اخر الاخبار

الصفحة الأولى

دماء المنتفضين تلاحق المتنفذين.. فضائح بالصوت والصورة

بغداد ـ طريق الشعب

أثارت فضيحة الفيديو المسرب لوزير سابق، وهو يؤدي القسم أمام زعيم كتلة سياسية ويعده بالطاعة وتسخير الوزارة لخدمته، استياء شعبيا واسعا وتنديدات بالفساد الذي انتجته منظومة المحاصصة الطائفية.

وأعاد هذا الفيديو الفاضح إلى الأذهان ما تم نهبه طوال سنوات خلت من الرقابة، فضلا عن عدد الوزراء الذين قسموا بذات الطريقة لزعمائهم، ومثلهم آخرون ونواب ومسؤولون كبار تلوثت أيديهم بالفساد وحنثوا باليمين.

هذا ما قاله المنتفضون!

لم يمض سوى يومين على اجتماع الكتل المتنفذة داخل القصر الحكومي بالمنطقة الخضراء، وما أسفر عنه من نتائج وتوصيات مخيبة ومؤكدة أن لا حل يأتي من أطراف الأزمة، حتى انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي فيديو مخجل يظهر فيه وزير الصناعة السابق وهو يردد القسم لزعيم كتلة سياسية معروف، ويتعهد له بالطاعة وتنفيذ الأوامر داخل الوزارة وتحمّل كافة التبعات والمسؤوليات في حال خالف ذلك.

والمفارقة في الأمر، أن هذا الوزير “خدم” في الكابينة الوزارية التي استقالت على أثر مطالبات انتفاضة تشرين، بسبب الفساد وغياب الخدمات، بينما لم يحصد المنتفضون سوى الرصاص الحي والموت والتعذيب والترهيب، وبقي الفاسدون والقتلة محصنين وآمنين.

ومما ظهر في الفيديو، فإن الوزير كان على دراية تامة بالتصوير، وكان يردد “القسم” وينظر إلى الكاميرا، وهذا ما ناقشه مدونون وناشطون على نطاق واسع، وقالوا أن طريقة التسجيل تنبئ بأن الأمر معتاد عليه لدى بعض المسؤولين، ويبدو كأنه ثقافة متداولة بين أوساط المتنفذين والفاسدين.

وخلال دقائق من هذه الفضيحة، تداول ناشطون صورة لمحافظ صلاح الدين السابق، يظهر فيها جالسا بنفس مكان الوزير، ويؤدي القسم ذاته لكن نصيب الوزير كان أكبر لأن الفيديو أظهر كل التفاصيل بالصورة والصوت.

وبحسب الدستور فإن نص القسم يقول فيه الوزير: “أقسم بالله العلي العظيم أن أؤدي مهماتي ومسؤولياتي القانونية بتفانٍ وإخلاص وأن أحافظ على استقلال العراق وسيادته ...،”، وهو ما خالفه الوزير السابق وظهر وهو يقسم قائلا: “أتعهد بوضع وزارة الصناعة تحت إشارة (الزعيم السياسي) وعدم مخالفة توجيهاته، فضلاً عن تحملي لكل التبعات التي قد تحدث في حال نكثي لليمين”.

تفشي الفساد

وقبل خمسة أيام، أصدرت هيئة النزاهة تقريرا مفصلا عن مجمل عملياتها التي قامت بها خلال السنة الماضية 2021.

وقال التقرير أن عدد البلاغات والإخبارات والقضايا الجزائية التي نظرت فيها الهيئة بلغ 37166. وضمن هذا العدد الكبير، بلغ عدد المتهمين 11659 متهماً، وجهت إليهم 15290 تهمة، بينهم 54 وزيراً ومن بدرجته، وجهت إليهم 101 تهمة، و422 متهماً من ذوي الدرجات الخاصة والمديرين العامِّين ومن بدرجتهم وجهت إليهم 712 تهمة.

أن هذه الأرقام الكبيرة لعدد المسؤولين الكبار دعت المجتمع المدني والقوى الديمقراطية والمدنية وغيرهم من المناوئين للمحاصصة والفساد، أن يتساءلوا عن دور الادعاء العام وصمته ازاء الخراب الكبير والنهب الهائل لثروات البلد. كما أن المسؤولية موصولة إلى اللجان النيابية والحكومية ذات العلاقة، والمعنيين بالأمر.

وقال مراقبون إن الفساد يجب أن يواجه بإصرار وعزيمة وطنية تدعو لفتح ملفاته ومكاشفة الشعب بخصوصها وكسر جدار الحصانة والافلات من العقاب الذي أصبح سمة أساسية من سمات هذا النظام.

وأضاف المراقبون، ان ما جرى توثيقه مؤخرا عبر الكاميرات وأجهزة التسجيل والتنصت وغيرها، من مقاطع والتي تمثل إدانة لمسؤولين كبار وقيادات سياسية، الى جانب رسالة استقالة وزير المالية أخيرا، تستدعي إبعادهم عن المشاركة في الانتخابات، بل وملاحقتهم قانونيا.

وتذّكر فضيحة الوزير المدوية بالكثير من المسؤولين والوزراء الذين تورطوا بالفساد، في وقت تتصارع فيه الكتل السياسية المتنفذة على السلطة، وما زالت تدعو إلى “حوارات” للاتفاق في ما بينها، ولا تتحدث أبدا عن هذا الفساد والخراب الذي حلّ بالبلد والمواطنين، وأصبحت تداعياته تنذر بالخطر الكبير.

***********

كتب المحرر السياسي.. يتشبثون بالسلطة ويعرقلون التغيير

انطلق ما سمي بالحوار الوطني صباح 17 آب الجاري في القصر الحكومي ببغداد، بعد مرور 10 أشهر على اجراء الانتخابات المبكرة، ووسط استمرار عجز مجلس النواب عن عقد جلسة لانتخاب رئيس الجمهورية.

وقد سبق لأطراف هذا “الحوار” ان اجتمعت في مناسبات مختلفة، وكتبت مواثيق شرف ووقعت على اتفاقات، لكنها سرعان ما تراجعت عنها مع اول ضغط جماهيري، او في لحظة أي خلاف ينشب بينها على هذا المنصب او ذاك او حول تمرير أي قانون مختلف عليه. وهذا يبيّن أن حواراتهم ليست للشعب، وان همّهم الأوحد هو البقاء في السلطة والتشبث بها.

من الواضح أن الحاضرين في الاجتماع أعلاه مثّلوا كتلاً متنفذة تجهد لإيجاد حلول مؤقتة، وبتعبير آخر تسعى مجددا لتأجيل الصراع، ما يعني استفحال الأزمة على الصعد المختلفة.

فقد غابت عن هذا الحوار جهات عديدة، بينها التيار الصدري صاحب المقاعد الأكثر عدداً في مجلس النواب قبل انسحابه، كذلك ممثلو القوى المدنية والديمقراطية وقوى الاحتجاجات التشرينية وممثلو النقابات والاتحادات والشخصيات والشرائح الاجتماعية المختلفة. وهذا يعني ان الحوار جرى بين اطراف جهة واحدة فقط، دون غيرها.

لهذا جاءت نتائج الحوار في حدود ما هو متوقع: طلب التهدئة، واستمرار الحوار، مع إمكانية حل مجلس النواب واجراء انتخابات مبكرة. ولم يتطرق اللقاء الى الآلية والأسلوب والضمانات الحقيقية لإجراء الانتخابات، بعيداً عن إعادة انتاج أنفسهم ومنهجهم في الحكم وإدارة الدولة مرة أخرى. ويبدو أيضا ان الحضور المتنفذ لم يكن يريد الحديث، مجرد الحديث ولو من باب التورية، عن استحقاقات أخرى مثل ملفات الفساد والكشف عن قتلة المتظاهرين والنشطاء والمغيبين، وتحسين أوضاع الناس والخدمات العامة، وانتهاج سياسة اقتصادية تنموية توظف على نحو سليم موارد البلد المالية المتزايدة.

والامر ليس مستغربا على الاطلاق، لأن القائمين على الحكم لا يفكرون بغير “إدامة وجودهم بالسلطة”.

إن أية حلول للأزمة لا تنطلق من طبيعة الازمة واسبابها، ولا من التوجه الجاد الى تفكيكها ووضع الحلول لها والاستعداد لاقران القول بالفعل، لن تؤدي مطلقاً الى الاستقرار، بل بالعكس ستقود الى المزيد من المشاكل المستعصية.

الا إنّ جماهير شعبنا الرافضة لمنظومة المحاصصة والفساد والسلاح المنفلت، والرافعة لواء الاحتجاج والانتفاضة، تريد حلولا للأزمة التي تطحنهم بتداعياتها كلَّ يوم، حلولا ومداخل تفتح طرقا للتغيير الشامل، الذي من دونه لن تستقر الأوضاع ولن تقبل غالبية العراقيين بسواه.

*******

راصد الطريق.. مزاد «سرقة أموال الشعب» ! 

من جديد عادت الأضواء تُسلط على مزاد العملة، الذي زادت مبيعات البنك المركزي فيه على 250 مليون دولار يوميا.

فاين تذهب هذه الأموال؟ من يشتريها، ولمن الحصة الأكبر؟ وهل تتساوى فيها فرص 72 مصرفا مسجلا لدى البنك؟ 

كثيرا ما قيل انها لتغطية كلف الاستيراد الخارجي، لكن قيم الواردات الداخلة نظاميا حسب المعطيات الرسمية، تقل كثيرا عن المفترض دخوله نسبة الى حجم الأموال المباعة في المزاد.

وهذا يعني ببساطة ان تسرب أموال البلد مستمر بطرق مختلفة، لتستخدم لغير أهدافها المعلنة.

وهناك إشارات الى ان البنك المركزي لم يعد يعلن ما يحصل عليه كل مصرف من أموال المزاد، التي يبدو انه فيها على درجة كبيرة من السخاء تجاه مصارف بعينها دون غيرها. 

والغريب ان أموال المزاد اليومية كانت قبل تغيير سعر صرف الدينار حوالي 180 مليون دولار فقط، وكان يقال وقتها ان احد أهداف تغيير السعر هو الحد من تهريب العملة!

هذه المعطيات وغيرها ماثلة اليوم امام القضاء وإدارة البنك المركزي والحكومة، فهل من اجراء؟

*******

الصفحة الثانية

نائب رئيس البرلمان: عقد أي جلسة «حالياً» سيزيد احتمالات التصادم وتأزيم الأوضاع

اربيل - وكالات

نفى نائب رئيس مجلس النواب، شاخوان عبد الله، امس السبت، تلقي رئاسة البرلمان أي طلب لعقد جلسة لمجلس النواب في أربيل، مشيراً إلى أن عقد أي جلسة للبرلمان في الوقت الراهن سيتسبب بتأزيم الأوضاع وتعقيد المشهد السياسي.

وقال عبد الله في تصريح لموقع الحزب الديمقراطي الكردستاني ونشر في وكالات الانباء، إن “الاعتصامات متواصلة في مجلس النواب العراقي، لذا لا نريد عقد أي جلسة للبرلمان حالياً، لأن عقدها سيزيد احتمالات التصادم والمزيد من تعقد الأوضاع”.

وأضاف انه “لم تتلق هيئة رئاسة البرلمان أي طلب رسمي بعقد جلسة للبرلمان في أربيل”، لافتاً إلى تعليق عمل البرلمان وانتظار تهدئة الأوضاع من الناحية السياسية.

وأوضح انه “لا بد من اقتناع الصدريين، لأنه إذا لم تتم معالجة الأمر من الناحية السياسية فإن أي حلول تُطرَح ستكون مؤقتة ولن تنجح في إنهاء التوترات”

وبين شاخوان انه “إذا ما توصلت الأطراف السياسية إلى اتفاق، فإن جلسة البرلمان ستعقد في بغداد”.

تصريح صحفي صادر عن اجتماع قوى التغيير الديمقراطية

في ظل الازمة السياسية العميقة التي يمر بها العراق، وما تضعه القوى الماسكة بالسلطة   من مصدات تحول دون الوصول الى حل حقيقي لتصحيح المسار، اجتمعت قوى التغيير الديمقراطية مساء يوم امس  الاربعاء  المصادف 17 / 8 / 2022 في العاصمة بغداد، وتداولت باجتماعها تطورات الساحة السياسية وتداعياتها وأكدت على ما جاء في بيانها بتاريخ 3 / 8/ 2022، الذي دعا الى حكومة مقبولة شعبياً و حل البرلمان و طالب بانتخابات مبكرة حرة ونزيهة، تحقق التمثيل العادل لارادة العراقيين، ان الازمة لا تحل الا بتحديد مسار ديمقراطي يحقق تطلعات الشعب العراقي الى التغيير، عبر الاستمرار في العمل على تنسيق المواقف الوطنية مع القوى الوطنية و النقابات و المنظمات و المثقفين و الناشطين و الشخصيات الفاعلة و تقديم رؤية محددة و خارطة طريق لانجاز التغيير .

و اكدت القوى؛ على أهمية حفظ السلم الاهلي، وبينت موقفها من دعوات الحوار الذي يجب ان يكون وطنياً حقيقيا، ويستند الى ارادة حقيقية ساعية للتغيير المنشود، وفق مسار ديمقراطي يحقق تطلعات ابناء شعبنا.

كما شددت قوى التغيير على ان صناعة البديل السياسي الناجح، يستدعي الانفتاح على القوى الوطنية الديمقراطية كافة الراغبة بالتغيير، من اجل صناعة بديل يرتكز على مبادىء الديمقراطية والمواطنة والعدالة الاجتماعية.

قوى التغيير الديمقراطية الموقعة على التصريح الصحفي …

١- الحزب الشيوعي العراقي.

٢- حركة نازل اخذ حقي الديمقراطية.

٣-تيار الوعد العراقي

٤- التيار الاجتماعي الديمقراطي

٥-حراك البيت العراقي

٦-الجبهة الفيلية

٧-المجلس التشاوري

٨-حركة تشرين الديمقراطية

٩-التيار الديمقراطي

**************************

في الديوانية.. قوى التغيير: انتخابات مبكرة وتنفيذ قانون الأحزاب

الديوانية ـ طريق الشعب

عقدت قوى التغيير الديمقراطية في المحافظة يوم الاربعاء الماضي، لقاء موسعاً في مقر الحزب الشيوعي العراقي بالديوانية.

وفي بلاغ صادر عن الاجتماع، اكد المجتمعون انه مع اشتداد وتصاعد الأزمة السياسية، وعجز القوى المتنفذة عن ايجاد مخرج للاستعصاء السياسي الذي استمر عشرة أشهر، ولا حلول تلوح في الافق، وبعد مناقشات مستفيضة عن تجربة حراكنا الجماهيري في المرحلة السابقة، وبحث نواقص تلك التجربة، توصلت القوى المجتمعة الى تشكيل هيئة تنسيقية لإدارة نشاطها اللاحق.

واكد البلاغ على دعوة القوى المدنية والنقابات والاتحادات والشخصيات المستقلة لتوحيد جهودها في الحركة الاحتجاجية المتصاعدة.

كما ركز المجتمعون على اهم المشاكل التي تمر بها المحافظة، وضرورة العمل على تذليل هموم الناس فيها، والسعي لتحقيق مطالبهم المشروعة، وبحثت القوى المجتمعة الموقف من القضايا المركزية واتفقوا على العمل معاً على تشكيل حكومة مستقلة مؤقتة يقع على عاتقها التحضير لانتخابات مبكرة بإشراف اممي، يسبقها العمل على سن قانون انتخابي جديد واختيار مفوضية جديدة وتفعيل قانون الاحزاب ومعالجة ملف الفساد والكشف عن قتلة المتظاهرين.

ووقع على البيان كل من: التيار الديمقراطي، الحزب الشيوعي العراقي، البيت الوطني، حركة نازل آخذ حقي، وعدد من الشخصيات السياسية المستقلة، وناشطين في الحراك الاحتجاجي.

****************************

اهالي النهروان: المعالجات اهالي النهروان: المعالجات ترقيعية مناطق بلا ماء ولا كهرباء.. كيف تعيش الناس؟

بغداد ـ محمد التميمي

لا تزال أزمات المياه والكهرباء تؤرق المواطن في عموم مناطق البلاد، وسط لهيب الصيف الحارق، وكأن هذه الازمات أصبحت حلولها عصية، وفي ذات الوقت يستمر عدم الاستقرار والانقطاع في التيار الكهربائي، ولأسباب مختلفة كما عزتها وزارة الكهرباء، فيما لا يزال الفلاحون يشكون أزمة المياه الخطرة.

“نريد حلاً”

وعن انقطاع التيار الكهربائي شكا الشاب غيث حمدان الذي يسكن في القرية 10 التابعة لقضاء المدائن، من “الانقطاع المستمر في التيار الكهربائي منذ حوالي ثلاثة شهور، علما ان برنامج التشغيل الوطني محدد بساعتين لكل من الإطفاء والتشغيل، لكن في ساعات التشغيل تكون الكهرباء غير مستقرة، وتشهد انقطاعات”.

وأضاف في حديثه لـ “طريق الشعب”، أن “أهالي المنطقة نظموا أكثر من تظاهرة احتجاجية، وبعد ان يعود التيار الكهربائي للاستقرار، ترجع أزمة عدم الاستقرار أيضا، وبسبب فشل هذه المحاولات توجه أهالي القرية الى ممثليهم في البرلمان لإيجاد حل للمعضلة”.

 وأوضح المتحدث انه “بعد نصب المحولة المتنقلة الجديدة استقرت الكهرباء في القرية لمدة ثلاثة أيام، وفيما بعد احتج بسبب ذلك أصحاب المولدات الاهلية، وتظاهروا امام أبواب المحطة”.

وعن سبب احتجاج أصحاب المولدات قال ان “استقرار التيار الكهربائي، يقابله فقدان المشتركين بالخط الذهبي او مع صاحب المولدة بالخط لاعتيادي، وكانت الذريعة بان الكهرباء غير مستقرة وطالبوا بتبديل كادر المحطة، وبعد انتهاء الاحتجاج تدهورت وضعية الكهرباء كما في السابق علماً بان المحولة قادرة على امداد المنطقة بالطاقة”.

ويعتقد الشاب ان هناك “أشخاصا مستفيدين من عدم استقرار التيار الكهربائي، وانا احمل أصحاب المولدات الاهلية مسؤولية ما يحدث فمن غير المعقول ان الكهرباء المستقرة، تتراجع فجأة بعد احتجاج أصحاب المولدات الاهلية”.

وفي ختام حديثه، طالب المواطن “بإيجاد حل لازمة الكهرباء التي نعاني منها، وتحسينها حالنا حال المناطق المجاورة لنا مثل مجمع الاحسان ومنطقة الدوانم القريبة من شقق مدينة بسماية، كذلك النهروان والمدائن وجسر ديالى والكرغولية”.

يحفرون الآبار

ولا تتوقف مشاكل منطقة القرية رقم 10 عند هذا الحد، والى جانب ازمة الكهرباء يعانون من انقطاع في المياه.

وقال المواطن سيف محمد مناشدا “نعاني من انقطاع المياه المتكرر، فقد تمر علينا أيام والماء لا يزور منازلنا، وهو بطبيعته غير صالح للشرب، وفي ما يخص أراضينا الزراعية هي الأخرى تضررت نتيجة انقطاع المياه”.

واسترسل قائلا لـ”طريق الشعب”، ان “هناك مشروع ري حكوميا يسمى مشروع الكرغولية، وهذا المشروع يقع على امتداد نهر ديالى نحو الأراضي الزراعية، ويمر بعدة مناطق الا انه يتعرض للتخريب بشكل مستمر ومتواصل”.

وأضاف أنه “تسبب تخريب هذا المشروع بغرق للمحاصيل الزراعية لبعض المناطق، وعلى أثر ذلك تم قطع المياه لغرض الصيانة، وهذا يتكرر ما جعلنا نعتاد على ذلك، إذ دائماً ما تقوم الجهات المعنية بصيانته لكن بشكل ترقيعي”.

ولفت الى انه “مع كل عملية صيانة يتم قطع المياه، وهذا القطع في مياه المشروع يؤثر على الفلاحين وأرزاقهم؛ فاغلب المزارعين اليوم باتوا يلجؤون الى حفر الابار بسبب عدم وجود بدائل وللحفاظ على أراضيهم ومحصولهم الزراعي من الموت، وفي ذات الوقت الذي تحفر فيه الابار لا يوجد أيضا تيار كهربائي”.

وتابع قائلا ان “أزمة المياه باتت تؤرقنا فمشروع الكرغولية لوحده غير كاف، وفي ذات الوقت لا بديل لهذا المشروع المائي، إنما هو الوحيد الذي يغذي المبازل التي تروي أراضينا، ونحن المتضررون الوحيدون من ذلك”.

وخلص الى القول: “أعتقد ان الأزمة لم تعد متعلقة بالمياه فقط، فالأزمات تعصف بالبلاد من كل حدب وصوب، وفي كل قطاع هناك أزمة وفي المقابل لا توجد أية حلول، وفي الواقع فان كل الازمات التي تحدث اليوم تتحملها الطبقة السياسية التي فشلت في كل شيء حتى في إيصال المياه للمنازل”.

***********************************

اضاءة.. عن أي حوار تتحدثون؟!

محمد عبد الرحمن

لم يعد بمقدور الحلول الترقيعية معالجة الجروح العميقة والمشاكل الصعبة وحالة الانسداد السياسي والاحتقان الاجتماعي، دع عنك المشاكل الاقتصادية المتراكمة وتفشي الفساد وتعدد مظاهره. الفساد الذي غدا ظاهرة  سياسية – اقتصادية – اجتماعية، ظلت تتفاقم باستمرار حتى بلغت مديات خطرة جدا، وهي الآن تبدو خارج السيطرة جراء ضعف الدولة وهيئاتها المتخصصة، وحالة التشابك في المصالح للفاسدين مع قوى متنفذة في مؤسسات الدولة وخارجها، فيما تتدهور الحياة الاقتصادية والمعيشية لملايين المواطنين وتسوء الخدمات العامة وتتغوّل الجماعات المسلحة الخارجة عن القانون والمتمردة على الدولة، ويتعمق الفرز الاجتماعي وتزداد الهوة بين فئة متنفذة تحتكر السلطة والمال والاعلام والسلاح وتتمتع بمزايا ذلك.

وتتعمق كل يوم حالة عدم الثقة  بين عموم المواطنين من جهة والقوى الحاكمة التي تتشبث بنهج المحاصصة الحاضن للفساد والفوضى وحالة اللادولة ، والتي تسعى الى إدامة هذا النهج الفاشل من اجل تقاسم النفوذ ومغانم السلطة تحت عناوين تمثيل المكون الطائفي او القومي الذي اختُزل الى تمثيل أحزاب وقوى واشخاص. كما انها مستعدة تماما في الوقت نفسه للتماهي، من اجل مصالحها ونفوذها،  مع قوى خارجية على حساب مصالح الوطن والشعب والقرار الوطني المستقل . 

هذه هي أسباب الازمة الشاملة التي يعيش تداعياتها المواطن العراقي، وهي أساس السخط والتذمر المتسعين، وحالة الرفض والاحتجاج المتواصلة بسبب استمرار دوافعها واخطاء وخطايا المتنفذين، وعجز القوى المهيمنة عن إيجاد مخارج وحلول ، وهي غير القادرة على ذلك اصلا بحكم طبيعتها وتفضيلها لمصالحها .

امام هذه اللوحة الآخذة بالتعقد يوما بعد اخر، لا يكمن الحل في اجراء هذا اللقاء او ذاك وهذا الاجتماع او غيره ، مهما خلصت نوايا الداعين اليه. فحالة الاستعصاء تجاوزت ذلك كثيرا ودخلت منعطفات خطرة، خصوصا وان المواطنين العراقيين لا يرجون خيرا من أي لقاء للقوى التي جُربت سابقا وعُرفت حقيقتها، واشتهرت بطأطأة رؤوسها حتى تمر العاصفة، ثم سرعان ما تعود حليمة الى عادتها القيمة، غير مكترثين بكل الوعود والتعهدات التي اطلقوها وكتبوها ووقعوا عليها.

الازمة المركبة الراهنة لا ينفع معها تبويس اللحى والكلام المعسول واغداق الوعود  والادعاء بالحفاظ على هيبة الدولة، ولا ما يسمي بـ “الحوار الوطني” وهو في حقيقته  لقاء اعتيادي من لقاءات الرئاسات مع كتل سياسية، وقد عقد مثلها العشرات، ولا تجدي معها نفعا الاستعانة بممثلة الأمم المتحدة، ولا بالدول الخارجية. فالحل يتمثل أولا وقبل كل شيء في الاستجابة السريعة لارادة المواطنين الرافضين بأغلبية واضحة، لمنظومة المحاصصة والفساد والسلاح المنفلت بقضّها وقضيضها

ان حلول التراضي والعودة بالناس والبلد الى المنهج الفاشل ذاته، لا تعني الا الهروب الى امام من استحقاقات راهنة، والا تدوير الازمة واسبابها ، ما يعني المزيد والمزيد من الازمات، وتأخر البلد وتخلفه وضياع  المال والوقت والجهد والفرص، بجانب المزيد من الفقر والجوع والمرض والبطالة.

ان المطلوب اليوم بالحاح هو تدشين طريق التغيير المنشود، والا فالاوضاع مفتوحة على الاحتمالات كلها.

*************************

الصفحة الثالثة

في استطلاع موسع لـ”طريق الشعب”: حوار القصر الحكومي.. مناورات سياسية للحفاظ على الكراسيبغداد ـ طرق الشعب

تواصل “طريق الشعب” تسليط الضوء على نبض الشارع فيما يخص الظروف السياسية الراهنة، عبر استطلاعاتها الميدانية الواسعة التي تجريها مجموعة مراسليها في مختلف محافظات البلاد، للتعرف الى آراء الناس بشأن ما يجري من حراك لمختلف القوى، وما هي رؤية المواطنين وطروحاتهم التي يعتقدون بأهميتها لتجاوز العقبة الكأداء التي صنعتها منظومة المحاصصة والفساد، وها هي تحاول التشبث بالسلطة بأية وسيلة.  

ونقل مراسلونا في تقريرنا الآتي آراء عدد من المواطنين في بغداد وعدد من المحافظات، في ما يتعلق بالحوار الذي دعت اليه حكومة تصريف الاعمال اليومية. وقد أجمعت غالبية تلك الآراء على أنه لا فائدة من حوارات كهذه، كونها تجري بين اطراف الأزمة، ونبه كثير من الناس الى ان الحوارات تكررت، لكن النتائج لم تغادر صالح القوى المتنفذة فحسب!

بغداد.. اراء مختلفة

وفي مدينة الصدر (الثورة) يقول مراسلنا محمد قاسم عناد، ان آراء الناس متباينة؛ فمنهم من يريد ان تحل الازمة سريعاً كونها تؤثر على حياتهم المعيشية، فيما يرى اخرون ضرورة ان يستمر الحراك الضاغط من اجل التغيير.

ويقول المواطن عباس سعد عبد الحمزة (كاسب): “نريد ان تحل الازمة بأي طريقة، لان أعمالنا توقفت. نحن نرحب باي حل يخلصنا من هذا الركود الاقتصادي”.

ويشاطره الرأي المواطن محمد عبد الرضا (صاحب محل للتسوق)، “بالدعوة الى التهدئة، حتى لا تتطور الأمور وتصل الى مرحلة قد يصعب التراجع عنها، ويمكن ان تحدث ما لا تحمد عقباه، وهنا لن ينجو منها احد”، حسب قوله.

الإعلامي علي عادل يقول لمراسل “طريق الشعب”، ان “الحوار بين هذه الطغمة الفاسدة لا فائدة منه سوى إعادة إنتاج نفس منظومة الحكم التي فشلت في تحقيق أي إنجاز يذكر”.

ويختلف عنه في ذلك ناجي عبد الحسين وهو مدرس لغة عربية، ويتحدث عن أهمية الحوار بين القوى السياسية ومعها القوى الوطنية والشعبية المؤثرة، بشرط ان ينتج عن الحوار قرارات ملزمة، وان تكون هناك جهات ضامنة لهذه المقررات، التي تخرج عن هذا الحوار.

وفي مناطق الاعظمية وحي اور والبنوك، تجول مراسلا “طريق الشعب” وهما طيبة سعد عبد الكريم ورعد رمزي إسماعيل، لتوجيه بعض الأسئلة لمواطني تلك المناطق عن الدعوات للحوار الوطني.

ونقل مراسلانا عن ابو سجاد (بائع جوال في تقاطع البنوك)، قوله: “الشعب جوعان واغلب الناس مرضى. لا كهرباء، لا ماء. العيشة صعبة بالكاد نحصل على قوت يومنا، بينما قوى المحاصصة والفساد، صدعوا رؤوسنا بالتصريحات والبيانات”.

ويفترض أبو سجاد ان “يجري استفتاء للشعب: هل انه راض عن هذه الحكومة ومجلس النواب ام لا؟”.

“نحن لا نرحب ولا نقتنع باية مبادرات للحوار لأنها لا تجدي نفعا وفي ظل هذه الظروف المأساوية لا حل الا في خروجهم من البرلمان”، هذا ما قالته المواطنة الاء جابر (ربة بيت)، وتشاطرها الرأي المواطنة رجاء عباس عنبر (تعمل في مجال التسويق) التي تقول: “نحن لا نثق باية بوادر للحوار، ان حل هذه الازمة مرهون بالتظاهر، حتى نتخلص من هذه الأحزاب المهيمنة على البلد”.

فيما يؤكد المواطن محمد جواد ياسين (متقاعد)، أهمية تشجيع مبادرة الحوار لتخفيف التصعيد واحتواء الموقف المحتدم.

ويضيف أن “الأحداث دقت ناقوس الخطر بالنسبة للسلم الأهلي، وهددت بدفعه لحافة الهاوية إذا ما استمر الطرفان في التشبث بموقفهما دون تنازل”.

ومن جانب الكرخ، نقل مراسلنا مهدي العيسى عن المواطنين طروحات لم تكن لتختلف عما قيل في جانب الرصافة.

المواطن كرار الكعبي من منطقة التراث، لا يتوقع ان يفضي الحوار عن نتائج. ويقول: ان “المتظاهرين من التيار الصدري والمدنيين وشباب تشرين مصرون على حل البرلمان واجراء انتخابات مبكرة وانهاء نهج المحاصصة. بينما الطرف الاخر يريد تشكيل حكومة توافقية ولذلك اني اعتقد ان الوضع مفتوح على كافة الاحتمالات”.

بينما يصر المواطن طالب سليم (متقاعد) من منطقة الدورة على عدم امكانية ايجاد حل للأزمة: “ان القوى السياسية متمسكة بمطالبها. هذا يريد انتخابات دون تعديل القانون، والآخرون متمسكون بتشكيل حكومة توافقية!”.

بينما يرى المحامي ابو فراس، من حي الجهاد بان “الذهاب الى انتخابات مبكرة هو الحل الوحيد ولكن بشرط ان يتم تعديل قانون الانتخابات بالشكل الذي يكون فيه الجميع ممثلا بالبرلمان، وتغيير مفوضية الانتخابات وتعديل بعض فقرات الدستور”.

كركوك والتغيير الشامل

وينقل مراسلنا علي حسين عن المواطنين في محافظة كركوك آراء كثيرة، من بينها ما قاله فارس محمود 40 سنة (موظف حكومي): ان “الدعوة الاخيرة للحوار ربما تفلح في فتح كوة في جدار ازمة الانسداد السياسي العميقة منذ اجراء الانتخابات، كون الازمة باتت تنذر بالصدام المباشر بين الجهات السياسية المتنافسة”.

فيما يرى شيخ احمد البرزنجي (استاذ في جامعة القلم/ كلية القانون): ان محاولة الحوار في القصر الحكومي كانت استشرافية فقط، بعد فشل المبادرات السياسية.

ويضيف “لم يعد يحظى أي طرف سياسي بالمقبولية، لدرجة تخوله طرح مبادرة حل لذا جاءت محاولة الكاظمي لجس النبض”.

الناشط المدني مصطفى محمود 31 سنة، يقول: “علينا تغيير كل شيء فيما يخص العملية الانتخابية القادمة، بدءا من قانون الانتخابات وتقسيمات الدوائر وتوزيع المقاعد والحصص، وصولا لتوقيت إجرائها كون مزاج الناخب يختلف في الربيع عنه في الصيف وهكذا”.

ويضيف ان “مصير أية انتخابات تجري دون إحداث مثل هذه التغييرات الجوهرية، لن تكون بأفضل حال عن مصير انتخابات 2021”.

البصرة لا تؤمن بحوارهم

وفي البصرة، يتحدث المواطنون هناك عن عدم جدوى أي حوار، لأن مخرجاته ستكون كما في السابق لصالح القوى المتنفذة.

وبحسب مراسلنا باسم محمد، فإن غالبية البصريين المستطلعة آراؤهم كانوا غير راضين عن حوار القصر الحكومي.

عائدة مطشر (موظفة جامعية متقاعدة) تقول: “لا أمل في أية حوارات تجري الآن وفي الأيام المقبلة لأن المتحاورين ذاتهم حكموا العراق منذ 2003 وحتى اليوم، وهم من أوصلوا البلد لهذه الحالة فهل نترجى منهم أملاً بحل لمشاكلنا التي هي من صنعهم؟”.

ويطرح المهندس علي الزبيدي وجهة نظره بان اجتماع القصر الحكومي لم يحضره التيار الصدري الذي يشكل الآن طيفاً واسعاً في العمل السياسي، الأمر الذي جعل هذا الاجتماع غير مجد.

فيما يقول الصحفي بهاء مانع شياع: “لا يمكن أن نتأمل خيراً من هكذا اجتماعات وحوارات تقوم بها جهات استمرأت الكذب على المواطنين طيلة 19 عاماً من السلطة”.

ويضيف “لنراجع تاريخ هذه الجهات ونحسب ماذا قدمت للمواطن العراقي، وفي أي ملف نجحت؟ ستجد النتيجة سلبية تماماً، وكما يقول المثل الشعبي (ما نترجى من بارح مطر)”.

الناصرية تريد حلاً للأزمة

مراسل “طريق الشعب” في الناصرية باسم صاحب استطلع اراء المواطنين حول جلسة الحوار، فكانت اغلب إجاباتهم بأنه “ليس حلاً للازمة”.

ويرى المواطن المتقاعد عباس حسين، ان “القوى المتحاورة هي نفس القوى التي تحكم، وبالتالي ستصب مخرجات حوارهم في كيفية البقاء في المناصب وتقاسم المغانم واستمرار التوافق.

ويضيف، ان “هذه القوى لا عهد لها، ويجب الخلاص منها بأسرع وقت”.

ويجزم الشاعر سمير السلمان، بأن “هذه الحوارات لا تخرج بحلول مناسبة حيث ان الطرفين ينتميان لنفس المنظومة الحاكمة”.

اما الناشط في منظمة تموز للتنمية الاجتماعية رزاق عبيد، فيعتقد ان “دعوات الحوار هي مضيعة للوقت، كونه يجري بين اتجاهين لكتلتين.

ويتساءل: “اين رأي مجموع الناس الآخرين؟”، وتابع “لذا لن تخرج هذه الحوارات بحلول مناسبة، اذاً فالحل هو ان تشرك الآخرين بحواراتك للخروج من الأزمة والشعب هو صاحب القرار الشرعي”.

الديوانية غير راضية أيضا

المكتب الإعلامي للحزب الشيوعي العراقي في الديوانية، استطلع اراء عدد كبير من المواطنين، وننقل جانبا من تلك الحوارات:

الدكتور رحمن رباط (تدريسي في كلية الآداب جامعة القادسية) قال: “متى ما كان الحوار من اجل العراق فسوف تحل كل المشاكل، ومع العكس فأننا سندخل في دوامة لا يمكن الخروج منها خاصة مع وضع سياسي مضطرب ومتنوع المشارب مثل العراق؛ حيث تتضارب فيه الرؤى والمنطلقات الفكرية والايديولوجية”.

فيما يؤيد رئيس غرفة تجارة الديوانية حامد الليثي الحوار السياسي، بشرط وجود النوايا الصادقة، مؤكداً ان “المشاحنات والاتهامات واستخدام السلاح لم ولن يحل المشكلة بل يزيد من الفجوات بين الشعب الواحد واهم عنصر في النوايا هو حضور مصلحة الشعب في جدول الحوارات”.

الشاعر والصحفي محمد الفرطوسي يصف الحوارات الأخيرة بـ”العرجاء” بسبب غياب التيار الصدري عنها.

ويضيف، انه “يجب جلوس كل الفرقاء، لأن غياب احدهم يغيب مبرر الحوار، ولا يعدو ذلك سوى اصدار بيانات على الورق ليس الا”.

بابل تلعن التشبث بالسلطة

يقول مراسلنا في بابل محمد محي الدين، ان المواطنين الذين جرى استطلع آراءهم، يرون انه لا فائدة من الحوار لغياب الجدية بين الكتل، وهي تسعى لمصالحها فقط.

ويقول المواطن اسماعيل محمد يسكن في شارع ٦٠: ان “هذه القوى تحاول التشبث بالسلطة والحفاظ على مكاسبها وامتيازاتها وهي لديها ارتباطات خارجية، التي تفرض عليها ما يتعارض ومصلحة الوطن والمواطن”.

واكد المواطن لفتة عبد النبي يسكن الحي العسكري، ان حوارات الكتل السياسية المتنفذة لا تتعدى الحديث عن تقاسم السلطة، فهم يعيشون في واد آخر، وارى ان اي حوار لا يجدي في ظل التشبث بالمواقف والاصرار على السير بذات الاتجاه الخاطئ.

ويتساءل المواطن حسن حمزة من حي نادر عن استثناء النواب المستقلين من الحوارات الجارية كونهم يشكلون نسبة مؤثرة في البرلمان؟ ولماذا يترك الحوار لذات القوى التي لم تتفق يوما على مشروع وطني يسير بالبلاد في طريق الخير والتقدم، ام ان اخر الدواء الكي؟

ويضيف أن “العملية السياسية ثبت فشلها بفعل المحاصصة التي تحاول القوى السياسية عدم الخروج منها”.

وتابع ان “الحل يكمن في إجراء انتخابات مبكرة بمفوضية نزيهة وقانون انتخابات عادل واشراف اممي وعدم اشراك الفاسدين ممن لديهم دعاوى او جماعات مسلحة”.

واسط.. مناورة سياسية

ونقل مراسل لـ”طريق الشعب” في واسط علي جبار، اراء المواطنين الذين يؤمنون بالطريق الاحتجاجي كسبيل لحل الازمات، والتخلص من الأحزاب المتنفذة التي انهكت البلاد والعباد طوال عقدين من الزمن.

الناشط حسين الزركاني ٣٨ عاما (موظف في دائرة الشباب والرياضة)، يقول: “منذ عام ٢٠١١ ونحن بالخط الاحتجاجي، وبين فترة واخرى نلاحظ ان البلد يمر بأزمات متعددة، وتبدأ الاحزاب إيجاد طرق لحلحلة هذا الازمات، عن طريق المؤتمرات والحوارات، لكن جميع نتائجها تخرج لصالح طغمة الأحزاب الفاسدة”.

الدكتور مصطفى سعد صاحب ـ تخرج توا من كلية الطب الاسنان ـ يؤكد ان الحوارات لا تصب في مصالح الشعب، وإنما في صالح الأحزاب.

ويضيف، “كيف لنا أن نرجو خيرا ممن قدمنا لهم عشرات آلاف الفرص على مدار ٢٠ عاما، لكن دون جدوى”.

“لن تخرج بأي حلول”، هكذا يصف المتظاهر مصطفى العزاوي الحوار الذي جرى الأربعاء الماضي.

ويقول العزاوي: ان اية حلول للخروج من الازمة في ظل الظرف الراهن تأتي عبر تغيير نظام الحكم وتعديل بعض فقرات الدستور، فيما ما يجري الان هو “مجرد مناورة سياسية”.

************************************

في الناصرية.. وقفة احتجاجية لقوى التغيير

ذي قار ـ باسم صاحب

نظمت قوى التغيير في مدينة الناصرية وقفة احتجاجية يوم الجمعة الماضي، على كورنيش الفرات في مركز المدينة. وحضر الوقفة عشرات المواطنين الرافضين لاستمرار منظومة الفساد والمحاصصة.

وطالب المشاركون بالوقفة في بيان طالعته “طريق الشعب”، بحل البرلمان والذهاب الى انتخابات مبكرة بإشراف اممي مع تغيير قانون الانتخابات ومفوضيتها، ومحاسبة قتلة المتظاهرين والكشف عن مصير المتغيبين.

واكد البيان على تحريك ملفات الفساد وتقديم الفاسدين للعدالة، وحصر السلاح بيد الدولة، مشددا على ضرورة تحسين معيشة العراقيين.

*****************************

شريط الأخبار

النهب بالجملة

أعلنت هيئة النزاهة عن إستعادتها لأكثر من 231 مليار دينارٍ إلى الخزينة من شركة كي كارد للدفع الإلكتروني، في قضيَّة رواتب المُتقاعدين خارج العراق، بعد أن تبين أن مصرف الرافدين يقوم بتكرار دفع هذه الرواتب أكثر من مرَّةٍ إلى منظومة الشركة، دون أن تقوم الشركة بإرجاع متجمع المبالغ، منذ أن بدأ العمل بهذا النظام في عام2017. وعلى صعيد أخر، كشفت الهيئة عن عمليَّات شراء مواد “وهميَّة” في دائرة صحَّة محافظة صلاح الدين، بمبلغ 6 مليارات دينار. هذا وكان وزير المالية المستقيل قد كشف عن وجود شبكات سرية للفساد من المسؤولين ورجال الأعمال والسياسيين، تسحب مليارات من الخزينة العامة.

شوية ضمير!

إتهمت جهات محلية ونيابية، قوى سياسية متنفذة بالمسؤولية عن سلسلة الحرائق التي تعرضت لها محطات الطاقة الكهربائية في الآونة الأخيرة بمحافظات الوسط والجنوب (كمحطة الزبيدية وخور الزبير ومحطة في بغداد)، والتي عزتها وزارة الكهرباء الى الإرتفاع غير المسبوق في درجات الحرارة. وأشارت هذه الجهات الى أن ما يحصل من تراجع كبير بواقع الطاقة، يأتي جراء إستخدام بعض المتنفذين لمشكلات الكهرباء في الصراع السياسي وفي عمليات نهب المال العام، دون إيلاء أي إعتبار وإهتمام لما يعيشه أبناء شعبنا من قسوة غياب الطاقة الكهربائية في جمرة هذا القيظ.

الله يستر!

أعلنت وزارة التخطيط عن عزمها إعداد استراتيجية جديدة، لتحسين دخل ومعيشة العوائل الفقيرة، تشمل السنوات 2024 -  2028، وبالتنسيق مع مجموعة وزارات ومؤسسات. واشارت الى أن الإستراتيجية ستعتمد على تحسين إداء شبكة الحماية الاجتماعية من جهة و إصلاح نظام البطاقة التموينية من جهة أخرى، على أن تشمل مسارات ترتبط بالتعليم والصحة والسكن. هذا وكانت الوزارة قد أعدت إستراتيجية سابقة لمكافحة الفقر للفترة 2018 – 2022، كانت نتيجتها زيادة معدلات الفقر لتصل الى 27 في المائة بشكل عام و40 في المائة بين الأطفال، بدل أن تخفضه الى 16 في المائة كما وعدت في إستراتيجيتها. 

الرجل المناسب!

عزى تقرير لموقع (اويل برايس) الأميركي، فشل العراق في تحقيق سقوف إنتاج نفطي كان قد حددها لنفسه، الى الفساد المستشري في قطاع النفط وعدم انشاء مشروع ضخ ماء البحر الاعتيادي في الحقول والذي لا يمكن بدونه الإستخراج. وأفاد التقرير بأن  زيادة الإنتاج بنسبة 25 في المائة تعتبر قليلة مقارنة بحجم الاحتياطي النفطي في البلد، مشيراً الى أن عمليات الاختلاس والمساومات وغسيل الأموال وتهريب النفط والرشاوي، تغذي حالات العنف السياسي وتعيق بناء دولة مؤسسات فعالة. هذا وقد تم جمع تواقيع 70 نائباً لإجراء مساءلة برلمانية، عن تهم فساد طالت وزير النفط، الذي كُلف مؤخراً بحقيبة المالية أيضاً.

**************************

الصفحة الرابعة

مدينة ثرية وواقع فقير جدا.. ذي قار.. سياحة معطلة وخدمات غائبة ومشاكل لا حصر لها

بغداد – سيف زهير

تستأنف “طريق الشعب” سلسلة التقارير التي باشرت في إعدادها لمتابعة أوضاع المحافظات والوقوف على أبرز المشاكل التي تعانيها. ويستعرض هذا التقرير الموسع الواقع الراهن لمحافظة ذي قار وحجم المشاكل فيها، حيث إن المحافظة تتمتع بثروات طبيعية وبشرية هائلة، ومقومات للنهوض بمستواها الخدمي والاقتصادي لولا الفساد الذي أطاح بهما وببقية القطاعات الحيوية. ويقول الأهالي إن السمة البارزة لمحافظتنا تمتعها بإرث ثقافي وأثري ومناطق طبيعية ثرية جدا ما زالت مهملة وهي كفيلة بأن تجعلها قبلة للسائحين ومصدرا أساسيا للرزق بالنسبة للكثير من العاطلين عن العمل.

وتشكو المحافظة أيضا من إهمال للواقع الصحي والتعليمي ومشاكل مزمنة في الخدمات استعصت على الحل بسبب الفساد، ما دعا المحافظة إلى أن تكون أحد معاقل الاحتجاج الرافض للمحاصصة وسوء الادارة وتبعات الفشل في إدارة الدولة.

إهمال الآثار والطبيعة

تمتاز ذي قار بكونها رقعة جغرافية مهمة ضمت أقدم الحضارات البشرية، فالإرث الثقافي والتاريخي والأثري لهذه المحافظة جعلها عاصمة للسياحة مع وقت التنفيذ، إضافة إلى الأهوار وخصائص فريدة أخرى.

ومقابل هذا الثراء المتميز، تفتقر المحافظة إلى أبسط المقومات لجعلها مدينة سياحية ووجهة إلى الكثير من الناس الذين يودون القدوم من دول كثيرة وزيارتها لو توفرت الظروف الملائمة.

ويقول ناشطون ومسؤولون في المحافظة إن هنالك حوالي 1200 موقع أثري وسياحي يفتقر إلى البنى التحتية، كما أن عاملين في القطاع السياحي يؤكدون أن المواقع التي لم يجر تنقيبها حتى الآن، أكثر من التي نُقبت، ولكن الدولة لا تمتلك توجها حقيقيا لدعم هذا الجانب المهم.

وبعد زيارة بابا الفاتيكان التاريخية إلى محافظة ذي قار في حزيران العام 2021، وصلاته عند مدينة أور الأثرية التي تمثل مكانا روحيا للملايين من الناس في دول العالم، دعوا الأهالي أن تكون هذه الزيارة فاتحة خير وبوابة كبيرة لاستقطاب السائحين. واشتكى مسؤولون في المحافظة من ضعف البنى التحتية وقلة التخصيصات المادية اللازمة لإنعاش القطاع السياحي المحلي، برغم المقومات الطبيعية والأثارية المتوافرة، وفيما عدّوا أن التعاون مع دولة الفاتيكان على إرسال المزيد من الوفود السياحية لزيارة بيت النبي إبراهيم الخليل يفتح أمام المحافظة أبواب العالمية، طالبوا بأن تتبنى السفارات والملحقيات الثقافية العراقية برنامجاً يسهم في الترويج لهذا الكنز الثقافي المهمل.

وتشكّل المواقع الأثرية والأهوار مقصدًا للسياح الأجانب الذين بدأوا يتوافدون بأعداد محدودة، ولكنها مؤثرة خصوصا بعد الحضور الاعلامي لصناع المحتوى الالكتروني الذين نشروا فيديوهات لاقت رواجا داخليا وخارجيا للسياحة في ذي قار والاستمتاع بالمواقع الأثرية.

ويقول عقيل العبودي، (تدريسي في وزارة التربية)، إن التقديرات داخل المحافظة من قبل المهتمين بالسياحة الدينية والآثارية تقول بأن الآلاف من العاطلين سيجدون فرص عمل لو اهتمت الجهات المعنية بهذا القطاع، لكن فقر الدعم ومحدودية الموازنات تجاه تطوير السياحة ساهما مع إهمال قطاعات أخرى بأن تكون نسبة الفقر في المحافظة لعام 2020 بواقع 45 في المائة والأمر ازداد سوءاً في العام الماضي والحالي وفق الأرقام.

ويوضح العبودي لـ”طريق الشعب”، أن “السائحين يتوافدون، وبدأ عددهم يتصاعد خلال السنوات الأخيرة، لكن المحافظة ما زالت غير جاهزة لاستقبال اعداد أكبر منهم، وتفتقر إلى الخدمات والفنادق اللائقة وعدم تنظيم هذه العملية المربحة للمحافظة ومواطنيها. ببساطة أن ذي قار متميزة جدا بالآثار وفقيرة جدا في الاستفادة منها”.

وفي تصريح سابق لمدير دائرة الآثار في المحافظة، عامر عبد الرزاق، أوضح أن غياب الدعم المالي المموّل لعمليات التنقيب هو السبب الجوهري في ضمور هذا القطاع، فالتنقيب الذي يكشف عن ملامح هذه المواقع التاريخية سيشجع عددًا كبيرًا على زيارتها، بالإضافة إلى ذلك يشكّل وجود الثكنات العسكرية وسجن الحوت المركزي   بجوار مدينة أور الأثرية سببًا مؤثرًا على السياحة وزيارة هذا المعلم العالمي البارز”.

وتفتقر المناطق الأثرية والشوارع المؤدية أليها للخدمات، وتجعل الوصول اليها صعبا ومربكا وهي بلا خدمات أساسية مثل دورات المياه أو محطات للاستراحة. وبعد إدراج الأهوار على لائحة التراث العالمي توقع المواطنون أن تنتعش السياحة وبدأ فعلا عدد السائحين يتنامى لكن سرعان ما جفت الأهوار وساءت الأحوال.

كما أكدت مديرية بيئة محافظة ذي قار، قبل أيام، تحركها لإعلان الأهوار كمناطق منكوبة بسبب مشكلة الجفاف، فيما حذرت من مغبة حدوث كارثة بيئية نتيجة انخفاض مناسيب المياه.

ووفقا لمدير بيئة ذي قار كريم هادي محمد، فإن مساحات كبيرة في مناطق الأهوار تعرضت للجفاف نتيجة انخفاض مناسيب المياه في نهري دجلة والفرات اللذين يعتبران مصدراً رئيساً لتغذية مناطق الاهوار ما أثر بشكل كبير على الواقع الاقتصادي والاجتماعي لسكان مناطق الأهوار.

وبيّن أنه سيتم اعلان مناطق الاهوار مناطق منكوبة قريباً لما تتعرض له من كوارث بيئية، ما لم تزداد الاطلاقات المائية حفاظاً على مناطق الاهوار التي تلاقي اهتماماً عالمياً بعد ادراجها ضمن لائحة التراث العالمي.

ويؤكد المختصون بالشأن البيئي والمائي أن سوء إدارة الحكومات المتعاقبة لملف المياه جعل الأهوار تجف ويصل الحال إلى هذه النتائج الكارثية.

غياب الخدمات والاستقرار

تعتبر محافظة ذي قار من المرتكزات الرئيسة التي أدامت ودعمت وساهمت في انتفاضة تشرين 2019، بعد تاريخ سابق من الاحتجاج على الفساد والمحاصصة ورفض سوء الإدارة والتلاعب بالمال العام.

وتأتي مساهمة أهالي ذي قار البارزة في الحراك الاحتجاجي من منطلقات عدة، أبرزها غياب الخدمات ومشاكل الكهرباء والماء.

وشهدت ذي قار أحداثا كبيرة جدا خلال التظاهرات، قوبلت بقمع مفرط وأساليب وحشية من قبل جهات حكومية وأخرى مسلحة.

ويتظاهر الأهالي منذ سنوات تنديدا بسوء الإدارة داخل المحافظة ويؤكدون أن مناطقهم تخلو من الخدمات الأساسية.

ووفقا للناشط في الاحتجاجات، أكرم الركابي، فأن ملايين الدولارات سرقت على مدار 19 عاما من المحافظة ولم تحظ بخدمات تليق بها خصوصا في مناطق الأقضية والأرياف المحرومة من أبسط الخدمات.

ويوضح الركابي خلال حديثه مع “طريق الشعب”، أن “المواطنون خرجوا في تظاهرات ونظموا اعتصامات وقطعوا طرقا مرات عديدة لأن المحافظة تشكو من نقص حاد بالخدمات وتفشي ظاهرة الفساد في الدوائر الحكومية، لكن القمع والقتل والترهيب كان نصيبهم للأسف الشديد وكان أبرز مثال احداث انتفاضة تشرين والمجازر المريعة مثل التي وقعت في ساحة الحبوبي وجسر الزيتون وغيرها”.

ويتابع الركابي قائلا: “عشرات الوقفات أو أكثر، نظمها الأهالي والناشطون، تجمهرت امام مبنى محكمة الاستئناف وسط مدينة الناصرية للمطالبة بالكشف عن قتلة المتظاهرين، لكن الحكومة تجاهلت هذه المطالب والآن الغضب يتزايد فلا حلا يلوح بالأفق ولا تغييرا حقيقيا يرضي تطلعات الناس الغاضبين”.

وقبل فترة قصيرة، حذر أكاديميون وناشطون في ذي قار من ارتفاع معدلات تلوث المياه الناجمة عن الشحة وتداعياتها على حياة السكان المحليين ونشاطاتهم الاقتصادية، فيما أكدوا ان 85 في المائة من حصة المحافظة في الفرات تأتي من مياه المبازل والمجاري.

متأثرة بالتغير المناخي

المحافظة كغيرها، تأثرت بشدة بالتغيرات المناخية التي صنفت العراق كواحد من أعلى خمس دول تأثرًا فيها.

وكشف تقرير الأمم المُتحدة أن التغيّرات المُناخيّة وتفاقم مشاكل الجفاف أدت إلى نزوح آلاف المُزارعين العراقيين، لا سيما جنوبي البلاد، حيث أشارَ إلى أن نصف المُزارعين من سكان الجنوب هجروا الزراعة أو يفكرون بهجرها.

وحلت ذي قار ضمن محافظات الجنوب في احصائية سجلت أكبر عدد من النزوح الداخلي الناجم عن شح المياه على مدار العقد الماضي، ويرجعُ ذلك أساسًا إلى ندرة المياه والتلوث وملوحة التربة في بعض القرى، كما شددت الأمم المتحدة على أن قرى المحافظة تأثرت أكثر من غيرها حيث ترك قرابة نصف السكان منازلهم.

ووفق الأرقام الدولية، تخلت 12 في المائة من الأسر الريفية بالمحافظة عن سبل العيش الزراعية بسبب هذه التغيرات المدمرة للبيئة، في بلد تقوم القوى المتنفذة بتدميره شيئا فشيئا حتى وصل الدمار إلى الطبيعة المعطاءة.

ويقول تقرير للأمم المتحدة أن “حوالي 15 ألف حالة نزوح داخلي في ذي قار وميسان والبصرة في 2019”، وهي أرقام زادت في هذا الصيف.

وفيما يخص الكثبان الرملية التي بدأت تزحف على المناطق داخل ذي قار، تقول دائرة الغابات ومكافحة التصحر في وزارة الزراعة أن هنالك مشروعا لتثبيت الكثبان داخل المحافظة في مساحة واسعة جدا.

وعلى الرغم من أهمية الأمر، تحدث مدير المشروع قحطان المهنا، عن وجود تهديد لتثبيت الكثبان الرملية في مناطق غرب المحافظة بسبب توقف التخصيصات المالية.

وأكد أن “انعدام التخصيصات المالية للمشروع خلال السنوات الاخيرة ستتسبب بعودة مشكلة التصحر في هذه المنطقة لأن الارض في غرب ذي قار تعتبر قلقة وغير مستقرة كما ان المشروع يتركز على زراعة الاشجار على مساحات واسعة لمعالجة حركة الكثبان الرملية، وان المشروع بُدء العمل به منذ سنوات واستطاع تثبيت نحو 700 الف دونم من الارض”.

إشكالية الشركات النفطية

تضم المحافظة حقولا نفطية يعمل فيها العديد من الشركات التي تواجه انتقادات وتظاهرات مستمرة دون انقطاع بسبب “الأضرار الناتجة عن عملها” كما يقول الأهالي.وتنص عقود هذه الشركات على الالتزام بواجبات مهمة تجاه أهالي المحافظة، مثل ضرورة أن يكون 51 في المائة من قواها العاملة من العراقيين حصرا، وتوزيع المنافع الاجتماعية على سكنة المناطق المحيطة برقعتها الجغرافية، حيث يتضررون بشكل كبير بسبب التلوث وأحيانا الأمراض التي تصل إلى السرطان وغيره.

وبالإضافة إلى ذلك، تضم عقود الشركات تفاصيل أخرى لصالح المحافظة ومواطنيها لكن المحتجون الذين يتظاهرون كثيرا أمام هذه الشركات يقولون إنها تخالف كل ما موجود ولا تلتزم بشيء وأنتجت التلوث والخراب فقط. وكذلك يتكرر تظاهر العشرات من أصحاب عقود الشركات النفطية حسب قراري 315 و 174 أمام مصفى ذي قار النفطي للمطالبة بالتثبيت على الملاك الدائم وحسب مدة الخدمة الأصغرية.

‎وتضم محافظة ذي قار حقلي الناصرية والغراف النفطيين وينتجان 60 مليون قدم مكعب قياسي من الغاز يوميا؛ كما تنتج المحافظة نحو 290 ألف برميل نفط يوميا، من كلا الحقلين. ويعمل في هذا القطاع العديد من الشركات النفطية.

مشاكل التعليم

أما الواقع الراهن للقطاع التربوي والتعليمي، فهو يعاني الكثير داخل المحافظة ويشكو منه الاساتذة والعاملون.

ولم يمض كثيرا على اعلان نقابة المعلمين في ذي قار تسجيل اكثر من 60 حالة اعتداء على المعلمين اثناء عملهم وهو رقم قياسي بالنسبة لهذه الحالات في الأعوام السابقة.

ويقول المشرف التربوي المتقاعد، ذو الفقار البديري، إن المحافظة تعاني نقصا كبيرا في المباني المدرسية وهي بحاجة إلى 800 مدرسة لفك الاختناقات والسير بالطريق الصحيح.

ويوضح البديري لـ”طريق الشعب”، أن “الصفوف المدرسية مكتظة جدا وأصبح التعليم للطلبة والتلاميذ متأثرا بشكل كبير نتيجة هذه الفوضى وشح الصفوف. كما أن الاعتداءات والتجاوزات على المدارس وهيئاتها التعليمية تفاقمت كثيرا وبلغت مستويات مقلقة للغاية تستدعي تدخل الجهات المعنية ووضع الحلول اللازمة والجذرية”.

وفي تصريح سابق للحكومة المحلية في المحافظة، أشارت فيه إلى مشكلات وصفتها بالمستعصية ومن ضمنها واقع التعليم في المحافظة، وهذا ما يوضح كثيرا حجم المعوقات التي تواجه القطاع التعليمي.

البديري قال إن “محافظة ذي قار أكدت العمل على تقليص العجز الحاصل بالأبنية المدرسية الذي يقدر بأكثـر من 800 بناية، ولهذا الغرض قامت بإحالة نحو 250 مدرسة على الشركات والمقاولين، واشارت إلى استكمال تخصيص 172 موقعاً من أصل 300 موقع لإنشاء مدارس نموذجية جديدة ضمن المنحة الصينية”.

القطاع الصحي

ويعاني القطاع الصحي في محافظة ذي قار من تراجع واضح يتحدث عنه الأهالي والمسؤولون الحكوميون في ظل عدم اكتمال مشروع المستشفى التركي رغم نسب الانجاز المتقدمة فيه.

ويقول الموظف في وزارة الصحة، رغيد إحسان، إن محافظة ذي قار تعاني مشاكل متعددة في الواقع الصحي منها ما يتعلق بالبنى التحتية و الموارد البشرية ونقص في التمويل ومشاكل الادارة والتوظيف وغيرها.

ويؤكد إحسان لـ”طريق الشعب”، أن “أبرز هذه المشاكل تتمثل في نقص الموارد البشرية من أطباء اخصائيين  في مجالي طب الطوارئ و التخدير، ووضعت المعالجات في هذا المجال من قبل مختصين ولمرات عدة لكنها لم تلق الحلول واكتفت الجهات المعنية بحلول ترقيعية”، لافتا إلى أن “المحافظة يجب أن تتبنى البعثات الدراسية للتخصصات الطبية وتطور كوادرها التي تواجه مشاكل كبيرة جدا ومعوقات وشحة في الموارد”.

وبيّن أن “المحافظة بحاجة كبيرة إلى المستشفيات والمراكز الصحية حيث إن هنالك نقصا حادا وخصوصا في الأقضية البعيدة. وأبرز مثال على الحاجة الفعلية هو مطالبة المحافظة قبل أيام من وزارة الصحة بإنشاء مستشفى في قضاء كرمة بني سعيد الذي يعاني فيه المواطنون الكثير، و الحال ذاته ينطبق على مناطق كثيرة جدا داخل المحافظة”.

اشكالية المخدرات

ويؤكد الناشطون داخل المحافظة أن الجهات المعنية اتخذت خطوات جادة لمواجهة ظاهرة إدمان المخدرات وأعلنت الحكومة المحلية عن افتتاح مركز تخصصي لمعالجة المدمنين.

وبحسب الأنباء الواردة من المحافظة، أطلقت مبادرات مجتمعية لتقديم المساعدة للمدمنين والسيطرة على الارتفاع المتنامي في معدلات جرائم المخدرات التي سجلت ارتفاعا بواقع 17 في المائة خلال العام المنصرم وهو رقم مقلق جدا.

وكانت قيادة عمليات سومر قد اعلنت عن اعتقال أكثر من 700 متاجر ومتعاطي مخدرات في محافظة ذي قار خلال عام 2021، مؤكدة صدور احكام قضائية بحق 350 مدانا منهم وضبط 35 كيلو غرام من المواد المخدرة وأكثر من 60 ألف قرص مخدر.

ويدعو عدد من المراقبين لهذا الأمر إلى تفعيل المادة 40 من قانون المخدرات المتعلقة بإعفاء المتعاطين الذين يباشرون بالعلاج من الملاحقات القانونية وتوفير غطاء مؤسساتي لها كتأسيس مركز لتأهيل الجانحين بغية شفائهم.

وكشفت بيانات المؤتمر الامني التاسع لقيادة شرطة ذي قار الذي عقد مطلع عام 2022 على قاعة مركز تدريب الشرطة وحضره عدد من المسؤولين الحكوميين والقادة الامنيين وممثلين عن محكمة استئناف ذي قار عن ارتفاع في معدلات الجريمة بواقع 17 بالمئة خلال عام 2021، وفيما اشارت إلى ارتفاع في جرائم الانتحار والمخدرات والسرقة، وانخفاض في جرائم القتل العمد.

وتواجه المحافظة العديد من المشاكل الأخرى لكن الأهالي يقولون أن أساس الخراب والدمار الذي لحق بالمحافظة هو الفساد والافلات من العقاب.

ويشدد الأهالي على ضرورة أن تتواصل الاحتجاجات وفعاليتها لترسيخ ثقافة رفض المحاصصة والفاسدين، وهذا ما أكدته التظاهرات في مدن وأقضية ذي قار والتي أوضحت أن كل ما يجري من مساوئ يعود إلى المحاصصة وقواها المتنفذة.

 *********************************

الصفحة الخامسة

مسودة قانونه في غياهب أدارج مجلس النواب.. العنف الأسري يتزايد.. والجميع يتفرج

بغداد ـ طريق الشعب

تتزايد حالات العنف الأسري يوما بعد آخر في العراق، ولا يمر يوم من دون وجود حالات تتعرض للتعنيف الأسري تضج بها مواقع التواصل الاجتماعي.

وتتسع مساحة العنف الأسري في استمرار دون أية بارقة أمل بالحد من تنامي هذه الظاهرة الاجتماعية الخطيرة.

وفي ظل ارتفاع “مؤشرات التعنيف”، تجددت المطالبات بإقرار قانون الحماية من العنف الأسري الذي بات ظاهرة تهدد حياة العوائل العراقية.

إجراءات حكومية! وقصة تعنيف

وضمن مسلسل مؤسف من العنف الأسري المتفشي في العراق هذه الأيام أعلنت الشرطة المجتمعية في وزارة الداخلية، الأثنين الماضي، إعادة 9 فتيات هاربات بسبب التعنيف ومشاكل أسرية إلى ذويهن.

وذكرت المديرية في بيان لها أن “مفارزها أعادت ثلاث فتيات هاربات إلى ذويهن في بغداد، واثنتين في نينوى، وفتاة في كل من كركوك والبصرة والنجف وصلاح الدين”.

تقول زينب (26 عاما) “بعد انفصال والدي قبل حوالي 20 سنة، ذهبنا انا وشقيقي الأصغر رفقة أمي إلى بيت أهلها، وكانت حياتنا طبيعية لحين وفاة والد أمي”.

وتروي زينب لـ”طريق الشعب”، حكايتها بعد وفاة جدها بالقول: “عائلة جدي كانت تسكن في دار مستأجرة، وبعد وفاته قام أولاده بأخذ جدتي للسكن معهم وطلبوا من والدتي البحث عن منزل آخر أو التكفل بدفع ايجار المنزل”.

وتضيف “قامت والدتي باستئجار منزل صغير، وبدعم من والدتي تمكنت من اكمال دراستي الجامعية، وبعد التخرج حاولت الحصول على فرصة عمل من أجل اعانة والدتي، لكن شقيقي الأصغر رفض عملي وقام بتعنيفي انا ووالدتي أكثر من مرة”.

وتابعت زينب “حاولت أكثر من مرة ترك المنزل، لكن شقيقي يستقوي بأحد اعمامي وهو ضابط كبير في أحد الأجهزة الأمنية”، مشيرة إلى “خشيتها على حياتها من الاستمرار في السكن مع شقيقها الذي يعنفها بسبب او دون ذلك”.

مشروع القانون

ورغم تصويت مجلس الوزراء في آب 2020 على مسودة مشروع قانون الحماية من العنف الأسري، إلا أن القانون ما يزال ينتظر التصويت عليه في مجلس النواب، فيما لا توجد في البلاد سوى 5 “ملاذات آمنة” للنساء المعنفات، 3 منها في إقليم كردستان وآخران في بغداد والأنبار.

ووقعت وزارة العمل والشؤون الاجتماعية اتفاقية مع السفارة الفرنسية في العراق وصندوق الأمم المتحدة للسكان في 27 كانون الثاني الماضي لإعادة تأهيل ملاذ آمن للنساء في بغداد، وإنشاء ثلاثة مراكز أخرى في البصرة والأنبار ونينوى.

أسباب التعنيف

ويعزو مدير علاقات وإعلام الشرطة المجتمعية، عبد الحافظ هادي الجبوري، ارتفاع مؤشرات التعنيف الأسري وهروب الكثير من الفتيات من ذويهن لأسباب كثيرة، منها الاستخدام السيئ لمواقع التواصل الاجتماعي الذي أوقع الفتيات المراهقات بمشكلات عدة، وتدهور الوضع الاقتصادي للأسر”، مبينا ان “التعنيف لا يقتصر على الفتيات، فهناك زوجات يعنفن ازواجهن والعكس أيضا”.

وأشار إلى ان “بعض حالات تعنيف الاطفال انتهت بالوفاة، كما حدث في كركوك قبل حوالي شهر نتيجة التعنيف الشديد من قبل والده”، مضيفا أن “الشرطة المجتمعية اتخذت الاجراءات اللازمة بحق والد الطفل المعنف”.

وشدد الجبوري على “ضرورة إقرار قانون الحماية من العنف الأسري”، داعيا إلى حل “المشاكل بالطرق القانونية والحوار والسلم، والامتثال للقانون بعيدا عن العنف”.

وسجلت رئاسة محكمة استئناف بغداد الرصافة الاتحادية، 3710 دعاوى عنف أسري خلال عام 2021 موزعة على نحو 14 حالة تعنيف للأطفال، و166، حالة تعنيف للآباء والمتبقي خاص بتعنيف النساء.

ونقلت صحيفة القضاء الأعلى، عن قاضي محكمة تحقيق الرصافة باسم صالح محمد قوله، إن “أبرز دعاوى التعنيف الأسري هي التي تحرك من الزوجة بحق زوجها”، منوهاً إلى “وجود حالات تعنيف الزوجة لزوجها الا انه لا يتم الإخبار عنها من قبل الزوج لشعوره بالخجل من الناحية الاجتماعية ومن أجل المحافظة على هيبته داخل المجتمع الذي ينتمي إليه سواء كان من عشيرته او منطقته التي يسكن فيها”.

كما سجلت وزارة الداخلية 15 ألف حالة عنف منزلي للعام 2020 فيما سجلت الوزارة 17 ألف حالة عنف أسري في عام 2017 حيث تحتل اعتداءات الرجال على زوجاتهم الأغلبية من الحالات المسجلة بواقع 9 آلاف حالة.

القانون يردع المعَنِف

وتقول المحامية رواء الياسري لو شرع قانون الحماية من العنف الأسري لوضع حدا للكثير من حالات العنف، بل لكان يمكن ان ‏يمنع الحالات التي تصل إلى تشويه الجسد او القتل”. ‏

وأشارت الياسري إلى ان جزءا كبيرا من الكتل لديها تحفظاتها على القانون وترفض تمريره حين كان بالإمكان تشريعه، مستبعدة قيام المجلس الحالي بإقرار أي قانون يسهم في الحد من انتشار هذه الظاهرة الخطيرة”.

وأضافت أن حالات ‏العنف الأسري لم تعد موجهة للنساء فقط، وانما يطال العنف كل أفراد الأسرة، بغض النظر عن جنسه او عمره.‏

أسباب عدن التشريع

وحول سبب تأخر تشريع القانون يوضح النائب السابق لرئيس لجنة حقوق الانسان البرلمانية قصي عباس الشبكي بالقول ان “سبب ترحيله من دورات سابقة كان بسبب الاعتراضات من بعض القوى في مجلس النواب”.

وقال الشبكي حديث صحفي، ان “الجميع يعلم ان الخلاف حول القانون سياسي ويخص الشرع والدين الإسلامي في بعض فقرات القانون، الذي ترى فيه القوى السياسية الإسلامية انه يمس الشرع الديني”، لافتا إلى ان “القانون تمت مناقشته في ورش عمل داخل المجلس وخارجة وبمشاركة منظمات مجتمع مدني وقانونيين واختصاص لكنه حتى اللحظة لم يصل إلى مرحلة النضوج الذي يجعل الجميع يتوافقون عليه”.

ويشيد الشبكي بـ”اهمية القانون في معالجة المشكلات الأسرية “، مشيرا إلى ان “القانون يتضمن إيجابيات كثيرة في ظل وضع العراق الحالي ويعالج العديد من حالات العنف الأسري الغريبة عن مجتمعنا الشرقي والعراقي سواء بحرق أب لأبنائه او غيرها من الامور التي بحاجة إلى ردع لإيقاف هكذا تصرفات”.

ولفت إلى “المعترضون على القانون يستندون على الدستور في مادته التي تتكلم عن ان الدين الرسمي للدولة هو الإسلام وأن بعض فقرات القانون حسب وجهة نظرهم تتعارض مع فقه الاسلام اضافة إلى الاعتراض على أمور ترتبط بطبيعة تعامل رب الاسرة مع افراد عائلته بما يقلل من هيبة رب الاسرة داخل بيته بحسب وجهة نظرهم”.

وأوضح، ان “القانون يحافظ على تماسك الأسرة وهنالك نوعا من المبالغة في المخاوف المطروحة”.

 ***************************************

الصفحة السادسة

بعد هلاك مزروعاتهم.. فلاحون يلجأون إلى الآبار لمواجهة الجفاف

متابعة – طريق الشعب

في ظاهرة غير مسبوقة لجأ الكثيرون من الفلاحين والمزارعين العراقيين إلى حفر الآبار أو اعتماد آبار متروكة، لمواجهة أزمة الجفاف وشح المياه في دجلة والفرات، محاولين بذلك انقاذ ماشيتهم وبعض مزروعاتهم من الموت.

ولم تعد عمليات حفر الآبار مقتصرة على المناطق التي لا يجتازها نهرا دجلة والفرات، إنما شملت مناطق السهل الخصب جنوبي العراق وشرقيه أيضا.

بساتين ديالى تموت

في محافظة ديالى لم تعد المياه تصل إلى نهرها الذي يحمل اسمها، ما دفع مزارعين كثيرين إلى التخلّي عن مهنتهم، ما أدى ذلك إلى موت مزارعهم وبساتينهم. لكنّ قسما من هؤلاء لجأوا إلى الآبار «للإبقاء على مصدر معيشة بسيط» - بحسب المزارع هادي السعدي، الذي يشير في حديث صحفي إلى أن أسرته تملك مئات الدونمات الزراعية، التي كانت تشكل مصدر معيشتها الوحيد.

ويضيف قائلا أنّ «مزارع أسرتي التي ورثها والدي وأعمامي عن أجدادهم، لم تعد تُزرَع منذ سنوات بسبب شحّ المياه»، موضحا أن «البساتين التي نملك كبيرة وتتخطّى مساحاتها مجتمعة 300 دونم، وتضم أفضل أنواع أشجار الفاكهة. لكنّ نحو 60 في المائة منها ماتت».

ويشير إلى أنّه «عاماً بعد آخر، نعمد إلى حفر آبار جديدة لريّ ما تبقّى من هذه الأشجار».

قرية في كركوك قد تخلو من سكانها!

مهنتا الزراعة وتربية الماشية ورثتهما عائلات عديدة تعيش في مناطق ريفية، بعضها ناءٍ وبالتالي لا يمكن لتلك العائلات الاستغناء عن المزروعات والماشية والدواجن، في توفير احتياجاتها اليومية من الغذاء وغيره من متطلبات الحياة.

في قرية حاج صالح بمحافظة كركوك، تعتني فاطمة قادر ببضعة رؤوس أبقار وماعز ومجموعة من الدجاج والبطّ في حظيرة ملاصقة لمنزلها.

تقول فاطمة في حديث صحفي، انّ «سكان القرية سوف يهجرون منازلهم في حال نفدت المياه الجوفية. فهم يعتمدون على الآبار في توفير المياه».

هذه المرأة التي فقدت زوجها قبل أربعة أعوام إثر إصابته بمرض عضال، يعينها اليوم في تربية حيواناتها ولداها اللذان ما زالا يتابعان تعليمهما في المرحلة الثانوية، لكنها تؤكد: «لست بحاجة إلى مساعدة في إدارة عملي، فأنا معتادة على هذا الأمر. إذ إنني أبيع ما أنتجه يومياً من حليب وبيض. لكنّ كلّ ذلك بات مهدّدا بالزوال».

وتشير إلى أنّه «في السابق، كانت المياه تصل إلى قريتنا عبر مشروع حكومي يفي بالغرض. إذ نسقي منه مزارعنا ونؤمّن ماء الشرب لحيواناتنا ولكلّ احتياجات قريتنا والقرى الأخرى المجاورة»، مستدركة «لكنّ مياه المشروع انقطعت قبل أعوام وبتنا نعتمد على الآبار».

وتتابع فاطمة قولها أنّ «البئر التي حفرناها قبل عامَين جفّت، وقد عمدنا أخيراً إلى حفر بئر جديدة تبعد مسافة أكثر من 100 متر عن منزلنا. وفي حال جفّت المياه الجوفية ولم نتمكن من حفر آبار جديدة، قد نرحل إلى قرية أخرى».

وسائل الزراعة الحديثة «نعمة»

من جهته، يرى المزارع منشد هزاع الذي يسكن في محافظة صلاح الدين، أنّ «اعتماد وسائل الزراعة الحديثة نعمة»، مبينا في حديث صحفي أن «هذه الوسائل أنقذت أسرتي ومزرعتي البسيطة وحيواناتي». ويعيش هزاع عند أطراف قرية تعتمد على الزراعة منذ أكثر من قرنَين. إذ كانت تصل إليها المياه لسقي المزارع والاستخدامات اليومية، من نهر دجلة عبر ساقية تمتدّ على خمسة كيلومترات. لكنّ انخفاض منسوب مياه النهر وتغيّر مساره قليلاً تسبّب في قطع الماء عن الساقية. وقد فشلت محاولات إعادة إحيائها، خصوصاً مع مغادرة معظم المزارعين مهنتهم خلال الأعوام الأخيرة – حسب هزاع.

ويؤكد هذا المزارع أنّه مستمرّ في عمله في مزرعته الصغيرة التي تبلغ خمسة دونمات، ورعاية ماشيته من خلال الاعتماد على الآبار، مضيفاً قوله: «لم نعرف جفافاً مثل الذي نشهده اليوم. فهو يزداد عاماً بعد آخر. وقد جفّت البئر التي استخدمها في ريّ المزروعات وسقي الماشية، لكنّني حفرت أخرى قبل أيام». ويلفت هزاع إلى أنّ «المختصّ في حفر الآبار قال لي إنّ البئر الجديدة سوف تكفي لأقلّ من عام قبل أن تنضب، وبالتالي سيتوجّب عليّ حفر واحدة جديدة في منطقة أخرى قريبة»، مبينا أنه «من خلال وسيلة الري بالتنقيط والزراعة المغطّاة، نجحت في استغلال مياه الآبار بالشكل الذي يمكّنني من الإبقاء على مزرعتي. كذلك اعتمدت في سقي ماشيتي على أحواض خاصة تفادياً لهدر المياه».

صعوبة حفر الآبار

إلى ذلك، يوضح حسين فاضل أنّ «حفر الآبار ليس مهمة سهلة، فالأمر يتطلب خبرة واستخدام معدات معينة».

ويتابع فاضل الذي يعمل في حفر الآبار، انّه «من المهم أوّلاً معرفة ما يوجد في داخل الأرض، ربّما شبكات اتصالات أو أخرى للكهرباء أو أنابيب نفط أو غاز وغير ذلك. كذلك لا بدّ من التأكّد من احتواء الموقع المقصود مياهاً جوفية، بالإضافة إلى معرفة كميّة تلك المياه ونوعيتها وجودتها».

ويلفت إلى أنّه حفر منذ مطلع العام الجاري حتى حزيران، 120 بئراً عند أطراف بغداد الجنوبية والغربية، وفي بابل والنجف وواسط والأنبار.

 *****************************

اكول.. هل وصل بنا الحال  إلى هذا المستوى؟!

سلام القريني      

في زمن الفوضى وغياب القانون والفساد المستشري في مؤسسات الدولة، يتابع المخلصون لوطنهم بقلق بالغ ما وصل إليه الحال من تدهور، خصوصا في مجالي القضاء والتعليم, اللذين يعتبران المعيار الأساس لتقدم الدول وازدهارها. لكن المفصل الخطير الذي أود الحديث عنه هنا، يتعلق بصحة الإنسان وحياته، فلا يمكن أن تبنى الأمم دون شعب منتج يتمتع بالصحة وبكامل قواه البدنية.

المؤسف حقا هو الإيغال في إهمال الصحة العامة. لذا ليس غريبا أن يدب في قطاع الصحة الهرج والمرج، ويسود الفساد المالي والإداري.

ولو القينا نظرة فاحصة على المواقع الإخبارية، فسنجد العجب:

- قوة أمنية ألقت القبض على شخص ينتحل صفة طبيب باطنية، جاب ثلاث محافظات بما فيها بغداد، وتبين أنه يحمل شهادة مهنة مزورة. كما قبض على آخر ينتحل صفة طبيب أمراض جلدية في حي المنصور.

- ألقت القوات الأمنية  قبل أيام، القبض على أحد المتطفلين على الطب البديل والمتاجرين بالأعشاب الطبية، وكانت بحوزته كمية كبيرة من الأدوية.

الأفظع من هذا وذاك، هو الإعلانات والدعايات التي تنشر على مواقع التواصل الاجتماعي لعلاج مختلف الأمراض. وهذا الأمر شديد الخطورة، كون الإعلان يصل إلى جميع المواطنين وعلى نطاق واسع، ويقدم إغراءات من حيث تخفيض السعر والتوصيل المجاني. فهناك من يعلن عن مراهم وكريمات يدخل فيها الكورتيزون. وهو مادة كيميائية لا يمكن أن تصرف دون استشارة طبيب اختصاص. وهناك من يعلن عن أدوية لعلاج الأمراض المزمنة، وغيره يروّج لأنواع من البذور يدعي انها تشفي من أمراض تتطلب تداخلا جراحيا. وآخر يظهر رأسا أصلع ويقول «ما عليك سوى استخدام هذا البخاخ وستختفي بلمسة سحرية كل الفراغات في رأسك»!

والكثير الكثير من ذلك، إذ يصل الأمر بهؤلاء البعيدين عن أجهزة الرقابة الصحية، إلى تصوير لقاء مع مريض يؤدي دورا تمثيليا، مدعيا أنه جرب العلاج المعلن عنه، وكانت النتيجة الشفاء التام! 

ان وزارة الصحة ملزمة بمتابعة ومكافحة كل اشكال المتاجرة بالدواء، وذلك عبر الإمكانات التي تمتلكها من أجهزة التقييس والسيطرة النوعية ومراكز الرقابة والتفتيش. فعليها وقف هذا الخرق القاتل.

علما ان جميع أنواع الادوية، بما فيها المستحضرات الصيدلانية واللقاحات، تخضع للقوانين المعتمدة في وزارة الصحة. ومن يرتكب مخالفة في هذا الإطار يعاقب بالسجن ودفع الغرامة، استنادا لأحكام القرار 39 لسنة 1994.

 **************************

مواساة

  • بمزيد من الحزن والأسى تنعى اللجنة المحلية العمالية في الحزب الشيوعي العراقي، الرفيق والقائد النقابي جبار هلال (ابو عماد).

ويعد الفقيد من المناضلين الذين تعرضوا للاضطهاد والاعتقال والسجن على أيدي الأنظمة الدكتاتورية التي توالت على حكم العراق. وهو قائد نقابي دافع عن حقوق العمال ومطالبهم وشارك في العديد من الإضرابات والاحتجاجات العمالية. كما انه من مؤسسي اللجنة التحضيرية للاتحاد العام لنقابات العمال بعد 2003، ومن المساهمين الفاعلين في تأسيس النقابة العامة لعمال النقل والاتصالات.

له الذكر الطيب ولعائلته ورفاقه ومحبيه الصبر والسلوان.

  • منظمة الحزب الشيوعي العراقي في قضاء الحي تقدم التعازي والمواساة للشخصية الاجتماعية، المربي المتقاعد الحاج سعد عبد الحسين الزريجي الغريباوي، وذلك بوفاة اخيه الحاج رعد.

الذكر الطيب دوما للفقيد والصبر والسلوان لأسرته الكريمة ومعارفه ومحبيه.

  • تتقدم اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في الديوانية بالتعزية والمواساة للرفيق عبادي حميد (ابو اصيل) بوفاة ابنته البكر اصيل بعد معاناة طويلة مع المرض.

للفقيدة الذكر الطيب دوما ولعائلتها الصبر والسلوان.      

 *****************************

مستشفى الرفاعي.. إصابات بالعمى المؤقت بسبب خطأ فني!

الناصرية – وكالات

أفاد مصدر محلي في قضاء الرفاعي شمالي ذي قار، الخميس الماضي، بتعرض العشرات من المواطنين لعمى مؤقت في مستشفى القضاء.

ونقلت وكالة أنباء “شفق نيوز” عن المصدر قوله، ان “إدارة المستشفى تسلمت أخيرا 30 جهازاً طبياً لتنقية الهواء تعمل بالأشعة فوق البنفسجية، ومن الشروط أن يتم نصب الجهاز لمدة ثلاثة أيام في مساحة فارغة، على أن يتم تركيبه بعد ذلك في موقعه المطلوب، ويكون متاحاً للمستخدمين”.

واستدرك المصدر الذي لم تكشف الوكالة عن هويته: “لكن موظفين فنيين قاموا بنصب أحد هذه الأجهزة في قسم الطوارئ من دون مراعاة شروط النصب، ما أدى فور تشغيله لإصابة العشرات من الكوادر الطبية والمراجعين بعمى مؤقت، كاد يتطور الأمر إلى كارثة”.

وتابع أن “مدير عام صحة ذي قار، أمر بتشكيل لجنة تحقيقية بالحادث”.

وبالمقابل، ذكر قسم إعلام صحة ذي قار على صفحته في فيسبوك، أنه “بعد تنصيب جهاز تنقية الهواء المجهز من قبل وزارة الصحة، والذي يحتوي على مادة(uv light)  للتعقيم في قسم الطوارئ، تم تسجيل قرابة 20 حالة، منها 6 حالات تحسس واحمرار شديد بالعين، وأخرى بسيطة. وفي اليوم التالي تم إطفاء الجهاز المذكور، وبعدها بـ 24 ساعة تحسنت الحالة الصحية لجميع المصابين، ويوم الخميس تشافى جميع المنتسبين تماما وباشروا بالدوام”.

 ****************************

مطاعم تحتل الأرصفة!

بغداد – وكالات

شكا عدد من سكان المحلة 881 في “حي الحسين” بجانب الكرخ من بغداد، استيلاء بعض أصحاب المطاعم على الأرصفة المقابلة لهم، خاصة في “شارع المشاتل” وسط الحي.

وقالوا في حديث صحفي، أن أصحاب المطاعم قطعوا الأرصفة بالكراسي والطاولات والمظلات، الأمر الذي يضطر السابلة إلى السير في الشارع بين السيارات.

وناشد السكان قسم التجاوزات في دائرة بلدية الرشيد، وهي الجهة المسؤولة عن المنطقة، رفع التجاوزات عن الأرصفة ومحاسبة المتجاوزين.

************************************

النفايات تغزو شارعا في حي النصر

متابعة – طريق الشعب

شكا عدد من أهالي “حي النصر” في بغداد، تراكم النفايات بشكل كبير في الشارع 777 وسط الحي، مشيرين في مقطع فيديو نشروه على “فيسبوك” وأظهروا فيه النفايات المتراكمة، إلى أن آليات البلدية ترفض تنظيف المكان دون أن توضح لهم الأسباب.

ولفتوا إلى أن النفايات صارت تمتد على جانب الشارع وصولا إلى “السوق القديم”، وتحتل جزءا كبيرا من عرض الطريق ما يعيق مرور المركبات، مطالبين أمانة بغداد ودائرة البلدية برفع النفايات عاجلا.  

 ****************************

عيونَكم على «أم الروج»!

السماوة – وكالات

جدد سكان منطقة “أم الروج” التابعة إلى قضاء الخضر جنوبي المثنى، مطالباتهم بتحسين واقع الخدمات في منطقتهم التي تضم مئات المنازل، سيما في قطاعات الماء والكهرباء والصحة.

وقال عدد منهم في حديث صحفي، أن منطقتهم تعاني منذ سنوات إهمالا حكوميا واضحا في مجال الخدمات الأساسية، مؤكدين أنهم سبق وأن نظموا وقفات طالبوا فيها بشمولهم بالمشاريع الخدمية، لكنهم لم يجدوا أذنا صاغية. ودعا السكان الجهات الحكومية إلى الاهتمام بالقرى والقصبات البعيدة، وشمولها بالمشاريع الخدمية شأن مراكز المدن.

 *************************************

ادعموا معامل الثلج بالوقود

الكوت – وكالات

دعا عدد من أصحاب معامل الثلج في محافظة واسط، الحكومة المحلية إلى دعمهم عبر تخصيص حصص لمعاملهم من وقود زيت الكاز، بأسعار مدعومة أسوة بالمولدات الأهلية، مشيرين إلى أنهم يشترون الوقود من السوق السوداء بأسعار باهظة، الأمر الذي قد يضطرهم إلى رفع سعر الثلج على المواطنين.  وأوضحوا في حديث صحفي، أن الوضع الاقتصادي للمواطن لا يتحمل زيادة سعر هذه المادة المهمة، التي يزداد الطلب عليها في ظل ارتفاع درجات الحرارة وانقطاع التيار الكهربائي.

 *********************************

الصفحة السابعة

اعتراف أوروبي باستهداف الإسرائيليين للمجتمع المدني.. .وضاع مأساوية وإضرابات مرتقبة للأسرى الفلسطينيين

القدس – وكالات

أعلنت الحركة الأسيرة في سجون الاحتلال الاسرائيلي، يوم أمس، البدء بحراك جديد وصولا لإضراب مفتوح عن الطعام ضد الانتهاكات التي يتعرض الأسرى لها، فيما أوضح الناطق باسم هيئة شؤون الأسرى والمحررين حسن عبد ربه، إن الأسير خليل عواودة، يواصل إضرابه عن الطعام لليوم الـ 161، رفضًا لاعتقاله الإداري، في ظل تدهور خطير على وضعه الصحي. وفي سياق آخر، أبدت 9 دول أوروبية قلقها ازاء استهداف اسرائيل منظمات المجتمع المدني الفلسطيني.

استعدادات لإضراب مفتوح

وقالت لجنة الطوارئ الوطنية العليا للحركة الأسيرة في سجون الاحتلال الاسرائيلي، انها سوف تخوض حراكا جديدا بدءًا من مطلع الأسبوع المقبل، عبر خطوات تكتيكية، تنتهي خلال مدة أقصاها أسبوعين بإضراب مفتوح عن الطعام، تشارك فيه كافة فصائل العمل الوطني في سجون الاحتلال. وبحسب بيان صحافي أصدرته اللجنة وطالعته «طريق الشعب»، فأنه «استعدادًا لاستئناف معركتها، بعد تنصل إدارة سجون الاحتلال من جملة (التفاهمات) التي تمت في شهر آذار الماضي، والتي على أثرها أوقف الأسرى حراكهم الاستراتيجي آنذاك، إنّ الحراك سيبدأ عبر الإضراب يومي الاثنين والأربعاء القادمين مع الامتناع عن الخروج للفحص الأمني كبداية أولية وإنذار أخير لإدارة سجون الاحتلال لوقف هذه الهجمة والتراجع عن قراراتها الأخيرة، ونقضها للعهود والمواثيق التي كان تم التوصل إليها في شهر آذار الماضي».

ودعت اللجنة كافة الفلسطينيين إلى «الوقوف إلى جانبهم في هذه المعركة»، وقالت في بيانها: «هذا الشعب الذي عهدناه دومًا مساندًا لقضاياه الحية، وعلى رأسها قضية الأسرى التي هي قضية حرية الإنسان على طريق حرية الأرض.»

إضراب العواودة

وفي الأثناء، واصل الأسير خليل عواودة، إضرابه المفتوح عن الطعام لليوم 161 رغم خطورة وضعه الصحي.

وقال الناطق باسم هيئة شؤون الأسرى والمحررين، حسن عبد ربه، إن الأسير خليل عواودة، يواصل إضرابه عن الطعام لليوم الـ 161، رفضًا لاعتقاله الإداري، في ظل تدهور خطير على وضعه الصحي.

وكان نادي الأسير، أكد في بيان له، أمس الأول، أن «القائد العسكري» للاحتلال قرر تجميد الاعتقال الإداري للمعتقل خليل عواودة المضرب عن الطعام منذ ستة، رفضًا لاعتقاله الإداريّ. وأضاف، «جاء في قرار التجميد أنه استند على معطيات وتقارير طبية من المستشفى، تشير إلى خطورة على حياته، إلا أنه وفي حال تحسن وضعه الصحي وقرر المعتقل الخروج من المستشفى سيتم تفعيل اعتقاله الإداري فورا.»

وبيّن نادي الأسير أن هذا القرار «جاء استباقا لجلسة المحكمة العليا للاحتلال التي قُررت يوم الأحد، وذلك بعد أن قدمت محاميته التماسا للمحكمة العليا.»

وقال، إن هذا القرار من الواضح أنه «جزء من الجهود السياسية المستمرة في قضية المعتقل عواودة، خاصة أنّ القرار السابق للمحكمة العسكرية للاحتلال، كان من الواضح فيه مستوى تعنت الاحتلال في استمرار اعتقاله».

وأوضح نادي الأسير أن «قرار التجميد لا يعني إنهاء اعتقاله الإداري، لكنه يعني إخلاء مسؤولية إدارة معتقلات الاحتلال، والمخابرات (الشاباك) عن مصير وحياة المعتقل، وتحويله إلى معتقل غير رسمي في المستشفى، وسيبقى تحت حراسة أمن المستشفى بدلا من حراسة السّجانين، وفعليا يُبقي عائلته غير قادرة على نقله إلى أيّ مكان، علما أن أفراد العائلة والأقارب يستطيعون زيارته كأي مريض وفقًا لقوانين المستشفى، وعليه يواصل المعتقل إضرابه عن الطعام، كما جرى مع عدد من المضربين سابقا».

قلق أوروبي

إلى ذلك، أبدت 9 دول أعضاء في الاتحاد الأوروبي قلقها من الهجمات الإسرائيلية على منظمات المجتمع المدني الفلسطينية وعرقلة عملها.

وفي بيان مشترك أصدرته وزارات خارجية كل من بلجيكا، الدانمارك، فرنسا، ألمانيا، أيرلندا، إيطاليا، هولندا، إسبانيا، والسويد، قالت الدول التسع إن «تقليص مساحة عمل منظمات المجتمع المدني في الأراضي الفلسطينية المحتلة لا يزال مصدر قلق».

والخميس، قال مكتب ممثل الاتحاد الأوروبي في فلسطين إن الادعاءات بأن منظمات فلسطينية أساءت استخدام أموال الاتحاد لم تثبت، متعهدا باستمرار دعم منظمات المجتمع المدني الفلسطينية.

وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي اقتحم الخميس مقار 7 مؤسسات أهلية فلسطينية في مدينتي رام الله والبيرة، وأغلقها بالشمع الأحمر، وصادر ممتلكاتها. والمنظمات السبع هي: مؤسسة الحق-القانون من أجل الإنسان، والضمير لرعاية الأسير وحقوق الإنسان، ومركز بيسان للبحوث والإنماء، واتحاد لجان المرأة العاملة، ولجان العمل الصحي، واتحاد لجان العمل الزراعي، والحركة العالمية للدفاع عن الأطفال.

بدورها، أعربت الولايات المتحدة الخميس عن قلقها إثر إغلاق المؤسسات الفلسطينية في الضفة الغربية بدعوى أنها «إرهابية».

وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس إن واشنطن تجري اتصالات مع إسرائيل للحصول على مزيد من المعلومات بشأن هذه المؤسسات، مشيرا إلى أن    تل أبيب وعدت بتزويد واشنطن بهذه المعلومات.

وفي تحدّ لقرار الإغلاق، قامت المؤسسات المعنية بنزع الألواح الحديدية التي ثبتها جنود الاحتلال على أبوابها، وأكدت أنها ستستمر في فضح الانتهاكات الإسرائيلية، والتعاون مع جهات دولية بينها المحكمة الجنائية الدولية لمحاسبة المسؤولين عن تلك الانتهاكات.

 ***************************

المجاعة تهّدد 22 مليون شخص في القرن الإفريقي

نيويورك - وكالات

حذّر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، من أن المجاعة ستتهدّد بحلول أيلول 22 مليون شخص على الأقل في منطقة القرن الافريقي، حيث يتزايد خطر انعدام الأمن الغذائي بسبب الجفاف الذي بلغ مستويات قياسية. وأشار البرنامج إلى أن “احتجاب هطول الأمطار للموسم الرابع على التوالي” منذ نهاية عام 2020 فاقم جفافا هو الأسوأ منذ 40 عاما وأدى إلى نفوق الملايين من رؤوس الماشية وقضى على المحاصيل وأغرق مناطق في كينيا والصومال وإثيوبيا في أوضاع أشبه بالمجاعة. وترك أكثر من مليون شخص منازلهم بحثا عن المياه والغذاء.

بداية العام، حذر برنامج الأغذية العالمي من أن 13 مليون شخص في القرن الافريقي يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد بسبب الجفاف. وبحلول منتصف العام، وبعد الغزو الروسي لأوكرانيا الذي استحوذ على اهتمام الجهات المانحة الدولية، ورفع أسعار المواد الغذائية والوقود، ارتفع العدد إلى 20 مليونا، بحسب البرنامج. وجاء في بيان برنامج الأغذية العالمي “الآن، من المتوقع أن يرتفع الرقم مرة أخرى إلى ما لا يقل عن 22 مليون شخص بحلول شهر أيلول” المقبل.

وتابع البيان “سيستمر هذا العدد في الارتفاع، وستتفاقم حدة الجوع إذا لم تسقط الأمطار، في الفترة من تشرين الأول إلى كانون الأول، ولم يتلق الأشخاص الأكثر ضعفا مساعدات إنسانية”.  وشدد على أن المجاعة تشكل “الآن خطرا جسيما، لا سيما في الصومال”، ونقل البيان عن المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي ديفيد بيزلي قوله: “لا تبدو هناك نهاية في الأفق لأزمة الجفاف هذه، لذلك يجب أن نحصل على الموارد اللازمة لإنقاذ الأرواح ومنع الناس من الانزلاق إلى مستويات كارثية من الجوع والمجاعة.” وأضاف بيزلي “على العالم أن يتحرك الآن لحماية المجتمعات الأكثر ضعفا من خطر انتشار المجاعة في القرن الافريقي”. وشدد برنامج الأغذية العالمي على أنه بحاجة ماسة إلى 418 مليون دولار خلال الأشهر الستة المقبلة لتلبية هذه الاحتياجات المتزايدة.

 ***************************

جرائم قتل ضد ناشطين في كولومبيا

بوغوتا - وكالات

قُتل 122 مدافعاً عن حقوق الإنسان على الأقل خلال الأشهر السبعة الأولى من العام الحالي في كولومبيا، وهو عدد أكبر من العدد الذي سجّل خلال الفترة ذاتها من العام 2021، حسبما أفاد مصدر رسمي، يوم أمس.

وأعلن “مكتب المدافع عن الشعب” في بيان أنه “بين الأول من كانون الثاني و31 تموز 2022، ارتُكبت 122 جريمة قتل بحق قادة اجتماعيين ومدافعين عن حقوق الإنسان.”

وخلال الفترة نفسها من 2021، ارتُكبت تسعون جريمة قتل لنشطاء، فيما وصلت حصيلة القتلى إلى 145 جريمة على مدى العام الماضي كاملاً، وفق المصدر ذاته. وأشار إلى أن 27 من الأشخاص الذين اغتيلوا في 2022 هم من قادة السكان الأصليين.

وقال الوسيط كارلوس كامارغو في البيان، إنّ “جرائم قتل القادة الاجتماعيين والمدافعين عن حقوق الإنسان تمثّل اعتداءً خطيراً على المجتمعات وعلى الديمقراطية. فهم ممثلو وصوت الأشخاص الأكثر ضعفاً.” ويعد القادة الاجتماعيون والمجتمعيون والمدافعون عن حقوق الإنسان والبيئة، هدفاً للعديد من الجماعات المسلّحة النشطة في المناطق الريفية في كولومبيا، التي شهدت تجدّداً للعنف في السنوات الأخيرة.

ووفق المنظمات غير الحكومية، فإنّ المنشقّين عن القوات المسلّحة الثورية الكولومبية (فارك) ومقاتلي جيش التحرير الوطني والمجموعات شبه العسكرية وتجّار المخدرات، هم المسؤولون الرئيسيون عن هذه الهجمات، ولكنّهم في بعض الأحيان عملاء للدولة.

أمّا المقاطعات الأكثر تضرّراً، فهي كاوكا ونارينيو وأنتيوكيا وبوتومايو، حيث تتنافس الجماعات المسلّحة على السيطرة على تهريب المخدرات.

وتعدّ كولومبيا واحدة من أخطر البلدان في العالم بالنسبة للنشطاء وممثّلي الشعب ونشطاء المجتمع المدني الآخرين، وفقاً لمنظمات غير حكومية مثل المنظمة الدولية “غلوبال ويتنس.”

وأعرب الرئيس الكولومبي الجديد غوستافو بيترو، الذي انتُخب في حزيران/ يونيو كأول رئيس يساري في تاريخ البلاد، عن رغبته في تعبئة قوات الأمن لتأمين حماية أفضل للقادة الاجتماعيين والنشطاء المعرّضين للتهديد.

 ********************************

الاضطراب المناخي يكلف دولاً أوروبية وإفريقية خسائر كبيرة

متابعة – طريق الشعب

تُثير حالة الاضطراب المناخي في مناطق مختلفة بالعالم قلقا دوليا متزايدا، وعلى نحو ينذر بنتائج وخيمة لطالما حذر منها خبراء المناخ والبيئة. وأعلنت السلطات الجزائرية السيطرة على غالبية الحرائق التي اجتاحت البلاد على مدى يومين. وقالت الحماية المدنية إنّ طواقمها سيطرت على 73 بؤرة اجتاحتها الحرائق.

أما في المغرب فقد اشتعلت الحرائق مجددا في غابات محافظة الحسيمة شمالي البلاد، بعد يومين من السيطرة على أخرى التهمت أكثر من 125 هكتارا بمحافظة المضيق الفنيدق شمالي المملكة. وتعاني السودان من أضرار جسيمة بسبب السيول التي تعرضت لها مناطق واسعة. وقالت لجنة الطوارئ بولاية الجزيرة إن 2600 منزل انهارت بشكل كلي، وتضرر نحو 5 آلاف منزل بشكل جزئي، كما غمرت السيول نحو 5 آلاف فدان، فضلا عن تضرر مناطق واسعة جدا في البلاد. وفي خضم تراجع الأمطار في أوروبا، تعرضت مناطق شاسعة من إقليم توسكانا الإيطالي لعواصف وأمطار غزيرة، وتسببت الرياح القوية في اقتلاع أشجار بصورة كلية وإحداث أضرار جزئية بأخرى والإلقاء بها فوق السيارات والمنازل. كما لحقت الأضرار بشبكات الكهرباء والاتصالات وغيرها من الخدمات.

وفي مدينة البندقية، بثت صور لرياح قوية وهي تجتاح قلب المدينة وعلى نحو أجبر السياح والسكان على الانزواء في أماكن آمنة. وفي شرق إسبانيا، ساعدت الأمطار عناصر الإطفاء في احتواء الحريق المستعر في منطقة فالنسيا، لكن ألسنة اللهب لا تزال تتسع بسبب الرياح. وشهدت إسبانيا منذ بداية العام 391 حريق غابات أتت على 283 ألف هكتار، وفق النظام الأوروبي للمعلومات عن حرائق الغابات، أي أكثر 3 مرات من العام 2021.

وإلى فرنسا، فرغم سقوط أمطار كثيفة خلال الأسبوع الحالي فإن البلاد تواجه أسوأ موجة جفاف منذ أكثر من 60 عاما، بسبب تراجع مستوى تساقط الأمطار بصورة كبيرة عن معدلها السنوي. ولا تزال موجة الحر الثالثة تهيمن على جميع أنحاء البلاد تقريبا، مما عمّق حدة الجفاف الذي وصل إلى مستوى تاريخي.

 *********************************

على الرغم من استمرار «الحوار الوطني».. تجدد واتساع الاحتجاجات في بنما

رشيد غويلب

في الحادي عشر من آب الجاري، اتسعت وتجددت الاحتجاجات في بنما. وشارك الآلاف مرة أخرى في التظاهرات، وتم إغلاق طرق البلاد الرئيسة. وكان «تحالف الشعب المتحد من أجل الحياة» قد دعا إلى العودة الى الشوارع في جميع المدن.

المتحدثون باسم التحالف يتهمون الحكومة بعدم الوفاء بالوعود. منذ الحادي والعشرين من تموز الفائت، تتفاوض الحكومة وممثلو المنظمات والحركات الاجتماعية تحت رعاية الكنيسة الكاثوليكية. وعقدت سلسلة من محادثات «الحوار الوطني» بعد احتجاجات حاشدة هزت الدولة الواقعة في أمريكا الوسطى منذ بداية تموز، رفضا للارتفاع الهائل في الأسعار، واقتصاد الليبرالية الجديدة.

قمع

واعتمدت الحكومة في البداية أساليب القمع المعروفة، خاصة في إقليم فيراغواس، حيث أسفرت مواجهة استمرت ثماني ساعات في يوم 20 تموز عن سقوط العديد من الجرحى، بينهم أطفال، نتيجة لاستخدام الهراوات وبإطلاق الرصاص والغاز المسيل للدموع. أعلنت الشرطة في حصيلة رسمية عن عشرين معتقلا واثني عشر جريحا، في حين سجل الممثلون الرسميون لنقابات المعلمين اثنين وعشرين شخصاً على يد قوات الشرطة. وفي الوقت ذاته، سعت الحكومة إلى رد سياسي لتهدئة الغضب الشعبي، بالشروع في مفاوضات صورية، وتجميد أسعار كمية صغيرة من المواد الغذائية (ولكن ليس بما يكفي لتناول وجبة غذائية صحية)، ومحاولات رشوة قادة التحالف. وبعد أسبوعين، وافقت الحكومة على اجراء مفاوضات مباشرة وعلنية.

إصرار

وقال ساؤول منديز، رئيس نقابة عمال البناء المنضوية في التحالف، تعليقا على تجدد الاحتجاجات: «بما أن الإجراءات التي تم الاتفاق عليها خلال المفاوضات لم يتم تنفيذها وبسبب عدم الاهتمام بحل المشاكل، فإننا نعود إلى الشوارع».

وينتقد التحالف بشدة رفض الشركات تنفيذ قرارات الجولة الأولى من المفاوضات. ويقول أحد الشخصيات النقابية المشاركة في التحالف: «رجال الأعمال رفعوا الأسعار والحكومة لم تف بوعودها».

في الجولة الأولى من الحوار الوطني، اتخذ الجانبان إجراءات لخفض أسعار المواد الغذائية والوقود والأدوية. على سبيل المثال، تعهدت الحكومة بخفض تكلفة 72 من الضروريات اليومية والأدوية. وحددت سعر الوقود بـ 3,25 دولار للغالون الواحد.

تسويف

ومع ذلك، تشير التقارير الصادرة في جميع أنحاء البلاد إلى أن محطات الوقود لا تلتزم بالتسعيرة، وأن الأسواق التجارية قد رفعت أسعارها. ولهذا يشدد ساؤول منديز علىً: «يجب على الحكومة تقديم مقترحات ملموسة وهي وحدها المسؤولة عن تنفيذها».

ويتهم ممثلو الحركة الاحتجاجية الحكومة باستغلال الحوار الوطني في المماطلة، واللعب على عامل الوقت لإضعاف الحركة. لقد توقفت الاحتجاجات مع بدء التفاوض بعد ان استمرت ثلاثة أسابيع.  وها هي تعود مجددا لعدم التزام الحكومة والشركات بتعهداتها.

بالإضافة إلى ذلك، ينتقد المتظاهرون الحوار الوطني لإغفاله قضايا أساسية، مثل عدم مناقشة ارتفاع معدل البطالة والعمالة الناقصة، والعمل غير الرسمي. وخلو جدول عمل التفاوض من قضايا أخرى مهمة مثل مستوى الأجور والعقود مع صندوق النقد الدولي وعمليات الفصل التي حدثت في القطاع العام.

وعاد الحوار الوطني مرة أخرى للانعقاد، وتشمل موضوعات المفاوضات الضمان الاجتماعي والفساد وخفض تكاليف الكهرباء.

وحذر رئيس أساقفة بنما خوسيه أولوا، من عقد آمال خاطئة على الكنيسة الكاثوليكية بشأن المفاوضات. الكنيسة ليست مسؤولة عن دعوة المتحاورين، ولا عن تنفيذ النتائج. ودعا أولوا مواطنيه إلى توخي اليقظة والتأكد من تنفيذ الاتفاقات التي تم التوصل إليها: «لكي نكون مواطنين، علينا أن نعمل بجد. نحن نعيش في بلدنا، لكننا نعيش مثل السواح».

ومعروف وجود هو عميقة، بين فقراء البلاد واغنيائها، على الرغم من النمو الاقتصادي غير المسبوق، حيث يعيش 25 في المائة من السكان، بدخل أقل من 400 دولار شهريا، تستحوذ 10 في المائة من الأغنياء على 37.3 في المائة من الدخل القومي. ومع ذلك تستمر وسائل الإعلام التابعة للمقاولات بالتحذير من الخطر الأحمر، عبر نشر معلومات واجراء مقارنات خاطئة مع كوبا وفنزويلا بمعلومات خاطئة، وأن الاضطرابات في السنوات الأخيرة في أمريكا اللاتينية يتحملها اليسار. بالإضافة ترديد لازمة وجود قوى خارجية تقف وراء الاحتجاجات.

************************

الصفحة الثامنة

صورة شمران الياسري

إحسان شمران الياسري

الصورة التي في ذاكرتي وقلبي عن شمران الياسري، لا تنقطع عند تفاصيل الوجه ولون البشرة أو الشَعر، بل هي ممتدة إلى حيث لم يرها غيري أو يرصدها أو يدقّق فيها.

الصورة عندي في صوته، في انحناء ظهره وهو ينكبُّ على الورقة، في مقتنياته من الثياب وأربطة العنق، والزي العربي. صورته في الحروف التي اختطتها أنامله قبل ستة عقود أو أكثر، في مسوّدات رواياته ومقالاته.

صورته التي ظلت في ذاكرتي وقلبي حينما كان يعود في أنصاف الليالي مع عدد من الرجال الشجعان بعد رحلات طويلة من الاختفاء في الأرياف لتنظيم الناس لحزبه، ونشر فكرتهم عن الحرية والسعادة والرفاهية، وحقوق الناس، وموقع المرأة في حياتنا.

صورته في ابتسامته الذكية والحزينة أحيانًا وهو يرى بعض قصور الأحلام، التي شيّدها مع رفاقه، تنهار تحت وطأة الأنظمة التي توالت على حكم بلاده.

تواضعه الذي رأيت القليل منه عند بعض الناس، وعدم اكتراثه لتفاصيل الحياة التي تشغل الكثيرين، فتقدِّم همومهم على هموم الناس الذين وثقوا بهم.

كانت صورة شمران الياسري في القصص الكثيرة المتزاحمة داخل رواياته التي امتدّت نحو خمسة عقود من زمن العراق وحياة أهله.

في كل قصةٍ من القصص التي بعضها بسطرين وبعضها بعشرات الصفحات، كان أبطال الرواية هم بعض صور شمران، فكان يشمت بالذين جعلوا من أنفسهم عتاةً وعبيدًا للسلطة أو المال، ويهزأ بجبروتهم وقسوتهم، ويدين أرواحهم البائسة، في حين رأى أن يرفع آخرين لمنازل البطولة والشهامة والنجابة، فكنت ترى هامته عالية في هتافاتهم وهي تدين الإقطاع والرجعيين والاستعمار والسلطة.

كانت صورته في مناجل الفلاحين ومواسم فرحهم، ونجاحات الناجحين منهم، وفي اضطرابات السلطة من إبداعات العمال ونضالاتهم العفيفة، وفي انحناءات الناس لمواقف الشهادة وتمجيد الشهداء.

صورته في وجوه ثوّار العشرين الذين حاولوا منع المحتل من تدنيس بلادهم، وفي وجوه السجناء وهم يحطمون أغلال السجون، وفي سواعد عُمّال النفط وهم يرفعون أعلام المواجهة مع الشركات الاحتكارية.

صورته في حجم التنوير الذي نثره في كل ما كتب، وتحدّث، وضحك، وبكى.

صورته التي في ذاكرتي وقلبي تتّسع لمديات أبعد من ذلك الوجه الجميل المفعم برجولة العراقيين الفاتنة، فتتحوّل الى إطار من الحكايات، وامتدادات السنابل، ومخاضات النضال التي نتحدّث عنها اليوم بحسرة المتحسّرين على البوصلات التي ضاعت، والبيادر التي ذرتها الرياح وتبقّى بعضها اليسير، نتأمل فيه وننتخب منه ما لا يثقب الضمير أو الروح.

شمران الياسري كان نجمًا، وكانت هالته الواسعة أكبر من صورته البشرية الجميلة والأنيسة والدافئة، نجمًا تفرّد بأشياءَ لم تكن متيسرة لغيره على الرغم من محاولات بعض منهم تقليد تجربته.

كان المقال اليومي ينبت حالاً في بيئة عطشى لهذا النوع من الكتابات الأمينة والأنيقة والمتدفقة ولاءً للناس وحبًّا لهم.. بيئة تترقّب الكلمة الشجاعة التي لا تستطيع أن تقولها مثلما يقولها شمران.

وكان حديثه اليومي في الإذاعة نسمات ربيعية يبحث في كل ما يشغل الناس، ويميط عن نفوسهم ذلك الأسى المرتبط بمشاغلهم وآمالهم.

صوت كانت تنتظره الناس عند الخامسة عصرًا، يتحدّث بضع دقائق عن قضية محددة فتتناقلها الألسن بعد دقائق، وتبقى تلهج بها لأيام، وبعضها مضى عليه عقود، بل منه ما ذهب مثلاً على الألسن.

وحين نأتي إلى روايته بأجزائها الخمس، بوصفها منجزًا فريدًا في الأدب العراقي، نجد أنّها ضمّت في متنها، فضلاً عن المضمون الأدبي السردي التوثيقي، قاموسًا وطنيًّا للغة الريف العراقي لم تصل إبداعات أيّ مبدع لمستواها البحثي والتحقيقي.

إنّ الأدب العراقي كان وما يزال أمام ظاهرة أدبية غير مقيّدة بفكرة واحدة أو بإطار محدّد، بل هي من السعة بحيث تستحق الفخر بها بوصفها وثيقة روائية تأريخية، دلّت على نضج شعبنا العراقي في مرحلة بناء الدولة العراقية الحديثة بعد عام 1920، وحيويته، وعنفوان مبدعيه في كل مناحي الحياة من جهة، ودلّت، من جهة أُخرى، على قدرة الكاتب على التقاط هذا الكم من المعلومات والحكايات والحبكات الدرامية في منجز واحد.

شمران الياسري (أبو گاطع) صحفي أحبَّ مهنته بعد أن تعلّم الكتابة من مبتدأها على يد السيدة والدته بطريقة الكتاتيب، فصار نجمًا صحفيًّا كبيرًا. وهو إذاعي من الطراز الأول، يكتب مادّته ويلقيها ليتوحّد معه الجمهور، فيصبح الجمهور هو كاتب الحكاية وبطل الإصغاء إليها.

و(أبو گاطع) أديب وروائي وسياسي خاض غمار التجربة السياسية قبل أن (ينبت له شارب) (كما يقولون)، فصار اسمًا علمًا، وشخصية باهرة.

صورتك أبي ليست مثل كل الصور، فهي ليست قابلة للتكرار أو النسيان، وإبداعك الصوري والعقلي واللساني لا يشبهه إبداع المبدعين.

رحمك الله أبي في يومك الذي مَرَّت عليه إحدى وأربعون سنةً من جفاف الضمائر ومعاناة الوطن، ومحاولات الوطنيين البقاء متمسكين بأهداب الضمير، جاعلين أرواحهم جسرًا إلى نجاته.

**********

ابو كاطع وفن العمود الصحفي الساخر

فاضل ثامر

(أبو كاطع) شمران الياسري، مناضل شيوعي، وصحفي، وروائي متميز، له مكانة كبيرة في الثقافة العراقية، وفي سفر النضال الوطني والمدني العراقي، بدأت شهرته بعد ثورة الرابع عشر من تموز  1958 ، عندما بدأ يبث من إذاعة بغداد برنامجه المعروف “ احجيها بصراحة يبو كاطع” كما بدأ ينشر عموده الصحفي اليومي “ بصراحة أبو كاطع” في السبعينات على الصفحة الأخيرة في جريدة “ طريق الشعب” كما نشر خلال هذه الفترة سلسلة روائية متميزة وهي “ رباعية أبو كاطع”وتضم “ الزناد” و“بلابوش دنيا” و“غنم الشيوخ” و” فلوس أحميد”. ولا يمكن فهم أسرار العمود الصحفي دون الاستنارة بعوالم “ الرباعية”.

وعمود (أبو كاطع) هو لون  متميز وخاص من المقال الصحفي النقدي الاجتماعي الساخر، الذي ينتقد فيه الكاتب المظاهر الاجتماعية والسياسية والثقافية الفاسدة، يعرّي دونما رحمة وبكل صراحة مظاهر وشخصيات ومواقف مدانة ومرفوضة، وهو في صراحته يذكرنا بطفل الكاتب الدانماركي هانس كرستيان اندرسن في قصة “ ملابس الامبراطور” التي توقف عندها ابو كاطع نفسه في أحد أعمدته الساخرة، وشبّه نفسه ورفيق رحلته ومحاوره (خلف الدواح) بهذا الطفل الصريح الذي صرخ وهو يرى الملك عارياً “ الملك مصلخ”

فشمران الياسري، ابن الريف، مجبول على الصراحة وقول كلمة الحق ومواجهة الاستبداد السياسي والاقطاعي وجهاً لوجه دونما خوف أو وجل، ولذا فهو لم يقبل أن يصمت أو يتستر أو يجامل أو “يغلس”  على الاخطاء والجرائم ومظاهر الفساد، ولذا كان يصرخ بصوت عال، بصراحة، ربما مثل الحكيم ديوخيوس”وجدتها”.

وكان (أبو كاطع) يرفض الامتثال للخطوط الحمر في الكتابة والمواقف السياسية والفكر، ويأبى أن تفرض عليه زاوية معينةفي الكتابة فيها، تنطوي على نفاق أو تزلف أو استخذاء ولم يكن (أبو كاطع) وحده في ذلك، فقد كان معه صديق عمره ومحاوره (خلف الدواح) فهما يشكلان ثنائياً حوارياً، ويشتركان في تقليب الظاهرة قيد المعالجة من أوجهها المختلفة، ليصدر في النهاية حكمها اللاذع والساخر والذي  يمثل ادانة لا تعرف المجاملة، ولذا فثنائي (أبو كاطع ) و(خلف الدواح) يمكن أن يذكرنا بثنائيات (مقامات الحريري) و(مقامان بديع الزمان الهمداني). ففي مقامات الحريري كان يتشارك في نسج المقامات كل من أبي زيد السروجي راوياً، والحارث بن همام البصري بطلاً، وفي (مقامات بديع الزمان الهمداني) نجد عيسى بن هشام راوياً والاسكندري مغامراً وبطلاً.

ويخيل لي أن لجوء المؤلف شمران الياسري الى ابتكار شخصية ثانية، وكذلك الأمر بالنسبة للمقامات، هو للخروج من اطار البنية المقالية التفكيرية، احادية الصوت، والانتقال الى بنية درامية حوارية من خلال بناء مشهد درامي متحرك دال، تقدم فيه الاحكام والتحليلات والاستنتاجات وحتى “ ربّاط الكلام” بوصفها جزءاً من بنية سردية وليست تقريراً أو بياناً احادي الصوت، ولابعادها عن المباشرة الذاتية المفرطة وللاعلان الايديولوجي للمؤلف.

ويمكن أن نقول أيضاً عن طرفي ثنائي عمود (ابو كاطع) يشكلان وحدة متكاملة، فشخصية (خلف الدواح) هي الوجه الآخر لشخصية (أبو كاطع). وهما أيضاً يلجان الى السرد الشفاهي و(الحكواتي) أو (القصخوني) في المقاهي البغدادية, فحكايات (أبو كاطع) تنهض على بنية سردية حكائية ودرامية في آن واحد. وهذه البنية مفتوحة على تأويلات القارئ الذي يشارك بالضرورة في استنباط ما لم يلقه النص من ايماءات واشارات قد تبدو عابرة وغير أساسية، كما أنها تخلق علاقة تواصل بين الكاتب بوصفه مرسلاً وباحثاً لرسالة محددة هي العمود الصحفي وبين القارئ بوصفه متلقياً ومروياً له.

ولا خلاف في أن شمران الياسري قد أسس لمدرسة خاصة به في العمود الصحفي، والتي تزاوج  بين الفصحى والعامية، الفصحى في المتن الأصلي، والعامية في الجانب الحواري بين الكاتب ومحاوره (خلف الدواح) وهذا العمود يجمع بين فني المقالة بمعناه الحديث الذي يعود الفضل في ترسيخ مبادئه الى الكاتب الفرنسي (مونتين) في منتصف القرن السادس عشر، والذي ميز فيه بين المقالة الذاتية، والمقالة الموضوعية، لكنه ركز على أهمية توافر العنصر الذاتي، ووجهة نظر الكاتب فيما يكتب. أما المقالة الصحفية، فهي الاخرى أخذت الشيء الكثير من فن المقالة الأدبية عند مونتين، لكنها مالت الى التخفيف من الشروط الأدبية ونزعت الى البساطة، وأحياناً المباشرة لرصد الظواهر الاجتماعية والسياسية التي كانت تطرحها الحياة، في عصر نشوء الصحافة التي كانت تفتح أبوابها أمام هذا الفن الجديد.

وعمود (أبو كاطع) ينطوي على رؤية ذاتية تعبر عن وجهة نظر الكاتب، لكنها أيضاً تنفتح على ما هو جمعي واجتماعي معاً، وهذا العمود، من الناحية الفنية والبنيوية، يكشف عن تشكل بنية سردية حكائية ودرامية متنامية، وربما تحتل (الحكاية) النواة المركزية للعمود الصحفي، هذه البنية منتظمة ونسقية، إذْ غالباً ما يركز الإستهلال على إلتقاط ظاهرة إجتماعية معينة وطرحها للمساءلة، فيما ينطوي الختام على الثيمة أو المغزى، وما يسمى شعبياً “ رباط الكلام” أمام المتن فهو يأخذ طابعاً حوارياً بين الكاتب ومحاوره أو ذاته الثانية (خلف الدواح) وقد يستخدم في هذا القسم الكثير من التعابير الدارجة في لغة الحياة اليومية المحكية.

ومن الواضح أن مقالة (أبو كاطع) تنضوي تحت باب “ النقد الاجتماعي الساخر” وهو نقد فيه الكثير من القسوة والعنف اللغوي، وهو عادة ما يفتح الجراح ويستنطقها أو يتركها للقارئ، لتبوح له بضراوة معاناتها وسخطها على مظاهر الانحطاط والفساد والتفسخ في المجتمع والحياة. ولذا فقد كانت مقالات (أبو كاطع) الصحفية التي كان ينشر تحت عنوان “ بصراحة أبو كاطع” مثيرة ومحرضة، مما يدفع البسطاء والمظلومين للتفاعل معها، لكنها من الجهة الاخرى غالباً ما كانت تثير حساسية السلطات السياسية وسخطها والتي ترى فيها نقداً تجاوز الخطوط المسموح بها. ولذا كانت كثيراً ما تتحفظ على بعض أعمدته وتحتج عليها رسمياً. لكن ذلك لم يحد من مواصلة (أبو كاطع) الكتابة وتعرية الاخطاء والجرائم والفساد دونما رحمة أو مجاملة أو “ تبويس لحى”

وهذا كله ما أكسب عمود أبو كاطع كل هذه الشعبية وسعة المقروئية.

**********

بصراحة أبو گاطع.. لحية زاير منصور!!

خلافاً لعادته، المألوفة لكم، وهي الاستهلال بالمشكل، والحكاية هي القفل. فقد استهل بالحكاية اليوم وقفل بالمشكل.. لم استغرب ذلك، فكل شيء عرضة للتطور، حتى خلف الدواح وهو يقول:

- چان بجريتنا رجال خيّر محترم، اسمه زاير منصور، عنده لحية طويلة كلش، ومعتني بيها وبصبغها اكثر من اللازم.

ليله من ليالي الشتا، جاعدين بمضيف الشيوخ، مدري ليش گطع عگلي ونشدته:

- خالي، زاير منصور، يرحم والديك، لونمت بالليل اتغطي لحيتك وياك، يو تطلعها فوگ اللحاف؟!

صفن الزاير مگدار شرب جگاره، وتالي جاوبني:

“ – والله يا خالي ما فاطن لروحي، اعذرني-”.

ثاني يوم اجاني زاير منصور من الصبح، لمضيف الشيوخ، عيونه مشنطات من السهر، وچان يلتفت علي ويگول:

“ – الله ينتقم منك يا خلف الدواح، خليت السالفه على بالي، وظليت البارحه طول الليل سهران، حاير بلحيتي، اغطيها وياي تبززني؟! اطلعها فوگ يكتلني البرد!!-”.

عاد يا أبو گاطع، ولا يهون الجماعة، حسبتي هم صارت مثل لحية زاير منصور:

چنت اروح للدكان انشد على تايد، يو شكر، يو معجون طماطه ايگلي: خلصت.. ماكو.. ارجع للبيت اگلهم ما لگيت. وفكري خالي.. اگول صارت فلوس هواي عد بعض الناس والحاجات ظلت مثل ما هيه، معلوم اتشح..

لكن گبل يومين، نشدت أبو الدكان على جگاير بغداد گال لي ماكو..

وچان يلتفت على واحد من الواجفين “اعرفه اشلون ذيل مال شيوخ اعوج.. هور المصندگ ما يشطفه!” ولنه يگول..

- بعد وبعد.. الجگاير تهون!!

حتى ماي ماكو ..

ولنه يا أبو گاطع يحچي برهاوه.. وبحس عالي.. آنه عاد، هذيچ الساعة انتبهت على الشغلة.. نمت ليلي:

اتغطى باليزار يكتلني الحر وسموم الرجعيين.. اكشف بدني يگرصنيي حرمس المتآمرين.. كسر بجمع صرت مثل زاير منصور الله يرحمه!!

أبو گاطع

ــــــــــــــــــــــــــــــ

* من اعمدة ابو گاظع المنشورة في “طريق الشعب” عام 1974

***********

ابو كاطع .. القول المحفوف بالمخاطر

رياض النعماني

ثمة ذروتان عاليتان في تاريخ العامية العراقية - كصوت لغوي ثاني للغة الام الفصحى - هما مظفر النواب وشمران الياسري (ابو كاطع) - وهذا لا يعني إطلاقا إغفالا للاصوات الابداعية التي قدمتها لهاتين الذروتين الكثير من بدايات التحديث.

أشعلا في أرض الكلام المحلي حرائق كثيرة فجّرت محيط اللغة العامية بأمكانيات جمالية وحسية وفكرية هائلة قدمت النتاج الابداعي العامي في أضواء وعناصر ثقافية جديدة  دخلت في تكوين النسيج المعرفي للكائن العراقي.

اللغة هي قبل كل شىء موهبة مستقلة لا تتوفر لجميع الذين يمارسونها بنفس الحساسية والرهافة والادراك والتذوق والعلو... إن تلمس أسرار وينابيع وأعماق ودور تلك الموهبة في العملية الابداعية مسألة صعبة للغاية... من هنا نستطيع ان نرى فوضى وهياجانات الانطباعات والآراء العشوائية السائدة منذ سنوات وحتى اليوم.

الموهبة – الثقافة.. هما عنصرا العمل الجديد، وجهاته المفتوحة على جهات البعيد.. المجهول.. المستقبل، والتي أمسك  بزمامهما ابو كاطع في سردياته، وإنشاءه الدائم لعالم رواياته، وحتى عموده الصحفي بطريقة نادرة، ومهارة عالية جدا.. حيث كان في كل ما كتبه من نثر وكأنه يسير على صراط القول المحفوف بمخاطر السقوط في هاوية العادية والتسطيح، والغفلة التي لا تنقذ الكلام من شفاهيته وأستعمالاته البدائية الأولى.

ابو كاطع في عمله الكتابي شذّبَ الكلام الذي يأخذه من شفاه وأفئدة الناس البسطاء وتراب وغبار حقولهم واشواقهم

ثم يعيده اليهم مشحونا بعلاقات ودلالات، وآفاق ثقافية عميقة عرف كيف يخفيها في داخل النص ويقدمها لهم دون إستعراضات وإدعاءات معرفية، وبذلك يمكننا القول إن ابو كاطع هو أول من ساهم في محو أمية مجتمعه الكبير.

وهكذا ظل على الدوام ذكيا - يقظا  يزود فضاء إستعمالاته اللغوية بمقومات الخبرة المتجددة  التي تمزج العمل الادبي بعروق شجر  وطين وماء وغبار وثغاء الاغنام، وليل وروائح ونكهة موروث بيئته التي كان يخلقها من جديد في عرق فرس، أو (مصخنة) ماء ترفعها على رأسها صبية عائدة من النهر ومذاق الطلع الحلو..، أو تطريز فلكلوري في (بسط) مدينة (الحي) المترامية النخوة والذائقة والكرم والقهوة والشجاعة والعادات النبيلة، وتاريخ الشعر العامي خاصة.

كنت أتمنى ان أتحدث عن البنية الفنية للرواية (الشعبية) التي  أبدعها ابو كاطع، وكان رائدا فيها، لكن ضيق المجال وللأسف حال دون ذلك.

********

عن (أبو گاطع) في ذكرى رحيله

عدنان الفضلي

تمرّ علينا هذه الأيام الذكرى السنوية لرحيل الأديب الفقيد شمران الياسري (أبو گاطع) صاحب أكثر الكتابات التي لامست هم الوطن والمواطن من خلال رباعيته الروائية التي كتبها بلغته الثالثة المعتمدة على (الحسچة)، والتي تركت أثراً بالغاً في نفوس أغلب أبناء الشعب العراقي ممن اطلعوا على تلك الرباعية. ففي رباعيته الروائية رسم شمران الياسري شخوصه من عمق الريف المداف بالحزن والقهر والشجن الجنوبي الذي تعرّق به، حين داهمته (انفلونزا النضال ) التي لم تغادره حتى وفاته، ورتب احداثه وفق حقائق عاشها او سمعها من المحيطين به، لذلك فهو ومن خلال ما يروي، كانت منظومة بثـّه مقنعة جداً، ولفرط بساطة اللغة التي يدوّن من خلالها، استطاع سحب متلقيه الى درجة الحرص على المتابعة وتحليل كل ما يصدر عن تلك المنظومة الخلاقة لكل ما له مساس مباشر بالمواطن، ولعل قناعاته الحكائية الموحية اكثر من مباشرتها، جعلت الادباء العراقيين يصغون له قرائياً، وقد اقرّ لي اكثر من صديق جايل شمران، بانهم كانوا يستمعون له، لانهم حين يقرؤون ما يكتب من سرد يشعرون بان المفردات تنطق بصوته الجنوبي. شمران الياسري وبعيداً عن كونه الشيوعي المتمسك بمبادئ واخلاق  لا تتواجد لدى الانتماءات الاخرى، كان قادراً على سدّ كل فراغ يمكن ان يظهر في مساحة روي الحدث الآني، فهو الاعلامي المتصيد لكل سحابة سوداء تغفلها الاعين الاخرى، وهو القابض ابداً على مشكلات ناسه الذين ينتمي اليهم، كونه عاش اشتراكياً بالفطرة التي مزجت بوعي جاء من قراءاته، خصوصاً تلك القراءات المتعلقة بالتطبيقات الماركسية التي تنصب بمجملها لصالح الفقراء والمساكين والمعدمين، وبهذا كانت له الريادة في دفع منطقة الروي باللهجة الدارجة الى مصاف الادب الرفيع، بعد ان كان البعض يرى فيها نوعاً من انواع الادب الشعبي البسيط، وتلك الريادة لم تأت من فراغ، بل ان الرجل وجد فيها منظومة البث الوحيدة القادرة على اقناع الانسان البسيط والانسان المثقف الواعي لما يدور حوله، وقد حاول فيما بعد الكثير من الادباء التوجه الى منطقة كتابة شمران الياسري، لكنهم لم يستطيعوا الخوض فيها بمستوى ما كان يقدمه شمران من سحر حلال يؤثر في المتلقي، مع احترامي الكامل لجميع التجارب التي ننحني لها اجلالاً، كونها جهدا نقدسه ونحترمه. هذه الايام ومع ذكرى وفاته ينبغي على كل من عشق شمران الياسري، انسانا ومناضلا ومثقفا واعيا، ان يقيم له كرنفال وفاء، تقديراً للمنجز الابداعي الذي قدمه لنا هذا الثائر الكبير، وعلينا ان نقتفي اثر نجاحاته في الايصال والتوصيل، علنا نعثر على نوع آخر من السحر الحلال الذي امتلكته منظومة بث شمران الياسري.

*******

*****************************************

الصفحة التاسعة

بول تتوج بسباق 400 متر حواجز ببطولة أوروبا.. متعددة الرياضات

ميونخ ـ وكالات

فازت العداءة الهولندية فيمكي بول بسباق 400 متر حواجز للسيدات، ضمن منافسات بطولة أوروبا 2022 متعددة الرياضات.

وحققت العداءة الفائزة بالميدالية البرونزية في الأولمبياد والميدالية الفضية في بطولة العالم، زمنًا قياسيًا في البطولة بعدما أنهت السباق في زمن بلغ 67,52 ثانية، متفوقة على الأوكرانيتين فيكتوريا تكاشوك وآنا ريزكوفا بفارق 1.63 ثانية، و2.19 ثانية على الترتيب.

وكانت بول فازت بذهبية سباق 400 متر وحققت زمنا محليا بلغ 49.44 ثانية.

********************

صالات العراق تتعادل مع منتخب طهران وديا

طهران ـ وكالات

تعادل المنتخب العراقي لكرة الصالات، مع مستضيفه منتخب طهران الإيراني بنتيجة (1-1)، في المباراة التي أقيمت امس الأول الجمعة، ضمن تحضيراته للمشاركة ببطولة آسيا التي ستقام بالكويت خلال أيلول المقبل.

وسجل هدف منتخبنا الوطني الوحيد اللاعب حيدر مجيد.

وأشرك الإيراني محمد ناظم الشريعة المدير الفني لمنتخب العراق، أغلب لاعبيه في المباراة الودية الأولى له ضمن معسكره المقام حاليا بمدينة شيراز.

ويحاول منتخبنا للصالات، الاستفادة من المعسكر الحالي، بإجراء أكثر من مباراة ودية مع الفرق الإيرانية قبل العودة إلى بغداد، ومن ثم التوجه إلى الكويت منتصف الشهر المقبل لخوض بطولة آسيا.

ويتواجد العراق في مجموعة تضم منتخبات الكويت (البلد المضيف) وتايلاند وعمان.

يذكر أن المنتخب العراقي، حصد المركز الثاني في بطولة كأس العرب، التي اختتمت مؤخرا بمدينة أبها السعودية، بعد خسارته في النهائي أمام المغرب (0-3).

*******************

وقفة رياضية.. تفعيل دور منتديات الشباب

منعم جابر

اليوم صار تحديداً للواجبات الوطنية وتعظيماً لها ان تتحول منتديات الشباب إلى مصانع للأبطال والبطولات في الجانب الرياضي وكذلك تصبح مصنعاً للمبدعين والطاقات المتميزة من شبيبتنا والقادرين على صناعة الحياة وخلق الابداع. لقد كانت منتديات الشباب في ايامها الأولى من سبعينات القرن الماضي تجربة جديدة اقتبسها النظام العراقي من التجربة الاشتراكية في (المانيا الديمقراطية والاتحاد السوفيتي سابقاً) وكانت هذه التجربة الوطنية مدارس في اعداد الشبيبة وتطويرهم ورعايتهم في كل المجالات الحياتية من حيث ممارسة الرياضة والألعاب بأنواعها وتجاربها واهتمامها بالنشء الصاعد إضافة إلى اهتماماتها برعاية المواهب الفنية بكل اشكالها كالرسم والنحت والموسيقى وايضاُ رعايتها للمواهب الشعرية والأدبية وإقامة المهرجانات الثقافية والأدبية وإقامة المعارض الفنية. ويضاف إلى هذه الفعاليات والنشاطات العلمية التي من خلالها اكتشفنا المواهب والطاقات المبدعة وكانت هذه المنتديات مجالات رحبة للطاقات الشبابية المتنوعة من حيث تعلم الخياطة والتدريب وتعلم حرف ومهن تطور الشباب وتساعدهم على شق طريهم في هذه الحياة، مثل النجارة والحدادة والتأسيسات الكهربائية، وقد شكلت هذه الحرف والمهن مسارات جديدة لشبيبتنا. اذاً بعد هذه الجولة في تفاصيل هذه المنتديات ومكاسبها وفوائدها لشبابنا هل يصح ان نهجر هذه المنتديات ونحولها إلى صحاري مهملة او إلى قاعات فارغة.

لقد اطلعت على بعض تلك المنتديات التي كانت ذات يوم تزهو بالحركة والنشاطات وتفاعل الشبيبة وممارستهم كل الفعاليات والنشاطات، إلا انها اليوم تعيش واقعاً بائساً وفقراً كبيراً وغياباً كاملاً لكل النشاطات والفعاليات وغياباً كاملاً للشباب من كلا الجنسين وان تواجد البعض في هذه المنتديات اما للتبضع من خلال (استثمارها كمولات للتسوق او كازينوهات لشرب النركيلة) او اشغال ساحاتها كمواقف للسيارات، وفي احسن الحالات استثمارها كمسابح. هكذا أجد ان ساحات منتديات الشباب استثمرها البعض لأغراض غير رياضية بينما ينص قانون الاستثمار بضرورة استثمارها لأغراض رياضية وقريبة من الرياضة.

احبتي يا قادة الرياضة ومسؤوليها في وزارة الشباب الرياضة سيدي الوزير هل يصح وانت الرياضي المبدع واللاعب الكبير ان تفرط بالرياضة والعابها لنشاطات بعيدة عن الرياضة وتنسى واجبكم الرئيسي في رعاية الرياضة والعابها.. ولنا عودة.

*************************

ميلان قلق من اهتمام ليفربول..بنجمه إسماعيل بن ناصر

ميلان ـ وكالات

أفاد موقع كالتشيو ميركاتو بأن نادي ليفربول قد يستهدف التعاقد مع لاعب الوسط الجزائري إسماعيل بن ناصر نجم ميلان، وخصوصاً في ظل عدم تجديد عقد نجم محاربي الصحراء مع الروسونيري حتى الآن. وتابع الريدز النجم الجزائري منذ عدة شهور، وخصوصاً وأنه كان يمتلك شرطا جزائيا للانتقال إلى أي نادٍ مقابل 50 مليون يورو ولكن صلاحية ذلك الشرط الجزائي انتهت في الأيام السابقة الأخيرة. ووفقاً لصحيفة الكورييري ديلو سبورت فإن نادي ليفربول ليس النادي الوحيد الذي يريد التوقيع مع بن ناصر، حيث أن اللاعب تحت أنظار عدة أندية أوروبية كبرى. ويجعل هذا ميلان في حالة من الذعر من احتمالية خسارة بن ناصر، حيث أن عقده الحالي ينتهي في عام 2024، وهذا يعني أن الروسونيري سيكون مضطراً لبيعه في الصيف القادم إذا لم يُجدد معه. ويأت ذلك في نفس الوقت الذي يحاول به ميلان تجديد خط الوسط بمواهب شابة جديدة من أونيديكا لاعب ميتلاند الدنماركي و أونانا من بوردو، كما أضافت التقارير الأخيرة اسم آخر من ألمانيا وهو موريبا الذي لم يقدم موسماً إيجابياً ما بين لايبزيج وفالنسيا.

*************************

نتريسمبيوتي تحرز ذهبية المشي 20 كيلومترا

ميونخ ـ وكالات

فازت اليونانية أنتيجوني نتريسمبيوتي، امس السبت، بالميدالية الذهبية لسباق المشي لمسافة 20 كيلومترا للسيدات، في بطولة أوروبا 2022 متعددة الرياضات. وفاز الإسباني ألفارو مارتين باللقب، للمرة الثانية على التوالي، في مسابقة الرجال. وبعد أربعة أيام من الفوز بسباق المشي لمسافة 35 كيلومترا للسيدات، تمكنت نتريسمبيوتي (38 عاما) من اختراق مجموعة صغيرة من المتصدرين، قبل نهاية السباق ب 3 كيلومترات، وسجلت زمنا بلغ ساعة و29 دقيقة و3 ثوان.

واكتفت البولندية كاتارزينا زديبلو بالميدالية الفضية، حيث كان الفارق بينها وبين نتريسمبيوتي 17 ثانية، مثلما فعلت في سباقي 20 كيلومترا و35 كيلومترا ببطولة العالم، التي أقيمت الشهر الماضي في يوجين. وحصلت الألمانية ساسكيا فيج على الميدالية البرونزية، فيما تلقت حاملة اللقب ماريا بيريز في البداية عقوبة مدتها دقيقتان، بينما كانت تتصدر السباق، ثم تم استبعادها في وقت لاحق. وفي منافسات الرجال، هيمن مارتين على السباق مثلما فعل في 2018، حيث أنهاه في ساعة و19 دقيقة و11 ثانية، ليتغلب على بيرسيوس كارلستروم بفارق 12 ثانية، فيما حصل الإسباني دييجو جارسيا على الميدالية البرونزية.

*************************

تونس تواجه البرازيل استعدادا للمونديال

تونس ـ وكالات

ستخوض تونس مواجهتها الثانية مع البرازيل، ودياً في 27 ايلول المقبل في أوروبا، استعدادا لمونديال قطر 2022، بحسب ما أعلن الاتحاد التونسي للعبة.

وكتب الاتحاد التونسي لكرة القدم في حسابه على موقع فيسبوك “بعد 50 سنة، يعود المنتخب الوطني التونسي، لمواجهة المنتخب البرازيلي، بطل العالم 5 مرات، في ثاني المواجهات التي تجمع المنتخبين على مرّ التاريخ”.

وأقيمت المباراة الأولى بين المنتخبين في 6 حزيران 1973، وانتهت بفوز نجوم سيليساو 4-1.

وستستضيف البرازيل “باعتبارها الجهة المنظمة، المنتخب الوطني.. في لقاء سيدور في إحدى الملاعب الأوروبية، التي سيتم تحديدها في الأيام القادمة”، بحسب ما أضاف الاتحاد التونسي، فيما أشارت تقارير صحافية إلى انها ستقام في فرنسا.

ويدخل “نسور قرطاج” أول معسكر في تونس منتصف سبتمبر المقبل، قبل مواجهة البرازيل ثم ودية أخرى في 22 منه.

وكانت تونس قد خاضت بطولة “كأس كيرين” الدولية الودية في اليابان في حزيران، عندما توجت باللقب بعد الفوز على تشيلي (2-صفر) بهدفي علي العابدي وعصام الجبالي ثم اليابان (3-صفر) بأهداف محمد علي بن رمضان وفرجاني

 وتخوض تونس نهائيات كأس العالم في قطر نهاية السنة في مجموعة واحدة مع فرنسا والدنمارك وأستراليا، حيث تأمل في مشاركتها السادسة التأهل للمرة الأولى إلى الدور الثاني.

أما البرازيل التي ستواجه غانا أيضاً في 23 ايلول، فوقعت في مجموعة تضم سويسرا والكاميرون وصربيا. وسيعلن تيتي مدرب البرازيل الذي سيتخلى عن منصبه بعد نهائيات كأس العالم، عن تشكيلته في التاسع من الشهر المقبل.

*************************

كارولين غارسيا تكمل عقد نصف نهائي سينسيناتي

أوهايو ـ وكالات

أقصت الفرنسية كارولين غارسيا منافستها الأمريكية جيسيكا بيغولا، في طريقها نحو نصف نهائي سينسيناتي، حيث تواجه البيلاروسية آرينا سابالينكا، بينما تصطدم التشيكية بترا كفيتوفا بالأمريكية ماديسون كيز، في نصف النهائي الآخر.

وتغلبت غارسيا، المصنفة 35 عالميا، بنتيجة 6-1 و7-5 على بيغولا، المصنفة الثامنة، لتستمر في تقديم المستوى الطيب الذي بدأت في الظهور به، منذ حزيران الماضي، وفازت بـ25 مباراة حتى الآن، ولتحقق أول انتصار لها على بيغولا.

وتواجه الفرنسية في نصف النهائي سابالينكا، التي تأهلت على حساب الصينية شواي زهانج بنتيجة 6-4 و7-6 (7-1).

وكانت الأمريكية ماديسون كيز قد تأهلت، أمس الجمعة، إلى نصف النهائي أيضا على حساب الكازاخية إيلينا ريباكينا، الفائزة ببطولة ويمبلدون، في ساعة و31 دقيقة بنتائج مجموعات 6-2 و6-4.

**************************************

الصفحة العاشرة

مسارات اليسار الأميركي اللاتيني.. معارضة الفصل بين الاجتماعي والسياسي

مايكل لووي*

معروف أن هذا الخيار المشؤوم قد نظّر له، بواسطة جملة حجج، كل من أنطونيو نيغري وجون هولوواي، وهما يدعوان على التوالي إلى قوة «الجموع» و«تغيير العالم من دون تسلّم السلطة». يرى أمير صادر أنه لا يمكن بناء «العالم الآخر الممكن» بواسطة الحركات الاجتماعية وحدها، والحال أن ذاك العالم قيد البناء الآن بواسطة الحكومات التقدمية المعادية لليبرالية في بوليفيا والإكوادور وفنزويلا.

إن نقد صادر لخطاب «الاستقلال الذاتي» المعادي للسياسة له ما يبرره، لكني أسجل عليه بعض التحفظات. في كثير من الحالات، كان لموقف الاستقلال الذاتي للحركات الاجتماعية — مثل «حركة البدون أرض» — تجاه الحكومات اليسارية، إلى هذا الحد أو ذاك، وجهٌ بالغ الإيجابية. فعندما تفقد الحركات الاجتماعية استقلالها الذاتي وتصير تابعة للحكومة — كما في حال «اتحاد النقابات» البرازيلي — يشكل ذلك انتكاسة خطيرة. ثانيا، لم يكن الموقف الغالب لـ«حركة البدون أرض» معاديا للحكومات التقدمية — إذ دعت أكثر من مرة موراليس وتشافيز للخطابة في مهرجاناتها. وإنني أرى أن لـ«حركة البدون أرض» والحكومات التقدمية مهمات متباينة ولا يمكن استبدال الواحدة منهما بالأخرى. وفيما يشدد صادر على أهمية الجبهة المشتركة التي شكلتها كل حكومات أميركا اللاتينية اليسارية، أو ذات اتجاه يسار الوسط، ضد اقتراحات التجارة الحرة التي تقدمت بها الولايات المتحدة الأميركية، إلا أنه يميز بين تلك الحكومات التي اتخذت خطوات جادة نحو القطيعة مع النموذج النيوليبرالي وتلك التي تمثل الاستراتيجية الجديدة لما بعد النيوليبرالية: بوليفيا، فنزويلا، والإكوادور. وقد شكلت تلك الحكومات، جنبا إلى جنب مع كوبا، «التحالف البوليفي لعموم أميركا» الذي انضمت إليه بعض دول البحر الكاريبي وأميركا الوسطى، في مواجهة  منطقة التجارة الحرة لعموم أميركا» وهو التحالف المكرس للنضال ضد الهيمنة الأميركية خارجيا والعمل داخليا على إعادة بناء الدولة بتعزيز المجال العام على حساب المجال الخاص، والقطع مع السياسات الاقتصادية النيوليبرالية وتأسيس أشكال جديدة للسلطة الشعبية.

أبرز الأمثلة على تلك الدول بوليفيا، حيث أسست الحركات الاجتماعية وحركات السكان الأصليين حزبَها المستقل — «حركة الاتجاه نحو الاشتراكية» — بمساعدة مجموعة من المثقفين الماركسيين، مثل مجموعة «لا كومونا» المتحلقة حول ألفارو غارسيا لينيرا، واختارت فلاحا من أبناء السكان الأصليين، إيفو موراليس، مرشحا للانتخابات الرئاسية، وقد فاز في انتخابات العام ٢٠٠٥، مع غارسيا لينيرا نائبا له. وعندما جوبه موراليس ورفاقه بهجوم رجعي عنيف — مدعوم بالإمبريالية الأميركية — خاضوا «حرب مواقع»، على طريقة غرامشي، أي معركة حول الدستور الجديد انتهت إلى انتصار الحكومة اليسارية في استفتاء العام ٢٠٠٩.

في هذه النظرة الشاملة لنضال بوليفيا، يستوحي صادر تحليلات غارسيا لينيرا الماركسية لتقديم صورة مقنعة عمّا يسميه «المراحل المختلفة للمعركة من أجل الهيمنة». ومن أسف أن الكتاب لا يبلور نقاشا مماثلا للمسارات الشبيهة المعقدة والمتناقضة في فنزويلا والإكوادور. تتباين هاتان الحالتان مع حالة بوليفيا، حيث نلاحظ الجدلية القائمة بين سياسات موراليس والضغوط الآتية «من تحت». أما في فنزويلا، فالراجح أن تصدر المبادرات من تشافيز، بطريقة تذكّر بأشكال سابقة من الشعبوية الأميركية اللاتينية، أو من نزعة الزعيم الأوحد فيها. والفرق، أن تشافير يتحدث باستمرار عن الاشتراكية والصراع الطبقي والثورة، وهو ما لم يفعله بيرون قط. وهكذا تبقى الحركات الاجتماعية في موقع تبعية بالنسبة لـ«قصر ميرافلوريس» [الرئاسي]. تمثل الإكوادور نسقا مختلفا: لم يُنتخب كورّيا بدعم من حركة السكان الأصليين، إنما بدعم من تحالف بين المجتمع المدني ومجموعات سياسية يسارية. وقد طبق إجراءات تقدمية ولكن بطريقة سلطوية إلى حد ما. والحصيلة صدام مستمر مع حركة السكان الأصليين التي ارتكبت بدورها عددا من الأخطاء الفادحة، ما خلق حالة توتر تضعف المسار المعارض للنيوليبرالية.

ومع أن صادر يعتبر بوليفيا وفنزويلا والإكوادور، مع كوبا، التعبيرات الأكثر تقدما عن استراتيجية بَعد نيوليبرالية الجديدة، يضيف ملاحظة جادة تقول إنه في ظل الوضع الدولي المتراجع الحالي ليس لتلك الحكومات من حلفاء استراتيجيين خارج أميركا اللاتينية وأنها لم تتمكن من أن تسلك طريق التطور المعارض للرأسمالية، بل إنها تتعايش مع رأس المال الخاص، الذي يحتفظ بوجود قوي. وهذا ما يفسر الهجوم المضاد الذي تشنه القوى الرجعية في البلدان الثلاثة مستخدمة سلطتها الاقتصادية والإعلامية لإثارة القضايا التي تجذب الرأي العام المحافظ: العنف، التضخم المالي، «الأمن» وغيرها.

وما يحيّر أن صادر ليس يناقش واحدة من أبرز سمات تلك الحكومات: التزامها ببديل بعد رأسمالي لـ«اشتراكية القرن الواحد والعشرين». وللمصطلح الأخير عدة وظائف بلاغية. فهو يتمايز أولا عن كل من الليبرالية الاجتماعية والشعبوية في تاريخ أميركا اللاتينية. ثانيا، يرمي من وراء الإشارة الزمنية تلك إلى الإيحاء بوجود مسافة نقدية مع التجارب التي طغت في القرن العشرين: الاشتراكية الديموقراطية، التي فشلت لأنها لم تسع مرة إلى النضال ضد الرأسمالية، وضد «الاشتراكية المتحققة»، التي ما لبثت أن انهارت لأنها افتقدت الحد الأدنى من القاعدة الديموقراطية. ثالثا، يشير مصطلح «اشتراكية القرن الواحد والعشرين» إلى أن العدو ليس النيوليبرالية وإنما النظام الرأسمالي بالذات. بالطبع، لا تزال دول الحلف البوليفاري بعيدة كل البعد عن القطع مع الرأسمالية، لكن مجرد وضعها الاشتراكية على جدول الأعمال، لأول مرة منذ انهيار ما يسمى «المعسكر الاشتراكي»، خطوة تقدمية تستحق أن نسجلها. وقد يعترض معترض بأن الأمر لا يعدو كونه خطابا سياسيا، إلا أن الخطب هي أيضا جزء من الواقع ما دامت تولّد التوقعات وتؤسس لقيَم.

يختم صادر ببعض التأملات في مصائر الموجة الأميركية المعارضة للنيوليبرالية ملاحظا نجاحاتها النسبية ومشيرا إلى مستقبلها غير المضمون. يقدم صورة صاحية للقارة الأميركية اللاتينية بأكملها تختبر، عند مطلع القرن الجديد، أزمة هيمنة مترامية الأبعاد، حيث يحاول القديم التشبث بالبقاء والجديد يجد صعوبات في الحلول محله. إن الظروف الموضوعية لتهالك النموذج النيوليبرالي قائمة، لكن بلدانا مثل البرازيل والأرجنتين وأوروغواي، التي حافظت على النموذج مع جعله أكثر مرونة — من خلال تأمين استمراره في السياسة النقدية، وإن يكن ليس في السياسة الاقتصادية — قد تمكن كل منها، بطريقته الخاصة، من استئناف دورات التوسع الاقتصادي، وهو ما عجزت عنه حكومات سابقة، طبقت النموذج بطريقة صارمة.

إن المكسيك التي لا تزال تلتزم النموذج الصارم لم تتمكن من التقدم اقتصاديا، فيما تشيلي — وهي حالة مثالية لتطبيق النموذج النيوليبرالي — شهدت نهاية حكومات «التوافق».

يؤكد صادر أن الطريقة التي ستخرج بها المنطقة من أزمة مهيمنة تعتمد على «الاتجاه الذي تحدده الصراعات الاجتماعية والسياسية والأيديولوجية». ويشدد على أنه كائنا ما كانت التناقضات والحدود، فإن مسارات «البوليفارية» الجديدة والجذرية باتت نقطة مرجعية للنقاشات حول البدائل عن النيوليبرالية، لا في أميركا اللاتينية وحسب إنما على الصعيد العالمي أيضا. لجميع الذين ما عادوا يرون في النيوليبرالية أو النظام الرأسمالي «نهاية التاريخ»، سيكون هذا الكتاب ذا أهمية كبيرة.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* عالم اجتماع وفيلسوف ماركسي فرنسي- برازيلي

مجلة «بدايات» – العدد 34 – 2022

************************

الأفكار ملقاة على قارعة الطريق

د. حسن مدن

ليس بالضرورة أن تكون الأخبار الأكثر تداولاً أو قراءة، وحدها ما يجعل ما نكتب أفضل أو أكثر لفتاً لاهتمام القارئ. لا يصح  بالطبع  تجاهل حقيقة أن أحداثاً مصيرية أو حاسمة تجري من حولنا أو في العالم، لا بد من التوقف عند مغازيها.. أسبابها والتداعيات المتوقعة جراء حدوثها، وطبيعي أن تختلف المقاربات لمثل هذه الأحداث بين كاتب وآخر، وبين متابع وآخر، فليس لدينا جميعاً الرأي نفسه تجاه ما يدور حولنا.

ولعل هذا ما يضفي على المقاربة الصحفية أو الإعلامية لأي حدث حاسم أو مهم، المعنى، حيث بوسعنا الوقوف على أكثر من رأي، وأن نرى زوايا مختلفة لذلك الحدث حكماً من طريقة مقاربة الكتّاب له، خاصة في حال توفر ما هو ضروري من حرية القول التي تتيح هذا التنوع في المقاربات.

من تجربتي في الكتابة الصحفية اليومية لاحظت أنه يمكن لما نعدّه أخباراً مهملة ولم تنل اهتماماً أو انتشاراً واسعين، أن تكون موضوعاً للكتابة والحديث. ما من حدث حتى وإن بدا بسيطاً، لا يمكن أن يكون باعثاً على فكرة أو محرضاً عليها، والعبرة هي في طريقة مقاربة تلك الأحداث، فإذا قدّر لتلك المقاربة أن تكون ناجحة وموفقة، فإنها قمينة بأن تضفي عليها المعنى وتستخلص منها الفكرة.

وطالما أن الحديث يدور عن الفكرة، وعلى طريقة «الشيء بالشيء يذكر»، فإنه يمكن استذكار عبارة «الأفكار ملقاة على قارعة الطريق» المنسوبة إلى الجاحظ، لكن هنا أيضاً نكون إزاء سؤال مهم: هل الجميع يبصرون تلك الأفكار فعلاً، على الرغم من أنها ملقاة على الطريق، أم إن الأمر تلزمه بصيرة؟ والبصيرة  كما نعلم  ليست هي عين البصر، وإنما هي مهارة أو موهبة جعلت ضريرين مثل طه حسين، والأرجنتيني خورخي لويس بورخيس «يبصران» ما أبصرا، ويبدعان ما أبدعا، ومثلهما في ذلك آخرون.

ولنخلص إلى أنه علينا ألا نكتفي بملاحقة الأحداث والأخبار الأكثر انتشاراً وحدها، وإنما التفتيش عن الأخبار المهملة، المهمشة، فقد نفاجأ بأن فيها من عمق المعنى وقوة الدلالة ما يفوق كثيراً ما لنظيرتها المتداولة والمنتشرة.

من نحسبهم أشخاصاً عاديين ليسوا كذلك، بالضرورة، وما نحسبها أفكاراً عادية ليست كذلك بالضرورة.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

صحيفة «الخليج» – 12 آب 2022

***********************

فلاسفة ومفكرون.. انطونيو غرامشي(1891-1937)

اعداد: د. صالح ياسر

منظر ماركسي معروف ومؤسس الحزب الشيوعي الإيطالي. في عام 1928 أصدرت محكمة فاشية في ايطاليا حكمها على غرامشي بالسجن عشرين عاما بسبب نشاطاته الثورية. لعب غرامشي دورا بارزا في كشف النزعة الآلية والأساس الإيديولوجي للانحراف اليميني، كما كرس جهده لدراسة مشكلات المادية التاريخية وشغف بعلم الجمال وعلم الاجتماع وتاريخ الفلسفة .... الخ. وقد تناول غرامشي مسألة علاقة القاعدة بالبناء الفوقي والبروليتاريا بشريحة المثقفين، كما تناول مسألتي الثورة الثقافية ودور الايديولوجية في البنية الاجتماعية- الاقتصادية. وطبعا لا يمكن فهم موقف غرامشي بإعطائه أهمية أساسية للمستوى الإيديولوجي في البنية الاجتماعية – الاقتصادية من دون ربط ذلك بالظروف التاريخية التي كانت سائدة آنذاك في أوربا الغربية بفعل ابتعاد أفق الثورة الاجتماعية. فقد اعتقد غرامشي أن المشكلات “الثقافية” هي مشكلات ذات أهمية خاصة في مراحل تتلو النشاط الثوري، كما في أوربا 1815، ثم ثانية بعد عام 1921. ويقول إنه في مثل هذه الأوقات لا تكون هنالك معارك مباشرة بين الطبقات، ويتحول الصراع الطبقي الى “حرب مواقع”، وتصبح “الجبهة الثقافية” هي الميدان الرئيسي للنزاع (غرامشي، حياته وأعماله ص 253).

وفي إطار احتدام الصراع الثوري وفي سياق إعادة بناء الاستراتيجية الثورية في مجتمعات أوربا الصناعية في العقود الأولى من القرن العشرين طرح غرامشي نظرية السيطرة والهيمنة، وطور مفهوم المجتمع المدني معتبرا إياه احد مكونات البنية الفوقية. ففي احد النصوص الهامة في كتابه المهم (دفاتر السجن) كتب غرامشي قائلا: “ما نستطيع أن نفعله حتى هذه اللحظة، هو تثبيت مستويين فوقيين أساسيين، الأول يمكن أن يدعى المجتمع المدني، الذي هو مجموع التنظيمات التي تسمى (خاصة) والثاني هو المجتمع السياسي أو الدولة. هذان المستويان ينطويان من جهة أولى على وظيفة الهيمنة حيث إن الطبقة المسيطرة تمارس سيطرتها على المجتمع، ومن جهة ثانية تمارس الهيمنة المباشرة أو دور الحكم من خلال الدولة أو الحكومة الشرعية”.

ويضيف في مكان آخر قائلا:  “ينبغي الانتباه الى أن في مفهوم الدولة العام عناصر ينبغي ردها الى المجتمع المدني، إذ تعني الدولة : المجتمع السياسي + المجتمع المدني، أي الهيمنة المدرعة بالعنف” (الأمير الحديث، ص 147). ويضيف “لا ينبغي أن يفهم بكلمة دولة جهاز الحكم فحسب، بل جهاز الهيمنة الخاص أو المجتمع المدني” (ص 135). الدولة حسب رأي غرامشي هي المجتمع السياسي (سلطة الدولة) زائدا المجتمع المدني (الحقل الايديولوجي أو الأجهزة الإعلامية والتربوية للدولة البرجوازية الحديثة).

إن مفهوم الهيمنة مفهوم نظري يشير الى الطريقة التي يتم بواسطتها، إبراز مصالح المجتمع ككل، وكذلك طريقة تنظيم القبول الاجتماعي بهذا الاتجاه. الهيمنة، إذن، ذات علاقة بالمجتمع المدني في حين أن السيطرة (القسر) عائد للدولة، أي للمجتمع السياسي.

يقول غرامشي: (نستطيع الآن أن نحدد مستويين رئيسين من البنى الفوقية – احدهما يمكن أن يعرف باسم “المجتمع المدني، وهو مجموع الأجهزة المعروفة عموما باسم “الحاضنة”، والثاني هو “المجتمع السياسي” أو الدولة. وهذان المستويان يقابلان وظيفة “الهيمنة” التي تمارسها الجماعة المسيطرة عبر المجتمع كله من جهة ووظيفة “السيطرة المباشرة” التي تمارسها الدولة).

تبنى الهيمنة، كما يعاد إنتاجها، ضمن شبكة من المؤسسات يسميها غرامشي بالمجتمع المدني تمييزا لها عن الجانب القمعي للدولة. المجتمع المدني، إذن، هو تلك التنظيمات ذات الطابع غير الحكومي: النقابات، المدرسة، الأحزاب .... الخ، وهذه تنظيمات طوعية تفعل فعلها عن طريق الإقناع أي من خلال الايدولوجيا. وبخلاف هذه التنظيمات، تشكل مؤسسات الدولة: الإدارات، الجيش، الشرطة، القضاء، ما يسمى بالمجتمع السياسي، الذي يفعل فعله عن طريق القهر (السيطرة).

ومقابل ذلك دقّق غرامشي في العديد من الإشكاليات المرتبطة بقضية استقلالية الايدولوجيا، وبيّن أن استقلالية الايدولوجيا تتبدى في الهيمنة الثقافية باعتبارها رؤية للعالم لا تستمد قوتها وقدرتها من التغلب وفرض السلطة كما هو الأمر في حالة السيطرة، ولا من عقلانية مفترضة أو منطق مجرد، بل من احتضان كتل المجتمع المتجانسة وإقامة اللحمة بينها.

ورأى غرامشي أن الهيمنة الثقافية لا تعرف مركزا ولا تأتي عن آلية موحدة، بل هي نشاط متعدد المراكز يقيم تجهيزاته وتنظيماته خارج الدولة، وفي فضاء المجتمع المدني تحديدا، في محاولة منها – الهيمنة – لإقامة سياسة للايدولوجيا يكون الهدف منها استعادة المجتمع المدني لحقه في ممارسة شرعيته والوصول الى سيادته على مكونات وجوده الخاصة. بهذا يكون غرامشي أول من استعمل مفهوم الهيمنة بمعنى القيادة، وإيجاد سياسة ثقافية تهدف الى تنسيق وتوحيد مواقف الفئات والطبقات الاجتماعية كمقدمة لا بد منها لتحقيق السيادة، وذلك من خلال فاعلية الحزب “المثقف الجمعي” وقدرته على حشد وتعبئة كل أصحاب المصلحة في التغيير تحت قيادته، وذلك لأنه يحمل لواء الإصلاح والتغيير، ويسعى لنشر آليات هيمنته الثقافية والسياسية على كامل المجتمع.

وفي هذا التحليل يبلور غرامشي للحزب الشيوعي الطامح إلى السيطرة استراتيجية جديدة تقول إن من الممكن البدء في معركة التغيير الاجتماعي المنشود، أي الشيوعي، من استراتيجية تركز على العمل على مستوى المجتمع المدني وتعبئة المثقفين لكسب معركة الهيمنة الإيديولوجية التي ستعلب دورا كبيرا في مساعدة الحزب على عبور الخطوة الثانية وهي السيطرة على جهاز الدولة. ولأن الهيمنة مرتبطة بالإيديولوجية فإن المثقفين هم أداتها. ومن هنا جاءت حاجة غرامشي لإعادة تعريف المثقف وتحليل دوره والرهان الكبير الذي وضعه عليه في التحويل الاجتماعي.

********************************

الصفحة الحادية عشر

أحدث الكتب

- اشكالية التأويل في ترويج الخطاب

كتاب جديد للدكتور : معتز عناد غزوان

صدر عن دار مجدلاوي / القاهرة

- سفينة  نيرودا / رواية

ايزابيل الليندي / ترجمة : صالح علماني

صدرت عن دار الآداب – بيروت

عن الاتحاد العام للادباء والكتاب في العراق صدر حديثاً

- نبيذ فستانها الاحمر 

شعر : محمد جلال الصائغ

- قلقي شاسع .. صحراؤك ضيقة

شعر: كفاح وتوت

- وهم المرجع في المتخيل السردي

نقد : عبد علي حسن

-  الزانية في يومها الاخير

رواية : وارد بدر سالم

- تراتيل ايزيدا / مجموعة مشتركة لكتاب ايزيديين

اعداد : مهند صالح

- الروائي / رواية: سعد سعيد

صدرت عن دار خطوط

-سهيل وبنات نعش

رواية للفتيان / لهيثم بهنام بردى

صدرت عن دار أمل الجديدة –دمشق

***********************

(إيزابيل) رواية أنطونيو تابوكي المُذهلة

محمد الأحمد

ليست هذه الرواية المثيرة، القصيرة، والغريبة نوعا ما، الا الرواية الأولى للكاتب الايطالي “أنطونيو تابوكي” (23 سبتمبر 1943 - 25 مارس 2012) الكاتب والأكاديمي المثير للجدل. الرواية لم تنشر في حياته، الا بعد وفاته. وهو الذي عرف بميله الشديد الى اعادة كتابة تفاصيل تأريخية جرى التحقق من مصادرها بنفسه، وتثبتت في اعماله السردية. اذ جاءت لتختصر تاريخا متكاملا عن بلد عظيم اسمه “البرتغال”.. رواية تحمل تفاصيل كثيفة عن شخصية شابة تعرف اليها الكاتب اسمها “إيزابيل”، في سن السابعة عشرة، اعجبته كثيراً، تحمل جمالا اسطوريّا كما وصفها وقابلها اول مرة في المعهد الذي درسا فيه سويًّا، وفرقت بينهما الظروف حيث لم تكتمل قصة الحب التي كانت من طرف واحد..

وفي تلك العودة يحكي تاريخ البلد، وكفاحه ضد الاستغلال... يعود الكاتب اليها بعد أكثر من عشرين عاما، ليكتشف بانه لم يكن يعرفها جيداً، وانها كانت أحد ابطال تلك الثورة المبرزين. تعطي للقارئ الكثير من المعلومات، كأي رواية جيدة مشوقة تقدم من خلالها تفاصيل مهمة جعلتها من بين الروايات الخالدة التي تفتخر الإنسانية بها، لما فيها من محتوى وسياقات كتابية مقنعة. وأبرز تقانات فصولها مبنية بطريقة تقيم توازنا معلوما بين فصل وآخر، ونجد ان “إيزابيل” تعرف في كل فصل بأسم مختلف حسب الأمكنة التي تَخَفَّتْ فيها، بذكاء.. كي يحيلها الى شمولية نصف المجتمع، وسمي كل فصل من الفصول “ماندالا” او دائرة.. عددها تسع دوائر، (يقصد بها رمزا روحيا يخصّ الديانة البوذية والهندوسية يمثل الكون وطريقة الوصول الى الحقيقة، لإمتلاك حيّز معرفي مقدس، ومكان مناسب للتأمل، وتكون على شكل ايقونة هندسية لها أربع مداخل في داخلها دائرة، ونقطة مركزية – كما أوضح في هامش جعله في المقدمة). . المتخيلُ الحكائي في الرواية يفتح امام القراء، الكثير من الاسئلة الحيوية التي تحتاج الى ابتكار يوازي واقعية الافكار المُسَطرة ضمناً، ليثبت بالخيال المفترض قناعات جديدة سوف تستقر بذهن المتلقي عن طبيعة هكذا شخصيات سياسية “أسطرتها” الاشاعات والمرويات المتناقلة عنها، خارقة بين الخوارق. صفاتٌ منحها لها المحبون حتى اصبح تتبعها مضلّلا عبر الحكاية عن بطلة الرواية “ايزابيل” الغائبة - الحاضرة كبطلة احدى ملاحم التحرر في البرتغال، وتبدو انها ليست عصيّة عن الكشف، وعلى الرغم من انها تخفّت وراء عدّة أقنعة حسب الشخصيات في الأمكنة التي عاشت فيها، لا يشبه بدوره الدور الذي عرف به من قبل.. كأسطورة نضال، وجعلها البعض الآخر اسطورة خيانة.

ولم يكن يعرف عنها الراوي سوى انها تلك الجميلة التي شغفته بجمالها حبًّا دون ان يصارحها، ولما عاد اليها ليجدها قد ماتت، ومن كل من يحكي له عنها يسرد له عن شخص عصي على الفهم عندما يجد انها – تلك البطلة- لا تشبه الابطال في متخيل انعكاسه متخيل حكائي آخر ترسمه المعاني التي تعرف عليها وكأنها ليست تلك عبر مقابلات اجراها مع ابرز من عايشها في انقطاعه عنها وجاءت لترسم رؤية بإيحاءات مضمرة.

“ايزابيل” رواية فيها تتعدد الإيقاعات المتقدة بالشكوك تأتي أجوبة مضمرة، توحي بها تلك الحوارات مع هذا الكم من الشخصيات التي عاصرتها كإشعاع متموج، وتحول الاشعاع الى مادة بحيث ينظر للمادة والإشعاع على انهما متناظرتان حتى يصبح للمادة الخصائص نفسها المميزة للإشعاعات من مزايا تموجيّه وإيقاعيّه.  حسب “غاستون باشلار”. وعلى الرغم من قصر الرواية حيث تقع في 135ص من القطع المتوسط.. الا ان هناك داوئر آخر عن مربيتها

- مثالا: (انها كانت تعاني من تفاقم امراض نفسية بسبب قصة عشق امها لكاهن ذهب عنها سجينا)، و(دفعها ذلك الى الانتحار والى تناول قطع من الزجاج وماتت في السجن). وفي دائرة اخرى خصّ بها حارسها الشخصي وضح لنا الكيفية التي هربت بها من السجن، وبانها لم تمت في السجن كما كانت الاشاعة تقول عنها. فلا وجود للمادة إلا في الإيقاع وبالإيقاع.، فهذا حدس جديد قائم بقوة على مبادئ الفيزياء الموجية المعاصرة.. ففي كل فصل دائرة موجية تسرد لنا ما في تلك الدفاتر التي جمعها المؤلف عن بطلته “ايزابيل”؛ سماها دوائر- الدائرة الأولى- مدخل (فاكلاو/ الراوي) الى المطعم، وفي القسم الثاني منها دون تمهيد يسرد لنا بواسطة شخص آخر سوف نتعرف عليه بانها صديقتها - نقرأ - ذكريات صديقتها (مونيكا) في مقتبل عمريهما بدقة تذكارات ومشاهدات مشتركة عن كيفية النشأة. (أي ان العلامات لا تمتلك معنى لأنها تطابق شيئا واقعيا او جوهريا ولكن لأنها تنشأ ضمن شبكة من الثنائيات المتقابلة والمتضادة والمختلفة التي تشكل في النهاية اللغة- دريدا).. حيث السرد المنتظم يحتوي على واقع معاش لا يقل بشاعة عن الصورة نفسها.. مثال آخر: في دائرة مقابلتها لشخصيات مهمة في حياتها خص بها دائرة صديقتها التي صاحبتها معظم حياتها وتبين انها لا تعرف عن سبب موتها، سوى انها عشقت شاباً وحملت منه وماتت في المستشفى.. تأثثت الحكاية على المفارقة الصادمة التي وجهتها حيث حيوية الكتابة جعلته يعترض لأحراج لأنه لم يكن يعرف عن حبيبته شيء يستحق الذكر. باتت تلك الدوائر تتوسع موضحة صورة “ايزابيل”– التي حولتها بطولتها في الحياة الواقعية الى اسطورة. كأنها ملحمة عاصفة يلفها السحر والأشباح، فالتاريخ هو مسيرة العقل من اجل وعي ذاته (لا يعني هذا ان الملحمة لم تتحدث عن افعال وشخصيات واقعية بل يعني ان هذا الواقع كان يعمل ضمن قصور عقلي في فهم العالم افرزته مرحلة التطور- حسب فهم لوكاتش من (تاريخ الرواية). ولعل الاسطر الكاشفة عن العمق الروائي الذي جعل منها رواية غريبة حقا، وكاشفة (حسناً استمعي الي جيداً وسأروي لك أنا الحقيقة الصافية، فأفتحي أذنيك. أنتِ كنت في الشبكة المعادية للفاشية، ونظمت كل شيء. كانت ايزابيل مكشوفة جداً، وكان لابد من تغييبها عن الانظار، وقد قمتِ أنتِ بتأمين إخفائها، فاشاعت بأنها انتحرت لأسباب عاطفية- ص91).. إنه نصّ يرصدُ الواقع ويتدّخل في تفاصيله.. فينفي المظاهر وينكر الوقائع ويتحول الى فعل اعتراضي لأسئلة تحاول ان تفرض كيانها التعبيري، والشكلي، لتتحول من أسئلة أدب؛ تطرحها حكاية تثير أسئلة وجود، تؤدي الى إعادة نظر في تاريخ لم يسرد الحقيقة، تكمن في النص التاريخي الجديد الذي كتبه “أنطونيو تابوكي”.. حقيقة يفرضها الواقع كونها ملحمة العقل الذي يرسم سردية العالم بصيغٍ جديدةٍ فاعلة ومؤثرة..

************************

تجارب.. عن الابداع والتجربة

زيد الشهيد

تقتضي الحرفةُ في مضمارِ الصنعةِ جهداً معرفياً وترحالاً لا يعرف الكللَ في دروبِ المعرفةِ وفضاءاتها التي ترفض التحدّد والتوقّف عند نقطة أو منتهى. والكاتب كمنتج يسعى متمنطقاً حثيث جهوده لكي يخط على قرطاس زمنه وجوداً خَلقياً ، في تماهٍ مع ماهية الإبداع ، وانغماراً في هدير الرؤى المنبثقة من دواخل صنّاع التاريخ.

التاريخ يزرع أبواباً عدّة يواربها على المصاريع، ناداها هلمّي أيتها الحشود الملأى بورود الخلق الجميل، وتعالي يا جذوات عقول التائقين لفك طلاسم الوجود.. هيّا! فالخمائل تشرع أرائجَها وتبث الشذا وتشكِّل من الفضاء دنيا رحبةً. فمرحى لكم.. سكبتم نزعاتِ قلوبِكم وخلاصاتِ هنائِكم في بوتقةِ خدمة البشرية.

الداخل إلى عوالمَ نصوص المبدع يلتقي كثيراً بهويات انسانية مختلفة، ويحاور توجهات متفاوتة؛ وحتماً سيرسي سفينةَ اطِّلاعه على هويةٍ واحدة لإنسانٍ واحد يحمل همّاً واحداً وإنْ بدا في تشظٍّ تقرره المعاني.

المبدع يتوخّى نثرَ تجاربٍ، وعرضَ حالٍ، وترجمةَ فحوى، ومحاورةَ إبداعٍ، ومصاحبةَ هالاتٍ.

يدخل عوالمَ وحيوات. يتجوَّل في دروبٍ، وعطفاتٍ، وفضاءاتٍ، وهموم،ٍ وانكساراتٍ، ونجاحات، وتداعيات.

يرى محاولاتِ انتحارٍ، وتوالياتِ يأسٍ، وحصادَ سرورٍ، وأمطارَ رضا. كذلك يشاهد عدمَ قناعةٍ، ورفضَ حاٍل، وتصريحاً بالأسى، وبوحاً بالضياع، وتوقاً للانطلاق، ولَهفاً للحيازة ... ومع كل ذلك يدرك توجُّهَ الإنسانِ المجبول على خزينٍ معرفي وتدارس موضوعي بحكم البراعة المنبثقة من تراكم حيثيات الزمن نحو مرفأ الخلق الجميل، مستدلاً بالضوءِ الذي يومضُ له من الفنار الشاهق الذي لا يُترجم دعوتَه إلا المتميزون. أولئك الذين يستعينون بإرثٍ من التفاؤل، ويطردون حشودَ اليأس المتكاثفة عند حدودِ الضعف الذي يُعشعش في فجواتِ القلقِ وخشيةِ النكوص.

تهبنا التجاربُ قطوفَ الحِكم وتطلقُ لنا فراشات الهفهفة التي تدعونا إلى عدم الوقوف في منتصف المسافة بين القلاع القديمة والأبراج الحديثة. بين الإرث الركيم والنور العميم. إنّها تصرُّ على عدمِ الركونِ إلى تكبيرِ حجم الإخفاقِ وتهويل شَطَطِ خطأ جاءَ اثر محاولة. إنّها تقول على مرأى من مسامعنا:  انهضوا وتقدَّموا، وإنْ تعثرتم فانهضوا.. “ تُصاحبُ المتنبي في صراحتهِ، وترافقه في صولته.. تُجاري عزمَه على المغامرة، وتداري قرارَه على الولوغ في قلب العاصفة. فثمَّة المجدُ ينتظر، والخلودُ يؤميء أنْ تعالوا ولكن: “ ولا تحسبنَّ المجدَ  زقّاً وقينةً // فما المجدُ إلا السيفُ والفتكةُ البكرُ “.

 إنّها – التجارب -  تحثَّنا على الإصرار خَلقاً وابداعاً وتنامياً واحتراقاً في درب المواصلة المتعثر، الطويل! . وما المتوارون إلا أولئك الذين تهالكوا أمام بريق التحدّي فظنّوه  غيهباً سيدخلُهم دهاليز الضياع؛ لكنّهم ضاعوا حين لم يلجوا بوابات الصراع مع آلهته الظلامية. فصاروا مثلاً ... لقد صارعت “ فريدا كالو كالديرون “ كلَّ تابوات العَوَق الذي صاحبَها في مَجرى حياتها ابتداءً من الشلل الذي داهمها ولمّا تزل طفلةً في السادسة مُروراً بحادثة الباص الذي كان يقلّها وزميلاتها في المدرسة وهي في الثامنة عشرة ليتركها قعيدةً تعاقر الألمَ المُبرح الذي تسبَّب لها بجروح جسدية ونفسية؛ فراحت في احدى ممارسات التحدّي تمارس فنَّ الرسم بإصرارٍ إنساني عزمت صاحبتُه على مواجهةِ دفعات الإخفاقات الاجتماعية والصحية. فتجاوزت آلام ما يزيد على اثنتي عشر عمليةً جراحية لتقويم التشوّهات التي حدثت جرّاء  تحطّم الباص الذي كان يقلّها مثلما تجاوزت المحنةَ النفسية يوم اكتشافها خيانة زوجِها وهو يقيم علاقةً جنسية مع أختها؛ مثلما أيضاً تخطت كارثة اصابة أحد ساقيها بالغنغرينا ما تطلب بترها. فآلت بها كل هذه الويلات إلى قضاء بقية حياتها على كرسي متحرك يمدّها بعزيمةِ ألا تستسلم فنشطت في الرسم وخلق العوالم الفنية وتكريس صورتها عبر البورتريهات واللوحات التي كان لوجهِها المكسيكي الواضح والصريح وجوداً يعكس حالةً إنسانية تكرّس الإصرارَ على المواجهةِ وتقارع الاستسلام وتحاربه بسيوف الإبداع والخلق المجيد.

إنَّ حِرفةً الكتابةِ لدى المبدع تدخل حّيزَ الخلقِ الذي يصنع جزئياتٍ لغد المستقبل، وتجعل من الخالقِ اسماً مُبدِعاً بمثابةِ لبنة مهمّة فائقة من لبنات بناءِ الإرث الإنساني القويم. وما الإرثُ الذي تتباهى الإنسانيةُ به أمام تساؤلاتِ القادمين إلا نتاجات أولئك الخُلاًق . وهو –أي الإرث– الذي أيضاً يغطّي ويطغى على رداءةِ وسوءات أفعالِ بعض المارقين من الشريحةِ الإنسانية ممَّن يتركون اللطخاتِ العتيمةَ في فضاءِ فخرِ الإنسانية الرحيب.

**************************

سنبلة في صحراء

مهدي القريشي

سأفرش الشتاء على الارض وامْنَح الصيف اجازة اجبارية.

مللت تعاقب الفصول

ادخر أحلامي في صندوق العائلة حتى تتعتق

أرتدي ظلي في حر الظهيرة

نكاية بالشمس

إكتسبَ الكرسي دفئه

من بقايا أحلامك

حين ترمش عين الاله

تُرتكب  مجزرة

قُضمت التفاحة

وهي في الغصن

اتذوقها مُرَّة

عارية توزع الملذات

قالت ابعدني  عن لعبتك هذي،

الليل افقد ظلي.

كلما ضاقت ضفتي النهر

لملم الجسر  أطرافه

الغيمةُ عطشى والنهرُ كريم

ممتن جداً لأخطائي،

تناسلت

رغم عقم أخطاء الأنابيب

سنبلة في صحراءْ

تطعم الطيور التائهة

ترتجف الفأس

أمام فخامة الشجرة

كلما أضيء مصباحاً

يربت الظلام على كتفي

****************************

قصص قصيرة جدا

طلال حسن

القمر

أفاقت الجدة العجوز، في غرفتها الصغيرة المتصدعة، وكانت كلّ ما تبقى لها من البيت، الذي دمرته الحرب، وفتحت عينيها المتعبتين، وإذا القمر يطل عليها من شق في أحد جدران الغرفة.

وتذكرت حفيدتها، التي تعيش الآن مع أمها وأبيها في أحد المخيمات، وابتسمت وعيناها تبتلان بالدموع، وخيل لها أن حفيدتها الصغيرة تنظر الآن إلى هذا القمر، ومن يدري، لعلها تتذكرها الآن، فقد كانت تحبها كثيراً، ربما أكثر من حبها لأمها ـ ابنتها.

الليل

عندما فتح عينيه، نظرت إليه أمه، وقالت له : بنيّ، ابقَ نائماً.

فتطلع إلى السماء، عبر النافذة الصغيرة، وقال محتجاً : لكن الشمس أشرقت في السماء، يا أمي.

فردتْ عليه أمه قائلة : الشمس أشرقت في السماء فقط، وغابت عن مدينتنا، التي خيم عليها الل

قطعة جبن

من حصته، أخذ أحمد كسرة خبز، وقطعة من الجبن، وتسلل بين الأنقاض، ورشاشته في يده،  ودخل بيتها الذي هدمه صاروخ.

كانت متمددة، هيكل عظمي تلفه أسمال متربة، ونظر إلى عينيها، اللتين تشبهان عيني جدته، وقال لها : أيتها الجدة، خذي، جئتكِ ببعض الطعام.

ونظرت بعينيها الغائمتين، إلى رشاشته، وملابسه السوداء، ولحيته الكثة، وقالت بصوت واهن : أنتم.. قتلتم.. زوجي العجوز.

وانحنى عليها، وقال : أنتِ جائعة، يا جدتي، خذي الطعام، وكلي.

وأشاحت عنه بعينيها الغائمتين، وقالت بصوتها الواهن : لن آكل، والآخرون جياع.

الجنة 

كادت الأم أن تغفو، رغم الجوع والظلام والبرد الشديد، عندما سمعت طفلتها الصغيرة تتمتم بصوت واهن : ماما..

وضمت الأم طفلتها إلى صدرها، وهي تشعر بجسدها الصغير الجاف، تتسرب منه حرارته، وردت عليها قائلة : نعم حبيبتي.

ونظرت الطفلة إلى أمها، بعينين تكادان تنطفئان، وقالت متسائلة : هل في الجنة خبز ؟

وغرق قلب الأم بالدموع، وهزت رأسها، وقالت : نعم حبيبتي، الخبز هناك كثير جداً.

وأغلقت الطفلة عينيها، وهي تتمتم بصوت منطفىء : فلأذهب إلى الجنة إذن، يا ماما.

*************************

الصفحة الثانية عشر

في بيت شيوعيي البصرة.. «جيكور» يحتفي بالشاعرة أزهار السيلاوي

البصرة - صلاح العمران

احتفى “ملتقى جيكور” الثقافي في البصرة بالتعاون مع “مؤسسة أقلام الريادة” الثقافية، الثلاثاء الماضي، بالشاعرة أزهار السيلاوي التي تحدثت عن تجربتها الأدبية ووقعت مجموعتها الشعرية الجديدة “قبلة على جنح السراب”.

جلسة الاحتفاء التي احتضنتها “قاعة الشهيد هندال” في مقر اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في البصرة، حضرها جمع من المثقفين والأدباء من مدينتي البصرة والعمارة. فيما أدارتها الشاعرة بلقيس خالد.

وقدمت مديرة الجلسة نبذة عن المحتفى بها، مشيرة إلى أنها من مواليد مدينة البصرة، وحاصلة على البكالوريوس في علوم الرياضيات، ولها مجموعتان شعريتان، هما “طقوس لأزمنة الحب” عام 2020، و”قبلة على جنح السراب” الصادرة هذا العام.

بعد ذلك، تحدثت الشاعرة أزهار عن تجربتها الشعرية، وقرأت عددا من القصائد التي ضمتها مجموعتها الأخيرة.

وفي سياق الجلسة، قدم عدد من الأدباء الحاضرين أوراقا نقدية عن منجز المحتفى بها، وهم كل من حامد عبد الحسين حميدي، ميثم الراعي، خالد عبد اللطيف ونجم الأميري.

وتخللت الجلسة أيضا فقرة عزف على العود وغناء قدمها الفنان رضا الساهر، وقصيدة من الشعر الشعبي ألقاها الشاعر حيدر جليل الربيعي.

وفي الختام وزعت على المحتفى بها باقات ورد ولوحات فنية، بينما وقعت هي من جانبها نسخا من مجموعتها الشعرية الجديدة ووزعتها على الحاضرين. 

**********

في ستوكهولم.. علي مهدي عن «المستجدات السياسية في العراق»

ستوكهولم - عاكف سرحان

عقدت تنسيقية التيار الديمقراطي العراقي في ستوكهولم - السويد، أخيرا، ندوة حول “آخر مستجدات الوضع السياسي ووضع التيار الديمقراطي ونشاطاته في العراق”، ضيّفت فيها عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي وعضو سكرتارية التيار الديمقراطي، الرفيق د. علي مهدي.

حضر الندوة التي التأمت في مقر الجمعية المندائية في ستوكهولم، جمهور من أبناء الجالية العراقية. وقد أدارتها د. نوال الطائي، المنسق الدوري لتنسيقية التيار الديمقراطي في ستوكهولم.

وبعد وقوف الحاضرين دقيقة صمت في ذكرى شهداء الحركة الوطنية وانتفاضة تشرين، قدمت مديرة الندوة نبذة مختصرة عن الضيف، ليستهل هو من جانبه، حديثه عن وضع التيار الديمقراطي في العراق، وآفاقه وحجمه الجماهيري، والجهود الكبيرة التي بذلت من أجل إنجاح مؤتمره الثالث، بمشاركة تنسيقيات 17 محافظة.

وتناول د. مهدي آخر مستجدات وتعقيدات الوضع السياسي في العراق، والصراع بين مشروعي التيار الصدري والإطار التنسيقي، معرجا على الاعتصامات والتظاهرات الجارية من قبل الطرفين، وموقفيهما من حل البرلمان والانتخابات المبكرة، فضلا عن الأطر القانونية والدستورية التي يتبناها كل طرف.

وتطرق أيضا إلى موقف القوى المدنية والديمقراطية والتشرينية الداعي إلى حل البرلمان والذهاب الى انتخابات مبكرة على الطريق نحو التغيير المنشود، والذي عبرت عنه تلك القوى في تظاهرتها الجمعة الماضية في ساحة الفردوس.

وفي سياق الندوة طرح العديد من الحاضرين أسئلة حول الوضع السياسي في العراق، أجاب عنها الضيف بإسهاب.

وفي الختام، قدم الناشط المدني صبري إيشو، باقة ورد باسم التنسيقية إلى د. علي مهدي.

*******

معاً لبناء بيت الحزب.. بيت الشعب

دعماً للحملة الوطنية لبناء مقر الحزب الشيوعي العراقي، تبرع الرفاق والأصدقاء:

-  الرفيقة سيروات همبرسوم (ام اثير) 200 الف دينار.

- الرفيق ستار الريحاني 200 دولار.

الشكر والتقدير للرفاق والأصدقاء على دعمهم واسنادهم حملة الحزب لبناء مقره المركزي في بغداد.

معاً حتى يكتمل بناء بيت الشيوعيين.. بيت العراقيين.

*********

ليس مجرد كلام.. أهوارنا والتصحّر ..!

عبد السادة البصري

 عندما كنت صغيراً، وفي قريتنا الغافية عند تخوم البحر، كنّا نغترف من النهر مباشرة ونشرب حتى نرتوي ماءً عذباً، وعلى مقربة من بيوتنا وتحديدا في مركز قضاء الفاو كان يقع الميناء الذي يصل البصرة والعراق بالعالم عبر رحلات بحرية متنوعة.

كانت في القضاء دور سينما ونوادٍ اجتماعية ومكتبات ومقاهٍ وساحات للتنزّه، وكنّا نلحّ على آبائنا أن يأخذونا معهم لنشاهد فلما هنديا أو كاوبوي ، وكان القائمون على النوادي الاجتماعية تلك (نادي الموانئ، نادي النفط ...الخ ) يقيمون حفلات وسهرات عائلية بين وقت وآخر، إضافة الى السفرات السياحية هنا وهناك ومسابقات الزوارق الشراعية والتجديف والسباحة وغيرها.. كان القضاء في الستينات والسبعينات يعجّ بالسيّاح والزائرين من أجانب وعراقيين من العاصمة والمحافظات الأخرى ، وقد ازدهرت السياحة بفضل اهتمام المسؤولين والقائمين على أمور القضاء إدارياً!

أتذكّر تلك الأيام التي تمرّ في خيالي الآن، اتذكر صورة جزيرة السندباد التي انتعشت في تلك الفترة وصارت محطّة للمصطافين والزائرين والعرسان من مختلف المحافظات !

لهذا رسمتُ في مخيّلتي صورةً مستقبلية للأهوار حين تمَّ إدراجها كتراثٍ عالميٍّ انسانيّ ومعها بعض المواقع الأثرية، صورةً زاهيةً إذا التفتنا إليها بشكلٍ صحيح بعيداً عن العقليّة الضيّقة والأفكار السطحيّة والفساد بشتى صُوَرِه ، وقارناها بما تعانيه الآن من جفافٍ وتصحّر !

يذكر المؤرخ اليوناني هيرودوت ( تاريخ هيرودوت ج1 ص116) أن امرأتين حكمتا في أرض العراق القديم، الأولى هي سميراميس ، والثانية اسمها نيتوكريس. ويذكر تاريخياً أن هاتين الملكتين أنشأتا بعض الحواجز الضخمة في السهول خارج المدينة، للتحكم بالنهر الذي يغرق الريف والمزارع حين يفيض، وشَقّتا القنوات المائية وقامتا أيضاً بالكثير من الأعمال العمرانية المتمثّلة ببناء القصور والمعابد والجسور ،الأمر الذي أدى لتخليدهنّ بين كبار الملوك في العالم القديم !

فإذا أراد حكامنا أن يذكرهم التأريخ بخير ويخلّدهم كحكّام مصلحين حقيقيين يخدمون بلدهم، فعليهم الابتعاد عن ممارسات الفساد والمحاصصة في كل خطوة يخطونها، وعليهم العمل على جعل أهوارنا محطّة للسياحة في العالم اجمع، لا مقبرة لكلّ كائن حيّ من حيوانٍ ونبات، وعليهم أن يدركوا تماماً أن السياحةَ موردٌ اقتصادي مهم جداً، وان بلدانا عديدة في العالم  تعتمد في اقتصادها كليا على السياحة !

كما ان علينا أن نضع الدراسات والبرامج الكفيلة بشكل جدّي وصادق بتحويل هذه الاهوار إلى منتجعات سياحية، فيها ما يجذب السائحين ويجعلهم في ذهاب وإياب لا أن نحوّلها إلى صحراء قاحلة كما فعل الطاغية المقبور في تسعينات القرن المنصرم. وبهذا نفتح باباً لدعم الاقتصاد الوطني مع تشغيل أيدي عاملة كثيرة والقضاء على نسبة من البطالة ، كما ان علينا أن نفتح حواراً مهمّاً وجدّياً وبانتماءٍ عراقيٍّ صميميّ وتحت إشراف أممي مع جيراننا، الذين يحاصروننا الآن بقطع موارد المياه وتحويل أهوارنا إلى أراضٍ جرداء تنعدم فيها الحياة.

**************

ندوة صحية في معمل طابوق بالنهروان

بغداد – طريق الشعب

عقدت رابطة المرأة العراقية بالتنسيق مع الاتحاد العام لنقابات عمال العراق، الثلاثاء الماضي، ندوة صحية في أحد معامل الطابوق بناحية النهروان شرقي بغداد.

حضر الندوة التي عقدت بدعم من منظمة “المرأة للمرأة” السويدية، جمع من العاملات في المعمل. وقد تحدثت فيها الطبيبة د. مهى محمد، عن الأمراض الانتقالية الشائعة في فصل الصيف، والمنتشرة حاليا في العراق، مثل الكوليرا والتيفوئيد. وحثت الطبيبة الحاضرات على الاهتمام بالنظافة واستعمال المعقمات من أجل القضاء على الجراثيم والبكتريا الضارة، وبالتالي الوقاية من الأمراض الانتقالية.

كذلك تطرقت إلى بعض الأمراض التي تصيب النساء، خاصة اللاتي يعملن في ظروف قاسية، مثل آلام الفقرات، وفقر الدم والالتهابات الناتجة عن شرب المياه الملوثة.

*******

في ذكرى المغدورة ريهام .. حلم وزيرة الرياضة انتهى برصاصة ملثم

متابعة – طريق الشعب

لم تدرك الناشطة البصرية ريهام يعقوب، ذات الثلاثين عاماً، أن حلمها في أن تصبح وزيرة للرياضة ينتهي برصاصة غادرة. ففي يوم 19 آب 2020، فتح النار عليها مسلح ملثم من على دراجة نارية، وهي داخل سيارتها في مدينة البصرة.

وكانت ريهام ناشطة في الحركة الاحتجاجية منذ 2018، وقادت العديد من المسيرات النسائية، ما أدى إلى تعرضها لحملة تهديد انتهت بقتلها.

وكانت تدرس الدكتوراه في كلية التربية البدنية وعلوم الرياضة، ومحاضرة في جامعة البصرة، وصاحبة نادٍ رياضي، ومتخصصة في تدريب اللياقة البدنية، وباحثة في علم التغذية، ومعدة ومقدمة برنامج إذاعي، فضلا عن مدرسة رياضة عبر الانترنيت.

تقول والدة ريهام في حديث صحفي، ان “ابنتي كانت تحاول زرع الثقة في نفس المرأة البصرية. لذلك كانت تنزل إلى الشارع لتطالب بحقوقها وتساعدها بكل ما تستطيع”، مضيفة قولها: “كان حلم رهام الوصول إلى مراكز متقدمة وتسنم منصب وزيرة للرياضة”.

وتلفت إلى أن “القضاء العراقي لم ينصف ابنتي، لأنه تحت رحمة الأحزاب الحاكمة”.

ولم تقبض الأجهزة الأمنية على المتهمين بقتل ريهام حتى الآن، وفق ما يذكر علي يوسف شقيقها، مبينا في حديث صحفي أن “قضية ريهام مخفيّة، ووكالة الاستخبارات التي تتولى التحقيق في القضية لا تكشف أي معلومة”.

ويشير يوسف إلى أنه “بعد عام كامل من اغتيال ريهام، أعلنت الأجهزة الأمنية القبض على شخص متهم بإرسال رسالة تهديد إليها. وكان اعتقال المتهم مجرد صدفة أثناء مروره في سيطرة أمنية، فلم يكن بعملية استخبارية أو من هذا القبيل. لذا ان القبض على مهددها أخذ سنة كاملة، فكيف بقاتلها؟!”.

من جانبها تقول الناشطة أميرة الجابر، أن “الناشطين لا يزالون يعانون المخاوف نفسها التي عانتها ريهام منذ انخراطها في عملية الاحتجاج. فلا تزال الحقوق مصادرة، والميليشيات تتجول، وقوى السلطة المتنفذة التي لا تؤمن بالرأي لا تزال موجودة أيضا”.

إلى ذلك تستذكر الناشطة النسوية هناء أدور، المغدورة ريهام، وتقول أنها “رفعت صوت النساء وراية التغيير بشجاعة، وقادت تظاهرات نسوية في البصرة، احتجاجا على الماء الملوّث، وتردي الكهرباء، وبطالة الشباب، فهل تعتبر هذه جريمة تستحق عليها القتل، ومن ثم يتم تسويف القضية وتسجيلها ضد مجهول؟!”.

وترى أدور في حديث صحفي، أن “هؤلاء الشباب المضحّون، سوف يكونون رمزا كبيرا للكفاح للأجيال المقبلة، ونحن نعتبر ريهام رمزا كبيرا لنا كنساء في مواصلة النضال من أجل قيام الدولة المدنية وتحقيق مبادئ المواطنة والعدالة الاجتماعية”.

*******

قضاء بيجي.. حملة تطوعية للتحذيرمن الغرق

بيجي – وكالات

 أطلق ناشطون مدنيون في قضاء بيجي شمالي محافظة صلاح الدين، الأربعاء الماضي، حملة تطوعية للتحذير من الغرق في الأنهر والجداول.

وقال عدد من المساهمين في الحملة، أن حملتهم تتضمن وضع علامات تحذيرية على ضفاف دجلة أمام الأماكن العميقة، لتنبيه الصبية والشباب إلى عدم السباحة فيها، مشيرين في حديث صحفي إلى أنهم يسعون من خلال حملتهم هذه إلى الحد من حوادث الغرق التي تزداد خلال فصل الصيف.

ودعا الناشطون الأهالي الى التعاون مع الحملة وحث أبنائهم على الالتزام بالإرشادات التحذيرية، تفاديا لحوادث الغرق المميتة. كما دعوا الجهات الأمنية إلى دعم حملتهم ومساندتها.

وتشهد محافظة صلاح الدين، سنويا خلال فصل الصيف حوادث غرق كثيرة، بسبب توجه الصبية والشباب إلى السباحة في الأنهر والجداول، في ظل عدم توفر مسابح نموذجية.