اخر الاخبار

ص1

 

مهنئا بالعيد وذكرى ثورة تموز الخالدة

رائد فهمي: نتطلع الى بناء بديل سياسي مقنع للمواطنين

بغداد ـ طريق الشعب

التقت "طريق الشعب" الرفيق رائد فهمي، سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، وقّدم في حديثه التهاني الحارة لابناء شعبنا لمناسبة حلول عيد الأضحى، متمنيا للجميع دوام الصحة والعافية والحياة الرغيدة، ولوطننا الأمان والاستقرار وتحقيق التقدم والرخاء.

 

تحية لذكرى الثورة

وعشية حلول الذكرى السنوية لثورة ١٤ تموز المجيدة ١٩٥٨، حيا الرفيق ذكراها العطرة وذكرى الشهداء البررة، مشيدا بانجازاتها وما قدمته خلال عمرها القصير للشعب والوطن، وخاصة للفقراء والكادحين.

وقال " ان تجارب   الشعوب، ومنها شعبنا العراقي، تؤشر باستمرار ان صبرها من الصعب بمكان ان يستمر الى ما لا نهاية، ولاسيما عندما يتعلق الامر بالقضايا الوطنية الكبرى والاستقلال الناجز وكرامة وحرية الوطن والمواطن، وان النضالات، مهما صغرت وبدت متفرقة، فانها في نهاية الامر، عبر تراكمها لابد ان تقود الى التغيير. وهذا ما حصل فعلا في صبيحة ذلك اليوم التموزي الاغر".

 

الصانع الحقيقي

وأضاف " في الاحداث الكبرى، مثل ثورة ١٤ تموز، وكذلك في انتفاضة تشرين ٢٠١٩ وغيرها، يتوجب القول بان هذه الاحداث لا تقوم بها النخب فقط، على الرغم من دورهم واقدامهم وتضحياتهم، بل يبقى الصانع الحقيقي للاحداث هو الناس، الجماهير ولاسيما المكتوين بنار الازمات. وهنا يحصل الفرز الطبيعي بين المنتفضين والثوار ومن يدعمهم ويساندهم وبين الذي يتصرف  وفقا لمصالحه وحفاظا عليها وتنمية لها " .

ومضى قائلا " في الظروف الراهنة التي يمر بها بلدنا، من المفيد والضروري استخلاص العبر والدروس العديدة، ومنها أهمية التنظيم ووعي الناس لمصالحها، وتلاحم القوى المتطلعة الى التغيير، وعملها المشترك والوضوح التام ليس على ما هو راهن من احداث وتطورات، بل ما يرتبط بالمستقبل وخياراته أيضا ".

 

مزيدا من الحراك

وزاد ان هذه الدروس لابد ان تفرز حوافز إضافية للمزيد من الحراك والضغط الشعبي والجماهيري، لإنضاج الظروف الذاتية للتغيير المنشود، المفضي الى إقامة دولة المواطنة والديمقراطية الحقة والعدالة الاجتماعية ".

 وفي حديثه شدد الرفيق رائد فهمي على " ضرورة تطوير الديمقراطية السياسية، وعدم اختزالها الى اجراء انتخابات فقط، وهي في نهاية الامر لا يجري احترام نتائجها، رغم ما لها وعليها وما يرافقها من ثغرات ونواقص جدية، وان لا يكون بديل ذلك الاكتفاء ببعض "المكرمات " والمكاسب التي تتحقق لهذه الفئة او تلك".

 

التغيير حاجة ملحة

وختم حديثه الى " طريق الشعب " بالقول: إن عملية التغيير في ظروفنا الحالية أصبحت حاجة ملحة وهي ضمن الأولويات، ونريدها ان تكون سلمية ودستورية، وان إنجازها يتطلب تعديل موازين القوى السياسية لصالح القوى التي تتبنى مشروع التغيير بعناوينه ومضامينه الأساسية، ولصالح الطبقات والفئات والشرائح الاجتماعية التي لها مصلحة في تحقيقه. ونرى أن على جميع القوى الوطنية والمدنية الديمقراطية، والحراكات الاحتجاجية والأحزاب الناشئة من رحم انتفاضة تشرين والنواب المستقلين المنبثقين من رحم الحراك الاحتجاجي والانتفاضة، أن تلتقي رؤاها ومشاريعها السياسية في الأهداف المتمحورة حول رفض نهج المحاصصة وحكوماته التوافقية الراعية للفساد، وان تشكل بديلا سياسيا لمنظومة المحاصصة والفساد، وان يكون مقنعا للمواطنين".

 

الملحقيات الثقافية تكلفة مهولة وعدم كفاءة

على الرغم من الحضور المكثف والمؤثر للمثقفين العراقيين في الخارج، وتفاعلهم مع الحياة الثقافية في مختلف دول العالم، يشهد النشاط القنصلي الثقافي العراقي في السفارات المنتشرة في شتى أنحاء العالم سباتًا وتعطلا مريبا وعدم حضور أو تفاعل مع الحيوات الثقافية في تلك البلدان.

وكنا قد طالبنا، قبل سنوات، من هذا المكان، بضرورة غلق المراكز الثقافية العراقية في الخارج، بسبب عدم فاعليتها وهيمنة الأحزاب المتنفذة عليها، وتحويلها إلى منتجعات لأبناء وبنات وأصهار السياسيين والمتحكمين بمقدرات العراق وتاريخه، بالإضافة إلى التكلفة المهولة التي تتكبدها الدولة بسبب الإنفاق على تلك المراكز العاطلة عن العمل.

واليوم تبرز للعيان ظاهرة الملحقيات الثقافية التي جعلت منها الأحزاب المتنفذة جزءا من لعبتها المقيتة في تحاصص المغانم وتقسيم الحصص فيام بينها، من دون وازع من ضمير أو إحساس بالمسؤولية، ومن دون أن تعي خطورة وأهمية تلك الملحقيات وعملها في تعزيز التعاون وتقديم الوجه الحضاري المشرق للبلد.

وعلى الرغم من وجود العشرات، بل المئات من المثقفين العراقيين الفاعلين في مختلف العواصم، واستعدادهم لخدمة بلدهم وتوظيف طاقاتهم وعلاقاتهم الواسعة والمتميزة لخدمة بلدهم، تعمدت الحكومات المتعاقبة إهمالهم وعزلهم وتحاشي التعامل معهم والنظر إليهم بريبة، أما بسبب النظرة الدونية التي ينتهجها أغلب الملحقين الثقافيين في السفارات، أو لعدم أهليتهم ومعرفتهم بأسس العمل القنصلي الثقافي، كونهم ممن جاءوا إلى تلك المناصب والوظائف عن طريق قربهم من السياسيين المتنفذين في بغداد، من دون أن تسأل أية جهة حكومية ـ اتحاد الأدباء، على سبيل المثال ـ عن مدى أهليتهم لتلك الوظائف المهمة التي تتطلب دراية عميقة بطبيعة الحياة الثقافية وتنوعها واختلافها من بلد إلى آخر، أو عن مدى إجادتهم للغات البلدان التي يعملون فيها.

لقد فوتت هذه الظاهرة الخطيرة الكثير من الفرص على العراق وثقافته ومثقفيه، وجعلته يعيش عزلة ثقافية رسمية، على الرغم من الحضور المتميز للمثقفين العراقيين كأفراد وسعيهم لخدمة البلد، من دون الاستعانة بالملحقيات الثقافية المتعطلة التي تتحول، في أغلب الأحيان، إلى معرقل أو معوق لمثل هذه الأعمال، للأسباب التي ذكرناها آنفا. وعلى مدى عقدين من الزمان، منذ التغيير الذي حصل في العراق وسقوط النظام السابق حتى يومنا هذا، لم نسمع بأية فعالية أو نشاط أو منجز حققته تلك القنصليات الثقافية التي تكلف الدولة ملايين الدولارات، ولم تبادر سفارة واحدة بمفاتحة الجهات الثقافية في البلد الذي تخدم فيه، من أجل تنشيط فاعلية التبادل الثقافي أو تنظيم الأسابيع السينمائية والمسرحية والأدبية، ناهيك عن مبادرات الترجمة والسعي لتقديم الكتاب العراقي في معارض الكتاب الدولية، بل أن اللافت للانتباه، إصرار بعض المؤسسات الدينية غير الحكومية، على المشاركة في تلك المعارض وتأجير الأجنحة الباذخة، بتكاليف تدعو للريبة، من أجل تقديم الكتاب الديني ـ الطائفي في أحيان كثيرة ـ مقابل تجاهل وزارة الثقافة العراقية، كجهة رسمية مسؤولة عن تنظيم مثل هذه المشاركات والإشراف عليها وترشيح ذوي الخبرة من المثقفين العراقيين، سواء من داخل أو خارج العراق، للإشراف عليها.

 

افتتاحية ”الطريق الثقافي“ العدد 105

‏4‏ تموز2022

 

سلاماً.. أبو سليم!

الرفيق العزيز كريم أحمد

تغمرنا سعادة عميقة ونحن نحتفل معك بمناسبة عيد ميلادك المئوي.

لقد كان طريق عقود مديدة بدأت خطواته منذ أواسط أربعينات القرن الماضي، ومازالت تتواصل، مفعمة بمآثر القائد الشيوعي وسجاياه الثورية، التي قدمت مثالا مضيئا للشيوعيين وسائر الوطنيين العراقيين.

وقد خُطّت تلك الصفحات الجلية من تاريخ حياتك الموشّى بالمجد، رفيقنا الغالي أبو سليم، بمداد من نور، وظلت ينبوعا لا ينضب من إلهام ترتوي أجيال من الشيوعيين والثوريين منه، وهي تخوض الكفاح من أجل الغايات السامية التي كرست حياتك في سبيلها.

وإننا إذ نحتفي بهذا الحدث الهام في تاريخ حزبنا، مجسدين افتخارنا بالقائد الشيوعي الوطني والأممي البارز كريم أحمد، فأننا نجدد العهد على أننا سنمضي الى ما مضيتَ اليه، غير هيّاب، لنصل الى ضفاف ما حلمت به من وطن حر وشعب سعيد.

 

المكتب السياسي

للحزب الشيوعي العراقي

5 تموز 2022

 

*************

ص2

 

في ثلاث محافظات

 إحباط تهريب 821 طناً من الحنطة والرز

بغداد ـ طريق الشعب

أعلن جهاز الأمن الوطني، امس الاربعاء، عن إحباط عملية تهريب 821 طناً من محصولي الحنطة والرز في ثلاث محافظات، استناداً لمعلومات استخبارية. وقال الجهاز في بيان طالعته “طريق الشعب”، إنه “وبعد استحصال الموافقات الأصولية تمكنت مفارز جهاز الأمن الوطني في محافظة بغداد من ضبط ثماني عجلات حمل نوع (تريلة) على متنها (366) طناً من محصول الحنطة وإلقاء القبض على مالكيها الثمانية”. وأضاف البيان، أن “مفارز الجهاز في محافظة كربلاء المقدسة تمكنت من ضبط (7) عجلات نوع (تريلة) محملة بما يقرب من (315) طناً من محصول الحنطة، وعجلة نوع هينو محملة بـ (15) طناً من محصول الرز كانت معدة للتهريب إلى خارج المحافظة”، مشيراً الى أنه “تم إلقاء القبض على أصحاب هذه العجلات وعددهم ثمانية متهمين”. وتابع أن “مفارز جهاز الأمن الوطني في محافظة كركوك تمكنت أيضاً من ضبط عجلتين نوع (تريلة) محملة بما يقرب من (125) طناً من محصول الحنطة المهربة وإلقاء القبض على سائقيها وتقديمهم إلى القضاء لينالوا جزاءهم العادل وفقاً للقانون”.

 

 

التغيير موضوعة داخلية

 

جاسم الحلفي

 

لا يكف البعض عن طرح موضوعة التغيير في العراق عبر الارادة الخارجية، وكأن قرارا دوليا قد تم اتخاذه ولم يبق سوى التنفيذ الذي سيحصل دون تأخير، حسب تصريحات البعض التي تصدر وكأنها يقين لا يدحض. خاصة وان أصحاب هذا الطرح يؤكدون ان تصريحاتهم ليست تحليلا سياسيا، وانما هي معلومات أكيدة.

لا ارغب في سؤال أصحاب هذه التصريحات عن الجهة الدولية التي أصدرت القرار؟  وهي قطعا ليست مجلس الامن الدولي، الذي لم يناقش الموضوع من الأساس، ولم يجده يوما على جدول اعماله.

فاذا كان المقصود هو الولايات المتحدة الامريكية، فالمتتبع للصراع الدولي لا يصل الى أي قناعة بهذا الشأن، اذ المعلوم ان واشنطن مشغولة بالحرب الروسية الأوكرانية وتعتبرها أولوية دولية لا تسبقها قضية. ومشغولة بالصين كمنافس اقتصادي كبير، في ظل وضع اقتصادي امريكي داخلي صعب، مع تصاعد معدلات التضخم الذي يقضم من قيمة الدولار.

من جهة أخرى لو افترضنا صحة المعلومة التي يصرحون بها كحقيقة لا تدحض، فان السؤال هنا يكون عن سذاجة الرهان على العامل الخارجي، وكأن العراق لم تكفه تجربة التغيير عبر الحرب والاحتلال في 2003.

يبدو ان هناك حاجة لإعادة التذكير بمواقف القوى السياسية قبل ذلك العام، التي عوّلت على التغيير عبر الحرب والعدوان على العراق واحتلاله، كذلك مواقف القوى التي عارضت مشروع التدخل الخارجي في الشأن العراقي. وقد استندت الاخيرة على رؤية مفادها ان التغيير من الداخل ممكن بوحدة القوى الوطنية والديمقراطية، وباسناد كفاح المعارضة الشعبية في الداخل، وبتقديم الخارج دعما معنويا وإعلاميا وسياسيا (وليس عسكريا او ماليا)، بجانب تضامن شعوب العالم مع شعبنا في نضاله  للخلاص من الدكتاتورية، ورفع الشعار معه عاليا: لا للحرب.. لا للدكتاتورية.

لقد غاب عن أصحاب الطرح المذكور ان لا وجود لقوة خارجية تقدم على تغيير النظام عندنا لمجرد سواد عيون العراقيين. فالسياسية مصالح، والدول الكبرى ليست جمعيات خيرية، وهي لا تخطو خطوة من دون حساب مصالحها. وواشنطن لن تقوم باسقاط طغمة الحكم عندنا لسبب واضح، هو انها (الطغمة) لا تعارض من حيث الجوهر مصالح الولايات المتحدة الامريكية، وهي سلسة في تعاونها مع واشنطن.

كما ان من السذاجة التفكير في اقدام واشنطن على تغيير النظام تكفيرا عن خطئها الكبير بتسليم العراق الى طغمة الحكم هذه، التي قامت على المحاصصة واشاعت الفساد. فواشنطن هي عاصمة الإمبريالية والاحتكارات المالية والشركات عابرة الجنسيات، وهي ليست مؤسسة للثواب والإحسان.

ان التغيير نحو الدولة المدنية الديمقراطية، دولة العدالة الاجتماعية، غير ممكن الا عبر الإرادة الشعبية، وبتنسيق جهود قوى التغيير الحقيقي مع المعارضة الشعبية الواعدة.

 

هذه الخطوة الأولى

المهندسون ونقابتهم.. حراك احتجاجي أمام الخضراء

بغداد ـ طريق الشعب

نظمت نقابة المهندسين العراقيين تظاهرة احتجاجية، اول أمس الثلاثاء، امام المنطقة الخضراء ببغداد، في خطوة هي الأولى من نوعها منذ العام 2003 الى الان وذلك طبقا لأحاديث محتجين قابلتهم “طريق الشعب”. وحضر التظاهرة وفد حكومي وعدد من أعضاء مجلس النواب المهندسين، فيما سلم المحتجون مطالبهم الـ(14) إليهم، على أمل ان لا تسوف ويتم تحقيقها.

 

مطالب المهندسين المحتجين

وعلى مسامع المحتجين امام المنطقة الخضراء اذاع نقيب المهندسين العراقيين ذو الفقار المكصوصي، بيان النقابة، الذي ورد “طريق الشعب”، وجاء فيه: “في البدء لا بد من الإشارة الى الظروف العصية التي مرت بها نقابتكم وبلدكم، إضافة الى المشاكل الجمة التي نعاني منها جميعا جراء تفاقم الازمة الاقتصادية التي تطال المهندسين”. وطالبت النقابة في بيانها الحكومة بالآتي: “تخصيص درجات وظيفية للمهندسين الخريجين، وتثبيت العقود والأجور في الوزارات المختلفة على الملاك الدائم، وإقرار قانون حماية المهندس المقدم من قبل النقابة لحماية المهندسين من الابتزاز والتهديد وتنظيم العمل الهندسي. اضافة الى تعديل احتساب المخصصات الهندسية للمهندسين بصورة عادلة في جميع الوزارات، وشمول مهندسي القطاع العام المنتمين الى النقابة وبدرجة استشاري بالترقية الى الدرجة الاولى في سلم الوظائف واعطائهم الاولوية في ذلك، واحتساب الخدمة لمهندسي القطاع الخاص عند تعيينهم في الوزارات لأغراض (العلاوة والترفيع والتقاعد)”.

والى جانب ذلك، طالب المهندسون المحتجون بـ”إلزام الشركات والجهات غير المرتبطة بوزارة والمحافظات بتخصيص ما لا يقل عن ٥٠ المائة من الوظائف للزملاء المهندسين، واعادة تقييم الكليات الهندسية الاهلية واعادة النظر في فتح كليات واقسام هندسية جديدة، وإلزام وزارتي التخطيط والتجارة بمنع مزاولة المهنة الهندسية للوافدين دون اثبات اهليتهم. وأيضا اشراك المهندسين بالعمل في الشركات الاجنبية التي تعمل في العراق بصور حقيقية وعادلة، بما فيها مشاريع الاستثمار، ودعم صندوق تقاعد المهندسين كونه الضمانة الوحيدة للمهندسين والعمل على سرعة تشريع تعديل القانون، واحتساب مخصصات الخطورة لجميع المهندسين العاملين في الوزارات والهيئات والدوائر غير التابعة الى الوزارات، بما ينسجم مع الخطورة التي تواجه عمل المهندسين، واحتساب الشهادة الهندسية والخدمة الفعلية للموظفين الحاصلين عليها اثناء الخدمة”.

 

الخطوة الأولى

وفي سياق متصل، قال الناشط المهني اصيل حبيب، وهو أحد المحتجين، ان “هناك غبنا يطال شريحة المهندسين، ويمتد لسنوات عديدة، ونحن كناشطين في الحراك المهني منذ العام 2003 والى الان خاطبنا مختلف الجهات الحكومية والنقابية العديدة، من اجل رفع الغبن عن هذه الشريحة، لكن محاولاتنا باءت بالفشل”. 

وأضاف في حديث خصّ به “طريق الشعب”، انه “لأول مرة منذ عام 2003، تتبنى النقابة حراكا احتجاجيا بهذا المستوى العالي من التنظيم، وبحضور مختلف لفروع النقابة في عموم العراق، عدا اقليم كردستان”، مشيرا الى وجود “اهمال من الجانب الحكومي تجاه هذه الشريحة المهمة؛ فنلاحظ انه تم تخصيص الكثير من الدرجات الوظيفية لكليات التمريض والطب البيطري، بينما لا يوجد درجات وظيفية تناسب عدد خريجي كليات الهندسة”. واكد في حديثه “نحن هنا لا نشجع على التعيين فقط في دوائر الدولة، بل القضية أكبر؛ فمن المفروض ان يتم فتح عدة مشاريع في القطاع الخاص، حتى يتم استيعاب هذا العدد الكبير من المهندسين، اضافة الى عدد الكليات غير المدروس، والذي يساهم في زيادة عدد الخريجين بصورة كبيرة سنويا”. واشار الناشط الى ان هناك “الكثير المهندسين يعملون بصيغة العقد والاجور اليومية منذ سنوات والى الان لم يتم تثبيتهم، اسوة بزملائهم من الكوادر الصحية والتعليمية وغيرها، وايضا هنالك مشكلة في المخصصات الهندسية؛ فالكثير من المهندسين في دوائر الدولة لا توجد لديهم اية مخصصات”. وخلص الى انهم رفعوا في وقفتهم “قائمة تضم العديد من المطالب، وبحضور عدد من نواب البرلمان ووفد حكومي تسلموا مطالبنا، وهذه هي الخطوة الأولى فقط لنيل جزء من مطالب المهندسين وسنستمر في هذا الضغط، وهناك خطوات أخرى لاحقة”.

 

بلاغ صادر عن المؤتمر التاسع لمحلية الثورة للحزب الشيوعي العراقي

عقد المؤتمر التاسع لمحلية الثورة للحزب الشيوعي العراقي بتاريخ 10 حزيران 2022 وبحضور سكرتير اللجنة المركزية للحزب الرفيق رائد فهمي واعضاء من قيادة الحزب ولجنة الرقابة المركزية.

بدأ المؤتمر بالوقوف دقيقة صمت، استذكارا لشهداء الحزب والحركة الوطنية والديمقراطية وانتفاضة تشرين المجيدة، ومن رحلوا من رفاق المحلية بين مؤتمرين، وبعدها جرى التصويت على تقرير الاعتماد وشرعية المؤتمر واقرار جدول عمل المؤتمر.

وانتخب المندوبون لجنة رئاسة المؤتمر ولجنة الاعتماد ولجنة التدقيق المالي ولجنة القرارات والتوصيات وكتابة المحضر، واعلان لجنة الطعون.

بعدها قدّم سكرتير الحزب الرفيق رائد فهمي عرضاً عن آخر المستجدات السياسية، تطرق فيه الى رؤية الحزب ومشروع التغيير الذي تبناه المؤتمر الحادي عشر للحزب. وتحدث عن حالة الانغلاق السياسية والسبل الكفيلة بتغيير نهج الحكم المبني على المحاصصة، اعقب ذلك تقديم مجموعة من المداخلات للرفاق الحاضرين.

وناقش المندوبون في الجلسة الاولى التقارير المقدمة الى المؤتمر (التقرير الانجازي والتنظيمي وتقرير اللجنة المالية) ثم جرى التصويت على التقارير والقرارات والتوصيات.

وفي الجلسة الثانية، انتخب المندوبون اللجنة المحلية الجديدة التي عقدت اجتماعها الاول، وانتخبت فيه سكرتير اللجنة ونائبه ومكتب اللجنة.

وفي ختام اعمال المؤتمر ثمّن المندوبون جهود ومثابرة اعضاء اللجنة المحلية السابقة، مرددين نشيد: سنمضي سنمضي الى ما نريد.. وطن حر وشعب سعيد.

 

 

المؤتمر التاسع لمحلية الثورة

الحزب الشيوعي العراقي

10 حزيران 2022

 

المؤتمر التاسع لمحلية الثورة

الحزب الشيوعي العراقي

10 حزيران 2022

  

5 محافظات تطالب بتوفير فرص العمل والخدمات

بغداد ـ طريق الشعب

شهد عدد من مدن البلاد، تظاهرات احتجاجية، تطالب بتوفير فرص العمل والخدمات.

 

ذي قار

وفي محافظة ذي قار، تظاهر المئات من خريجي الكليات والمعاهد، مطالبين بتوفير فرص العمل.

وقال مراسل “طريق الشعب”، إن المئات من خريجي الكليات والمعاهد في المحافظة نظموا تظاهرة احتجاجية حاشدة امام مبنى المحافظة، للمطالبة بتوفير فرص العمل، مشيرا الى ان المتظاهرين اكدوا استمرارهم في الاحتجاج لحين تلبية مطالبهم المشروعة.

 

ميسان

من جانبهم، أغلق العشرات من المهندسين المتدربين والحرفيين أبواب شركة نفط ميسان، مطالبين بالوفاء بالوعود التي تلقوها سابقا من قبل إدارة الشركة وشمولهم بالعقود الوزارية.

 وذكر احد المتظاهرين “نحن أكثر من 300 مهندس ومهندسة و200 حرفي تدربنا في وقت سابق في الشركة، وكانت تصرف لنا منح وتلقينا وعودا من قبل الإدارة بأن لنا الأولوية بالتعيين والعقد الوزاري، ولكن لم يحصل شيء حتى اللحظة، وقطعت عنا المنح”.

وأضاف: “لن نسكت عن المطالبة بحقوقنا، ولنا مظاهرات ووقفات أخرى لحين الاستجابة لمطالبنا القاضية بالتعيين ونحن أبناء المحافظة أولى بالعمل من غيرنا، خصوصا الأجانب”.

 المثنى

من جهتهم، اكد خريجو محافظة المثنى، رفضهم لٱلية اختيار “الألف خريج” لغرض التعاقد معهم، مشددين على ضرورة توفير فرص العمل للباحثين عنه.

وتظاهر العشرات من أهالي قرية “آل بوعطرة” في مناطق آل عبس في المثنى، للمطالبة بمد خطوط الماء لقريتهم.

وبيّن الأهالي ان الاحتجاج يهدف لإيصال صوت مناطقهم بتحسين الوضع الخدمي بشكل عام، لاسيما في قطاع الماء، مهددين بالتصعيد خلال الأيام المقبلة في حال عدم الاستجابة لمطالباتهم.

وشكا الأهالي من عدم تجاوب الجهات الحكومية مع معاناتهم المستمرة منذ سنوات.

 

البصرة

وفي البصرة، أغلق اصحاب العقود المنتسبين على رئاسة جامعة البصرة، مبنى الرئاسة مطالبين بالتثبيت على الملاك الدائم.

ونوه مراسل “طريق الشعب”، بأن المتظاهرين منعوا الموظفين والمراجعين من الدخول لمبنى الرئاسة، مبينا ان العشرات من محاضري 2020، نظموا تظاهرة للمطالبة بإصدار اوامرهم الإدارية.

ونظم العشرات من المتقاعدين التربويين في المحافظة، وقفة أمام مبنى دائرة التقاعد، مطالبين بإكمال معاملاتهم واستلامهم حقوقهم.

وقال نقيب المعلمين علاء الزركاني، إنه منذ عام ونصف العام لم يتم حسم موضوع المتقاعدين التربويين، مطالبا بإقالة مدير هيئة التقاعد العامة وإنهاء ملفهم.

بدوره، قال معاون مدير التربية أحمد عباس، إن عدد المتقاعدين أصبح ما يقارب 650 معاملة، ويأمل هؤلاء أن يطرح موضوعهم في جلسة مجلس الوزراء، يوم غد الثلاثاء لحله.

وأشار إلى أنه يجب تطبيق القانون رقم 9 الذي ينص على عدم إيقاف المعاملات التقاعدية لأي سبب من الأسباب.

 ديالى

في محافظة ديالى، تظاهر العشرات من خريجي المعاهد التقنية، امام مبنى ديوان المحافظة، مطالبين بتوفير فرص العمل. واشار محمد حسن عضو تنسيقية التظاهرة الى ان “العشرات من خريجي المعاهد التقنية نظموا تظاهرة سلمية امام ديوان محافظة ديالى وسط بعقوبة، مطالبين بنسب ثابتة في التعيينات الحكومية، وشمولهم بعقود قانون الامن الغذائي”.

واضاف حسن ان “هذه التظاهرة تحمل رقم 24 خلال 2022 في ديالى، وتأتي ضمن حراك سلمي من اجل ضمان حقوق اكثر من 8 الاف خريج من المعهد التقني، والذين يعانون البطالة، بسبب عدم توفر فرص عمل”.

 ص3

 هور الحويزة يصرخ: ألا من منقذ؟

الجفاف يقضم بـ «جنة عدن»

ويدفع بالمشحوف نحو المدينة

ميسان ـ طريق الشعب

في مثل هذه الأيام وقبل ستة أعوام، انضمت الأهوار العراقية إلى لائحة التراث العالمي، لكن واقع الحال وبعد مرور هذه السنوات يظهر أن الجفاف والمشاكل البيئية الكثيرة آخذة بتهديد “جنة عدن” الساحرة، وتدفع بالكثير من أهلها الذين ولدوا في وسط المشحوف، الى التفكير بالهجرة والتسليم بموت كل شيء، وهم يلاحظون أن الإجراءات الحكومية لم تكن بمستوى الأخطار المهددة.

 

وتحاول آفة الجفاف أن تبتلع هور الحويزة، الأمر الذي يزيد من صعوبة موقف البلاد أمام اليونسكو والمنظمات الدولية، نتيجة الفشل في انعاش هذه المناطق المهمة.

 

واقع حال هور الحويزة

الكثير من الأهالي الذين يسكنون قرب هور الحويزة، أحد أهم أهوار محافظة ميسان، هاجروا بسبب الجفاف المستمر وباعوا قطعانهم وممتلكاتهم حيث باتت المعيشة صعبة، وفقا للمشهد الحالي.

وقللت وزارة الموارد المائية، في وقت سابق، من أهمية تعرض هذا الهور إلى الجفاف وأوضحت أنه مجرد “جفاف موسمي”.

ويقول المتحدث باسم الوزارة، عون ذياب، إن “هور الحويزة تعرض للجفاف، كسائر جميع الأهوار التي يمكن أن تتعرض إلى جفاف موسمي، وهو ليس شيئا غريبا، فقبل أن توجد سدود أو خزانات، كانت الأهوار تجف صيفا وترفد بمياه إضافية في الشتاء”.

أما الناشط البيئي في محافظة ميسان، أيمن سالم، فيقول إن الجفاف بات أمرا واقعيا، وهو ليس بالبساطة التي تتحدث بها الجهات الرسمية.

وأوضح سالم لـ”طريق الشعب”، أن جفاف هور الحويزة “يهدد أرزاق الأهالي الذين أصبحوا عاجزين أمام ظاهرة الجفاف وتلوث الأنهر المغذية وموت المواشي بسبب ذلك”، مضيفا أن “مصدر الرزق الرئيس لسكنة هذه المنطقة مرهون بتربية الحيوانات وصيد الأسماك، لكن ذلك أضحى عقيما بسبب الجفاف والتلوث، وأصبح رزق الناس شحيحا ما دفع الكثير منهم إلى الهجرة صوب المدينة، وهذا الأمر يحمل الكثير من الإشكالات المستقبلية، الى جانب الآنية”.

وسجلت وزارة البيئة مئات الحالات من التسمم بسبب تلوث مياه الأهوار هذا العام، فضلا عن التجاوزات على حصص مياه القرى المجاورة للهور، قابل ذلك غياب واضح لتحركات الحكومة لإنقاذ الوضع، بحسب ما يقول الأهالي.

وتابع سالم قائلا: “أن استمرار هذا الحال المأساوي، يحرج العراق كثيرا أمام اليونسكو الذي اشترط عدة قضايا لإبقاء الأهوار ضمن التراث العالمي، منها توفير الكميات الملائمة من المياه”.

وتقف أمام البلاد تحديات جسيمة خصوصا فيما يتعلق بظاهرة التصحر. وتفيد التقارير الدولية بأن العراق واحد من خمس دول هي “الأكثر ضررا من التصحر ولا توجد هناك مساحات خضراء أو سياسات رشيدة لتقليل الضرر”.

 

مطالب الأهالي كثيرة

رحيم علي، وهو يسكن بالقرب من المنطقة، يقول أن مطالبات واسعة تحدث بها الأهالي في وقت سابق شملت كري الأنهر وتنظيفها وتوفير المياه ومعالجة حالات التلوث الفظيعة وانقاذ هور الحويزة، ولكن لا من مجيب.

وأشار علي خلال حديثه مع “طريق الشعب”، إلى أن “أي استجابة حكومية لهذه المطالب لم تكن موجودة. وأصبح الجفاف يأكل من مساحات الهور حتى تحول إلى منطقة شبه جافة والشباب يتوجهون صوب المدينة بحثا عن العمل رغم صعوبة الحصول عليه”، لافتا إلى أن “المواطنين استبشروا خيرا بعد سقوط النظام الدكتاتوري الذي عاقب الأهوار لسنوات طويلة، وعادت الحياة في البداية إلى سابق عهدها، ونشط الصيد وتربية الحيوانات، ولكن سرعان ما حل الجفاف مجددا على المنطقة”.

وبحسب مدير منظمة طبيعة العراق، الناشط والباحث البيئي جاسم الأسدي، فان جزءا من أسباب جفاف الأهوار تعود إلى تغاضي وزارة الموارد المائية عن الأهوار وسوء إدارتها للمياه.

ويشير الأسدي في حديث صحفي إلى أن محافظات في الفرات الأوسط تستحوذ على كميات من المياه من أجل الري، تفوق الحصص الممنوحة لها، مما يؤدي إلى حرمان المحافظات الجنوبية مثل البصرة، ميسان وذي قار من حصصها المائية.

ووفقا لناشطين بيئيين ومهتمين بهذا الشأن، فان جذر المشكلة يعود إلى غياب النظم والقوانين الوطنية التي من شأنها تنظيم توزيع المياه على المحافظات بشكل عادل. وكان السبب الرئيسي للاقتتال بين القبائل الجنوبية عام 2018 هو التجاوزات على المياه. وهناك بطبيعة الحال أسباب أخرى تقف وراء أزمة العراق المائية وهي سياسات كل من تركيا وإيران من جانب، وتناقص الهطول المطري لفصلين متتاليين جراء تغير المناخ الذي تأثر به العراق أكثر من غيره من البلدان في المنطقة.

مناطق الأهوار وعلى مدار سنوات طويلة، تعرضت إلى الكثير من الانتهاكات. وبدأت في عمليات التجفيف التي مارسها نظام البعث خلال فترة التسعينات. ثم حلّ عليها بعد 2003 موجات جفاف شديدة التأثير، مما أدى إلى هجرة سكانها والتوجه إلى المدن، وكانت الموجة الأقسى من بينها عام 2016.

مناشدة رسمية

وناشدت مديرية زراعة ميسان، أخيرا، الجهات المعنية بإيجاد الحلول السريعة لإنقاذ هور “أم نعاج” في ناحية بني هاشم من خطر الجفاف، الذي سيؤثر على الأهالي والثروة الحيوانية فيها.

وقال رئيس قسم تنمية وإنعاش الأهوار في المديرية، ماجد جمعة الساعدي، في تصريح طالعته “طريق الشعب”، إن “خفض مناسيب المياه في الاهوار بسبب قلة الاطلاقات المائية سيؤدي الى جفافها ما يؤثر على الاحياء المائية من الطيور والاسماك الى جانب الأهالي والحيوانات الذين يعيشون قربها”، مبينا أن “الأسباب التي دعت الى انخفاض مناسيب المياه تعود الى قلة تساقط الامطار والتوجه للحفاظ على الخزين المائي بالاضافة الى التجاوزات الحاصلة على الانهر”.

وأضاف، أن “انخفاض مناسيب المياه في الاهوار سيؤدي الى اضرار كبيرة”، مطالبا “وزارة الموارد المائية بايجاد حلول سريعة لانقاذ هور الحويزة (ام نعاج) في ناحية بني هاشم”.

وكان مركز انعاش الأهوار والأراضي الرطبة في ميسان، قد ناشد وزارة الموارد المائية الالتفات الى واقع الاهوار ووضع الحلول السريعة قبل تفاقم الأزمة. وأوضح رئيس المركز المهندس سلام الموسوي، أن “انحباس المطر يؤدي الى مشاكل خطيرة على مناطق الاهوار (سكان - حيوانات - اسماك) من جفاف مستمر وملوحة المياه، ما يؤدي الى تداعيات خطيرة على جميع الاصعدة الاجتماعية والاقتصادية والزراعية”.

  

الداخلية تحمل العمل مسؤولية دخولهم إلى البلاد

300 ألف عامل أجنبي غير شرعي في سوق العمل

بغداد – نورس حسين

 حمّلت وزارة الداخلية وزارة العمل والشؤون الاجتماعية مسؤولية دخول العمالة الاجنبية الى البلاد، مؤكدة ان الآلاف من العّمال يجري العمل على تسفيرهم الى بلدانهم، بعد ثبوت عدم شرعية وجودهم بالعراق.

 ويقول المتحدث باسم وزارة الداخلية خالد المحنا لـ«طريق الشعب» ان «دخول العمالة الاجنبية الى العراق هو من مسؤولية وزارة العمل والشؤون الاجتماعية، وان دور وزارة الداخلية يقتصر على تنظيم تواجدهم داخل البلاد، بحسب السياقات القانونية المتبعة، والتي تشمل تأشيرة دخول ومدة الاقامة»، منبها الى ان «الوزارة مستمرة بحملاتها للسيطرة على العمالة الاجنبية المخالفة لضوابط الإقامة، وانها تعمل على ضبط المخالفين وتسفيرهم الى بلدانهم».

ويفيد المحنا بان وزارته قامت منذ بداية هذا العام بتسفير اكثر من 5500 عامل اجنبي لمخالفتهم شروط الاقامة. ويلفت المحنا الى ان «هناك الكثير من العمالة الاجنبية التي تستغل السياحة الدينية بدخولها الى العراق، وبعدها تقوم بمخالفة جميع شروط الاقامة التي لا تتجاوز 30 يوما».

 تبريرات وزارة العمل

وكان المتحدث باسم وزارة العمل والشؤون الاجتماعية، نجم العقابي، قال في تصريح اطلعت عليه «طريق الشعب»، إنه «لا يوجد أي رقم دقيق من قبل أية جهة بشأن العمالة الأجنبية الموجودة بسبب وجود عمالة غير شرعية، تقدر وبشكل تخميني من 250 الى 300 ألف عامل»، مضيفا ان «العمالة الشرعية التي منحتها وزارة العمل تصريحا أمنيا في العمل داخل العراق، تقدر بـ 100 ألف عامل أجنبي لا غير».

خطة للحد منها

وبخصوص الإجراءات للحد من العمالة غير الشرعية يبين العقابي، ان «هناك خطة للوزارة للحد من هذه الظاهرة عن طريق تفعيل قرارات مجلس الوزراء التي تنص على أن تكون نسب العمالة 50 بالمائة محلية ومثلها أجنبية، والاستعانة بالعمالة المحلية بدل الأجنبية في بناء المشاريع، واستخدام قدرات الشباب وتوفير فرص عمل لهم، والحصول على أيدي ماهرة قريبة من هذه المشاريع». وينوه العقابي الى أن «وزارة العمل تتعاون مع وزارة الداخلية بشأن عملية منح الفيزا، والحد من بعض أنواعها التي تسببت بدخول هذه العمالة بشكل عشوائي، وبدون تنظيم». وبخصوص الاسباب التي دفعت وزارة العمل الى الاستعانة بالعمالة الأجنبية، يفيد العقابي بان الغاية منها «تدريب العمال العراقيين لفترات محددة والاستفادة من خبرات العمالة الأجنبية في مجال التكنلوجيا، وذلك لفترات محددة يتم الاتفاق عليها وفق عقد عمل».    وتحرم العمالة الأجنبية العديد من العاطلين العراقيين من فرص العمل في الأسواق المحلية.

استغلال العمالة الأجنبية

المختص في الشأن العمالي والقانوني مصطفى سعدون، يقول

لـ «طريق الشعب» انه «على الرغم من أن قانون العمل نظم عمل العمالة الاجنبية في البلاد بساعات محددة واجور مماثلة لاجور العامل العراقي، الا ان العامل الاجنبي يتعرض الى ابشع انواع استغلال العمل من اجور قليلة وساعات عمل طويلة، الامر الذي قلل من كفاءة عمل العامل العراقي».

وعن العمالة غير الشرعية يفيد سعدون بان ضعف الاجراءات الحكومية لردع العمالة غير الشرعية «ساعد على استفحال تواجدها داخل البلاد، مستغلين دخولهم بتبرير السياحة الدينية، ومن ثم مخالفتهم لشروط الاقامة التي لا تتجاوز 30 يوما».

وينوه سعدون الى ان هناك «حاجة الى مراقبة مكاتب العمالة الأجنبية»، والتي وصف عملها بأنها أشبه بـ»مكاتب للمتاجرة بالإنسان».

ويلفت الى ان «واقع حال العمالة الأجنبية حدت كثيرا من فرص العمل أمام الشباب الباحثين عن عمل في مختلف القطاعات، فصاحب العمل بات يفضل العامل الأجنبي على العراقي لأمور تتعلق بأجور وساعات العمل».

ويشير الى ان «العمالة الأجنبية في البلاد باتت مصيدة سهلة لعصابات الجريمة خاصة عصابات تجارة المخدرات والأعضاء البشرية».

 

قانون الإقامة

وقال الخبير القانوني علي التميمي في تصريح اطلعت عليه «طريق الشعب»، إن «قانون الإقامة رقم 76 لسنة 2017 نظم عملية دخول الأجانب وشروط منح الفيزا وشروط الإقامة، ومدتها والكفيل، إضافة إلى أنه فصل أنواع سمات الدخول من شهر إلى 6 أشهر وموافقة الجهات ذات العلاقة».

ويتابع أن «العاملين في المحلات والصالونات والمعامل لا يمكن لهم أن يعملوا إلا بشروط قد تكون أحيانا غير متوفرة ما يعني أنهم متجاوزون على سمة الدخول»، مشيرا الى أن «صاحب العمل يكون مسؤولا أيضا أمام القانون وفقا للمواد 43، 41، 40، بحال مخالفته لشروط التشغيل».

 

صدّق العاقل بما لا يُعقل!

 أكدت وزارة الصحة أنَّ معدلات الموقف الوبائي بفيروس كورونا قد زادت بسبب تهاون المواطنين في إجراءات الوقاية، مشيرة الى أن العراق خال من الحصبة وقد اقترب من القضاء على شلل الأطفال، ويحتل المرتبة الثالثة بين أفضل عشر دول وقائياً في العالم. الجزء الأخير من إعلان الوزارة كان كافياً لإثارة دهشة الناس، الذين يختبرون كل يوم حقائق تشير الى تخلف الخدمات الصحية وتحول المستشفيات الى مسالخ بشرية والنقص الكبير في الأطباء والممرضات والأدوية والعلاجات، الى جانب الإرتفاع المريع في أسعار الخدمة الصحية لدى القطاع الخاص.

 عذر أقبح من فعل!

 أغلقت وزارة التربية صفوف المتفوقين ضمن المدارس الاعتيادية بسبب عدم حصولها على أوامر إدارية خاصة بفتح صفوف للمتفوقين ولوجود نقص في الملاكات التدريسية، لاسيما مع احتياج كل صف إلى ثمانية مدرسين إضافيين من ذوي الإختصاص. وتفتقد مناطق المنصور واليرموك والإسكان والعدل، الى مدارس خاصة بالمتفوقين، فيما يحجم أهاليها عن إرسال أبنائهم الى أحياء بعيدة لهذا الغرض، الأمر الذي دفعهم للإحتجاج على هذه القرارات، والتي لا يمكن تبريرها في واقع يشير الى وجود آلاف المدرسين العاطلين عن العمل والتحكم بوفرة مالية، يفترض أن يكون للتعليم فيها، النصيب الذي يستحقه.

 تمييز ضد النساء والشباب

 أعلن وزير التخطيط، أن أكثر من نصف العراقيين هم دون 25 عاما، وإن نسبة البطالة بينهم تصل الى 16.5 في المائة، حيث يصل عدد النساء فيهم الى ضعف عدد الرجال. وذكر الوزير أن عدد العاطلين بين الشباب وصل الى 35.8 في المائة وهو ما يشكل ثلاثة أضعاف عددهم في صفوف من هم بعمر أكثر من 25 سنة. كما أشار لتدني نسبة النساء العاملات ليصل الى 11.5 في المائة، والشباب دون 25 سنة ليصل الى 16.8 في المائة. وفيما بلغت نسبة القوى الناشطة اقتصاديا 39.5 في المائة، كان نصيب النساء والشباب منها 13.4 و 21.8 في المائة على التوالي.

 نخاسة وفساد وسلاح منفلت

 ألقت وزارة الداخلية القبض على ثلاثة أشخاص بتهمة السعي لبيع فتاة مقابل مليوني دينار، في العاصمة بغداد. ويأتي هذا الخبر في سياق مجموعة أخبار مماثلة عن شبكات الاتجار بالبشر التي تستشري في البلاد، فيما حددت مديرية مكافحة إجرام بغداد، فئة النساء والأطفال، كونهم الفئة الاضعف بالمجتمع والأكثر تعرضاً لمثل هذه الجرائم. وإذ تثير هذه الأخبار غضب وسخط الناس، من تدهور بعض القيم الاجتماعية، فإنهم يرفعون الصوت مطالبين بالمزيد من الرقابة والعناية بهذه الفئات وبضحاياها، وتشديد الضربات التي تقضي على عصابات الجريمة المنظمة، والتي تعتاش في بعض جوانب نشاطها الإجرامي على الفساد والسلاح المنفلت.  

 ودّع البزون شحمة!

 بحثت الرئاسات العراقية الثلاث مع وفد الكونغرس الأمريكي الذي يزور البلاد حالياً برئاسة ليندسي غراهام، سبل التعاون في ميدان مكافحة آفة الفساد والمساعدة لاسترداد الأموال العراقية المهربة إلى الخارج. ورغم الكلمات البروتوكولية التي قيلت في اللقاءات، فإن الجميع بات يدرك بأن الفساد في البلاد قد تضاعف بعد الإحتلال الأمريكي لها، وسياسة الفوضى الخلاقة الذي إنتهجتها واشنطن، وتسترها على بعض من عتاة الفاسدين، مما لا يجعلها شريكاً موثوقاً في أعقد ملف عراقي.

 

ص4

 أدباء ومثقفو بابل:

المحاصصة طريقها مسدود.. والأمل في الاحتجاجات

بابل - محمد علي محيي الدين

بعد الفشل الكبير للقوى المتنفذة في انقاذ البلد من أزماته السياسية، وما يترتب على سياساتها من كوارث، زادت بشكل كبير مساحة المستائين والحانقين من هذا أداء تلك القوى.

وأجرت “طريق الشعب” استطلاعا للرأي بين الأوساط الثقافية في محافظة بابل، للاستماع إلى رأي هذه الشريحة المؤثرة والمهمة في المجتمع.

 نظام فاقد للثقة

استياء المثقفين والفنانين والمبدعين من الفشل السياسي، ظهر مرات عدة خلال الاحتجاجات والوقفات ومناسبات لا حصر لها.

ويقول رئيس اتحاد ادباء بابل، الباحث صلاح السعيد، إن النظام السياسي الحالي “جعل الشعب يعاني الكثير. المواطنون في يأس واحباط من العملية السياسية والقوى المتنفذة”.

وخلال حديثه مع “طريق الشعب”، يرى السعيد أنه لا حل لهذا الوضع سوى عبر “الاحتجاجات الشعبية والمعارضة المنظمة الرصينة التي يجب أن تتحلى بثقل سياسي تجعل الشعب يلتف حول قواها والتوجه لتنظيم إضراب عام، انطلاقا نحو التغيير الشامل”.

أما الشاعر مالك المسلماوي، عضو اتحاد ادباء بابل، فيرى أن البلد يعيش فوضى سياسية لا مثيل لها بسبب تفاقم الصراع على السلطة بين القوى المتنفذة.

ويقول المسلماوي لـ”طريق الشعب”، إن هذه القوى المتصارعة أثبتت عدم اعترافها بالدستور والمبادئ الوطنية، ولا بالمطالب الأساسية للشارع الاحتجاجي والمنتفضين، وهي تتمسك بشكل كبير بالتوافقية (المحاصصة) لحماية الفاسدين من أي تغيير محتمل.

 أطماع السلطة وعواقبها

الشاعر جبار الكواز، عضو المجلس المركزي لاتحاد ادباء العراق يشير إلى أن الأطراف المتصارعة داخل السلطة، فشلت بالوصول إلى “الحدود الدنيا” للتوافق على المطاليب الوطنية المطروحة.

ويقول الكواز لـ”طريق الشعب”، إنّ “الأطماع بالسلطة أوصلت البلد إلى حافة الانهيار، ولا يمكن التعويل على الانتخابات المبكرة ما لم يسن قانون جديد لإدارتها ويأخذ بنظر الاعتبار الوضع العراقي منذ ٢٠٠٣ وحتى اليوم واشكاليته البنيوية السياسية. مضيفا “أن الحل يكمن من الداخل الوطني من خلال ثورة شعبية مسنودة بقوى وطنية قادرة على فعل التغيير وكل الحلول الاخرى المقترحة تتصاغر امام ارادة الجماهير”.

أما الباحث احمد الناجي، عضو الهيئة الادارية لاتحاد ادباء بابل، فيعبّر عن خيبة أمله بالعملية السياسية التي انحدرت الى مهاوي الانهيار في ظل الصراع غير المشروع بين القوى السياسية التي هيمنت على القرار السياسي.

ومن وجهة نظر الناجي، فأن “البديل المناسب يكمن في اجراء انتخابات مبكرة في ظل مفوضية نزيهة وقانون انتخابي عادل، واشراف اممي من دون تدخل الحكومة في مفاصل الانتخابات”.

وفي السياق، يشدد الباحث نبيل الربيعي عضو اتحاد ادباء بابل، على ضرورة الدعوة للانتخابات المبكرة ومراقبتها محليا ودوليا.

 احتجاجات واعدة

وبشأن الجدوى من الاحتجاجات الشعبية المستمرة في البلاد، يقول نقيب الفنانين في بابل، محسن الجيلاوي، إنها “في النتيجة ستحدث تغييرا شاملا وتفرز قوى جديدة تعمل لصالح الشعب”.

ويبيّن الجيلاوي لـ”طريق الشعب”، أن “الشعب يتحمل تبعية اختياره للبديل المناسب، فقد ثبت على مدار الاعوام الماضية فشل القوى التقليدية في احداث التغيير”.

ويرى الدكتور رشيد هارون، عضو اتحاد ادباء بابل، أن الحل يأتي عن طريق “تمرد الجماهير”. بينما يلفت القاص صادق الطريحي، عضو الاتحاد، إلى أن “النسق الدكتاتوري ما زال مهيمنا على الحياة في العراق وبميادينه كافة، وكأن التغيير لم يحصل”.

 البديل السياسي من الجماهير

ويؤكد الباحث لفتة الخزرجي، أن البديل السياسي الديمقراطي “يجب أن يأتي عن طريق الفعاليات الشعبية والاحتجاجات الجماهيرية. ندعو لبديل سياسي ديمقراطي يعمل على تحقيق نظام المواطنة والعدالة الاجتماعية”.

“إنّ الانغلاق السياسي الحالي، شكّل انعكاسا للخلل البنيوي الذي قامت عليه العملية السياسية منذ ٢٠٠٣ وحتى الآن”، وفقا رأي القاص عبد الحسين العبيدي، عضو اتحاد أدباء بابل.

ويوضح العبيدي لـ”طريق الشعب”، أن انتفاضة تشرين “لم تشكّل بديلا لهذه القوى الفاسدة حتى الان، لذلك أي اعادة للانتخابات غير مجدية”.

ويلخص عضو اتحاد أدباء بابل، سلام حربة، الآراء التي جرى الحديث عنها بهذا الخصوص حيث يعتبر أن ما يحصل في العملية السياسية بعد انتخابات 2021 نتيجة طبيعية لطبقة سياسية سادرة في غيها لا يهمها من الوطن سوى مصالحها الشخصية واستمرار نهجها المخرب.

ويعتقد حربة أن حكومة الاغلبية السياسية هي “الحل للخروج من هذا الانسداد”.

ويقول المتحدث لـ”طريق الشعب”، إن “الخراب الحالي دفع القوى المدنية الديمقراطية الى رفع صوتها عاليا لوأد هذا الشكل الكارثي من الحكم الذي يدفع الى مزيد من الانسداد والتشرذم.

ولفت إلى أن “عدم الاستجابة لمطالب الجماهير قد تدفع بالأمور الى المزيد من الاحتقان. يجب تشكيل جبهة معارضة قوية لكل القوى الرافضة للمحاصصة والتوافق من اجل الوقوف بوجه هذه القوى الطائفية والعرقية التي لا تريد الخير للعراق”.

 «طريق الشعب» تستطلع رأي الشارع في 6 محافظات:

البديل الوطني هو الحل

بغداد – طريق الشعب

أجرى مراسلو “طريق الشعب”، خلال اليومين الماضيين، حوارات عديدة مع مواطنين في ست محافظات بشأن حالة الانسداد السياسي ونتائج المحاصصة الطائفية التي تنتهجها القوى المتنفذة في إدارة البلاد.

 وأبدى المتحدثون استياءهم من الفشل الذريع للقوى الحاكمة، فيما شددوا على أن المرحلة أصبحت تتطلب ايجاد بديل سياسي يغير الواقع الحالي وينتهج سياسة وطنية بعدما عاث المتنفذون فسادا منذ عام 2003 وحتى اليوم.

 البصرة وذي قار

ويتحدث مواطنون في البصرة عن رفضهم التام للمحاصصة والاستمرار في هذا الشكل “الفاشل” لإدارة البلد.

وأجرى مراسل “طريق الشعب” في البصرة، صلاح العمران، حوارات مع مجموعة من المواطنين لمعرفة آرائهم في أداء القوى الحاكمة ووجهة نظرهم في كيفية الخلاص من هذه الأزمات.

ويقول عبدالحسين العامر (معلم متقاعد)، إن الضرورة أصبحت قصوى للخلاص من المحاصصة الطائفية والرجوع إلى المصلحة الوطنية.

ويتحدث العامر لـ”طريق الشعب”، عن تداعيات قانون الانتخابات الذي “عمّق المحاصصة، ما يتطلب تغييره وجعل العراق دائرة انتخابية واحدة، لفسح المجال أمام القوى الوطنية”.

العامر يشدد على أن إعادة الانتخابات وفي ظل القانون نفسه، أمر “لا يحل الأزمة ولا بد من مراجعة شاملة قبل وضع النسخة الجديدة من القانون”.

بدوره، يرى المواطن عبدالوهاب الحطاب، أن الاعتماد على نفس القوى الحاكمة في إجراء التغيير “أمر غير منطقي”، والحل من وجهة نظره يأتي عبر نشاط “المدنيين والديمقراطيين وكل المتضررين من هذا الفساد والخراب”.

ويضيف أن “عدم تفعيل قانون الأحزاب، والابقاء على قانون الانتخابات الحالي، هما سببان رئيسان في تعميق الازمة التي تتطلب سن قوانين جديدة وجعل البلد دائرة انتخابية واحدة”.

ويؤكد مواطنون آخرون داخل المحافظة، استعداد القوى الحاكمة لعمل أي شيء من أجل البقاء في السلطة والتمتع بثروات البلد بطرق غير مشروعة.

ويذهب البعض منهم إلى أن أي إعادة للانتخابات دون التمهيد الجيد والتعديل في بعض القوانين، لن ينتج أي فائدة.

ومن محافظة ذي قار، يقول المواطن زكي عطا لـ”طريق الشعب”، أن أهالي المحافظة ساخطون بشكل كبير بسبب الانغلاق السياسي الذي ينذر بالخطر.

ويبيّن عطا أن الغالبية من الأهالي يرون في تشريع قانون انتخابات عادل، يمكن أن يكون “خطوة نحو حل الأزمة، وبخلاف ذلك فإن المصير مجهول ومرعب”.

 أهالي بغداد: لا للمحاصصة

ومن بغداد، ينقل مراسل “طريق الشعب”، عامر عبود الشيخ علي، آراء كثيرة لمواطنين ينتقدون الأداء السياسي للقوى الحاكمة.

ويوضح المواطن حسين حسن (صاحب معمل ألمنيوم)، أن القوى الحاكمة “استنفدت كل مبررات وجودها، ولم تعد لها صلة بالجماهير والناس”. ويشدد على أنها “لا تمثل المواطنين بأي شكل من الأشكال”.

ويدعو حسن إلى “انضاج البديل الذي تأخر بالفعل، بالرغم من الجهود التي تبذلها قوى التيار المدني لرص الصفوف وتوحيد الخطاب، خصوصا وأنها تمتلك برامج متكاملة لإنقاذ العراق والسير به صوب الاستقرار”.

أما الدكتورة فاتن سليم، فتعتقد أن “الاحتجاجات الجماهيرية المناوئة للفساد، هي المطلب الأول لتوحيد القوى التي تحدث التغيير. وإذا كانت الأجواء غير مهيئة للانتخابات المبكرة، فالمعارضة السلمية هي الحل الأخير”.

من جانبه، يقول الدكتور زهير البياتي لـ”طريق الشعب”، أن المرحلة الحالية التي يمر بها العراق هي من “اسوأ المراحل بسبب ما قامت به القوى الحاكمة”.

ويشدد على أن “الوضع تأزم كثيرا وهناك غليان ونقمة معلنة تجاه المتنفذين وتولدت قناعة بان التغيير اصبح ضروريا وملحا، وان اداة هذا التغيير هي الاحتجاجات الجماهيرية”.

وعلى ذات المنوال، يقول الدكتور صبحي الخزعلي، إن “الناس لا يثقون في العملية السياسية التي فشلت بشكل واضح، والشارع متخوف ويغلي في الوقت ذاته، ويبحث عن الخلاص”.

وفي بغداد أيضا، يكشف مراسل “طريق الشعب”، ماجد مصطفى عثمان، عن رؤية المواطنين الذين حاورهم بشأن الانسداد السياسي.

المواطن جبار كاظم، يشدد على أن “مفهوم التوافقية السياسية مضرّ جدا، وهناك تمسك فيه. لا بد من إعادة الانتخابات لحلحلة الأزمة الحالية”، بينما يرى المواطن أثير عبد الله أن الانسداد السياسي يتمثل بـ”بقاء القوى المتنفذة نفسها”.

 آراء المواطنين في كربلاء

وفي كربلاء، تباينت آراء المواطنين الذين التقى بهم مراسل “طريق الشعب” للحديث عن تصوراتهم بشأن الانسداد السياسي.

المواطن عادل الخفاجي، يقول إن الشرط الوحيد لحل الازمة هو إجراء انتخابات حرة ونزيهة في ظل قانون عادل. بينما يرى علي الساعدي، أن الأزمة لا يمكن التخلص منها سوى بـ”حل البرلمان بالكامل وإعادة الانتخابات وفق شروط واضحة لضمان نزاهتها”، وهو الأمر ذاته الذي أشار اليه المواطنان عبد الأمير طعمة وفاضل ضامد الذي أكد أن “القوى المتصارعة لا نية لديها لحل الأزمة”.

 حوارات من الديوانية

ومن الديوانية لم يختلف فيها الحال كثيرا عما أشار له المواطنون في مختلف المحافظات من حيث اليأس من القوى الحاكمة وضرورة ايجاد البديل اللازم.

ويقول عدد من الأهالي أن الديوانية تتصدر نسب الفقر بواقع 49 في المائة، بعد مرتبة واحدة من محافظة السماوة، بينما هذا الأمر لا يعني شيئا للماسكين بالسلطة.

وأجرى المكتب الاعلامي للجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في الديوانية وبمساعدة رفاق آخرين، حوارات مع مواطنين من شرائح مختلفة بهذا الخصوص.

المواطن جواد الخفاجي يقول إن “الانتخابات المبكرة هي الحل بشرط تغيير قانون الانتخابات والمفوضية ومحاسبة القتلة والكشف عن المغيبين”، مشددا على أن “التعبئة الجماهيرية للمظاهرات والاعتصامات مهمة جدا لفرض الواقع الجديد”.

أما الشاعر والصحفي عماد المطاريحي، فيرى أن “الازمة السياسية او ما يسمى بالانسداد السياسي هو حالة ليست جديدة بل نتيجة تراكمات سلبية وسوء ادارة تتحملها الحكومات المتعاقبة”.

وأشار المطاريحي الى ان البديل لهذه الازمة هو “التسليم بمبدأ المعارضة السياسية والتهيئة لظروف صحية قابلة لإجراء انتخابات على اساس قانون جديد وضوابط جديدة تبعدنا عن التدخلات الحزبية والاقليمية”.

فيما يذهب حسين فليح، اكاديمي في جامعة القادسية/ كلية العلوم السياسية، إلى أن “سبب الانسداد السياسي هو الدستور الذي بنيت عليه العملية السياسية. أنا اعتبرها اسّ المشكلة في ما يحصل في عراق ما بعد 2003 وارى ان يكون من اولى مهام الحكومة القادمة التي ستنتخب هي العمل على التهيئة لإجراء تعديلات دستورية تقطع الطريق امام المشاكل”.

من جانبه، يقول عباس عبد الحسن، خريج جامعي، إن “الاحتجاج هو الورقة الوحيدة التي يمكن الاعتماد عليها في احداث نقلة نوعية في الوضع العام والدليل انتفاضة تشرين التي استطاعت اسقاط الحكومة وتغيير بعض القوانين”.

 أهالي المثنى: التغيير ضرورة

مراسل “طريق الشعب” في المثنى عبد الحسين ناصر السماوي، اجرى حوارات مع أهالي المحافظة، واستمع إلى آراء عدة تخص المشهد السياسي.

ويقول المحامي علاء كامل، ان العملية السياسية في العراق “بدأت مع مشاكل كبيرة، فهي تتكئ على عناصر خاوية كالمحاصصه الطائفية، الانفلات الأمني وحمل السلاح بيد المليشيات وقتل الناشطين”.

وأوضح علاء أن البديل لهذا الانسداد وخاصة بعد خروج الكتلة الصدرية صاحبة عدد المقاعد الأكثر، هو “حل البرلمان والتوجه نحو انتخابات برلمانية عادلة، بعيده عن التزوير والمماطلة في إظهار النتائج. ويجب على المحكمة الاتحادية حسم مفهوم الكتلة الأكبر في البرلمان”.

الناشط المدني علي حميد، تحدث حول البديل الذي ينتج وفق رأيه عن طريق “المعارضة والاحتجاج الجماهيري”.

ويقول حميد: ان “الاحتجاجات الجماهيرية لها دور مؤثر في تغيير الخارطة السياسية للبلاد وخير مثال على ذلك احتجاجات تشرين التي تمخضت عنها الانتخابات البرلمانية المبكرة وسقوط الأقنعة عن وجوه الفاسدين”.

واضاف “نحن نعول على الكتل المستقلة والوطنية في إزاحة هؤلاء الفاسدين، ونطالب بمشاركة واسعة من قبل المواطنين في الانتخابات، لكي نسد كل الطرق أمام الكتل الفاسدة والمزورة لنتائج الانتخابات”.

 ص5

العاصمة تختنق بها

النفايات.. أما من حل لمعضلتها المزمنة؟!

متابعة – طريق الشعب

 لا تزال مشكلة تراكم النفايات في الكثير من شوارع بغداد الرئيسة والفرعية، وأحيائها السكنية ومناطقها الشعبية وأسواقها، قائمة وتتفاقم يوما بعد آخر في ظل ضعف أداء الجهات المعنية بقطاع النظافة، حتى غدت العاصمة بؤرة للتلوث والأوبئة.

وكثيرا ما تنشر وكالات الأنباء أخبارا وتقارير عن الواقع الخدمي المتردي في مناطق العاصمة، خاصة من ناحية النظافة، فضلا عما ينشره مواطنون على صفحات التواصل الاجتماعي من صور ومقاطع فيديو تنقل هذا الواقع. لكن يبدو أن كل ذلك لم يلفت انتباه الجهات المعنية. فلا تزال النفايات تتكدس في الشوارع والطرقات والساحات العامة، ولا تزال أعين دوائر البلدية تغيب عنها!

المواطنة سميرة محمود، تشكو من قيام بعض المواطنين برمي أنقاض البناء وسط الشوارع وفوق فتحات تصريف مياه الأمطار داخل الأحياء السكنية، الأمر الذي يعيق سير المارة ويؤدي إلى انسداد المجاري.

وتعزو المواطنة هذا التجاوز إلى غياب دور البلدية أو تغاضيها “لأسباب خاصة”!

فيما يشكو المواطن خضير سلمان، وهو من سكان منطقة الدورة، تراكم النفايات وطفح المجاري في عديد من شوارع منطقته، محذرا من خطورة هذا الأمر في ظل انتشار الأوبئة.

وفي “شارع الربيعي”، وهو أحد شوارع بغداد التجارية المتخصصة بالأجهزة الالكترونية، يشكو العديد من أصحاب المحال تكدس النفايات على الأرصفة وتيبس الأشجار في الجزرة الوسطية، مشيرين في حديث صحفي إلى أن الشارع يعاني الإهمال منذ عام، بالرغم من انهم يدفعون مبالغ مالية طائلة كرسوم للتنظيف. 

ويتكرر هذا المشهد في معظم أسواق بغداد، خاصة في منطقتي الشورجة والباب الشرقي، المركزين التجاريين الرئيسين في العاصمة.

 المولات هي السبب

من جانبها، تقول الخبيرة البيئية إقبال لطيف جابر، أن مشكلة تراكم النفايات تفاقمت أكثر بعد 2003، بسبب زيادة انتشار الأسواق والمولات، وارتفاع القدرة الشرائية لدى المواطنين. 

وتوضح في حديث صحفي، أن النفايات التي تنتشر في الطرقات، تبدأ بالتحلل والتخمر فتنتج عنها أحياء مجهرية ذات ضرر كبير على البيئة، وتكون ناقلة للأوبئة، مضيفة أن النفايات تصدر عنها غازات تتسبب في الاحتباس الحراري وهلاك الحيوانات والنباتات، مثل ثاني أكسيد الكربون وأول أكسيد الكبريت والميثان.

فيما يلفت الباحث أحمد عبد العال إلى أن المواد البلاستيكية تشكل النسبة الأكبر من النفايات، وبضمنها قناني المياه التي تستخدم اليوم على نطاق واسع، مضيفا أنه “في ظل الانفجار السكاني للعراق والذي يزداد بمعدل مليون و250 ألف مولود في السنة الواحدة، ندرك حجم التحدي المخيف لهذه الكتلة البشرية المتنامية والمتكدسة في مدينة بغداد”.

ويتابع قائلا أنه “من الطبيعي أن تختفي مظاهر الجمال والمساحات الخضراء وفضاءات الترفيه. فالحاجة للسكن تتغلب على الحاجات الأخرى، ومع هذا العدد السكاني الهائل بدأت المساحات الخضراء تنحسر وتتحول إلى مساكن”، مشيرا إلى أن البيوت أصبحت اليوم “علبا خرسانية خانقة” بسبب غياب المساحات الخضراء واختفاء البساتين، ما أدى إلى التصحر وتردي البيئة.

 المحاصصة تدخل على الخط!

إلى ذلك، يقول المواطن أمين مجيد، أن “دوائر البلدية في أغلب مناطق بغداد، تخضع إلى المحاصصة، ويصل الأمر إلى التدخل في قطاع النظافة من قبل قوى مهيمنة تتلاعب بأجور العمال أو بإضافة أسماء وهمية”، موضحا في حديث صحفي أن “هذه المشكلة تضعف مستوى اداء الخدمة، فتبقى هناك مناطق مهملة تتراكم فيها النفايات”.

ويؤكد مجيد أن “القطاع البلدي من القطاعات التي تدر على هذه القوى المهيمنة أموالا طائلة”.

***********

اكول

نصدق من .. الحكومة

أم اصحاب المولدات؟!

عامر عبود الشيخ علي

اعلنت الامانة العامة لمجلس الوزراء يوم 14 حزيران الفائت، ان المجلس قرر في جلسته يومها تخفيض سعر وقود الكاز لاصحاب المولدات الاهلية الى 250 دينارا للتر الواحد.

وتضمن القرار ايضا زيادة كمية الوقود المجهز للمولدات، تناسبا مع زيادة ساعات القطع المبرمج للكهرباء، وذلك من خلال التنسيق بين وزارتي الكهرباء والنفط.

وجاء هذا القرار دعما للمواطن في ظل زيادة انقطاع التيار الكهربائي وارتفاع درجات الحرارة، ورفع سعر الامبير من قبل اصحاب المولدات، إلا ان المواطن، وبالرغم من صدور القرار، لم يلمس اي تغيير في سعر الأمبير، بل على العكس من ذلك، رفع اصحاب المولدات التسعيرة!

وعلى إثر القرار كنت اتصور عند تسديدي أجور الاشتراك في المولدة لشهر تموز الجاري، ان أجد التسعيرة منخفضة. لكن صاحب المولدة فاجأني مطالبا بـ 20 ألف دينار عن الأمبير الواحد، بعد أن كان في حزيران 18 ألفا فقط، وقبله 15 ألفا. وعندما استفسرت منه عن سبب هذه الزيادة، أجاب أن الحكومة لم تخفض سعر الوقود وان أصحاب المولدات لا يزالون يشترونه من السوق السوداء بأسعار مرتفعة!

هل نردد اغنية طيب الذكر الفنان فؤاد سالم “حجيك مطر صيف”؟

ومن نصدق من الطرفين: مجلس الوزراء ام اصحاب المولدات؟

ومتى تفي الحكومة بوعودها وتكسب ثقة المواطن؟!

 

//********

امنعوا تجريف البساتين!

بغداد – وكالات

دعا الاتحاد العام للجمعيات الفلاحية التعاونية في العراق،  الرئاسات الثلاث إلى التحرك لوقف ظاهرة تجريف البساتين.

وذكر الاتحاد في بيان صحفي، أن “تجريف البساتين أصبح منتشراً بشكل واسع في عموم المحافظات ومنها بغداد، ما سيؤثر سلباً على مناخ العراق”، مشيرا إلى أن “هناك عمليات تجريف في الكوفة نتيجة الجهل وضعف تطبيق القانون”.

وأكد البيان مطالبه  السابقة وبشكل متكرر بتشريع قانون يُجرّم تجريف البساتين وقلع الأشجار، وفي حال لم تتخذ الحكومة إجراءات حاسمة بهذا الصدد ستتفاقم المشكلة، وهذا ما نلاحظه في محافظات بابل والنجف وكربلاء أيضا”.

وفيما جدد مطالبته مجلس النواب بتشريع القانون المذكور، دعا الاتحاد رئيس مجلس القضاء الأعلى إلى “إصدار قانون يتضمن عقوبات قاسية بحق كل من يقوم بالتجريف”.

ويرى البيان ان “هناك تناقضا لدى الحكومة. فهي قامت برصد أكثر من 5 مليارات لغرض انشاء أحزمة خضراء حول المدن، وفي المقابل لا يزال تجريف البساتين مستمرا”.

**********

إنجاز ولكن!

 آيات سعدون

تنفذ الأجهزة الأمنية هذه الأيام، حملة واسعة لرفع نقاط التفتيش عن شوارع عديدة في جانبي الكرخ والرصافة من بغداد، وذلك بعد استتباب الأمن وتحقيق إنجازات مهمة في هذا الإطار.

وتأتي هذه الحملة للتخفيف من الزحامات المرورية التي تشهدها العاصمة، لكنها تبدو غير مكتملة. فجميع الشوارع التي كانت تقع عليها نقاط تفتيش تحتوي على تخسفات جراء وقوف المركبات عليها فترات طويلة، ما يتطلب إعادة تعبيدها، فضلا عن وجود مطبات اصطناعية كانت قد نصبتها القوات الأمنية قرب نقاطها التفتيشية.

لذلك أن عدم معالجة هذه التخسفات والمطبات، سيعيد الزحام إلى سابق عهده، ولن تحقق الحملة غايتها!

********

د. حميد الوائلي.. شكرا!

 الحي – بشار قفطان

في موقف إنساني نادر، دأب الطبيب د. حميد مجيد الوائلي، وهو ابن عائلة كادحة من قضاء الحي بمحافظة واسط، على تقديم خدماته الطبية للمرضى مقابل أجر قليل. فهو يستوفي من مراجعي عيادته الخاصة أجور كشفية تبلغ 5 آلاف دينار، في حين تصل كشفية غيره من الأطباء إلى 15 و20 ألف دينار وأكثر.

ولا يقف الأمر عند هذا الحد، فالوائلي يستقبل مراجعيه بعد تلقيهم العلاج ليعاينهم ثانية، وهذه المرة مجانا. كما أنه يقدم خدماته الطبية للفقراء والمحتاجين دون مقابل.

أهالي الحي يحيّون هذا الطبيب على موقفه الإنساني ويشكرونه على جهوده في رعاية مرضاه.

********

المثنى

منتجو البيض يطالبون بتعويضهم

 

السماوة – وكالات

طالب عدد من أصحاب معامل إنتاج بيض المائدة في محافظة المثنى، الجهات الحكومية بتعويضهم عن خسائرهم الناتجة عن تنفيذ قرار فتح باب الاستيراد أمام هذه المادة الغذائية.

وأكدوا في حديث صحفي أن كل معمل من هذه المعامل صار يخسر يوميا قرابة 5 ملايين دينار، بسبب عدم قدرته على تصريف منتجاته، ما يعرضها للتلف.

ولفت أصحاب المعامل إلى أن قرار فتح الاستيراد اضطرهم إلى تسريح عدد كبير من عمّالهم، وأدى إلى تكدس المنتج وعدم شرائه من قبل التجار بسبب الفائض المتوفر في الأسواق، متسائلين: أين الحكومة من دعواها التي تطلقها باستمرار لدعم المنتج المحلي والقطاع الخاص؟!

*********

مقاولون يقطعون الأشجار في كربلاء!

 كربلاء – وكالات

استهجن مواطنون في مدينة كربلاء، قيام بعض المقاولين ممن ينفذون مشاريع للبنى التحتية في المدينة، بقطع الأشجار. وقال المواطن حمزة عماد في حديث صحفي، أنه «في الدول المتحضرة يغرّم كل من يقدم على قطع شجرة، لكن في العراق يمر الأمر دون محاسبة»، مؤكدا أن أحد المقاولين قام بقلع الأشجار المزروعة على الرصيف في «حي البلديات» وسط كربلاء، في ظل صمت الجهات المعنية!

**************

منظمة محلية:

مئات العائلات نزحت في ذي قار بسبب الجفاف

الناصرية – وكالات

رصدت منظمة مدنية محلية تزايدًا في أعداد النازحين في محافظة ذي قار، جرّاء أزمة المياه الحادة التي أدّت إلى توقف محطات الإسالة في عددٍ من الأقضية والنواحي وقضت على مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية. وكشفت “منظمة التواصل والإخاء” الإنسانية، عن نزوح 400 عائلة من قضائي الفهود والمنار، بسبب شح المياه وارتفاع نسبة التلوث والملوحة في الأنهر، لافتة في حديث صحفي إلى أن الأزمة لا تزال تهدد عشرات الآلاف من السكان، وتنذر بكارثة بيئية كبيرة قد تصيب ما تبقى من الأراضي الصالحة للزراعة في ذي قار. ورأت المنظمة أن “وزارة الموارد المائية فشلت في السيطرة على ملف المياه، وخذلت المواطنين بعد عجزها عن توفير مياه صالحة للاستخدام البشري، بعد جفاف مساحات كبيرة من الأهوار”.

 ******

مواساة

  • تعزي اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في واسط، مدير مصرف الرافدين في المحافظة، صديق الحزب محمد فائق الخالد، وذلك بوفاة والدته.

الذكر الطيب للفقيدة والصبر والسلوان لعائلتها الكريمة.

  • وتنعى المختصة الرياضية في محلية واسط، صديق الحزب الرياضي مجيد عناد الموسوي، أحد أبطال العراق بلعبة الملاكمة.

له الذكر الطيب ولعائلته وأصدقائه ومحبيه الصبر والسلوان.

*********

سعر الأمبير بـ 27 ألف دينار

أزمة الكهرباء تتفاقم في الأنبار

متابعة – طريق الشعب

كغيرها من المحافظات، تعاني محافظة الأنبار ترديا كبيرا في تجهيز الكهرباء الوطنية، في الوقت الذي يرى فيه مسؤولون محليون أن ملف الكهرباء “تحول من خدمي إلى سياسي”.

وأمام هذا التردي في الكهرباء الوطنية، وصل سعر الأمبير لدى المولدات الأهلية في قضاء الرمادي إلى 27 ألف دينار، الأمر الذي تسبب في سخط شعبي. فيما دفع تردي الخدمة، الإدارة المحلية في قضاء الفلوجة إلى إصدار قرار يقضي بمنع إطفاء المولدات الأهلية، ومحاسبة أصحابها في حال مخالفتهم.  وبالمقابل يشكو اصحاب المولدات عدم تزويدهم بالوقود من قبل الحكومة المحلية، ما يضطرهم إلى شرائه من السوق بأسعار باهظة، وبالتالي ينعكس ذلك كزيادة في سعر الأمبير.

 

ملف سياسي

قائم مقام الرمادي ابراهيم العوسج، يقول في حديث لوكالة أنباء “شفق نيوز” أن “ملف الكهرباء تحول من خدمي إلى سياسي، بسبب وجود أيادٍ سياسية تتحكم في موضوع تجهيز الطاقة الكهربائية”، لافتا إلى أن “هناك تعمدا من قبل المديريات العامة والشركات المتعلقة بوزارة الكهرباء، في عدم إنقاذ الواقع المتردي والسخيف للطاقة الكهربائية في الرمادي”.

ويوضح أن “فترة التجهيز في المدينة تصل إلى 8 ساعات فقط خلال اليوم، الأمر الذي جعل أصحاب المولدات الأهلية يرفعون سعر الأمبير إلى 27 ألف دينار، وهذه كارثة كبرى”.

 قلة تجهيز من بغداد

من جانبه، يقول قائم مقام قضاء الفلوجة، جمعة المحمدي، أن “تردي الكهرباء في القضاء سببه قلة التجهيز من المصدر في بغداد، ما أدى إلى حدوث الأزمة نفسها التي تتكرر كل عام تقريبا، وتستمر بين 3 أو 4 شهور”.

ويوضح في حديث صحفي، أن “سوء الخدمة دفعنا لاتخاذ قرار بمنح أصحاب المولدات ساعتين استراحة فقط خلال اليوم، لكن بسبب مخالفة البعض منهم من خلال إطفاء مولداتهم فترة أطول من الوقت المحدد، اضطررنا إلى إلغاء القرار، والتوجيه بعدم إطفاء المولدات نهائيا، وخلاف ذلك سيتم اتخاذ أقصى العقوبات بحق المخالفين”.

ويؤكد المحمدي أن “العمل جار لاستحصال زيادة في حصص المولدات الأهلية من مادة الكاز، بهدف خفض سعر الأمبير، وأيضا عدم الإضرار بأصحاب المولدات”.

 وضع حرج في الرطبة

أما في قضاء الرطبة، فالطاقة الكهربائية في “وضع حرج”، بحسب القائم مقام عماد الدليمي، الذي يؤكد أن “التجهيز الحالي لا يتجاوز الـ 30 في المائة من حاجة القضاء، بسبب انقطاع الكهرباء نهائيا والاعتماد فقط على محطة ديزلات مؤقتة لا تفي بالغرض”.

ويضيف الدليمي في حديث صحفي، أن “القضاء ينتظر إتمام إنجاز خط الكهرباء الوطنية الممتد بين قضائي القائم والرطبة في غضون الأيام القادمة، كي يستغني عن محطة الديزلات”.

************

ص6

الشيوعي السوداني:

لا نثق بتعهدات الانقلابيين

 

متابعة – طريق الشعب

رفض الحزب الشيوعي السوداني، يوم أمس الأول، إعلان قائد الانقلاب العسكري “إفساح المجال” لتشكيل حكومة مدنية، ووصفته بأنه “خديعة” داعية إلى مواصلة الاحتجاجات. وقال المكتب السياسي للحزب في بيان تلقت “طريق الشعب”، نسخة منه، أن “الخطاب الأخير للفريق البرهان كان عبارة عن تأكيد لاستمرار انقلابي 11 أبريل و25 أكتوبر، حيث جعل من الانقلاب مرجعيته، تعطي المشروعية للفترة القادمة وبالتالي تتحكم فيها. من حيث استمرار القرارات والتشريعات التي أصدرها سابقاً. وبالتالي شرعن انقلاب أكتوبر وزاد في خطابه في تحديد أهداف الحوار”. وأضاف البيان “أتى خطاب البرهان ليؤكد صحة التسريبات التي انتشرت في الأوساط الإعلامية والتي تحدثت عن تسوية سياسية عبر تكوين حكومة مدنية ومجلس أمن ودفاع. وبهذا الخطاب اتضحت كل مزالق التسوية وأبعادها والقوى التي خططتها والقوى المناط بها تنفيذ ما اتفق عليه في الغرف المغلقة تحت رعاية الإدارة الأمريكية والسعودية”، مضيفا “الحزب الشيوعي يعلن عن موقفه المبدئي الرافض للتسوية السياسية المطروحة وإدانته لكل القوى المشاركة فيها”.

 

حزب الشعب الفلسطيني:

امريكا تبرر مقتل “ابو عاقلة”

 

متابعة – طريق الشعب

عبّر حزب الشعب الفلسطيني، أمس الأول، عن ادانته ورفضه الشديدين لما تضمنه بيان وزارة الخارجية الأميركية الذي صدر عقب الفحص الجنائي للرصاصة التي أدت الى استشهاد الصحفية شيرين أبو عاقلة. واعتبر الحزب في بيان صحفي ورد إلى “طريق الشعب”، ان “موقف الإدارة الأميركية هذا يؤكد من جديد انحيازها الدائم لدولة الاحتلال الإسرائيلي وهي علاوة على الدعم الدائم للاحتلال تسعى لتبرئته ووضع حالة من الارباك أمام مسار التحقيق في جريمة اغتيال بينه تؤكد كافة المعطيات ان الاحتلال وحده يتحمل المسئولية عنها”.  ودعا الحزب إلى “عدم التردد في التوجه فورا لمحكمة الجنايات الدولية لمحاسبة قتلة شيرين أبو عاقلة وعشرات جرائم القتل التي تنفذها دولة الاحتلال بحق ابناء شعبنا الفلسطيني”. يذكر ان انتقادات شديدة وجهت الى تقرير امريكي خلص الى ان إطلاق نار إسرائيلي غير متعمد ربما يكون المسؤول عن مقتل الصحفية الفلسطينية.

 

بريطانيا.. جونسون يصارع

للبقاء في منصبه

 

لندن - وكالات

يصارع رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون من أجل البقاء في منصبه وسط موجة استقالات متزايدة تشهدها حكومته. وقال جونسون في البرلمان إن لديه “تفويضا ضخما” من انتخابات 2019 وإنه “سيستمر”. ويأتي ذلك في الوقت الذي استقال فيه 18 من حزب المحافظين من مناصب حكومية أو حزبية، وسحب نواب آخرون دعمهم لرئيس الوزراء.

وقدم وزير المالية ريشي سوناك ووزير الصحة ساجد جاويد، يوم أمس، استقالتهما بفارق عشر دقائق، وتبع ذلك سلسلة استقالات داخل الحكومة.

وفي بيان استقالته، قال جاويد “محاولة الموازنة بين الولاء والنزاهة” أصبحت أمرا “مستحيلا في الأشهر الأخيرة”. واتهم غاري سامبروك، عضو البرلمان عن حزب المحافظين، رئيس الوزراء بإلقاء اللوم على أشخاص آخرين على أخطائه، وحظي بتصفيق مستمر بعد مطالبته جونسون بالاستقالة. لكن جونسون تحدى دعوات الاستقالة، مضيفًا أنه “سيستمر في تنفيذ التفويض الذي حصلت عليه”.

**********

في مقدمتها الشيوعي المصري والحركة التقدمية الكويتية

4 أحزاب تدين «قمة النقب» وتتضامن مع الفلسطينيين

متابعة – طريق الشعب

 

حذر بيان مشترك صدر عن الحزب الشيوعي المصري، الحزب الاشتراكي المصري، حزب التحالف الشعبي الاشتراكي، من النتائج الخطرة لإنشاء تحالف الشرق الأوسط الاستراتيجي الهادف إلى تصفية القضية الفلسطينية. من جانبها، أصدرت الحركة التقدمية الكويتية بيانا آخر بهذا الصدد، دعت فيه القوى الكويتية وكل شرائح المجتمع للوقوف ضد هذه التوجهات المريبة.

لا للتحالف الأمريكي الصهيوني

وقالت الأحزاب المصرية الثلاث في بيانها، الذي تلقت “طريق الشعب”، نسخة منه، إن “القبول بنتائج قمة النقب التي شاركت فيها أطراف عربية في آذار الماضي، وتقرر فيها تشكيل إطار للتعاون الإقليمي، هو الخضوع للهيمنة الإسرائيلية الأمريكية والتفريط في الحقوق الفلسطينية”.  وأضافت أن “تدشين هذا التحالف يعني التسليم الكامل بالمشروع الأمريكي الصهيوني، والتخلي الكامل عن الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة، والتغاضي عن استمرار احتلال إسرائيل للأراضي العربية، كما يعني ذلك الارتماء في أحضان الولايات المتحدة الأمريكية رغم التحولات التي تجري متسارعة نحو عالم متعدد الأقطاب، مما يتيح إمكانية إقامة علاقات متوازنة ومتكافئة مع مختلف الأقطاب”.

وأكد البيان “الالتزام الدائم بموقف الشعب المصري الرافض للتطبيع مع العدو الصهيوني والتمسك بثوابت السياسة المصرية الوطنية الرافضة للتورط في أي أحلاف استعمارية صهيونية في المنطقة، فضلا عن الدعم الكامل لنضال الشعب الفلسطيني حتى يحقق أهدافه المشروعة في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس وعودة اللاجئين”، فيما دعا الأحزاب والقوى الوطنية والمنظمات الجماهيرية المصرية والعربية إلى “الوقوف صفاً واحداً ضد تورط أي دولة عربية في هذا الحلف المشبوه وإفشاله، حماية لأمننا القومي، وحفاظاً على استقلال إرادتنا الوطنية”.

 

موقف “التقدمي الكويتي”

من جانبها، رفضت الحركة التقدمية الكويتية الزجّ بالكويت لتكون جزءاً من الحلف الأميركي الصهيوني الشرق أوسطي.

وذكرت الحركة في بيان تلقت “طريق الشعب”، نسخة منه، أنه “لم يعد خافياً على أحد أن الهدف الرئيسي لزيارة الرئيس الأميركي جو بايدن إلى منطقتنا واجتماع القمة المصاحب لها لا ينحصر في موضوع الطاقة وتسعيرها ضمن محاولات التعويض عن النفط والغاز الروسي بعد الحرب الأوكرانية فحسب، مثلما كان يتردد سابقاً، وإنما يكمن الهدف الرئيسي لهذه الزيارة والاجتماعات المصاحبة لها، في وضع ترتيبات تتعلق بما أسماه الرئيس الأميركي نفسه يوم ١٣ حزيران الماضي (الأمن القومي لإسرائيل)”.

وأردف البيان “نحن في الحركة التقدمية الكويتية نتابع عن كثب ما يجري تداوله في الأوساط الغربية والصهيونية عن الترتيبات الجارية لتأسيس هيكل سياسي وعسكري إقليمي أمريكي - صهيوني - شرق أوسطي في منطقتنا العربية، محوره الكيان الصهيوني، الذي كان يخطط منذ تسعينات القرن العشرين لإقامة ما وصفه رئيس وزراء الكيان الصهيوني الأسبق شمعون بيريز بمشروع (الشرق الأوسط الجديد)، وهو مشروع يهدف ليس لإدماج الكيان الصهيوني الغاصب في المنطقة فحسب، وإنما فرض هيمنته على المنطقة، واقتصاداتها، وثرواتها، وأمنها. ولا ننسى كذلك دعوة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب في العام ٢٠١٨ لإنشاء ما أسماه قوة عسكرية عربية ـ إسرائيلية مُشتركة، تحت اسم (التحالف الاستراتيجي الشرق أوسطي)، بالإضافة إلى ما كرره رئيس وزراء الكيان الصهيوني نيفتالي بينيت خلال زيارته هذا العام لإحدى  دول الخليج المطبّعة عن التوجّه لإقامة ما أطلق عليه (تكتل إقليمي جديد بين إسرائيل ودول عربية ضد التهديدات المشتركة)، ما يعني ليس فقط نقل الكيان الصهيوني من خانته الحقيقية كعدو استراتيجي تاريخي للشعوب العربية، وإنما التخطيط ليحتل الكيان الصهيوني خانة الحليف الاستراتيجي التاريخي لأنظمة المنطقة”.

ورفض البيان “الزجّ بالكويت  في الحلف الأميركي - الصهيوني - الشرق أوسطي الجديد، الذي يجري التخطيط لإقامته خلال زيارة الرئيس بايدن للمنطقة لأنه يهدف إلى إحكام قبضة الهيمنة الأميركية الصهيونية على منطقتنا العربية وإقليمنا الخليجي، وذلك من أجل مواصلة نهب ثروات بلداننا وتكريس تبعيتها. كما أن رفض هذا الحلف يأتي من كونه يهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية عبر تحويل العدو الغاصب إلى حليف، بل القبول به كمهيمن يسيطر على مقدرات المنطقة”، متوجها إلى الشعب الكويتي وقواه الحيّة وتياراته السياسية على اختلاف مشاربها، وإلى نقاباته وجمعياته واتحاداته النقابية العمالية والمهنية والطلابية، وإلى الكتّاب والمثقفين والناشطين في مختلف المجالات الاجتماعية، لإعلان الرفض للمخططات المعادية والتمسك بالموقف الوطني والقومي والإنساني الثابت للكويت وشعبها برفض التطبيع مع الكيان الصهيوني الغاصب، واستمرار النهج الاستقلالي الوطني للكويت بعدم المشاركة في الأحلاف”.

*********

السلطة الأوكرانية لسكان سلوفيانسك: ارحلوا

 

كييف - وكالات

دعت السلطات الأوكرانية، يوم أمس، سكان مدينة سلوفيانسك شرقي البلاد للرحيل مع تقدم القوات الروسية في حملة جديدة للسيطرة على مقاطعة دونيتسك عقب إعلانها الانتصار في مقاطعة لوغانسك المجاورة.

وقال حاكم منطقة دونيتسك بافلو كيريلنكو، متوجها إلى سكان مدينة سلوفيانسك “نصيحتي الكبرى ارحلوا”، مضيفا  أنه “لم يمر يوم من دون قصف طيلة الأسبوع”.

ومع سقوط مدينة ليسيتشانسك يوم الأحد الماضي، بسطت القوات الروسية سيطرتها على مقاطعة لوغانسك، وتسعى الآن للتقدم نحو مدن مقاطعة دونيتسك، لتسيطر بذلك على كل إقليم دونباس شرقي أوكرانيا.

وتحدث حاكم لوغانسك سيرغي غايداي، مساء الثلاثاء، قائلا: “تدور معارك عنيفة قرب ليسيتشانسك. القوات الروسية تحاول باستمرار إقامة ممرات لنقل مزيد من العتاد” باتجاه دونيتسك.

وباتت سلوفيانسك -التي كان تعداد سكانها 100 ألف نسمة قبل الحرب- وكراماتورسك النقطتين الساخنتين الجديدتين في المعارك.

********

الشيوعي السويدي يدين الاتفاق

مع تركيا والانضمام للناتو

متابعة – طريق الشعب

دان الحزب الشيوعي السويدي، أخيرا، الاتفاق الذي أبرمته الحكومة السويدية مع الحكومة التركية، وانضمام السويد إلى الناتو.

وقال الحزب في بيان تلقته “طريق الشعب”، “يُظهر الاتفاق مع تركيا مرة أخرى الطبيعة الحقيقية للديمقراطيين الاجتماعيين. بعد ساعات قليلة من اتفاق السويد وتركيا البائس، جاء طلب تركيا للحصول على أشخاص يعيشون في السويد ومنحهم حق اللجوء هربا من القمع التركي وتهديدات القتل”.

وأضاف البيان “في سعيها للانضمام إلى الناتو، الطبقة البرجوازية وحكومتها الديمقراطية الاجتماعية ترفضان كل ما يعرف بحقوق الإنسان. لتصبح عضوا كامل العضوية في الحلف العسكري الإمبريالي الناتو، توافق على تبني قضية تركيا. أولئك الذين تصفهم الحكومة التركية بالإرهابيين يجب عليهم أيضا تسمية الحكومة السويدية بالإرهابيين ويجب أن يبدأ التعاون ضدهم”، مبينة أن “هذا المستوى الذي يضعه الديمقراطيون الاجتماعيون لضمان عضوية السويد في الناتو لا يفاجئنا. لقد تحول الديمقراطيون الاجتماعيون من التظاهر بالتردد بشأن عضوية الناتو إلى فعل أي شيء لتعزيز القدرة التنافسية للرأسمال السويدي الاحتكاري وتأمين أسواق جديدة لهذا الغرض - ليس أقلها فيما يتعلق بمبيعات الأسلحة. بالاتفاق مع تركيا، يتضح مرة أخرى أن المشاركة في تحالف إمبريالي يشكل تهديدا للحقوق الديمقراطية للشعب، والتي لا يمكن إعادة تأسيسها إلا من خلال النضال من أجل الاشتراكية”.

ودان الحزب “الاتفاق الذي أبرمته الحكومة الديمقراطية الاجتماعية مع الحكومة التركية، فضلا عن إدانة انضمام السويد إلى الناتو”.

********

الشيوعي: يعكس رغبات الملايين من الناس

اليسار التشيلي يحشد للاستفتاء على مشروع الدستور الجديد

رشيد غويلب

 

بعد عام من العمل المتواصل سلم المؤتمر الدستوري التشيلي، الاثنين الفائت، مشروع الدستور الجديد إلى الرئيس غابرييل بوريك.  وسيحل الدستور الجديد بعد اقراره محل الدستور النافذ، والموروث من عهد دكتاتورية أوغستو بينوشيت (1973-1990).

 

بعد الانقلاب العسكري المدعوم من واشنطن ضد الرئيس اليساري المنتخب ديمقراطيا سلفادور أليندي، قبل قرابة 50 عامًا، أقام الديكتاتور نظامًا فاشيًا استند دستوره على النموذج الليبرالي الجديد للاقتصادي الأمريكي ميلتون فريدمان. ويرى كثيرون أن هذا الدستور كان سببا رئيسيا للفجوة الاجتماعية بين الأغنياء والفقراء في الدولة الواقعة في أمريكا الجنوبية.  لقد كان إلغاء دستور الدكتاتورية الفاشية مطلبًا رئيسيًا للاحتجاجات الجماهيرية التي هزت تشيلي منذ عام 2019.

وقال الرئيس اليساري، الذي تولى منصبه في الأول من اذار، اثناء مراسم تسليم مشروع الدستور الجديد في العاصمة “سانتياغو دي تشيلي”: “يمكننا أن نفخر بأننا، في أعمق أزمة شهدتها بلادنا منذ عقود، اخترنا المزيد من الديمقراطية “. في تشرين الأول 2020، صوت في استفتاء عام أكثر من 78 في المائة من الناخبين لصالح تغيير الدستور الحالي، بالضد من معارضة اليمين. وفي حزيران 2021، تم انتخاب أعضاء المؤتمر الدستوري، الذي تشكل في 4 تموز، بعد حصول ممثلي الأحزاب اليسارية والحركات الاجتماعية والشعوب الأصلية على الأغلبية.

 مضامين تقدمية

وكان المؤتمر الدستوري هو الأول في العالم الذي شغل النساء والرجال مقاعده مناصفة. ونص المشروع، بين أمور أخرى، على حصول الجميع على الرعاية الصحية، وتعزيز التعليم العام، وحق السكان الأصليين في أراضيهم وأقاليمها ومواردهم الطبيعية.

يضمن مشروع الدستور الجديد حق التصويت في سن 16عاما والتصويت الإجباري لسن عاما18. ولا يُسمح للأشخاص المدانين بانتهاكات حقوق الإنسان أو الجرائم الجنسية أو الفساد بتولي مناصب عامة أو الترشح للانتخابات.

بالإضافة إلى ذلك، يتم منح مقاعد للشعوب الأصلية في جميع غرف البرلمان على المستويات الوطنية والإقليمية والمحلية، اعتمادًا على النسبة المئوية للسكان الأصليين في الدائرة الانتخابية المعنية. وفي الوقت نفسه، يجب هيكلة الأحزاب السياسية ومؤسسات الدولة والشرطة والجيش وكذلك البرلمانات على أساس المساواة بين الجنسين. ويستبدل مجلس الشيوخ بمجلس محلي لممثلي المناطق.

 

يوم تاريخي

 ووصفت صحيفة باجينا 12 الارجنتينية في عددها الصادر الثلاثاء، يوم تسليم مسودة مشروع الدستور ب “اليوم التاريخي” الذي شهد احتفالا أقامه السكان الأصليون (المابوتيشي ) الذين شاركوا في صياغة الدستور الجديد في وسط العاصمة سانتياغو، وتم  خلاله رفع أعلام تشيلي والومابوتشي على أنغام اغنية “حق العيش بسلام” للفنان الشيوعي فيكتور جارا، الذي قُتله الفاشيون في عام 1973، بالتناوب مع “بيلا تشياو”، نشيد المقاومة الإيطالية المناهضة للفاشية.

 

تعبئة مضادة

في حين شدد الحزب الشيوعي التشيلي على “أن الدستور الجديد المقترح يعكس رغبات الملايين من الناس في جميع أنحاء البلاد”، أعلن السياسيون اليمينيون عن التعبئة لمعارضة تعديل دستور 1980، والذي كتب وأقر من قبل حفنة من ازلام الفاشية، بينما جاء مشروع الدستور، ليمثل مخرجا سياسيا لتهدئة الاحتجاجات الحاشدة في 18 تشرين الأول 2019، المطالبة بمزيد من الديمقراطية والعدالة الاجتماعية في بلد يسود فيه الظلم الاجتماعي. وتحت ضغط الاحتجاجات وافقت حكومة سيباستيان بينيرا اليمينية في النهاية على اجراء استفتاء تشرين الأول 2020.

وعند تسلمه المسودة، قال الرئيس بوريك: “كان لا بد من حدوث الكثير، وكان لابد من التضحية بالكثير من الأرواح من أجل التمكن من مناقشة الدستور الذي جاء نتيجة لنقاش ديمقراطي”. وبشأن استفتاء 4 أيلول المقبل، والذي سيتم فيه التصويت على المسودة المكونة من 388 مادة في 178 صفحة، دعا رئيس الجمهورية المواطنين، حتى ذلك الحين، إلى مناقشة “ النص المقترح على أوسع نطاق”. وقال بوريك إنه “نقاش حول مستقبل ومصير تشيلي خلال العقود الأربعة أو الخمسة المقبلة”. وأكد “سيكون الشعب صاحب الكلمة الأخيرة في تقرير مصيره”.

وفي نداء نشر على موقعه، حث الحزب الشيوعي التشيلي أنصاره على التصويت للدستور الجديد لأنه “يفتح الباب لبلد أكثر إنسانية وعدلاً وتوازنًا ويمثل أحلام وآمال أولئك الذين يعيشون بكرامة ويريدون الأمن والمستقبل الأفضل. “. في 4 ايلول، “ستكون لدينا فرصة لإسماع صوتنا”.

************

 

ص7

 

ثورة أم انقلاب؟

جاسم المطير

 

في الوسط الشعبي العراقي و في كل مكان، من يوم ١٤ تموز ٥٨ حتى الآن، يتحدث الناس العراقيون و بعض العرب من (القوميين) التابعين إلى (القومية الناصرية) مع ما جرى في ذلك اليوم. كثيرون يقولون أن روح المجتمع العراقي قد ضربت، نظام الحكم، ذلك اليوم ضربة هائلة. كانت الضربة مستقيمة، بارعة، في إرسال رسالة الى نظام حكم استعماري، متورط في الخضوع للسيطرة الكاملة، المفروضة في حلف واسع، مشبوه، يضم ٥ دول، يقف على رأسه الاستعمار البريطاني - الأميركي. اتخذ الحلف اسم العاصمة العراقية - حلف بغداد- لمنحه اسم بلد عربي، بقصد جر الدولة العربية الكبرى - مصر- إلى الانضمام إليه. ربما ذلك يستقطب، لاحقاً، بلداناً عربية أخرى.  

كانت الضربة العراقية، هائلة، تحدت القوة الاستعمارية الكبرى. ارادت أن تشعر تلك القوة  من أنها تملك ذاتاً عراقية مستقلة. كانت الضربة بمثابة انتزاع العراق من الموجة القيادية الأميركية - البريطانية، المقدسة، آنذاك.

طالما اشتعلت قبلة العالم العربي و ملاذها الأخير بهذا الحدث العراقي، العسكري، الجريء. كثيرون سألوا هل ما حدث في يوم ١٤ تموز العراقي كان (انقلاباً عسكرياً) لوضع نظام مكان الآخر، كما كان ذلك منذ حوالي ثلث قرن.

هذا البعض من السائلين حول ماهية (الانقلاب) و اعتقادهم أن هذا (الانقلاب) ليس كفراً بمصالح الاستعمار - البريطاني - الأميركي و الأوضاع الراهنة في مصر و غيرها من الدول العربية. ظن هذا البعض الشعبي أن النظام الحديدي ليست له أية دوافع جديدة للحياة الاجتماعية. لم يكن هذا البعض بجزئيه (الثوري) و (الملكي)، غافلاً، أو أنه لم يكن يتصور أن ما جرى (في ذلك اليوم) كان اندفاعاً في سبيل التغيير الاجتماعي الكامل، بينما اعتبرته القوى الملكية - الإقطاعية - الرجعية نزعة من نزعات   التمرد ضد (نظام الملكية) و لكنه بنفس الوقت كان تطلعاً شعبياً إلى أفاق عالية تتجاوز مألوف السيطرة الاستعمارية. ربما بشيء نحو (اشتراكية) على نمط كان يسود العالم، وقت ذاك، على وفق نظرية الرئيس المصري جمال عبد الناصر في بلاد عربية كبرى كالجماهيرية المصرية، او من قبل البلاد الليبية، أغنى البلدان العربية و أكرمهم بالصرف على أغلب التنظيمات الإستجدائية العربية، ما جرى في ذلك اليوم يفتح طريق الانطلاق، بحرية خلاقة، تحن إلى هوية وطنية، جديدة في (الوجود) بهذا (الكون).  فقد كانت المظاهرات الشعبية، النازلة إلى شوارع بغداد حوالي ١٠٠ ألف متظاهر في العاصمة العراقية في يوم واحد، بمزاج متفائل يقوده الحزب الشيوعي، المشبوب الأوار. أما في مدينة البصرة فقد شهدت شوارعها أكبر مظاهرة في تأريخها، حتى اليوم. كان عدد المتظاهرين بنفس اليوم حوالي ٢٥ - ٥٠ ألف متظاهر، هيأتهم و عبأتهم قيادة اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في مدينة البصرة، مما جعل، بعض الناس يقولون، ما يعتقدون، ان ما حدث ليس (انقلاباً) عسكرياً مجرداً، بل أن ما حدث في يوم ١٤ تموز ٥٨ انما كان (ثورة شعبية) هزت أرجاء الدنيا، خاصة الدنيا العربية.  لم يصمت صداها، حتى اليوم، بالرغم من أن ضباباً كثيفاً، كان يحيط بما جرى يوم ١٤ تموز ٥٨، طيلة السنين ال٦٤ من السنوات الماضية.  الضباب أوجده الإعلام الاستعماري و أذنابه. 

منذ ذلك اليوم و حتى اليوم نسمع نوعين من الصيحات؛ الصيحة الأولى تحمل السعادة إذ في طياتها روح التغيير و صورها الجديدة باعتبار أنها (ثورة شعبية) حدثت يوم ١٤ تموز ٥٨.  أما الصيحة الثانية فأنها تعتبر الحادث مجرد (انقلاب عسكري).  

أينما أذهب أو أحل يواجهني السؤال: هل ما حدث يوم ١٤ تموز (ثورة) أم (انقلاب) ...؟

جوابي الشخصي، الوفي، على هذا السؤال قد يضايق الجماعة القائلين بتسمية ما حدث باعتباره (انقلاباً عسكرياً مجرداً) كأنما لا علاقة له بالتغيير الاجتماعي و بإنهاء السيطرة الاستعمارية. !

أنا شخصياً لا أمانع من قبول التسميتين أنه (انقلاب ثوري) نال اعجاب الجماهير الشعبية، التي امتزجت منذ اللحظات الأولى لإعلان البيان الأول مع (عسكريي الضباط الأحرار) حتى بلغ التلاحم بين الجماهير الشعبية و عناصر الضباط الأحرار بمظاهرة بغداد يوم ١٤ تموز البالغ عددها ١٠٠ ألف متظاهر، كان الشيوعيون بمقدمتها. أحاطت المظاهرة بوزارة الدفاع العراقية، في الباب المعظم، حيث اعتبرها العسكريون الأحرار، من الثوار، مقراً لهم. 

هذا الموقف الجماهيري كان نموذجاً استهلالياً في العلاقة بين الجماهير الشعبية و مجموعة الضباط الأحرار و الجنود من أبناء الشعب. لذلك اصبحت تسمية (الثورة) و تسمية (الانقلاب الثوري) حصيلتين لمعنى واحد متقارب، بنظري. كنت ألح عليه. لأن هذا المعنى يثير بهجة الجميع. العسكريين، بالمعنى الأقل، و الجماهير الشعبية، المدنية بالمعنى الأعم.

إن التّذوق النضالي الرفيع يستوجب الحوار الطويل المدى مع من يعتقد ان ما حدث صباح يوم ١٤ تموز ٥٨ هو (انقلاب عسكري) مجرد. لأن الضباط العسكريين الأحرار، هم الذين قاموا بمبادرة الحركة العسكرية - الجماهيرية.. كانوا بأغلبيتهم من ضباط الطبقة الاجتماعية الوسطى و قد استجابت للطبقة الاجتماعية، المدنية.. انها حلقات حرة كانت تتحدث، سراً، من أعماق القلب الحافل بالمعاني الوطنية السامية.

من السرور المحض أن عدد هؤلاء الذين يعتبرون ذلك الحادث الثوري بأنه(انقلاب) أصبح يقل، يوماً، بعد يوم، و أن القناعة أصبحت تسود، شيئاً فشيئان بأن لمعان ذلك اليوم العظيم ثورياً، ما زال قائماً. كان حادث يوم ١٤ تموز لمعاناً بكل الحالات. اللمعان، ظل، متواصلاً، سواء كان بلحظته الأولى أو في ما بعد من سنين تقدر ب٦٤ سنة، كان أغلبهم حتى في نظام الدكتاتور الإجرامي صدام حسين يتلونون بأن يعتبرهم الشعب العراقي، نموذجاً ثانياً، مشابهاً لنزاهة الزعيم عبد الكريم قاسم. .. إنها سنوات ما زالت جميلة. تطلق العنان لخيال الأجيال المستقبلية، الذين لا يجدون فروقات بين (الانقلاب الثوري) الذي أطاح بالنظام الملكي الخاضع، كلياً، إلى مخططات حلف بغداد. لقد حققت هذه (الثورة) الشعبية (قلب) النظام الملكي على عقبيه، مما جعل (مبادرة) الحركة العسكرية و بين (الثورة) الشعبية شيئاً واحداً متواصلا، بين جميع الذين يحرصون على النضال الوطني، داخل المعسكرات و داخل المدن العراقية، أيضاً.

كان النظام الحاكم بقيادة عميل الاستعمار نوري السعيد يحاول رشوة العسكريين، بكثير من الرواتب العالية و الامتيازات الإضافية، الخاصة، و قد استمرت الأنظمة اللاحقة، جميعها، على هذا المنوال الرشائي، بينما المراتب العسكرية، الوسطية، واعية لما حدث و يحدث من انهيار الواقع الاجتماعي، خصوصاً بعد انكشاف المؤامرة الاستعمارية في الحرب العربية من أجل تحرير فلسطين من براثن الصهيونية. ثم جاء التحالف الوطني العريق بإعلان جبهة الاتحاد الوطني، عام ٥٨، و حين وضع الحزب الشيوعي العراقي جميع منظماته الحزبية ليلة ١٣ على ١٤ تموز ٥٨ على استعداد تام في جميع شوارع بغداد، و جميع مدن العراق، مما أدى الى التظاهر بمائة الف من أصدقاء و جماهير الشيوعيين. سارت في شارع الرشيد لتطويق وزارة الدفاع بمؤيدين شعبيين لمبادرة القوات العسكرية المسلحة لتحرير العراق من حلف بغداد و من التزاماته، كافة.

حين فشل هؤلاء القائلون بأن ما حدث في صباح يوم ١٤ تموز هو انقلاب عسكري مجرد، راحوا يقولون ان ما حدث لإسقاط النظام الملكي هو (بداية) الاضطرابات السياسية في العراق، التي أدت إلى صعود المغامر البعثي الكئيب، صدام حسين، إلى رأس السلطة و البقاء فيها مدة ٣٨ عاماً ارتكب فيها مختلف الجرائم، الفردية و الجماعية، بدءاً من جرائم قتل  الشيوعيين في قصر النهاية ببشاعة ليس لها مثيل حتى في القمع الموسوليني - الهتلري في الحرب العالمية الثانية ضد العسكريين الثوريين من أمثال الزعيم عبد الكريم قاسم و فاضل عباس المهداوي و العقيد طه. إنهم لم يكتفوا بإعدام الزعيم عبد الكريم قاسم و رفاقه العسكريين، المقربين له. بل حاولوا إنهاء وجود الحزب الشيوعي.. إذ أن؛ (١) القوى الرجعية و (٢) الدكتاتورية الصدامية و (٣) و أخيراً قوى الاسلاموية بعد سقوط نظام صدام حسين أرادوا، جميعاً، في مراحل مختلفة و لأسباب مختلفة ، الانتقام من ثورة ١٤ تموز الوطنية ، التي أصدرت قانون الإصلاح الزراعي، الذي انتزع سلطة الاقطاعيين و معاونيهم من على منصة السلطة الحاكمة، في العراق. 

 

منجزات ثورة 14 تموز

 دليل نظافة اليد ووطنية المسؤول

  خليل ابراهيم العبيدي

 لم تكن ثورة 14 تموز حدثا عابرا في تاريخ العراق الحديث  وتاريخ المنطقة وحسب ، إنما كانت نقلة نوعية في حياة شعبه ، وضربة قاسية لمخططات الاستعمار القديم في تغيير خارطة الشرق الأوسط، وهي الحركة الثورية الوحيدة التي لم تكن تحت مجهر المخابرات الأجنبية، وقد لاقت هذه الثورة تأييدا شعبيا عفويا وتأييدا منظما لأنها أزاحت عن هذا البلد اثقال الاستعمار الاستيطاني ونواياه الخبيثة، وقد بدأت الثورة منذ أيامها الأولى تخطط لمستقبل واعد لعراق حديث، وكان عليها قبل كل شئ التخلص من قيود الحقبة السابقة، لذا فقد تصدت لحلف بغداد واعلنت خروج العراق من هذا الحلف الذي تلاشى بعد إعلان بغداد العظيم، فأقام العراق علاقات دبلوماسية مع الاتحاد السوفيتي السابق ومنظومة الدول الاشتراكية والصين وحلت سفارات هذه الدول ضيوفا على العراق لأول مرة ( حيث كانت بريطانيا  لا تسمح للعراق بالانفتاح على هذه الدول) وبعد الثورة أخذ العراق سياسيا يؤيد مقررات مؤتمر باندونج للحياد الإيجابي ، وأخذ يناصر حركات التحرر في العالم ، إذ قام بتأييد الثورة في كوبا ضد الديكتاتور باتيستا ، ووقف إلى جانب الثورة الفلسطينية فساعد على إقامة منظمة التحرير الفلسطينية ودعمها بالمال والسلاح، ووقف إلى جانب ثورة الجزائر، أما في مجال الاقتصاد الدولي، فقد تحرر العراق لأول مرة من منطقة الاسترليني ، وإن ثورة تموز كانت وراء تأسيس منظمة الدول المصدرة للنفطOPEC ، فقد تم عقد المؤتمر التأسيسي للمنظمة في بغداد في 14 أيلول 1960، وكان إعلان بغداد مدويا للدفاع عن مصالح الشعوب النفطية تجاه الكارتلات النفطية الاستعمارية آنذاك، وفي مجال النفط أيضا باعتباره مصدر الثروة والتنمية فقد قامت ثورة تموز بعد صراع مرير مع الشركات النفطية الأجنبية (وهي شركات كانت مستحوذة على كل الحقول النفطية) قامت الثورة بإصدار قانون رقم 80 لعام 1961 الذي تحددت بموجبه الحقول التي تعمل فيها الشركات الأجنبية، وما عداها فهو من اختصاص شركة النفط الوطنية التي تم تأسيسها فيما بعد لتكون المستثمر الوطني المنافس للشركات الأجنبية، والتي تم تعطيل خبراتها الطويلة في الآونة الأخيرة لقاء عقود التراخيص الرخيصة والسارقة لأموال البلاد.

إن الثورة والمنظمات الوطنية المساندة كانت تتمتع بكفاءة الأداء وسعة الأفق الاقتصادي ونظافة اليد، وهذه كلها عوامل ساعدت خلال أربعة اعوام من عمر الثورة على تحقيق منجزات لا زالت آثارها  شاخصة حتى اليوم ، فقد انصفت الثورة الفلاحين الفقراء عن طريق تفتيت الملكية الزراعية على وفق قانون الإصلاح الزراعي الذي حول ما نسبته 80 بالمئة من الأراضي الصالحة للزراعة من الاقطاعيين إلى أولئك الفلاحين ، وتم في ضوء ذلك تأسيس الاتحاد العام للجمعيات الفلاحية لغرض تنظيم عمليات الإنتاج والتسويق الزراعي ، وقد تم في مطلع الثورة تأسيس نقابات العمال والنقابات المهنية الأخرى وفي المقدمة نقابة الصحفيين العراقيين وكان أول نقيب لها المرحوم الشاعر الكبير محمد مهدي الجواهري، وقامت الثورة للمساعدة في التنمية الاقتصادية في تحويل خطوط السكك الحديدية من الخطوط المتربة القديمة إلى الخطوط العريضة، وقامت ببناء المصانع وتوزيعها على المحافظات، ولا زالت هذه المصانع شاخصة رغم العداء الموجه لها من قبل حكام بغداد اليوم، وفي مجال الطرق والجسور، فقد قامت الثورة بإنشاء العديد من الطرق والجسور في بغداد والمحافظات، ومنها خط قناة الجيش السريع الشاخص حتى هذه اللحظة والمتميز بسعة خطوطه ومساراته ودقة إنجازه على يد الجيش العراقي الباسل، وعملت الثورة على التغيير في كل مجالات الحياة ، فقد انشأت بناية جامعة بغداد الرصينة في الجادرية، وأسست المدارس في عموم البلاد وأسست للإسكان الشعبي ووزعت الأراضي السكنية، وأسست على سبيل المثال مدينة الثورة وعملت على نقل سكنة اهل الصرائف المنتشرين بين الأحياء السكنية في بغداد الى هذه المدينة ومدتهم بالمساعدة في البناء والتشييد وامنت لهم الماء والكهرباء والخدمات الطبية والتعليمية ، وفي مجال الصحة قامت الثورة في إنشاء العديد من المستشفيات الكبيرة في بغداد والمحافظات ومنها مدينة الطب الشاخصة اليوم في منطقة الباب المعظم والمطلة على نهر دجلة المنكوب اليوم بضحالة مياهه .

إننا هنا لا نود أن نستعرض كل المنجزات لأنها كثيرة جدا، رغم أن عائدات الخزينة لم تكن بما يعود لها اليوم من أموال طائلة كان يمكن لقادة تموز أن يوظفوها ليجعلوا من العراق دولة في مصاف الدول المتقدمة، وهنا تبرز العلاقة بين النخبة الحاكمة وبين الناس، فقادة تموز كانوا ثوارا بحق على الأوضاع القائمة آنذاك، وكانوا يعملون بأيادي نظيفة جدا، وينقل جاسم العزاوي في كتابه ثورة 14 تموز، وهو كان سكرتيرا للزعيم عبد الكريم قاسم ، (وهو ممن ساعد الانقلابيين في شباط الاسود من التمكن من الزعيم أي أنه كان ضد الزعيم لكنه تكلم عن نزاهته بأمانة) أن للزعيم نثرية كرئيس للوزراء مقدارها 40 دينار شهريا وهي محفوظة في قاصة المكتب، وأن هذه النثرية لم يصرف منها الزعيم أي مبلغ، وأنه صرفها مرة واحدة فقط، عندما زار المنطقة العسكرية في الكرنتينة في أحد اعياد الفطر وكنت برفقته وبعد أن عزفت فرقة موسيقى الجيش السلام الجمهوري بحضوره اوعز بتقسيم المبلغ على أعضاء الفرقة عيدية لهم، هذه المرة فقط تم صرف هذه النثرية، فالرجل كان يصرف من ماله الخاص، وأبى أن يأخذ راتب ضابط برتبة زعيم وراتب كرئيس للوزراء بل اكتفى براتب واحد، هذه هي علامة النزاهة وتلك هي ابعاد الوطنية، قيادة نزيهة وطنية خلصت العراق من براثن التبعية للأجنبي، وتلك هي المنجزات شاخصة حتى اليوم، وتلكم اليد التي أبت على الدوام إلا أن تكون يدا ناصعة بالبيضاء، تضع توقيعها على اخطر القوانين، وتؤسس لأوسع المنظمات الاقتصادية الدولية، وتبني للفقراء، والسؤال موصول لكل مسؤول تصدى للحكم بعد عام 2003 ، لماذا أنتم تجاوزتم على المحظور وتخطيتم الأصول ؟  وها هي علامات تموز باقية واضحة لا تزول، والحليم تكفيه الإشارة لا قرع الطبول.

  

غياب الديمقراطية

أنجح تموز وأسقطها

عبد جعفر

 

تكشف مفارقات التاريخ، أن ثورة 14 تموز 1958 التي أطاحت بالنظام الملكي وأسست على أنقاضه الجمهورية العراقية، كانت تطمح لتصحيح مسار الدولة التي تأسست عام 1921 من أجل تحقيق العدالة والديمقراطية الاجتماعية والسياسية، ولكنها وقعت في الأخطاء نفسها التي انبثقت من أجلها مما سهل لقوى الثورة المضادة من قطعان الفاشية والقوى الرجعية بالتعاون مع المخابرات الدولية والإقليمية في الإطاحة بها وقتل رموزها وأدخلت البلاد في دوامة الدم التي لم تنته لحد هذه اللحظة.

أذ تبين لنا الحقائق أن الحريات العامة في العهد الملكي، ممن يحاول البعض يترحم عليه، كانت مفقودة، وقد عملت وزاراته المتعاقبة على هدم العلاقات البطرياكية المتبقية في الريف وخاصة في الجنوب، و تحويل أزلامها من شيوخ العشائر بعد رشوتهم، إلى إقطاع ومستبدين على أبناء جلدتهم وأقاربهم، من خلال سن القوانين كالإستثار بالأراضي الواسعة القريبة من مجرى النهر، وكذلك الإنتاج الزراعي للفلاحين والتحكم بالمياه.  بالإضافة إلى إعطائهم صلاحيات واسعة، أذ أصبحت لهم سجون دائمة، و حوشية (جلادون وشرطة) ينفذون أوامرهم، وتغاضت السلطات عن جرائمهم إن قتلوا بعض الفلاحين ونهبوهم، أو اعتدوا على إعراضهم، أو جلدهم أن لم يفوا بديونهم أو تمردوا.

وأدى هذا الوضع إلى إيجاد طبقة مساندة لقمع أي انتفاضات فلاحية، دون الاهتمام بزيادة إفقار الإهالي وجوعهم وأمراضهم، وبالتالي إلى خراب الريف و هجرة الفلاحين إلى أطراف المدن ومنها العاصمة بغداد إذا بنوا الصرائف والبيوت الطينية في الشاكرية وخلف السدة وغيرها.

وكان الريف العراقي، يخلو من خدمات الدولة من الماء الصالح للشرب أو خدمات الكهرباء والنقل والتعليم والصحة اللهم سوى بعض المدارس الابتدائية والمستوصفات الصحية المتفرقة هنا وهناك، وكثيرا ما حاول الاقطاعيون التدخل في شؤونها وتهديد الناشطين السياسيين المعارضين للسلطة من المعلمين. كما أن المناطق الحضرية في الألوية آنذاك لم تكن أحسن حالا من الريف سوى بعض المناطق في بغداد ومراكز بعض الألوية الأربع عشرة.

كما كرس الحكم الملكي الطائفية، فأكثر وظائف الدولة قصرها على طائفة دون أخرى، وخصوصا في الوظائف الكبيرة وقادة الجيش.

وعمل النظام على تكريس القمع الدموي كنهج ضد المعارضة، وكانت السلطات لا تتورع في فتح النار على المتظاهرين أو في إعدام الخصوم، وفي تعذيب المعتقلين، والزج بهم في غياهب السجون مثل (نكرة السلمان) أو في الابعاد او تسقيط الجنسية عنهم وإرسالهم إلى المنافي.

وحتى العمل البرلماني كان مجرد لعبة أو ديكور، ولم يتحمل النظام حتى وصول عشرة نواب وطنيين إلى قبة البرلمان عام 1954، لأنه يريد إمعات فقط ترفع أياديها على الموافقة فقط. فألغيت الإنتخابات، وأعلنت الاحكام العرفية. وكان تبرير نوري السعيد أمام السفير الامريكي فيليب آيرلاند، كما يشير الكاتب علي الشوك في كتابه (الكتابة والحياة) إلى خوفهم (أن يظهر بين المرشحين مصدق آخر)، في إشارة إلى محمد مصدق في إيران الذي أطيح بحكومته في 19 آب 1953 بالتعاون مع المخابرات الامريكية.

كما أن سياسته الخارجية كانت انعكاسا لسياسته الداخلية، فدخل في أحلاف ومعاهدات الهدف منها تكريس همينة الأسياد الانكليز وشركات النفط، وزج البلاد في التآمر ضد الشعوب وحركات التحرر ومنها ثورة مصر عام 1952.

 وقد يقول قائل إن القمع في العهد الملكي يعد شيئا ضئيلا قياسا بقمع الحكومات المتعاقبة في العهد الجمهوري، وقد يكون في هذه الاشارة جانب من الصحة، ولكن القمع يبقى نفسه، من حيث الجوهر، ويشتد ويخف حسب مصالح الفئات الحاكمة، ونشاط المعارضة لها. ومعروف أن إمعان النظام الملكي في القمع الدموي هو وراء التفكير بإسقاطه بالعنف من قبل القوى الوطنية بمشاركة الضباط الاحرار.

 وإذا كانت 14 ثورة تموز، قد أطاحت بالعهد الملكي وحققت إنجازات كثيرة من خدمات في التعليم والصحة وبناء المساكن للفقراء، واصلاح زراعي وتحديد نشاطات شركات النفط، وسن القوانين التقدمية منها قانون الاحوال المدنية، وأخرجت العراق من الأحلاف الإستعمارية ودعمت ثورة الجزائر، الا أنها أخفقت لأسباب عديدة منها طبيعة زعامة حكومة الثورة الطبقية ومنهم الشهيد عبد الكريم قاسم، وضعفهم في  بناء  الدولة على أسسس صحيحة، كتأسيس للحياة البرلمانية، وفي تطوير الديمقراطية السياسية والأجتماعية، ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب، بالإضافة إلى ترك الجهاز الملكي القمعي على حاله بدون تغيير، كما تركت الحبل على الغارب لنشاط القوى الرجعية في القتل وإرهاب الشارع، وركزت هجومها على القوى الديمقراطية ومنها الحزب الشيوعي العراقي، واتجهت إلى الحل العسكري إزاء  القضية القومية الكردية، مما وسع دائرة اعدائها واسقطها وأسقط الوطن في براثن الفاشية، وكان ذلك (كعب أخيل) الذي أصيبت فيه ثورة 14 تموز التي وعدت العراقيين بعهد جديد كانوا يفتقدونه في العهد الملكي من ديمقراطية سياسية وعدالة اجتماعية، وما زال العراق والعراقيون يعانون إلى الآن من غياب الحريات العامة و الديمقراطية الاجتماعية والسياسية، ومن هيمنة قوى الفساد والمحاصصة والتبعية، ويطمحون لتحقيق البديل الديمقراطي يقلب ظهر المجن، كما جاءت به  14 تموز، ويعيد الأمور إلى نصابها ولكن بطرق  وأساليب أخرى .

  

ص8

 

ما أهداف زيارة جو بايدن المقبلة إلى المنطقة؟

د. ماهر الشريف

 كثُرت التكهنات حول طبيعة أهداف الزيارة التي يعتزم الرئيس الأميركي جو بايدن القيام بها إلى كلٍ من إسرائيل والمناطق الفلسطينية المحتلة والمملكة العربية السعودية، ما بين 13 و 16 تموز 2022، وخصوصاً أنها تأتي وسط توترات متصاعدة، ناجمة عن استعصاء المحادثات الدولية التي تستضيفها فيينا حول الملف النووي الإيراني، وتصاعد التهديدات التي يطلقها الزعماء الإسرائيليون بشأن عزمهم على مواجهة إيران بصورة مباشرة، فضلاً عن الارتفاع الكبير الذي شهدته أسعار النفط والغاز جراء استمرار الحرب في أوكرانيا.

 تعزيز أمن إسرائيل وتوسيع دائرة التطبيع العربي معها

في 14 حزيران/الماضي، أعلن نفتالي بينت في بيان صادر عن ديوان رئاسة الحكومة الإسرائيلية، والذي من المفترض أن يسلم الآن مهام رئاسة الحكومة إلى وزير الخارجية يائير لبيد، أن زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن المرتقبة إلى منطقة الشرق الأوسط «ستكشف عن مزيد من الخطوات الأميركية الرامية إلى تعزيز اندماج إسرائيل في المنطقة، بما في ذلك اتفاقيات لتعزيز التعاون الأمني»، كما «ستساهم في تعميق العلاقات الخاصة والشراكة الاستراتيجية بين البلدين، وتفتح كذلك آفاقاً جديدة»، مشدداً على ترحيب إسرائيل «بزيارة بايدن إلى المنطقة، بما في ذلك زيارته المهمة إلى المملكة العربية السعودية»، وعلى مباركة جهوده «لتعزيز المصالح المشتركة بين الدول وتوسيع نطاق السلام الإقليمي»[1].

أما يائير لبيد، فقد صرّح في اليوم التالي أن زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن القريبة إلى المنطقة «يمكن أن تساعد في احتواء التهديد الأمني الإيراني وتطبيع العلاقات مع السعودية»، وأضاف: «نحاول أن نضع إيران تحت وطأة حصار على الصعيدين الأمني والسياسي، لأنها تشكل تهديداً للمنطقة بأسرها لا لإسرائيل فحسب»، مؤكداً أن إسرائيل «تهدف في نهاية المطاف إلى التوصل إلى اتفاق سلام مع السعودية»، وخصوصاً «أن لإسرائيل والسعودية مصلحة مشتركة للتأكد من أن إيران لن تصبح دولة عتبة نووية»[2].

وكانت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية قد نشرت في 9 حزيران/ مقالاً توقعت فيه أن تُطرح خلال محادثات الرئيس الأميركي مع المسؤولين الإسرائيليين أفكار بشأن زيادة التعاون العسكري بين إسرائيل والدول العربية، وخصوصاً تلك التي وقعت اتفاقات «سلام» مع إسرائيل، بما في ذلك فكرة إقامة «نظام دفاع إسرائيلي عربي مشترك» لمساعدة دول المنطقة «على الاستجابة بشكل جماعي وبطريقة منسقة للتهديد المتزايد الذي تمثّله الصواريخ البالستية وصواريخ كروز الإيرانية والطائرات من دون طيار»[3]. وفي هذا السياق، أشارت مصادر في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية إلى أن الرئيس جو بايدن سيطلع، خلال زيارته المرتقبة إلى إسرائيل، على «مشروع منظومة اعتراض الصواريخ بواسطة أشعة الليزر»، الذي من المتوقع نشره في غضون أعوام قليلة، وذلك «للحماية من القاذفات والصواريخ والطائرات المسيرة من دون طيار»، مشيرة «إلى أن وضع الرئيس الأميركي في الصورة من شأنه أن يساعد في تعزيز الشراكة التي يؤمل أن تسمح بزيادة التركيز على مكافحة النشاط الإرهابي ونقل المعلومات الاستخباراتية والتفكير معاً في التحديات المشتركة»[4].

بيد أن نجاح مشروع إقامة نظام أمني إسرائيلي-عربي مشترك برعاية أميركية، يستعيد مشروع «الناتو العربي» الذي طُرح في عهد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، يبقى أمراً مشكوك فيه في نظر عدد من المحللين ومنهم أندرياس كريج، الذي نشر في 20 حزيران/ مقالاً رأى فيه أن حلفاً أمنياً بقيادة إسرائيل في المنطقة يظل «نمراً من ورق»، معتبراً أن الولايات المتحدة الأميركية «فشلت، على الرغم من كل جهودها، في إنشاء بنية تحتية أمنية مكتفية ذاتياً في المنطقة يمكنها العمل من دون قيادة أميركية، على الأقل في المجال العسكري، وهو فشل يعزى إلى حد كبير إلى شركاء الولايات المتحدة المحليين أنفسهم». فمن منظور استراتيجي، «لا توجد أرضية مشتركة أو مناخ ثقة يفضيان إلى اتفاق أمني في الشرق الأوسط؛ فبالنسبة إلى العراق وقطر والكويت وعمان، تعتبر إيران جزءاً لا يتجزأ من البنية التحتية الأمنية الإقليمية ويجب دمجها فيها»؛ ومن منظور أوسع، «تختلف تصورات التهديدات وتعريفات الأمن بشكل كبير بين الدول المختلفة في المنطقة»، كذلك فإن دول الخليج «لا تريد المخاطرة بالتصعيد العسكري مع إيران، لأنها ستكون على خط المواجهة وسيتعين عليها تحمل وطأة الرد الإيراني، وخصوصاً بعد أن أظهرت الهجمات التي رعتها إيران على البنية التحتية الهيدروكربونية في الخليج في سنة 2019 مدى ضعف هذه الدول». ويتابع المحلل نفسه، أنه حتى إسرائيل، التي «تبدو على الأقل من الناحية الخطابية أكثر الفاعلين المناهضين لإيران في المنطقة، ستكون معرضة بشدة للانتقام الإيراني؛ فعلى الرغم من التدريبات الأخيرة للجيش الإسرائيلي والتحسن في قدرات سلاحه الجوي، فإن موقف الردع هذا لا يمكن أن يجعلنا ننسى أن أي ضربة تستهدف البرنامج النووي الإيراني سيكون لها آثار عسكرية محدودة، وتكلفة باهظة أيضاً»[5].

 الطاقة والتطبيع على جدول أعمال زيارة جو بايدن إلى السعودية

شهدت العلاقات الأميركية-السعودية توتراً كبيراً بعد وصول جو بايدن إلى البيت الأبيض. فقد أعلن بايدن خلال حملته الانتخابية أنه سيعامل المملكة على أنها دولة «منبوذة» بسبب اغتيال الصحافي جمال خاشقجي، وصدر، بعد وقت قصير من توليه منصبه، تقرير استخباراتي زعم أن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان «أذن شخصياً بقتل خاشقجي»، كما قلصت إدارته الدعم الأميركي للحرب التي تقودها السعودية في اليمن وصارت تمارس ضغوطاً شديدة من أجل وقفها.

لكن يبدو أن المصالح الأميركية قد طغت، في حسابات الرئيس الأميركي، على الاعتبارات «الأخلاقية»، وخصوصاً بعد تفاقم أزمة الطاقة جراء الحرب الدائرة في أوكرانيا والارتفاع الكبير الذي شهدته أسعار النفط والغاز، التي تساهم في التضخم المتسارع في الولايات المتحدة الأميركية، وتضعف شعبية الرئيس، الأمر الذي دفعه إلى التصميم على القيام بزيارته إلى السعودية، على الرغم من امتعاض عدد كبير من النواب الديمقراطيين، آملاً في أن تكون هذه الزيارة فرصة للضغط على القادة السعوديين من أجل زيادة إنتاج النفط وخفض أسعاره، في محاولة لإعادة التوازن إلى الأسواق العالمية، وهو ما رفضته الرياض سابقاً بحجة أن «الأسواق مزودة بالفعل بإمدادات جيدة»، وأكدت احترام اتفاقها مع روسيا ضمن تحالف «أوبك + « رغم المقاطعة التي فرضتها الدول الغربية على روسيا، علماً بأن هذه المنظمة قررت مؤخراً زيادة أكبر من المتوقع في إنتاجها خلال شهري تموز/ وآب/ القادمين[6].

 ومن ناحية أخرى، أكد مسؤولون أميركيون رفيعو المستوى لموقع «واللا» الإخباري الإسرائيلي أن الرئيس الأميركي سيناقش مع المسؤولين السعوديين الملف النووي الإيراني وكيفية مواجهة السياسات التي تنتهجها إيران في المنطقة، وأن البيت الأبيض يعمل في الآونة الأخيرة «على بلورة خريطة طريق لتطبيع العلاقات بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية»، وأن جو بايدن «ينوي طرح الموضوع خلال المحادثات التي سيجريها مع كبار المسؤولين في إسرائيل والسعودية»، مشيرين إلى أن إدارته ترى «أن خريطة الطريق الخاصة بالتطبيع بين السعودية وإسرائيل ستستغرق وقتاً، وستكون جزءاً من جدول زمني طويل الأمد»، وأن استراتيجيتها في هذا الصدد «تستند إلى مبدأ التقدم التدريجي خطوة فخطوة». وعلى الصعيد الإسرائيلي، قال مسؤول كبير إنه «لا يتوقع انفراجاً كبيراً نحو التطبيع مع السعودية خلال زيارة بايدن، لكنه شدد على أنه من المرجح أن يتم التوصل خلال الزيارة إلى اتفاق مع السعودية يسمح لشركات الطيران الإسرائيلية بالتحليق عبر الأجواء السعودية على متن الرحلات المتجهة إلى الهند وتايلاند والصين». وتفيد بعض التقارير أن إدارة جو بايدن تقوم بوساطة هادئة بين المملكة العربية السعودية وإسرائيل بشأن صفقة محتملة لإنهاء نقل جزيرتين استراتيجيتين في البحر الأحمر من مصر إلى المملكة العربية السعودية، وأن نجاح جهود الوساطة هذه قد تخلق مناخاً مساعداً على تطبيع العلاقات بين البلدين. وتجدر الإشارة في هذا الصدد إلى أنه في سياق مقابلة أجرتها مجلة «أتلانتيك» الأميركية مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في آذار/ الماضي، قال إن بلاده «لا ترى إسرائيل كدولة معادية وإنما كحليف محتمل لديها العديد من المصالح المشتركة»، وأضاف: «لكن هناك بعض القضايا التي يجب حلها أولاً حتى نتمكن من الوصول إلى ذلك» في تلميح إلى الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني[7].

وبحسب جدول زيارة جو بايدن إلى السعودية، الذي سيسافر في 15 تموز/ من إسرائيل إلى مدينة جدة عن طريق رحلة مباشرة، وهو ما تم تقديمه لأول مرة على أنه «تقدم تاريخي»، فإنه سيعقد في اليوم التالي لقاء يجمعه مع زعماء دول مجلس التعاون الخليجي ومع الرئيس المصري والملك الأردني ورئيس الوزراء العراقي، وذلك بغية البحث «في المزيد من إجراءات التطبيع بين الدول العربية وإسرائيل»، كما ألمحت إلى ذلك باربرا ليف، مساعدة وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى، خلال جلسة استماع للجنة الفرعية في مجلس النواب يوم الأربعاء في 22 حزيران/الماضي، وتوقعت، في حديث إلى الصحافيين، أن تحصل «بعض الأمور المثيرة» خلال زيارة الرئيس، وقالت «نعمل خلف الكواليس مع دولتين عربيتين»، لكنها عندما سئلت عن تحديد محتوى هذه الأمور، لم تذكر باربرا ليف «ما إذا كان سيكون هناك اعتراف كامل بإسرائيل من قبل دول جديدة، أو تقدم أكثر تواضعاً في هذا الاتجاه»[8].

 

سيناريو متوقع للقاء جو بايدن مع الرئيس الفلسطيني

قبل سفره إلى السعودية، من المفترض أن يلتقي جو بايدن مع الرئيس محمود عباس في مدينة بيت لحم المحتلة. ومن المتوقع أن يسأل الرئيس الفلسطيني ضيفه الأميركي، بعد الترحيب به في مدينة مهد المسيح، عن مصير الوعود التي كان قد قطعها على نفسه خلال حملته الانتخابية الرئاسية، وخصوصاً فيما يتعلق بإعادة فتح القنصلية الأميركية في مدينة القدس الشرقية المحتلة، ومكتب ممثلية منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن، وعن تصوّره لسبل إحياء عملية «السلام» على قاعدة حل الدولتين الذي تؤكد الإدارة الأميركية الحالية تمسكها به؛ وإذا كان الرئيس جو بايدن قد تذرع في الماضي، في سياق تبرير تخلفه عن تنفيذ وعوده إزاء الفلسطينيين، بالرغبة في الحفاظ على حكومة بينت-لبيد ومنع سقوطها، فإنه اليوم، وبعد حل الكنيست الإسرائيلي والدعوة إلى إجراء انتخابات تشريعية جديدة، سيتذرع، للتبرير للادارة الأميركية من اتخاذ أي خطوة جدية في مصلحة الفلسطينيين، بالأزمة السياسية التي تواجهها إسرائيل وبالرغبة في عدم توفير أوراق إضافية في يد بنيامين نتنياهو بما يمكّنه من العودة إلى السلطة.

وهكذا، ستكون زيارة جو بايدن إلى مدينة بيت لحم زيارة «رفع عتب»، يعيد خلالها التأكيد على ما كان قد ورد في بيان صحفي صدر مؤخراً عن البيت الأبيض، ومفاده أن الرئيس الأميركي يريد العمل من أجل «الأمن والسلام والفرص» للشعب الفلسطيني[9]!!.

 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[1]https://digitalprojects.palestine-studies.org/sites/default/files/15-6-2022.pdf»

[2]https://digitalprojects.palestine-studies.org/sites/default/files/16-6-2022.pdf

[3]https://www.courrierinternational.com/article/geopolitique-face-a-l-iran-un-systeme-de-defense-commun-israelo-arabe

[4]https://digitalprojects.palestine-studies.org/sites/default/files/17-6-2022.pdf

[5]https://www.middleeasteye.net/fr/opinionfr/etats-unis-israel-moyen-orient-visite-biden-pacte-regional-securite

[6]https://atalayar.com/fr/content/biden-vise-securiser-lapprovisionnement-en-petrole-saoudien-avant-sa-visite

[7]https://digitalprojects.palestine-studies.org/sites/default/files/23-6-2022.pdf

[8]https://look-travels.com/les-etats-unis-font-allusion-aux-etapes-de-normalisation-israelo-arabes-autour-de-la-visite-de-biden-au-moyen-orient/

[9]https://cinktank.com/m-biden-declare-quil-se-rend-au-moyen-orient-pour-une-reunion-internationale-et-non-dans-le-but-de-rencontrer-m-bin-salman/

 

جدل قانوني حول مدى دستورية قانون الامن الغذائي؟

أ. د جلال الزبيدي*

 واقعآ سأحاول مناقشة مدى دستورية قانون الامن الغذائي من وجهة نظر قانونية بحتة. وذلك من خلال موقف القانون الدستوري المقارن وبعيدا عن المماحكات والمزايدات والتوظيف السياسي وتصفية الحسابات الشخصية...؟ وعموما كرست مرجعيات القانون الدستوري وادبياته التي تسترشد بها جميع الدول التي تأخذ بالنظام  البرلماني فهي تذكرنا دائما وباستمرار ان السلطة التنفيذية (الحكومة) تمارس وظيفتها الادارية او المالية او الاقتصادية من خلال امتلاكها للسيادة  والصفة الدستورية التي تمنحها لها السلطة التشريعية (البرلمان)  وذلك من خلال منظومة من المعايير والمسوغات القانونية والتي يمكنني أيجازها باختصار : أولا ( منح الثقة للحكومة من قبل البرلمان) وثانيا (تأدية الحكومة للقسم القانوني أمام البرلمان) وثالثا (اقرار البرنامج الحكومي أمام البرلمان).. وهنا نحن امام موقف قانوني يتسم بنوع من الغرابة في تصديق البرلمان على مقترح الحكومه بصدد قانون الامن الغذائي. خاصة اذا علمنا ان السلطة التشريعية القائمة لم تمنح الولاية الدستورية لممارسة هذه الحكومة لسلطاتها واختصاصاتها وبذلك عدم خضوعها إلى رقابة السلطة التشريعية ولا يحق للبرلمان مساءلتها امامه...؟ والتي يمكن توصيف الحكومة على ضوء ذلك بأنها (حكومة مؤقتة اي حكومة تصريف للأعمال) ...؟ بمعنى ان البرلمان الحالي لا يمتلك خيارات سحب الثقة منها او استجواب وزرائها امامه او أقالتهم أواقالة الحكومة نفسها في حالة الاساءة او الاخلال في تطبيق قانون الأمن الغذائي وذلك بسبب انتفاء الرابطة الدستورية بينهما وهذا ما يقول به صحيح القانون الدستوري المقارن.. وهذه تشكل تحديات قانونية من الصعب تجاهلها...؟ ولهذا فأن غياب او انتفاء وجود هذه المعايير الدستورية الثلاثة اعلاه تنتفي معها جدليا القيمة والقوة القانونية بالمصادقة على قانون الأمن الغذائي والآثار المترتبة عليه بسبب ان الحكومة الحالية غريبة عضويا وموضوعيا عن مجلس النواب ولم تكن من نتاجه او من خياراته وفق الاصول القانونية المرعية...!! وهكذا ومن خلال استقراء الواقع القائم حاليا بالعراق نؤكد على غياب الرابطة والصفة والأهلية الدستورية للحكومة بعلاقتها مع البرلمان الجديد لأنها وبالضرورة القانونية لم يمنحها هذا البرلمان الاهلية والصفة الدستورية لممارسة وظيفتها العامة. كما ان هذا البرلمان لا يشكل المرجعية الدستورية لهذه الحكومة...؟ ((كونها لم تحصل على ثقته ولم تؤد اليمين القانوني امامه ولم يتم اقرار برنامجها الحكومي من قبله)) بل حصلت على ثقة برلمان سابق وقامت بتأدية اليمين القانونية أمام برلمان غير موجود حاليا وتم حله ولم يعد له وجود في التركيبة الدستورية لمؤسسات الدولة العراقية أصلا وسقط بالتقادم الزمني وأصبح من الماضي وذلك بانتهاء دورته النيابية...؟ وعلى ضوء ما تقدم لابد لي أن أشير مجددا بأن البرلمان العراقي الحالي لا يمتلك أية ولاية دستورية ومحرم عليه دستوريا محاسبة هذه الحكومة او استجواب وزرائها في حالة إساءة استعمال السلطة او الاخلال بالمسوغات القانونية في تطبيق مفردات قانون الأمن الغذائي بشكل سليم وعادل.. ولهذه المبررات أجد أن قانون الأمن الغذائي لا يمتلك المواصفات والقاعدة الدستورية لاقراره من قبل البرلمان؟ مع تقديرنا أن برنامج الأمن الغذائي هذا يشكل حاضنة مالية واقتصادية هامة للتنمية البشرية بالعراق ولديه منظومه من الايجابيات الفعلية في حالة تطبيقه بشكل خلاق وبأمانة وطنية لمصلحة فقراء وشغيلة العراق اصحاب المصلحة الحقيقية في بناء عراق مدني عابر للطائفية وللفساد المشرعن وذلك من خلال رقابة قانونية صارمة وبعيدا عن أيدي وجيوب مافيات الفساد المالي والاداري المتجذرة في الواقع العراقي مع الأسف بسبب سياسة المهادنة والافلات من العقاب ...؟

ــــــــــــــــــــــــــ

*حقوقي واستاذ جامعي

ص10

 

وما هي إلّا... امرأة!

حازم صاغية

 نتجه صعوداً في الحرب الأهلية التي يشنها ذكور قساة على النساء: تعنيف لفظي، حرمان من الأطفال، ضرب مبرّح، إعطاب جسدي، اغتصاب، إحراق، قتل... هذه بعض العناوين التي تتصدر الكلام عنهن في منطقتنا.

يلوح أحياناً كأن هؤلاء «الكائنات» مجرد رهينات في «بيوت الرجال»، أو في زنزانات انفرادية يديرها رجال، وفيها يتعرضن لواحدة أو أكثر من تلك الممارسات، وربما لها كلها. أحياناً يكن مثل دجاجات في قن مقفل، وكلما عنّ للرجل أن يلتهم دجاجة ذبح واحدة من سجيناته. يكفي أن ينتاب رجلاً شيء من الغضب أو الغيرة أو الإحباط لحمله على ذبح امرأة. فهن، في آخر المطاف، لا يملكن الحقوق القانونية والسياسية والجنسية نفسها التي يحظى بها الرجال، وقد ينحط عدم التساوي فيغدو عدم تساوٍ مطلقاً بين الزوج والزوجة، أو بين الأب والابنة.

القتل قد يحصل في رابعة النهار، وقد يحصل في مكان عام مزدحم. إنه قتل متجرئ كأنه عمل مجاز ومرخص ترعاه ثقافة وعلاقات تحض عليه. أما نحن ففي أحسن الحالات نهز رؤوسنا أو نقلب شفاهنا استهجاناً ونمضي في سبيلنا في انتظار ضحية جديدة. في بلد صغير كلبنان، وفي غضون أسبوع واحد، رصدت الزميلة صفاء عياد ثلاث حالات، ننقل بالحرف: - « في مخيم عين الحلوة في صيدا، حيث كانت الضحية فتاة من ذوات الاحتياجات الخاصة، أقدم عمها وشخص آخر على اغتصابها، والرجلان من عناصر الأمن الفلسطيني التابع لحركة فتح، وحين أذيع خبر الاغتصاب في المخيم أصدر الأمن الفلسطيني بياناً يشجب تلطيخ سمعته، وبرأ المتهمين من العمل المشين».

- « تعرضت السيدة تهاني حرب (30 عاماً)، وهي أم لولدين، لاعتداءات عنيفة من زوجها، فأُدخلت المستشفى حيث أفاد تقرير طبي بأن العنف الزوجي الذي تعرضت له أدى إلى نزيف في طحالها وإلى استئصاله، إضافة إلى كسور في أربعة أضلاع أسفل قفصها الصدري. ونشر ابن عم المرأة تقرير الطب الشرعي في صفحته في فيسبوك، قائلاً إن الزوج الهارب يساعده أقاربه في الفرار ويؤمّنون له الحماية، ويتواصلون مع جهات أمنية كي تعمل على تصفية أو لملمة القضية، وينجو من الملاحقة القضائية».

- « أقدمت الطفلة ضياء محمود الغول (14 عاماً)، من قضاء الضنية في محافظة الشمال على الانتحار في بلدتها قرحيا. وتداولت المعلومات أن الفتاة تعرضت لضغوط عائلية، بهدف حثها على الزواج من شخص لا تريده».

ما يحصل في لبنان يحصل مثله في سوريا والعراق والأردن ومصر وفلسطين وبقية بلدان المنطقة.

والحال أن المرأة في منطقتنا لم تتمتع في أي مرحلة سابقة بحقوقها المساوية لحقوق الرجل، لكن معاناتها، في المقابل، لم تبلغ، منذ عشرات السنين، ما تبلغه اليوم قهراً وتعنيفاً: فنحن أمام خليط غير مسبوق يجتمع فيه الاستبداد والإفقار والبطالة والإحباط وتراجع القيم المساواتية وانتعاش الأفكار الظلامية وتردي التعليم... إننا نرى ذلك في التعاليم التي يبثها الدعاة الدينيون كما في القيم التي يحملها بعض الإعلام الاجتماعي. نراه خصوصاً في حالات الكتل المهاجرة واللاجئة التي تضخمت في السنوات الأخيرة وواجهت بعض مصاعب التكيف مع العالم الجديد فحملت المرأة معظم الأكلاف. نراه في تجربتنا، عربياً وعالمياً أيضاً، مع كورونا وانتشار العنف المنزلي وراء جدران المنازل. ودائماً يفعل فعله التراجع الذي أصاب حقوق الإنسان ومسائل العدالة والمساواة، لا سيما بعد انهزام الثورات العربية وإحكام الطغيان قبضته. لكن أيضاً هناك النموذج. فدائما كان الدفاع عن حقوق النساء ومساواتهن يقترن بإحالة ما إلى الغرب واستشهاد بما أحرزته النساء الغربيات من إنجازات. صحيح أن هذا التأثر لم يكن كافياً لتحصين مكاسب المرأة العربية، والتي بقيت في عمومها هشة وقابلة لأن تسحب في أي لحظة من التداول، وصحيح أيضاً أن السرديات القومية والإسلامية («الغرب هو المسؤول عن أوضاع النساء عندنا») زادت تلك الهشاشة هشاشة، لكن المنطقة العربية، مع هذا، عرفت ملامح وجهة تجد ما يدعمها في نموذج المرأة الغربية: ذات يوم قد تصل النساء عندنا إلى تلك المحطة. هذا النموذج يبدو ضعيفاً جداً اليوم، مصدر ضعفه ليس فقط تراجع قدرتنا على الأخذ، بل أيضاً تراجع قدرته على العطاء. دخول الشبكات الدولية على الخط، ودفاعها الحقوقي، يبقيان الحد الأدنى من الأمل بأن الارتكاب، بما فيه الارتكاب الجندري والجنسي، قد لا يمر، لكن فاعلية هذه الـ«قد» تزداد تراجعاً.

فالنموذج قل إغراؤه، وقل عدد المعنيين بتقديم نموذج مغرٍ للعالم. قبلاً، إبان الحرب الباردة مثلاً، كان جورج كينان، مستر X، أحد الذين طالبوا بمكافحة النفوذ السوفياتي بالنموذج الديمقراطي، فالنموذج سلاح لا يقل فتكاً عن سياسة الاحتواء التي دافع كينان عنها أيضاً.

اليوم، من يتسقط أخبار المرأة في الولايات المتحدة يقع على عذاباتها أولاً. تصويت المحكمة الأميركية العليا ضد حق المرأة في الإجهاض، الذي بقي سارياً لخمسة عقود، يقدم نموذجاً مضاداً. أيام قليلة قبل هذا التصويت، كان قرار المحكمة نفسها بتوسيع نطاق استخدام السلاح، علماً بأن النساء في الولايات المتحدة معرضات للقتل بهذا السلاح 16 ضعف تعرُّض الرجال له.

هذه ليست مثالات للتقليد، ولا هي إشارات إلى مستقبل أفضل، لا عندنا ولا عند سوانا. الشاعرة والروائية الكندية مارغريت أتوود تنبأت باحتمال قاتم كهذا في عملها «قصة خادمة» الذي صار مسلسلاً تلفزيونياً. هذا عمل يستحسن أن يُقرأ، أو يشاهَد، علنا نخاف توتاليتارية وعبودية من نوع آخر.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

“الشرق الأوسط” – 29 حزيران 2022

  حداثة الطوق والنفق!

صلاح بوسريف

 هل نحن مجتمع حداثي؟ لم أتساءل عن البلاد، بل عن الإنسان، لأن جوهر الحداثة، ليس المظاهر والعمارات والبنايات والطرق، وأحدث التجهيزات المنزلية، والسيارات والهواتف والحواسيب، أو الأسواق الكبرى بكل الماركات العالمية، الموجودة في باريس، وفي لندن، أو نيويورك.

هذه كلها أشياء، يمكن بلوغها، بمجرد أن يكون الإنسان موجوداً، بالفعل، لا بالطبيعة. فالإنسان، هو من يمكن أن يطور هذه المظاهر، ويمنحها الروح التي هي انعكاس لهذا الإنسان نفسه، لعقله، ووجدانه، وطريقة تفكيره، وعلاقته بالمكان الذي يعيش ويحيا فيه. أما أن تكون المظاهر غير السلوكات، وغير الفكر والعقل والخيال، فهذا معناه، أننا أمام عقل الواجهة، وفكر الواجهة، وأمام ثقافة التبعية والتقليد، لا نبتكر، فقط، نساير، وربما بأسوأ ما تكون عليه المسايرة والتبعية والتقليد.

الحداثة ليست وصفة جاهزة، ولا هي أكسسوارات، وفرجة واستهلاك، إنها العقل وهو يتحرك، يتصيّر، ينمو ويكبر ويتغير، يقلب التربة، ويخلق من سوادها خضرة وزهراً، بل عطراً وهواء، هو ما يضاعف أنفاس الإنسان، ويوسع رئتيه، أو ما فيهما من هواء، كما يوسع أفق الرؤية، ويخلق الإنسان المبدع، المفكر، المبتَكر، من يضيف، ويجدد، لا من يكون واقفاً، يسير بغيره، أو غيره، هذا، واقف، منذ زمان، وهو ينتظره ليتحرك، فلا هو تحرك، ولا غيره، هذا، سيتحرك، لأن زمنه مضى وانقضى، وأصبح خلفه.

ثمَّة من ينتقد الحداثة، ويتشبث بالتحديث، بقشور الحداثة، هاتفها، وسائل التواصل التي أتاحتها التقنية، السيارات المكيفة المجهزة بأحداث وسائل الأمان والصيانة والقيادة، والإشعار بالأعطاب، وعقله، وطريقة تفكيره، هي نفسها، لا شيء فيها تغيَّر، أو تململ، وكأنه حجر، أو غصن عروقه جفّت، ونشف ماؤه، ولم تعد فيه نضارة.

في مجتمعنا، كما في مجتمعات عربية أخرى، الحداثة عندنا، هي المظهر، والواجهة، وهي الألوان والأضواء، وهي التنَك، لا الذهب، لا يهم، ما دامت المدينة هي ما يتغير، فيما الإنسان لا تجري عليه عوادي الزمن.

هل بإنسان، بهذا المعنى، يمكن أن نتطور، ونحقق ما نرغب فيه من تنمية، ومن ديمقراطية، وعدالة اجتماعية، ومساواة، وحق في الوجود والحياة، وحق في التعبير، وفي الجهر بالظلم، وحتى بالعدل، متى استشرى العدل وانتشر؟ هل هذا الإنسان، بهذا العقل المستقر الذي لا تدخل الشمس إلى كهوفه المظلمة، يمكن أن ننهض من الكبوة التي نحن فيها، ونسير، ونصبو إلى ما نرغب فيه، أم الأمر كله، مجرد حلم، أطبق علينا، ضاعف من رقادنا، ما جعل الحلم يصير حقيقة، والحقيقة تبقى مجر حلم نرغب فيه، ولا نصل إليه؟

الحداثة ليست ديناً، ولا هي عقيدة أو معتقد، بل هي فكر، وهي من صنع الإنسان، ولها علاقة بالإنسان، مرتبطة بوجودنا على الأرض، نحن من نجمّدها، ونحن من نجدّدها، بل إنها حداثة متجددة، بتجدد العقل والفكر والخيال.

كل الحضارات التي خرجت من كهوفها القديمة، هي حضارات عرفت كيف تؤهّل الإنسان ليساير التطور والتغير، وليكون، بدوره، من سبّب هذا التطور والتغير. لا يقف، ينتظر متى يتحضر ويتطور، أو يبقى أسير ماضٍ، لا شيء فيه من متغيرات زمننا، أو الأزمنة الحديثة، بل الحداثية.

مع الحداثة، أمكن أن نتحدث عن الحرية، والديمقراطية، والمساواة، والعدالة الاجتماعية، وعن حقوق الإنسان، والحق في الرأي، وفي التعليم، وفي الشغل، وفي الانتخاب، وإبداء الرأي، والنقد، والاختلاف، وغيرها، مما نستعمله، وقد نكون ضد الحداثة، فيما نحن ضد ما نرغب فيه، وما نعيشه، ونزاوله، وهذا من مفارقات زمننا، هذا، وهو زمن لم تتضح فيه الرؤى والمواقف، القليلون من يعيشونه، بما هو طريق وأفق، لا بما هو طوق ونفق.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

صحيفة “المساء” المغربية – 1 تموز 2022

 

رسالة نادرة تكشف معارضة تشارلز ديكنز لتجارة الرقيق

كشفت رسالة لم تنشر مسبقاً، نصها في عام 1850 الكاتب الإنجليزي تشارلز ديكنز، عن انتقاده لتجارة الرقيق السائدة في ذاك الوقت، واصفاً أنها عمل “وحشي” و”لا إنساني”.

ونشرت “ذي تليغراف” الإنجليزية موضوعاً عن الرسالة بقلم داليا ألبيرج، أشارت فيه أن الروائي الإنجليزي الشهير وبعبارات لا لبس فيها إلى الكابتن جوزف دينمان (الذي خدم في فرقة البحرية الملكية المسؤولة عن مكافحة تجارة الرقيق التي جابت دورياتها سواحل أفريقيا الغربية) توجه قائلاً، “لا يمكنك أن تتصور مدى الرعب الذي تثيره في ذهني تلك الوحشية - تجارة الرقيق”. كما عبر الكاتب الإنجليزي عن شكوكه في جدوى هذه الدوريات أو “الحصار الأفريقي” كما عرف به يومها، لكنه مدح المشاركين في الدوريات قائلاً، “لم يكن لدي شك أبداً في صدق وتفاني أولئك المنخرطين فيها”، مضيفاً “أنا واثق من أننا سنتفق على إدانة هذه المتاجرة غير الإنسانية بأقصى ما لدينا من قوة”. وتم التثبت من صحة الرسالة من قبل الخبير الرائد، الدكتور ليون ليتفاك، المحرر الرئيس لمشروع “تشارلز ديكنز ليترز”، وهو موقع إلكتروني يجمع مراسلات الكاتب. وفي تعليق لـ”تليغراف”، قال دكتور ليتفاك، إن مضمون الرسالة يضيف ما كنا نعرفه عن موقف ديكنز من العبودية، لافتاً “هناك شغف كبير في هذه الرسالة. اللغة التي يستخدمها ملفتة للنظر في قوتها”.

وعثر على الرسالة بين أوراق عائلة دينمان من قبل الدكتور بيتر فان دير ميروي، المسؤول في المتحف البحري الوطني، أثناء إجرائه بحثاً غير ذي صلة. كانت الرسالة ضمن مجلد من أشياء متنوعة من شخصيات بارزة في ذلك الوقت.

وبصفته متخصصاً في كلاركسون ستانفيلد، صديق الفنان البحري لديكنز، أدرك الدكتور فان دير ميروي أهميته، ويقول “توقعت أن [الرسالة] لم تكن معروفة. إنها مجرد صدفة، فن العثور على الأشياء التي لا تبحث عنها”.

إنه تذكير موضعي للجهد الكبير الذي بذلته ¬بريطانيا في الكفاح من أجل وقف تجارة الرقيق. ففي ذروته، شمل “الحصار الأفريقي” ما يصل إلى 36 سفينة وأكثر من 4000 رجل، وقدرت تكلفته بنصف إجمالي الإنفاق البحري. كان هدفه منع السفن التي تحمل العبيد إلى البرازيل وكوبا في المقام الأول، وكان الإسبان والبرتغاليون من بين الجناة الرئيسين. ويشير دكتور ليتفاك في ورقته البحثية بأن الوقت والجهد اللذين بذلهما ديكنز في الاقتراب من دينمان يكشفان عن احترامه لهؤلاء البحارة “الذين التزموا... القمع النهائي للعبودية”. وربما احتفظ دينمان بالخطاب لأنه يتطابق مع رأيه بالموضوع. لقد كان شاهداً رئيساً في اللجان البرلمانية، ووصف تجربته في كتيبات مختلفة، ومنها قوله “كل سفينة عبيد تحمل كتلة من البشر، جُمعت بالسرقة والقتل”.

كتب ديكنز أيضاً إلى والد دينمان، اللورد دينمان، كبير القضاة وأحد أبرز المؤيدين لإلغاء تجارة الرقيق، الذي سأله لماذا لم يعرب المؤلف عن رأي أكثر حزماً بشأن تجارة الرقيق. وهو ما رد عليه ديكنز بالكتابة له “لأنني لست مقتنعاً بأن الحصار الأفريقي يحقق الهدف النهائي الذي يروج له”.

وقال الدكتور ليتفاك “كان هناك بعض الخلاف حول الإحصاءات التي تم استخدامها في التقارير البرلمانية، وقدم جوزيف دينمان أدلة مضادة. بعد قراءة هذه المنشورات، غير ديكنز رأيه حول دوريات غرب أفريقيا”.

وأضاف “على هذا الأساس، أنا أدعي أنه بينما كان ديكنز ينتقد الدوريات، فإنه بعد قراءة تقارير دينمان، أصبح أكثر تعاطفاً. تظهر هذه الرسالة الجديدة أنه غير مواقفه بشأن الوسائل التي كانت تُستخدم لمحاولة وقف تجارة الرقيق”.

وعلى الرغم من أن روائع ديكنز مثل “أوليفر تويست” تعكس نضاله ضد جميع أشكال الظلم الاجتماعي، إلا أنه تحول إلى أحد أهداف الحركة الحالية المناهضة للعنصرية. فهو انتقد، على سبيل المثال، محاولات منح الأميركيين الأفارقة الحق في التصويت. لكن الدكتور ليتفاك ينفي الأمر موضحاً “لا أعتقد أنه يمكن اعتباره عنصرياً، لأن هذه كانت المواقف السائدة في ذلك الوقت”.

وتختتم “تليغراف”، بالتأكيد أن الرسالة الجديدة تقدم دليلاً ساطعاً أنه كان معارضاً قوياً للعبودية.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

“اندبندنت عربية” – 27 حزيران 2022

 

الفيضانات تهدد ربع سكان العالم

لا سيما أكثرهم فقرا

أفادت دراسة نشرت الثلاثاء، 28 حزيران، بأن نحو ربع سكان العالم معرضون لخطر الفيضانات الكبيرة، وفي مقدمتهم سكان الدول الفقيرة.

وارتكزت الدراسة، التي نشرت في المجلة العلمية “نايتشر كومونيكيشن”، على بيانات حول مخاطر فيضانات الأنهار والأمطار والبحار، وبيانات البنك الدولي حول توزيع السكان والفقر.

وتبين أن نحو 1.81 مليار شخص، أي 23 في المئة من سكان العالم، معرضون بشكل مباشر لفيضانات تزيد على 15 سنتيمتراً خلال 100 عام. ويعيش 780 مليون نسمة من بين هؤلاء، بأقل من 5.50 دولار في اليوم.

                     

البلدان الأفقر أكثر عرضة للخطر

وفي شرق آسيا وجنوبها، لا سيما في الصين والهند، يعيش 1.24 مليار شخص معرضين لهذا للتهديد.

وأكدت الدراسة وجود “مخاطر كبيرة على الأرواح وسبل العيش، خصوصاً بالنسبة إلى السكان الأكثر ضعفاً”. ويعيش نحو 90 في المئة من الأشخاص المعرضين في بلدان فقيرة أو متوسطة الدخل.

وأفاد الباحثون بأن حوالى 12 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي لعام 2020 يقع في مناطق معرضة للخطر. لكنهم حذروا من أن النظر إلى الجانب النقدي فقط، يمكن أن يتسبب بتحيز من خلال تركيز الانتباه على البلدان الغنية والمراكز الاقتصادية.

وأوضحت الدراسة التي أجراها جون رينتشلر من البنك الدولي وزملاؤه أن “البلدان منخفضة الدخل معرضة بشكل غير متناسب لمخاطر الفيضانات وهي أكثر عرضة للتداعيات الكارثية على المدى البعيد”.

 خطر التغير المناخي

وتقدم الدراسة “أول تقييم عالمي بيّن التعرض لمخاطر الفيضانات والفقر”، وفق توماس ماكديرموت، من جامعة غالواي الوطنية في إيرلندا، في تعليق نشر في المجلة العلمية.

كذلك، حذر الباحثون من أن تغيّر المناخ والتوسع الحضري غير المدروس قد يضاعفان المخاطر في الأعوام المقبلة.

وضربت فيضانات غير مسبوقة الصين في يونيو، ما أدى إلى إجلاء أكثر من 500 ألف شخص بشكل استباقي. وتسببت الأمطار الموسمية الغزيرة بمقتل أكثر من 100 شخص في بنغلادش في الشهر ذاته، ونتجت منها فيضانات وضعت أكثر من سبعة ملايين شخص في حال طوارئ.

وأكد العلماء أن تغير المناخ يجعل الأمطار الغزيرة أكثر تواتراً وشدة في أنحاء العالم.

ــــــــــــــــــــــــــــــ

أ ف ب – 29 حزيران 2022

 

ص11

 جديد اتحاد الادباء

من جديد يواصل الاتحاد العام للادباء والكتاب في العراق اصدار سلسلة من الكتب الأدبية، وأحدث ما صدر:

- الشاعر مضروباً في نفسه/ شعر: وهاب شريف.

- الهدوء رجاء.. جدعون يكتب/ قصص: علي حداد.

- اللعب بجواهر الأشياء/ شعر: رعد فاضل.

- في الثقافة التربوية والنفسية عن الطفل والاسرة والمجتمع/ دراسات: أ. د نجاح هادي كبة.

- قبل الورقة الأخيرة/ مقالات ثقافية: شكيب كاظم.

- جماليات المسرح ومرويات: الفن والادب والسياسة. تأليف: ا. د علي مهدي يوسف.

- قصائد أوسلو/ شعر: عادي الحسيني.

- بيت الجن/ رواية: عباس الحداد.

- مسودات الألم/ رواية: ياسين شامل.

- فهرس مجلة الاديب العراقي من العام 1961- 2022/ اعداد اسرة مجلة الاديب العراقي.

**********

عاصم عبد الأمير: الطفولية بدئية السحر والاسطورة

ناجح المعموري

 

امتلك الفنان عاصم عبد الامير طاقة خاصة متميزة وفريدة من نوعها، استثمرها لإعداد بناءات فنية تسيد فيها حضورات الغرائبي واللا معقول ويضفي عليها شكلاً خاصاً به وإن برزت الأشكال المجاورة لها، لكن ذلك لا يعني وجود نسخ في تجربته وانما هي متفردة والاصل منها هو الشكل والعودة للبدئيات المبكرة والاستعانة بالطبيعة والتقاط الغرائبي واشباعه بمبثوثات الرموز الصغيرة والنمطية ولكن المتابع لتجربة عاصم سيتمكن من ملاحقة عدد من الفنانين الذين فطنوا البدئية وحافظوا عليها وظلت متكررة والمغاير هو اللون الطاعن على الشكل ومثل هذه التجارب تبرز فيها عناصر ذات بدئيات مبكرة هي علامات الاتصال بوصفها آلية للحوار والتبادل وظلت هكذا حيّة، عاشت في تجربة عاصم كثيراً وتعامل معها بوصفها لغة، لان الرموز مكونات الخطاب والتفاهم وسيادة التعارف، لكنها تكشف عن حضورها بوصفها نوعاً من الرسم او التشكيل. لذا نجد بأن المفكر ارنست كاسيرر قد ركز مراراً على طاقة الرمز بوصفه وسيلة للتشارك بين الافراد والجماعات ويغتني بابتكارات جديدة لهم والرموز والتنقيط والخطوط هي اشبه بالتوقعات خاضعة لوعي الكائن. اما اللون وتنوعاته فأنه مثال للكتلة الطافية وقابعة بصمت لأنها غير عقلية. والتباين واضح بين الاشكال التي برع بها عاصم والمواد الشاغلة للفراغات بحيث تسيدت الموضوعية وتمركز الوعي واستبد العقل ناشطاً وقوياً. ولذا يمكن ان يلتقط الذات التي تجوهرت وهي تطوف وسط اللوحة، مبتكرة رموزها كمكونات للعمل الفني، لا بل اكثر من ذلك بحيث ترتضي القبول بسحريته التي تمثل الاصل الذي يومئ للعتبة البدئية ذات العلاقة القوية والمباشرة بين الطبيعة وشحناتها الرمزية وبين سيادة الكائن وانشغاله باليات التدوين / الرسم وهو كل ما يملأ الفراغ.

بالإمكان فحص وقراءة عديد من لوحات عاصم المحتشدة بجزيئات غائبة الصورة ومكتفية بما يشبه الشبكات المرسومة بخطوط سوداء تتضح وضوحاتها فوق شكل ميال البخار والاحالة الى الخريف وتمظهراته ولم تفلت من ذاكرة عاصم المتحولة الى خزان للمرئي، الصوري ويبتكر لها مربعات صغيرة ودوائر وكتل قريبة من الوجود، الصغيرة جداً او المدورة وكانه يريد منها ان تتحول الى شفرات تحيل الى بدئيات العمل البكري وطوفان سحرياته. وفي لوحتين متماثلتين انغمر الفنان بالتقاط غرائبية مماثلة لرسوم الجدان او جذوع الاشجار او اشكال الكهوف الصغيرة جداً. وما يلفت الانتباه حول هذه المصغرات هو ذهاب الفنان نحو الخلايا الصغيرة وكانه يريد ان يجعل منها نوايا لحياة جديدة. والموزعات وسط اللوحتين يوحيان لاماكن جزئية او متخيلات اكثر دنو للرموز لان عاصم معني كثيراً بالرموز التي تأخذه نحو بناءات وسط الطبيعة ويطوف بها ليبتكر اشياء ليست معروفة للجميع، لكن المماثلات المعيوشة تقرب بينهما، حتى يتحول الشيء الذي يلتقطه الفنان حاضراً اكثر قوة ومحفزاً للمتأمل الدنو نحو جزئيات الشيء التي تخلق نوعاً من الارباك عند المعاينة، الا ان الفنان هو الذي ابتكر وخلق ووحده يعرف العمل الفني كما قال هايدجر، لأنه يعني بشكل اخر هو الذي غرس العمل من اصل طبيعي ويتحول بالتتالي الى ان الفنان هو الاصل. ومن المؤكد كما قال هايدجر ان الفن بطريقة اخرى هو اصل الفنان واصل العمل الفني بوجه اخص وبالإمكان التوجه نحو الاختصار او التركيز للغاية ونكرر مقولة هايدجر حول اصل العمل الفني ويكون الفنان هو اصل العمل الفني مثلما يكون العمل الفني اصل الفنان.

النجاح الكبير المتحقق في لوحاته هيمن عليها التخيل، بحيث تبدّت وكأنها رسوم اطفال مع زحمة من كلام مرمز له عن الحياة من خلال علامات وفي احيان اخرى ما يشبه الخطوط العشوائية وبها انكسارات وانحرافات مع تساقط اجزاء منها، دائماً ما تكون الاطراف او امتداد يستجيب للضغط فتتضح التواءات تمثل كل هذه الحركات نوعاً من الكلام والتشكيل لغة عندما تخضع اللوحة للانتظام والانسجام. وبالطريقة التي يشتغل بها عبد الامير مع بروز العجائبيات واللا معقول ونفور التكونات المتلاحقة ببعضها واللون هو وحده يعطي ويكرم أحلام الفنان وأوهامه وأساطيرنا معاً لذا وجدت من خلال قراءة مبكرة على سطح شاشة بأن لوحة ازدحم التخيّل فيها وتجسدت عبر وحداتها اوهاماً تتشابك فيها الخطوط مع التواءات تنحرف بسببها الوحدة الجزئية للسطح التشكيلي، الذي ظل محافظاً على الروح الدلالية التي يلتقطها عاصم الذكي والخبير في لعبايته المانحة للقيم مع شفرات سحرية، عبر ايحاء لوني بوجود نظارتين او ما يشبه مدورات عجلة طفلية مع خطوط بيضاء اكدت كونها نتاجاً بدئياً ووسط كل من النظارتين علامة + مفروشة بانتظام وسط كل من العجلتين.

من مميزات عاصم التكتم والمحافظة على السرية واشتباكاتها عبر ادخال رمز يضعه في مكان وكأنه امتحان صعب، لان تأثيراته الدالة تقود اللوحة، ومثال ذلك وجود طائرة وتحتها طبقة سوداء.

انفتاح الفحص والتأويل يبث رسالة عن حياة مستهدفة بالدمار ومتروكاتها غيوم لا تتسيد على سطح اللوحة، بل يعطيها ايقونية التوقيع السريع. ولعاصم موقف آدمي جوهري وحيوي، لان الحياة ليست معطلة، الكائن يرى مع حاجته للنظارة، ويشاهد ما حصل وهو مستمر، لكن دلالات جمال الحياة متمركزة وسط بؤرة صغيرة للغاية، مماثلة للنقاط السوداء كبقايا خراب ودمار مريع. وتمظهر شكل آدمي مشوه كما اتضح، لكنه مكتف بالكامن المانح للوحة فضاء فوق الطائرة الحمراء واضفى عليها مساحة كبيرة قياسا للرموز الاخرى وماهرة عاصم وطاقته لحشد المعنى جعل من الطائرات الثلاث اكبر الاجزاء الرمزية، مثل السلالم، الشبابيك نقاط حمراء وواحدة مثلومة مع شباكين وتحتهما اثنا عشرة نقطة سوداء. ثلاث طائرات الاولى مع امتداد الخط العلوي للوحة والوسطى بيضاء والاخيرة حمراء داكنة، ولم يغير اللون من وظائفها الخرابية حاز عاصم بعضاً من مهارة فائق حسن في ضبط اللون الاحمر ودقة اختيار مكانه وسط اللوحة بحيث يجعل منه طاقة جاذبة وسط كثير من الالوان.

العودة للرموز في هذه اللوحة يحفز المتلقي لالتقاط ما تعنيه السلالم، الشبابيك... باعتبارها حضوراً ناشطاً للحياة على الرغم من سيادة الدمار.

اشرت ضمناً على كون السحر في لوحات عاصم ولا اظن بوجود امكانات لتفكيك السحريات، بل هي كليات داخل اللوحة مانحة عمقاً لها ومثلما قال ريجسي دور برية : على ان السحر الذي لا حدّ يجعل من انسان الصورة اكثر تفوقاً بشكل نهائي على انسان الكلمة لقد كانت “ الصورة السحرية “ ضرورة من ضرورات تطور العقل البدئي فهذا الكائن الذي وجد نفسه في عالم تقوده الطبيعة المتمردة وهو يعيش فيه بلا خبرة ولا معارف تمكنه من السيطرة عليه وتصريف اموره، فقد تصور ان بمقدوره تسخير الطبيعة لصالحه، ليستطيع من خلال ذلك تفادي النتائج السلبية التي تؤدي الى تلك التغييرات.

********

حكاية صغيرة جداً

كلام المتصرّف.. صح

حنون مجيد

 

صباحًا وقبل بدء الدوام الرسمي في مدرسة  “ العرفان” الريفية للبنين، الواقعة على الجانب الشرقي لنهر الهدام العظيم، رسا الزورق البخاري، وسلّم قائدُه فرّاشَ المدرسة الذي كان حاضراً على الشاطىء آنذاك،مظروفاً أسمر مغلقاً، سلّمه هذا بدوره الى مدير المدرسة،  يتضمن كتاباً يستدعيني فيه متصرف اللواء - لواءالعمارة- للمثول أمامه . ولأنني أعرف نزوات ذلك المدير الصبيانية، والهزيلة في اغلب الاحيان ، تسلل الى نفسي يقين بأنه كتبت قريراً عني، تطلّب وقوفي امام متصرف اللواء. في اليوم المحدد للمقابلة، اتخذت زورقاً بخارياً وعبر “ الهدام” عينه الى ناحية الميمونة، ثم توجهت الى المدينة، ومن هناك الى المتصرفية للمقابلة. هناك توجهتُ اول ما توجهت الى رئيس الملاحظين واسمه كما أتذكر “محسن زويلف “ وسألته؛ لماذاالمتصرف وليس مدير التربية العام؛ مرجعي المباشر والأول؟ أجابني بهدوء ما زلت استشعر دفءه ؛ والله لا أعلم، ولكنني أنصحك بأن تكون هادئاً أمامه ، لأنه في الأساس ضابط شرطة كبير منقول من مدينته الشمالية الى مدينتنا هذه، نفياً وليس ترقيةً كما يلوح لك. لذافهو منفعل، عصبي، حادّ المزاج في أغلب الأوقات.

خطوت نحو باب غرفته خطوات وطرقت طرقتين.

جاءني صوته من خلف بابه

أدخل.

سلمت عليه وأردفت دونما انتظار ردّه على سلامي:

انا المعلم فلان كنتم حضرتكم طلبتم استدعائي.

رفع رأسه عالياً لتوكيد حضوري أو حضور قضيتي أمامه وسأل ما أنت ؟

قلت له معلم.. قال:

أقصد انتماءك السياسي.. قلت:

مستقل.. قال:

- قبل ذلك.

قلت: شيوعي.

تأملني طولًا وعرضًا ثم قال:

إنك متهم بما يلي وحسب التقرير الذي أمامي:

تعيق سير التدريس.

تكتّل المعلمين.

تتصل بأولياء أمور التلاميذ.

أجبت، ولكن في اعتداد صادق، ومليء بروح الثقة بالنفس:

أما إعاقة سير التدريس، فلا توجد في مدرستنا إعاقة من أي نوع مطلقًا، ولو حصلتْ بحسب ما يقول التقرير، الأمر ليس كذلك، فلا دخل لي في ذلك لا من قريب ولا من بعيد. وأما تكتيل المعلمين فعلاقتي سوية مع الجميع وبشهادة الجميع، ولكم ان تتثبتوا من ذلك بأكثر من طريق. وأما ما يتعلّق بالاتصال بأولياء أمور التلاميذ، فهذا ما لا أنكره، فهو من صلب عملي التربوي والتعليمي،لأنه ينصب على معرفة أسباب تخلف بعض التلاميذ الدراسي، أو غيابهم وانقطاعهم عن الدوام، وتداول علاج ذلك بين المدرسة والبيت، وليس أكثر من ذلك، وعلى كل ما صدر مني شهود حضور. تقدم بجسده للأمام وكاد يلامس به زجاج منضدته اللامعة، وحدق بي حتى راودني شعور بأنه سينهض نحوي، ثم ما لبث بعد ذلك أن قال وقد تراخى قليلًا أو هكذا، وهو يصوّب نظره نحوي باستمرار:

كنت قررت نفيك الى الشمال حيث مدارس القرى في السفوح وعلى ذرى الجبال، وأنت تعرف مشقة الحياةهناك، لكن من حسن حظك أنني آثرت رؤيتك قبل ذلك.

قبل أن يقول تفضل ويشير الى الباب المغلق، عطف قائلًا:

- أوَ ما زلت شيوعياً؟

ولكي أخفف من غلوائه، أجبتُ:

- المؤمن لا يلدغ من جحرٍ مرتين.

عاد بجسده الى قراره على قوس كرسيه الجلد لحظة، وكاد يبتسم بيد أنه عاد به الى الأمام ، وأطلق صوتاً تهكمياً بيقين راسخ:

والله أنتم الشيوعيين، تلدغون من الجحور عشر مرات..

كلام المتصرف صح فمساء ذلك اليوم كنت على موعد مع ثلة من الفلاحين، وربما مع المعلمين كذلك.

*********

قراءة

«صقر عليشي» الجمال فوق تلال المعاني

راوية زاهر/ دمشق

 

“معنى على التل”؛ مجموعةٌ شعرية للشاعر صقر عليشي، الصادرة عن الهيئة العامة السورية للكتاب، وقد سبقها تلال من الإبداع، ما بين: “قصائد مشرفة على التل، الأسرار، قليل من الوجد، أعالي الحنين، عناقيد الحكمة، الغزال.. وغيرها” من الجمال الذي يُطاردُ فيها عليشي المعاني المنتشلة من عمقِ الأفكار على مدارات الطبيعة والغيم والمتعة.. هنا الجمال بتسعِ أيقوناتٍ مبوبةٍ وموزعةٍ على فصول الكتاب، والتي تعجُّ باللامألوف وغير المتوقع والمدهش.

في العنوان: (معنى على التل)، العتبة النصية الأولى التي تفرض على المتلقي أن يتخطاها بكل انحناءة في تقديره للجمال في عقر دار عليشي؛ حيث المعنى حاضر بكل تجلياته، ويتجوّل بكلِّ رفعةٍ وبهاء فوق أعالي التلال، يتصيّده الشاعر من فناء اللغة، ومكدساً الصور في عالم من البلاغة والتورية، والاستعارات، وما قد تحمله من الرمز المضمر الموحي.. ومن جميل ما طالعنا من صور (لا تحجب عن سرّتها لغة)، (تبقى الأفكار قربي متأهبة).. وقد كان للسماء بعلوها السامي النصيب الأكبر في ديوان الشاعر، فالسماء، شيءٌ، علوي مرتبطٌ بالروحانيات كجمال معنوي بحت.. لكن عليشي ربطها بالجمال الحسي المادي بالغيم والسحاب والزرقة، ليشي لنا بعمق ارتباطه بالجمال، إذ نراه قد نذر نفسه للفرح والمتعة والليونة في تصالحٍ مع الذات بعيداً عن الصراع والتحولات الفكرية، وهو يحملُ دائماً في جعبة معجمه اللغوي: الفكر والألفاظ المتوالدة من رحم الطبيعة والجمال، بولادة طبيعية سلسة، وبمواليد تمتلئ بهاء بعيدة عن التشوهات والقروح.

الكلمةُ، السطرُ، بيتُ الشعرِ، الفكرةُ، المعنى، النشيد، اللغة.. ليست الألفاظ التي سنتوقف عندها في القصيدة، بل هي عند الشاعر القصيد وبيت القصيد، ولا تكاد تخلو عبارةٌ من ذكر هذه الألفاظ بكلَّ ماهيتها ليحيلها الشاعرُ إلى ما تقودهُ ذائقته التخييلية والوصفية، حاملاً إيانا إلى عوالم مذهلة،

“سترى هنا الأفكار

تلعبُ بالسما على سجيتها،

وتقضم كستنا..

سترى هنا الآفاق تنشر حيرة..

وترى السراب أقام خيمته

وراء المنحنى..

أمّا اليقين

فما تدلت خصيتان له هنا. “

وأمام عناوينه المستوحاة من بداهة الكلام، وماهيته السرمدية، يُبقينا الشاعرُ نسيرُ خلفَهُ، نتقصى الجمال في كامل مباغتته ونشوته، وفي نصه يُنزلُ الغيمُ من عليائه ليسيرا جنباً إلى جنب، فيتلوه قصيدة مكتوبة، ويقابلُه الغيمُ بحسنِ الضيافة، ويعيدُ صياغته قصيدةً أيضاً، فالمعنى عند الشاعر يتربعُ على التل غير آبهٍ، يحملُ ما يرتقُ به قصيدته كزائرٍ أعزلٍ إلا مما ملكتْ بناتُ خياله:

“جئتُ إلى الدنيا،

وغير هذه الأشعار،

ليس في يدي،

من المُعيبِ أنْ يمرِّ المرءُ،

ليسَ في يديه شيء..”

نصٌ بسيط من حيث مبناه وظاهر معناه، ولكن لو تقصينا عما تحملهُ زوادةُ الشاعر إلى الحياة لوجدناهُ بعيداً عن إخبارنا عن جيناته الموروثة، أو إيديولوجياته المكتسبة، وهو خالي الوفاض إلا من أشعارهِ، ويجدُ في حملها شرف الزيارات العابرة.. وفي فنِّ القول؛ قوّل الشاعرُ الأشياءَ المادية الجامدة؛ الشيء الكثير في محاولة واضحة لأنسنتها..

صقر عليشي.. وغوصه في اللامألوف: ما لا يتبادر على ذهن، فأن يقف شاعر بكل ما ألفناه من أحاسيس الشعراء أمام وصف (أبرةٍ) وشحنها بكمٍّ هائل من المشاعر، وتقوليها الشيءَ الكثير في توظيفٍ لغوي وجمالي باهر اللغة والمعنى معاً موظفاً قدرته على التحدي والابتكار وانتشال المعاني من عمق الجماد في مزاوجة للشيء، ونقيضه بين المادي والمعنوي.

“قالت الأبرة:

أنا لغزٌ غامضُ

ليس له حل

إذا في كومة القش دخلتُ،

أنا الواضح

لا يُخفى وضوحي إن وخزت..”

وفيما قاله السرُّ ما يرميك في بحرِ اللغة مصدوماً بجمال الفكرة، وعمق المعنى، وصرامة التشبيه، وما يحملهُ أحيانا من حدة.. فكيف للسرّ بعتمة غيابه الحسي، وعمقه، وتجوله في مسامات الغموض، أنْ يتسللَ الى المعنى مُحدثاً هذا الضجيج الصامت في محاولة لتشبيهه بشيءٍ مادي شديد الوضوح كالكلب.

“قال السرّ:

قدري أن أقبع في الأعماق،

فلا أعرف ما يحدث عند السطح..

وحين أحاول أن أرفع رأسي؛

أتلقى رفسة تأنيبٍ،

فألوبُ وأقعي كالكلب،

وألحس أطرافي.”.

كما برز عند الشاعر استخدامة للون والصوت والحركة محدثاً صدمة جمالية تتناسب مع كل حالة.. فاللون تجسد في المراعي الخضراء والسماء الزرقاء، وبياض الثلج (وافقتُ الثلج على ما فيه من ألقٍ وبياض) وبرزت الحركة بجمالية مع رسم البقرة والنمر..

وكذلك حين قال:

“حاول النسر أن

يجتاز تخوم الصورة،

لم يقدر

ولوى أجنحة

وتوقد في عينه الغضب..”

والصوت تجلى بكل صداه في قول الشاعر..

“لنأخذ حيطتنا

لو يصدر أي خوار

يهتز فضاء اللوحة إذّاك

ويجفل منه الوقواق

الواقف في أعلى شجر الحور.”

ثمّ يحدثكَ عن الخط المستقيم ليدخلك في متاهة التورية البلاغية، واستخدام لغة الترميز ببراعة مهندسٍ لا تخطئه مساطر القياس، ولا خطوط الطول والعرض..

“هو المستقيمُ الذي تعرفون،

التقينا معاً ليلةً

كان متجهاً نحو بعض الحقائق،

أيضاً أنا كان لي

ما أسير إليه،

شربنا النبيذَ، وراق المزاج

وساءلته عن أمانيه بعدُ ؟

فقال: قليل من الإعوجاج”.

وفي استخدام مميز لتقنية التناص يحيلنا الشاعر إلى محنة نرسيس، وما حملته الأسطورة من جدلية في محاولة لمعرفة مكتنزات النفس البشرية وخفاياها النرجسية.

“ياللغرابة

حين تمعنتُ في قطرات الندى؛

لم أجذ ما يشابه

نفسي.”

وفي رسالته المنمقة كعباءة مقصبة بخيوط الذهب لمحمود درويش، مترجلاً فيها فوق الغيم، يعيدُ تسوية وضع التاريخ، ويعقدُ آخر الصفقات مع الغياب والجمال، مع غزة، مع الحصار، مع أنكيدو أساطير الحكاية، مع أندلس الكناية، مع حمامة ضاع غصن زيتونها، وما عاد شيءٌ يرمز للسلام، مع إيديولوجية يحملها بسندسها للشعر ويومئ إليها إيماء.. ويبقي الشاعرُ يجوبُ ذرا المعاني، كصيادٍ ماهرٍ مهمته اقتناص الفكرة الوضاءة، وخلق المتعة والجمال وبياضه حتى لو كانت في كومة عتم، لينتهى مطاف (معنى على التل) بتلويحةِ وداعِ صديقٍ خصّه الشاعر بختام خطبة الجمال.. في أيقونة هدهد البحيرة، لنجد انفسنا أمام حالة من استنباط جمال الحزن بذكر معان ترفل بمناقب الفقيد الجميل في رفقة الصديق والريح والنهر والنوارس ومداعبة صدر الكنايات في الشارع العام حيث:

“يسير الفرات إلى حزنه

في البعيد؛

ليجمع شمل الحزين

تقيم اليمامة في الصمت

بعد قليل

يقول الفرات قصيدته

انتظروا

وعند نهاية هذا الملتقى يتوقف المعنى على التلال منتظرين حلول فجر القصائد وتراتيل المعاني والتحية.

*******

ص12

 

سلامات

 

تعرض رفيق الدرب والنضال الدكتور العزيز قاسم صالح، الكاتب وأستاذ علم النفس الاجتماعي، الى وعكة صحية اجبرته على الرقود في المشفى، امنيات له بالشفاء العاجل والصحة التامة، ومواصلة عطائه.

*********

توجيه باستذكار الجواهري

 

بغداد – وكالات

وجهت الأمانة العامة لمجلس الوزراء، الاثنين الماضي، باستذكار رحيل الشاعر الكبير محمد مهدي الجواهري.

وقالت الأمانة في بيان صحفي نشرته وكالات أنباء، ان “على الوزارات والجهات غير المرتبطة بوزارة والمحافظات كافة، إحياء الذكرى السنوية الخامسة والعشرين لرحيل الرمز الوطني، شاعر العراق والعرب، محمد مهدي الجواهري”، موضحة أن الاستذكار يكون من خلال وضع البيت الشعري “أنا العِراقُ لساني قلبهُ ودمي/ فراتُهُ وكياني منهُ أشطارُ” في أعلى كتب المخاطبات الرسمية.

ونوهت الأمانة إلى ان هذا التوجيه ينفذ اعتبارا من 24 تموز الجاري ويستمر حتى يوم 28 من الشهر ذاته.

*******

شباب نينوى يطلقون حملة

لإعادة ألق غابات الموصل

الموصل ـ طريق الشعب

التهمت النيران قبل أيام، مساحات واسعة من غابات الموصل، مدمرة معالمها الطبيعية وتنوعها الاحيائي، لكن سرعان ما انتفض شباب الموصل، لتنظيم حملة واسعة لاحياء الغابات، وإعادة القاها السابق.

وقال الناشط محمد مسعود ـ احد منظمي الحملة: ان “المساحة المحروقة من غابات الموصل، لذا اطلقت حملة لجمع التبرعات من قبل ناشطين ومدونين وفرق تطوعية”.

واضاف مسعود في حديث خصّ به “طريق الشعب”، انهم تمكنوا “من جمع بحدود 3000 شجرة، وتواصلنا مع البلدية بهدف زراعة هذه الاشجار في موسم الزراعة”.

وقبل ذلك لا بد من قلع الاشجار المحترقة في الغابة واخراجها، ولدى منظمي الحملة استعداد لذلك، بحسب مسعود.

وشكل منظمو الحملة فرقا تطوعية تتولى جمع التبرعات من الناس في مناطق الموصل، وقد جرى فتح صندوق ذلك في مؤسسة ملتقى الكتاب.

*******

معاً لبناء بيت الحزب.. بيت الشعب

 

دعماً للحملة الوطنية لبناء مقر الحزب الشيوعي العراقي، تبرع الرفاق والأصدقاء:

- الرفيق خالد غني (ابولينا) (1000) دولار.

- الصديق حمدان كطان مران (ابورجاء) مليون دينار.

الشكر والتقدير للرفاق والأصدقاء على دعمهم واسنادهم حملة الحزب لبناء مقره المركزي في بغداد.

معاً حتى يكتمل بناء بيت الشيوعيين.. بيت العراقيين.

*******

في الثورة

ندوة حول زواج القاصرات وتداعياته

 

بغداد – محمد قاسم

عقد “منتدى الأم والطفل” التابع إلى اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في مدينة الثورة (الصدر)، بالتنسيق مع رابطة المرأة العراقية، الاثنين الماضي، ندوة حول “زواج القاصرات وتداعياته”.

وخلال الندوة التي حضرها جمع من النساء والفتيات من بنات المدينة، قدمت سكرتيرة رابطة المرأة شميران مروكل، نبذة عن زواج القاصرات وتداعياته النفسية والصحية والاجتماعية على الزوجة، مشيرة إلى أن هذه الظاهرة منتشرة على مستوى الوطن العربي وليس في العراق فقط.

وتحدثت السيدة شميران عن أسباب زواج القاصرات، ومنها الفقر والجهل، فضلا عن العادات والتقاليد التي تسمح بهذا النوع من الزواج وتفرضه، منبهة إلى عواقب هذه الظاهرة وخطورتها.

 وتخللت الندوة مداخلات قدمها عدد من النساء الحاضرات، وسردن فيها قصصا حقيقية عن فتيات قاصرات تزوجن وانتهى زواجهن بالفشل وتدهور حالهن من الناحيتين الصحية والنفسية.

 

******

أول ايلول.. موعد إعادة افتتاح نصب الحرية

بغداد – وكالات

حددت وزارة الثقافة والسياحة والآثار الأول من أيلول المقبل “موعدا مفترضا” لإعادة افتتاح نصب الحرية وحديقة الأمة، بعد إنجاز عمليات الترميم التي تجري عليهما في الوقت الحاضر. فيما كشفت عن عزمها على تأهيل نصب النسور في جانب الكرخ من العاصمة.

وقال مدير عام دائرة الفنون العامة في الوزارة، وعضو الفريق المشرف على النصب الفنية والساحات في بغداد، فاخر محمد حسن، ان “نصب الحرية لن يتم إنزاله إلى الأرض وسيتم ترميمه في موقعه”، لافتاً في حديث صحفي إلى أن “البرونز في النصب سليم ولا يواجه أية مشكلات، وهناك ضرورة لترميم الحائط الحجري الذي تأثر بالانفجارات والحرارة والبرودة والاتربة والامطار، ما أدى إلى خلع وسقوط حوالي 14 إلى 15 قطعة منه”.

وأضاف قائلا أن “العمل بدأ قبل ثلاثة أسابيع، ويفترض أن يفتتح النصب مجدداً في الأول من أيلول المقبل”، موضحا أن “البرونز سينظف بمادة مؤكسدة وستجرى عليه عملية تلميع بسيط لإرجاعه إلى لونه الأصلي”.

وبالنسبة لحديقة الأمة، ذكر مدير عام الفنون أنه تمت المباشرة بعملية تطويرها، وستتضمن إنشاء بحيرة صغيرة، فضلا عن قاعدة يوضع عليها “نصب الأمومة” الموجود في الحديقة بعد إعادة ترميمه، موضحا أن “النصب سوف لن يتم إجراء أي تغيير فيه باستثناء الحجر، الذي سيكون أفضل مما كان عليه سابقا”.

وأشار إلى أن نسبة إنجاز العمل حاليا بلغت بين 35 و40 في المائة، على أن يتم كل شيء خلال شهرين ونصف الشهر، بإشراف مباشر من رئيس الوزراء، وتمويل رئاسة الوزراء ورابطة المصارف العراقية.

كما نوّه إلى أنه سيباشر بإعادة ترميم نصب النسور، الذي كان قد تعرض الى بعض الأضرار.

**********

أديل: غزو العراق ألهمني أغنيتي الأولى

 

لندن – وكالات

قالت المطربة البريطانية أديل انها عاشت تجربة “عميقة” خلال الاحتجاجات ضد غزو العراق عام 2003، ألهمتها كتابة أغنيتها الأولى وهي في الـ16 من عمرها.

وفي لقاء مع إذاعة “بي بي سي” الرابعة، تطرقت أديل (34 عاماً) إلى ظروف كتابتها أغنيتها الأولى “Hometown Glory”، مبينة أنه “في ذلك الوقت كنت مع صديقتي أوليفيا وأمي في الشقة في ويست نوروود، وكنا ننوي الذهاب في اليوم التالي إلى المسيرة ضد غزو العراق”.

وتابعت قائلة: “كنا نكتب الشعارات، وشعرت بالقوة حينها. كنت أنا وأوليفيا في سن 15 و16 عاماً، وذهبنا إلى المسيرة وأذهلني الجميع. كنت حقاً مستمتعة بكل شيء”، مشيرة إلى أنه “في تلك الليلة، عندما عدنا إلى المنزل، كتبت الأغنية. كانت التجربة عميقة للغاية، وكنت فخورة جداً بالسير في الشوارع مع مليون شخص آخر”.

معلوم انه في شباط 2003 نزل قرابة مليون شخص إلى شوارع لندن، للاحتجاج على غزو  العراق الذي كان يجري التحضير له ونفذ فعلا بعد ذلك بحوالي شهرين. واعتبرت التظاهرة حينها أكبر تظاهرة سياسية في تاريخ المدينة.

*-***********

طفلة عراقية تحرز المركز الأول في بطولة عربية للروبوت

 

بغداد – وكالات

تمكنت الطفلة العراقية سرى أبا ذر، الاثنين الماضي، من الفوز بالمركز الأول في البطولة العربية للروبوت والذكاء الاصطناعي التي أقيمت في مصر، وذلك في أول مشاركة عراقية في هذه البطولة منذ انطلاقها عام 2008.

وشاركت سرى، وهي من النجف، في البطولة بعدد من الابتكارات العلمية، وتمكنت من إحراز اللقب بعد منافسة مع متسابقين من دول عربية متمرسة في مجال الروبوت، كالإمارات.

وتعد هذه البطولة الأقوى من نوعها عربيا في مجال الروبوت، وتشارك فيها فرق طلابية من المرحلة العمرية 6 سنوات حتى نهاية المرحلة الجامعية.

كذلك تشارك فيها نخبة من المؤسسات التعليمية التي تهتم بعلوم الروبوت، وتستضيف ما يزيد على 1500 طالب مشارك من 16 دولة عربية، ونحو 100 حكم معتمد من الجمعية العربية للروبوت.

*********

على قاعة شيوعيي البصرة

«جيكور» يحتفي بالشاعرة المغتربة وئام السوادي

البصرة - صلاح العمران

 

احتفى “ملتقى جيكور” الثقافي في البصرة بالتعاون مع “دار الأدب البصري” للطباعة والنشر، أخيرا، بالشاعرة المغتربة المقيمة في هولندا وئام السوادي، التي تحدثت عن تجربتها الشعرية وقرأت مختارات من نصوصها بحضور جمهور من المثقفين والأدباء ومتذوقي الشعر.

أدار الجلسة التي احتضنتها “قاعة الشهيد هندال” في مقر اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في البصرة، الشاعر والإعلامي عبد السادة البصري، الذي رحب بالمحتفى بها وقدم نبذة عن سيرتيها الذاتية والأدبية.

والشاعرة وئام بصرية الأصل تربطها صلة قرابة بالشهيد هندال جادر، وهي حاصلة على البكالوريوس في الإدارة والاقتصاد في جامعة البصرة. كما انها ممثلة عن الاتحاد الدولي للمثقفين العرب في هولندا، وعضو في “مؤسسة الخضراء” للثقافة والابداع التونسية، وعضو في مجلس إدارة حزب العمال الديمقراطي الاجتماعي الاشتراكي الهولندي.

وبعد أن تحدثت المحتفى بها عن تجربتها الشعرية وقرأت باقة من قصائدها باللغة الهولندية مع ترجمتها بالعربية، قدم عدد من الحاضرين مداخلات عن أسلوبها الشعري، وهم كل من الكاتب باسم محمد حسين، الشاعر حبيب السامر ود. هاشم الموسوي.

كذلك تم عرض فيلم وثائقي عن نشاطات الشاعرة الثقافية في أماكن مختلفة من العالم.

وفي الختام، قدم مدير “دار الأدب البصري” زكي الديراوي، هدية تذكارية للشاعرة وئام السوادي.

 

******