اخر الاخبار

الصفحة الأولى

الحزب الشيوعي العراقي: الرجوع إلى إرادة العراقيين.. كفيل بنزع فتيل الأزمة

يشتد بنا القلق ونحن نتابع التطورات السياسية والميدانية الأخيرة، وتداعياتها الخطيرة التي قد تجرّ البلاد إلى ما لا تحمد عقباه.

وتتحمل القوى التي تعلن تمسكها بنهج المحاصصة الطائفية والإثنية، مسؤولية هذه التطورات، علما ان الإصرار على النهج الفاشل ذاته، المرفوض شعبياً، لن يجلب للعراق سوى المزيد من الويلات.

ومن منطلق الحرص على مسار البناء الديمقراطي والسلم الأهلي في البلد، نشدد على حق التظاهر السلمي وحرية التعبير، مع الحفاظ على الأرواح والممتلكات العامة والخاصة، وهذا يقع ضمن مسؤولية الحكومة، حتى وأن كانت حكومة تصريف أمور يومية.

واصبح واضحاً، ان مجلس النواب، بتركيبته الحالية، عاجز عن إدارة الأزمة المستفحلة والشاملة ومعالجة تراكماتها.

لذا، فإن أولى خطوات نزع فتيل الأزمة، هي التخلي عن التزمّت بالمواقف والتمسك بالمصالح الضيقة، والكف عن الارتهان لقوى خارجية، والتوجه بدل ذلك نحو إجراء انتخابات مبكرة، حرة ونزيهة، يكون القول الفصل فيها للشعب ولإرادته الحقيقية.

وإن حكومة مستقلة فعلاً، تضم شخصيات وطنية كفوءة ونزيهة، وتحظى بقبول سياسي وشعبي، تشكل قبل أن يحل مجلس النواب نفسه، أو تكليف حكومة تصريف الأمور اليومية – مع إجراء التعديلات عليها؛ يمكن أن تشق الطريق نحو إجراء الانتخابات المبكرة، التي يجب أن تقام في ظرف (سنة واحدة) كأقصى مدة من الآن، من دون مماطلة وتسويف.

كما أن المحكمة الاتحادية العليا، مدعوة لمراجعة تفسيراتها بشأن “الكتلة الأكبر”، وآلية انعقاد جلسة انتخاب رئيس الجمهورية، وحماية النظام الديمقراطي من كل تشويه يلحق به.

ومن اجل ان تعكس الانتخابات، ارادة العراقيين، لابد من تتوفر بها شروط منها:

  1. تشريع قانون انتخابات عادل، قبل حلّ المجلس، يضمن التمثيل الحقيقي لإرادة الناخبين، وهذا لن يكون ممكناً ما لم يُفسح المجال واسعاً أمام مشاركة القوى الوطنية والمختصين والمنظمات المعنية في صياغة القانون، تحت إشراف بعثة الأمم المتحدة.
  2. تشكيل مفوضية انتخابات مستقلة حقاً وغير خاضعة للمحاصصة، سواء في مجلسها أم في بنيتها الإدارية.
  3. تطبيق تام لقانون الأحزاب، ومنع أية كتلة سياسية لا تفصح عن مصادر تمويلها من المشاركة في الانتخابات.
  4. الحد من استخدام المال السياسي في التأثير على نتائج الانتخابات، عبر وضع آلية إنفاق واضحة للدعايات الانتخابية، ومساءلة المخالفين.
  5. حظر المليشيات والأحزاب التي تملك جماعات مسلحة من المساهمة الانتخابات، تطبيقاً للقانون.
  6. ضمان الإشراف الدولي والمحلي على إجراء الانتخابات، من أجل تأمين كل مستلزمات نزاهتها.

ندرك جيداً أن الانتخابات وحدها، لا تمثل حلاً للأزمة البنيوية الشاملة، من دون أن تعقبها خطوات جدية وإجراءات ملموسة تعيد العملية السياسية إلى مسار بناء دولة المؤسسات والقانون والمواطنة. وأن أية حلول مؤقتة أو ترقيعية، لن تؤدي إلا إلى تفاقم الوضع المأساوي الذي يعيشه بلدنا في الوقت الراهن.

العراقيون يستحقون حياة أفضل، ولهذا هم الأحق في صناعة مستقبلهم، في وطن حر ومزدهر، خال من الطائفية السياسية والفساد، وبناء دولة مدنية ديمقراطية وحدها القادرة على حفظ كرامتهم ومصالحهم.

إننا نشارك أبناء شعبنا تطلعاتهم تلك، ونهيب بكل القوى المدنية الديمقراطية وقوى التغيير الوطنية، بتوحيد جهودها والعمل على بناء البديل السياسي القادر على تحقيق مشروع التغيير الشامل.

إن ذلك مسعانا.. وهو المسعى الأسمى والأشد إلحاحا.

اللجنة المركزية

للحزب الشيوعي العراقي

30 تموز 2022

************

تصعيد خطير وتراجع في اللحظات الأخيرة.. المتظاهرون يبدأون اعتصاما مفتوحا داخل البرلمان

بغداد – طريق الشعب

خلال 72 ساعة كانت مليئة بالأحداث والمواقف السياسية، اقتحم المتظاهرون مرتين مبنى البرلمان بعد توتر شهدته العاصمة وانتشار أمني رافقه تصعيد في خطاب القوى المتنفذة برغم التحذيرات من الوصول الى ما لا تحمد عقباه. وفي ساعات مبكرة من صباح يوم أمس توجه أنصار التيار الصدري إلى المنطقة الخضراء ليقوموا باقتحام مبنى البرلمان والاعتصام فيه، بعد استنفار مسبق وقطع لشوارع وجسور حيوية مؤدية إلى جانب الكرخ.

حشود تتوجه إلى الخضراء

ورصدت “طريق الشعب” منذ الصباح الباكر توجه اعداد كبيرة من اتباع زعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر وهم يسيرون وسط انتشار أمني مكثف صوب المنطقة الخضراء.

وفي الليلة التي سبقت دخول البرلمان، اقدمت مجاميع من المتظاهرين على اقتحام مباني مقرات لحزب الدعوة وتيار الحكمة في بغداد، ما زاد المشهد تعقيدا.

وبعد ساعات من دخول المتظاهرين بناية البرلمان جرى الاعلان عن وقوع بعض المصابين داخل المنطقة الخضراء، نتيجة صدامات لم يكشف عن تفاصيلها.

ووجه رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، القوات الأمنية بحماية المتظاهرين الذين دعاهم إلى التزام السلمية في حراكهم، وعدم التصعيد، والالتزام بتوجيهات القوات الأمنية التي هدفها حمايتهم، وحماية المؤسسات الرسمية.

تصعيد خطير

وشهدت الساحة السياسية تصعيدا خطيرا وتلويحا بالمواجهات بعد بيان أصدره الاطار التنسيقي دعا فيه جماهيره الى التظاهر لـ”الدفاع عن الدولة ومؤسساتها”، لكن سرعان ما تراجع عنه وأبدى استعداده إلى الحوار.

وبادر قادة في الاطار التنسيقي كحيدر العبادي وعمار الحكيم وهادي العامري الى اصدار بيانات دعت إلى “الحوار والاتفاق وتغليب لغة العقل وتغليب المصلحة الوطنية على الخلافات” على حد قولهم، فيما خاطب العامري السيد مقتدى الصدر بشكل مباشر ودعاه إلى “الحوار الجاد”.

وردّ صالح محمد العراقي المعروف بوزير الصدر، على دعوة الاطار التنسيقي لجماهيره بالتظاهر.

وقال في تغريدة: “أن تفجير المسيّرات هو من يكسر هيبة الدولة وليس حماية المؤسسات من الفساد كسراً لهيبة الدولة. إن زعزعة الأمن الطائفي في كردستان والأنبار كسر لهيبة الدولة”.

وحذر العراقي الإطار قائلا “إياكم والدعوة لزعزعة السلم الأهلي كما فعلتم في اعتصاماتكم ضد (الانتخابات الحالية المزورة) كما تدّعون”.

وأعلن الإطار التنسيقي تأجيل التظاهرات التي دعا لها ليشهد الموقف بعض التهدئة وسط مخاوف شعبية من بلوغ المتخاصمين مرحلة الصدام التي تهدد السلم المجتمعي.

وتعاطى الرأي العام مع التصعيد الذي جرى بانتقادات واسعة اكدت أن التمسك بالسلطة والاصرار على المضي بنفس نهج المحاصصة هو سبب الأزمة الفعلية وأن النظام السياسي بدأ يترنح نتيجة الفشل والفساد وعدم تلبية مطاليب الجماهير المشروعة.

دعوات للتهدئة

في المقابل، أصدر رئيس الجمهورية، برهم صالح، بيانا قال فيه: “إن الظرف الدقيق الذي يمر ببلدنا يستدعي من الجميع التزام التهدئة وتغليب لغة العقل والحوار. نؤكد الحاجة المُلحّة لعقد حوار وطني صادق وهادف لضمان حماية أمن واستقرار البلد”.

وبين أن “الحوار المطلوب بين الفرقاء السياسيين يجب أن يبحث في جذور الأزمة وذلك يستدعي عملا جادا نحو تصحيح المسارات ورفع الحيف والظلم ومحاربة الفساد، وترسيخ الدولة المقتدرة الحامية والخادمة لكل العراقيين، ولا خيار سوى ذلك” .

من جانبه، قرّر رئيس مجلس النواب، محمد الحلبوسي، تعليق جلسات البرلمان، فيما وجه دعوة إلى الكاظمي.

وقال الحلبوسي في بيان له: “يتحمَّل الجميع النتائج على حدٍّ سواء، مهما كانت وإلى أيِّ اتجاه ذهبت، إن الاختلاف في وجهات النظر حالة طبيعية ومهما بلغت ذروته فالحوار هو الحل”.

وتابع: “من منطلق المسؤولية الوطنية والسياسية والوظيفية، تقرَّر: أولاً: تعليق عقد جلسات مجلس النواب حتى إشعار آخر. ثانيا: أدعو القائد العام للقوات المسلحة إلى اتخاذ التدابير اللازمة لحماية المؤسسات، وحماية المتظاهرين”.

وأضاف: “أدعو جميع القادة والكتل السياسية إلى لقاء وطني عاجل؛ لإنجاز حوار وطني تكون مخرجاته من أجل الوطن، وتغليب مصلحته على كل المصالح الحزبية والفئوية”.

من جانبها، دعت بعثة الأمم المتحدة في العراق إلى وقف التصعيد. وذكرت بيان لها: “أن التصعيد المستمر مقلق للغاية، وأن أصوات العقل والحكمة ضرورية لمنع المزيد من العنف وتشجيع جميع الجهات الفاعلة على وقف التصعيد لصالح جميع العراقيين”.

***********

راصد الطريق.. «نهضة بغداد».. مشروع للترقيع!

رغم مرور 18 شهرا على اطلاق امانة بغداد  حملة “نهضة بغداد” لتطوير احياء وازقة وشوارع العاصمة، فان المواطن لم يشهد أي تطور سوى اكساء بعض الشوارع وتبديل احجار الأرصفة “المقرنص”.

ومن يتجول في الشوارع يلاحظ وجود الأنقاض وبطء العمل، كما يشاهد رفع الحجر المقرنص من بعض الشوارع رغم انه في حالة جيدة، الى جانب اهمال مناطق هي في أمس الحاجة الى تبليط شوارعها وتأهيل ارصفتها.

ومؤكد ان متابع المشهد الخدمي في بغداد يستطيع تشخيص مواطن الخلل واسباب معاناة المواطنين، بعيدا عن هذه الإجراءات الترقيعية.

وفي اعتقادنا ان مضي 18 شهرا على اطلاق المشروع دون ايّ انجاز يذكر، الا في بعض الأماكن، يفرض اتخاذ موقف جاد من جانب المؤسسات التنفيذية والرقابية للوقوف على الخلل وما وراءه، خاصة وان الأموال التي صرفت على هذا المشروع ليست بالقليلة.

ولنا ان نسأل المسؤولين عن الدوائر الخدمية في بغداد: هل أصبحت دوائركم غير قادرة على تقديم ابسط الخدمات، بجانب عجزها عن متابعة المشاريع المنفذة من قبل المقاولين!

أم ان هناك عائق اكبر كما يقول البعض؟!

**************

الصفحة الثانية

اتلاف أطنان من المواد الغذائية التالفة في كربلاء

كربلاء ـ سليم كاظم

كشف مدير شعبة الرقابة الصحية في قسم الصحة العامة بدائرة صحة كربلاء المُقدسة، الدكتور كرار جواد العباسي، امس السبت، عن قيام الفرق الرقابة الصحية في قسم الصحة العامة، ونظيراتها في القطاعات الصحية (المركز ، الحر ، الحسينية ، الهندية) وضمن خطتها الاستباقية المُعدة لزيارة عاشوراء المرتقبة، بجولات تفتيشية للتحري عن المواد الغذائية غير الصالحة للاستهلاك البشري، فيما تمَكنت من ضبط وإتلاف قرابة ( 3 ) أطنان من المواد الغذائية الصلبة، و( 2500 ) لتر من المواد السائلة”، عازياً سبب إتلافها لانتهاء مدة صلاحيتها وسوء خزنها.

وشدد العباسي على ضرورة الالتزام بالإرشادات التوعوية والتثقيفية الصادرة من الجهات الصحية لتجنب الإصابة بالأمراض الانتقالية (فيروس كُورونا، الكوليرا والحمى النزفية)، مشيرا الى ان الحملات أسفرت عن غلق (13) محلاً، وفرض غراماتٍ ماليةٍ على (32) محلاً مُخالفاً للشروط الصحية.

 *************************************

عقدته ثلاث منظمات في بغداد.. مؤتمر نسائي يستذكر ويناقش جريمة الإبادة الجماعية بحق الايزيديين

بغداد- رقية مجيد

بالتزامن مع الذكرى الثامنة لحدوث الإبادة الجماعية بحق الايزيديين، عقدت ثلاث منظمات “منظمة رابطة المرأة العراقية، حركة حرية المرأة الايزيدية، تجمع النساء المدنيات في العراق”، أمس السبت، “المؤتمر النسائي العراقي الدولي” لاستذكار الجريمة البشعة التي ارتكبها داعش المجرم بحق النساء الايزديات.

جهد نسوي للتذكير بالجريمة

واحتضن فندق بغداد المؤتمر الذي اقيم تحت شعار “بإرادة النساء نتحدى الإبادة الجماعية”، فيما شهد حضورا لافتا من الناشطات والمدنيات ومنظمات المجتمع المدني والأكاديميات اللائي توافدن من جميع المحافظات بالإضافة الى ضيوف، قدموا من دول عربية وأوروبية.

وقالت الناشطة بشرى أبو العيس، في كلمة القتها خلال المؤتمر، إن “هذا التجمع النسائي المهم يتزامن مع الذكرى الثامنة على حدوث الإبادة الجماعية بحق الايزيديين في العراق، حيث قتل وخطف تنظيم داعش الإرهابي الآلاف من الايزيديات والايزيديين من مناطق محافظة نينوى خلال اجتياحه المحافظة وأجزاء أخرى من كردستان العراق عام 2014”.

وأضافت أبو العيس: أن “التقارير الدولية المعلنة تؤكد ان داعش المجرم ما زال يحتجز الاف النساء والفتيات كرهائن، وينتهك حقوقهن ويسلب حرياتهن وحياتهن، مضيفة “لقد عوملت العديد من النساء والفتيات الايزيديات على انهن من الممتلكات الشخصية للمقاتلين الارهابيين، واجبرن على القيام بالمهام المنزلية والخدمات الجنسية، وتم حرمانهن من الطعام الكافي والشراب. اما بالنسبة للأطفال الصغار المحتجزين مع امهاتهم، كانوا يضربون من قبل مالكيهم من عناصر داعش، وتعرضوا لنفس الظروف المعيشية السيئة التي تعرضت لها امهاتهم”. وبينت المتحدثة، انه “في السنوات القليلة الماضية، شهد العراق موجة خطرة من الكراهية والعداء والتعصب القائم على الهوية في جميع انحاء العالم، ردا على هروب اللاجئين والمهاجرين الى أوروبا”، مختتمة كلمتها بالقول: “علينا ان نبذل المزيد من الجهود لبناء مجتمعات قادرة على مقاومة الإبادة الجماعية وغيرها من الجرائم، ويمكنها تجاوز فترات التوتر، لنصل إلى حماية كافة الأقليات والنساء بالشرق الأوسط والعالم، وتوفير الرعاية النفسية والاجتماعية والمادية لضحايا العنف والابادة، وحتى نصل لهذه النتيجة من التغيير وتحقيق الحماية”.

دعم نسائي للايزيديات

من جانبها، قالت سهيلة الاعسم، نائب رئيسة رابطة المرأة العراقية، إن “هذا المؤتمر يهدف إلى الوقوف مع النساء الايزيديات وتشجيعهن وتقويتهن أمام ما حصل لهن من عنف”.

وأكدت الاعسم لـ”طريق الشعب”، ان “الايزيديات اكثر المتضررات من الهجوم الداعشي الإرهابي. ومن خلال هذا المؤتمر، طرحت بحوث خاصة لنساء ايزيديات وأخريات اكاديميات وباحثات مجتمعيات”.

وزادت أن النساء في المجتمع العراقي “يواجهن معاناة مريرة نتيجة الحروب والظلم والاستهانة. وأن المرأة هي الأكثر ضررا في هذه الحروب، فنحن في هذا اليوم نستذكر ونتحدى العنف الذي واجهته المرأة العراقية وبالأخص المرأة الايزيدية”.

بحثا عن قوانين منصفة

بدورها، تحدثت ليلى قاسم، منسقة حركة المرأة الحرة، عضو اللجنة التحضيرية للمؤتمر الدولي للنساء العراقيات، عن أهداف المؤتمر ووجهة نظرها، قائلة لـ”طريق الشعب”: “لقد عقدنا المؤتمر استنكارا للإبادة الجماعية التي تعرض لها المجتمع الايزيدي. ان هذه الإبادة كانت مفجعة ومتوحشة خاصة في هذا العصر الذي يسمى بعصر الديمقراطية والحرية والمساواة”.

وعدت قاسم هذا المؤتمر بأنه “خطوة بدائية لوضع قوانين خاصة للدفاع عن حقوق أي انسان عراقي”، مضيفة “يجب ان نحمي انفسنا ونتكاتف ونتوحد معا لكي لا تتعرض أي امرأة من المجتمع الى نفس الإبادة، فنحن وجعنا واحد ودواؤنا واحد أيضا”. 

 *********************************

في عيد الصحافة  الشيوعية العراقية.. يتجددُ الأملُ والتحدي *

الصديقات والأصدقاء ... الرفيقات والرفاق

يتجددُ اليوم الاحتفالُ بذكرى صدور اول جريدة شيوعية في العراق، ومعه يتجددُ الأملُ والتحدي معاً، لمواصلةِ مسير أولئك الأوائل الذين وضعوا اللَبِنَات الأولى، وبفضلهِم نَصلُ إلى الذكرى السابعةِ والثمانين لعيدِ صحافتِنا الشيوعيّةِ العراقية.

لقد استمرتْ صحافةُ الحزب الشيوعي العراقي مُنذُ تموز عام 1935 بتنوّعِ وسائلِها، في تبنّي قضايا العراق وشعبهِ بكافةِ ألوانِهما. وكان لها دورُها في الدفاع عن كادحيهِ وطبقتهِ العاملة وفلاحيهِ ومثقفيهِ ونسائهِ وطلبتهِ وشبيبته. لهذا تعرضتْ وتتعرضُ إلى التضييق خلال مسيرتِها النضاليّة. وعندما نقولُ إنّ في الذكرى أملاً وتحدياً، فإنّنا نعني تواصلَ واستمراريةَ صحافِة حزبِنا وإعلامه، برغم كلّ المعوقاتِ الماليّة والبشرية والسياسيّة، والسعي من دون كللٍ لجعْلها وسائلَ إعلامٍ للجماهير المتطلعةِ نحو التغييرِ الشامل المنشود، وصولاً إلى العراقِ الحرِ والشعبِ السعيد.

الأعزاءُ جميعاً

يمرُّ بلدُنا اليومَ بمرحلةٍ غايةً في التعقيدِ والخطورة، جرّاء تزمّتِ قوى المحاصصةِ الفاسدة وإصرارِها على مواصلة العمل وفق النهج الفاشل، الذي ترفضُهُ الجماهيرُ والقوى المدنية والديمقراطية وحراكاتُ تشرين. فهم يعرفونَ جيداً أنّ أيَّ تغييرٍ لمنظومةِ الحكم الفاسدة، يعني فقدانَهم لمصالحِهِم ونفوذِهِم، وتوفيرِ إمكانيّة فعلية لمساءلتِهِم، وفقا للقانون.

فبعدَ مرورِ 9 أشهر على الانتخابات، التي أُعيدَ فيها عموماً إنتاج القوى ذاتِها، التي انتفضتْ الجماهيرُ ضدها، لم يتمكنْ المتنفذون من العودةِ إلى طريقتِهِم السابقة في الحكم. وهذا يُؤكدُ حقيقةَ أنّ العمليةَ السياسية لم تعدْ كما كانت قبل انتفاضةِ تشرين العظيمة، التي طرحت مهمةَ الإصلاحِ والتغيير، وألهمتْ الجماهيرَ الطامحة للعيشِ الكريم، وحفّزتْها على رفضِ الحكم بالطريقةِ السابقة نفسِها.

إن السيرَ على طريقِ التغييرِ الشامل يُوجبُ مواصلةَ الجهودِ لتوحيدِ نشاطِ وعمل القوى المتضررة، المعارضةِ لمنظومةِ المحاصصة وحكمِها الفاشل، عبر مختلفِ الفعاليات السياسيةِ والشعبية الرامية الى تنشيطِ الحراك الاحتجاجي الفاعل، واللجوءِ إلى الطرق الدستوريةِ السلمية في إعادةِ الانتخابات بعد اعادةِ النظرِ في منظومتِها، وبما يُؤهلُ قوى التغيير للتصدي للحكم، ومنعِ القوى الفاسدة والمليشيات من العودة إلى المشهدِ السياسي مجدداً. وهذا يتطلبُ نضالاً سياسياً وجماهيرياً واسعاً. فمِن دونِ ذلك تبقى هذه القوى متسلطةً، وتظلُّ نتيجةُ حكمها معروفةً.

أيّها الاحبةُ

في ضوء هذه الأوضاعِ المعقدة يتوجبُ علينا، نحن الشيوعيين عموماً والعاملين في الصحافةِ الشيوعيةِ العراقية خصوصا، أنْ نسرّعَ الخطى لتطويرِ مؤسساتِنا الإعلامية كافة، لتكون فعلاً مؤسساتٍ جماهيريةً واسعة. وهذا يتطلبُ استثمارَ التطور التكنولوجي والعلمي في الدرجة الأولى. لكن الأساسَ في نشرِ خطابِنا السياسي والفكري يبقى من خلالِ الاتصالِ المباشر بالجماهير، وهو الخاصيّةُ التي لا تملكُها أيةُ وسيلة إعلام أخرى.

ومن هنا نجددُ التشديدَ على أنّ صحافتَنا الشيوعية بتنوّع وسائلها، ستبقى منبراً حراً ديمقراطياً، يواصلُ فتحَ أبوابهِ لمختلفِ الآراءِ الرصينةِ والبناءة: السياسية والفكرية والثقافية، بالإضافة إلى بقائِها منابرَ للتعبيرِ عن همومِ الناس وقضاياهم العادلة. وهذا ما توصلت إليه مداولاتُ المؤتمر الحادي عشر للحزب الشيوعي العراقي في كانون الأول 2021 

الحضورُ الكريم

اسمحوا لنا أنْ نقدمَ باسم لجنة الإعلام المركزي شكرَنا وتقديرَنا إلى جميعِ العاملين في مؤسساتِنا الإعلامية، وإلى كلّ من يدعمونَنا بالموقفِ، بالكلمة، بالمراسلة، بالمساهمة، بالرأي والتصويب، وأنْ نُعربَ عن الامتنانِ لكلِّ من عملوا أو تعاونوا معنا في السنواتِ السابقة، ساعينَ باستمرارٍ إلى قولِ كلمةِ إنصاف في حقِّ كلٍّ منهم، ومعتذرين إن تأخرنا في ذلك، فهم كُثَارٌ وكُثار جداً.

ويحقُّ لنا أخيرا، نحن العاملين في الصحافة الشيوعية العراقية، أنْ نفتخرَ بشهدائِها الأبطال، الذين جعلوا من أنفسِهِم وأرواحِهِم جِسْرا تعبُرُه هذهِ المسيرةُ العظيمة.

عاشت ذكرى تأسيس الصحافة الشيوعية العراقية

مجداً لشهدائِها الصحفيين الشيوعيين الأبرار

وقدُما إلى الأمام .. يُعمّر قلوبَنا الأملُ والتحدي

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

كلمة الحزب الشيوعي العراقي القتها في المناسبة عضو اللجنة المركزية للحزب الرفيقة دينا الطائي

 ********************************************

الاحتجاج يتصاعد.. مطالبات بتوفير فرص العمل والخدمات

بغداد ـ طريق الشعب

شهد عدد من المحافظات يوم الخميس الماضي، تظاهرات مطلبية رفعت شعارات توفير فرص العمل والخدمات، فيما نظم طلبة في كلية الطب البيطري بجامعة المثنى، وقفة احتجاجية أمام مبنى رئاسة الجامعة ضد قرار نقل كليتهم من المجمع الرئيسي إلى قضاء الرميثة.

ذي قار والبصرة

واغلق العشرات من خريجي المعاهد والكليات في محافظة ذي قار جسرا حيويا، للمطالبة بتوفير فرص العمل.

وقال مراسل “طريق الشعب”، إن العشرات من الخريجين في ذي قار، اقدموا على اغلاق جسر الزيتون وسط مدينة الناصرية (مركز المحافظة)، للمطالبة بتوفير فرص العمل.

وتظاهر العشرات من أهالي منطقة الجزيرة التابعة لقضاء شط العرب في البصرة، احتجاجا على شح المياه بالإضافة إلى قلة الخدمات، فيما طالبوا الحكومة المحلية بعدم مجاملة دائرة الماء وإيجاد الحلول السريعة.

وقال عدد من المتظاهرين: إن أزمة المياه المالحة قديمة لكنها متجددة ويعاني منها أهل البصرة منذ 4 سنوات وذلك بسبب قلة الإطلاقات المائية، التي تأتي من السدود والنواظم.

كما أشاروا إلى أنهم يطالبون بانشاء مركز صحي نموذجي ومستشفى متكامل ومدارس تتسع لأعداد الأطفال وخدمات أخرى يفتقر لها القضاء.

وأضافوا أنهم طالبوا المحافظ بإيجاد حل لهذه الأزمة، وعلى اثر طلبهم وجه مديرية ماء البصرة بربط جميع مشاريع ضخ الماء على القناة الإروائية كحل سريع وآني لهذه المشكلة، منوهين إلى أنهم يطالبون بحلول جذرية وحقيقية وليست مؤقتة من اجل مستقبل قضاء شط العرب.

المثنى وديالى

الى ذلك، نظم طلبة في كلية الطب البيطري بجامعة المثنى وقفة احتجاجية أمام مبنى رئاسة الجامعة ضد قرار نقل كليتهم من المجمع الرئيسي إلى قضاء الرميثة، مشيرين إلى أن أحد أسباب الرفض هو عدم وجود مستشفى بيطري في القضاء لأغراض التدريب والممارسة.

وقال عدد من المشاركين في الوقفة: إن أسباب اعتراضهم تعود إلى بعد المسافة بين مركز المحافظة والبناية الجديدة للكلية، فضلا عن تأثيرها على الطلبة من سكنة مناطق جنوب المحافظة من الجانب الاقتصادي وصعوبة الوصول بسبب مشاكل الطرق.

ونظم العشرات من خريجي المعاهد التقنية، الخميس، وقفة احتجاجية وسط بعقوبة في محافظة ديالى، مطالبين بتوفير فرص العمل.

وقال عضو تنسيقية خريجي المعاهد التقنية خضر محمد، ان العشرات من خريجي المعاهد التقنية نظموا وقفة احتجاجية امام مبنى محافظة ديالى، وسط بعقوبة، للمطالبة بحقوق شريحة مظلومة في ملف التعيينات الحكومية، وتخصيص نسب ثابتة في الدوائر والمؤسسات الحكومية واطلاق رابط عقود 1000 التي اقرها مجلس النواب مؤخرا.

واضاف، ان الوقفة الاحتجاجية تأتي من اجل الضغط على دوائر القرار الحكومي للاستجابة لمطالب خريجي المعاهد التقنية المشروعة.

 **************************************

الصفحة الثالثة

الصراع يحتدم والشارع يراقب.. لمَ الانتخابات المبكرة؟

بغداد ـ محمد التميمي

في ظل تفاقم الصراع الحالي بين القوى المتنفذة، الذي بدأ يأخذ مسارات أخرى بعيدا عن قبة البرلمان، ومع التطورات السريعة في المشهد السياسي ابتداء من اقتحام جماهير التيار الصدري لمبنى مجلس النواب، يطرح ناشطون وأحزاب مدنية خيار الانتخابات المبكرة، بوصفها أحد مداخل حل الازمة، وتجنب تطور الصراع غير محسوب العواقب.

تساؤلات عديدة

يقول الناشط البصري زين العابدين الخويلدي: ان “اول المتضررين من الصراع السياسي الحالي هو المواطن العراقي. والكتلة الصدرية حينما طالبت بأغلبية وطنية وعدم التوافق مع بعض الكتل وليست جميعها، ولم تنل ما طالبت به، كان من المفترض ان تتجه الى خيار المعارضة داخل البرلمان”.

وعن احتمالات حدوث صراع يشير الخويلدي في حديث لـ”طريق الشعب”، الى انه “من الممكن ان يؤدي التطور الراهن الى حدوث صدام اما بين الكتل السياسية المتناحرة وتكون انعكاساته على الشارع، او الى ثورة شعبية عارمة تستهدف تغيير المشهد السياسي”.

وبالنسبة لخيار الانتخابات المبكرة وما يتعلق بها، طرح الناشط مجموعة تساؤلات حول “من سيمرر قانون انتخابي جديد يتناسب مع المرحلة الراهنة لخوض هذا الاستحقاق والرؤى؟”، مردفا أن “القوى المدنية بتفرقها وانشقاقها بمختلف نوابها الذين يمثلون الخط المدني، ويصل عددهم الى 30 نائبا فهم حتى الان غير متفقين، وهناك تلكؤ واضح داخل البرلمان من قبلهم”.

وتابع قائلا: “لم نجد خطا واضحا وصريحا لتمثيل القوى المدنية داخل البرلمان الحالي، فكيف ممكن ان يكون لهم انعكاس مشابه لوضع الشارع والخط المدني”، مجددا التساؤل: “من سيمرر قانون يتطابق مع توجهات القوى المدنية التي تسعى للمشاركة في الانتخابات مستقبلا؟ وهل يا ترى وصلت الاحزاب المدنية الى نوع من النضج، تميّز معه بين برامجها وخطوطها، واستعدت لتكون بديلا سياسيا عن الطبقة الحالية؟ هذه التساؤلات يطرحها الشارع والمراقب، ونحتاج الى الوقوف عندها”.

ويؤمن الخويلدي “بالتغيير من خلال صناديق الاقتراع، ومع ان تكون هناك مشاركة واسعة من قبل القوى المدنية في الانتخابات المبكرة. وعلى امل ان يكون البديل المدني جاهزا وبتمثيل حقيقي وبرامج واضحة ومكتملة”، مضيفا انه “من المحتمل ان يطول نَفَس هذه الحكومة، وتذهب البوصلة باتجاه انتخابات مبكرة. وهنا يجب على القوى المدنية الاستعداد لهذا المخاض، واعادة الحسابات وتنظيم الاوراق والدخول الى الانتخابات بقوة. اما انتخابات مبكرة مثل التي سبقت وبمثل هذه الاجواء، فهي لا تفرز نتيجة مرضية للخط المدني”.

أسلم الحلول

أما الناشط البابلي زيد عبد الكريم، فيجد ان “الصراع القائم بين القوى السياسية ابتعد كثيراً على ان يكون صراعا لخدمة الناس وتلبية تطلعاتهم، وانحسر في التصارع على المصالح السياسية؛ فالجهة التي استقالت من البرلمان خرجت لأنها لم تستطع تشكيل حكومة بالضد من طرف معين، وبالتالي عادت اليوم لتعرقل عملية تشكيل الحكومة التي ذلك الطرف المصر على مبدأ المحاصصة والتوافقات السياسية، دون النظر لما يعانيه الشارع”.

وعن خطورة هذا الصراع أوضح عبد الكريم لـ “طريق الشعب”، ان “الانسداد السياسي الحالي خطر جداً وعواقبه وخيمة، ووارد جدا ان يحدث تصادم بين هذه القوى المتصارعة، التي تستخدم لغة السلاح لحل مشاكلها، بعيدا عن مصالح البلد والشعب” بحسب قوله.

وبين المتحدث ان “الدعوة لحل البرلمان واقامة انتخابات مبكرة بقانون انتخابي جديد، يعد من أسلم الحلول للخروج من هذه الازمة بدون خسائر وعواقب تضر بالمواطن بالدرجة الاساس؛ فالناس ايضا لا يثقون باي جهة تشكل الحكومة سواء كانت من الإطار ام التيار. والحل يكمن في التغيير الشامل للمنظومة السياسية الحالية”.

ويعتقد الناشط ان “البرلمان الحالي بقواه السياسية الحالية لن يحقق هذه المطالب دون اي ضغط شعبي؛ فالإطار التنسيقي بأقل من عدده الحالي في البرلمان وكان متشبثا بمناصبه ومصالحه، فما بالك الان بعد انسحاب الكتلة الصدرية، وأضحى يتولى زمام الأمور”.

ويحث المتحدث “القوى الموجودة داخل البرلمان ـ التي انبثقت من تشرين كأحزاب او نواب مستقلين ـ على التوحد والضغط من داخل البرلمان في ما يخص تغيير قانون الانتخابات والمفوضية واكمال استحقاقات اجراء هذه الانتخابات، وتحديد سقف زمني ومنع تأخيرها واخراجها من إطار كونها مبكرة، كما حدث مع انتخابات تشرين”.

خلق بديل سياسي

كذلك الحال بالنسبة للناشط حسن المياحي من ذي قار، الذي أكد ان “الصراع القائم بين القوى الشيعية على رئاسة الوزراء، هو صراع نفوذ لتقاسم الحصص والمغانم بين المتنفذين في السلطة، وليس صراعا من أجل بناء دولة، ونحن منذ العام 2003 لم يكن هناك اي برنامج حقيقي لبناء دولة كما يدعون”.

وشدد في حديث خص به “طريق الشعب”، على انه “لا حل الا بتكاتف القوى المدنية وكل القوى الطامحة للتغيير الحقيقي والفعلي. ويجب حل البرلمان كونه أصبح فاقدا للشرعية، خصوصاً ان نسبة المشاركة ضعيفة، وكذلك بعد انسحاب الكتلة الصدرية ذات المقاعد الاكثر عدداً، والدعوة لانتخابات مبكرة تكون هي أحد المخارج لمأزق العملية السياسية. وتبقى هذه الحكومة لتصريف الاعمال وتهيئ لإقامة الانتخابات”، معتقدا أنه “بغير هذا لا يمكن الحديث عن حلول”.

وعن امكانية ذهاب القوى السياسية المتنفذة الى انتخابات مبكرة قال: ان “الطموح للتغيير وحده لا يكفي، وبقاء هذا الانسداد السياسي يحتم علينا النزول الى الشارع. وساحات الاحتجاج هي فضاء واسع للنضال ليست حكرا على أي جهة، وبدون الضغط الشعبي، لن تتنازل هذه القوى عن مكاسبها التي نالتها بشق الانفس”.

وفي ختام حديثه، وجّه الناشط دعوة الى القوى المدنية “ان لا تكتفي بالدعوة الى الانتخابات، بل المشاركة فيها، والدفع باتجاه تغيير قانون الانتخابات الذي يعد مناطقيا، كذلك يجب على القوى التي تؤمن بالتغيير (الاحزاب الناشئة - القوى المستقلة) الموجودة في البرلمان ان يكون لها دور كبير في تغيير قانون الانتخاباب. ونتمنى ان تتظافر جهودهم للخلاص من منظومة المحاصصة التي جثمت على صدورنا منذ 2003 والى الان، وخلق بديل سياسي حقيقي، يكون ندا للقوى الحالية التي دمرت البلد”.

 **************************

في الذكرى السادسة لتظاهرات 31 تموز.. القوى الحاكمة أضاعت فرصة تاريخية في 2015

بغداد ـ طريق الشعب

تزامنا مع الذكرى السادسة لانطلاق تظاهرات 31 تموز 2015، التي طالبت بإنهاء نظام المحاصصة الطائفية ومكافحة الفساد واقامة الدولة المدنية الديمقراطية، قال محتجون وناشطون إن تلك الاحتجاجات كانت جرس انذار للقائمين على نظام المحاصصة والفساد من اجل تغيير النهج القائم، لكن هذه القوى المتنفذة لا تزال تصر على اطالة امد الازمة وتعمل بذات النهج الفاشل في إدارة البلاد.

خطوة متممة

ويقول الناشط المدني والصحفي المشارك في الاحتجاجات بسام السينمائي لـ”طريق الشعب”: ان “31 تموز كانت خطوة متممة لتظاهرات 25 شباط 2011”، مبينا ان “المشاركة الواسعة من قبل المواطنين في الاحتجاج كان جرس انذار للقوى المتنفذة لتغيير نهجها، لكنها لم تكترث بذلك”.

ويضيف ان القوى المتنفذة حاولت اختراق التظاهرات والاعتداء على المحتجين من خلال زج عناصرها وسط التظاهرات لافتعال الازمات مع القوى الوطنية”، مبينا ان المحتجين كانوا يدركون هذه الألاعيب ولم يتركوا فرصة لتلك القوى في إثارة الفوضى”.

ويزيد السينمائي قائلا: ان الخط الاحتجاجي الوطني عارض منذ البداية نظام المحاصصة، ما مهد الطريق امام وجود تيار اجتماعي معارض للنهج الفساد القائم، ويتطلع دائما للتغيير، مؤكدا ان الاتهامات والتخوين لأصحاب المطالب المشروعة هو الطريق الوحيد الذي سلكه المتنفذون، في الوقت الذي كان من المفترض تغيير النهج القائم الى اليوم”.

الالتفاف على المطالب

من جانبه، يقول الناشط المدني سيف مهدي لـ”طريق الشعب”، ان “القوى الماسكة بالسلطة حاولت الالتفاف على مطالب المتظاهرين من خلال اتخاذ عدد من الإجراءات التي سرعان ما تراجعت عنها، حال هفوت وتراجع المد الاحتجاجي”، مشيرا الى ان المتظاهرين حاولوا دعم رئيس الحكومة حينذاك لدفعه باتجاه اتخاذ خطوات إصلاحية”.

ويردف مهدي كلامه بان الحكومة “لم تكن قادرة على تلبية مطالب الناس لارتباطها بمنظومة ألفت الفساد، ما جعلها تظهر في مظهر العاجز وتدير ظهرها للجماهيري”، مؤكدا ان عدم استغلال تلك الفرصة عزز القطيعة بين المواطنين والمنظومة السياسية، فما تبع ذلك من احتجاجات شعبية ومقاطعة سياسية للانتخابات شكلت امتدادا لتلك التظاهرات”.

وعلل مهدي ما يحدث اليوم من انسداد سياسي بمحاولة القوى المتنفذة في ذلك الوقت تسويف مطالب الناس، واتخاذ إجراءات ترقيعية لم تسهم في معالجة أي شيء في بنية النظام السياسي، مستبعدا قيام القوى المتنفذة بتغيير نهجها، والابتعاد عن الفساد والمحاصصة”.

ديمومة الاحتجاج

اما الناشطة المدنية رؤى خلف، فتؤكد إن شعار الدولة المدنية تبلور بشكل كبير خلال الاحتجاجات الشعبية في 2015، ولاقى صدى كبيرا وترحيبا واسعا لدى اوساط شعبية.

وتضيف خلف، ان “حراك 2015 كان له دور كبير في ديمومة الحركة الاحتجاجية، رغم الترهيب والقمع والتشويه من قبل القوى المتنفذة”.

مؤكدة ان “القوى السياسية المتنفذة لم تعمل على الاستجابة للمطالب المشروعة، انما تمسكت بمصالحها على حساب مصلحة المواطنين. ولم تقدم على اية محاولة لإصلاح الخلل البنيوي في النظام، بل واصلت العمل بالمنهج ذاته”.

وتُشير الناشطة الى ان القوى المتنفذة حاولت العمل طوال السنوات الماضية على تفتيت المحتجين وزرع الفرقة بين صفوفهم عبر وسائل عديدة نجحت في بعضها وفشلت في اخرى، منوهة الى أن هدف تلك القوى هو ارعاب المحتجين، واجبارهم على التنازل عن مطالبهم.

وتبيّن ان “القوى الحاكمة لم يعد في استطاعتها السيطرة على الأوضاع في البلاد، نتيجة لفشل نهجها وتفاقم الازمات التي باتت تمثل خللا بنيويا في شكل النظام السياسي”، داعية القوى الاحتجاجية والحركات الناشئة الى خلق شكل تنظيمي، وتبني خطاب سياسي واضح وأهداف معلنة، مثل تطبيق العدالة الاجتماعية ومحاسبة الفاسدين، وتغيير نهج المحاصصة الطائفية كنظام وشخوص.

***************************** 

شريط الاخبار

سلف وخلف والحبل على الجرار!

أعلنت هيئة النزاهة الاتحادية، عن صدور أمري استقدام بحق محافظ بابل السابق، إثر مخالفات في مجزرة الحلة النموذجية التي كلفت 15 مليار دينار دون أن تدخل الخدمة رغم إنجازها قبل سبع سنوات، وكذلك لتكليفه أحد الموظفين مهام منصب مدير بلدية الحلة، خلافاً لشروط الوصف الوظيفي المعمول به. ومن جهة مكملة، حكمت محكمة جنايات بابل بالحبس الشديد لخمس سنوات بحق سلفه، محافظ بابل الأسبق، لإضراره عمداً بالمال العام بما يزيد على 14 مليار دينار، ولسبع سنوات أخرى بحق ذات المسؤول لإدانته بتهمة التزوير.

نجاحات مبهرة

عقدت وزارة التخطيط بالتعاون مع البنك الدولي، ورشة عمل لإعداد استراتيجية التخفيف من الفقر للسنوات الخمس المقبلة، وهي الإستراتيجية الثالثة التي تتبناها، بعد أن أدت سابقاتها، وبإعتراف المسؤولين عنها، الى زيادة معدلات الفقر لتشمل ثلث العراقيين. ودعا وزير التخطيط أثناء حضوره الورشة الى النظر بآليات شبكة الحماية والبطاقة التموينية، لتشمل الشرائح الاكثر فقراً، خاصة أن الفقر في العراق متعدد الابعاد، ويرتبط بالصحة والتعليم والدخل والسكن، على حد تعبير الوزير. فقراء العراق الذين أتعبهم ولع “أولي الأمر” بالمؤتمرات، يدركون بأن خلاص البلاد من أزماتها، مرتبط فقط بالخلاص من نظام المحاصصة الذي سبب هذه الكوارث.

طرق الموت في بلادي

لقي 12 شخصاً حتفهم، بينهم نساء وأطفال، جراء اصطدام حافلتهم بشاحنة على طريق رئيسي يربط بين مدينتي بغداد والحلة. وأوضحت مديرية المرور بأن سبب الحادث كان السرعة وقيام أحد السائقين بإستدارة خاطئة. وفيما أكدت وزارة الصحة قبل أيام أن العراق يتصدر دول العالم بعدد حوادث الطرق، وأن بغداد وبابل وذي قار وديالى، هي المحافظات الأكثر تضرراً، تشير المعطيات الى أن حكومات المحاصصة المتعاقبة، لم تقم الا بتعبيد 1800 كم فقط خلال عقد من الزمان، وإن ضحايا حوادث الطرق قد زادوا من 1210 الى 4863 قتيلا وعدد الجرحى من 3252 الى 9016 جريحا.

محاكمة تؤجل وصورة تشوه!

نفت عائلة الخبير الأمني والإستراتيجي المغدور هشام الهاشمي، تلقيها مبلغ ديّة مقابل التنازل عن دمه، معربة عن أسفها لتداول هذه الأنباء الكاذبة. وأكدت العائلة أنها (لن نتنازل عن دم الشهيد بمال الدنيا كلها)، مشيرة الى عدم وجود محام مكلف بالدفاع في القضية، كونها قضية رأي عام ويفترض على رئيس الوزراء شخصياً متابعتها مع القضاء. ويذكر أن محاكمة قاتل الهاشمي، والمعترف بجريمته، قد أُجلّت للمرة الرابعة على التوالي، فيما لم يتم إلقاء القبض على شركائه الذين إعترف عليهم، رغم تصريح رئيس الوزراء بأنه وفى بوعده ووضع قتلة الهاشمي وراء القضبان. 

************************************

الصفحة الرابعة

كارثة وشيكة تتربص بآلاف العوائل الريفية.. ذي قار تقترب من إعلان أهوارها «مناطق منكوبة»

بغداد – طريق الشعب

أعلنت مديرية بيئة محافظة ذي قار، اخيراً، أنها سوف تقوم خلال الفترة القادمة بالإعلان عن الأهوار كمناطق منكوبة بسبب مشكلة الجفاف. ويأتي هذا الاعلان بعد سلسلة طويلة من التحذيرات التي أطلقها ناشطون ومختصون بالتزامن مع وصول الجفاف إلى مناطق الأهوار، لكن ذلك لم يلق استجابة فاعلة من قبل الجهات المعنية. وخلافا لما كان متوقعا، زاد الوضع سوءا برغم أن العراق أعلن تمكنه قبل ست سنوات من وضع أهواره على لائحة التراث العالمي، لكنه اليوم يحاول الصمود من اجل الحفاظ على ديمومتها، وتنفيذ الشروط الدولية التي حددت بهذا الشأن.

مناطق منكوبة؟

وتفوق مساحة الأهوار 40 ألف كيلومتر مربع، وتمتد بين حدود العراق وإيران، إلا أن الجزء الأكبر منها داخل العراق، وتشكل حواجز جغرافية على تخوم مدن جنوبية كالناصرية والعمارة والبصرة.

ولم تعد الاهوار كما عُرفت سابقا بجمال طبيعتها وغزارة مياهها وتنوعها البيئي. فهذه المسطحات المائية العملاقة بدأت بالانحسار شيئا فشيئا وهجرها مئات الآلاف من سكانها.

وأكدت مديرية بيئة محافظة ذي قار، تحركها لإعلان الأهوار (مناطق منكوبة) بسبب مشكلة الجفاف.

وقال مدير بيئة ذي قار، كريم هادي محمد، إن «مساحات كبيرة في مناطق الأهوار تعرضت للجفاف نتيجة انخفاض مناسيب المياه في نهري دجلة والفرات اللذين يعتبران مصدراً رئيساً لتغذية مناطق الاهوار ما أثر بشكل كبير على الواقع الاقتصادي والاجتماعي لسكان مناطق الأهوار».

وأضاف، أن «سكان هذه المناطق يعتمدون في معيشتهم على صيد الاسماك وتربية الجاموس وهذه الحيوانات مرتبطة بوفرة من المياه، لذلك فإن قلة المياه والجفاف ستؤدي الى نفوقها مع الارتفاع الكبير في درجات الحرارة»، مبينا أنه «من خلال جولات كوادرنا البيئية في مناطق الاهوار قمنا بإعداد تقارير الى وزارة البيئة والجهات المعنية في المحافظة حول ما تتعرض له مناطق الاهوار من تدهور بيئي، وقبل اسبوعين عقد اجتماع طارئ للجنة الاهوار والاثار في محافظة ذي قار وبالاشتراك مع الجهات المعنية لمناقشة الواقع البيئي والاجتماعي فيها».

وبيّن أنه «سيتم اعلان مناطق الاهوار مناطق منكوبة قريباً لما تتعرض له من كوارث بيئية، لذلك نوصي بضرورة زيادة الاطلاقات المائية حفاظاً على مناطق الاهوار التي تلاقي اهتماماً عالمياً بعد ادراجها ضمن لائحة التراث العالمي».

سوء إدارة واضح

من جانبه، أفاد الناشط في محافظة ذي قار، أكرم الركابي، بأن سوء إدارة الموارد المائية أوصل الأهوار إلى هذا الحال المأساوي.

وقال الركابي لـ»طريق الشعب»، إن «الحكومة منذ سنوات طويلة عجزت عن إدارة ملف الموارد المائية والتعامل بطريقة جادة مع دول منابع وروافد نهري دجلة والفرات»، مضيفا «كان موقف العراق ضعيفا ولا يؤخذ به نتيجة الهشاشة الداخلية وعدم توجه النظام السياسي إلى حسم مثل هكذا قضايا كبيرة ومهمة، فلم يحصل العراق على الكميات المائية المخصصة له كاملة، كما أن هناك هدرا في ما يحصل عليه من مياه وسوءا في توزيعها».

وأكد المتحدث أن «معظم المشاريع الممولة من الدولة تنتهي بسبب الفساد، ما يجعل منها مشاريع وهمية. وإن أهالي الأهوار لا يتم إشراكهم بشكل إيجابي في إدارة المشاريع الخاصة بمناطقهم وتلبية احتياجاتهم»، مشيرا إلى أن «المحافظة كانت غنية جدا بأهوارها التي توفر مصدر رزق لعائلات كثيرة جدا، لكن الان الحياة بدأت تموت فيها ونوعية المياه المتبقية لا تساعد على عيش الحيوانات والأسماك ونمو الأعشاب والمزروعات».

عوائل مهددة

وفي الأثناء، حذرت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة «الفاو»، من كارثة وشيكة تستهدف 6 الاف اسرة ريفية في الاهوار التي تشهد انخفاضا كبيرا في المياه، الامر الذي سيدفع هؤلاء السكان لمغادرة اراضيهم التي استوطنوها منذ عقود طويلة، إلى الابد.

المنظمة التي جددت التزامها بـ»دعم المجتمعات المحلية وخاصة منتجي الجاموس في الأهوار العراقية»، كشفت عن وضع مأساوي يحيق بالمجتمعات الريفية المحلية التي شهدت تدهوراً حاداً، وخاصة مربي الجواميس الذين يعانون من انخفاض مستويات المياه غير المسبوقة في المناطق التي تهدد سبل عيشهم ووجودهم المجتمعي».

وأصبحت الأهوار واحدة من أفقر المناطق وأكثرها تضررا من تغير المناخ ونقص المياه، ما تسبب في آثار كارثية على سبل العيش لأكثر من 6000 أسرة ريفية، إذ أنهم فقدوا جواميسهم، وهي أصولهم الحية الفريدة، وفقاً لـ»فاو».

وبحسب المنظمة الدولية «يتزايد عدد مربي الجواميس الذين يغادرون هذه المناطق التي تتعرض لظروف بيئية معادية لهم ولحيواناتهم للعيش فيها، وقد نزح البعض لمناطق ومحافظات قريبة مثل الكوت والسماوة والنجف وكربلاء والشطرة حيث تتوفر المياه لهم ولحيواناتهم، فيما باع بعض مربي الجواميس حيواناتهم بأسعار منخفضة لشراء الأعلاف للحيوانات التي تم إنقاذها. وتحول آخرون إلى فرص أخرى لكسب الرزق لأنهم فقدوا أصولهم المعيشية، أي الجواميس التي تموت بشكل متزايد لأنها تعلق في طين المستنقعات عندما تحاول السباحة أو الوصول إلى قصب الرعي، بالإضافة إلى انخفاض إنتاج حليب الجاموس وانخفاض أسعار بيعهم وتدهور حالتهم الصحية بسبب نقص الغذاء في الأهوار».

ودعت المنظمة إلى «دعم عاجل ومتسق لمربي الجواميس، مثل توفير المياه وخزانات المياه والأعلاف والديزل للقوارب في الأهوار»، مؤكدة أنه «من دون تدخل سريع من الجهات الوطنية والدولية، سيتعين على المزارعين الذين عاشوا هناك لأجيال التخلي عن أراضيهم إلى الأبد»، فيما حثت على «تنفيذ استراتيجية متوسطة وطويلة المدى مع أنشطة مستدامة تظهر احتمالات جيدة لتقديم الإغاثة للمناطق ومربي الجواميس المتضررين حتى يتمكنوا من الاستمرار في العيش في هذه المناطق».

وطالبت بـ“تخصيص المزيد من الموارد  المالية من المانحين والمجتمع الدولي لمساعدة المجتمعات الضعيفة التي تأثرت بشدة من نقص مستوى  المياه وتغير المناخ في الأهوار العراقية ولمزيد من التعاون مع الحكومة العراقية والشركاء المحليين للحد من تأثير الأزمة”.

 ****************************

عوامل كثيرة تساهم في زيادتها من دون معالجات.. أرقام الطلاق تهدد المجتمع

بغداد ـ طريق الشعب

شهدت المحاكم خلال الأشهر الماضية ارتفاعا كبيرا في حالات الطلاق، التي سجلت نسبا قياسية جعلتها تتحول إلى ظاهرة خطرة.

ويقول مختصون ومراقبون إن أسبابا كثيرة تقف خلف تزايد حالات الطلاق، منها العوامل الاقتصادية والاجتماعية التي تلقي بظلالها على الازواج، فيما يؤكدون أن هذه الأسباب ليست الوحيدة، بل هناك عوامل أخرى مثل الاستخدام السيء لشبكات التواصل الاجتماعي، والخيانات الزوجية وغيرها.

الطلاق وتزايد مخاطره

ووفقا لإحصائيات مجلس القضاء الأعلى، فإن مطلع العام الحالي شهد تسجيل 200 حالة طلاق في اليوم الواحد، وفق أرقامٍ تقريبية.

وبحسب الأرقام التي أصدرها المجلس وطالعتها «طريق الشعب»، فإن هناك «5270 حالة طلاق في شهر أيار الماضي، فيما جاء شهر حزيران الذي تلاه بواقع 6330 حالة طلاق»، أي بمعدل زيادة 1060 حالة طلاق خلال شهر واحد.

وبفعل عوامل عديدة، تحول الطلاق منذ سنوات ماضية وحتى الان إلى ظاهرة خطرة على المجتمع، تنذر بمشاكل وتداعيات مستقبلية على العائلات وخصوصا الأطفال الذين يكونون ضحيته.

ويقول المحامي محمد عدنان، إن الطلاق هو إحدى الحالات الاجتماعية الموجودة لكن زيادة أرقامه في الوقت الحالي ترتبط بـ «قلة الوعي لدى الاهالي الذين يقدمون بتزويج بناتهم وابنائهم في سن صغيرة لا تؤهلهم إلى التفاهم وبالتالي تكون الكثير من هذه العلاقات الزوجية فاشلة ومنتهية مقدما. وهذا مرتبط بالجهل الذي يخيم على اعداد كبيرة من الناس». ويضيف عدنان خلال حديثه لـ»طريق الشعب»، أن «عدم توفر فرص العمل والتأثيرات التي يفرضها الوضع العام للبلاد، وعدم استطاعة المتزوج اعالة عائلته، هي عوامل تزيد من المشاكل الأسرية وتدفع نحو تهديم العلاقات الزوجية خصوصا وأن اغلبها علاقات هشة ومبنية على أساس غير متين، نتيجة للتسرع والجهل الذي اشرنا اليه».

من جانبه، يرى الحقوقي محمد جمعة، ان «التسرع بتزويج القاصرين ما زال أحد التقاليد الاجتماعية السائدة، وهو عادةً يحدد فترة قصيرة جدا للخطوبة، ومن ثم يتم الزواج بعد شهر أو أقل».

ويوضح جمعة لـ»طريق الشعب»، أن «القاصرين لا يتمتعون بخبرة حياتية، وعندما يواجهون صعوبات خلال فترة زواجهم يعجزون عن حلها، ويتجهون للسلوكيات العنيفة أو الخيانة وهذه خطوة أولى نحو الطلاق».

عوامل مساعدة

بدوره، يقول الباحث الاجتماعي الدكتور حسن العطافي، ان الاعلام غير الهادف والاستخدام السيء لمواقع التواصل الاجتماعي، وتصدير النماذج المؤثرة السيئة اصبحت تمثل أسبابا مهمة لتشجيع الخيانة الزوجية.

ويوضح العطافي لـ»طريق الشعب»، أن هناك «مشاريع غير تربوية يقوم الاعلام العراقي وحتى الدولي بعرضها كما بدأت بالفترات الاخيرة ممارسات شاذة تنشر على المنصات الالكترونية، مثل حفلات الطلاق التي تجريها بعض النساء وهذه ظاهرة خطرة وغير مرغوب فيها، فضلا عن ممارسات أخرى بنفس السوء لرجال انهوا علاقتهم الزوجية».

وبشأن الحلول اللازمة، يقول الباحث ان هناك الكثير من «الدراسات والبحوث تم تقديمها إلى الجهات المختصة لمعالجة هذه الظاهرة، لكنها لم تجد أي إذن صاغية أو جدية لا على المستوى الحكومي ولا المحلي، وكذلك الحال مع منظمات المجتمع المدني»، مشيرا إلى أن «للقضاء دورا مهما في الحد من هذه الظاهرة ويجب اعطاء دور ووقت أكبر للباحثين الاجتماعيين للمساهمة في رسم سياسة شاملة للحلول وهو أمر ممكن. ولا بد أيضا من فسح المجال امام المرشدين النفسيين واقامة الدورات الخاصة في الارشاد النفسي والتوعية للشباب المقبلين على الزواج».

من جهته، يقول محمد سعيد (طالب قانون) إن كثرة حالات الطلاق تعود إلى «سوء استخدام مواقع التواصل الاجتماعي والتعامل السلبي معها»، مضيفا أن «هناك استشارات خاطئة يتم تقديمها عبر هذه المنصات بخصوص العلاقات الزوجية، تلعب دورا سيئا وتساهم في زيادة حالات الطلاق او تشويه هذه العلاقات».

 ****************************

في نشاطات إعلامية ميدانية الشيوعيون يعرّفون بمواقف حزبهم السياسية

طريق الشعب – خاص

شكل عدد من منظمات الحزب الشيوعي العراقي في بغداد والمحافظات، الأيام الماضية، فرقا إعلامية جوالة قامت بتوزيع نسخ من جريدة “طريق الشعب” ومقالاتها الافتتاحية على المواطنين في الأماكن العامة، وذلك للتعريف بمواقف الحزب من الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية في البلد.

اللجنة المحلية للمثقفين في الحزب، نظمت جولة راجلة في شارع المتنبي، في سياق نشاطها الجماهيري المعتاد صباح كل يوم جمعة في هذا الشارع.

ووزعت اللجنة المحلية على الكثيرين من روّاد الشارع نسخا من “طريق الشعب”. وتبادلت معهم الحديث حول قضايا سياسية واقتصادية ومعيشية وثقافية مختلفة.

فريق آخر من اللجنة المحلية للمثقفين، تجول في منطقتي “البتاويين” و”السعدون”، ووزع على المواطنين وأصحاب المحال التجارية نسخا من البيانات الصادرة عن الحزب، والتي تبيّن موقفه من الراهن السياسي في البلد. 

وتبادل الفريق النقاشات مع مواطنين كثيرين حول الأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والخدمية في البلد. وقد أبدى المواطنون سخطهم واستياءهم من هذه الأزمات التي فاقمت كثيرا من معاناتهم.

وخلال الفعالية علّق الفريق لافتات تحمل أبرز المطالب الجماهيرية، وذلك في مناطق “ساحة النصر” و”الباب المعظم” و”الشورجة” و”شارع الشيخ عمر”.

منظمة الحزب في المنصور/ اللجنة المحلية في الكرخ الأولى، نظمت من جانبها جولة راجلة في منطقة الوشاش.

ووزعت المنظمة على الكثير من المواطنين وأصحاب المحال التجارية ورواد المقاهي الشعبية، نسخا من بيان صادر عن المكتب السياسي للحزب، عنوانه “لا خلاص من الأزمات إلا بالتغيير الشامل لمنهج الحكم”.

كذلك تجوّل فريق إعلامي من منظمة الحزب في الكاظمية/ اللجنة المحلية في الكرخ الأولى، في منطقة باب الدروازة وشارع المفيد وسط المدينة. ووزع على المواطنين نسخا كثيرة من البيان المذكور.  

 وفي سياق ذي صلة، نظمت اللجنة الأساسية للحزب في قضاء المسيب بمحافظة بابل، فريقا جوالا وزع على المواطنين في الشوارع والأسواق نسخا من البيانات السياسية الصادرة عن الحزب، والمنشورة في “طريق الشعب”.  وفي ناحية المشروع بمحافظة بابل، نظمت اللجنة الأساسية للحزب جولة راجلة، وزعت فيها على المواطنين نسخا من بيانات الحزب السياسية. بينما نظمت لجنة الشهيد حيدر القبطان الأساسية، جولة مماثلة في مدينة الحلة.

من جانب متصل، نظمت اللجنة الأساسية للحزب في الكوت، جولة راجلة في أسواق المدينة.

********************************

الصفحة الخامسة

ذوو الإعاقة في العراق.. لا القانون يضمن حقوقهم ولا الدولة ترعاهم!

متابعة – طريق الشعب

في ظل الحروب وحوادث السير المتواصلة والعمليات الإرهابية التي شهدها ويشهدها العراق، ارتفعت أعداد الأشخاص من ذوي الإعاقة ولا تزال ترتفع يوما بعد آخر.

ولا تؤمّن الحكومة العراقية الحد الأدنى من حقوق هؤلاء المواطنين، وأهمها رعايتهم صحيا ومعيشيا واقتصاديا، وتجهيز الشوارع والمباني والمؤسسات الحكومية بالوسائل التي تساعدهم على التحرك والتنقل، الأمر الذي يفاقم من مآسيهم.

وكان قد أصدر قانون رعاية ذوي الاعاقة والاحتياجات الخاصة رقم (38) لسنة 2013، ولكن بالرغم من ذلك لا يزال الأشخاص المعاقون يعانون غياب الرعاية من مختلف النواحي، وعدم توفر الوسائل التي تساعد على اندماجهم في المجتمع.

وخلال احتجاجات تشرين 2019، وما تخللها من قمع سلطوي للمتظاهرين السلميين، أصيب الكثيرون من الشباب بعاهات جسدية، ضمتهم الى جيش ذوي الاعاقة واقعدتهم على كراسي المعوقين.

5 ملايين معاق  

في العام الماضي أعلنت عضو مجلس النواب ماجدة التميمي أنّ “عدد الأشخاص ذوي الإعاقة في العراق يتجاوز 5 ملايين”، مشيرة في تصريح صحفي إلى أنّ “هذه الشريحة تواجه معاناة كبيرة ومعها عائلاتها، بسبب عدم توفر البيئة المناسبة التي تتيح لها العيش بكرامة”. وأضافت أنّ”الراتب المخصص للمعاقين قليل ولا يغطي أبسط احتياجاتهم”، لافتة إلى أنه لا يوجد اهتمام بتصميم الطرقات والمباني والمؤسسات بالشكل الذي يساعد على حركة ذوي الإعاقة.

وكان رئيس “تجمع المعوقين” في العراق موفق الخفاجي، قد ذكر في تصريح صحفي أن “الحكومة لم تقدم شيئاً لجيوش المعاقين على مدار السنوات الماضية، سوى ما نسبته 15 في المائة من استحقاقاتهم”، مبينا أن “الخدمات المقدمة لا تراعي خصوصية المعاق، ولا تمنحه فرصة للاندماج الاجتماعي، فضلا عن فرص العمل والورش الصحية التأهيلية وغيرها”.

إجراءات الحكومة لا ترحم!

أحمد محسن (52 عاماً)، كان قد أصيب بالشلل عام 2008 إثر تعرضه لإطلاق نار من قبل جماعة مسلحة.

يقول محسن انه يعاني كثيرا خلال تجواله في شوارع بغداد على كرسيه المتحرك، مشيرا في حديث صحفي إلى أنه لا توجد أرصفة أو ممرات مخصصة لسير الأشخاص المعاقين مثلما موجود في بقية دول العالم.

ويلفت ايضا إلى أن بعض الدوائر الحكومية تصر على حضوره شخصيا في حال كانت لديه معاملة، بالرغم من قيام نجله بتقديم الأوراق الخاصة بحالته الصحية، والتي تثبت عدم قدرته على الحضور.

ويتابع محسن أن “الإجراءات الحكومية لا ترحم”، مؤكدا أنه منذ تعرضه للإعاقة حتى عام 2018، كان يضطر للذهاب إلى دائرة التقاعد بنفسه لغرض تسلم راتبه، وكان يعاني كثيراً اثناء ذلك، إلى أن تم الاعتماد بعدها على البطاقة المصرفية، التي سهلت آليات تسليم الراتب.

ويوضح، أنه يستبدل كرسيه المتحرك مرة كل ثلاث سنوات. إذ يضطر إلى شرائه على نفقته الخاصة، في وقت يتوجب فيه على الدولة أن توفره له مجانا.

“نتعرض للتنمر”

أما حسين علي ثابت (33 عاماً)، فكان قد تعرض لطلق ناري في ساقه اليسرى خلال احتجاجات تشرين في ساحة التحرير، ما أدى إلى إصابة الساق بشلل تام.

يقول في حديث صحفي، أن الدوائر الصحية لم تتعامل معه بطريقة جيدة، وكثيراً ما تعرض للتنمر من الموظفين والملامة بسبب مشاركته في الاحتجاجات، والزعم أنه هو المسؤول عما أصابه.

ويتابع ثابت قوله أن الدوائر الصحية كانت تحيله إلى مستشفيات عديدة دون أن تخصص له سيارة إسعاف، وكان مضطرا لتدبر الأمر بنفسه، مشيرا إلى أنه يستعين بالعكاز حالياً، ويعاني كثيراً خلال ذهابه إلى الدوائر الحكومية والمطاعم والحمّامات العامة بسبب غياب الوسائل التي تعين المعاق على الحركة.

ويلفت إلى أن “معظم المراكز الصحية العراقية بلا أطباء متخصصين في علاج ذوي الإعاقة، ناهيك عن تراجع الخدمات الأساسية فيها”.

غياب الوعي الحكومي

من جهتها، تقول الناشطة المدنية والحقوقية حنان قاسم ان “الوعي الحكومي لم يصل إلى حد الاهتمام بالأشخاص ذوي الإعاقة. كما أن الدوائر الحكومية لا تراعي أوضاع هؤلاء بسبب البيروقراطية وعدم تحديث الإجراءات والقوانين”.

وتوضح في حديث صحفي أن “قلة خبرة الأطباء تؤدي أحياناً إلى زيادة نسبة المعاقين، بسبب استسهال بتر الأطراف، وليس علاجها في حال تعرضت إلى إصابة بالغة”، مؤكدة أن “الكثيرين من المعاقين في العراق يعانون اضطرابات نفسية عدة، مثل الاكتئاب، الأمر الذي يؤثر على صحتهم بشكل عام”. 

دعاوى قضائية

وزارة العمل والشؤون الاجتماعية، أعلنت أخيرا عزمها على رفع دعاوى بحقِّ الوزارات والمؤسسات الحكومية التي لا تلتزم بتعيين ذوي الإعاقة.

وقال رئيس هيئة ذوي الإعاقة والاحتياجات الخاصة التابعة للوزارة، أحمد هادي، أن “جميع الوزارات والمؤسسات الحكومية ملزمة بتطبيق القانون المتعلق بتخصيص ثلاثة في المائة من التعيينات لذوي الإعاقة”.

وأضاف قائلا في تصريح صحفي، أن “ملاكات الهيئة في بغداد والمحافظات تعمل على تنفيذ جميع الإجراءات القانونية التي نصَّ عليها القانون رقم 38 لسنة 2013، والتي من شأنها النهوض بواقع ذوي الإعاقة في العراق”.

*************

تحذير من انهيار سوق الأدوات الزراعية في ديالى

بعقوبة – وكالات

حذرت «رابطة سوق الأدوات الزراعية» في ديالى، الجمعة الماضية، من انهيار سوق الأدوات الزراعية في المحافظة، والذي تميز على مدى عقود طويلة ماضية، بنشاطه التجاري الكبير.

وقال عضو الرابطة عبد الحميد العزاوي، أن «هذا السوق يشتمل على الآليات والمبيدات الزراعية والبذور وغير ذلك من المواد التي تدخل في الزراعة»، مبينا في حديث صحفي أن «السوق فقد ما نسبته 95 في المائة من نشاطه التجاري، بسبب إلغاء الخطة الزراعية للمحافظة، الأمر الذي وضعه على أعتاب الانهيار».

واضاف العزاوي قائلا أن «ديالى حرمت من 3 مواسم زراعية بسبب أزمة المياه، وربما لن تكون هناك اشارة خضراء لعودة الزراعة في الأمد القريب»، مؤكدا ان «نشاط المكاتب والشركات المعنية بالزراعة شبه متوقف في الوقت الراهن».

ونوّه إلى أن «سوق الادوات والمواد الزراعية يمثل مصدر رزق لآلاف الأسر، وبتوقف نشاطه ستنقطع أرزاق هذه الأسر».

**********

الجزر العشوائي يتفشى في الكوت.. أين الرقابة؟!

الكوت – علي جبار

تشهد مدينة الكوت انتشارا واسعا لظاهرة الجزر العشوائي للماشية، في وقت تحذر فيه الجهات الصحية من فيروس الحمّى النزفية وتطالب القصابين بجزر ماشيتهم في المجازر المرخصة.

ولا تزال غالبية محال القصابة في المدينة، تجزر الماشية بعيدا عن أنظار المؤسسات الصحية والبيطرية المعنية، ودون التأكد من الحالة الصحية لهذه الحيوانات وما إذا كانت مصابة بمرض أو حاملة لفيروس.

ويقوم القصابون وأصحاب المطاعم في الغالب بذبح الماشية داخل منازلهم، ثم ينقلون لحمها إلى محالهم أو مطاعمهم.

غير ان أن قلة المجازر الرسمية في المدينة تمنح هؤلاء القصابين العذر في جزر الماشية في بيئات غير صحية.

وكانت الحكومة المحلية قد شكلت لجنة لمراقبة عمليات الجزر، بإشراف محافظة واسط ومساندة دوائرالبلدية والصحة والبيئة ومفارزالأمن الوطني.

عضو اللجنة إسماعيل جميل الجوراني، حذر في لقاء مع “طريق الشعب” المواطنين من شراء اللحوم غير الخاضعة للرقابة الصحية، مبينا أن الكوت تضم نحو 120 محل قصابة، المجاز منها رسميا 80 محلا فقط.

ولفت إلى أن المدينة تخلو من المجازر الرسمية، سوى واحدة تابعة لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي وموجودة في المعهد التقني، مؤكدا أن مجموع ما يتم جزره في هذه المجزرة  لا يتعدى نصف عدد المواشي التي تذبح يوميا في المدينة، بالرغم من المبالغ الرمزية التي تستوفيها المجزرة من القصابين.

وبيّن الجوراني أن هذه المجزرة التي يشرف عليها طبيب بيطري بعيدة عن مركز المدينة، ما يصعّب على الكثير من القصابين الذهاب إليها، منوها إلى أن لجنته استطاعت من خلال متابعاتها المستمرة، أن تحد من ظاهرة الجزر العشوائي وإن بنسب قليلة، وذلك من خلال فرض الغرامات على المخالفين وإغلاق عدد من محال القصابة والمجازر غير النظامية، وإحالة أصحابها للقضاء.

وأشار عضو اللجنة إلى أن هناك مجازر غير نظامية تقع في أطراف الكوت، وأن لجنته تواصل ملاحقتها وإغلاقها بمساعدة الأجهزة الأمنية.

وأخيرا نتساءل: هل ستقوم الحكومة المحلية ببناء مجازر نظامية جديدة مستوفية للشروط الصحية؟

وكانت الحكومة المحلية قد خصصت عام 2017 قطعة أرض في المدينة مساحتها دونمين لغرض بناء مجزرة نظامية، لكنها لم تباشر بتنفيذ المشروع حتى الآن.

************

المنتجات النفطية بكربلاء تستعد لزيارة عاشوراء

كربلاء ـ حسين الخزعلي

أعلنت مديرية فرع كربلاء لتوزيع المنتجات النفطية عن استعدادها لسد حاجة المواكب الحسينية خلال زيارة عاشوراء.

واستعدادا للزيارة، عقد مدير الفرع المهندس حسين مجيد صالح الخرسان مع كادر الفرع المتقدم اجتماعا لمناقشة الاستعدادات للزيارة.

وقال الخرسان، ان جميع منافذ التوزيع والكوادر العاملة على أتم الاستعداد لتقديم أفضل الخدمات للزائرين والوافدين الكرام، مضيفا ان الاجتماع درس خطة توفير خزين كافي من المنتجات النفطية لسد حاجة الزيارة.

واشار الخرسان الى توفير خزين للمحافظة في مستودع كربلاء الجديد ومستودع النجف بواقع (15000م3) بنزين و(5000م3) نفط أبيض و(15000م3) زيت الغاز.

وكشف عن زيادة حصة المحافظة من الغاز السائل لتكون من 500 طن الى 600 طن يوميا، طيلة فترة الزيارة، منبها الى أن الغاز السائل يجهز بواسطة (135) وكيلا جوالا معتمدا لدى الفرع.

**********

مواطن يشكو: أبواب بلدية الشعلة موصدة أمام المراجعين!

وردت الى «طريق الشعب» شكوى مواطن من دائرة بلدية الشعلة، يقول فيها أن إدارتها ترفض استقبال المواطنين المراجعين.

وتنشر الجريدة أهم ما جاء في الشكوى ليكون تحت أنظار الدائرة المعنية، لعلها تتخذ ما يلزم لتسهيل مراجعات المواطنين واستقبال طلباتهم وتقديم الخدمات لهم بالشكل المطلوب، فيما إذا كان هناك تقصير من هذه الناحية.

يقول المواطن خضير سوار، وهو من أبناء المدينة، أن «دائرة بلدية الشعلة وجدت لخدمة أهالي المدينة وضواحيها، لكن عند محاولة أي مواطن الدخول إليها لغرض إنجاز معاملة أو رفع تظلم، فكأنما دخل إلى وزارة الداخلية أو وزارة الدفاع أو مقر الأمن الوطني، او ما هو أعلى من ذلك!».

ويضيف قائلا أنه «للحقيقة أقول، أن معظم موظفي هذه الدائرة متعاونون مع المواطن، سوى الإدارة. إذ أصبح من غير الممكن وصول المواطن العادي إلى السيد المدير، كونه سيجد الأبواب موصدة أمامه، وهذه الحالة حصلت معي ومع غيري الكثير»، منوها إلى أن «الدائرة لم تخصص يوما لاستقبال شكاوى المواطنين».

*********

أهالي الفاو: أنقذونا من «طريق الموت»!

الفاو – وكالات

نظم العشرات من أهالي قضاء الفاو جنوبي البصرة، أخيرا، وقفة جماهيرية طالبوا فيها بإكمال مشروع تأهيل الطريق الرابط بين القضاء ومركز المحافظة، والبالغ طوله 65 كيلومترا. وكان هذا الطريق الذي يتضمن جانبا واحدا ذهابا وإيابا، قد شهد مشروعا لإعادة تبليطه وتوسعته، وشمل العمل نحو 25 كيلومترا منه، لكنه توقف بعدها. وفي حديث صحفي قال أحد المحتجين، أن “هذا الطريق صرنا نطلق عليه اسم (طريق الموت) نظرا لما يشهده من حوادث سير يومية يروح ضحيتها عدد كبير من الأبرياء”، مطالبا الحكومة المحلية بـ “الإسراع في إحالة مشروع الطريق إلى الشركة التي نفذت أعمال الجزء الأول منه، كي تكمل ما تبقى”.

وأضاف قائلا أن “القضاء يتمتع اليوم بمشاريع اقتصادية مهمة، مثل ميناء الفاو الكبير والمستودع النفطي ومرفأ السفن وعلوة بيع الأسماك، وكل هذه المقومات توجب على الجهات الحكومية إنجاز الطريق الرابط بين القضاء ومركز المحافظة على أكمل وجه، وإنقاذ المواطنين من حوادث السير المميتة”.

**********

واسط .. مرضى الثلاسيميا يطالبون بمزيد من الدعم

الكوت – طريق الشعب

طالب عدد من المصابين بأمراض الدم (الثلاسيميا) في محافظة واسط، الحكومتين المركزية والمحلية بتقديم المزيد من الدعم والرعاية لهم، وتجهيز المراكز المتخصصة في علاجهم بالمعدات الحديثة اللازمة.

وذكروا في حديث صحفي، انهم يُعدّون من ذوي الاحتياجات الخاصة، ما يتوجب على الدولة شمولهم بالمنح المالية في سبيل تغطية نفقات علاجهم.

وفي السياق، قال مدير مركز معالجة الثلاسيميا في واسط، علي عادل، أن المركز حاليا يفي بالغرض من ناحية مساحته وقدرته الاستيعابية، مستدركا في حديث صحفي “إلا أن المشاريع المستقبلية من حيث تجهيز المستلزمات العلاجية الحديثة، مرتبطة بإطلاق الموازنة العامة”.

*-*********

الصفحة السادسة

نزاع عسكري متواصل.. هل ينجح اتفاق الحبوب بين روسيا وأوكرانيا في ظل الحرب ؟

كييف – وكالات

يترقب العالم تنفيذ اتفاق الحبوب الأوكرانية وسط مخاوف من تفاقم أزمة الغذاء نتيجة الحرب الجارية وعدم تنفيذ هذا الاتفاق المهم. وأجرى وزير الخارجية الأميركي، أمس، محادثة هاتفية مع نظيره الروسي سيرغي لافروف منذ اندلاع الحرب، في وقت طالبت فيه أوكرانيا بتحقيق دولي في تفجير سجن أدى إلى مقتل العشرات.

هل ينجح الاتفاق؟

وتتصاعد المخاوف بشأن إمكانية نجاح اتفاق الحبوب الأوكرانية في ظل استمرار التجاذبات بين أوكرانيا وروسيا، ففي الوقت الذي تؤكد فيه كييف جاهزيتها لبدء نقل حبوبها إلى العالم، تقول موسكو إن تنفيذ الاتفاق يجب أن يتزامن مع رفع القيود على حركة الأسمدة والمنتجات الزراعية الروسية.

وأكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اكتمال الاستعدادات لشحن الحبوب بانتظار إشارة البدء ممن وصفهم بـ”الشركاء”. بدوره، قال وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الياباني ووزيري التجارة في البلدين، إن “العالم بأسره يتوقع من روسيا أن تفي بالتزاماتها، وأن توقف حصار ميناء أوديسا وتسمح بمرور السفن المحملة بالحبوب”. أما وزير الخارجي الروسي، سيرغي لافروف، فقال إنه “أبلغ بلينكن بتفاصيل اتفاق الحبوب الأوكرانية”، مؤكدا “أن الوضع معقد بسبب العقوبات وأن وعود واشنطن بإعفاء الإمدادات الغذائية الروسية لم تتحقق”.

وأضاف لافروف أنه أكد لنظيره الأمريكي “أن ضخ الأسلحة إلى أوكرانيا يطيل أمد الصراع ويفاقم المعاناة، وأن نهج روسيا بشأن أوكرانيا هو إكمال العملية العسكرية حتى تحقيق أهدافها”.

وقال الكرملين إن آلية تصدير الحبوب من أوكرانيا ترتبط بإزالة القيود المفروضة على حركة الحبوب والأسمدة الروسية. وفي وقت سابق قال وزير الخارجية الروسي إن العقوبات الغربية المفروضة على بلاده لا تسمح لها بتنفيذ العقود المبرمة وتحظر دخول السفن الروسية لبعض الموانئ.

مذكرة تفاهم

من جهته، أكد فرحان حق، نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أن المنظمة الدولية بصدد تطبيق مذكرة التفاهم الخاصة مع روسيا، والتي تهدف إلى إزالة العوائق أمام وصول المنتجات الزراعية والأسمدة الروسية إلى الأسواق العالمية.

وأضاف حق، في مقابلة مع الجزيرة، أن “تلك الخطوة جاءت في سياق الجهود الدولية الساعية لحل أزمة الحبوب الأوكرانية”.

وفي السياق نفسه، قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إن بلاده مستمرة في التواصل مع روسيا وأوكرانيا لإيمانها بأهمية الحوار بين الفرقاء لتحقيق حلول بينهما عبر طاولة المفاوضات.

وخلال مؤتمر صحفي مشترك في إسطنبول مع نظيرته الألمانية أنالينا بيربوك، أعرب جاويش أوغلو عن أمله بأن تؤدي الأجواء الإيجابية لتوقيع اتفاقية تصدير الحبوب في إسطنبول إلى رفع مستوى الثقة بين الطرفين المتنازعين، وأن تؤدي بالنتيجة لهدنة بينهما.

نزاع متواصل

وفي التطورات الميدانية، أفادت الأنباء بانطلاق صفارات الإنذار في مدينة خاركيف شمالي شرقي أوكرانيا بعد استهدافها بأربعة صواريخ، كما يتواصل القصف في مناطق متعددة من دونيتسك.

وفي وقت سابق، قال مركز الدفاع التابع لقوات دونيتسك إن 53 أسيرا أوكرانيا قُتلوا وأصيب 75 في قصف أوكراني استهدف مركز احتجاز للأسرى في بلدة أولينيفكا جنوب دونيتسك.

ونفت القوات المسلحة الأوكرانية تنفيذ الهجوم، وقالت إن المدفعية الروسية استهدفت السجن لإخفاء تعذيب المحتجزين هناك وإلقاء اللوم على أوكرانيا.

وجاء في بيان مشترك للجيش الأوكراني والمخابرات والبرلمان، “نطالب بتحقيق الأمم المتحدة والصليب الأحمر في تفجير سجن أولينيفكا”، كما اعتبر البيان أن التفجير “عمل إرهابي روسي للتستر على جرائم الحرب”.

من جهتها، حذرت روزماري ديكارلو وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة من اشتداد حدة القتال في أوكرانيا، وقالت خلال جلسة مفتوحة لمجلس الأمن الدولي إن الحرب تسببت في خسائر “فادحة غير مقبولة” في صفوف المدنيين الأوكرانيين.

وأضافت “سجل مكتب المفوضة السامية لحقوق الإنسان أكثر من 12 ألف ضحية مدنية في البلاد، منهم أكثر من 5 آلاف قتيل و7 آلاف جريح. وتستند هذه الأرقام إلى حوادث تم التحقق منها، الأرقام الفعلية أعلى بكثير”.

وحملت وزارة الدفاع الروسية، يوم أمس، واشنطن وكييف مسؤولية مقتل وإصابة 193 أسيرا من أسرى الحرب الأوكرانيين، في إشارة للضربة الصاروخية التي استهدفت مركز الاحتجاز في يلينوفكا. وقالت الوزارة إن القصف الذي استهدف مركز الاحتجاز تم بواسطة صواريخ هيمارس الأميركية يوم الجمعة 29 يوليو.

 ****************************

دا سيلفا: القوات المسلحة ستحترم الدستور

برازيليا – وكالات

انتقد الزعيم اليساري ومؤسس حزب العمال في البرازيل، لولا دا سيلفا، منافسه بولسونارو لتعامله مع القوات المسلحة البرازيلية كما لو كانت أداة سياسية تابعة له.

وقال لولا خلال كلمة ألقاها في مؤتمر الحزب الاشتراكي البرازيلي: “أثق في أن القوات المسلحة ستحترم الدستور وتقبل عودتي إلى المنصب إذا فزت في الانتخابات البرازيلية الأكثر استقطابا منذ عقود”.

وأضاف “لم أواجه أي مشكلات مع أي قائد عسكري أو مع أي من القوات المسلحة”، مبينا أن مستشاري حزب العمال طالبوه أن لا يخوض حملة علنية خوفا من العنف، لكنه قال إنه يعتزم حضور التجمعات العامة من الآن فصاعدا ودعا مؤيديه إلى تجنب الاستفزازات.

ويوم الأحد الماضي، أكد بولسونارو أن الجيش يقف إلى جانبه. ويحاول بولسونارو إقناع الجيش بتأييد انتقاداته لنظام التصويت الإلكتروني في البرازيل، ما أثار مخاوف من أنه قد لا يتنازل إذا هُزم أو يحاول التشجيع على انقلاب.

 ******************************

مشروع يساري نيابي أمريكي للتحقيق في اغتيال أبو عاقلة

نيويورك - وكالات

قدّم برلمانيون أميركيون، محسوبون على الجناح اليساري في الحزب الديمقراطي، مشروع قانون يسمح للولايات المتحدة بإجراء تحقيقها الخاص بشأن اغتيال الصحافية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة في مخيم جنين في الضفة الغربية المحتلة.  وقال النواب الأمريكيون الذين تقدموا بمشروع القانون، إنه يخوّل السلطات الأميركية إجراء تحقيقها الخاص من أجل تحديد مصدر إطلاق النار الذي أودى بحياة شيرين. من جهته، دعا النائب الديمقراطي، أندريه كارسن، إلى “النظر إلى هذا على أنه مسألة تتعلق بحرية الصحافة وإلى تنحية السياسة الإسرائيلية والفلسطينية جانباً والنظر إلى هذا الأمر على حقيقته: هجوم على الصحافة المستقلة ومقتل واحدة من مواطنينا”، في إشارة إلى أن الشهيدة الفلسطينية كانت تحمل الجنسية الأمريكية أيضا.

كما يعتزم كارسن تقديم نص يهدف إلى فرض إلزامية إجراء تحقيق أميركي حول أي صحافي أميركي يُقتل في الخارج. وقالت النائبة رشيدة طليب، وهي من أصول فلسطينية: “ربما بعض زملائي قد يدعمون النص إذا احتاجوا إلى حذف كلمة فلسطينية من عبارة “أميركية - فلسطينية” حتّى تكون حياة شيرين مهمة”.

 *********************************

نيويورك تعلن الطوارئ بسبب جدري القردة

نيويورك - وكالات

أعلنت حاكمة ولاية نيويورك كاثي هوكول، أمس، حالة الطوارئ في الولاية بسبب استمرار انتشار مرض جدري القردة.  وكتبت هوكول على تويتر “أعلن حالة طوارئ لمواجهة الكوارث لتعزيز جهودنا المستمرة لمواجهة تفشي جدري القردة”.  وأضافت، أن أكثر من حالة واحدة من بين كل أربع حالات إصابة بالمرض في الولايات المتحدة موجودة في نيويورك. وسجلت نيويورك حتى 29 تموز ما مجموعه 1383 إصابة مؤكدة بجدري القردة، وفقا للموقع الإلكتروني لإدارة الصحة في الولاية. وأبلغت البرازيل وإسبانيا يوم الجمعة الماضي عن أول حالتي وفاة مرتبطتين بجدري القردة خارج أفريقيا.

 *************************

بسبب سد النهضة.. مصر تشكو أثيوبيا لدى مجلس الأمن

القاهرة - وكالات

أعلنت مصر، اخيرا، أنّها وجّهت إلى مجلس الأمن الدولي اعتراضًا على خطط إثيوبيا لملء سدّ النهضة بشكل أحادي دون اتفاق مع مصر والسودان.

وقالت وزارة الخارجيّة المصريّة في بيان إنّ “مصر كانت قد تلقّت رسالة من الجانب الإثيوبي يوم 26 تمّوز الجاري تُفيد باستمرار إثيوبيا في ملء خزان سدّ النهضة خلال موسم الفيضان الجاري، وهو الإجراء الذي ترفضه مصر وتعتبره مخالفة للالتزامات التي يفرضها القانون الدولي على إثيوبيا”.

وأضافت الوزارة “تحتفظ جمهوريّة مصر العربيّة بحقّها الشرعي باتّخاذ كافّة الإجراءات اللازمة لضمان وحماية أمنها القوميّ، بما في ذلك إزاء أيّة مخاطر قد تتسبّب بها مستقبلاً الإجراءات الأحادية الإثيوبيّة”.

 *****************************

أزمة الخبز اللبنانية تغذي العنف والتمييز ضد اللاجئين السوريين

بيروت - وكالات

أعلنت السلطات اللبنانية، عن تشكيل لجنة أمنية لقمع المشاحنات والاشتباكات في المخابز، فيما شهدت الأحداث عنفا وتمييزا ضد اللاجئين السوريين. كما دعا الرئيس اللبناني ميشال عون إلى تضافر الجهود العربية لتوفير الأمن الغذائي وتأمين المنتجات الغذائية والزراعية وإطلاق السوق العربية المشتركة لتسهيل الاستيراد والتصدير بين الدول العربية.

عنف وتمييز

وقالت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إن التمييز والعنف ضد اللاجئين السوريين في لبنان يشهد تصاعداً في الأسابيع الأخيرة، بينما تصارع البلاد ارتفاع أسعار المواد الغذائية ونقصها.

وقالت المتحدثة باسم المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين باولا باراتشينا في حديث مع وكالة “أسوشيتد برس”، “لقد رأينا توترات بين اللبنانيين والسوريين في المخابز في جميع أنحاء البلاد. وبعض الحالات شهدت حتى إطلاق للنار واستخدام للعصي ضد اللاجئين”.

ويقول برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة، إن لبنان يواجه أزمة أمن غذائي، حيث يعاني حوالي نصف السكان من انعدام الأمن الغذائي. ويتصارع الناس أيضاً مع ارتفاع تضخم أسعار المواد الغذائية والعملة التي انخفضت على مدى السنوات الثلاث الماضية. وقالت باراتشينا إن بعض المناطق في لبنان أصدرت حظر تجوال للاجئين أو طلبت من المخابز إعطاء الأولوية للمواطنين اللبنانيين.

ووفقاً لإشعار حصلت عليه وكالة “أسوشيتد برس”، صدرت أوامر للمخابز في بعلبك بإعطاء الأولوية للمواطنين اللبنانيين للحصول على الخبز العربي المسطح المدعوم.

وأخبر أحد اللاجئين السوريين الوكالة في وقت سابق من هذا الشهر أنه أُجبر على الانتظار عدة ساعات في مخبز لأنهم كانوا يفضلون إعطاء رزم الخبز للبنانيين أولاً.

وفي مقطع مصور تم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي، ضربت مجموعة من الرجال في حي برج حمود بالقرب من العاصمة صبياً سورياً بالعصي وركلوه على وجهه بالقرب من مخبز. كما دوّت أصوات طلقات نارية في الخلفية.

وأعلنت السلطات اللبنانية عن تشكيل لجنة أمنية لقمع المشاحنات والاشتباكات في المخابز. من جهتها، دعت المفوضية السلطات اللبنانية إلى “ضمان سيادة القانون وحماية جميع الأشخاص في البلاد”، بينما حثت المجتمع الدولي على زيادة المساعدات للبلاد.

 ******************************

جبهة النضال الشعبي: المسيرة – الثورة – قوة التغيير مستمرة

محـمد علوش*

شكلت جبهة النضال الشعبي الفلسطيني مسيرة كفاحية حافلة بالتضحيات ومواجهة التحديات ومجابهة الاحتلال الاسرائيلي وحلفائه في المعسكر الامبريالي والرجعي والظلامي منذ انطلاقتها المجيدة في الخامس عشر من تموز 1967 في مدينة القدس، على أيدي مجموعة من المناضلين، الذين أخذوا على عاتقهم صياغة هذه الفكرة الجبهوية في ظل ظروف بالغة التعقيد، حيث كانت الدماء نديّة وراية الانكسار عالية بعد زلزال حزيران الذي سمّي بـ “النكسة”، فكان العنفوان والعمل الثوري، وكان الرد على الهزيمة في اطار تعزيز الرفض للاحتلال ومقاومته وتجميع قوى وطاقات شعبنا وتنظيمها الجبهوي، وإطلاق شرارة الانطلاقة لفصيل ثوري مقاوم رفع وتيرة النضال وأبدى الاستعداد للمواجهة الحتمية مع هذا الاحتلال الجاثم على الأرض العربية الفلسطينية، لتستمر مسيرتها النضالية بثورة مستمرة، جنباً الى جنب مع كافة فصائل العمل الوطني نحو تحقيق أهداف شعبنا في الحرية والعودة والاستقلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس .

جاءت هذه الانطلاقة قبل 55 عاماً لتؤكد ميلاد فصيل فلسطيني مقاتل، هويته فلسطينية ورايته النضال وبرنامجه الكفاح الوطني بمختلف أشكال النضال وفقاً لكل مرحلة من مراحل النضال، حيث قدمت الجبهة تضحيات كبيرة عبر هذه المسيرة الطويلة، وبات لها سجل نضالي عريض معمد بدماء الشهداء وعذابات وتضحيات الأسرى والمناضلين، فكان لها دورها الطليعي في مسيرة نضال شعبنا وفي معارك الدفاع عن الثورة والشعب والقرار الوطني المستقل الذي تمثله منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا، وخاضت الكفاح الشعبي المسلح وحرب الشعب طويلة الأمد في مواجهة الاحتلال وجرائمه الوحشية، وكانت من أوائل الفصائل الفلسطينية التي تقوم بعملية تبادل للأسرى، وكانت من أوائل هذه الفصائل التي قامت بخطف الطائرات من أجل لفت أنظار العالم لقضية شعبنا ودعوة المجتمع الدولي والعالم للتدخل وإنهاء الاحتلال عن كامل ترابنا العربي والفلسطيني المحتل.

والجبهة وحدها من بين كافة الفصائل من كانت بدايتها من قلب فلسطين، من قلب القدس بعد هزيمة النظام الرسمي العربي في عدوان حزيران 67 لتكون قوة طليعية وثورية في مجابهة الاحتلال والتصدي لسياساته ومخططاته، وقوة رئيسة من قوة الثورة الفلسطينية الواعدة التي حملت أحلام وآمال شعبها نحو الحرية والكرامة الوطنية والاستقلال الوطني الناجز.

جبهة النضال الشعبي الفلسطيني، أحيت ذكرى انطلاقتها هذا العام وهي أكثر صلابة وحضوراً سياسياً وتنظيمياً مما قبل، حيث أتمت قبل نحو عام من الآن عقد مؤتمرها الوطني العام الثاني عشر عشية ذكرى انطلاقتها، وعقد هذا المؤتمر بحضور وطني وعربي ودولي كبير يؤكد المكانة المرموقة لهذا الحزب الديمقراطي الاشتراكي الفلسطيني في قلب الحركة السياسية وفي علاقات الجبهة المتميزة مع حشد كبير من الأحزاب السياسية حول العالم وبخاصة علاقات الجبهة المتميزة مع الحزب الشيوعي الصيني، ومع عدد كبير من الأحزاب الشيوعية واليسارية والديمقراطية والقومية في العالم العربي ومع القوى والأحزاب الاشتراكية في العالم من خلال الاشتراكية الدولية والتحالف التقدمي العالمي ومن خلال الجبهة الأممية المناهضة للإمبريالية والفاشية والتي تحظى الجبهة بحضور لافت فيها.

جاءت ذكرى الانطلاقة، انطلاقة القول والفعل – الذي عبرت عنه الجبهة على مدار تاريخها الكفاحي المجيد، لتؤكد الاستمرار في مسيرة التجديد الديمقراطي والتمسك بخطابها التقدمي والديمقراطي على المستوى التنظيمي الداخلي وعلى مستوى الحياة السياسية والمجتمعية الفلسطينية، حيث تناضل من أجل التغيير الديمقراطي وإشاعة المناخ الديمقراطي والنضال من أجل سيادة القانون وتعميق وتكريس حرية الرأي والتعبير والحريات العامة التي ينبغي صونها وإعلاء شأنها كحق كفلته القوانين الفلسطينية وأسست له وثيقة اعلان الاستقلال الفلسطيني.  في هذه الذكرى الخالدة من تاريخ شعبنا وحركته الوطنية، ما زلنا نستلهم تجارب القادة المؤسسين الذين رسخوا حضور الجبهة ومواقفها وأفكارها الثورية والتقدمية.  نستحضر بشموخ كبير مسيرة القائد الراحل المؤسس والباني د. سمير غوشة، الذي أغنى مسيرة الجبهة وعزز حضورها على كافة المستويات بصلابة الموقف ووفق رؤية شمولية برنامجية عكست المكانة العالية لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني على خارطة الفعل السياسي والمقاوم للاحتلال، وفي نضالها السياساتي لإرساء العدالة الاجتماعية وتعزيز الحياة الديمقراطية في المجتمع الفلسطيني.

تمضي الجبهة بمسيرتها بكل شجاعة بقيادتها الحكيمة وعلى رأسها الأمين العام د. أحمد مجدلاني، فارضةً حضورها السياسي والمجتمعي والتنظيمي بشكل لائق يحظى بثقة واحترام أبناء شعبنا وأصدقاء شعبنا في العالم ككل.  تجدد الجبهة في برامجها وفي رؤاها وفي سياساتها الاجتماعية والاقتصادية لتكون أكثر التصاقاً بقضايا الشعب من مختلف الشرائح والمكونات، منحازة أكثر للفئات الاجتماعية الضعيفة والمهمشة من العمال والمسحوقين، الذين لهم كل الحق في انتزاع حقوقهم السياسية والاجتماعية والاقتصادية وفق معادلة وطنية برنامجية سياساتية تؤسس لمنظومة العدالة الاجتماعية .

في هذه الذكرى المجيدة، نشمخ عالياً ونرفع رؤوسنا عالياً بأننا أعضاء في هذه الجبهة، في جبهة النضال الشعبي الفلسطيني، هذا الفصيل الأساسي من فصائل منظمة التحرير الفلسطينية.

نرفع رؤوسنا عالية لأننا جزء من هذه المسيرة الحافلة بالنضال، ونرفع رؤوسنا عالية لما تتمتع به الجبهة من مكانة سياسية وحزبية وثيقة في الساحة الفلسطينية كساحة عمل مركزية وفي كافة ساحات العمل في البلدان العربية والأوروبية في الأمريكيتين وروسيا حيث تتوسع دائرة عمل الجبهة مجددةً شبابها ووثائقها لتكون منسجمة مع كافة التطورات والتحولات والمتغيرات، ولتكون أكثر تأثيراً وحضوراً وأصلب نضالاً على طريق الحرية ومواصلة النضال بالتمسك بالثوابت الوطنية وحماية القرار الوطني المستقل، ومواجهة كل المحاولات التي تستهدف تصفية قضيتنا الوطنية، بعيداً عن قرارات الشرعية الدولية، وبعيداً عن كل أشكال الوصاية ومحاولات النيل من دور ومكانة وطننا المعنوي المتمثل بمنظمة التحرير الفلسطينية ورفض كل المحاولات الخبيثة لفرض بدائل عن ممثلنا الشرعي والوحيد للانقضاض على مشروعنا الوطني وتصفيته وفرض الحلول التسووية الأمريكية التي تنتقص من حقوقنا والتي جابهها شعبنا بثبات وأسقط ما سمّي بصفقة القرن، التي، ورغم سقوط عرابها الرئيس السابق ترامب، ما زالت حاضرة بفصولها التآمرية والمعادية لشعبنا وقضيتنا .

في ذكرى انطلاقة جبهة النضال الشعبي الفلسطيني، ستبقى البوصلة تشير الى القدس عاصمة الحلم الفلسطيني، منها انطلقت الجبهة، وفيها تواصل النضال، واليها سنعود لنبني عاصمة الدولة الفلسطينية المستقلة، دولة الحقوق والحريات، دولة وطنية ديمقراطية علمانية.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

  • عضو المكتب السياسي لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني

 *********************************

الصفحة السابعة

يحدث في العراق: سوق العمل.. بطالة مرصودة واستعباد مخفي

بغداد – طريق الشعب

ضمن سلسلة حلقات برنامج “يحدث في العراق” الذي يبث عبر صفحة الحزب الشيوعي العراقي على فيسبوك، بتنظيم من قبل المركز الإعلامي للحزب، ضيّف البرنامج السبت الماضي، الأكاديمي والخبير الاقتصادي د. عبد الرحمن المشهداني، وزاهر ربيع، عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، فيما حال خلل فني طارئ دون حضور المتحدث الرسمي باسم وزارة التخطيط عبد الزهرة الهنداو

وتناولت الحلقة التي حملت عنوان “سوق العمل.. بطالة مرصودة واستعباد مخفي” التي قدمها الصحفي سيف زهير تفاصيلَ كثيرة تخص الواقع الاقتصادي والتحديات التي تواجه سوق العمل والمآخذ المثبتة على أداء الحكومة والجهات المعنية.

المركز: بخصوص المسح الذي اجرته وزارة التخطيط، فقد أظهر تفاصيل كثيرة تتعلق بسوق العمل وأرقاما متضاربة. بشكل عام نتحدث اليوم عن ضرورة ايجاد استراتيجية لهذا الجانب. ما رأيك بهذه الارقام وكيف ممكن ان نقوي سوق العمل؟

عبد الرحمن المشهداني: في الحقيقة، أن وزارة التخطيط تطلق المسوحات بين فترة واخرى، وكنت اعترض عليها لأنها بعيدة عن الواقع وفقا لتقديري، ولا تقترب مما نشاهده ونرصده لكننا ملزمون به لان يصدر عن وزارة التخطيط فهو رسمي، لكن التقرير الاخير الذي نفذته وزارة التخطيط بالتعاون مع البنك الدولي حمل ارقاما أنا أراها الأقرب إلى الواقع، ولم استغرب منها.

التقرير اشار الى أن السكان الفاعلين هم من 15 الى 60 سنة، لان سن العمل خفض من 63 الى 60 سنة، وهذا أدى الى استبعاد اكثر من نصف مليون شخص من قوة العمل الرسمية، نصفهم من الرجال والنصف الاخر من النساء. واشار التقرير الى حجم القوى العاملة بين الرجال والنساء. كما تجدر الاشارة الى ان العراق سابقا كانت نسبة مشاركة النساء بالعمل فيه 20 في المائة، وهي تقريبا كانت افضل دول المنطقة، الامر الاخر هو ارتفاع معدلات البطالة الى 5.16 في المائة، وهذا الرقم واقعي جدا. نحن نتفاءل دائما عندنا نسمع ان معدل النمو قد ارتفع. والتقارير المرصودة تشير الى ارتفاعه بمعدل يتجاوز 9 في المائة، وفقا لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي، بينما رئيس الوزراء يتغنى بارتفاع المعدل النمو وكأنه إنجاز كبير!

المركز: الاستراتيجيات التي تكتب ترمى جانبا، ولا نرى معالجات حقيقية وجادة؟

زاهر ربيع: من اجل أن تكون هذه المسوحات والاستراتيجيات فاعلة، يتطلب ان تكون هناك حكومة ونظام سياسي قادر على احداث تغيير وقادر على التعامل مع هذه السياسات. إن طبيعة المنظومة الحاكمة منذ 2003 وحتى اليوم تستند على التوافقية او على نظام المحاصصة الطائفية، وهذا النظام بطبيعته عاجز عن تنفيذ هذه السياسات والاستراتيجيات، لانها بحاجة الى إرادة سياسية وآليات فاعلة، فعندما يكون هناك فساد إداري ومالي وعندما تكون السلطة التشريعية هي جزء من السلطة التنفيذية وتتداخل كل هذه السلطات مع بعضها، تكون المحاسبة صعبة، ويصبح هناك تضارب في المصالح لذلك تتحول هذه العملية الى إسقاط فرض، وبالتالي تركن على الرف ولا تنفذ. ومن اجل تنفيذ هذه الاستراتيجيات لا بد من تخصيص مالي ورسم برامج. فموازنة الدولة حتى الان هي موازنة تخصيصات ونسبة كبيرة منها تذهب الى الجانب التشغيلي. ان مسح القوى العاملة الذي نفذ يقدم بعض المؤشرات وبعض الحقائق عن سوق العمل في العراق. يفترض ان يتم استثمار هذه الحقائق والمؤشرات بوضع سياسات وخطط، وهذا يتطلب ان تكون هناك حكومة تضع في اولوياتها قضايا البطالة والعاطلين عن العمل. اذا عدنا الى الارقام المنشورة سنلاحظ ان هناك فجوة بين المواطنين في سن العمل وبين النشطين اقتصاديا وهذه الفجوة تعني ان الكثير من الناس لا يبحثون عن عمل. كل هؤلاء لا يحسبون ضمن النشطين اقتصاديا، واذا تحدثنا على النشطين اقتصاديا فسنلاحظ ان 6.86 في المائة هم من الرجال مقابل 4.13 في المائة من النساء، اذ أن هناك فجوة كبيرة، رغم ان النساء تشكل 49 في المائة من السكان، وهذا يعني اننا بحاجة الى استراتيجيات تعالج هذا الموضوع، وايضا اذا نلاحظ ملف البطالة فان 28 في المائة بين النساء هن عاطلات، وهذا الرقم يشكل ضعف نسبة البطالة بين الرجال، وهي 14 في المائة، ما يعني أن هناك خللا كبيرا.

المركز: منظمة العمل الدولية تعمل مع الحكومة والشركاء الاجتماعيين على تنفيذ برنامج بين سنوات 2019 الى 2023، ومن ضمن أولوياته خلق فرص العمل ومواجهة عمالة الأطفال. كيف ممكن تحقيق مثل هكذا برامج ومشاريع داخل العراق؟

زاهر ربيع: في البداية نحن نتحدث عن فترة قاربت على الانتهاء. فلم يتبق سوى سنة او سنة ونصف على عمر البرنامج، ولم نلتمس اي تغيير لكن بطبيعة الحال اذا اردنا احداث تغيير في هذه القضايا الرئيسية: فرص العمل وعمالة الاطفال، فنحن بحاجة الى ارادة سياسية وبرنامج حكومي يأخذ هذه القضايا بنظر الاعتبار وايضا الحاجة ماسة الى أساس من القوانين والتشريعات التي تعمل على حل مشكلات الموضوع. وعلى سبيل المثال، نحن بحاجة الى تشريع قانون التقاعد والضمان الاجتماعي للعمال. هذا القانون يمكن ان يساهم في ضمان حقوق العمال الذين يعملون في القطاع الخاص والذين يعملون في القطاع غير المنظم، وبالتالي انت تشجع الناس على الذهاب الى القطاع الخاص عندما يكون لديهم ضمان وليس فقط الاتجاه الى الدولة، وايضا هناك حاجة الى تفعيل قانون العمل رقم 37 لسنة 2015. هذه القوانين ليست للتشريع فقط، وإنما يجب ان تفعل ويجب ان توضع آليات لتنفيذها وتحاسب من يخالفها. وبطبيعة الحال هذا الامر بحاجة الى وجود اجهزة في الوزارات المعنية تتابع مدى تطبيق هذه القوانين.

المركز: القطاع الخاص في هذا المشهد يشكل جزءا مهما وهو يعاني ما يعاني. من ضمن المؤشرات في هذا القطاع وجود عمليات كثيرة لاستغلال القوى العاملة، تصل أحيانا الى حد الاستعباد. فمن المسؤول عن متابعة هذا الجانب، وكيف يمكن الارتقاء بمستوى القطاع الخاص؟

عبد الرحمن المشهداني: المشكلة ان كل الشباب الباحث عن العمل يطمح لان يعمل في القطاع الحكومي.و اشارت تقارير البنك الدولي سابقا الى ان عمل الموظف في القطاع الحكومي يتراوح بين الـ 15 و23 دقيقة باليوم. بمعنى ان 8 ساعات عمل يكون عملها الفعلي بحدود 17 دقيقة. انا اختلف مع الرأي الذي يقول إن هناك استعبادا للعاملين في القطاع الخاص، فهو يريد 8 ساعات عمل، واللافت لدينا أن العامل يقارن وضعه بالقطاع الحكومي، ويريد ان يكون عمله كالموظفين. يريد نفس الاجازات ونفس مستوى الراتب لذلك نرى تحولا كبيرا في طبيعة الأعمال، ونلحظ وجود العامل الأجنبي لانه ارخص واكثر إنتاجية من العمال المحليين. إن برامج خلق فرص العمل ليست في القطاع الحكومي، لانه اتخم، ونحن نعلم جيدا ان اكثر من 50 في المائة من القوى العاملة في القطاع الحكومي تعمل في قطاع الامن والدفاع، ولا يمكن ان نستوعب العمالة الفائضة اذا لم يفعل القطاع الخاص، وهذا لا يتم تفعيله بتشريع حكومي، بينما الصراع السياسي هو واحد من أسباب تلكؤ ادائه، فضلا عن اسباب كثيرة طاردة للاستثمار الاجنبي وحتى المحلي.

المركز: يبدو ان القطاعين العام والخاص امام مصاعب كثيرة، والنهج الحالي اوصل الكثير من المصانع والمعامل الحكومية الى مرحلة البيع والخصخصة، لكن لم نقدم نموذجا في الخصخصة كبقية دول العالم؟

زاهر ربيع: ان اقصاء القطاع العام والتبجح بالانتقال مباشرة الى القطاع الخاص القوي أمر لا يتناسب مع المرحلة التي يمر بها العراق حاليا.

لدينا حاليا قطاع عام قائم قبل 2003 وله أساسات ومنتج، لكن بعد 2003 اصبح هناك تخبط بالسياسات الاقتصادية، ولا يوجد توجه اقتصادي واضح للعراق بهذا الخصوص، وبقي يتخبط بين توجيهات وبين دعوات صندوق النقد والبنك الدولي. وهناك توجه كبير نحو تعطيل القطاع العام. بالمقابل، نلاحظ عمليات الاستيراد ونشاط بعض الشركات التي تعود مصالحها للبعض، ولا يوجد توجه لانعاش الاقتصاد العراقي. حتى الدول الرأسمالية بدأت تدخل كشريك في القطاع الخاص، خلافا لما يقوله المسؤولون عن هذا الواقع في العراق.

ومن أجل توفير الحماية للبلد، يجب ان يكون لدينا قطاع عام قوي ينافس وهذا لا يعني عدم توفير الظروف المناسبة للقطاع الخاص. نحتاج لان يعاد النظر بالقطاع العام ويعاد تنشيطه. وواحدة من القضايا الملفتة هي ان في الموازنة العامة للدولة تذهب أضعف التخصيصات الى الصناعة والزراعة في وقت هناك تخصيصات تكاد تقترب من ثلث الموازنة تذهب الى الأمن والدفاع. اليوم نحن بحاجة الى إعادة نظر في مدى أهمية هذه القطاعات ويجب ان نوفر لها الموارد المالية اللازمة وايضا توفير الكفاءات والأجهزة الحديثة من اجل ان تعود للعمل بصورة جيدة.

*************

منحها تعدى مبدأ التحوط المالي الى تعقيدات إدارية.. إجراءات تعسفية في استحصال القروض.. والتسديد حتى الموت

بغداد – طريق الشعب

يشكو مواطنون من تعرضهم الى عمليات ابتزاز وتعقيدات إدارية في أثناء محاولتهم الحصول على قروض من المصارف الحكومية،

 إجراءات المصارف بصورة عامة لمنح القروض الى المواطنين بالتعسفية.

الكفيل يتعب المستفيدين

المواطن حسين ضرغام حسون يقول لـ”طريق الشعب” انه “لم يفلح في استكمال معاملة القرض من احد المصارف الحكومية، على الرغم من مضي 4 اشهر على تقديم طلب الحصول على القرض لاستكمال بناء داره، وذلك بسبب الروتين الإداري”. ويضيف حسون انه تعرض الى عملية ابتزاز بسبب شرط الكفيل الذي يجب ان يكون موظفا حكوميا”، موضحا ان هذا الشرط ساهم في استفحال حالات الابتزاز والاستغلال من قبل الكثير، بينهم الكفيل الذي لا يقبل بإجراء الكفالة الا بعد استحصال نسبة من أموال القرض”.

ويستغرب المواطن ضرغام من إصرار المصارف الحكومية على شرط الكفيل، بينما هي تعمل على رهن العقار المستفيد من القرض، الذي ربما لا تعدل قيمته ربع سعر المنزل.

تسديد لا ينتهي!

وتعلّق الموظفة أزهار صلاح على فوائد القروض التي يتم فرضها على المواطنين المستفيدين منها، قائلة لـ”طريق الشعب” انها منذ اكثر من 15 عاما أقرضت مبلغا من المصرف العقاري لاستكمال بناء المنزل، وقدره 4 ملايين و 800 الف دينار، ولا تزال تسدد مبلغ القرض عبر الاستقطاع من راتبها الشهري، بمبلغ قدره 75 الف دينار.

وتفيد انها راجعت المصرف العقاري قبل أسبوعين، وأعلمها الموظف المسؤول بانها “ما زال امامها مبلغ مليوني دينار لاستكمال تسديد القرض الذي تجاوزت فوائده أضعاف مبلغ القرض”.

وتشير صلاح الى ان “هناك استغلالا كبيرا لحاجة المواطنين الى القروض، خاصة ان الفوائد التي تفرض على القرض، ربما لا يُعمل بها إلا في العراق”.

تحوطات غير مبررة

وتعليقاً على ذلك، يقول الخبير الاقتصادي عبد الرحمن المشهداني: ان “إجراءات استحصال القروض المصرفية تعدت كونها تحوطا يتخذ من قبل المصرف، ودخلت في خانة التعقيد الإداري الذي لا يخضع الى أي نوع من أنواع التطوير”.

ويوضح المشهداني أن “القروض التي يقدمها مصرفا الرشيد والرافدين، إضافة الى القروض الأهلية، التي تصل الى 100 مليون دينار، تكون الفائدة فيها تتراوح بين 8 ـ 10 بالمائة، ومعنى هذا ان الفائدة تتجاوز 50 مليون دينار، الامر الذي يفرض أعباء مالية غير قليلة على المواطنين، خاصة الذين يلجؤون الى الاقتراض من اجل السكن”.

ويؤكد المشهداني ان “القروض التي تطلق من قبل المصارف لا تخدم الطبقة الفقيرة التي تعاني التهميش المستمر”.

أسباب رفع الفائدة

أما الخبير المصرفي والمالي الدكتور صفوان قصي فيشير الى ان هناك “سيولة عاطلة لدى المصارف العامة والخاصة، أدت الى ارتفاع تكاليف منح الائتمانات بما لا يقل في الوقت الحالي عن 7.5 بالمائة”.

ويقول د. قصي لـ”طريق الشعب”، ان “النظام المصرفي اليوم بحاجة الى إجراءات كبيرة لاعادة الثقة وتوسيع دائرة الايداعات من خلال التكامل المالي مع دول المنطقة، وجذب الاستثمارات الدولية”.

ويضيف ان هناك ضرورة في إعادة النظر في المخاطر التي تترتب على منح القروض خاصة، مشيرا الى ان “المصارف العراقية لا تستطيع ان تمارس دور الشريك في العمليتين الصناعية والزراعية، على اعتبار انها اجازات تجارية وليس اجازات ساندة، الامر الذي أدى الى الاستعانة بالوسطاء (الكفيل) لمنح القروض”.

مقترحات لخفض التكاليف

ويلفت الدكتور قصي إلى ان هناك جهودا غير قليلة تبذل على دخول المصارف في مجال التنمية الاستثمارية.

ولغرض تقليل تكاليف الإقراض، يبيّن ان “توظيف الأموال لدى النظام المصرفي بصورة عامة، وتحريك الاستثمارات المحلية لجذب السيولة الى النظام المصرفي، هي إجراءات يعول عليها في تخفيف تكاليف الإقراض الى المواطنين”.

وينبه الى ان “النظام المصرفي اليوم بحاجة الى منح ضمانات سيادية من قبل وزارة المالية بغية تقليل تكاليف فوائد القروض على المواطنين”، مضيفا ان “المصارف العراقية ليس بإمكانها المخاطرة بأموال المودعين، الامر الذي اجبرها على تشديد التحفظ على المنح، وتحاول قدر الإمكان اطلاق القروض عبر توفير سيولة مالية من فوائد القروض الخاصة بها”.

*********

الصفحة الثامنة

«واقع وآفاق التغيير الاجتماعي في المنطقة العربية»

جاسم الحلفي

- ان التاريخ البشري هو تاريخ صراع طويل ومحتدم، بين المضطِهدين والمضطَهدين، وهناك مساحة واسعة في تاريخ الثورات والحركات انطلقت من أجل العدالة والإنصاف والمساواة في التاريخ العربي المعاصر للشعوب العربية بصمتها في الكفاح من أجل التغيير، اذ يُعد كفاح الشعوب العربية من أجل الكرامة إفرازا طبيعيا للصراع بين الحكام والمحكومين. وقد حصلت عبر مراحل التاريخ السياسي المعاصر العديد من المواجهات الشعبية وتصدت الشعوب العربية للطغاة من الحكام.

- لا نهاية للصراع الشعبي في مواجهة الحكام المستبدين ما دام الظلم والجور واللاعدالة هي السائدة، قد يتوقف وربما يتراجع لكنه سيستمر بصورة وأخرى. وهذا ما استدعى قيام حركات اجتماعية ثورية تحمل هموم مجتمعها وتطالب بحقوقها المسلوبة، وتوفير البديل المناسب.

- المنطقة العربية هي ليست خارج منطق التغيير ومتطلباته، وليست بعيدة عن مخاض الثورات الاجتماعية التي هي اعقد فترات التطور الاجتماعي، حيث ان الثورة الاجتماعية هي ما تقوم به القوى الجماهيرية من نضال متفان. القوى الشعبية ذات السمات الطليعية والفكر التقدمي الحر صاحبة الأفق والمدارك الواسعة تهدف في مجرى كفاحها إلى الانتقال بالمجتمع إلى درجة نوعية جديدة، أرفع واسمى، على سلم التطور الاجتماعي.

- قبل التطرق إلى موضوعات ورقتي (“واقع وآفاق التغيير الاجتماعي في المنطقة العربية”) اود ان اعرج على عنوان الندوة الرئيسي (“ما هي اسباب تأخر الثورة الاجتماعية في المنطقة العربية مقارنة بأمريكا اللاتينية / المعوقات والحلول”)، واتطرق بشكل سريع إلى المقارنة بين تاريخ وطبيعة دول أمريكا اللاتينية وانظمتها، وأساليب كفاح شعوبها، وبين الدول العربية. فلكلا الطرفين خصائصه وطبيعة أنظمته السياسية، وثقافته، وتركيبته الاجتماعية، وموروثه، وأساليب كفاح شعبه وتطوره التاريخي. بل ان كل بلد من بلدان أمريكا اللاتينية له وضعه الخاص، كما هي الأوضاع الخاصة لكل بلد عربي، مع ذلك يمكن لنا هنا الحديث بالعموميات مرة، ومرة أخرى بالخصائص المشتركة.

الأنظمة في أمريكا اللاتينية هي أنظمة من حيث الشكل تسمى أنظمة حكم رئاسية، اما من حيث طبيعتها قبل التغييرات التي حصلت قبل نهاية تسعينات القرن المنصرم، فكانت في الغالب انظمة حكم دكتاتورية. يعوض لنا شرحها وإعطاء صورة واضحة عنها، ما تناوله الأدب السياسي والروائي في أمريكا اللاتينية، الذي وصفها بدقة مدهشة. مارست شعوبها كفاحا تنوع بين الاحتجاجات الشعبية، والكفاح المسلح في الجبال، وكذلك في المدن. يمكن الإشارة هنا إلى تجربة التوباموروس (في اوروغواي، في الستينات والسبعينات)، وحركة الكفاح المسلح التي قادها تشي غيفارا في بوليفيا حتى استشهاده البطولي في 1967 بعد اعدامه بتخطيط من وكالة المخابرات المركزية الامريكية.

واستخلصت شعوب المنطقة خلاصة مهمة هي التحالفات الواسعة، ذات الطابع الأفقي. ويمكن الإشارة هنا إلى تجربة المنتدى الاجتماعي العالمي (الذي تأسس في 2001 في بورتو أليغري في البرازيل وضم حركات اجتماعية مناهضة للعولمة)، وكذلك التحالف السياسي الذي قاد لولا إلى الفوز بالرئاسة في البرازيل في 2002، كنماذج واضحة وناضجة.

ولابد من الاشارة في هذا السياق ايضا إلى الحركات الاجتماعية والانتفاضة الشعبية في تشيلي في 2019، التي مهّدت لانتصارات اليسار الانتخابية وتُوّجت بفوز مرشح اليسار والقائد الطلابي السابق غابرييل بوريك، المدعوم من الحزب الشيوعي، في انتخابات الرئاسة في نهاية العام الماضي 2021. وأخيرا، في كولومبيا، الشهر الماضي، انتخاب اول رئيس يساري في تاريخ البلاد، غوستافو بيترو.

ويمكن القول ان التحول في هذه البلدان نتج بشكل مباشر أو غير مباشر عن انقسامات مهمة داخل النظام التسلطي، وذلك للدور الواضح لقوى اليسار الثوري، واليسار الإصلاحي والحركات الاجتماعية ذات المضامين اليسارية. التي كان لأنشطتها دور في تفاقم الانقسام داخل بنية النظام بين صقور اليمين المحافظ وبين الداعين إلى التغيير و المبشرين بمرحلة جديدة، وظهور” ظاهرة الزعيم الكاريزمي” أو الزعامة الشعبية عبر صناديق الاقتراع، كما كان لانتهاء الحرب الباردة بعد انهيار الاتحاد السوفيتي دور بانتفاء حاجة واشنطن لتعزيز الأنظمة القائمة، بل دعت الضرورة إلى اجراء إصلاحات اقتصادية وسياسية، تحت ضربات الشعب وانتفاضاته وكفاحه اليومي الشجاع.

اما واقع النظم السياسية العربية، يمكن تقسيمها إلى صنفين أو نمطين للنظم السياسية العربية قبل الحراك الشعبي، الأول أنظمة حكم ملكية تقليدية، والثانية جمهورية.

النظم الملكية التقليدية: فان تبعيتها إلى واشنطن، إلى جانب الوفرة المالية من موارد النفط جعل الأسر الحاكمة تسيطر على مفاصل السلطة، وعلى مواقع كثيرة في الجهاز التنفيذي.

اما النظم الجمهورية، فقد استمدت شرعيتها من شخصية الحاكم وشعاراته الشعبوية، وتحولها إلى أنظمة تسلطية مستبدة، وأنظمة تستند إلى مشروعية دستورية مزيفة، كحالة لبنان. وحين نبحث في الخصائص المشتركة للنظم السياسية العربية ومميزاتها:

- نجد خاصية الحاكم الواحد الذي يتحكم بالشعب وكأنه يقود رعية برمتها. فالحاكم في النظم السياسية العربية يضع المشاركة السياسية ضمن ممنوعات السياسة، على الرغم من شعار التعددية الذي يلوح به هنا وهناك. فالتعددية لا قيمة لها إن لم تكن مؤسسة على المشاركة في السلطة وضمان تداولها.

- الأنظمة السياسية العربية لا تسمح بشكل عام للعمل السياسي المعارض، ومنها ما يقمع الأحزاب السياسية، والحركات الاجتماعية المستقلة بالمعنى الحقيقي. وفي مقابل ذلك تعتمد الطائفية والقبلية والجهوية، كخصوصيات ملازمة للنظم السياسية العربية.

- منعت هذه الانظمة الشعوب من الإسهام والمشاركة، أو حتى التدخل في أي قرار من القرارات المنظمة والمسيرة لنظم الحكم في الدولة، إلى جانب ارتباط الأنظمة السياسية بالعوامل الخارجية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والعسكرية السائدة.

- ان ارتباط الأنظمة العربية بالقوى الدولية الخارجية جعلها تقع تحت نفوذ سياسي خارجي متعاظم.

- استمرار الانقسامات والصراعات العربية العربية، وغياب واضح في الرؤى الإستراتيجية الحقيقية للتعامل مع القوى الدولية، مما عمّق تبعيتها وارتهانها لتلك القوى المعادية لمصالح شعوبها.

- تعتمد انظمة الحكم على مجموعة من الوسائل والآليات من أجل الحفاظ على السلطة.

- سمة التخلف.

- على المستوى الاقتصادي تميزت الدول الريعية النفطية بالتركيز والاعتماد على تصدير الثروة النفطية، حيث ان النمو القائم على تصدير النفط والمعادن يفشل في تحقيق التغييرات الاجتماعية والسياسية المطلوبة.

-  بقيت الأنظمة السياسية العربية قبل الحراك الشعبي تحافظ على أدوات تسلطية، من دون أي تغيير.

- في جوهرها هي أنظمة معادية للديمقراطية، تتركز السلطة فيها بيد الحاكم وحاشيته، بما تعنيه هذه السلطة من احتكار للثروة، وكسب الولاءات المذهبية والمناطقية والقبلية، وبما يكرسه الحاكم لنفسه من سطوة لا تنفع معها ولا تقف في وجهها أي فاعلية مؤسسية.

- ضعف الجانب المؤسسي وغيابه، جعل الحاكم العربي مطلق التصرف في قرار السياسة الداخلية، وفي تقرير علاقة البلد مع الفاعلين الدوليين دونما استشعار أي تبيعات أو صعوبات مؤسسية، وهذه العلاقات لا تعنيها أي اعتبارات وطنية بقدر ما تضع في أولوياتها مصلحة النظام نفسه، الذي يتمحور في بقاء الحاكم في السلطة والتصرف فيها وتوريثها إلى الأبناء

- معظم القيادات السياسية العربية تضع نفسها فوق القانون والمساءلة.

- فشل النظام السياسي في تحقيق رضا الجماهير، الأمر الذي يؤكد دور المكون الأمني في ترسيخ القمع والاستبداد، وإعاقة عملية التغيير السياسي.

- الأنظمة السياسية العربية تحتكر وسائل الإعلام وتضيق على الحريات العامة، وتحتكر وسائل الإعلام التي تبقى محتكرة وتحت السيطرة المشددة.

- أنظمة تمارس الفساد في ظل غياب الرقابة والمساءلة.

- الإصلاحات السياسية في الأنظمة السياسية العربية معظمها شكلية، لم تمس سوى القشور، أو بعض من الترقيع السياسي الذي لا يغير من جوهر السلطة التسلطية.

ما تقدم يتيح لنا استنتاج عدة عوامل سياسية شكلت عقبة في طريق التحول الديمقراطي منها:

- ضعف الإرادة السياسية لدى النخب الحاكمة، فعملية التحول الديمقراطي تحتاج إلى إرادة سياسية لديها دافع حقيقي وقدرة على العمل الجاد واحداث تغييرات هامة.

- غياب المؤسسات الدستورية وضعفها وفقدان السلطات التشريعية والمراقبة أو اتخاذ القرار.

-  تدني نسبة المشاركة السياسية لدى الجماهير وغياب الضغط الشعبي.

-تعثر الاستقرار السياسي والتطرف والفوضى والإرهاب والأزمات والحروب الاهلية.

- سيادة القيم التقليدية الموروثة وجذوره العميقة في المجتمعات العربية.

- غياب منظمات المجتمع المدني التي لها دور مهم في دعم الديمقراطية.

- يعد مؤشر غياب الديمقراطية السياسية في البلدان العربية من أبرز المؤشرات التي اتسمت بها “الديمقراطية” في تلك البلدان، كونها شكلية وتتمثل بالتفرد بالسلطة وغياب مبدأ الفصل بين السلطات ورجحان السلطة التنفيذية، وغياب التعددية السياسية.

- اخفاق الأنظمة في تحقيق شعارات التقدم والحرية والعدالة الاجتماعية.

- اتساع مساحة الفقر وارتفاع معدلات البطالة وانخفاض الدخول في مقابل ارتفاع الأسعار فضلاً عن انتشار الفساد وتصفية الأصول الاقتصادية للمجتمع.

-  تردي أوضاع الخدمات الاجتماعي.

- إتساع الفقر وهو البعد الأول من أبعاد التردي الاقتصادي، حيث شهدت السنوات الأخيرة معدلات كبيرة في الفقر.

- زيادة الاتساع في الفوارق الطبقية، وانسلاخ شرائح كبيرة من الطبقات الوسطى وتحولها نحو الطبقات الأدنى. وتعاظم استقطاب الدخول والثروة، الأمر الذي يؤكد مجدداً أن هذا النمط من “التطور الرث” يعيد انتاج الاستقطاب الاجتماعي ويفاقم الثروة من جهة والفقر من جهة أخرى.

- غياب العدالة الاجتماعية: واتساع الهوة بين المتخمين والذين يعيشون تحت خط الفقر.

- عدم وجود سياسة للضمانات الاجتماعية وغياب ابسط شروط العدالة الاجتماعية.

- تهميش مشاركة المرأة: في الحياة السياسية ونشاط الدولة، إذ بقي محصوراً في إطار محدود لم يمتد إلى أجهزة الدولة التنفيذية.

- التضييق على الحريات: اقترن تعمق الأزمة السياسية بتنامي توجهات مركزة السلطة وتضييق دائرة المشاركة في صنع القرار السياسي.

هذا فضلا عن فواعل أخرى، كانت من بين أسباب اندلاع الاحتجاجات في اغلب البلدان العربية، الثورات الشعبية التي تتطلب منا مواصلة دراستها. إذ لازالت تثير الكثير من الأسئلة حول طبيعة ما يجري في العالم العربي، ولماذا عبّر الشارع العربي عن نفسه بهذه الكيفية، وكيف ستتعامل الأنظمة السياسية مع طموحات شعوبها وحراكها نحو التغيير. إنها أسئلة محورية تتعلق فيما يجري بالعالم العربي من تحول وتغيير، وتظهر الوقائع الراهنة في البلدان العربية أن لكل بلد عربي ظروفه وخصوصياته وأولياته. ولكن تُظهر هذه الوقائع والتطورات أن طبيعة المشاكل الجوهرية، التي تواجه الشعوب العربية واحدة أو متشابهة. فجميع هذه الشعوب تنشد الإصلاح والتغيير، لكنها تعاني بنسب متفاوتة من التغييب عن الحياة العامة وصنع المصير. لذلك نجد أن الشعارات والأهداف التي حملتها الشعوب العربية، وهي تجوب الشوارع وتعتصم في الميادين، تطالب بالتغيير. وبروز دور فئة الشباب بكل توجهاتهم وميولهم الإيديولوجية والاجتماعية. فهم موقدو الثورة ومفجرو التغيير وهم أداته الأساسية التي صبرت ونزلت إلى الشوارع ورفعت شعارات التغيير وهي تحمل رؤى مختلفة ومغايرة لرؤية النظام.

في تقديرنا أن المشكلة الجوهرية، التي أسهمت بشكل أو بآخر في ظهور هذه المآزق والتوترات في المجال العربي، هي غياب علاقة المواطنة بين مكونات المجتمع العربي الواحد وتعبيراته. فحينما تتراجع قيم المواطنة في العلاقات بين مكونات المجتمعات العربية تزداد فرص التوترات الداخلية في هذه المجتمعات. لهذا فأننا نعتقد أن العالم العربي يعيش مآزق خطيرة على أكثر من صعيد، وهي بالدرجة الأولى تعود إلى خياراته السياسية والثقافية، وعليه فإن الإصلاح السياسي والثقافي والاقتصادي في العالم العربي، هو حاجة عربية أصيلة وملحة وبعيدة عن كل الإسقاطات الخارجية.

اهم ما في الأمر هو اتساع الوعي بالتغيير كمفهوم واضح ترسخ في أذهان الشباب العربي ضمن رؤية متكاملة للخلاص من الاستبداد السياسي والفساد واحلال دولة المواطنة والعدالة الاجتماعية. التغيير أهم مطلب سيبقى ينشده الشباب، والمقصود به تغيير نهج الانظمة وشخوصها المتنفذة به والمنتفعة منه. مع ادراك ان تغيير مستبد ما لا يعني تغيير قاعدة الاستبداد، وانما هو حافز يشجع التمسك المطلب الرئيسي غير قابل للمساومة والاجتزاء، فنظرة سريعة إلى الأوضاع السياسية – الاقتصادية – الاجتماعية، القائمة تقودنا إلى قناعة بأن الأزمة وعواملها باقية وتتفاعل بما يزيد القناعة بعدم إستجابة الانظمة لمطالب الشعب.

ويمكن على وجه السرعة ان نلخص سمات الاحتجاجات في الوطن العربي:

1- وضوح الهدف

2- البعد الوطني للتظاهرات

3- الطابع الشعبي العام

4- المحتوى الاجتماعي

5- مشروعية المطالب

6- سلمية الاسلوب وعدم الانجرار إلى مساحة العنف

آليات وسبل التحول الديمقراطي في الوطن العربي

رغم كل ما قيل ويقال عن اسباب ومسببات ثورات الربيع العربي، الاّ ان هناك واقعا جديدا تمثل بكسر حاجز الخوف والخضوع لدى الشارع العربي وقدرة على عبور المرحلة الحالية نحو التحول الديمقراطي اذا ما اخذت الدول العربية بالاستفادة من التجارب السابقة لكثير من الدول التي انتقلت إلى المرحلة الديمقراطية. والأخذ ايضا بمجموعة من الخطوات المهمة التي سنأتي على توضيحها بالشكل التالي: -

- بناء مؤسسات ديمقراطية وفق مبدأ الفصل بين السلطات واستقلال القضاء ومهنية الاجهزة التنفيذية في الدوائر الامنية والعسكرية، وخضوع الجيش للسلطة المدنية المنتخبة من قبل الشعب.

- التوعية الديمقراطية للمجتمع من أجل ترسيخ مبدأ التحول الديمقراطي وإعداد قطاعات واسعة من المجتمع للمشاركة في العمل من أجل الانتقال إلى الديمقراطية، والايمان بأهمية ذلك لتوسيع رقعة المشاركة السياسية.

- تطوير نوعية الحياة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.

- تحقيق مساواة عادلة في المجتمع العربي بين جميع الافراد، واعطاء دور حقيقي للمرأة في كل ميادين الحياة، وترسيخ مفاهيم المساواة والعدالة الاجتماعية بوصفه ضمانة وحيدة لتحقيق الديمقراطية.

- التداول السلمي للسلطة. إن التداول بالمعنى الدقيق هو استبدال الأغلبية بالمعارضة أو تناوب قوى سياسية مختلفة على مقاليد الحكم. وتعتبر عملية التداول السلمي للسلطة من السمات الاساسية والمهمة لمسألة لتحول الديمقراطي وضرورة لا يمكن تجاهلها.

- وجود نظام انتخابي وقانون انتخابي وإدارة انتخابية عادلة وإجراء انتخابات دورية، وتأمين المشاركة في العملية الانتخابية، عبر توفير البيئة السياسية والأمنية الصالحة للانتخابات.

آفاق الكفاح الشعبي

ما يبعث على الأمل هو ثقافة الاحتجاج، والتي اكتنزت خبرات جيدة، ووفرت إمكانيات وخبرة كفاحية لا تنضب، منها:

1- حضور فاعل لشريحة الشباب في الحركات الاحتجاجية. وشكلت صدمة للطبقات السياسية الحاكمة، وذلك لسعة انتشارها، وقوة وفعالية مشاركة الشباب فيها، ووضوح مطلبها بإصلاح النظام السياسي.

2- اتساع جدل فكري وسياسي واسع تناول موضوعة المواطنة، العدالة الاجتماعية، الهوية الوطنية، الاسلام السياسي، المحاصصة الطائفية، أزمة نظام الحكم، الفساد السياسي.

3- ان عدم اهتمام الشباب او مشاركتهم في الفعالیات السیاسیة التقليدية وضعف إقبالهم على لانتماء السياسي، لا يعني بكل الأحوال عدم انخراطهم في حركات اجتماعية ذات ابعاد سياسية.

4- ان وحدة وتماسك المجتمع ينجزان بإلغاء مظاهر التمييز والتفرقة القومية والدينية والطائفية والسياسية كافة، والنظر إلى كل أفراد المجتمع بأنهم سواسية في الحقوق والواجبات.

5- التأكيد على ان الصراع القائم هو صراع شعب مقابل طبقة حاكمة نهبت ثروات الشعوب العربية. صراع واضح بين الشعب والحكام الذين استولوا على المال العام. صراع الشباب من أجل مستقبل آمن ومستقر.

6- نجاح الشباب في استخدام تكنولوجيا الاتصالات ووسائل التواصل الاجتماعي للتحشيد وفي فتح النقاش من خلالها لتحديد المطالب وصياغة الأهداف.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مداخلة في ندوة المنبر التقدمي الفلسطيني  23 / تموز  2022

 ************************

الصفحة العاشرة

عصر التنوير والجغرافيا

د. هاشم نعمة

كثيرا ما تم إرجاع  أصول الجغرافيا الحديثة إلى عصر التنوير. فالكتابات البارزة للكتاب الجغرافيين رسمت في هذه الفترة  ملامح الجغرافيا الحديثة، وكان هؤلاء قد كتبوا بعقلية عصر التنوير. وهناك أعمال جغرافية أخرى في هذا العصر اندمجت على نحو كبير جدا مع حركة التنوير طوال القرن الثامن عشر، إذ تحررت المعرفة الجغرافية من السياقات الاجتماعية والثقافية السابقة التي انتجت في ظلها. بالتأكيد، شهد عصر التنوير إنتاج كتب جغرافية عالمية متعدد الأجزاء. والملاحظ أن التركيز الذي ظهر لأول مرة لتفسير العلوم الطبيعية عائد إلى الفيلسوف إيمانويل كانت (1724-1804) وبشكل واضح في عمله عام 1757 المعنون “موجز ونشرة لدورة محاضرات في الجغرافيا الطبيعية”، حيث درَّس الجغرافيا الطبيعية في جامعة كونسبرغ  في بروسيا مدة أربعين عاما من 1756-1796. وقد رأى كانت بالتأكيد  في الجغرافيا وسيلة لتوحيد التعلم، بهذا المعنى، من الممكن الادعاء أن فهمة للجغرافيا كان وثيق الصلة بشأن تفسير التجريبية  empiricism  العقلانية كأساس للمعرفة. وهناك ادعاء آخر يساق في هذا المجال يشير إلى أن مفهوم كانت للطبيعية باعتبارها نظاما ديناميكيا كان حجر الأساس في عمل الكسندر فون همبولت (1769-1859) خصوصا في تركيبه تساؤلات القرن التاسع عشر وتغيير التصور الجغرافي حيث يكمن هنا كشف الجذور الحقيقية للجغرافيا الحديثة، لكن هذا لا يعني صحة كل ما طرحه في هذا الميدان. وفي كتابه الجغرافي الضخم “الكون” يشير الى أن جوهر مشروعه هو “توضيح التواصل الداخلي بين العام والخاص”.

من الواضح من خلال التأملات الأولية أن العلاقات بين الجغرافيا وحركة التنوير كثيرة ومتنوعة. إذ كانت المعرفة الجغرافية جزءا فاعلا في معرفة التنوير. وفي مرحلة معينة من العلاقات الإمبريالية الأوروبية مع بقية العالم، تذكرنا تلك المرحلة بالطرق التي كان من خلالها التنوير والمعرفة الجغرافية مرتبطين بمفاهيم الامبراطورية.

الاعتراف بأن المعرفة الجغرافية، إذا جاز التعبير، كانت موجودة في كل مكان، ولكن ليست هي نفسها في كل مكان خلال عصر التنوير، إذ طرحت أسئلة منهجية ومفاهيمية ليس فقط حول طبيعة المعرفة الجغرافية لكن أيضا حول جغرافية المعرفة.

بحث الجغرافيون في أثر أصول المعرفة الحديثة بما فيها الجغرافيا خلال عصر التنوير. وفي وقت أحدث، جرت مراجعة الفكرة القائلة أن عصر التنوير ظاهرة أوروبية متأصلة. ففي بعض الكتابات في سبعينيات القرن العشرين وفي عمل لاحق، جرت مراجعة هذه الفكرة بطريقتين رئيستين. إذ جرى إيلاء اهتمام إلى أداء حركة التنوير في السياق الوطني خارج أوروبا، بشكل ملحوظ في الأمريكيتين. بالإضافة إلى ذلك، تم إيلاء المزيد من الاهتمام وبشكل مفصل إلى جغرافيات عصر التنوير في داخل أوروبا. فعلى سبيل المثال، كشف التحليل كيف أن أفكار التنوير نوقشت على نطاق واسع في أطراف أوروبا في اليونان وإيطاليا وبولندا وهنغاريا وروسيا وليس فقط داخل “القلب” الفرنسي. ويرد في كتاب “التنوير في السياق الوطني” الصادر عام 1981، تحرير بورتر وتيش، وهو عمل رئيس في هذا الميدان، أن الحسابات التقليدية لم تكن تقدر الموقع الجغرافي والاجتماعي والسياسي للتنوير على نحو كاف كحركة ثقافية. يهدف الكتاب إلى فهم معنى التنوير في مجموعة من السياقات الوطنية، من خلال النظر في تجربة انكلترا واسكتلندا وفرنسا وهولندا وسويسرا وإيطاليا وألمانيا والنمسا وبوهيميا والسويد وروسيا وأمريكا. ومن دون سرد الادعاءات الخاصة بكل كاتب ساهم في تأليف هذا الكتاب، لكن يلزم استدعاء أرضية أفكار التنوير في ظروف اجتماعية واقتصادية وجغرافية معينة. فقد ساعدت الاختلافات الوطنية في استقبال هذه الأفكار سياسيا وتعليميا وشعبيا وعلى مستوى المؤسسات على تشكيل طبيعية مقاومة التنوير.

في الوقت الذي يمثل السياق الوطني للتنوير ميزة مهمة، إلا أنه بعيد عن أن يمثل الكلمة الأخير في جغرافية التنوير. إذ يحجب أحيانا حجم التحليل التباين الموجود داخل أمة معينة في إنتاج أفكار التنوير واستقبالها، وهنا لا نضيف شيئا جديدا لحقيقة أن فكرة الأمة نفسها كانت غير مؤكدة خلال هذه الفترة. وفي الواقع، تظهر الكثير من المقالات نزعة لإضفاء السمة الوطنية الأساسية للتنوير، إما من ناحية تحديد مميزات أو خصائص بلد معين أو الأخذ في الاعتبار حياة المفكرين الكبار الذين عاشوا في تلك الفترة.

يتم التعبير عن الجغرافيا هنا بوضوح، إما كمسألة موقع أو كمسألة مقياس واحد خاص بهذه الأمة أو تلك. ومع ذلك، تفهم الكثير من هذه الاعتبارات أفكار التنوير من حيث تباين استقبالها، إلا إنها لا تزال تصورها بشكل أساسي باعتبارها تجربة أوروبية وأمريكية شمالية. لكن مؤخرا أصبح واضحا على نحو متزايد أن التنوير الأوروبي تشكل أساسا من خلال التعامل مع أجزاء أخرى من العالم، وبشكل ملحوظ مع الأمريكيتين ككل ومع المحيط الهادئ. وعلى مستوى آخر، وفر الاستعمار ما أطلق عليه نيكولاس ديركس “مسرح لمشروع التنوير”، ولكن أكثر من ذلك، فقد تشكل التنوير نفسه أيضا بقوة من خلال الاتصال بالغرباء الآخرين. إذ تطلب الاتصال بالعالم الجديد لا الاعتماد على الجغرافيا كحيز وطني أو كفرع تخصصي ولكن كمجموعة من أفكار معينة وممارسات تشكلت من قبل شعوب وبيئات مختلفة. لكن هذا لا يتعارض مع فكرة أن تكون هناك جغرافيات وطنية للتنوير. فتفسير طبيعة التنوير في إنكلترا، على سبيل المثال، يسلط ضوءا مهما على طبيعية المجتمع الإنكليزي في القرن الثامن عشر وعلى الدور الحاسم الذي لعبه الفلاسفة الإنكليز في القرن السابع عشر في “أصول” فكر التنوير. وبالنظر إلى العلاقات بين الأماكن، من خلال استدعاء أفكار التنوير نفسها حيث يتم تحديد مواقعها وبأنها تتوافر على تاريخ اجتماعي وجنساني وحضور للمعاني التنازع عليها للجغرافيا والتنوير، شدد روبرتسون على كل من الطبيعية العالمية والمحلية للتنوير في فحصة للصلات بين اسكتلندا ونابولي في إيطاليا على سبيل المثال.

هذه الاعتبارات حول الطبيعة العالمية والمحلية المترابطة للتنوير – أي أنه لم يكن فقط ظاهرة وطنية -  تعزز شكوك بعض الباحثين بالفكرة القائلة بأن وعي التنوير نفسه كان إلى حد ما وعيا جغرافيا مستندا على تميز جزء من العالم يسمى “أوروبا”. كما أنهم يدعون في هذا السياق إلى المزيد من الفحص المفصل وعلى وجه التحديد لكيفية صنع التميز وليس فقط باعتباره مسألة وعي. 

 ***********************

لنقرأ ماركس وانجلز معا.. الأدب الاشتراكي والشيوعي

ثامر الصفار

لاحظنا في الفصل الثاني من (البيان الشيوعي) كيف يجادل ماركس بأنه لا ينبغي على الشيوعيين إنشاء «أحزاب منفصلة تعارض أحزاب الطبقة العاملة الأخرى». لكننا نجده في الفصل الثالث الذي حمل عنوان (الأدب الاشتراكي والشيوعي)، وهو يسخر- بمشاركة انجلز هذه المرة- من المعارضين الراديكاليين، واصفاً إياهم بـ «الرجعيين» و«المحافظين» و«الإقطاعيين» وحتى «البرجوازيين».

ما الذي يجري هنا؟ ألا يبدو هذا بمثابة وضع “مبادئ خاصة بهم” ومعارضة مباشرة لأحزاب الطبقة العاملة الأخرى أو التيارات السياسية؟ الجواب كلا حسب ماركس وإنجلز. لأنهما، ببساطة، لا يعتبران خصومهم جزءا من حركة الطبقة العاملة، بل يمثلون آيديولوجيات الطبقات الأخرى التي تحاول التأثير على العمال.

من السهل جدا فهم ذلك. لننتبه الى اننا نتحدث عن أربعينيات القرن الثامن عشر حيث بدأت الطبقتان المتنافستان، البرجوازية الصاعدة والأرستقراطية الإقطاعية المتراجعة، باستجداء تعاطف العمال معها ضمن سياسة “عدو عدوي صديقي”:

«وقد لوح الارستقراطيون براية فاعلي الخير من أجل البروليتاريا واتخذوها علما لهم كي يقودوا الشعب وراءهم. ولكن ما أن تراكض الشعب نحوهم حتى رأى الشعارات الاقطاعية القديمة تزين مؤخرتهم، فتولى عنهم وهو يقهقه قهقهة السخر والاستخفاف».

هناك أيضا اتجاهات تنشأ من داخل الطبقات التي هي نفسها ضحايا الرأسمالية، مثل صغار المزارعين أو أصحاب الأعمال الصغيرة. يمنحهم ماركس وإنجلز الفضل في انتقاد جوانب الرأسمالية عن حق مثل «بؤس البروليتاريا، والفوضى في الإنتاج، ... والحرب الصناعية المبيدة المهلكة بين الأمم». لكنهم، مثل برودون، يريدون العودة إلى اقتصاد ما قبل الرأسمالية، بدلاً من التطلع إلى ثورة الطبقة العاملة. يؤكد ماركس وإنجلز أن هؤلاء النقاد «يريدون بقاء المجتمع الحالي، ولكن مطهرا من العناصر التي تغيره ثوريا وتنخره وتحله. إنهم يريدون البرجوازية، ولكن بدون بروليتاريا».

برأي ماركس وإنجلز، لا يمكن أن تكون هناك مساومة مع هذه الأفكار. إنها ليست آراء خاطئة نشأت من داخل واقع الطبقة العاملة ونضالها. إنها أفكار غريبة، نشأت من خارج الطبقة العاملة.

يثني (البيان) على اتجاه فكري مرتبط بالشيوعيين الطوباويين مثل الكونت سانت سيمون وتشارلز فورييه وروبرت أوين. فبينما رفض هؤلاء المفكرون الثورة، إلا أنهم لم يرغبوا في التراجع إلى الانماط الاقتصادية السابقة. بدلاً من ذلك، كانوا يهدفون إلى إقامة يوتوبيا شيوعية قائمة على المساواة الكاملة - في حالة فورييه، بما في ذلك المساواة القصوى بين الجنسين. ينتقد ماركس وإنجلز مخططاتهم، لكنهما يجادلان بأنه يمكن تعلم الكثير من رؤيتهم الراديكالية للمستقبل، مثل:

«محو التضاد بين المدينة والريف، والعائلة، والربح الخاص والعمل المأجور، وإعلان الانسجام والتناسق الاجتماعي، وتحويل وظائف الدولة إلى مجرد الإشراف على الإنتاج».

موقف الشيوعيين من مختلف أحزاب المعارضة

اختتم ماركس ، الذي أنهى الجزء الأخير من (البيان) عندما كان إنجلز في باريس، بإدراج الحركات التي يعتبرها الحلفاء الطبيعيين للشيوعيين، مع تذكيرنا بأن الشيوعيين «لا يتوقفون، ولو للحظة واحدة، عن ايقاظ شعور واضح وادراك صريح لدى العمال عن التناحر العنيف القائم بين البرجوازية والبروليتاريا».

« والخلاصة ان الشيوعيين يؤيدون في كل قطر من الأقطار كل حركة ثورية ضد النظام الاجتماعي والسياسي القائم. وفي كل هذه الحركات يضعون في المقدمة مسألة الملكية باعتبار انها المسالة الأساسية في الحركة، مهما كانت الدرجة التي بلغتها هذه المسألة في تطورها. وأخيرا، يعمل الشيوعيون، في جميع الأقطار، من أجل اتحاد واتفاق الأحزاب الديمقراطية».

مرة أخرى، يؤكد ماركس على الخطوة المزدوجة التي استعرضناها في الفصل الثاني: الاتحاد مع أوسع حركة ممكنة للنضال من أجل الديمقراطية والإصلاحات الملموسة، مع إعداد العمال في الوقت نفسه للنضال من أجل تحررهم والإلغاء الكامل للملكية الخاصة والرأسمالية.

في (البيان الشيوعي) يحرق ماركس كل الجسور مع ماضيه الأكاديمي، لينهي مع انجلز (البيان) بالقول:

«فالشيوعيون يرفضون إخفاء آرائهم وأهدافهم. ويعلنون صراحة أنه لا يمكن تحقيق غاياتهم إلا من خلال الإطاحة بالقوة بجميع الظروف الاجتماعية القائمة. لترتعد الطبقات الحاكمة من الثورة الشيوعية. فليس للبروليتاريا ما تخسره سوى قيودها، وتربح عالما بأسره. يا عمال العالم ، اتحدوا!».

 ***********************

اعداد: د. صالح ياسر

فلاسفة ومفكرون.. لينين، فلاديمير ايليتش  (1870 – 1924)

 (1870 – 1924)

مواصل طريق ماركس وانجلز، زعيم البروليتاريا الروسية والدولية، ومؤسس الحزب الشيوعي للاتحاد السوفيتي والدولة السوفيتية. ولد لينين في سيمبرسك عام 1870، وفي عام 1887، وبعد أن أنهى دراسته الثانوية، دخل كلية الحقوق في كازان، ولكنه اعتقل بسبب نشاطه في الحركة الطلابية، واختفى من المدينة ووضع تحت رقابة البوليس في قرية كوكوشيكتو. في كازان (1888-1889) وسماري (1893 – 1898) درس لينين الماركسية وأصبح ماركسيا، ونظّم أول جماعة ماركسية في مدينة سماري. وعندما وصل الى سان بطرسبورغ عام 1893 أصبح زعيم الماركسيين فيها، وكان نشطا في الدعاية لتعاليم الماركسية بين العمال. وفي عام 1894 كتب أول مؤلف رئيسي له، وهو “من هم أصدقاء الشعب وكيف يحاربون الديمقراطيين الاشتراكيين”، وفيه دحض لينين النظرية الزائفة للشعبية (النارودنية) ومناوراتها. وفي عام 1895 وحّد الجماعات الماركسية في سان بطرسبورغ في “عصبة النضال من اجل تحرير الطبقة العاملة”. وبعد ذلك مباشرة اعتقل لينين وسجن ثم نفي الى سيبيريا. وفي أوائل عام 1900 هاجر لينين الى الخارج وهناك أسس “اسكرا” ومعناها الشرارة، وهي أول صحيفة ماركسية توزع على نطاق واسع في روسيا، وقد لعبت دورا هائلا في تكوين حزب ماركسي من طراز جديد، وفي وضع برامج الحزب. وقد شهد المؤتمر الثاني لعصبة النضال من أجل تحرير الطبقة العاملة عام 1903 تدشين الحزب البلشفي، الذي قاد البروليتاريا والفلاحين الكادحين – تحت قيادة لينين – في الصراع للإطاحة بالاوتوقراطية القيصرية وإقامة نظام اشتراكي محلها في اكتوبر 1917.

وقد واصل لينين، في كتابه “الإمبريالية أعلى مراحل الرأسمالية” (1916) تحليل أسلوب الإنتاج الرأسمالي الذي كان ماركس قام به في “رأس المال”، وأكتشف لينين القوانين التي تحكم التطور الاقتصادي والسياسي للرأسمالية في عصر الاستعمار. وقد تجلّت روح لينين في نظريته في الثورة الاشتراكية. فقد برهن على انه – في ظروف التطور غير المتوازن للرأسمالية في مرحلة الاستعمار – يمكن أن تنتصر الاشتراكية في بلد واحد أو عدة بلدان كبداية، ولكن ليس في كل البلدان في وقت واحد.

وإضافة لذلك يرتبط اسم لينين بتطور كل جوانب الماركسية، بما فيها الفلسفة. ففي عام 1908 كتب لينين مؤلفه الفلسفي الرئيسي “المادية والمذهب النقدي التجريبي” الذي قدم فيه تحليلا عميقا لآخر إنجازات العلم الطبيعي في ضوء المادية الجدلية، وطور المبادئ الأساسية للفلسفة الماركسية، وخاصة نظريتها في المعرفة. وعمل بكد شديد لتطوير واستكمال المادية الجدلية، التي وصفها بأنها “روح الماركسية” وبأنها “الأساس النظري الأساسي” للماركسية.

وكان لينين يعتبر نظرية المادية التاريخية أساسيا علميا للوصول الى معرفة قوانين التطور الاجتماعي، وللنضال الثوري من اجل تحويل المجتمع. ومن الأمور ذات الأهمية الخاصة بحثه في مشكلات الطبقات والصراع الطبقي والدولة والثورة، والتي يمكن العثور عليها في عمله الهام : “الدولة والثورة”.

وأعار لينين اهتماما كبيرا لصياغة التكتيكات الملموسة التي ينبغي أن تتناسب والوضع الملموس وعبارته الشهيرة : “التحليل الملموس للوضع الملموس” مهمة جدا لفهم جوهر رؤيته للتكتيكات وعلاقتها بالاستراتيجية. وأعتبر لينين إن اختيار الطبقة العاملة وحزبها هذا الشكل للنضال أو ذاك أهم مسألة للتكتيك. ولا يمكن حل هذه المسألة مسبقا، في هدوء المكاتب، ولا يعطى الجواب عنها إلا تطور الحركة نفسها ومراعاة الخبرة التي كدستها الجماهير والظروف الوطنية الملموسة.

وفي كتابه الهام : من هم “ أصدقاء الشعب “ وكيف يكافحون ضد الاشتراكيين الديمقراطيين؟ لخص لينين الموقف من أشكال النضال وتكتيكاته بعبارات بسيطة وواضحة وذات مغزى عميق في الوقت ذاته حين قال “لا يمكن إعطاء شعار النضال دون دراسة كل شكل من أشكال هذا النضال بكل تفاصيله، ودون التتبع خطوة فخطوة متى ينتقل من شكل الى شكل آخر، كي نعرف في كل لحظة محددة أن نقرر الوضع من دون أن نغفل الطابع العام للنضال وهدفه الإجمالي: القضاء التام والنهائي على كل استثمار وكل اضطهاد”

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

لينين : المصدر السابق، المجلد الأول، ص356

*******************************************

الصفحة التاسعة

نادي الناصرية يشكو قلة الدعم وفقدان مقره الرئيسي

ذي قار ـ وكالات

يعاني نادي الناصرية الرياضي من قلة الدعم والاهمال وهما سببا تراجع الرياضة في مدينة الناصرية وعدم منافسة أندية المحافظات الأخرى. وقال عضو الهيئة الإدارية لنادي الناصرية جليل زغير في تصريح صحفي امس السبت: إن “نادي الناصرية الرياضي يعاني من قلة الدعم الحكومي سواء المركزي أو المحلي، وبما في ذلك دعم وزارة الشباب والرياضة وأن النادي يعتمد على الدعم الخاص المحدود جداً”، مبيناً أن “مقره بدلاً من ترميمه استؤجر الى كلية أهلية”.

وأضاف زغير أنه “كان هناك اتفاق مع اللجنة الأولمبية لترميم النادي، إلا أنها قامت بإيجار المقر الى كلية مزايا الأهلية، وأن النادي مستقر في قاعة الإدارة المحلية وأغلب المباريات تقام خارج المحافظة”.

وذكر زغير أن “النادي حقق انجازاً غير مسبوق الموسم المنصرم بإحرازه بطولة دوري الدرجة الأولى لفئة الشباب بكرة القدم التي جرت في محافظة دهوك”.

يذكر أن نادي الناصرية الرياضي هو نادٍ أهلي تأسس العام 1961، وكان حينها يسمى بنادي الجزائر، وحقق الكثير من الانجازات عبر تاريخه، بما في ذلك فوزه على أندية كبيرة خلال فترة التسعينات عندما كان يلعب في دوري الكرة الممتاز.

**********

4 دول من أمريكا الجنوبية تقدم ملفًا لتنظيم مونديال 2030

زيورخ ـ وكالات

تقدّمت الأرجنتين، وتشيلي، والأوروغواي، وباراغواي لتنظيم منافسات كأس العالم لكرة القدم عام 2030؛ إذ أضفت الدول الأربع الطابع الرسمي لترشحها بملف مشترك يوم الأربعاء 27 تموز. وسبق للدول الأربع (الأرجنتين، تشيلي، الأوروغواي، باراغواي) أن تقدمت بطلب استضافة نسخة 2026، لكن ملفها لم يفز في حينها، وتم منح 3 دول حق التنظيم وهي الولايات المتحدة الأمريكية، والمكسيك، كندا.

وحسب ما أورده موقع “SO FOOT” الفرنسي، ستكون استضافة مونديال 2030 في أمريكا الجنوبية، لها رمزية مميزة، من خلال منح دولة الأوروغواي تنظيم النسخة المئوية من المسابقة وهي التي استضافت النسخة الأولى في عام 1930. ومن المتوقع أن ينافس الملف الأمريكي الجنوبي ملفًا أوروبيًا مشتركًا بين إسبانيا والبرتغال لتنظيم نسخة 2030، وسط تقارير إعلامية تشير إلى إمكانية دخول المغرب كدولة ثالثة لتنظيم الحدث العالمي.

يشار إلى أن اتخاذ القرار النهائي لحق استضافة كأس العالم 2030 سيُعلن من جهة الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” عام 2024.

يُذكر أن مونديال 2030 سيمثل النسخة الـ 24 تاريخيا من نهائيات كأس العالم لكرة القدم، ومن المُقرر أن تُقام النسخة الـ 22 تاريخيا من البطولة في بلد عربي؛ إذ تستضيف قطر نهائيات 2022 خلال الفترة بين 21 تشرين الثاني و18 كانون الأول القادمَين.

**************

وقفة رياضية.. الاهتمام بالبراعم وتنمية الحس الوطني لديهم

منعم جابر

لا شك ان الاهتمام بالبراعم والصغار من اللاعبين وتنمية الحس الوطني لديهم من خلال زياراتهم للمنشآت الرياضية والملاعب وتربيتهم على الحرص عليها وادامتها والمحافظة عليها، وهذا ما أكدته لنا الرياضية د. ايمان صبيح عند حديثها لنا عن تجربتها الرياضية والبطولات التي شاركت فيها وحققت افضل النتائج في داخل الوطن وخارجه خلال سني عمرها الرياضي.

لذا نجد ان دورنا كمؤسسات رياضية وأحزاب ومنظمات مجتمع مدني وقوى مساهمة في العملية السياسية هو التحرك بجدية واهتمام عال عند عملنا مع الأجيال الرياضية الجديدة من البراعم والأطفال والناشئة وترسيخ الشعور الوطني العالي لديهم.

ان قيامنا بدور المرشد والمعلم والموجه لهؤلاء الصغار سيدفعهم للشعور بالمسؤولية والحرص على المال العام وممتلكاته، وان المنشآت الرياضية هي جزء من البنية المجتمعية للمجتمع العراقي ويجب المحافظة عليها.

احبتي في المؤسسات الرياضية والإعلامية كلنا مدعوون اليوم لتعريف جماهير الرياضة والألعاب بأن هذا الملعب او ذاك المضمار او تلك القاعة الرياضية هي ملك عام للجميع فحافظ عليها من التخريب والعبث وعدم الاهتمام.

ان توعية الأطفال والبراعم بأهمية هذه المنشآت الرياضية ودورها في خدمة وتطوير العابنا المتنوعة تساهم بتحقيق الإنجازات الرياضية التي ترفع اسم الوطن في المحافل الدولية.

ولا بأس ان تقوم الاتحادات الرياضية بتعليق لافتات وشعارات في الملاعب والقاعات الرياضية لخدمة هذا التوجه ودعم هذا السلوك المثالي والوقوف بوجه البعض من ذوي النفوس الضعيفة ممن يحاولون اثارة العنف والشغب في الملاعب الرياضية.

**********

معسكر في الامارات لمنتخب الركبي استعداداً لبطولة آسيا

بغداد – طريق الشعب

غادر منتخبنا الوطني للركبي صباح امس السبت الى مدينة دبي الاماراتية للدخول في معسكر تدريبي استعداداً لخوض منافسات البطولة الآسيوية لسباعيات الركبي التي ستقام في إندونيسيا.

وقال الأمين العام لاتحاد الركبي محمد حنون في بيان للمكتب الإعلامي، طالعته “طريق الشعب”، إن “المنتخب سيدخل في معسكر تدريبي مغلق في دبي للوقوف على الاستعدادات الأخيرة قبل الشروع في صراع القارة الصفراء في إندونيسيا مطلع شهر آب المقبل “.

وأضاف حنون أن “المنتخب استعد بشكل جيد في بغداد، وسيكون معسكر دبي إضافة جديدة بعد انخراط اللاعبين المحترفين في التدريبات فضلاً عن خوض مباراتين وديتين مع منتخب الإمارات “.

وختم حنون حديثه قائلاً: “نسعى الى أن تكون رياضة الركبي في العراق رقماً صعباً في آسيا بالرغم من قلة خبرة اللاعبين، لكن مع وجود مزيج مختلط متجانس بين اللاعبين المحترفين والمحليين سيكون للعراق منتخباً قوياً”.

يشار الى أن هذه المشاركة هي الأولى للعراق في بطولة آسيا لسباعيات الركبي التي ستشهد مشاركة 12 منتخباً.

************

وطني الصالات النسوي يواصل اختباراته في السليمانية

السليمانية ـ وكالات

أقيمت في قاعةِ نادي البيشمركة في محافظةِ السليمانية، اختبارات اللاعبات الجدد لمنتخبنا الوطني للسيدات لكرة الصالات بإشراف مدربة المنتخب الوطني شاهناز ياري وطاقمها المساعد. وحضر الاختبارات عضو الاتحاد العراقي لكرة القدم، كوفند عبد الخالق، الذي أشاد في لقائه مع الملاكِ التدريبي واللاعبات بالجهودِ التي تبذل من أجل إتاحة الفرصة لأكبر عدد من اللاعبات من خلال جولة الاختبارات لإثبات قدرتهن على تمثيل المنتخبات الوطنية. وأكد عبد الخالق أن “الاتحاد داعم بشكل كبير لتطوير كرةِ القدم النسوية من أجل الارتقاء نحو مستويات متقدمة”، مشيداً “بما تحقق لمنتخبنا النسوي من إنجازٍ بإحرازهن بطولة كأس غرب آسيا الأخيرة والذي أعد بدايةً لإنجازات مقبلة لكرة القدم النسوية “.

************************************

كارينيو يحرز بطولة لوانكو لكرة التنس الشاطئية

أستورياس ـ وكالات

فاز الإسباني بابلو كارينيو، بلقب بطولة لوانكو لكرة التنس الشاطئية، بتغلبه على مواطنه فليسيانو لوبيز، على رمال شاطئ لا ريبيرا بإقليم أستورياس، شمال غربي إسبانيا. وحقق كارينيو الفوز على لوبيز بنتيجة 6-4 و6-2، وسط حضور أكثر من ألفي مشجع. ونجح بابلو كارينيو في إضافة اسمه لقائمة الفائزين بهذه البطولة، التي تضم أيضًا فليسيانو لوبيز وتومي روبريدو ألبريت مونتانييس وديفيد فيرير وخوان كارلوس فيريرو وأليكس كوريتخا وباتو كلافيت وكارلوس مويا. ويحمل الرقم القياسي للانتصارات بالبطولة، خوان باوتيستا أبيندانيو، بواقع 9 مرات فوز، آخرها كان في عام 1984.

*************

نفى استقالة مدربه.. نادي الشرطة يواصل ضم النجوم لفريقه الكروي

بغداد ـ وكالات

اكدت ادارة نادي الشرطة الرياضي، امس السبت، انها وبالتنسيق مع مدرب فريقها الكروي المصري مؤمن سليمان سيتعاقد مع مهاجم محترف ويقيم معسكراً تدريبياً خارجياً على مستوى عال.

وقال نائب رئيس النادي، غالب الزاملي، ان “الادارة تنتظر عودة مدرب الفريق مؤمن سليمان من اجازته بمصر لتحديد اقامة تجمع المعسكر والاتفاق مع لاعبين جدد استعدادا للموسم الكروي المقبل.

ونفى الزاملي وجود خلاف مع المدرب وتركه الفريق مغادراً الى مصر كما تداولت ذلك وسائل الاعلام.

واوضح ان “الادارة بالاتفاق مع المدرب تضع في مفكرتها عدداً من اللاعبين لضمهم للفريق وتعزيز صفوفه بترسانة كروية للظهور بشكل جيد في الموسم المقبل”.

واشار الزاملي الى ان “النادي جدد وتعاقد مع عدد كبير من خيرة لاعب العراق”، مبينا ان “هدفنا المحافظة على لقب الدوري الممتاز الذي حققناه في الموسم الماضي قبل سبع جولات.

ونفى ان تكون لدى ادارة النادي جلسة مع الصفاقسي التونسي للتفاوض بشأن اللاعب العراقي المحترف في تونس حسين علي بحسب ما تداولت في وسائل الاعلام، مع تأكيده لرغبة النادي بضمه وضم لاعبين اخرين للقيثارة الخضراء.

وكان فريق الشرطة قد توج بلقب بطولة الدوري العراقي الممتاز للموسم 2021-2022 قبل سبع جولات من ختامه.

***********

سلة سوريا تحرم العراق من بلوغ كأس آسيا

دمشق ـ وكالات

تغلب منتخب شباب سوريا لكرة السلة على منتخبنا الوطني، بنتيجة (71-59) نقطة، في المباراة التي أقيمت مساء الأول الجمعة، ضمن الدور نصف النهائي من بطولة غرب آسيا، المقامة حاليا في العاصمة السورية دمشق.

وبهذه الخسارة فقد المنتخب العراقي حظوظه ببلوغ نهائيات كأس آسيا، التي ستقام في العاصمة الإيرانية طهران.

وضمن لبنان الفائز في المواجهة الأولى للمربع الذهبي على فلسطين (100-38)، إلى جانب المنتخب السوري، المشاركة بالبطولة الآسيوية التي ستنطلق خلال أغسطس/آب المقبل.

وسبق للمنتخب العراقي، أن تغلب على المنتخب السوري في مباراة الافتتاح بنتيجة (66-57)، إلا أنه لم يستطع تكرار الفوز في نصف النهائي، ليتعرض لخسارته الثانية في البطولة.

*************

تشافي: ميسي يستحق فرصة ثانية في برشلونة

برشلونة ـ وكالات

أكد تشافي هيرنانديز المدير الفني لبرشلونة، أنه يتمنى عودة زميله السابق، ونجم باريس سان جيرمان الحالي ليونيل ميسي، مرة أخرى لصفوف البلوغرانا.

وقال تشافي في تصريحات نقلتها صحيفة سبورت، قبل المباراة الودية ضد نيويورك ريد بولز “أتمنى ألا ينتهي وقت ميسي في برشلونة”.

وتابع “أعتقد أن ميسي يستحق فرصة ثانية، أتمنى عودته للفريق الكتالوني”. وأضاف “إذا كان السؤال هل أرغب في عودة ميسي أم لا؟ فالإجابة هي نعم”. وأتم “عودة ميسي هي فكرة المستقبل لدى الفريق، ولكن ليس لهذا الموسم”. ورحل ميسي إلى باريس سان جيرمان في صفقة انتقال حر، الصيف الماضي، بعد فشل إدارة برشلونة في تمديد عقده، نظرا للأزمة المالية التي عاشها الفريق الكتالوني.

وينتهي عقد ميسي مع الفريق الباريسي في صيف 2023، حيث يرغب المدرب تشافي في استقدامه قبل انطلاق موسم 2023-2024.

*******

الصفحة الحادية عشر

احدث الكتب

صدرت حديثاً الكتب الآتية:

- كان في دوي الفراغ ومسرحيات أخرى/ للأستاذ شوقي كريم حسن/ عن دار الينابيع.

- للشاعر حارث معد، صدرت ثلاث مجاميع شعرية هي: زئير بحجم الخراب، ومضات في وقت متأخر، طرائدي كلمات/ عن اتحاد ادباء نينوى، مطبعة الجيل العربي، مطبعة الديار في الموصل.

- للقاص عبد الزهرة حسن، صدرت مجموعتان قصصيتان هما: القرية تروي احزانها، المدينة تشكو اشجانها/ وكلا المجموعتين صدرتا عن دار اهوار- بغداد.

- للأستاذ سعدي عوض الزيدي، صدر كتابان جديدان هما: ثلاثة مباحث في السرد، مسرحيتان وحوارية، وكلاهما صدرتا عن دار الحرم- القاهرة.

- لن تهدأ / قصص: ناظم علاوي/ عن دار ماشكي.

- مشوار الحب/ شعر: هاشم الفاخر/ عن دار امل الجديدة- دمشق.

- شظايا وحبات كرز/ شذرات للأستاذ نواف خلف السنجاري/ عن مطبعة روزهة لات/ أربيل ضمن مشروع توثيق الإبادة الجماعية للايزيديين.

**************

المفكر والروائي الراحل د. رسول محمد رسول: عندما تتحول المرأة العربية الى «أنثى غجرية»

فاضل ثامر

رواية “انثى غجرية” الصادرة عام ٢٠١٨،للمفكر والروائي الراحل د. رسول محمد رسول،الذي فقدته مؤخراً الاوساط الثقافية العراقية والعربية، هي رواية عن محنة المرأة العربية، ومنها العراقية، عندما تضطر الى الهجرة خارج وطنها، بحثاً عن وطن بديل إفتراضي، بعد أن شعرت بانعدام أوكسجين الحرية، وتعرضها الى مخاطر القتل والاستباحة والاغتصاب، من قبل عصابات ومافيات تتستر زوراً بشعارات الدين والوطنية،فتتحول على الرغم منها الى انثى غجرية.

والرواية تدور حول تجربة فتاة عراقية مسيحية من مدينة البصرة هي (أسماء يوسف)، التي وجدت نفسها مضطرة الى الهجرة الى عدد من مدن العالم منها الأردن ودولة الامارات والمغرب وفرنسا، وتكشف الرواية عن مرارة الحياة التي عاشتها البطلة في حلها وترحالها، كما يقال، ولذا بدت إمرأة إستثنائية وشجاعة وهي تقاوم عواصف الزمن وتياراته الطاردة بذراع واحدة، لأنها ولدت بذراع مشلولة، كما أنها فقدت والدتها (نعيمة شمعون) على فراش الولادة وكأن موت والدتها كأن هو ثمن الصرخة الأولى التي أطلقتها في وجه العالم وهي تخرج مدماة من رحم الأم الميتة.

والرواية تكشف منذ صفحاتها الأولى، بل ومن العتبة النصية الأولى التي تستهل بها الرواية، أنها رواية ميتاسردية، إذ تعلن بطلة الرواية عن عزمها على كتابة روايتها الخاصة، التي ستكون عن حياتها، لذا فهي تخاطب الراوي أن يتوقف عن الكلام لأنها قررت أن تكتب روايتها الخاصة، وهو ما أعلنت عنه في “ العتبة النصية”الأولى للرواية:

“أيها الراوي

توقف عن الكلام

قل للروائيين أن يرحلوا بعيداً عني

قل لهم أن اسماء يوسف أصبحت روائية.” (ص 5)

ونجد هنا، فضلاً عن رغبة البطلة في كتابة روايتها الخاصة بها، اشارة واضحة الى عنوان الرواية ذاته “ انثى غجرية” وهو موضوع سنتوقف عند دلالته لاحقاً، ومن الملاحظ أن هذه العتبة النصية التي تستهل بها الرواية تعود ثانية الى الظهور في نهاية الرواية (ص 142 – 143) مما يمنح الرواية صفة الرواية الدائرية التي تنتهي من النقطة التي بدأت بها، وهو أمر يتيح الفرصة للقارئ لقراءة نقدية تأويلية غنية.

والرواية في الجوهر، رواية شخصية لأنها تتمحور حول تجربة حياة بطلته اسماء يوسف واضطرارها الى التنقل من بلد الى آخر، بحثاً عن الأمان، والحرية والكرامة الانسانية. ومع أن الرواية ذات طبيعة سردية ذاتية مبأرة، لأنها تعبر عن ذات البطلة ورؤيتها، الا أن الرواية، من جهة أخرى، تنطوي على تنويعات سردية مختلفة، منها السرد العليم الذي تستهل به الرواية، فضلاً عن المكانة الخاصة التي تحتلها الرسائل، وبناء المشاهد والسيناريوهات السينمائية في البنية السردية. ولايمكن أن ننسى أهمية المقابلة التلفزيونية التي أجراها معها الصحفي الفرنسي (روبي)، والتي كانت بمثابة انموذج للصحافة الاستقصائية، كشفت فيها البظلة عن صفحات مجهولة من حياتها، من خلال الحركة الخطية المتصاعدة لبناء الرواية، حيث راح البياض الدلالي كما يقول السيميائيون لشخصية البطلة (أسماء يوسف) بالامتلاء، شيئاً فشيئاً، فاصبحنا أمام شخصية أنثوية إشكالية استثنائية. فهي فتاة مسيحية تعتز بارتداء قلادتها التي تحمل صليباً برونزياً أحياناً، وهي تفقد أمها (نعيمة شمعون) عند الولادة، لتطل على العالم بذراع مشلولة، فلتنتقل حضانتها الى اثنين من الامهات الحنونات هن (طاهرة) و(ميري) اللواتي يرحلن تباعاً، فتظل وحيدة تواجه المجهول، لكنها تمتلك الارادة الاستثنائية الصلبة لمواجهة هذه الصعاب، فتكمل دراستها في اللغة الفرنسية في كلية اللغات بجامعة بغداد، وتصبح مترجمة محترمة مرموقة. لكن هيمنة لغة العنف والاستباحة والاغتصاب والقتل التي هيمنت على الحياة في المجتمع العراقي، دفعتها الى الهجرة بعيداً عن وطنها الذي ظلت تحن اليه وتحلم به.

لقد كانت البطلة (أسماء يوسف) تبدو في تنقلها الاضطراري بين الاوطان البديلة، تشعر أنها مثل البدوي، أو الغجري الذي اقترنت حياته بالتنقل الدائم، مما دفعها الى أن تطلق على نفسها، وعلى الرواية التي شرعت بكتابتها بـ “ انثى غجرية”. لكن بطلة الرواية (أسماء يوسف) حاولت توضيح معنى هذا المصطلح الذي قد يلتبس بدلالات أخلاقية انحطاطية، فقد نفت في مقابلة تلفزيونية مع الصحفي الفرنسي (روبي آلن) أن يوحي تعبير انثى غجرية” الذي أطلقته على نفسها، انها متاحة للجميع كأنثى:

“ الأنثى الغجرية.. انسانة عصفت بها الحروب الطاحنة وأهواء العنف الدموي.. ما أقصده هنا تلك المرأة العربية التي باتت رحّالة، وهي تفقد أوطان عدة تباعاً حد الضياع.” (ص 51)

وتبرر تسمية الانثى الغجرية أكثر من مرة:

“ هل أنا انثى غجرية؟ نعم أنا كذلك، وتجربتي خير دليل. “ (ص 51)

وتشير (أسماء يوسف) الى انها بعد أن فقدت أمها البيولوجية (نعيمة شمعون) اثناء الولادة، فقدت أمها الثانية (طاهرة) ثم الثالثة (ميري)،وأخيراً فقدت والدها الذي كان يؤمن لها الرعاية والبحث عن ام بديلة، كما أشارت الى أنها فقدت مدينتها البصرة، ووطنها العراق، وانتقلت الى اوطان بديلة جديدة، فوجدت نفسها في عمّان، والمغرب والامارات،حيث تعرضت في المغرب اثناء محاولتها الهجرة غير الشرعية الى اسبانيا الى الاغتصاب من قبل احد المهربين،مما اضطرها الى دفعه الى البحر ومن ثم قتله بالمجذاف. وها هي تعبر عن محنتها وضياعها،وهي تسير نحو المجهول:

“ ولا أعرف في أية أوطان سأكون في مرحلة لاحقة، أنها رحلة غجرية لا تبدو أنها ستقف عند مكان ما، في هذا العالم الصغير.” (ص 52)

ان (اسماء يوسف) تلخص مأساة المرأة العربية، المقتلعة رغماً عنها، من وطنها، ومن جذورها من “ المكان الاليف” الذي تحبه بتعبير (باشلار) نحو أماكن بديلة لها “معادية” بحثاً عن حريتها وأمنها وكرامتها. وفي الوقت ذاته تكشف البطلة عن قوة الارادة التي تمتلكها لمواجهة كل هذه المآسي والعواصف والخسارات، والسير مرفوعة القامة، وهي ترفع يافطة انسانيتها وأنوثتها المهددة بوجه الخراب والعنف والاستبداد، وتواصل الدفاع عن عالمها الانساني الخاص بها، دونما استسلام، أو قبول بالهزيمة. لقد كانت تخوض معركتها الخاصة ضد العوق والعجز والاجحاف والتنكر بشجاعة وثقة:

“ سأتحداك يا عجزي، أنا إبنة التضحيات، إبنة المعجزات، سأفعل ذلك رغم ضعفي.” (ص 39)

ولذا فقد أضحت البطلة (اسماء يوسف) رمزاً للمقاومة الانثوية في عالم الاستبداد السياسي والهيمنة الذكورية، كما أصبحت رمزاً متألقاً يحتذى به في عالم المعاقين الذين يبحثون لهم عن مئال ملموس وشجاع يضيء لهم طريق المستقبل والحياة والأمل.

وتعزيزاً للمنظور الميتاسردي في الرواية، نجد البطلة (أسماء يوسف) – والكاتبة المفترضة للرواية تميط اللثام عن الحوافز الداخلية والنفسية والجمالية التي تدفعها الى الكتابة، فتشير الى إطلاعها على كتابات الناقد الفرنسي (رولان بارت) وقصائد الشاعرة المغربية (فاتحة مرشيد)،فتنثال كلمات الغياب، وابتكار الذكريات، وكأنها تستكمل الجانب الاجتماعي والتاريخي والنفسي الناجم عن القهر الاجتماعي وغياب الحرية واستعباد الانثى، بالدوافع الجمالية والفنية التي ألهمتها في مشروعها الكتابي، فتوقفت عند كتاب رولان بارت” شذرات من خطاب في العشق”والتي الهمتها فكرة الغياب “ فكرة أن تكون المرأة شجاعة في كتابة الغياب برواية أو قصة بدت تستأثر باهتمامها” (ص 57)

كما ألهمتها قصائد (فاتحة مرشيد) عن الغياب وابتكار الذكريات والتي زادت من اصرارها على أن تكون مبتكرة وخلاقة في كتابتها وتدوين ذكرياتها عن نفسها. وعن بنات جنسها، كما نجد ذلك في هذا المونولوغ الداخلي:

“آه منك يا أسماء.. الغياب، غياب الأحبة عني، ما يلاحقني هو غيابهم، لابد لي من إبتكار كتابة الذكريات، لا بد أن أكون مبتكرة، بل خلاقة في ابتكاري.” (ص 57).

وتعترف (أسماء يوسف) أن قراءة بارت وفاتحة مرشيد قد فتحت شهيتها للكتابة، وايقظت الرغبة بالكتابة عن تجربتها، مما يجعلها تجد مفاتيح قضيتها، كأنثى بعذبها الغياب” (ص 58).

ولم تقتصر (أسماء يوسف) في الحديث عن عالمها الخاص ومحنتها كأنثى، بل فضحت الانظمة السياسية والاجتماعية التي أسست لهذا الخراب وهذا التدمير لشخصية المرأة،وركزت بشكل خاص على تعرية النظام الدكتاتوري الصدامي،كما كشفت عن اتأثيرات المدمرة الي تركها الاحتلال الامريكي على حياة الناس وامنهم ومستقبلهم.

والمحت البطلة الى انهيار القيم بتأثير الحرب” صارت أخلاق الناس تنحدر الى أنانية غريبة. كانت بغداد مدينة تغرق بأوحال الضياع والزوغان في كل أشكالهما. كانت العاصمة، وما زالت مدينة الاحتضار المروّع، كانت تصرخ بالم ولا أحد يسمعها، فكانت تمضي بلا سيقان تحملها، سوى أصابع قدم مهشمة.” (ص 77)

وكشفت عن إضطرار الناس الى الهروب من وطن ينخره الجوع والموت البطيء، وهم يبيعون بيوتهم وأغراضهم بأثمان بخسة لتجار وسماسرة أوغاد، سرقوا الكويت. وعادوا ليسرقوا بلدهم من جديد. وتحدثت بمرارة عن حياتها زمن الحصار في بغداد:

“ عشت في بغداد الحصار، وكنت أشاهد كيف تؤكل العاصمة من كتفها، وكيف تنخر من خاصرتها، كلما تمادى الحصار الاقتصادي، كلما تهيأت بغداد لانهيار قادم، لنهش جديد، حتى صارت بلا ملامح سوى كونها مدينة مهزومة، تمرح بها شياطين الخراب.” (ص 78).

ولم تتوقف الراوية عند ظروف العراق تحت ظل نظام صدام حسين الدكتاتوري، بل غطت مرحلة ما بعد الاحتلال الامريكي للعراق عام 2003:

“ بدت العاصمة وضواحيها غابة وحوش بعد مرور عام على إحتلالها.” (ص 78)

وخلال تلك الفترة المتسمة بالصراع الطائفي، اتصل بها الدكتور دانيال وأخبرها أن بيتهم بالبصرة استولت عليه جماعة دينية “قلت له: اتركه، واتركهم، انهم يعيشون زمنهم الذي لهم، هم إسلاميو هذا العصر، ولا نجاة من ظلمهم الا بالرب الرحيم العادل.” (ص 79)

وقالت للصحفي الفرنسي الذي أجرى معها مقابلة تلفزيونية بمرارة:

“وطني احرقه الغزاة والمرتزقة، وسرق ما تبقى فيه حثالة اللصوص.. أصبح الوطن الحقيقي مفقود الوجود. أصبح عليك أن تعثر عليه، تبحث عنه، تنقذه من النسيان.” (ص 49)

وتعرضت البطلة في إحدى المرات الى خطر الموت عندما دق الباب أفراد لا تعرفهم وطلبوا منها الرحيل من البيت والمنطقة” فأنا مسيحية كافرة “بحسب منظورهم، لكني أعرف انهم مجرد عصابة فاتكة تريد المتاجرة بالبيت، مثلما تتاجر بالدين.” (ص 80).

واضطرت الى الهروب بنفسها فجراً دون ان يراها أحد، لكنها وجدت ملاذاً في بيت صديقة لها إسمها (زينب) وهي مسلمة شيعية من زميلاتها في الجامعة حيث استقبلتها في بيتها في مدينة الكاظمية، وعاشت معها ومع عائلتها بأمان. وصورت أسماء حال مدينة بغداد التي تحولت الى مدينة أشباح وقتل يومي وصار ذبح البشر فيها على الهوية.” (ص 81).كما تحدثت (أسماء) لمجلة (زهرة) عن حالة المرأة العربية بعد ظهور منظمة داعش الارهابية:

“ ليس فقط المرأة العراقية، بل المرأة العربية عموماً. انظري الى عدد كبير من النساء السوريات، فهن إما جائعات أو مشردات أو سبيات لدى الدواعش،.. وكذلك هي حالة المرأة في العراق بعد إحتلال الموصل.” (126).

والرواية، بقدر ماهي رواية عن محنة المرأة العربية عندما تضطر الى الهجرة، فتتحول الى “ انثى غجرية”، فهي أيضاً شهادة وادانة ضد أنظمة الاستبداد العربية وفي مقدمتها نظام صدام حسين الاستبدادي، والنظام الطفيلي الطلئفي الذي جاء به الاحتلال الامريكي للغراق والتي مهدت لهذا الضياع، والتمزق في النسيج الاجتماعي العراقي والعربي.

**************

متى تزور ترابنا؟

مهداة الى الراحل مظفّر النواب

حسينة بنيان

من ذلك الدرب الطويل

سيرنُّ صوتُكَ هائماً

بتراب دجلتنا المقدَّس

أذ يقول

ماذا عن الريل المسافر هل أتى

وعن البنفسج أذ يصوغ العطر

من خلف الحدود

وعنك ماذا يامظفّرَ

حين ينقطعُ البريد

ويضيعُ عُشقكَ  من بعيد

ماذا عن الجرح الكبير

ومتى يحنُّ تُرابنا

ومتى تزور

هي ذي عروسُك دجلةٌ

جفّت وراحت في سبات

فمن يُصلّي خلفها

بعد الممات

ياسندباد لوائنا

في ذلك السفر البعيد

قل يامظفّرَ هل حلمتَ

بما كتبت وما تُريد

وهل أتى اليوم السعيد

قل يامظفّرَ فالعراق

مازال يُطحنُ قلبُهُ

ويئنُّ من تحت الحديد

والارضُ مازالت تجود

بتلك جنات الجدود

في عصرنا الموؤد يبكي الكبرياء

وتلك بغدادُ العتيقةُ تستعير

موجَ  البحار الهائمات

أذ جفَّ نهرٌ يامظفّرَ

ولم تعد تلك الطيور

تُهيمُ فجراً تحتمي

تحت الصخور

العيدُ عاد ولم تعُد

العيدُ ينتظر الوعود

وأنت تدري يامظفّرَ

أنَّ أهلك في العراق

فرشوا بساط اليأس

وأحترق النهار

بلا قرار

فقد أُبيحَ الانهيار

وبان منهلهُ الكسير

عُد يا مظفّرَ لو تُريد

ويعود صوتُك عاشقاً

تلك الورود

وتعودُ تهتفُ من  جديد

عش سالماً ومنعمّا

فوق الذُرى

عش يا عراق

***********

قصة قصيرة.. بيت الموتى

حسين المندلاوي

منذ أسابيع وهذا الشتاء لا يكف عن الصهيل ..إنه يتدفق ثلجاً ومطراً ومع ذلك نجد الاولاد مستبشرون وراء هذا الشتاء القاسي ربيعاً واعداً .. عند المساء جلس لقمان على طرف فراش أبيه منكمشاً كطفل صغير:

_ أبي ألا تستطيع الوقوف على قدميك ..

لم يكن ينتظر جواباً لذلك تشاغل بنكت فيما كان رماد سيكارته يتجمع ثم واصل كلامه:

_ الأعلاف بدأت تنفد وهذا الشتاء لايريد الرحيل ..

قال الأب العجوز بصوت متحشرج :

_ عندما يبرز الورد الأزرق من بين الثلوج شدوا الرحال .. خذوا طريق دويران ولكن حاذروا عندما تعبرون النهر ..

_ وأنت يا أبي ..

_ ياولدي ساقاي لم يعودا يحملاني .. أنا أنتظر قدري  ..

عندما أشرقت الشمس في اليوم التالي بدت السماء واسعة كبحيرة زرقاء لا حدود لها فيما كانت ثلوج المنحدر تذوب قطعة إثر قطعة ليبرز من بينها الكثير من الورد الأزرق ..

تجمع الأولاد والأحفاد هناك على طرف الوادي يتأملون بفرح ذلك المنظر البهيج الذي انتظروه طويلا ثم دخلوا على أبيهم .. كانوا يتهامسون وهم يتزاحمون حول فراشه .. رائحة الورد الأزرق أثقلت أنفاس الرجل العجوز فأغمض عينيه  على السحر الأزرق  ثم غاب في خدر لذيذ ومع إغفاءته تسلل ألأولاد خارجين .. بين إغفاءة وإغفاءة غاص الأب في نوم عميق وحين استفاق كان نثار من ضوء باهت يتسلل من الكوة فعرف أن الوقت يقترب من الغروب ..تلفت حواليه ..جرار ماء وآنية طعام رصت بعناية  وخبز منضد على غلالة صوف ..

من الصمت الذي يلف المكان  أدرك انهم رحلوا وقدر إنهم آلان على الجبل وهم آلان يدخلون الأغنام في الكهف الكبير ..

داهمه حنين إلى أيام الكهف ورائحة الغنم الرطبة وهو يدس جسده المبتل بين أصواف الكباش الكبيرة ثم التفت الى الجهة الأخرى .. كان الباب مبنياً بطين لازال ندياً ..سرت في أوصاله رعشة خوف وأحس بجسده يتضاءل  وأن روحه تغور في فراغ عميق ..  أغمض عينيه وتلمس أرغفة الخبز  وخمن أنها ستعينه على البقاء لشهر وأكثر ..

سنين طويلة إنزلقت من عمره فجأة وحياته تقطعت أوصالها هذا اليوم وهو ألآن بلا ذكريات ولا أمل .. أولاده رحلوا بعد أن بنوا الباب عليه حتى لا تصل اليه الذئاب الجائعة ..الضوء الشحيح شيئاً فشيئاً توارى والظلام بدأ يتكاثف .. ظلام سيرهق ساعات ليله الأسيرة بين جدران مغلقة وهو بلا إختيار كجثة تتدلى من غصن شجرة ..

عاد المطر ينهمر في زخات خفيفة  ومع سطوع البرق لمح وجه أمه في الظلام ..

 _ أماه هذه الحياة خذلتني ..

_ نعم ياولدي مثلما استدرجتني أنا أيضا الى هذا المصير ..

_والأولاد تركوني ..

_ أنت ايضا تركتني وحيدة بين هذه الجدران المقفلة ..

_ لكني تركت لك مؤونة كبيرة ..

_ كيس الجوز أدامت حياتي شهوراً ..

_ وأقمت لك مأتماً كبيراً .. ذبحت شياه كثيرة ..

أختار ألاولاد أن تكون عودتهم في نهاية الخريف في أعقاب بيوتات القبيلة ليتسنى لهم أقامة مأتم كبير يليق بمقام والدهم ..

عندما وصلت قطعان أغنامهم الى القرية أسرع بعض الأولاد الى المقبرة ليحفروا قبراً  فيما أنشغل الأحفاد بهدم الجدار المقام على الباب ومع كل حجارة تسقط من الجدار كان عويل النساء يرتفع أكثر ..كان لقمان يطلق عيارات نارية من البندقية القديمة بأتجاه القرى البعيدة  فيما كان بقية الأولاد يلمون رفات ابيهم في كيس من الخام الأسمر  ..

توافدت وجوه القبيلة من القرى البعيدة يحملون حطباً كثيراً على بغالهم ..تعاظمت كومة الحطب وكان ذلك يعني إن أبناء القبيلة سينعمون لأيام عديدة بطعام وافر.

**********

الصفحة الثانية عشر

شارع بغدادي باسم

الجواهري الكبير

بغداد – وكالات

أعلنت أمانة بغداد عن تسمية أحد شوارع العاصمة باسم شاعر العرب الأكبر محمد مهدي الجواهري.

وذكر بيان صادر عن الأمانة الأربعاء الماضي، أن اجتماعاً لهيئة الرأي عقد برئاسة أمين بغداد لبحث عدة مواضيع تخص الواقع الخدمي للمدينة، خرج بقرارات عدة، من بينها إعادة تسمية الشارع الواقع بين ساحتي «قحطان» و»النسور»، باسم الشاعر الجواهري، تزامناً مع الذكرى ٢٥ لرحيله.

وأضاف البيان أن «أمانة بغداد أعدت خطة بالتنسيق مع وزارة الثقافة لتخليد الرموز الثقافية والأدبية والفنية العراقية عبر أعمال فنية ونصب جديدة، إلى جانب الاهتمام بالمواقع التراثية في العاصمة»، مشيرا إلى أن «إعادة تسمية أحد أهم شوارع بغداد باسم الراحل الجواهري هو استحقاق لاسمه الكبير كونه شاعراً فريداً من نوعه تميز بفنه الشعري إلى جانب أعماله الأدبية».

وحلت الأربعاء الماضي 27 تموز، الذكرى 25 لرحيل الشاعر الجواهري الكبير، وفي هذه المناسبة نظم الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق احتفالية استذكارية. كما أقامت وزارة الثقافة حفلا مركزيا، فضلا عن ندوة عقدها المركز الثقافي البغدادي بالاشتراك مع اتحاد الأدباء والكتاب ورابطة المجالس الثقافية البغدادية.

************

معاً لبناء بيت الحزب.. بيت الشعب

دعماً للحملة الوطنية لبناء مقر الحزب الشيوعي العراقي، تبرع الرفاق والأصدقاء:

- الدكتور ماهر خضير سلمان مليون و200 الف دينار

- الرفيقة نرجس السيفي “أم ولسن” (1000) كرون سويدي.

الشكر والتقدير للرفاق والأصدقاء على دعمهم واسنادهم حملة الحزب لبناء مقره المركزي في بغداد.

معاً حتى يكتمل بناء بيت الشيوعيين.. بيت العراقيين.

**********

حفل بهيج  في مناسبة عيد الصحافة الشيوعية

بغداد ـ طريق الشعب

اقامت لجنة الاعلام المركزي في الحزب الشيوعي العراقي الخميس الماضي حفلا بهيجا بمناسبة الذكرى الـ 87 لتأسيس الصحافة الشيوعية العراقية.

اقيم الحفل على قاعة جمعية المهندسين في بغداد، وحضره حشد من الصحفيين وقراء الجريدة ورفاق وأصدقاء الحزب.

وبدأ الحفل بعزف النشيد الوطني، ثم دعا عريف الحفل الحضور الى الوقوف دقيقة صمت احياء لذكرى شهداء العراق والحزب والصحافة الشيوعية.

وألقت عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي الرفيقة دينا الطائي كلمة اللجنة في الحفل ، وفيها اكدت تواصلَ مسيرة صحافِة حزبِنا وإعلامه، برغم كلّ المعوقاتِ الماليّة والبشرية والسياسيّة، وشددت على السعي من دون كللٍ لجعْلها وسائلَ إعلامٍ للجماهير المتطلعةِ نحو التغييرِ الشامل المنشود، وصولاً إلى اقامة العراقِ الحرِ والشعبِ السعيد ( النص الكامل للكلمة منشور في الصفحة الثانية).

وكالعادة في هذه المناسبة السنوية، كرّم الرفاق في قيادة الحزب الشيوعي عددا من رواد الجريدة وصحفييها والعاملين فيها، وهم هذه السنة كل من جمال العتابي ، داود امين ، ممتاز الحيدري ، مقداد مسعود ، محمد الكحط ، سلام القريني ، عبد الرحمن فليفل ، سهاد ناجي ، الراحل محمد كريم فتح الله ، ستار الناصر ، مرتضى حسن .

وعلى انغام فرقة أوريس اختُتم الحفل بوصلات غنائية وموسيقية.

*************

بمشاركة 40 شابة.. بازار خيري في الناصرية

الناصرية – وكالات

نظمت”مؤسسة الخمائل” للتنمية ومناهضة العنف ضد المرأة في ذي قار، أخيرا في مدينة الناصرية، بازارا خيريا بمشاركة 40 شابة، وذلك في إطار دعمها مهارات النساء وخبراتهن في مجال الحرف اليدوية، وتسويق منتجاتهن.

وقالت رئيسةالمؤسسة خمائل الزيادي، أن مؤسستها، وهي مؤسسة نسوية مستقلة غير حكومية، أخذت على عاتقها تطوير مهارات الشابات في مجال الحرف اليدوية، مبينة أن البازار ضم اكسسوارات وملابس ومواد تجميل وأطعمة، فضلا عن معرض للكتاب.

ونوّهت في حديث صحفي، إلى أن المرأة في ذي قار بحاجة إلى المزيد من الدعم المجتمعي والحكومي، وإلى إشراكها في سوق العمل، وإيجاد منافذ تسويقية لمنتجاتها، لتكون عنصرا فاعلا في تطوير الاقتصاد الوطني.

.............

ووزع المشاركون في الجولة على المواطنين وأصحاب المحال التجارية نسخا من البيانات السياسية الأخيرة الصادرة عن الحزب. وتبادلوا معهم الحوارات حول الانسداد السياسي الحالي، والذي لا يمكن أن ينفرج دون الخلاص من نهج المحاصصة الطائفية والشروع بالتغيير الشامل.

**********

على قاعة شيوعيي البصرة .ز باسمة الحسن تعرض رسوما وتوقع ديوانا

البصرة – باسم محمد حسين

ضيّف “ملتقى جيكور” الثقافي في البصرة و”دار الأدب البصري للنشر”، الثلاثاء الماضي، الرسامة والشاعرة باسمة الحسن، لتعرض نماذج من رسومها وتوقع ديوانها الشعري “ذاكرة حرف”.

حضر الجلسة التي عقدت على “قاعة الشهيد هندال” في مقر اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في البصرة، جمهور من المثقفين والأدباء والفنانين من البصرة ومحافظات عدة.

وبعد أن اطلع الحاضرون على نسخ مصورة لرسوم الضيفة جاءت موزعة على “بوستر” كبير، افتتح الشاعر والإعلامي عبد السادة البصرة الجلسة بتقديم السيرة الذاتية للحسن. ثم تحدثت هي من جانبها عن بداياتها الفنية والشعرية، وعن أسلوبها في التوليف بين الألوان والحروف.

وخلال الجلسة، تحدث عدد من الحاضرين عن تجربة الضيفة، بضمنهم الفنان حسن الكيف، الناقد مقداد مسعود، رسام الكاريكاتير احسان الفرج والرسام صبري المالكي.

وفي الختام قدمت “دار الأدب البصري” لوحا تقديريا للرسامة والشاعرة باسمة الحسن، فيما وقعت هي بدورها نسخا من ديوانها الشعري وأهدتها للحاضرين.

************

معرض فني للمصغرات في كربلاء

كربلاء – سلام القريني

افتتحت جمعية الفنانين التشكيليين العراقيين في كربلاء، أخيرا على قاعتها، معرضا فنيا للمصغرات (لوحات صغيرة)، بمشاركة 38 فنانة وفنانا من كربلاء وبغداد. ووسط جمهور من مثقفين وفنانين وأدباء ومتذوقين للفن التشكيلي، افتتح القاص جاسم عاصي المعرض، ليطلع الجميع على لوحات منجزة بالألوان الزيتية والمائية وألوان الاكريليك والباستيل. وقد جاءت الأعمال جميعها بقياسات صغيرة لا تتجاوز 20 X 20 سنتيمترا. وعن المعرض قال رئيس الجمعية الفنان محمد حاتم في كلمة له، أنه “عالم مصغر نتطلع من خلاله الى عالمنا الأكبر الذي يخلد واقعنا ومشاعرنا وافكارنا بكل جدية وحرفية”، موضحا أن هذا المعرض يمثل مساحة تعبيرية جديدة ويتضمن ابتكارات فنية احترافية تنقل المتلقي بين المدارس الفنية بالرغم من صغر قياساتها. وكان بين الحاضرين سكرتير اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في كربلاء صباح الحمد  الذي أعرب لـ “طريق الشعب” عن سعادته بهذا المعرض وغيره من الفعاليات الفنية والثقافية التي تشهدها المحافظة.

***********

بجهود فردية .. مزارع يستصلح 1200 دونم بائرة في ميسان

العمارة – وكالات

تمكن مزارع من ناحية المشرّح في محافظة ميسان، من استصلاح أرض بائرة مساحتها 1200 دونم، عبر تنفيذ مشروع إروائي مغلق يتغذى من ذنائب الأنهار. وقال المزارع خالد الساعدي، إنه تمكن، بجهود فردية وعلى نفقته الخاصة، من استصلاح هذه الأرض التيتقع في “منطقة جريت” ضمن أهوار المشرح، مبينا في لقاء متلفز أجرته معه وكالة أنباء “المربد”، أن هذه الأرض كانت بورا بسبب وقوعها في منطقة تشهد نزاعات عشائرية. وأوضح أن عملية الاستصلاح تمت من خلال إنشاء ناظم إروائي مغلق يتغذى من المياه الواردة إلى ذنائب الأنهار، مع استخدام وسائل الري الحديثة للتقليل من استهلاك المياه، إلى جانب المعدات الزراعية الحديثة التي تساعد في زيادة المحاصيل. ولفت الساعدي إلى أنه استطاع، من خلال حفر خندقحول الأرض الزراعية، الاستفادة من مياه البزل في السقي، ثم إعادة تدويرها وتصريفها في الأهوار، مؤكدا أنه يستطيع استصلاح أكثر من 5 آلاف دونم لو أنه تلقى الدعم اللازم.

***********

“شارع الرميثة الثقافي”.. مسعى لتنشيط الثقافة والفنون في مدينة منسيةّ!

متابعة – طريق الشعب

تتواصل فعاليات “شارع الرُّميثة الثقافي” الذي افتتح في آذار الماضي في قضاء الرميثة بمحافظة المثنى، بواقع يوم واحد في الأسبوع، وذلك في محاولة لتنشيط الواقع الثقافي في مدينة تبدو منسية مهملة حكوميا من هذه الناحية ايضا.

وجاء افتتاح هذا الشارع ضمن جملةِ شوارع ثقافيّةٍ وأرصفةٍ معرفيّةٍ انتشرت في العديد من المحافظات، على غرار شارع المتنبي في بغداد من حيث إقامة معارض الكتاب والمعارض التشكيلية والجلسات الأدبية وغير ذلك من الفعاليات الفنية. 

ومنذ الجمعة قبل الماضية 22 تموز المنتهي، انطلقت في شارع الرميثة أمسيات شعرية وورش فنية متخصصة في الرسم والخط والتشكيل وعروض مسرحية، إضافة إلى فعالية “نصوص على الجدران” التي تتضمن كتابة نصوص لشعراء شباب على الورق، وعرضهاعلى الجدران لتشكِّل فضاءً شعريّاً مفتوحاً.

وجاءت فكرة هذا الشارع الذي تُقام عروضه في الهواء الطلق بالقرب من “باب السراي” وسط المدينة، ردا على سياسات الإهمال التي يتبعها أصحاب القرارتجاه الواقع الثقافي. إذ تنعدم البُنى التي تساعد في تفعيل هذا الواقع وتهيئة المناخ المعرفي، في مدن تبدو منسيَّة وبعيدة عن مركز القرارالثقافي الذي يتركّز في بغداد وبضع مدنٍ أُخرى – بحسب مؤسِّسي الشارع، وهم شباب كتّاب وفنّانون وموسيقيِّون وناشطون.

ويؤكد هؤلاء أن الدعم الحكومي والمؤسساتي من الناحية الثقافية غائب عن هذه المدينة، ما يبدو كسياسة مقصودة لتغييبهم عن الشأن الثقافي.

وعن فكرة المشروع، يقول الشاعر والمسرحي وسام الموسوي، انها انطلقت من أجل التحفيز على القراءة والإبداع، وكسر الجمودالذي تفرضه السياسة على المعرفة، مؤكدا في حديث صحفي أن “فكرة الشارع تمثل ردا فاعلاعلى سياسات التجهيل، وستبقى فاعليَّته كلَّما أهملت الحكومات الجانب الثَّقافي وتغافلت عنه”.

وأثرت الأزماتالسياسيةالمستمرّةوسوءإدارةالبلدكثيراًفيالجانب الثقافي. إذ تبدوهذهالجهودالفرديّة لإحياء النشاطات الثقافيةبمثابةاحتجاجعلىالإهمال.

ووفقا للموسوي، فإنه حاليا يقوم بتأليف وإخراج عرضٍ مسرحيٍ بعنوان “انتماء”، من المقرّرعرضه في الفترة القادمة ضمن فعاليات شارع الرميثة.

أمّا رئيس اللجنة المنظّمة لفعاليات الشّارع،المخرج المسرحي فالح عبدالمهدي، فيقول أن “فكرة الشارع الثقافي جاءت رداً على ما تقوم به الحكومات المتعاقبة من نسفٍ وتجهيلٍ ضدّ الثقافة والفنون”، لافتا في حديث صحفي إلى أن “محاولة ادامة هذه التظاهرة مستمرة رغم العقبات. إذ إنَّنا وحدنا في المواجهة”.

ويعترض المشاريع الثقافية القائمة على المجهود الفردي كثيرٌ من المعوِّقات، وأبرزها انعدام الدعم وغياب البيئة المناسبة، ما يدفع أصحاب تلك المشاريع للجوء إلى الأماكن المفتوحة، مثل الشوارع والحدائق وغيرها من الأماكن العامة.