اخر الاخبار

الصفحة الأولى

محافظ الموصل: إعادة الإعمار تتطلب عشرات السنين.. الشيوعي العراقي: ضرورة محاسبة المتورطين بالسقوط

بغداد ـ طريق الشعب

يستذكر العراقيون في العاشر من حزيران من كل عام، ذكرى سقوط مدينة الموصل، وما تبعه من إخفاقات أمنية، ادت الى ضياع ثلث العراق بيد تنظيم داعش الارهابي.

ويقول متحدثون ان المسبب الرئيسي لهذه الخسائر لا يزال طلق اليد، متهمين القوى السياسية المتنفذة بمكافأة الفاسدين الذين تسببوا بسقوط الموصل.

وضعها افضل الآن

واكد الرفيق فلاح القس، عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، ضرورة عدم تجاهل فكرة محاسبة من تسبب بسقوط الموصل، مهما كانت صفته السياسية او الامنية، مبيناً ان هذا الملف لا يحظى بحماسة الأطراف السياسية المتنفذة.

وبيّن أهمية فتح هذا الملف ليقول القضاء كلمته بحق المتسببين.

وأكد القس في تصريح لـ »طريق الشعب»، ان وضع الموصل افضل الان، لكن اعادة اعمارها لا تزال تسير بصورة بطيئة على الرغم من الانجازات المهمة التي تحققت.

ولفت الرفيق الى وجود مشاكل أخرى يعيشها الموطن في المدينة «متمثلة في بسط يد قوى مسلحة غير قانونية على الكثير من مفاصل المدينة، ولا يزال الخلاف بين المتنفذين حول تقاسم الحصص في المدينة وأطرافها».

الحقيقة تتطلب الشجاعة

وقال رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي في تغريدة له، أن «الحقيقة تتطلب الشجاعة، لكي يتم المضي في حفظ العراق وترميم جراحه».

وأضاف «نستذكر ولا ننسى ما جرى في الموصل وسبايكر قبل 8 سنوات، ولنا فيه عبرة ودروس حتى لا تتكرر أخطاء الماضي».

وأكد نائب رئيس مجلس النواب شاخوان عبدالله، في بيان صحفي، أن «أكثر المتهمين ما زالوا طلقاء دون حساب أو قصاص، وسنعمل على تفعيل توصيات اللجنة النيابية التحقيقية التي تشكلت عام 2014 بعد أحداث الموصل، وهذا الملف ما زال قائماً ولم يغلق».

إعادة البناء

من جانبه، قال محافظ نينوى نجم الجبوري في تصريح صحفي، ان «حجم الدمار الذي تعرضت له نينوى خلال اجتياح التنظيم كبير جدا»، مبيناً أن «إعادة إعمار نينوى تتطلب عشرات السنين، بالإضافة إلى أنها تحتاج من 15 إلى 30 مليار دولار، وذلك بحسب الخبراء».

وأشار المحافظ إلى أن نينوى شهدت ثورة عمرانية عبر إعادة جميع الجسور المدمرة باستثناء اثنين، مؤكدا السعي لإنجازهما قبل نهاية العام الجاري.

تضحيات كبيرة

ويقول استاذ العلاقات الدولية في جامعة الموصل د. طارق القصار، ان «التضحيات التي دفعت من اجل تحرير المدينة غير قليلة».

 ويضيف القصار «مع ذلك لم تشهد المدينة أي مساعٍ حقيقية لإعادة الحياة لها، وان كل الذي جرى هو نشاطات فقيرة لتعبيد بعض الطرق».

واكد القصار في حديثه لـ»طريق الشعب»، حاجة المواطنين الى إعادة تأهيل مناطقهم، كون اثار الحرب ما زالت موجودة.   وتطرق الى الملفات العالقة ومنها ملف المغيبين على يد عصابات داعش الإرهابي والمقابر الجماعية التي لم تفتح حتى الان، فضلا عن ملف التعويضات الذي ما زال يراوح في مكانه، بحسب قوله.  وتابع ان «المدينة تعاني من تحديات كبيرة على مستوى الخدمات، وهي بحاجة الى تدخل مباشر من الحكومة الاتحادية».

 واختتم قوله بأنه «على الرغم من الزيارات المتعددة لكبار المسؤولين الا ان جميع ما ينطقون به هو مجرد وعود لا اكثر، وجميع الازمات التي تعانيها مدينة الموصل ما زالت على وضعها، دون معالجة حقيقية».

***************

رائد فهمي: انتعاش السوق النفطية .. لا يدوم.. والعراقيون ينتظرون الكثير.

ضرورة توظيف الجزء الاعظم من الوفرة المالية، وتوجيه انفاقها نحو الأولويات التنموية الاقتصادية والاجتماعية. وهذا يعني بالملموس تنفيذ الخطط والبرامج والمشاريع التي تضيف إلى القدرات الانتاجية للبلد، وتخلق فرص عمل حقيقية في القطاعين العام والخاص، من شأنها امتصاص البطالة بشكل عام، وبطالة الشباب بصورة خاصة. والمقصود بفرص عمل حقيقية: أعمال تنتج وتخلق قيمة مضافة تزيد من الثروة الوطنية وليس وظائف وأعمالا ذات طابع توزيعي واجتماعي فقط.

ولا شك في أن استكمال مشاريع البنى التحتية وصيانة وتحديث القائمة منها، يندرج ضمن الأولويات. وهذا يشمل أيضا مشاريع البنى التحتية الاجتماعية الخاصة بقطاعي التعليم والصحة إلى جانب معالجة مشكلة السكن بالنسبة للفئات والشرائح الاجتماعية عديمة الدخل، أو ذات الدخل الواطئ أو الضعيف.

وتشمل هذه الفئات، اضافة إلى سكنة العشوائيات، الفئات ذات الدخل المحدود، غير القادرة على تملك او حتى تأجير الوحدات السكنية في المجمعات التي يقوم بإنشائها المستثمرون والمطورون من القطاع الخاص، خصوصا انها باتت تخضع للمضاربة التي تضاعف من أسعارها.

ولا يمكن توقع نهوض جدي للقطاعات الانتاجية، الصناعية والزراعية وغيرها من دون توفير الكهرباء ومصادر الطاقة الاخرى وفي هذا الشأن، لم يعد موضع شك أو جدل، أن مشكلة الكهرباء أكبر وأعقد من أن تعزى إلى شح التخصيصات واعتبارات فنية وإدارية وحسب.

فالكهرباء تعتبر عقدة رئيسية لها آثار مباشرة كبيرة على الحياة الاقتصادية والاجتماعية وعلى الاوضاع المعيشية للمواطنين وعلى تمكين العراق من امتلاك مقومات استقلالية قراره السياسي والاقتصادي ومن عدم خضوعه إلى ضغوطات أو تقلبات القوى الخارجية. لذا فإن معالجة أزمة الكهرباء ليست شأنا خاصا بوزارة معينة، وانما هي مسؤولية الدولة بمفاصلها وأجهزتها المختلفة التي يجب أن تعمل بصورة متناسقة ومتكاملة ووفق خطط موحدة مركزية. وهي عناصر لا تزال غير متوفرة، والا كيف نفهم عدم التناغم بين زيادة القدرات التوليدية من دون تأمين انتظام تجهيزها بالوقود، بسبب تلكؤ مشاريع انتاج الغاز وتعثر تمويل استيراده، فضلا عن الفشل في تنفيذ مشاريع إنشاء المصافي، ما كرس اعتماد العراق على الخارج بصورة تستنزف اموالا كبيرة وتضعف من قدرة العراق على تأمين استقرار أسواقه والتجهيز بأسعار مناسبة.

إن اوضاع السوق النفطية الحالية لا تمثل حالة مستدامة، لذا لا يجوز التفريط أو سوء استخدام الفرص التي تتيحها هذه الوفرة المؤقتة، وثمة قلق مشروع يساور عموم العراقيين بهذا الشأن بسبب استمرار الصراعات السياسية البعيدة عن هموم الوطن والمواطن واستشراء الفساد على نطاق واسع، مع ترحيبنا بالخطوات والاجراءات التي تتخذها هيئة النزاهة والأجهزة الرقابية الاخرى في الكشف عن حالات فساد كبيرة ومحاسبة المسؤولين والمتورطين فيها على اختلاف مواقعهم ومناصبهم، لكننا ندرك أيضا أن ثمة عوامل منتجة للفساد يجب التصدي لها بحزم وجدية، سواء على صعيد تفكيك منظومات الفساد في أجهزة الدولة والقضاء عليها، ومراجعة النظم والآليات الإدارية وإدخال الحوكمة الإلكترونية وتوفير التخصيصات والمتابعة الدقيقة لمشاريعها، لا سيما في دوائر الضريبة والتسجيل العقاري والتقاعد والمنافذ الحدودية والكمارك.

من صفحة الرفيق رائد فهمي في فيسبوك

*******************

عجز سياسي في انتظار الحلول

بغداد ـ طريق الشعب

يزداد المشهد السياسي قتامةً بعد التأكد للجميع عجز القوى البرلمانية المتنفذة عن عقد جلسة انتخاب رئيس الجمهورية.

ومع عدم إمكانية الوصول الى حلول ترضي الأطراف المتصارعة، يرى عدد من المعنيين ان الحل الأمثل هو الاتجاه صوب حل البرلمان والدعوة الى انتخابات مبكرة.

صراعات ضيّقة

ويقول عضو مجلس النواب سجاد سالم لـ”طريق الشعب”، ان “ما يجري اليوم بين الكتل المتنفذة ما هو الا صراعات ضيّقة على المصالح الفئوية”، مشيرا الى ان “النواب المستقلين، يريدون الذهاب باتجاه تشكيل حكومة أغلبية سياسية”.

ويضيف ان “الكتل المتنفذة والمتزمتة بآرائها فشلت في إدارة البلاد على مدار السنوات الماضية”، معتقدا ان “إعطاءهم فرصة جديدة لإدارة البلاد يعني انهيار النظام السياسي”.

ويرى سالم أنّ التزمت في المواقف بين الكتل السياسية المتنفذة “ما هو إلا لتحقيق مصالح فئوية، بعيدا عن مصلحة الشعب”.

خطوة نحو حل مجلس النواب

وعن دعوة السيد مقتدى الصدر لأعضاء الكتلة الصدرية بكتابة استقالاتهم استعدادا لتقديمها الى رئاسة البرلمان عند الحاجة، يؤكد المحلل السياسي حسين الفيلي لـ”طريق الشعب”، أن “الدعوة تحمل شقين الأول هو للضغط على النواب الذين فشلوا في أداء مهامهم. والثاني هو الخطوة الأولى في اتجاه حل مجلس النواب”.

ويُشير الفيلي الى ان “انتهاك الدستور ما هو الا دليل واضح على هدف هذه الصراعات في تحقيق مصالح فئوية”، مشددا على ضرورة حل البرلمان والذهاب في اتجاه تنظيم انتخابات مبكرة.

ويضيف أن “القوى السياسية المتنفذة اثبتت عدم حرصها على تمثيل الشارع العراقي والتعبير عن تطلعاتها رغم المعاناة المستمرة للناس منذ عقود”.

تقديم التنازلات

ويعتقد المحلل السياسي والصحفي حمزة مصطفى ان “تهديدات الصدر من الممكن ان تؤدي الى تقديم الأطراف الأخرى بعض التنازلات”، مشددا على ضرورة تجاوز الازمة السياسية بحلول قانونية.

ويضيف مصطفى في حديث لـ”طريق الشعب”، ان “استمرار حكومة تصريف الاعمال في أداء عملها، ومضي مجلس النواب بتشريع قوانين طارئة، والتأخر في إقرار الموازنة وعدم قدرة مجلس النواب على ممارسة مهامه الرقابية، ما هي لا مؤشرات على تعزيز الفساد”. وعن الحلول للخروج من الازمة الحالية في حال استمرار الوضع على ما هو عليه، فإن “الحاجة تقتضي الذهاب نحو الانتخابات المبكرة، وخلاف ذلك سوف يحدث ما لا تحمد عقباه”، وفقا لمصطفى.

قناعة بحل البرلمان

ومن خلال متابعة ردود فعل الكتل السياسية، فيبدو انها على قناعة تامة بان طريق انفراج الازمة يمر عبر بوابة حل البرلمان، والاتجاه صوب الانتخابات المبكرة،

وهذا ما أكده النائب عن ائتلاف دولة القانون محمد الصيهود في تصريح صحفي، بالقول: إن حل البرلمان والانتخابات المبكرة ربما تكون الحل الوحيد للازمة السياسية في العراق.

****************

راصد الطريق.. الحرائق ..عُرفت العلّة وبقي العلاج!

ارتفع عديد الحرائق في الأيام الماضية، لتسجل بمجملها خسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات.

مديرية الدفاع المدني تعزو اسباب تزايد حوادث اندلاع النار الى ارتفاع درجات الحرارة، وكثرة التجاوزات على المنظومة الكهربائية، والى استخدام مواد سريعة الاشتعال في عمليات البناء. وهي تحذر من امكانية ارتفاع الحوادث خلال الاشهر الثلاثة المقبلة، وتتحدث عن معاناة رجال الاطفاء والمسعفين، وصعوبة وصولهم الى مواقع الحرائق بسبب البناء العشوائي.

ويبدو ان الاجراءات المتخذة بحق المخالفين لا تؤتي ثمارها، كونها حسبما تقول  المديرية غير رادعة، الأمر الذي يتطلب تعديل قانون الدفاع المدني وجعله رادعاً لمن يخالفون تعليمات السلامة من الحرائق.

وان الاسباب المعلنة تفرض العمل الفوري على وضع حد للاستهتار بحياة المواطنين، وبالممتلكات المادية والخسائر الفادحة فيها. كما تؤكد ضرورة تشديد الجهات المعنية على تطبيق المواصفات المطلوبة، عند تشييد المشاريع.

ومن الضروري كذلك ان تكف الجهات المعنية عن منح اجازات البناء في حال لم تتوفر الشروط اللازمة، وان تبدأ على الفور اصدار العقوبات بحق المخالفين.

 فهذا كما يبدو ما لا يحدث دائما في الواقع.

**************

الصفحة الثانية

نائب: ذي قار تعيش وضعا مأساويا

بغداد – طريق الشعب

أكد عضو مجلس النواب داخل راضي، يوم امس، أن محافظة ذي قار تشهد وضعاً خدمياً سيئاً، وسط خلافات بين الحكومتين المحلية والاتحادية.

وقال راضي في تصريح صحفي، إن “المدارس الطينية ما تزال موجودة في المحافظة، ونحن في العام 2022، إضافة إلى أن بعض الطلبة يقطعون مسافات تقدر بـ 6 كيلومترات للوصول إلى المدارس”.

وأضاف أن “مؤسسات المحافظة تشهد فساداً وعدم وجود رقابة، وكذلك هناك ضعف في التخصيصات المالية”، مبيناً أن “الفساد ضرب حتى المراكز الصحية التي أنشأت من الكرفانات، ما تسبب باغلاقها، حيث بات سكان الأقضية والنواحي يضطرون الى قطع مسافات كبيرة من أجل الوصول إلى أقرب مركز صحي”.

********************************

اضاءة.. اية انتخابات مطلوبة!

محمد عبد الرحمن

اخذ موضوع الانتخابات المبكرة باعتبارها امكانية لتأمين مخرج دستوري سلمي من المأزق السياسي الراهن في البلاد، يجنبها والمواطنين تداعيات الأزمة القائمة وعجز القوى الفائزة وتلك التي لم يعد لها تمثيل مؤثر، عن إيجاد حلول لحالة الانسداد السياسي.. أخذ الآن يشغل حيزا عند كتل وقوى وأحزاب سياسية عدة، ويتمتع بصدى يتسع بين الناس وفي الاعلام.

ولا شك في ان القوى الممثلة حاليا في البرلمان قد تكون دوافعها او عدد منها بشأن الانتخابات المبكرة،  مختلفة عما تفكر به وتتطلع  اليه قوى أخرى، تعيش مع المواطنين وتتلمس معاناتهم، التي يضاعفها عدم استكمال الاستحقاقات الدستورية المطلوبة، أي انتخاب رئيس الجمهورية والمضي نحو تشكيل الحكومة الجديدة التي ينتظرها الكثير من المهام والتحديات، وفي المقدمة استعادة هيبة الدولة وتحقيق الامن والاستقرار وصيانة وحفظ السيادة واستقلال البلاد، ووقف  التدخلات الخارجية في شؤونها، ومنها الغزو التركي المتكرر والمستمر لاراضي الوطن ولمدن وقرى الإقليم، كذلك وضع حد  لهجمات الطائرات المسيرة وملاحقة من يقف وراءها.

فمن الصعب الحديث عن التقدم والازدهار واستثمار وفرض إرادة القانون عندما تكون سيادة البلد مستباحة  ومنتهكة، وهيبة الدولة يجري تمريغها بالوحل يوميا، ولا حول ولا قوة لمؤسسات الدولة الأمنية والعسكرية امام انفلات السلاح، فأمان  الوطن والمواطن لا ينفصلان.

ومن المؤكد ان المواطن يتنظر من الحكومة الجديدة قضايا أخرى لها علاقة بالموازنة، وبتنشيط حركة البناء والاعمار وتوفير الغذاء والدواء، واستثمار الموارد المالية الآخذة بالنمو بسبب ارتفاع أسعار النفط لا غير، فليس في ذلك أي جهد للحكومة وللكتل المتنفذة، في مشاريع استثمارية توفر فرص عمل وتخفف من جوع الناس وضنك العيش.

كل هذا متوقف ومعطل، بانتظار “التوافق “الذي بدا طريقه غير سلس هذه المرة. وهذا في نهاية المطاف ليس بعيدا عن ارتدادات انتفاضة تشرين، والتغير النسبي الحاصل في تمثيل القوى المتنفذة في مجلس النواب، ودخول عدد من النواب المستقلين الوطنيين اليه، وكون “التوافق” او “المحاصصة المكوناتية “مرفوضا وغير مقبول شعبيا، وهو في الذاكرة الجمعية رديف للفساد والسلاح المنفلت وسوء الخدمات واستباحة أراضي الوطن والتخلف على مختلف الصعد. وان المحاصصة  بدورها حمت الفاسدين والفاشلين، وفي رعايتها نمت” العتاوي “عَلى حساب جوع ومرض وفقر وبؤس غالبية المواطنين الساحقة.

وبغض النظر عن مواقف هذا الطرف او ذاك فان المحصلة تقول ان القوى المتنفذة المتحكمة والماسكة بالقرار، هي المسؤولة عن الحالة الراهنة، بل المسؤولة عن الازمة بمجملها، سابقا وحاضرا.

 لذا فان الانتخابات القادمة لابد ان تسهم في  الخروج من هذه الحلقة، وكسر احتكار السلطة والقرار، وان تشكل اسهامة فعلية في تغيير موازين القوى لصالح مشروع بديل آخر، يقطع الطريق على حالة الشلل الراهنة ويحول دون الانزلاق الى الفوضى،  ويفتح افاقا جديدة واعدة.

وتحتاج الانتخابات المطلوبة على وفق هذه المواصفات الى سياقات وآليات عمل، تختلف تماما عن تلك التي سبقتها، وتنبع أساسا من قناعة راسخة عميقة بإمكانية التغيير عبر هذا الطريق، على ان يتزامن هذا ليس بالقول، بل بالفعل والعمل البناء المتراكم،  لتنمية قدرات الضغط الشعبي والجماهيري السلمي، المتواصل والمتصاعد.

ومن الواجب ان تكون الانتخابات المبكرة والحراك الشعبي والجماهيري حلقات مترابطة  لدحر منظومة المحاصصة والفساد والسلاح المنفلت، ووضع البلد على طريق التغيير الشامل المرتجى والمؤمل والمنتظر.          

*******************************

الديوانية تطالب بإقالة المحافظ وتعيين بديل كفوء.. أصحاب العقود غاضبون من الوعود الكاذبة

بغداد ـ طريق الشعب

رغم اقرار قانون الامن الغذائي، تتواصل الاحتجاجات الشعبية في مختلف المحافظات، احتجاجا على الوعود الكاذبة التي أطلقها اعضاء مجلس النواب بشأن تثبيت اصحاب العقود، فيما استمرت التظاهرات المطالبة بتوفير الخدمات واقالة المسؤولين.

الديوانية

وفي محافظة الديوانية، تظاهر المئات من المواطنين، مطالبين بإقالة المحافظ زهير الشعلان، احتجاجا على تفشي الفساد وتردي الخدمات.

وقال مراسل “طريق الشعب”، ان “المئات من الاهالي خرجوا في تظاهرات جابت شوارع مدينة الديوانية، للمطالبة بإقالة المحافظ زهير الشعلان، احتجاجا على استشراء الفساد وسوء الخدمات”، منوها الى ان “المتظاهرين طالبوا بتعيين شخصية كفوءة ونزيهة لإدارة المحافظة، بعيدا عن منهج المحاصصة”.

البصرة

فيما أقدم العشرات من اصحاب العقود في الشركات النفطية بمحافظة البصرة، الطريق الدولي احتجاجا على عدم تلبية مطالبهم المتعلقة بتثبيتهم على الملاك الدائم.

وقال مراسل “طريق الشعب”، ان “اصحاب العقود نظموا تظاهرة احتجاجية انطلقت من مركز المحافظة وانتقلت صوب الطريق الدولي الرابط بين العاصمة بغداد ومحافظات الفرات الأوسط والجنوب باتجاه البصرة (طريق الاربعين كيلو)، احتجاجا على عدم ايفاء اعضاء مجلس النواب عن المحافظة بالوعود التي قطعوها لهم بتضمين حقوقهم في قانون الامن الغذائي”.

ذي قار

واغلق العشرات من اصحاب العقود شركة نفط ذي قار، احتجاجا على عدم تثبيتهم على الملاك الدائم رغم استيفائهم للشروط.

وذكر مراسل “طريق الشعب”، ان “اعضاء مجلس النواب أطلقوا الوعود بتضمين تثبيت اصحاب العقود في قانون الامن الغذائي، لكن هذه الوعود لم تنفذ”، مشيرا الى “تنظيم العشرات منهم وقفة احتجاجية أمام فرع شركة خطوط الأنابيب النفطية للمطالبة باستثنائهم من فقرات قانون الدعم الطارئ للأمن الغذائي”.

وأغلق العشرات من اصحاب العقود في دوائر الكهرباء محطات الانتاج في تصعيد احتجاجي على عدم تضمين قرار تثبيتهم ضمن قانون الأمن الغذائي.

وأعلن أصحاب العقود في بيان طالعته “طريق الشعب”، اغلاق جميع محطات الإنتاج، بسبب ما وصفه خذلان مجلس النواب لهم.

ودعت تنسيقية أصحاب العقود الى تظاهرات، اليوم الاحد، امام مبنى محافظة ذي قار، للمطالبة بتثبيت اصحاب العقود ممن مضى على خدمتهم اكثر من عامين.

المثنى

ونظم مهندسون عاملون بصفة عقود في فرع غاز المثنى التابع لوزارة النفط وقفة احتجاجية، بسبب عدم تثبيتهم على الملاك الدائم ضمن فقرات قانون الدعم الطارئ، على الرغم من امتلاكهم خدمة تتجاوز السنتين.

وبيّن المتظاهرون أن عددهم في فروع شركات الوزارة في المثنى يصل إلى 200 مهندس، مشيرين إلى ان شركاتهم تعتبر من الشركات الرابحة التي أعلنت وزارة المالية شمولهم بالتثبيت.

ودعا المتظاهرون الى إعادة النظر في الفقرات الخاصة بتثبيت العقود وتضمينها في ذلك القانون، مراعاة لظروفهم الإنسانية واستحقاقهم الإداري.

ميسان وبابل

الى ذلك، نظم العشرات من أهالي منطقة البتيرة غرب مدينة العمارة، تظاهرة قرب طريق عمارة – فجر، احتجاجا على تردي التيار الكهربائي وازدياد ساعات انقطاع الكهرباء عن منطقتهم.

واشار المتظاهرون الى إنهم يسكنون في قرى ريفية ويعتمدون على الكهرباء لسد حاجاتهم من نقل المياه عبر المضخات المنزلية التي تعمل بالكهرباء وكذلك ارتفاع درجات الحرارة، تزامنا مع ازدياد ساعات الإطفاء التي تصل إلى أكثر من 10 ساعات في اليوم الواحد، وهذا غير مبرر وغير منطقي.

من جهتهم، اغلق العشرات من المواطنين في محافظة بابل، طريق باب الحسين قرب مديرية كهرباء الحلة، احتجاجا على زيادة ساعات القطع المبرمج للكهرباء.

بغداد وديالى

وتظاهر العشرات من المحتجين امام مبنى وزارة العلوم والتكنلوجيا في بغداد، مطالبين بتوسعة مقاعد الدراسة العليا.

وفي مقطع مصوّر طالعته “طريق الشعب”، وجه المتظاهرون عتبهم الى لجنة التعليم العالي البرلمانية لعدم التفاتها لمطالبهم، مشيرين الى “حدوث مصادمات مع القوات الأمنية المتواجدة في مكان الاحتجاجات، ما خلّف إصابات في صفوفهم”.

وفي ديالى، تظاهر العشرات من المفسوخة عقودهم من القوات الامنية، مطالبين بإرجاعهم للخدمة، استنادا لقانون الامن الغذائي.

*******************************

الاموال المصروفة تكفي لبناء مصافٍ حديثة.. المشتقات النفطية.. استيراد وتهريب!

بغداد ـ طريق الشعب

برغم وجود 14 مصفاة نفطية في العراق، منها ثلاث تحت الإنشاء، لم يبلغ مجموع الطاقة الإنتاجية من المشتقات النفطية سوى 1.336 مليون طن سنوياً، ما اضطرت البلاد الى زيادة إستيراداتها من هذه المشتقات، وفق ما ذكرته شركة سومو مؤخراً، بحيث بلغت قيمتها أكثر من 3.3 مليار دولار خلال العام 2021، بزيادة قدرها 0.7 مليار دولار عن العام 2020.

وشملت هذه الإستيرادات 1.74 مليون طن من زيت الغاز بقيمة 657.442 مليون دولار، و3.457 طن من البنزين بقيمة 543.6 مليون دولار، و163 ألف طن من النفط الأبيض بقيمة 102.34 مليون دولار.

فساد وسوء تخطيط

وفي الوقت الذي يتوقع فيه الخبراء، ارتفاع حجم الإستيراد للمشتقات النفطية إلى مستويات عالية خلال السنوات الأربع المقبلة، يشيرون الى أن حجم الأموال التي صُرفت على استيراد المشتقات النفطية بعد عام 2003 كانت كافية لبناء العديد من المصافي الحديثة، ما يؤكد فشل حكومات المحاصصة في رسم سياسات إستراتيجية لحل المشكلة، فيما ينخر الفساد مؤسسات الإنتاج والتوزيع، ويعرقل أية أمكانية لجلب إستثمارات مناسبة لهذا الميدان.

وأكد النائب الأول لرئيس مجلس النواب، حاكم الزاملي، من جانبه، أن كميات المشتقات النفطية المهربة، تصل الى نصف حجم المُّصدر الفعلي من النفط، وهو ما يشكل هدراً مالياً لصالح مافيات وجهات نافذة، استعانت بشركات عالمية نفطية لمعاونتها. كما أعلن عن قيام جهات نافذة بتفجير أبراج الكهرباء، للحصول على عقود صيانتها وإعمارها في ما بعد.

وأكد عضو لجنة النفط والغاز النائب مهند الخزرجي، ان أزمة المشتقات النفطية في العراق ناتجة عن سوء الادارة والتخطيط الاستراتيجي والفساد المستشري في شركة توزيع المنتجات النفطية في المحافظات، محملاً وزارة النفط مسؤولية تهريب النفط في كركوك والمناطق الاخرى.

ويعد مراقبون مسألة تهريب 40 ألف طن يوميًا من النفط الاسود اي ما يعدل 280 ألف برميل يومياً، الى خارج البلاد، أحد أبرز ملفات الفساد، التي تسبب خسائر مالية كبيرة للدولة، نتيجة لفرق سعر البيع بين السوق المحلية والسوق العالمية. تلك الخسائر التي يقدرها خبراء الاقتصاد بحوالي مليار و700 مليون دولار سنوياً، تذهب لجيوب المتنفذين الفاسدين.

آمال حذرة

وكان مجلس النواب قد أدرج في قانون الأمن الغذائي والتنمية، الذي أقره أخيراً، انجاز مشاريع إستراتيجية منها ما يتعلق ببناء محطات عزل للغاز المصاحب للنفط لتجنب إحراق الغاز العراقي، بقيمة مليارات الدولارات في الهواء، وكذلك إنشاء مصافي نفط لوقف الهدر المالي الحالي جراء إستيراد المشتقات النفطية بمليارات الدولارات سنوياً.

ويأمل الناس أن تتمكن الحكومة من تطبيق هذه الوعود وأن لا تتسرب كغيرها الى عالم النسيان، وتُنهب المبالغ المخصصة لها، في نظام يُّعد من الأكثر فساداً في العالم.

**************************************

عائلة الرفيق فلاح كاظم الخواجة المحترمين

بألم وأسف تلقينا خبر وفاة الرفيق العزيز المهندس والخبير النفطي فلاح كاظم الخواجة، صباح أمس الجمعة.

لقد عرفنا الفقيد الراحل مناضلا مبدئيا ثابتا، وفيا لشعبه ووطنه، وقد عانى ما عانى من اجلهما وفي سبيل خلاصهما من النظام الدكتاتوري وآثامه.

وفي هذه المناسبة الحزينة نتوجه بالمواساة الحارة الى اسرته الكريمة، راجين لهم جميعا الصبر والسلوان.

وللعزيز الراحل عاطر الذكر على الدوام.

المكتب السياسي

للحزب الشيوعي العراقي

11/6/2022

******************************

الصفحة الثالثة

بعد فضيحة تسريب الأسئلة.. تبريرات التربية تواجه رفضا حكوميا وشعبيا

بغداد – طريق الشعب

أكد جهاز الأمني الوطني، أن التحقيقات التي أجريت بشأن فضيحة تسريب الأسئلة، أظهرت خللا جسيما في عمل وزارة التربية، في إشارة إلى أن المتورط الحقيقي ليس الحارس الذي تم الإعلان عنه، بل آخرين غيره.

ويأتي ذلك تعضيدا لكلام رئيس الوزراء الأخير، والذي أكد الأمر ذاته، فيما وصف مراقب للشأن التربوي ما جرى بأنه “أمر متكرر منذ فترة وهو مرتبط بالفساد والخلل في إدارة الوزارة عبر المحاصصة”.

تحقيقات غير مكتملة

واعترض جهاز الأمن الوطني، على إعلان وزير التربية نتائج التحقيق في قضية تسريب أسئلة امتحانية للصف الثالث المتوسط.

وذكر الجهاز في بيان له طالعته “طريق الشعب”، أن التحقيقات ما زالت مستمرة وقد أظهرت وجود خلل جسيم في عمل وزارة التربية.

وأضاف قائلا: أن “الجهاز اطلع على المؤتمر الصحفي لوزير التربية وتصريحاته حول التحقيقات بشأن تسريب الأسئلة الإمتحانية، ويؤكد ما يلي:  سبق لرئيس مجلس الوزراء أن كلف جهاز الأمن الوطني بالتحقيق من أجل الوصول إلى نتائج حاسمة وقانونية بشأن جريمة تسريب الأسئلة، لذا فان إعلان نتائج التحقيق هي من اختصاص القضاء والجهة التحقيقية حصرًا. وأن التحقيقات مازالت مستمرة، وقد توصلت إلى حقائق مهمة ستقدم أمام العدالة، ومن بينها ما نتج عن استجواب محتجزين وفق أوامر قضائية بينهم 3 أعضاء في اللجنة الامتحانية المسؤولة عن الأسئلة، ومسؤول الأمن عن المديرية التي حدث فيه التسريب، فضلاً عن آخرين نشروا الأسئلة الامتحانية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وتوصلت التحقيقات إلى وجود خلل جسيم في عمل وزارة التربية سمح بهذا التسريب من خلال حصول أحد المتهمين على 3 مفاتيح مختلفة للخزانة المحكمة أمنيا التي تحفظ فيها الأسئلة الامتحانية والتي من المفترض أن تكون بحوزة الموظفين المسؤولين والمخولين مجتمعين حصرا، بالإضافة إلى دلائل أخرى مازالت في طور التحقيق من بينها عطل كاميرات المراقبة في البناية”.

تصريح جديد للتربية

من جانبها، أكدت وزارة التربية، أن وزيرها علي الدليمي لم يشر خلال مؤتمره الصحفي الأخير إلى متورط واحد فقط في قضية تسريب الأسئلة، وهناك 4 آخرون.

وقال المتحدث باسم وزارة التربية حيدر فاروق في تصريح متلفز، إن “وزير التربية علي الدليمي لم يقل أن الحارس هو المتسبب الوحيد بعملية تسريب الأسئلة، بل هناك 5 أشخاص متورطون؛ 3 منهم أعضاء في اللجنة الامتحانية وأيضاً الحارس الأمني وشخص خارج مديرية الرصافة الثانية سربت له الأسئلة وباعها، ومن أخرج الأسئلة هو الحارس”.

وأضاف أن “ما أشار إليه الوزير هو نتائج التحقيقات الإدارية وهناك تحقيقات أمنية أيضاً وتم القبض على الأشخاص الخمسة من قبل الأجهزة الأمنية، والتربية تؤكد أن الرقم الذي أشارت إليه هو 5 وليس شخصاً واحداً”. وأكد أن “ما تكلم عنه الوزير بخصوص التحقيقات الإدارية جاء لأن الشارع العراقي ينتظر الكشف عن المتسببين وهناك امتحانات الأحد المقبل ويجب أن تتم طمأنة أهالي طلبة الثالث المتوسط وأيضاً طلبة السادس الإعدادي”.

وضمن ردود الفعل على تصريحات الوزير، أكدت عضو مجلس النواب سروة عبد الواحد، أن ما تحدث به وزير التربية عن قصة “الحارس”، ليس إلا ضحك على العقول.

وبينت عبدالواحد في تدوينة اطلعت عليها “طريق الشعب”، إن “ما قاله وزير التربية ضحك على العقول ولا يمكن تصديقه، فكيف يملك حارس بسيط كل هذه الإمكانية؟!”.

وأضافت، “لذلك ما زلت متمسكة بالكتاب الذي وجهته إلى الادعاء العام لفتح تحقيق مع كبار مسؤولي الوزارة، وإصراري على هذا الطلب لأنني واثقة منذ اللحظة الأولى أن اللجان ستسوّف التحقيقات وتبحث عن كبش فداء”.

ويأتي ذلك بعد أيام من إقرار رئيس الوزراء بوجود “خلل حقيقي” في وزارة التربية بشأن موضوع تسريب أسئلة الامتحانات الوزارية، معتبرا الأمر “معيب بحق البلد”.

ظاهرة معتادة

وفي السياق ذاته، أفاد الخبير التربوي كاظم الأسدي، بأن عملية تسريب الأسئلة في هذا العام هي ليست المرة الأولى، وإنما هي “ظاهرة باتت تتكرر كل عام”.

وأضاف الأسدي خلال حديثه مع “طريق الشعب”، أن أسباب هذه الظاهرة الخطرة تعود إلى “المحاصصة والفساد المهيمن على جميع مفاصل وزارة التربية، وان ما يجري هو نتيجة لهبوط المنظومة التعليمية بصورة عامة”، لافتا إلى أن “اتهام الوزارة لعامل بسيط بتهريب الأسئلة ما هو إلا باب آخر للفساد”.

وشدد الخبير التربوي على “وجود أشخاص أعلى منصبا من الحارس أو غيره، وهم في الوزارة ويرتكبون عمليات فساد وتهريب سنوي للأسئلة، مقابل مبالغ مالية ومنافع شخصية”.

وبخصوص الحلول، يشير الخبير إلى ضرورة “تخليص قطاع التربية من نظام المحاصصة وجعلها وزارة مستقلة يديرها الشخص المناسب، ومن ثم العمل على تجريدها من جميع عناصر الفساد المهيمنين على مفاصل الوزارة “.

انهيار تعليمي

بدورها، حمّلت المواطنة أوراس علي، الحكومة مسؤولية الانهيار التعليمي في البلاد.

وقالت علي لـ”طريق الشعب” أن “تهريب الأسئلة هو فساد غير جديد على المنظومة التعليمية، ولكن الذي استجد فيه هذا العام هو دور مواقع التواصل الاجتماعي، التي ساهمت في عملية النشر على نطاق واسع”.

وتطرقت المتحدثة إلى انتهاكات وجوانب لفساد أخرى تجري داخل القاعات الامتحانية، لافتة إلى أن “بعض المراقبين يعطون حلول الأسئلة إلى بعض الطلبة وباتت الحالة متكررة بكثرة داخل القاعات الامتحانية”، منبهة إلى أن “ابنتها وبعد إتمام إجابتها على الأسئلة في قاعة الامتحان وتسليم دفترها الامتحاني، صدمت بقيام إحدى المراقبات بفتح دفترها بشكل مباشر ورد الأجوبة في العلن، والسبب وراء ذلك أن احد التلاميذ كان ابن مدير المركز الامتحاني”.

وبخصوص تأثير ذلك على المستوى التعليمي لطلبة المدارس ترى المتحدثة “أن اغلب التلاميذ يعانون من مستوى تعليمي متدنٍ، وهذه إشارة على تدني التعليم بصورة عامة في البلاد”.

وشددت على أن “توجيه الاتهام إلى حارس في الوزارة، هو محاولة لحماية المتورطين بهذه القضية من كبار المسؤولين الذين يديرون عمليات فساد كثيرة، ومن ضمنها تسريب الأسئلة”.

 *************************************

سياستنا الاجتماعية

8

القوات المسلحة والأجهزة الأمنية

يعمل حزبنا في مجال  القوات المسلحة والأجهزة الأمنية وفق الأتي:

  1. القوات المسلحة والأجهزة الأمنية بصنوفها وتشكيلاتها كافة، هي الجهة الشرعية الوحيدة المخولة بحمل السلاح، وتُحظر أي تشكيلات عسكرية خارج إطارها.
  2. إن مهمة القوات المسلحة والأجهزة الأمنية هي الدفاع عن العراق وأمنه الداخلي واستقلاله وسيادته، وهي لا تتدخل في الشؤون السياسية والتداول السلمي للسلطة، مع إبعاد أي تأثيرات حزبية وسياسية عنها.
  3. إن يُعاد بناء القوات المسلحة والأجهزة الأمنية، اعتمادا على معايير الكفاءة والمهنية والنزاهة والولاء للوطن.
  4. إيلاء الاهتمام والرعاية الكافيين للمستوى ألمعيشي لأفراد القوات المسلحة والأجهزة الأمنية.
  5. رعاية عوائل شهداء القوات المسلحة والأجهزة الأمنية والمصابين إثناء تأدية واجباتهم، وتأمين حقوقهم، تقديراً لتضحياتهم.
  6. الاهتمام بالمستوى الثقافي لأفراد القوات المسلحة والأجهزة الأمنية والتوعية بأهمية احترام المؤسسات الدستورية الديمقراطية وحقوق الإنسان وحرياته، ولتعميق ولائهم للوطن والشعب.
  7. إصدار قانون خدمة العلم وفق أسس جديدة، تعزز روح المواطنة والولاء للوطن وخدمة الشعب.

9

حقوق القوميات

إيمانا من الحزب بضرورة الوحدة الوطنية والتلاحم بين أبناء الشعب بجميع انتماءاته، وتعزيزا للعلاقات بين ابناء القوميات والطوائف المختلفة على أساس محاربة الشوفينية وضيق الأفق القومي والنعرات الطائفية، فانه يعمل في هذا المجال على:

  1. إقرار حق تقرير المصير للشعب الكردستاني في العراق.
  2. تعزيز النضال المشترك والتآخي القومي بين قوميات شعبنا كافة، بما يمّكن من بناء عراق ديمقراطي اتحادي (فيدرالي) موحد.
  3. ضمان إقرار الحقوق القومية الإدارية والثقافية للتركمان والكلدان السريان الآشوريين والأرمن وتطويرها وتوسيعها، بما يحقق التمتع بالإدارة الذاتية للقرى والبلدات التي يشكلون فيها الأغلبية السكانية في أنحاء العراق كافة.
  4. احترام المعتقدات والشعائر الدينية للايزيديين والصابئة المندائيين وأتباع الديانات والمذاهب الأخرى، وإلغاء جميع مظاهر التمييز والاضطهاد ضدهم، وإصدار القوانين التي تكفل ذلك.
  5. معالجة آثار سياسة التطهير العرقي والتغيير الديموغرافي والتهجير القسريين، وتنفيذ المادة 140 من الدستور، بما يحفظ التعايش والتآخي بين أبناء المناطق المعنية، ويصون وحدتها ويعلي شأن المواطنة.
  6. حفظ ذكرى الايزيديين من ضحايا مجازر داعش الارهابي، وضمان حقوقهم وحقوق عوائلهم.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

من برنامج الحزب، الذي أقره المؤتمر الوطني الحادي عشر 2021

 *************************************

أسبابها ترتبط بالتهريب والخلافات السياسية وارتفاع الأسعار عالميا.. أزمة وقود تشتد في الموصل.. وبوادرها تظهر في محافظات أخرى

بغداد ـ طريق الشعب

أضحى مشهد وقوف السيارات في طابور طويل أمام أية محطة لتعبئة الوقود أمرا طبيعيا بعد مرور ستة أشهر على تلك الأزمة التي لم تجد لها السلطات المعنية أي عالج، عدا أن تعزو أسبابها الى فرق السعر بين الأسعار في محافظة نينوى وبين محافظات الإقليم، لكن هذا المشهد أخذ يتكرر، في الأيام الأخيرة، في العاصمة بغداد ومحافظات أخرى تبعد مئات الكيلومترات عن إقليم كردستان، الأمر الذي يدعو المواطنين الى التساؤل عن أسباب ذلك.

طوابير طويلة

وقال مراسل “طريق الشعب”، ان “أغلب المحطات، لا سيما الحكومية، تشهد زحاما خانقا، بسبب غلق أغلب محطات تعبئة الوقود في المدينة، خلال أوقات الدوام”.

واضاف ان “طوابير السيارات تقف لمسافات طويلة من أجل الوصول إلى داخل المحطة أملا في التزود بالوقود”.

وعود بالحل

وتعهد قائممقام الموصل أمين فنش بحل مشكلة البنزين خلال ايام، لكنه بيّن أن “أبرز أسباب الأزمة يتعلق بتوافد آلاف السيارات من خارج المحافظة على المحطات للتزود بالوقود، إضافة إلى فرق الأسعار بين نينوى ومحافظات الإقليم، إلى جانب عدم تجديد بعض الأوراق الخاصة بالناقلين والتي تصدر من مجلس الوزراء بشكل شهري”.

وطالب فنش وزارة النفط بزيادة حصة المحافظة من مليونين و650 ألف لتر إلى ثلاثة ملايين يوميا.

اسباب الأزمة

من جانبه، اكد معاون مدير عام شركة المنتجات النفطية ومدير التفتيش في وزارة النفط، إحسان موسى غانم، أن “سبب الأزمات المتكررة للبنزين في محافظة نينوى، راجع لقربها من كردستان، ونتيجة لانخفاض أسعار المشتقات النفطية في نينوى”.

واضاف أنه “بالرغم من أن البعض يرى الحل الوحيد لأزمة المشتقات في المحافظات المحاذية للإقليم، هو رفع أسعار المشتقات فيها وجعلها مساوية للسعر الذي تباع فيه بمدن كردستان، من أجل السيطرة على عمليات التهريب، بيد أن هذا الأمر ترفضه شركة توزيع المشتقات النفطية تماما”.

طرق ملتوية

من جهته، حمّل مصدر مطلع في وزارة النفط أصحاب المحطات مسؤولية افتعال الازمات من خلال تعمدهم عدم تصريف حصتهم بشكل كامل.

واضاف المصدر الذي رفض كشف هويته لـ”طريق الشعب”، ان “بعضاً من اصحاب المحطات يقومون بتشغيل اقل عدد ممكن من المخضات، ما يسبب زحاما على هذه المحطات”، مشيرا الى ان “الهدف من هذا الامر هو توزيع اقل حصة ممكنة من البنزين قبل الساعة الثامنة الذي تفرضه الحكومة المحلية لاغلاق المحطات”.

وتابع ان “المتبقي في المحطات يتم تهريبه الى الاقليم بصورة غير شرعية”، منوها الى ان “مافيات الفساد المسيطرة على المحافظة، هي من تدير هذه العملية ولا يستطيع احد محاسبتها”.

وعن اعتماد البطاقة الوقودية كحل لتجاوز الازمة الحالية، اكد المصدر ان “العمل بالبطاقة الوقودية من خلال تزويد المواطنين بكميات محددة من المشتقات النفطية هو باب اضافي للفساد، لأنه سوف يشجع الفاسدين وضعاف النفوس على المتاجرة بالبطاقات واستغلال حاجة الناس”. وحذر المصدر من ان اعتماد البطاقات سوف يؤدي الى انتشارها في السوق السوداء عن طريق الفاسدين والمنتفعين.

تصاعد سعر البنزين في الاقليم

واكد ان “المشكلة الحقيقية تتعلق بالخلاف بين الحكومة الاتحادية وحكومة الاقليم حول موضوع النفط”، منوها الى ان “السبب الاخر هو ارتفاع اسعار المشتقات النفطية عالميا، تزامنا مع الحرب في اوكرانيا وارتفاع اسعار النفط”.

 وتشهد مدن الاقليم ارتفاعا مستمرا لأسعار المشتقات النفطية حيث وصل سعر البنزين يوم امس الى 1350 دينارا للتر الواحد، فيما يتساءل مواطنون عن اسباب شح الوقود في محافظات مثل البصرة وبغداد اللتين تعتبران غير محاذيتين لاقليم كردستان.

وبحسب بيانات شركة تسويق النفط الوطنية (سومو)، فإن العراق استورد مشتقات نفطية بقيمة تجاوزت 3.3 مليارات دولار خلال العام الماضي، مقابل نحو 2.6 مليــار دولار خــــلال عام 2020.

******************************

الصفحة الرابعة

شريط الأخبار

كل الحرامية حسنوا النية!

كشفت لجنة النفط والغاز في مجلس النواب، عن تحرك لمراجعة ملف جولات التراخيص النفطية التي كبدت العراق خسائر تصل إلى 12 ترليون دينار سنويا، واصفة إياها بأنها عقود إذعان وخاطئة التنفيذ والتخطيط، ولا تتجاوز الفائدة العامة منها 10 في المائة!

وفيما أدهش هذا الإعلان الناس الذين تذكروا كيف وصف المسؤولون حينها هذه التراخيص، على أنها إنتصار عراقي وأصدق وسيلة لصيانة الثروة الوطنية، أغضبهم تقييم نائب رئيس اللجنة للعقود على أنها غلطة شاطر، دون أن تُخضع مشاكلها وملابسات إبرامها للتحقيق وقبل أن يتم حتى الإستفسار من المسؤولين الشطار!

رد شعبي مهم

أعلن النائب الأول لرئيس مجلس النواب عن أن تركيا وإيران قامتا بقطع المياه عن العراق بنسبة 80 في المائة للأولى و100 في المائة للثانية. وفيما أوقفت أنقرة التفاوض بشأن هذه المشكلة، لم توافق طهران على التفاوض أصلاً. ودعا الى إنهاء التبادل التجاري مع هذين البلدين، إذا ما أصرا على قتل العراقيين عطشاً وإستثمار مبالغ إستيراد منتجاتهما، والبالغة 20 مليار دولار، في دعم المصانع وانشاء المشاريع. ويذكر بأن تركيا قد قلصت الإمدادات المائية بنسبة تجاوزت النصف، فيما أقامت ايران 600 سد لمنع وصول المياه الى العراق، الذي اكتفت حكومته بالعويل!

كلمة حق يراد بها باطل!

قررت الحكومة تمديد العمل بتصفير الرسوم الجمركية على البضائع والغاء الحاجة الى إجازات استيراد مواد غذائية ومواد بناء استهلاكية، وجميع القرارات المتعلقة بحماية المنتج الوطني من المنافسة غير المتكافئة. وأكدت أن قرارها قد اتخذ بناءً على ما عرضه رئيس هيئة المنافذ الحدودية عليها. وفي الوقت الذي لا يجد فيه الناس أية علاقة بين مسؤول أمني وبين الإدارة الاقتصادية، يجددون التأكيد بأن الذرائع التي تعطي لسياسة الباب المفتوح أمام الإستيراد، إنما هي كلمة حق يراد بها تمكين الكومبرادور من نهب ما تبقى من ثروة، وضرب الإنفاق الإستثماري الخالق للتنمية وتحطيم المنتوج الوطني لصالح الأسياد!

الحارس الطرزان!

أعلن وزير التربية عن نتائج التحقيق في قضية تسريب أسئلة الأمتحان الوزاري، حيث ظهر بأن حارساً في تربية الرصافة، قد تمكّن من اختراق خزانة حفظ الأسئلة بعد أن حصل على نسخ من المفاتيح الثلاثة، التي لا تُفتح الخزانة الا بوجودها معاً! وقلّل الوزير من أهمية ما قام به الحارس الطرزان، لأن موضوع تسريب الأسئلة أمر متوقع، ليس فقط على مستوى مدارس ومعاهد وزارة التربية، بل حتى في جامعات ومعاهد التعليم العالي، كما أن تسريب الأسئلة بعد بدء وقت الامتحان ليس له تأثير، على حد تعبير وزير التربية، وليس غيره!

*************

لمناسبة اليوم العالمي لمكافحة عمل الأطفال.. كدح  الطفولة العراقية.. تقرير وصور

بغداد ـ محمد التميمي

يعد ملف عمالة الأطفال من الملفات المنسية الى جانب ملفات أخرى؛ فقد نسي المتحكمون بمقدّرات البلد وقراره السياسي، نتيجة لنهجهم الخاطئ في إدارة البلد، ظاهرة عمالة الأطفال، فكانت النتيجة: أطفالا بأعمار صغيرة يكدحون في سوق العمل، أو يجولون بالتقاطعات طلبا للمعونة، في سبيل توفير لقمة عيش عوائلهم، بينما اقرانهم يمرحون وينعمون بطفولة هانئة وسعيدة.

وتتضارب الأرقام والإحصائيات لكنها تشترك في حقيقة واحدة كونها مفزعة، مثيرة للاسى، وقد سبق أن قدّرت منظمة اليونسيف التابعة للأمم المتحدة، حجم عمالة الأطفال في العراق بنحو المليون طفل، في حين أكدت وزارة العمل والشؤون الاجتماعية عدم وجود إحصائيات تقيس حجم الظاهرة بدقة.

ويكشف عدم امتلاك الوزارة إحصائيات دقيقة تعكس حجم الظاهرة، ومدى عدم اهتمام المنظومة السياسية بالطفل العراقي، والحرص على كفالة حقوقه.

واليوم العالمي لمكافحة عمل الأطفال، هو يوم دشنته منظمة العمل الدولية لتركيز الاهتمام على مدى انتشار ظاهرة عمل الأطفال في العالم، وتعزيز الجهود للقضاء عليها، وتُقام هذه الاحتفالية في يوم 12 حزيران من كل عام منذ 2002. وأنشأت منظمة العمل الدولية هذه الاحتفالية في عام 2002 وتُقام سنويًا منذ ذلك الحين؛ وجاءت هذه الاحتفالية بتحفيز من التصديقات على اتفاقية 138 لمنظمة العمل الدولية بشأن الحد الأدنى لسن التشغيل واتفاقية 182 لمنظمة العمل الدولية بشأن أشكال عمل الأطفال.

شعار هذا العام

“الحماية الاجتماعية الشاملة لإنهاء عمل الأطفال” بهذه الكلمات، تم إطلاق شعار اليوم العالمي ضد الأطفال لعام 2022، بهدف الحد من عمل الأطفال ومكافحته في جميع أنحاء العالم مرة واحدة وإلى الأبد.

ودعت منظمة العمل إلى زيادة الاستثمار في أنظمة الحماية والخطط لبناء أسس قوية، للحماية الاجتماعية وحماية الأطفال من العمالة.

ووصل عدد الأطفال العاملين إلى حوالي 168 مليون طفل في جميع أنحاء العالم.

بينما اهداف هذا اليوم هي: القضاء التام على ظاهرة عمالة الأطفال، وإلغاء جميع الممارسات الشبيهة بالرق مثل بيع الأطفال والاتجار بهم، كذلك وضع حد لعمل الأطفال القسري الذي يندرج تحت عنوان القنانة، ومنع الأطفال من العمل لأسباب غير أخلاقية، إضافة الى منعهم من الانخراط في أنشطة غير قانونية مثل بيع المخدرات، او القيام بأي عمل يضر بصحة الطفل وسلامته وأخلاقه.

مخالفات واضحة وصريحة

وقال عضو المفوضية العليا لحقوق الانسان فاضل الغراوي: ان “عمالة الأطفال من أخطر الظواهر التي يمر بها الطفل العراقي، وبشكل احصائي ولفترة السنوات الثلاثة لغاية هذه السنة أشرت الكثير من الظواهر الخطرة لعمالة الأطفال واستخدامهم في الاعمال الشاقة.

وأشار الغراوي في حديث خصّ به “طريق الشعب”، الى ان “الاعمار التي تم تأشيرها للأطفال في سوق العمل صغيرة، ويخالف هذا الامر بشكل واضح وصريح اتفاقية حقوق الطفل لعام 1989، وأيضا قانون العمل الذي حظر عمالة الأطفال ومنعها، الا ان ذلك لم يمنع الكثير من اصحاب المهن والحرف والمعامل والمصانع من تشغيل يد عاملة دون اعمار خط العمل”.

وبين الغراوي ان هناك انتهاكات خطيرة “يتعرض لها الأطفال في سوق العمل، سواء بما يتعلق بزيادة ساعات العمل، او نوعية العمل الذي يقومون به والانتهاكات التي تتعلق باستخدام العنف والتنمر، وتسربهم من المدارس ودخولهم الى سوق العمل وسد احتياجات عوائلهم الاقتصادية وهذا يعد انتهاكا للحقوق الخاصة بالأطفال”.

السياسات الحكومية

وقال سكرتير اتحاد الطلبة العام في جمهورية العراق ايوب عبد الحسين، ان نسب التسرب من المدارس مرتفعة جدا، نتيجة لتفشي ظاهرة عمالة الاطفال بشكل كبير.

وعزا السبب في حديثه لـ “طريق الشعب”، الى “تردي الوضع السياسي والامني، وبالدرجة الاساس تدهور الوضع الاقتصادي للعوائل، ما دفع الاطفال ممن هم في سن الدراسة الى هجرة مدارسهم، ودخول سوق العمل، لإعانة عوائلهم على تجاوز الظروف المعيشية التي تفاقمت وتتفاقم يوما بعد اخر”.

وقال سكرتير الاتحاد ان “نسبة الملتحقين بالمدارس الابتدائية بلغت 94 في المائة حسب الاحصائيات الصادرة عن وزارة التخطيط، بمعنى ان هناك 6 في المائة هم بالأساس غير ملتحقين بالمدرسة، وموجودون في سوق العمل. ويضاف الى هذا الرقم ما يزيد على 131 ألف طفل متسرب من المدارس الابتدائية، وايضا اشارت ذات الوزارة الى ان اقل من نصف مليون طفل تركوا المقاعد الدراسية وهم في سن العمالة. ونحن نعتقد ان هذا الرقم غير دقيق وانه يصل الى مليون طفل”.

نعيش بكرامة ونضحي!

ويقول الطفل حسن سجاد البالغ من العمر (11) عاما لـ “طريق الشعب”، انه اضطر الى ترك مقاعد الدراسة، والعمل في التقاطعات، وبإشغال متعددة: “ففي بعض الأوقات ابيع المناديل، والان مع ارتفاع درجات الحرارة ابيع الماء البارد”، مشيرا الى انه مجبر على العمل “هذا هو التزامي تجاه والدتي واخوتي، فهم يتطلعون اليّ ولا معيل لنا سواي. نعم، هناك صعوبات ومشقة لكن يجب ان نعيش بكرامة ونضحي”.

غياب البنى والامكانيات

الى ذلك، قالت مسؤول الهيئة الإدارية لمنظمة النجدة الشعبية، هناء حمود انه “في السنوات الأخيرة، استفحلت ظاهرة عمالة الاطفال. نجد في مناطق محددة في العديد من المحافظات بجانب المدرسة، العربات والستوتات الخاصة بالأطفال او الأولاد الذين يعملون بها بعد المدرسة”، مضيفة ان “هناك اطفالا يتركون الدراسة اصلا حتى يتوجهوا الى العمل”.

وعن القوانين العراقية بهذا الصدد، بيّنت حمود لـ “طريق الشعب”، انه “لدينا قانون رعاية الأحداث. على سبيل المثال هذا القانون يحاسب الأطفال الذين يعملون بالمهن التي تمسّ كرامة الانسان مثل البيع عند اشارات المرور وصبغ الأحذية، لكنه غير مفعل بشكل صحيح”.

وحمّلت الناشطة المدنية المشرّع العراقي “المسؤولية مناصفة مع المنفذ، لان غالبية ما مررنا به هو بسبب قرارات سياسية خاطئة، تقع على عاتق المنفذ والمشرع؛ فالمنفذ لم ينفذ القانون ويحمي الأطفال، في حين المشرع لم يشرع قوانين تحمي هذه الشريحة، ولا قوانين تمكن الاسر من ان تعيش بكرامة دون الحاجة الى عمل اطفالها”.

مسؤولية مشتركة

على صعيد ذي صلة، قالت رئيس منظمة شمس بغداد الثقافية بلقيس الزاملي: ان “الكثير من الاطفال الذين يدخلون سوق العمل هم من الايتام، الذين تضرروا بسبب العمليات الارهابية والحروب والتهجير وفقدوا آباءهم؛ فمن الطبيعي ان تنتشر هذه الظاهرة لأنها لم تجد متابعة ووقفة جدية من قبل الحكومات، فنجد الطفل يعمل في اماكن يكون العمل فيها شاقا ولا يناسب عمره، ولا يستطيع هو تحملها، لكنه تصدى لمسؤولية والده، فأصبح مضطرا للعمل لإعانة اسرته”.

وذكرت الزاملي في حديثها لـ “طريق الشعب”، “قدمنا دراسات كمنظمات مجتمع مدني الى وزارة العمل والشؤون الاجتماعية، ووجدنا فيها حلولا، لكن ما زالت عمالة الاطفال مستمرة وقائمة، بشكل ينافي ما نصت عليه الاتفاقيات الدولية لحقوق الطفل التي وقع عليها العراق”.

***************

الصفحة الخامسة

25 ألفا للأمبير.. صيف مرير على البغداديين بلا كهرباء!

بغداد – ماجد مصطفى عثمان

بالتزامن مع حلول فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة، تكرر سيناريو تدهور الكهرباء الوطنية في بغداد، حتى وصل معدل الانقطاع إلى أكثر من 15 ساعة خلال اليوم، ما شجع أصحاب المولدات الأهلية على رفع سعر الأمبير الواحد لـ 25 ألف دينار.

المسؤولون في وزارة الكهرباء والمعنيون بملف الطاقة الكهربائية أرجعوا في تصريحات صحفية سبب تردي تجهيز الكهرباء إلى تقليل توريد غاز تشغيل محطات توليد الطاقة من إيران، بسبب الديون المترتبة على العراق بهذا الخصوص.

هذه التبريرات لم تعد تقنع البغداديين الذين طالما تلقوا سنة بعد سنة وعودا بتحسن الكهرباء خلال الصيف، ثم تتكرر الأزمة وتشتد أكثر بالرغم من الأموال الهائلة التي خصصت لهذا الملف، والتي على ما يبدو ذهبت إلى جيوب الفاسدين وبطونهم – وفق ما يراه الكثير من المواطنين.

وعود بلا تنفيذ

يقول المواطن محمد حسن عبد الجبار، من مدينة الحرية في جانب الكرخ، أنه “بالرغم من الوعود التي تطلقها وزارة الكهرباء سنويا بزيادة إنتاج الطاقة الكهربائية خلال الصيف، إلا ان ذلك لم ينفذ على أرض الواقع أبدا”، موضحا لـ “طريق الشعب”، أن “مناطقنا تشهد تدهورا في تجهيز الكهرباء الوطنية بشكل لافت للنظر، حتى وصل التجهيز في مدينة الحرية إلى ساعة واحدة مقابل 3 ساعات قطع. بينما هناك مناطق لا تزال الكهرباء فيها مستقرة، وحتى الآن لا نعلم بأسباب هذا التمييّز!”.

ولا يبدو الحال في مدينة الوشاش، وهي أيضا في جانب الكرخ، أفضل مما في مدينة الحرية، بل أنه أسوأ من ذلك ربما!

وبهذا الصدد يقول فاضل عباس، أحد سكان المدينة، أنه “تحت وطأة حر شديد تجاوز الـ 47 درجة مئوية، زادت فترات انقطاع التيار الكهربائي. إذ بلغ التجهيز ساعة واحدة مقابل 3 أو 4 ساعات قطع”، لافتا إلى أنه “حتى هذه الساعة التي تتوفر فيها الكهرباء، لن يتهنأ بها المواطن، كونها تشهد انقطاعات مؤقتة متكررة، الأمر الذي أثر سلبا على حالتنا النفسية”.

ويتساءل عباس عن سبب “استقرار الكهرباء في بعض الأماكن التجارية، خصوصا المولات، في وقت تعاني فيه المناطق السكنية شبه غياب لهذه الخدمة؟!”.

تأخر تصليح العطلات

يتحدث المواطن أبو ضرغام، وهو من منطقة الإسكان، عن مشكلة تعطل شبكة الكهرباء خلال الصيف، مبديا استياءه من ضعف استجابة شعب الصيانة في دوائر الكهرباء لبلاغات المواطنين في حال حصول عطل.

ويقول أنه “كثيرا ما تتعرض محولات الكهرباء في منطقتنا إلى العطب، بسبب الحمل الكبير على الشبكة خلال الصيف، وفي هذا الحالة نتصل بدائرة الكهرباء لغرض إرسال فرقة الصيانة، لكنها لا تستجيب على وجه السرعة، فنبقى ننتظر يوما أو يومين بدون كهرباء حتى يتم تصليح العطب”.

ويلفت إلى أن “هناك الكثير من الأسلاك الكهربائية متهالكة ومتدلية في الشوارع الرئيسة والفرعية، الأمر الذي يشكل خطورة كبيرة على المواطنين”.

 ******************************

هل سترفع وزارة الكهرباء الراية البيضاء؟!

ودود عبد الغني داود

في الوقت الذي لا زالت فيه الطاقة الكهربائية تعاني نقصاً حاداً في الإنتاج والتوزيع، تشهد جميع المحافظات الآن بشكل عام وبغداد بشكل خاص نشاطاً كبيراً للقطاع الخاص في بناء الآلاف من العمارات التي تحتوي على مئات الآلاف من الشقق السكنية مع ملحقاتها.

السؤال: هل هناك تنسيق بين وزارة الكهرباء والدوائر المعنية التي أجازت بناء هذا الكم الكبير من العمارات السكنية، من حيث تأمين الطاقة الكهربائية؟

ولم يتوقف الأمر عند ذلك، فلا تزال ظاهرة تحويل الوحدات السكنية إلى اثنين أو أكثر مستمرة. كما ان تمدد العشوائيات لا يزال متواصلا، وهذا كله يتطلب مزيدا من الطاقة الكهربائية. 

وتشير الدلائل إلى ان وزارة الكهرباء الغارقة في جملة مشكلات إدارية وفنية وامنية، لا يمكنها النهوض لوحدها في مسؤوليات جسيمة وشائكة مثل هذه، من حيث إنتاج الكهرباء وحماية شبكتها، ما لم يتم التعاون معها من قبل دوائر ومؤسسات أخرى، بما فيها الدوائر الأمنية والعسكرية بشكل خاص، لردع المخربين والمتجاوزين على الطاقة الكهربائية.

ولا يفوتنا أن نذكر، أنه من الضروري أن يوضع حد للممتنعين عن دفع ما في ذمتهم من ديون لوزارة الكهرباء، عن قوائم متراكمة عليهم منذ سنوات، وهؤلاء يشكلون اكثر من 90 في المائة من المشتركين - حسب تصريح أحد المسؤولين في الوزارة.

الكثير من المهمات الجسام تواجه اليوم وزارة الكهرباء، وفي حال لم تتمكن من إنجازها سيكون عليها رفع الراية البيضاء!

 ********************************

مستوصف وطريق معبّد

أبرز مطالب أهالي الشافي في البصرة

البصرة – وكالات

طالب أهالي منطقة الشافي الواقعة ضمن قضاء القرنة شمالي البصرة، ببناء مستوصف صحي في منطقتهم وتعبيد الطريق الرابط بين المنطقة والشارع الرئيس. وقال عدد منهم في حديث صحفي، انهم يواجهون صعوبة في نقل أبنائهم التلاميذ إلى مدارسهم البعيدة، إذ يضطرون أحيانا إلى نقلهم بواسطة “المشاحيف” عبر النهر، كون المنطقة لا تمتلك شارعا نظاميا يربطها بالشارع الرئيس.  وأضافوا أن منطقتهم تعاني عدم وجود مستوصف صحي، لذلك يضطرون إلى نقل مرضاهم لمستشفى القرنة، وهي بعيدة، ما يعرض حياتهم للخطر.

 *******************************

أدوية مراجعي مستشفى السماوة من الصيدليات الأهلية!

السماوة – طريق الشعب

شكا لفيف من مراجعي “مستشفى الحسين” التعليمي في مدينة السماوة، عدم توفر العديد من الأدوية والمستلزمات العلاجية الأساسية في المستشفى، مبينين أنهم يضطرون إلى جلب “الكانيولا” و”جهاز الإعطاء” والمغذيات وبعض الأدوية الأساسية، من الصيدليات الأهلية بأسعار باهظة.

وتساءل المرضى عبر “طريق الشعب”: “أين تذهب الأموال التي تستوفى من مراجعي المؤسسات الصحية الحكومية؟”، مشيرين إلى أن “بطاقة المراجعة بـ 3 آلاف دينار، ومراجعة اللجان الطبية بـ 25 ألفا، وسعر أشعة السونار أيضا بـ 25 ألفا، وبطاقة لقاح كورونا الدولية بـ 30 ألفا، وغير ذلك من النفقات التي يدفعها المريض للمؤسسة الصحية.. ترى أين تذهب هذه الأموال في الوقت الذي لا تزال فيه المستشفيات تفتقر إلى أبسط المستلزمات الطبية؟!”.

ولفتوا إلى أن “الكثيرين من المرضى صاروا يفضلون مراجعة المستشفيات الأهلية على الحكومية رغم نفقاتها المرتفعة، خاصة في حال تطلب علاجهم إجراء عملية جراحية. إذ أن مواعيد العمليات في المستشفى الحكومي بعيدة، ما يعرض المريض إلى مضاعفات خطيرة”.

ويأمل أهالي السماوة من دائرة الصحة وبقية الجهات ذات العلاقة، متابعة شكواهم هذه، وتزويد “مستشفى الحسين” بالأدوية والمستلزمات الطبية المطلوبة.

 ***************************

كلاب سائبة تفرض حظر تجوال في أيسر الموصل!

الموصل – وكالات

شكا العديد من سكان الجانب الأيسر من الموصل، انتشار أعداد كبيرة من الكلاب السائبة المسعورة، تقوم بمهاجمة المواطنين، الأمر الذي يشكل خطرا على حياتهم وأطفالهم.

وفي حديث صحفي، قال الشاب عبد الرحمن صاحب، أن كلبا مسعورا هاجمه قبل أيام في «حي التحرير» بالجانب الأيسر من المدينة، ما تسبب له في جروح، موضحا أنه في البداية رأى الكلب متوجها نحو أطفال صغار، بينهم شقيقته، فتصدى له ليكون هو الضحية بدل أن يستفرد الكلب بالصغار.

ولم يكن عبد الرحمن الضحية الوحيدة لهذا الكلب. ففي اليوم ذاته هاجم الكلب 6 أشخاص، ثم هاجم شخصين آخرين، ليكون عددهم 9 في يوم واحد، مؤكدا أن هذا الأمر أجبره وأشقاءه على عدم مغادرة المنزل ليلا، خوفا من التعرض لهجمات الكلاب السائبة.

حظر تجوال

أما محمود عمر، وهو أيضا من سكان «حي التحرير»، فذكر أنهم يعيشون حظر تجوال فرضه عليهم هذا الكلب، مبينا أن المشكلة باتت تثير القلق، خاصة بعد وفاة طفل قبل أيام في «حي النهضة»، نتيجة عضة كلب.

وبحسب عمر، فإن الكلاب المسعورة بدأت تهاجم بعضها أيضاً، وارتفع عددها وزادت وحشيتها، لافتاً في حديث صحفي إلى أن الجهات المعنية في الموصل، لم تزرهم حتى الآن ولم تضع حلا للمشكلة، الأمر الذي اضطرهم إلى حبس الأطفال في المنازل، وإحكام إغلاق الأبواب، وحمل العصي معهم اثناء الذهاب للتسوق.

ونقلا عن وكالة أنباء «شفق نيوز»، فإن مصادر طبية في نينوى أفادت بأن عدد حالات التعرض لهجوم الكلاب السائبة، تصل شهريا إلى العشرات، مبينة أنه خلال هذا الشهر وصل العدد إلى 50 حالة في عموم المحافظة، أكثرها في مدينة الموصل.  وسجلت مناطق في جنوب الموصل، الشهر الماضي، عددا من الهجمات، منها مهاجمة قطيع من الكلاب المسعورة ثلاث قرى، انتهت بإصابة قرابة 10 أشخاص بمختلف الأعمار.  وينتظر الموصليون منذ شهور عدة، إطلاق حملات للقضاء على هذه الكلاب، لكن عدم توفر التخصيص المالي كان السبب في تأخر إطلاقها – بحسب مصادر مطلعة.

حقن مضادة

وفيما يخص علاج عضات الكلاب، يقول مدير مستشفى الموصل العام، يوسف البدراني، ان «الحقن الخاصة بالضحايا متوفرة في الوقت الحالي في المستشفى»، مشيرا إلى ارتفاع كبير وملحوظ في عدد المصابين.

ويؤكد في حديث صحفي أنه «إذا استمرت وتيرة الاصابات بالارتفاع لن تكفي الحقن خلال الفترة المقبلة».

ويرى البدراني أنه من الأهمية أن يكون هناك دور للحكومة المحلية والجهات المعنية في وضع حد لهذه المشكلة، التي تشكل خطورة على المجتمع، خصوصا على كبار السن والأطفال.

 *******************************

موت بطيء يداهم أهوار العراق

الناصرية – وكالات

كشف الناشط البيئي علي المسافري، أول أمس الجمعة، عن جفاف بعض أهوار العراق وتعرضها لـ “موت بطيء”.

وقال المسافري في حديث صحفي، ان “الاهوار الوسطى شهدت انخفاضا حادا في مناسيب المياه، وجفاف مناطق واسعة منها وارتفاع نسب التراكيز الملحية، وبهذا أصبحت مياهها غير صالحة للاستخدام البشري والحيواني”.

وأضاف قائلا، ان “اغلاق الانهر المغذية لهور الحمار من ايمن الفرات، وارتفاع نسب التراكيز الملحية نتيجة الاعتماد على مياه المصب العام، مع زيادة نسبة التبخر جراء ارتفاع درجات الحرارة، كل ذلك سيؤدي الى هجرة مربي الجاموس وانتشار الاوبئة والامراض”.

وأكد المسافري ان “هور ابو زرك في قضاء الاصلاح بمحافظة ذي قار، تعرض لجفاف تام، بسبب عدم وصول المياه اليه”. فيما لفت إلى أن “الوضع المائي في هور الدلمج الذي يقع بين الديوانية وواسط، جيد، كونه يتغذى من المصب العام، بينما تعرض هور الحويزة لجفاف تام لعدم وجود اطلاقات مائية”.

 ***************************

اكول.. هل من يفك هذا الطلسم ؟!

مهدي العيسى

عشرون عاما مضت على خيبة امل العراقيين في إيجاد حل لمشكلة الكهرباء الوطنية.. عشرون عاما وهم يحلمون بأن يكون حالهم كحال بقية دول العالم، لكن آمالهم بدت عبارة عن أضغاث أحلام!

لم يطرأ اي تحسن يذكر على هذه الخدمة، فبقي الشعب يعاني جراء ذلك، رغم التخصيصات الفلكية التي رصدت لوزارة الكهرباء. فالأرقام الاحصائية تشير إلى ان مجموع التخصيصات التي صرفت على هذه الوزارة منذ عام ٢٠٠٣ ولحد الآن تجاوزت الثمانين مليار دولار وربما اكثر!

كل الدراسات تؤكد أن كلفة انشاء محطة كهربائية بسعة ألف ميكاواط، تبلغ 800 مليون دولار، وبافتراض ان الموازنة التشغيلية لوزارة الكهرباء تبلغ 40 في المائة من مجموع التخصيصات الكلية المشار إليها، تدفع كرواتب واجور، سيكون المتبقي 60 في المائة كموازنة استثمارية، أي ما يقارب الـ 50 مليار دولار، وهذه كافية لإنشاء محطات تولد اكثر من ٦٠ الف ميكاواط، لكننا حتى الآن لم نتمكن من توليد أكثر من 21 ألف ميكاواط.

السؤال الذي يطرحه الشعب: أين ذهبت تلك الأموال؟!

من ناحية أخرى، يعزو الناطق باسم وزارة الكهرباء، أسباب قلة ساعات التجهيز في هذا الجو اللاهب، إلى توقف إيران عن تزويد العراق بالكميات الكافية من الغاز، بسبب عدم دفع الديون المترتبة عليه منذ العام 2020.

نتساءل: لماذا هذا الإصرار على استيراد الغاز؟ ولمَ لا تقوم الحكومة بإنشاء محطات عراقية لإنتاج الغاز  بدلا من تركه يحترق في الجو؟

المواطن العراقي صار اليوم ضحية اجتهادات وامزجة أصحاب القرار في حل هذه الأزمة الخانقة التي لا يزال يدفع ثمنها. فقد باتت فترة التجهيز لا تتعدى اكثر من خمس ساعات طوال اليوم، وأصبح المواطنون تحت رحمة أصحاب المولدات الذين قاموا برفع سعر الامبير كثيرا، حتى وصل في بعض المناطق إلى ٢٥ الف دينار، مبررين ذلك بأن وزارة النفط لا تمنحهم سوى كمية قليلة جدا من الوقود لا تكفي سوى عشرة أيام فقط.

وأخيرا، وإزاء تبريرات الجهات المعنية، يحق لنا أن تساءل: من يفكك طلسم الكهرباء الوطنية؟!

 ************************************

مواساة

  • تتقدم محلية بابل للحزب الشيوعي العراقي بأصدق التعازي والمواساة لعائلة آل شنيار بوفاة عميدها الشيخ حسن شنيار (ابو محمد) شيخ عشيرة الگريعات في المحاويل وهو شقيق الرفيق الراحل حسين شنيار، كان الفقيد من الشخصيات الوطنية والاجتماعية التي تحظى بحب الناس وتقديرهم لما يحمل من روح سمحة كريمة وكان عونا لحزبنا في حملاته الانتخابية.

 له الذكر الطيب ولأهله وذويه الصبر والسلوان.

  • تعزي لجنة قضاء قلعة سكر للحزب الشيوعي العراقي الرفيق فليح عبد صبيح لوفاة والدته.

 للفقيدة دوام الذكر الطيب ولأهلها جميل الصبر والسلوان.

 ****************************

“بارد ومجرش بربع”!

بغداد – وكالات

وسط أجواء ملتهبة، ينتشر أشخاص بمختلف الأعمار في الطرقات وهم يحملون قناني الماء ليبيعوها على المارة.

يجوب هؤلاء المواطنين الشوارع وهم يتصببون عرقا من شدة الحر.

فلا تكاد تخلو نقطة تفتيش أو منطقة زحام مروري أو مطب اصطناعي أو طبيعي صنعته تخسفات الشوارع، من أحدهم.

ومقابل ورقة ذات 250 دينارا، وهي أقل ورقة نقدية في العراق، يبيع هؤلاء الكادحون قنينة الماء على المارة، فيما يحرمون انفسهم من شربها حتى لا يخسروا “الربح” الهزيل، الذي يشترون به لقمة الخبز لأطفالهم وأهلهم!

 *********************************

الصفحة السادسة

التجارة تؤكد جودتها ومواطنون ينفون.. السلة الغذائية.. هل تشهد تحسناً بعد تشريع قانون الامن الغذائي؟

بغداد ـ نورس حسن

تقول وزارة التجارة إنّها تحاول الانتظام في عملية توزيع مفردات الحصة التموينية شهريا، موضحة أنها تعول على المنتجات المستوردة لسد النقص في الإنتاج المحلي الذي لا يسد سوى 40 بالمئة بحسب إحصائية للوزارة، التي تأمل من وزارتي الصناعة والزراعة تعزيز المنتج المحلي، عبر تقديم دعم كامل للفلاحين. ويؤكد مواطنون، أن بعضاً من مفردات التموين، لا سيما الرز والطحين، لا تصلح للاستهلاك البشري، بخلاف ما تقوله الوزارة.

تحتاج 3 ملايين طن

يقول مدير عام تجارة الحبوب في وزارة التجارة حيدر نوري في تصريح لـ»طريق الشعب»، ان وزارته بحاجة إلى اكثر من 3 ملايين طن من مادة الحنطة لسد الحاجة هذا العام، مضيفا انه «خلال العامين الماضيين كان لدينا اكتفاء ذاتي يتجاوز 5 ملايين طن، واستطعنا سد الحاجة المحلية من مادة الطحين».

وتابع بالقول: «هذا العام اضطرت الوزارة لسد النقص عبر استيراد 250 الف طن من مادة الطحين لغاية الشهر الثالث (آذار) بسبب شح الامطار وتقليص وزارة الزراعة الخطة الزراعية على الفلاحين، لذا سنستمر بعد تشريع قانون الدعم الطارئ للأمن الغذائي بسد النقص عبر الاستيراد».

نتعامل مع المنتج المحلي

ولفت نوري الى ان زيادة الأموال المخصصة لشراء الحنطة من الفلاحين، ستؤدي الى زيادة الكمية التي يزرعها، وهذا ما يسهم في سد حاجة السوق، مؤكداً ان السوق المحلي حالياً غطى بما يزيد على 40 في المائة من الحاجة.

وبيّن مدير عام تجارة الحبوب، ان وزارته «تعول على وزارتي الصناعة والزراعة في إعادة المنتج المحلي وتقديم دعم كامل للفلاحين».

وبخصوص المواد الاخرى من مفردات السلة الغذائية، يشير حيدر نوري الى ان الوزارة تتعامل مع شركات محلية لتوفيرها، مشدداً بالقول: «نحرص على دعم المنتج الوطني، الا ان محدودية المساعي لتطوير الصناعة المحلية تحول دون تحقيق ذلك، ما يجبرنا على الاستعانة بالمنتج الأجنبي لبعض المواد التي نحاول توفيرها لصالح المواطن بشكل منتظم».

تجارب على النوعية

وبيّن نوري في حديثه لـ»طريق الشعب»، أن «الوزارة وزعت حتى الآن خمس حصص غذائية، وأربعا لمادة الطحين»، لافتا الى ان في العام السابق «وزعنا بما مجموعه 6 سلال غذائية، و7 حصص من الطحين».

وبحسب مدير عام الحبوب فان وزارته «تعول على التخصيصات المالية التي جرى تخصيصها عن طريق قانون الامن الغذائي، لضمان استمرار توزيع مفردات السلة الغذائية في الأوقات المحددة». وحول شكوى المواطنين من نوعية مواد السلة الغذائية شدد نوري على ان تجارب عديدة اجريت على نوعية المواد الغذائية التي يتم توزيعها على المواطنين، واثبتت جودتها، وان الاحاديث التي تقول «اننا نوزع نوعيات غير جيدة، هدفها التسقيط والتشويه». لكن مواطنين، أكدوا لمراسل «طريق الشعب»، ان مادتي الرز التايلندي والطحين غير صالحتين للاستهلاك.

ويقول عادل جبر، مواطن مستفيد من الحصة التموينية، انه يقوم في أثناء تسلمه للسلة الغذائية، ببيع مادتي الرز والطحين بشكل مباشر الى الوكيل بأسعار بخسة: 500 دينار للكيلوغرام الواحد من الرز، و25 الف دينار عن كيس الطحين بـ50 كيلوغراما.

سلة من الانتاج المحلي

ويقول الخبير الاقتصادي عبد الرحمن الشيخلي في تصريح لـ»طريق الشعب»: ان «المواطنين يأملون، اليوم، لمس إجراءات حقيقية خاصة بعد ارتفاع اسعار النفط عبر تطوير وتعزيز مفردات السلة الغذائية وعدم الاكتفاء في توزيعها كل شهرين»، مضيفا أن «هناك مواطنين وبسبب ارتفاع الاسعار باتوا يعانون الفقر الشديد، وبالتالي اعتمادهم الاكبر على مفردات السلة الغذائية التي الى الان تعد دون المستوى المطلوب، في سد الحاجة الفعلية».

من جهته، رأى الخبير الاقتصادي د. صفوان قصي، أن من أولوية عمل وزارة التجارة دراسة جميع المنتجات الغذائية والمحاصيل الزراعية المحلية «بغية توفير سلة غذائية توزع من الانتاج المحلي، اضافة الى مواد الحصة التموينية».

وعدّ قصي في تصريح لـ»طريق الشعب»، ان «ما تم اتخاذه من اجراءات عبر تقليص مواد رئيسية واستبدالها بمواد اخرى يعدها المواطن ثانوية، هي اجراء ترقيعي»، مشيرا الى ان ذلك «لا يتناسب مع حجم المخصصات المالية التي ترصد للوزارة سواء من الموازنات السنوية أم عبر قانون الدعم الطارئ».

وخلص الى ان «المواطنين بحاجة الى ان يلمسوا إجراءات جدية في تطوير السلة الغذائية بخاصة بعد ارتفاع اسعار النفط، وذلك لاستعادة ثقتهم بوزارة التجارة».

 **************************

“الأمن الغذائي” بين حاجة الناس وتربّص سراق المال العام

بغداد ـ طريق الشعب

بعد سجالات طويلة وشدّ وجذب من مؤيد لإقرار قانون الامن الغذائي ومعارض لتمريره، صوّت مجلس النواب يوم الأربعاء الماضي، وبحضور 273 نائبا، على مقترح قانون الدعم الطارئ للأمن الغذائي والتنمية.

ورغم تباين الرؤى بين الكتل السياسية حول القانون، لكنها في النهاية اتفقت على تمرير مقترح القانون بعد الوصول الى تفاهمات وتوافقات في ما بينها حول الموضوع، ولتجنب غضب المواطنين بعد استغلال بعض الكتل المتنفذة لحاجات المواطنين من اجل الضغط في اتجاه التصويت على القانون

لكن القانون لم يخلُ وبحسب متخصصين، من بعض التخصيصات المبهمة التي اثارت علامات استفهام حول الهدف من إضافة هذه الفقرات الى قانون يهدف الى معالجة قضايا عاجلة، الا اذا كان هدف المشرّع الاستغناء عن تشريع قانون الموازنة العامة واستبدالها بقانون الامن الغذائي.

وفور إقرار القانون، علّق عضو اللجنة المالية البرلمانية سجاد سالم بالقول: ان “قانون الأمن الغذائي تم التلاعب بهِ لأغراض سياسية”، كاشفا عن “التصويت على نسخة قانون الأمن الغذائي الذي صوتت عليه اللجنة المالية في يوم 6-6-2022”.

تخصيصات غير ضرورية

ويؤكد أستاذ الاقتصاد في جامعة البصرة نبيل المرسومي، “عدم وجود أي مبرر اقتصادي لتضمين تخصيصات إضافية لتنمية الأقاليم بمبلغ 8 تريليونات دينار في قانون الامن الغذائي”.

ويبيّن المرسومي في إيضاح طالعته “طريق الشعب”، ان “المحافظات عاجزة فعلا عن إنفاق تخصيصاتها المالية المدورة من عام 2021 والتي يمكن صرفها في العام الحالي والبالغة 4 تريليونات دينار”، مشيرا الى ان “المصروف الفعلي من تخصيصات تنمية الأقاليم لم يصل إلى أكثر من 575 مليار دينار فقط خلال الشهور الأربعة الأولى من هذا العام وبنسبة 14 في المائة”.

صدمة وألم

أما الدكتور نجم عبد طارش، فيقول: ان البلاد تعاني من التصحر والعواصف المدمرة والقضية اصبحت قضية أمن وطني، وبالتالي يقوم مجلس النواب بتخصيص 5 مليارات دينار لمكافحة التصحر! في الوقت الذي يخصص ١٥٠ مليار دينار لفتح المقابر الجماعية وشراء قطع اراض لا نعرف لمن؟!

ويضيف ان “التصحر يفتك بالمواطنين وتخصص له 3,5 في المائة فقط من تخصيصات المقابر الجماعية”، مبينا ان “تخصيص 37 مليار دينار لمشروع مكافحة التصحر كان بإمكانه إنقاذ 6 ملايين مواطن في محافظات الديوانية والمثنى وذي قار والبصرة من اثار التصحر وتغطية مساحة 460 الف دونم”.

وتابع “اشعر بالألم والصدمة من سلم أولويات صانع القرار السياسي والمالي وطريقة معالجته للازمات في البلاد”، متسائلا “من الأولى بالاهتمام الأحياء ام الأموات؟”.

بديل للموازنة

من جانبه، يُشير الخبير المالي محمد فرحان الى ان الهدف من القانون هو تشريع قانون بديل للموازنة العامة من اجل تمكين الحكومة الحالية من تسيير الأمور.

ويقول فرحان لـ”طريق الشعب”، ان “فقرات القانون مقتضبة جدا، ما يفتح الباب على مصراعيه أمام الاجتهادات في تطبيقه”، مبينا انه “كان على مجلس النواب تحديد أبواب الصرف بشكل دقيق وعدم تخصيص أموال دون أبواب صرف واضحة”.

ويضيف ان “مجلس النواب أراد إعطاء الحكومة الحالية جرعة إضافية لمواجهة اثار الصيف، لكون الانسداد السياسي سوف يستمر طويلا ولا حلول موجودة في الأفق”، منوها الى ان “المعلومات المتوفرة تؤكد ان مجلس النواب سوف ينهي الفصل التشريعي الحالي، ما يعني استمرار الحكومة الحالية في أداء واجباتها التي خرجت أصلا عن تصريف الأعمال، نظرا لتجاوز مجلس النواب على المدد الدستورية”.

من يراقب الأموال؟

بدوره، يؤكد الخبير القانوني محسن كريم ان المادة (60/ثانيا) من الدستور العراقي النافذ نصت على ان “مقترحات القوانين تقدم من قبل عشرة اعضاء في مجلس النواب، او من احدى لجانه المختصة”.

ويقول لـ”طريق الشعب”، ان “قانون الامن الغذائي والتنمية قدم من قبل (50) عضواً من مجلس النواب وهو مقدم من قبل اللجنة المالية في مجلس النواب”، مبينا ان “طريقة اقتراح القانون سليمة من الناحية الدستورية والقانونية”.

ويضيف ان “مجلس النواب لا يستطيع تقديم قانون الموازنة لان النص الدستوري في المادة (62/ أولا) جعل الامر من صلاحيات الحكومة حصرا والتي نصت على (يقدم مجلس الوزراء مشروع قانون الموازنة العامة والحساب الختامي الى مجلس النواب لإقراره)”.

ويعتقد كريم ان “تشريع قانون الموازنة اصبح امرا صعبا جدا ومستبعدا في ظل منح الحكومة الحالية بحبوحة مالية للتصرف، بعيدا عن الموازنة التقشفية للعام الماضي”، مشيرا الى ان “تمكين الحكومة من تلبية مطالب واحتياجات الناس هو امر ضروري، لكن من يتولى الرقابة على هذه الحكومة في ظل تفسير المحكمة الاتحادية الأخير الذي اكد على عدم صلاحية مجلس النواب محاسبة حكومة تصريف الأعمال الحالية”.

أصحاب الاقتراح متخوفون

من جانبها، أبدت اللجنة المالية البرلمانية، امس السبت، “مخاوف من التلاعب بالأموال المخصصة ضمن القانون”.

وقال عضو اللجنة جمال كوجر، ان لجنته “سوف تشكل لجنة فرعية فنية منها لتراقب صرف الأموال المخصصة ضمن قانون الدعم الطارئ للأمن الغذائي والتنمية، ولن نسمح بان يكون هناك تلاعب او هدر بهذا الأموال”.

 *****************************

نصف العام انقضى والعراق بلا موازنة!

بغداد ـ طريق الشعب

بعد تجاوز نصف العام الحالي من دون موازنة، حذر خبراء في الاقتصاد من استمرار الوضع الحالي على ما هو عليه الان، وعدم معالجة الآثار الكبيرة المترتبة على ذلك. ففي حال تم تمرير مشروع قانون الموازنة، الذي يبدو ما زال أمرا صعب التحقيق، فالعراق بحاجة إلى أشهر لتجاوز تبعات هذا التأخير، بحسب قولهم.

تأخير أسبابه سياسية

ما زال الصراع السياسي على أوجّه بين القوى المتنفذة، بينما عطّل هذا الصراع مشروع قانون الموازنة الحالية على الرغم من أهميته بالنسبة إلى البلاد والمواطنين على وجه الخصوص.

ويصف المختصون في الاقتصاد، تأخير الموازنة بأنه “أمر خطير” ويترك فراغا كبيرا في استقرار الحياة الاقتصادية، ويؤثر على السوق، وقرارات الاستثمار لاسيما في القطاع الخاص، لافتين إلى أهمية أن تكون هناك قوانين مالية دائمة للحد من آثار تعطيل إقرار الموازنة، الذي يتكرر كل عام، حيث تجري الأمور في نصابها القانوني وتدرج في الموازنة.

مناكفات يدفع المواطنون ثمنها

ويقول أستاذ الاقتصاد في الجامعة التقنية، عماد تويج، أن النظام الداخلي لمجلس الوزراء منع سنّ مشاريع القوانين أو إرسالها إلى البرلمان، باعتبار أن تلك الحكومة غير ممنوحة الثقة، “ولدى إرسال هذا القانون فأنه سيكون أمام مخالفة صريحة، فضلًا عن أن عددا كبيرا من أعضاء البرلمان ساهموا في تأخير تمرير الموازنة بسبب الصراعات السياسية التي هي بعيدة كل البعد عن مصالح البلاد. وبات المواطنون يدفعون ثمن هذه المناكفات”.

ويتابع تويج في حديث خص به “طريق الشعب”، أن “إقرار الموازنة إذا تأخر فإن قانون الإدارة المالية ينص على إنفاق كل شهر بشهره وفقا لبرنامج موازنة العام الماضي، حيث تتشكل الموازنات من شقين أساسيين هما: الموازنة الاستثمارية، والتشغيلية، وإذا كانت التشغيلية مغطاة بالقانون، فإن الاستثمارية تعتمد على إقرار الموازنة العامة”، مبديا استياءه من “استمرار التضارب في التصريحات، ففي الوقت الذي أكد فيه النائب الأول لرئيس مجلس النواب أنه يمكن السماح للحكومة إرسال الموازنة المالية، عبر التصويت على ذلك، أعلنت وزارة التخطيط أنها ستترك تلك المهمة للحكومة المقبلة”.

إيرادات مهددة

من جانبه، أوضح الأكاديمي بهاء علوان، أن الإيرادات سوف تتضرر كثيرا نتيجة لعدم اقرار الموازنة.

ويقول علوان لـ”طريق الشعب”، أن “تأخير إقرار الموازنة يساهم بكل مباشر في عمليات هدر المال العام، ونقص الإيرادات. وذلك بسبب عدم تطبيق خطة الحكومة المالية المتمثلة بـالموازنة التي ستتضمن بالضرورة إجراءات تعظيم الموارد المالية، وبلوغ أقصى الإيرادات”، مردفا “أن الأمر يؤثر كثيرا على المصروفات التي يتم تدويرها على أساس الإيرادات، ولأن الخلل في الأخيرة كبير، فذلك سينعكس حتما على المصروفات وستختزل المشاريع الحكومية التي لها علاقة بأولويات المواطن واحتياجاته”.

ويضيف أن “العالم يشهد أزمة اقتصادية بسبب الحرب الأوكرانية، وهذه الأزمة تحتاج إلى برامج عمل وخطط وتخصيصات ليس من حق حكومة تصريف الأعمال بحثها ولا صرفها، إلا إذا أتاح لها البرلمان المعطل ذلك. ولهذا فإن كل شيء مرهون بإرادة القوى السياسية وهي غائبة وهذا هو الأمر مؤسف”.

وأوضح الاكاديمي أن عدم إقرار قانون الموازنة وتكرار هذه المشكلة لسنوات عدة وتجاوز النصف الأول من السنة المالية، أسهم في زيادة التدهور الاقتصادي للبلد، وحدوث انكماش في الأسواق.

ويؤكد المعنيون بهذا الملف، أن التأخير في اقرار الموازنة تسبب أيضاً في تعطيل المشاريع التنموية والاستثمارية، فضلاً عن غياب عملية تثبيت نفقات الدولة ووارداتها بشكل مدروس ومخطط له، بالإضافة إلى بقاء جزء كبير من المال العام غير مستغل بصورة صحيحة.

تعطيل استثمار المشاريع

وناشد ناشطون ومتظاهرون لمرات عدة القوى السياسية، الإسراع في تشكيل الحكومة لحسم الملفات العالقة، ووضع الخطط اللازمة لإنقاذ البلد من أزمة اقتصادية كبيرة، بسبب عدم وجود حكومة لها صلاحيات كاملة لوضع الخطط والمشاريع وترشيد الإنفاق، والتوجه الى تنويع مصادر الإيرادات الحكومية ودعم الصناعة والزراعة بشكل أكبر، والابتعاد عن سياسة الإنفاق التشغيلي التي اعتبر أنها انهكت الاقتصاد العراقي.

وفي تصريح سابق للمستشار المالي في رئاسة الوزراء مظهر محمد صالح، فإن “عدم اقرار الموازنة يعني تعطيل استثمار اية مشاريع جديدة والاعتماد على النفقات الجارية. كما ان تأخير الموازنة يقيد الخطة المالية وكل الاهداف التي من المفترض تحقيقها”، مشيرا الى ان “الموازنة تشكل نحو 45 من الناتج المحلي الاجمالي، وان عدم اقرارها يكبد البلاد خسائر كبيرة”.

 ********************************

الصفحة السابعة

الشيوعي السوداني: مخططات التسوية فشلت

متابعة ـ طريق الشعب

جدد الحزب الشيوعي السوداني رفضه القاطع لأي تسوية سياسية، تعتزم الآلية الثلاثية إجراءها، وأغلق باب الحوار حولها، وذلك خلال لقاء جمع قيادات في الحزب الشيوعي مع سفير جمهورية روسيا الاتحادية فلاديمير جيلتوف.

وقال الناطق الرسمي للحزب الشيوعي حسن عثمان إن اللقاء تطرق إلى الانحياز الروسي للنظام المباد، وكذلك للسلطة الانقلابية، هذا إلى جانب المواقف السلبية حيال الإبادة الجماعية في دارفور، منتقدا الموقف الروسي أثناء جلسات مجلس الأمن، حين صرحت بأن ما يجري في دارفور شأن داخلي.

وأبدى الشيوعي رفضه القاطع لإقامة قواعد عسكرية في السودان، منتقدا بشده مشاركة قوات فاغنر في تدريب قوات ومليشيات الدعم السريع.

بدوره، نفى السفير الروسي وجود ما يسمى بقوات فاغنر في السودان خلال العامين المنصرمين.

وفي السياق، طالب عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي صالح محمود الآلية الثلاثية بمراجعة مخططاتها والتي وصفها بالفاشلة.

وقال يجب أن تكون أكثر حرصًا على المواثيق والعهود الدولية، ذات الصلة بتشجيع التحول الديمقراطي، ووفقًا للآليات المعتمدة من الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن والاتحاد الأفريقي، لافتًا إلى أن ليس من بينها فرض الحلول التي لا تنبع من الشعوب.

واضاف محمود، أن الحقائق كشفت عن خطأ الآلية الثلاثية وكذلك أصدقاء السودان والترويكا وكل الداعمين المحليين والإقليميين والدوليين بسبب إصرارهم على دعم الانقلاب وتجاهل المطالب المشروعة للثوار الرافضة للشراكة مع العسكر والمساومة والتسوية في أرواح الشهداء وآلاف الجرحى والمفقودين.

وأكد محمود أن اللقاء الذي جمع الآلية والعسكر والفلول في فندق السلام روتانا أجبر ود لبات على التصريح بأن حضور الفلول ليس كافيًا في إنجاح مخطط التسوية خاصة في ظل غياب القوى السياسية الفاعلة.

وناشد محمود القوى الحية لمواصلة النضال والتصعيد في التصدي لكل مخططات التسوية المرفوضة من قبل قطاعات واسعة من الشعب السوداني وتحقيق تطلعاته في إقامة السلطة المدنية الكاملة.

 *********************************

بكين تحذر واشنطن بشأن تدخلها في تايوان

سنغافورة – وكالات

حذّر وزير الدفاع الصيني وي فنغي نظيره الأميركي لويد أوستن، الجمعة، من أن بكين "لن تتردد في بدء الحرب" إذا أعلنت تايوان استقلالها، في إطار مواجهة جديدة بين القوّتين بشأن الجزيرة.

وجاءت التحذيرات في اول اجتماع مباشر بين الوزيرين على هامش قمة "حوار شانغري-لا" الأمنية في سنغافورة.

وحذّر الوزير الصيني نظيره الأميركي من أنه "إذا تجرأ أي شخص على فصل تايوان عن الصين، فلن يتردد الجيش الصيني بكل تأكيد في بدء حرب مهما كلف الأمر"، مشدداً على أن "تايوان صينية.. وان استخدام تايوان لاحتواء الصين لن ينتصر إطلاقا". من جانبها، قالت وزارة الدفاع الأميركية إن وزيرها شدد على "أهمية السلام والاستقرار عبر مضيق (تايوان) ومعارضة أية تغييرات أحادية للوضع القائم ودعا (الصين) إلى الامتناع عن القيام بأي خطوات إضافية حيال تايوان تزعزع الاستقرار".  وارتفع مستوى التوتر بشأن تايوان، خصوصا بسبب توغلات الطائرات الصينية المتكررة في "منطقة تمييز الهوية لأغراض الدفاع الجوي" (أديز) التايوانية.

 *****************************

تحذيرات اممية من صعوبة توفير الغذاء في البلدان النامية

متابعة – طريق الشعب

قالت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو)، ان الدول الفقيرة ستنفق اموالاً كبيرة لكن المثير للقلق أنها ستتلقى طعاماً أقل.

وتشير التوقعات الى ان الدول ستنفق 1.8 تريليون دولار على استيراد المواد الغذائية التي تحتاج إليها هذا العام ما سيمثل رقماً قياسياً عالمياً جديداً. وذكر تقرير للمنظمة، ان “بعض البلدان لن تصمد امام ارتفاع الاسعار”.

وأوضحت منظمة الفاو أن جميع الـ51 مليارات دولار الإضافية، التي سيتم إنفاقها في جميع أنحاء العالم على واردات الطعام، باستثناء ملياري دولار، كانت بسبب ارتفاع الأسعار.

وبينت أن “البلدان النامية، بشكل عام، تقلل من وارداتها من الحبوب والبذور الزيتية واللحوم، ما يعكس عدم قدرتها على تغطية الزيادة في الأسعار.” ومن بين الدول الأكثر ضعفا، قدرت الفاو أن أقل البلدان نموا لن يكون لديها خيار سوى تقليل الإنفاق بنسبة خمسة في المائة على استيراد المواد الغذائية هذا العام.

ومن المرجح أن تواجه دول أفريقيا جنوب الصحراء والدول الأخرى التي تستورد أطعمة أكثر مما تصدره زيادة في التكاليف، والتي ستحصل مقابلها على كميات أقل من المواد الغذائية الأساسية. وقالت منظمة الأغذية والزراعة إن هذه “علامات مقلقة من منظور الأمن الغذائي”، وحذرت أيضاً من أن “المستوردين سيجدون صعوبة في تمويل التكاليف الدولية المتزايدة”، ومن الممكن أن تؤدي هذه التكاليف إلى إفلاسهم.

وللمساعدة في تجنب المزيد من انعدام الأمن الغذائي بين الدول منخفضة الدخل ولضمان استمرار واردات الغذاء، أوصت الفاو بإنشاء آلية لدعم ميزان المدفوعات.

أشارت النتائج الرئيسية الأخرى لتقرير الفاو إلى انخفاض إنتاج الحبوب العالمي في عام 2022 لأول مرة منذ أربع سنوات. ويُتوقع ألا يؤثر ذلك على الاستهلاك البشري للحبوب، ولكن على كميات القمح والحبوب الخشنة والأرز المستخدمة في علف الحيوانات.

 ****************************

فلسطين.. اعتداءات إسرائيلية

 على العمال

القدس – وكالات

اقتحمت قوات الاحتلال الاسرائيلي قرى الجلمة وعرانة وعانين والطيبة، الواقعة بمحاذاة جدار الفصل العنصري غرب جنين، وأطلقت قنابل صوتية وأخرى غاز مسيلة للدموع، باتجاه العمال لدى محاولتهم الدخول إلى أماكن عملهم.

وأوضحت مصادر لوكالة الانباء الفلسطينية، أن “قوات الاحتلال اقتحمت حي الجابريات، وشنت حملات تمشيط واسعة، بعد نصبها عدة حواجز عسكرية ليلة الجمعة في محيط  مناطق جبع، وعرابة، وقباطية، وكثفت من تواجدها العسكري في أرجاء المحافظة”.

****************************

بوليفيا.. سجن الرئيسة السابقة ومسؤولين كبار

لاباز - وكالات

حكم على الرئيسة البوليفية المؤقتة السابقة جانين آنييز بالسجن 10 سنوات في “قضية الانقلاب والإخفاق في الوفاء بواجبات” عضو مجلس الشيوخ واتخاذ قرارات مخالفة للدستور.

واصدرت محكمة بوليفية حكما بالسجن لـ10 سنوات ايضاً بحق كل من القائد السابق للقوات البوليفية، ويليامس كاليمان، والرئيس السابق لشرطة البلاد، فلاديمير كالديرون، وحكما على مسؤولين اخرين بالسجن ايضاً لمدة 4 و3 سنوات وهم القائد السابق للقوات الجوية البوليفية، وعلى القائد السابق للقوات البرية والرئيس السابق لرئيس أركان القوات المسلحة لمدة سنتين.

 ************************

بريطانيا.. انتقادات لخطط الترحيل الى رواندا

لندن – وكالات

وصف وريث عرش بريطانيا الأمير تشارلز خطط الحكومة لترحيل طالبي لجوء إلى رواندا بأنها “مروعة”، وذلك قبيل مغادرة أول رحلة جوية تقل لاجئين إلى هناك خلال الأيام المقبلة.

وأفادت صحيفة “تايمز” بأن الامير قلق من أن سياسة اللجوء المثيرة للجدل ستلقي بظلالها على اجتماع قمة لدول الكومنولث في رواندا، نهاية الشهر الجاري.

وأبلغ مصدر الصحيفة بأن تشارلز “قال إن شعوره يفوق خيبة الأمل في هذه السياسة... قال إنه يعتقد أن نهج الحكومة برمته مروع”.

 ***************************

إيران وفنزويلا توقعان اتفاقاً لـ 20 عاما

طهرات – وكالات

وقعت فنزويلا مع إيران التي زارها الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو امس السبت، اتفاق تعاون استراتيجي لمدة 20 عاما.

وقال الرئيس الايراني إبراهيم رئيسي خلال مؤتمر صحافي مشترك إن “توقيع اتفاق تعاون لمدة 20 عاما بين البلدين يظهر تصميم المسؤولين الكبار في البلدين على تنمية العلاقات في مختلف المجالات”.

من جهته، قال مادورو: “لدينا مشاريع تعاون مهمة بين إيران وفنزويلا: الطاقة، النفط، الغاز، المصافي، البتروكيماويات”، مشيرا الى أن البلدين يعملان أيضا “على مشاريع دفاعية”، من دون تفاصيل إضافية.

 ****************************

الاتحاد التونسي للشغل: لن نشارك في حوار صوري

متابعة ـ طريق الشعب

شدد الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل نور الدين الطبوبي على احترام استقلالية القضاء ورفضه الزج بالمؤسسة الأمنية في الخلافات السياسية، معتبرا أن الأمن القومي للبلاد خط أحمر.

حوار صوري

وأكد الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل، في كلمة له خلال اجتماع للإطارات (الكوادر) النقابية بالعاصمة تونس، قائلا: “نحن لا نرفض الحوار مع الجهات الحكومية، لكن الاتحاد لن يكون شاهد زور، ولا يقبل المشاركة في حوار صوري”. واتّخذ الاتحاد مسافة من قرارات الرئيس التونسي قيس سعيد وبرامجه، وأعلن في عدة مناسبات أنه يرفض المشاركة في الحوار الذي أطلقه الرئيس.

رفض شروط صندوق النقد

كما جدد الطبوبي رفضه شروط صندوق النقد الدولي بشأن خطة إصلاح تطال مختلف قطاعات الاقتصاد التونسي.

وقال إن الاتحاد يرفض أي اتفاق بين تونس والصندوق ضمن شروط يفرضها الأخير.

ويأتي ذلك في وقت تخوض فيه تونس مباحثات غير رسمية مع صندوق النقد الدولي، تمهد لمفاوضات رسمية خلال الفترة المقبلة لتنفيذ برنامج إصلاح اقتصادي يرافقه قرض مالي لإدارة الأزمة المالية التي تواجهها البلاد.

وأضاف الطبوبي “لن نوافق على الخيارات الموجعة والمؤلمة التي يفرضها صندوق النقد الدولي على الوطن، ولن نخون العهد”، ملمحا إلى أن خطة الإصلاح وصفة من الصندوق فُرضت على تونس.

ومن أبرز شروط خطة الإصلاح بين تونس والصندوق ضبط فاتورة أجور الموظفين العموميين، ورفع الدعم عن السلع والخدمات الأساسية، وإعادة توجيهه من خلال برامج حماية اجتماعية جديدة.

وكانت وزيرة المالية التونسية سهام البوغديري صرحت الثلاثاء الماضي بأن حكومة بلادها تتجه لمراجعة أجور موظفي القطاع العام ضمن حزمة إصلاحات اقتصادية.

تعليق العمل في المحاكم

بدوره، قال رئيس جمعية القضاة التونسيين أنس الحمايدي إن تعليق العمل بكافة المحاكم التونسية سيتم تمديده الأسبوع المقبل إذا لم يتراجع الرئيس قيس سعيد عن قرار عزل 57 قاضيا بذريعة الفساد والتواطؤ مع الإرهاب.

واتهم الحمايدي، في حوار خاص مع الجزيرة نت، الرئيس سعيّد بارتكاب “خروقات دستورية جسيمة، لابتلاع السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية”، وأنه “استعمل العزل لخدمة أجندته السياسية، وسعيا (منه) لضرب الجهاز القضائي، واستخدامه في تصفية حساباته مع خصومه السياسيين”.

كما اتهم الحمايدي الرئيس التونسي بـ”الاستقواء بوزارة الداخلية”، مؤكدا أن “المؤسسة الأمنية تشوبها ملفات فساد كثيرة، لكن سعيّد لا ينظر إليها، لأنه يستقوي بها على مؤسسات الدولة”.

 ***************************

في أحدث استطلاعات الراي.. تقدم نسبي لمرشح اليسار الكولومبي

رشيد غويلب

حتى جولة الانتخابات الحاسمة في 19 حزيران الحالي، تستمر معركة انتخابية حامية بين مرشح اليسار لرئاسة كولومبيا غوستافو بيترو، وخصمه اليميني الشعبوي هيرنانديز، فبعد أن سجل الأخير تقدما في استطلاعات الرأي، يعود اليساري غوستافو بيترو للتقدم النسبي من جديد. وبموجب استطلاعين قامت بهما مؤسستان معروفتان في البلاد سيحصل بيترو على التوالي على 48,5 و 44,9، مقابل 46,7 و 41 في المائة. والاستطلاع الأخير ينظمه يوميا المعهد الوطني للاستشارات، وتؤشر نتائجه صعود يومي لبغوستافو بيترو على حساب خصمه اليميني.  ويأتي ذلك على خلفية باقة من التصريحات العنصرية والعدوانية، القديمة والجديدة، التي تم الكشف عنها، لرجل اليمين الذي يعرف في بلاده بـ “ترامب كولومبيا”.

 ومنذ الأسبوع الفائت، يدلي هيرنانديز بسلسلة من التصريحات القديمة والجديدة التي يحتقر فيها، من بين أمور أخرى، القانون، ويهين الرموز المسيحية ويظهر فخرًا بتكهناته غير العادلة.  على سبيل المثال، انتشر تسجيل يعود الى عام 2016، عندما كان هيرنانديز رئيس لبلدية بوكارامانغا يوبخ فيه، سكرتيرته الصحفية، لرفضها اعداد وثيقة تخرق القانون، حيث صرخ فيها قائلا: “أنا أمسح مؤخرتي بهذا القانون”، وأقالها من منصبها.

كما نُشر مقطع فيديو لمقابلة سأله فيها أحد الصحفيين قبل الاقتراع الأول عما إذا كان على استعداد لتشكيل تحالفات مع مرشحين آخرين في جولة الانتخابات الثانية. رد المرشح البالغ من العمر 77 عامًا: “أستقبل السيدة العذراء وجميع البغايا اللواتي يعشن معها في الحي، لكني لا أغير الخطاب”. وفي فيدو آخر يعترف كيف ان الشركة التي يملكها تمارس الاحتيال والسرقة لبيع العقارات بأسعار باهضه.

بالإضافة إلى ذلك، أشار السناتور ويلسون أرياس من كتلة “الاتفاق التاريخي” اليسارية إلى أن هيرنانديز وزوجته لديهما أعمال خارجية. وطالب آرياس، في تغريدة له على تويتر، المرشح اليميني بتقديم الإقرارات الضريبية لشركته، التي “استخدمت تاريخيًا للتهرب الضريبي”.

ويتهم أنصار كتلة “ الاتفاق التاريخي” هيرنانديز بالفساد، على الرغم من تقديم نفسه كمعادي للفاسدين. وهناك قضية فساد لم تحسم بعد ضده. ونفى رجل الاعمال، في وسائل الاعلام، وجود مثل هذه القضية، وانتقد بشدة أداء القضاء.

وكانت نقابة موظفي النيابة العامة، قد ردت برسالة مفتوحة موجهة إلى هيرنانديز تطالبه فيها بـ “عدم تشويه الواقع والسياق العام” للقضية. ويتهمونه بانتهاك “كرامة الإنسان واستقلال القضاء”.

ويرى مطلعون على التطورات في كولومبيا، أنه على الرغم من تأخر هيرنانديز قليلاً في استطلاعات الرأي، إلا أنه لا يزال لديه حشد كبير من الناخبين الذين شعارهم مبني على معاداة اليسار:” نقبل الجميع ما عدا بيترو”.

ويرى مرشح اليسار، والمقاتل السابق في حركة التحرر الوطني، “إن جزءًا من كولومبيا لديه اعتقاد بأنه يمكن للمرء ممارسة الحكم باللكمات، والاعتقاد بأن الاحتيال هو الحقيقة، وأن المرابي الماكر هو البطل، وأن الديمقراطية بقيمة “الغائط”. ومنها تأتي فقط الإبادة الجماعية، في حين تريد الغالبية في كولومبيا الحقوق والكرامة”.

**************************

الصفحة الثامنة

عائلة خوجه نعمة .. ستون شهيدا وما زالت سخيّة العطاء

اسماعيل محمد اسماعيل

عندما يجتمع الحقد السياسي والقومي العنصري ليكون سلاحا قذرا بأيدي المجرمين في أن واحد يصنع الكوارث المدمرة في حياة الأفراد والعوائل والشعوب الأمنة والمستقرة ويحولها إلى حطام متناثر ومأسي مؤلمة توقظ الضمير الانساني بالنضال بلا هوادة ضد دعاة الطائفية والعنصرية البغيضة والاستفادة من تجارب الماضي المرير..

كان للعائلة الوطنية هذه نصيب مأساوي بما عاشته ما بين “عگد العجم” في الحلة و(عگد العرب) في ايران فضلا عن عواصم عربية وعالمية أخرى بعد أن كان لها العطاء الوطني والثوري منذ اربعينات القرن الماضي في النضال ضد الاستعمار والرجعية والصهيونية والدفاع عن الشعب ومصالحه الوطنية المشروعة وحقوق الانسان وكان من بينهم العديد من المناضلين البارزين تحت راية حزبهم الشيوعي المقدام ..

  وكان لنا فرصة ثمينة للقاء مع الدكتور حلیم عبد الله مرتضى (ابو ياسمين) بعد فراق دام اربعين عاماً من الغربة والمعاناة والحرمان طوال السنين التي أخذت منه ومنا ربيع العمر، ليوضح لنا حقيقة الاضطهاد والمعاناة المريرة له ولعائلته المناضلة. أوضح لنا في بادئ الامر معنى كلمة (خوجه) فهي تعني سابقا المعلم أو المدرس والاستاذ وهو من مواليد 1946 حيث وجد أغلب أبناء عائلته قد امتهنوا الندافة والصياغة ومنهم من أصبح لديه معامل نسيج مصغرة ويعتبرون من الاوائل الذين ادخلوا معامل النسيج إلى مدينة الحلة.. وكان منهم الشعراء والادباء وكان جده الفقيد (مرتضى) له مجلس يضم العديد منهم ولا زال دارهم القديم الذي ولد فيه قائماً وتحول إلى مسجد ومقام باسم العلامة السيد مسلم السيد هادي وكان والده عبد الله شاعراً وخاله الفقيد عبد الرزاق أحمد وابوه شاعرا أيضا كما حصل الكثير منهم على شهادة الدكتوراه في عام 1957 و 1958 ومنهم من كان معيداً في جامعة بغداد.

ومنذ بداية حياته وجد شقيقه الاكبر (رضا عبد الله ) وأولاد عمه الشهيد “شهيد محمد سعيد” والمناضلين المعروفين محمد علي مجيد وشقيقة عارف مجيد من أبرز المشاركين بالمظاهرات الجماهيرية في وثبة كانون 1948 والانتخابات التي حصلت في بداية الخمسينيات التي كان يخط بها شعارا يدعو إلى ( من يريد الخبز والعمل ينتخب الشيخ محمد عبد الكريم الماشطة) وفي تظاهرات عام 1956 واصلوا الكتابة على الجدران وهو معهم شابا يافعاً حاملا (قواطي البوية الحمراء) وكان عندما يشاهدونهم الشرطة يطلبون منه الفرار إلى البيت فورا ويكلف من قبلهم بإلقاء القصائد الشعرية المؤثرة بين المتظاهرين رغم صغر سنه ولكونه يحب الشعر ويجيد قراءته ولحد الآن.

ثم انتمى للحزب بعد ثورة الرابع عشر من تموز مباشرة ونال شرف العضوية في عام 1961 واصبح مسؤولا عن بعض خلايا المرشحين في المجال الطلابي وكان معه (سامي الصفار - مجيد شربة – المصور مرتضى محمد علي - حاتم الاعمى من القاضية) يقودهم الرفيق (ابو عادل - سامي عبد الرزاق الملا ابراهيم) .. وفي عام 1963 اعتقل مع الرفيق سامي جراء اعترافات متفرقة وبقي الخط الطلابي سالما وقاموا بدورهم بالاتصال مع الحزب مرة أخرى وبعد اطلاق سراحه بستة اشهر عاد على الفور مع (ابو عادل) للاتصال بالحزب عن طريق ابن عمه (محمد علي مجيد) وكان مطارداً وخلال ايام الاختفاء كان يمارس مهنة الحلاقة لجميع الرفاق وعندما كان مطارداً قام بمهمة الدخول إلى السجن خلال المواجهة محاولة منه لحل بعض الخلافات بين الرفاق داخل السجن وايقاف بعض التداعيات سواء بالاعترافات او المحاكمة للتقليل من الخسائر التنظيمية. وبعد دخوله كلية التربية في عام 1967 واصل العمل بين الطلاب وسافر في عام 1974 إلى الاتحاد السوفيتي وحصل على شهادة الدكتوراه (علوم الفيزياء) في عام ۱۹۸۲ وعمل مسؤولاً عن رابطة الطلبة العراقيين في مدينة (مينسك) عاصمة (بيلاروسيا) وكان قريبا من المدرسة الحزبية حيث كان يسكن معه الشهيد (وضاح عبد الأمير) عضو المكتب السياسي للحزب لأكثر من ثلاث سنوات. وبعد سماعه بقيام النظام الصدامي المجرم بإبادة وتهجير عائلته سافر إلى الجزائر وبقي ست سنوات، وفي ليبيا ثمان سنوات لتقديم يد العون لوالديه ولأهله وما حل بهم من كارثة موجعة، وآخرها كان مقيما في لندن,

وكانت الصدمة الأولى لعائلته استشهاد ابن عمه (شهید محمد سعيد) على ايدي جلادي حزب البعث في عام 1963 تحت التعذيب الشديد حيث كان يسكب عليه الماء الحار ثم البارد وحرق جسمه بنار (اللمبة) وسابقاً كان يقابله في السجن مع والده، وقد وقعت له حادثة اثرت في نفسه عندما قامت السلطة بمنعهم من الدخول واطلقوا عليهم النار جميعا واستشهد عدد كبير من السجناء والمراجعين على حد سواء وحمله والده وهو صغير إلى المقبرة المجاورة للسجن في باب المعظم وهم يركضون مع الآخرين وكان ذلك موقفا مرعبا للجميع، وقد سبق للشهيد ان اعتقل في بداية الخمسينات لمدة سنتين ووضع تحت المراقبة سنة كاملة في زرباطيه، اما في عام ١٩٨٢ كانت المأساة اكبر حيث تعرضت عائلة (ال خوجه نعمه) عموما للتهجير القسري كوجبة أولى ومصادرة املاكهم وبيوتهم ومحلاتهم واعتقال اولادهم جميعاً حيث بلغ عددهم اكثر من ستين شاباً تراوحت اعمارهم ما بين (۱۸ - 50 سنة) واغلبهم بعمر الورود من بينهم شقيقه حسين وابن عمه صفاء مجيد وسعد فرهود عبد الله وابن اخيه محمد رضا عبد الله وابن اخته فاضل عباس مجيد حيث تم وضعهم جميعا في غرفة واحدة لم تكف لاستيعاب ربع العدد وهم عراة في منطقة (جبلة) بإحدى مراكز الأمن في بابل وتركت لهم فتحة صغيرة لتزويدهم بالخبز والماء فقط ولسنين طويلة حتى تحولت اجسامهم إلى عظام لا يقوون على الوقوف او السير ويصعب تمييزهم جراء شعورهم الكثيفة والطويلة جداً وبعد انبعاث الرائحة منهم فتحت الغرفة ولم يجدوا فيها سوى ثلاثة اشخاص يزحفون على الارض لشدة الضعف الذي أصابهم وهم شقيقه سعدون الذي فقد بصره وعبد الاله موسى وحفظي محمد ) وقاموا برميهم على احد التلال قرب الحدود الايرانية وهم لا يطيقون السير وقد انقذتهم احدى الدوريات وقاموا بإنزالهم من فوق التل بواسطة (الشفل) وتم نقلهم إلى مخيمات المهجرين العراقيين في داخل إیران واسكنوهم مع والديه في خربه مهجورة بعد العز والسعادة ومصادرة الممتلكات بما فيه ممية الطفل الرضيع)..

تصور ان سليم خوجه نعمه أعدم أولاده الستة جميعا وان التهجير شمل المئات من اهله. ويتذكر حادثة يرويها له أخوه سعدون شاهدها من خلال وجود ثقب صغير جدا في غرفة الحجز المجاورة لغرفة التعذيب حيث شاهد المحقق قد استدعى رجلا وامرأة ومعهم طفل عمره ثلاث سنوات يمسكه بيده ويطلب منها الاعتراف وقام بقلع عين الطفل بأظافره تم مسكه من رجليه وضرب رأسه بالحائط بقوة وفارق الحياة بالحال وما كان لأمه الا ان سقطت على الأرض مغشيا عليها.

وقد ساهم الدكتور حليم عبد الله مع الجميع بحضور المؤتمرات ضد المقابر الجماعية من قبل حقوق الانسان وفي كردستان وألقى كلمة طويلة شرح فيها تفاصيل الجريمة وقد ابكت الحاضرين وطلب منه البعض منهم بإصدار فلم خاص يمثل تلك الاعمال البربرية وما يماثلها. وبعد أن اتصل به وزير التعليم العالي في لندن طالبا منه العودة وقام بمعادلة شهادة الدكتوراه والعودة للوظيفة غير أنه لم ينصف اطلاقاً واعيد مدرساً في اعدادية الحلة منذ عام ۲۰۱۳ ولم تحتسب له خدمة سوى خمس سنوات فقط وتم احالته على التقاعد وظل يراوده الشعور بالاضطهاد لأنهم خرجوا مضطهدين مظلومين وعادوا محرومين وهذا هو قدرهم لكونهم المخلصين الشيوعيين وقد اكتفوا بحمل اوسمة الشرف والنضال والتضحية ايمانا وحباً بحزبهم الشيوعي وشعبهم المناضل.

***************

من دفتر الايام.. امتحان آخر

صادق النداوي

في يوم 27 - 5 - 1979 بعد انتهاء الدوام الرسمي في المديرية العامة لتربية بابل. واذا بشخصين طلبا مني مرافقتهما فسلمت سجل الرواتب لاحد الزملاء واعلمته اني ذاهب للأمن لكي يخبر عائلتي، وما أن صعدت السيارة حتى عصبت عيناي بخرقة قماش، وبعد فترة قصيرة واذا انا في بناية مديرية الامن وازيلت الخرقة واذا انا وجه لوجه مع معاون امن المحاويل سابقا خالد البراك وقد قتل فيما بعد في دائرة أمن المدحتية وخاطبني (ها صادق... هس ما تعرفني) حيث يتذكر حادثة لم أكن اسلم عليه آنذاك.

وقال (اخذوه وخلوه لما ارجع) ودفعت الى غرفة المعتقلين وكان منهم المناضل مجيد عبد الحسين وتقدم نحوي (ها جابوك وليش) قلت له لا اعلم وعصراً قادوني بعد ان عصبت عيناني الى غرفة التعذيب وهناك بدأت لعبة الرياضة، الصفع بالأيدي وركلات القدم الفلقة، والاسئلة والكلمات البذيئة علي وعلى الحزب من المعاون خالد وقال أخبرنا عن نشاطك بإعادة تنظيم الحزب الشيوعي ومن هو الشخص الذي اتصل بك وبقية الأشخاص وكلما ازددت انكارا يزداد التعذيب الوحشي وتوقف الحفل وقال ودوه للجهة الطالبة.

وعند حلول الليل نقلت بالسيارة معصوب العينين وعند وصول السيارة عرفت اني في أمن المحاويل ووضعت في غرفة بمفردي، وأثناء ما ينتابني من صراع وقلق واستفسارات كثيرة سمعت أصوات الصياح واستغاثة المعذبين وأصوات المتوحشين وكلماتهم البذيئة توقف الصياح وفي جلستي ينتابني شعور بالألم لما يتعرض له اولئك المعذبون، وكنت انتظر دوري وبدأت اصوات الاستغاثة وعرفته انه الراحل الرفيق صلاح الشمري، وانتابني قلق جديد خشية ان يدلي بمعلومات حيث كانت تربطني به صلة تنظيمية.

وجاء دوري وبدأ العزف من جديد وكانت الصعقات الكهربائية وغيرها والاسئلة نفسها تتوالى والانكار مستمر وفي مساء اليوم الثاني اتو بالشخص المعترف وكانت أقواله عندما جاء لزيارة شقيقي في مستشفى الجملة العصبية في بغداد واهية سوى اني أعطيته جريدة الفكر الجديد وقلت له الله كريم. وفيها بيان الاحزاب الشيوعية العربية التضامن والادانة ضد الحملة الهستيرية التي قام بها النظام الدكتاتوري ضد الحزب الشيوعي، وسأله المحقق هل طلب منك الانضمام للحزب من جديد، أجاب لا. 

ثم سألني عن علاقتي بالرفيق صلاح ،اجبت ابن مدينتي وصديقي وليس  لي علاقة حزبية معه .انتهى التحقيق ونقلنا بالسيارة  معصوبي الاعين  ونحن في توقيف ناحية مشروع المسيب ومعي إضافة للرفيق صلاح  الشهداء علي صبري  وكاظم نور وحمام نور وحمزة  عيدان وكان معنا عناصر من حزب الدعوة وآخرين،  وفي الشهر السابع أفرج عني وانتهت الرحلة وكانت تجربة غزيرة  وغنية بما رافقها من مواقف انسانية لا  مجال لذكرها  مع بعض عناصر الأمن وعناصر من حزب الدعوة   وبصمودي  وصلابتي بالحفاظ على الامانة التي حملتها  نجحت بعبور الامتحان  واضيفت صفحة مضيئة في نضالي في حزب الكادحين والشهداء فتحية لكل شهداء الحزب وانتفاضة تشرين  والرفاق المناضلين  ولا زلت سائرا في مسيرة الحزب  نحو التغيير الشامل.

****************

الشهيد ستار المعروف مأثرة نضال لا تنسى

محمد علي محيي الدين

عندما أردت الكتابة عن هذا الشيوعي البار عدت إلى لداته وأقرانه ومن عملوا معه طلبا لرأي أو معلومة فكانت الألسن تلهج بذكره، فهو من مواليد الحلة الفيحاء 1935 تربى في كنف أخواله آل المعروف فعرف بهم ولقب بلقبهم يقول الدكتور عدنان الظاهر “كنا وستار في أربعينيات القرن الماضي كالجيران في محلة واحدة اسمها “جبران” وزقاق عريض واحد أسمه (عگد المفتي) لكنه كان أسبق مني في المدرسة بعام واحد أو عامين. كان ستار هادئاً بين بقية أطفال عگد المفتي مؤدباً لا يدخل في عراك أو شجار مع باقي الأطفال كما كان شأننا في الكثير من الأحوال. كانت يوم ذاك علاقته الوثقى بكل من “عبد حمزة الشهربلي” و”عدنان أحمد دنان” دخل دار المعلمين الابتدائية في بغداد / الأعظمية وكانت حينذاك الدار الوحيدة في عموم العراق التي يتخرج فيها المعلمون جيلاً بعد جيل” وتخرج فيها سنة 1952”. لا أتذكر أنه مارس التعليم بعد إكماله دراسته في دار المعلمين غير أنه غاب فجأة عن الحلة وما كنتُ أعرف سبب غيابه إلا بعد مرور العديد من السنين: اختفى تفرغاً للحزب الشيوعي وحتى قيل في حينه إنه تخفى وتنقل مع البدو الرحل هرباً من شرطة العهد الملكي . ظهر ستار مهدي بعد ثورة الرابع عشر من تموز عام 1958 وتزوج من السيدة ساهرة حميد طخة شقيقة الأصدقاء رضا طخة وهادي والحاج مهدي حميد طخة.

  قيل في حينه إنه مسئول خطوط الفلاحين في منطقة الفرات الأوسط وكان معروفاً في الحلة أنه مرشح لعضوية اللجنة المركزية للحزب. كان ستار يزور الحلة بين الحين والحين زمن عبد الكريم قاسم وقد أنتقل حزبياً إلى بغداد. كان ستار حريصاً على أنْ يسمعَ مني عن أوضاع الحلة وتكالب البعثيين والقوميين والرجعيين واستقوائهم علينا وصعود مدهم الدموي وتفاقم الحالة السياسية وما رافقها من اعتداءات واستفزازات وخاصة في فترات انتخابات نقابة المعلمين في لواء الحلة”.

وذكر الرفيق جاسم الحلوائي في رسالة أن “ الرفيق ستار معروف ذكي ويمتاز بإمكانية تكوين رأي مستقل والتعبير عنه بشكل ملائم وهذه سمة مطلوبة جداً لاسيما بالنسبة للكادر الحزبي وكانت في ذلك الزمان تنطوي على جرأة وثقة بالنفس، آخذين بنظر الاعتبار ضعف الديمقراطية داخل الحزب. وأتذكر جيدا بأن ستار هو أول من أعترض على تقدير الحزب الوارد في الوثيقة الصادرة من الكونفرنس الثاني (1956) بشأن أسلوب الكفاح وقد ناقش سلام عادل في الاجتماع. فقد شخصت الوثيقة طبيعة المعركة “باعتبارها معركة ذات طابع سلمي غالب”. ولم يقتنع العديد من المشاركين بالتوضيحات التي قدمت في الاجتماع لتبرير هذا الاستنتاج. وقد غيرت اللجنة المركزية هذا الموقف على أثر انتفاضة تشرين الثاني 1956 التي جوبهت بالرصاص من قبل السلطات، وذلك في بيانها الصادر في 11 كانون الأول 1956، لتقرر بأن الأسلوب العنفي هو الأسلوب الغالب.”.

  تفرغ للعمل الحزبي بعد تخرجه من دار المعلمين، ولحركته الدائبة فقد أستلفت أنظار المباحث الجنائية التي هالها هذا النمو المتصاعد في الوعي الطبقي للجماهير فأخذ يتنقل بين المحافظات لمواصلة عمله التنظيمي ، فنسب الى النجف ، مسئولا عن قيادتها سنة 1956 فقام بما أوكل إليه على أحسن ما يكون، وتمكن من بناء العمل التنظيمي بما عرف عنه من جدية وصرامة وقدرة على التحرك في مختلف الظروف، وأصبح حينها عضو لجنة الفرات الأوسط، وكانت لجنة المنطقة تتكون من الرفاق فرحان طعمة وصالح الرازقي وعبد الأمير حسون مسئول محلية بابل ثم حل محله حمد الله مرتضى، وحسن الحاج عباس الذي كان منسبا للمنطقة عندما كان مسئولا عن محلية الديوانية ثم حل محله موسى جعفر مسئول السماوة، وهادي صالح متروك. 

وبعد كونفرنس 1956  الذي أشرف عليه الشهيد سلام عادل أصبح مسئولا عن مكتب اتحاد الشعب في الحلة، وانتقل بداية الستينيات إلى بغداد ونهض بمهمة مسئولية لجنة التوجيه ألفلاحي المركزي ، وعضو اللجنة العسكرية للحزب حتى اعتقاله ليأخذ على عاتقه العمل في الريف بما يحمل من صعوبات ومشاكل في ظل التسلط الإقطاعي وانعدام الوعي في الريف ولكنه بما يمتلك من مؤهلات عالية تمكن من تذليل الصعاب التي اعترضت العمل وتمكن من بناء المرتكزات المهمة لتنظيم فلاحي أمتد ليأخذ مدياته الواسعة تنفيذا لمقررات الحزب في ضرورة توسيع نشاط الحزب في الريف والعمل لبناء قاعدة قوية لأن الفلاحين يشكلون النسبة الأكبر بين الجماهير، فكان النضال الحزبي يعتمد على بث الوعي وضرورة تشكيل الجمعيات الفلاحية التي تعمل لنشر قاعدة مهنية كبيرة تأخذ على عاتقها  تحفيز نضال الفلاحين في المطالبة بحقوقهم في تطبيق قانون الإصلاح الزراعي وخصوصا بعد أن حاولت القوى الرجعية الالتفاف عليه من خلال علاقاتها بإدارات الألوية التي كانت تعمل بالضد من القانون، وهذا التحرك في الأوساط الريفية كان وراءه خيرة الكوادر الحزبية التي نذرت نفسها لهذا العمل واستطاعت استمالة الفلاحين لجانبها ليأخذوا بناصية النضال الوطني لانطلاقة جديدة ويشكلوا الإسناد الطبيعي لجماهير المدن في نضالهم لنصرة الثورة وحماية منجزاتها التي كانت تصب في صالح الفقراء ،وكان يتنقل في الألوية العراقية لمتابعة العمل الفلاحي وتشكيل الجمعيات والعمل لتذليل المصاعب التي تواجهها بسبب تواطؤ الإدارة المحلية مع كبار الملاكين.

وأستمر في عمله النضالي واضطر للعمل السري بعد انحراف عبد الكريم قاسم ومحاولته تقريب العناصر الرجعية والقومية وإرضائها من خلال محاربة الشيوعيين واعتقالهم، حتى امتلأت السجون بالشيوعيين ،وظل وفيا لمبادئه وحزبه حتى ساعاته الأخيرة حيث القي القبض عليه ليلة 7 اذار 1963 ، وتعرض للتعذيب من قبل عتاة الحرس القومي ، ولم يستطع هؤلاء الفاشست انتزاع اعتراف منه فحافظ على الأمانة وأعطى درسا للآخرين كيف يكون الصمود ،وهذا هو ديدن الشيوعيين العراقيين في الصمود والتصدي فقد قام البعثيون باستعمال مختلف الوسائل لانتزاع الاعترافات إلا أنهم باءوا بالفشل بسبب الصمود الأسطوري للقيادة الشيوعية التي أصبحت مثلا  في التضحية والفداء ، ومواجهة الموت بشجاعة منقطعة النظير. وفي ليلة 9-10 اذار 1963استشهد مع مجموعة من رفاقه بعد اعدامهم في منطقة الحصوة ودفنوا في مقبرة جماعية بمكان مجهول.

************

الصفحة التاسعة

ريال مدريد يعلن ضم تشواميني

متابعة ـ طريق الشعب

أعلن ريال مدريد رسميا، امس السبت، تعاقده مع اللاعب الفرنسي الدولي، أوريلين تشواميني، قادما من صفوف موناكو.

وقال النادي الملكي، في بيان رسمي: “اتفق النادي مع موناكو على انتقال اللاعب أوريلين تشواميني إلى صفوفنا، لمدة 6 مواسم مقبلة”.

وأضاف: “سنقدم تشواميني كلاعب جديد في النادي، يوم الثلاثاء المقبل (14 حزيران) في تمام الساعة 12:00، عقب إجراء الكشف الطبي، ثم سيظهر اللاعب أمام وسائل الإعلام”.

واشارت تقارير صحفية إلى أن قيمة الصفقة تبلغ 80 مليون يورو، بجانب إضافات تقدر ب 20 مليون يورو.

**************

حجاز بهية: فقدنا قدوة حسنة في الاعلام والرياضة.. رحيل شيخ المعلقين العراقيين مؤيد البدري

بغداد ـ طريق الشعب

توفي في الولايات المتحدة الأمريكية، يوم أمس، شيخ المعلقين الرياضيين في العراق مؤيد البدري، عن عمر ناهز الـ 88 عاما، بعد صراع مع المرض.

الشيوعي العراقي يعزي

وعزا عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي حجاز بهية، الوسط الرياضي والجماهير الكروية بوفاة البدري.

وقال بهية لـ”طريق الشعب”، “نعزي الوسط الرياضي والجماهير الكروية برحيل قامة كبيرة، قدمت للرياضة والصحافة العراقية والعربية الكثير”، مشيرا إلى ان “البدري كان مدرسة يحتذى به لتعليم الاجيال وتنشئتهم، وقدوة حسنة في الاعلام والرياضة “.

ودعا بهية إلى ضرورة الالتفات إلى الرياضيين الرواد والاعتناء بهم وتقديم الرعاية اللازمة”، مشددا على “ضرورة الاستفادة من الخبرات الوطنية في مجال الرياضة”.

اتحاد الكرة

من جانبه، قدم الاتحاد العراقيّ لكرةِ القدم، التعازي بوفاة شيخ المعلقين مؤيد البدري.

وقال الاتحاد في بيان طالعته “طريق الشعب”، “بأحر التعازي وأصدق المواساة إلى الوسطِ الرياضي بوفاةِ رئيس الاتحاد العراقيّ الأسبق والقامة الرياضيّة الشامخة (مؤيد البدري) الذي يعدُّ رحيله خسارةً كبيرةً لا تعوض، فهو معلمُ الأجيال وصاحب الأفكار الرياضيّة النيرة في جميعِ المناصب التي تقلدها رياضياً وإدارياً وإعلامياً”.

من هو مؤيد البدري؟

مؤيد عبد المجيد البدري هو مقدم برامج ومعلق رياضي، ورمز من رموز الرياضة العراقية، من مواليد (21 تشرين الثاني 1934)، بغداد، منطقة الأعظمية.

ودرس البدري في ثانوية الأعظمية في بغداد، وتخرج منها عام 1953، ثم التحق بالمعهد العالي للتربية الرياضية في جامعة بغداد عام 1954، وتخرج منه عام 1957.

وحصل على بعثة دراسية بالولايات المتحدة، وهنالك نال درجة البكالوريوس ثم الماجستير في العلوم الرياضية.

وشغل البدري منصب أمين صندوق الاتحاد العراقي لكرة القدم، ومدير عام الرياضة المدرسية 1962-1984، كذلك مدير الألعاب الرياضية في وزارة الشباب بين عامي 1962 و1984.

كما عمل البدري أستاذا في كلية التربية الرياضية جامعة بغداد، وسكرتيرا للاتحاد العراقي لكرة القدم بين عامي 1970 و1977، فضلا عن رئاسته للاتحاد العراقي لكرة القدم في 1977، 1980 و1988.

وكان لمؤيد البدري العديد من المشاركات والكتابات في الصحف والمجلات، وكان أولها كتب سلسلة اسمها (الغيث) عام 1957.

وكذلك، عمل محرراً في مجلة السينما العراقية، قسم الأخبار الرياضية، كما ترأس تحرير جريدة الملاعب، وفي التلفزيون عمل كمعلق رياضي منذ 1963، وعمل مقدماً لبرنامج الرياضة في أسبوع بين عامي 1963 و1993.

ويعد البدري أول معلق رياضي عراقي، وتقاعد من العمل الوظيفي في عام 1993.

***********

فلسطين تقترب من التأهل إلى نهائيات آسيا

متابعة ـ طريق الشعب

قطع المنتخب الفلسطيني، أمس السبت، خطوة كبيرة نحو التأهل لكاس آسيا 2023، بفوزه العريض على اليمن (5/0)، في اللقاء الذي جرى على ملعب أولان باتور في منغوليا.

وحافظ المنتخب الفلسطيني بذلك على صدارة المجموعة الثانية، بـ 6 نقاط من انتصارين، بينما ظل اليمن بنقطة وحيدة في المركز الثالث.

وفي نفس المجموعة، تقدمت الفلبين للمركز الثاني برصيد 4 نقاط، بعد الفوز على منغوليا (1/0).

وسيطر المنتخب الفلسطيني تماما على مجريات الشوط الأول، ونجح في افتتاح التسجيل بعد مرور ربع ساعة، عن طريق عدي الدباغ الذي تابع كرة زميله محمود وادي، المرتدة من العارضة.

وفي الدقيقة الأخيرة من الشوط الأول، عاد الفدائي وعزز تقدمه بالهدف الثاني، من ركلة حرة مباشرة للاعب محمد باسم.

وخلال هذا الشوط اعتمد اليمن على المرتدات عن طريق حيدر إسلام، لكنه لم يتقنها، ولم تشكل أي خطورة على مرمى فلسطين.

وفي الشوط الثاني لم يتغير الحال، حيث عززت فلسطين تقدمها بهدف ثالث للاعب محمد يامين، وتبعه البديل صالح شحادة، بديل محمود وادي، بالهدف الرابع من ضربة رأس.

وعاد صالح شحادة مرة ثانية، وترجم الجهد الكبير لزميله مصعب البطاط، بتسجيل الهدف الخامس لمنتخبه والثاني له، لينتهي اللقاء (5/0) لصالح فلسطين.

***************

كيريوس يصطدم بموراي.. في شتوتجارت إلى نهائيات آسيا

متابعة ـ طريق الشعب

ضرب الأسترالي نيك كيريوس موعدا في نصف نهائي بطولة شتوتجارت المفتوحة، مع البريطاني أندي موراي بتغلبه على المجري مارتون فوكسوفيكس، الذي قرر الانسحاب من البطولة رغم عدم ظهور بوادر إصابات بدنية عليه، بينما كان متأخرا بنتيجة 7-6 (7-3) و3-0.

واستمر المجري، المصنف ال 55 عالميا، في المباراة لمدة 53 دقيقة، وقاوم طوال المجموعة الأولى.

وفي المجموعة الثانية تفوق كيريوس، ليقرر فوكسوفيكس الانسحاب من البطولة.

ويغيب الأسترالي، المصنف ال 78 عالميا، عن المنافسة منذ نيسان الماضي، وحجز مقعده في نصف النهائي، محققا سجله الأفضل في العام الجاري.

ويتطلع كيريوس إلى بلوغ النهائي الأول له في الموسم، عبر بوابة شتوتجارت، وإذا حقق هذا الإنجاز فسيكون أول نهائي يخوضه في مسيرته على الملاعب العشبية.

ولبلوغ النهائي، ينبغي على الأسترالي تجاوز موراي في نصف النهائي، والذي تغلب بدوره على اليوناني ستيفانوس تسيتسيباس بمجموعتين دون رد، بواقع 7-6 (7-4) و6-3.

**************

اجتماع حاسم في اتحاد الكرة المصري بعد الخسارة أمام إثيوبيا

متابعة ـ طريق الشعب

أصدر الاتحاد المصري لكرة القدم، بيانا يوم امس بعد خسارة المنتخب الأول أمام إثيوبيا (0-2)، ضمن الجولة الثانية من تصفيات كأس الأمم الإفريقية 2023.

وقال الاتحاد، في بيان نشره عبر صفحته الرسمية على "فيسبوك": "عقد اتحاد الكرة برئاسة جمال علام، اجتماعا تم خلاله مناقشة ملابسات وأحداث مباراة منتخب مصر وإثيوبيا، والتداعيات الخاصة بالهزيمة".

وأضاف: "تم الاستقرار على مد الجلسة للخميس المقبل، عقب انتهاء مباراة المنتخب أمام كوريا الجنوبية الودية، المقررة يوم الثلاثاء، والتي تحتم إقامتها نظرا للتعاقد المبرم بين الاتحاد المصري واتحاد كوريا الجنوبية، وما ترتب عليها من التزامات لائحية وتعاقدية مع الاتحاد الدولي لكرة القدم".

ومن المنتظر اتخاذ العديد من القرارات المهمة والحاسمة في جلسة مجلس إدارة اتحاد الكرة الخميس المقبل، تشمل العديد من الملفات داخل الاتحاد، وعلى رأسها مصير إيهاب جلال، المدير الفني الجديد للفراعنة.

*************

الاكاديمية الرياضية د. ايمان صبيح: الرياضة النسوية ثروة للمجتمع واهمالها خسارة كبيرة

بغداد ـ منعم جابر

مثلما يمارس الشباب الألعاب الرياضية ويبرزون بها، فان الشابات هن الأخريات من حقهن ان يمارسن الرياضة بمختلف العابها. وقد حققت بناتنا افضل الإنجازات الرياضية في ثمانينات القرن الماضي وابدعن في مستوياتهن الرياضية، وقدمن الإنجازات الفريدة، لكن ما حصل من حروب وتراجع أثر بشكل كبير على بناتنا فتراجع المستوى العام وتولد الإحباط وبالتالي الفشل.

وكان لحرص العوائل وخوفهم على بناتهم قد ساهم في انكماش الرياضة النسوية، مما ضيع الفرصة الاكيدة للنجاح والابداع. ويسرنا اليوم ان نلتقي بواحدة من نجوم الرياضة في ثمانينات القرن الماضي لمحاورتها حول الواقع الرياضي بشكل عام وواقع الرياضة النسوية بشكل خاص، وكيف ترى الحلول المناسبة لهذا الواقع وكيفية المساهمة في ارتقاء رياضة المرأة والعودة إلى الأيام الذهبية.

انها الدكتورة ايمان صبيح الأستاذة الجامعية وبطلة الاركاض المتوسطة، أجرينا معها حديثا صريحا وجريئا لمناقشة الواقع الرياضي النسوي، على ان يتبعها بعض رائدات الرياضة العراقية ممن تميزن سابقاً، وكن خير سفيرات للرياضة النسوية أيام عطائها وانجازاتها.

وستساهم جريدة “طريق الشعب” بالبحث والتدقيق في واقع الرياضة النسوية وإمكانية الارتقاء بها إلى واقع جديد ومتقدم.

القطاع الرياضي متخلف ولا مجال للكفاءات

الدكتورة إيمان صبيح هي أول امرأة تنضم إلى الهيئة المؤقتة لإدارة العمل الأولمبي، وكانت من ضمن 20 شخصية رياضية بقيادة طيب الذكر أحمد السامرائي. وفي السنة الأولى عملت بإخلاص وتفان وكانت تحمل مشاريع وبرامج لإصلاح الواقع الرياضي وتطويره، واشرفت على انتخابات الاتحادات الرياضية المركزية، الا أن البعض حاربها وفت من عزيمتها من قبل انصاف الرياضيين ومن الطارئين على الوسط الرياضي. وكانت الكارثة يوم اختطفت العصابات قيادة اللجنة الأولمبية الوطنية العراقية وأهم رموزها، ومن هنا بدا العد التنازلي للقطاع الرياضي..

* قلنا للدكتورة ايمان صبيح: هل كان اختطاف أحمد الحجية جرس انذار لكم؟

- كان احمد الحجية رياضي متمكن عارف بالعمل الرياضي وقاد العمل الأولمبي في السنتين اللتين تولى بهما إدارة اللجنة الأولمبية بنجاح، ولكن اختطافه وزملائه أثر بشكل كبير، وبدأ الكثير من الطارئين يفرضون انفسهم على الواقع الرياضي.

* هل العمل الرياضي صار متخلفاً ولا مجال للكفاءات والأكاديميين فيه؟

- نعم، فقد سطا الجهلة والاميين وانصاف الرياضيين وازاحوا الكفاءات وأصحاب الخبرات. تصور وانا أستاذة جامعية بذلت جهودا ومحاولات من أجل تقديم مشروع عمل لطلاب المدارس الابتدائية (الصف الخامس) لإجراء اختبارات نوعية وتجارب ميدانية الا ان الجهات ذات العلاقة لا توافق ولا تسمح! اذاً كيف نبدأ ونحصل على النتائج المرجوة؟ والرياضة بشكل عام تعاني الإهمال والضعف والفقر ولا مجال لتطويرها والنهوض بها، ما دام المتسلطون عليها غرباء على الوسط الرياضي.

مطلوب قوانين للمؤسسات الرياضية تتناسب مع المرحلة

الواقع الرياضي يتطلب قوانين جديدة تتناسب مع مرحلة العراق الجديد، هذا ما اكدت عليه د. ايمان وأضافت ان المؤسسات الرياضية تعيش على قوانين بالية مضى عليها ما يقارب الـ 40 عاماً، ويتطلب اليوم إعادة تنظيمها لأنها شرعت في ظل النظام السابق، وفيها الكثير من العيوب والنواقص، وهذا يشمل كل المؤسسات الرياضية مثل الأندية والاتحادات الرياضية واللجنة الأولمبية مع قوانين خاصة بالاحتراف الرياضي والاستثمار وعائدية الأندية.. الخ.

وأكدت الدكتورة على واقع الأندية الرياضية الحالي وقالت انها تعيش على المعونات والدعم الحكومي، بينما جميع اندية المنطقة والعالم لها إمكاناتها المالية واستثماراتها وشخصيتها المستقلة، على العكس من الأندية العراقية التي تعيش كما قلنا على الكفاف، ولا يسمح لها بالتملك ولا العمل التجاري والاستثماري، فكيف تتطور هذه الأندية وترفع من مستواها؟ وأضافت أن واقع الأندية بائس وهي غير قادرة على امتلاك أي شيء، وهي أسماء فقط.

ومن هنا ادعو قادة الدولة والمسؤولين عن الرياضة ان يجدوا حلاً مناسباً لتحرير الأندية من هكذا واقع والسماح لها بحرية العمل وسن القوانين التي تسمح التي تسمح للأندية بالتحول إلى مؤسسات فاعلة وقادرة على تحريك القطاع الرياضي والنهوض به نحو الأفضل.

فتياتنا وأهمية وجودهن في الأندية الرياضية

بالأمس ساهمت بناتنا بحيوية ونشاط وبرز العشرات منهن في ميادين الرياضة ولمختلف الألعاب، وقد احرزن البطولات والنتائج الجيدة، والواجب يتحتم ان تساهم المرأة بقوة في المجال الرياضي، هذا ما أكدته الأستاذة ايمان صبيح وناشدت الفتيات للتواجد في الميدان الرياضي والمشاركة في مختلف الألعاب، وان تكون مساهمتها فعلية وليست شكلية. فجميع دول المنطقة ومنها دول الخليج وايران نشطت ففيها الرياضة النسوية، وطالبت بضرورة تفعيل دور العنصر النسوي في الهيئات الإدارية للأندية الرياضية، وان لا يبقى شكلياً فقط.

كما اكدت على ضرورة تنفيذ خطوة أولى لإعادة الحياة لأندية الفتاة التي تأسست في ستينات القرن الماضي، على الأقل في بعض المدن والمحافظات ومنها العاصمة بغداد، التي يسمح فيها إقامة النشاطات والفعاليات الرياضية النسوية.

****************

الصفحة العاشرة

إيلون ماسك يعثر على كارل ماركس / جوزيف كيشور* / ترجمة: محمد المبارك

قد يأتي من باب المفاجأة بالنسبة لمتابعي المشهد السياسي الأمريكي أن يعلموا أن رائد الأعمال الشهير وسابع أغنى رجل في العالم إيلون ماسك هو أيضاً تلميذ نبيه للنظرية الماركسية. فما ظهر أخيراً هو أن ماسك قد أخذ على نفسه، وهو في غمرة انشغاله بإدارة شركاته المتعددة مثل تيسلا وسبيس إكس وغيرها، أن يخصص وقتا لقراءة ودراسة كتاب ماركس العظيم ذي الثلاثة أجزاء (رأس المال) - 1867. وفي تغريدة تتصدرها صورة لكارل ماركس نشرها قبل يومين من كتابة هذا المقال قال ماسك ملخصا بلغة عامية ما فهمه من دراسته لعمل ماركس: “رأس المال” بإيجاز: أعطني ذلك مجانا (ولو التزمنا بمستوى السجل اللساني في ترجمة التغريدة لأمكننا القول بالعامية: أبو بلاش كثر منه).

وبالفعل كم هو بارع ونافذ البصيرة هذا التلخيص! فلنا أن نغفر لماسك استخدامه لهذا التعبير العامي ذلك لأنه أوجز حقيقة مهمة وهي أن الفوائد التي تراكمها الطبقة الرأسمالية تأتي أساسا من حقيقة أن القيمة التي ينتجها العمال تزيد على ما يحصلون عليه من أجور مقابل عملهم، أي أن تلك الفوائد هي ناتج “العمل غير مدفوع الأجر”. ويستوجب هذا شرحا بتفصيل أكبر في ما يلي من سطور.

كرس ماركس كتاب (رأس المال) لتحليل القوانين الأساسية للرأسمالية والنظام الاجتماعي والاقتصادي الذي ما زال سائدا حتى اليوم. وقد بدأ بحثه بدارسة الوحدة الأساسية للنظام الرأسمالي وهي السلعة. ثم رأى أن هناك مخزوناً من قوة العمل الحية توجد تحت تصرف المجتمع، وهي طاقة قادرة على إنتاج كل متطلبات الحياة الإنسانية، من الطعام إلى المأوى إلى المواصلات وحتى تقنيات الاتصال. وكنتيجة لتقسيم العمل بين الفاعلين المتعددين في العملية الإنتاجية فإن ناتج تلك العملية يتخذ شكل السلعة، فالسيارات والتلفونات والأطعمة والبيوت هي سلع يتم إنتاجها من قبل أفراد مختلفين وصناعات متعددة وكلها تباع وتُشترى في السوق.

ويمكن إرجاع الطرق المتشعبة والمعقدة التي تعمل بها الرأسمالية الحديثة إلى قانون واحد كان ماركس أول من قام بشرحه بشكل مستفيض وهو: قانون قيمة العمل، الذي يقول بأن أن القيمة الاقتصادية للسلع تتحدد بكمية ما تم صرفه في إنتاجها من العمل الإنساني الضروري اجتماعيا. فعلي سبيل المثال فإن سيارة من إنتاج شركة تيسلا تفوق في قيمتها قيمة غالون من الحليب لأن كمية العمل الذي ذهب في سبيل إنتاجها يفوق ما ذهب في إنتاج الحليب. ويتم تبادل السلع في الأسواق مع سلع أخرى تحمل نفس القيمة (أو بتعبير آخر بقيمة مالية مساوية).

لكن من أين تأتي اللامساواة في المجتمع إذا كان تبادل السلع يتم بحسب كمية العمل المطلوب في إنتاجها؟ ولماذا تحتكر طبقة قليلة كميات هائلة من الثروات بينما يعاني المنهمكون بالعمل الفعلي - وهم العمال - من الفقر والفاقة؟

تبلغ ثروة إيلون ماسك ما يقارب السبعين مليار دولار، أي ما يعادل مليوني ضعف متوسط الدخل السنوي للفرد في الولايات المتحدة والبالغ ٣١ ألف دولار سنوياً. فهل يعني هذا أن ماسك، الذي لم يقض حتى كتابة هذا المقال سوى ٤٩ عاماً قصيرة على وجه الأرض، قد قام بعمل يعادل مجهود مليوني عامل لمدة عام كامل؟ حتى لو عرفنا بأنه يعمل لساعات طويلة يوميا فإن هذه المقارنة مستحيلة.

إن مصدر اللامساواة كما وضح ماركس يكمن في الطبيعة الفريدة لإحدى السلع التي تباع وتشترى في السوق وهي: قوة العمل. ففي اللغة اليومية يمكن أن تسمع من يقول لك بأن العامل أو العاملة يبيعان عملهما إلى الرأسمالي. ولكن ذلك ليس صحيحا تماما، فما يبيعه العامل إلى الرأسمالي هو ليس العمل نفسه بل سلعة قوة العمل، أي قدرته على العمل، وهي التي تدخل في قيمة وعملية إنتاج كل السلع الأخرى.

يشتري سلعة قوة العمل من العمال من يملك وسائل الإنتاج (مثل مصانع سيارات تيسلا في ولاية كاليفورنيا التي يمتلكها ماسك). أي أنه يشتري قدرة هؤلاء العمال على العمل في مقابل أجر أو راتب. ومثل أية سلعة أخرى فإن قيمة هذه السلعة وهي “قوة العمل” تتحدد بحسب كمية العمل الذي يدخل إنتاجها، وهي هنا تساوي كمية المواد اللازمة لبقاء وإعادة إنتاج العامل نفسه. وكلما قل ما هو مطلوب لبقاء وإعادة إنتاج الجيل التالي من العمال بالأجر، زاد فقر العامل وقلت كلفة قوة العمل التي يملكها.

عندما يشتري الرأسمالي هذه السلعة وهي قوة العمل فإنه يملك الحق في استهلاكها. ولكن مربط الفرس يكمن في أن كمية العمل التي يقوم بها العامل على خط الإنتاج أو الموظف في المتجر أو الفلاح في الحقول تفوق قيمة العمل التي يقدمها للرأسمالي والتي تقاس بما يحصل عليه من أجر. وبعبارة أخرى فإن العامل يكدح بمقدار أكبر من السلع الضرورية لإبقائه على قيد الحياة. هناك إذن زيادة أو فائض قيمة تتمثل في الفرق بين القيمة التي ينتجها العامل وبين الكلفة الضرورية لمعيشته. وكلما زاد مستوى الاستغلال (أي كلما زادت كمية الإنتاجية التي يستطيع الرأسمالي استخلاصها من العامل) فإن تكلفة قوة العمل تقل بالنسبة للرأسمالي (أي يقل ما يتوجب عليه دفعه للعامل أو العاملة ليمكّنهما من العيش) وبالتالي تزيد كمية فائض القيمة المستخلصة. فناتج العمل تعود ملكيته للرأسمالي لا للعامل. ويحقق الرأسمالي عبر بيع السلع المنتجة في السوق فائض القيمة الذي استطاع استخلاصه على شكل فوائد يجنيها من ذلك البيع. وبهذه الطريقة فإن الطبقة الرأسمالية ككل تستخلص كتلة من فائض القيمة من الطبقة العاملة ككل. ويتم تقاسم تلك الكتلة من فائض القيمة بين مختلف قطاعات الطبقة الرأسمالية ضمن صراع الأسواق وعبر آليات مثل نظم الأسعار والمنافسة والتلاعب والمناورة والقيود على التجارة، إلى آخره... ويحلل ماركس هذه التعقيدات في كتاب (رأس المال)، ولكن في النهاية فإن ما يتم تقاسمه ضمن ذلك الصراع السوقي هو ما تم إنتاجه عبر إنفاق قوة عمل الطبقة العاملة.

كل ذلك يقود إلى حقيقة أن الأرباح والثروة التي يجنيها الرأسمالي ليست من نتاج عمله الخاص، ولكنه نتاج عمل أناس آخرين هم العمال. وكما يشرح ماركس في مؤلفه الأبكر من كتاب (رأس المال)، “القيمة والسعر والربح” (1865) فإن “فائض القيمة أو ذلك الجزء من القيمة الكلية للسلعة التي تمثل فائض القيمة أو العمل غير مدفوع الأجر هي ما أسميه الربح” أو هي ما نستطيع أن نطلق عليه من وجه آخر ذلك التعبير المبسط الذي وضعه إيلون ماسك “أعطني ذلك مجانا”!

ولكن لابد لنا من بعض التوسع هنا لكي نفهم الوضع الحاضر، فتلك هي الطريقة التي استخدمت بها الطبقة الحاكمة في الولايات المتحدة - خصوصا خلال العقود الأربعة الأخيرة - سيطرتها على جهاز الدولة لكي تحول الثروات مباشرة إلى الأسواق المالية وبالتالي إلى الحسابات البنكية العائدة للقلة من فاحشي الثراء.

وضمن مواجهتها لتبعات جائحة فايروس كورونا قامت الطبقة الحاكمة الأمريكية ممثلة في بنك الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأمريكي) بمنح مليارات الدولارات إلى شركات وول ستريت مما رفع أسعار سوق الأسهم إلى مستويات استثنائية. وقد تم تمرير عملية الإنقاذ المالي الضخم تلك للشركات الكبرى والبنوك - وهي عملية تنطبق عليها أيضا مقولة ماسك “أعطني ذلك مجانا” عبر تصويت بالإجماع من قبل الحزبين المسيطرين في الكونغرس الأمريكي على تمرير قانون CARES في شهر مارس من عام 2020.

وأخيراً فإن ثروة ماسك بالذات نمت من خلال عمليات مالية من هذا النوع من التدخلات الحكومية. ونتيجة للصعود الكبير في سوق الأسهم وسط وضع شعبي بالغ السوء يخيم عليه الموت والبؤس الاجتماعي كان ماسك يرى القيمة الصافية لثروته تتزايد إلى ثلاثة أضعافها في الشهور السبعة الأولى من ذلك العام.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

*رئيس حزب المساواة الاشتراكي الأمريكي

نشرة «التقدمي» البحرينية – عدد حزيران 2022

************************************

الثورة والسياسة الثورية في فكر لينين.. التحليل الملموس .. الصراع الطبقي

فواز طرابلسي*

مفهوم «الوضع»: التحليل المحدد للواقع المحدد

ينطلق لينين من منهجية متماسكة تقول إن كل عمل سياسي قائم على العلم يبدأ بطرح سؤال الراهنية ومميزاتها. بناءً عليه، بلور مفهوم «الوضع» Conjuncture، و«الوضع» كما يستخدمه لينين هو حقل الفعل المركّب لقوى طبقية عينيّة. وينبغي معاينة «الوضع» من منظارين: منظار تمايزه عن الوضع الذي سبقه؛ ومنظار مصالح البروليتاريا، إذ لا يجوز للجهد الفكري الثوري أن يكتفي بالوصف والتمييز. إنه منحاز إلى التغيير، تغيير الوضع الراهن. ويملي هذا التعيين لـ«الوضع» مهتين متلازمتين: الأولى، ضرورة الانطلاق من «الوضع» الراهن باتجاه تغييره؛ والثانية، استشراف معالم النقلة الممكنة واللازمة إلى «وضع» جديد من منظار مصالح البروليتاريا بعيدة المدى. وهذا ما يسميه لينين «الاستراتيجية».

وصف لينين ثورة ١٩٠٥–١٩٠٧ بأنها «التمرين الأخير» على الثورة ضد النظام القيصري، وقد عرّت الثورة فساد ذلك الوضع وكشفت جميع «الفاعلين» و«الممثلين» و«اللاعبين» فيه، أي الطبقات والشرائح الاجتماعية والجماعات الإثنية والقومية وممثليها، في علاقاتها المتبادلة ومواقعها بكل تفاصيلها وحركتها.

على أن تسمية لينين ثورة ١٩٠٥ بـ«التمرين الأخير» لا تُفهم بالكامل إلا من منظار الحرب العالمية الأولى (١٩١٤–١٩١٨) وهي الحرب الاستعمارية التي سرّعت من مجرى التاريخ العالمي وتولدت عنها أزمات وانعطافات مفاجئة أسهمت في إسقاط النظام القيصري الدموي بضربة واحدة في شباط ١٩١٧. يلجأ لينين إلى الاستعارة المسرحية لتعيين «الوضع» الجديد الذي تولّد عن تلك الثورة بعدما أنجزت المسرحية تمارينها.

انطلقت ثورة شباط من تظاهرة للنساء العاملات في بتروغراد لمناسبة يوم المرأة العالمي في الثامن من آذار، حسب التقويم القديم، احتجاجا على تردي الظروف المعيشية. وترافق الإضراب النسائي مع إضراب عمالي عام في المدينة بمشاركة ١٦٠ ألف عامل، واجتاحت وسط المدينة جماهير شعبية حاشدة وغاضبة عبّرت عن مطالب متداخلة:

ربّات البيوت يطالبن بالخبز جراء ندرة المواد الغذائية بسبب الحرب؛

شاركت في التظاهرات أعداد واسعة من جنود المواقع العسكرية، وزحف نحو مليونين منهم عائدين إلى روسيا لاستعادة الأرض. هؤلاء هم الجنود - الفلاحون الذين سيقول عنهم لينين إنهم «اقترعوا للثورة بأقدامهم».

فلاحون يطالبون بالأرض.

الإضرابات العمّالية تطالب بتخفيض ساعات العمل وزيادة الأجور، وبرز أيضا في تلك الفترة مطلب جديد هو الإدارة العمالية للمصانع.

ارتفعت خلال الإضرابات والتظاهرات شعارات «الخبز! الخبز!»، «يسقط الاستبداد»، «تسقط الحرب»، «الصلح فورا». وأخذت النساء في تحريض الجنود على إلقاء السلاح والانضمام إلى التظاهرات. ترددت فرق خيّالة الكوزاك في قمع التظاهرات وبدأ الجنود بالتآخي مع الجماهير. يوم ١١ آذار بدأت الانتفاضات في الثكنات ضد الحرب وانضمام الضباط والجنود إلى الجماهير الثائرة. لقد تعطّلت آلية القمع، آخر ملجأ للنظام. بعد أربعة أيام من الفوضى، تنحّى القيصر وسلّم الحكم لحكومة انتقالية من الليبراليين بعدما تعذر على الجيش قمع الثورة. في تلك الأثناء، نبتت مجالس السوفييت كالفطر في كافة أنحاء روسيا.

يعزو لينين نجاح ثورة شباط بتلك السرعة المشهودة إلى أنه وليد وضع تاريخي فريد، أبرز سماته تقاطع تيارات متنافرة ومصالح طبقية عديمة التجانس ومتضادة كليا، من حيث مساعيها السياسية والاجتماعية، وتلاقيها على نحو متناسق مدهش ضد روسيا الإقطاعية والبرجوازية، وضد سفيري بريطانيا وفرنسا، العاملين على مواصلة الحرب، إضافة إلى بروز شكل جديد للتمثيل الشعبي هو مجالس السوفييت. دفع الضغط البريطاني — الفرنسي على بافل مليوكوف — أحد قادة الحزب الدستوري الديموقراطي («الكاديت») لأن يتسلّم وزارة الخارجية من أجل مواصلة مشاركة روسيا في الحرب وتنفيذ ما جرى الاتفاق عليه أصلاً بين الحلفاء في «اتفاقية القسطنطينية» العام ١٩١٥. وهي اتفاقية تقاسم غنائم الحرب في أراضي السلطنة العثمانية، تحصل بموجبها روسيا على القسطنطينية (إسطنبول) والمضائق، وتحصل بريطانيا على العراق، وفرنسا على سورية الكبرى، وتتولى الدول الثلاث إدارة دولية مشتركة لسنجق القدس (لم يكن إعلان بلفور قد صدر بعد ولا بريطانيا احتلت فلسطين).

الصراع الطبقي: فاتح إمكانات/ راسم حدود

في وجه الاقتصادوية، بلور لينين مفهوم الاقتصاد الاجتماعي، الذي يضع الاقتصاد داخل التشكيلة الاجتماعية. وفي بلورته المستقلة للنظرية الماركسية لتأمين تطبيقها على واقع بلد متخلف اقتصاديا، وسّع لينين تعريف الطبقات ذاته بحيث يتجاوز ثنائية البرجوازية/البروليتاريا.

  «الطبقات مجموعات كبيرة من البشر يتمايز بعضها عن بعض بالموقع الذي تحتله في نظام محدد تاريخيا من الإنتاج الاجتماعي، وبعلاقتها بوسائل الإنتاج، وبدورها في تنظيم العمل الاجتماعي، وبالتالي بأحجام الحصة من الثورة الاجتماعية التي تتصرف بها وبوسيلة الاستحواذ على عمل مجموعات أخرى نظرا للمواقع المختلفة التي تحتلها في نظام محدد من الاقتصاد الاجتماعي».

(طرابلسي، الطبقات الاجتماعية، ٢٠١٦، ٣١–٣٢)

هكذا توصل لينين إلى ضرورة مبادرة البلاشفة إلى تسلّم السلطة بناء على تشخيصه لفعل القوى الطبقية في المجتمع الروسي في وضع روسيا العيني. ويتبدّى التعيين الطبقي المتضافر (الاقتصادي، السياسي، الاجتماعي، الأيديولوجي) ليس فقط بما يطلقه من ديناميات وإنما أيضا بما هو راسم حدود في ما تستطيعه هذه الطبقة أو تلك من حيث الوعي والفعل.

في تحليل ذلك «الوضع»، تكشفت للينين أربع قوى طبقية أساسية — الملكية القيصرية، البرجوازية الملكية، البروليتاريا، الفلاحون - أخذ يعاين سلوكها من حيث مداه وحدوده، من منظار وضع جديد كل الجدّة هو النزاع العسكري على الصعيد العالمي. عيّن التناقض الرئيسي على أنه بين القيصرية والرأسمالية من جهة والشعب المتجسد في العمال والجنود والفلاحين وفئات واسعة من البرجوازية الصغيرة، من جهة أخرى. ويقوم هذا التعيين على الجدل إياه بين الممكنات والمستحيلات:

أولا - تحالف القيصرية والرأسمالية محكوم باستحالة انفكاك الثانية فيه عن الأولى، بسبب حاجتها للجهاز البيروقراطي القيصري لتسيير أعمالها؛

ثانيا - حكومة تحالف «الأوكتوبريين» (الملكيون المحافظون)، و«الكاديت» التي تسلّمت الحكم بعد ثورة شباط محكومة بعدة استحالات بناء على قواها الطبقية:

- لن تستطيع تحقيق السلام لارتباطها بمعسكر الحلفاء - بريطانيا وفرنسا - الذي يقود الحرب.

- لن تستطيع توفير الخبز لعدم استعدادها لوقف الحرب.

- لن تستطيع توفير الحرية لارتباط تحالف مالكي الأرض والرأسماليين بالنظام القيصري الاستبدادي الرجعي.

- لن تستطيع تلبية المطلب الرئيس للفلاحين في توزيع الأراضي لتحالفها مع كبار ملاكي الأرض والقيصر.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مجلة «بدايات» – العدد 34 – 2022

اعداد: د. صالح ياسر

بافلوف (1849 – 1936)

عالم طبيعي روسي، كان أستاذا بالأكاديمية الطبية العسكرية (حتى عام 1925) وعضوا بأكاديمية العلوم (ابتداء من 1907)، وهو حاصل على جائزة نوبل. مؤسس الدراسات التجريبية الموضوعية للنشاط العصبي الأعلى عند الحيوانات والانسان، مستخدما منهج الانعكاسات الشرطية. وقد تمكن بافلوف بمنهج الانعكاسات الشرطية من اكتشاف القوانين والميكانيزمات الاساسية لنشاط الدماغ. وادت دراسات بافلوف لفسيولوجية عملية الهضم الى فكرته القائلة بأن منهج الانعكاسات الشرطية يمكن ان يستخدم لبحث السلوك والنشاط العقلي للحيوانات. وقد أفادت ظاهرة “افراز اللعاب نفسياً”، والعديد من الابحاث التجريبية، كأساس للنتيجة التي توصل اليها عن الوظيفة الاشارية للنشاط النفسي ولتوضيح تعاليمه عن النظامين الاشاريين. ويوفر مذهب بافلوف ككل الاساس العلمي الطبيعي لعلم النفس المادي، وللنظرية المادية الجدلية في الانعكاس (قضية الرابطة بين اللغة والتفكير، وبين الانعكاس الحسي والمعرفة المنطقية ... الخ).

*******************************

الصفحة الحادية عشر

احدث الكتب

* ملامح الشخصية في الرواية العراقية/ عنوان كتاب للأستاذ حمدي العطار، صدر عن اتحاد الادباء والكتاب في العراق، يتناول عددا من الروايات الواقعية الكلاسيكية، وما بعد الحداثة وروايات الأمكنة.

* باقة نقد/ كتاب للقاص سالم بخشي، صدر عن دار فضاءات- بغداد. يتضمن مقالات نقدية لعدد من الاعمال القصصية والروائية. كما صدر للمؤلف كتاب “السمفونية المكورة” ويضم: (باقة سردية باتجاهات قصصية مختلفة لكاتب واحد).

* النصيحة ليست قبيحة/ مجموعة قصص للسيد جلال عبدوكا صدرت عن دار الامل – دمشق وتضم (13) قصة قصيرة. وكان المؤلف قد اصدر رواية بعنوان “زوجة لثلاثة اشقاء” وأخرى بعنوان “الانثى بدون ضمير” عن دار امل الجديدة – دمشق.

*****************************

محمد كاظم.. شاعرٌ أحلامه تتساقط كالمطر

ناجح المعموري

محمد كاظم وحسين المخزومي، اسمان لشاعرين جديدين، يكتب عنهما بسخاء نقدي كل من الأستاذ ناجح المعموري وسيمر الخليل، ويعنينا ان نكون قد ساهمنا في اغناء المشهد الإبداعي في ملامحه الراهنة.  المحرر الثقافي

أمنية الشاعر لن تتحقق، والانشغال بها تعبير عن قلق وارتباك الذات، مخاوف العمر المتراكم وفساد ما ذهب من تاريخ وحتماً سيكون الآتي أكثر خراباً. ولأن الشاعر محمد كاظم لديه حلم أن يتحول صغيراً وهذا ما لم يتحقق. لذا أراد افراغ خزان ذاكرته كلياً عن المعاش والمشاهد العالقة بذاكرته وصارت جزءً حياً من سيرته التي لم تجد غير الشعر مروية لحكي ما عاش بذاكرته عبر تاريخ طويل، والافراغ الذي تراكم في خزان الذاكرة وظل معتاداً على التعايش بثقلها، لأن المرويات ليست سهلة، وقساوة المخاوف والقلق واشتعال النيران واحتراق الأخضر الذي لم يترك غير رماده الرطب.

محمد كاظم لم يذهب للشعر ويكتبه، مثلما يتمظهر في الكتابات وكأنها تبدًّ لمن يتعلم الكتابة من هنا ديوانه الجديد“ زارني الشعر”، فيه خصائص فنية وطاقة الملوك على التعايش مع الترافة والجمال، لذا أنا أعتقد بأنه من التجارب الشعرية المهمة، لأنها لم تكتف بالمجاز كخاصية للشعر الذي لن يكون إلا به ومن خلاله وفتح منفذاً بنائياً جديداً في الشعرية العراقية وهذا سبب صمت الحركة النقدية، وهي موجودة لكن الاجازة التي تمتع بها النقاد ليست لها علاقة بتمظهر الشعر أو حتميته. إنها الصدفة. وهذه النصوص مثيرة جداً، زينتها مثل ما انثيال ما يتراكم وسط كفين.

أمنية محمد كاظم

“أريد أن أكون شاعراً صغيراً“ تكفي شهادة على تجربة ذات تجوهر بعيد عن الافتعال الذي لن ينقذ اليومي من انغلاقات اللغة ودمارها بحيث صارت نثاراً تحمله الرياح القوية ولا يتبقى منها ما يستحق الحضور من انفلات اللغة عن سيطرة طاقة الشعر. أريد أن أكون شاعراً صغيراً. واعتراف بما يتمتع به من هبات آتية له من فصوص الشعر ومذهبات الملتقط متكوماً بين يدي الشاعر. الامنية ليست مماثلة للحلم، رغبة محمد كاظم أن يكون شاعراً صغيراً، لم توفر له الحياة بيومياته أن يكون هكذا والأمنية ليست آنية، بل هي تسحب معها المنتظر وهي أكثر قسوة من الحلم، لأنه يحضر لحظة المراودة ولأن الشاعر محمد كاظم لم يتلمس هذه الامنية أو يشعر بها حسياً اضطر بطاقة التخييل التي يكون بها الشعر مثلما قال هابرماز، انفتحت منافذ هيجان المرويات التي منحها اليومي والمعروفات ملمحاً مثيراً للمتعايش مع الشاعر الذي تحققت أمنية في لحظة ارتباك الزمن بالمرويات وتفكك المنطق والمعقول فيها، لذا انثالت المحكيات الشعرية رطبة، مرنة، تستفز الحاضن لها وهو يزاول ترتيلاته وكأنه داخل في عمق طقس بدئي، هو الذي اختار للشعر قداسته وجنونه لحظة انفلات المعقول. وهجوم اللامعقول، الأسطوري المحتفى به وسط نصوص مثيرة بدهشة مرويات. التقطت معها وقائع وأحداث الدمار والخذلان والخيبات الثقيلة المخيفة، المرعبة وكأني تكشفت في النصوص التي هي 76 نصاً مرويات العنونة الدالة على تغييب العقل مؤقتاً“ اريد أن اكون شاعراً صغيراً“ ويتحرر من حطام متراكمات الاوهام والحقائق التي سربها الجنون وتعايش معها المتلقي واكتشف أول مرة بأن الشاعر الصغير كان :

بحجم قطرة الندى

أو بحجم ضحكة عصفور

يتسلى برذاد الماء

أريد أن اكون شاعراً صغيراً

بشهادة بياض شعري

الذي غزاني في العشرين

وها انذا أسدلُ ستارة الخمسين

دون أن أمرر عليه صبغة رخيصة

المحكيات المتراكمة عبر تاريخ متباه بالتحبيك الذي جعله قوة ممتلكة السلطة والتحكم ومعاندة شرف البياض الذي باح به وعنه في المقطع السابق وبالأخير الجديد :

أريد أن اكون شاعراً صغيراً

كي لا“ يكرمني“ أحد

ويسرق مني تاريخاً

دوّنته على أوراق صفر

وأن يبقى مداد قلمي ابيض،

يخط على ورق الليل.

“أريد أن اكون شاعراً صغيراً“ حتى يقول ما يستطيع عليه شاعر آخر، قول الاساطير ويقظة الأحلام. التي ترقرت بستة وسبعين سلمة وقدم لنا محمد كاظم ملحمة شعرية الاجزاء هي العناصر الفنية والبنائية الجديد تماماً، وغير المعروفة والمألوفة لأن التجربة الشعرية لجيل الثمانينات قدم ملحمة مختلفة ومغايرة. واخترق الشاعر محمد كاظم ما تعارف شعراء الثمانينات وابتكر ملحمة غير مسبوقة. وما يتبادر للذهن ليست ايقونات وتواقيع، بل هي أرواح داخلية مثل كسر المرايا، كل كسرة تمثل نصاً تحالف مع غيره وصاغ زقورة مبنية بهواء الشعر ومجازاته ومعاودة حضور الاساطير فيه. ومثل هذه التجربة تلطيفات لليومي من ملوثات التواريخ وتشوهات الدمار والسلطة التي منحت نوعاً من التمرد حتى تطفر روح الشاعر ويغادر يومياته ويلوذ بمرويات التاريخ ويقدم ملحمته الجديدة المصاغة من نصوص فيها تمثيل لكسر المرايا، تتحول لاحقاً كل كسرة منها الى مرآة كبرى، تتسع لجماعات وتمتد كتواريخ مكتظة بمرويات لا يمكن استحضار التاريخ من غيرها، لأن الحكي هو المعيار الفني المميز للتاريخ، يتكتل شيئاً فشيئاً حتى تتبدّى تحبيكات تضفي على الارواح النصية ملحمية يجب ملاحقتها بعد الانتباه اليها. وبالتالي تكبر الصفة الملحمية وتلتمع ورقات التكونات النصية وتتجوهر الملحمة مع اختلافات متباينة فيها آفاق يضفي عليها التباين صلادة التنوع على الرغم من أن المرويات لها صوت واحد، وكأنه تمثيل لشخصية النص الملحمي التاريخي، وتلتم حوله عناصر بنائية ذات طاقة فنية تحوز هيمنة متأتية من عنصر الاستعادة لما تلتقطه الذاكرة من خزانها واعادت حلته، ليصير ملمحاً بنائياً ويبرز بالتتالي الى تشكل فني.

ان ملحمية النص لا تعني توفر العناصر البنائية التي عرفتها الملاحم التاريخية التي عرفتها حضارات الشرق القديم، ومثال ملحمة جلجامش. أي أننا نستطيع اقتراح خصائص ومميزات لكل تجربة من التجارب، يمكن ان تجعله متفرداً عن غيره بوجود ملمح بارز، ذهب اليه الشاعر وتعامل معه بوصفه خاصية يجب التركيز عليها، لأن المدلول الاجتماعي هو الجوهري.

***********************

تنويعات المحمول الجمالي في ديوان «تُغير الاسماك رأيها على اليابسة»

د. سمير الخليل

بدءاً من المنحى الاستفزازي للعنوان واستهلالات النصوص تضعنا المجموعة الشعرية (تُغير الاسماك رأيها على اليابسة) للشاعر حسين المخزومي الصادر عن دار الرافدين، بيروت، 2021. إزاء تجربة شعرية تثير الكثير من التساؤلات وتلفت الانتباه لحيازتها شكلاً من أشكال المغامرة الجمالية وما تنطوي عليه من استلهام المفارقة الوجودية وتشظياتها وقدرتها على الانفتاح على مساحة من الدهشة والتأويل والإيحاء.

ويتمركز الخطاب الشعري في تجربة حسين المخزومي على المفارقة ورصد التناقضات وتوتر اللحظة الشعرية الملتبسة واللجوء إلى الإشعارات الحادة وتأسيس منطق مغاير للنظر إلى حركة الحياة وصراعاتها المكتظة بالوجع والقلق وأحياناً العدمية:

أريد أن أعيد كل المشاهد السعيدة في حياتي

بالحركة البطيئة

وأمعن في مشاهدتها كيف مرت؟

نجد هذا الولع في توظيف المفارقة وإعادة النظر في ظواهر الحياة والمواقف على وفق معالجة جمالية تعيد إنتاج الفكرة بتغير زاوية النظر وانتاج فكرة جديدة لأحداث تقليدية عابرة كما في نص (الهايكو) (موجة):

الموجة التي تصل الشاطئ

تحاول انقاذ نفسها من الغرق...

×   ×   ×

وفي نص (غابة):

أنا شجرة واحدة فقط

لأني مشيت إليكِ

صرت غابة

×   ×   ×

تحفل المجموعة بتوظيف اللغة الشعرية واستثمار مستوياتها التعبيرية وتعميق روح المفارقة في النسق اللفظي وابتكار الصور الغرائبية وسيريالية التوصيف وإشاعة السخرية الممزوجة بالرثاء نجد مثل هذا الإشتغال في نص (حياة أضيق من حذاء)!:

كان الحذاء ضيّقاً

وحازماً كرأي

قال لي الإسكافي

إنه سيتسع بالمشي مع الوقت

ضحكت على كلماته الجاهزة

لم أعد أصدّق هذه الفكرة

فبيتنا لم يتسع من صراخ أبي المتكرر

فلا أدري إن كان قبري

سيكون على مقاس جسدي

بما يكفي..

ونجد في النص براعة الصور الشعرية المشاكسة وتوظيف اللحظة الملتبسة العابرة وتفكيكها باتجاه المعنى المفارقاتي الجديد، ونجد كذلك العناية القصدية في ختام كل نص أو ما يسمى بلحظة التنوير أو الضربة النهاية، كما في نص (طرق متأخرة):

إن تأخرت أنا...

انتظري الطريق

الطرق أيضاً تصل متأخرة..

هنا التركيز على وجود الماء بوصفه دالاً للتطهير والبحث عن الوجود المثالي وإدانة القبح والكثير من نصوص المجموعة يرد فيها ذكر الماء والأنهار والمطر ويكتسب الماء شكلاً من أشكال الترميز كما في نص (العوم في الحب برأي سمكة):

تحدثه عن روعة المطر وهي تحت مظلة

ويبقى وحده مبلّلاً.

وإلى جانب التعمق الرمزي بعنصر الماء نجد انتباهات الرؤية الشعرية تركز على ماهية الزمن وتجلياته ورمزيته وأغلب النصوص تستعير معنى الزمن وتشتغل عليه بوصفه ظاهرة تؤطر الأحداث وتمثل الخلفية الفلسفية لمعنى الوجود كما في نص (ما أنفقه الوقت)

وفي نص (حيوات كثيرة بثوب واحد):

ستكبرين يوماً

لن يبقى الوقت في ساعتنا صبياً

×   ×   ×

ويوظف النظرة على وفق الخيال العلمي للزمن في قصيدة (بحث اركيولوجي في عظام القصيدة):

بعد آلاف الأعوام

بينما هم ينقبون عن الهواتف النقالة

كقطع أثرية ثمينة

يجدون هذا الهاتف تحت اكداس من التراب.

ومن التنويعات الجمالية ومحمولاتها نجد عدداً من النصوص القصيرة المختزلة أو ما يسمى بالومضة وهي تشبه قصائد أو مقطعات (الهايكو) الياباني وقد برع فيها وكانت التقاطات صورية تثير الدهشة والمتعة ووسمت بعنوان عام هو (نيابة عن المسنين). ففي نص (صياد) يقول:

السهم الذي لم يصب الفريسة

يُصيب قلب الصياد..

وفي نص (ثمالة):

صديقي الثمل منذ عشرة أيام

لا تخرج

الصحو في الخارج مرعب جداً

وفي (مبادلة):

تنازلوا عن أعماركم للشهداء

بادلوهم الأدوار.

حين تشعرون أنكم لا تتقنون الحياة.

×   ×   ×

وتحفل نصوص أخرى تصوّر قبح الحروب كما في نص (بوصلة معطلة):

بعد الرصاصة

كلانا لا يعرف اين يذهب

أنا والدماء الخارجة من جسدي.

وحفلت المجموعة بتجربة غريبة حين اشترك الشاعران حسين المخزومي والشاعر عدي السراي بكتابة نص شعري مشترك بعنوان (طفل الإشارة) :

أيها الطفل

هل اتخذت عمود الكهرباء مظلة

تحتمي بها حين يهطل الظلام

أم تراك جلست على ضفاف الشارع

لتتجنب الغرق في أمواج العابرين؟!.

وثمة ظاهرة إشارية وقصدية وظفها الشاعر حين استعار الكثير من مصطلحات الحياة اليومية والاسماء التي تتردد كثيراً:

مثل (سلو مشن/ انتشتاين/ رولان بارت وهمنغواي/ الهاتف النقال/... الخ.

وكان نص (عاجل لم يكن كذلك) فإنه نص مكتنز بالصور والعمق وبتجسيد الخراب اليومي وهوس الانفجارات والتقاط ما هو مأساوي ويومي:

جثث تتراكم

بعربات الباعة المتجولين

وسيارات الإسعاف

تنقل شظايا القنبلة إلى المشرحة!

عباءة مبللة بلون الليل

تغطي أجساداً

ولدت عارية من رحم المهزلة

رجل يبحث عن ساقه

بعد الانفجار بخطوة

طفل غفا على صدر امه

صحا فجأة في الجنة!

قصائد المخزومي تمثل توجهاً جديداً في معالجة الثيمات الشعرية والخوض في الإبتكار على مستوى المحمولات الجمالية والتوغل في أسارير الواقع والمواقف وتناقضات المفارقة المأساوية التي تكفن عالم اليوم المفخخ بالقلق والعدمية وغياب المعنى وكان من بين توهج المعالجة تلك اللغة غير القاموسية والمتمردة في التوصيف والترميز واستطاعت النصوص أن تحلق بعيداً باتجاه التأويل والتأمل المعرفي ورسم الصور الشعرية المؤثرة، فحسين المخزومي شاعر واعد يملك أدوات الشعر وقدراته الإبداعية في تطور حتمي.

***********************************

حفرّيات في تاريخ الفن: الربّ اليونانيّ بوسيدون والرب البابليّ أبسو و(الفالة) العراقية

شاكر لعيبي

يثير اسم الرب اليونانيّ بوسيدون عدة أفكار، منها ما يتعلق بعلاقته باسم الرب البابلي أبسو من جهة، ورمحه الثلاثيّ بـ (الفالة) الفلاحية العراقية من جهة أخرى.

بوسايدن أو بوسيدون Poseidon أو بوزيدون هو إله البحار والعواصف والزلازل والخيول. وهو أحد أرباب الأولمب الإثني عشر في الديانة والمثيلوجيا اليونانية القديمة، كان يُكرّم باعتباره الإله الرئيسي في بيلوس وطيبة. وكان لديه أيضا لقب “مزلزل الأرض”. في أساطير أركاديا كان مرتبطًا بديميتر وبيرسيفوني وقد تمّ تبجيله كحصان، ولكن يبدو أنه كان في الأصل إلهاً للمياه. بضربة من رمحه أنشأ ينابيع أرتبطت بكلمة حصان. وفي المثيلوجيا الرومانية نبتون هو نظيره الرومانيّ. يُمثَّل الرب اليوناني بوسيدون في الأيقونوغرافية اليونانية وهو يحمل الرمح ثلاثيّ الشُّعَب. انظر مثلا الشظية الخزفية الكورنثية التي تمثل الرب بوسيدون Poseidon يحمل رمحه، من عام 550-525 قبل الميلاد. تأتي من بنتيسكوفيا Penteskouphia في كورنثيا، اليونان. الأبعاد: الارتفاع 7.7سم، العرض 7.3سم، القطر 0.7سم. محفوظة في متحف اللوفر، قسم الآثار اليونانية والإترورية والرومانية، تحت الرقم (CA 452).

انطلاقا من (الفالة) العراقية، وهي أداة من أدوات الحقل البسيطة عند فلاحي جنوب العراق، ومقاربتها بالشوكة الثلاثية لربّ البحار اليونانيّ، لعلنا نتوصّل منطقياً إلى نتيجة مفادها أن الرب بوسيدون قد يكون نسخة يونانية من الرب البابليّ أبسو Abzu ، apsû. الفارق أن شوكة بوسيدون ثلاثية بينما الشوكة العراقية اليوم رباعية. أضف لذلك أن الاسمين يُصوِّتان بأصوات قريبة من بعضها: بوسيدون، أبسو (لاحظ المشترك الصوتي: بوسيدو، بسو). لكن، نلاحظْ أن ربّة الفوضى والعماء الرافدينية “تيامات Tiamat” قد عرفتْ باسم “ثلاتي”  Thalatte الكلمة اليونانية التي تعني البحر: ثلاسا  thalassa، من ثلاتا Thálatta. وهناك أكثر من برنامج تلفزيوني أوربي عن علوم البحار بهذا العنوان. الكلمة الأكدية للبحر هي تامتو tâmtu التي تتابع الشكل المبكر تعامتوم ti’amtum. هذا قد يعني باختصار أن مفردة البحر اليونانية ثلاسا موصولة أيضا بأصل رافدينيّ شديد الوضوح.

الرب أبزو Abzu أو أبسوapsû ، لم يُسَمَّ رباً إلا في ملحمة الخلق البابلية “إينوما أليش”. وفيها أنه قد خُلق من ماء منعش وأنه عاشق للربة تيامات (تعامتوم) خالقة المياه المالحة.

النتيجة إن التواصلات الميثيولوجية والصوتية ممكنة للغاية بين أبزو Abzu أو أبسو apsû وبوسيدون Poséidon، وتيامات وتلاتا (ثلاسا). إذا كان شكل (الرمح – الفالة) يبدو للبعض قليل الإقناع، فإن التقاطعات الصوتية لا تبدو كذلك البتة.

الرب اليوناني صاحب الشوكة الثلاثية من أصول رافدينية؟ هل من إفراط في الفكرة؟ لا إفراط في تواصلات الثقافات ما قبل التاريخية واستعاراتها من بعضها البعض، وثقل الحضارة الرافدينية المعروف جيداً في هذه العملية.

********************************* 

الصفحة الثانية عشر

زيارة لأسرة الشهيد مهدي كامل في الحلة

بابل – طريق الشعب

تفقد الرفيقان مفيد الجزائري وظافر مردان أخيرا في مدينة الحلة اسرة الرفيق المناضل الشهيد الاستاذ مهدي كامل الزبيدي (ابو صلاح)، الذي اعدمه جلاوزة النظام الصدامي  ظلما سنة 1982.

والتقى الرفيقان زوجة الشهيد الرفيقة ام صلاح وابنه الرفيق صلاح مهدي، اللذين عادت بهما الذاكرة الى الايام التي كان فيها الشهيد الراحل عضوا في اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي بمحافظة بابل، وممثلا للحزب في فرع نقابة المعلمين في المحافظة ومسؤولا للجنة العلاقات الوطنية.

ومجّد الجميع ذكرى الرفيق الشهيد ابو صلاح، وحضر معهم اللقاء الرفيق سلوان الأغا عضو اللجنة المحلية للحزب في بابل.

***************************

سوزان نجم الدين: حان الوقت لإنتاج أعمال درامية عراقية – سورية

بغداد – وكالات

أعربت الفنانة السورية سوزان نجم الدين عن سعادتها الكبيرة بزيارتها بغداد، وحضورها فعاليات الأسبوع الثقافي السوري، التي احتضنتها قاعة المسرح الوطني في الفترة من 3 حتى 7 حزيران الجاري.

وقالت في حديث صحفي على هامش الزيارة: “سعادتي لا توصف وأنا في بغداد السلام الحاضنة للإبداع والمبدعين على مَرِّ العصور”. فيما رأت أنه “من الضروري أن تُنتج أعمال درامية عراقية - سورية مشتركة، لا سيما بعد توقيع مذكرة برتوكول التعاون المشترك بين دائرة السينما والمسرح العراقية والمؤسسة العامة للسينما السورية”.

وتابعت سوزان قولها، أن “الوقت حان للمضي في هذه الشراكة الفنية التي حتماً ستنتج مسلسلات نوعية رائعة، ستعجب الجمهور العربي”.

النتاج العملي

عن “دار الدكتور للعلوم الإدارية والاقتصادية” في بغداد، صدر كتاب بعنوان “النتاج العملي”، من تأليف د. مدحت كاظم راضي القريشي.

يتضمن الكتاب بحوثا ودراسات ومقالات في مجال الصناعة والتجارة والاقتصاد خلال الفترة بين 1979 و2018 في العراق.

*****************************

تحت اسم الشاعر الراحل زهير بهنام بردى.. اتحاد أدباء العراق عقد مؤتمره

وانتخب قيادته الجديدة

بغداد – طريق الشعب

عقد الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق، صباح أول أمس الجمعة في بغداد، مؤتمره الانتخابي العام لاختيار مجلس مركزي جديد.

وجرى المؤتمر الذي حمل اسم الشاعر الراحل زهير بهنام بردى، على “قاعة صلاح الدين” في فندق فلسطين ميرديان، بحضور شخصيات ثقافية وأدبية عربية وأجنبية، وبإشراف لجنة شكلتها نقابة المحامين العراقيين.

افتتح المؤتمر بقراءة التقريرين المالي والإداري للسنوات الأربع الماضية، من قبل الناطق الإعلامي باسم الاتحاد الشاعر عمر السراي، وبعدها توجه الأدباء إلى صناديق الاقتراع ليدلوا بأصواتهم.

وجرت الانتخابات في أجواء ديمقراطية، وصوّت فيها 1336 أديبا من أصل 2515 من بغداد والمحافظات. وبذلك بلغت نسبة المشاركة 53 في المائة من العدد الكلي.

وبعد إتمام عدّ الأصوات وفرزها، أعلنت النتائج التي فاز بموجبها 30 من الأدباء المرشحين بعضوية المجلس المركزي للاتحاد، وهم على التوالي بحسب عدد الأصوات التي جناها كل منهم: عمر السراي، جمال الهاشمي، منذر عبد الحر، حسن البحار، علي الفواز، عبد السادة البصري، عارف الساعدي، ناجح المعموري، جبار الكواز، راوية الشاعر، رجاء الربيعي، علي فرحان، علي شبيب ورد، غرام الربيعي، عمران الخياط، حنون مجيد، عبد الأمير المجر، فاضل ثامر، علي الإمارة، عبد المنعم الأمير، معن غالب سباح، غنام محمد خضر، عدنان الفضلي، عمار المسعودي، حمد الدوخي، شكر الصالحي، ئاوات حسن أمين، حسين الجاف، محمد حسين وموشي بولص.

وجاءت مقاعد الاحتياط من نصيب كل من الأدباء محمد خضر الحمداني، جاسم محمد جسام، حازم الشمري، طه الزرباطي وعلي مجبل المليفي.

ومن المقرر ان يجتمع المجلس الجديد خلال ايام لينتخب من بين اعضائه رئيسا جديدا للاتحاد وأمينا عاما ومكتبا تنفيذيا.

*********************

عراقي .. أسرع طباخ بيتزا في العالم

بغداد – وكالات

توج لاجئ عراقي بلقب أسرع طاهي بيتزا في العالم، بعد أن استطاع صنع 3 عجائن كبيرة في 70 ثانية فقط، رغم عدم امتلاكه أي خبرة في هذا المجال قبل وصوله إلى بريطانيا عندما كان عمره 16 عاما.

وحسب صحيفة “مترو” البريطانية، فإن العراقي ذا الأصول الكردية زاغروس الجاف ( 33 عامًا)، أبهر الحكام وحشدا من 8 آلاف متفرج، عندما نافس صانعي البيتزا من جميع أنحاء العالم، وتمكن من الفوز باللقب في المسابقة التي أقيمت في أحد فنادق مدينة لاس فيغاس في ولاية نيفادا الأمريكية.

وسافر المتأهلون للتصفيات النهائية من جميع أنحاء العالم إلى نفيادا، وكان عليهم أن يعدوا العجين الطازج يدويًا، بالإضافة إلى الصلصة ووضع الطبقة العلوية على 3 أنواع من البيتزا الكبيرة.

وبعد التدريب مرتين في الأسبوع، على مدى 7 أو 6 أسابيع على الأقل، تمكن الجاف من طهي عجائن البيتزا الثلاث في 70 ثانية.

وحصل الجاف على جائزة مالية قدرها 3 آلاف دولار، وكأس، وحزام، وهو يخطط للدفاع عن لقبه في غضون عامين.

وقال في حديث صحفي: “كانت لحظة الفوز رائعة، فقد مارست صناعة البيتزا لسنوات عديدة بشكل مستمر. وهذه المنافسة تعني الكثير بالنسبة لي”.

وعمل الجاف في صناعة البيتزا على مدى 15 عامًا، وبدأ مسيرته المهنية عندما كان في الـ16 من عمره في مطعم بمدينة بورتسموث جنوب شرقي بريطانيا. وكان قد نال سابقًا لقب أفضل مشرف ومدير لهذا العام، في مطعم “دومينوز بيتزا”، وفاز أيضًا بالسجل الأوربي للسلسلة لمدة 3 سنوات متتالية.

****************************

في بطولة دولية للحساب الذهني.. أطفال عراقيون يحققون مراكز علمية متقدمة

بغداد – وكالات

حقق أطفال عراقيون مراكز متقدمة في البطولة الدولية للحساب الذهني السريع، التي نظمت أخيرا في جمهورية مصر.

وأحرز العراقيون أعلى نسبة جوائز في فئات متعددة، شارك فيها 2000 متسابق من 19 دولة.

يأتي ذلك نتيجة جهودهم التي دعمها مدرسوهم وعائلاتهم، فضلا عن رعايتهم العلمية من “مركز تنمية الإبداع” الدولي في العراق – بحسب ما ذكروه في حديث صحفي.

وكانت جائزة “بطل السوبر” من نصيب كرار محمد ظاهر ومصطفى سامر محمد من بغداد، والخطاب عمر زحام من صلاح الدين. أما جائزة “البطل” فكانت من نصيب محمد حسن يوسف وحسين علاء جمعة وبريناز حسن عبد الزهرة وعلي حارث حسين وحسن حسين غانم من بغداد، ونور الحسين صلاح تقي وعلي السجاد باسل ودينا محمد قاسم من كربلاء.

كما حصد جائزة المركز الأول كل من رغد فوزي سعود ومبين قائد خضير من صلاح الدين، ويامن محمد فاضل ونور الحسين باسم محمد ومحمد حسين كريم وحسن علي محسن وأمير عباس عبد الهادي والحسن اشرف عبد الهادي ودرة خالد محمد من بغداد، ورهف هادي ناجح من كربلاء.

فيما نال جائزة المركز الثاني كل من رقية علي عماد ومصطفى محمد احمد ومصطفى خضير كاظم من بغداد، ونينا محمد خضر من كركوك، وانوار بشار عبد العزيز من صلاح الدين، وميار كرم امجد من الموصل، وبسملة صباح شدهان من كربلاء.

وأحرز محمد مهدي علي وعلي حيدر مالك من النجف، وسما محمد غازي من صلاح الدين، جائزة المركز الثالث.

********************************

معاً لبناء بيت الحزب.. بيت الشعب

دعماً للحملة الوطنية لبناء مقر الحزب الشيوعي العراقي، تبرع الرفاق:

- د. كوريال ايشو خاميس من نينوى بـ ( 1000 ) الف دولار امريكي.

- باسم زوره يوسف بوكا من نينوى بـ ( 200 ) مائتان دولار امريكي.

- جبار فليح حسن من ديالى بمليون دينار.

- عماد الطائي بـ (100) ألف دينار من كربلاء.

الشكر والتقدير للرفاق والأصدقاء على دعمهم واسنادهم حملة الحزب لبناء مقره المركزي في بغداد.

معاً حتى يكتمل بناء بيت الشيوعيين .. بيت العراقيين.

*************************

تكريم الرائدة النسوية لطيفة الظاهر

بغداد – طريق الشعب

ضمن برنامجها لتكريم رائدات الحركة النسوية على شرف الذكرى الـ 70 لتأسيسها، زارت رابطة المرأة العراقية السيدة لطيفة خلف الظاهر في منزلها ببغداد.

وتقدمت سكرتيرة الرابطة، السيدة شميران مروكل، الوفد الزائر، وسلمت السيدة لطيفة (أم حيدر) لوح تقدير باسم الرابطة تثمينا لدورها الريادي في النشاط النسوي، وتواصلها إلى اليوم مع زميلاتها. 

وخلال اللقاء، تحدثت أم حيدر عن ذكرياتها مع زميلاتها المناضلات منذ المراحل الأولى لتشكيل حلقات الرابطة النسوية، مذكرة بدورهن في نشر الثقافة وإشاعة الوعي المجتمعي والقانوني والسياسي، فضلا عن مساهماتهن الفاعلة في محو الأمية والمشاركة في التظاهرات المطالبة بتحرير العراق من الاحتلال البريطاني والخروج من الاتفاقات الدولية التي كانت تكبل البلد بالتبعية للاقتصاد الأجنبي.

كما تطرقت أم حيدر إلى دورها وزميلاتها في توعية النساء الفلاحات والعاملات، بحقوقهن.