اخر الاخبار

الصفحة الأولى 

وطيس الأزمة يشتد.. حل البرلمان واجراء انتخابات مبكرة مطلبان شعبيان

بغداد ـ طريق الشعب

يشتد وطيس الازمة السياسية، وسط إصرار أوساط متنفذة على الاستمرار في اتباع النهج الفاشل ذاته في إدارة الدولة.

وبالرغم من أن الحل الأمثل لإنهاء الازمة، كما يراه متابعون، هو الذهاب نحو انتخابات مبكرة أصبحت امرا واقعا، لا تزال كتل متنفذة تناور من اجل الحفاظ على مكتسباتها.

الموقف الاخير

وفي اخر موقف للسيد الصدر، دعا إلى توقيع اتفاقية جديدة تقضي بعدم اشتراك جميع الأحزاب والشخصيات الموجودة في الانتخابات.

وقال صالح محمد العراقي ـ نقلًا عنه ـ في منشور: إن “هناك ما هو أهم من حل البرلمان وإجراء انتخابات مبكرة”، موضحا أن “الأهم هو عدم اشتراك جميع الأحزاب والشخصيات التي اشتركت بالعملية السياسية منذ الاحتلال الأمريكي عام 2003 وإلى يومنا هذا بكل تفاصيلها قيادات ووزراء وموظفين ودرجات خاصة تابعة للأحزاب بل مطلقًا بما فيهم التيار الصدري”.

وأضاف “أنا على استعداد وخلال مدة أقصاها 72 ساعة لتوقيع اتفاقية تتضمن ذلك ومن الآن. لا أن يقال إن تحقيق ذلك بعد الانتخابات المقبلة ولا أن يتحقق بطريقة دموية”.

وختم بالقول: “إذا لم يتحقق ذلك فلا مجال للإصلاح، وبالتالي لا داعي لتدخلي بما يجري مستقبلًا بتغريدة ولا بأي شيء آخر”.

إصرار على «الحوار»!

وعلى هامش المؤتمر الإسلامي لمناهضة العنف ضد المرأة، قال رئيس الجمهورية برهم صالح إن الحراك السياسي وتعدد مساراته يجب ان لا يتحول الى خلاف يهدد سلامة المشروع الوطني في بناء الدولة واستكمال مؤسساتها وعلى كل الوطنيين طوي الخلافات والاخذ في الاعتبار التحديات المُحدقة بالوطن.

وأضاف صالح ان “التعثر السياسي الراهن وحالة الانسداد في التفاهم على انجاز الاستحقاقات الوطنية الدستورية بعد مضي عشرة أشهر على اجراء الانتخابات هو امر مقلق وغير مقبول”.

واكد على ضرورة الإصلاح ومعالجة مكامن الخلل القائمة، وصولاً الى حلول جذرية تُمكّن العراقيين من بناء دولة حقيقية حامية وخادمة لمصالح كل العراقيين.

من جانبه، أكد رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي، على ضرورة الجلوس الى طاولة الحوار والمضي في انتخابات مبكرة.

ودعا الحلبوسي، خلال المؤتمر، القوى السياسية الى الجلوس لطاولة حوار تصل لحلول للأزمة السياسية، مجدداً تأييده لمبادرة الحوار الوطني.

وأضاف، أن وضع البلد لا يمكن أن يستمر في هذه الحالة، وأن ما وصلنا إليه اليوم يمثل تراجعاً عمّا كنّا عليه.

الرصاص لا يتوقف

من جهته، أشار رئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي، الى أن إطلاقات الرصاص سوف لا تتوقف، وتبقى لسنين في حال اندلع الصِدام.

وذكر الكاظمي في المؤتمر ان “العراقيين في كل مكان يدركون أن من يخوض الاختلاف السياسي من الطبيعي أن يحمل الآخرين المسؤولية ولا يحملها لنفسه”.

واكد ان “مفتاحَ الحل هو جلوسُ الجميعِ حول طاولة الحوار الوطني والمصارحة والمكاشفة بأن أزمةَ الثقة الحالية تُحلُ باستعادة الثقة أولاً، ومن ثم الذهاب إلى الاتفاق على الإصلاحاتِ الضرورية التي يحتاجها شعبُنا في كل المستويات والصعد”.

من جهته، قال رئيس تيار الحكمة عمار الحكيم في المؤتمر، ان “الذهاب إلى انتخابات مبكرة بحاجة الى تمهيدات ومناقشات برلمانية وقانونية تجعل من هذا الخيار مسارًا عمليًا آمنًا ومقبولًا من جميع الشركاء وهو خيار قابل للمناقشة والتفاهم والتنفيذ بعد تشكيل الحكومة الجديدة وتعديل قانون الانتخابات وضمان سلامة أداء المفوضية العليا المستقلة للانتخابات وتوفير المتطلبات اللوجستية والفنية المطلوبة لإجراء انتخابات نزيهة تعالج أخطاء الأمس القريب وإقرار الموازنة العامة للبلاد”.

وأضاف أنه “لا نزال نعتقد بأهمية تحقيق عقد اجتماعي وسياسي جديد، أكثر رصانة وتطورا وإجماعا”، مشيرا الى “وجوب التحالفات الوطنية العابرة للمذهبية والقومية، وتجاوز المحاصصة السلبية من خلال ثنائية (الأغلبية الفاعلة والمعارضة البناءة)”.

أمر واقع

وفي السياق، اكد المحلل السياسي الدكتور عصام الفيلي، ان “خيار حل البرلمان بات امرا واقعا امام القوى السياسية”، مرجحا الذهاب نحو “حل البرلمان والذهاب باتجاه اجراء انتخابات مبكرة”.

وقال الفيلي في حديث لـ”طريق الشعب”، ان “عملية التسويف والمماطلة وهدر الوقت لم تعد تجدي نفعاً”.

وأضاف ان “الشعب مدرك اليوم انه يتعامل مع منظومة فاسدة لا تريد بناء الدولة، فلا بد من حل البرلمان والذهاب نحو تعديل مسار العملية السياسية”.

وحول الإصرار على بقاء الوضع الحالي، أشار الفيلي الى ان “الكتل المتنفذة تحاول إيجاد تشريعات قانونية تجنبهم الهزيمة في الانتخابات مجددا”.

 واردف قائلاً ان “الانتخابات المبكرة باتت امرا ملحا وهي الحل الامثل للتغيير، لان هذه الطبقة تمرست في الحكم، فلا بد من إقصائها وفتح كافة ملفات الفساد التي تعنيها”.

وخلص الفيلي الى ان “هناك صراعا ما بين اوليغارشيا تمسك بزمام السلطة، وما بين قوى التغيير التي تحاول اعادة رسم معالم الحياة السياسية حتى عبر الاليات الديمقراطية”.

مطلب شعبي

ويعتقد المحلل السياسي مناف الموسوي ان “حل مجلس النواب أصبح مطلبا شعبيا”.

وأضاف الموسوي في حديث لـ”طريق الشعب”، ان “المتظاهرين ينتظرون قرار المحكمة الاتحادية بخصوص الدعوى المقامة امامها بخصوص حل مجلس النواب”، مشيرا الى “احتمالية تأجيل البت بالدعوى الى جلسة أخرى”.

وفي حالة رد الدعوى يتوقع الموسوي ان “يكون هناك تصعيد احتجاجي للمعتصمين في البرلمان، وزيادة رقعة الاعتصام او كما أفادت التسريبات قبل أيام بان يكون هناك عصيان مدني”.

وتعليقا على دعوة الصدر، تمنّت رئيس كتلة الجيل الجديد في مجلس النواب، سروة عبدالواحد، ان “تشمل هذه التغريدة الحزبين الحاكمين، الاتحاد الوطني والديمقراطي الكردستاني، لأن أحزاب الفساد ليست في بغداد فقط، لذلك نحتاج إلى تغريدة واضحة وبالاسم الصريح للأحزاب الفاسدة في الإقليم”.

اما عضو تحالف الفتح مختار الموسوي، فقال: ان “دعوة البعض إلى اعادة الانتخابات بعيدا عن أحزاب السلطة والطبقة السياسية التي توالت على ادارة البلاد منذ 2003 امر يثير الاستغراب”، متسائلا “إذا ما منعت تلك الطبقة فمن أين سنأتي بقوى سياسية تشارك في الانتخابات المبكرة التي يدعو لها البعض، فهل نستورد من الخارج مثلا؟”.

************

ما الذي يعرقل الكشف عن أسماء كبار الفاسدين؟

بغداد ـ طريق الشعب

تعليقا على الأرقام التي تصدرها هيئة النزاهة وفق تقاريرها الدورية، وعدد المسؤولين الكبار المتهمين بالفساد فيها، تتساءل اوساط واسعة عن الغرض من تجنب الجهات ذات العلاقة ذكر اسمائهم الصريحة واعلانها الى الرأي العام. وبعض الاحصائيات تشير  الى ان المبالغ المسروقة في العراق منذ 19 عاما، بلغت حوالي نصف مليار دولار. ومقابل ذلك، لم ير العراقيون طوال هذه الفترة تقديم أي مسؤول كبير الى القضاء، ولا حتى مجرد ذكر اسمه علنا.

***********

راصد الطريق.. كيف تُسند الوظيفة العامة في بلدنا؟

تعرضت الوظيفة العامة في بلادنا الى خلل كبير، وارتباطا بالازمة البنيوية العامة وتداعياتها متعددة الاشكال، تخلفت كثيرا عن أداء دورها المرتجى في توفير إدارة سليمة لمؤسسات الدولة.

فعملية التوظيف لدى الدولة واسناد الوظيفة العامة تفتقر الى المعايير الواضحة الصريحة والى الفرص المتكافئة امام المواطنين، وتكاد غالبية الوظائف الساحقة تخضع لتحاصص المغانم وللمحسوبية والمنسوبية والعشائرية والمناطقية. كما تسخر لأغراض جمع المريدين وللاغداق على ذوي القربى، فيما صارت مناصب مهمة في الدولة تباع وتشترى، وأكدت ذلك التسريبات الأخيرة، التي قد يكون القادم منها “اقمش” بعد.

ويندر ان تجد في دولة مثل هذا العدد الهائل من المناصب القيادية الرئيسية المدنية والعسكرية، التي تدار بالوكالة، والتي تقدر نسبتها بأكثر من ٨٠ في المائة. وقد يكون العراق البلد الوحيد في العالم، الذي فيه اشخاص “سوبرمانية“ تُسند الى الواحد منهم   خمسة مناصب، او اكثر من منصب وزاري مهم ؟! فيما تستمر حالة الوزراء بالتكليف وغيرها.

وما هذا الا غيض من فيض بركات منظومة المحاصصة والفساد والسلاح المنفلت!     

**********************

الصفحة الثانية

الموارد المائية: متنفذون يتجاوزون على الحصص المائية

بغداد – طريق الشعب

شكا وزير الموارد المائية مهدي رشيد الحمداني، يوم أمس، من كثرة التجاوزات الحاصلة على الحصص المائية في المحافظات من قبل متنفذين يدعون انتماءاتهم لفصائل مسلحة.

وقال الحمداني في تصريح أدلى به للصحفيين على هامش اطلاعه على مشروع إنشاء محطة ضخ الثرثار العائمة في محافظة الأنبار/ قضاء الفلوجة، إن “من المهم جدا أن نركز على موضوع الحد من التجاوزات، هذه الآفة الكبيرة التي تستمر رغم الحملات التي تقوم بها الوزارة. هنالك تجاوزات من متنفذين يدعون انتماءاتهم الى فصائل مسلحة يهددون ويتهجمون على كوادرنا”.

ودعا الوزير القوات الامنية والحكومات المحلية الى ان “تقف ساندة للوزارة”، فيما أوضح أن التجاوزات أصبحت آفة وآخرها ما جرى في البصرة وتحديدا بمنطقة (النشوة) فهناك بحيرات لتربية الأسماك بمساحة تصل لـ400 - 500 دونم تم انشاؤها من بعض المتنفذين الذين يدعون انتماءهم الى الفصائل المسلحة، وهؤلاء حرموا البصرة من مياه الشرب العذبة”.

************************

اضاءة.. قوى التغيير وتحديات الوضع

محمد عبد الرحمن

ما حصل ويحصل من تطورات خلال الأيام القليلة الماضية يؤشر حجم الاحتقان السياسي والاجتماعي، وبلوغه مديات عالية تعكس شدة السخط والتذمر وإمكانية انفجار الوضع بنحو غير مسبوق.

هذه التطورات  ليست عادية، ولا يمكن حسابها ضمن سياق الصراع المعتاد على تقاسم المغانم والمصالح والمواقع. فنحن امام مشهد جديد فيه ملامح حالة نوعية مختلفة، لم تتبلور بعد على نحو واضح لاسباب عدة، منها طبيعة الحراك الحالي، وعدم الوضوح الكافي لاهدافه، وخضوعه لحسابات وقرارات جهات محددة.  وقد يكون هذا هو ما يحول حتى الان دون تحول هذا الحراك، الذي تشارك فيه جماهير واسعة غاضبة ورافضة، تنشد  حياة افضل، الى  حراك لغالبية العراقيين الرافضين لمنهج المحاصصة الطائفية والاثنية ولبناء الدولة المكوناتي، وللفساد المستشري والسلاح المنفلت والتدخلات الخارجية السافرة في شؤون وطننا.

السؤال هنا يتعلق بالقوى ذات المصلحة في دفع الأمور الى نهاياتها المنطقية، والخلاص من المنظومة الحاكمة المتنفذة ومنهجها العاطل والمعطل، وتدشين مسار جديد للعملية السياسية، يقوم على قطيعة تامة مع النهج والآليات والشخوص الفاشلة والفاسدة.

ليس مستغربا ان تقف جهات عدة امام أي مسعى وتطلع الى الإصلاح الجدي والتغيير الشامل. فمسعى كهذا يعاكس ما هي فيه، وهي المنطلقة من حسابات مصالحها الخاصة الفئوية والطبقية، وادامة مغانمها وهيمنتها وتحكمها بالقرارات السياسية والاقتصادية والأمنية الى حدود كبيرة. وليس متوقعا ان تتخذ موقفا غير هذا، وان حصل ذلك فهو مناف للمنطق. لكنها يمكن ان تلجأ الى التكيّف مع التطورات لاستيعاب المواجهة، ومنع او عرقلة اي نهوض ثوري واسع، يطيح بالمنظومة بكاملها.

وان ما يطيل  امد سيطرة هذه المنظومة ويتيح لها فرص المناورة والبقاء، هو عدم تبلور جبهة شعبية قوية متراصة وواسعة، تلحق الهزيمة بالمنظومة الحاكمة وتفتح آفاقا لمستقبل واعد لملايين العراقيين، المكتوين بجهنم  سياسات وممارسات المتنفذين، المتمسكين بما هو خاطيء ومضر ومدمر.

لذا وفي الوقت الذي تتجه فيه الأوضاع نحو تراكم وارتفاع لمنسوب الغضب والسخط، نجد ان  الحركة الرامية الى توحيد جهود قوى التغيير المنشود ما زالت تحبو، ولعل من المفارقات أن لا يجري بناء أرضية واضحة وراسخة لها، كي تباشر التحرك والفعل المشترك. وكان هذا ملحوظا في حراك تشرين وما زال يتواصل باشكال مختلفة، رغم ان هناك بدايات مشجعة وواعدة، والأمل كل الأمل ان تترسخ هذه البدايات وان تتواصل وتأخذ مداها المرتجى.

ان المهم جدا هو البحث الجدي عن المشتركات وتغليبها ودفعها الى المقدمة، وان تعمل قوى التغيير ليس فقط على إيجاد  القواسم والارضية المشتركة، بل ان تمد جسور التعاون الى من يشاركها الموقف وآلية العمل في هذا الظرف المحتدم والحساس.

ان على قوى التغيير، كما نرى، مغادرة حالة الانتظار، وان لا تتوقع شيئا نافعا للشعب من مناورات المتشبثين بالسلطة وبمنهج الحكم المولد للازمات. وعليها في الوقت ذاته ان تفتح الاحضان لمن يقوم تحت ضغط الاحداث والحاجة الى التغيير، بالتماهي مع مطالب الجماهير. فليس من السياسة في شيء العمل وفق قسمة الأبيض والأسود،  ونسيان المنطقة الرمادية. لكن من الواجب هنا التأكيد ان نجاح هذا التكتيك المرن، والذي يأخذ الأوضاع الملموسة بنظر الاعتبار، يوجب ويستلزم وجود رؤى وتوجهات مشتركة وارضية صلبة وقيادة سياسية وميدانية تتوفر لها  القدرة على الانتقال بالأوضاع ودفعها الى امام ،بخط تصاعدي فيه وضوح كاف للاهداف المعلنة التي تستجيب لتطلعات المواطنين حاضرا ومستقبلا.

*************************

نجفيون يحتجون على العزل الاجتماعي.. وذي قاريون يفتقدون الخدمات.. تظاهرات تطالب بتوفير فرص العمل

بغداد ـ طريق الشعب

تواصلت الاحتجاجات المطلبية في عدد من مدن البلاد احتجاجا على الفساد وغياب فرص العمل، فيما تظاهر عدد من أهالي مناطق النجف احتجاجا على ما أسموه العزل الاجتماعي لمناطقهم.

العزل الاجتماعي

وفي محافظة النجف، تظاهر العشرات من اهالي قضاءي المناذرة والمشخاب ومناطق الحيرة والقادسية وبمشاركة عدد من المنتمين للحراك الشعبي، احتجاجا على احتمال تعرضهم لمشكلات أمنية إثر قرار نقل البوابة الأمنية إلى داخل مدينة النجف.

وقال مراسل “طريق الشعب”، ان المحتجين اغلقوا الشوارع المؤدية إلى طريق النجف، احتجاجا على قرار انشاء البوابة، مشيرا الى ان “المتظاهرين طالبوا الحكومة بالعدول عن المشروع لكونه يعرض مناطقهم الى مشاكل أمنية وعزل اجتماعي متعمد لسكان هذه المدن الذين يبلغ عددهم حوالي 500 الف نسمة”.

بدوره، اعتذر المكتب الاعلامي لمحافظ النجف عن التصريح مكتفيا بالبيان الذي اصدره قبل ايام والذي ينص على ان مشروع البوابة لا يمكن تنفيذه في موقع سيطرة غماس، بسبب وجود أملاك خاصة من جهة، ومن جهة اخرى وجود قناة مائية، فضلاً عن ان الموقع ضمن الحدود الادارية لمحافظة الديوانية.

إقالة المسؤولين

إلى ذلك، أغلق العشرات من المتظاهرين في ناحية العكيكة التابعة إلى محافظة ذي قار الجسر الرئيس وعددا من التقاطعات وسط المدينة بالإطارات المحترقة، للمطالبة بإقالة مدير الناحية على خلفية تراجع الواقع الخدمي وعدم شمول الناحية بمشاريع جديدة.

وأصدر متظاهرو ناحية العكيكة في وقت سابق، بيانا يطالب بإقالة مدير الناحية حازم طارق وعدد من مدراء الدوائر على خلفية عدم استجابتهم لمطالب المتظاهرين بتحسين الواقع الخدمي على الرغم من الوعود التي أطلقتها الإدارة المحلية بهذا الشأن.

وأشاروا الى أن المرشح المقبل سيكون بموافقة ساحات الاعتصام، محذرين من تصعيد جماهيري حاشد أمام مبنى إدارة المحافظة بخلاف ذلك.

فرص العمل

وفي العاصمة بغداد، تظاهر العشرات من خريجي كليات التربية قرب المنطقة الخضراء، للمطالبة بتوفير فرص العمل.

وأشار مراسل “طريق الشعب”، الى ان “المتظاهرين القادمين من محافظات مختلفة تجمعوا قرب بوابة التشريع المحاذية لمبنى مجلس النواب للمطالبة بتوفير فرص العمل”، مبينا ان المتظاهرين اكدوا استمرارهم في الاحتجاج لحين تلبية مطالبهم المشروعة.

من جانبهم، جدد خريجو المعاهد الفنية في محافظة ديالى، تظاهراتهم امام مبنى المحافظة وسط بعقوبة، مطالبين بتوفير فرص العمل.

وقال عضو تنسيقية التظاهرة احمد الشمري في حديث صحفي، ان “خريجو المعاهد الفنية نظموا تظاهرة سلمية رافعين لافتات تدون 3 مطالب رئيسية لهم، ابرزها اطلاق عقود قانون الامن الغذائي، والتي تبلغ 1000 من اجل المباشرة في التقديم عليها”.

وأضاف ان “ديالى تضم نسبة بطالة وفقر عالية، وان خريجي المعاهد لم ينالوا اي فرص في التعيين، طيلة سنوات رغم تخصصاتهم المتعددة”.

*****************************

الثلاثاء المقبل .. خريجو كليات العلوم يحتجون أمام مجلس الخدمة الاتحادي

بغداد ـ طريق الشعب

صدم مجلس الخدمة الاتحادي خريجي الكليات الساندة ولاسيما كليات العلوم، بعد اعلانه المصادقة على 92 اسما من اسماء الاحتياط الذين كانوا قد قدموا على استمارة تعيينات 2021، حيث صادق المجلس على هذه الاسماء منذ شهر دون اعلان سابق، وبلا نشر للاسماء المصادق عليها.

إجراءات المصادقة

وقال المجلس في بيان طالعته “طريق الشعب”: ان الناطق الرسمي باسم مجلس الخدمة العامة الاتحادي وسام اللهيبي قال ان المجلس قد أكمل اجراءات المصادقة على اسماء الاحتياط من الكليات الساندة (العلوميين) بعد ان ارسلت وزارة الصحة اسماء الذين لم يباشروا التعيين.

وقال اللهيبي، ان المجلس قد صادق على تعيين (٩٢) من الاحتياط وتم إرسال الكتاب بالاسماء إلى وزارة الصحة بتاريخ ٢٧ تموز٢٠٢٢ وقد باشروا وظائفهم.

واوضح اللهيبي ان كل ما نشر في مواقع التواصل الاجتماعي عار عن الصحة، وما هو إلا إثارة للفوضى، داعيا في الوقت ذاته إلى التأكد من المعلومات المنشورة في المواقع الرسمية للجهات الحكومية فقط، وعدم الانجرار نحو ما ينشر في المواقع غير الرسمية.

صدمة!

وعاش خريجو العلوم والاسماء الاحتياط من الكليات الساندة الذين يبلغ عددهم 1192، بصدمة جراء هذا الاعلان، حيث ان المجلس لم يعلن عن هذه الاسماء المصادق عليها الا بعد شهر من المصادقة عليها ومباشرتهم، ولم يعلن عن هذه الاسماء التي بقيت “سرية”، الامر الذي يطرح تساؤلات عما اذا كانت هناك تفاصيل “مريبة” وراء اخفاء الاسماء او المغامرة بالدرجات الوظيفية التي كانت مخصصة للاحتياط ودون الاعلان عن الاسماء والنقاط التي تم تقديم هذه الاسماء على غيرها، وما اذا كان هناك تلاعب بالدرجات.

احتجاج مرتقب

من جانبهم، أصدر ممثلو خريجي كليات العلوم بيانا، دعوا فيه الى تظاهرة احتجاجية بعد غد الثلاثاء، للمطالبة باطلاق استمارة التوظيف لخريجي كليات العلوم وانصاف الاحتياط.

وذكر البيان ان “تأخر مجلس الخدمة في إجراءات تعيين العلوميين تسبب في عدم صرف رواتبهم لـ 8 أشهر، ومن الممكن ان يتم تأجيل الدرجات المخصصة لهم في هذه السنة مع قرب انتهاء السنة المالية ولم يبادر مجلس الخدمة الاتحادي الى إطلاق الاستمارة، رغم اكمال بقية إجراءات تعيين ذوي المهن الصحية والطبية”.

واكد البيان ان “مجلس الخدمة وعد بحل موضوع الاحتياط في موازنة 2021 الا انه لم يفِ بوعده الى الان وكل ما حدث هو تسويف”.

ودعا البيان خريجي كليات العلوم الى المشاركة في التظاهرة المرتقبة أمام مجلس الخدمة الاتحادي من أجل انصاف الاحتياط وإطلاق استمارة التعيين في أسرع وقت ممكن، مهددين بتنظيم اعتصام مفتوح في حال عدم تحقيق مطالبهم.

تهميش وفساد

بدورها، اشارت خريجة كلية العلوم بجامعة بغداد شيماء علي الى ان الاحتجاج امام وزارة الصحة دام 18 شهرا من اجل انتزاع ابسط الحقوق لخريجي كليات العلوم المهمشين، مبينة ان الحكومة لا تعير أي اهتمام للخريجين سواء كانت مؤسسات الدولة بحاجة لخدماتهم ام لا.

وأضافت ان مجلس الخدمة الاتحادي تعامل بشكل غامض ومريب مع موضوع الاحتياط، منوهة الى ان الخريجين كان يحدوهم الامل بعدم التلاعب بالدرجات الوظيفية، لكن الواقع يشير الى غير ذلك.

*****************************************

الصفحة الثالثة

تقارير تتحدث عن وزراء ومدراء وذوي مناصب رفيعة دون ذكر التفاصيل.. ما الذي يعرقل الكشف عن أسماء كبار الفاسدين؟

بغداد ـ طريق الشعب

تعليقا على الأرقام التي تصدرها هيئة النزاهة وفق تقاريرها الدورية، وعدد المسؤولين الكبار المتهمين بالفساد فيها، تتساءل اوساط واسعة عن الغرض من تجنب الجهات ذات العلاقة ذكر اسمائهم الصريحة واعلانها الى الرأي العام. وتشير بعض الاحصائيات الى ان المبالغ المسروقة من العراق منذ 19 عاما، بلغت حوالي نصف مليار دولار. ومقابل ذلك، لم ير العراقيون طوال هذه الفترة تقديم أي مسؤول كبير الى القضاء، وفي أقصى الحالات، لا يُذكر اسمه علنا.

جهات كثيرة دون جدوى

وتتصدى جهات عديدة لمكافحة الفساد، لكن واقع البلاد يظهر أنها لم تحدث أي فارق بما تجري سرقته في وضح النهار، ودون محاسبة رادعة تقضي على هذه الآفة.

أن ابرز الجهات المعنية بمتابعة ملفات الفساد هي الرقابة المالية، هيئة النزاهة، لجنة النزاهة النيابية، المحاكم المختصة، وغيرها، لكن الفاسدين الكبار لا يعلن عنهم ابدا رغم تورطهم بملفات فساد هائلة وفيها مليارات الدولارات.

وفي تصريح سابق مثير للاستهزاء، قال رئيس الوزراء ان على الفاسدين “إعادة ما أخذوه ولن تكون هناك أي مشاكل”، دون أن يتحدث عن أسماء المتورطين. وبالتزامن مع ذلك، تكشف أرقام هيئة النزاهة عن وجود فساد هائل ما زال مستمرا حتى الان.

وبحسب قول النائب سلام الشمري: فان “كل الجهات الرسمية التي تعمل لمكافحة الفساد لم تتمكن من الإعلان عن شخص واحد من سراق المال العام أمام الشعب”.

وأضاف أنه “غالبا ما تتحدث الحكومات المتعاقبة عن مكافحة الفساد، وتشكل لجانا لذلك، لكن إلى الآن لم تتخذ أي منها خطوات نحو الأمام في ما يتعلق بمحاسبة الفاسدين وتقديمهم للقضاء واسترداد المال العام”.

ولا يخفي المهتمون بملفات الفساد وجود شبكات واسعة تدير عمليات السرقة والتهريب وغيرها، وهناك خشية من ملاحقتها بسبب الجهات المتنفذة التي تحميها. ولم تسجل الحكومات جميعها سابقة للإطاحة بأحد رؤوس الفساد الكبيرة واعلانه أمام الملأ على الرغم من حديثها المتكرر عن اهتمامها بهذا الملف.

تقرير النزاهة الأخير

وافصحت هيئة النزاهة، عن تقريرها نصف السنوي بشأن قضايا الفساد التي جرى الاخبار أو التبليغ عنها.

وتضمن التقرير وجود 34,209 قضية ومن بين المتهمين 39 وزيرا ومن بدرجته في قضايا جزائية، و 241 من ذوي الدرجات الخاصة والمديرين العامِّين ومن بدرجتهم.

أن هذا الرقم هو نموذج بسيط لنشاط نصف سنوي قامت به الهيئة، بينما هناك أعداد هائلة متراكمة منذ سنوات وفق التقارير السابقة ولم يعرف الرأي العام مصيرها وكيف انتهت تفاصيلها تجاه المسؤولين الكبار.

ويقول الباحث في الشأن السياسي، أحمد التميمي، أن “المتنفذين وكبار قادتهم السياسيين هم الذين يقفون وراء ملفات الفساد وهناك وثائق تؤكد وجود السرقات، وأن هذه التكتلات السياسية هي عبارة عن منظومة واحدة مشتركة في الفساد”.

ودفع الفساد الذي ابتلع الدولة بأكملها الى خروج تظاهرات كبيرة على مدار سنوات، فيما كان احد العوامل الرئيسة المحركة لانتفاضة تشرين الباسلة.

ويضيف التميمي لـ”طريق الشعب”، أن “عدم ذكر أسماء الفاسدين أصبح سياق متعارف عليه وعرف سارت عليه حكومات المحاصصة ومجلس النواب ومنظومة الحكم بأكملها، بما فيها الحكومة الحالية التي تحدثت عن حملة واسعة وغير مسبوقة على الفاسدين، إلا أن هذه الحملة لم تحقق أي نتائج تذكر، واكتفت بإثارة ملفات مسؤولين معدودين من الصف الثالث أو الرابع في أحزابهم.

البرلمان وجدل مكاتب المفتشين

وبعد مرور حوالي ثلاثة أعوام على حل مكاتب المفتشين العموميين، يتساءل معنيون عن النتائج التي حققتها هذه الخطوة في محاربة الفساد، حيث لم ينقطع الفساد سابقا ولا لاحقا ولم يكن للبرلمان دور حقيقي في مكافحته.

وبحسب قول نواب في حينها، فأن “البرلمان كشف خروقا كثيرة اقترفها بعض المفتشين وموظفيهم، كالفساد والرشاوى وهدر المال العام، وما آلت إليه المكاتب بسببهم، من أوضاع استدعت إلغاءها لتسريع انجاز المشاريع والمعاملات، بعيدا عن الابتزاز والعرقلة للشركات والموظفين والمواطنين على حدٍ سواء”. لكن مجريات الأحداث أثبتت أن الفساد بقي نفسه بل يتزايد وهذا ما دعا مراقبين الى القول أن موقف نواب البرلمان في حينها لم يكن من منطلق وطني أو حرصا على مكافحة الظاهرة.

ويحتل العراق دوما مراتب متقدمة جدا في تصنيف مؤشرات الفساد التي تعدها منظمة الشفافية الدولية.

وبالعودة الى التميمي، فإن “الدولة لا تمتلك سياسة وطنية ولا استراتيجية واضحة ومعتمدة لمكافحة الفساد، وإن الفساد والرشوة في المؤسسات الحكومية تطورت وتنامت، والأجهزة والمؤسسات الحكومية المعنية بالتحقيق ومتابعة عمليات الفساد، تتعمد عدم الكشف عن المعلومات والتحقيقات التي تجريها مع كبار الفاسدين وهذه هي الحقيقة الواضحة للجميع. كما أن غالبية الأحكام القضائية الصادرة ضد الفاسدين هي غيابية، أي أن المتهمين غير موجودين”.

وفي تصريح لرئيس هيئة النزاهة الأسبق موسى فرج، فإن “الفساد مرتبط برجال الدولة الكبار، ولا ينحصر في اختلاس أموال الدولة وحسب وإنما في تبديدها بطريقة متعمدة من خلال صرفها على كل ما هو فاشل ومغشوش وفاسد”.

“الفساد في العراق يؤدي في كثير من الأحيان إلى موت أعداد كبيرة من السكان، لأنه تشعب في جوانب تتصل بظروف حياة السكان اليومية”، طبقا لفرج.

ويرى المتابعون للملف الاقتصادي والمالي أن جهات متنفذة سعت وبشكل تدريجي ومنظم إلى تدمير جميع أعمدة الدولة الاقتصادية والعسكرية والتعليمية والصحية. وقد لا يبدو هذا الأمر منطقيا على الإطلاق، لكن الأرقام والإحصاءات والوثائق والحقائق والمعطيات الموجودة على أرض الواقع تبرهن على ذلك بشكل كبير.

***************************

ناشطون: شرعية المتنفذين سقطت حال حمايتهم قتلة المتظاهرين

بغداد – طريق الشعب

يقول ناشطون في الحراك الاحتجاجي إن تعقيدات المشهد السياسي الحالي تتعمق بعيدا عن مطالب المنتفضين، والتي كان في مقدمتها الكشف عن قتلة المتظاهرين. ووفقا لقولهم، فإن الحوارات السياسية التي تجريها القوى المتنفذة حاليا لا تأبه بمصير البلد أو احقاق الحق وضمان العدالة لأرواح الشهداء، لافتين إلى أن عدم محاسبة القتلة سيضع الحكومة والبرلمان والقضاء أمام لوحة احتجاجية مختلفة عن السابق، تكون أقوى وأوسع وتطالب بما هو أبعد مما طالبت الجماهير فيه سابقا.

المحاصصة والعدالة نقيضان

مؤلمة المشاهد التي سجلتها كاميرات المتظاهرين في ساحة التحرير والنسور وغيرها من ساحات الاحتجاج العراقية، فقد كانت تغصّ بمئات المحتجين، بينما تسمع أصوات اصطدام القنابل الدخانية برؤوس الشباب السلميين والرصاص الذي يخترق اجسادهم بطريق القنص والرمي العشوائي وغير ذلك من وسائل قمعية قاسية جدا. كل ذلك كان يحصد أرواح المحتجين، الناشطين، الصحفيين والعنف يتواصل ولا يكف الجميع عن رفع عبارة “من قتلني”، ولا من مجيب على هذا السؤال من تشرين 2019 الى آب 2022.

إن الحكومة التي جاءت بعد ذلك ووعدت بتقديم القتلة إلى العدالة، لم تقدم ما يرجوه المنتفضون سوى ببعض النتائج البسيطة دون أن تكشف حتى عن دوافع الجرائم لصغار الجناة الذين تورطوا بالقتل وأصبحوا قرابين للقتلة والفاسدين الكبار.

ما أثار المواطنين على مدار الأشهر الماضية، هو استمرار المفاوضات بين القوى السياسية وهي تتحاور على أمور لا علاقة لها بالبرامج السياسية ولا حتى بمطاليب الناس التي تدعو لإنقاذ البلد واحقاق الحق لمئات الشهيدات والشهداء.

ورغم حديث بعض الجهات السياسية عن الشرعية أو أهمية القضاء، لكنها تتجاهل أن هذه الشرعية سواء كانت لمجلس النواب أم الحكومة، قد اصبحت بنظر الناس أمرا غير مهم، بل فاقدة لقيمتها وفقا لحجم الفساد الهائل وتحكم المسلحين بمصير البلاد وافلات كبار المجرمين المتواصل من العقاب. وعن القضاء، يطرح الكثير من العراقيين تساؤلات عن دوره ازاء ما يجري وخصوصا في ملف قتلة المتظاهرين وطمسه وتشويهه وإبقائه ثانويا مقابل حوارات سياسية تريد تعزيز الفساد لا أكثر، فالجميع يطالب القضاء أن يأخذ دوره ويحيي هذا الملف الواضح.

وفي مقال سابق للباحثة في قسم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا والمختصة بشؤون العراق في منظمة هيومن رايتس ووتش، بلقيس والي، قالت إنه “في حال لم تكن السلطات العراقية قادرة على اتخاذ خطوات لوقف عمليات القتل خارج نطاق القضاء، فإن مناخ الخوف الملموس الذي خلقته سيحدّ بشدة من قدرة أولئك الذين كانوا يدعون إلى التغيير، على المشاركة في الانتخابات البرلمانية”، وهذا ما حدث فعلا بعد المقاطعة الشعبية الواسعة لعملية الاقتراع التي وصفوها بغير المجدية في ظل اساليب القتل والسرقات ورعاية كل اشكال الفساد.

ووفقا لقول والي، إن المتظاهرين كانوا يطالبون بمزيد من الإجراءات الحكومية لكبح الفساد وضمان الوصول الكافي للكهرباء والمياه والوظائف، وهم سلميون في الغالب. لكن القوات المسلحة في بغداد وأجزاء أخرى من العراق استخدمت الذخيرة الحية لاستهدافهم، بل واختطفت واعتدت وقتلت منظمي الاحتجاجات.

فشل الحكومة الحالية

من جانبه، يؤكد الناشط في الاحتجاجات والحقوقي أمير لفتة، أن شرعية النظام سقطت مجتمعيا لأن قتلة المتظاهرين احرار ولم يصلهم القضاء والجهات المعنية.

ويقول لفتة: “تخلت الحكومة عن وعودها بالكشف عن هؤلاء المجرمين. ولم تقدم أي مجرم إلى العدالة”.

ويشير لفتة خلال حديثه لـ”طريق الشعب”، إلى أن “رئيس الوزراء أعلن بعد توليه المنصب، تشكيل لحنة للكشف عن قتلة المتظاهرين، إلا أن لجنته لم تظهر أية نتيجة مهمة، والقوى المتنفذة فيها من كان يبرر للقتل علنا وهو الان يتفاوض على مصير البلاد بأكملها، ولا أحد يقدر على محاسبته وهذا ما يجب ان يقال إلى القضاء”.

وبحسب الباحث في الشأن السياسي، أحمد التميمي، فإن جهات سياسية داخل البرلمان ـ لم يسمها ـ “متورطة بملف الاغتيالات، وتقوم بحماية الجهات المسلحة الخارجة عن القانون، لأنها تابعة إلى أجندات. وفي الواقع فإن هذا الأمر حقيقي، وهو بمثابة إشكالية عميقة في جذور نظام المحاصصة المأزوم” بحسب قوله.

ويقول التميمي لـ”طريق الشعب”، إن “جهات وأطرافا معنيّة بالاحتجاجات أعلنت مواقف شديدة بشأن المشاركة في الانتخابات السابقة وقاطعتها لهذا السبب وأسباب أخرى وأن البرلمان الحالي ولد عاجزا، لأنه لا يحمل ثقة الناس، فضلا عن تشكيله وفق قانون انتخابات مناطقي ينافي الروح الديمقراطية”.

ما جدوى هذا الأداء السياسي؟

وتصاعدت في الآونة الأخيرة، مواقف كثيرة بشأن الجدوى من العملية السياسية التي تقوم منذ عام 2003 على المحاصصة الطائفية، حيث يجري التشديد على ايجاد شكل جديد يعيد صياغة التجربة وفقا لتطلعات الناس والقوى الوطنية.

وفي ظل دوامة الأزمة السياسية، يتواصل المواطنون والناشطون في مختلف مناطق البلاد بالتظاهر لأجل مطاليب لا حصر لها، بينما يؤكدون أهمية تقديم قتلة المنتفضين الى العدالة.

وبعد مرور ذكرى استشهاد ريهام والوزني، أغرق ناشطون ومواطنون، منصات التواصل الاجتماعي بالأسئلة عن قتلة زملائهم، والى متى يستمر رعاة المحاصصة الطائفية بقيادة هكذا سلوك داخل منظومة الحكم دون أن يحاسبوا على ما اقترفوه؟

حرب مع المافيا

إستعانت بلدية السليمانية بقوات الكوماندوز في مواجهتها مع مافيا، تفرض سيطرتها على الأملاك العامة وتستمد قوتها من أشخاص متنفذين، لاسيما بعد أن قامت ببيع أراضي تقدر قيمتها بمليارات الدولارات. وأشارت رئيسة البلدية الى أنها رفضت إجازة 78 مشروعاً “إستثمارياً” لهذا السبب، فيما يعتقد أحد النواب بأن هناك 45 ألف قطعة أرض سكنية، قد تم الإستيلاء عليها، ووجود نحو 300 ألف منزل من دون أوراق تمليك في عموم الإقليم. هذا وأعرب الناس عن تشاؤمهم من إمكانية السيطرة على نشاط المافيات بسبب وجود أفراد متنفذين، ومدعومين من مسؤولين كبار، في صفوفها.

صرخة لابد أن تُسمع

حذر بطريرك الكنيسة الكلدانية في العراق والعالم الكاردينال، مار روفائيل ساكو، من إحتمال اختفاء الكنيسة والمسيحيين في العراق وبلدان شرق أوسطية أخرى، منتقداً التعامل معهم كمواطنين من الدرجة الثانية وعدم إعتبارهم مكوناً اصيلاً من المجتمع العراقي. ودعا الكاردينال الى الإعتراف بالمواطنة الكاملة للمسيحيين، والى إعادتهم الى مناطقهم التي نزحوا منها وتمكينهم من ما أغتصب منهم من أملاك، لاسيما وإن 40 في المائة فقط من النازحين قد تمكنوا من العودة حتى الآن. ودعا البطريرك الى إعادة كتابة القوانين، بحيث يتم خلق بيئة للتعايش واحترام التنوع والتمتع بالحقوق، لأن ذلك فقط سيجعل الناس ينفتحون للأمل ويواجهون التحديات.

مين سرق مين؟

في الوقت الذي أصدر فيه مجلس القضاء الأعلى، أوامر قبض بحق محافظ صلاح الدين السابق ومعاونيه بتهم فساد، قررت محكمة تحقيق الكرخ اتخاذ الإجراءات القانونية بخصوص تسجيل صوتي، يُتهم فيه أحد القضاة بتلقي رشى من رئيس حزب، كان المحافظ السابق منتمياً اليه، قبل أن يطلب الحماية مقابل كشف ما بجعبته من ملفات فساد. هذا وكانت هيئة النزاهة قد إستدعت رئيس جامعة تكريت السابق و22 عميد كلية في الجامعة بسبب مخالفتهم للضوابط، فيما إتهمت تسريبات صوتية جديدة، مسؤولين وسياسيين، بينهم رئيس حزب المحافظ المذكور، بـ”مخالفات” مالية بملايين الدولارات، دون أن يتم التأكد منها حتى الأن.

الما يعرف يرگص!

أعلنت وزارة الكهرباء عن نجاحها في إضافة 4000 ميغاواط لإنتاجها خلال عام واحد، من أصل 7000 ميغاواط كانت قد تعهدت بها سابقاً، إضافة لإدخال خطوط نقل ستراتيجية كانت معطلة منذ سنوات. وبررت الوزارة فشلها في تنفيذ وعودها، بعدم وجود موازنة، وبتعرض أبراج الطاقة للتخريب، وبدفع تكاليف الغاز المستورد. هذا ويذكر بأن إعلان الوزارة، تأكيد أخر على فشل الدولة العراقية في حل مشكلة الكهرباء، رغم صرف أكثر من 80 مليار دولار من أجل ذلك، وكذلك عجزها عن حماية مؤسساتها من الإرهاب، في وقت حلت فيه دول أخرى هذه المعضلة بأقل من 10 في المائة من هذا المبلغ.

************************************

الصفحة الرابعة

يقضمان لقمة عيش العراقيين.. التصحر والجفاف: حيوانات تنفق وأهالي يهجرون الأرض

بغداد – طريق الشعب

يعاني العراق من تداعيات أكبر موجة جفاف وتصحر نتيجة عوامل عديدة أبرزها التغيرات المناخية والتأثر الشديد لمناطق البلاد فيها، إلى جانب فشل السياسات الحكومية، والاستمرار في التعاطي مع ملف الزراعة بطريقة بدائية وتقليدية، فكل ذلك غذى عملية تحوّل مساحات كبيرة من أراضي بلاد الرافدين الخصبة إلى مساحات قاحلة، وحتى الأهوار بدأت تظهر بمشاهد جفاف مؤلمة.

موجة جفاف قاسية

وصُنّف العراق بوصفه خامس دولة في العالم من ناحية التضرر من شح المياه، بحسب قمة غلاسكو للمناخ عام ٢٠٢١، إذ تفاقمت أزمة الجفاف في البلاد نتيجة التغير المناخي، وبناء السدود على الأنهار من قبل دول الجوار (تركيا وإيران)، وعدم حصول البلد على حصصه المائية، فضلا عن فشل الدولة بالتعامل المطلوب مع هذا الملف المهم بسبب استشراء الفساد والمحاصصة والصراع على النفوذ.

وكواحدة من الأمثلة على ما يجري، تسبب شح المياه بارتفاع منسوب الأملاح في محافظة البصرة، بعد أن وصل منسوب المياه في أنهارها إلى متر ونصف المتر فقط. بينما حذر خبراء المياه من تطور الأزمة وتفاقم تداعياتها، وتحدثوا عن جفاف تام سيضرب البلاد خلال ثلاثة أعوام، إن لم تجد الحكومة حلولا سريعة.

ويقول الاكاديمي وليد لفتة، إن الأوضاع مأساوية بالنسبة لنهري دجلة والفرات والروافد المائية، فمثلا يتسبب انخفاض منسوب مياه نهر الفرات الحالي بجفاف بعض روافده وحرم ثلث محافظة الديوانية من احتياجاتها المائية اليومية.

ويضيف لفتة خلال حديثه مع “طريق الشعب”، أن الجهات المسؤولة تقر وتعترف بخطورة الوضع، ولكنها لا تقدم الحلول اللازمة، وأبسط دليل ما قاله محافظ الديوانية مؤخرا بأن “ثلث مساحة المحافظة تعاني من مشكلة عدم وصول المياه، وأن ذلك أثر على المياه الصالحة للشرب والزراعة ودعم الثروة الحيوانية”، مبينا أن “الأرقام التي تصدرها منظمات ومختصين تكشف عن خطورة الوضع في المناطق الجنوبية على وجه الخصوص، فما بعد وضع البصرة المأساوي وجفاف الأهوار في ميسان وحاجة الديوانية الماسة للمياه، تشير الأرقام إلى أن الأهوار في ذي قار خسرت حوالي ثلثي سكانها بسبب الجفاف أيضا، وهذا اضاف الاف الصيادين الذين يقتاتون من خيرات الأهوار الى قائمة العاطلين عن العمل، فضلا عن نزوح الكثير نحو المدن، وما لذلك من تداعيات سكانية”.

وأصبحت “الهجرة المناخية أمرا واقعا في العراق”، وفقا لتقرير أعدته منظمة الهجرة الدولية نشر مؤخرا.

وبحسب التقرير، فإنه حتى آذار 2022، نزح أكثر من 3300 عائلة بسبب “عوامل مناخية” في 10 محافظات في الوسط والجنوب، والسبب “شحّ المياه، أو الملوحة المرتفعة فيها، أو نوعية المياه السيئة”.

كيف نواجه الخطر؟

مشكلة الجفاف في العراق، وتحديدا المناطق الجنوبية، لها أسباب داخلية وإقليمية، بحسب قول مسؤولين ومختصين لهم علاقة بهذا الجانب.

وتؤكد أطراف واسعة أن “دول الجوار، تركيا وإيران، مستفيدة من هذه الأزمة، لأنها تجعلها تمتلك قدرا أكبر من الحصص المائية. مع تهاون واضح من طرف الحكومة العراقية في المطالبة بحقوق البلد”.

ويقول الخبير الاقتصادي علي تويج، إن “التحذيرات من الجفاف وتداعياته مستمرة منذ سنوات طويلة، ولكن الحكومة لم تقدّم أي حلول حتى الآن، والوضع بقي على ما هو عليه”.

ويضيف تويج أن “الكثير من المناشدات وجهت من قبل أطراف واسعة إلى وزارة الخارجية وكذلك للموارد المائية، وحتى رئيس الوزراء، دون أي استجابة تليق بمستوى المخاطر والتحديات”، مردفا أن “وارداتنا المائية من إيران أصبحت اليوم لا شيء، إذ قامت بقطع واحد وأربعين معبرا مائيا للعراق، والحكومة العراقية غير قادرة على الضغط على طهران لحل هذه الأزمة وغير قادرة على التعامل مع السلوك التركي”.

ويتابع “نحذر من نفاد الوقت أمام خطر التصحر الداهم، ولا بد من إعادة النظر في السياسة الزراعية المتبعة لوضع خطة من شأنها أن تكون فعّالة في مواجهة الجفاف. لقد دخلنا إلى منطقة الخطر الحمراء. نحن نرى حيوانات تنفق بسبب هذه الأزمة ومواطنون يهاجرون ومناطق تعاني الكثير ونشهد على عوامل مناخية متقلبة إلى جانب التلوث الكبير واتساع رقعة التصحر، هذه حركة سريعة لتدهور الحياة”.

وزارة الموارد المائية أكدت في ما يخص مشكلة الجفاف، أنها رفعت تقريرا كاملا إلى وزارة الخارجية، يتضمن الموقف المائي في البلاد، بهدف التحرّك دبلوماسيا، لرفع دعاوى قضائية في المحاكم الدولية ضد الدول التي أضرت بالواردات المائية العراقية. لكن شيئا لم يحصل.

ويؤكد مختصون أن وزارة الموارد كان عليها أن تشير الى حجم الخلل في الادارة العراقية لهذا الملف قبل حصر الأزمة في العامل الخارجي وحده.

ووفق تقرير صادر عن “بلانيتاري سيكيوريتي إنشياتيف” وهو مركز بحثي أطلقته وزارة الخارجية الهولندية يعني بالمناخ، فأن نسبة التصحر في الأراضي العراقية ارتفعت إلى 39 في المائة من مجمل أراضيه، بينما 54 في المائة من باقي الأراضي هي مهددة بالتصحر قريبًا. وأن السبب هو فقدان العراق حوالي 100 كيلومتر مربع سنويًا من أراضيه الصالحة للزارعة نتيجة التصحر.

والوضع لا يختلف أيضًا في الأهوار التي أدرجتها اليونيسكو على قائمة التراث العالمي، بحيث تراجعت مناسيب المياه فيها نتيجة لتحويل إيران مسار الروافد التي كانت تسهم إمداداتها بـ 18في المائة من مياه شط العرب. فتراجع كميات المياه بشكل ملحوظ أدى إلى تقلص الثروة الحيوانية بشكل كبير.

****************************

مركز دجلة: «تعديل منظومة الانتخابات..  بوابة التغيير في العراق»

بغداد ـ طريق الشعب

عقد مركز دجلة للتخطيط الاستراتيجي ندوة يوم السبت الماضي، بعنوان «تعديل منظومة الانتخابات..  بوابة التغيير في العراق» يوم السبت الماضي، شارك فيها اكثر من أربعين شخصية سياسية وحقوقية وأكاديمية، يمثلون الطيف الاجتماعي العراقي.

وتضمن برنامج الندوة تشخيص العيوب والنواقص الانتخابية.

وخلال الندوة اكد الدكتور خالد المعيني رئيس مركز دجلة للتخطيط الاستراتيجي: ان انتخابات نزيهة وعادلة لا يمكن لها ان تتحقق مع استمرار نظام المحاصصة القائم الذي تسبب بالمزيد من الفرص الضائعة، حتى بات العراق بلداً منكوباً بالمقاييس الدقيقة لهذا التوصيف.

 وأشار الى ان الانسداد السياسي الذي يعاني منه العراق الان سيظل قائماً مادامت المحاصصة واعتبارات الشخصنة هي التي تتحكم بالنظام السياسي، مشيرا الى ان الواجب الوطني الأساسي الذي لا يمكن التنصل منه ينبغي ان يقوم على تفكيك هذا النظام المقيت، كمدخل لمتغيرات سياسية تتيح للشعب العراقي ان يعبر عن اماله بمنهج سياسي مدني قائم على التعددية.

ونوه المعيني بان الذين يتحكمون الان بمصير العراق لا يمثلون سوى 20 في المائة من العراقيين، بينما هناك 80 في المائة من مجموع العراقيين المؤهلين معطلة إراداتهم في اختيار ممثلين حقيقيين لهم، نتيجة التعقيدات والاخطاء الانتخابية.

وخلص المشاركون في الندوة الى ان «انتخابات تضمن عدالة التمثيل السكاني مرهونة باعادة النظر في القانون الانتخابي القائم وكذلك اعتماد شروط دقيقة في الترشيح وتمثيل انتخابي منصف وتسهيل عملية الاقتراع، بما يضمن وصول شخصيات نزيهة وكفوءة الى هذه المنصة التشريعية الرقابية»، مؤكدين على «اهمية وجود رقابة ميدانية خلال عمليات التصويت والفرز منعاً للتزوير».

*****************************

معنيون يؤكدون محدودية الطاقة التخزينية للمشروع.. تقرير أممي: سد مكحول يهدد حوالي 120 الف مواطن

بغداد ـ طريق الشعب

لا يزال موضوع انشاء سد مكحول يثير اللغط بين المعنيين، ومع تخصيص مبلغ ترليون و50 مليار دينار للمشروع ضمن قانون الدعم الطارئ للامن الغذائي، من اجل استئناف العمل في المشروع، الى جانب الإقرار بأهمية انشاء السدود التخزينية للمياه، يؤكد معنيون ان السعة التخزينية للسد محدودة، ويمكن استثمار أموال انشاء هذا السد في بناء سد بطاقة تخزينية مضاعفة في أماكن بديلة وجاهزة.

أماكن بديلة

الأستاذ في جامعة تكريت خليل خلف الجبوري يقول: ان بناء السدود حاجة استراتيجية لتنظيم وخزن المياه، ولا خلاف ان البلاد بحاجة الى السدود لتأمين الزراعة والاستخدام البشري، مشيرا الى ان انشاء السدود بحاجة الى تخطيط محكم.

ويضيف ان كانت الدولة تبحث عن الامن المائي، فعليها اكمال سد بادوش الذي تبلغ طاقته 10 مليار متر مكعب، او سد بخمة الذي تبلغ طاقته التخزينية 18 مليار متر مكعب، بدل انشاء سد تبلغ طاقته التخزينية 3 مليار متر مكعب فقط!

وطالب الجبوري بـ”بناء مجمعات سكنية للقرى المشمولة بالترحيل، تحتوي على كل المؤسسات المرتبطة بالمجمعات السكنية، وتعويض الاراضي الزراعية، باراضي زراعية لتستمر الحياة الريفية والزراعية”، مبينا ان ما يجري من ترويج لتعويضات للدور السكنية، سوف يتسبب في هجرة السكان نحو الى المدن بنسبة 50 في المائة على الأقل.

وبيّن الجبوري انه عندما يدرك الأهالي الذين تم تهجيرهم من قراهم ان مبالغ التعويض لا تكفي لشراء منازل لهم، حينها “سيبرد الصواب”، في إشارة منه الى الألم بعد فترة من تلقي الرصاصة.

وحول الادعاءات بأن النظام السابق قام بتعويض أهالي القرى المشمولة بالترحيل، اكد الجبوري ان قرية المسحك فقط تم تعويضها، وبعد عام 2003 تم بناء منازل جديدة على اعتبار ان المشروع تم الغاؤه.

اما الصحفي إبراهيم الثلج فيعتقد ان الهدف من بناء السد هو احداث تغيير ديمغرافي، منوها الى ان النظام السابق قام باختيار موقع السد الحالي ليس لغايات تخزينية، انما لتكون هناك بحيرات سياحية قرب المواقع الرئاسية.

وحددت لجان التعويض الحكومية سعر المتر الواحد للمنازل المشيدة من الطابوق بـ 400 الف دينار، اما المنازل الطينية فحدد سعر المتر الواحد بـ360 الف دينار، مبينا ان سعر الشجرة المثمرة بلغ 65 الف دينار، اما غير المثمرة فحدد بـ35 الف دينار، فيما بلغ سعر النخيل 200 الف دينار للنخلة الواحدة.

وحول هذا الامر، أشار المواطن حامد كريدي الى ان الكثير من أهالي القرى المحيطة بالسد روجوا معاملات التعويض، لكن السؤال الأهم هنا هل يمكن للمال ان يعوض الأرض، مبينا ان الأهالي يحاولون الحصول على المال من اجل الانتقال نحو المدن، لتصورهم ان الحياة هناك افضل.

وطالب كريدي بـ”تعويض الأهالي بأراض زراعية قريبة من مصادر المياه وإعادة توطين أهالي القرى المتوقع ان يغمرها الماء، بدل ان يتحول هؤلاء الى مشكلة اجتماعية”، محذرا من تحول مئات العوائل الى البطالة بفعل تهجيرهم من مناطق سكناهم.

واكد أن “قرى السبتي والحوائج والوريدية والشجرة تحتوي على منازل كبيرة ومبالغ التعويضات لا يمكن لها ان تشتري للاهالي مساكن في المدن”.

وخلال الأيام الماضية، حذر تقرير حديث صادر عن مكتب الأمم المتحدة للتنسيق، من اثار كارثية قد يخلفاها انشاء سد مكحول الذي يجري العمل به حاليا بين محافظتي كركوك وصلاح الدين، مبينا أن الاثار السلبية قد تهدد الأمن الغذائي للدولة العراقية.

مخاوف جدية

وذكر التقرير الذي حمل عنوان “الهجرة والبيئة وتغير المناخ في العراق”، إن “سد مكحول يقع بين كركوك وصلاح الدين واستأنفت الحكومة العمل به في 2021 والذي من المتوقع أن يتم الانتهاء منه في غضون خمس سنوات، بهدف إنشاء خزان بسعة ثلاثة مليارات متر مكعب لمعالجة أزمة ندرة المياه في العراق”.

وأضاف، أن “المشروع يثير مخاوف جدية بشأن جدواه وتأثيره، فمن المتوقع أن يعطل حياة حوالي 118412فردا، لأن حوض السد يشمل 39 قرية مأهولة بالسكان، مما يعني أن أكثر من 150 كيلومترا مربعا من القرى المأهولة سوف تغمرها المياه و67 كيلومترا مربعا من الأراضي الزراعية سيتم دمجها، كما قد يُفقد ما يصل إلى 61000 رأس من الماشية، مما يثير مخاوف تتعلق بالأمن الغذائي للبلد بأكمله”.

إغراق المنشآت

وحذر التقرير من “إغراق أكثر من 395 منشأة مدنية (مدارس وعيادات ومحطات مياه وكهرباء ومقابر وملاعب رياضية ومراكز ثقافية)، مما يحرم المجتمعات المحلية من الخدمات الأساسية مثل الصحة والكهرباء ومياه الشرب والتعليم والصرف الصحي، كما سيتم محو ما يقدر بـ 65.67 كيلومتر مربع من الأراضي الزراعية والعقارات والبساتين الخصبة على مدى السنوات الخمس المقبلة، إذا أصبح السد جاهزا للعمل بكامل طاقته، كما سيتم إغراق مواقع الدفن والمقابر بالمياه”.

ولفت الى أنه “منذ بدء العمل، لم تكن هناك محاولات لتقييم خسائر البنية التحتية المدنية، بما في ذلك المرافق الصحية والمياه والكهرباء والمدارس، أو الخسائر الاجتماعية والثقافية التي قد تنجم عن ذلك. لم تظهر قوائم الجرد المتعلقة بالأسر والمجتمعات في أي خطط على مستوى المحافظة، كما لم تكن هناك محاولة رسمية للتحدث أو التعامل مع المجتمعات”.

واشار التقرير الى أن “عمال المزارع وملاك الأراضي يرون أن السد يمثل تهديداً خطيرًا لسبل عيشهم، و هذا هو الحال بشكل خاص بالنسبة للعدد الكبير نسبيا من الأسر التي تعيلها سيدات، والتي تعمل حاليا في الزراعة على نطاق صغير ولديها قلق كبير بشأن الغذاء في المستقبل”.

أسباب غير فنية

وفي وقت سابق، قال مدير معهد استراتيجيات المياه والطاقة رمضان حمزة، إن “العراق بشكل عام يحتاج الى حزين استراتيجي، كون الخزين في الثرثار والحبّانية لا فائدة منه بسبب الاملاح”.

ويرى ان “اختيار مكان السد جاء لأسباب محاصصاتية لا فنية. كان على الحكومة اختيار موقع اخر لإنشاء السد مثل مواقع بادوش والبغدادي وبعض المواقع الاخرى في اقليم كردستان”.

ووفقا لمدير ناحية الزوية التابعة لقضاء بيجي، شمالي صلاح الدين، محمد زيدان فأن “الأعمال في سد مكحول متوقفة بانتظار اطلاق تخصيصات قانون الدعم الطارئ للأمن الغذائي والتنمية، والذي خصص مبلغ ترليون و50 مليار دينار للسد”.

واضاف ان “ما تم انجازه من السد بعد عام من العمل هو جسر مكحول وبانتظار تنفيذ المرحلة الثانية بتعويض 4 قرى قريبة من السد بعد منعها من البناء والزراعة تمهيداً لترحيلها”.

*************************

الصفحة الخامسة

“مقالع الرمل” من بين الأسباب.. دجلة يبتلع عشاقه في نينوى

متابعة – طريق الشعب

تسجل نينوى منذ بدء الصيف الجاري حالات غرق شبه يومية في نهر دجلة، أغلب ضحاياها من الشباب دون سن الـ 20 عاما. وفيما يعزو العديد من السكان والمتابعين أسباب هذه الحوادث إلى “إهمال الأهل”، تشكو الشرطة النهرية من معاناتها جراء تكثيف جهودها وتقسيمها بين الواجبات الأمنية ومنع حالات الانتحار في النهر وإغاثة الغرقى.

وتنقل وكالة أنباء “شفق نيوز” عن مصادر أمنية في نينوى، قولها أن “المحافظة سجلت 20 حالة غرق في أقل من شهر خلال الصيف الجاري”، مضيفة أن “هذه الحصيلة هي الأعلى التي سجلتها المحافظة منذ بدء الصيف، والتي تتوزع بين مدينة الموصل والقرى المطلة على دجلة”.

النهر يغدر بأحبابه!  

من جانبه يقول سلوان محمود، وهو ناشط في مجال حقوق الإنسان والعمل الإغاثي، أن هناك أسبابا عدة لازدياد حالات الغرق في الموصل، منها أن “أبناء المدينة يحبون نهر دجلة، وهم معتادون على السباحة فيه خلال فصل الصيف والتنزه على ضفتيه في جانبي المدينة الأيمن والأيسر”.

ويضيف في حديث صحفي أن “المقالع التي تقوم باستخراج الرمل من النهر، هي من بين مسببات الغرق. فهي بعد أن تقتلع الرمل تخلف حفرا عميقة وتتركها دون معالجة، فتصبح مثل الكمائن التي يتورط فيها من يكون مستواه في السباحة ضعيفا، أو لا يجيدها من الأساس”.

أما عن أسباب الغرق في القرى والأرياف، فيبين محمود أن “انقطاع التيار الكهربائي وارتفاع درجات الحرارة يدفعان أبناء القرى إلى قضاء ساعات الظهيرة في مزاولة السباحة في النهر”، مشيرا إلى أن “غالبية سكان القرى هم من الطبقات الفقيرة التي لا تسمح حالتها المادية بدفع اشتراكات المولدات الأهلية على مدار ساعات اليوم (الخطوط الذهبية)”.

بينما يقول المواطن عزام احمد، وهو أحد ابناء المدينة القديمة في الموصل، أن “غالبية من ينزلون إلى النهر، يدفعهم حبهم له وشغفهم بهواية السباحة”، مضيفا في حديث صحفي انه “يقضي أغلب ساعات الظهيرة على ضفة النهر. وأحياناً يعود ليلاً لصيد الأسماك”.

ويؤكد أحمد أنه متعلق بالنهر منذ صغره، وحتى أولاده صاروا متعلقين به. إذ يرافقونه يوميا في نزهته المعتادة هذه.

أولياء الأمور لا ينتبهون لأبنائهم

ويضع المواطن أحمد اللوم في تزايد حالات الغرق، على أولياء الأمور “فهم يغفلون عن أبنائهم ولا يتابعونهم، ولم يعلموهم السباحة منذ الصغر. فلو كان هناك اهتمام وتعليم لما سجلنا كل هذه الحالات المؤسفة”، مشيرا إلى أن “مجرى النهر غير آمن مثلما كان سابقاً، بسبب المقالع التي تعمل فيه، والتي تحصل على إجازات العمل بصورة عشوائية. ما جعل بعض أجزاء النهر عبارة عن حفر عميقة ومياه راكدة تبتلع من ليس لديه خبرة في السباحة”.

الشرطة النهرية تفقد السيطرة

وكان محافظ نينوى قد أصدر في وقت سابقا، أمراً بمنع السباحة في مياه النهر للحد من حالات الغرق. ووجه الشرطة النهرية بمتابعة الأمر.

لكن مصدرا أمنيا يذكر لوكالة أنباء “شفق نيوز”، أن “الشرطة النهرية لا تستطيع تغطية المساحات الشاسعة التي يجري عبرها النهر. فهي لها القدرة على متابعة الضفاف داخل المدينة فقط، أما خارجها فلا تمتلك الشرطة عناصر وزوارق كافية لتغطية تلك المساحات”.

ويوضح المصدر أن “الشرطة النهرية تركز على مراقبة الجسور على مدار 24 ساعة، لمنع حالات الانتحار المتكررة، وما تبقى من كوادرها ملتزم بواجبات أمنية مع الجيش والحشد الشعبي، تتمثل في تطهير الجزرات الموزعة على طول النهر. وهذا امر يثقل كاهل الشرطة، التي باتت لا تستطيع سوى مراقبة مناطق عدة فقط”.

وبحسب المصدر الأمني فإن “حالات الغرق تراجعت بنسبة 30 في المائة بعد اصدار المحافظ قرار المنع. والشيء الأهم هو أن الموضوع اصبح قضية رأي عام، وبدأ الاهالي ينتبهون إلى أبنائهم”.

ومع ذلك، يرى المصدر أيضا أن “حالات الغرق، حتى وإن تراجعت، فهي لن تتوقف ما لم ينته فصل الصيف. فمن لم تدفعه درجات الحرارة للذهاب الى النهر سيدفعه الشغف والهواية”!

 **************************************

اقتصادي: «النفط» تخطط لزيادة سعر الوقود!

بغداد – وكالات

اعتبر الاختصاصي في الشأن الاقتصادي محمد الساعدي، إعلان وزارة النفط عن قرب توفير البنزين السوبر المستورد في محطات التعبئة  “جزءا من مخطط لرفع أسعار الوقود”.  وقال في حديث صحفي، أنه “من المتوقع أن يباع اللتر الواحد من البنزين السوبر، بألف دينار، على غرار ما يجري في إقليم كردستان”، مضيفا أن “تلك الخطوة ستكون لها تداعيات على المواطن، الذي يعاني اصلا غلاء سعر البنزين المسمى (عالي الأوكتان)، والذي يباع في محطات التعبئة بسعر 650 دينارا للتر الواحد”.  ولفت الساعدي إلى أن “خطوة الوزارة ستزيد من خروج العملة الصعبة، وستؤدي إلى خسارة العراق مليارات الدولارات جراء الاستيراد من دول الجوار”، مشيرا إلى أن “معظم محطات تصفية النفط في العراق مهيأة لإنتاج البنزين المحسّن، فيما إذا توفرت الإرادة الحكومية لتطوير وتأهيل الصناعة النفطية بعيدا عن التأثيرات الخارجية”.

 ****************************

نظفوا أزقة «حي الغدير»!

بغداد – وكالات

شكا عدد من أهالي حي الغدير في بغداد، تراكم النفايات في أزقتهم، خصوصا في المحلة 702.

وأوضحوا في شكوى نشروها على فيسبوك، أن آليات البلدية تركز في عملها على الشارع الرئيس للحي، ولا تهتم بالأزقة الفرعية، الأمر الذي يتسبب في تراكم النفايات بالقرب من منازل المواطنين.

وطالب السكان الجهات المعنية، بمعالجة هذه المشكلة التي تضر بالبيئة والصحة العامة.

 ******************************

مواساة

  • تتقدم محلية المثقفين في الحزب الشيوعي العراقي بأحر التعازي وشديد المواساة للرفيقة العزيزة الدكتورة خيال الجواهري بوفاة ( السيد محسد فرات الجواهري ) ابن شقيقها المرحوم فرات الجواهري وشقيق الدكتورة بان الجواهري.

الرحمة والذكر الطيب للفقيد وللعائلة الصبر والسلوان.

  • بمزيد من الحزن والألم، تنعى منظمة الحزب الشيوعي العراقي في قضاء شط العرب، الرفيق عبد المنعم عبد الرحمن مبارك (أبو حيدر)، الذي فارق الحياة إثر مرض عضال لم يمهله طويلا.

الذكر الطيب للفقيد وخالص العزاء لعائلته ورفاقه ومحبيه.

  • تعزي اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في البصرة، الرفيق ريسان الزيادي (أبو هدى) بوفاة خاله إثر مرض عضال.

للفقيد الذكر الطيب ولعائلته ومحبيه ورفيقنا العزيز، الصبر والسلوان.

 *******************************

السماوة.. «منطقة السكك»  تعاني ضعف الخدمات

السماوة – وكالات

شكا أهالي “منطقة السكك” في مركز مدينة السماوة، ضعف الخدمات الأساسية في منطقتهم، مبينين انهم يعانون هذه المشكلة منذ سنوات.  وطالب عدد من الأهالي في حديث صحفي، الحكومة المحلية والدوائر المعنية بالخدمات، بتخصيص أعداد كافية من عمال النظافة لمنطقتهم، مع توفير حاويات لجمع الأنقاض، فضلا عن إكساء الطرق الرئيسة والفرعية وصيانة محولات الكهرباء التي تتعرض باستمرار للعطب.

وأكد الأهالي أن منطقتهم تعاني منذ سنوات إهمالا حكوميا في مجال الخدمات، مؤكدين أنهم طالبوا مرارا بتحسين واقعهم الخدمي، لكن أحدا لم يستمع إلى مطالباتهم.

 ******************************

لقبول طلبات السلف.. الرشيد ينحاز إلى «اندرويد» ويرفض «آبل»!

بغداد – وكالات

ألزم مصرف الرشيد عملاءه الراغبين في الحصول على السلف، بالتقديم الكترونيا عبر هواتف تعمل بنظام “اندرويد” فقط، مثل “كالكسي”، ورفض الطلبات المقدمة عبر هاتف يعمل بنظام “آبل”، مثل “آيفون”.

وبحسب ما نقلته وكالة أنباء “بغداد اليوم” عن عدد من عملاء مصرف الرشيد، فإن إدارة المصرف ابلغتهم بضرورة تقديم الطلبات على السلف عبر هذا النوع من الهواتف، مؤكدين أن “الطلبات المقدمة عبر هواتف آيفون تم رفضها”.

يقول أحد الموظفين من عملاء المصرف: “قدمت على السلفة اكثر من أربع مرات، وبعد كل تقديم يرسل لي المصرف رسالة نصها (المستمسك غير واضح)”، موضحا لـ “بغداد اليوم”، أنه “بعد مراجعتي المصرف وانضمامي إلى طوابير المراجعين، وصلت إلى الموظفة المعنية واستفسرت منها عن المشكلة، فأبلغتني بأن علي التقديم عبر جهاز كالكسي”!

نعاني شح العمل!

نحن لفيف من العمال الصباغين، المتواجدين في منطقة الباب الشرقي بمركز العاصمة، نعاني شح العمل، بسبب العمالة الأجنبية الوافدة التي ملأت البلد وصارت تنافس العامل المحلي.

كنا نعاني البطالة، واليوم اشتدت هذه المعاناة أكثر وأكثر. فماذا نفعل يا رئيس الوزراء؟!

الطبيب البيطري سابقا

والصباغ حاليا

عبد المهدي جبار

 *************************

السماوة .. «منطقة السكك»  تعاني ضعف الخدمات

السماوة – وكالات

شكا أهالي “منطقة السكك” في مركز مدينة السماوة، ضعف الخدمات الأساسية في منطقتهم، مبينين انهم يعانون هذه المشكلة منذ سنوات.  وطالب عدد من الأهالي في حديث صحفي، الحكومة المحلية والدوائر المعنية بالخدمات، بتخصيص أعداد كافية من عمال النظافة لمنطقتهم، مع توفير حاويات لجمع الأنقاض، فضلا عن إكساء الطرق الرئيسة والفرعية وصيانة محولات الكهرباء التي تتعرض باستمرار للعطب.

وأكد الأهالي أن منطقتهم تعاني منذ سنوات إهمالا حكوميا في مجال الخدمات، مؤكدين أنهم طالبوا مرارا بتحسين واقعهم الخدمي، لكن أحدا لم يستمع إلى مطالباتهم.

 **********************************

ذي قار منكوبة زراعيا!

الناصرية – وكالات

دعا رئيس اتحاد الجمعيات الفلاحية في ذي قار حسين نعمة، الحكومتين المركزية والمحلية إلى إعلان المحافظة منكوبة زراعيا، وتبني خطة طوارئ عاجلة لمساعدة الفلاحين وأصحاب الماشية المتضررين من أزمة الجفاف.

وقال نعمة في بيان صحفي، أن 80 في المائة من الأراضي الزراعية وأشجار النخيل، تضررت من هذه الأزمة، ما أدى إلى هجرة ونزوح آلاف الأسر الفلاحية إلى مراكز المدن والمحافظات الأخرى.

وأشار إلى أن الأراضي الزراعية في المحافظة، أخذت بالتصحر، الأمر الذي أضر بأوضاع الفلاحين الاقتصادية والمعيشية.

وبسبب انخفاض مناسيب المياه في أهوار الجبايش، اضطر الكثيرون من السكان إلى الهجرة نحو محافظات ميسان وكربلاء وبابل، بحثا عن مقومات حياتهم، وأهمها المياه.

وقال عدد من السكان في حديث صحفي، ان انخفاض مستوى المياه أدى إلى عدم تمكن جواميسهم من السباحة فيها، مؤكدين أن أعدادا من الجواميس غرقت ونفقت في المياه الطينية الراكدة، لعدم قدرتها على التحرك بعد نزولها إلى الهور.

وأشاروا إلى أن المسؤولين الحكوميين لا يذكرونهم “إلا في وقت الانتخابات”، مطالبين الجهات الحكومية والدولية بالتدخل العاجل لحل هذه الأزمة، وإجبار دول الجوار على إطلاق الحصص المائية للعراق.

 **************************

انخفاض إنتاج الأسماك في الأهوار الوسطى

الناصرية – وكالات

كشف الاستشاري في “منظمة طبيعة العراق” جاسم الأسدي، عن انخفاض إنتاجية الثروة السمكية في مناطق الاهوار الوسطى، المحصورة بين محافظات ميسان وذي قار والبصرة، مشيرا إلى أن ذلك يأتي بسبب ازمة شح المياه وارتفاع نسب الملوحة في المسطحات المائية.

وأوضح في حديث صحفي، أن إنتاجية الأسماك كانت تصل إلى 60 طنا يوميا، فيما تصل اليوم إلى اقل بكثير من 10 أطنان، أغلبها من الأسماك الصغيرة، لافتا إلى أن الأسماك الكبيرة مثل “البني”، اختفت.

وأشار الأسدي إلى أن الجفاف تسبب في تراجع الوضع الاقتصادي والمعيشي للسكان المحليين، وأثر كثيرا على التنوع الاحيائي في الأهوار، الذي كان من أبرز عوامل ادراجها في لائحة التراث العالمي، محذرا من انحسار الثدييات والطيور مستقبلا في هذه المناطق.

وكانت وزارة الزراعة قد أعلنت الأربعاء الماضي، في بيان صحفي، نفوق أكثر من 700 حيوان في هور الجبايش بمحافظة ذي قار، بسبب أزمة الجفاف.

إلى ذلك، أفاد العديد من صيادي السمك في أهوار الجبايش، بأن نسبة ما يصطادونه من الأسماك هذه الأيام، انخفضت كثيرا جدا عما كانت عليه في السابق، مبينين في حديث صحفي، أن الجفاف تسبب في نفوق أعداد كبيرة من الأسماك في الهور. 

 **************************

الصحة تحذر من ارتفاع الإصابات بالحمّى النزفية

بغداد – وكالات

حذرت وزارة الصحة، الجمعة الماضية، من ارتفاع الإصابات بالحمى النزفية في الشهرين المقبلين.

وقال مدير قسم الصحة العامة في الوزارة د. رياض عبد الأمير الحلفي، ان “الحمى النزفية موسمية، لكن لا يعني أنها تختفي في بقية المواسم”، لافتاً الى أن “ذلك يعتمد على مدى انتشار المرض”.

وأوضح أنه “بسبب عدم القيام بحملات الرش من قبل وزارة الزراعة ودائرة البيطرة بالشكل المطلوب مثلما في السنوات السابقة، انتشر المرض بشكل كبير، وتم تسجيل معدلات عالية من الإصابات”.

وأشار الحلفي إلى أن “الوزارة حاليا تسجل معدلات أقل، لكنها تتوقع أنه في الشهرين المقبلين التاسع والعاشر سيرتفع عدد الإصابات”، داعيا إلى “ضرورة القيام بحملات رش مكثفة للماشية من قبل دائرة البيطرة، للسيطرة على انتشار المرض”.

 ****************************************

الصفحة السادسة

في باكستان وأفغانستان والسودان.. الفيضانات تقتل المئات وتدمر آلاف البيوت

متابعة - وكالات

أدت الفيضانات الموسمية لمقتل 900 شخص في باكستان منذ بداية الشهر الماضي، وتسببت في دمار آلاف المنازل بأفغانستان، فيما تحاصر المياه 36 قرية بالسودان.

تطورات قاسية

وضربت أمطار غزيرة معظم أنحاء باكستان، وأعلنت الحكومة حالة طوارئ للتعامل مع الفيضانات الموسمية. وقالت وزيرة شؤون البيئة في باكستان شيري رحمن إن الفيضانات والسيول أودت بأكثر من 900 شخص منذ بداية الشهر الماضي، كما تضرر أكثر من 30 مليون شخص جراء هذه الفيضانات.

وطلبت الحكومة الباكستانية من الجيش المساعدة في عمليات الإغاثة، وناشدت المؤسسات المالية العالمية تقديم مساعدات.

وأفاد بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء شهباز شريف بأن 33 مليون شخص “تضرروا بشدة” من الفيضانات، في حين قالت وكالة مكافحة الكوارث في البلاد إن نحو 220 ألف منزل دمرت فيما تضرر نصف مليون آخر بشدة.

وفي وادي سوات بإقليم “خيبر بختونخوا” -منطقة البشتون- شمال غربي باكستان، دمرت السيول والفيضانات المنازل والمحاصيل وأغلقت الطرق، كما تسببت في انقطاع التيار الكهربائي.

وقد أدت فيضانات نهر سوات أيضا إلى انهيار منازل وفنادق في مدينة مينغورا، بينما غادر العديد من السكان منازلهم بسبب المخاوف من ارتفاع مياه النهر وخطر حدوث فيضانات جديدة مع استمرار الأمطار.

وأكثر المناطق تضررا هي بلوشستان والسند في جنوب البلاد وغربها، لكن كل أنحاء باكستان تقريبا عانت هذا العام.

دمار هائل

وانتشرت صور على مواقع التواصل الاجتماعي لأنهار متضخمة دمرت مباني وجسورا أقيمت على ضفافها في الشمال الجبلي. وألغى رئيس الوزراء شهباز شريف رحلة كانت مقررة إلى بريطانيا، حيث باشر الإشراف على الاستجابة للفيضانات وأمر الجيش باستخدام كل الموارد المتاحة في عمليات الإغاثة.

وقال للتلفزيون الرسمي بعد زيارة لمنطقة سوكور “رأيت المشاهد من الجو، ولا يمكن التعبير عن الدمار بالكلمات”. وأضاف “غمرت المياه مدنا وبلدات ومحاصيل. ولا أعتقد أن هذا المستوى من الدمار حدث من قبل”.

وأُطلق نداء وطني لجمع التبرعات مع إعلان الجيش الباكستاني أن كل ضابط صف سيتبرع براتب شهر في هذا الإطار.

وقالت شركة السكك الحديد الباكستانية، إن مدينة كويتا القريبة، عاصمة إقليم بلوشستان، قطعت عن بقية البلاد وتوقفت خدمات القطارات بعدما تضرر جسر رئيسي بسبب فيضان مفاجئ.

كذلك تعطلت معظم شبكات الاتصالات وخدمات الإنترنت في الإقليم في ما وصفته هيئة الاتصالات في البلاد بأنه أمر “غير مسبوق”.

كارثة افغانستان والسودان

أما في أفغانستان، فأفادت وكالات الأنباء بأن آلاف المنازل دمّرت بسبب الفيضانات والسيول الجارفة المستمرة في ولاية لوغر جنوب شرقي البلاد.

وقال موقع الجزيرة إن آلاف النازحين المقيمين في مخيمات مؤقتة يعانون أوضاعا إنسانية صعبة نظرا للغياب التام للخدمات الأساسية.

وفي السودان، تحاصر المياه سكان 36 قرية بولاية كسلا، وقالت مفوضية العون الإنساني إن كوارث الفيضانات والسيول والأمطار هذا العام بالولاية غير مسبوقة، حيث تضررت 29 ألف أسرة جراء الفيضانات بمَحليات.

وقال رئيس لجنة الطوارئ بولاية كسلا إن الفيضانات أودت بحياة 7 أشخاص ودمرت أكثر من 4 آلاف منزل بشكل كلي، وأكثر من 11 ألف منزل بشكل جزئي، كما غمرت المياه 180 ألف فدان من المزارع البستانية.

وأشار المسؤول السوداني إلى أن كسلا تحتاج لمساعدات إنسانية خاصة في مجال الأدوية عقب كارثة السيول والفيضانات. من جهته، قال المفوض العام لمفوضية الأمان الاجتماعي والتكافل وخفض الفقر في السودان عز الدين الصافي، إن السيول التي اجتاحت عددا من الولايات ستزيد من نسب الفقر في هذا البلد.

وحذر، في تصريح للجزيرة، من تداعيات الأضرار التي ألحقتها السيول بالأراضي الزراعية على الوضع الغذائي.

 ********************************

قتلى وخسائر مادية في معارك داخل طرابلس

طرابلس - وكالات

جرح عدد من المدنيين خلال اشتباكات عنيفة اندلعت بين مجموعتين مسلحتين، يوم أمس، في العاصمة الليبية طرابلس التي تشهد أزمة سياسية خطيرة تثير مخاوف من اندلاع نزاع جديد.

واندلع القتال بأسلحة ثقيلة وخفيفة ليل الجمعة - السبت في عدد من أحياء المدينة الواقعة في غرب ليبيا على خلفية فوضى سياسية مع حكومتين متنافستين. وقال الناطق باسم جهاز الإسعاف والطوارئ أسامة علي لقناة “ليبيا الأحرار”، يوم أمس، إن المعارك مستمرة، لذلك “نواجه صعوبة في التحرك في أكثر من منطقة” على حد تعبيره. واضاف أن “هناك إصابات في صفوف المدنيين جراء الاشتباكات” من دون أن يذكر عددا.

وتحدثت وسائل الإعلام المحلية عن مقتل مدنيين لكن لم تنشر أي حصيلة رسمية على الفور. وخلفت الاشتباكات أضرارا جسيمة في قلب العاصمة، كما أظهرت صور عديدة نُشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، لسيارات متفحمة ومبان تحمل آثار الرصاص.

 ***************************

اضرابات عمالية تلغي 180 رحلة جوية

متابعة - وكالات

أُلغيت نحو 180 رحلة جوية في البرتغال وإسبانيا، أمس الأول، بسبب إضراب الطواقم الجوية وعمّال الأمتعة، على ما قال مسؤولون في شركات طيران ومطارات، الأمر الذي أدى إلى تفاقم الاضطراب في هذا القطاع خلال موسم الصيف المزدحم. وقالت إدارة مطارات البرتغال “إنا”، إنّ “نحو 150 رحلة، كانت مقررة الجمعة والسبت (أمس الأول وأمس)، ألغيت، الأمر الذي أثّر في مطارَي لشبونة وبورتو، بالإضافة إلى مطارات أخرى أصغر حجماً، بسبب إضراب الطواقم الأرضية احتجاجاً على الأجور”. ومن المقرر أن يستمرّ الإضراب حتى مساء الأحد (اليوم).

واضطرّت شركة الطيران المنخفضة التكلفة، “راين إير”، المتضررة أصلاً من الإضرابات في إسبانيا، إلى إلغاء نحو 100 رحلة، خلال يومين. وفي البرتغال، يطالب المضربون بـ”رفع فوري للأجور” للسماح للموظفين بـ”استعادة قوتهم الشرائية”، على ما أفاد بيان من النقابة الوطنية لعمال الطيران المدني، والتي دعت إلى الإضراب.

كما يتّهم المضربون الشركة بتوقيف التدرّج المهني، وعدم احترام حقوق العمل فيما يتعلق بالامتيازات خلال أيام العطل. وتشغّل “بورتواي” 2500 موظف، وتملك 100 في المائة من أصول “إنا”، المتفرعة من الشركة الفرنسية فينسي. وأكدت الشركة أنّ الاضراب “غير مسؤول”، لأنه يتزامن مع “وقت يشهد حركة كبيرة في قطاعي الطيران والسياحة”، المهمّين جداً للاقتصاد البرتغالي.

وكانت شركة الطيران المنخفضة التكلفة، “إيزيجت”، الأكثر تضرراً، بعد أن قرّرت إلغاء عدد من الرحلات في أهمّ مطارات البرتغال، من جرّاء هذا التحرك الاحتجاجي في شركة “بورتواي”، التابعة لإدارة المطارات.

وأكدت النقابات أنّ الإضراب “نجح بنسبة 90 بالمائة في لشبونة، و85 بالمائة في بورتو”، وتأثّرت مطارات كلّ من “فونشال” في جزيرة “ماديرا”، و”فارو” في المنطقة السياحية في “ألغارف” جنوبي البلاد، بصورة أقلّ بالإضراب.

 **************************

مسؤول أميركي: سنعالج التضخم ولو على حساب المواطنين

واشنطن - وكالات

قال رئيس مجلس البنك المركزي الأمريكي جيروم باول، أمس الأول، إن محاربة التضخم المتزايد في البلاد ستسبب ألمًا للعديد من المواطنين والشركات لكن الفشل في إعادة استقرار الأسعار سيؤدي إلى مزيد من الألم.

وأكد بأول في تصريح صحافي، أن أسعار الفائدة المرتفعة ستتابع تأثيرها على تباطؤ الاقتصاد الأمريكي وقد تؤدي إلى فقدان الوظائف.

وتابع أن “البنك سيواصل على الأرجح رفع أسعار الفائدة” بالرغم من التأثير السلبي على العمال. كما أشار إلى أن “الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي يتعهد باستخدام أدواته بقوة لمواجهة التضخم الذي لا يزال يقترب من أعلى مستوياته منذ أكثر من 40 عامًا”.

ويشير خبراء في الاقتصاد إلى أن التضخم في الولايات المتحدة قد بلغ ذروته، على ما يبدو، دون أن تظهر أي علامات انخفاض ملحوظة.

 ********************************

هل تنجو رئيسة الوزراء الفنلندية من سياسة ليّ الاذرع؟

هلسنكي ـ يوسف أبو الفوز

من المقرر أن تجرى الانتخابات البرلمانية الفنلندية المقبلة في 2 نيسان 2023. وكلما اقترب الموعد تفننت الأحزاب في استخدام أساليب تدخل في باب ما يعرف بليّ الاذرع، للإضرار بالمنافسين والاطاحة بهم. وهذه الأساليب تروق أساسا للصحف السوقية التي تجنّد أكفأ صحافييها للبحث عن صورة، او حتى فيديو، أو حادث ما يصلح لنفخه والمبالغة به حتى يرتدي ثياب الفضيحة فيزيد الاشتراكات والمبيعات ويجلب الأموال بغض النظر عن المعايير الأخلاقية والصحفية. وما تتعرض له حاليا رئيسة وزراء فنلندا، سانا مارين (36 سنة)، يأتي كجزء من حرب متواصلة تحركها أصابع خفية تصب في أجندة هذا الحزب أو ذاك بحيث صارت جزءاً من ثقافة البلد السياسية.

في عام 2003 فقد الحزب الاجتماعي الديمقراطي الصدارة في التصويت لصالح حزب الوسط أثر ما عرف بالورقة العراقية، حين كشفت أنيلي يانيميكي زعيمة الوسط، في مناظرة تلفزيونية قبيل غلق صناديق الاقتراع، عن تعهدات قدمها منافسها بافو ليبونين، رئيس الوزراء وزعيم الاجتماعي الديمقراطي للجانب الأمريكي لدعم غزو العراق، وليقطف الوسط فوزا كبيرا وتكلف زعيمته بتشكيل الحكومة.

 لم يسكت الاجتماعي الديمقراطي رغم خسارته، وإثر حملة إعلامية، يمكن  للمتابع التكهن بمحركها، ظهرت تساؤلات عن تسرب محاضر اللقاء بين رئيس الوزراء الفنلندي والرئيس الأمريكي جورج بوش الابن. فتم استدعاء زعيمة حزب الوسط ورئيسة الوزراء للمساءلة أمام البرلمان فاضطرت للكشف عن ان المحاضر وصلتها بشكل غير قانوني، مما عد مخالفة دستورية واخلاقية. وتحسبا للدعوة للتصويت على سحب الثقة وسقوط الحكومة والذهاب لانتخابات جديدة غير مضمونة النتائج، اضطر حزبها بعد ثلاثة شهور فقط من الفوز، لاستبدالها بوزير المالية ماتي فانهاينين، الذي تولى رئاسة الحكومة وقيادة الحزب أيضا، والذي قاد الوسط للفوز في انتخابات 2007، لكنه سرعان ما أطيح به من موقعه اثر حملة إعلامية كشفت عن كونه خلال رئاسته رابطة شباب حزب الوسط (1980 ـ 1983) استغل منصبه واستخدم مواد إنشائية تعود الى مؤسسة دعم الشباب لبناء بيته. ترافق ذلك مع صدور كتاب فضائحي لإحدى عشيقاته جلب له انتقادات من مؤسسات تربوية وسياسية كونه شخصية اعتبارية، فأجبره حزبه على التنحي عن مواقعه.

بعد انتخابات 2019، التي فاز فيها الحزب الاجتماعي الديمقراطي، وشكل الحكومة زعيمه أنتي رينيه، وبعد عدة شهور فقط، اضرب عمال البريد مطالبين بتحسين ظروف عملهم ومرتباتهم. فأتهم حزب الوسط رئيس الوزراء بسوء إدارة الازمة، وتصاعدت الأصوات لمساءلته امام البرلمان والتهديد بسحب الثقة من الحكومة. فاضطر الاجتماعي الديمقراطي لإجراءات استباقية حيث انسحب رينيه من رئاسة الحكومة لصالح نائبته سانا مارين التي أصبحت أصغر رئيس وزراء في العالم حينها، وتولت لاحقا زعامة الحزب أيضا.

لم يسكت الاجتماعي الديمقراطي على ما حصل، فبعد فترة قصيرة، تسربت معلومات كشفت ان زعيمة الوسط ووزيرة المالية السيدة كاتري كولمني تنفق أموالا من خزينة الدولة لأغراض استشارات إعلامية اعتبرت شخصية، فاضطرت للتنحي لتحل محلها أنيكا ساريكو، زعيمة الوسط ووزيرة المالية الحالية.

ان وجود سانا مارين الشابة، التي أصبحت أشهر سياسي فنلندي في العالم، على رأس الحكومة والحزب الاجتماعي الديمقراطي، جذب بشكل واضح دعم الكثير من المناصرين لحزبها، خصوصا من النساء والشباب. فتقدم الاجتماعي الديمقراطي في استطلاعات الرأي على اغلب الأحزاب،  خصوصا حزب الاتحاد الوطني الفنلندي (اليمين التقليدي)، الذي استغل وقائع ملف تقديم فنلندا لعضوية الناتو للترويج لكونه من أقدم الداعين للانضمام للناتو، وان الأيام اثبتت صحة سياساته، ما جعله يعود لموقع الصدارة في استطلاعات الرأي.

وفجأة تنتشر تقارير عن استغلال ويلي ريدمان الزعيم الشاب في الحزب اليميني لموقعه السياسي للوصول إلى الشابات في الحزب، فضجّت وسائل الاعلام السوقية بالكثير من القصص التي اضرت كثيرا بسمعة الحزب وأربكت قياداته.

ويبدو ان قوى اليمين لم تسكت عن محاولة الاضرار بسمعة الحزب وكوادره والتأثير على التصويت، إذ لم تهدأ الضجة بعد، التي أجبرت الشرطة على فتح تحقيق في الامر، حتى تسربت فيديوهات وصور لرئيسة الوزراء الشابة وهي تحتفل وترقص بشكل صاخب مع أصحابها، ما دعا البعض لاتهامها بالتقصير في عملها واهماله. بل وذهب البعض للإيحاء بتناولها المخدرات، ما اجبرها على إجراء الفحص الذي ظهرت نتائجه سلبية، وجعلها تتحدث للناس وناخبيها باكية بأنها لم تلجأ الى المخدرات حتى في أيام مراهقتها، وانها تعامل بصورة ظالمة، فتصاعدت حملة تضامن معها خصوصا بين النساء والشباب كونها انسانة لها الحق بممارسة حياة طبيعية.

وهكذا كلما يقترب موعد الانتخابات، يزداد ترقب الشارع لفضائح جديدة لهذا السياسي أو ذاك، يجري استغلالها ضده وبالتالي ضد حزبه، فهو الهدف الأساس، وان لعبة ليّ الاذرع والضرب تحت الحزام ستزداد ضراوة كما يبدو، خصوصا وان حزب اليمين يتطلع بقوة هذه المرة للفوز في الانتخابات.

 ***********************************

الصفحة السابعة

في العراق.. الفقر والفساد في ازدياد

بغداد ـ طريق الشعب

صنّفت مجلة التمويل المالي العالمي العراق في المرتبة 79 عالمياً من أصل 192 دولة مدرجة على جدول أفقر شعوب العالم، وفي الموقع الثامن عربياً.

من جهتها، أكدت وزارة العمل والشؤون الاجتماعية، في تصريح لقناة “العراقية” الرسمية على أن عدد العوائل المستفيدة من رواتب الرعاية الاجتماعية، والبالغة 180 ألف دينار، لايتجاوز مليون وأربعمائة ألف عائلة، فيما هناك ثلاثة ملايين أسرة تستحق عملياً هذا الراتب. كما سبق لوزارة التخطيط أن أعلنت عن بلوغ نسبة العراقيين عند أو تحت خط الفقر 31.7 في المائة، أي أكثر من 11 مليون مواطن، متوقعة أن تنخفض هذه النسبة مع إقرار قانون الأمن الغذائي، الذي لم يعرف شئ عن نتائج تطبيقه حتى الآن.

وعود المرحوم عرقوب

ورغم الوعود الكثيرة التي أطلقتها الحكومة الحالية والحكومات التي سبقتها، والتصريحات التي يطلقها المتنفذون في الأقلية الحاكمة، ورغم القفزة التي شهدتها أسعار النفط خلال الأشهر الماضية (وصل مردود العراق من النفط الى 10-12 مليار دولار شهريا)، فإن مداخيل أعداد كبيرة من الفئات الوسطى والشغيلة، تنحدر كل يوم الى ما تحت خط الفقر، بسبب الإرتفاع المريع في الإسعار والتضخم وتصاعد معدلات البطالة والخراب الذي يلحق كل يوم بالإنتاج الوطني، زراعياً كان أم صناعياً، مما يشدد من قسوة الحياة على ملايين العراقيين.

حلول عاجزة

ويشير الكثير من الإقتصاديين والمراقبين الى أن المعالجات المتبعة، سواء في تحسين الرواتب أو تقديم سلات غذائية مناسبة وغير منتظمة أو تطوير شبكات الرعاية الاجتماعية، تبقى قاصرة وغير مجدية، حيث لابد من إستثمار عوائد النفط في تنمية زراعية وصناعية، تخلق فرصاً للعمل، لاسيما في فترات الفورة النفطية كما هو الحال في هذه الأيام.

ويلعب الفساد المستشري في جميع مفاصل الدولة، دوراً خطيراً في إفشال هذه الحلول القاصرة أصلاً، حيث يلتهم القسط الأكبر من الثروة التي يمكن توجيهها للإستثمار، ناهيك عن تحطيم الإنتاج الوطني عبر المعرقلات الإدارية أمام المنتجين وفتح الأبواب أمام إستيراد منفلت، يحطم الإنتاج الوطني في منافسة غير عادلة مع السلع المستوردة. كما يلعب سوء الإدارة وغياب تكافؤ الفرص والهيمنة السياسية المباشرة على مفاصل الدولة، دوراً سلبياً أضافياً.

ومن البداهة القول، بأن هذين العاملين، من بين عوامل موضوعية كإضطراب أسعار النفط وجائحة كورونا، كانا وراء فشل خطة مكافحة الفقر التي جرى تطبيقها خلال الفترة 2018-2022، والتي توقع أصحابها أن تخفض معدلات الفقر الى 16 في المائة!  

 *********************************

الصفحة الثامنة

الدولة والديمقراطية والتنمية

علي حسن الفواز

إدارة الديمقراطية ليس “فكرة مثالية” تماما، فهي ليست بعيدة عن إدارة السلطة، ولا عن قدرتها في إخضاعها للأطر التنظيمية والتمثيلية، لكنها تبقى شكلا لنظام انساني، وسياسي واداري، يمكن أن يضبط مسار السلطة، وأن يُكبِح بعض مركزيتها..

هذا الأمر يتطلب وجود سلطة نظيرة، وهو الدستور، لأنه سيكون “قانونا عاماً” وفيه من الضمانات القادرة على إنجاح الممارسة الديمقراطية، وعلى ايجاد علاقة تشيرعن هوية السلطة، وتأطر عملها من خلال فواعل سياسية وثقافية واجتماعية، تُسهم في ضمان خيارات الإدارة والمشاركة في التبادل السلمي للسلطة، فضلا عن دورها في حماية مؤسسات النظام العام والمال العام والحق العام والشخصي، وفي ضمان التعايش والتكافل بين الجماعات والمكونات، وعلى نحوِ يضمن القوة على امكانية صيانة المشروع الوطني، وعلى وفق مراعاة الحاجات إلى المشاركة الجامعة، وإلى تحقيق الإشباع المادي والرمزي، فضلا عن النجاح في ادارة مؤسسات الهيمنة والأمن وضبط مسارات العملية السياسية، وإنجاع البنى الاقتصادية، وتحفيز الأطر الثقافية ذات البعد الاخلاقي والتنموي.

ما يجري في العراق- الآن- لا يرتبط إلا بذاكرة مواجهة تاريخ النُظم الاستبدادية، وسسيولوجيا والاستبداد، بوصف أن السلطة كانت هي المركز الحاكم للإدارة والقوة والأمن والثروة، وهذا ما جعل الحديث عن الديمقراطية “جديدا” وإلى اجراءات تفترض نوعا من “التمرين الوطني” في ممارستها، وفي الرهان على نجاحها في ادارة الاجتماع السياسي والعمراني، وبتوظيفها في إنجاح مشروع الدولة الوطنية، فهذا ال”مشروع” يواجه ازمة خطيرة، على مستوى التوصيف والتمثيل والتطبيق، فضلا عن هشاشة البنى المؤسِسة لهذا المشروع، وعن ضعف القوى الايجابية التي تملك أهلية العمل والتنظيم والتخطيط والتمكين، ومواجهة نتائج الفشل التاريخي والوضعي.

أنموذج تطبيقات الدولة الفاشلة، لا يرتبط بضعف التطبيق الديمقراطي، بل هو نتيجة لتراكم عوامل داخلية وخارجية، بعضها يرتبط بالأعطاب المؤسسية، واستشراء الفساد، وقوى اللادولة، فضلا عن وجود اشباح رهاب “الدولة القديمة” أي دولة الاستبداد والقمع، عبر وجود الجماعات الارهابية والانتهازية، والبعض الآخر يرتبط بعوامل الضغط الاقليمي والدولي، وبالأجندات والتحالفات التي تعمل على تعويق المسار، وعلى تغويل الأزمات، وإضعاف البرامج والمشاريع التي تخصّ مصالح الدولة وعلاقتها بمصالح العالم اقليميا ودوليا.

الدولة وخطاب الاصلاح.

البحث عن مشروع الإصلاح هو هدف سام، يرتبط بجوهره بالبحث العملي عن فكرة الديمقراطية، وعن وجود الآليات التي تكفل عملية البحث والاجراء، مثلما تساعد على تحريك القوى الفاعلة، في سياق وعي مشروع الدولة، والايمان بمشروعيته وبمسؤولياته، وبالخطط العملياتية التي تتبنى برامجه، مثلما تقوم بالتعاطي العقلاني مع انساقه واستحقاقاته، بما فيه التعاطي مع بنى الأطر الحاكمة، على المستوى التشريعي/ القانوني، أو على مستوى الأطر المؤسساتية، وبما يضمن حيازة آليات التنمية، وعناصر التخطيط والتنظيم والتمكين، مثلما يضمن حيازة مشروعية القوة لمواجهة مظاهر استشراء الفساد واسبابها، وعبر تغذية ذلك بروح النقد، وبجدّية الموقف ووضوح الرؤية، بعيدا عن “صناعة الحرائق الوطنية” إذ أن تعريض الجسد السياسي الوطني إلى عوامل التفكك والانهيار، يعني تعريض مؤسسات الاجتماع الوطني والجماعوي إلى اضرار بنيوية، وإلى انهيار قد يُطيح بالتماسك الوطني، ويضع خطاب الاصلاح خارج التداول، وداخل ازمة الصراع الاجتماعي والسياسي، وبما يجعل منطق التحرر محكوما بعوامل ضاغطة، وبحيثيات تتطلب وعيا نقديا، يقوم على التصدي لكل مظاهر وسياسات إضعاف الانساق الحاكمة/ الدستورية، ولجماعات الفساد السياسي والمالي والاداري، فضلا عن مواجهة عوامل الضعف في ادارة وتنظيم أطر التعددية السياسية والاجتماعية والثقافية..

إن حسم الصراع الاجتماعي، يتطلب وجود عوامل فاعلة ومؤثرة، يمكن أن تثق بوجود العامل الثوري/ الشعبي، وبإطارية العامل الدستوري، لكن ذلك لا يعني القفز على الواقع الهش، ولا إلى تحويل هذا الصراع إلى صراع أهلي، بقدر ما يتحاج إلى حزمة من الفعاليات التي تبدأ بالحوار الوطني، وترسيم حدود عقد اجتماعي، لا تتقاطع فيه عوامل التقدم والتعايش، وباتجاهٍ يضمن مشاركة واسعة، وبضمانات قانونية، تمنع انزلاق القوى السياسية إلى الغلو، والتطرف، وربما إلى الصراع المفتوح، الذي قد يُهدد الديمقراطية غير المكتملة، ومشروع الدولة وفكرة الاصلاح، فضلا عن ايجاد المسوغات التي تدفع إلى نشوء جماعات عصابية، او اديولوجية، تتبنى خطاب العنف، وتعمل على تعطيل العمل بشرعية الدولة والدستور وشرعية التعايش، والقبول بالآخر..

التبني الثوري لمشروع الاصلاح لا يكفي لضمان مواجهة حقيقية مع مظاهر “الفشل الدولتي” والجماعات الفاسدة، بل يتطلب الأمر وجود ضمانات أكثر فاعلية، تلك التي تملك أهلية “ الشرعية الواعية” أي الشرعية الدستورية، ومسؤولية التواصل والرقابة، والتعاطي مع الجمهور الانتفاضي والتظاهري بواقعية، بعيدا عن تعويمات المخيال الثوري، وعن الأوهام المُضلِلة، والتي تم تسويق الكثير منها منذ عام 2003.

ترابط مشروع الدولة بفقه الاصلاح، يعني العمل على وجود ضمانات حقيقية، على مستوى تأطير  مفاهيم الحرية السياسية والمواطنة والشراكة المتساوية، أو على مستوى ايجاد آليات تتعزز فيها قوة الدولة الاتحادية، عبر القوانين، وسياقات العمل، بعيدا عن الإثرة والفرادة وضيق الأفق، وبما يجعل التعاطي مع الحقوق السيادية مرتبطا بفاعلية الدولة الفدرالية، وبالتنسيق مع الأقاليم التي يؤطر عملها الدستور والنظام الفيدرالي في الحقوق والالتزامات، وعلى نحوٍ يكون فيه خطاب الاصلاح هو الخطاب الجامع، مثلما يكون فيه الخطاب القانوني هو البيئة التي تتعزز فيها الحوارات الفاعلة، حول طبيعة “المسألة الديمقراطية” و”الهوية الوطنية” والحقوق الدستورية ومفهوم الدولة الاتحادية كما معمول به في العالم.

التنمية والثقافة والدولة.

يعكس هذا الثالوث تركيبا منطقيا لفهم تأسيس مشروع الدولة، وإلى تمثيلها عبر المؤسسات والنُظم، وعبر الحقوق التي تجعل من التنمية هدفا وسياقا للعمل عبر الخطط والبرامج والمشاريع الستراتيجية، ومن الثقافة فاعلا في توسيع مديات الوعي بتلك التنمية، وعبر سياقاتها البشرية الاجتماعية والاقتصادية والعمرانية والخدماتية، مثلما تجعل من الدولة/ المؤسسة هي القوة الجامعة التي تتعالق بها الأهداف الواقعية للتنمية والثقافة، وعلى نحوٍ يضمن إدامة فواعل التقدم والتحديث والتحضّر، وبما يُسهم في انضاج عوامل التحول من التخيّل إلى الواقع، ومن الشعب إلى المجتمع، وهي النقلات الكبرى للتحضّر، ولتأطير النجاحات الحقيقية للتفاعل ما بين التنمية والثقافة والدولة.

تقول الكاتبة الهندية يوتي سوكرهار “ تمّ إدراج الثقافة لأول مرة في جدول الأعمال الدولي للتنمية المستدامة، وذلك ضمن أهداف التنمية التي اعتمدتها الأمم المتحدة في سبتمبر 2015. ولقد ابتهجت اليونسكو بهذه الخطوة وحيّت هذا الاعتراف غير المسبوق”.

هذا الإدراج والاعتراف يؤكد اهمية الوظيفة الثقافية، ودورها في تحقيق اهداف التنمية المستدامة، وعلى نحوٍ يستلزم التكامل مع الفواعل الأخرى، والتي في ربط التنمية بالمدن الحضرية، أي خلق الفضاء الثقافي/ الحداثي الذي يمكنه استيعاب كل المشاريع والبرامج التي تدخل في مجال ربط التنمية بالمدينة، وبالتالي ربط التنمية بمشروع الدولة، أي عبر تحفيز مؤسساتها ومشاريعها، على مستوى البناء المجتمعي المتكامل، وعلى مستوى انضاج عوامل البيئة الحقوقية للمرأة والطفولة وللرعايات الاجتماعية والصحية والتعليمية، فضلا عن توسيع المجال التشغيلي الذي تتعزز فيه الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية والبيئية للتنمية المستدامة، ولمسؤولياتها في المحافظة على التراث الثقافي وفي تغذية القدرات الابتكارية.

الديمقراطية والتنوع الثقافي

من أكثر عناصر البناء الديمقراطي حيوية هو ايجاد البيئة الثقافية التي تُغذّي عوامل التحوّل والبناء، والدفع باتجاه تغذية مجالها التمثيلي في البناء، وفي الانتخابات، وفي صيانة عناصر التنوع والتعدد للمكونات العراقية، وزجهم  في المساهمة الجامعة، وضمن توجهات التفاعل مع واقعية مشروع الدولة، ومع السياسات الثقافية الساندة لها، وتشجيع الثقافات المحلية بوصفها ذات حمولات رمزية للموروث الوطني، وصولا إلى توظيفها في مجال انتاجي، يمكن أن يساعد في التعرّف على الثقافات المتنوعة، وعلى تنمية الدخل المحلي من خلال دعم برامج عملياتية للصناعات الثقافية..

إن الفشل في إدارة التنمية لا يقل خطورة عن الفشل في إدارة الديمقراطية، لأنه سينعكس سلبا على الفشل في إنضاج مشروع الدولة، وعلى تداولية خطابها السياسي والاجتماعي والثقافي والحقوقي، فضلا عن تمظهره عبر مظاهر الفشل، وتكرار “التجارب المرهقة التي استنزفت الموارد والوقت والهوية وأضرت بالأمن والتماسك فضلا عن عدم تحقيق الاحتياجات والأولويات الأساسية” كما يقول ابراهيم غرايبه.

إن نجاح الديمقراطية يرتبط بسلسلة من النجاحات الأخرى، حيث التنمية والتعليم والخدمات والمعرفة والعلاقات السياسية، وهو بمجمله لا يعني التلويح بتثبيت أسس ذلك النجاح، لا بمنع اعادة انتاج مظاهر أخرى للديكتاتوريات السياسية والعصابية، بل يعني من جانبٍ آخر، شروعا واقعيا ودستوريا نحو تأسيس وعي تداولي للسلطة، ومنع احتكارها، وحتى منع توصيفها بمحددات معينة، وضمان حقيقي ل”الفصل بين السلطات” والاعتراف بمدنية الدولة، لأن هذا الاعتراف يمنع التدخل العسكري والديني والطائفي والقومي بشؤون اداراتها، وبإجراءاتها في تحقيق العدالة الاجتماعية والسلم الأهلي، فضلا عن ضرورة الاتفاق على آليات قانونية ورقابية لإدارة “المال العام” على مستوى حمايته، واستثماره، وعلى مستوى تعظيم وارداته، وباتجاهات يتعزز فيها الأداء التنموي، وعلى مستويات متعددة، منها ما يتعلق بالعوامل الاقتصادية والثقافية والتقليل من هدر الثروات، ومنها ما يتعلق بالعمران والصحة والتعليم والمعرفة والتكنلوجيا، ومنها ما يتعلّق بتحقيق العدالة الاجتماعية، وكل ما يمسّ الحريات العامة، فضلا عن ضمان المشاركة، وعبر الأطر التمثيلية لديمقراطية للانتخابات، ولقوننة ما يكفل حريات التعبير والرأي والتمثيل الحقوقي للثقافات التي يزخر بها المجتمع العراقي.

إن تعزيز المسار الديمقراطي لا يمشي في “أرض براح” بل في أرض مفخخة، بالتاريخ والمصالح والعنف، وهو ما يعني العمل الجامع على تأهيل المؤسسة التشريعية، من خلال ايجاد أطر وشروط للانتخابات، وللذين يحق لهم الترشيح، بعيدا عن الشعوبية والعمومية، وصولا إلى بناء المؤسسة التنفيذية، وآلية اختيار الوزراء والدرجات الخاصة والمستشارين والخبراء، وبما يضمن بشكل واضح أهداف صيانة المشروع الوطني، ومواجهة الفساد الذي تضخمت مؤسساته العميقة- عبر القانون ومؤسساته الواضحة-، فضلا عن العمل على اعتماد التخطيط العلمي للمشاريع الكبرى، بما فيها المشروع السياسي، لتدارك أي فشل يمكن أن يحدث خلال مسارات العمل، فضلا عن اعتماد السياسات الناجحة في مواجهة مظاهر التضخم والعجز الاقتصاديين، وايجاد معالجات حقيقية، وعبر خطط تكفل معالجة مظاهر الفقر والرثاثة، والتغافل عن ظاهرة هجرة العقول، وعدم ايلاء ظاهرة تضخم الاستيرادات على حساب الصادرات اهتماما واقعياً، وهو ما يعني ضرورة المواجهة، وباتجاه العمل على وضع ستراتيجيات مضادة، وعبر سياقات وفواعل من الصعب عزل بعضها عن البعض الآخر في مجالات السياسة والاقتصاد والأمن والاجتماع، وحماية الأمن المجتمعي والأمن الثقافي، إذ يتطلب الأمر عملا رقابيا وتشييدياً، يتلازمان بكفالة الفعل الرقابي، وبتعزيز الفعل التشييدي.

 *****************************

«الحوار الوطني»

شاكر كتاب

تتصاعد في بلادنا في الآونة الأخيرة الدعوات إلى ما سمي بالحوار الوطني. تأتي هذه الدعوات من أطراف عدة تلتقي مع بعضها وتتناقض أيضا. ولكل من هذه الأطراف غاياته وفهمه الخاص لمعاني الحوار الوطني. منهم من يبحث فعلا عن مخارج مما نحن عليه من خراب لم تشهده البلاد من قبل. ومنهم من يجد في الحوار الوطني قارباً للنجاة مما بدأت ملامحه ترتسم في أفق مستقبلنا القريب من تغييرات قد تنسف وجوده تماماً.                        

ولنا في موضوعة “الحوار الوطني” الرأي التالي: من يدعو إلى الحوار الوطني عليه ان يضع أمامه الحقائق التالية: أولاً:

 إن الأطراف المعنية بالحوار الوطنية يجب ان تكون وطنية فعلا. وهذا الكلام لا يحتاج تأويلاً ولا تفسيراً. الوطني هو من تشده اليها مصالح الوطن ومستقبل الوطن والشعب ويرتبط بهما حصراً ولا يعلو عليهما في فكره وسياساته العامة وممارساته اليومية أي جهة او بلد او أهداف ذاتية ومصالح ضيقة كأن تكون حزبية او مذهبية او عنصرية او طائفية. مصلحة الوطن هي العليا وقد تنحدر منها مصالح الانتماءات الاخرى شرط ان لا تتقاطع مع المصلحة العليا للوطن او الشعب. ونحن هنا لا نضع حداً فاصلا ولو بسمك الشعرة بين الوطن والشعب فهما متطابقان غير منفصلين وينبغي ان يستوعب الوعي القدرة على وضع الاهداف والسياسات التي تقوم على هذا الأساس. سينبري هنا بعض السفاسطة للبحث عن نقاط ولو غير مرئية للتفرقة بين الوطن والشعب. لكننا نهملها تماماً.

ثانياً. ان تكون مدخلات الحوار وطنيةً كي يأخذ هذا الحوار صفة الوطني. ما الذي يجمع هذه الاطراف لكي تتحاور؟ مصالحها الذاتية أم الصالح العام متمثلا بمصلحة الوطن ذاته؟ المدخلات يقصد منها جدول اعمال الحوار والنوايا والاهداف الموضوعة للحوار او التي من أجلها يجري الحوار. كل هذه يجب ويجب ان تكون مرتبطة مباشرة وبدون وسائط بالهم الوطني ومصالح البلاد وسكان البلاد بلا تمييز. جدول الاعمال ينبغي في الحالة الوطنية التي تسود النوايا والغايات ان يحتوي وضع برنامج عمل ونشاط للقوى المتحاورة - بعد الاتفاق عليها - يكون بوصلة عملها المشترك اللاحق.

 ثالثاً: هذا البرنامج سيكون هو المخرجات الوطنية التي ترسم سبل نضال هذه القوى وتحدد مساراتها. ان تجميع الطاقات لأجل تنفيذ مواد البرنامج المتفق عليه سيكون مصدر قوة للبرنامج وللتحالف ولكلٍ من هذه القوى مجتمعة ومنفردة. ستغدو مصلحة الوطن والشعب فوق كل الغايات الأخرى التي لا نستبعد وجودها مخفيةً حيناً ومتسربةً حيناً اخر. لكن الضمان لنا هو الاتفاق على المخرجات الوطنية والالتزام ببرنامج عمل تنفيذها.

 رابعاً. من شروط نجاح الحوار الوطني انبثاق مؤسسات تنظيمية شعبية وطنية مهمتها متابعة تنفيذ برنامج العمل الناتج عن الحوار الوطني وليست هناك مجموعة أفضل من لجنة تجمع قادة القوى الوطنية التي اتفقت على البرنامج ضمن مسلسل جلسات الحوار الوطني. والسبب في ذلك هو ما تملكه من صلاحيات اتخاذ القرار أو الإجراء المناسب إزاء أية حالة تقتضي التدخل الفوري لإصلاحها في حالة الخلل او لاستثمارها فورا وتطويرها في حالة النجاح مهما كان حجمه.

 خامساً. ان يكون البرنامج وكل التحالف مرناً بقدر ما هو حاسم. المرونة تتمثل في القدرة على التغيير والحذف والاضافة استجابة لضرورات تتولد في مجرى العمل. والحسم تتمثل في عدم السماح ابدا لانحراف خط النضال والعمل عن المسار الوطني الذي رسم له. وان احدى اخطر هذه الانحرافات هو ميل بعض القوى لإقامة علاقات جانبية من باب الاحتياط. ولقد شهد تاريخ التحالفات مثل هذه الممارسات مما أضر بالتحالف نفسه وبمفهوم التحالفات بشكل عام واستعيض عن الثقة بين القوى المتحالفة والاطمئنان لبعضها البعض بالشكوك والريبة وتوجس التغير المفاجئ في المواقف.

 سادساً: ان تماسك القوى المتحاورة مع بعضها البعض والإصرار على موقف ثابت في اعتبار مخرجات الحوار الوطني نصوصاً ومواقف ملزمة وطنياً وأدبياً وسياسياً سيضيف قوةً إلى التحالف تؤدي إلى ان يكون رقماً مشهوداً لوجوده في الساحة السياسية ومؤثراً فيها وهنا “مربط الفرس”. إذ اننا لا نتطلع إلى الحوار من أجل الحوار والجلوس حول موائد الحوار والانتقال من ثم إلى وليمة الحوار! والتقاط الصور السخيفة ونشرها في مواقع التواصل الاجتماعي للتفاخر والتباهي الفارغين. بل نريد حواراً يخلق للشعب أداةً نضاليةً صلبةً تأخذ على عاتقها قيادة نضاله من أجل مصالحه وأهدافه الملموسة وغاياته البعيدة. نحن اذن بصدد خلق كيان سياسي يتكون من عدة كيانات اخرى وشخصيات وطنية تلتزم بما يمليه عليها الواجب الوطني واجب الوجود أصلاً على هذه الأرض الطاهرة. هكذا نحن نفهم مقولة “الحوار الوطني” الذي تتحدد واجباته بالصالح العام وليس الغاية منه مواصلة تحاصص السلطات والموارد والامعان في خراب البلاد.

 **************************

الجاذبية الوطنية

مناضل عبدالله

بالتأكيد ان نيوتن شاهد مئات المرات الاجسام وهي تتساقط على الارض، بالتالي ليس لأول مرة يشاهد تفاحة تسقط من غصنها لتتلقفها الارض، بعد الدراسة والتمحيص والتدقيق اكتشف نيوتن قانون (الجاذبية الأرضية) ووضع نظريته المعروفة واصبحت قانونا استند عليه العلماء واستفادت البشرية منه وصار نهجاً علمياً لا يتجاوزه البشر.

بالتأكيد ان سقوط الحكومات لها قوانين تحكمها ايضا، ولذلك علماء الاجتماع والسياسية اكتشفوا قانون (الجاذبية الوطنية)، ومثلما لقانون الجاذبية الأرضية سرعة سقوط الجسم تتناسب تناسب طرديا مع حجم الكتلة فأن سرعة سقوط الحكومات تتناسب تناسباً طردياً مع حجم فشلها بإدارة البلد بمجمل جوانبها السياسية والاقتصادية والاجتماعية.

الفرق بين الجاذبية الأرضية والجاذبية الوطنية واضح، الاولى لا يمكن التلاعب بها او ترقيعها لأنها ثابتة وخارجة عن ارادة البشر بينما الثانية يمكن التلاعب بها عن طريق الاعلام (التضليل) والمال (شراء الذمم) والسلاح (ترهيب الشعب)، الأولى ثابتة بينما الثانية متغيرة وتعتمد بالدرجة الاساس على مقدار الوعي والتجهيل المجتمعي، اذن هو صراع مجتمعي يحصل في كل زمان ومكان.

لذلك علينا ان نتساءل ما مقدار الوعي في مجتمعنا وما حجم التجهيل المتعمد فيه وماهي البيئة التي يجري فيها الصراع وما قوة  الجذب والاستقطاب الوطني، وبما ان الشعب قد بدأ يسترد ذاكرته الوطنية فان استرداد الذاكرة تدريجيا  تتماها مع ما يحدث اليوم ، اي اننا لا يمكن تحقيق كل ما نريده الآن  بدفعة واحدة بسبب عدم وجود فرز طبقي واضح وما يحدث اليوم هو صراع اجتماعي يمهد لصراع طبقي، ولكن يمكن تحقيق ما نريده تدريجياً عندما يتعافى الشعب من امراضه التي أصيب بها منذ اكثر من نصف قرن، هذه ليست اول مرة نراقب سقوط حكومة بل شاهدنا قبلها الكثير ولكن علينا وضع قانون بل قوانين  لإدارة البلد  يحدد فيه العقد الاجتماعي الذي يتلاءم مع تطلعات شعبنا بالحياة الحرة الكريمة التي تتحقق فيه العدالة    .

البعض يطالب بتدخل جراحي، ولكننا نقول ان العلاج ممكن عندما نعمل على تقوية المناعة الوطنية، صحيح هي بطيئة، ولكنها ناجعة.

*******************************

الصفحة التاسعة

العراق يحقق ميدالية ذهبية في منافسات بطولة غرب آسيا للمبارزة

بغداد ـ طريق الشعب

حقق اللاعب العراقي يوسف قحطان، الميدالية الذهبية في منافسات سلاح السيف العربي ضمن بطولة غرب آسيا للمبارزة تحت 13 سنة.

وتمكن قحطان من تحقيق الميدالية الذهبية في منافسات سلاح السيف العربي في اليوم الأول لبطولة غرب آسيا للمبارزة التي تجري حاليا في الأردن.

ويشارك في البطولة أكثر من 300 لاعب ولاعبة يمثلون 11 دولة، هي كل من قطر والسعودية وعمان والكويت واليمن والإمارات والأردن والعراق ولبنان وسوريا والأردن.

استئناف العمل في ملعب ديالى الدولي

بغداد ـ طريق الشعب

قررت وزارة الشباب والرياضة استئناف العمل في ملعب ديالى الدولي سعة 30 ألف متفرج.

وقال الوزير عدنان درجال في بيان سيتم استئناف وإعادة العمل بعدد من المشاريع المتوقفة والمتلكئة على الرغم من الظروف الصعبة التي يشهدها البلد”، مشيرا إلى أن “ملعب ديالى الدولي هو أحد هذه المشاريع؛ إذ سيتم وضع حجر الأساس لاستئناف العمل بملعب ديالى”.

وأضاف، أن” المشروع سيتضمن إنشاء ملعب سعة 30 ألف متفرج مع ملاعب تدريبية عدد 2 أحدهما سعة 2000 متفرج، والآخر سعة 500 متفرج، مع فندق 4 نجوم سعة 75 سريرا ويحتوي المشروع أيضاً على مسبح وحدائق ومواقف للسيارات، فضلًا عن تأهيل مقتربات المشروع والمداخل”.

***************************

كستكينا تهزم باري وتتأهل لنهائي بطولة غرانبي للتنس

أوتاوا ـ وكالات

باتت الروسية داريا كستكينا على بعد خطوة واحدة من إحراز لقبها الثاني خلال آب الجاري، حيث تأهلت لنهائي بطولة غرانبي للتنس في كندا.

وتغلبت “داريا” على الفرنسية ديان باري 6-2 و6- صفر في الدور قبل النهائي.

كانت كستكينا قد توجت قبل أسبوعين بلقب بطولة سيليكون فالي كلاسيك، بالفوز على الأمريكية سيلبي روجرز في النهائي.

وحققت كستكينا الفوز الثالث على التوالي بمجموعتين متتاليتين في بطولة غرانبي، وستلتقي في النهائي، الأسترالية دتاري غافريلوفا التي تأهلت دون عناء بعد أن انسحبت الأوكرانية مارتا كوستيوك من مباراة قبل النهائي أمامها بسبب الإصابة.

وفي بطولة كليفلاند بالولايات المتحدة، صعدت الروسية لودميلا سامسونوفا إلى النهائي بالفوز على الأمريكية بيرناردا بيرا 6-1 و6-2.

وتلتقي سامسونوفا في النهائي، البيلاروسية ألكسندرا ساسنوفيتش، التي تأهلت بالفوز على الفرنسية أليز كورنيه 6-7 (5-7) و7-5 و6-3 في مباراة استمرت ساعتين و53 دقيقة.

*******************

تعاقدات جديدة للأندية العراقية

بغداد ـ طريق الشعب

تواصل الأندية العراقية لكرة القدم، الاستعداد للدوري الممتاز، عبر تدعيم فرقها بلاعبين محترفين جدد لتمثيلها في الموسم الكروي 2022-2023.

ومن خلال رصد سوق تعاقدات أندية الدوري العراقي الممتاز لكرة القدم، حيث تتسابق الأندية على ضم اللاعبين المحترفين العراقيين والأجانب، استعداداً للموسم الكروي الجديد.

ومؤخراً، تعاقد نادي الحدود رسمياً مع المحترف الإيفواري (الكسندر يوله) لتمثيل الفريق في الموسم المقبل، فيما ووقع اللاعب (علي بهجت) كشوفات عقده قادماً من نادي النفط مع ادارة زاخو، لتمثيل فريقه الكروي لموسم واحد.

كما وقع الحارس (علي عبد الحسين)، على كشوفات عقده لتمثيل فريق الكهرباء قادما من الميناء لموسم واحد.، في حين وقع اللاعب (مهدي كامل) رسمياً على كشوفات فريق النجف، قادماً من نادي الزوراء.

ووقع اللاعب الموهوب (نور المصطفى غانم) على كشوفات عقده مع فريق كربلاء، قادماً من نادي الحسين، وكانت وجهة المدافع كرار محمد، صوب نادي الميناء، قادما من نادي النفط، بينما وقع الحارس أمجد رحيم مع إدارة الميناء، لحراسة عرينهم، قادما من النجف.

وعلى مستوى الاحتراف الخارجي للاعبي العراق، وقع ‏نادي معيذر الناشط بالدرجة الأولى القطري، عقداً مع اللاعب (همام طارق) لتمثيل فريقه الكروي لمدة موسم واحد.

*********************

إلغاء معسكر منتخب شباب العراق في تركيا

بغداد ـ طريق الشعب

قرر الجهاز الاداري لمنتخب العراق للشباب، إقامة تجمعه الثاني في مدينة أربيل بدلاً من مدينة أنطاليا التركية، ضمن استعداداته للمشاركة في التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس آسيا.

وسينطلق تجمع شباب العراق في أربيل اليوم الأحد، ويستمر لمدة 10 أيام، وتتخلله 3 مباريات مع أندية الدوري الممتاز.

على صعيد متصل، تغلب منتخب العراق للشباب على فريق المرور الناشط بدوري الدرجة الأولى (4-1)، في المباراة التي أقيمت امس الاول الجمعة، بملعب جامعة بغداد.

حضر المباراة، عدنان درجال رئيس الاتحاد العراقي لكرة القدم، في خطوة منه لتحفيز اللاعبين قبل الدخول بالتصفيات الآسيوية التي ستنطلق في الـ 14 من أيلول المقبل بمدينة البصرة، بمشاركة الكويت والهند بعد انسحاب أستراليا من التصفيات.

************************

سامبراس: نادال وديوكوفيتش مثل فيراري ولامبورغيني

باريس ـ وكالات

اعتبر الأمريكي بيت سامبراس، أسطورة التنس المتوج بـ 14 لقب غراند سلام، أن الإسباني رافائيل نادال، المصنف الثالث عالميا، هو “اللاعب الأفضل ذهنيا” الذي شاهده.

لكنه أقر بأنه “من الصعب للغاية”، تحديد من هو أفضل لاعب في التاريخ بينه والصربي نوفاك ديوكوفيتش، معتبرا أن الاختيار بينهما مثل الاختيار بين سيارتي “فيراري ولامبورغيني”.

وقال سامبراس، خلال مقابلة نشرتها مجلة (ليكيب) الفرنسية، “كل ما يفعله (نادال) استثنائي.. أنا وروجر (فيدرر) كنا نهيمن لفترة على بطولات الأراضي العشبية، لكن الفوز 14 مرة بنفس بطولة الغراند سلام أمر مذهل (في إشارة إلى تتويج نادال برولان غاروس 14 مرة)”.

وتابع “هو لاعب رائع من الناحية الذهنية.. بالتأكيد هو الأفضل الذي شاهدته”. ومع ذلك، يرى سامبراس (51 عامًا) أنه “من المستحيل” الآن تحديد من هو أفضل لاعب تنس في التاريخ.

وقال في هذا الصدد “نوفاك فعل أشياء مذهلة في السنوات العشر الأخيرة، حقق نتائج جيدة أمام غالبية اللاعبين، ويمتلك الرقم القياسي في مدة البقاء بصدارة التصنيف العالمي للتنس.. فاز في كل الأماكن، ويحمل كل الأرقام القياسية”.

الرقم القياسي

واعترف سامبراس بأنه لا يصدق أن رقمه القياسي السابق، البالغ 14 لقبًا في بطولات الغراند سلام، قد تجاوزه 3 لاعبين (فيدرر ونادال وديوكوفيتش) في غضون 17 عاما.

وقال “في وقتي، كنا نعتزل في عمر الـ 30 تقريبا.. عقليا، لم أستطع التحمل بعد سن الـ 31.. إنهم وحوش في هذه الرياضة”.

ومن بين هؤلاء اللاعبين الثلاثة، يرى سامبراس أنه أقرب لفيدرر، نظرا لتشابهما في الشخصية.

وأضاف “لقد تناولت العشاء مع نوفاك، ونتحدث كل فترة.. ورغم أنني لم ألتق برافا كثيرا، فإنني أحترم كل ما حققه”.

وتحدث سامبراس أيضا عن كيفية تغير التنس منذ التسعينات، عندما كان عصره الذهبي مدفوعا بمنافسة تاريخية مع أندريه أغاسي.

ورحب بحقيقة أن هناك الآن المزيد من الحديث عن الصحة العقلية، رغم أنه حذر من أضرار شبكات التواصل الاجتماعي.

وقال “إذا كنت ألعب الآن، كنت سألقي الهاتف المحمول في البحر”.

وتابع “إنه جهاز يولد القلق.. إنه يفيد إذا ضللت الطريق، لكن دون ذلك يتركك معرضا للخطر وسهل الوصول إليك.. الأطفال الآن لديهم هاتف وهم في سن العاشرة.. هذا يمكن أن يؤثر على الصحة العقلية”.

*************************

وقفة رياضية.. ملعب الكشافة  من المسؤول وأين الحل؟

منعم جابر

ملعب الكشافة تاريخ حافل في ذاكرة العراقيين فقد تأسس كصرح رياضي في مطلع ثلاثينات القرن الماضي وشكل في تأسيسه مرحلة مهمة وحساسة في انتشار وتحسن الأداء الرياضي وجزءاً من النهضة الرياضية العراقية حيث اصبح الملعب جزءاً من الواقع الرياضي الأهم في الساحة العراقية، وقد مثل الملعب تاريخ الرياضة وانجازاتها وانتصاراتها، وكان لوزارة (المعارف العراقية) التربية دور في انشائه واحتضانه للنشاطات الرياضية المدرسية والجامعية اولاً وصارت أيام نهوض وتطور كرة القدم العراقية في خمسينات القرن الماضي مكاناً لاهم المباريات والاحداث الوطنية والدولية التي اسعدت جماهير الكرة وافرحت عشاقها بتحقيق احلى النتائج والمناسبات ايامها. وظل هذا الملعب يمثل الذاكرة الرياضية لكرة القدم العراقية حتى مطلع السبعينات حيث تأسس ملعب الشعب الدولي في عام 1966 ليفقد هذا الإرث الحضاري بريقه (ملعب الكشافة) ودوره وليحتل مكانه صنوه والأكثر حداثة (ملعب الشعب الدولي)، وهنا بدأت المشكلة وبدلاً من تواجد ملعب الشعب إضافة الى ملعب الكشافة (العتيد) والملاعب الأخرى التي شهدتها الساحة العراقية والبغدادية تواجدها واهميتها ودورها لتوسيع النشاطات والفعاليات الرياضية وجدنا ان ملعب الكشافة قد (احيل على التقاعد) وبذلك فقدنا رئة مهمة وضرورية للرياضة العراقية، وكانت الصدمة الأكبر يوم أصيبت مدرجات ملعب الكشافة أيام الحرب العراقية – الإيرانية بأضرار كبيرة حيث سقطت احدى القنابل عليه وتسببت في تهديم جزء من مدرجاته الوسطية.

وفي التسعينات ضربت عاصفة هوجاء احد أعمدة الإضاءة الكاشفة وتسببت في سقوطها وتخريبها وظلت حتى الساعة دون معالجة ولا تصليح، وبهذا تعطل ملعب الكشافة من أداء دوره الرياضي والمساعدة على ممارسة الرياضة وكرة القدم للفرق المدرسية والشعبية لأبناء مناطق الكسرة والوزيرية والاعظمية وراغبة خاتون وغيرهما، وبذلك خسرت المدارس والفرق الشعبية ساحة لعب ونشاط رياضي مدرسي مهم لها تاريخ مهم في تطوير الرياضة المدرسية منذ ثلاثينات القرن الماضي وقدمت للرياضة العراقية نجوماً وابطالاً وانجازات يشار لها بالبنان.

وبعد التغيير الذي حصل في الوطن ناشدنا الجهات المختصة الاهتمام بهذا المرفق الحيوي الحساس والملعب ذي الموقع الاستراتيجي والمناسب والقريب على مناطق شعبية وتواجد مئات المدارس في محيطه ولأهمية ممارسة الألعاب الرياضية في المدارس واثرها النفسي والجسدي في العلوم والمعارف الا اننا نجد ان اهمالاً متعمداً وتقصيراً واضحاً من جميع الجهات المعنية.

عليه نقول من المسؤول عن حال ملعب الكشافة ومن له حق التصرف هل هي وزارة التربية ام وزارة الشباب والرياضة ام محافظة بغداد؟ نقول أي جهة رسمية كانت فالقضية وطنية تهم الرياضة والشباب والكل مسؤول عنها وهناك مادة دستورية رقم 36 تعنى بالرياضة واهميتها وضرورة رعايتها. الأهم ان تفكروا بإعمار هذا الملعب وتطويره لأنه يهم الآلاف من الشبيبة وبجواره كلية التربية الرياضية – للبنات ومئات المدارس والآلاف من دور السكن لمتوسطي الحال مما يتطلب إعادة الحياة الى هذا المعلم الحيوي الرياضي والشبابي. وقد بذلنا جهوداً حثيثة مع المديرية العامة للرياضة المدرسية وقد اعلمتنا الجهات هذه ان هناك توجهات لشركات عالمية متخصصة في بناء المدارس والملاعب كانت قد قدمت تخطيطات لمدينة رياضية حديثة بديلاً عن الملعب المذكور وعلى انقاضه ليكون مجمعاً رياضياً مدرسياً يضم ملعباً وفندقاً وملاعباً لألعاب أخرى ومسبحاً للطلبة.. هذا الطموح الذي نطلبه للطلبة.. ولنا عودة.

****************************************************

الصفحة العاشرة

مفهوم الاغتراب ما قبل ماركس

ماجد الياسري

تغير مفهوم الاغتراب مع تطور المعرفة والنظم الفلسفية والثقافية وعلوم الاجتماع والسياسة، ولكن عربيا كان هناك تعقيد اضافي يرجع الى البحث عن الترجمة.

الاكثر دقة للمصطلح  في اللغات الفرنسية او الإنجليزية او الالمانية بشكل خاص  ورست على ثلاثة: الاغتراب او الاستلاب او الألينة ولكل منها مؤيدون ومعارضون. الا ان الأهم هو التركيز على المعني والجوهر بدلا من الغوص في تعقيدات الدلالات اللغوية التي ستزيد من الالتباس.

ويتيح تتبع المسار التاريخي لتطور مصطلح ومفهوم الاغتراب إمكانية التوصل الى فهم افضل له. فمثلا اعتبر الدكتور محمد رجب في كتابه “الاغتراب سيرة مصطلح” (دار المعارف 1988) وأيضا كتاب الفقيد فالح عبد الجبار “الاستلاب” (دار الفارابي 2018) ان بدايات استخدام المصطلح في القرن السادس عشر مع الثورة البروتستانتية ضد هيمنة الكنيسة الكاثوليكية بصيغتها الألمانية التي قادها مارتن لوثر (1546-1483) وكان أستاذا للاهوت وقسيسا وراهبا المانيا حرمت كتبه واعتبر خارجا عن القانون لتحديه سلطة البابا، أو الفرنسية السويسرية التي قادها كالفن (1509-1564) وكان عالم لاهوت وقسيسا لعب دورا في تطوير الفكر المسيحي وفي خلق منظومة وسرديات فكرية مخالفة للتعاليم الكاثوليكية والتي بشرت بالاصلاح الديني لمواجهة اغتراب الانسان الأوروبي الروحي في انفصال الذات الإنسانية عن تعاليم الكنيسة الكاثوليكية وطقوسها ومعجزاتها وما تفرضه من تعاويذ وأدعية و شراء الغفران والدفاع عن حرية الانسان الروحية بالضد من خرافة الخطيئة الأولى الازلية والمتوارثة، بل اعتبرت الخطيئة ممارسة فردية والخلاص منها هبة الهية ولا تشترط القيام بأعمال تكفيرية وأعطت الحق للفرد بالتواصل مباشرة مع الذات الإلهية بدون الحاجة الى القساوسة ورجال الدين، وان تفسير الكتاب المقدس ليس محصورا بالبابا بل للجميع كونه مصدر المعرفة الوحيد. ويلاحظ هنا ان احدى تداعيات الاغتراب هو خلق وعي بديل لتغيير واقع الاضطهاد الروحي الكاثوليكي لإعادة انسجام و توازن الذات الإنسانية. 

وتشير دراسة الحضارات القديمة خاصة بعد تطور علوم الاثار في أواخر القرن التاسع الى ان حالة الخوف والقلق والعجز والانفصال بين الذات والعالم الخارجي قد لازمت البشر منذ عصور ما قبل  التاريخ عندما كانوا في صراع مع الطبيعة المتوحشة والتي لم يكن الانسان قادرا على تطويعها او اخضاعها كما عكسته الاعمال الفنية للبشر الأوائل في الكهوف وحتى قبل بزوغ فجر المجتمعات الطبقية التي خلقت مسببات أخرى للاغتراب. فالتشكيلات الاجتماعية الاقتصادية المعروفة بالعبودية تكشف عن معاناة الناس من امتهان كبير وحط مشرعن لقيمتهم البشرية فهم سلعة بيد المالك الذي يبيعهم ويشتريهم، أو الاقطاع الذي كان يملك البشر عبر سيطرته على الأراضي وعلى نتاج الفلاح وجهده وهيمنة شرائع واعراف مجتمعية تضطهد الجميع وخاصة للمرأة. وتجلى الاغتراب بأشكال مختلفة من الدين والسحر والشعر والرسم، الا ان الوجه الاكثر حدة للاغتراب كان الثورات الشعبية التي شهدتها الحضارات التي عاشت حقب العبودية والاقطاع من اجل تغيير الواقع المرير الذي عاناه العبد والقن.

و كانت المرحلة التي تلتها هي في ولوج مفهوم الاغتراب في عالم السياسة في القرن الثامن عشر عندما دخلت أوروبا مرحلة عصر التنوير. وكان جان جاك روسو(1712-1778) الفيلسوف الفرنسي احد هؤلاء المنظرين والمعروف  بنظريته حول العقد الاجتماعي. وكان احد النشطاء في نادي اليعاقبة في الثورة الفرنسية، حيث تلخص رأيه بان الانسان ينتقل من حالة الفطرة البدائية الى حالة المجتمع وواقع الحضارة عبر الدخول في تعاقد اجتماعي. كما اعطى الاغتراب وجهين السلبي عندما يسود القلق والضياع والانفصال عن نتاجات الحضارة وتسلب منه ذاته وحريته قسرا،  والإيجابي في بناء المجتمعات.

ويعود الفضل الى الفيلسوف الألماني جورج فليهلم فردريك هيجل (1770-1831) أحد ابرز ممثلي الفلسفة المثالية الألمانية في أواخر القرن الثامن عشر. وعرف بتطويره المنهج الجدلي حول الصيرورة التاريخية والأفكار، حيث أعاد انتاج مفهوم الاغتراب ولكن فلسفيا وليحتل موقعا مركزيا في بنائه الفكري وفي عصر تميز بانتشار المعارف العلمية والفلسفية. وتزداد شعبية الفكر المادي مع تراجع دور الميتافيزيقا في التحليل الفلسفي.

ورافق كل ذلك صعود الطبقات الوسطى اقتصاديا وسياسيا في إنكلترا و فرنسا واحتدام الصراعات والتناقضات في المجتمع الألماني حيث ساد الاستبداد والتخلف الاقتصادي وركود الكنيسة التي كانت تقمع الأفكار المتنورة وتطلب من الناس النظر الى السماء فقط وترديد اقوال محفوظة. 

وقد تناول هيجل في كتبه عن فلسفة الروح والحق والدين موضوعة الاغتراب من منظور فلسفي ديني كنتاج للصراع الدائم بين ضدين الذات الإنسانية والعالم الخارجي المتجسد في أشياء (التشيوء) يخلقها الانسان وهذا الصراع بين الضدين عالم الأشياء والروحي هو الطاقة التي تولد القوة التاريخية المطلقة وهو صراع بين الذات الإنسانية المبدعة التي تنفصل عن غايتها في العالم الخارجي المتحقق في أشياء، وحيث تتعمق قدرتها على عدم رؤية ذاتها وتنفصل عن عالم الأشياء البشري وتصبح فوق الانسان بسبب سيطرة قوانين هي خارجة عن القدرة الإنسانية  مع فقدان الوحدة بين عالم الروح وعالم الأشياء ويحصل الاغتراب كأحد اشكال الوعي الذاتي المجرد. من هنا يكون محور التجربة الروحية وعي العلاقة المتوترة بين الانسان والانسان والفرد والمجتمع. فالفلسفة لدى هيجل كانت مرتبطة بتناقضات المجتمع الألماني وصراعاته وتداخلت فيها السياسة مع الدين وعلى حد قوله هجرت المانيا الحياة والسعادة والحرية. و يعطي البعض أهمية كبيرة لمؤلفات هيجل عندما كان شابا وطرح فيها تصوره حول الاغتراب مثلا في كتابه “ظاهريات الروح” (نشر في 1807) عندما كان يبلغ 36 عاما من العمر. ويتناول هيجل التناقض بين الانسان الواعي الواحد الذي يمتلك ذاته كليا مع الانسان الذي يعاني من الاغتراب أي انفصال الانسان عن ذاته ونشاطاته والاخرين والمجتمع  ويكون خارج نفسه فلا يمتلك ذاته التي استلبت منه. وفي كتاب “فلسفة الواقع”  الذي هو تسجيل لمحاضراته الجامعية للفترة ما بين 1805 و 1806 استخدم هيجل مصطلحين للاغتراب باللغة الألمانية باعتباره نشاطا ذاتيا ينعكس في الخارج ويتحقق على هيئة موضوع او شيء ( الجانب الإيجابي) الا ان الانسان غير قادر على التعرف على ذاته في الموضوع المتحقق او تحقيق وجوده يما يصنعه من أشياء (الجانب السلبي).

وقد واصل الفيلسوف والانثروبولوجي الألماني لودفيغ فيورباخ (1804-1872) هذا الاتجاه، واشهر كتبه “جوهر المسيحية” الذي تضمن نقدا للدين وأسهم في تطوير الفكر المادي. وكان مع هيجل من أهم المصادر الفلسفية للماركسية، واعتبر البعض أعمال فيورباخ جسرا بين هيجل وماركس.

 ****************************

اكتشاف التاريخ

جمعة تايه

عرّف ماركس التاريخ لأول مرة كعملية موضوعية مقنونة لتطور وتغير المجتمعات. إن تاريخ أي مجتمع وجد حتى الآن ليس سوى تاريخ صراعات طبقية (البيان الشيوعي).

أسئلة وأجوبة حول التاريخ

هل التاريخ علم؟ نعم التاريخ علم يجعل من معرفة قوانين التاريخ مهمته الدائمة.

من هم صانعو التاريخ؟ الناس (الجماهير الشعبية).

إذا كان الناس هم صانعو التاريخ، هل يمكن أن يحددوا تطور التاريخ بإراداتهم ورغباتهم؟ لا. لأن نشاط الناس وتطور التاريخ تحدده القوانين الموضوعية للواقع الاجتماعي.

ماذا يعني فهم التاريخ؟ فهم التاريخ يعني تفسير النشاط العملي للناس، نشاط الناس التاريخي.

ماذا يعني عدم فهم التاريخ؟ يعني عدم إدراك المعنى الثوري للنشاط المادي للإنسان الاجتماعي.

ما هي الظاهرة التاريخية؟ هي الظاهرة المحكومة بالنشوء والزوال.

هل الرأسمالية ظاهرة تاريخية؟ نعم. لأن التشكيلة الرأسمالية نشأت في عهد معين وظروف معينة قبل قرون، وهي محكومة بالزوال في المستقبل حسب قانون التعاقب الصاعد للتشكيلات الاقتصادية الاجتماعية في المادية التاريخية.

ما هي المادية التاريخية؟ علم فلسفي عن المجتمع، وجزء لا يتجزأ من الماركسية. موضوع المادية التاريخية هو المجتمع كشكل اجتماعي خاص لحركة المادة، ومعرفة القوانين العامة للتاريخ.

اكتشافات ماركس

وكما أن داروين اكتشف قانون تطور العالم العضوي، اكتشف ماركس قانون تطور التاريخ البشري: وهو هذا الواقع البسيط، الذي ظل محجوباً حتى الآونة الأخيرة تحت الحجب الأيديولوجية ومفاده أنه يجب على الناس في المقام الأول أن يأكلوا ويشربوا ويسكنوا ويكتسوا قبل أن يغدو في مستطاعهم الانصراف إلى السياسة والعلم والفن والدين إلخ ... وبالتالي فإن إنتاج الخيرات المادية المباشرة للحياة وكل درجة معينة من تطور الشعب أو العقد في الحقل الاقتصادي يؤلفان بالتالي الأساس الذي تنشأ منه مؤسسات الدولة والمفاهيم الحقوقية والفن وحتى التصورات الدينية عند جماعة معينة من الناس، والذي يجب لهذا السبب تفسيرها به، لا على العكس كما هي الحال الآن.

ولكن هذا ليس كل ما في الأمر. فإن ماركس قد اكتشف كذلك القانون الخاص بحركة أسلوب الإنتاج الرأسمالي المعاصر وبالمجتمع البرجوازي الذي أوجده هذا الأسلوب. فمع اكتشاف القيمة الزائدة ساد الوضوح دفعة واحدة في هذا المضمار، بينما البحوث السابقة التي نشرها الاقتصاديون البرجوازيون والنقاد الاشتراكيون على السواء كانت ضلالاً في الظلام. «فريديريك إنجلز، كلمة على قبر ماركس، ماركس إنجلز، مختارات، المجلد الثالث،

ص 124- 125».

اكتشاف مورغان

الفصول الواردة أدناه هي، إلى حد ما، تنفيذ لوصية. فإن كارل ماركس بالذات هو الذي كان قد اعتزم أن يعرض نتائج أبحاث مورغان بالارتباط مع معطيات دراسته - وأستطيع أن أقول، ضمن حدود معينة، دراستنا- المادية للتاريخ، وأن يوضح على هذا النحو وحسب كل أهميتها. ذلك أن مورغان قد اكتشف من جديد في أمريكا وعلى طريقته المفهوم المادي عن التاريخ، الذي سبق واكتشفه ماركس منذ أربعين سنة، وعلى هذا توصل، في النقاط الرئيسية، عند مقارنته البربرية والحضارة، إلى نفس النتائج التي توصل إليها ماركس. وكما أن اقتصاديي ألمانيا الرسميين استنسخوا «رأس المال» بجهد يوازي عنادهم في لزوم الصمت حوله، كذلك بالضبط سلك ممثلو علم «ما قبل التاريخ» في إنجلترا حيال «المجتمع القديم» لمورغان. إن النظم الاجتماعية التي يعيش في ظلها أهل عهد تاريخي معين وبلد معين يشترطها مظهرا الإنتاج: درجة تطور العمل من جهة، ودرجة تطور العائلة من جهة ثانية. «فريدريك إنجلز، أصل العائلة والملكية الخاصة والدولة، دار التقدم موسكو، ص 3- 4».

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

“قاسيون” – 15 آب 2022

 ************************

فلاسفة ومفكرون.. ابن خلدون، عبد الرحمن(1332 – 1406)

اعداد: د. صالح ياسر

ولد عبد الرحمن ابن خلدون في تونس عام 1332 ميلادية، وهو فيلسوف ومؤرخ وعالم اجتماع ورجل دولة وسياسة. درس المنطق والفلسفة والفقه والتاريخ. عين والياً (وزيراً) للكتابة. ثم رحل الى مصر في مرحلة ثالثة ودرس في الأزهر، وتولى قضاء المالكية فيه حتى وفاته. وابن خلدون عالم بعيد النظر دقيق الملاحظة ذو نزعة علمية متقدمة في احكامه التاريخية. سبق علماء العرب وفلاسفتهم في التأليف في فلسفة التاريخ. ويعدّه كثير من الاكاديمين المؤسس الحقيقي لعلم الاجتماع. مؤلفه الاهم “مقدمة كتاب العبر” التي اشتهرت باسم “مقدمة ابن خلدون”، ووصفت بأنها خزانة علوم اجتماعية وسياسية واقتصادية وادبية. والحقيقة أنها من أوائل المؤلفات التي تنهج في التصدي لمسألة التاريخ البشري نهجا علميا قائما على بحث العوامل الموضوعية لتقدم المجتمع الانساني.

واذا قرأنا مقدمة ابن خلدون بامعان بدافع معرفة افكاره الاقتصادية والبحث فيها، وجدنا انفسنا ملزمين بالاجابة على السؤال التالي: ما هي الفكرة الاساسية في انتاج ابن خلدون ؟ جملة افكار اقتصادية، ترافق، بصورة متفاوتة، موضوع “المقدمة” نفسه.

يمكن القول ان موضوع “المقدمة” هو بايجاز، تفسير اسباب نشوء، تطور، انحطاط وزوال الحضارة، والتأريخ لمصير الحضارة المغربية على وجه التحديد. هذا التاريخ، كتاريخ للحقبات التاريخية المتعاقبة، هو ايضا تاريخ الصراع الاجتماعي الذي “يهتم بما ينتجه البشر بأعمالهم ومساعيهم من الكسب والمعاش” (المقدمة – تاريخ العلامة ابن خلدون. دار الكتاب اللبناني، بيروت 1979، ص 57).

وفي الفصل الخامس من “المقدمة” الذي يحمل عنوان “في المعاش” جمع ابن خلدون محصلة تفكيره الاقتصادي، على أن ذلك لا يعني أن الاجزاء الاخرى من الاثر المذكور تخلو من الاستطرادات أو الملاحظات العابرة التي تتناول الحياة الاقتصادية مع الجسم الاجتماعي للمجتمع المغربي في القرنين الرابع والخامس عشر. ويظهر البناء الضمني بهذا الفصل، على ما يبدو، أن موضوع الدراسة هو التالي: يتوقف نشوء وتطور المجتمع المتحضر، اساسا على العمل المنتج الذي ينظمه المجتمع. فالعمل المنتج ضروري لظهور الفائض ينظم بدوره الانتقال من حياة البداوة الى حياة الحضر. اما الشرط الضروري والكافي لاتساع مجال التطور ورسوخه فيتمثل في تحاشي استخدام هذا الفائض استخداما غير انتاجي. وبعبارة اكثر تبسيطاً: على المجتمع أن يحول دون امتصاص العمل غير المنتج نتائج العمل المنتج المادية، وإلا انحط وتقهقر الى المرحلة التاريخية التي بدأ منها.

ويبدو مقترب ابن خلدون المنهجي، في هذا السياق، مدهشا في صرامته، فهو يقدم لنا مفاهيم يختزنها الى محتواها الاجتماعي الوحيد: العمل.  

ولأن موضوع دراسة ابن خلدون الرئيسي هو التاريخ الاجتماعي للعالم العربي كتعبير نوعي عن الحضارة العربية/الاسلامية، فقد قام بحوصلة عمل وحركة التشكيلة الاجتماعية الواقعة تاريخيا في بلاد المغرب. إن التفكير من قبل ابن خلدون حول حركة الاقتصاد في مجمله سواء من وجهة نظر الانشطة الاقتصادية أو من وجهة نظر الدولة والمجتمع هو ضرورة منهجية تفسر حركة المجتمع المغربي. ويبدو أن الفكر الاقتصادي عند ابن خلدون قد بلغ مستوى من النضج هو الاوج حيث لم يكن التجديد أو المضي قدما بهذا الفكر ممكنا الا بتقدم التشكيلة الاقتصادية المغربية وتحولها في اتجاه متقدم، وهو ما لم يحصل. ولهذا ومن بين ما نجد في الفكر الاقتصادي الاجتماعي لابن خلدون مفهوما ووعيا حادين للتقهقر والتأخر والتضاؤل والانحطاط، وبكلمة واحدة ما نسميه بالجدلية التقهقرية.

 **************************

الصفحة الحادية عشر

إبراهيم الخياط: للمحبة ذاكرة يقظة.. ثلاث سنوات مرت على رحيل الشاعر العراقي والمناضل التقدمي البارز إبراهيم الخياط.

وإذ تمر هذه المناسبة الراسخة في الاذهان بإجلال عميق ومحبة خالصة ووفاء نبيل؛ نستعيد الصور الحية والأداء الحي والعطاء المخلص الذي قدمه هذا الشاعر المضيء، والذي تمكن من إقامة جسور من العلاقات الصادقة مع مئات الادباء والفنانين والاكاديميين والمثقفين داخل العراق وخارجه.

كان إبراهيم الخياط قد رسخ تقاليد عمل ثرة عن طريق مهامه، اميناً عاماً لاتحاد الادباء والكتاب العراقيين، وأشاع أجواء من التفاني والتضحية غير المسبوقة وهو الامر الذي جعل الذاكرة تستعيده وتستشهد باسمه الخالد.. حتى غدا الانموذج البارز للإنسان الطيب الذي تمكن من نقل القصيدة من منبريتها المخضرة، الى وجود للمحبة التي تجمع الجميع على مائدة الفكر والابداع.. له المجد والبهاء والخلود

المحرر الثقافي

********************************

بلغات الشعوب.. كارل ماركس: من قصائد الشبيبة

ترجمة: د. ماجد الحيدر

ربما لا يعرف الكثيرون أن كارل ماركس Karl Marx (1818-1883) الفيلسوف وعالم الاقتصاد والمؤرخ والثوري ذا الأثر الهائل على عصرنا الحديث، قد بدأ حياته، مثل الكثير منا، تلميذا عاشقاً يكتب القصائد لحبيبته ويبث فيها لواعج قلبه وما يدور في عقله الغض المتمرد من تأملات فلسفية عن الحياة والموت والوجود. كتب ماركس الشاب وقبل بلوغه العشرين ثلاثة دفاتر من الشعر الرومانسي المقفى أهداها الى (جين فون ويستفالن) الحبيبة التي غدت في ما بعد زوجته وشريكة كفاحه ورحلته الشاقة، علاوة على مجموعة أهداها الى والده الذي أحبه كثيراً. ليس هذا فحسب، بل إنه جرب حظه في كتابة المسرحية والرواية. غير أنه سرعان ما تحول، كما هو معروف، الى الفلسفة والاقتصاد السياسي وفلسفة التاريخ لينظر الى تلك المحاولات بعد أن يتقدم به العمر بوصفها محاولات متواضعة كما تقول ابنته.

على أننا يجب أن نفهم ماركس على ضوء الخلفية الرومانسية والمثالية لشبابه في الجامعة الألمانية، فمثل هذا الفهم يسمح لنا برؤية ماركس بأعين جديدة وأن ندرك بشكل أوسع العلاقة بين أعماله الفلسفية الأولى (مثل الدفاتر الفلسفية والاقتصادية لعام 1844 ومدخل الى نقد مبدأ هيغل في الدولة 1943 ) وبين أعماله العلمية اللاحقة مثل “رأس المال” وما تضمنته من إثارة لقضية اغتراب الانسان في المجتمع الحديث، وهو ما يتيح لنا فهمه على المستوى الوجودي وإدراك قوة العواطف التي عززت وأدامت التزامه العميق بالثورة العالمية التي وهب لها حياته، رغم أن حقيقة كونها لم تنشر إلا عام 1932 وما بعده توضح لنا سبب قلة تأثيرها على المدارس الماركسية المبكرة، وبضمنها اللينينية.

إن ما نلاحظه في أعماله “الأدبية” الأولى من وفرة في الثيمات الميثولوجية والإحالات اللاهوتية والأسطورة والتأمل الفلسفي يعكس من جهة، قراءاته الأدبية الواسعة وتمثله العميق للروح الأدبية لعصره وولعه الذي لم يتوقف بالتراث الشعري والمسرحي الأوربي، ويفسر لنا من جهة ثانية، أسلوبه في أعماله اللاحقة بما تضمنه من روح ساخرة متوثبة بليغة وغنية بتلك الثيمات والإحالات الأدبية.

عازف الكمان

عازفُ الكمانِ يمر في حُمَيّا

على صفحةِ الأوتار.

شعرُه الأشقر البُني يتمايلُ

يتقاذفُ ذات اليمين والشمال،

غارقاً في طيات ردائه الفضفاض

وفي جنبهِ سيفٌ يتدلّى.

...

- “يا عازفَ الكمان. يا عازف الكمان.

علامَ هذا النغمُ الثائرُ؟

ولماذا في هَياجٍ تنقلُ ناظريك؟

وفيم يتواثبُ دمُك، مثلَ بحرٍ يمور؟

وما ذاكَ الذي يسوقُ قوسَك

في يأسٍ وقنوط؟”

- “علامَ أعزفُ ؟ تسألُني

وعلامَ تزأرُ عاتياتُ الأمواج ؟

كي تضربَ الشاطئَ الصخري،

كي تعمى العيونُ، ينتفخَ الصدرُ،

كي تحملَ صرخةَ الروح الى قعرِ الجحيم”

- “يا عازفَ الكمان، يا عازف الكمان.

إنكَ لتُزري بقلبِك، تمزقُه إربا.

إلهٌ من ألقٍ وحبورٍ أعارَكَ فنَّه

عساكَ تنبهر بأمواجِ النغم

وتحلق صوبَ نجوم السماء الراقصات”

- “وكيف هذا!

إني لأغمدُ، أغمد في روحك دون توانٍ

سيفي المصبوغَ بسوادِ الدم.

فنٌ كهذا لا يريده الله، ولا يحفَلُ بصرعِه،

لكنه من ضبابِ الجحيمِ الأسودَ

يثبُ الى العقل

حتى يستسلمَ القلبُ لتعاويذه

حتى تترنحَ الأحاسيسُ.

بَلى، مع الشيطان عقدتُ ضفقتي.

هو الذي يرسمُ لي، بالطبشور، العلامات.

هو الذي يزنُ الإيقاعَ والنبضات،

أما أنا فأعزفُ المارشَ

سريعاً، طليقاً.

عليَّ أن أعزفَ في قتامةٍ

وأعزفَ في إشراق حتى تمزقَ أوتارُ قوسي

قلبيَ وتأتي عليه”

...

عازفُ الكمانِ يروحُ ويجيء

على صفحةِ الأوتار

شعرُه الأشقرُ البني يتمايل،

يتقاذفُ ذات اليمين والشمال

في جنبه.. سيفٌ مدلّى..

غارقاً في ردائِه الفضفاض

حبٌّ في جُنحِ الليل

في ثورةٍ يضمُّها اليه،

بوجومٍ ينظر في عينيها

- “في لظى الأوجاعِ تتقلبينَ

أي حبيبتي، وعلى أنفاسي تتنهدين.

- “آهٍ قد ارتشفتَ روحيَ ارتشافا

فبهائي في الحق، بعضُ بهاك.

فلتُشرِقي، يا جوهرتي، لأبعد مداك.

ولتتوهّجي يا دماء الشبيبة”

- “يا أجمل الجميلات، شاحبٌ محّياك،

غريبةٌ كلماتُك، عجيبات.

انظري للعوالمِ الشامخاتِ النيّرات

تتقلبُ في نعيمِ الموسيقى”

-” تنساب أيها الأحبُّ وتنساب.

تُنوِّرُ النجوم، تنوّر

فهلمّ نرتقي لعنان السماء

وليسيلا معا.. روحي وروحك يا حبيب”

...

خافتٌ صوتُه مكظوم

في يأسٍ ينَقِّلُ ناظريه

ومن عينه الغائرة

يتفجرُ الشررُ المسموع

- “قد شربتَ السمَّ، أي حبيبي.

ومعي لا بد أن ترحل.

السماواتُ كالحاتٌ

وما عدتُ أبصرُ النهار”

...

مرتعشاً يدنيها اليه

والموتُ يحومُ في الصدر

يطعنها الألم، عميقاً ينغرس..

وتُسدَلُ الأعينُ للأبد.

المرأةُ المجنونة

هناك ترقصُ امرأةٌ تحت ضوءِ القمر

وتومِضُ بعيداً في أغوارِ الليل

رداؤها يخفقُ في جنون، عيناها تلمعان في صفاء.

كماسَتينِ رَصَّعتا وجهَ صخرةٍ صقيل

“ادنُ مني أيها اليمُّ الأزرق.

في رفقٍ سألثمك

كلِّلني بتاجٍ من الصفصاف.

حُك لي عباءةً في خضرة الفيروز!”

“من حيث تخفقُ مهجتي

جلبتُ صافيَ الذهبِ وحمرةَ العقيق

فغدَتْ حُلةً على صدرِ عاشقٍ دافئٍ

أغواهُ قرارُ المحيط”

“لأجلك سأغني

حتى يثبَ الموجُ والريح.

عالياً في رقصتي سأقفزُ

فيُعوِلُ الموجُ والريح”

بيديها تقبضُ صفصافةً

توثقها برباطٍ بلونِ الفيروز.

تتأملُها بنحوٍ غريب

وتأمرُها أن تبعدَ في رفق

“الآن أعيريني جناحيك

لأعيدَ كالصدى، نزولاً في لجّةِ اليم:

أما عرفتِ، أمّاه، جمالَ إكليلي الذي

ظفرتُه لهامةِ ابنك؟”

وليلةً بعد ليلة

مضتْ هنا وهناك

لتكسوَ كلَّ صفصافةٍ على البحر

وترقصَ في فَخارٍ صاعدةً نازلةً

حتى انقضى طِرادُها المسحور.

الصخرةُ البحرية

عالياً تسمقُ أعمدةُ الرخامِ

وذُراها المثلّماتُ تحزُّ الهواءَ

كما يفعلُ المنشارُ.

عَفَنٌ، حياةٌ تبلى، وصخورٌ ثمَّ هناك،

تحت، في الهاوية السحيقة.

عابساً يتسلق الجرف ُ، مُصعِداً

يشبكُ الأرض بأذرعٍ من حديد.

يبعثُ من حولِه وميضاً

خارجاً من عقلِه الهائجِ المحموم.

ويُجيشُ المحيط َ، يبعثُ أمواجَه

لتدورَ وتدور في جنون.

خُصلُ الخريفِ الشيباءُ يهزّها الطحلبُ السئِم

وينزُّ الدمُ من تحت الصخورِ الضاحكة.

الليلُ ينتصفُ، وأصواتٌ هائجةٌ

تهدرُ من رحمِ الرخام

كألفِ عامٍ من حياةٍ تذوب

كعويلِ تذكرةٍ للهلاك.

ولو أن مسافراً جرُؤَ على استراقِ السمع

لاستحالَ من فورِهِ حجراً

وتشظّى غارقاً في البحر.

نغم

(الى جين)

هل خبِرتِ ذاك السحرَ اللذيذ

إذ روحانِ يمتزجان، ثمّةَ يفيضان

في نفثةٍ شجيّةٍ رفيقةٍ رقيقة؟

إذ يتوهجانِ في وردةٍ أرجوانيةٍ

ويلوذانِ في حياءٍ

لسرير من طحالبَ ناعمات؟

لا لن تَجِديه

هائم ذا السحر عبرَ البلاد

ما من طلسمٍ يلجُمُه

ما من شمسٍ تُفشي مكانَه.

لم يطلعْ من ترابٍ

وما غذتهُ أرضٌ.

يخفقُ الزمانُ جناحيه

ويسوقُ أبولو خيولَه الجامحاتِ

وتخبو الكلماتُ صوبَ الفناءِ

وهو أبداً في انتظار.

قوّتُه وحدها خلقَتْه

وما لعالَمٍ أو إلهٍ

عليه من سلطان.

شبيهٌ ربما بألحانٍ

تنسابُ من قيثارٍ خالدٍ

في وهجٍ أبدي، في نارٍ لا تنطفئ

وترنُّ في حنينٍ يعلو للذرى.

آهِ، لو أنصتِّ مرةً لأوتارٍ تصدحُ فيك

لما مضيتِ بعدها.. خطوةً للبعيد!

**********************

قصة قصيرة.. سيد الصمت

الاء الخيرو

عندما سمعت صوتاً يقول : ماتت والدتك، كنتُ معتاداً الجلوس في مقهى (المربعة) القريبة من بيتي، أطالع مرتادي المكان، وكانت تنظرني تلك الليلة وهي تقول : لا تذهب يا بني، كان ذلك هو صوت أمي القلقة دائماً ، أسمع صوتها في قلبي فقط. فقد ولدت، وأنا فاقد للصوت، ولم أسمع شيئاً في حياتي سوى دقات قلب أمي، خرجت، وأنا أنظر إلى السماء الملونة بدرجات من الأزرق الفاتح ونسيم الهواء البارد يداعب وجهي، وحرارة الشمس على رأسي، ويداهمني شعور كاد أن يقتلني أنني لن أعود لأمي أبداً.

تملكني الصمت....هذا ليس لقائي الأول بالصمت، فأنا أعرف كل أسراره، وعبثاً يحاول الآن تضليلي بهمساته الكئيبة، وبحركاته التي لا يسمع منها سوى صدىً بعيد لا ينتمي إلى هذا العالم. كلما استنبطت معانيه، يزداد غموضاً، ليست له ذاكرة، هكذا هو الصمت.

ولدت معه هكذا، يتملكني بلا ضجيج، ولم يشعر حتى بألمي بالعيش معه، أنا الآن أشعر وأنا على ضفاف صمتي أني أغدو وأجيء بين ظلاله الوارفة، شعوره يجتاحني ولا أحد منا يشعر بالآخر، ومن دون أن أشعر يتسلل الصمت ببطء إلى أركان حياتي ليحجب أدق الأصوات...صوت أمي، كم تمنيت أن أسمع صوتها يوماً.

للحظة لا أسمع ولا أرى، فمن كنت أتوكأ عليها رحلت، ومن كنت أتكلم من خلالها صمتت، لم يبق من قوتي أي شيء، انسحبت وذهبت إلى المقهى الذي اعتدت الذهاب إليه، أقف لأرى المرج الأخضر، ونسمات الهواء والطيور، كلها تتجمع هناك، وأجدني طفلاً في حديقة الألعاب. لقد مرت من هناك ذاكرتي، وطغت عليها الذكريات.

حنين مرير على كل تفاصيل حياتي ،مرت الذاكرة بوطأتها الثقيلة عليَّ. المباني والأشجار والطرقات والحقول. كلها تثير فيَّ شعوراً قوياً بالرهبة، وكل ما أسمعه الآن هو تدفق الأفكار التي تسكنني وأود الانتصار عليها، تنغلق نافذة البصر عندي، وتنفتح نافذة الرؤية الداخلية.

لقد تمكن الصمت من أن يثبتني في مكان لم يعد بوسعي الخروج منه إلا أنَّه في لحظة خارقة، من تلك التي تعشش في القلب لمدة طويلة، تخرج صرخة لا يتحملها حتى الجسد المرتخي على كرسي الخيزران، وتنسف السكون من أساسه، ويراودني حنيني القاتل إلى أمي، لا أعرف كيف صرخت، ثمة دندنة أو ربما كلمة بقيت مهملة في ركن قصي من نفسي هي التي جعلتني أنهض بتلك القوة وأبحث بين تفاصيلي عن أمي ذلك الحب الكبير الذي احتفظ به منذ سنين طويلة، ولم أشعر به، في الحقيقة، ما أبحث عنه، كان هناك في كل زوايا حياتي، مرت ثوان دون أن أسمع أي صوت، ما عدا بعض التمتمات الغامضة التي تخبرني أنني لن أراك مجدداً. تخيلتها وكدت أفقد صبري عندما هدر صوتها الدافئ إلي كأنه قادم من أماكن طفولتي، وأضحت أمي نقطة متناهية في الصغر، في تلك اللحظة، بدأت أعي نفسي وركضت وأنا أنظر إلى الجدران بخوف وهلع لا مثيل لهما، وتذكرت جملة كنت قد قرأتها من محمود درويش وكثيرا كان لها وقع في داخلي يقول : (أمي كانت شيئاً آخر لا يشبه إلا نفسه ولا يتكرر) ، وأصل ولا أرى شيئاً غير جسد مسجى بلا روح تلك هي الحقيقة الوحيدة التي ستلازمني مدى حياتي، هي موت ..أمي .

فيعود الصمت وينسل بهدوء.

*************************

مما لا يستطيع محوه الزمن

حمزة فيصل المردان

١- على ضحكة الماء

بنيت قلاعي…

ووضعت حرّاسا بكل الجهات

ليحرسوا الورد من الذبول

ويكسروا سطوة الظمأ

كلّما تعتلي اجساد البياض الناعمة

يصففون كركرات الظلال

في شتاء الصبوات

ويصففون جدائل اغنية لحضيري ابو عزيز

بحضور داخل حسن…

وشرهان كاطع ، يستمع

ويدقّق بشغف بالغ بتقاطيع نبرة العشق

المنسابة من الافواه الممتلئة بالفتنة والسؤدد

٢-  من عبق بري لم يتوحش

 خضبت نهاري

 ومؤنسي في ليل ادرد

 كان شعوري بك

 وانت تزحف نحوي

 ومعي امان شتى

 شذبها متحذلق

وتحتي مدن غرقى

 بانوثتها

 لا يصل اليها

 الا ما لا تهوى

٣- لمّاحون جدا

ظلالهم تتناسل

لمن يشيرون في تزاحمهم هذا

فلا قيلولة تذكر في هذا الوقت

هي الثالثة بعد الظهر

والقيظ يحكم طوقه علينا

من كل الجهات

حيث لا مفرّ من النزول عند رغبته

والبقاء في البيت مجبرين

كما كانت تفعله كوفيد ١٩ اقصد كورونا القرن الواحد والعشرين

فهل اللعبة مستمرة

وهل هنالك خدع بصرية اخرى

المشاهد تبدو مكررة

والعرض على حائط الخيبات

في رقاق ضيق

كضيق عبارتي هذه ،

فلماذا انسحبوا

بمجرد شعورهم بقدوم الظلام بملابس جديدة تسع كل هذا الجمع الذي تناسل على كفوفهم لغط كاذب

٤- بين جانبيه . .

إرتدت ثيابها الحتوف

والعربات مسرعة

ﻻ توقفها الرأفة

والخطى ﻻ تسعفك

فقد تفقد حياتك

من جراء محاولة ما

للعبور

٥- لا اذكر بانني حرّكت اصابعي باتجاهك

ولا همست للريح

كي توصل رسائلي اليك

ولا افترضت على الشفاه

ان تقبلك من بعيد…

ولم يكن بجواري حلم سابح كالسمكة

لينطلق بكلّ اتجاه

ولم يطلب مني تفسير اقوالي امامك

السلالم باض عليها الصدأ

في ليلة ظلماء فارفتها

 لم يعد الاهتمام بك مهما

بعدما وضعت كفّك

في سابلة الفراغ

من دوني…

ومضيت متشحا باللاجدوى

**************************

الصفحة الثانية عشر

الشيوعيون يهنؤون رئيس اتحاد الحقوقيين

بغداد – طريق الشعب

زار وفد من الحزب الشيوعي العراقي، متمثلا في لجنة العمل المهني وهيئة المحامين والحقوقيين، أخيرا، رئيس اتحاد الحقوقيين العراقيين الجديد د. محمد نعمان الداودي في مكتبه الرسمي، وذلك لتقديم التهاني له في مناسبة توليه المنصب.

وبعد أن قدم الوفد التهاني إلى د. الداودي، استعرض رؤية الحزب إزاء الوضع السياسي الراهن في البلد، والحلول التي طرحها في بياناته الأخيرة للأزمة السياسية.

من جانبه، أشار رئيس الاتحاد إلى أهمية التواصل والتعاون مع الحزب الشيوعي في المجال المهني، مثمنا الدور الرائد الذي يلعبه الحزب في نبذ المحاصصة والفساد والسعي إلى التغيير الشامل.

وفي الختام، قدم الوفد إلى د. الداودي باقة ورد باسم الحزب.

*************

شيوعيو النجف يستذكرون الراحل إبراهيم الخياط

النجف – نعمة ياسين

أقامت اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في النجف، الجمعة الماضية، حفل استذكار للشاعر والإعلامي الراحل إبراهيم الخياط، في مناسبة مرور ثلاثة أعوام على رحيله.

حضر الحفل الذي أقيم على قاعة اللجنة المحلية، وفد من الأمانة العامة لاتحاد الأدباء والكتاب العراقيين، بالإضافة إلى جمع من المثقفين والأدباء ومحبي الفقيد من بغداد والنجف وكربلاء والشامية وبابل وديالى.

الرفيق سلام القريني من اللجنة المحلية للحزب في كربلاء، أدار الجلسة. فيما استهلها سكرتير اللجنة المحلية للحزب في النجف الرفيق كريم بلال، مرحبا بالحاضرين وداعيا إياهم إلى الوقوف دقيقة صمت في ذكرى الفقيد.

وخلال الجلسة قدم عدد من الحاضرين مداخلات استذكروا فيها الفقيد ومنجزه الثقافي والأدبي، وقيمه الإنسانية النبيلة وأخلاقه الرفيعة، ومواقفه الوطنية، فضلا عن مقدرته الإدارية من خلال عمله في الاتحاد العام للأدباء والكتاب، ناطقا إعلاميا ثم أمينا عاما.

وساهم في تقديم المداخلات كل من الأمين العام للاتحاد الشاعر عمر السراي، رئيس الاتحاد الناقد علي الفواز، شقيق الفقيد د. محمود الخياط، د. حازم الشمري، الناطق الإعلامي باسم الاتحاد الشاعر معن غالب سباح ود. سعدي عبد الكريم.

***********

معاً لبناء بيت الحزب.. بيت الشعب

دعماً للحملة الوطنية لبناء مقر الحزب الشيوعي العراقي، تبرع الرفاق والأصدقاء:

-  الرفيق عباس مزهر 100 الف دينار.

. الرفيق حسين  علاوي 150 الف دينار.

الشكر والتقدير للرفاق والأصدقاء على دعمهم واسنادهم حملة الحزب لبناء مقره المركزي في بغداد.

معاً حتى يكتمل بناء بيت الشيوعيين.. بيت العراقيين.

**********

مهرجان دولي لسينما الطفل

متابعة – طريق الشعب

يسعى الفنان محمود أبو العباس، إلى إقامة مهرجان دولي خاص بسينما الطفل، في العراق، يكون من تنفيذه وإدارته.

وتمهيدا للعمل على تنفيذ المهرجان، زار أبو العباس وبرفقته الباحث نقاء حسب الله، أخيرا، وكيل وزارة الثقافة عماد جاسم في مكتبه الرسمي. وطرح عليه الفكرة.

وأبدى جاسم ترحيبه بالفكرة، وقال أن “أهمية هذا المهرجان تكمن في أهدافه الرامية إلى تنمية ذائقة الأطفال، والترويج للفن السابع من خلال عروض غير نمطية”، مبينا أنه “من الأهمية الانفتاح على مؤسسات داعمة ليكون هذا المهرجان النوعي بمثابة مشروع ثقافي لجمع شتات الجهود الفردية باتجاه تنظيم عروض دائمية في المواقع الترفيهية، ودعم قطاع الانتاج لهذا النمط من السينما”.

ويأمل أبو العباس وجاسم من هذا المهرجان أن يكون تحفيزيا للمشتغلين في مجال ثقافة الأطفال، ويساهم في إنعاش مشاريعهم وأفكارهم للنهوض بالجيل الذي ظلمته الحروب والسياسات الخاطئة.

*********

شاعرعراقي يفوز بجائزة مصرية

بغداد – وكالات

أعلن “منتدى الشعر” المصري فوز الشاعر العراقي باسم فرات بالمركز الأول في مسابقة الشاعر حلمي سالم الشعرية لعام 2022، وذلك عن ديوانه الموسوم “مرح في الأساطير”.

وجرى اعتماد النتالئج من طرف رئيس لجنة التحكيم وأمين عام الجائزة المفكر نبيل عبد الفتاح.

وفاز بالمركز الثاني الشاعر المغربي عبد الرحيم الخصار عن ديوانه “العزلة فرد من العائلة”. فيما حصدت الشاعرة المصرية هدى عمران المركز الثالث عن ديوانها “القاهرة”.

وأشار تقرير لجنة التحكيم إلى أن فوز باسم فرات، جاء لكونه أثبت في ديوانه القدرة على “امتلاك خيال خلاق يقوم على أنسنة الأماكن، واستبصار هوية المكان واتساع الجغرافيا المكانية، ومزج المعنوي والحسي، واستحضار الأسلاف وتوظيف ثنائية الماضي والمستقبل”.

يشار إلى أن “مرح في الأساطير”، هو الديوان العاشر للشاعر باسم فرات.

وكان الشاعر فرات قد فاز بجوائز عدة، منها جائزة السلطان قابوس للثقافة والفنون والآداب في عُمان 2019، عن كتبه الخمسة الأولى في أدب الرحلات. كما فاز قبل ذلك بالجائزة الأولى في مسابقة ناجي جواد الساعاتي لأدب الرحلات 2015، عن كتابه “الحلم البوليفاري”، وقبلها بجائزة ابن بطوطة لأدب الرحلات في أبو ظبي 2013، عن كتابه “مسافر مقيم .. عامان في أعماق الاكوادور”.

*********

اليونسكو تباشر ترميم البيوت التراثية البصرية

بغداد – وكالات

أعلنت دائرة التحريات والتنقيبات في وزارة الثقافة، عن مباشرة منظمة اليونسكو بترميم البيوت التراثية في محافظة البصرة، وذلك ضمن مشروع إعادة إحياء مدينتي البصرة والموصل القديمتين، مبينة أن المشروع يتضمن أيضا ترميم أسيجة قناة العشار التي تمر عبر المنطقة التراثية.  وقال مدير عام الدائر علي شلغم في بيان صحفي، أنَّ وفداً من الهيأة العامة للآثار والتراث زار مفتشية آثار وتراث البصرة للاطلاع سير الأعمال التي تشرف عليها كوادر المفتشية، مؤكدا أن الوفد اطلع ميدانيا على تفاصيل أعمال المرحلة الأولى في البيوت التراثية المشمولة بالتأهيل.

وأعرب شلغم عن أمله في إنجاز المشروع وفق المواصفات المطلوبة، والوقت المحدد، بهدف حماية تلك المباني من الانهيار، واستغلالها الأمثل في المجالات الثقافية.

******

في «بيت المدى».. احتفاء بالقاص والناقد حسب الله يحيى

متابعة – طريق الشعب

احتفى “بيت المدى” للثقافة والإعلام في شارع المتنبي، صباح أول أمس الجمعة، بالقاص والناقد حسب الله يحيى وتجربته الإبداعية، بحضور جمع من المثقفين والأدباء والأكاديميين. أدار جلسة الاحتفاء د. أحمد حسين الظفيري، الذي قدم نبذة مختصرة عن المحتفى به وعن مواهبه المتعددة في مجال السرد والنقد والمسرح. وقال أن يحيى من مواليد مدينة الموصل. بدأ مسيرته المهنية أولا في قطاع التعليم، ثم زاول العمل الصحفي والأدبي منذ ستينيات القرن الماضي، ونشر العديد من القصص والمسرحيات والكتابات النقدية، معرجا على أبرز الصحف والمجلات التي عمل أو نشر فيها. المحتفى به، وفي معرض حديثه، قال: “أنا ابن ثلاثي الجهل والفقر والمرض. ومن هذا الثلاثي نشأت وكتبت، ولا زلت مستمرا في الكتابة”، مشيرا إلى أنه توجه إلى القصة القصيرة لأنه وجدها توفر فضاء للتعبير عن المعاناة التي عاشها منذ طفولته.

وتابع قوله، أن “رحلة المعاناة الطويلة التي عشتها طيلة 78 عاما، بدأت مكافأتها بالسجن ثم الغربة ثم البطالة، ومن هذه المحطات تعلمت أن أقرا وأقرأ وأقرا، ثم أكتب”.

بعدها تحدث عن تجربته مع الكتابة المسرحية، والتي بدأت من خلال قراءته النصوص المسرحية العالمية المترجمة، مبينا أنه “في مصر كانت تصدر سلسلات مسرحية مترجمة، فقرأتها أجمعها، لكنني صدمت بعد ذلك بالعروض المسرحية الهابطة في العراق مقارنة بالمسرح العالمي، وتحديدا في حقبتي الثمانينيات والتسعينيات”.

 ونوّه إلى أنه عندما انتقل إلى بغداد عام 1964 وجد تجارب مسرحية مهمة، مثل تجارب فرق “المسرح الفني الحديث” و”مسرح اليوم” و”مسرح 14 تموز”، حتى انهار المسرح في الثمانينيات مع بداية الحرب العراقية – الإيرانية، وتحول إلى مشاهد مضحكة هزلية، موضحا أنه “من هنا بدأت أتصدى لهذه المسرحيات الهابطة في مقالات نقدية”.

ولفت يحيى إلى أنه انتقل بعدها إلى دراسة مناهج المسرح المقررة في المعاهد والكليات العراقية، بشكل ذاتي، دون أن يدرس في هذه المؤسسات، ثم عيّن محاضرا في المسرح في معهد الفنون الجميلة ببغداد، دون أن يحمل شهادة أكاديمية في هذا التخصص.

وعن القصة القصيرة، ذكر انه كتب في زمن النظام الدكتاتوري، قصصا ينتقد فيها سياسة النظام، بشكل رمزي. وكان ينشرها في صحف ومجلات محلية وعربية، باسمه أحيانا، وباسم مستعار في أحيان أخرى.

وفي سياق الجلسة قدم عدد من الحاضرين مداخلات عن تجربة المحتفى به، كان أولهم د. عقيل مهدي، الذي أشار إلى بعض كتابات المحتفى به في الصحف والمجلات، ومؤلفاته المتعددة. أعقبه المخرج المسرحي د. حسين علي هارف، الذي قال: “أنا من جيل مسرحي تربى على كتابات النقاد، ومنهم الأستاذ حسب الله يحيى، إلى جانب الأساتذة الذين قاموا بتدريسنا المسرح”.

وأضاف أن المحتفى به كان حريصا على حضور جميع الأعمال المسرحية التي تعرض في بغداد، ليكتب عنها مقالات نقدية تتجاوز حدود نقد النص المسرحي، لتطال الديكور والتصميم وأداء الممثلين وغير ذلك من مستلزمات العرض.  

 وتحدث في الجلسة أيضا الروائي عباس لطيف، ذاكرا أن “التعددية في كتابات حسب الله، تشير إلى كائن معرفي مسكون بسؤال المعرفة، سواء في المسرح أم القصة أم الصحافة، وحتى في بيته. إذ أنتج لنا أبناء معرفيين مبدعين يقتفون أثر أباهم”.

كذلك تحدث في الجلسة كل من الناقد شكيب كاظم والمخرج المسرحي زهير البياتي، اللذين أشادا بتجارب المحتفى به في مجالات السرد والمسرح والصحافة.

يشار إلى أن جريدة “المدى” كرست العدد الأخير من ملحقها الموسوم “عراقيون”، لإلقاء الضوء على تجربة القاص والناقد حسب الله يحيى. وقد ضم العدد الذي صدر الكترونيا أمس الأول الجمعة، مجموعة مقالات تتناول تجربته إضافة إلى حوار صحفي مطوّل معه.