اخر الاخبار

الصفحة الأولى

بيان تظاهرة الفردوس: انتخابات مبكرة تعكس تمثيلا حقيقيا لإرادة العراقيين

بغداد – طريق الشعب

احتشد عددٌ كبير من أنصار القوى المدنية والديمقراطية والأحزاب الناشئة، امس الأول، في ساحة الفردوس وسط بغداد، للتأكيد على المطالبة بحل البرلمان وتشريع قانون انتخابي عادل، وتنفيذ قانون الأحزاب.

وشهدت التظاهرة التي تزامنت مع تظاهرات للتيار الصدري في عموم المحافظات، ومؤيدي قوى الإطار التنسيقي، تغطية إعلامية واسعة، وحضورا لافتا للقوات الأمنية التي قامت بحماية التظاهرة بصورة مهنية.

وصدر بيان عن الأحزاب والقوى المشاركة في الوقفة وهي (الحزب الشيوعي العراقي، حزب التيار الاجتماعي الديمقراطي، حزب الامة العراقية، الحركة المدنية الوطنية، حركة نازل اخذ حقي الديمقراطية، الجبهة الفيلية، حراك البيت العراقي، التيار الديمقراطي العراقي، المجلس التشاوري، حركة تشرين الديمقراطية).

وقال البيان، الذي تسلمت “طريق الشعب” نسخة منه، “منذ أكثر من عقد والشعب وقواه المدنية والوطنية تؤكد على أنّ هذا النظام برمته بحاجةٍ ماسّة إلى إصلاحاتٍ حقيقيّةٍ، لكنّ لم يستجب اي من احزاب السلطة وساستها”.

‏‎وأكد “قلنا مراراً وتكراراً أنّ نهج المحاصصة والتجاوز على الدستور وخرق القوانين والاصطفاف الطائفي والعنصري سيؤدي إلى انهيار البلد على المستويات كافة، وسيَلِدُ صراعاتٍ تتفاقمُ بين القوى السياسية الذي بدوره سينعكس سلباً على حياة المواطن. وتتحمل جميع القوى المهيمنة على السلطة، مسؤولية ما آلت إليه الأمور”.

‏‎ولفتت القوى المتظاهرة الى أن “التغيير أصبح ضرورة وطنية، لا تراجع عنها، وان عدم الاستجابة لنداء الشعب بالتغيير، يجعل التكلفة السياسية باهظة لأولئك الرافضين له”.

وتابع البيان انه “من أجل ان يتحقق التغيير استجابة لتطلعات ابناء شعبنا في عيش كريم ووطن مستقل مزدهر، ويحفظ السلم الاهلي، لابد من أن يستند الى مبادئ السلمية والديمقراطية والمواطنة، ويكرس الهوية الوطنية الجامعة، ويحفظ الحقوق والحريات، ويحقق العدالة الاجتماعية”.

‏‎وشدد على ان “ارادة الشعب هي العامل الحاسم في الصراع”، مبينا ان “الصراع لن نخوضه إلا من منطلق وطني حريص على مستقبل العراقيين، صراعٌ من اجل الخلاص من المحاصصة وقواها الفاشلة، صراعٌ ضد قتلة المتظاهرين والفاسدين اياً كان انتماؤهم، صراعٌ من اجل حصر السلاح بيد الدولة، صراعٌ من اجل دولة المواطنة والحقوق والقانون العادل”.

‏‎وطالب البيان بحل مجلس النواب الذي وصفه بالعاجز، وجراء الانتخابات المبكرة بظرف عام واحد، بشروط محددة وهي (قانون انتخابي عادل، مفوضية مستقلة، تطبيق قانون الاحزاب). وعاد البيان للتشديد على ضرورة ان تعكس الانتخابات “التمثيل الحقيقي لإرادة العراقيين”.

وختمت القوى بياناها بالقول: ان “اي عودة الى النهج الفاشل في الحكم، فإن العراقيين المكتوين بنار الازمات، لهم القول الفصل وإليهم يعود القرار”.

**************

الصدر يدعو لمليونية جديدة.. قوى سياسية تدعو لانتخابات مبكرة: بشروط

بغداد ـ طريق الشعب

وصلت العملية السياسية الى طريق مسدود، بعد ان تراجعت قوى الاطار التنسيقي عن تصريحاتها السابقة في القبول بحل البرلمان واجراء الانتخابات المبكرة، واصرارهم على انتخاب رئيس الجمهورية وتكليف رئيس الوزراء والعودة الى عقد جلسات مجلس النواب.

فيما دعا السيد مقتدى الصدر الى تظاهرة مليونية في بغداد.

ووجه الصدر في بيان نقله حساب “صالح محمد العراقي”، نداء الى الشعب العراقي للخروج بتظاهرة مليونية في ساحة التحرير قبل التوجه الى المنطقة الخضراء.

ولم يعد مطلب حل البرلمان شأنا سياسياً، بل انه تحول الى مطلب جماهيري واسع، لكن أي انتخابات مبكرة تجري وفق الوضع الحالي، لن تحدث تغييراً، مما ينبغي ان تتحقق شروط انتفاضة تشرين التي طالبت بالتغيير، وهي ان يكون هناك قانون انتخابي منصف وعادل وتنفيذ قانون الاحزاب ومحاسبة قتلة المنتفضين وفتح ملفات الفساد الكبيرة والصغيرة.

وشدد مراقبون على ان القوى المتنفذة، ترفض ترك السلطة، وهذا راجع الى ملفات الفساد الكبيرة المتهمة فيها، ما يعني انهم سيكونون في قصف الاتهام بحال خروجهم من السلطة.

 انتخابات مبكرة مشروطة

وأصدر المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكردستاني بياناً، ايد فيه اجراء انتخابات مبكرة، يسبقها تعهد المشاركين فيها بقبول النتائج النهائية كما هي، وانت لا تتكرر تجربة الانتخابات الماضية.

 ودعا زعيم ائتلاف الوطنية، اياد علاوي، الى عقد جلسة برلمانية لاختيار أو تثبيت رئيس الجمهورية، وتشكيل حكومة تمهد لإجراء انتخاباتٍ مبكرة. 

من جانبها، قالت رئيس كتلة الجيل الجديد سروة عبد الواحد: ندعو إلى عقد اجتماع في بغداد، يضم رؤساء الكتل النيابية الفائزة جميعا في الانتخابات وبحضور الأمم المتحدة؛ لاتخاذ الخطوات اللازمة لحل البرلمان، ووضع خارطة طريق لمرحلة ما قبل الانتخابات وتحضيراتها”.

وفقاً للقانون السابق!

في المقابل دعا النائب السابق صباح الساعدي، الى اجراء الانتخابات المبكرة وفق قانون الانتخابات النافذ وبقاء مفوضية الانتخابات الحالية، جاء ذلك في حوار تلفزيوني تابعته “طريق الشعب”. وتجددت تظاهرات انصار التيار الصدري، في بغداد وعدد من المحافظات الجنوبية، تأكيداً لمطالبتهم بحل البرلمان. ويقول مراقبون، ان خطوة التظاهرة في المحافظات الاخرى، جاءت كرد فعل على تظاهرة لانصار قوى الاطار التنسيقي التي انطلقت عصر الجمعة في بغداد والبصرة والموصل.

عودة للمربع الاول

الى ذلك، أعلن الإطار التنسيقي 8 مطالب، وبدء الاعتصام المفتوح أمام الجسر المعلق إثر تظاهرة أقامها أنصاره اول امس الجمعة. وابرز المطالب التي جاءت في البيان الختامي لتظاهرات الإطار التنسيقي هي “الإسراع في تشكيل الحكومة وفق السياقات الدستورية، وطالب القوى الكردستانية بالتعجيل في حسم مرشح رئاسة الجمهورية.

********

راصد الطريق.. مؤسساتنا في الخارج متى يجري تقييم شامل لعملها؟ 

اعاد قرار افتتاح سفارة جديدة في العاصمة الايرلندية دبلن طرح التساؤلات عن دور ممثلياتنا الدبلوماسية والمراكز الثقافية  في الخارج. علما ان القرار كان اصلا يتعلق بافتتاح قنصلية وليس سفارة.

ومنذ مدة والدور الذي تنهض به مؤسساتنا في الخارج موضع تساؤل. لا سيما بخصوص آلية  التعيين في وزارة الخارجية ذاتها، حيث  تتقاسم  القوى الحاكمة الحصص والمواقع، مع استثناءات محدودة تعود الى فترة مجلس الحكم.

واصبح واضحا ان لا تعيين فيها الا لمن لديه تزكية معينة، بعيدا عن الكفاءة والمهنية والصدقية في خدمة مصالح العراق والجاليات العراقية، خاصة في محتشداتها الكبيرة . وانعكس ذلك في أداء الممثليات، وفي أخطائها المرتكبة وانعدام او قلة مبادراتها.

والغريب ان تفتتح ممثليات في بلدان لا علاقات متينة للعراق معها، سياسية او اقتصادية او تجارية او ثقافية، فيتضخم الجهاز الدبلوماسي وتزداد نفقات الدولة، خصوصا بالارتباط مع مخصصات الايفاد الخارجي العالية والمرهقة لميزانية الدولة.

 ومن هنا المطالبة بإعادة دراسة وضع مؤسساتنا في الخارج، ومدى الحاجة الفعلية الى كل منها.

************

الصفحة الثانية

قانوني: يمكن للمحكمة الاتحادية حل البرلمان!

بغداد – طريق الشعب

اكد الخبير القانوني علي التميمي، ان تجاوز المدد الدستورية واخفاق المؤسسات الدستورية ومنها البرلمان يجيز للمحكمة الاتحادية حل البرلمان، مبينا أن المبادئ العامة الواردة في القانون المدني تؤكد أن المؤسسة التشريعية عندما تعجز عن أداء دورها يتولى القضاء حلها.

وقال التميمي في تصريح صحفي ان المحكمة الاتحادية يمكن لها حل البرلمان وفق المواد 47 و59 من القانون المدني المتعلق بإخفاق دوره الدستوري وتجاوز المدد الدستورية.

وأضاف أن المبادئ العامة الواردة في القانون المدني تؤكد أن المؤسسة عندما تعجز عن أداء دورها يتولى القضاء حلها، مشيرا الى أن المحكمة الاتحادية لها ولاية عامة وإلزامية القرار، وفق المواد 92 و93 و94 من الدستور العراقي.

وتوقع التميمي أن تتجه المحكمة إلى حل البرلمان، الذي أصبح مطلباً شعبيا.

******************************

يشكون الكهرباء والواقع الصحي.. إغلاق شوارع في 5 محافظات احتجاجا على سوء الخدمات

بغداد ـ طريق الشعب

تتواصل الفعاليات الاحتجاجية المطلبية في عدد من مدن البلاد، للمطالبة بتوفير فرص العمل والخدمات وزيادة ساعات تجهيز الكهرباء والقضاء على الفساد.

ديالى والمثنى

ففي قضاء المقدادية بمحافظة ديالى، اغلق العشرات من الاهالي طريق بعقوبة ـ خانقين، احتجاجا على تردي الواقع الخدمي.

وقال مراسل “طريق الشعب”، إن “العشرات من اهالي المقدادية نظموا تظاهرة سلمية واغلقوا طريق بعقوبة – خانقين قرب جسر الهارونية بالسواتر الترابية، احتجاجا على سوء الخدمات وخاصة ملف الكهرباء”.

فيما تظاهر العشرات من أهالي مناطق الشنابره شمال السماوة ـ مركز محافظة المثنى ـ احتجاجا على تذبذب تجهيز الكهرباء في مناطقهم منذ عدة أيام.

وذكر المتظاهر احمد نافع ان الاحتجاج امام محطة التوزيع يهدف لإيصال صوت المنطقة المطالب بتحسين واقع تجهيز الطاقة الكهربائية والطرق والماء، مشيرا الى ان المنطقة تعاني أيضا من انقطاع ماء الإسالة.

وهدد نافع بالتصعيد خلال الأيام المقبلة في حال عدم الاستجابة لمطالباتهم المشروعة بأسرع وقت.

ذي قار والبصرة

وفي محافظة ذي قار، تظاهر العشرات من أهالي منطقة الدجة في قضاء الغراف أمام دائرة توزيع الكهرباء في قضاء الشطرة للمطالبة بإقالة مدير الدائرة ورئيس قسم كهرباء الغراف احتجاجا على تردي واقع التجهيز وقدم الشبكات والمحولات.

كما تظاهر العشرات من المواطنين امام مديرية صحة ذي قار للمطالبة بإقالة مدير صحة المحافظة، احتجاجا على “الفشل في توفير الرعاية الصحية للمواطنين”.

وأشار المحتجون الى معاناتهم منذ فترة طويلة من تقادم شبكات التوزيع وعدم شمولهم بمشاريع جديدة لتحسين واقع التيار الكهربائي في مناطقهم في ظل درجات الحرارة العالية، مؤكدين استمرار تظاهراتهم لحين الاستجابة لمطالبهم.

وفي مناطق حي الرسالة والوحدة الإسلامية في محافظة ميسان، نظم الاهالي تظاهرة حاشدة على طريق بصرة - عمارة احتجاجا على تردي الخدمات والانقطاع المستمر للتيار الكهربائي.

وشكا المتظاهرون ازدياد ساعات انقطاع التيار الكهربائي، فضلا عن انقطاع ماء الإسالة وتراكم النفايات في بعض الأزقة، مشيرين الى انهم طالبوا مرارا المسؤولين، لكن التجاهل دفعهم الى الشارع لإيجاد حل لمعاناتهم.

واسط

وفي محافظة واسط، تظاهر العشرات من المواطنين امام مبنى المستشفى التركي، للمطالبة باستئناف العمل في المشروع المتوقف منذ عدة سنوات.

وقال مراسل “طريق الشعب”، علي جبار، ان المحتجين عبروا عن غضبهم من استمرار تلكؤ العمل في المشروع رغم حاجة المحافظة الماسة لخدماته، مشيرا الى ان المتظاهرين حملوا الحكومة المحلية ومدير صحة واسط والحكومة المركزية مسؤولية التلكؤ.

وطالب المحتجون في بيان بـ”الإسراع في وتيرة العمل وتقديم تقارير شهرية عن مراحل الإنجاز وتشغيل الايادي العاملة”، فما هددوا بـ”اغلاق دائرة الصحة والمطالبة باقالة مدير صحة واسط جبار جعاز الياسري في حال عدم الاستجابة لمطالبهم”، وفقا للبيان.

***************************

اضاءة.. التغيير قادم لا محال

محمد عبد الرحمن

في غمرة الصراع والتنافس المحتدم بين القوى المتنفذة في الفترة الأخيرة، اطلق عدد من القوى والأحزاب والافراد شعارات وعبّر عن مواقف لم نعهدها منهم من قبل، وقد يطلقها البعض عشية الانتخابات في مسعى لكسب الأصوات.

ولسنا هنا في حاجة لتكرار الإشارة الى ان الشعارات والمواقف تبقى مجردة، أو تتبخر حالا حين تحين لحظة الاختبار الحقيقي. فمعيار صدقية المواقف هو التطبيق الملموس، وفي سقوف زمنية محددة بعيدا عن الجرّ والعرّ والتسويف والمماطلة واللعب على الوقت، كما حصل مثلا مع الانتخابات المبكرة التي طالبت بها انتفاضة تشرين ٢٠١٩ ليتم اجراؤها في تشرين ٢٠٢١، أي بعد سنتين من المطالبة بها بالكمال والتمام. وخلال هذه الفترة تغيرت أمور عدة، وجاء التغيير لمصلحة من تحكم بقانون الانتخابات وشروطها وظروفها.

لقد برزت، كما قلنا، شعارات ومواقف لا يختلف بشأنها اثنان من الحريصين على العراق

حاضرا ومستقبلا، والمتطلعين الى سعادة ورقي شعبهم، والى ان يعيش حياة كريمة آمنة.  ولكن السؤال هنا: اين كانت هذه القوى طيلة الفترة الماضية، وهي التي تحكمت بالبلاد والعباد منذ ٢٠٠٥ في الاقل؟

لنتوقف عند شعار مغرٍ وحساس ومفصلي وذي أهمية بالغة لبلد يريد ويتطلع شعبه الى الاستقرار والتقدم والنمو والرخاء، وهو شعار “حفظ هيبة الدولة” او “حماية مؤسسات الدولة”. فما من خلاف عليه قطعا. ولكن من الذي مرغ هيبة الدولة؟ هل هم الذين تظاهروا امس الاول الجمعة في ساحة الفردوس او قبلها في ساحة النسور ببغداد؟

المنصف سيرد: طبعا لا، فالمتظاهرون المدنيون والديمقراطيون لا يملكون فصائل مسلحة او مليشيات، ولا هم استعرضوا في يوم من الأيام قوات مسلحة في شوارع بغداد والمحافظات، كما ليست لهم مواقع مؤثرة  في الدولة العميقة والظاهرة ليستخدموها في فرض مواقف او اجندات سياسية، او في منع هيئات الدولة وقواتها المسلحة من تأدية واجباتها. فمن الجيد رفع الشعار، لكن تبقى الحقيقة ساطعة بان “ المجرب لا يجرب “ الا اذا حدث العكس، وهو ما قد لا يأتي.

وقد اعترف بعضهم في أجواء انتفاضة تشرين، بانهم أخطأوا ويتحملون مسؤولية اخطائهم، وانهم لا يستحقون بعد الآن أيّ موقع في الدولة. لكننا ها هم اليوم يتدافعون على المواقع والمناصب!

كذلك من الذي عرقل نفاذ الاستحقاقات الدستورية ؟!

ثم انه يكثر الحديث اليوم عن الفساد، وفي العلن الكل يقولون بمحاربته والتصدي له. وهنا أيضا نقول: من الذي مارس الفساد ويمارسه ويوفر الحماية للفاسدين والمفسدين؟ ومن الذي يعرقل او يمنع تحت طائلة التهديد عمل المؤسسات المعنية في الدولة، وبضمنها القضاء الذي يذرف هذه الأيام البعض دموع التماسيح  عليه وعلى استقلاليته ووجوب احترام قراراته. من المؤكد انها منظومة الفساد ذاتها، المتشابكة مصالحها والمتداخلة مع القوى المتنفذة داخل وخارج مؤسسات الدولة.

ان مسؤولية ما حصل ويحصل واضحة ومحددة، وهي قد تكون متفاوتة، وان الحقيقة  لا يمكن حجبها بغربال عبر الجيوش الالكترونية، او بشراء الذمم والاغداق من أموال السحت الحرام، وغير ذلك مما يظلل ويخدع.

ومن هنا قالت  اغلبية العراقيين رأيها بوضوح تام، بعد انتظار مرهق طيلة سنوات عجاف، بان لا ثقة بكم وان عليكم وعلى منظومتكم ونهجكم  الرحيل.

فالعراقيون وبلدهم يستحقون ما هو افضل من هذا، وهم عازمون على انتزاعه اليوم وليس غدا، علما ان أحضان الناس دافئة بالنسبة الى من يعلن التوبة النصوح، وينحاز اليهم والى تطلعاتهم على طول الخط، وليس بتحقيق مكسب هنا وهناك.

*************************

بعد فشل البرلمان وتمهيدا لحله.. متنفذون يستغلون ملف الخدمات: دعاية مبكرة

بغداد – طريق الشعب

عشرة أشهر مضت على اجراء الانتخابات النيابية الاخيرة، بينما عجز مجلس النواب بشكل تام في تأدية مهامه الأساسية. ومع تصاعد الصراع السياسي، يقول ناشطون ومراقبون إن نوابا في البرلمان الحالي ينتمون الى قوى سياسية متنفذة بدأوا حملات انتخابية غير مباشرة تستغل ملف الخدمات، تمهيدا للمرحلة المقبلة واعترافا ضمنيا منهم بان عمر هذه الدورة البرلمانية انتهى تقريبا، ولم يبق سوى الاعلان عن حلها واعادة الانتخابات.

أسلوب يؤكد استمرار الأزمة

أن الملف الخدمي في مختلف المناطق يشهد انتعاشا ملحوظا في الفترات الانتخابية، ويُنسى لمدة أربع سنوات لاحقة. وبما أن عمر الدورة الانتخابية هذه شارف على الانتهاء وفق قول ناشطين ومتظاهرين، فإن نوابا متنفذون باشروا استغلال ملف الخدمات تمهيدا لإعادة انتخابهم مجددا كنواب في البرلمان.

ويغذي قانون الانتخابات النافذ، تلك المساعي السياسية بسبب تركزيه على المناطقية وفق ما يقول مختصون، لكن مصير هذا القانون بالنسبة للانتخابات القادمة غير معلوم، كونه يخدم جهات متنفذة على حساب أخرى، ولذلك فأن توقعات كثيرة تفيد بحصول معركة تشريعية جديدة بخصوصه.

ويقول المحامي والناشط المدني محمد مازن: إن المتنفذين باشروا دراسة الاحتمالات الانتخابية ووسائل الدعاية. على الرغم من الصراع السياسي القائم، لكن حوارات مخفية وجادة تجري للتهيئة من اجل الانتخابات القادمة التي يبدو انها أقرب إلى الواقع.

ويضيف مازن خلال حديثه مع “طريق الشعب”، أن “البرلمان فشل فشلا ذريعا ولا مخرج من الازمة الا عبر حله واعادة الانتخابات وفق شروط تضمن عدم تكرار الازمة، لكن القوى المتنفذة لا تملك بُعد نظر، وهي مهووسة بمصالحها الضيّقة لذلك عادت تستخدم نفس الاساليب في شراء الاصوات، أي أنها عادت مجددا لاستغلال الملف الخدمي”. ولفت إلى أن “هذه الجهات التي لها أذرع داخل الدوائر الخدمية، عادت الكرة مجددا وبدأت بتوظيف الجهود الخدمية لمصلحتها، هناك نشاطات واضحة عبر صفحات الفيس بوك للنواب الحاليين وهم منشغلون بالتبليط والارصفة وغيرها من الامور في وقت يفشلون فيه بشكل كبير في ايجاد حل للازمة السياسية”.

وبيّن أن “الدعايات في الانتخابات الماضية اثارت سخرية وانتقادات واسعة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وهي الان تتكرر بهدوء وسيتلقفها الرأي العام سريعا”.

وفي واحدة من أبرز اللقطات المأساوية للانتخابات واستغلال الملف الخدمي لجعله عنصرا فاعلا في عملية التصويت، ما أظهرته الكاميرات قبل أشهر عندما تشاجر النائبان طلال الزوبعي وكريم أبو سودة، أثناء وجودهما في قضاء أبو غريب، لمتابعة تبليط أحد الشوارع، بحسب مقاطع فيديو تناقلتها منصات التواصل الاجتماعي.

وتطور الشجار بين النائبين الى تبادل إطلاق العيارات النارية من قبل حمايات المسؤوليْن، امام انظار المواطنين.

غياب المتابعة

من جانبه، يقول الاكاديمي صفاء الخزعلي، أن “استغلال الملف الخدمي يحدث قبل كل انتخابات، وهذا ما أكدناه مرارا ونحذر من استمراره”.

واوضح الخزعلي ان استغلال النفوذ والمال العام أصبح “سمة بارزة لعمل القوى المتنفذة خلال الفترات التي تسبق الانتخابات. كما ان قانون الانتخابات الجديد يركز على المناطقية، وهو بذلك سيجعل من النواب معقبين ومقدمين للخدمات، أكثر مما هم مسؤولين عن الجانب التشريعي والرقابي، كما أنه تغيير لا يضمن أن تكون سلوكيات المرشحين أفضل لأن الأزمة تتعلق بطريقة الحكم وانتقائية تطبيق القانون”.

وتابع المتحدث قائلا: إن “هناك انحرافا واضحا في نوع الدعاية الانتخابية عن مسارها الحقيقي وهذا ما يتطلب اعادة النظر فيه تماما. حجبت المحاصصة والفشل في الاداء السياسي أهمية جعل الدعايات الانتخابية قائمة على التخطيط والسياقات الديمقراطية التي يفترض أن يجري العمل بها”.

ورأى أنه “بعد فشل غالبية السياسيين في العبور بالعراق إلى بر الأمان وعدم تمكنهم من إقناع الشارع العراقي بالديمقراطية أو تسويق أنفسهم وفق المنافسة الشريفة، جعلهم يتخذون نهجاً يستجدون بموجبه أصوات الناخبين بطريقة ملتوية ومذلة ومخالفة للقانون والنهج الديمقراطي”.

*********************************

الرفيق جاسم الساعدي “ابو احمد”.. وداعا

بالم وحزن عميقين تلقينا خبر وفاة الرفيق جاسم محمد علي الساعدي “ابو احمد”، بعد حادث مروري مؤسف. برحيله فقدنا انسانا طيبا ورفيقا مخلصا لشعبه وكادحيه ولقيم ومباديء ومثل حزبه، الذي انتمى اليه مبكرا وظل يعمل في صفوفه لحين رحيله المفجع. في مسيرته النضالية الحافلة تولى الرفيق مهاماً عدة واخرها كان سكرتيرا لمحلية ميسان.

في هذا المصاب الجلل نتقدم الى عائلته واقاربه والى رفاقه واصدقائه بالتعازي والمواساة، ولفقيدنا الغالي الذكر الطيب.

المكتب السياسي

للحزب الشيوعي العراقي

١٣-٨-٢٠٢٢

*****************************************

الصفحة الثالثة

تظاهرات للقوى المدنية في الشطرة والبصرة..  الشيوعيون يواصلون التعريف بمواقف حزبهم

طريق الشعب – خاص

تواصل منظمات الحزب الشيوعي العراقي في مختلف أرجاء البلاد، تنظيم النشاطات الإعلامية الميدانية بغية تعريف المواطنين بمواقف الحزب السياسية الراهنة، وتزويدهم بآخر البيانات والتصريحات الصادرة عنه في هذا الشأن.

وفي الوقت ذاته، نظم المئات من المحتجين في الشطرة والبصرة، تظاهرات طالبت بالتغيير الشامل.

الشطرة: معاً للتغيير

وتحت شعار “معاً للتغيير وهزيمة قوى المحاصصة والفساد” نظمت القوى المدنية والديمقراطية ومنظمات وحراكات تشرينية في مدينة الشطرة وقفة احتجاجية، الخميس الماضي، للمطالبة بمعالجة حالة الانسداد السياسي وتحسين الخدمات العامة وتوفير فرص العمل وتحسين المستوى المعيشي للمواطنين.

وخلال الوقفة القى الرفيق عماد شذر، كلمة للحزب جاء فيها: “بعد مرور اكثر من ١٠ اشهر على اجراء الانتخابات لم تشكل الحكومة واشتد الصراع بين القوى السياسية المتنفذة، متناسين مشاكل العراق من انعدام السيادة وشح المياه، وانتشار افة الفساد، وتواصل الاحتجاجات المطالبة بتوفير فرص العمل”.

وطالب المحتجون بضرورة إعادة الانتخابات خصوصا بعد اشتداد الصراع السياسي لكن وفق شروط منها تعديل قانون الانتخابات وكذلك تفعيل قانون الأحزاب وتعديل مواد الدستور التي عليها خلافات منها انتخاب رئيس الجمهورية وكذلك تحديد الكتلة الأكبر وذلك من خلال تشكيل حكومة انتقالية تأخذ على عاتقها تنفيذ هذا المهام المحددة خلال فترة محددة.

البصرة ترفض نهج الحكم الفاسد

وفي البصرة، نظمت تنسيقية التيار الديمقراطي في المحافظة وقفة احتجاجية يوم الجمعة الماضي، في شارع الفراهيدي للثقافة والكتاب.

ووسط حضور حاشد من الديمقراطيين والشيوعيين والقوى المدنية الأخرى وبعض القنوات الفضائية، رفع المحتجون لافتات تعبر عن آرائهم كما وزع الشيوعيون نسخاً من بيان الحزب بهذا الأمر.

ورفض المشاركون في الوقفة استمرار حالة الاستعصاء السياسي، وفشل منظومة الحكم في إدارة البلاد.

فعاليات محليات الحزب في بغداد

اللجنة المحلية العمالية في الحزب، واصلت خلال اليومين الماضيين جولاتها الميدانية، وجاب فريقها الإعلامي منطقة الكرادة بالقرب من بدالة العلوية وشارع الأطباء، بالإضافة إلى شارع النضال وساحة الواثق، سيرا على الأقدام.

ووزع الفريق على المواطنين والعمال وأصحاب المحال التجارية والصيدليات ومراجعي العيادات الطبية، نسخا كثيرة من بيان الحزب الموسوم “الرجوع الى إرادة العراقيين كفيل بنزع فتيل الازمة”. وشرح لهم مضمون البيان، وعرّفهم بمواقف الحزب السياسية الأخيرة، ورؤيته للخروج من الأزمة المستعصية.

وبحسب الرفيق عامر عبود الشيخ علي، عن اللجنة المحلية، فإن الفريق تحدث للمواطنين عن تبني الحزب شعار التغيير الشامل للخلاص من الطغمة الفاسدة والمحاصصة المقيتة، مؤكدا أن المواطنين تفاعلوا مع بيان الحزب، وشددوا على أهمية عدم مشاركة الأحزاب التي لديها جماعات مسلحة، في الانتخابات القادمة. كما أعلنوا تضامنهم مع القوى المدنية، وفي مقدمتها الحزب الشيوعي العراقي الذي يقف دوما إلى جانب الكادحين وسائر أبناء الشعب، داعين إلى أن يكون دور هذه القوى كبيرا وموحدا من أجل عراق مدني ديمقراطي.

وشكلت منظمة الحزب في الشعلة/ اللجنة المحلية في الكرخ الأولى، فريقا قام برفع العديد من الشعارات التي تجسد مواقف الحزب السياسية، في منطقتي الشعلة ورحمانية الشعلة.

وقال الرفيق عدنان جاسم عن اللجنة المحلية، أن الفريق وزع على المواطنين نسخا من بيان اللجنة المركزية الأخير. وأوضح لهم موقف الحزب من حالة الانسداد السياسي التي يمر بها البلد، وما يطرحه من حلول إزاء ذلك.

وفي مدينة الأعظمية، وزعت لجنة عمار جابر الأساسية للحزب/ اللجنة المحلية في الرصافة الثانية، نسخا من بيان اللجنة المركزية على المواطنين. ورفعت عددا من الشعارات في الأماكن العامة.

فيما نظمت اللجنة المحلية في الرصافة الثالثة، جولة راجلة في حي أور، وزعت فيها على المواطنين نسخا من “طريق الشعب” ومن بيان اللجنة المركزية.

وحظي البيان بتفاعل المواطنين، الذين أبدوا تضامنهم مع الحزب ومواقفه السياسية. وقد لمس الرفاق عدم ثقة الناس بالعملية السياسية برمتها، وبالقوى المتنفذة التي حكمت العراق منذ 2003.

وفي المحافظات

وقامت اللجنة المحلية للحزب في المثنى، برفع العديد من الشعارات التي تعبر عن موقف الحزب من الأزمة السياسية الأخيرة، في كورنيش مدينة السماوة وفي العديد من الأحياء السكنية. 

وقال مراسل “طريق الشعب” في السماوة، عبد الحسين ناصر السماوي، أن المواطنين تفاعلوا مع محتوى الشعارات، مشيرا إلى أن شيوعيي السماوة قاموا أيضا برفع شعارات مماثلة في قضاءي الخضر والوركاء.

كذلك شكلت تنظيمات الحزب في محافظة نينوى مجموعات عدة من الرفاق، قامت بتوزيع بيان اللجنة المركزية المعنون “الرجوع الى إرادة العراقيين كفيل بنزع فتيل الازمة”، على المواطنين في الشوارع والأسواق بمدينة الموصل وبلدات بعشيقة وألقوش وتللسقف. وقام الرفاق برفع العديد من الشعارات المعبرة عن مواقف الحزب السياسية الأخيرة.

 *********************************

المال السياسي والانتخابات

طريق الشعب ـ إستوكهولم

كثيراً ما تتم الإشارة الى إنهاء تأثير المال السياسي على مجرى ونتائج الإنتخابات في العراق، في معرض الحوار حول التغيير المطلوب في منظومة الحكم.

ويقصد بالمال السياسي، الموارد المالية التي تحصل عليها الأحزاب المتنافسة في الإنتخابات، من خارج المؤسسات الدستورية المكلفة قانوناً بدعم هذه الأحزاب، أو تستولي عليها بأساليب غير مشروعة، وتوظفها في السباق الإنتخابي للوصول الى السلطة.

وتعمل الأنظمة الديمقراطية في العالم، على معالجة هذه المشكلة والحد من تأثيرها بطرق مختلفة، حيث تعد الإنتخابات الأكثر شفافية وحرية ومصداقية، في البلدان ذات الأنظمة الأكثر حزماً مع تأثير المال السياسي. وفي السويد المقبلة على إنتخابات تشريعية في أيلول القادم، يتوقع أن تصل فيها نسبة المشاركة الى 90 في المائة، لا تكتفي الدولة بالتنديد في تدخل المال بالسياسة، بل تتخذ أقسى الإجراءات بحق من يرتكب هذه الخطايا.

وفيما تقوم الدولة السويدية بتوفير الدعاية المجانية للأحزاب السياسية على المستوى الوطني، تصرف الأحزاب جزءا من ميزانيتها للدعاية الإضافية عبر المؤسسات التجارية. غير أن هذه الأموال، يجب أن تكون معروفة المصدر من قبل المؤسسات الرسمية، ومتناسبة مع النفوذ الشعبي للحزب الذي يقوم بصرفها، وأن تحدد كميتها وميادين صرفها وأسباب ذلك، قبل فترة مناسبة من الإنتخابات والبدء بالحملات الدعائية لها.

ولهذا، نشرت الصحف السويدية منذ الآن، تفاصيل الأموال التي ستستثمر في الحملات الدعائية لهذا العام، والتي ستبلغ بمجموعها 400 مليون كرونة سويدية لكل الأحزاب المشاركة (أي ما يعادل 40 مليون دولار). كما تمت معرفة المبلغ الذي سيكلفه كل صوت لكل حزب مشارك في الإنتخابات، حيث سيصرف حزب الوسط اليميني 159 كرونة على الدعاية لجذب صوت واحد فيما سيصرف حزب اليسار 31 كرونة فقط على الدعاية لكسب صوت واحد، فيما أعلن الحزب الديمقراطي الإجتماعي الحاكم عن تمويل حملته من واردات بيع أعضائه لبطاقات اليانصيب طيلة ثلاثة أعوام، والتي بلغت مليار كرونة، دفع ثلثها كضرائب للدولة. 

وعلى الرغم من كل هذه الشفافية والدقة، يشتد الجدل في السويد وغيرها من الدول الأوربية، حول مدى صحة هذا التباين في الصرف على الحملات الإنتخابية، وحول مدى صحة تمثيل النائب لناخبيه، وما إذا كان للمال تأثير على صوت الناخب بشكل ما.

وأخيراً، فإن البون الشاسع بين ما يسود في هذه التجارب العالمية وبين ما يحدث عندنا في جميع الإنتخابات، يكشف السر وراء فشل نظام المحاصصة، والإنسدادات السياسية المتكررة التي يلدها، والعمق الذي وصلت اليه أزمة منظومة الحكم، والتي لن تحل الا بالتغيير الشامل، وإقامة نظام ديمقراطي فيدرالي حقيقي، بمشاركة شعبية واسعة في الإنتخابات، التي يجب أن تجري في ظل قانون إنتخابي عصري وعادل وبإشراف دولي.  

 ***************************

تقرير: قلق من العمل في الصيف اللاهب بالعراق

بغداد ـ طريق الشعب

أعربت منظمة العمل الدولية، وهي وكالة تابعة للأمم المتحدة، عن قلقها المتزايد من ظروف العمل في العراق، جراء ارتفاع درجات الحرارة لأعلى من 50 درجة مئوية في الأسابيع الأخيرة. ودعت ممثلة المنظمة في العراق، مها قطّاع، إلى اتخاذ التدابير اللازمة للحد من المخاطر التي يتعرض لها العمال.

وفي الوقت الذي يشير فيه أحدث مسح للقوى العراقية العاملة، الى أن واحداً من كل أربعة عمال، يمتهنون أشغالاً في قطاعي البناء أو الزراعة، وهما القطاعان اللذان يعدان الأكثر خطورة في العالم، يؤكد تقرير أصدرته وكالة الأمم المتحدة في عام 2019 أن زيادة معدلات درجات الحرارة على المستوى العالمي، والناتجة عن تغير المناخ، ستجعل من الإجهاد الذي تسببه الحرارة العالية، حالة شائعة، معيقة وجود عمل لائق، وهو ما يهدد سلامة وصحة ورفاه الشغيلة.

وذكرت قطّاع بأن حصول العمال في بعض المجالات والمناطق على إجازة من العمل جراء الحر الشديد، لا ينفِ وجود حاجة ماسة لإتخاذ تدابير حماية لأولئك الذين يعملون في أوقات غير رسمية أو مؤقتة أو موسمية أو يومية، والذين لا يسمح لهم دخلهم المتدني بالإنقطاع عن العمل حتى ليوم واحد. وأشارت الممثلة الأممية الى أن إجراءات الحماية ينبغي أن تشمل توفير الملابس المناسبة، ومياه الشرب ووجود مناطق مظللة وفترات إستراحة جيدة، مع تشجيع الشغيلة على تكثيف العمل في الأوقات التي تشهد حرارة أقل. كما أكدت ضرورة تطبيق أنظمة السلامة المهنية والصحة، وإخضاع ذلك لعمليات تفتيش وتدقيق متواصلة، لاسيما في القطاعات الأكثر خطورة.

وأعربت قطّاع عن إلتزام منظمتها بدعم شركائها، في جهودهم لتطوير إجراءات السلامة المهنية وتحسين بيئة العمل وتأمين متابعة دورية لذلك، وهو ما سيساعد على تحديث الأنظمة الحالية وتحسين ظروف العمال وأرباب العمل.

وتعتقد قطّاع أن هذه الجهود والإجراءات، وإن كانت غير متعلقة فقط بظروف العمل في صيف حار جداً، الا أنها تفيد تماماً في ضمان بيئة عمل أفضل لجميع العمال في العراق، لأن سلامة وصحة العمال مسؤولية الجميع، ولكل منا دور في أن تكون ظروف العمل لائقة وآمنة وبيئتنا محمية، مهما كان هذا الدور صغيراً.

هذا وكان العراق قد صادق على عدد من اتفاقيات منظمة العمل الدولية، التي تعنى بحماية العمال في مختلف القطاعات. كما جرى التصديق مؤخراً على اتفاقية السلامة والصحة في القطاع الزراعي رقم 184 لسنة 2001، والتي تلزم البلاد بتوفير ظروف العمل وفق المعايير الدولية.

 *********************************

شريط الاخبار

هل من حدود لإجرامهم؟

أطلقت شرطة البصرة والمثنى، حملة للتوعية بمخاطر المخدرات وآثارها المدمرة، فيما كشفت نقابة المعلمين عن تسلل هذه السموم إلى المؤسسة التعليمية، بما فيها المدارس الثانوية للبنات، حيث وصلت نسبة التعاطي بين الطالبات الى أكثر مما هي بين الطلبة. وأشار عضو النقابة صفاء السامر الى أن هناك طالبات ونسوة يعملن على بيع المادة المخدرة في المدارس. كما أكدت مفوضية حقوق الإنسان أن هناك 2238 قضية تتعلق بجرائم المخدرات أمام المحاكم وإن معظم المتورطين فيها من الشباب. وأعلن مدير شرطة المثنى عن إشتراك مركبات حكومية في هذه التجارة، التي يحميها عدد من المتنفذين في الدولة.

إيثار الحرامية

أظهرت وثيقة تناقلها الإعلام، تنازل شركة بوابة عشتار عن “حقها” في التعويض الذي ألزمه لها القضاء، إثر فسخ مصرف الرافدين لعقد سبق وإن أبرمته معه. وفي الوقت الذي لم يعلن فيه عن السبب وراء “إيثار” البوابة هذا، أشارت مؤسسة النهرين لدعم الشفافية والنزاهة الى ان التنازل جاء لإخفاء ملفات فساد اكبر، منها الإستفادة من خسائر العقود والصفقات للتغطية على عمليات غسيل الأموال. وأشار رئيس المؤسسة الى أن شركات فساد اخرى استولت على اكثر من 2 مليار دولار، وإنها لا تدفع الضرائب الى الحكومة التي وصلت ديونها على شركات جولات التراخيص الى أكثر من 28 مليار دولار!

بلا حسد!

أعلنت هيئة النزاهة، عن استعادة ومنع هدر قرابة تريليوني دينار، وعن بلوغ قضايا الفساد 34209 قضية شملت 39 وزيراً و241 من أصحاب الدرجات الخاصة والمديرين العامين ومن بدرجتهم. وحدد رئيس الهيئة سبب امتناع أغلب المؤسسات عن تنفيذ العمل الإلكتروني، برغبتهم في إستمرار أخذ الرشا لإنجاز معاملات الناس. كما أعلن عن صدور 731 أمر قبض قضائيا، نُفد منها 396 أمراً بحق 8 وزراء و53 من أصحاب الدرجات الخاصَّة. وقال أن عدد المُتَّهمين المُحالين على محكمة الموضوع – الجنح والجنايات خلال النصف الأول من هذا العام فقط، بلغ 1754 من المسؤولين.

بالكوري الفصيح!

بيّنت رئيس هيئة الاستثمار، أن تلكؤ شركة هانوا الكورية عن إتمام مشروع بسماية السكني جاء بسبب إدعائها عدم تسلمها للدفعات المالية التي تستحقها من الحكومة. وقد عاد الكوريون للعمل، بعد أن أكدت شركة حسابات دولية زيف إدعائهم، حيث ثبت استلام هانوا لـ 50 في المائة من استحقاقها (مليار دولار أكثر مما تستحق)، رغم إنها لم تنجز سوى 20 في المائة من العمل (20 ألف وحدة سكنية من 100 ألف)، وإنها وقعت بمخالفات في التنفيذ. ويبدو أن الحكومة قد أفشلت محاولات شركة هانوا، تقليد الشركات الإستثمارية الأخرى، التي نهبت أموال العراق، ولسان حالها يقول بالكوري، قابل بس إحنه!

***************************************

الصفحة الرابعة

الاستيراد المنفلت تخريب مقصود!

بغداد ـ طريق الشعب

رغم أن الخراب الذي تعرضت له الصناعة الوطنية قد حدث قبل 2003، جراء حروب النظام السابق وسياساته الرعناء والحصار الدولي على العراق، فإن ماحدث لهذا القطاع خلال العقدين الماضيين، قد أجهز على ما تبقى من إنتاج وطني، حيث لعبت الفئات البيروقراطية والطفيلية، المتسلطة على حكم البلاد، دوراً في تسيّد الانشطة الاقتصادية غير المنتجة، وتحقيق ثروات كبيرة من النشاط التجاري، المقتصر على الإستيراد، والذي تطلبت إدامته إيجاد منافسة غير عادلة مع المنتج الوطني وتخريب الصناعة المحلية، عبر إيقاف العديد من المصانع عن الانتاج، وحجب الكهرباء والماء والوقود والتسهيلات المصرفية وغيرها، عما تبقى منها، وهو ما رفع تكاليف الانتاج وسبب خسائر كبيرة لهذه المصانع (72 في المائة منها خاسرة)، بحيث لم يتمكن قطاع الصناعة التحويلية من المساهمة بأكثر من 1.8 في المائة من الناتج الإجمالي لعام 2018.

وكي يستكمل هذا التخريب لعبته، فُتحت الأبواب أمام الإستيراد، وأُلغيت مؤسسات التقييس والنوعية، وضوابط الجودة، وأُغرقت السوق العراقية بكل أنواع السلع، الأعم الأغلب منها رديئة الصنع وملوثة للبيئة وتشكل خطراً على الصحة العامة. وجرى تخادم واضح بين الكومبرادور في بغداد والمنتجين في دول الجوار وغيرها، بحيث قام هؤلاء بدعم المصّدرين الى العراق مالياً، ليتمكنوا من بيع حاجاتهم فيه بأسعار أقل من الكلفة، مما يحطم الصناعة العراقية ويفرض هيمنة الجيران التامة على السوق.

وفي ظل الاقتصاد الريعي، باتت حكومتنا تبيع النفط وتهدر موارده على الإستيراد، وتشجع الإنفاق الإستهلاكي وتحرم البلاد من أية فرص لتنمية مستدامة، فاشتد الفقر (ثلث العراقيين باتوا عند أو تحت مستوى الفقر) وارتفعت معدلات البطالة (وصلت الى 14 في المائة بشكل عام وأكثر من 36 في المائة بين الشباب)، وامتنع أصحاب رؤوس الأموال عن الاستثمار وساد الفساد المالي والإداري. 

حصة الأسد

لقد فشلت الحكومات المتعاقبة منذ اكثر من نصف قرن في استخدام عوائد النفط لتحفيز القطاعات الانتاجية الاخرى ولخلق تنويع اقتصادي حقيقي، ما رسّخ تدريجياً الطابع الريعي للاقتصاد، وتشكلت “الدولة الرأسمالية الريعية”. وفيما عجز نظام ما بعد 2003 عن تبني استراتيجية اقتصادية وطنية واطلق العنان لاقتصاد السوق والخصخصة وتحجيم دور الدولة، فإن ما قدمه من دعم للقطاع الصناعي الخاص لم يذهب الى الرأسمال الوطني المنتج بل لمن يدفع للمرتشين والفاسدين، رغم تأكيد الكثيرين على ضرورة ربط الدعومات الحكومية بما تحققه المشاريع على صعيد الإنتاج وتشغيل الأيدي العاملة والنجاح في المنافسة، وأن تزداد وسائل الدعم هذه طردياً مع النجاحات الفعلية التي يحققها المستثمرون.

وكالهارب للأمام، اعتمد النظام القائم، وبعد فشل سياساته الإقتصادية، على الاستيراد لتلبية الاحتياجات المختلفة، وخاصة الغذائية، حيث ارتفعت القيمة الإجمالية للاستيرادات الزراعية من 1.7 مليار دولار في عام 1985 إلى 11 مليار دولار في 2017، فيما بلغت قيمة الاستيراد من إيران حوالي 9 مليار دولار أمريكي، ومن تركيا حوالي 10 مليار دولار، مما يعني أن خمس الموارد النفطية للعراق، يتسرب لهاتين الدولتين الجارتين سنوياً، رغم وجود بوادر لنمو مناسب في القطاع الزراعي والصناعي. وفيما تشكل العلامات التجارية التركية نحو 90 في المائة من تلك المنتشرة في مراكز التسوق العراقية، تصل حصة إيران من سوق السلع 17.5 في المائة.

وحدة جدلية

ويشير الخبير الإقتصادي د. جاسم محمد الحافظ الى أن دعاة الليبرالية الجديدة، المتنفذين في منظومة الحكم، لا يرون في حل المشكلة سوى بتحويل العراق الى سوق لتصريف السلع وما يتطلبه ذلك من إدامة للاقتصاد الريعي، فيما “نعتقد أن الحل في تنويع الاقتصاد وتحريره من الاعتماد المفرط على عوائد النفط، والمحافظة على الوحدة الجدلية بين القطاعات الثلاثة، العام والخاص والمختلط، والإعتراف بالقطاع الخاص كأحد صناع الثروة في الدولة وإحد مرتكزات الإصلاح الاقتصادي، وتعزيز شراكته مع القطاع الحكومي، لمعالجة ضعفه الشديد وتجنباً لاضطراره الى التخادم مع الشركات الأجنبية، التي تعرض عليه تمويلاً وتفقده استقلاليته”.

أوقفوا الاستيراد المنفلت

وفي حديثه عن المصاعب التي تعترض طريقه، كصاحب مشروع إنتاجي صغير، يدعو محمد طاهر إبراهيم الى فرض ضرائب على المنتجات المستوردة بجميع أنواعها، لتصبح المنافسة عادلة خصوصاً وإن تخفيض سعر العملة، والدعم الذي تلقاه السلع المستوردة من حكومات دول المنشأ، وفتح الأبواب أمامها مجاناً لتهيمن على سوقنا، يخلق فرقاً كبيراً في السعر، ويدفع المواطن إلى عدم اقتناء المنتج المحلي مهما كانت نوعيته جيدة. كما يؤكد على “أهمية دعم أصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة، التي أثبتت فعالية كبيرة في التنمية الاقتصادية، لأن المشاريع الصغيرة مرنة وسريعة التكيف وذات تكاليف قليلة وتستقطب أعدادا كبيرة من العاطلين”، مشيراً الى تجربة الصين والسويد في هذا المجال.

***************************

لعشر سنوات تحاول بغداد ثني أنقرة عن تشييده.. تركيا تجزر مياه دجلة بـ (سد) جديد

بغداد ـ محمد التميمي

منذ أكثر من عشر سنوات، تحاول السلطات العراقية ثني الحكومة التركية عن تشييد سد الجزرة الذي يقع بعد أليسو باتجاه الحدود العراقية، والذي يقدر بأنه سيقلل من مياه نهر دجلة بنسبة تفوق النصف، الأمر الذي يفاقم مشكلات الجفاف والتغير المناخي، التي أرّقت العراقيين كثيرا.

والجزرة هو واحد من سدود مشروع إنشاء 22 سدا في مناطق جنوب شرق الأناضول، وهذه السدود ذات اهداف مختلفة في إنشائها: قسم منها لتوليد الطاقة الكهربائية، والأخطر هي السدود التي تنشأ كمشاريع إروائية ومنها سد الجزرة.

ويقع السد في شمال مدينة الجزرة التركية قرب الحدود السورية. ويهدف لإنتاج الطاقة الكهربائية وإحياء 500 ألف دونم من الأراضي الزراعية، بتحويل ما يقرب من 60% من مياه نهر دجلة، إلى أراضيه قبل عبورها الحدود التركية العراقية.

ترفض الانصياع

ويثير سد “الجزرة” الذي تشيده تركيا قلق وزارة الموارد المائية إذ يقول المتحدث الرسمي باسم الوزارة حاتم حميد: ان السد “سيقلل نسب المياه الواصلة إلى العراق بنسبة 56 بالمئة، كما أن ما سيصل منها إليه سيكون بنوعية رديئة”.

وبرغم الرفض الرسمي العراقي لتشييد السد خلال الأعوام العشرة الماضية وحتى الآن، لا تزال تركيا ترفض الانصياع لمطالبنا وتواصل تشييده.

تأثيرات كارثية

يقول المستشار السابق لوزارة الموارد المائية ظافر عبدالله: ان “سد الجزرة يقع بين سد اليسو والحدود العراقية التركية، والمساحة المقرر استثمارها لإنشائه هي بحدود 200 الف هكتار. وبالتأكيد سيخفض من واردات الماء كما ذكرت الوزارة بنسبة 56 في المائة”، مضيفا ان “هذه النسبة ستؤثر على عمود نهر دجلة من شمال الموصل وحتى مدينة الفاو في الجنوب”.

ويضيف عبدالله في حديث خصّ به “طريق الشعب”، ان المحافظات التي تعتاش على نهر دجلة تبدأ من دهوك ونينوى وصولاً الى صلاح الدين، ومن ثم بغداد والكوت والعمارة وقسم من مياهه تذهب نحو البصرة.

ويشير الى أن “نصف سكان العراق يستفيدون من مياه نهر دجلة، وان جفافه سيؤثر على التجمعات السكانية ويؤثر في الوضع الأمني، ويولد مشاكل اجتماعية هائلة وتأثيرات كارثية، حيث ان هناك اكثر من 60 في المائة، يعتاشون على الزراعة او النشاطات المتعلقة بالزراعة وسيتأثرون بانخفاض الواردات”.

ويلفت المستشار السابق الى ان موقف الدولة العراقية “ضعيف بالتفاوض مع تركيا وايران، وهذه ليست مسألة حديثة او ولدت بعد العام 2003، انما العراق لا يمتلك اي اتفاقية بينه وبين تركيا في هذا المجال اطلاقا، باستثناء البروتوكول التركي السوري الذي انضم له العراق، وهو يخص نهر الفرات”.

وطبقا للمتحدث، لم تتوصل جميع اللجان الفنية والاجتماعات واللقاءات من كل المستويات الى اتفاق يخص تقاسم الحصص المائية او تحديد نسب مئوية لها.

3 مليار دولار سنويا

ويبين ان “الدراسات التي تجريها الوزارة هي عبارة عن مجموعة سيناريوهات وخطط تحتاج الى تطبيق وتخصيصات مالية؛ فالقطاع المائي يحتاج الى ما يقارب 3 مليار دولار سنويا، حتى يجري تحسين شبكة الري والبزل وتتطور طرق الري وتنتقل الى الطرق الحديثة”، وبالتالي فان تلك الدراسات لم تكن مجدية “لأنه لا توجد اجراءات عملية للمضي في تطبيق مخرجات هذه الدراسة” بحسب عبدالله.

وعن تأثير الصراع السياسي على هذا الملف قال عبدالله “ كان من المفترض ان يتم تشكيل مجلس اعلى للمياه برئاسة رئيس مجلس الوزراء وهذا في العام 2006، ولكن هذا الاجراء بحاجة الى تشريع والاخير بحاجة الى توافق سياسي غير موجود، وعند دخول هذا التشريع الى اروقة الكتل السياسية يجب ان يخضع لتقاسم المراكز، وعلى ضوء ذلك اجل التشريع اكثر من مرة وتم  تعويضه باللجنة العليا للمياه، وهذا التقصير بملف المياه تتحمله كل الجهات بدون استثناء”.

مشكلة أخطر من السدود

وعن الغاية من انشاء هذه السدود، اوضح المهتم بقضايا البيئة والمياه نصير باقر قائلا: ان “تركيا تنشئ هذه السدود للاستفادة من المياه التي تمر عبر اراضينا لتوليد الطاقة وري الاراضي وغيرها، وهي تعطي نفسها اولوية من نهر دجلة، لأنها تعتقد بان العراق لا يستفيد من هذه المياه”.

وقال باقر في حديث خص به “طريق الشعب”، ان تركيا تتذرع بحجة “عدم وجود زراعة او خطة لإدارة المياه في العراق، ولكن المبررات التركية غير كافية، لأنها تستعملها كورقة للضغط على العراق اقتصادياً في سبيل زيادة التبادل التجاري، وايضا هناك اجندة سياسية بهذه الخطوات تجاه العراق” حسب وجهة نظره.

ونبه باقر الى ان “إدارة ملف المياه في العراق فيه الكثير من المشاكل، وفي ذات الوقت لا يعبر المفاوض العراقي عن احتياجات البلاد الحقيقية من الماء، إنما يتحدث عن الحقوق التاريخية في مياه نهري دجلة والفرات، وباننا اولى الناس بهذه الأنهر، لكن هذا غير كاف”.

وعن تداعيات السياسة المائية التركية على العراق، أوضح باقر أن تلك السدود تعزز عوامل التغير المناخي والجفاف الذي يعيشه العراق، مردفا “نعم السدود التركية هي جزء من هذه المخاطر ولكنها ليست كلها، فإدارة العراق لملف المياه داخلياً تسبب هدرا للمياه بشكل خطير”.

وواصل حديثه “أننا نستخدم السقي السيحي الذي غادره العالم منذ زمن، لما له من تأثير في هدر المياه”، مضيفا “إنني أعتقد أن هذه المشكلة هي أخطر من سدي الجزرة وأليسو”.

هل نقول وداعا لدجلة؟

وفي حال عدم تدارك تلك المشكلات، فان باقر يتوقع “أن نقول وداعاً لنهر دجلة في سنين قادمة، بسبب عدم وجود سياسات مائية صحيحة ومفاوض عراقي مدرك لأبعاد القضية”، مشيرا الى ان “تركيا لو أرادت أن تقطع المياه بشكل كامل الان عن العراق لقطعته، لأنها متأكدة من انه لن يكون هناك رد فعل يوازي الحدث”.

واسترسل في كلامه “اننا نتحدث عن مدن تأسست ونشأت على اساس مجرى النهر، فعندما نقول ان هناك نهرا يجف في بغداد فعلى اقل تقدير لن تكون هناك حياة، وعندما ينتهي وجود نهري دجلة والفرات فلا يوجد سر لبقاء هذه المدن، لذلك فان الازمة ليست زراعة او صناعة بقدر ما هي ازمة بقاء”.

ما المطلوب مستقبلا؟

وعمّا نحتاجه اليوم قال: “نحتاج لان تضع الحكومة القادمة ملف المياه والبيئة ضمن اولوياتها، ونحتاج لبرلمان قادر على تشريع قوانين وفرض سياسات الهدف منها حماية المياه في البلاد وادرتها بشكل صحيح، فرقابة البرلمان على وزارتي الموارد المائية والبيئة، يفترض ان تكون اقوى من السابق، على الرغم من انها غير موجودة اليوم”.

وخلص الى انه “يجب ان يكون المجتمع العراقي واعيا للمخاطر التي يعيشها، وخصوصا في ملف المياه، وبالتالي المطلوب من الشارع هو الضغط بهذا الاتجاه، وفي ذات الوقت نحن لا نتوقع ان يكون هناك اي دور للأمم المتحدة، فنحن لم نشهد اي تحرك لها في الصراع بين مصر واثيوبيا حول سد النهضة”.

*******************************

الحياد وأزمة منظومة الحكم

د. إبراهيم إسماعيل

فيما تشتد أزمة منظومة الحكم سعة وعمقاً، وتشهد بلادنا تطورات دراماتيكية، سيئة على الأغلب، جراء حالة الإنسداد السياسي الناتجة عن فشل منهج المحاصصة، وتواصل هيمنة أقلية حامية للفساد والمفسدين على السلطة، إضافة الى البطالة وإرتفاع معدلات الفقر والتخلف المريع في الجوانب الرئيسية في حياة المجتمع، كالتعليم والصحة والسياسة الثقافية، وغياب الخدمات الأساسية، كالكهرباء والماء الصالح للشرب ومنظومات الصرف الصحي، وإنتشار النفايات وتحول الطرق الى سبب لموت الآلاف، وغياب أية معالجات جادة لمشاكل التصحر والجفاف، التي أطاحت بالزراعة وتكاد تقضي على العراقيين ضمأً، والتخريب المتعمد للإنتاج الصناعي، يصبح التغيير الشامل لمنظومة الحكم، مطلباً وطنياً عاماً، لا تتبناه قوى التغيير وشبيبة تشرين الباسلة فحسب، بل وجميع العراقيين.

وإذا كان هذا الحلم، ولأكثر من عقد من السنين، نتاجاً لقيام القوى المتنفذة، بوأد طموحات الشعب المشروعة وتطلعاته في حياة كريمة، فقد صار اليوم ضرورة وطنية ملحّة، جراء صراع المتنفذين على السلطة والثروة والمصالح والإمتيازات غير المشروعة، وتشبثهم بنهج المحاصصة الفاشل، وخشيتهم من تشكيل حكومة ذات مصداقية، تحاسب الفاسدين وتعيد أموال العراق وتحمي سيادته وأمنه، حكومة تنبثق عن إنتخابات نزيهة، بإشراف الأمم المتحدة، وعلى ضوء قانون عصري للإنتخابات، تُضمن فيه الفاعلية لكل صوت عراقي، وتطبيق جاد لقانون الأحزاب، الذي يمنع أصحاب السلاح المنفلت من المشاركة في النظام السياسي، لأنهم ببساطة خارج القانون والدستور، ويُبعد أو يُحّجم على الأقل، تأثير المال السياسي، ويمنع عبث الأيدي الأجنبية في مصير البلاد ومستقبلها السياسي.

ويرتبط تحقيق هذا الحلم، الذي يكمن في ضمير الأغلبية الصامتة، بمدى إستعدادها للتحرك، ورفع صوتها، دفاعاً عن وطنها وحقها فيه وفي خيراته، لاسيما وإن المخاطر الجدية التي تواجه البلاد والعباد اليوم، تجعل من الحياد، بين جموع المتنفذين وبين قوى التغيير، سلبية غير معقولة.

إن إستعادة حرية العراق واستقلاله وسعادة شعبه، والتحول الى مجتمع ديمقراطي يحتكم لسيادة القانون وحقوق الإنسان، معركة وطنية، تتطلب مشاركة كل المؤمنين بالهوية الوطنية الجامعة، من طلائع سياسية وفكرية وثقافية، وأحزاب وحراك شعبي ونقابات ومنظمات مجتمع مدني، مشاركة لا تخضع لأمزجة أفراد أو أهداف جماعات أو أجندة أجنبية، بل تتبنى الولاء للوطن، قولاً وفعلاً، وتنبذ أي إستقطاب حزبي أو طائفي أو قومي أو قبلي أو مناطقي.

إن الجميع مدعوون اليوم للتحرك السلمي، من أجل الضغط على الأقلية المتنفذة، وإلزامها بالإستجابة الفورية للمطلب الشعبي الرئيسي بالتغيير الشامل، فلا يمكن بعد كل هذا العذاب العصي على الوصف، الوقوف على الحياد، وقراءة التعاويذ والتلاعب بمفردات مستهلكة.

إن وجود قوى التغيير، كبديل لقوى المحاصصة، جعل الدرب واضحاً تماماً، درب تشكيل حكومة مستقلة، من الأكاديميين وذوي الإختصاص، تنجز مهام الفترة الإنتقالية، وتسلم السلطة لحكومة منتخبة، وتعمل على بناء عراق ديمقراطي فيدرالي، خال من الفساد والمحاصصة والإستقطابات والسلاح المنفلت وهيمنة دول الجوار. ويتسع هذا الدرب لجميع من يؤمن حقاً بهذا العراق، وليس هناك من مبرر لأحد، إذا ما تخلف عن هذا المسار.

**********************************

الصفحة الخامسة

في يومهم الدولي.. شباب العراق بين فكي البطالة والتهميش

متابعة – طريق الشعب

احتفل العالم يوم الجمعة 12 آب باليوم الدولي للشباب، الذي كانت قد أقرته الأمم المتحدة منذ العام 2000 لتسليط الضوء على دور الشباب في تقدم المجتمعات، وسماع أصواتهم واحتوائهم وإنقاذهم من الفقر والجوع، فضلا عن تعليمهم.

أما في العراق فقد مرت هذه المناسبة مرور الكرام. إذ لا يزال الشباب العراقيون يعانون التهميش الحكومي وضياع الأحلام والآمال، ويرزحون تحت وطأتي البطالة والفقر.

أزمات لا تتوقف

يقول المواطن محمد الأسدي، وهو من كربلاء، أن “الشباب العراقيين يعانون التهميش وعدم الاهتمام منذ عقود. فقبل 2003 ذاقوا مرارة الحصار والحروب، وبعد التغيير لم يتحسن حالهم أبدا”، مضيفا في حديث صحفي قوله، أن “الأزمات السياسية والأمنية والصحية والاقتصادية لم تتوقف. وكل ذلك انعكس على واقع الشباب وسلوكهم”.

ويتابع قوله أن “الكثير من الشباب صار يلجأ إلى المخدرات والسرقة. فأغلب شبابنا يتخرجون من الجامعات ولا يجدون وظيفة أو فرصة عمل تعينهم على توفير متطلبات الحياة الصعبة، في حين ترعى دول العالم الأخرى شبابها وتهيئ لهم سبل الحياة الكريمة”.

طاقات متجددة

“لم يقتصر تهميش الشباب على الذكور دون الإناث، فكلا الجنسين لهما نصيب مشابه”. هذا ما تقوله الشابة تبارك مجيد، من بغداد. لكنها تعرب عن أملها في أن تكون هناك “التفاتة حكومية للشباب، وأن يجري دعمهم والارتقاء بإمكاناتهم، فضلاً عن توفير بيئة صحية ساندة لهم، باعتبارهم طاقات متجددة قادرة على العمل والإنجاز”.

وتضيف في حديث صحفي قولها: “أتمنى ان يكون للشباب صوت مسموع ومؤثّر، لتغيير الواقع وتوفير حياة كريمة لهم وللأجيال اللاحقة. كما أتمنى أن توفر فرص عمل لهذه الشريحة، تحول دون لجوئها إلى الطرق غير القانونية كتعاطي المخدرات أو السرقة أو حتى الإرهاب”.

الدولة لا تسمعهم

وفقا لرئيس “مركز العراق لحقوق الإنسان” علي العبادي، فإن “الشباب العراقيين، على مستوى العمل السياسي، يعانون التهميش وعدم سماع الدولة أصواتهم”.

ويضيف في حديث صحفي قائلا أن “البلاد شهدت تظاهرات مطلبية كثيرة سقطت فيها مئات الشهداء والجرحى من الشباب، وبالرغم من ذلك لم تنفذ الحكومة مطالب المتظاهرين”، مشيرا إلى أنه “لا تتاح لأغلب الشباب العراقيين فرص عمل، خاصة الخريجون الذين يقدرون بالآلاف، وذلك بسبب عدم وجود برنامج حكومي حقيقي لاحتواء هذه الشريحة”.

ويدعو العبادي إلى “ضرورة الاهتمام بالشباب من خلال إتاحة الفرص لهم على مستوى القرار السياسي، وتطبيق برامج الأمم المتحدة المعنية بهم، فضلا عن وضع الخطط الحقيقية لاحتضانهم وتوفير سبل الراحة لهم وتعزيز دورهم في الحياة. فهم ثروة وطنية مهمة”. 

هدف للكوارث والأزمات

“في الوقت الذي يُعدّ فيه الشباب الشريحة الأكثر قدرة على بناء الدول والمجتمعات واستقرارها، يكونون في المقابل الحلقة الأكثر استهدافا خلال الأزمات والكوارث، والأكثر استغلالا من قبل المجاميع التي تستهدف السلم وحقوق الإنسان” – بحسب عضو المفوضية العليا لحقوق الإنسان علي البياتي، الذي يؤكد في حديث صحفي، أن “مناقشة مشكلات الشباب ووضع الحلول لها، وإشراك هذه الشريحة في القرار السياسي والاجتماعي والاقتصادي والأمني، أساس لتحقيق أهداف التنمية المستدامة التي تتبناها الأمم المتحدة”.

وينوّه البياتي إلى أن “نسبة الشباب في المجتمع العراقي تصل إلى 60 في المائة. وفي الوقت الذي يمكن فيه أن يكون الشباب سببا لتحقيق التنمية المستدامة وبناء الثروة الاقتصادية، يمكن أيضا في حال إهمال دورهم وطموحاتهم أن يكونوا سببا للدمار والخراب، وهدفا لمجاميع التخريب والعصابات”.   ويؤكد أن “الشباب العراقي اليوم بلا خطط حقيقية للاهتمام بهم. وعلى الرغم من وجود وزارة الشباب والرياضة والعديد من المؤسسات الحكومية المعنية بالشباب، إلا أن الحكومة تفتقر إلى سياسات عملية للاستفادة من هذه الشريحة واستثمار طاقاتها الكبيرة وتوفير متطلبات تطوير قدراتها، ومنحها حقوقها وجعلها جزءا من مقومات بناء الدولة”.

 *********************************

أگـول.. من ينقذنا من السموم المستوردة؟!

سلام القريني

أتابع منذ مدة، باهتمام بالغ المولات المنتشرة في طول الوطن وعرضه، والتي تتزاحم فيها البضاعة الأجنبية المغرية، لتوجه الضربة القاضية لمنتجنا الوطني. وأنا أتبضع في مراكز التسوق تلك، أتفحص منشأ وتاريخ إنتاج المادة الغذائية قبل شرائها، خشية أن تتعرض عائلتي للتسمم. لكن المشكلة العظمى هي قيام بعض أصحاب تلك الأسواق بتصنيع منتجات ألبان ومواد أخرى تدخل فيها اللحوم، وهذه تكون معرضة للتلف سريعا في ظل سوء الحفظ وكثرة انقطاع التيار الكهربائي، ولحفظها في أماكن لا تتوفر فيها الشروط الصحية وتبتعد عنها عيون الرقابة، ما يكون المنتج غير خاضع للتقييس والسيطرة النوعية، وبلا علامة تجارية حتى!

ويبدو أن الفاسدين والمهربين المحميين من قوى نافذة، قلبوا قول كارل ماركس الشهير: “الإنسان أثمن رأسمال”، فباتوا لا يكترثون لحياته، يدمرون اقتصاده الوطني في زمن غابت فيه الدولة وتفسخت مؤسساتها. لذا ليس غريبا أن يكون الإنسان رخيصا من منظور الطغمة السياسية الفاسدة!

وللطرافة، شاهدت قبل فترة فيلما مصريا للفنان الكوميدي محمد سعد، يجسد فيه دور موزع للحوم لدى صاحب محل الجزارة الممثل حسن حسني. إذ ان الأول كان معترضا على توزيع شحنة لحم فاسدة مستوردة من شرقي آسيا، فحثّه الآخر على تصريفها سريعا، وقال: “وزع اللحم في زمن قصير، فالمواطنون خلال أسبوع سيأكلونه ويهضمونه ولا من شاف ولا من دري”!

معلوم أن في كل بلدان العالم، تخضع عمليتي التصدير والاستيراد لشروط تقرها سياسة الحكومة الاقتصادية. فالتجارة بالمواد التالفة خطر يهدد المستهلك ويضر ببنية الاقتصاد الوطني. لكن الأمر شديد الخطورة، هو ان السلع التي يستوردها العراق من الخارج بالعملة الأجنبية الصعبة، لا تكون وفق دراسة الجدوى، إنما وفق مصالح القوى المتنفذة التي عمدت الى تدمير الصناعة والزراعة حتى أوصلت بلد النفط للحد الذي بات فيه يستورد البنزين!

وللتذكير، سأورد هنا خلاصات بعض التقارير الإخبارية الصادرة عن دوائر الرقابة الصحية العراقية العاملة مع الأجهزة الأمنية في عمليات ضبط المواد التالفة. ففي 28 شباط 2018، تم إتلاف 20 طنا من الزيت النباتي مجهول الهوية، وفي 4 أيلول 2019، ضبطت هيئة النزاهة 843 طنا من البروتين الحيواني منتهي الصلاحية في مخازن زراعة بابل.

كذلك أتلفت المنافذ الحدودية في ميناء أم قصر، يوم 17 تموز الفائت، 10 حاويات تحتوي على مواد غذائية منتهية الصلاحية. وضبطت صحة كربلاء وأتلفت 10 أطنان من الطرشي غير صالح للاستهلاك البشري في قضاء الهندية. أما صحة بغداد، فقد ضبطت خلال جولة لها بتاريخ 12 أيار 2020، 48 طنا من مواد غذائية غير صالحة للاستهلاك.

هذا جزء بسيط مما يستهلكه آلاف الناس يوميا، من المواد الغذائية الفاسدة، في وقت لا تزال فيه المنافذ الحدودية تستقبل مئات الشاحنات، ولا نعلم إن كانت تخضع للفحص الدقيق أم لا!

بعد 2003 أصبح العراق سوقا مفتوحة للبضاعة المستوردة الفاسدة والمسرطنة، دون محاسبة قانونية للذين يستوردون تلك المواد، والذين لا يهمهم سوى تحقيق الربح.  ان القانون العراقي يعتبر هذا الفعل جريمة تخريب للاقتصاد الوطني، ويذهب أبعد من ذلك حينما يعتبره جريمة مخلة بالشرف. وقد حدد عقوبة مرتكب هذه الجريمة بالإعدام أو السجن المؤبد أو المؤقت أو الحبس مدة خمس سنوات، بالإضافة إلى دفع الغرامة. كما أعطى المحكمة حق مصادرة أموال المحكوم عليه بما يتناسب وجسامة الضرر.

 ****************************

تقادم شبكة الكهرباء في «الدجّة»

الناصرية – وكالات

كشف أهالي منطقة الدجة التابعة إلى قضاء الغراف في محافظة ذي قار، عن معاناتهم جراء تدهور شبكة الكهرباء وتقادمها في منطقتهم، مشيرين في حديث صحفي إلى أن محولات الطاقة تتعرض باستمرار إلى العطل، خاصة في فصل الصيف.

وكان أهالي المنطقة قد خرجوا قبل أيام في وقفة جماهيرية أمام دائرة توزيع الكهرباء في قضاء الشطرة، احتجاجا على تردي الشبكة. وطالبوا بإقالة مدير الدائرة ورئيس قسم كهرباء الغراف.

وذكر أحد المحتجين في حديث صحفي، أنهم يعانون منذ فترة طويلة تقادم شبكة الكهرباء وعدم شمول منطقتهم بمشاريع جديدة لتحسين واقع التيار الكهربائي، مؤكدا أن أهالي الدجة سيستمرون في التظاهر لحين معالجة مشكلة الكهرباء.

 **********************************

طريق البتيرة – الفجر مقطّع الأوصال!

العمارة – وكالات

دعا عدد من المواطنين في محافظة ميسان، إلى الإسراع في إنجاز مشروع تبليط الممر الثاني لطريق البتيرة – الفجر، مبينين أن هذه الطريق يسلكه سنويا المشاة المتوجهون إلى الزيارة الأربعينية في كربلاء، بالإضافة إلى الكثير من مركبات الحمل والسيارات الصغيرة التي تمر عبره طيلة ساعات اليوم، ما يشكل خطورة على حياة الناس، كونه “مقطع الأوصال” في الوقت الحالي.

 وأوضحوا في حديث صحفي، أن الطريق يشهد حاليا أعمال تبليط، ويحتوي على الكثير من القطوعات الترابية، الأمر الذي يتسبب في حصول حوادث سير، خصوصا اثناء الليل، مؤكدين أن الطريق سجل خلال الشهور السابقة حوادث مرورية كثيرة أودت بحياة المواطنين، وان هناك تخوفا من تصاعد تلك الحوادث.

 ********************************

في ذي قار وحدها أكثر من 100 ألف شاب بلا عمل

الناصرية – وكالات

كشفت “منظمة التواصل والإخاء” الإنسانية المدنية في ذي قار، عن وجود 105 آلاف شاب، من كلا الجنسين، عاطلين عن العمل في المحافظة، مشيرة إلى أن هؤلاء العاطلين مسجلون لدى الدوائر المتخصصة.

وقال رئيس المنظمة علي الناشي، ان الإعلان عن هذه الإحصائية يأتي بالتزامن مع الاحتفال بيوم الشباب العالمي، الذي صادف الجمعة الماضية 12 آب، ومن أجل التعريف بحجم البطالة التي تعانيها شريحة الشباب في المحافظة، والتي ساهمت كثيرا في زيادة معدلات الجريمة والانتحار وتعاطي المخدرات. ودعا الناشي في حديث صحفي، الجهات الحكومية إلى استيعاب هذه الطاقات من خلال زجها في سوق العمل والمشاريع المدرة للدخل والمصانع المختلفة، مع إعادة تفعيل المراكز الترفيهية والتعليمية والتثقيفية كالمسارح ودور السينما، كي توفر متنفسا للشباب يبعدهم عن ممارسة السلوكيات السلبية.

 **********************************

مواساة

  • تتقدم منظمة الحزب الشيوعي العراقي في الشامية، بالتعزية والمواساة للرفيق كاظم جياد عباس (ابو وسام) بوفاة شقيقه محسن.

 للفقيد الذكر الطيب دوما ولعائلته الصبر والسلوان.

 ********************************

قرية في المثنى تفتقر لأبسط الخدمات

السماوة – وكالات

شكا عدد من أهالي قرية “آل عزام” التابعة إلى ناحية الدراجي في محافظة المثنى، افتقار قريتهم، منذ سنوات، لـ “أبسط” الخدمات الأساسية، وتحديدا في مجالات الطرق والماء والكهرباء.

وقال الأهالي في حديث صحفي، أنهم يعانون الإهمال الحكومي للقطاع الخدمي، بالرغم من ان قريتهم تضم مئات المنازل، مطالبين الجهات الحكومية المعنية، بتحسين الخدمات الأساسية وانتشالهم من واقعهم الصعب.

 **********************************

حكومة واسط: لا عدالة في توزيع الكهرباء بين المحافظات!

الكوت – وكالات

أكدت حكومة واسط المحلية “عدم وجود عدالة في توزيع الطاقة الكهربائية بين المحافظات. إذ يتم التمييز في الحصص بين المحافظات ذات الصوت العالي، التي تتجه إلى الشارع وتحتج وتحرق الإطارات، وبين أخرى”.

وقال النائب الأول للمحافظ عادل الزركاني، في حديث صحفي، أن “وزارة الكهرباء، حينما طالبتها حكومة واسط بمنح المحافظة حصة استثنائية من الطاقة نظرا لوجود محطة الزبيدية الحرارية فيها، أجابت بأن الطاقة الكهربائية تنقل بشكل عام بين المحافظات دون تمييز”، مستدركا “لكن الأمر لا ينطبق على أرض الواقع. حيث تتبع الوزارة مبدأ المجاملة في التوزيع”.

ولفت إلى أن “غياب العدالة يوحي بوجود مواطنين من الدرجة الأولى وآخرين من الدرجة الثانية”!

وكان مواطنون في واسط قد طالبوا في وقت سابق بمنح المحافظة حصة استثنائية من محطة الزبيدية الحرارية، وذلك إثر تراجع تجهيز الكهرباء في جميع مدن المحافظة.

 ***********************************

الصفحة السادسة

هل تنجو أوروبا بغياب الغاز الروسي؟

متابعة ـ طريق الشعب

بعد الإجراءات التي اتخذتها الولايات المتحدة الأمريكية ودول أوروبا المتحالفة معها ضد روسيا نتيجة لاحتلالها أوكرانيا، سيكون على أوروبا دفع الثمن خلال هذا الشتاء، قبل بداية التحرر من الغاز الروسي وشروع ألمانيا بتعويض جزء كبير منه عبر الغاز المسال القادم بواسطة الناقلات التي تصل إلى هولندا وبريطانيا.

ولا يكاد يخلو يوم المواطن الأوروبي الآن من الحملات التوعوية التي تطالبه بالاقتصاد في استهلاك الطاقة، وتحضّره لما هو أسوأ خلال الشتاء المقبل بسبب أزمة الطاقة التي تضرب القارة العجوز، وهي “الأسوأ منذ الحرب العالمية الثانية” حسب ماكسيميليان هيس الخبير بمعهد أبحاث السياسة الخارجية في لندن.

ورطة المواطن الأوروبي

وجد المواطن الأوروبي نفسه بين فكيْ كماشة، فمن جهة ارتفاع صاروخي في فواتير الطاقة، ومن جهة أخرى المخاوف من برد قاس وندرة الطاقة خلال الشتاء المقبل.

وأعلنت جُل الدول الأوروبية عن مخططات للطوارئ لمواجهة هذه الأزمة التي باتت واقعا لن ينزاح على الأقل خلال الشتاء المقبل، فبريطانيا على سبيل المثال وضعت مخططا تتوقع فيه أن يتم قطع الكهرباء في الكثير من المنازل لمدة 4 أيام خلال يناير/ كانون الثاني، وكذلك قالت ألمانيا إنها ستحمي المواطنين لكنها ستجبر الشركات والمصانع على تخفيض الاستهلاك أو توقيف الإنتاج لو تطلب الأمر، وهو ما يشكل كارثة اقتصادية.

أما باريس عاصمة الأنوار، فقد تتحول بسبب هذه الأزمة إلى عاصمة الظلام، في حال صدقت التوقعات المتشائمة التي تقول إن العاصمة قد تعاني من انقطاع متكرر للكهرباء عن بعض أحيائها.

وإذا كان هذا حال الاقتصادات الثلاثة الأكبر في أوروبا فالوضع أسوأ في بقية دول القارة.

 سباق مع الزمن

يكاد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوقف إمدادات الغاز نهائيا عن أوروبا، بعد أن وصل معدل الضخ في خط نورد ستريم إلى 20 في المائة فقط، وهو ما زاد من بعثرة أوراق الحكومات الأوروبية التي كانت تمنّي النفس بالوصول إلى 80 في المائة من قدرتها على تخزين الغاز بحلول تشرين الثاني المقبل، وقبل بداية كانون الثاني حيث يصبح استهلاك الغاز للتدفئة في أعلى مستوياته.

وبحسب المعطيات المتوفرة حتى الآن فإن نسبة تخزين الدول الأوروبية للغاز بلغت 66 في المائة فقط، ومن الصعب الوصول لنسبة 80 في المائة في الأشهر المقبلة مع معدل الضخ الروسي الحالي.

وتبعا لتوقعات صندوق النقد الدولي، فإن الوقف التام لضخ الغاز القادم من روسيا، سيجعل من دول مثل ألمانيا وإيطاليا والنمسا تعاني من نقص في الطاقة بنسبة 15 في المائة. في المقابل ستعاني دول أوروبا الشرقية مثل التشيك وسلوفاكيا وهنغاريا من نقص في الغاز تصل نسبته إلى 40 في المائة.

هل سيدفع الأوروبيون الثمن؟

هذا السؤال يتردد حاليا في الأروقة السياسية الأوروبية، فكل حكومة باتت تخشى من اهتزاز استقرارها السياسي بسبب أزمة الطاقة، خصوصا وأن استطلاعات الرأي تظهر تراجعا نسبيا في حجم الدعم الغربي للعقوبات على روسيا إن كانت ستؤدي إلى ارتفاع في أسعار الطاقة وأزمة خلال الشتاء.

وأظهر آخر استطلاع للرأي أن 58 في المائة فقط من الألمان باتوا يؤيدون العقوبات ضد روسيا. علما بأن هذه النسبة كانت تفوق 65 في المائة مع بداية الحرب. وفي اليونان، يعارض 40 في المائة من المواطنين العقوبات على روسيا، حسب استطلاع “يورو بارومتر”.

وهذا المزاج الشعبي المتردد في الموازنة بين التضامن مع أوكرانيا وبين الاحتياجات الحيوية، هو ما حذر منه كريس جيلس المحرر الاقتصادي لجريدة “فايننشال تايمز” في مقال نبّه فيه إلى أهمية الوحدة الأوروبية.

وعبر الخبير الاقتصادي البريطاني عن خوفه من النزعة الوطنية والقومية الأوروبية، حيث كل بلد ستسعى لتأمين حاجياتها من الطاقة بمعزل عن بقية الدول. و”هذا الأمر سيكون بمثابة كابوس حقيقي.

مضيفا أن انتصار أوكرانيا يجب ألا يكون أيضا على حساب تجمد المنازل في فيينا أو برلين أو براغ “والحل الوحيد هو التعاون والتضامن بين الدول الأوروبية”.

غير أن تجربة قريبة تظهر أن التضامن الأوروبي لا يكون في أفضل حالاته فترة الأزمات مثلما حدث خلال وباء كورونا، حيث بدأت كل حكومة تتصرف وفق مصالحها الخاصة، واندلعت حروب الكمامات وبعدها حروب اللقاحات، فما الذي سيضمن ألا تتكرر نفس الأجواء مع وصول الشتاء؟ حتى الآن لا شيء.

التحوطات الاوربية

سيكون على أوروبا دفع الثمن خلال هذا الشتاء، قبل بداية التحرر من الغاز الروسي، مع بداية أولى الخطوات في هذا الباب خصوصا من طرف ألمانيا، التي قامت بتعويض جزء كبير من الغاز الروسي عبر الغاز المسال القادم بواسطة الناقلات التي تصل إلى هولندا وبريطانيا.

وفي كانون الأول القادم ستقوم ألمانيا بتشغيل أول محطة عائمة لتخزين الغاز الطبيعي المسال، وهي واحدة من بين 4 محطات تخطط لتشغيلها.

أما التطور الأكبر في ألمانيا فهو إعلان الحكومة إعادة النظر في سياسة إغلاق المفاعلات النووية، رغم المعارضة الكبيرة من حزب الخضر المشارك بالائتلاف الحكومي، إضافة لتوقّع ارتفاع إنتاج الطاقة القادمة من المصادر النظيفة بنسبة 15 في المائة.

وهناك ضغوط على هولندا أيضا التي لها القدرة على ضخ الملايين من الأمتار المكعبة من الغاز الطبيعي الإضافي عن طريق زيادة الإنتاج في حقل الغاز “خرونيجن” إلا أن الحكومة تخطط لإيقاف العمل فيه خشية حدوث زلازل طفيفة في المناطق المحيطة بالحقل.

 ******************************

مصر.. 13 تعديلا وزاريا لتطوير الأداء الحكومي

القاهرة - وكالات

أكد الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، أمس، أن التعديلات الوزارية التي وافق عليها البرلمان تهدف إلى “تطوير الأداء الحكومي وحماية مصالح الدولة”.

وفي منشور له في موقع “فيسبوك” قال السيسي: “دعوت مجلس النواب للانعقاد لمناقشة تعديل عدد من الحقائب الوزارية التي تم التوافق على تغييرها بعد التشاور مع رئيس مجلس الوزراء”.  وأضاف أن الهدف من الدعوة هو “لتطوير الأداء الحكومي في بعض الملفات الهامة على الصعيدين الداخلي والخارجي والتي تُساهم في حماية مصالح الدولة ومقدراتها، وتمس بشكل مباشر الخدمات المُقدمة للمواطن المصري”.

بالتزامن، أعلن رئيس مجلس النواب المصري، حنفي جبالي، خلال الجلسة البرلمانية الطارئة المنعقدة، أسماء الوزراء الجدد في حكومة، مصطفى مدبولي.

وتعليقاً على دعوة السيسي، قال النائب محمد عبد العزيز، عضو مجلس النواب، إنّ دعوة المجلس لاجتماع طارئ، تأتي في إطار مناقشة تعديل وزاري جديد، سيناقش خلالها مجلس النواب تعديلاً وزارياً في بعض الحقائب الوزارية”.

 **************************

عجز قياسي عالمي بتمويل الأعمال الإنسانية

جنيف - وكالات

أعلنت الأمم المتحدة، مؤخرا، أنّ تمويل أعمال مهماتها الإنسانية يواجه عجزاً قياسياً، محذّرةً من المخاطر المتزايدة التي يواجهها العاملون في المجال الإنساني. وأشار مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية “أوتشا”، إلى أنّ الدعوات الدولية لجمع أموال لبرامجها الانسانية في العالم أجمع وصلت إلى 48,7 مليار دولار، لكن لم يُجمع منها إلّا 15 مليار دولار حتى اليوم. وقال المتحدث باسم “أوتشا”، ينس لاركي، للصحافيين في جنيف إنّ “الاحتياجات العالمية لم تكن بهذا المستوى المرتفع من قبل، مع عدد قياسي من الأشخاص الذين يعانون من أزمات في العالم يصل إلى 303 مليون شخص”.

وشدّد على أنّ العجز الذي يفوق 33 مليار دولار هو “أكبر عجز يُسجّل على الإطلاق، لكن مبلغ 15 مليار دولار هو أيضاً أكبر مبلغ تدفعه الجهات المانحة على الإطلاق”.

وأوضح أنّ المشكلة هي “ازدياد الحاجات في العالم بوتيرة أسرع بكثير من تمويل الجهات المانحة”. ورأى أنّ “هناك منفعة للعالم بأسره في معالجة هذه المشاكل، لأنّ الكثير منها سيتفاقم في المستقبل إذا لم تُعالَج الآن”.

 **************************

أفغانستان: تفريق تظاهرة نسوية تطالب بالتعليم والعمل

كابول - وكالات

فرق مسلحون من حركة “طالبان”، أمس السبت، بالرصاص، تظاهرة نظمتها نساء يطالبن بالحق في العمل والتعليم، بعد نحو عام من وصول الحركة إلى السلطة في أفغانستان.

وسارت نحو أربعين امرأة يهتفن “خبز وعمل وحرية” أمام وزارة التعليم، قبل أن تقوم مجموعة من مقاتلي طالبان بتفريقهن بإطلاق رشقات رصاص في الهواء، بعد حوالي خمس دقائق من بدء التظاهرة.

ورفعت المتظاهرات لافتة كتب عليها “15 آب يوم أسود”، في إشارة إلى ذكرى سيطرة الحركة على السلطة في البلاد العام الماضي، في إطار مطالبتهن بحقوقهن في العمل والمشاركة السياسية.

وهتفت المتظاهرات قبل تفريقهن “العدل العدل. سئمنا الجهل”. وأغلق مسلحون من حركة طالبان يرتدون بزات عسكرية بسد مفترق طرق أمام المتظاهرات، وبدأوا إطلاق النار في الهواء لثوانٍ.

وذكر شهود عيان أن أحد عناصر الأمن المسلحين صوّب بندقيته على المتظاهرات. وطارد عناصر الحركة بعض المتظاهرات اللواتي لجأن إلى المتاجر المجاورة، وقاموا بضربهن بأعقاب البنادق.

وصادر مسلحو طالبان الهواتف المحمولة من المتظاهرات؛ كما تعرض صحافيون للضرب ايضا.

 ***************************

اعتقالات اسرائيلية في الضفة الغربية

القدس - وكالات

اعتقل الاحتلال الإسرائيلي خمسة فلسطينيين، فجر أمس، إثر اقتحامات نفذتها قوات الاحتلال في أنحاء متفرقة من الضفة الغربية المحتلة.

واقتحمت قوات الاحتلال مخيم الجلزون شمال مدينة رام الله، فجر أمس، واعتقلت الشاب نبيل قطامي.

كما اقتحمت قوات الاحتلال قرية جفنا المجاورة، واعتقلت الشاب نضال مروان حسين، بعد مداهمة وتفتيش منزله. وفي رام الله أيضًا قال مكتب “إعلام الأسرى” إن جيش الاحتلال اعتقل الشاب محمد خالد أبو نعيم من قرية المغير شرق المدينة.

وأفادت مصادر محلية بأن قوات الاحتلال اقتحمت قرية بيت دقو شمال غرب مدينة القدس المحتلة، واعتقلت الشاب عمر محمد مرار.

وفي القدس كذلك اعتقلت قوة من جيش الاحتلال شابًا في بلدة أبو ديس شرق المدينة المحتلة، خلال مواجهات في البلدة أصيب خلالها الشاب، قبل أن تعتقله قوات الاحتلال.

واقتحم جيش الاحتلال بلدة بيت فجار جنوب مدينة بيت لحم، واستولى على تسجيلات كاميرات مراقبة مثبته على منزلٍ في القرية.

 ***************************

بمشاركة عشرات الآلاف من العاملين في قطاع الخدمات في بريطانيا.. إضرابات حاشدة ضد خسارة قيمة الأجور

رشيد غويلب

اعلنت شركة النفط البريطانية بي بي في الثاني من آب الجاري أنها حققت في الربع الثاني من هذا العام، أرباحًا تقارب 7 مليار جنيه إسترليني؛ وهو اعلى مستوى للربح منذ 14 عامًا. وأفاد معهد أبحاث المعهد الوطني للبحوث الاقتصادية والاجتماعية أن التضخم في بريطانيا سيصل إلى 11 في المائة قبل نهاية العام، وسيصل التضخم في العام المقبل إلى نسب فلكية. ويؤكد المعهد ان ملايين من أفقر الأسر ستكون الأكثر تضررا، وهذه هي خلفية الموجة الحالية من الإضرابات في بريطانيا هذه الايام: أرباح باهظة، مقابل أزمة اجتماعية عميقة ومتفاقمة.

ومن المحتمل أن يشهد الصيف الحالي أكبر حركة إضراب منذ عقود خلال الأشهر القليلة الماضية، شل 40 ألف عامل من نقابة ار ام تي السكك الحديد في جميع أنحاء البلاد لعدة أيام، وتخطط نقابتان أخريان الآن للانضمام إلى الإضرابات. بالإضافة إلى ذلك، أضرب عمال البريد ومحامو الدفاع والمحاضرون الجامعيون. وقبل ذلك بأسبوع، توقف موظفو مركز الاتصال في شركة تلكوم عن العمل لأول مرة. وتستمر نضالات عمل محدودة في عدة مناطق ومدن. كما وعد الأطباء والقابلات والمعلمون وغيرهم من العاملين في القطاع العام، بالتصويت لصالح بدء بالأضراب.

اذا كان انخفاض القيمة الحقيقية للأجور هو الذي يسبب موجة الإضرابات، فان ارتفاع أسعار المواد الغذائية والطاقة والوقود، وارتفاع التضخم الآن إلى أكثر من 9 في المائة يثقل جيوب البريطانيين، مقابل تراجع الدخل المتحقق. وفقًا لهيئة الإحصاء الوطنية، انخفضت الأجور الحقيقية بمعدل 2,8 في المائة في الربيع مقارنة بالعام السابق، ولم يحدث أن انخفضت الدخول بهذا الشكل الحاد. ويأتي هذا التطور بعد أكثر من عقد من ركود الأجور.

تحقق الشركات الكبيرة أرباحًا كبيرة. وفق اتحاد نقابات يونتي، زادت أرباح أكبر الشركات المتداولة في البورصة بأكثر من 70 في المائة منذ عام 2019. وشركات الطاقة الكبرى غارقة في السيولة: أعلنت الشركة الأم لمزود الطاقة البريطاني بريتش غاز عن أرباح قدرها 1,3 مليار جنيه إسترليني في الأشهر الستة الأولى من عام 2022؛ في حين كانت في العام السابق 262 مليون جنيه إسترليني. وقالت فرانسيس أوغرادي، السكرتيرة العامة لنقابات تي يو سي: “هذه الأرباح المذهلة إهانة لملايين العمال الذين يعانون من ارتفاع فواتير الخدمات”. ويشير اقتصاديون أيضًا إلى أن التضخم مدفوع، من بين أمور أخرى، بهذه الأرباح تحديدًا، وليس بمطالبة العمال بأجورهم.

يقف العديد من البريطانيين وراء حركة الإضراب المتنامية. في أواخر حزيران، عندما كان إضراب عمال السكك الحديدية في ذروته، وجد استطلاع للرأي أن 45 في المائة من المشاركين يؤيدون النقابيين، مقارنة بـ 37 في المائة ضد الإضراب. وفي الأسابيع الأخيرة، اعتصم عشرات الآلاف من عمال نقابة ار تي ام ليوم واحد، وتمتع بدعم قوي. وقال مراسل بي بي سي الذي كان يغطي إضراب السكك الحديدية من مدينة ليستر: “إنه أمر مثير للدهشة حقًا”. “على الرغم من أن الكثير من الناس محبطون لأنهم لم يتمكنوا من السفر، إلا أنني لم أقابل شخصًا واحدًا أدان الإضراب”.

ويبدو أن الحكومة البريطانية مصممة على مواجهة الحركة العمالية. ليز تروس، المرشح الأكثر ترجيحًا لخلافة بوريس جونسون، عادت الى الشعارات والملفات القديمة لحزب المحافظين، وأعربت عن أسفها، لان “النقابات المتطرفة تحتجز الجمهور كرهينة”. وقد أعلنت تروس عن مشاريع قوانين جديد ة في القطاعات الرئيسية مثل النقل، من شأنه أن يسمح بالحد الأدنى من الاضراب هنا ام هناك. ويقلل بشكل كبير من تأثير الإضرابات ويضعف النقابات بشكل كبير. وموقف القيادة اليمينية لحزب العمال المعارض ليس ببعيد عن الموقف الحكومي.

وقد وصف ميك لينش، السكرتير العام لنقابات ار ام تي، ذلك بأنه “أكبر هجوم على الحقوق المدنية منذ نيل النقابات شرعيتها في عام 1871.” لكن الحركة العمالية لا تنوي التراجع. لقد هدد لينش بالفعل بإضراب عام إذا تم تقديم مشروع قانون مكافحة الإضراب بالفعل. سيكون هذا هو الأول من نوعه منذ ما يقرب من مائة عام: في عام 1926، دخل العاملون بأجر في بريطانيا في إضراب عام للمرة الأولى والأخيرة، بسبب انخفاض الأجور وظروف العمل السيئة لعمال المناجم، انتهى حينها بهزيمة النقابات.

ليس هناك شك في أن العديد من الأجراء في بريطانيا سيكونون مستعدين لمثل هذا التصعيد. خاصة أنه قد تم بالفعل إثبات أن توقف العمل يمكن أن يكون فعالًا للغاية، بما في ذلك مجرد الإعلان عن الاضراب: ألغى موظفو الخطوط الجوية البريطانية في مطار هيثرو إضرابًا مخططًا في تموز الفائت بعد أن وافقت الشركة على أكثر مطالبهم المتعلقة بالأجور.

البريطانيون مستعدون أيضًا للانخراط في العصيان المدني بطرق أخرى: حددت حملة “لا تدفع” لنفسها هدفًا يتمثل في إقناع مليون مواطن على الأقل بالتوقف ببساطة عن دفع قوائم أجور الطاقة الخاصة بهم اعتبارًا من الأول من تشرين الأول احتجاجًا على التكاليف الباهظة. إنه إضراب المستهلكين على غرار حملة 1990 ضد ضريبة التصويت، انضم 75 ألف إلى حركة “لا تدفع”. قد يكون هناك المزيد بشكل ملحوظ في الأسابيع المقبلة - يبدو أن الرياح تهب لصالح الحملة في الوقت الحالي. وعودة إلى التاريخ تجعل المشاركين متفائلين: المقاومة ضد ضريبة الاقتراع قبل 30 عامًا لم تؤد فقط إلى إلغاء الضريبة في النهاية، بل ساهمت الحملة بشكل حاسم في سقوط رئيسة الوزراء مارغريت تاتشر.

***********************************

الصفحة السابعة

توقعات بوصول سعر برميل النفط الى 130 دولارا.. الطاقة الإنتاجية من النفط.. أرقام عراقية متضاربة!

بغداد ـ طريق الشعب

تضاربت الارقام بشأن انتاج العراق المتحقق من النفط في شهر تموز، حيث أكدت وزارة النفط تحقيق انتاج اكبر من الحصة المحددة من اوبك، الا ان جداول اوبك اظهرت ان العراق انتج اقل من حصته المحددة بـ 2 في المائة.

ويتوقع خبراء وصول أسعار النفط الى حدود 130 دولارا للبرميل الواحد، فيما بات من الضروري العمل على زيادة القدرة التصديرية والتخزينية للعراق.

الطاقة الانتاجية

وبلغت حصة العراق الانتاجية وفق اوبك لشهر تموز الماضي، 4.580 مليون برميل يوميًا، ونقلت قبل ايام وسائل اعلام عالمية مختصة عن شركة سومو: ان العراق ضخ 4.584 مليون برميل يوميًا اي أكثر من حصة العراق المحددة بـ4 الاف برميل يوميا.

الا ان التقرير الشهري لأوبك أظهر عكس الارقام التي ادعتها سومو، وبانتاج اقل بـ2 في المائة من حصة العراق في تموز. وبحسب التقرير الشهري لمنظمة أوبك، فإن “الزيادات الأكبر جاءت من السعودية إذ ارتفع إنتاجها النفطي بنحو 158 ألف برميل يوميًا، ليصل إلى 10.714 ملايين برميل يوميًا، تليها الإمارات مسجلة زيادة قدرها 48 ألف برميل يوميا، ومن ثم الكويت مسجلا زيادة قدرها 47 ألف برميل يوميا”.

الحصة المقررة

وتابع التقرير ان “العراق زاد إنتاجه بمقدار 30 ألف برميل يوميا ليصل الى 4,496 ملايين برميل يوميا”، مبينة ان “الزيادة في انتاج العراق النفطي ارتفعت بمقدار 447 ألف برميل يوميا عن نفس الفترة من عام 2021”.

وبينما انتج العراق 4.496 مليون برميل يوميًا، فهذا يعني ان العراق انتج اقل من حصته المحددة من اوبك في تموز بنحو 84 الف برميل يوميًا، اي اقل بـ2 في المائة من حصته المتاحة. وان فقدان 84 الف برميل يوميًا في تموز، يعني فقدان اكثر من 2.6 مليون برميل يوميًا خلال تموز، وبمعدل سعر يفوق الـ100 دولار للبرميل، يعني ان العراق خسر اكثر من ربع مليار دولار نتيجة عدم قدرته على تحقيق الانتاج المحدد وفقا اوبك.

ارتفاع الاسعار

من جانبه، رجح الخبير الاقتصادي الدكتور صفوان قصي، وصول سعر برميل النفط الى 130 دولاراً خلال فصل الشتاء القادم، لافتا الى إمكانية استثمار الزيادة في الإيرادات وتحويلها الى استثمارات داخلية وتنشيط القطاع الخاص لامتصاص البطالة وإدخال إيرادات جديدة للبلد.

وقال قصي: ان “سعر النفط سيعتمد على كمية الاطلاقات من الخزين الاستراتيجي بالنسبة للصين واليابان وأميركا والاتحاد الأوروبي الذين يمتلكون خزينا استراتيجيا، حيث ان من المقرر ان يكون الاستهلاك بمعدل 60 مليون برميل شهريا”.

وأضاف ان “الدول المذكورة وفي حال قاموا برفع نسبة الاستهلاك من الخزين الاستراتيجي فمن الممكن السيطرة على السعر، وبالمحصلة فأن الأسعار ستبقى على وضعها خلال الفترة الحالية ولكنها قد تصل في الشتاء الى 130 دولارا للبرميل”.

وبين ان “العراق من الممكن ان يستثمر الفائض من أسعار النفط في امتصاص البطالة والفقر وتطوير البنى التحتية واللجوء الى الاستثمار لتشغيل العاطلين وتنشيط القطاع الخاص للمجيء بإيرادات جديدة”.

وفي تصريح سابق للخبير النفطي حمزة الجواهري، اكد أن “القدرة التصديرية والتخزينية للعراق محدودة، ويجب ان يكون لهذا الأمر الأولوية، نظرا لزيادة الإنتاج، نتيجة لتطوير الحقول 18 العاملة حاليا”، مبينا ان هذه الزيادات تحتاج إلى قدرة تصديرية وتخزينية من أجل التمكن من تصدير هذه الزيادات.

*********

الصفحة الثامنة

خريجات عاطلات: مساهمة النساء في سوق العمل ضعيفة

بغداد - رقية مجيد

على الرغم من الاعداد الهائلة للخريجين العاطلين عن العمل، تقول خريجات وناشطات إن عدد النساء اللاتي أكملن الدراسة الجامعية وبقين خارج سوق العمل، أكثر بكثير من عدد الذكور.

وتشكو النساء من حملة الشهادات قلة فرص العمل سواء في القطاع العام أم الخاص واضطرار بعضهن إلى تقبل أعمال بعيدة عن التخصصات أو بمرتبات ضئيلة من أجل توفير متطلبات المعيشة.

عراقيل تواجه النساء

وتتحدث المدافعة عن حقوق الإنسان، انتصار الميالي، عن أسباب عديدة تقف عائقا أمام الخريجات وتجعل فرص العمل امامهن قليلة رغم ظروف العيش الصعبة.

وتقول الميالي خلال حديثها مع “طريق الشعب”، أن فرص العمل المتاحة في السوق، تفرض صعوبات على المرأة ومنها مثلا في القطاع الخاص: “المواصفات التي يضعها أصحاب العمل والشركات، لا تتعلق بالمهارة بل بالشكل والمظهر، وكذلك فرص العمل التي تتطلب من النساء البقاء حتى ساعات متأخرة كما في (المولات) والمجمعات الطبية ومراكز التجميل وغيرها، فضلا عن انتشار المحسوبية وسوء الأوضاع الأمنية وبعض الظواهر السيئة مثل التحرش فهي عوامل تقلل من حظوظ المرأة بالحصول على فرص عمل”.

وتضيف الميالي قائلة: “بعض الأرقام التقديرية التي تصدر عن الجهاز المركزي للإحصاء أو منظمات المجتمع المدني توضح أن نسبة مساهمة الخريجات العاملات في الوظائف العامة أو الخاصة تكون اقل من الخريجين الذكور. ومن ضمن أسباب ذلك هو الفرص الأوسع للعمل بالنسبة للذكور كالانخراط في سلك الشرطة والجيش مثلا أو غيرهما، لذلك نرى أن مساهمة النساء الخريجات في سوق العمل أقل بكثير من الذكور”.

وفي آخر مسح أصدرته وزارة التخطيط عن القوى العاملة في العراق لسنة 2021 أوضح أن “معدل مشاركة النساء بالقوى العاملة هو 10.6 في المائة مقابل 68 في المائة للذكور” وهذه نسبة واضحة كفاية بخصوص قلة النساء المشاركات بسوق العمل.

أما لمياء أحمد، وهي مهندسة ميكانيك تخرجت عام قبل 12 عاما فتقول أن “سوق العمل يعاني من بطء شديد ويقتصر نشاطه على مجال الخدمات”.

وتوضح أحمد لـ”طريق الشعب”، أن التخلف ضرب قطاعات واسعة منها “الصناعة والزراعة وهما قطاعان يمكن أو يوفران اعدادا هائلة من فرص العمل للخريجات لكن تعطل الزراعة والصناعة وغيرهما حال دون ذلك. أنا نموذج للخريجات العاطلات فنحن ننتظر منذ أكثر من 10 اعوام دون جدوى”. وتلفت إلى أن التعيين أو العمل بالقطاع الخاص بات عرضة إلى “الابتزاز والمساومة نتيجة الفساد وغياب الرقابة وهذا ما جعل نساء كثيرات دون عمل”.

لا عدالة

وتمثل قلة فرص العمل للنساء الخريجات ظاهرة تفاقمت خلال السنوات الماضية. وعلى الرغم من أهمية الخريجات الأوائل نظرا لمستواهن العلمي وقدراتهن فالبطالة جعلتهن ضحية جديدة ولم تأبه بالاستفادة منهن.

وتقول رسل مهدي (الأولى على دفعة كلية الادارة والاقتصاد عام 2016) أنها لم تحصل على فرصة عمل في مجال اختصاصها رغم تفوقها.

وتبيّن مهدي لـ”طريق الشعب”، أن “الحكومة فشلت في توفير فرص العمل للخريجات، وحتى اللاتي أتين بترتيب الأوائل في كلياتهن لم ينلن الفرصة. بعد أن عجزت عن الحصول على فرصة عمل ضمن اختصاصي توجهت للعمل في مجالات أخرى كشركات السياحة والسفر والتدريس الخصوصي الذي تضاءل بسبب كورونا”.

وكذلك الحال مع الخريجة نور محمد (ضمن أوائل كلية التربية/ جامعة بغداد) التي تقول أنها “عاطلة عن العمل منذ 9 سنوات ولم تتوفر لها فرصة عمل ضمن التخصص الاكاديمي”.

وتؤكد محمد لـ”طريق الشعب”، أنها اضطرت للعمل في “الأجور اليومية بوزارة الموارد المائية مقابل مرتب ضئيل ومن ثم احيلت على الاجازة الاجبارية (بدون راتب) لأسباب التقشف التي طرأت على الوزارة”.

الكثير من الخريجات اضطررن للعمل في مجالات بعيدة عن تخصصاتهن الدراسية ومنهن من رضيت بأقل القليل نظرا لشحة فرص العمل.

وضمن هذا المشهد، تشير نيران عبد الحسين (خريجة معهد ادارة) إلى أنها تخرجت منذ 12 عاما، ولم تجد فرصة عمل مناسبة.

وتشدد على أنها بدلا من ممارسة تخصصها أصبحت “محاضرة مجانية أملا بالحصول على فرصة عمل في وزارة التربية، لكنها وبعد سنوات طويلة من الخدمة المجانية لم تحظ بذلك”.

وتؤكد لـ”طريق الشعب”، ان “الفرص تكون قليلة بالنسبة للخريجات وذلك لأن سوق العمل غالبا ما يعتمد على الرجال، ولأن أكثرهن لا يجدن وظائف تناسبهن في القطاع الخاص”.

********************

حقوق المرأة والمساواة الاقتصادية

حليمة علي

تعتبر دراسات كثيرة في العالم، عدم المساواة الاقتصادية، من أبرز أسباب اللا مساواة السياسية بين المرأة والرجل وعاملاً في وجود التحديات المتنوعة ضد النساء كالعنف والتمثيل المتدني في السلطة. فالمرأة المعتمدة على الرجل في إعالتها لا تستطيع مواجهة عنفه، فيما لا يمكن للمرأة الفقيرة، تحقيق أية نجاحات في المنافسات السياسية.

تفاوت أقتصادي

ويشير تقرير للبنك الدولي، صدر عام 2021 الى أن فجوة الأجور بين النساء والرجال على مستوى العالم قد بلغت 68.6 في المائة، وإن 92 في المائة من مجموع نساء الدول النامية يعملن في قطاعات غير رسمية، تفتقد الى ضمانات معقولة، وفق ما تراه منظمة العمل الدولية. من جهتها أشارت منظمة أوكسفام البريطانية الى أن العدد الإجمالي للأشخاص الذين يعيشون في فقر مدقع قد زاد بما يتراوح بين 200 و 500 مليون شخص بسبب جائحة كورونا، وأن أغلبية هؤلاء من النساء، خاصة مع تجاهل حقوق النساء في برامج مواجهة الجائحة. 

دور المنظمات النسوية

وفي ظل هذه المأساة، تعيد الكثير من التجارب والدراسات، التأكيد على أهمية العمل المنظم ضد أشكال التمييز هذه، حيث تقع على المنظمات النسوية مهام كثيرة من أبرزها الكفاح للتقليل من التفاوت الاقتصادي أو إلغائه، وضمان تكافؤ الفرص في الحصول على عمل وأجر متساو مع الرجل، وتوعية النساء بحقوقهن وتشجيعهن على تبادل الخبرة والمعارف، لاسيما في الكفاح ضد اللامساواة الاقتصادية، حيث هناك صلة قوية بين العمل لمنع العنف الأسري أو الجندري بشكل عام وتعزيز نفوذ المرأة داخل المجتمع والأسرة وإقرار حقها في الميراث والملكية. كما ينبغي أن تسارع هذه المنظمات الى التعاون مع كل المهتمين بحقوق المرأة وبالسلام والحرية والتنمية في العالم. إن تعزيز وحدة وتعاون المنظمات النسوية وتعزيز العمل المشترك فيما بينها، وإحترام إستقلاليتها وعملها التخصصي، هو الخطوة الأولى في هذا المسار الصعب.

**************************

حول زواج القاصرات

بغداد ـ طريق الشعب

تعرض الزواج في العراق الى بعض التغيرات نتيجة لما تعرض له المجتمع من تحولات اجتماعية واقتصادية وديموغرافية، أدت الى ظهور وتزايد حالات زواج القاصرات، الذي يعود السبب الرئيسي لانتشاره الى فقدان الأمان والسلم المجتمعي والفقر الشديد الذي يعاني منه ثلث العراقيين، وإضطرار الكثيرين الى الهجرة، وتراجع معالم المجتمع الحديث لصالح بعض العادات والتقاليد العشائرية القديمة (كصيانة شرف العائلة ومنع إنحراف الشباب)، إضافة إلى عدم وجود قوانين تحمي الفتيات من الزيجات المبكرة في المحاكم الشرعية، وغياب المراقبة على حرمان الفتيات من التعليم.

ورغم عدم وجود إحصائيات حديثة عن زواج القاصرات، لاسيما وإن معظم الحالات تتم خارج المحاكم لمخالفتها للقانون، فإن تقرير لوزارة التخطيط العراقية نشر تحت عنوان «خطة التنمية الوطنية 2018 – 2022»، أشار الى أن نسبة النساء المتزوجات على المستوى الوطني بعمر 12 عاماً وأكثر قد بلغت 53 في المئة، وإن 56 في المئة من النساء المتزوجات في محافظة المثنى مثلاً كّن من القاصرات. وفي تقرير لاحق لها أكدت الوزارة على أن سجل التزويج القسري للقاصرات قد شهد إرتفاعاً مؤسفاً في الأونة الأخيرة، حيث بلغت نسبة زواج القاصرات 25.5 في المائة ونسبة زواج الأطفال، دون سن 15 عاماً، 10.5 في المائة.

لقد وجدت الدراسات العديدة بأن للزواج المبكر جداً مضاراً إجتماعية واقتصادية وثقافية عديدة الى جانب إنتهاكه لحقوق الطفل والمرأة. وكشف المسح العنقودي الخاص بوزارة التخطيط عن تعرض 34 في المئة من الزوجات القاصرات، اللواتي تتراوح أعمارهن بين 15 و17 سنة، الى العنف الأسري. كما وجدت علاقة عكسية بين مستوى التعليم وهذا النوع من الزواج، إذ لا يتجاوز تحصيل 70 في المائة من الزوجات القاصرات المرحلة الإبتدائية، فيما تقل هذه النسبة لتصل الى 40 في المائة للحاصلات على التعليم الثانوي. وأعاق الزواج المبكر 62.2 في المائة من الفتيات عن مواصلة دراستهن بعد الزواج، فيما تعاني أكثر من 91 في المائة منهن من البطالة.

وتشير الباحثة سوسن شاكر مجيد الى أن 54 في المائة من الزوجات القاصرات لا يشعرن بالرضا عن زواجهن، وإن 70 في المائة منهن يعشن خلافات داخل الإسرة، وإن 36 في المائة منهن قلقات من عدم تصديق عقود زواجهن في المحاكم. وفيما لا يحقق هذا الزواج ذات المرأة، فإنه يؤدي في كثير من الأحيان الى الطلاق (48 في المائة) والى الفشل في تربية الأبناء.

إن معالجة هذه الظاهرة الاجتماعية الخطيرة، والتي تتحمل مسؤوليتها كل المؤسسات القضائية والحكومية والمنظمات الاجتماعية والنسوية، تبدأ بتوعية العوائل والبنات بمخاطرها، ومراقبة مدى تمتع الفتاة بحقها في التعليم وتقديم الدعم المناسب لها لتتمكن من بناء مستقبلها بإرادتها الحرة. كما ترتبط المعالجة بتحسين المستوى المعاشي للناس والقضاء على الفقر وتقليل نسب البطالة وتأمين السلم المجتمعي في البلاد، وإتخاذ الإجراءات الحاسمة ضد العنف الأسري.

***********************

الأمية بين النساء ومضار الاجتماعية والاقتصادية والثقافية

بغداد ـ طريق الشعب

أدى الفشل الذي رافق العملیة السیاسیة بعد عام 2003، الى زيادة مريعة في اعداد الأميين لاسیما بین صفوف النساء، حيث تتعدد أشكال الأمية، من أمية ابجدية شملت أكثر من 12 مليون عراقي، حسب تقارير الأمم المتحدة، الى أمية حضارية، تتمثل في الجهل بالمعارف المختلفة لاسيما الحديثة منها، وانتشار ظاهرة الشهادات المزورة، وزيادة تسرب الطلبة من المدارس، والذي وصل الى 34 في المائة، لأسباب عديدة، اجتماعية واقتصادية وتربوية، فيما تم إهمال متعمد لقانون التعلیم الإلزامي، ولم يحاسب أحد حتى الأن على جرائم تزوير الشهادات، لاسيما بين النواب والوزراء.

ويشير تقرير لليونسكو، صدر عام 2004، الى أن نسبة النساء اللواتي لم يكملن الدراسة الابتدائية في المدن العراقية من عمر (15- 24 سنة) كانت بحدود 38 في المائة، حيث جاء تسلسل العراق بالدرجة الرابعة من الدول المتخلفة حضاريا. غير أن تقرير للجهاز المركزي للإحصاء لعام 2017 قد حدد نسبة الأمية بين النساء بحوالي 28 في المائة، أي مايقارب ستة ملايين أمرأة. وفي عام  2021، فشل العراق من جديد في الوصول إلى أدنى المراتب في التصنيف العالمي لجودة التعليم، والذي ضم 180 دولة، فبقي خارج سلم التصنيف.

وفي الوقت الذي باتت فيه المعرفة الرقمية من أهم مرتكزات التطوير ومؤهلات العصر، تشير تحليل بيانات البنك الدولي بشأن المعرفة الرقمية للإناث، الى أن 96 من كل 100 امرأة في العراق هن أميات رقمياً ولا يجّدن استخدام الحاسوب والطابعة والأجهزة الذكية، ناهيك عن البرمجة أو استخدام برامج وتطبيقات الحاسوب. كما يشير الجهز المركزي للأحصاء الى أن 8.6 في المائة من العراقيات يستخدمن الإنترنيت، فيما يبلغ عدد من هن خارج قوة العمل 69 في المائة من نساء بلادي.

إن هذه الصورة المريعة، تدفعنا لإعادة التذكير بأن الأمية، ولاسيما بين النساء، هي المرتكز الأهم لكابوس التخلف الذي عاني ويعاني منه العراق، وإن القضاء عليها يعتبر القاعدة الواجب توفيرها ليشمخ كل البناء العلمي والثقافي المراد تحقيقه. ورغم إن الحديث عن تكوين هذه القاعدة واسع ومتعدد الجوانب، الا إن قارب الإبحار فيه يستند الى دفتين، حل المهام الثقافية وإيقاظ الجماهير وتثقيفها وتعليمها.

وإذا كان الأمر الأول معقداً ومتشعباً ويتطلب ثباتاً عالياً ومثابرة دؤوبة وتنظيماً واعياً، فإن إنجاز الأمر الثاني لا يمكن أن يتم عفوياً، بعد قرون طويلة من الإضطهاد والجهل، مما يستدعي ربط هذه العملية بكافة النشاطات الثقافية والتنظيمية والتربوية ومنهجتها وفق خطة شاملة ومدروسة تستند الى واقع المجتمع وتاريخه ومستوى تطوره السياسي والإجتماعي والإقتصادي وبالإستفادة من الخبرات الذاتية والتجارب الناجحة للشعوب الأخرى.

*******************

حكاية وحكمة

كانت هناك فتاة شابة تعاني من مشكلة تراها فريدة من نوعها، فتقضي وقتها في الحديث عنها لجدتها العجوز، وهي متذمرة وتعيسة، تبث طاقة سلبية حولها، دون أن تحاول حل المشكلة، إعتقاداً منها بأنها معقدة ولا يوجد هناك من يعاني مما هو أعقد منها.

نصحت الجدة العجوز حفيدتها بالذهاب الى الجبل ولقاء عرافة شهيرة هناك، عسى أن تستطيع مساعدتها في حل المشكلة، فأخذت الفتاة بالنصيحة وذهبت للعرافة، ووجدت لديها مجموعة من النساء والفتيات، اللواتي جئن للعرافة بمشاكلهن.

طلبت العرافة أن تكتب كل أمرأة مشكلتها سراً، على ورقة وترميها في صندوق وضعته على الطاولة. وبعد أن فعل الجميع ذلك، فتحت العرافة الصندوق وطلبت من كل سيدة أخذ إحدى الورقات الملفوفة والتي وُضعت في الصندوق. أخذت كل إمرأة ورقة لا على التعين وعادت للجلوس في مكانها.

سألت العرافة كل سيدة من الحاضرات، عما إذا كانت تفضل أخذ المشكلة التي وجدتها على الورقة أم تفضل الإحتفاظ بمشكلتها التي جاءت الى الجبل بسببها. إبتسمت النسوة وقررت كل منهن الإحتفاظ بمشكلتها الأصلية والعودة للبيت للعمل على حلها بنفسها. وهكذا علمت الفتاة الشابة عدم وجود مشكلة معقدة وفريدة، فحين يكون المرء متصالحاً مع نفسه وصلداً في دواخله، يشحنها بطاقة إيجابية، سيرى المشاكل غير عصية على الحل، الذي يأتي من وعينا وقدرتنا في الإساس.

**********************************

الصفحة التاسعة

حامي عرين أسود الرافدين يعود من الإصابة

بغداد ـ طريق الشعب

أكد حارس القوة الجوية، فهد طالب، امس السبت، عودته مجددا إلى الملاعب، بعد تماثله للشفاء من الإصابة التي تعرض لها مع المنتخب الوطني، في التصفيات الآسيوية المؤهلة لمونديال قطر 2022. وقال طالب، في تصريح لموقع القوة الجوية: “التحقت بتدريبات الفريق بالعاصمة بغداد، بعد استكمال مراحل العلاج والتأهيل البدني”. وأضاف: “أقدم شكري لكل من ساهم في نجاح عملية الاستشفاء، من أطباء ومعالجين في بيروت أو بغداد”. وزاد: “بعد التقارير الأخيرة، أنا جاهز للدخول في المباريات مع الفريق، وأطمئن الجماهير بعودة متميزة في الموسم الجديد”.

************

محاولات لطمس «مدرسة عمو بابا» والانتقاص منها

بغداد ـ وكالات

كشفت إدارة مدرسة عمو بابا، امس السبت، عن وجود جهات تعمل على “طمس” معالم المدرسة ومنعها من امتلاك ملعب أو مقر خاص بها.

معاناة حقيقية

وقال مدير المدرسة قحطان جليل إن “من أكبر التحديات المصيرية التي واجهتنا منذ تأسيس المدرسة هو محاولة طمس معالمها، ولا زلنا لحد الآن في معاناة لعدم امتلاكنا ملعباً ولا مقراً، لكن مع هذا نعمل ونرفد المنتخبات العراقية دون توقف”.

وأضاف جليل “لقد قررنا بعد كل الضغوطات التي مورست ضدنا، الصمود والتحدي والاستمرار في بذل العطاء والإخلاص للكرة العراقية من أجل اكتشاف الموهوبين من الفئات العمرية والمحافظة على سمعة مدرسة عمو بابا الكروية والوفاء لهذا الرمز، وعدم الخنوع والتبعية لجهة حاولت بكل امكانياتها سرقة تاريخنا وانجازاتنا وتهميش مسيرتنا”.

ولفت المشرف الرياضي الى إن “المدرسة على العهد ماضية ولن ترضخ للمساومات وسيأتي اليوم الذي تنجلي فيه كل الغيوم مهما طال الزمن ويعود الحق لأصحابه”.

هواء في شبك

وفيما يخص تخصيص الملعب السابق أو الملعب البديل الذي تم هدمه وتم المباشرة ببنائه مجدداً أوضح جليل أن “وعود السادة وزراء الشباب والرياضة المتناوبين والذين يحاولون أن يتحكموا بمصيرنا كثيرة وبشكل مستمر، وكلها كانت هواء في شبك، وذلك لإحباطنا والنيل من المدرسة وإيقاف مشوارها الكبير، وبسبب عدم توفر النوايا الصادقة لتقديم الدعم والاهتمام والتطوير لهذه المدرسة والمشروع الوطني العريق”.

وبيّن مدير المدرسة أن “الوزير السابق جاسم محمد جعفر هو من أوعز بهدم معالم المدرسة بعد استشارة مستشاريه وبعض الخبراء الكرويين في حينها واقناعه بأنهم سيؤسسون مراكز كروية كبيرة باسم الوزارة”، مبيناً أن “الهدف من وراء ذلك كان تأسيس المركز التخصصي التابع للوزارة والانتقاص وتهميش مدرسة عمو بابا الكروية، ومع الأسف كانت تلك الأمور لمصالحهم الشخصية وانتفاعهم إلا أن الأحداث اللاحقة بينت مدى عمق النزاعات والاختلافات الكبيرة فيما بينهم وما آلت إليه الأمور من تدنٍ وتراجع في مشروعهم المزعوم”.

مستمرون

وأشار جليل إلى أن “مدرسة عمو بابا بكادرها لن تخضع لمساومات البعض ممن يسعون لإيقاف عجلة هذه المدرسة العريقة التي خدمت العراق سنوات طويلة تحت أصعب الظروف، والتي كانت تعد الاولى في تأسيسها بعد أحداث 2003 والتي تشكلت من خلالها المنتخبات الوطنية وأبرز نجوم كرة منتخبنا المتوج بلقب كأس آسيا 2007”.

وبشان تأسيس المدارس الكروية التي تكاثرت في الآونة الاخيرة والتي تشكلت على غرار مدرسة عمو بابا الكروية، قال جليل إنها “حالة إيجابية جداً لغرض توسيع قاعدة احتضان المواهب الكروية وصقل مواهبهم والتنافس فيما بينهم على ان تكون بإشراف جهة او لجنة متخصصة تعتمد معايير فنية ومالية وادارية عالية المستوى”.

يذكر أن وزارة الشباب والرياضة قررت عام 2012 تهديم مقر وملعب عمو بابا رغم مناشدات الرياضيين والخبراء ونصحهم للوزارة بإبقاء المدرسة التي كانت الرافد الأول التي ترفد منتخباتنا الوطنية باللاعبين سيما بعد أحداث 2003 وتوقف الرياضة وأنشطة دوري الفئات العمرية بالكامل لعدة سنوات.

*******

وقفة رياضية.. بطولات رياضية بكرة القدم

منعم جابر

كنا نلعب أيام العطلة المدرسية (الصيفية) ضمن الفرق الشعبية ونتنافس بجد وحرقة ومنافسة شريفة، وكانت ملاعبنا ترفد احسن اللاعبين وافضلهم إلى فرق المؤسسات والجيش والشرطة، وكثيراً ما اختار مدربو فرق الدوري أسماء ونجوما مثلت الفرق الشعبية وكان لها شرف اللعب في فرق الأندية والمؤسسات ومن ثم مثلت المنتخبات العراقية على اختلافها، وكانت في بغداد ساحات وملاعب برزت فيها اسماء كبيرة ولاعبين كبار، ومنها ملعب الأمانة في منطقة الشيخ عمر وملعب العوينة الشعبي والشيخلية المجاور وملعب التجارة وملعب مدارس الشرطة إضافة الى ملعب البولو وملعب كلر، واحتضنت ملاعب مدينة الثورة (الصدر) ومنها ملعب اتحاد حبيب وملعب اتحاد الثورة وملعب أبو وليد، اما ملعب الجمهورية في الكاظمية وملعب النجاح في الحرية فكانت هذه الملاعب والساحات تتحول الى كرنفالات وحضور جماهيري واسع وكبير أيام الجمع والعطل الصيفية لتحتضن آلاف المشجعين والانصار لهذه الفرق بسخاء وكرم، وأقيمت بطولات ومسابقات شاركت فيها عشرات بل المئات من الفرق الشعبية ومبدعيها.. لكنها اليوم اختفت وانطفأ بريقها وانتهت اسماؤها بعد ان كانت تملأ الدنيا افراحاً ومسرات وحماساً وبهجة. وكانت هذه التجربة والقائمون عليها قد حققت الكثير من النجاحات والنتائج الإيجابية، لذا نقول لأحبتنا ماذا لو احييتم هذه التجارب وشجعتم إقامة هذه الفرق ووفرتم لها الدعم والمساعدة والساحات والملاعب الشعبية واعدتم للكرة العراقية بريقها ورونقها وساعدتم على نجاح تجاربها وبعثتم الحياة الى ملاعبها من خلال إقامة البطولات في كل مناطق بغداد وكذلك مناطق المحافظات وحسب الإمكانيات، ولعل إقامة هذه المنافسات خلال أيام العطلة الصيفية ستساهم في اشغال الفراغ للشبيبة بدلاً من انشغالهم بأمور غير مفيدة وربما ضارة، فالمنافسات الكروية تشد اللاعبين الشباب وتساهم المنافسات في خلق الحماس والسعي للفوز، وبهذا نخلق الجو الرياضي والتنافسي ونزيد من أواصر الصداقة والمحبة والتعاون وزيادة التعارف، وبهذا نساهم في خلق أجواء تساهم في خلق الود والتفاهم ونستطيع من خلالها زيادة التلاحم والوحدة الوطنية ونبعد الفرقة والتمزق. اما تفاصيل هذا النوع من البطولات والمنافسات وايامها فاتركها للجان خاصة لديها الباع الطويل في اقامتها وتوزيع مناطقها والحرص على انجاحها وستكون هذه المرحلة تجريبية للإقامة بطولات دولية وعربية وإقليمية. وخلاصة ما نريده من هكذا فعاليات رياضية تطوير كرة القدم وتشجيع ممارستها واكتشاف المواهب والكفاءات واشغال شبيبتنا بالرياضة وكرة القدم سيدة الألعاب الرياضية.

*********

العراق يشارك في البطولة الدولية لتنس الطاولة في السعودية

بغداد ـ وكالات

يشارك المنتخب الوطني العراقي لتنس الطاولة البارالمبي في البطولة الدولية المقرر اجراؤها في السعودية للمدة من الرابع عشر الى الحادي والعشرين من شهر أيلول المقبل.

وقال النائب الأول لرئيس اللجنة البارالمبية العراقية سمير الكردي امس السبت أن “ البطولة تعد تأهيلية لبطولة كأس العالم وكذلك للدورة البارالمبية في باريس 2024”. وأضاف الكردي أن “ المنتخب العراقي للرجال وللنساء يمتلك خاصية التفوق على لاعبي غرب آسيا، وكذلك الدول العربية، ويحتل الصدارة بتميز”، موضحاً أن “الاتحاد البارالمبي الدولي لتنس الطاولة يعد اللاعب منتظر فاروق واللاعبة رسل فاضل من المتميزين باللعبة لمستواهما الباهر لعام 2022”. وأكد أن “المشاركة في بطولة السعودية تعد مهمة جداً لاسيما أن المتنافسين فيها يسعون الى حصد النقاط لضمان التأهل للدورة البارالمبية المقبلة في باريس”.

********

رابطة “الليغا” تساعد العراق في تنظيم دوري المحترفين

بغداد ـ طريق الشعب

بحث الاتحاد العراقي لكرة القدم، امس الاول الجمعة، مع ممثلي رابطة الدوري الإسباني، سبل تنظيم دوري المحترفين العراقي وآلية نقل الخبرات من “الليغا”. وعقد الاجتماع في العاصمة بغداد، بحضور رئيس الاتحاد العراقي لكرة القدم عدنان درجال، وممثلي رابطة الدوري الإسباني. وتأتي الزيارة بناء على الدعوة المُقدمة من الاتحاد إلى الرابطة، وتطرق الجانبان إلى دراسة آلية التعاون والرعاية والتسويق وتعظيم الموارد الماليّة، بما يخدم منظومة الاتحاد والأندية المُشاركة في دوري المحترفين. وتتولى الرابطة إقامة ورش العمل الخاصة بالأندية، وتقديم استشارات تتعلق بنظام الدوري وتطويره، والارتقاء بقدرات العاملين في الأندية ونقل الخبرات إليها، ووضع الأسس السليمة لإقامة دوري للمحترفين يسهم في النهوض بواقع الكرة العراقية. يذكر أن الاتحاد العراقي قرر في وقت سابق تأجيل إطلاق دوري المحترفين، إلى حين اكتمال متطلباته وتطبيق الأندية المعايير الآسيوية، فيما تم اعتماد الدوري العام للموسم الجديد، مصحوبا بتنفيذ الأندية لنظام التراخيص.

*********

أنشيلوتي: ريال مدريد محطتي الأخيرة

مدريد ـ وكالات

قرر الإيطالي كارلو أنشيلوتي، المدير الفني لريال مدريد، اعتزال التدريب عقب إنهاء مهمته مع النادي الملكي.

وقال أنشيلوتي، في تصريحات أبرزتها صحيفة “آس” الإسبانية”: “هذه المرحلة ستكون نهاية مسيرتي في التدريب. بعد الملكي سأعتزل”.

وأضاف: “ريال مدريد على قمة كرة القدم، ومن المنطقي وضع كلمة النهاية بعد هذه التجربة”.

وعن الفوز بـ 24 لقبا في مسيرته، علق أنشيلوتي: “الحقيقة أن هذه الحسابات لا تهمني. أركز الآن على التدريب، وأحب العمل اليومي”.

وواصل: “حتى سنوات قليلة مضت، كانت أولوياتي تتجه للأمور الفنية، والآن أركز على العلاقات الإنسانية، والتعرف على الأشخاص والأجيال الجديدة”.

وتابع: “إذا تحدثنا عن الألقاب، فأنا أشعر بالارتباط مع الريال وميلان، إن مدريد الحالي على مستوى عالٍ للغاية، وهذا ليس فنيًا فقط، إنه فريق جاد ويضم لاعبين يمتازون بالتواضع، حتى النجوم يتصفون بالواقعية”.

وختم: “مودريتش وكاسيميرو وبنزيما هم الأكثر خبرة ويديرون المجموعة، ولا جدال حول الجودة التي في الفريق، لكنها لن تكون كافية فقط، إن الأمور الإنسانية مهمة ومدريد استثنائي”.

يذكر أن عقد أنشيلوتي مع ريال مدريد ينتهي في صيف 2024.

***************

صدام محتمل بين نادال وألكاراز.. وميدفيديف يجد فرصة للثأر

أوهايو ـ وكالات

أسفرت قرعة بطولة سينسيناتي عن صدام إسباني محتمل، بين المخضرم رافائيل نادال واللاعب الشاب كارلوس ألكاراز، في نصف النهائي. ويستهل نادال، المصنف الثالث عالميا، البطولة ذات الألف نقطة امام الكرواتي بورنا كوريتش، أو لاعب صاعد من التصفيات. وقد يرتقي نادال، المرشح الثاني للقب، إلى صدارة التصنيف العالمي، إذا فاز بسينسيناتي. وهذا بشرط ألا يصل المتصدر الحالي، الروسي دانييل ميدفيديف، المرشح الأول للقب، إلى ربع النهائي، علما بأن الأخير سيبدأ مشواره في البطولة، أمام الفائز بمواجهة الأمريكي ماكسيم كريسي والهولندي بوتيك فان دي زاندسخلوب. وقد تسنح أمام ميدفيديف فرصة للثأر من الأسترالي نيك كيريوس، الذي أقصاه في مستهل مشواره ببطولة مونتريال، حيث قد تجمعهما مباراة في ربع النهائي. أما ألكاراز، المصنف الرابع عالميا، فيبدأ مشواره بالبطولة أمام الأمريكي ماكينزي ماكدونالد، أو الجورجي نيكولوز باسيلاشفيلي. ويغيب عن البطولة الصربي نوفاك ديوكوفيتش، لعدم تمكنه من دخول الولايات المتحدة، بسبب امتناعه عن تلقي اللقاح المضاد لفيروس كورونا المستجد. وفي منافسات السيدات، تستهل الأمريكية المخضرمة سيرينا ويليامز، الفائزة ب 23 لقب جراند سلام، والتي أعلنت نيتها الاعتزال قريبا (بعد أمريكا المفتوحة على الأرجح)، مشوارها أمام البريطانية إيما رادوكانو، المصنفة العاشرة عالميا.

وتبدأ التونسية أنس جابر، المصنفة الخامسة عالميا، أمام الفائزة بمواجهة الأمريكية كاثرين ماكنالي والروسية ألياكسندرا ساسنوفيتش.

أما المصنفة الأولى عالميا، البولندية إيغا شفيونتك، فتستهل مشوارها أمام الفائزة بمباراة الأمريكية سلون ستيفنز والفرنسية أليز كورنيه.***

***************

الصفحة العاشرة

مسارات اليسار الأميركي اللاتيني.. استراتيجية جديدة لليسار

مايكل لووي*

يخصص أمير صادر فصلاً كاملاً لما يسميه «لغز لولا». وتفسير المكانة البارزة التي تحتلها البرازيل في كتابه لا يعود فقط إلى خلفية المؤلف، إنما أيضا إلى الأهمية الموضوعية لذاك البلد في سياسات أميركا اللاتينية. كان لانتصار «لولا» الانتخابي العام ٢٠٠٢ جذوره في مقاومة الديكتاتورية كما في معارضة النيوليبرالية وسياسة «تجديد العملية الديموقراطية» في العام ١٩٨٥. تأسس «حزب العمال» العام ١٩٨٠ في محاولة لخلق نوع جديد من السياسة اليسارية، تتخطى الاشتراكية الديموقراطية والشيوعية السوفييتية في آن. وقد لعب الحزب دوره في تكوين حركات عمّالية وفلّاحية كما في تأسيس «المنتدى الاجتماعي العالمي» في بورتو أليغري، المدينة الجنوبية حيث طبّقت الإدارة التابعة لحزب العمال «ميزانية تشاركية»، وهي نوع مبتكر من الديموقراطية التشاركية. ولكن بعد أن هزمه مرشحون نيوليبراليون في الانتخابات الرئاسية في ١٩٨٩ و١٩٩٤، زاد استقلال «لولا» عن حزبه. والواقع، كما يقول صادر، إنه لم تكن له صلات بالتقاليد اليسارية في البرازيل: بصفته مناضلا نقابيا، كان يفتقر إلى أيديولوجية ثورية أو راديكالية، يؤْثر المفاوضات على الانقطاعات.

إن الرصيد الذي يجريه صادر لحكم «لولا» بعيد من أن يكون ورديا: يشخصه بما هو شكل من أشكال الليبرالية الاجتماعية التي لم تتحدَّ هيمنة رأس المال المالي ولا الإمبريالية الأميركية. وقد تأمنت الاستمرارية مع التوجه النيوليبرالي للحكومات السابقة بواسطة سياسات أساسية عدة: استقلال البنك المركزي — الذي يرأسه هنريكي مايرلليس، المدير السابق لـ«بنك بوسطن» [الأميركي] — الفوائد المرتفعة، تخفيض المديونية ولو بوتيرة أسرع من تلك التي يتطلبها صندوق النقد الدولي. وربما كان الأسوأ في كل هذا هو تحالف حكومة «لولا» مع المصالح الزراعية على حساب أمن البلد الغذائي والوعود بإصلاح زراعي. وإلى هذا التقصير أضيفت قلة الاهتمام بقضايا البيئة، وبحماية غابة المطر في الأمازون خصوصا، ما حدا بوزيرة حكومة «لولا» للبيئة، مارينا سيلفا، إلى الاستقالة وخوض انتخابات العام ٢٠١٠ ضد مرشح حزب العمال.

هل يعني ذلك أنه يجوز تعريف حكومة «لولا» على أنها نسخة استوائية من حكومات أنطوني بلير، كما حاجج البعض؟ ليس تماما، يقول صادر. ينبغي أن تؤخذ بالحسبان بعض الأوجه الإيجابية لتلك الإدارة الهجينة والمتناقضة: الأولوية المعطاة للاندماج الإقليمي على حساب التجارة الحرة مع الولايات المتحدة الأميركية، يدل عليه رفض البرازيل لـ«منطقة التجارة الحرة لعموم أميركا» التي اقترحها جورج بوش؛ اعتمادها سياسات التوزيع الاجتماعي، مثل برنامج «بولسا فاميليا» [ميزانية الأسرة] لمساعدة الفئات الأفقر بين السكان؛ خفض معدلات البطالة ولجم نمو العمل غير الرسمي؛ إضافة إلى سياسة خارجية مستقلة. وفيما أوافق صادر على هذا التقييم العام، أود أن أضيف أن ثمة مقياسا إضافيا لتعريف طابع إدارة «لولا». لقد كشف فراي بيتو، الداعية المعروف لـ«فقه التحرير» البرازيلي وصديق «لولا» ومستشاره السابق، «البنية الطبقية» للميزانية البرازيلية: ٣٠٠ مليار «ريا» تذهب لرأس المال الكبير — المصارف، الصناعات، ملّاك الأراضي — مقابل ٣٠ مليارا للأسر الأشد فقرا، على شكل برامج اجتماعية. والحصيلة المعادلة الحسابية للّيبرالية الاجتماعية: ٩٠ في المائة للأغنياء، ١٠ في المائة للفقراء. على أن هذه العشرة في المائة تشكل فرقا كبيرا بالنسبة للفقراء ما يفسر شعبية «لولا» بين الجماهير التي سميت «الفقريتاريا».

استراتيجية جديدة لليسار

كيف يمكن لليسار أن يحدد موقفه من حكومة «لولا»، ومن أشباهه من أحلاف يسار الوسط برئاسة باباري فاسكيس، ولوغو، أو كريستينا فيرناندس في الأرجنتين؟ في فصل لعله أهم ما في الكتاب، ينتقل صادر من التحليل إلى القضايا الاستراتيجية. يحاجج قائلا إن التحدي الأعظم الذي يواجهه اليسار في أميركا اللاتينية هو تحدي صياغة استراتيجية هيمنة جديدة، تتجاوز مأزق الإصلاحية والعصبوية معا. إن النزعة الإصلاحية، التي تمثلها إدارة «لولا»، لا تتحدى النموذج النيوليبرالي، بل ترتضي بأن تكون منوعا من منوعاتها: إذ إنها ليست تضع موضع تساؤل سلطةَ رأس المال المالي، والرأسماليةَ الزراعية ومجمعات الإعلام الخاصة. على أن النزعة «اليسارية المتطرفة» التي تركز غيظها على الدوام ضد حكومات يسار الوسط ولا تقتصر إدانتها على «لولا» وحده وإنما تدين معه موراليس وتشافيز أيضا على أنهما «خونة» — ليست هي البديل. يقترح صادر في المقابل مقاربة أكثر مرونة. البديهي أن حكومات يسار الوسط الأميركية اللاتينية أكثر تقدما من الأحلاف اليمينية النيوليبرالية السابقة، ولو بسبب رفضها معاهدات حرية التجارة واعتمادها سياسة التوزيع الاجتماعية. فالاستراتيجية الصحيحة لليسار، في رأيه، يجب أن تكون التحالف مع القطاعات التقدّمية من تلك الحكومات، فيما يجري تركيز الهجمات على سياساتها الرجعية: هيمنة رأس المال المالي، دعم الرأسمالية الزراعية، استقلال البنك المركزي، وغيرها. إلى هذه يجب أن تضاف استراتيجية أخرى، لعلها الأكثر ملاءمة للوضع: للمساعدة على حشد ضغط سياسي من تحت، بالتعاون مع الحركات الاجتماعية — من فلاحين وسكان أصليين وعمال ومتعطلين عن العمل — ومع تنظيمات يسارية، ومثقفين وطلاب وشبكات الكنيسة التقدمية، من أجل انتزاع تنازلات مهمة. والأفضل: البدء بتطبيق الإصلاحات الزراعية على نحو مستقل، كما فعلت «حركة البدون أرض» البرازيلية، واحتلال أملاك كبار الملّاك والنضال في الوقت ذاته لفرض الاعتراف بحقوق المزارعين البدون أرض. إن وجود تيارات راديكالية، ولكن غير عصبوية، ترى إلى القوى النيوليبرالية الرجعية على أنها العدو الرئيسي، وتكون مستقلة بوضوح عن حكومات يسار الوسط وقد بلورت نقدا حادا لليبرالية الاجتماعية، يشكل رصيدا هاما لليسار. وبناءً على رأي صادر، إن استراتيجية اليسار الجديدة هذه من شأنها استلهام التقليد الكلاسيكي للبرنامج الانتقالي، فبدلا من أن تقدم خيارا مجردا بين «إصلاح» و«ثورة»، يقترح إصلاحات لا يمكن للنظام استيعابها، مطالب تبدو محدودة — «خبز، أرض وسلام» — لكنها في الواقع تفتح المجال لنمو بديل معاد للرأسمالية. إن نداء فريدريك جايمسون «الطوبـاوي» — «العمل للجميع» — قد يكون مثلا عن تلك المطالب. ويذكرنا صادر أيضا أن كل الثورات هي بالضرورة هرطوقية ومفاجئة: ألم تكن الثورة الروسية «ثورة ضد كتاب «رأس المال» [لماركس]» كما كتب غرامشي؟

عودة إلى التاريخ

لمنح هذا النقاش الاستراتيجي عمقا تاريخيا، ينتقل صادر بعد ذلك إلى استكشاف السبل الثلاثة التي اتخذها اليسار الأميركي اللاتيني خلال القرن العشرين. السبيل الأول هو استراتيجية الإصلاحات الديموقراطية، التي افترضت الأحزاب الشيوعية التقليدية أنها سوف تؤدي إلى «مرحلة ديموقراطية وطنية»، بالتحالف مع البرجوازية الوطنية التقدمية، على اعتبار تلك الخطوات خطوات لازمة سابقة على تصوّر الانتقال إلى الاشتراكية. إلا أن تجارب مختلف الحكومات الوطنية (البرجوازية)، التي دعمها اليسار — كما في حالة فارغاس وبيرون — انتهت بهزيمة. ويصح الأمر ذاته أيضا على تشيلي، ولكن لأسباب مختلفة.

قطعت حكومة «الوحدة الشعبية» في تشيلي مع هذا النوع من استراتيجية «المراحل» وهدفت إلى انتقال سلمي إلى الاشتراكية، لكنها عجزت عن خلق «سلطة شعبية» فما لبث أن دمرها انقلاب عسكري وحشي. وأدى قيام ديكتاتوريات عسكرية في معظم بلدان أميركا اللاتينية بين ١٩٦٤ و١٩٧٣ إلى قيام استراتيجية اليسار الثانية: الحرب الغِوارية. بوحي من الثورة الكوبية، وغالبا بناء على تفسير أحادي الجانب لمسارها — كما في كتاب ريجيس دوبريه واسع النفوذ «الثورة في الثورة؟» (١٩٦٧) الذي شدد على وجهها العسكري والإرادوي، متجاهلا الحركات الجماهيرية — انتشرت حملات غوارية على امتداد القارة. لكنها هزمت أينما كان، باستثناء أميركا الوسطى ونيكاراغوا خصوصا، حيث تمكن الساندينيون من إسقاط سوموزا.

ولدت الاستراتيجية الثالثة في نهاية القرن العشرين في النضال ضد الحكومات النيوليبرالية. ولما كان معظم الأحزاب القومية والاشتراكية الديموقراطية قد تبنت النيوليبرالية، انتقلت قيادة المقاومة إلى الحركات الاجتماعية مثل الزاباتيستاس في المكسيك، و«حركة البدون أرض» البرازيلية، وحركة Piqueterios الأرجنتينية، وهي حركات المتعطلين عن العمل — ومنظمات السكان الأصليين في بوليفيا، بيرو، والإكوادور... وكان «المنتدى الاجتماعي العالمي» التعبير الأبلغ عن مقاومة الحركات الاجتماعية للنيوليبرالية.

وفي حين يعترف صادر بأهمية «حركة البدون أرض» ومساهمتها الإيجابية، إلا أنه يعتقد أنها جسّدت الفصل المثير للإشكال بين الحيز الاجتماعي والحيز السياسي الذي دعت إليه تلك الحركات باسم «الاستقلال الذاتي». وهو يحاجج بأن هذا التوجه أدى إلى هجران المجال السياسي والتخلي عن النضال ضد الهيمنة - ما جمد الحركات الشعبية في حقبة المقاومة ليس إلا.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* عالم اجتماع وفيلسوف ماركسي فرنسي- برازيلي

مجلة “بدايات” – العدد 34 - 2022

 ********************************

الفلسفة كحكمة شعبية متجددة

آلان كرد

تقدم الحكمة الشعبية الشرقية أو الحكم والأمثال والأقوال المأثورة، صورة قوية موثقة في أحد جوانبها عن وحدة حال الناس في الشرق عبر آلاف السنين، وحدة حال قفز من فوقها المستشرقون الغربيون، أو حاولوا نفيها والاستخفاف بها. ولكن الوقائع تؤكد كيف تبادلت شعوب المنطقة خبرات العمل والفكر من خلال الحكمة الشعبية. يقول أحمد شوحان صاحب مكتبة التراث في دير الزور في مقدمة كتابه «الأمثال الفراتية»: وأمثال وادي الفرات المتداولة اليوم نجدها كأمثال العرب حين فشت فيهم العجمة، نجد فيها الكلمات التركية والكردية والفارسية وغيرها. وما ذلك إلا لامتزاج الثقافات والحضارات وتبادل الفكر بين الشعوب. وقارن أحمد شوحان أمثال الفرات بأمهات الكتب التي تتحدث عن أمثال العرب وتبين له من خلال البحث أن أمثال الفرات بنت أمها وماهي إلا فرع من أصل. إذ تشترك الأمثال الفراتية مع الأمثال العامية البغدادية والسورية والمصرية. ولها ما يقابلها في الأمثال العربية الفصحى. وذكر عبد القادر عياش في كتابه «أمثال دير الزور» وجود الكثير من الكلمات السريانية والآكادية في الأمثال الفراتية. كما ذكر الأب يوسف قوشاقجي في كتابه «الأمثال الشعبية الحلبية وأمثال ماردين» أن أمثال حلب باللهجتين الحلبية والجزراوية الماردينية مليئة بالكلمات الفارسية والسريانية والتركية والكردية. ولها ما يقابلها في الأمثال العامية المصرية. وقال سلامة عبيد في كتابه «أمثال وتعابير شعبية من جبل حوران _ السويداء» إن هذه الأمثال نموذج للحكمة الشعبية باللهجة العربية الجبلية. ولهذه الأمثال ما يقابلها في بقية المحافظات السورية والبلاد العربية. توصل هؤلاء الباحثون إلى هذه النتائج بعد عمل طويل استمر سنوات طويلة، فالمؤرخ سلامة عبيد قد عمل 20 عاماً في جمع مادة كتابه المكونة من آلاف الأمثال، ونشرت وزارة الثقافة كتابه بعد عام 1985، أي بعد رحيله بعام واحد. وكذلك عمل أحمد شوحان 20 عاماً في جمع مادة كتابه المكونة من أكثر من 1500 مثل وحكمة شعبية، وأصدر كتابه في مكتبه مكتبة التراث عام 1985. بينما جمع عبد القادر عياش أكثر من 3000 مثل شعبي، وقدر أنه بالإمكان جمع ضعف هذا العدد. أما الأب يوسف قوشاقجي، فقد جمع أكثر من 5000 مثل وحكمة خلال سنوات طويلة في مجلدين كبيرين نشرهما سنوات 1978-1984. أي إن النتيجة التي توصل إليها كل باحث كان ثمنها سنوات طويلة من العمل. يقول وجيه العبد الله في مقاله «الأمثال الشعبية والصراع الطبقي في وادي الفرات» المنشور في مجلة (دراسات اشتراكية) عام 1985 أن الأمثال الشعبية لم تنسب إلى قائل معين، بل هي بنت العقل الجماعي للشعوب، لأن الذاكرة الشعبية لا تحتفظ بتاريخها في صيغة الفرد، بل تلتحم مع إبداعات الجماعة في صراعها المستمر. ويعرف سوكولوف الأمثال الشعبية بالشكل التالي: جمل قصيرة صورها شائعة تجري سهلة في لغة القوم وتسود مقاطعها الموسيقى اللفظية. بينما قال هويتمان إن الأدب الشعبي ينبعث من أعمال أجيال عديدة من البشر، من ضرورة حياتها وعلاقاتها، من أفراحها وأحزانها، وأما أساسه العريض، فقريب من الأرض التي تشقها الفؤوس. لأن الأمثال نتيجة منطقية للحياة في المجتمعات الزراعية القديمة.

وتعتبر الأمثال الشعبية مصدراً هاماً للتعرف على حياة وتاريخ الشعوب، حتى أن الكثير من المؤرخين اعتبروا الأمثال في الجاهلية هي التراث الأدبي الوحيد الذي يمثل الحياة العربية لأنه بحكم رواجه لم يصبه التحريف كما قد يصيب الشعر. ونشأت الأمثال في ظروف اجتماعية متشابهة عند شعوب الشرق وهي متوالدة من بعضها أو مهاجرة ومقتبسة بسبب التأثر المتبادل بين شعوب الشرق.

وإذا ما راجعنا الأمثال السومرية التي تعود إلى 5000 سنة، سنجد أن أغلبها يصور العمل والحياة الاجتماعية للناس. وفي الغالب تصور الأمثال عند جميع الشعوب صور العمل والحياة الاجتماعية، التفاوت الاجتماعي والصراع الطبقي، الصراع السياسي، السخرية من التوزيع الجائر للثروة. كما توجد أمثال وحكم عكس ذلك بسبب الطبيعة المتناقضة للأمثال الشعبية. من ناحية أخرى، فالحكمة الشعبية هي نتاج تاريخي وجزء من التطور التاريخي كما يقول أنطونيو غرامشي في كتابه «قضايا المادية التاريخية» والفرق بينها وبين الفلسفة أن الفلسفة نظام فكري متكامل بينما الحكمة الشعبية يصب وضعها في وحدة متماسكة بسبب طابعها المتناقض والمبعثر. وآثارها تعود إلى شكل جماعي من أشكال التفكير الذي يخص مرحلة تاريخية أو بيئة شعبية معينة. وأكد غرامشي من ناحية أخرى على ضرورة بلورة ذلك المذهب الفلسفي الذي سيتحول إلى حكمة شعبية متجددة، ولكن لا يتحقق لنا ذلك إلا إذا كنا نستشعر باستمرار ما يستلزمه الاتصال بالبسطاء.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

“قاسيون” – 18 تموز 2022

 *********************************

فلاسفة ومفكرون.. هيغل (1770 – 1831)

اعداد: د. صالح ياسر

واحد من الفلاسفة الكلاسيكيين الالمان، مثالي موضوعي. كان هيغل الشاب راديكاليا، رحب بثورة القرن الثامن عشر الفرنسية، وتمرد على النظام الاقطاعي للملكية البروسية، ولكن الرجعية التي حلت في كل انحاء أوربا بعد سقوط امبراطورية نابليون أثرت على طريقة هيغل في التفكير.

في عام 1818 تولى كرسي الاستاذية في جامعة برلين واصبح مدافعا، بل حتى مؤسساً للفلسفة الرسمية لبروسيا الملكية. وقد عكست فلسفة هيغل التطور المتناقض لالمانيا عشية الثورة البرجوازية الالمانية الصاعدة، التي كان هيغل مفكرها. ومن هنا كان الاتجاه التقدمي – بل الثوري – في فلسفته، الذي يعكس المناخ الثوري لأوربا المعاصرة (في ذلك الوقت) – من ناحية – وأفكاره المحافظة التي تعكس عدم تماسك وجبن البرجوازية الالمانية وانجذابها نحو التصالح مع الاقطاعية الارستقراطية البروسية من ناحية اخرى. وتتضح ثنائية هيغل من كل كتاباته، بما فيها “ظواهر الروح” (1807) الذي وصفه ماركس بأنه المصدر والسر الحقيقي للفلسفة الهيغلية، وفيه يدرس هيغل تطور الوعي الانساني من علاماته الاولى حتى التطور الواعي للعلم ومنهج البحث العلمي. ووصف انجلز كتاب “ظواهر الروح” بانه ميلاد وتشكل الروح الانسانية واصل التأصيل التاريخي الكامن في كل تفكير هيغل. ويتضمن ذلك المجلد تحليلاً لمقولة الاستلاب (الاغتراب)، كما يتضمن المجلد المبادئ الاساسية لجدل هيغل، وعرضا استدلاليا لوحدة الفكر والوجود، وهي نقطة الانطلاق في مذهب هيغل، والفكرة المطلقة التي تتطور بذاتها باعتبارها اساس وجوهر العالم كله.

وكان جدل هيغل، الذي عرضه في صورة شاملة في كتابه “علم المنطق” (1812 – 1816)، اسهاما قيما للغاية في الفلسفة. ففي كتاب “علم المنطق” صاغ هيغل قانون التغيرات الكمية التي تؤدي الى تغيرات كيفية. وكشف حتى الاعماق التناقض باعتبار كونه المبدأ الدافع لكل تطور، وعرف قانون “نفي النفي”، وجدل الشكل والمضمون، والكل والجزء.

وشرح مقولات الواقع والضرورة والصدفة، ومقولات كثيرة أخرى. ومع ذلك فإن جدل هيغل يتعارض بشكل واضح مع فلسفته المثالية. وقد كان هيغل عاجزاً وعازفاً عن استخراج أية نتائج اجتماعية متماسكة من الجدل، وقصر نفسه على الامر الواقع، ذاهبا الى حد اعلان ان الملكية البروسية هي قمة التطور الاجتماعي! وقد كان لفلسفة هيغل أثرها على تطور الماركسية، التي أنقذت اهم عناصر الفلسفة الهيغلية – وهي الجدل – وحولته الى نظرية – تقوم على الاستدلال العلمي – في تطور الطبيعة والمجتمع والفكر. وتتبنى الماركسية معارضة هيغل للاأدرية، وتأصيله التاريخي، وايمانه بقوى العقل الانساني وعلم المنطق عنده، وهو العلم الذي فيه اكتشف روابط العالم الواقعي وأهم القوانين الموضوعية التي تحكم الادراك. وتشمل مؤلفاته:

- المبادئ العامة لفلسفة الحق (1821)؛

- محاضرات في تاريخ الفلسفة (1833 – 1836)؛

- محاضرات في علم الجمال (1835 – 1838)؛

- محاضرات في فلسفة التاريخ (1837).  

***************************************

الصفحة الحادية عشر

أحدث الكتب..  

صدر حديثاً العديد من الكتب الجديرة بالقراءة أبرزها :

- السرد غير الطبيعي / تأليف :د. نادية هناوي – اصدار دار ابجد - بغداد

- مسرحية الدم والرماد / تأليف : الفونسو ساستري – ترجمة: مؤيد أحمد عباس ، اصدار مؤسسة ابجد / بغداد

- هجائيات الجواهري / دراسة في الموضوع والفن – تأليف : د. عادل ناجح البصيصي ، اصدار / دار الشؤون الثقافية – بغداد

- مقالات و دراسات في السياسة والمجتمع / تأليف: د. سامي عبد المهدي المظفر / ج1

- تواقيع على مياه القلب / مجموعة شعرية للشاعر: طالب حسن / صدر عن اتحاد الادباء والكتاب – بغداد

- فرويد : الجنس والحب والدين والفن /  تأليف : ا.د.جاسم حسين صالح/ اصدار دار آشور.

************************

ريادة العنوان القصصي الواقعي

د. مولود مرعي الويس

يعد القاص والروائي والصحفي والسياسي ذو النون أيوب أحد رواد القصة في العراق حيث كتب في مطلع القرن الماضي كثيرا من القصص والروايات، كما كتب سيرته الذاتية في أجزاء كثيرة فيها كشف حقبة مهمة من تاريخ العراق في القرن الماضي، وهو من القصاصين العراقيين الواقعيين الذين كانوا يسلطون كاميرا فاحصة على حركة المجتمع ويحاولون نقلها إلى ميادين قصصهم بقوة تأثير عالية، وقد كان له في هذا السبيل تأثير مهم في تلك الحقبة التي عاشها مع العلم أنه عاصر حكومات عراقية كثيرة إذ توفي عن عمر ناهز التسعين عاما تقريبا عام 1997، لكن منجزه القصصي والروائي كان في المرحلة الأولى من حياته حين كان شعلة من نشاط أدبي كبير.

المجموعة القصصية الأولى له كان عنوانها (رُسلُ الثقافة) وصدرت الطبعة الأولى منها عام  1937 وقد تصدرها إهداء يترجم هذا العنوان ويسنده، وهذا الإهداء يشير إلى كونه اشتغل كثيرا في مهنة التعليم منذ نهاية العقد الثاني من القرن الماضي، ويقول هذا الإهداء الموجه حصراً لرفاق المهنة:

(إلى من حملوا على عاتقهم أعظم مهمة.

إلى من حرموا من كل ما يسمى سلطة أو سطوة.

إلى رفيقاتي ورفاقي في المهنة.)

يتضح أن هذا الإهداء موجه إلى طبقة المعلمين والمدرسين حيث امتهن هو هذه المهنة سنين طويلة وله فيها تجربة كبيرة، فهو يسميها في عتبة الإهداء (أعظم مهنة) ويصف أصحابها بأنهم كانوا بعيدين عن السلطة والسطوة، لأن مهنتهم التعليمية والتربوية تقتضي التفرغ التام لها وعدم خلطها بمهن أخرى مطلقاً، وتشير معظم قصص هذا القاص وبعض من زملائه الآخرين إلى أهمية مهنة التعليم وقدسيتها في كل المراحل.

ولنا أن نعرف هنا جزءاً من سيرة هذا الكاتب المهم في تاريخ القصة العراقية إذ (ولد ذو النون أَيَّوب العبد الواحد في الموصل عام 1908 وتعلم بها في المدرسة الإسلامية وثانوية ثم أكمل دراسته الجامعية في دار المعلمين العالية في بغداد وتخرج فيها عام 1929 مدرسا للرياضيات والعلوم الطبيعية، وعمل مدرسا في المدارس الثانوية والمتوسطة ودار المعلمين ومديرا لبعض المدارس في عدد من مدن العراق.)، هذا مع أنه تفرغ فيما بعد للنشاط العام وكان اسما لامعا مهما على أكثر من صعيد في الحياة العراقية، وتكشف قصصه ورواياته في موضوعاتها ذات الطبيعة الاجتماعية الواقعية عن حس مرهف ووعي متقدم ورؤية شاملة.

تساعد كل هذه المعلومات على توفير قناعة بأن القاص ابن بيئته الاجتماعية والثقافية والسياسية، وهو يحاول التعبير عنها بقصصه ويختار لهذه القصص عناوين واقعية تتفق مع رؤيته القصصية وتستجيب لها، وأتبع ذلك بمقدمة لمجموعته الأولى يوضح فيها هذا المنحى القصصي الذي يتوجب على القصاصين الالتزام به بقوله:

(في يقيني إن أعظم مهمة يجب على الأدباء والقصصين منهم على الأخص، أن يضطلعوا بها، هي إعطاء صورة فنية صادقة لما يقع تحت أبصارهم من حوادث عجيبة، وشخصيات غريبة، وأنظمة وقوانين حكومية أو شعبية، يدخل ضمن ذلك القوانين غير المكتوبة التي يخضع تحت تأثيرها المجتمع، وينفذها غير خائف عقابا أو راجيا ثوابا.)

ومن ثم جاءت قصص المجموعة بعناوين عديدة تندرج في موضوع المدرسة والتعليم والمدرس وما يترتب عليه من قضايا وإشكالات، ففي القصص الست التي احتوتها هذه المجموعة القصصية وهي: (البيك المثقف/بقلاوة/الدرجات النهائية/سيرة وسيرة/السيد عبيد في لهوه/قلب المعركة) كانت قضية التعليم التي يكون المكان القصصي فيها هو المدرسة، والشخصيات معلمين أو مدرسين بالدرجة الأساس، وما يتصل بذلك من أحداث وشخصيات أخرى تحوّل الفضاء الواقعي الحقيقي إلى فضاء قصصي بعناوين قصصية واقعية.

يمكن الحديث عن عنوان قصة (البيك المثقف) نموذجا وهي تطرح مشكلة الوساطة التي تفشت في الوسط التعليمي بصرف ىالنظر عن الكفاءة، وينطوي هذا العنوان على مفارقة بين الصفة (المثقف) والموصوف (البيك) في الدلالة الضمنية على وجود فرق بينهما، وهذا البيك المثقف في القصة هو مدير إحدى المدارس حيث يطلب منه الوزير ترشيح أربعة مدرسين لشغل وظائف مهمة، وحين يرشح مدرساً كفءاً عن طريق المصادفة يأتيه هاتف من الوزير بترشيح مدرس غير كفء لأسباب سياسية أو وظيفية، ويضطر هذا البيك المثقف إلى تلبية اقتراح الوزير وإلغاء ترشيحه للمدرس الكفء، تعبيراً عما تمر به وزارة المعارف آنذاك من محسوبية ومنسوبية لا تضع المدرس المناسب في المكان التربوي والمهني المناسب، على نحو يكون فيه عنوان القصة الواقعي (البيك المثقف) قدحاً لا مدحاً.

إن عنوان هذه القصة وعناوين القصص الأخرى لدى القاص ذو النون أيوب ينحو منحى واقعي لتوكيد واقعية القص، ولو نظرنا في الاستهلال الى قصة (البيك المثقف) لوجدنا أن شخصية القاص تتدخل في هذا المجال على نحو ما، فعتبة الاستهلال القصصي في هذه القصة تقدم خطابها إلى القارئ الذي يعدّ المستفيد الأول من القصة، حيث يكون القاص في مواجهة مع التفسير المتوقع الذي يمكن أن يصل إليه القارئ في تحديد مرجعية القصة، فالقاص يتوقع بل يحرّض على أن يتوجه القارئ نحو اعتبار هذه القصة واقعية وتمثل الحال الراهنة، على نحو يتوقع فيه القاص أن ذلك سيوقعه في مشاكل مع موظفي وزارة المعارف، وذلك لأنه يتناولهم بالنقد اللاذع في سلوكياتهم المهنية التي تخضع للضغوطات الإدارية والوظيفية والاجتماعية، فمن له وساطة يحصل على كل شيء حتى وإن لم يكن كفءاً، ومن ليس لديه وساطة لا يحصل على أي شيء مهما كان كفءاً ونشيطاً ومخلصاً:

(أحسب أن القارئ سيتردد في اعتبار هذه القصة من صنع الخيال، وأحسب أنه سيقول إنها تقع كل يوم، ولكني لا أريد منه أن يقول ذلك، فمجرد قوله هذا سيحملني مسؤولية لا طاقة لي بها، إذ سيثير عليّ حينذاك عدداً كبيراً من موظفي وزارة المعارف، ورؤساء دواوينها، من أولئك الذين لا يسرهم أن ترقص الحقائق أمام أبصارهم الزائغة)

إن العلاقة بين الواقع الحقيقي والفضاء القصصي في هذا المجال وثيقة جداً حتى تبدو وكأن أحدهما صورة للآخر، فالقاص حذر من أن تقرأ قصته هذه من موظفي وزارة المعارف ورؤساء دواوينها ويعتقدون أنه يستهدفهم ويكشف فسادهم، لذا هو يحاول في هذه الاستهلال القصصي قبل الدخول في الحدث القصصي أن يبعد هذه الشبهة عن نفسه، ويقول بأن قصته تتحدث عن زمن مضى وليس الزمن الحالي، وهذه ربما حيلة من حيل السرد يوحي بها القاص أن المقصود هو الحال الواقعي الراهن، وأن شخصية (البيك المثقف) في عنوان القصة هو شخص واقعي موجود في أكثر من مكان داخل وزارة المعارف العراقية، والتنبيه إلى مثل هذه الشخصيات وكشف فسادها جزء من مهمة القاص الاجتماعية والثقافية والسياسية، من أجل تصحيح المجتمع في مفصل مهم من مفاصله وهو التربية التي يعرف القاص بحكم عمله فيها لسنين طوال ما يحصل فيها من فساد وظلم وتجاوز للقوانين.

يختتم القاص مجموعته القصصية بعنوان (ختام) وضع تحته خطابا موجها إلى وزارة المعارف العراقية بالتحديد، وهو خطاب واقعي شديد الواقعية وبلغة واقعية صرف تنطوي على رسالة واضحة تبدو وكأنها لا علاقة لها بالقص كفن إبداعي تخييلي، بمعنى أن الواقعية دفعت القاص إلى وضع هذا الخطاب الختامي لتأكيد واقعية القصص وواقعية عناوينها، فالهدف والمقصاد واضح شديد الوضوح إذ يقول فيه:

(هكذا كانت حال وزارة المعارف العراقية منذ عدة سنوات أما الآن فيقال إنها عنوان الكمال والنظام، وما على غير المصدق إلا أن يسأل ويحقق)

وهذا الخطاب يحتمل أكثر من معنى، معنى إيجابي ومعنى سلبي في الوقت نفسه، وهو هنا يفصل بين حالين لهذه المؤسسة التربوية، حال الماضي الذي يقول إن قصصه تتحدث عنه، وحال الحاضر الذي يقول عنه (يقال إنه عنوان الكمال)، ولا شك في أن الفعل المبني للمجهول (يقال) يحتمل كثيرا من التأويلات، ثم يسند هذا القول بقول آخر هو (وما على غير المصدق إلا أن يسأل ويحقق) بما يحمله هذا القول من تحريض على ذلك، فهو يشجع الناس على التساؤل والتحقيق للوصول إلى حقيقة وزارة المعارف العراقية الآن، بعد أن كانت كثيرة الفساد فيما مضى كما تعبر عن ذلك جميع قصص المجموعة.

*********************************

نقد

مكابدات الشاعر وقناعه

د. علي حداد

(1)

ألزمت نفسي، وأنا أقرأ  مجموعة (عبد الأمير خليل مراد) الشعرية التي تخيّر لها عنوان (مكابدات الحافي) أن أؤجل ـ حتى حين ـ قراءة الكتابات النقدية التي تناولت تجربته، وهي كثيرة، كي أدلف إلى تأمل قصائده من دون تصورات مسبقة عن الشاعر الذي تشير بعض تفصيلات سيرته إلى توجهه نحو نظم الشعرمنذ بواكير شبابه، وإن لم تصدر له أية محموعة شعرية حتى سنة 1985م، التي شهدت صدور مجموعته الأولى (الوطن أول الأشياء)، ليتبعها في السنوات اللاحقة بخمس مجموعات، كانت (مكابدات الحافي) ـ التي بين أيدينا والصادرة سنة 2021م ـ الأخيرة فيهن. وقد انتظمت في ثلاث عشرة قصيدة غلب عليها شعر التفعيلة الذي استقرت عند شكله توجهات الشاعر بعد أن كانت مراحل تأسيسه الأولى ـ كما هو الحال عند كثير من الشعراء ـ النسج على قالب الشطرين المعهود.

(2)

يعرّف القناع ـ على وفق ما نظّر له الشاعر الرائد (عبد الوهاب البياتي)  في كتابه (تجربتي الشعرية) ـ بكونه “ الاسم الذي يتحدث من خلاله الشاعر نفسه متجرداً من ذاتيته، أي أن الشاعر يعمد إلى خلق وجود مستقل عن ذاته، وبذلك يبتعد عن حدود الغنائية “ التي طالت هيمنتها على الشعرية العربية.

ومن منطلق هذا التقنين الفني (للقناع) كتب البياتي أمثلته الشعرية المتميزة التي عدّت الأولى في هذا المسار التعبيري الخصيب الذي تبناه كثير من الشعراء بعده، وحتى وقتنا الراهن، لتندرج (قصيدة القناع) في مساحة من الاشتغال الدرامي المؤسس على استدعاء شخصية تاريحية غالباً، يستنطقها الشاعر ـ مستمداً من حضورها المتعين في وقائع عصرهاً ـ لتقول ما يتماهى فيه البعدان : التاريخي الخاص بتلك الشخصية، والحاضر الذي يرصده الشاعر مستعيداً بكشوفات وقائعه  الراهنة، وذلك ما تهيأ لقصائد للشاعر في هذه المجموعة  أن تتمثله، وبخصوصية أداء تخيّرها، متداولاً فيها عدداً من الشخصيات التاريخية والأدبية والفنية، عبر استدعاء تعبيري لها ـ أقنعة وتشخيصاً رامزاً ـ تكيّف بنزعة (درامية) خاصة. وكانت شخصية (بشر الحافي) هي الأبرز بين تلك الشخصيات، فقد ترسخ وجودها في عتبة (العنونة)، وبين أسطر (الإهداء) ، ثم ليترسمه الشاعر في نصين طويلين، هما : (مكابدات الحافي) الذي جاء في سبعة مقاطع، و: (من أحوال الحافي وأمانيه)، وهو في أربعة وأربعين مقطعاً.

وبشر (المتوفى سنة 237هـ) الذي أمسى (الحافي) لقباً متماهياً مع اسمه واحداً من أشهر الزهاد والعارفين الذين تذكر لهم المواقف والكرامات. وكان في مرحلة طويلة من حياته رجلاً دنيوياً غارقاً في ملذاته، حتى حصل الموقف الذي كان للإمام موسى الكاظم (ع) معه، وعدّ سبباً في تغييرمسار حياته كلياً، إذ تاب على يديه، مترفعاً بعدها عن كل شأن دنيوي، وسالكاً سبل الزهد بروحانية لاتجارى.

لقد استدعى (عبد الأمير خليل مراد) مسمى هذه الشخصية ونثر بين متون قصائده بعض ما كان لها من مواقف وتفوهات ليبني عليها أفكاراً وتجليات لم تكن منهمكة بأحوال ومواقف شخصية تجمع بين الشاعر وقناعه، فقد جعله منطلق ترسم مثالي لكثير من الشخصيات التي واجهت ترديات أزمنتها، والأزمنة اللاحقة، وما انسل منها في الحاضر وأمعن في التفشي مهيمنات فكرية وسلوكية يريد الشاعر أن يواجهها ـ عبر قناعه ـ بطروحات عرفانية ومعرفية تجادلها في مسعى لمغالبتها.

وتأسيساً على هذه الرؤية تمثل الشاعر(الحافي) قناعاً استعاد عن طريقه بعض الوقائع المتعلقة بوجوده القار تاريخياً  في مقاطع محددة، في حين شرع حضوره إلى أبعد من ذلك في مقاطع أخرى، ليشكل منه وجوداً فياض التجلي بأزمنته وأمكنته :                 

وهكذا استحال (الحافي) شحصية محملة بكل إشكالات الماضي ومكابدات الحاضر، وهموم الإنسان وما يعاينه من قضايا تستبد بوجوده وتبهضه.

وإذا كان الشاعر قد خص (الحافي) بقصيدتيه الطويلتين فإن قصائد الشخصيات الأخرى (جواد سليم / الشابي / طرفة) لم تكن بعيدة في متون تمثلها عن شخصية الحافي.

(3)

لانستطيع أن نغالب قناعتنا بأن قصيدتيه عن (الحافي) إنما هما قصيدة واحدة، لاشتغالهما على متن فكري واحد، ولهيمنة بناء لغوي وموسيقي منشابه بينهما، حتى أن كثيراً من مقاطع القصيدتين ابتدأت بجملة مكرورة هي : (أنا بشر الحافي)، لتنهال بعدها الأفكار والرؤى والمواجد.

ولو أن الشاعر جعلهما قصيدة واحدة لكنا إزاء نص من (المونودراما) الذي يستجيب لأداء مسرحي تتعدد فيه تشكلات التمثل المتبادل بين الشاعر وقناعه، وتلك الشخصيات التي تستدعى من أزمنتها المتباعدة وأماكنها المختلفة، ليتماهى أفق حضورها  بين طيات صوت الشاعر وقناعه، وهما يتيحان لنا أن نستل أحدهما من الآخر ليتبادلا  البوح وسياق التعبيرالذي يكتمل به وجودهما معاً.

وتبقى لتجربة (عبد الأمير خليل مراد) في ديوانه الأخير امتيازات رؤى وتشكلات بنى جديرة بااتأمل والإستيقاف النقدي، كونها تعلن عن كثير من الفرادة والتمبز، سواء في ترسم المتن التراثي، وتخيّرالشخصيات، وإعادة تشكيل وجودها عبر استنطاق إنساني متسع القيم، أو في اللغة المكتظة بطاقات من الإدلال العمبق، أو في طبيعة التنضيد البنائي المعلن عن تمسك الشاعر بالقالب (التفعيلي) الذي لم يغادره في معظم تشكلات قصائده إلا ليستحضر قالب (الشطرين)، مخبراً بذلك عن تيقن بأهمية الشكل الشعري المقنن في بنائه الإيقاعي لإستدراج بوح تعبيري لافت.

*****************************

قصة قصيرة.. كافيه الحمام

نضال القاضي

في حقيبتي، حقيبة جلد أخرى صغيرة بحجم كتاب جيب عثرتُ عليه مرّة في إحدى “بسطيات” الكتب التي تفترش الأرصفة في شارع المتنبي ,كان اول كتاب اقتنيه من سلسلة طويلة فيما بعد لتعلم اللغة البرتغالية. طبعة الكتاب قديمة و بورق اسمر خشن قليلا وفيما أنا أقلّب صفحاته اكتشفت أنّ يدا غير يدي لم تفتحه فطيات أوراقه كانت ماتزال ملتصقة ببعضها احتاجت الى مشرط رقيق لفصلها وكنت كلما قلبت صفحة منه انكسرت او انثلمت قليلا فيقفز قلبي معها. وفي ذات ظهيرة بدَتْ مثل شمس أخرى أسفل الشمس الأمّ التي راحت تسفح ألوانها حزمة حزمة مثل بكاء غزير بمناديل ملوّنة خلف نافذة واسعة زجاجها مضلّع، في تلك الظهيرة من الشمس الأخرى وانا جالسة بعد مضيّ أكثر من عشرة أعوام على وقوفي أمام تلك “البسطية “، وفي المحطة الرئيسية لنقل المسافرين بانتظارالحافلة التي كانت ستقلني من برازيليا الى سانباولو  خطر لي ان اخرج الكتاب من حافظته الجلدية حيث أخبّئه وكل حطام رقاقاته خوف أن يتعرّض الى هدر اكبر، ثم جعلت أنفخ اوراقه بنَفَس ٍرفيق لتنقلب مثل جذع شجرة طاعنة امتصت النمال روحها كلها حتى ابعد تجويف فيها.. فجأة امتدت يد امرأة وجعلت تحيد نَفَسي عن الكتاب وهي تقول: ارجوك ِ.. سيموت !.ثم أخرجتْ من حقيبتها قصاصات صغيرة جدا لاصقة فاقعة الصفرة وراحت تناولني إياها: 

   - اكتبي ملاحظاتك هنا كلما وددت القراءة أوالتعليق ! 

تناولت القصاصات بامتنان وانا أحرك كرسيّا فارغا قبالتي باتجاهها من دون أن أرفع نظري عن كتاب ضخم كانت تسنده الى صدرها بإحدى يديها بقوة فيما حطّت يدها الأخرى بخفّة على الكرسيّ مثل طائر واهن وعيناها تحلّقان بشرود صوب ساعة على الحائط المواجه،كنت أريد أن أقول لها شيئا..اشكرها مثلا.. أدعوها للجلوس لكنها قاطعتني قبل أن أتكلم:

 - سأعود بعد قليل ارجوك لاتدعي احدا يجلس هنا..ممكن!!

فأحنيت رأسي موافقة مع ابتسامة : بالتأكيد!

مرّ زهاء الساعتين ولم تعد السيدة.أزعجتني نادلة “الكافيه” وهي تمشي بممسحتها على البلاط وتطرد جيئة وذهابا بضع حمامات نزلن من سقف بهو المحطة الشاهق الى حيث تناثرت فتات الخبز بين الموائد ,انزعجتُ اكثر حين وجدتها تبالغ في سلوكها فترفع المكنسة وتركض ضاحكة وراء الحمامات.. إذ ذاك هممتُ أفتّتُ قطعة خبز لينهال عليها بمرح حشد حمام جائع وقد ضجّ البهو بهديله وانا ازيد له بالفتات والنادلة تعاود بلا مبالاة طرده فقلت لها في قلبي: اذهبي الى الجحيم   إذن!.. وأخرجتُ رغيفا اخر لأفتّتهُ فيما ذهبتْ (إلى... ) اليها مثل ثلاث لآلئ ثلج بينما بقي الجحيم يستعر في قلبي وهي تواصل باستهتار طردها للحمام ,في تلك الآناء وصلتْ الحافلة وتهيّاتُ للنهوض وانا اعيد الكتاب الى حافظته ببطء واغلق عليه حقيبتي ببطء أشدّ متلفتة من حولي صوب الحمامات اللائي التهمن كل الفتات في تحدّ رائع للنادلة التي انسحبت تجرّ وراءها خيبتها وممسحتها. عندذاك قرّرتُ ان أنتظر لهنيهة فقد تصل السيدة في أيّة لحظة لكن.. عبثا..انتهت الهنيهة ولم يلح أيّ أثر لها.كنتُ آخر من ارتقى سلالم الحافلة وقد فرغت صالة الانتظار من المسافرين إلاّ من سيدة لم تصل ظلّت تفتت الخبز وحمام يلتم ويتفرق.

***************************

الصفحة الثانية عشر

في غضون أسبوع.. موصليون يجمعون 182 مليون دينار لمعالجة مريض

متابعة – طريق الشعب

تمكنت مجموعة من الشباب المتطوعين في مدينة الموصل، أخيرا من جمع نحو 182 مليون دينار عراقي، لشاب مصاب بالسرطان يحتاج إلى إجراء عملية زراعة نخاع العظم، في الخارج. وجُمِع المبلغ بعد أسبوع على وقوف المتطوعين، وهم أعضاء في اتحاد الطلبة بجامعة الموصل وعدد من طلبة كلية الهندسة، في الأماكن العامة بمركز المدينة وفي أرجاء الجامعة، ليعودوا حاملين صناديق وأكياسا ممتلئة بأموال جاد بها مواطنون خيرون وكرماء من أبناء المدينة. والمريض، وهو طالب في كلية الهندسة اسمه أحمد، كان قد ناشد زملاءه الطلبة إنقاذ حياته بعد أن اشتد فيه المرض، ما دفعهم والعشرات من الطلبة الآخرين، إلى إطلاق حملة كبيرة لجمع التبرعات. ووفقا لما نشره متطوعون في الحملة على صفحاتهم في مواقع التواصل الاجتماعي، فإن كلفة العملية الجراحية التي ستجرى لزميلهم، تبلغ 90 مليون دينار، لكنهم تمكنوا من جمع ضعف هذا المبلغ، مؤكدين أن المال المتبقي سيجري توزيعه على الفقراء والمحتاجين.

************

حققت مراكز متقدمة في تنس الطاولة.. نجلاء عماد تواجه الحياة بذراع واحدة

بغداد – وكالات

“مثل اي طفلة كنت في استقبال والدي اثناء عودته إلى بيتنا في مدينة بعقوبة، نهار أحد أيام نيسان 2008، عندما هز انفجار بعبوة ناسفة سيارته. فتعرضتُ لإصابات بالغة أدت الى بتر ساقَيّ الاثنتين وذراعي اليمنى”.. هذا ما ترويه الشابة نجلاء عماد عن الحادث المؤلم الذي تعرضت له وهي في الثالثة من العمر، والذي غير مجرى حياتها بعد ذلك.

تقول نجلاء (17 عاما) في حديث صحفي، ان هذه الإعاقة زادتها إصرارا على التحدي وإثبات الذات وتحقيق النجاحات، منها مشاركتها في مسابقة تنس الطاولة في أولمبياد طوكيو للألعاب البارالمبية 2021، وتأهلها للمشاركة في بطولة كأس العالم المقبلة بهذه اللعبة.

حكايتها مع البنك بونك

تذكر نجلاء إن حكايتها مع تنس الطاولة بدأت عندما كان عمرها 10 سنوات. إذ تلقت هدية عبارة عن مضرب وكرة منضدة، من مدرب المنتخب العراقي حسام البياتي، الذي شجعها على دخول هذا المجال.

وتشير إلى أن “الأمر لم يكن سهلا. فقد كنت اتدرب بذراع واحدة، ثم جاءت مشاركتي الأولى في بطولة العراق لتنس الطاولة (فئة المعاقين)، ولعبت جالسة على كرسي مدولب، واستطعت إحراز المركز الأول رغم كوني أصغر المشاركات سنا. بعدها انضممت للمنتخب الوطني”.

وعن تحولها من الكرسي إلى اللعب وقوفا بأطراف صناعية، تقول نجلاء انه بعد مشاركتها في بطولة تايلند الدولية عام 2018 (فئة المعاقين)، وحصولها على المركز الثالث، قرر رئيس اتحاد تنس الطاولة للمعاقين سمير الكردي تحويلها إلى اللعب وقوفا بأطراف صناعية.

وتضيف أنها دخلت “مستشفى ابن القف” في بغداد، المتخصص في العلاج التأهيلي والأطراف الصناعية، وبعد أخذ القياسات اللازمة رُكبت لها 3 أطراف، واصفة ذلك اليوم بأنه “أسعد أيام حياتي. حيث استطعت الوقوف من جديد”.

مشاركات دولية

شاركت نجلاء في بطولة برشلونة الدولية عام 2020 وحصلت على المركز الثالث. كما شاركت في الألعاب البارالمبية في طوكيو 2021، بعد فترة تحضيرية قصيرة لم تتجاوز الـ 40 يوما في بغداد، وكانت المتأهلة الوحيدة من العراق وأصغر المشاركات سنا. وشاركت ايضا في بطولة آسيا التي جرت في البحرين هذا العام، وحصلت على المركز الأول لفئة الشباب والثاني للمتقدمين. بينما نالت المركز الأول في بطولتين دوليتين أقيمتا في مصر والأردن.

وواجهت نجلاء لاعبات يفقنها خبرة وسنا. وهي حاليا في طور الاستعداد لأولمبياد باريس 2024، حيث تطمح إلى احراز المركز الأول فيه، كما تستعد للمشاركة في بطولة كأس العالم المقبلة بلعبة تنس الطاولة. إذ أبلغ الاتحاد الدولي لتنس الطاولة البارالمبي، أخيرا، الاتحاد العراقي للعبة بتأهل نجلاء لهذه البطولة، التي من المقرر أن تفتتح في 6 تشرين الثاني المقبل بمدينة غرناطة الإسبانية.

********

معاً لبناء بيت الحزب.. بيت الشعب

دعماً للحملة الوطنية لبناء مقر الحزب الشيوعي العراقي، تبرع الرفاق والأصدقاء:

-  الدكتور رياض البلداوي من السويد 2200 كرونة سويدية

- الرفيق انور قاسم ولي من السويد 1000 كرونة سويدية.

الشكر والتقدير للرفاق والأصدقاء على دعمهم واسنادهم حملة الحزب لبناء مقره المركزي في بغداد.

معاً حتى يكتمل بناء بيت الشيوعيين.. بيت العراقيين.

***********

بابل.. 10 مليارات دينار لتحويل “القصر” إلى متحف

الحلة – وكالات

أعلنت محافظة بابل، الأربعاء الماضي، تخصيص 10 مليارات دينار لتحويل القصر الرئاسي في المدينة الأثرية إلى متحف حضاري.

وقال النائب الأول للمحافظ، وسام أصلان، أن “المبلغ تم تخصيصه من ميزانية مشاريع بابل عاصمة التراث العالمي”، مضيفا في تصريح صحفي: “نحن الآن في مرحلة معالجة بعض القضايا الفنية، بعد أن رفضت وزارة التخطيط أن يكون تصميم وتنفيذ المشروع في سلة واحدة”.

وأشار أصلان إلى أن “المحافظة في طور إعداد الوثائق الخاصة بالتصاميم من أجل إعلان المشروع، ومن ثم تنفيذه ضمن المنهجية التي تم إعدادها مسبقاً”.

وأكد أن “مشروع المتحف أصبح واقعاً بعد الموافقة على التخصيصات المالية، لكنه يحتاج إلى وقت، مراعاة لتعليمات وزارة التخطيط”، لافتا إلى أن “المتحف سيكون من المتاحف المتميزة”.

*********

شرطة ذي قار تعثر على 4 قطع أثرية

الناصرية – وكالات

عثرت شرطة حماية الآثار والتراث في ذي قار، الخميس الماضي على 4 قطع أثرية بمختلف الأحجام، تعود إلى عصور تاريخية قديمة. ووجدت الشرطة القطع متروكة في أحد المواقع الأثرية في قضاء الرفاعي شمالي المحافظة، وذلك خلال جولاتها التفتيشية في تلك المناطق. وقال بيان لقيادة الشرطة، أن القطع جرى تسليمها بشكل رسمي إلى متحف الناصرية الحضاري، مؤكدا أن قسم حماية الآثار والتراث يواصل جولاته التفتيشية وتسيير دورياته في المواقع الأثرية، من أجل حمايتها.

************

سعد سلوم يفوز بـ «جائزة ابن رشد» للفكر الحر

متابعة – طريق الشعب

منحت “مؤسسة ابن رشد للفكر الحر” في برلين جائزتها لهذا العام 2022 ، الى الأكاديمي والخبير في شؤون التنوع الديني د. سعد سلوم ومؤسسته “مسارات”.

وتمنح المؤسسة الالمانية جائزتها السنوية هذه، منذ العام 1998، إلى من يقومون “بدور في دعم ونشر الفكر الديمقراطي الحر والديمقراطية والإبداع في البلاد العربية”. وقد ساهم سلوم فكريا عبر “مؤسسة مسارات للتنمية الثقافية والإعلامية”، في تعزيز الحريات الدينية وحمايتها، ومقاومة النزعة الطائفية والتمييز بين المواطنين على أساس ديني، وفي دعم الاعتراف بالتنوع من أجل بناء مجتمع يسوده السلم الاجتماعي. وهذه هي المرة الأولى التي تمنح فيها “جائزة ابن رشد” لشخصية ثقافية ومؤسسة عراقيتين، بعد أن منحت لشخصيات عربية بارزة في مجالات الفكر والثقافة، أمثال: محمد أركون، محمد عابد الجابري، نصر حامد أبو زيد، سمير أمين، محمود أمين العالِم، صنع الله ابراهيم، وراشد الغنوشي وغيرهم.

و”مسارات” بمقرها في بغداد، مؤسسة غير ربحية مسجلة في العراق ومعنية بدراسة شؤون الأقليات والذاكرة الجماعية وحوار الأديان. وقد صدرت عنها في العام 2005 مجلة متخصصة في دراسة التعددية الثقافية في العراق والعالم العربي.

وتنشر “مسارات” باستمرار دراسات متخصصة في مجال التعددية الدينية. وقد انتجت مجموعة أفلام وثائقية تتناول حقوق الأقليات والحريات العامة. وكان لها أيضا دور فاعل وقيادي في مبادرات مدنية عديدة، منها تأسيس “المجلس العراقي لحوار الأديان” عام 2013، و”مركز مواجهة خطابات الكراهية”، وغير ذلك من المبادرات.

أما د. سعد سلوم، المنسق العام لـ “مسارات”، فهو أستاذ العلاقات الدولية في كلية العلوم السياسية في الجامعة المستنصرية. وكان قد أصدر 18 كتابا باللغة العربية عن التنوع الديني والاثني واللغوي في العراق، وأخرى باللغة الانكليزية. كما تُرجم بعض أعماله إلى الفرنسية والإيطالية والهولندية.

ويعد سلوم من المدافعين عن الأقليات الاثنية والدينية. وقد حرص على عكس أفكاره في عمل “مسارات” ومجلتها الثقافية التي يرأس تحريرها، ومن خلال مؤلفاته المختلفة. وهو يشدد على رتق الصلة بين حركة العدالة الاجتماعية والمساواة العرقية والدينية، وتعزيز ثقافة التنوع ومفهوم المواطنة الذي يقوم كليًا على المساواة الكاملة غير المشروطة، وأيضا على النضال في سبيل الاعتراف بالأقليات الدينية غير المعترف بها رسميا.

وسبق لسلوم ان فاز في سنة 2018 بـ “جائزة كامل شياع” لثقافة التنوير، التي يمنحها مهرجان “طريق الشعب”، وذلك تقديرا لمجمل عمله الفكري. كما فاز بـ “جائزة ستيفانوس ألاينس انترنشِنال” لعام 2018 في أوسلو – النرويج، اعترافا بجهوده في الدفاع عن حرية الدين والمعتقد في العراق والشرق الأوسط. وفاز أيضا بجائزة البطريركية الكلدانية لعام 2019 عن كتابه “المسيحيون في العراق: التاريخ الشامل والتحديات الحالية”.

ومن المقرر أن يتسلم سلوم جائزة مؤسسة ابي رشد أوائل تشرين الأول المقبل في برلين.