلى تجهيز أبنائهم بالقرطاسية والمستلزمات الدراسية الأخرى، التي من المفترض أن توزعها الدولة مجانا على التلاميذ والطلبة. 

 *************************

مواساة

  • هيأة تنظيم الحزب الشيوعي العراقي في قضاء الحي، تتقدم بالتعازي والمواساة لصديق الحزب الحاج مهدي الحاج عبد علي مهوس ولأخويه الحاج عبد الحسن ود. سلام، وذلك بوفاة أخيهم طالب.

الذكر الطيب دوما للفقيد والصبر والسلوان لعائلته الكريمة وجميع محبيه.

 **********************

20 ألف دينار استياء شعبي في الفلوجة من سعر «الأمبير»

الفلوجة – وكالات

شهدت مدينة الفلوجة في محافظة الأنبار، استياء شعبيا على إثر تحديد الجهات الرسمية، تسعيرة الاشتراك لدى المولدات الأهلية لشهر آب الماضي. إذ وصل السعر وفق القوائم الرسمية، إلى 20 ألف دينار للأمبير الواحد.

وقال المواطن تيسير الدليمي، أن “أهالي الفلوجة تفاجأوا بتسعيرة الاشتراك الصادرة عن القائم مقامية، أمام صمت الحكومة المحلية في الأنبار عن هذه المشكلة”، مشيرا في حديث صحفي إلى أن “شريحة الفقراء باتت لا تستطيع سداد أجور المولدات”.

وأضاف الدليمي ساخرا، أن “على الحكومة المركزية إلغاء وزارة الكهرباء، وإقامة وزارة بديلة معنية بالمولدات الأهلية. فأصحاب المولدات وفروا الطاقة الكهربائية للمواطن ابان الصيف اللاهب، في حين عجزت الوزارة المعنية عن ذلك”!

 ******************

الكوت.. انقطاع المياه يفتك بالزرع والماشية في «السوادة»

الكوت – وكالات

شكا عدد من المزارعين في منطقة السوادة التابعة إلى مدينة الكوت، من مشكلة انقطاع مياه السقي والشرب بشكل متكرر، مشيرين في حديث صحفي إلى أن انحسار المياه أثر سلبا على زرعهم، وتسبب في موت عدد من ماشيتهم.

وأعرب المزارعون عن معاناتهم الكبيرة جراء غياب الدعم الحكومي عنهم، خاصة من ناحية تأمين المياه الكافية وصيانة مضخات الري والآلات الزراعية، مؤكدين أنهم على وشك الهجرة من هذه المنطقة إلى مركز مدينة الكوت، بحثا عن فرص عمل أخرى، بعد مرور أكثر من 4 شهور على معاناتهم هذه.

إلى ذلك، وعدت مديرية الموارد المائية في واسط، باستثناء منطقة السوادة من نظام المراشنة.

وقال مديرها كريم حسين، أن تشغيل مضخات الري في أوقات محددة وفق هذا النظام، تسبب في شح المياه في المنطقة. وتابع في حديث صحفي قوله، أن الاستثناء سوف يضمن توفير مياه الشرب لسكان المنطقة.

 ***********************

ارتفاع نسبة التلوث  في أنهر ديالى

بعقوبة – وكالات

 أفاد الخبير البيئي جعفر غسان، بارتفاع نسبة التلوث في أنهر محافظة ديالى إلى 30 في المائة، سيما نهرا “ديالى” و”خريسان”. وقال في حديث صحفي، أن “هناك جملة من العوامل تسببت في زيادة معدلات التلوث في أنهر ديالى، أبرزها موجة الجفاف وقلة الإطلاقات المائية من السدود، ورمي المياه الثقيلة دون اي معالجة في الأنهر، فضلا عن رمي النفايات”.  وأضاف قائلا، أن “نسبة التلوث في نهر ديالى عالية جدا، خاصة بعد انحسار تدفق المياه إلى النهر. إذ قلت الإطلاقات المائية هذا العام إلى نحو 80 في المائة”.  وشدد غسان على “أهمية الانتباه لخطورة تلوث مياه الانهر وتأثيرها المباشر على الصحة العامة”، داعيا إلى “اتخاذ الإجراءات اللازمة للحد من هذا التلوث، سواء في المدن أم في المناطق الريفية”.

 **********************************

الصفحة السادسة

الناخبون التشيليون يبقون على موروث بينوشيه الدكتاتوري!

سانتياغو - وكالات

رفض الناخبون التشيليون بغالبية ساحقة، اقتراح الدستور الجديد الهادف إلى استبدال الموروث من عهد ديكتاتورية أوغستو بينوشيه، بحسب نتائج جزئية بعد فرز 72 في المائة من الأصوات.

وقال نحو 62,2 في المائة من الناخبين إنهم “يرفضون” اقتراح الدستور الجديد الرامي إلى إدخال حقوق اجتماعية جديدة، خصوصا في مجال التعليم والصحة والإسكان والاعتراف بحقوق السكان الأصليين والحق بالإجهاض، في مقابل 37,8 في المائة أيدوا الاقتراح، بحسب الهيئة الانتخابية. وكان الرئيس اليساري غابريال بوريك أحد أوائل المقترعين مع والده وشقيقه، في مدينة بونتا أريناس في أقصى جنوب البلاد قبالة مضيق ماجلان.

وكتب في تغريدة بهذه المناسبة “في تشيلي، يجب أن نحل خلافاتنا بمزيد من الديموقراطية وليس بأقل من ذلك، وأنا فخور جدًا بأننا وصلنا إلى هنا”.

وبدأت صياغة الدستور الجديد بعد الانتفاضة الشعبية العنيفة في 2019 للمطالبة بمزيد من العدالة الاجتماعية.

 أما الدستور الحالي الذي تم تبنيه في عهد حكم بينوشيه (1973-1990)، فما زال يعتبر عقبة في وجه أي تغير اجتماعي كبير رغم تعديلات كثيرة أدخلت عليه. وقد شكل اساسا نيو ليبراليا لنموذج سمح بعقود من الاستقرار والنمو الاقتصادي لكنه أنتج أيضا مجتمعا يتسم بعدم التكافؤ إلى حد كبير.

ونصَّ مشروع الدستور الجديد الذي رفض الشعب التشيلي التصويت لصالحه على أن تضمن الدولة للمواطنين الحق في التعليم والصحة العامة والتقاعد والسكن اللائق.

كما يكرس الحق في الإجهاض، وهي قضية خلافية في هذا البلد الذي لم يكن قبل 2017 يسمح بالإجهاض في حالات الاغتصاب أو الخطر على الأم أو الطفل. كما يهدف المشروع الى تكريس الحقوق البيئية والاعتراف بالشعوب الأصليّة.

ورغم عرض القوة الذي قام به أنصار النص الذين جمعوا أكثر من 250 ألف شخص مساء الخميس الماضي في سانتياغو عند اختتام الحملة رسميا، في مقابل 400 شخص بالكاد للمعسكر الداعي إلى رفضه، توقعت كل استطلاعات الرأي أن يُسفر الاستفتاء عن رفض الدستور الجديد.

وقالت مارتا لاغوس عالمة الاجتماع ومؤسسة معهد موري لاستطلاعات الرأي لوكالة فرانس برس “سيصوت الكثير من الشباب، ولا سيما في العاصمة وهؤلاء الشباب يؤيدون التغيير. لكن هذا لا يعني” فوز مؤيدي الدستور الجديد لأنه من المتوقع رفض النص “في جنوب البلاد وشمالها”.

وتشهد هاتان المنطقتان مشاكل خطيرة مرتبطة بالعنف وانعدام الأمن. ففي الجنوب تجري نزاعات على أراض تطالب بها مجموعات متطرفة محلية من هنود المابوتشي، فيما يعاني الشمال الفقر ومشكلة الاتجار بالبشر نتيجة تدفق المهاجرين.

وأوضحت مارتا لاغوس أن أنصار الرفض يشكلون مجموعة “متباينة جدا” ذات توجه “شعبوي” قوي نابع من “الخوف” من أن يتم تجريدهم من حقوقهم. في المقابل، تمكن معسكر الموافقين على الدستور الجديد من فهم كيفية “توزيع الحقوق الاجتماعية الجديدة” التي ينص عليها.

وتابعت “يبقى هناك بالطبع احتمال أن تكون كلّ استطلاعات الرأي مخطئة” وأن ينجح التصويت في العاصمة “في التعويض عن التصويت في الشمال والجنوب”.

 **********************

بريطانيا.. تراس تتزعم حزب المحافظين ورئاسة الحكومة

لندن – وكالات

فازت وزيرة الخارجية البريطانية ليز تراس بزعامة حزب المحافظين الحاكم، لتصبح رئيسة للحكومة، خلفا لبوريس جونسون الذي أُجبر على الاستقالة بسبب سلسلة من الفضائح.

وفازت تراس بـ57 في المئة من أصوات أعضاء الحزب، متفوقة على منافسها سوناك بنسبة 14 في المئة، وبفوزها، تصبح تراس ثالث امرأة تتولى رئاسة الحكومة في تاريخ بريطانيا، بعد تكليفها من الملكة، الثلاثاء المقبل.

وخلال الأسابيع القليلة الماضية، كانت استطلاعات الرأي لأعضاء حزب المحافظين ترجح فوز تراس على منافسها وزير الخزانة السابق ريشي سوناك.

وعقب إعلان فوزها مباشرة، ألقت تراس خطابا، شكرت فيه جونسون لتصديه للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وإنجازه عملية خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (بركسيت) وطرح لقاح كوفيد.

كما تعهدت بالوفاء بوعود حزب المحافظين في انتخابات عام 2019، قائلة إن لديها «خطة جريئة» لخفض الضرائب ودعم النمو الاقتصادي.

وتستلم رئيسة الوزراء الجديدة مهامها في وقت تواجه بريطانيا أزمة في تكاليف المعيشة، واضطرابات عمالية، وركودا يلوح في الأفق.

وترث تراس اقتصادا متداعيا، إذ بلغ التضخم أعلى مستوياته في 40 عاما. كما تواجه ضغوطا لحماية الأسر والشركات من ارتفاع تكاليف الطاقة.

وقد وعدت تراس بإعلان تفاصيل خطة للتعامل مع الأسعار المرتفعة في غضون أيام. وتشير توقعات إلى صدور الإعلان يوم الخميس.

وسيتعين عليها أيضا محاولة توحيد صفوف حزبها، المتخلف في استطلاعات الرأي والذي عانى من انقسامات أثناء العملية التي أدت إلى استقالة جونسون.

 *****************************

تحذيرات من متحورات «جديدة كليا» لكورونا

طريق الشعب - وكالات

حذرت وكالة الدواء الأوروبية، من ظهور ما وصفته بـ»متحورات جديدة كليا من فيروس كورونا» الشتاء المقبل. وقال الوكالة في بيان: «متحورات جديدة كليا من فيروس كورونا قد تظهر هذا الشتاء، لكن اللقاحات المتوافرة حاليا يفترض أن تحمي من الإصابة بالمرض الحاد أو الوفاة». وعن طبيعة تلك اللقاحات أوضحت الوكالة أنها تشمل «خليطا متنوعا من لقاحات مضادة لأوميكرون تم ترخيصها حديثا إضافة إلى اللقاحات الأصلية التي طورت لمحاربة الفيروس».

من جهته، قال المسؤول عن اللقاحات في الوكالة الأوروبية، ماركو كافاليري: «قد يكون هناك متحور جديد بالكامل قيد الظهور لا يمكننا توقعه اليوم»، محذرا من أن «الناس لا يجب أن ينتظروا لقاحا خاصا».

 *****************************

اشتراطات ايرانية جديدة للتوصل إلى اتفاق نووي

طهران - وكالات

قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية ناصر كنعاني، في مؤتمر صحفي بثه التلفزيون الرسمي، إن طهران تسعى لإغلاق تحقيقات الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة بشأن أنشطتها النووية ضمن الضمانات التي تطالب بها لإحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015 مع القوى العالمية.

واضاف أن “إنهاء تحقيقات الوكالة جزء من الضمانات التي نسعى إليها من أجل التوصل إلى اتفاق نووي مستدام”.

وأرسلت إيران الأسبوع الماضي ردها الأخير على نص صاغه الاتحاد الأوروبي بهدف حل أزمة إحياء الاتفاق النووي الذي قيّدت طهران بموجبه برنامجها النووي مقابل تخفيف العقوبات الاقتصادية التي فرضتها عليها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة.

وينذر طلب إيران بالإضرار بفرص إنقاذ الاتفاق لأن واشنطن ترفض الربط بين هذا الطلب وتحقيق الوكالة.

 *********************

موسكو: انتهاكات أمريكية - أوكرانية  لمعاهدة حظر الأسلحة البيولوجية

موسكو - وكالات

دعت وزارة الدفاع الروسية إلى عقد اجتماع للدول الأعضاء في معاهدة جنيف لحظر الأسلحة البيولوجية، لبحث مسألة عدم امتثال الولايات المتحدة وأوكرانيا للمعاهدة الدولية المذكورة.

وقال قائد قوات الحماية من الأسلحة الإشعاعية والكيمياوية والبيولوجية في وزارة الدفاع الروسية، إيغور كيريلوف، إن الاجتماع سيعقد الأسبوع المقبل بمبادرة من روسيا وسيتم خلاله، تقديم أدلة موثقة على انتهاكات الولايات المتحدة وأوكرانيا للمادتين الأولى والرابعة من المعاهدة.

وحثّ المنظمات المسؤولة عن تنفيذ المعاهدة والمجتمع الدولي على «الانتباه إلى عدد من التهديدات البيولوجية، أهمها ما يحدث على مقربة من حدود روسيا، حيث يوجد أكثر من 50 مختبرا جرى تحديثه من قبل الولايات المتحدة ويقع تحت إشراف وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون).»

وأضاف كيريلوف أنه وفقا لوزارة الخارجية الصينية، يشرف البنتاغون على 336 مختبرا بيولوجيا في 30 دولة في العالم.

وأوضح أنه في الوقت نفسه فإن أنشطة هذه المختبرات رافقها تدهور في الوضع الوبائي، بالإضافة إلى ظهور أمراض معدية غير نمطية في منطقة معينة.

وأكد المسؤول العسكري الروسي أنه منذ عام 2010 ، سجلت روسيا في المناطق المتاخمة للحدود الأوكرانية زيادة في الإصابة بداء «البروسيلات»، و»حمى كونغو القرم» ، و»حمى غرب النيل»، و»حمى الخنازير الإفريقية».

 ****************************

عشرات الالوف يطالبون برحيل الحكومة التشيكية.. سلسلة اضطرابات اجتماعية تجتاح اوربا

اعداد: عادل محمد

وفقا لأحدث دراسة اصدرتها مؤسسة Verisk Maplecroft   الاستشارية البريطانية للمخاطر، توقعت حدوث “اتساع غير مسبوقة في الاضطرابات المدنية” في أكثر من نصف بلدان العالم، بما في ذلك العديد من البلدان الأوروبية. ووفقًا لدراسة حديثة أجرتها المؤسسة، وشملت أكثر من 198 بلدا، فإن “المخاطر الاجتماعية والاقتصادية” تصل حاليًا إلى “مستوى حرج” حيث تجاوز معدل التضخم 6 في المائة في “أكثر من 80 بالمائة من بلدان العالم „؛ يمكن الافتراض أن “جدية وتواصل الاحتجاجات والنشاط العمالي سيستمر في التصاعد في الأشهر المقبلة”. وستحاول البلدان الغنية شل الحركة الاحتجاجية بواسطة “حزم الإغاثة”، بينما ستواجه البلدان الفقيرة قمعًا أكثر صرامة. وفقًا لتقرير المؤسسة فان ألمانيا ستكون إحدى الدول الأكثر تضررًا من مخاطر الاضطرابات المدنية. لقد أقرت الحكومة الألمانية للتو “حزمة الإغاثة” الثالثة. وبموازاة ذلك، بدأت في بريطانيا العظمى، وفق بعض التقديرات، أكبر موجة من الإضرابات والاحتجاجات منذ عقود. وفي يوم السبت الفائت، ولأول مرة في الاتحاد الأوروبي، خرج عشرات الآلاف إلى الشوارع في براغ احتجاجًا على خطر الفقر.

واقع أكثر سوءاً

تشير الدراسة إلى أن الوضع في جميع أنحاء العالم قد تدهور بالفعل أكثر مما كان متوقعًا خلال أزمات السنوات الأخيرة. وكانت المؤسسة قد توقعت في أواخر عام 2020، أنه بحلول شهر آب 2022 سيزداد “خطر الاضطرابات المدنية” في 75 دولة. تقول الدراسة: لقد “كان الواقع أسوأ بكثير”: شهدت 120 دولة زيادة في التوترات بين سكانها. وتتأثر دول أوروبا إلى حد كبير بالتوقعات الحالية. ونتيجة للحرب في أوكرانيا والعقوبات الغربية ضد روسيا، فإن الوضع في القارة الأوروبية يقترب من الذروة. ألمانيا وهولندا وسويسرا والبوسنة والهرسك وأوكرانيا هي أكثر البلدان عرضة لعواقب الاحتجاجات المتوقعة.

المال أو القمع

في الشأن الأوربي تعتقد الدراسة، أن الحكومات المعنية ستحاول منع الاضطرابات عبر “برامج الإغاثة”. وعندما لا يكون ذلك ممكنًا، يمكن أن يصبح القمع المطلق “الرد الرئيسي على الاحتجاجات المناهضة للحكومة”. بطبيعة الحال، ينطوي القمع على مخاطره الخاصة: فهو يترك وراءه “شعوب غير راضية، وآليات أقل”، „لاحتواء “ استيائهم. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يكون الطقس عاملاً حاسمًا: “خريف وشتاء باردان في أوروبا من شأنه أن يؤدي إلى تفاقم أزمة خطيرة بالفعل في الطاقة وتكاليف المعيشة”.  ومن المتوقع أن يتجاوز التضخم في العام المقبل معدلات العام الحالي. وتتوقع الدراسة أن “الخفض الكبير لأسعار الغذاء والطاقة العالمية فقط، يمكن أن يوقف الاتجاه العالمي السلبي في مخاطر الاضطرابات المدنية”. وإلا فإن “الأشهر الستة المقبلة قد تكون أكثر اضطرابًا” مما كان متوقعًا.

تصاعد الغضب

كانت بريطانيا أول دولة في أوروبا تتعرض لموجة من الاحتجاجات والاضرابات. أظهر استطلاع أجري هناك مؤخرًا أن 23 بالمائة من البريطانيين البالغين مستعدون لعدم تشغيل التدفئة طوال الشتاء المقبل لأسباب تتعلق بالتكلفة. وان 70 في المائة يقولون إنهم يريدون تدفئة أقل من السابق. ومنذ عدة أسابيع بدأت حملة “يكفي يعني يكفي” مدعومة من النقابات والعديد من المبادرات ضد “أزمة غلاء المعيشة”؛ تمكنت من كسب أكثر من 100 ألف في غضون 24 ساعة فقط، ووقع لحد الآن نصف مليون مواطن على مشاركتهم في الحملة. وعبرت الحملة عن نفسها بالعديد من الإضرابات، على سبيل المثال لا الحصر، في قطاع النقل، وفي خدمات البريد أو في الموانئ؛ وتجري مناقشة تنظيم اضراب عام. وتدعو مبادرة أخرى (“لا تسددوا الفواتير في المملكة المتحدة”) إلى إلغاء الخصم المباشر لموردي الطاقة في الخريف، وإذا لزم الأمر، عدم دفع فواتير الطاقة، وفقًا لآخر استطلاع، يمكن للمبادرة لاعتماد على 1,7 مليون مؤيد.

احتجاجات براغ

في عطلة نهاية الأسبوع، ولأول مرة شهد الاتحاد الأوروبي، احتجاجات جماهيرية حاشدة ضد الإفقار الوشيك لقطاعات واسعة من السكان. شارك السبت الفائت، أكثر من 70 ألف مواطن في تظاهرات جالت شوارع في براغ، طالبت بسيطرة حكومية على أسعار الطاقة. وبخلاف ذلك، سيتم “تدمير اقتصادنا هذا الخريف”، كما يقول منظمو التظاهرات. وندد المتظاهرون بالدعم الهائل الذي قدمه الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي لحرب أوكرانيا. وقالوا إن جمهورية التشيك الواقعة في وسط أوروبا يجب أن تكون محايدة عسكريا وتضمن إبرام عقود مباشرة مع موردي الغاز ومنهم روسيا. ووفقًا للتقارير، وعلى عكس ما جرى في بريطانيا، شارك في احتجاجات براغ طيف سياسي غير متجانس، يمتد من الحزب الشيوعي يسارا الى قوى اليمين المتطرف. ومن جهة أخرى. حاول رئيس الوزراء بيتر فيالا نزع الشرعية عن المتظاهرين بالقول إنهم “قوى موالية لروسيا” تعمل “ضد مصالح جمهورية التشيك”. 

ويبقى أن نرى ما إذا كان الاتهام بأن أي شخص يحتج على الارتفاع السريع في الأسعار يخدم المصالح الروسية المزعومة سيصمد في المدى الطويل في مواجهة الإفقار الوشيك. وجاءت الاحتجاجات بعد يوم من نجاة الحكومة من اقتراع بسحب الثقة منها، وسط اتهامات من المعارضة بعدم اتخاذها أي إجراء في مواجهة التضخم وارتفاع أسعار الطاقة.

************************

الصفحة السابعة

الصفحة من اعداد الاستاذ جهاد مجيد

عدنان منشد وتعدد الهوية الابداعية

د. نادية هناوي

لقد أعطى تعدد الهويات وتنوعها لعدنان منشد وجها ثقافيا جامعا انعكست فيه خصاله التي عُرف بها، وأولها عمقه الثقافي ومسيرته الحاشدة والجادة. التي أثرت ثقافتنا على مدى خمسة عقود وأكثر. يشهد على ذاك مجايلو عدنان منشد الذين عهدوه مبدعا جامعا أحب الفنون الجميلة كلها حبا منقطع النظير، غير مبتغ منافع أو هبات.

وعلى الرغم من الظروف العصيبة التي مر بها هذا المبدع، فانه ظل مواصلا مسيرته ولم ينقطع عن الإبداع بدءا من مطلع سبعينيات القرن الماضي حين نشر قصته(انتظار) في مجلة الكلمة مرورا بما كتبه للمسرح من نصوص ودراسات وما أخرجه من مسرحيات وانتهاء بآخر مقالة كتبها عام 2019 بعنوان(منتدى المسرح إرادة الحياة من الاورفلي إلى السنك) ونشرت في جريدة طريق الشعب وفي ختامها وضع رجاءً حبيبا إلى نفسه، وجهه إلى المؤسسة الثقافية أن تهتم بـ(منتدى المسرح) كي يستمر في مشواره الذي دام عقدين من الزمن وخلالها قدم عروضا مشهودا لها بالفاعلية حتى لم يبق ناقد مسرحي إلا شارك في فعاليات هذا المنتدى.

ولم يجد رجاء عدنان منشد للأسف أذنا صاغية، ولات ان يسمع من به صمم كي يكلف نفسه النعي أو التأبين وكيف ينعى أو يؤبن وهو يجهل عطاء عدنان منشد ؟

والحقيقة أن عدنان منشد لم يكن مثل أي أديب أو مثقف كتب الذي كتبه ثم رحل، بل هو ولد ليكون مثقفا ولذلك ظل على طول مسيرته يجاهد ويضحي كي يبقى النزوع نحو الإبداع في داخله حيا ناميا. وحين وجد ان لا مجال لمزيد من التضحية ولا قدرة على تلبية ذاك النزوع وقد تنكر لإبداعه من تنكر كتب مقالته الأخيرة تلك وأودع فيها رجاءه الأخير والأثير، وعزم على مغادرة العالم -الذي أحبه-- مأسوفا عليه أولا في مغتربه وأخرا في رحيله المفاجئ تاركا وراءه كل تلك التضحيات والعطاءات كي تقابل بمزيد من اللااكتراث والجحود وعدم الوفاء.

وهذا هو التصحر الذي خشيه عدنان منشد وحذر منه وسيستمر التصحر ما استمر الجحود والتنكر لمن هم مبدعون اصلاء وحقيقيون.

ولقد كان عدنان منشد مبدعا في مجموعة مبدعين، محتشدا بكثير من الطاقات التي قدمها للثقافة العراقية بلا منة أو رياء، بل قدمها بامتنان كبير وبالمجان وعلى طبق من متاعب جمة وبساط من تضحيات هائلة، جاد بها الواحدة تلو الأخرى في ظل واقع مزر يزداد زراية حتى ما عاد يعرف معنى أن يضحي المبدع في سبيل الثقافة. لقد قدم عدنان منشد قرابينه على دكة الثقافة العراقية، بالتزامه تجاه قضايا مجتمعه وبحريته في إبداعه. ولا تعارض بين الحرية والالتزام لمن عزم على تحمل المسؤولية الثقافية وكان مطلبه الإتيان بما هو جديد ومفيد.

ويعد كتاب (من أوراق ساحة الأندلس) 2019 آخر عطاءات عدنان منشد التي فيها اجتمعت الحرية الإبداعية بالالتزام المجتمعي فتجلت كخلاصة إبداعية اما الساحة فمكان إيداع تلك الأوراق التي أهداها(إلى مرتادي ساحة الأندلس ومثقفيها) بوصف ساحة الأندلس مفترق طرق العابرين صوب ميادين الإبداع وشواغله الثقافية. وميزة هذا الكتاب انه احتشادي  يكشف عن عدنان منشد المثقف الذي جمع بين المتعة والمعرفة والذي التقت في داخله ضروب الإبداع وميادينه كلها فمن التحليل النقدي والتنظير السردي إلى نقد المسرح والإخراج المسرحي ومن التوثيق الإعلامي والسرد السيري إلى الحفر التاريخي. 

وأول أدب شغف به عدنان منشد كان أدب الاعتراف الذي له في الأدب الغربي رواج بينما هو في الأدب العربي شحيح، والسبب (الوعي الاجتماعي الذي لم يوفر مناخا لإنتاج متميز في أدب الاعترافات كما ان في أدبنا العربي تابوهات تبجل عدم هتك الخطايا القديمة وتحذر من التهور في تقليب صفحات الماضي السود وتمنع فضح الأخلاق وتعرية المحرم والمسكوت عنه) لكنه مع ذلك ظل يرى في الاعترافات العربية طاقة ليست ناضبة.

وتحرى الفوارق بين أدب الاعتراف من جهة وأدب السيرة والمذكرات واليوميات من جهة أخرى وحددها، لا بالعودة إلى تنظيرات الغربيين وإنما بالاكتفاء بما له من مرجعيات قرائية فهي كافية لان يضع تنظيرات خاصة به هو، ومن تلك الفوارق أن المذكرات هي قصة حياة شخص كما يرويها بنفسه بوصفه هو (بلاك رايتر) الكاتب المتخفي وأن الصحافة العالمية هي التي ابتدعت هذا الأدب. اما أدب الاعتراف فيتطلب(إقرارا بأمور على النفس كالذنب والسقوط وسرد الخبايا والأسرار بينما تعد السير الذاتية والشهادات واليوميات إقرارا بأمور الغير والعصر.. التباين حادث أيضا على مستوى أفق التلقي فالقارئ يبحث عن متعة المعرفة على مستوى القطبين معا شخصية الكاتب ومراحل تفوقه) وضرب أمثلة مما قرأه في اعترافات الفريد دي موسيه وهنري ادمز وجان جاك روسو والسيرة الشكسبيرية ومذكرات الروائية التشيلية اليزابيل الليندي (حصيلة الأيام ) ومذكرات غابرييل غارسيا ماركيز(عشت لأروي) ووجدها فوضوية ومثيرة في جانبها المحرم والمسكوت عنه من التاريخ الشخصي آخذا على الكاتب تقشفه في كشف جوانب مهنية من حياته مؤكدا(انه كان ماركسيا جدليا حد النخاع وإن توارى في أقاصيصه المثيرة ورواياته المعروفة تحت ما يسمى الواقعية السحرية) كما تناول أدب السيرة والمذكرات عند سلامة موسى ومحمود أمين العالم ولويس عوض وشكري عياد ونجيب محفوظ. ووقف طويلا عند عوالم نجيب محفوظ المسرحية آخذا على النقاد عدم تنبههم إلى هذه العوالم (لان من شواغل هؤلاء النقاد البحث عن عروض المنصة البصرية قبل انتباههم إلى نصوص الورقة الطباعية التي تحفل بها وسائل الإعلام المقروءة في الصحف والمجلات) ولام جائزة نوبل أنها لم تشر إلى أدب محفوظ المسرحي الذي كتب في أعقاب النكسة التي كانت المنطلق لكتابة سبع قصص توزعت بين ثلاث مجاميع قصصية هي: (تحت المظلة) و(الجريمة) و(الشيطان يعظ) (احداث النكسة الشهيرة) ونالت اعترافات المفكر والناقد محمود أمين العالم اهتماما خاصا من لدن عدنان منشد الذي قال (كان بالنسبة لجيلي ونحن نخطو خطواتنا الأولى في تثقيف أنفسنا في أوائل السبعينيات اسما لامعا ومثيرا للاهتمام لاختلافه وائتلافه والتزامه وتزمته وشدة حساسيته لمشاكل الناس من دون ان يتملقهم)

ومن لطائف إشارات عدنان منشد الذكية ملاحظته ان كتابنا مولعون بكتابة الشهادات لا الاعترافات لأنهم في الشهادات يكونون قادرين على التعميم بشمولية فيصبح صاحب الشهادة هو نفسه شخصية شمولية. ومن الشهادات التي قرأها منشد (جدار بين ظلمتين) لرفعة الجادرجي وبلقيس شرارة وعدها من أدب السجون السياسي وشكلا من أشكال المقاومة وتسجيل القمع والاحتجاج.

وعلى مستوى القصة والرواية اهتم عدنان منشد بالأعمال التي تنتمي إلى ما سماه(أدب الغرابة) واظهر باعا نقديا ومعرفيا كبيرا في نقده له (كمصطلح متعدد الأبعاد مركب المعاني متنوع الدلالات.. من معانيه حضور الموت في الحياة وحضور الحياة في الموت وظهور المألوف في سياق غير المألوف..وهو من سرديات الخوف والظلام وسرديات تفكك الذات)  ولم ير فرقا بين الغرابة والتغريب والاغتراب لأنه كلها ـ برأيه ـ تتجلى عن العجائبية.

وعد ادجار الن بو سيد أسياد الغرابة في السرد القصصي مثل دستويفسكي وكافكا ووجد في لا مالوفية الن بو تفردا وأنه كان مسحورا بالأدب الفارسي والعربي ولم يبلغ سن الأربعين. وتأسف ان هذا الكاتب المهم لم ينل حظه من الترجمة فلم يعرب من أدبه سوى بضع قصص منشورة في مجموعة (مغامرات وأسرار) ومنها قصة القط الأسود وقصة القلب الذي كشف السر وقصة الرقاص والبئر التي وجد في افتتاحيتها ما يشبه افتتاحية كليلة ودمنة لافتا الانتباه إلى أن من كتاب أدب الغرابة أيضا فالتر بينامين وارنست نيتش وريشارد هاورد وفرويد وتودوروف.

ولان في أعمال جورج اوريل الروائية دعاية سياسية للغرب، رفض عدنان منشد ما شاع عن هذا الكاتب أنه ضمير القرن العشرين ونفر من روايتيه مزرعة الحيوان و1984 ولكنه أول من تنبه إلى ان لاوريل روايتين أخريين لم تترجما إلى العربية هما(أيام في بورما) و(محاولة لاستنشاق الهواء)

ومن المفاهيم التي اجترحها عدنان منشد (السرد الطيفي) أو الشبحي وأكد ان له (علاقة بالأدب القوطي الطللي أو الاثاري الممزوج بالرعب والغموض عند تشارلز مايتورن وماري شيلي وبرام ستوكر وستيفنسون وردكليف وادجار ولوفكرافت) وإذا كانت رواية (عزازيل) ليوسف زيدان من أدب الغرابة، فان روايته(النبطي) من السرد الطيفي وقد راع عدنان منشد ما وجده فيها من سرد مبهر ومكثف. 

ومن الاجتراحات التي جاء بها عدنان منشد مفهوم (أفق اللغة الثالثة) وإذا كان السرد هو الافق الأول والحوار هو الافق الثاني فان اللغة الثالثة هي ما وجد في رباعية شمران الياسري كأهم الروايات العراقية التي يتوفر فيها هذا الأفق ويعني(معرفة شفرات السادة والشيوخ والحرامية التي درسها شمران عن كثب وهو داخل السجن) وهذه اللغة يستعملها (الموامنة الذين يجوبون الريف يتخاطبون بها ولها أسرار تتلخص في رفع الحرف الأول وجعله في آخر اللفظ مضافا إليه يدي ويحل حرف س محل الحرف الأول).

ووجد عدنان منشد في الرواية العراقية الراهنة وهنا وضعفا(خصوصا بعد هطول الروايات الكثيرة من أدبائنا العراقيين في الداخل والخارج كثيرا ما اشعر بالإحباط مما اقرأ من رواياتنا العراقية الجديدة) وأشاد برواية عبد الكريم العبيدي(كم اكره القرن العشرين).

وكتب عدنان منشد عن شعراء وأدباء وكتّاب ومسرحيين عراقيين مثل حميد المطبعي وسعد محمد رحيم وخليل الاسدي ومير بصري وجعفر السعدي وخليل شوقي وسامي عبد الحميد وجميل نصيف ومصطفى عبود وصلاح القصب وعقيل مهدي.

وأثنى على عزيز عبد الصاحب في عمله (لا ترسم عصفورا ناقصا) لأنه يحمل ذاكرة المسرح العراقي أو حولياته وأشار إلى ان له دورا في حضّ المؤلف على كتابة هذا العمل يقول: (ساهمت والى حد ما في تحريضه لكتابة مذكراته المسرحية في جريدة الاتحاد) وجنّس هذا العمل تجنيسا غريبا فسماه أدب المنصة المسرحي أو مدونات التمرين المسرحي البروفة ووجده مستعملا عند ستاسنسلافيسكي وميرهولد وبيتر بروك ويوجين باربا. والجميل انه اتبع دراسة الأب عبد الصاحب بدراسة الابن سعد عزيز عبد الصاحب كاتبا وممثلا ومخرجا.

ولم تكن الظواهر الثقافية والفنية تفوت عدنان منشد فكان يكتب وينبه وربما يتنبأ كما في ورقته (حلم اسطنبوليود من قيم العصملي إلى قيم الحرية المعاصرة) وورقته عن (الدراما التلفزيونية في العراق من النجاح إلى المأزق)

إن كتاب (من أوراق ساحة الأندلس) صورة صادقة لعدنان منشد المثقف الجامع والمبدع الاحتشادي الذي ودَّعنا من دون شجن، ورقدت روحه في ارض غير ارض الوطن.

وإذا كانت مناشدة عدنان منشد وزارة الثقافة قد ذهبت ادراج الرياح، فان الأوان ما زال أمامها لكي ترد الفضل لهذا المبدع وتعطيه حقه من الاعتبار والاستذكار محتسبة تاريخه الثقافي الطويل وما ناله خلاله من تجاهل وإحباط وعطالة وإهمال، لا بأن تسمي باسمه قاعة أو تقيم احتفالا وإنما تهتم وتدعم (منتدى المسرح) الذي هو أمنية عدنان منشد العزيزة، وبه سيذكره أصحابه ومحبوه وقراؤه فلا يذرفون الدموع لغيابه، بل يفخرون بعطائه ويشيدون بنبل روحه فتطيب ذكراه.

*********

فتى السبعينيات

جهاد مجيد

زورق خفاق الشراع , يواجه الريح فتنشطر إلى جانبيه, شراع صاريه عال, وكأن له عيوناً ترنو إلى الضفاف التي تروم، ولا تريم إلى سواها, فتى السبعينيات؛ عدنان منشد؛ هكذا كان زورقاً يمخر عباب الأيام الجميلة مزهواً بها ومزهوة به, فكيف تخطئه العيون ؟!

الفتى الجنوبي فارع الطول، بسحنة سمراء فاترة وشعر كثيف انسدل إلى الخلف متمثلاً موضة السبعينيات، يجوب طرق العاصمة التي انصتت جاداتها إلى وقع خطاه منذ حل بها مطلع السبعينيات؛ لتعرفه قاعاتها الأدبية وصالات عروضها المسرحية والسينمية، وليسجل حضوراً بيّنا في مقرات الفرق المسرحية وبين ممثليها ومخرجيها وفنييها كبارا وصغارا، روادا وناشئين، فرقة (مسرح اليوم) و(المسرح الشعبي) و(مسرح بغداد).

تحرك الفتى بعنفوان مشاعر الفتوة ولكن بتعقل وأناة قد تنعدم لدى الكهول؛ فكيف تخطئه العيون ؟!

يدير نحوه البغداديون والبغداديات أعناقهم؛ لكنه تشرّب مفردات قاموسه الجنوبي العفيف، فارتقى عن المغانم واجتازها، ولم تعق سيره الحثيث إلى نبل غاياته من أبجدية قاموسه: كل الزميلات أخوات؛ كل الصديقات أخوات؛ كل الرفيقات أخوات. مترجما أمثولة راسخة في وجدان العراقي الأصيل (أخوي: جاراته خواته) فكيف تخطئه العيون ؟!

 كيف تخطئ العيون فتى صاعدا بكل القيم التي شحبت أمام انفتاح عقد سبيعيني عارم؛ لكنها صمدت في ثنايا روحه وتلافيف وعيه المتوقد بها؛فكانت له كينونة فاعلة تجسدت بالخلق الرفيع سلوكاً، وولوج دائرة الإبداع وعياً. فقدّم نماذجه القصصية الأولى لتحتل حيزاً من مجلات وصحف تلك المرحلة ثم استهواه النقد المسرحي فدأب ينشر نقوده في نشرة (مسرحنا) فحظيت بالاهتمام والتقدير من لدن أساتذة المسرح وجمهوره السبعيني المميز.

ولم تخطئه عيون الحزب ، فضمه إلى بيته الكبير، وتشرفتُ بأن أوكلتْ إليّ مهمة استقباله والعناية به. لنبدأ علاقة فريدة شاخصة في الوسط الثقافي والاجتماعي علاقة صداقية عميقة تخطت الأطر التنظيمية المعهودة؛فتلازمنا من الصباح حتى بواكير الصباح التالي وكانت (ساحة الأندلس)الملتقى والمفترق؛مكان بين وقتين ضفرت بينهما أواصر صداقة تاريخية قلَّ وجود نظائرها في الزمن التالي لزمنها.

تلتقي عندها خطانا القادمة من الباب الشرقي مروراً بشارع السعدون حيث محطات توقفنا الحتمية بمقرات الفرق المسرحية أو صالات العروض السينمائية فجريدة طريق الشعب فمسرح بغداد القابع في فرع نسلكه إلى شارع النضال، فالساحة التي شمخت في عنوان كتاب لفتى السبعينيات لاحقا أهداه إلى (مرتاديها ومثقفيها ) مؤكدا التصاقه بها والتصاقها بذاكرته التي هي ذاكرة جيل تحمّل كل ما أدخرته الأقدار من أهوال مفاجئة ومريعة حين بدأ الدكتاتور حملاته الشيطانية: البوليسية الفاشية والحربية الصبيانية والإيمانية الزائفة لينقض بالكامل على معطيات العقد السبعيني الحضارية والاقتصادية والاجتماعية. لتحل الكوارث التي فتكت بأبناء تلك المرحلة الزاهية في التاريخ العراقي؛ فتفرق الأحباب كل في طريق؛ فمنهم من ابتلعتهم المعتقلات أو تواروا في المخابئ عن أعين الجلادين، ومنهم من غيبتهم المهاجر أو المقابر بعد أن طحنتهم الحرب الهوجائية الضروس أو قذفت بهم عند السواتر خارج المدن والقصبات مدفونين في الخنادق النتنة تمحقهم حمم آلات الحرب الفتاكة فذوى شباب تلك المرحلة فكانوا كعصف مأكول.

وكان عدنان منشد، فتى السبعينيات، واحدا منهم أو مثالاً كبيراً على المآسي التي حلت بهم؛ دليلا بارزاً على انطفاء ذواتهم وانسحاقها بالقبضة الهمجية للدكتاتور ومطاياه الوحوش.

ولم تستطع رياح التغيير التي هبت عاتية عاصفة بعد 2003 أن تذكي الجذى التي خبت تحت رماد عقود العسف والخسة والقباحة الدكتاتورية الرعناء.

وكان فتى السبعينيات أبان هذا الزلزال الهادر صوة الآتين من المهاجر ودليلهم إلى المواقع والذوات؛ حلوا أغرابا في عاصمتهم التي ما كانوا قادرين على التعرف عليها بعد أن تغيرت هصرا وتشويها بآليات الديكتاتورية البغيضة، فدلّهم من أين يبدأون وكيف يسيرون في طرق ما عادوا يعرفونها بعد غيبة دامت عقوداً.

أشار إليهم أين يتموضعون، وجمع لهم الأنصار والأعوان، ومكّنهم من التمترس والانطلاق فالصيرورة.

وفي نهاية المطاف لم يحظ منهم بأبسط حقوقه التي تضمن له العيش وتدرأ عنه غائلة الاحتياج في حين أغدقت الأعطيات والرواتب التقاعدية على من لايستحقونها من الادعياء والمفبركين.

عدنان منشد الذي خدم الثقافة والصحافة منذ مطلع السبعينيات وعمل في أبرز الصحف: طريق الشعب في عهديها السبعيني والالفيني، المدى، الاتحاد لكنه خرج منها صفر اليدين ليعيش آخر عمره فقيراً ولكن عفيفاً بذات العفة التي ترسخت في جيناته عبر قاموسه الجنوبي العفيف.

وككل الناجين من الهلوكوست الصدامي ناء الفتى السبعيني بحمل وشم الخيبة والخسران والإحباط وانزوى في (زاوية) من مكانه الأثير اللصيق بساحته الأثيرة ساحة الأندلس مع صحب استطاب منادمتهم ولاذ برفقتهم من هول معاناته لكنه كان يطل من هذه الزاوية بين الفينة والفينة جاهراً بموهبته، مؤكداً عمق تجربته رغم جسامة العطوب وعمق الجروح التي أحدثتها فيها آلة العسف الديكتاتورية.

وكأن المقادير التي جمعتنا لتنطلق صداقتنا من مدينة واحدة هي عاصمة بلدنا الحبيبة شاءت أن تجعل نهاية هذه الصداقة في مدينة واحدة أيضا لكنها مدينة أجنبية؛ هي مدينة سامسون التي لحق بي إليها رفيق روحي، ليودعني فيها يوم الجمعة التاسع والعشرين من تموز.

فنمْ رفيق الدرب مطمئن النفس، فستظل تنعم بذكر الأباة.

**********

عدنان منشد: ذهب ليترك أحلام يقظته الاجتماعية

أ.د. عقيل مهدي يوسف

أولا: كتاب(الإخراج المسرحي في العراق)

عدنان منشد منذ عام 1964 مثل في مسرحية(اوديب) إخراج مهدي السماوي، وقام بدور (إمبراطور) في مسرحية (توراندوت) إخراج كاتب هذه السطور تأليف(شيللر) وقام بإخراج (ربليكا) متفاعلا فيها مع طروحات(شاينة) وقدم لمحمد خضير (ساعات كالخيول) مخرجا وكذلك (حزن يوم ثقيل)من تأليف (علاء حسن)

حاول المؤلف عدنان منشد أن يجمع طائفة من مقالاته في صحيفة (الاتحاد) بصفحته النقدية الموسومة(ستارة) الخاصة بنظريات المسرح وتطبيقاته ونقده، محاولا ترسيم (تمفصلات) لأجيال الرواد، وهم الخط الأول: حقي الشبلي، جاسم العبودي، إبراهيم جلال، جعفر السعدي، بهنام ميخائيل، سامي عبد الحميد، بدري حسون فريد وجعفر علي، وقاسم محمد، وسعدون العبيدي، ومحسن العزاوي، وسليم الجزائري، وهو يؤطر (الريادة) الأولى كما يسميه , وطلبتهم في الجيل الثاني المذكور في أعلاه وصولا إلى الجيل الثالث من المخرجين(صلاح القصب، عوني كرومي، عقيل مهدي، فاضل خليل وسواهم) هادفا في كتابه إلى تأرخة المسرح في العراق وعلاقة منظومة النص بمكونات العرض وعناصره ؛ الشخصية والحوار والثيمة واللحن والمنظر حسب أرسطو في نظرية(المحاكاة) ومن ثم الأسطورة والملحمة مثل جلجامش واوزيريس والشاهنامة والإلياذة التي استوعبها المسرح بوصفها خصائص بدئية لانطلاق ذاكرة الشعوب التي رفدتها الاجيال المسرحية اللاحقة كما في طقوسها الإخراجية الحديثة - والتي حصر تجلياتها في المسرح العراقي مائة عام - وتنوع أساليب الإخراج منذ (ستانسلافسكي) و(برخت) وتفاعل المخرج العراقي معها، والقيام بتشكيل فرق رسمية واهلية متنوعة وأرشفتها من قبل(المفرجي) واضرابه من الباحثين ودور الرقيب الايديولوجي المتحكم بالقبول والرفض.

ويعرج على انطولوجيا المسرح العالمي من أصولها لدى هوميروس ودانتي منتقلا إلى (ابسن) و(سترندبرج) و(ماركيز) والأدب السردي في أمريكا اللاتينية ساردا الوضعية الدرامية من شكسبير إلى برناردشو ومن جوته إلى مسرح اللامعقول متوقفا عند منعطف (يوسف العاني وشهاب القصب وجليل القيسي وطه سالم وعادل كاظم)ومن ثم يدخل في تفصيل علاقة الممثل بالمخرج وتقنيات العرض وسيميائية العلامات وتحفيز المتفرج وإشكالية العرض والإبداع المتواصل في التجريب وشفرة الميزانسين وعلاقة الاجيال مسرحيا بالأبعاد الخاصة بالممثل ونماذج الحداثة وتنظيراتها ونقدها وتأويلاتها. ويذكر أسماء أخرى , مثل عزيز خيون وشفيق المهدي وعادل كوروكيس وما قدمه للمسرح ولا يغفل ذكر عزيز عبد الصاحب وحميد محمد جواد ويدون مسميات(الفرق الأهلية مثل المسرح الفني الحديث ومسرح الستين كرسي ومسرح اليوم).

لعلني أجد في رثائه لزميل دراسته عادل كوركيس ما يتطابق مع ما نكابده نحن برحيل (عدنان منشد) بذات المنطق وهو يدون في خاتمة الكتاب (ولعل مأساتنا جميعا في هذا الفنان انه كان يراجع رسالته المسرحية الأكاديمية وكتابه الجديد .. قبل أن توافيه المنية فكم كان جميلا منه أن يعطينا كل هذا، قبل أن يذهب)

وجميل، الراحل (عدنان منشد) أنه كان يتواصل معنا بالهاتف، قبل أيام، مزهوا بمراجعة كتابه الأخير ووضع اللمسات الأخيرة عليه قبل ان يذهب إلى دار العالم الآخر تاركا لنا التأسي لغياب عقلية إبداعية تنويرية حافلة بالتفاؤل والحب للإنسان في أية بقعة من هذا العالم شاسع الإرجاء.

ثانيا: في كتابه الثاني(من أوراق ساحة الأندلس)

يهديه إلى(مرتادي ساحة الأندلس في بغداد.. ومثقفيها) يقوم كتابه على محاور تخص(أدب الاعتراف) و(الادب السردي) و(المسرحي والدرامي) و(وجوه عراقية)، في رؤية شخصية وذائقية رفيعة، تجمع بين نصوص شكسبير وماركيز وايزابيل الليندي ومرتكزات أمين العالم والسجون والمنافي العراقية وادغار الن بو وجورج ارويل ورواية (عزازيل) ليوسف زيدان، ورباعية شمران الياسري ونجيب محفوظ وعوالمه المسرحية، وتجليات الليالي في المسرح، والتلفزيون في العراق والدراما، ويقف في تقييمه لوجوه عراقية عند(مير بصري وجعفر السعدي وخليل شوقي وسامي عبد الحميد وجميل نصيف ومصطفى عبود وصلاح القصب وعقيل مهدي)

ويختتم كتابه في (الثناء على من رحلوا) مثل خليل الاسدي وسعد محمد رحيم واصفا الأول بأنه تعب نفسيا وعضويا فتكاثرت عليه الأمراض (فمات) ويصف الثاني بأنه قد عانى من الاضطهاد والجور وعاش قرابة عامين في سجون الأمن العامة وعاش معاناته الشخصية في ذلك الزمن الصعب.

ويقول عدنان منشد: (طابت ذكرى سعد محمد في قلوب أصدقائه) ونضيف نحن طابت ذكراك أيها المبدع، عدنان منشد، في قلوب الأصدقاء والمحبين ويأسف لغياب(الموسوعي)حميد المطبعي والأديب والباحث الذي كان يعدل مؤسسة في رجل وأضاعوه باستسهال وخفة.!

**********

عدنان منشد

ـ تولد الناصرية في 1951

ـ قاص/ مسرحي / إعلامي

ـ صدر له:

(الإخراج المسرحي في العراق) 2003

ـ شارك في مجامع مشتركة في القصة القصيرة منها:

قصاصو ما بعد الستينيات ـ مجلة (الكلمة) 1974

قصص الطليعة الأدبية 1977

ـ اخرج للمسرح العراقي:

(ساعات كالخيول) محمد خضير 1998

(ربليكا) ليوزيف شاينا 1999

(حزن يوم ثقيل) 2000

له اعمال مخطوطة اخرى.

توفي يوم الجمعة المصادف 29 تموز في مدينة سامسون في تركيا.

***********

الصفحة الثامنة

الوجه الشمولي للديمقراطية الغربية قبل 66 عاماً منع نشاط الحزب الشيوعي في ألمانيا

في 17 آب 1956، تم حظر نشاط «الحزب الشيوعي في المانيا الألماني» (KPD) في جمهورية المانيا الاتحادية (المانيا الغربية). ومثل الحظر استثناء في الديمقراطية البرجوازية. وكان الحظر يعني أيضًا إصدار نسخة جديدة من أيديولوجية «الاستبداد»، هذه المرة بقيادة حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي الألماني.

تتمتع الأحزاب السياسية بأهمية قصوى في القانون الأساسي الألماني (الدستور)، باعتبارها شكلا أساسيا من أشكال تنظيم تمثيل الشرعية الديمقراطية، التي يجب أن تحقق الإرادة الديمقراطية وعملية تشكيل الرأي العام، اذ ينبغي أن يكون الناس قادرين على التصرف. لذلك يتطلب قرار حظر أحزاب معينة جهدًا قانونيًا وسياسيًا خاصًا، وبالتالي فهو استثناء: في عام 1952 حظر نشاط حزب الرايخ الاشتراكي الفاشي، وفي عام 1956 حظر نشاط الحزب الشيوعي في ألمانيا (KPD). ولم يحظر بعد ذلك نشاط أي حزب سياسي آخر في البلاد. ولم يثر الحظر المفروض على حزب الرايخ الاشتراكي الفاشي جدلا، لأن الحزب وضع نفسه في تقاليد النازية، وكان برنامجه يحاكي برنامج الحزب القومي الاشتراكي بزعامة هتلر، فإن الحظر المفروض على الحزب الشيوعي في المانيا KPD لا يزال مثيرًا للجدل حتى يومنا هذا.

الحظر بقرار دستوري

في ذلك الوقت، سارت إجراءات الحظر على النحو التالي: بعد جلسات استمرت خمس سنوات، وجدت المحكمة الدستورية في المانيا الغربية أن نشاط الحزب الشيوعي غير دستوري، وأصدرت قرارها بتاريخ 17 آب 1956؛ وبعد صدور القرار مباشرة وبسرعة لافته صودرت مطبوعات الحزب ونشرياته، ومطابعه وأصوله المالية في يوم إعلان الحكم، وتم تفتيش مكاتب الحزب وإغلاقها، واعتقال العديد من مسؤولي الحزب وقادته.

ولم يجر تبرير قرار الحظر بكون الحزب يمثل خطرا على النظام السياسي في المانيا الغربية أو حتى بالإشارة إلى الإرث الستاليني. وبدلاً من ذلك، قدمت المحكمة تفسيرًا تفصيليًا لنصوص ماركسية كلاسيكية، افترضت أنها تتعارض بشكل أساسي مع النظام الأساسي للديمقراطية الحرة. وهنا، اعتبرت المحكمة وصف المجتمع الرأسمالي بالمجتمع الطبقي، متناقضا مع المبادئ الإنسانية، لأن هذا التوصيف يتناقض، حسب فهمها، مع المفهوم البرجوازي للفرد الحر.

وبالمناسبة، فإن هذا التبرير والجدل بشأنه لم يفقد من أهميته شيئا حتى اليوم. ويمكن العثور عليه، على سبيل المثال، في تبرير وزارة الداخلية مراقبتها حاليا لصحيفة «Junge Welt“ (العالم الشاب) اليسارية اليومية، من قبل مكتب حماية الدستور (جهاز المخابرات الألماني). لذلك يجب أن يُفهم قرار المحكمة الدستورية على أساس طبيعته الأيدولوجية، بكونه قرارا أساسيا يعتبر الاشتراكية غير متوافقة في حد ذاتها مع النظام الأساسي الحر والديمقراطي المثبت في الدستور الالماني. كما يبدو الحظر المفروض على الحزب الشيوعي في المانيا بمثابة هجوم على الديموقراطية الاجتماعية وجميع المنظمات الأخرى للحركة العمالية واليسار ككل. ومن المفيد الإشارة الى انه على الصعيد الشكلي، لازال الحزب الديمقراطي الاجتماعي الحاكم حاليا في المانيا عضوا في الاشتراكية الدولية، وينشد أعضاؤه في مؤتمراته نشيد الأممية.

تأسيس «النظام الديمقراطي الحر»

ينبع مفهوم النظام الأساسي الديمقراطي الحر، المستخدم في هذا النقاش، من فكرة «الديمقراطية الحصينة»، أي القادرة على حماية نفسها، وبمثابة دليل للقانون الأساسي (الدستور)، والتي تدعي أنها تعلمت من أخطاء وغفلات جمهورية فايمار (119 – 1933) والنظام النازي، الذي أنهي استمرارها. والسردية المصاحبة لهذه القراءة تقول: ان نقطة ضعف النظام الديمقراطي لجمهورية فايمار ، كمنت بالميول اليسارية واليمينية المتطرفة التي رافقته، وسببت انهياره. وكانت هذه الميول السبب الرئيسي وراء وصول الاشتراكية القومية (النازية) إلى السلطة عبر الآليات الديمقراطية، وأن نظام فايمار لم يكن قادرًا على الدفاع عن نفسه بشكل فعال ضد هذه القوى المعادية للديمقراطية. ومن أجل التصدي لمثل هذه الهجمات في الوقت المناسب، فإن المطلوب الآن هو ديمقراطية محصنة جيدًا تلتزم بالقيم والمبادئ الأخلاقية غير القابلة للتأويل، وفي نفس الوقت، تدافع عنها.

كل شيء في هذه السردية خاطئ - من تفسيرها التاريخي إلى مضامينها السياسية. لأن تلك الأوساط المحافظة للبرجوازية، هي بالتحديد التي التزمت بهذه السردية، وشاركت الفاشيين عملية تخريب الديمقراطية، وبالتالي مهدت الطريق لصعود النازية. الشكوى من النظام السياسي «الليبرالي المفرط» لجمهورية فايمار لم تكمن في انتقاد عيوبه الحقيقية، لكنها كانت موجهة منذ البداية ضد الديمقراطية غير المرغوب فيها، وبشكل خاص ضد الاشتراكية والليبرالية.

بعد سنوات قليلة فقط من نهاية النظام النازي، تم حظر الحزب الشيوعي في المانيا مرة أخرى، استنادا الى معادلة ايديولوجية متطرفة تبدو مريرة هذه المرة، في ضوء استمرار العديد من منتسبي الأجهزة النازية في إدارة الولايات والحكومة الاتحادية في سنواتها المبكرة، وخصوصا في جهاز حماية الدستور (المخابرات). لقد لخص الصحفي هيريبيرت برانتل في صحيفة «زود دويتشه تسايتونج» (جريدة يومية محافظة واسعة الانتشار) ذات مرة الموقف التاريخي بطريقة جدلية: « في معسكرات الاعتقال النازية تم ملاحقة أعضاء الحزب الشيوعي من قبل النازيين السابقين، الذين أصبحوا ضباطا في جهاز حماية الدستور لاحقا».

ومع حظر الحزب الشيوعي في المانيا، بلغت دعاية معاداة الشيوعية، التي اكتسبت في سياق الحرب الباردة تأثيرا قويا، ذروتها. لقد أدت معاداة الشيوعية وظيفتها في تعزيز هوية النظام السياسي الاجتماعي الجديد في ألمانيا الغربية ا، وفي استقراره وإضفاء الشرعية عليه.  لقد رأى المستشار الأول لجمهورية المانيا الغربية كونراد أديناور أن ألمانيا «تواجه خيارًا بين العبودية والحرية»؛ ورأى وزير خارجيته هاينريش فون برينتانو، ضرورة ربط الصراع الدفاعي الغربي ضد «جماهير الشرق» التي من شأنها أن تجلب معها «الدمار والهاوية «. في تناول تحديث التاريخ الألماني في السنوات المبكرة للنظام السياسي في المانيا الغربية تصبح معاداة الشيوعية، كأعراض جانبية مزعومة، لا مفر منها لعملية بناء ديمقراطي ناجح.

ان الصراع من أجل الهيمنة السياسية، لم يكن يرتبط بقرارات أخلاقية لتحقيق قيم معينة، أو حتى للتصالح مع الماضي. كان الأمر يتعلق حصرا بطبيعة النظام الاجتماعي للمستقبل، وبالسلطة ومصالح رأس المال، وبفرصة إعادة تنظيم محتملة للتكوين السياسي والاجتماعي في مرحلة تاريخية بدت فيها أشياء كثيرة ممكنة. وتم التعبير عن ذلك بقمع المنافسين. بدأت عمليات القمع في وقت مبكر من عام 1950، حيث أصدر المستشار الألماني الغربي اديناور مرسوما منع بموجبه اعضاء الحزب الشيوعي وعصبة مناهضة الفاشية، وأعضاء تسع منظمات يسارية أخرى. من العمل في قطاع الخدمات العامة. وشهدت سنوات 1951 - 1968، وفي إطار المحاكمات السياسية، فتح 120 ألف قضية صدرت في قرابة سبعة آلاف قضية منها احكاما ضد شيوعيين ويساريين.

الحزب الشيوعي الألماني DKP خلفا للحزب المحظور

مع استمرا حظر الحزب الشيوعي في المانيا KPD حتى يومنا هذا، تمت الموافقة في عام 1968 على تأسيس الحزب الشيوعي الالماني DKP، وهي تسمية مختلفة، كخلف للحزب المحظور. وأثيرت تساؤلات حول كيفية التعامل مع هذا الحزب الشيوعي الجديد ليس في المعسكر اليميني أو المحافظ فقط، بل كانت هناك مخاوف من تسلل الشيوعيين لدى الحزب الديمقراطي الاجتماعي الحاكم حينها. لقد كان الديمقراطيون الاجتماعيين غير مهيئين للتعامل مع حزب منافس في المصانع والنقابات والأوساط الثقافية، وبالتالي فان فكرة حظر الحزب الجديد، في حال تحوله الى منافس قوي كانت حاضرة.

بعد فترة وجيزة من عدم اليقين، سرعان ما أصبح واضحا أن الحزب الجديد، لا يرتقي الى أداء سلفه، خصوصا في السنوات التي أعقبت نهاية الحرب العالمية الثانية، ولا يشكل أي تهديد سياسي داخلي، لا للحزب الاجتماعي الديمقراطي ولا للدولة، ولا لرأس المال. ورغم الجهود المبذولة، الا ان النجاحات المتحققة كانت محدودة. وعندما تم اصدار المرسوم المتطرف في عام 1972، والقاضي بحرمان الشيوعيين ومجموعات ماركسية أخرى من الوظائف في التعليم والبريد وقطاعات خدمة عامة أخرى، أصبح من الصعب على الحزب الجديد العودة الى ماضي الشيوعيين المؤثر. ورغم إيقاف العمل بالمرسوم عمليا حاليا، الا ان مئات من الشيوعيين واليساريين من ضحايا العزل الوظيفي لم يرد لهم الاعتبار، ولم يلغ هذا المرسوم بشكل رسمي لحد الآن.

يحظى الحظر المفروض على الحزب الشيوعي في المانيا KPD بأهمية كبيرة للثقافة السياسية في البلاد وآفاق تطورها؛ تم تضمين الدستور الألماني مقولة «مناهضة الشمولية»، وعمليا تم توظيف الخطاب الإيديولوجي المتطرف في وقت مبكر. وتاريخيا عزز ذلك فكرة اليمين في المساواة بين الشيوعية والفاشية، مما زاد من التقليل من خطر النازية، وترديد أسطوانة الالمان الضحايا.

في هذه الاثناء، تمكن جهاز المخابرات من ترسيخ نفسه كسلطة معادية للشيوعية يمكن بواسطتها للنازيين «السابقين» مطاردة أعدائهم الشيوعيين القدامى باسم الديمقراطية وسيادة القانون، بالإضافة الى المواقع الوظيفية التي يتيحها الجهاز. منذ حظر نشاط الحزب الشيوعي في المانيا، كان على الحزب الشيوعي الألماني حديث التأسيس، والأحزاب اليسارية والجمعيات والمنظمات بشكل عام السير على «صراط مستقيم»، لكي تحافظ على نهجها الجذري، وفي الوقت نفسه تثبت ولاءها للدستور.

العدو يقف يسارا

لقد عانى أداء الحزب الشيوعي في المانيا من التأثيرات السلبية للتقاليد الستالينية، وضراوة المواجهة بعد الحرب العالمية الثانية، التي كانت الأرض الألمانية ساحتها المباشرة، وتسخير كل الإمكانات لتسعير العداء ا للشيوعية، وكذلك من تقسيم مناطق النفوذ بين المعسكر الغربي والمعسكر الاشتراكي، ومع ذلك يمثل حظر نشاط الحزب خسارة لمنصة تقليدية ورمزية للغاية للحركة العمالية وقوة مهمة بالنسبة للأوساط الاجتماعية التي مثلها الحزب، وإمكانية للتعبئة والتنظيم في جمهورية المانيا الاتحادية الفتية (المانيا الغربية)، وكان للحزب ان يمثل معارضة برلمانية ، في مواجهة تسرب النازيين لجهاز الدولة الجديدة، وإعادة هيكلية النظام الرأسمالي فيها. لقد بين قرار حظر نشاط الحزب الشيوعي في المانيا، أنه على الرغم من كل التحول الديمقراطي والانفصال المزعوم عن النازية، استمرت موضوعة واحدة على الأقل، بالنسبة للدولة البرجوازية: العدو الحقيقي يقف يسارا.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

عن مقالة بعنوان «الحمر بيننا» بقلم أنطوان شمت نشرت في 20 اب 2022 في جريدة «نويوز دويجلاند» الألمانية

طالبوا بوقف فوري لإطلاق النار في أوكرانيا وبانهاء وجود الأسلحة النووية في أوروبا.. حوار بين الماركسيين والمسيحيين حول الأخلاق الاجتماعية والسلام

في نهاية شهر حزيران الفائت، عرضت في روما وثيقة تقيّم مشروع DIALOP الثقافي الذي يعمل فيه ماركسيون ومسيحيون سوية من أجل أخلاقيات اجتماعية شاملة تتجاوز المعتقدات المختلفة. وطالب الكاثوليكيون والماركسيون بوقف فوري لإطلاق النار في أوكرانيا وانهاء وجود الأسلحة النووية في أوروبا.

تعاون بعد عداء

تحت شعار “ مسيحيون واشتراكيون في حوار. بعد العداء العمل المشترك”، اجتمعت 60 شخصية في 28 حزيران الفائت في أحد الفنادق الفاخرة قرب مبنى البرلمان الإيطالي. ونظم الاجتماع من قبل مجموعة التنسيق التي تضم كورنيليا هيلدبراندت ، فيلسوفة وتعمل في عدة مؤسسات بحثية بضمنها مؤسسة روزا لوكسمبورغ، فرانس كرونريف مهندس معماري وعالم لاهوت نمساوي. بدأ في أواخر التسعينيات حوار ماركسي مسيحي منظم مع والتر باير وآخرين في فيينا، ولويزا سيلو هي عازفة فلوت كلاسيكية إيطالية واكاديمية معروفة عالميا، و فالتر باير السكرتير الأسبق للحزب الشيوعي النمساوي ومنسق شبكة “تحول للبحوث التابعة لحزب اليسار الأوربي. لقد خرج الاجتماع بوثيقة وضعت من قبل ماركسيين ومسيحيين من أجل الأخلاق الاجتماعية التي تتجاوز المعتقدات المختلفة.

كتبت “اخبار الفاتيكان: “إن الوثيقة نتيجة حوار بدأ منذ بعض الوقت بين المكونات المختلفة. يدور، وفق الداعمين له، حول إمكانية التوصل إلى اتفاق، يشكل أساسا لمعرفة وفهم بعضنا البعض من خلال إقامة علاقات مبنية على الثقة المتبادلة. حوار عابر للأحزاب وباحترام متبادل كامل. يمكن للاشتراكيين والشيوعيين والمسيحيين أن يجتمعوا معًا ويحققوا معًا ما كان يبدو، قبل بضع سنوات، مستحيلًا: أخلاقيات اجتماعية مشتركة يمكن اقتراحها كرسالة جديدة لأوروبا الباحثة عن هوية”.

 وقال أنجيلو فينتشنزو زاني رئيس أساقفة الكنيسة الكاثوليكية الرومانية، في رسالة التحية التي بعث بها إلى الاجتماع، إن الاجتماعات تدور حول إيجاد أماكن يمكن فيها تحقيق “تشكيل شامل”، “يمكن تحقيقه من خلال حوار حقيقي ومفتوح وبناء، حيث يمكن أيضًا تبادل الخبرات المتعارضة تمامًا، ولكن وصولا إلى الهدف المشترك المتمثل في بناء مجتمع أكثر عدلاً ورعاية”، و”يجب أن نستمع إلى صوت المستبعدين والمهمشين وأن نبدأ عملية تكامل وتنمية شاملة”.

البداية

بدأ مشروع الحوار في عام 2014 بفكرة للبابا فرانسيس في اجتماع مع أليكسيس تسيبراس، زعيم حزب اليسار اليوناني سيريزا، ورئيس الوزراء اليوناني فيما بعد، وفالتر باير منسق شبكة “تحول” والسكرتير العام الأسبق للحزب الشيوعي النمساوي، واللاهوتي النمساوي فرانس كرونريف.

اقترح رئيس الكنيسة الكاثوليكية خلق مساحة للحوار بين اليسار الأوروبي والكاثوليك حول التحديات التي تواجه كوكبنا، ولا سيما الأزمات البيئية والمجتمعية. وفي السنوات التالية، انضمت إلى المشروع الذي تحول إلى منتدى، منظمات أخرى، وجامعات ومنظمات غير حكومية قريبة من الطرفين المتحاورين. وتحت رعاية المنتدى، تم عقد العديد من الاجتماعات والندوات والمؤتمرات في السنوات الأخيرة بمشاركة مفكرين وأكاديميين وطلاب من مختلف البلدان. ويرأس المجلس الاستشاري العلمي للمنتدى خوسيه مانويل بيورزا، الأستاذ الجامعي للعلاقات الدولية وعضو البرلمان البرتغالي عن حزب “كتلة اليسار”. والمرجعية الرئيسية لمشروع المنتدى هي نداء البابا فرنسيس ضد “اقتصاد قاتل”

البابا فرانسيس:

هذا النظام يحتاج إلى الحرب

في أول إرشاد رسالي له، ما يقابل البيان الحكومي، صاغ البابا فرنسيس نقدًا حادا للرأسمالية. فهو ينتقد “التهرب الضريبي الأناني”، و “الأصنام الجديدة”، و “الاستهلاك الجامح”. ولخص نقده باختصار: “هذا الاقتصاد يقتل”. ونادى: “لم نعد قادرين على الوثوق بالقوى العمياء واليد الخفية للسوق ... هذا الاقتصاد يقتل ... عليك أن تقاتل لتعيش، وغالبًا لتعيش بقليل من الكرامة فقط”.

في حزيران 2014، وفي مقابلة مع صحيفة “لفنغوارديا” الإسبانية اليومية، وجد مرة أخرى كلمات واضحة عن الهمجية الرأسمالية والحروب. يقود النظام الاقتصادي العالمي إلى “البربرية”، يحتاج إلى الحرب ويضع المال وليس الناس في المركز. وقال: “يجب خوض الحروب من أجل بقاء النظام، كما فعلت الإمبراطوريات العظيمة دائمًا. لكن لا يمكنك خوض حرب عالمية ثالثة، لذا فإنك تلجأ إلى حروب إقليمية”.

التعارف كخطوة أولى

يقول البرفسور ميشيل زانزوتشي أحد العاملين في المنتدى: “أهم شيء هو الحوار نفسه، أي حقيقة أنه يمكننا التحدث مع بعضنا البعض واحترام معتقدات بعضنا البعض. إنه ليس حوارًا بين المؤمنين وغير المؤمنين. الجميع يؤمن بشيء ما. إنه حوار بين مختلف المؤمنين” ويضيف “ لكي تكون قادرًا على إجراء حوار حقيقي، عليك أولاً التعرف على الآخر وفهمه. عليك معرفة منطلقات المحاور الذي أمامك. ولتجنب الإجماع الظاهري وسوء الفهم السطحي والخطأ، يجب علينا أولاً تقديم معارضة “مؤهلة”، أي واضحة، مؤكدة، ومفهومة، ومعللة جيدًا. وهناك حالات لا يتم فيها التوصل إلى اتفاق، لعدم إمكانية التوصل اليه. إن الحوار أهم من الاتفاق على قضايا منفردة. حتى لو لم يتم التوصل إلى اتفاق، يبقى المسار المتبع، الذي يسمح بالنظر إلى الآخر، الذي يختلف عنك، بتفاؤل على أساس الثقة المتبادلة”.

أوضحت لويزا سيلو، أن الوثيقة التي قدمت “تتعقب تاريخ التضاد بين المسيحيين والاشتراكيين ثم تقدم حصيلة للنقطة التي تم الوصول اليها، أي الحوار الذي نجريه، والذي يتكون من إجماع متباين ومعارضة مشروطة”. وان “الهدف هو أخلاقيات اجتماعية مشتركة يمكن من خلالها ربط التعليم الاجتماعي للكنيسة بالنقد الماركسي. لقد كانت الاستجابة لنداء البابا فرنسيس ضد اقتصاد يقتل، وهي قضية يراقبها اليسار عن كثب، نقطة مرجعية أساسية واحدة “. وأضافت في حديثها عن اليسار اليوم: “لا بد القول إن هذا اليسار الذي يدير الحوار الآن لم يعد هو اليسار الذي رأيناه قبل 20 عامًا. لقد حدث تغير في العصر والعقلية”.

اوكرانيا

في ندوة بحثية للمنتدى عقدت في فيينا في 21 حزيران الفائت، ناقش الكاثوليك والماركسيون حالة الحرب التي عصفت بأوروبا مرة أخرى وآثار الأسلحة النووية. وتم اصدار البيان التالي:

وقف إطلاق النار في أوكرانيا

ومن أجل اوربا خالية من الأسلحة النووية

بلا شك ان الغزو الروسي لأوكرانيا انتهاك صارخ لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي. وكان من الممكن بالتأكيد حل الخلافات بين روسيا مع أوكرانيا وحولهما عبر المفاوضات بدعم من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، مع حماية المصالح الأمنية لجميع البلدان.

وينبغي أن تجبر الحقائق المروعة للصراع الجاري كلا الجانبين على الجلوس إلى طاولة المفاوضات في أسرع وقت ممكن لتجنب إطالة أمد الحرب وتصاعد الخسائر وتحقيق سلام عادل

لذلك ندعو إلى وقف فوري لإطلاق النار لإنقاذ الأرواح وبدء عملية تؤدي إلى سلام إيجابي. علاوة على ذلك، تُظهر الحرب في أوكرانيا والترسانات النووية الموجودة في المنطقة بوضوح مدى خطورة الحروب في عالم اليوم، حيث يمكن أن تتصاعد بسهولة إلى حرب نووية. وفي الوضع العالمي الحالي، “يصبح الهدف النهائي الإلغاء التام للأسلحة النووية تحديًا وضرورة أخلاقية وإنسانية”، كما أكد البابا فرانسيس في رسالته العامة “فراتيللي توتي”.

لقد كان التوقيع والتصديق على معاهدة حظر الأسلحة النووية، التي دخلت حيز التنفيذ في عام 2021، وتضم حاليًا 87 دولة، خطوة أولى مهمة نحو عالم خالٍ من الأسلحة النووية. وتفتح هذه المعاهدة أيضًا إمكانية إعادة فتح النقاش حول إنشاء مناطق خالية من الأسلحة النووية في أوروبا، والتي يمكن أن تصبح عنصرًا حاسمًا في هيكل أمني أوروبي جديد. ندعو جميع الحكومات إلى التصديق على هذه المعاهدة الدولية والالتزام بالرفض التام لامتلاك أو استخدام الأسلحة النووية.

ان مشروعنا بحد ذاته هو تمرين في حوار مستمر بين مختلف الثقافات. وما كان يعتبر مستحيلا أصبح ممارسة ذات نتائج إيجابية. وعلى هذا الأساس، ندعو جميع الجهات الفاعلة ذات العلاقة في هذه الحرب (الحكومات، منظمات المجتمع المدني، الكنائس، إلخ) إلى الالتزام بمبادرات ملموسة للقاء والحوار، لأن هذه هي الطريقة الوحيدة لتحويل الحرب إلى عملية سياسية سلمية.

ــــــــــــــــــــــــــــــ

فيينا، 21 حزيران 2022

**********************************

الصفحة التاسعة

فيرستابن يواصل انتصاراته في فورمولا 1

أمستردام ـ وكالات

تمكن ماكس فيرستابن من الفوز بسباق الجائزة الكبرى الهولندي، ضمن منافسات بطولة العالم لسيارات الفئة الأولى (فورمولا 1).

وهذا هو عاشر انتصار لفيرستابن خلال العام الجاري، والرابع على التوالي، وقد حققه في بلاده على حلبة زاندفورت، في السباق الخامس عشر ضمن منافسات هذا الموسم.

وجاء في المركز الثاني البريطاني جورج راسل (مرسيدس)، بينما حل سائق موناكو شارل لوكلير ثالثا (فيراري).

وحل رابعا البريطاني لويس هاميلتون (مرسيدس)، فيما جاء في المركز الخامس المكسيكي تشيكو بيريز.

وستقام منافسات السباق المقبل على حلبة مونزا.

ويتصدر البطولة ماكس فيرستابن ب 310 نقاط، يليه في المركز الثاني شارل لوكلير ب 201 نقطة، وهو نفس رصيد تشيكو بيريز.

**********************

منتخب الشباب يواصل معسكره في أربيل

بغداد ـ وكالات

يواصل منتخب الشباب تحضيراته في معسكره المقام في أربيل استعداداً للتصفيات المؤهلة الى نهائيات كأس آسيا للشباب.

وقال المنسق الإعلامي لمنتخب الشباب “قحطان المالكي” أمس الاثنين، إن” من المفترض ان يكون المعسكر التدريبي في تركيا، لكن قائد الجهاز الفني “عماد محمد” ارتأى أن يعسكر المنتخب في اربيل لوجود أغلب اندية الدوري الممتاز ما يضمن للمنتخب اقامة مباريات مع الفرق المحلية”.

واضاف المالكي أن “المعسكر يعد بوابة للدخول في غمار المنافسات المؤهلة الى كاس آسيا التي نقلت من البصرة بقرار من الاتحاد الآسيوي “، مبيناً، أن” اهداف المعسكر بدأت تتحقق من خلال الانسجام والرؤية الواضحة للجهاز الفني بإضافة اسماء جديدة لتشكيلة المنتخب الشبابي”.

وأوضح المالكي أن “اللاعبين المحترفين اعتذروا عن المعسكر بعد ارسال دعوة رسمية للأندية التي رفضت تفريغ اللاعبين باستثناء لاعب غرافشاب الهولندي بلند حسين الذي سيلتحق بمعسكر المنتخب، اما المحترف شربل شمعون، فقد تعذر حضوره بسبب مشكلة ادارية”.

يذكر ان منتخب الشباب بقيادة عماد محمد تغلب ودياً على فريق نوروز بهدفين من دون مقابل وخسر امام اربيل بهدف بدون مقابل، وسيلاقي فريق الحدود في السابع من الشهر الحالي.

--************************

العطية بطلا لرالي لبنان الدولي

بيروت ـ وكالات

توج القطري ناصر صالح العطية بطلا للقب النسخة الرابعة والأربعين من رالي لبنان الدولي، الجولة الأخيرة من بطولة الشرق الأوسط للراليات للموسم 2022، التي أقيمت أمس الاول الأحد، وذلك للمرة الثانية في مسيرته.

وجاء تتويج العطية بالرالي صحبة ملاحه الفرنسي ماثيو بوميل على متن سيارة “فولسفاكن بولو جي تي آي”، بعد احتفاظه في جولة الأمس بصدارة الترتيب العام المؤقت للمنافسات عقب احتلاله المركز الأول، وتصدره المرحلة الاستعراضية التي أقيمت مساء الجمعة الماضي.

وبلغت المسافة الإجمالية لرالي لبنان، الذي يشكل الجولة الختامية من بطولة الشرق الأوسط، 478.83 كم، منها 286.53 كم طول المراحل الخاصة للسرعة وعددها 10 مراحل.

وسيطر السائقون اللبنانيون بشكل واضح على لقب رالي بلادهم، حيث يملك روجيه فغالي الرقم القياسي في عدد مرات الفوز برصيد 15 لقبا، يليه جان بيار نصر الله بثلاثة ألقاب.

وأحرز الإماراتي محمد بن سليم اللقب 4 مرات، فيما حقق السعودي عبد الله باخشب اللقب مرة واحدة.

*******************

إنجاز تاريخي.. أنس جابر تبلغ ربع نهائي أمريكا المفتوحة

نيويورك ـ وكالات

حققت نجمة التنس التونسي أنس جابر فجر أمس الاثنين إنجازا تاريخيا جديدا، بتأهلها لأول مرة للدور ربع النهائي في بطولة أمريكا المفتوحة للتنس.

وجاء ذلك بعد فوز أنس جابر على اللاعبة الروسية فيرونيكا كوديرميتوفا المصنفة 18عالميا، بمجموعتين دون رد بواقع (7-6) و(6-4)، بعد ساعة و32 دقيقة من اللعب.

وستواجه أنس جابر اليوم في ربع النهائي الأسترالية أجلا توملجانوفيتش، المصنفة 46 عالميا، والتي أزاحت في ثمن النهائي الروسية لودميلا سامسونوفا المصنفة 35 عالميا بمجموعتين دون رد بواقع (7-6) و(6-1).

دخلت أنس جابر المباراة من أجل ضرب عصفورين بحجر واحد: التأهل لدور الثمانية لأول مرة والثأر من الروسية التي هزمتها في ثلاث مناسبات سابقة وآخرها في ربع نهائي بطولة سان خوسيه الأمريكية. ولم تبدأ البطلة التونسية اللقاء جيدا، ما مكن الروسية من التقدم عليها (5-2)، قبل أن تقلب أنس الطاولة بريمونتادا عالمية وتفوز بالمجموعة الأولى (7-6).

وفي المجموعة الثانية سيطرت أنس جابر على المجريات منذ بدايتها حتى أنهتها بنتيجة (6-4)، لتبلغ ربع نهائي أمريكا المفتوحة وتهدي تونس والعرب إنجازًا جديدًا في بطولة كبرى.

********************

النجف يواجه سباهان أصفهان وديا

النجف ـ طريق الشعب

يلتقي النجف العراقي، سباهان أصفهان الإيراني في مباراة ودية تقام ضمن معسكر الفريق العراقي التدريبي الخارجي، استعدادا للموسم الجديد.

وقال النادي في بيان عبر موقعه الرسمي، “تم إكمال جميع ترتيبات المعسكر التدريبي الخارجي لفريقنا، الذي سيقام في مدينة أصفهان الإيرانية خلال الفترة من 12 وحتى 25 من أيلول الجاري”. وأضاف: “هناك اجتماع عبر تطبيق زووم، جمع رئيس نادينا مع نظيره الإيراني وتحدثا فيه عن استعداد إدارة سباهان لاستقبال وفد نادينا وتوفير مستلزمات نجاح المعسكر”.

وأوضح: “إدارة النادي الإيراني، شكلت فريق عمل مكون من 7 أشخاص، لمرافقة وفد النادي طيلة فترة تواجده في إيران”.

*****************

تعاقدات أندية الدوري الممتاز

متابعة ـ طريق الشعب

أعلنت إدارات أندية رياضية من الدوري العراقي الممتاز لكرة القدم، أمس الاثنين عن تعاقدات جديدة مع لاعبين ضمن الانتقالات الصيفية.

وتعاقدت ادارة نادي الميناء مع المدافع المحترف البنمي رودريك ميلر قادماً من نادي القوة الجوية، كما وقع المدافع الكرواتي سيباستيان انتيتش عقد انضمامه للميناء لموسم واحد بعد اجتيازه الفحص الطبي.

كما أعلنت إدارة نادي كربلاء عن تعاقدها مع الحارس عبد العزيز عمار، للذود عن عرين الفريق الأول في الموسم المقبل لموسم واحد.

بينما وقع المهاجم محمد قاسم على كشوفات عقده لتمثيل فريق الكرخ قادما من الشرطة لتدعيم صفوف «الكناري» للموسم الكروي المقبل.

وكان مهاجم محترف من جنوب إفريقيا قد انضم لفريق نادي الزوراء الى جانب 14 لاعباً جديداً بمعسكر النوارس في تركيا الذي انطلق في انطاليا ويستمر لغاية 19 أيلول المقبل.

**********************

وقفة رياضية.. واقع الأندية الرياضية العراقية..  ملاعبها وبنيتها التحتية وقياداتها وتوجهاتها

منعم جابر

تأسست الأندية الرياضية العراقية مطلع ثلاثينات القرن الماضي وقام بتأسيسها نخبة من معلمي الرياضة الناشطين والبارزين في الوسط الرياضي وكان دافعهم الصدق والإخلاص للوطن ورياضته ودعمهم للنشاطات والفعاليات الرياضية والألعاب، وقد أشرفت على هذه الأندية الوليدة يومها وزارات الداخلية والعمل ثم المعارف (التربية) ثم الشباب واليوم تشرف عليها وزارة الشباب والرياضة. وكانت هذه الاندية مدعومة باشتراكات أعضائها والمنحة السنوية المقدمة لها من الحكومة. وكان عملها ونشاطها تطوعياً واندفاعاً ذاتياً ونمت وتزايدت اعداد الأندية بفضل تطور الوضع الرياضي ونمو الألعاب والتوجهات الرياضية، واستمرت الحال هكذا حتى الثمانينات حيث توجهت الاندية الرياضية وفق سياسات جديدة هي (التمويل الذاتي) وتغير حال هيئاتها الادارية وصار من العاملين في إدارات الأندية يبحث عن الفوائد والمكاسب واستمر تراجع واقع الأندية الرياضية حتى وصلنا الى هذه الأيام، وبناء على ذلك نجد اليوم ان تشريع قانون جديد للأندية الرياضية أصبح ضرورياً بسبب التطور في الواقع السياسي الجديد وفي مقدمته تغيير فلسفة النظام السائد آنذاك (شمولية النظام) وسطوته على جميع القطاعات في المجتمع ومنها القطاع الرياضي والتدخل فيه. علماً ان واقع الأندية الرياضية ظلت على حالها منذ ما يقرب من نصف قرن، حيث صدر قانون للأندية سنة 1986 وعدل عام 1988 وهو يحمل في طياته كل نواقص وعيوب النظام الشمولي (البائد).

قانون جديد للأندية الرياضية

ان الواقع الجديد يتطلب قانونا جديدا للأندية الرياضية يتناسب مع الفلسفة الجديدة للنظام القائم والذي يعتمد على حرية كاملة للنظام الاقتصادي القائم. لذا نناشد الجهات المختصة في وزارة الشباب والرياضة واللجنة الأولمبية الوطنية العراقية ولجنة الشباب والرياضة البرلمانية ان تقوم في اصدار قانون جديد للأندية الرياضية لأنه يشكل أساس القوانين الرياضية المطلوبة مثل قانون الاتحادات الرياضية وقانون اللجنة الأولمبية الوطنية العراقية وقانون الاحتراف وقانون الاستثمار الرياضي وغيرها من القوانين النافذة. ونؤكد في قانون الأندية المقترح على أهمية إدارة الأندية بصيغ جديدة واعطائها فضاءات واسعة وحرية بالتملك والاستثمار الرياضي وشمولها بحقوق احترافية وكل اشكال التملك. على ان تساهم الحكومة بدعومات مالية للأندية وعينية مثل قطع أراض وقروض بدون فوائد للمساعدة على انشاء هكذا اندية وتتمتع بشخصية معنوية مستقلة ولها القدرة على التصرف لمصلحة انديتها.

اندية للهواة وأخرى للمحترفين

كنا قد ناشدنا الجهات المختصة رياضياً بدعوة مختصين بالرياضة ورجال القانون لغرض تشريع القانون المناسب للأندية الرياضية والذي يتناسب مع الظروف الحالية وحاجة الوطن، ونقترح الى قسمين:

1- اندية للهواة وتشمل العابا متنوعة للبنين والبنات، وهذه الأندية تكون مرجعيتها لوزارة الشباب والرياضة وتشمل على ممارسة خمس العاب على الأقل وبواقع أربعة اندية في مركز المحافظة وناديين في كل قضاء وناد واحد في كل ناحية وممكن إقامة ناد ريفي واحد وحسب الحاجة، وتكون هذه الأندية للبنين والبنات على ان ترتبط هذه الأندية بدائرة التربية البدنية في وزارة الشباب والرياضة على ان تتمتع بهيئات إدارية لا تقل عن خمسة ولا تزيد عن سبعة مع أهمية وضرورة تواجد اختصاص رياضي في عضويتها إضافة الى عنصر نسوي لإدامة التواصل مع المرأة ونترك التفاصيل لمشرعي القانون.

2- اندية للمحترفين للألعاب الجماعية والمتنوعة، وهذه الأندية تشمل الألعاب الجماعية المتنوعة ويفضل اقامتها كشركات مساهمة وحسب ما ورد في الكتاب الأبيض للدكتور كاظم العبادي (كشف الاتحاد الآسيوي لكرة القدم عيوب الأندية العراقية حيثما طلب منه الالتزام بضوابط رخص الأندية الآسيوية. عرف العراق يومئذ ان انديته مجرد كيانات هشة ضعيفة ولم يتعظ أحد من هذا الدرس القاسي). وأضاف الدكتور العبادي في نفس المصدر بانه (كان يجب الجلوس والتفكير بحل جذري يعيد الامل لجمهور الكرة العراقية في تأسيس اندية جديدة لكن فضلوا الاستعجال والترقيع في تلبية الشروط الآسيوية من اجل رخص الأندية متناسين ان الأندية الجيدة هي عبارة عن شركات استثمارية). وممكن ان تتحول اندية المؤسسات الى شركات استثمارية ويكون المساهمون فيها أعضاء في مجالس اداراتها اما هيئاتها الإدارية فتضم في عضويتها بانتخابات لأنديتها من بين الشخصيات الرياضية، وهي بهذه الحالة تقدر على توظيف أموالها وتحقيق أرباحها وتطوير استثماراتها. وهذا يتطلب قانونا جديدا وهيئات عامة جديدة.

الواقع الجديد يتطلب نظاماً جديداً

وبهذا نستطيع ان نطّلق القانون السابق للأندية الرياضية ونضع قانونا جديداً يأخذ بالنظام الاحترافي ويعتمده اساساً في القانون، وستكون هذه الأندية استثماراً فاعلاً ونشطاً للرياضة وسياساتها، وستعمل الحكومة على تطوير هذه الأندية ومساعدتها من حيث تقديم قطعة ارض بإيجار طويل وقرض بدون فوائد وعلى مدى خمسة وعشرين عاماً وبمبلغ محترم للمساعدة في بناء منشآت النادي وملاعبه والقاعات الرياضية التي يحتاجها النادي وبهذا نستطيع ان نقدم اندية نموذجية وفاعلة وقادرة على النجاح والتقدم يعكس المستوى الحضاري لواقع البلد.

ويسرنا في جريدة “طريق الشعب” ان نتواصل مع الأفكار والمقترحات التي تخص الأندية الرياضية ونظامها الأساسي.

***********************

الصفحة العاشرة

الأهوار.. فردوس السومريين

هناء العبودي

هذا الكتاب نتاج باكورة أعمال امرأة عراقية سومرية الجذور، ولدت وسط حضارة ماروس السومرية وهي مدينة سوق الشيوخ حاليا، فيه إشارات ومفردات تذكر لأول مرة عن عالم الاهوار العراقي الساحر.

الكتاب من تأليف هدى الجاسم، صادر عن دار الحكمة للطباعة والنشر في القاهرة، الطبعة الأولى لسنة 2019، يقع في 391 صفحة من القطع الكبير ويتكون من عشرين فصلا.

 جاء الفصل الأول بعنوان (في جنوب العراق) تتحدث فيه الكاتبة عن منطقة الاهوار، اذ تشكل مساحة المحافظات الجنوبية الثلاثة : البصرة والناصرية والعمارة، وهي تعد اقليما (ان صح التعبير) فريدا من نوعه في العراق والعالم اجمع يسمى (إقليم القصب) نظرا لوفرة القصب فيه، وقد قدرت مساحته بـ (10000) كم٢ من العراق تميزت المنطقة بوفرة مائها وقلة ارضها اليابسة، إضافة إلى أقاليم أخرى مثل إقليم تربية الجاموس،  وإقليم الزراعة، بينما جاء الفصل الثاني بعنوان (المرأة الاهوارية)، تحدثت فيه هدى الجاسم عن المرأة في الاهوار والظلم الكبير الذي وقع عليها نتيجة العادات والتقاليد السائدة في المنطقة تحت وطأة القبيلة والعشيرة،  وقد شكلت هذه المرأة صورة جميلة وعميقة بمؤازرتها لاخيها الرجل سواء كان زوجا أو أبا أو اخا في أغلب المجالات، فيما تحدثت في الفصل الثالث (الفن بالاهوار) عن آلة الناي، والجدية في الحب والشجن عند عشتار حين تندب وتنوح على الفتى السومري العاشق (الاله تموز)، والناي تاريخيا من أقدم الآلات الموسيقية بحسب المصادر التاريخية والرقم الطينية التي عثر عليها عند السومريين والبابليين والمصريين، والاسم القديم له (نا) أو(نابو)، وتحدثت ايضا عن أبرز المطربين الريفيين في تلك الحقبة ومنهم مسعود العمارتلي الذي اشتهر بطور المحمداوي الذي نشأ في عشائر آل بو محمد واول من غناه محمد بن يسر، وطور الصبي نسبة إلى طائفة الصابئة الحالية، إضافة إلى أطوار أخرى كطور الصالحية والساعدية ومن أشهر مطربيها نسيم عودة، فيما تخصص الفصل الرابع لاصحاب الديانة المندائية في الاهوار الذين يتكلمون اللغة المندائية  mandaen وهي من اللغات السريانية والإرامية القديمة، واليهود الذين يتكلمون اللغة العبرية وعلاقة كلتا الديانتين مع المسلمين، أما الفصل الخامس فقد تخصص بـ (المعدان) وهم اقوام عربية سكنت الاهوار ومفردها (معيدي) ويتميزون بتربيتهم الجاموس واعتمادهم على صيد الأسماك كمصدر للرزق كما يتميزون ببناء صرايف القصب ذات الطراز المعروف بـ (المضيف) فضلاً عن صنع قوارب الخشب التي تسمى المشاحيف (جمع مشحوف) أما الفصل السادس والسابع فقد تحدثت الكاتبة فيهما عن معنى كلمة (هور) وهو القطيع من الغنم سمي به لان من كثرته تجعله يتساقط بعضه على بعض كما جاء في معجم تاج العروس، والراي الثاني ما لا يرى طرفاه من سعته كما جاء في لسان العرب لابن منظور، فيما خصصت الفصل الثامن عن الأمثال الشعبية الشائعة في الاهوار باللهجة العراقية الدارجة وهي الأمثال نفسها التي يتداولها سكان مدن الناصرية وميسان والبصرة.

والفصل التاسع عنوانه (الاهوار والمبدعون) وفيه سلطت الباحثة الضوء على بعض الأسماء الاهوارية المبدعة مثل الشاعرة فدعة الازيرجاوية والاديب والكاتب فهد الأسدي،  فيما خصصت الفصل العاشر للحديث عن العادات والتقاليد في الاهوار مثل (الرادة) وتطلق عادة على الرجل الذي يرغب بالزواج من امرأة يقولون عليه (رجل عنده رادة)، و (المشاية) عندما يذهبون لخطبة فتاة، وكذلك عادات وتقاليد أخرى خصوصا ايام الاعياد منها زيارة الاهل والأقارب ومضيف الشيخ لإلقاء التحية والسلام في العيد وتناول الأكلات الشعبية المشهورة مثل (المسموطة) وهي الأكلة المفضلة لدى الاهواريين،  واكلة (الطابك) و(السياح) فيما تحدثت في الفصل الحادي عشر عن الاهوار وجمالها بعنوان (لوحة من الاهوار ) أما الفصل الثاني عشر بعنوان (حضارة القصب) وتذكر فيها اول أداة للكتابة وهو القلم المصنوع من القصب الذي جعلت حافته مدببة ليكتب على لوح الطين الحرف الأول من حضارة وادي الرافدين، تسترسل الباحثة بقية فصول الكتاب، فيأتي الفصل الثالث عشر بعنوان (الرسالة الاخيرة) وفيه تحدثت عن ارتفاع منسوب المياه في بعض ايام السنة والبحث عما يأويهم من (شكوص) (جمع شكص) وهو مجرد سقف من القصب إلى(بارية) والتي تكفي فقط للجلوس.

أما الفصل الرابع عشر بعنوان (عشق الاهوار) والفصل الخامس عشر بعنوان (قصائد من الماء والقصب والبردي)، الفصل السادس عشر (منازل القصب)، الفصل الفصل السابع عشر بعنوان (سفينة دجلة)   الفصل  الثامن عشر عن (البيئة في الاهوار)، الفصل التاسع عشر عن  (المصايف في الاهوار)، وأخيرا الفصل العشرون بعنوان (حكايات واساطير) والذي اختتمت به الباحثة الكتاب بما هو متداول بين الناس جيلا بعد جيل من اساطير وحكايات أشبه بالخيال مثل أسطورة الطنطل،  عصا كلكامش، يشن ابو الذهب، وأبرزها وأشهرها (تل حفيظ) الشهير الذي يعتقد أنه يحتوي على كنوز نبي الله سليمان وليس بمقدور أي شخص الوصول لهذه المنطقة وان وصل تطاله لعنة الاختفاء!

************************

غنّي.. غنيّ

مهداة الى المطرب الكبير حسين نعمة

حسين جهيد الحافظ

غني ٠٠٠ غني

او علي فوگ الفوگ

يا صوت الحنان

البيه تتباهه الشفايف

غني ٠٠ غني

غني يا زهو الفرات

او طيبة الغراف

يا ريحة أهلنه

يا طعم جمارنه

او هيل المضايف

غني جرحنه النشاز

او يا (حريمه)

حط ملح فوگ الجروح

او ماهو خايف

وانته تدري؟

احنه عدنه اطباع ترفه

ما نحب غير الأصيل

او للأصيل ابشوگنه

انحب او نوالف

وانته تدري !

أگلوبنه ابلون اانهار

والصبح منهن يغار

و احنه يطربنه الحنين

ابريحة الخريط طرزنه السوالف

اي وحگ طيبة أهلنه

او بخت جدك وانته عارف

احنه ٠٠ احنه

أشما يمر الگيظ ٠٠ گيظ

او حيل ناشف

انصير للمحبوب نسمه

انذوب وي صوت اليغني

انصير نغمه

اشلون لو چان اليغني

حسين نعمه

واحنه بينه طيب تسري

او شوگ غناوة( ينجمه)

ايطگ حزننه فرحه عذبه

اتصير وي صوتك ازواگه

اتذوب بشفاف الحبايب

احله بسمه

اتفوح گمريه او (غريبه الروح)

تتسامر تهاني

حلوه وي (نخل السماوه)

اتصير هلهوله او أغاني

احنه هلهوله او أغاني

************************

انتمائي لوطني

 إسماعيل محمد إسماعيل

عرفتك

من وانا احبي إزغير ..

و تَو  ريشي ..

إعله جنحي اختط …

شفتك حب ..

رفيف إنسور ..

زلزل عمري ..

المحنّط  ...

و شفت شوگك ..

وميض إسيوف ..

بيه چفّي الوكِح ..

ينشط …

و شفت گلبي ..

ويه ضعنك طير ..

وين إيحط مسيرك ..

حط  … 

و.شفت و آنه ..

إبصحاري الضيج ..

أحس حتى ابسرابك ..

شط …

و ندهتك ..

 من. وكتها أندار ..

و الدم بالحناجر نط …

 هذاك انته ..

اويه چف الشوگ ..

جرّة سيف ما تفحط …

هذاك انته ..

و حلاة السيف ..

كلما ينبرد .. يبشط …

********************

مساهره عيون الشوارع

محمد صادق المحاويلي

مساهره عيون الشوارع 

تخاف من باچر يمرهه اللون الأحمر

ودم يظل يسيل من الشاب الاسمر …

عدنه راس الفرع بي اطفال تلعب …

حافيه الجدمين ..

بس تحلم بملعب …

لامدارس ..

لاشوارع ..

لا أرض خضرة اكو بوكت المرابع …

وعدنه دجله والفرات

ضَعَف بيهه حتى شريان الحياة ..

الوادم إطّور بلدهه ..

ماتخونه .. الغيره عدهه…

ليش دوم احنه بتراجع…؟

الوطن هو املنه …

ماكو غيره الي يلمنه …

شوكت يتحقق حلمنه … ؟

ومو املنه بحلم ضايع ...

آه ياهذا الوطن چم دوب تتحمل مواجع …

*******************

باجر نعزي الشعر

علي الجبر

باچر التابوت يبچي

وتنسحن روح الگبر

باچر يغطي الشمس دمع

الفجر

باچر الموكب يمر

عالنهر والغيم وعيون

الجسر

باچر تغرّد عصافير الوطن

بكل حزنها وكل وجعها بكل

شجن

للسهر للريل للضويات

لنجوم الظهر

باچر تغنّي البلابل للبساتين

السكن بيها العطر

باچر نودّع گمرنا

باچر نجدّد صبرنا

باچر نضيع بعمرنا

باچر نطفّي بحنين الماي

لسعات الجمر

باچر نعزّي الشعر

**********************

عبرت زمن

حيدر جليل الخرسني

أعلى بالي و من أعاتب

كلهن اگبالي

وابد ما اشتريه

من يرخص الغالي

من ينصه الجبل

ما ادوسه زحمة وعيب

انا جدمي تعود يسحگ العالي

ترا المثلي يعيش بوكت كله عيوب

الاول بالحزن ما يقبل التالي

و اهي عبرت زمن ويبين المغشوش

وبصحره العمر ما تعطش اجمالي

الم لمها المواقف لمت شراع لريح

وانكت من غبار الچذبو اذيالي

 انا المستعد للجاي ما مجبور

اچذب شمس شرهم و اتبع اخيالي

شني البعيونهم يوگف اذا يريدون

من دمي الظهر يبرون چتالي

حصاد العشرة بين تنقري النظرات

بحچي اعيون البعض تارسهن اسلالي

و دفنت البلكت ينصحون و اتمنيت

وي بعض الربع ما دافن آمالي

لكن للاسف هذا الحصل و الصار

و طلع بير الربع من الوفا خالي 

***************************

الصفحة الحادية عشر

جديد دار المأمون

تواصل دار المأمون في وزارة الثقافة، اصداراتها وأحدث ما صدر منها:

- التضليل الإعلامي لدى تنظيم الدولة الإسلامية/ تأليف نيل كريشان اغرول. ترجمة: خالدة حامد.

- مرافعة غاليليو/ اختيار وترجمة جمال جمعة.

- كيف تعمل القصص/ تأليف جيمس وود/ ترجمة فلاح رحيم.

- النفق/ تأليف: ارنستو ساباتو/ ترجمة مروان إبراهيم صديق.

- بستان المرايا/ نصوص مختارة/ تأليف احمد شاملو/ ترجمة حسين جاسم الساعدي.

- قرية الله وقصص أخرى/ تأليف فلاديمير كورولينكو/ ترجمة عبد الجبار ناصر.

 *************************

نبوءة الشاعر

زهير كاظم عبود

لم يزل عبد الوهاب البياتي  محلقا يرتقي اسوار بغداد ينافس الطيور تحليقها فوق أضرحة موسى الكاظم وعبد القادر الكيلاني وابي حنيفة ومقابر الأولياء المتناثرة ومآذن الجوامع العتيقة  وقباب الكنائس، ولم يزل يحمل فوق مساحة الحزن التي تتيح له مشاهدة ما يجري للعراقيين شموعاً لا تطفئها الرياح بكل الوانها، على الرغم من مرارة المنفى وغربة القبر وجراح البعد عن الوطن والأماكن التي يعشقها من القلب، وحرقة الروح التي لا يعادلها سعير النار.

يقول البياتي:

((مهما طال حوار الأبعاد/ فستبقى بغداد/ شمساً تتوهج/ نبعاً يتجدد/ ناراً أزلية/ رؤيا كونية لطفولة شاعر)).

عشتار والنهار والمدن المسحورة وقباب الجوامع والازمنة المختلفة الحاضرة والغائبة المختلفة الأقدار، الثلج الذي يشبه قلوب أهل كوردستان، عائشة وهند والكلمات المقدسة، دجلة والفرات والوند والخابور والزاب والكحلاء، باب الشيخ والمقهى البرازيلي ومقهى ريش، والهرم والشيخوخة، الاصفاد والرموز والأحرف الملتوية، قوس قزح الارض والسماء، الاستشهاد والخلود، الغربة والوحشة، هالة النور والاختمار الروحي والحنين الذي يحز نياط القلب واختلاطات اخرى يطول عنها الحديث يكتبها لنا عبد الوهاب البياتي على ضوء القمر رقراقة فوق ماء الأهوار التي نشف ريقها، و ينقش لنا البياتي أشعارا طافية فوق ماء الفرات الذي عاد ازرقاً دافئاً بعد أن طغى عليه الخبط  وما عاد يحمل روحه، يزينها بالورد من فوق جبل كرد مند لتصل فوق مسامات هوائنا اللاهب الى أقصى الجنوب، ويقول لنا أن بغداد أغرودة المنتهى وعروس العصر الخالية.

ولكنه يعود  ليعتلي أسوارها في الليل لم يزل يرسل بشاراته في الغد الذي يصنعه الأنسان تحت النجوم، والمكلل بالحب والخبز والأزهار، والمجد للعراق وأطفاله الذين يتبرعمون مثل ورد الليمون الأبيض الفواح، ويبدعون وسط خوفهم ومحنتهم ووسط كل زحام الحزن والألم والدم والموت والإرهاب، ينتظرون الأمل الحلم وحلم آبائهم في وطن يرفل بالحرية وأنسان مكلل بالسعادة والفرح وقمر يضيء في الليل عتمة الروح ووحشة الطريق.

مسكون بأجنحة العصافير يكتب اشعاره فوق ريشها لعله يصل في الليل بغداد حين تنام الناس ويهدأ النهر وتتوقف عجلة الموت  في أحياء الفقراء، او لعل ريشها يتساقط فوق أرض الجنوب ورمال السلمان الناعمة التي حافظت بمروءة على جثث اهلنا  ممن تركوا هناك فناموا، ولعل بعضها يضعها فوق موجات دجلة شموعاً طافية قبل أن يخترق جسد بغداد فتتحزم فيه عند الخاصرة.

او لعلها تعتلي ناعور الماء عند ضفاف الفرات في حديثة أو عانة أو في الترع الصغيرة حين يتشظى الفرات قبل السماوة فيعانق نخلها، او لعله يضع اشعاره فوق رؤوس النخيل قبل أن يطلع وتفوح رائحة الشعر منها، يظفرها مع ظفائر نخيل الشطرة ، بل لعله يحمل روحه فوق أول موجة ماء حين يدخل الزاب مندفعاً.

والنار التي تتوهج تضيء كلمات عبد الوهاب البياتي ويصنع منها مغازل لأيامه التي بقيت وروحة الهائمة فوق سماء بغداد، يرسل لرفاقه وأصحابه رسائله، ولعل من بينها رسالة اليّ يسأل) فيها عن المجد والأطفال والزيتون.

ويسأل البياتي عن موعد لقائه بالعراق فمن اجل عيون العراق كل  أيام غربته، ومن اجل عيون العراق كل أيام وحدته، ومن اجل عيون العراق عذاباته، ويختزل حلمه في سماء العراق حيث تمتزج فيها الأقمار والهلاهل مع خيوط الشمس بالسحر، فيصير ليلها ليس كليل المدن وبقية عواصم الدنيا، لكنه الحلم الذي لم يتحقق.

وهو الذي يسمع البحر يتنهد والهواء يتبادل عبارات الغزل مع السماء عند ازرقاقها، وهو الذي أستطاع ان يطوع العصافير لنقش كلماته فوق ريشها فيتميز ريشها عن كل عصافير الدنيا  بلون الكلمات الناصعة.

لم يزل يهيم فوق سماء بغداد يوزع المحبة فوق بيوت العراقيين لم تردعه الغربة ولاوحشة القبر ولامسافة الطريق ففي بقايا روحه ثمة مطر وخير وعطاء.

البياتي الذي يصنع فضاءه ويتنقل بانزلاق سهل فوق منارات بغداد وعبر جسورها، سهران غير انه لم يرتبك ولاهده تعب الرحيل، ثمة شعراء يحلقون فوق بغداد ينثرون قلائدهم وقصائدهم فوق حشود اليتامى وقبور العراقيين في مقابرهم التي لم يكترث لها العالم، كافكا ورامبو ولوركا وبدر شاكر السياب، ثمة صهيل ليلي صوب الجواهري وبلند ومصطفى جمال الدين ومواكب من فرسان الكلمة.

لم تعد ثمة قطعان تقطع ليل العراق، لم يعد الليل يوغل في الشوارع يقضم النهار، القطارات تصفر بفرح مثل الطيور، ووسط الجمع يقف البياتي رافعاً يده اليمنى وباليسرى قصيدته التي تقول نبوءته عن العراق

((النابحون تمزقوا

كضفادع النهر الصغير

باعوا الضمير

رقصوا على شتى الحبال

صنعوا القباب

من حبة... لكنها شمس العراق

طلعت عليهم

احرقت تلك الحبال..... فيا رياح

هبي ويا قلبي المعرى في الصقيع

شد الجراح على الجراح

ففي غد يأتي الربيع

عبر المحطات الصغيرة والليالي والعذاب

عبر الضباب))

كثر النباح على العراق يا ابا علي وشحذ العديد سكاكينهم يريدون أن يذبحوا العراق من الوريد الى الوريد، ومن ثم يلتقطوا الصور التذكارية مبتهجين أحتفالاً بالدماء، وتقافزوا وتصايحوا وتناخوا لأتمام فعلتهم، ملطخة وجوههم بدماء أطفالنا ومتسخة أياديهم وقلوبهم بفعل الحرائق والقنابل المفخخة والمال السحت ، نسجوا من لعابهم خيوط لحجب شمس العراق لكنها طلعت عليهم وأذابت خيوطهم وخطوطهم وساحت اقنعة وجوههم رغم صراخهم كما تصرخ الحيات فحيحاً حين تنسحق الرؤوس، باطل ماصرخوا به من مزاعم، كل المزاعم واهية، وكل الأدعاءات محترقة، سيشد العراق جراحه على الجراح وفي الغد يأتي الربيع عبر الضباب.

أجراس متناغمة مع اقمار بغداد والمجد للأطفال والأنتظار وصناعة الكلمات والحروف وأطلالة الفجر، ووجع يرحل في أقصى البادية، وبغداد تبقى عروسة المنتهى.

والنابحون تمزقوا رقصوا على كل الحبال، وغياب البياتي بعد ان تحققت نبوءته الشعرية فغداً يأتي الربيع الى العراق، وحتماً سياتي الربيع ومعه شمس العراق، وتشرق الشمس التي تكشف العورات والظلمات وينحسر الوباء وتنفتح المرايا والسماء وتشع أقمار الليالي فوق بغداد الجميلة، وشموع ترقص في ثنايا دجلة السهران حتى مطلع الفجر، حيث تنقر البلابل ما تبقى من ثمار التين، وأعشاش يتكاثر فيها السنونو بأروقة الجوامع والبيوت العتيقة وزمان اليباس الذي انقرض وفيوض من الضوء والمطر الشتوي وقطارات تغني على انغام الجالغي البغدادي أو دبكة الجوبي ورقصات الكورد.

ونبوءة الشعراء قاموسهم ومفتاح كلماتهم وسرهم الأزلي، لم يتقدمهم المتنبيء ولا الجواهري ولم يتأخر عنهم عبد الأمير جرص ولا سعد جاسم أو عدنان الصائغ ولا علي عبد الأمير ولا عبد الخالق كيطان فكلهم متنبئين وعرافين مثلما يقولون.

ولكن عبد الوهاب البياتي الذي لم تكتحل عيونه بليل بغداد ولا لامست اهدابه قمر الكرخ ولا أحتضنت تربة السهروردي جثمانه بعد ان رحلت روحه في سماوات بغداد قادمة من غوطة الشام، تنبأ بكل النباح الذي صار أو سيصير فباعة الضمائر جاهزون وسارقو الأحلام والحواة المدججين بثعابين الكلمات المبرقعة، والصباغين الذين يلونون ويزيفون الكلمات الجاهزة في كل العصور العراقية، ولكن البياتي مثلما تنبأ برقصهم فوق الحبال قال كلماته الخالدة، لكنها شمس العراق التي تحرق ليس فقط حبالهم وأنما تحرقهم وتطهر أماكنهم من رجس الشر وتعويذة تمنع ولادة عقارب الزمن العراقي المرير.

وهذا زمان الحلم العراقي حيث تكون شمس تموز طهارة لجروح العراق وبلسماً يشفي مانال العراق من الجراح.

لكنه العراق الأزلي سيلملم الجراح ويوقف النزف ويعود كما كان العراق عراق !!

عراق اهله احرار يوفرون الخبز للفقراء والكرامة  والسلام لكل البشر.

*****************************

اقتطف جائزة أفضل نص مسرحي في (مهرجان طقوس المسرحي).. منجز إبداعي جديد للفنان سلام الصكر

محمد الكحط - السويد

فاز نص مسرحية (المركب) من تأليف الفنان المسرحي سلام الصكر كأفضل نص مسرحي وحاز على شهادة ولوح الفوز في الدورة 15 لمهرجان طقوس المسرحي في الاردن، والذي تشرف عليه وزارة الثقافة ونقابة الفنانين بالمملكة الاردنية.

هذا العمل المسرحي قدمته فرقة أجيال المسرحية الليبية في المهرجان، وسبق للعمل المشاركة في المهرجان المغاربي بتونس عام 2018 وحصل علي جائزة أفضل عرض والمسرحية من اخراج الفقيد شرح البال عبد الهادي، وتمثيل الفنانين يقين عبد المجيد وعز الدين الدويلي، أما النص فهو من تأليف سلام الصكر.

تحدث البرفسور بلال الذيابات رئيس قسم الدراما بجامعة اليرموك الأردنية عن مسرحية المركب، وفي معرض تحليله لها خلال الندوة النقدية الخاصة بالعرض، أشاد بنص المسرحية مؤكدا على ما أمتاز به النص كونه كتب بلغة سلسة، ومتانة تسلسل الأحداث وعنصر التشويق المستمر طيلة عرض المسرحية، كون الحوار في النص رائع وله تأثير مباشر على المتلقي، حيث كانت فكرة العمل ومضمونه يحمل قيما إنسانية، فهو عمل نسيجي متسلسل بانتظام، كما أشاد بالتمثيل.

هذا الإنجاز يدعونا للفخر بالفنان القدير سلام الصكر حيث عرفناه ممثلا ومخرجا مبدعا، واليوم يفوز بأفضل نص مسرحي مما يعني أنه يملك مواهب متعددة، لكن للأسف غاب الإعلام عنه ولم يسلط الضوء على منجزه الإبداعي هذا، وخصوصا إعلام الدولة الرسمي وغير الرسمي، من أجل ذلك نلتقيه اليوم لنبارك له هذا الفوز ونتوجه اليه ببعض الأسئلة:

- من أين نبدأ، لنقول كيف طرقت باب التأليف المسرحي ومتى، وماذا كتبت من نصوص...؟

- ان ما دفعني لكتابة النص المسرحي هي ظروف تاريخية عشتها في جبال كردستان العراق أجبرتني على محاولاتي الأولى لكتابة النص المسرحي هناك وأنا مطارد من سلطة دكتاتورية، كنت مفتقدا ليس للنص المسرحي، بل حتى لأوراق بيضاء لأدون أفكاري فيها.. ظروف صعبة أجبرتني على محاولاتي الأولى في كتابة النص المسرحي، فكانت مؤلفاتي (مذكرات نصير) و(كاوة والتنين) و(جداريات) وكانت (قصة حب) وغيرها من النصوص التي استنبطتها من حكايات وأساطير الشعب الكردي، وأي سعادة وأنت تقدم أعمالك في القرى للفلاحين وعوائلهم.. إنها مرحلة شكلت أسلوبي في المواضيع التي أقدمها، حيث أفتقد لأغلبية عناصر العرض المسرحي.. حيث أخضعتها للمتوفر من عناصرها في الطبيعة الجبلية.. فكان الفقر في السينوغرافيا والإنارة وخشبة المسرح، إلا الجمهور الذي كان يحضر العروض ليشاهد ويتساءل عن هذا الفن ويتساءل عن الأجوبة المطروحة ومواقف الشخصيات ودوافعها.. معتمدا على قدرات الممثلين في الصوت والألقاء وليونة الجسم، أنه مسرح فقير بإمكانياته ليس برغباتنا، وهذا ما شكل أسلوبي اللاحق في طريقة إخراجي لأعمالي اللاحقة في سوريا ومن ثم في السويد، فكتبت عدة أعمال منها (العارف) وهي سيرة ذاتية للعالم عبد الجبار عبد الله، ومسرحية (الواهب) وهي سيرة الشهيد ستار خضير، وتوالت النصوص لأكتب (عند الحافة) و(المركب)، ان ما يجمع نصوصي هو المواضيع الإنسانية وما يعانيه شعبنا، طارحا الأسئلة المتعددة والعميقة لتشكل حافزا للتفكير والوعي.

- برأيك ما هي المضامين الأساسية والمهمة لاختيار مسرحية المركب كأفضل نص مسرحي من قبل لجنة التحكيم ...؟

- عند الحديث عن نص مسرحية المركب، لابد ان أذكر ان هذا النص قدمته فرقة ينابيع المسرحية بكادرها المبدع ((نضال عبد الكريم وسلام الصكر وصلاح الصكر ورتاب الاميري))، فهو نظرة تحليلية للصرعات التي تتولد لدوافع ثانوية كالطائفية والعرقية والمناطقية ودوافعها والمؤججين للخلافات والمستفيدين منها.. فالمركب المتهالك والممزقة أشرعته هو العراق لتقدمه فرقة ينابيع في دول ومدن متعددة، والمركب هو ذاته كانت ليبيا والفرقة الليبية والفنانين ((يقين وعز الدين الدولي ومخرجهم الراحل شرح البال))، التي أبدعت حقا في تقديمه، ليعيش فيه النقيضان في وحدة لا يمكن لحياتهما أن تستمر دون ان يكونا متعاونين ومتحابين، لتزول الكراهية ويكتشفا جمال بعضهما البعض وليسير مركبهما فهو يتسع للأثنين.

- أي أن المسرحية أرادت أن تقول (لتنتفِ الكراهية ويكتشف الجميع جمال بعضهم وليسير مركبهم وسط أمواج البحر الهائج).. كيف استقبلت الفوز، وما تقييمك للمهرجان...؟

- إن سماعي لاختيار نص  المركب من قبل لجنة حكام رفيعة المستوى وفي مهرجان  مسرحي هام  في عمان  عاصمة الأردن، أفرحني وأسعدني جدا،  فهو ثمرة جهد فكري وإبداعي كبير، وكنت أظن وهذه أخلاقية فنانينا ومبدعينا الفرح لأي منجز يرفع من سمعة العراق وفنانيه، الا أن ما حصل بعد الاعلان هو تهميش أسم  الحائز على جائزة أفضل نص (المركب) إعلاميا من قبل الوفد العراقي المشارك في المهرجان ومديرية السينما والمسرح ووزير الثقافة، وهذا ما حصل بعدما تم نشر الخبر في النشرات  الاعلامية ليحزنني، وأخيرا أقول ان  مستوى التطور الحضاري والأخلاقي لأي شعب يعكسه الفنان وأخلاقيته، وان الوطنية وحبنا للعراق توجب  سعادتنا بكل منجزات شعبنا وخصوصا في المجال الثقافي..

في الوقت التي تدعى فيه فرقة ينابيع المسرحية الى مهرجانات مسرحية أوربية وعربية وتحصد الجوائز، ألا انها لا تدعا لبلدها العراق لتقديم عروضها فيه.

- ما جديد الفنان سلام الصكر، وماذا تود ان تقول؟

- نشكر كل محبي مسرحنا العراقي الأصيل ودعمهم غير المحدود لفرقتنا للاستمرار في تقديم عروضها في دول ومدن متعددة، ولا يسعني الا ان أحيي فريق فرقة ينابيع المسرحية، وهم يبذلون أقصى الجهود لتلبية الدعوات التي نتشرف بها، وأولها دعوة كريمة من المغرب وفي مدينة مراكش الحمراء لتقديم مسرحية (المركب) ونحن بصدد التمارين على مسرحيتنا اللاحقة وهي (سوادين عراقية).

********************

قصيدتان

التشظي

كاظم حميد الزيدي- الديوانية

لمني فلا زلت متشظيا

اطرد الحزن

بالفرح الكاذب

والصحو أعالجه بالغياب

لا زلت مبعثرا

فمذ اعلن الزمن  غيابك من

وأنا منفي في داخلي

كسلحفاة ادخلت رأسها

في صندوقها الصدفي

وراحت تزحف

دون زمان أو مكان

كل شيء قد تغير

لم يعد كما كان

كل شيء مصاب بالنقص

وأنا بالخذلان

ايها الطيف استرح

فمنذ إن حطت الحرب أوزارها

وأنا أشعر بأني

انا وظهري

تلقينا كل أوزارها

من فقد وموت

وغياب

 ************************

خونة النور

علي صبيح – العمارة

كيفَ دخلَ الظلامُ

للمدينةِ

ومَن ساعدهُ

على الدخول ؟

ثمة خونةٌ وباعةُ ضمير

يُصفقونَ كلما دخلَ الظلامْ

ليفتحوا قلوبَهم وعقولَهم والشوارع

ويشترون آخرَ بيوتِ النورْ

التي تؤولُ للسقوط

ليّسكنوا فيها خلاياهم النائمة

ويمنعوا النهرَ عن الجَريان

بحجةِ الإرهاق

والنجومَ من السطوع

كي يطبقوا مقولتهم الشهيرةَ

_ الليلُ سترٌ

_ الليلُ عباءةٌ

 فاخفت هذه العباءةُ

الرعناءُ الأشعارَ والأفكارَ وحبيبتي

التي لا تحبُ الظلام

وحتى أبي الذي يرفضُ

أن يشتري لي آلةً موسيقية

أني على يقينٍ

أنه أدمنَ صوتَ البيكيسي

***********************

الصفحة الثانية عشر

استذكار الشاعر الراحل إبراهيم الخياط

بغداد – طريق الشعب

يقيم “ملتقى إبراهيم الخياط” الثقافي في الكرّادة، السبت المقبل، أمسية استذكار للشاعر والإعلامي إبراهيم الخياط، في مناسبة الذكرى الثالثة لرحيله.

يتحدث في الأمسية كل من الأساتذة مفيد الجزائري وفاضل ثامر وحسب الله يحيى.

تكون البداية في الساعة السادسة مساء، على قاعة مقر الحزب الشيوعي العراقي في الكرّادة، خلف محطة وقود “أبو أقلام”.

والدعوة عامة.

***********

في «ملتقى روّاد المتنبي».. عن «أسباب الطلاق وآثاره الاجتماعية»

بغداد – عامر عبود الشيخ علي

ضيّف “ملتقى روّاد شارع المتنبي” الثقافي، الجمعة الماضية، المحامية تأميم العزاوي، التي تحدثت في جلسته عن “انتشار حالات الطلاق.. الأسباب والآثار الاجتماعية”.

حضر الجلسة التي التأمت على “قاعة علي الوردي” في المركز الثقافي البغدادي، حشد من المثقفين والإعلاميين والناشطين. وقد أدارها الناشط الحقوقي محمد حسن السلامي، الذي قدم السيرة الذاتية والمهنية للضيفة، وألقى الضوء باختصار، على موضوعة الجلسة.

المحامية الضيفة، تحدثت من جانبها عن حالات الطلاق المتفشية في المجتمع العراقي، وخطورتها وأسبابها، منوّهة إلى أن هذه الحالات بلغت خلال شهري حزيران وتموز الماضيين، بحسب الإحصاءات الرسمية، أكثر من 8 آلاف حالة مصدقة خارج المحاكم، وأكثر من 2900 حالة مصدقة داخل المحاكم ومسجلة رسميا.

وتابعت قولها أن “هذه الأرقام مخيفة. فتصاعد حالات الطلاق بات يهدد الأسرة العراقية وأركانها بالتفكك، ما يؤثر على الأجيال القادمة”.

وعن أسباب الطلاق، ذكرت العزاوي أن من أبرزها حالات زواج القاصرات، التي انتشرت بشكل كبير في المجتمع “إذ من الممكن تزويج من تبلغ من العمر 9 سنوات أو أكثر قليلا، خارج المحكمة. كما أن قانون الأحوال الشخصية العراقي، يسمح بزواج القاصرات داخل المحكمة، ممن بلغن من العمر 14 عاما، وهذه ثغرة قانونية يجب أن تعالج”، مؤكدة أن جريدة  القضاء العراقية الرسمية قامت بالتحري عن أسباب حالات الطلاق خلال العامين الماضي والحالي، فتبين لها أن هناك نحو 4 آلاف حالة سببها زواج القاصرات.  

وعرّجت الضيفة على أسباب أخرى للطلاق، منها الأوضاع الاقتصادية الصعبة والمشكلات الناتجة عن الدخل البسيط للزوج مقابل متطلبات الحياة الكثيرة، إلى جانب عدم وجود تفاهم مبني على الحوار بين الزوجين، بسبب اختلاف البيئة والثقافة والطباع في ما بينهما.

وأضافت قائلة، أن من أسباب الطلاق أيضا، تعدد الزوجات، وتدخل العائلة في حياة الزوجين، فضلا عن البطالة وأزمة السكن والأمية، مشيرة إلى أنه “قدمنا مقترحا أن لا يتم تزويج من ليس لديه شهادة ثانوية على أقل تقدير، وذلك لجعل التعليم إلزاميا”.

أما في ما يتعلق بمعالجة مشكلة تفشي حالات الطلاق، فذكرت العزاوي أن هناك بعض الحلول المقترحة، منها تشريع قانون يمنع زواج القاصرين خارج المحكمة، وتغريم من يقوم بهذا الفعل ومعاقبته، إلى جانب تحسين الوضع الاقتصادي للمواطنين وإيجاد فرص عمل للشباب، إضافة إلى عرض الزوجين على باحث اجتماعي قبل عقد الزواج في المحكمة، من أجل تأهيلهما نفسيا وثقافيا لدخول الحياة الزوجية. كذلك منع عقد الزواج خارج المحاكم الرسمية حتى بالنسبة للبالغين، ومنع الطلاق خارج المحاكم أيضا.

وبعد مداخلات ساهم فيها العديد من الحاضرين، قدم د. علي مهدي شهادة تقدير باسم الملتقى، إلى المحامية تأميم العزاوي.

*************

معاً لبناء بيت الحزب.. بيت الشعب

دعماً للحملة الوطنية لبناء مقر الحزب الشيوعي العراقي، تبرع الرفاق والأصدقاء:

-  الصديق هادي الجواد “أبو هند”100 دولار.

- الصديق مخلص الرومي 100 دولار.

الشكر والتقدير للرفاق والأصدقاء على دعمهم واسنادهم حملة الحزب لبناء مقره المركزي في بغداد.

معاً حتى يكتمل بناء بيت الشيوعيين.. بيت العراقيين.

************

ليس مجرد كلام.. الإهمال والخراب أكل مدننا ..!

عبد السادة البصري

في كل بقاع الأرض ثمة للأثر التاريخي حرمته ومكانته في النفوس ، والمدينة الأثرية تُعتبر محطّة سياحية مهمّة جداً ، يؤمّها السيّاح ليطّلعوا على معالمها وما سجّله الأولون على صفحات الزمن من أثر. كما إنها موردٌ اقتصادي مهم جدا إذا استثمرت بالشكل الصحيح ، وبما يعطيها مكانتها الحقيقية التي تستحقّها.

من هذه المدن ، بل من أقدمها وأهمّها مدينة بابل ، أو بابئيل كما كانت تسمى  بمعنى بوّابة الآلهة ، حيث الجنائن المعلّقة إحدى عجائب الدنيا السبع وأسدها الرابض بكلّ هيبته راسماً للناس مشهد القوّة والجبروت الذي كانت تتمتع بها الدولة البابلية  آنذاك، مع بوّابة عشتار التي ما زالت تدهش الناس بمعمارها، وما إلى ذلك من آثار ذكرها ويذكرها المؤرّخون والكتّاب منذ خمسة آلاف سنة والى هذه اللحظة !!

هذه المدينة الآن ــ أقصد المحافظة بشكل عام ــ تعاني الإهمال والخراب حدّ الرثاء لها ، زرتها قبل أيام للإشراف على انتخابات اتحاد أدبائها فوجدتها لم تتغير عمرانياً ، بل صارت أسوأ من قبل. لا مشاريع عمرانية حقيقية ،لا شوارع جيدة ، بل مطبّات وتكسّرات وتخسّفات وأوحال ، والتراب يغطي الجزء الأكبر منها ، إضافة إلى النفاتيات والقمامة في بعضها ، وكأنني دخلت مدينة منسيّة منذ قرون ، رغم إنها معلم سياحي كبير كما أسلفنا. لكنّها تفتقر للبنى التحتية التي تشكّل عصباً مهماً في السياحة كالفنادق الحديثة وغيرها !

سيقول قائل :ـ هناك مولات وقاعات للأعراس حديثة وكافيهات ، أجيبه : نعم لكنّها غير معنية بتشجيع السياحة وجذب الزائرين !

 عندها تذكّرت زيارتنا إلى المملكة السعودية عام 2009 كوفد ثقافي، حيث أطلعونا على بناهم التحتية للثقافة من قاعات عروض سينمائية ومسرحية وقبة فلكية، ومنها مسرح في الرياض يسع 3000 كرسي وقد بني بطريقة حديثة. فخشبته تتكون آلياً من أكثر من ديكور ( للعرض المسرحي ، للشعر، للمؤتمرات الأخرى ، وللسينما) كلها تتحرك آليا، تختفي واحدة وتظهر أخرى حسب نوع النشاط الثقافي. ومثله كان في جدة وآخر في مدينة ثالثة، رغم أن السعودية لا تمتلك من المواهب الإبداعية في المجالات الفنية مثلما يمتلك مبدعونا ، وفي بابل أسماء مبدعة في جميع المجالات !

كل مدننا تحتاج إلى بنى تحتية تليق بها ، فالعمق التاريخي والحضاري والمستوى الثقافي العالي الذي يمتلكه المبدعون العراقيون يحتاج إلى التفكير الجدي والعميق والشعور الحقيقي بالمسؤولية التاريخية لتهيئة بنى تحتية وبالمستوى المطلوب.

نعم، ونحتاج الى مسارح حديثة وقاعات للمعارض التشكيلية ( غاليريات) و للموسيقى وللمهرجانات الشعرية وغيرها، و معارض للكتب بشكل دائم ، لتجذب السيّاح ومحبّي الثقافة من كلّ مكان!

فمثلما نحتاج الى مؤسسات صحية وتربوية وخدمية وغيرها ، كذلك نحتاج الى بنى تحتية للثقافة والفنون والآداب ايضاً، لأنها مدونة وذاكرة التاريخ والحضارة التي ستبقى ماثلة للعيان أبد الدهر ، لكن إذا بقيت مدننا على هذا الحال ستكون خربة لا يؤمّها غير البوم والغربان والسائب من الدواب، وسيصيبها التصحّر والجفاف والاندثار.

*****************

الفرق المسرحية الأهلية بين الطموحات والتحديات

متابعة – طريق الشعب

يعقد بيت المسرح في الاتحاد العام للأدباء والكتّاب في العراق، غدا الأربعاء، جلسة بعنوان “الفرق المسرحية الأهلية في العراق بين الطموحات والتحديات”، يضيّف فيها كلا من الفنانين كافي لازم وجمال الشاطي ود. صبحي الخزعلي.

تبدأ الجلسة التي من المقرر أن يديرها د. علاء كريم، عند الساعة الحادية عشرة ضحى على قاعة الجواهري في مقر الاتحاد. والدعوة عامة.

*************

فيلم عراقي يجوب البحر الأبيض المتوسط

بغداد – وكالات

يشارك الفيلم العراقي الوثائقي القصير “أماني”، من إخراج فاضل ماهود وسيناريو الراحل سعد هدابي، في فعاليات النسخة الثانية لـ “مهرجان الأمل” السينمائي الدولي في الاتحاد الأوربي.

وتجري فعاليات هذا المهرجان في ايام 27 أيلول الجاري حتى 5 تشرين الأول المقبل، على متن الباخرة “كوستا فيرنزا” التي ستجوب البحر الأبيض المتوسط انطلاقا من روما ومرورا بعدة دول أوربية.

وسيحضر الفعاليات فنانون عرب وأجانب، ليشاهدوا 8 أفلام روائية طويلة و20 فيلما روائيا قصيرا، من أصل 300 فيلم من 25 دولة. 

وفي حديث صحفي، قال المخرج ماهود أن “سعادتي كبيرة بمشاركة فيلم (أماني) في هذا المهرجان الدولي الكبير، الذي يسلط الضوء على النتاجات السينمائية ذات الطابع الإنساني المؤثر في المجتمع”، متمنيا أن ينال الفيلم إعجاب الحاضرين “وأنا واثق من ذلك، كونه يتناول حالة إنسانية. إذ يسرد قصة فتاة من محافظة ذي قار اسمها أماني، كانت قد فقدت ساقيها إثر عمل إرهابي جبان”. 

من جانبه، قال مؤسس المهرجان ورئيسه، الفنان اللبناني فادي اللوند، أن “هذا المهرجان واحد من المهرجانات القليلة على مستوى العالم، التي تتناول القضايا السينمائية الإنسانية المتعلقة بالأشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة، أو الذين يعيشون في ظروف اجتماعية غير عادية”.

واضاف قائلا أنه “جرت دعوة صناع أفلام ولجان تحكيم وفنانين وإعلاميين لحضور الافتتاح الرسمي للمهرجان، الذي سيتم على قاعة سينما (فيدريكو فيلليني) في روما”، مشيرا إلى أنه “في اليوم الثاني ستنطلق الرحلة البحرية لتجوب البحر الأبيض المتوسط من إيطاليا مرورا بفرنسا وأسبانيا”.

وأوضح أن العروض ستتوزع على المدن التي ستزورها السفينة، في سبيل إيصال أهداف المهرجان إلى عدد أكبر من الجمهور، من خلال نصب شاشات سينما عامة.  

*****************

اصدار.. «أحلام يبللها المطر» لـ علي نكيل (أبو عراق)

عن مطبوعات اتحاد الأدباء والكتاب في البصرة، صدرت حديثا للشاعر علي نكيل عليوي (أبو عراق)، مجموعة شعرية بعنوان “أحلام يبللها المطر”.

تضم المجموعة نحو 200 مقطع من الهايكو. وهو أسلوب شعري ياباني يعبر فيه الشاعر عن أحاسيس ومشاعر عميقة جياشة بأقل الألفاظ وأبسطها.

من بين مقاطع الهايكو التي ضمتها المجموعة:

“النجوم مسامير..لولاها..سقطت السماء”، و”تخضب بالدم..شهيد.. ما حاجته للحناء”، و”ضفة تقول لأخرى.. لن نلتقي.. بانحسار الماء”.

**************

زراعة 50 ألف شتلة في الناصرية

الناصرية – وكالات

أعلنت بلدية الناصرية، الجمعة الماضية، إطلاقها حملة لزراعة 50 الف شتلة في الأماكن العامة وسط المدينة.

وقال مدير البلدية محمد عكاب في بيان صحفي، أن “شعبة الحدائق تنفذ حملة لزراعة الشتلات في الحدائق العامة والمتنزهات والجزرات الوسطية”، مشيرا إلى أن الهدف من هذه الحملة هو زيادة المساحات الخضراء داخل المدينة.

************