اخر الاخبار

الصفحة الأولى

تشبث الكتل المتنفذة بمصالحها يغذي الغضب الشعبي

بغداد ـ طريق الشعب

تتسع رقعة الاحتجاجات الشعبية يوما بعد اخر في ظل عدم قدرة الحكومة على تلبية مطالب المحتجين، وسط استمرار عجز مجلس النواب عن اداء مهامه، بل الايغال في انتهاك الدستور من خلال عدم انتخاب رئيس الجمهورية، وبالتالي عدم تشكيل الحكومة الجديدة، ما يعني عدم امكانية تمرير الموازنة.

ويعتقد البعض ان مطالب المحتجين يمكن حلها من خلال تشريع قانون الموازنة العامة، لكن الازمة اعمق ومتعلقة في عدم قدرة منظومة الحكم على ايجاد حلول للمشاكل التي تعاني منها البلاد، وفقا للناشط المدني كرار حسين.

ويفيد حسين لـ”طريق الشعب”، بان “شكل الاحتجاج الحالي يؤكد على عمق ازمة المنظومة الحاكمة، وعدم قدرتها على ايجاد مخرج لأزماتها”، مشيرا الى ان “لحظات الغضب من الممكن ان تتفرج في أي وقت، احتجاجا على ايغال الكتل السياسية المتنفذة في البحث عن مصالحها، وضرب مصالح المواطنين عرض الحائط”.

وترصد “طريق الشعب” في تقريرها هذا، الفعاليات الاحتجاجية التي انطلقت في بغداد وبقية المحافظات.

بغداد

وفي العاصمة بغداد، تظاهر العشرات من المحاضرين في المجان امام مبنى مجلس النواب، مطالبين بشمولهم في قرار مجلس الوزراء رقم 315.

وقال مراسل “طريق الشعب”، ان “عددا من ممثلي المحتجين تظاهروا داخل بناية مجلس النواب بعد دخولهم بشكل رسمي للقاء عدد من البرلمانيين”، مشيرا الى ان “صدامات حدثت بين المحتجين وقوات الفرقة الخاصة المكلفة بحماية المنطقة الخضراء، ما تسبب في اصابة اربعة متظاهرين بجروح متفاوتة”.

النجف

وتضامنا مع شريحة المحاضرين، دعت مختصة الحراك في محلية النجف للحزب الشيوعي العراقي، الى وقفة تضامنية في ساحة ثورة العشرين، حيث توافد العشرات من المواطنين الى الساحة، مطالبين بمحاسبة من قام بالاعتداء على المحاضرين وتلبية مطالبهم.

بابل

وهاجم عدد من المتظاهرين الغاضبين، موكب محافظ بابل السابق حسن منديل، الذي يشغل الآن منصب النائب الثاني للمحافظ، خلال مروره بأحد الشوارع القريبة من مبنى الحكومة المحلية.

وذكر مراسل “طريق الشعب”، إن “متظاهرين هاجموا بالحجارة والعصي موكب محافظ بابل السابق حسن منديل والذي يشغل الآن منصب النائب الثاني للمحافظ الحالي، خلال مروره باحد الشوارع القريبة من مبنى الحكومة المحلية”.

وأضاف أن “المتظاهرين يتهمون منديل بالفساد والتقصير في عمله”.

الديوانية وواسط

وشهدت محافظة الديوانية تظاهرة شارك فيها المئات من المواطنين، مطالبين باقالة المحافظ زهير الشعلان.

وافاد مراسل “طريق الشعب”، بان “اسباب المطالبة باقالة المحافظ تأتي على خلفية الاهمال وسوء الخدمات الذي تعاني منه المحافظة”.

وفي محافظة واسط، احتشد العشرات من المتظاهرين امام محكمة استئناف واسط للمطالبة بالاسراع في إكمال التحقيق مع المتهمين بحرق خيم المتظاهرين.

واشار مراسل “طريق الشعب”، شاكر القريشي الى ان “المتظاهرين طالبوا رئيس محكمة الاستئناف باصدار اوامر قبض على المتهمين ومحاسبة من قام باحراق خيم المحتجين”.

*************

السفير الصيني الجديد يزور مقر الشيوعي العراقي

بغداد - طريق الشعب

استقبل الرفيق رائد فهمي ، سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي ( الثلاثاء 31-5-2022) في مقر الحزب ببغداد، السيد تسوي وي، سفير جمهورية الصين الشعبية الجديد في العراق، والوفد المرافق له.

عبر سعادة السفير عن سعادته باللقاء مع الحزب الشيوعي العراقي وحرص جمهورية الصين على تطوير علاقاتها مع العراق وتنمية التعاون في الميادين المختلفة، وفي بناء اقتصاد العراق وتطوير صناعته وزراعته وتمكينه من النهوض في المجالات كافة. واكد ان هذه العلاقات لا تستهدف تحقيق الأرباح، بقدر ما هي دعم للعراق وشعبه. وشدد على ان الصين تحترم خيارات الشعوب، وحريتها في اختيار طريقها للتنمية.

كما ابدى السفير الحرص على انتظام الصلة والعلاقات مع الحزب الشيوعي العراقي وتطويرها على مختلف الصعد.

من جانبه بين الرفيق رائد فهمي حرص الحزب على بناء العلاقات مع جمهورية الصين والحزب الشيوعي الصيني، وتمتين علاقات التعاون بين الحزبين والشعبين والبلدين.

وأشار الى ان الحزب الشيوعي العراقي يدرك أهمية الصين ودورها وتجربتها، وان في هذه التجربة الكثير من الخبرات والدروس التي يمكن الاستفادة منها في بلدنا.

وقدم الرفيق فهمي عرضا عن التطورات في بلدنا ومواقف الحزب منها.

واتفق الطرفان على مواصلة اللقاءات والبحث المعمق في الجوانب المختلفة.

شارك في استقبال الوفد الزائر الى جانب الرفيق رائد فهمي كل من الرفيقين جاسم الحلفي وخليل الموسوي، عضوي لجنة العلاقات الخارجية للحزب.

*************

مستقبل البلاد في حماية أطفالها

بغداد ـ طريق الشعب

أطلقت الحكومة العراقية وبالتعاون مع اليونيسف، الإستراتيجية الوطنية لتنمية الطفولة المبكرة، والتي تهتم بالمراحل الأولى من حياة الطفل، وتحدد دور ومسؤولية الأطراف ذات العلاقة، من سلطات رسمية وممولين ومنظمات اجتماعية وغيرها، وذلك لتأمين تطور وسلامة ما يحتاجه الأطفال الصغار.

وتطمح الاستراتيجية إلى رؤية طفولة آمنة ومستقرة وسعيدة، داخل أسرة داعمة ومجتمع وبيئة آمنة، ما يضمن أفضل الفرص لرفاهية الأطفال في العراق.

وأشارت ممثلة منظمة اليونيسف، جانيت كامو، إلى أن “الاستراتيجية الوطنية الجديدة لتنمية الطفولة المبكرة، تتماشى بشكل وثيق مع النظام العالمي لرعاية النشء، والذي طورته اليونيسف وشركاؤها، ولذلك فإنها ستخدم الأطفال العراقيين بطريقتين؛ الأولى، من خلال التعامل مع تأثيرات الحياة على صحتهم خلال الألف يوم بعد ولادتهم. والثانية، من خلال الإهتمام الجاد بضمان نموهم الجسدي والنفسي وحصولهم على التعليم حتى بلوغ الثامنة من العمر”.

وفي معرض إشادتها بالجهود الإضافية التي تبذلها حكومة العراق في خطة التنمية الوطنية 2018-2022، أعربت اليونيسيف عن شكوكها في قدرة الحكومة على تحقيق هدفها المتمثل بشمول 30 في المائة من الأطفال في برامج تنمية الطفولة المبكرة، بدون رصد الموازنات المطلوبة لذلك. كما أكدت المنظمة الدولية أن نسبة مشاركة الأطفال العراقيين في برامج التعليم المبكر (رياض الإطفال) لا تزيد على 10 في المائة حالياً، فيما يتعرض 90 في المائة من الأطفال (من سنة واحدة الى 14 سنة) لبعض أنواع العنف.

يذكر أن العديد من التقارير المحلية والدولية، قد سجلت إنتهاكات خطيرة لحقوق الطفل العراقي، سواءً في تخلف تعليمه (بلغ عدد الأميين 12 مليونا)، أو في غياب الخدمات الصحية له، أو في إضطراره للعمل وبلا حماية، بسبب الفقر الذي وصل بين الأطفال الى 38 في المائة حسب تقديرات وزارة التخطيط. وقد إحتل العراق، جراء ذلك، الموقع 163 من 184، والموقع 14 من 16 عربياً، على صعيد مؤشر حقوق الأطفال العالمي لعام 2021، والذي تصدره منظمة حقوق الاطفال الدولية، والمعنية بمعرفة مدى تنفيذ الدول لإتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الطفل. وكانت إحصائيات أخرى قد بينت ان 10.4 في المائة من القتلى المدنيين في العام الماضي كانوا من الأطفال، وإن 7.5 في المائة من أطفال العراق يعانون من  سوء التغذیة و 16.6 في المائة من نمو غیر طبیعي، فيما بلغت معدلات وفاة الأطفال 2.3 في المائة.

*************

التيار الديمقراطي يناقش دعوى خرق الدستور

بغداد - طريق الشعب

يعقد التيار الديمقراطي، السبت المقبل، اجتماعاً موسعاً لمناقشة الدعوى القضائية التي رفعها الى المحكمة الاتحادية ضد رئيس مجلس النواب بخصوص انتهاك الدستور

ودعا التيار، المواطنين والمهتمين إلى حضور اجتماعه الموسع الذي سيعقد في جمعية الثقافة الجميع (نازك الملائكة) بالكرادة يوم السبت القادم، في تمام الساعة الحادية عشرة".

ومن المقرر أن تشارك قوى وشخصيات وطنية ومنظمات واتحادات في الاجتماع لمناقشة الدعوى القضائية التي رفعها التيار الديمقراطي.

وأوضح التيار، أن "الدعوى التي رفعت بحق رئيس مجلس النواب (إضافة إلى وظيفته) جاءت لعدم التزام المجلس بالتوقيتات الدستورية وتلكؤه في انتخاب رئيس الجمهورية، ما عطل تشكيل الحكومة وأضر كثيرا بمؤسسات الدولة السيادية والخدمية".

********************************************

منظمة العمل الدولية تضع العراق في اللائحة القصيرة

بغداد ـ طريق الشعب

اصدر مؤتمر العمل الدولي بدورته الـ(110)، قرارا ادرج فيه العراق ضمن قائمة اللائحة القصيرة (السوداء) بحسب مختصين؛ جاء ذلك على خلفية عدم التزام المؤسسات الحكومية العراقية، في اتفاقية 98 لسنة 1989 المصادق عليها، والتي تؤكد على حق التنظيم النقابي والمفاوضة الجماعية.

وعلق الأمين العام لاتحاد نقابات عمال العراق عدنان الصفار على القرار في حديثه لـ”طريق الشعب”، قائلا: ان “المؤسسات الحكومية اصدرت قرارات بمنع العمل النقابي وحرمانه، وعاقبت العديد بسبب عملهم بالتنظيم النقابي، وهذه الاجراءات مهدت الى فرض هذه العقوبة في اللائحة القصيرة، التي تضم 22 دولة من مجموع 185 دولة”.

وحمّل الصفار وزارة العمل والشؤون الاجتماعية المسؤولية “بسبب عدم التزام المؤسسات بقانون التنظيم النقابي رقم 52 لسنة 87، الذي اصدره النظام الدكتاتوري، والقرار 150 لسنة 1987 الذي يمنع العمل النقابي في القطاع العام ويحتكره في اتحاد واحد”.

*************************************

المجلس التشاوري: قوى المحاصصة تتحمل مسؤولية الانسداد السياسي

بغداد ـ طريق الشعب

حمّلت قوى المجلس التشاوري، احزاب المحاصصة المقيتة مسؤولية وصول البلاد الى حالة الانسداد السياسي.

وذكر المجلس التشاوري في بيان طالعته “طريق الشعب”، ان “سبعة اشهر مرت على الانتخابات النيابية، بينما تواصل قوى المحاصصة صراعاتها ما قاد الى حالة الانسداد السياسي الراهنة”.

واشار البيان الى “تراكم عناصر قيام انتفاضة تشرين المجيدة التي عبرت عن رفض ما وصلت اليه البلاد من مآس وكوارث، فتطلع المنتفضون الى تحقيق الديمقراطية الحقيقية لمصلحة الشعب، وإيقاف التدهور الاقتصادي والسياسي والمالي والفساد المالي المستشري”.

وطالب المجلس بـ”الإسراع في اختيار رئيس الجمهورية، وتقديم كافة المجرمين الذين ساهموا في قتل واصابة المنتفضين الى المحاكم من اجل تحقيق العدالة”، مشددا على ضرورة “الاستثمار الأفضل للموارد المالية والوفرة المتحققة لتلبية حاجات الناس”.

***************

الصفحة الثانية

لجنة برلمانية لمتابعة قضية تسريب الأسئلة

بغداد ـ طريق الشعب

كشفت لجنة التربية البرلمانية، عن تشكيل لجنة تعمل على مراقبة ومتابعة مسألة تسريب أسئلة الامتحانات الوزارية للصفوف المنتهية.

وقالت عضو اللجنة، محاسن الدليمي إن “تسريب أسئلة الامتحانات الوزارية للصفوف المنتهية الذي ظهر في الآونة الأخيرة يمثل ظاهرة خطيرة ولاسيما أنها تؤثر بشكل كبير على مستوى الطلبة”.

وأضافت، أن “التعليم النيابية تعتزم تشكيل لجنة مختصة بمراقبة ومتابعة ملف أسئلة الامتحانات عن قرب وزيارة وزارة التربية للوقوف على تصريحات الوزارة ونفيها لأي تسريب للأسئلة”، مبينة أن “لجنة التعليم ستقرر بشأن تسريب الأسئلة بعد انتهاء عمل اللجنة المختصة بالموضوع ولن تقف على تصريحات وزارة التربية”.

**************

كل خميس.. محاصرة فضاءات الاحتجاج

جاسم الحلفي

يصعب على طغمة الحكم إخفاء نيتها تضييق مساحة الاحتجاجات، لكن مقاصدها المعادية للاحتجاجات اتضحت بحيث صار يتعذر عليها تمرير أيّ تبرير مهما برعت في ترتيب إخراجه. ويمكن لأي عابر سبيل ان يلاحظ الانتشار المكثف للقوات الأمنية، واستعدادها بالسلاح على مدار 24 ساعة، مطوقة منذ انتهاء انتفاضة تشرين الساحات الأساسية التي احتضنت الاحتجاجات، وفي مقدمتها ساحة التحرير.

ومؤكد ان حركة الاحتجاج لا تروق لطغمة الحكم وتتعارض مع مصالحها، وان تصريحات المتنفذين عن احترامهم للاحتجاجات لا تتمتع بأية صدقية، فما يقالونه ليس غير كلام للاستهلاك الإعلامي. ومن الواضح ان ناشطي حركة الاحتجاج متيقنون من موقف طغمة الحكم المعادي لهم، بعد ان خبروا الأساليب المشينة التي جوبه بها حراكهم، والأساليب المتنوعة التي استخدمت لقمع احتجاجاتهم، والتي يمكن ايجازها بالترهيب والترغيب. حيث لم يقتصر ذلك على الأساليب القمعية المباشرة، كأطلاق الرصاص الحي والغازات السامة وممارسة الملاحقات والاعتقالات والخطف، بل شمل الاندساس والاختراق والدفع الى العنف وتشتيت الشعارات وتقزيم المطالب وإشاعة اليأس وبث مشاعر الإحباط واللاجدوى، كذلك الدعوات الى عدم التنظيم، والتشويش على أي جهد في صفوف المنتفضين يهدف الى بلورة قيادة جماعية، وزرع الريبة والشك بين رموز الانتفاضة، واطلاق حملات التسقيط والاتهامات بالعمالة والارتباط بالخارج. اضافة الى التنفيذ المحكم لخطط رسمت بدقة لإضعاف حركة الاحتجاج وتفكيكها، وبضمنها الاساليب المستهجنة في شراء الضمائر والاغراء بالمناصب، والعمل الخبيث على تشكيل تنسيقيات تابعة، وصولا الى تشكيل أحزاب باسم تشرين لكنها في الحقيقة واجهات لهم.

ويبدو ان كل ذلك لم يكف طغمة الحكم في مواجهتها للاحتجاجات، التي تحرمها النوم وتشكل  هاجسا مرعبا وكابوسا ثقيلا يقض مضاجعها. فها هي تلجأ الى محاصرة فضاءات الاحتجاج، بدءا من غلق الساحات الأساسية بحجج لا يمكن ولا يصح الاعتراض عليها، مثل تعمير نصب الحرية في ساحة التحرير وسط بغداد. التعمير الذي سمعنا عنه كثيرا من امناء بغداد المتعاقبين على إدارتها، ومن اغلب رؤساء الوزراء وآخرهم رئيس الوزراء الحالي، الذي دعا الى ذلك في بداية نيسان الماضي. ونحن ندرك أهمية الجدية في هذا العمل، ووفقا لجدول زمني معلوم لإنجاز الترميم، لا ان تبقى المدة مفتوحة دون سقف زمني. الا انه لم يعلن عن مدة التأهيل وموعد البدء به والانتهاء منه، ما يثير الشكوك في النوايا.

وحتى إذا تفهمنا دواعي غلق ساحة التحرير وان الهدف منه هو تأهيل النصب، فماذا عن الساحات الرئيسة الأخرى؟

من الواضح ان طغمة الحكم لا تريد ان تفهم ان كل الأساليب التي اتبعتها لمحاربة حركة الاحتجاج، وانها مهما تمكنت من اضعاف الحركة، وفي حدود معينة بالطبع، فانها لم ولن تنهيها. فهي حركة معارضة شعبية باقية بقاء الفساد والجور والظلم والعوز والحرمان وفقدان العدالة، وهي حركة متأهبة لحماية مصالح الشعب والدفاع عن حقوقه ومطالبه.

ويبقى الفضاء الاحتجاجي أوسع من أي ساحة او شارع. وتبقى شوارع بغداد وساحاتها الرئيسة مبرمجة لاستقبال المحتجين واحتضان جموعهم. وعندما تحين ساعة الغضب ويبلغ السخط ذروته، لن يحد الاحتجاج شارع ولن تحصره ساحة، ولن تعيق انطلاقته وسائل الضغط والقسر كلها، ولن تخيفه أساليب القهر بقديمها وجديدها.

***********

بلاغ صادر عن اجتماع سكرتاريي منظمات  الحزب الشيوعي العراقي خارج الوطن

عقد سكرتاريو منظمات الحزب خارج الوطن اجتماعا في 30 أيّار 2022، بحضور الرفيق رائد فهمي سكرتير اللجنة المركزية والرفيق بسام محي نائب السكرتير، وعدد من الرفاق القياديين، والرفيقين مسؤوليْ لجنة العمل الفكري ومكتب اعلام الحزب في الخارج.

شارك في الاجتماع عدد من سكرتاريي منظمات الخارج وممثلون عنها من: السويد، الدنمارك، كندا، هولندا وبلجيكا، المانيا، بريطانيا، إيطاليا، فرنسا، هنغاريا، فنلندا، النرويج، روسيا، بلغاريا، النمسا، بولندا، رومانيا. فيما تعذر حضور منظمات أخرى، منها لأسباب فنية.

وقدّم الرفيق رائد فهمي خلال الاجتماع عرضا مفصلا عن آخر تطورات الوضع السياسي، مركزًا على حالة الإنسداد السياسي وعدم التقيد بالاستحقاقات الدستورية واحتمالات تطوراتها المتعددة وآفاقها. وأكد أن شعبنا هو المتضرر مما آلت اليه تطورات هذه الأوضاع جراء الإصرار على نهج المحاصصة دون الإذعان لتنفيذ مطالب انتفاضة تشرين والمطالب المستحقة لعموم أبناء شعبنا الذي يعاني من الأزمات المتفاقمة، المعيشية والصحية والأمنية. كما أشار إلى أهمية تطوير اشكال الضغط الشعبي والجماهيري وتصعيدها لوقف حالة التدهور العامة، والدور الملقى على منظمات الحزب في الإصرار على السير على طريق الإصلاح الجدي والتغيير الشامل، لتفكيك منظومة المحاصصة والفساد وانهائها وبناء الدولة المدنية الديمقراطية والعدالة الاجتماعية.

ونوّه الاجتماع بالترحيب الواسع الذي لقيه موقف الحزب من الحرب الروسية الاوكرانية الداعي لوقف هذه الحرب ودرء مخاطرها المدمرة.

وأشاد الرفيق سكرتير اللجنة المركزية بالنشاطات المتنوعة التي تقوم بها منظمات الحزب خارج الوطن لتنفيذ مخرجات ومقررات المؤتمر الوطني الحادي عشر، وبمساهمات الرفاق والأصدقاء في حملة التبرع لبناء بيت الحزب.. بيت العراقيين. كما أكد على متابعة تنفيذ النداءات الصادرة عن المؤتمر، والانفتاح على الجاليات العراقية واوساطها المدنية وتطوير النشاطات التضامنية، ودعم منابر الحزب الاعلامية المتعددة، والتهيئة الجيدة للمشاركة في “خيمة طريق الشعب” في مهرجان صحيفة اللومانتيه في فرنسا في أيلول القادم.

وتعزز النقاش بالمداخلات التي قدمها العديد من المشاركين وإجابات الرفيق رائد فهمي الوافية عليها. واُختتم الاجتماع بتأشير اولويات عمل المنظمات وأبرز مهماتها في الفترة المقبلة.

*************

رابطة المرأة العراقية: أنقذوا الاطفال من الجوع والاستغلال

بغداد – طريق الشعب

أكدت رابطة المرأة العراقية ضرورة إنصاف اطفال العراق وانقاذهم من الفقر والجوع والتعسف والاضطهاد والاستغلال. جاء ذلك في بيان اصدرته الرابطة يوم أمس الاول لمناسبة الاول من حزيران، وهو اليوم العالمي لحماية حقوق الطفل.

وذكر البيان الذي حصلت "طريق الشعب" على نسخة منه، اهمية هذا اليوم لنشر الوعي بين الأطفال والاهالي والمجتمعات بحقوق الطفل من منطلق الشعور بالمسؤولية المجتمعية، وللتأكيد على الالتزام بحماية جميع حقوق الطفل وتوفيرها لهم قدر المُستطاع.

وتحدث البيان، عن الظروف التي يعيش فيها اطفال العراق بالقول: "يعيش الاطفال أوضاعا وبيئة مليئة بالعوز والفقر والتهديدات والخوف داخل البيت وخارجه، مما يجعلهم ضحايا للعنف والجهل والاستغلال والتمييز. انهم يعيشون ظروفا صعبة ومعقدة تجعل بيئتهم الاسرية غير آمنة لأسباب كثيرة أشدها تأثيراً هو تردي المستوى المعيشي للعائلة مع غياب اجراءات الرعاية".

وطالب البيان الجهات الحكومية وغير الحكومية، بالتعاون والعمل المشترك من اجل توفير الحقوق الاساسية للطفل وحمايتها، وتوفير غذاء وتعليم ورعاية صحية واجتماعية، واتخاذ خطوات جادة وعاجلة لمعالجة كافة الانتهاكات التي يتعرضون لها، والاهتمام الخاص بالأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة والايتام والمشردين ومجهولي النسب، وبذل جهود مضاعفة لتوفير بيئة اسرية مستقرة حامية لهم ولحقوقهم".

وشددت رابطة المرأة العراقية في بيانها على اهمية الاهتمام بالزامية التعليم الحكومي ومجانيته للأطفال الدارسين في التعليم الابتدائي والمتوسط، والاهتمام بالبنى التحتية وتوفير المستلزمات الدراسية لتخفيف الضغط على الأسرة ومعالجة التسرب من الدراسة وظاهرة الامية.

وتحدثت الرابطة عن ضرورة تحسين الوضع المعيشي للأسر العراقية، لحماية الاطفال من ظاهرة التسول في التقاطعات والارصفة، والحد من عمالة الاطفال واستغلالهم. وشدد البيان على ضرورة اعتبار الاطفال اليتامى وذوي الاحتياجات الخاصة بأنهم يشكلون "أولوية". ولفت الى اهمية نشر ثقافة المحبة والتسامح ومكافحة التطرف والاهتمام بالنشاطات الفنية والرياضية والثقافية والترفيهية للأطفال.

وزاد ان "التوعية والترويج الصحي ضروريان لسلامة الاطفال من خلال الاهتمام بالصحة المدرسية والفحوصات الطبية الدورية في المدارس ودور الحضانة".

ودعا البيان في مناسبة الاول من حزيران الى بذل جهود مضاعفة عبر التكاتف بين المؤسسات الرسمية ومنظمات المجتمع المدني والاعلام، لمنع تعرض الاطفال للتعذيب النفسي والجسدي، ورصد الانتهاكات ومحاسبة المقصرين.

وذكّرت الرابطة بأهمية تطبيق الدستور والقوانين العراقية وتنفيذ الاتفاقيات الدولية والبروتوكولات الخاصة بحقوق الطفل، مؤكدة ان ذلك أصبح لزاماً على العراق في خلق بيئة آمنة خالية من العنف وداعمة لتمكين اجيال المستقبل.

*************

المجلس التشاوري: قوى المحاصصة تتحمل مسؤولية الانسداد السياسي

سبعة اشهر مرت على الانتخابات البرلمانية وقوى المحاصصة تواصل صراعاتها، ما قاد الى حالة الانسداد السياسي الراهنة وتداعياتها على الصعد المختلفة.

لقد تراكمت عناصر قيام انتفاضة تشرين المجيدة التي عبّرت عن رفض ما وصلت اليه البلاد من مآسٍ وكوارث، فتطلع المنتفضون الى تحقيق الديمقراطية الحقيقية لمصلحة الشعب، وإيقاف التدهور الاقتصادي والسياسي والمالي والفساد المستشري على كافة المستويات الحكومية والبرلمانية. وعلى هذا الطريق قدّم شباب الانتفاضة دماءهم الزكية ثمنا غاليا جدا فاستشهد اكثر من 700 متظاهر، في حين فاق عدد المعاقين مع الجرحى 25 الف شاب. وما زال المجرمون يسرحون خارج قفص العدالة، لذلك لا بد من ملاحقتهم وتقديمهم الى القضاء لمحاكمتهم عن جرائم القمع ضد المتظاهرين السلميين.

لقد حققت انتفاضة تشرين الخالدة احدى مهامها باستقالة الحكومة، وفرض اجراء انتخابات مبكرة اضطرت القوى المتنفذة للاستجابة من اجل اجرائها مع تغييرات في هيكلية المفوضية وقانون الانتخابات، وكرست إعادة انتاج ذواتها وهي التي فرطت بسيادة وثروات العراق لعقدين من الزمن، وهكذا اثمرت الانتخابات نتائج معروفة صادقت المحكمة الاتحادية عليها. ان العملية السياسية بما تعنيه من انتقال ديمقراطي كان من المفترض ان تسير على المنهج الذي يفرضه الدستور - الذي هي بالذات ساهمت في كتابته – حيث لم تفلح في عقد الجلسة التي تختار رئيسا للجمهورية، ثم يلحقه اختيار رئيس الوزراء بعد 15 يوما من انتخاب رئيس الجمهورية حسب المادة 76 من الدستور.

لقد عقدت الجلسة الأولى يوم 9 كانون الثاني 2021 وها نحن في أواخر شهر أيّار، فقد مضت خمسة اشهر على عقد الجلسة الأولى، وسبعة اشهر على الانتخابات، بينما الوضع السياسي لا يزال مسدودا امام أية حلول محتملة سريعة حتى الان.

لقد عانت جماهير شعبنا من الصراعات السياسية والتناحرات بين الكتل المتنفذة التي أدارت الدولة منذ ما يقرب 20 عاما، ولم تلتفت الى مصالح الشعب، بل كانت تقدم مصالحها الاقتصادية والسلطوية الفئوية الضيّقة بهدف الاستحواذ على أوسع المناصب، والحصول على الامتيازات ما جعل العراق مدينا الى مؤسسات عالمية وهو صاحب الثروات المتنوعة.    

ومن نتائج هذه السياسة اضافة الى ما صاحبها من خروقات دستورية:

1 - تعطل الحياة السياسية بعدم انتخاب رئيس الجمهورية ثم غياب تحديد الكتلة التي يكون منها رئيس الوزراء.

2 - ظهور مجموعة معطِلة لعمل البرلمان بطريقة كسر النصاب وإيقاف اعماله التشريعية والرقابية.

3 - تفاقم سوء الحالة المعيشية وتصاعد نسب الفقر في العراق في وقت ترتفع فيه الأسعار والأزمات الغذائية، نتيجة شح المياه وتصاعد موجات الغبار والعواصف الترابية.

4 - استمرار حكومة ليست لها صلاحيات كاملة بل هي لتصريف الاعمال اليومية الروتينية.

5 - عدم احترام وتنفيذ ما تعهد به النواب في نصوص أداء اليمين الذي يقضي باحترام الدستور والقوانين. كذلك عدم تنفيذ قرارات المحكمة الاتحادية الخاصة بتوقيتات العملية السياسية وغيرها.

لذلك نطالب بـ:

أولا :- الإسراع في اختيار رئيس الجمهورية الاصلح لحماية مصالح الشعب العراقي ويكون حاميا حقيقيا للدستور.

ثانيا :- تقديم كافة المجرمين الذين ساهموا في قتل واصابة المنتفضين الى المحاكم من اجل تحقيق العدالة.

ثالثا :- الاستثمار الأفضل للموارد المالية والوفرة المتحققة في تلبية حاجات الناس وتأمين مستلزمات الحياة الأساسية من غذاء ودواء وكهرباء وخدمات أخرى أساسية.

رابعا :- تقديم مصالح الشعب في كل جوانبها والذي تتفاقم معاناته يوميا، وأن يكون معيار المنافسة خدمة غالبية المواطنين وفق برنامج ومشاريع يتم تنفيذها فعلا.

خامسا :- مراقبة أسعار المواد الغذائية الرئيسية وتشديد الرقابة على الأسواق، والعمل على تنمية الاقتصاد الوطني وقطاعاته الإنتاجية.

المجلس التشاوري

1-6-2022

***************

تهنئة

السيد بافل الطالباني المحترم

الأخوة في المكتب السياسي للاتحاد الوطني الكردستاني المحترمون

تحية طيبة

في مناسبة ذكرى تأسيس حزبكم الصديق نتقدم اليكم باحر واطيب التحيات والتهاني، متمنين لكم المزيد من التقدم والازدهار على طريق تحقيق تطلعات شعب الإقليم وعموم شعبنا العراقي.

كما نتطلع الى المزيد من التنسيق والتعاون والعمل المشترك بين حزبينا ومع كافة الأحزاب الوطنية والمدنية والديمقراطية لتحقيق الامن والاستقرار التقدم والازدهار للجماهير الكردستانية والعراقية. 

تقبلوا خالص التقدير

المكتب السياسي

للحزب الشيوعي العراقي

٣١-٥-٢٠٢٢

*****************

الصفحة الثالثة

90 في المائة منهم يتعرضون لشكل من اشكال العنف.. الطفولة في العراق.. ملفات كثيرة بلا حلول

بغداد ـ محمد التميمي

يُعد المجتمع العراقي واحداً من أكثر المجتمعات فتوّة في العالم، لكن أطفاله يقاسون مشاكل عديدة، نتيجة للعنف وغياب البنى التحتية والأزمات المتلاحقة التي مرّت بها البلاد خلال السنوات الماضية.

وفي ذات الوقت لم تهتم المنظومة السياسية المتنفذة بإيجاد حلول لها، ولم يكن الطفل ضمن اولويات المسؤولين والحكومات المتعاقبة منذ 2003، ولا تزال ملفات العنف والعمالة والتسرب من الدراسة والتزويج المبكر من دون اية معالجات حقيقية ناجعة.

استراتيجية تنمية

وبهدف معالجة الأزمات والمشاكل التي تواجه أطفال العراق، أطلقت الحكومة بالتعاون مع منظمة اليونيسف “الاستراتيجية الوطنية لتنمية الطفولة المبكرة” التي تتضمن نهجاً شاملاً متناسقاً لتنمية الطفولة المبكرة.

قوانين لا تنفذ

من جانبها، قالت الناشطة في مجال حقوق الطفولة ورئيس الهيئة الادارية لمنظمة النجدة الشعبية هناء حمود، ان “الحكومة العراقية اقرت استراتيجية لحماية الطفل، وكان من المفترض إعداد خطة لحماية الطفولة، إذ لا تزال الانتهاكات كبيرة، بل اصبح الأطفال أدوات للمتاجرة وتصفية النزاعات والخلافات الأسرية”.

وأضافت حمود في حديثها لـ”طريق الشعب”، انه “إلى جانب الاتجار بالأطفال، هناك ايضا مشكلة العمالة، فالكثير منهم الآن يتركون مدارسهم بسبب العمل، أما اذا كانت فتاة، فعليها أن تجلس بالبيت حتى يتم تزويجها مبكرا”. فيما عزت ظاهرة التسرب من الدراسة الى “عدم تفعيل قانون التعليم الإلزامي، فالطفل قد يترك الدراسة في اي عمر مبكر، وربما لن يسجل حتى في المدرسة”.

وأوضحت انه “لا توجد جدية لدى الحكومة في تطبيق الزامية التعليم”.

وأردفت بأن “كثيرا من الأطفال ينفرون من المدارس بسبب سلوكيات المعلمين والمعلمات، منبهة الى ضرورة تدريب الكوادر التربوية على قضايا التعاطي مع الأطفال والتأديب الإيجابي، إضافة الى تأهيل البنى التحتية للمدراس، مع تحسين الواقع الاقتصادي للأسرة”.

ونوّهت حمود بأن هناك “إجراءات وتعليمات جيدة، لكن يتم التلاعب فيها عادةً، وتفسّر من منظور في الغالب يفضل مصالح أخرى على مصلحة الطفل”.

وخلصت رئيس منظمة النجدة الشعبية إلى أن الصراع السياسي عطّل الحياة بمجملها، وانعكس سلبا على واقع الطفولة في البلاد، وبالأخص التعليم والصحة.

40 في المئة

وبحسب المؤشرات التي أطلقتها وزارة التخطيط لعام 2020، فقد شكلت نسبة فئة صغار السن بعمر (يوم - 14 سنة)،  أكثر من 40 في المئة من مجموع سكان العراق، البالغ عددهم أكثر من 40 مليون نسمة. وعلى الرغم من مصادقة العراق على اتفاقية حقوق الطفل في القانون رقم خمسة لعام 1994، وعلى البروتوكولَين الملحقين بها في القانون رقم 23 لعام 2007، إلا أن قانون حماية الطفل لم يشرّع حتى الآن، وما زال كثيرون من الأطفال ينشؤون في ظروف صحية واجتماعية غير سليمة.

الى ذلك، قالت الشابة سارة محمد في حديث خصّت به “طريق الشعب”، ان “أهم حق للطفل هو عيش حياة كريمة آمنة، يوفرها له الوالدان وكذلك حقه في التعلم واكمال الدراسة وتوفير كل احتياجاته، وتقديم الرعاية الصحية وضمان مستقبله. وتعد هذه هي ابسط حقوقه”.

ودعت محمد الى “ضرورة الانتباه لمعدلات حالات العنف الأسري تجاه الأطفال، والذي يذهب باتجاهات مختلفة عديدة ابرزها: الايذاء بالضرب والاعتداء الجنسي وحتى التعنيف اللفظي، فيما عللت ذلك بـ”الصراعات بين الأزواج وهذا مرتبط أيضا بالزواج المبكر والعامل الاقتصادي وغيرهما مما يعرقل تأسيس عائلة سليمة وبيئة آمنة للطفل”.

وعن حالات التسرب من الدراسة، قالت ان “العامل الاقتصادي يلعب دورا كبيرا في هذا الجانب، وبات مشهد كدح الاطفال في التقاطعات والمهن الشاقة مألوفا، إضافة لانعدام متابعتهم من قبل الأهل”.

تتمة

الاحتجاجات تتواصل في 10 محافظات  

ذي قار والبصرة

من جانبهم، تظاهر العشرات من خريجي المعاهد التقنية في محافظة ذي قار، أمام مبنى المحافظة، مطالبين بإطلاق درجاتهم الوظيفية بصفة أجور يومية ضمن قرار 192 على ملاك وزارة النفط والبالغ عددهم 349 بعد استحصال موافقة رئيس الوزراء عليها، ضمن وجبة سابقة، إلا أنها مازالت في أروقة وزارة النفط، دون إطلاق كتاب التعيين.

وبيّن عدد منهم إنه مضى على تأخير هذه الموافقة ما يقارب عشرة أشهر دون أسباب حقيقية من قبل الوزارة برغم أن تعيينهم بصفة أجور لا يرتبط بإقرار الموازنة العامة، مشيرين إلى أنهم مستمرون في تظاهراتهم واعتصاماتهم لحين الاستجابة لمطالبهم.

ودعا المتظاهرون ممثلي المحافظة في مجلس النواب والحكومة المحلية الى النظر في معاناتهم والوقوف إلى جانبهم من أجل الضغط على الحكومة المركزية وإطلاق كتاب تعيينهم على ملاك وزارة النفط.

واغلق العشرات من أهالي مناطق البوعظم جنوب مدينة الناصرية الطريق العام الرابط باتجاه قضاء سوق الشيوخ بالإطارات المحترقة، احتجاجا على تردي واقع الخدمات في مناطقهم، مطالبين الحكومة المحلية بشمولهم ضمن خطة مشاريع صندوق الإعمار.

وقال المتظاهر احمد قاسم: ان المنطقة تعاني من انعدام الشوارع والبنى التحتية وقلة الأبنية المدرسية والصحية، الأمر الذي دعاهم إلى التصعيد الاحتجاجي لعدم الاستجابة لمطالبهم من خلال المراجعات المستمرة بهذا الشأن طيلة الفترة الماضية.

من جهتهم، نظم العشرات من اهالي منطقة الصحفيين في قضاء الزبير غربي البصرة، وقفة احتجاجية على نقل احدى محطات الكهرباء المتنقلة من منطقتهم الى منطقة اخرى، والمقررة ضمن مشروع البنى التحتية المتكامل.

وطالب المحتجون في بيان لهم بـ”تدخل نواب البصرة ضمن المنطقة الرابعة ومحافظ البصرة وقائممقام القضاء وإلغاء طلب كهرباء شمال البصرة المتضمن نقل احدى المتنقلات لحي الصحفيين لمنطقة اخرى”، مهددين باجراءات تصعيدية في حال عدم تنفيذ ذلك، ومنعهم من نقل محطة الكهرباء المتنقلة ضمن مشروع مجاري الزبير للمرحلة الثانية.

ديالى وكركوك

ويواصل خريجو الجامعات والمعاهد في محافظة ديالى، اعتصامهم لليوم الثالث على التوالي، للمطالبة بتوفير فرص العمل.

واشار مراسل “طريق الشعب”، الى ان “استمرار اعتصام المحاضرين امام تربية ديالى وخريجي المعاهد التقنية امام دائرة المنتوجات النفطية دخلت يومها الثالث على التوالي مع اغلاق بوابة الدائرتين بشكل كامل”، مشيرا الى “احتمال ان تشهد المحافظة احتجاجات اخرى لخريجي كليات التربية واصحاب العقود في الوقف السني، احتجاجا على تجاهل مطالبهم”.

في الاثناء، نظم اصحاب المولدات الاهلية في بعض مناطق ديالى اضرابا عن التشغيل بسبب قلة الوقود المجهز من وزارة النفط.

وقال قائممقام بعقوبة عبدالله الحيالي: إن أصحاب المولدات في بعض مناطق بعقوبة ووحدات إدارية أخرى اضربوا عن التشغيل، مطالبين بتوفير حصص الكَاز اللازم للتشغيل.

وأضاف الحيالي “نستغرب قيام وزارة النفط باستبدال مادة الكاز المخصصة لتشغيل المولدات بمادة بديلة تعتبر ملوثة ومن مخلفات النفط الخام، الذي تحذر من استخدامه الدوائر ذات الاختصاص بسبب تأثيره على الصحة والبيئة ومن ثم العدول عن قرارها وإرجاع مادة الكاز للحصة المقررة مع تقليل الكمية الى النصف: من 35 لترا للكي في الواحد الى 10 لترات”.

واكد الحيالي اتخاذ إجراءات بالتنسيق مع السلطات الأمنية وإدارة المحافظة لرفع أسعار الاشتراك الشهري في المولدات الاهلية الى 10 الاف دينار للأمبير الواحد، لحين تأمين حصص الوقود المقررة للمولدات الاهلية.

الى ذلك، اغلق العشرات من المتدربين في شركة نفط الشمال، مبنى مجلس محافظة كركوك لحين تحقيق مطالبهم المتعلقة بتوفير فرص العمل، مؤكدين رفضهم اسلوب التسويف والمماطلة المستمر منذ اكثر من عامين.

السليمانية

في المقابل، تواصلت التظاهرات في مدينة السليمانية لليوم الثالث على التوالي، احتجاجا على ارتفاع اسعار الوقود.

وافاد مراسل “طريق الشعب”، بأن “سواق المركبات اغلقوا الطريق الرابط بين كركوك والسليمانية، احتجاجا على ارتفاع صعود الوقود لأكثر من 1200 دينار للتر الواحد”، مبينا ان “شح الوقود تسبب في ارتفاع أجور النقل الخاص والعام”.

فيما طالب المحاضرون في المجان في المحافظة، بتعيينهم على الملاك الدائم، مهددين باللجوء الى خطوات تصعيدية جديدة في حال عدم تنفيذ مطالبهم.

وقال ممثل المحاضرين المجانيين آرام محمد خلال مؤتمر صحفي في السليمانية، أنه لا يخفى على الجميع دور المعلمين المحاضرين في العملية التعليمية.

واضاف محمد “نطالب بتنفيذ جميع المقترحات التي تمت مناقشتها في اجتماع وزارة التربية بحضور لجنة التربية والمديريات العامة. كما نطالب بتضمين تعيينات المحاضرين ضمن قانون التربية المقترح في برلمان كردستان”، مبينا أنه “في حال عدم استجابة الحكومة لمطاليب المحاضرين، فسيكون خيار مقاطعة السنة الدراسية للعام المقبل هو الخيار الوحيد”.

 ********************************************

سياستنا الاجتماعية

4

الصحة

وعلى هذا الصعيد يناضل حزبنا من أجل:

  1. بناء منظومة صحية حديثة ومتكاملة، قادرة على الوقوف في وجه المخاطر التي قد تتعرض لها البلاد، واعتماد الوسائل الحديثة في رفع مستوى الوعي الصحي للمواطنين.
  2. ضمان تقديم خدمات الرعاية الصحية المجانية، الوقائية والعلاجية، والارتقاء بمستواها وتطوير خدمات الطب الوقائي، وتعزيز خدمات رعاية الامومة والطفولة والصحة المدرسية.
  3. ضمان الحق في التأمين الصحي للجميع، عبر بناء منظومة ضمان صحي حديثة، وتطوير قانون الضمان الصحي، بما يضمن تكاملا حقيقيا في عمل القطاعين العام والخاص، واعتماد آليات عادلة في تمويله.
  4. توسيع شبكة المستشفيات والمراكز الصحية الحكومية، والاهتمام بتوزيعها الجغرافي وإعادة تأهيلها، بجانب تأهيل وتطوير شبكة العيادات الطبية الشعبية وعيادات التأمين الصحي المنتشرة في عموم البلاد، وتفعيل دور البطاقة الدوائية لذوي الأمراض المزمنة وتأمين مفرداتها، وتعزيز الرقابة الصحية.
  5. ادامة حملة التصدي لجائحة كورونا وتوسيعها، وتطوير طرق الرصد الوبائي، والاهتمام الخاص بالأمراض المستوطنة والمشتركة.
  6. تأمين الخدمات التشخيصية والعلاجية للمرضى من ذوي الاحتياجات الخاصة، وتقديم الرعاية والاسناد النفسي الخاص لهم، وإنشاء المراكز والمستشفيات التأهيلية ومشاغل الأطراف الصناعية لتشمل المحافظات كافة.
  7. استكمال المنظومة التشريعية الصحية، وذلك عبر تشريع قوانين حقوق المريض والاخطاء الطبية، وتطوير قوانين حماية الكادر الصحي، واخيرا وضع واقرار اللائحة الطبية.
  8. تحديد اجور الفحص والتشخيص والعلاج في مؤسسات القطاع الخاص، وايجاد آليات فاعلة من اجل الالتزام بها.
  9. مواجهة انتشار المخدرات وظاهرة بيع الاعضاء البشرية، والعمل على مكافحتهما، وتفعيل القوانين المتعلقة بمعاقبة مروّجيهما.
  10. دعم الصناعة الدوائية الوطنية التابعة للدولة وللقطاع الخاص، وفق الشروط والمعايير الدولية، وسن قوانين تضمن حماية الإنتاج الوطني وحماية المواطن، ومكافحة توزيع الأدوية بطريقة غير مرخصة.
  11. ضمان حقوق العاملين في القطاع الصحي وصيانتها، ودعم نقاباتهم وجمعياتهم.

الموارد المائية

وفي هذا المجال، يطالب حزبنا:

  1. المباشرة بتحديث الدراسة الاستراتيجية للمياه والاراضي في العراق واختيار مشاريع ممكنة التنفيذ.
  2. انفاذ القوانين والانظمة و التعليمات المنظمة لاستثمار المياه السطحية والجوفية، لإيقاف الهدر فيها والتجاوز عليها.
  3. تعديل المادتين الدستوريتين 110 /8 و 114 /7 بما يضمن حقوق العراق المائية في نهري دجلة والفرات والانهر الحدودية التي تتعرض للانتهاكات من قبل الدول المجاورة، وصيانة المياه وضمان عدالة توزيعها داخل العراق
  4. عرض خلاف العراق مع دول الجوار حول الحقوق المائية على منظمات الأمم المتحدة والمنظمات الإقليمية والدولية الرسمية وغيرالرسمية ، واستخدام كل الاساليب المشروعة لدفع الدول المذكورة الى تلبية مطالب العراق المائية العادلة .
  5. تشكيل المجلس الأعلى للمياه بإصدار التشريع الخاص به.
  6. تشكيل فرق عمل دائمة لتمَثيل العراق في المحافل الدولية وضمان تواجد فعال فيها لكسب اصدقاء ومناصرين للحقوق المائية.
  7. نشر تقنيات الري الحديثة وتوفير التخصيصات اللازمة لها.
  8. اعادة تقييم اوضاع السدود في البلاد.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

من برنامج الحزب الشيوعي العراقي، الذي أقره المؤتمر الوطني الحادي عشر 2021

************************************

الصفحة الرابعة

شريط الأخبار

إبحث عن السبب!

ذكرت دائرة الوقاية في هيئة النزاهة بأن رؤساء الجمهوريَّة والوزراء والنوَّاب والسلطة القضائية ونوابهم، قد كشفوا لها عن ذممهم المالية، فيما تخلف 54 في المائة من النواب والمحافظين عن ذلك. وفي الوقت الذي وجد فيه الناس تخلف نصف المحافظين أمراً مفهوماً، جراء “انشغالهم” الكبير بعمليات البناء والإعمار الذي “تنعم” به محافظاتنا، أعربوا عن دهشتهم من تخلف نصف “ممثلي” الشعب عن كشف الذمة المالية، وهم المؤتمنون على ثروات الناس ومستقبل وأمن البلاد!

المصلحة العامة والتشريعات المتضاربة!

اصدر محافظ صلاح الدين “المقال” عمار الجبوري، أمرا اداريا لنفسه يتضمن مباشرته بمهام المحافظ، وإنهاء تكليف نائبه الفني من تلك المهام وكالة، خدمة للمصلحة العامة. فيما أصدر محافظ صلاح الدين “المُعين”، إسماعيل الهلوب، قراراً منع بموجبه التعامل مع عمار الجبوري لمقتضيات المصلحة العامة. وإستند المحافظان في قراريهما وحديثهما عن المصلحة العامة على مجموعة من التشريعات الرسمية، مما يشير إما الى وجود تناقض فاضح بين تلك التشريعات، أو أن من أصدر قراري الإقالة والتعيين، لا علاقة له بها!

“يسرق من الحافي، نعال!”

أعلنت هيئة النزاهة، عن قيامها بعمليات ضبط هدرٍ للمال العام وتزوير في دائرة صحَّة المثنى وفرع الشركة العامة للتجهيزات الزراعيَّـة في المحافظة، تضمنت سرقة (60,000) قناع وجه، بقيمة ستة مليارات دينار، وتلاعب وتزوير في توزيع 200 طن من سماد اليوريا بقيمة 225 مليون دينار. هذا ويذكر إن وزارة التخطيط العراقية قد حددت نسبة الفقر في محافظة المثنى بما لا يقل عن نصف السكان، حيث يشكل الفساد المستشري هناك، سبباً إضافياً لما تعانيه هذه المحافظة العزيزة من خراب!

ماري إنطوانيت من جديد!

إعترض أحد أعضاء مجلس النواب على قانون الأمن الغذائي لأن عنوانه مختلف عن مضمونه حيث هنالك ما يقارب 30 في المائة تذهب للدعم الغذائي، و70 في المائة تذهب للبطاقة التموينية والمشاريع. وتوقع النائب أن تصدر المحكمة الاتحادية حكماً ولائياً يمنع تنفيذ القانون. الناس الذين يرون في إستمرار وتحسين البطاقة التموينية، خطوة مهمة لضمان أمنهم الغذائي، يتساءلون عن السبيل الذي يريد به بعض “ممثلي” الشعب تحقيق هذا الأمن، خاصة إذا لم يكن شعارهم (ليأكل كعكاً، الفقير الذي لا يملك خبزاً)!  

لا رأي لمن لا يطاع!

حددت محافظة بغداد، تسعيرة أمبير المولدات الأهلية خلال شهر حزيران، بسبعة الأف دينار للتشغيل العادي (خلال النهار) و12 ألف دينار للتشغيل الذهبي (طيلة اليوم)، وبالتناوب مع الكهرباء الوطنية. وشددت على ضرورة الالتزام بجميع التعليمات والتوصيات الصادرة من المحافظة بخصوص المتابعة والاشراف واتخاذ الاجراءات القانونية بحق المخالفين. هذا وتجدر الإشارة الى أن أغلبية أصحاب المولدات لا يلتزمون بهذه الأسعار، ولا يجرأ الناس على مطالبتهم بذلك، بسبب الدعم الذي يلقوه من قوى متنفذة وفاسدة، تشاركهم نهب المواطنين!

ليست خسارة، هذا حق الشعب الجائع!

أعلنت وزارة النفط، أن مبيعات المنتجات النفطية انخفضت في شهر نيسان بواقع 1.5 مليون لتر في اليوم، نتيجة للحد من التهريب، خاصة الى الإقليم والدول المجاورة، حيث حققت المافيات من ذلك أرباحاً هائلة. وأدعّت الوزارة بأن مجمل “خسائرها” السنويَّة بسبب دعم أسعار بيع المنتجات، يصل إلى ثلاثة ترليونات دينار. هذا وفي الوقت الذي تجاوزت فيه أسعار النفط حاجز 120 دولار، مما سيوفر للبلاد ثروات طائلة، يستغرب الناس من الحديث عن دعم المحروقات بإعتباره خسارة للدولة، ويحذرون من محاولات تقليص أو إلغاء الدعم في بلد نفطي، يعيش ثلث سكانه تحت مؤشر الفقر!

*************

المجموعة الدولية للأزمات: مقترحات لحل مشكلة سنجار

بغداد ـ طريق الشعب

أصدرت المجموعة الدولية للأزمات، الثلاثاء الماضي، تقريراً مفصلاً عن أزمة سنجار، قدمت فيه ملخصاً عن طبيعة المشكلة، وما يعانيه سكان المنطقة من ظروف قاسية، تتمثل في وجود حكومة محلية تفتقر الى الشرعية، وفشل كبير في توفير الخدمات العامة، وتوقف في عمليات إعادة الإعمار، وغياب الأمن والإستقرار جراء تنافس عدد كبير من الجماعات المسلحة، والذي أجبر أكثر من 70 في المائة من السكان على النزوح من ديارهم. وتطرق التقرير الى الأحداث التي عاشتها المنطقة منذ سقوط الدكتاتورية، ثم إحتلالها من قبل داعش الإرهابية، وتعاون أطراف متعددة، كالقوات المسلحة العراقية والبيشمركة والمتطوعين من سكان المنطقة والحشد الشعبي، وبمساعدة قوات التحالف الدولي، لتحريرها من قبضة الإرهاب الداعشي.

وبيّن التقرير كيف تم التوصل، وبمساعدة الأمم المتحدة، الى إتفاق بين الحكومة الاتحادية وحكومة إقليم كردستان، العام 2020، لتحقيق الاستقرار في سنجار، هذا الإتفاق الذي تلكأ تنفيذه لأسباب عديدة منها رفض أطراف فاعلة في المنطقة للاتفاق، ووجود تدخل مباشر من تركيا وتأثير غير مباشر من إيران، وما تتسم به إجراءات الحكومة الاتحادية من عشوائية وضعف في التنفيذ وغياب في الإرادة السياسية، إضافة الى عدم مراعاة وجهات نظر الأطراف المسيطرة على الأرض، مثل المجموعات المسلحة والإدارة الذاتية لسنجار.

وخلص التقرير الى ضرورة تسريع التنفيذ الكامل للاتفاق، لا سيما بعد اندلاع الاشتباكات بين الجيش ووحدات حماية الشعب في إحدى مناطق سنجار، في أيار، وهي مواجهات قابلة للتكرار، وكاشفة عن تحدٍ لم تتم معالجته، وهو مصير مسلحي إيبشه، الذين وعلى الرغم من ارتباطهم بجماعة خارجية، حزب العمال الكردستاني، فهم من سكان سنجار، أي من المواطنين العراقيين الذين لديهم الأحقية بالإهتمام في قضاياهم المحلية، ما يجعل هذا الملف مستحقاً لمعالجة دقيقة، وليس من خلال إستخدام الجيش للعنف في كل شاردة وواردة.

ولمعالجة التأخير الخطير في وضع اتفاقية سنجار موضع التنفيذ، دعا التقرير، بغداد وأربيل الى العمل من أجل أن يُقبل الإتفاق من قبل مجموعة واسعة من الجهات الفاعلة: المسلحة المحلية وممثلي المجتمع المعنيين.

وعلى الجانب المدني، يجب على الحكومة تعيين رئيس بلدية بالإنابة في الوقت الحالي، والتشاور عن كثب مع كل من سلطات أربيل وقادة مجتمع سنجار، لتحديد أيزيدي مناسب وغير منحاز سياسياً ومن أهالي سنجار.

وعلى الجبهة الأمنية، يجب على الحكومة الفيدرالية أن تبتعد عن نهج العنف وتنخرط في حوار جاد مع الأيبشه، حول العديد من التحديات مثل تشكيل قوة شرطة محلية والسعي إلى دمج مقاتليها (وأعضاء الجماعات المسلحة الأخرى) في قوات الدولة.  كما رأى التقرير إمكانية الإستفادة من بعثة الأمم المتحدة في مساعدة العراق لإنجاح هذه الإجراءات، بإرسال مراقبين مدنيين دوليين ومستشارين تقنيين للإشراف على العملية.

**************

البرلمان أمام طريقين لسداد مستحقات الغاز الإيراني.. الكهرباء تدق ناقوس الخطر.. والمواطنون يسألونها: أين الوعود؟

بغداد ـ طريق الشعب

ما أنْ ارتفعت درجات الحرارة، حتى عادت مشكلة الكهرباء لتنغص العراقيين في حياتهم، ولتعرّي وعود المسؤولين بـ”صيف أفضل”، وهي وعود اعتاد الناس على سماعها لأكثر من عقد، ولم يتيقنوا الا من هدر مليارات الدولارات التي كانت كافية لانشاء منظومة كهرباء جديدة بطاقة انتاجية تكفي حاجة البلد وتزيد، بحسب تصريحات مسؤولين ومتخصصين.  

بدورها، بررت وزارة الكهرباء تراجع ساعات تجهيز المواطنين بالطاقة بانخفاض كميات الغاز المورّد من إيران. أما لجنة الكهرباء والطاقة البرلمانية، فقد كشفت عن اتفاق على أمرين بشأن سداد مستحقات الجانب الإيراني البالغة 1.6 مليار دولار.

وقال نائب رئيس اللجنة، داخل راضي، في تصريح صحفي: إن “الاتفاق داخل اللجنة بهذا الشأن، هو إما أن يصوت البرلمان على قانون الأمن الغذائي، أو الذهاب إلى الإقتراض من وزارة المالية لسداد المستحقات الإيرانية.

وكانت شركة الغاز الوطنية الإيرانية، قد ألزمت العراق بسداد هذا المبلغ، في مدة أقصاها أواخر شهر حزيران، مقابل استمرارها بتوريد الغاز إليه وفقاً للحجم المحدد في الاتفاق الثنائي بين البلدين.

وطبقا لبيان طالعته “طريق الشعب” صدر عن إعلام وزارة الكهرباء، فان تراجع الانتاج وساعات التجهيز مرتبط بـ”تقليل خمسة ملايين متر مكعب من كمية الغاز الايراني المورد”.

ولفت البيان الى القول: “اشرنا في وقت سابق الى ان الجانب الايراني طالب بسداد الالتزامات المالية عن مستحقات الغاز من الجانب العراقي، ومع تأخر اقرار الموازنة العامة، والبحث عن حل بديل لقانون الامن الغذائي، فإن ذلك سبب التلكؤ الذي نوهنا عنه آنفاً”.

الأمل موجود

واحبط تراجع ساعات التجهيز آمال العراقيين الذين استبشروا خيرا بتحسن ساعات التجهيز خلال الفترة الماضية.

ويأمل المواطن محسن عودة استقرار التيار الكهربائي خلال فصل الصيف، خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة، مبينا ان ساعات تجهيز الكهرباء في الفترة الماضية كانت مقبولة نوعا ما.

وأضاف عودة لـ”طريق الشعب”، ان تراجع تجهيز الكهرباء ظهر خلال اليومين الماضيين بشكل واضح، موضحا ان “ساعات التجهيز وصلت خلال الفترة الماضية الى حوالي 18 ساعة في اليوم، لكنها تراجعت الى حدود 12 ساعة منذ يوم الاثنين”.

قرار سياسي

ويعتقد المهندس الاستشاري ضياء وادي، ان “وزارة الكهرباء في ضوء الإمكانيات المتاحة امامها نجحت خلال الفترة الماضية في زيادة ساعات تجهيز الكهرباء، وهذا الامر يعود لعدة أسباب منها الاستعداد الجيد والإدارة الصحيحة لمحطات التوليد في المنظومة الوطنية، مع عدم اغفال انخفاض درجات الحرارة”، مشيرا الى ان الوزارة نجحت في إدخال طاقات توليدية من 3.5 إلى 4.5 الف ميغاواط جديدة إلى المنظومة الوطنية، وإعادة تصليح خطوط نقل استراتيجية ناقلة بين المحافظات كانت معطلة في السابق.

وأضاف ان “الوزارة من الناحية الفنية تسير بالاتجاه الصحيح، لكن هناك أمورا بحاجة الى تدخل سياسي من اجل حلها، ومن غير المعقول ترك المكلف في إدارة وزارة الكهرباء ليخوض مفاوضات تأجيل تسديد الديون الإيرانية وحده، وهذا ما حدث خلال الأيام الماضية”، مبينا ان العراق يعتمد على إيران في تأمين احتياجاته من الغاز لتغطية انتاج حوالي 7500 ميكا واط، ومع فرض الولايات المتحدة عقوبات على ايران، وتأخر إقرار الموازنة والازمة الاقتصادية خلال العام الماضي، تعقدت عملية تسديد فواتير الاستيراد.

وتابع أن الخيار المتاح امام العراق في الوقت الحالي هو الاتجاه نحو تسديد مستحقات الغاز للجانب الإيراني من اجل عدم تكرار سيناريو العام الماضي بعد انهيار منظومة الكهرباء الوطنية في ذروة فصل الصيف، داعيا الحكومة ومجلس النواب للكف عن التناحر والبحث عن المكتسبات والالتفات الى هموم الناس.

****************

إجراءات تسير ببطء.. استعادة عقارات الدولة.. ملف تمسكه قوى متنفذة وتعرقل معالجته

بغداد – طريق الشعب

أعلنت دائرة عقارات الدولة، مؤخرا، عن استعادة 453 عقارا من جهات استولت عليها خلافا للقانون والتعليمات. وتعقيبا على هذه الخطوة، يؤكد مسؤولون ومراقبون أن عدد العقارات المستولى عليها ما زال كبيرا جدا. كما أن الاجراءات تسير ببطء بشأن استعادتها، نتيجة لنفوذ هذه الجهات وارتباط الملف بأحزاب وقوى تستغل وجودها في السلطة.

ملف شائك

وتؤكد جهات حكومية ومعنية بملف عقارات الدولة، أنه ومنذ عام 2003 وحتى الان، أصبحت المئات من هذه العقارات تحت سيطرة قوى وأحزاب وشخصيات متنفذة تستغلها بطريقة مخالفة للقانون. فيما ظل الملف دون أية خطوات حقيقية لمعالجته.

وضمن إحصائية أصدرتها هيئة النزاهة الاتحادية في وقت سابق، فإنها رصدت 31378 عقارا تابعا للدولة تم الاستيلاء عليه في مختلف المحافظات ما عدا اقليم كردستان. بينما كانت محافظة نينوى الأولى في التجاوز على العقارات بحوالي 8585 عقارا لم يسترجع منها سوى عدد ضئيل جدا.

وتؤكد دائرة عقارات الدولة ضمن تقاريرها أن هناك أكثر من 100 ألف حالة تجاوز سكني وزراعي وصناعي وتجاري على عقارات الدولة من قبل بعض الأحزاب وأعضاء مجلسي النواب والمحافظات إضافة إلى بعض المتنفذين وخارجين عن قانون.

ويقول الأكاديمي نبيل رماح، أن “هناك فسادا كبيرا في هذا الملف. حيث أن مسؤولين سابقين قاموا بشرعنة استحواذهم على هذه العقارات بعد مرور فترات منذ تركهم مناصبهم، وبالتالي فإن السلطات التشريعية والتنفيذية مطالبة بإصدار قرارات صارمة لاسترجاع هذه العقارات واستثمار خزينتها ضمن ايرادات الدولة”.

وأضاف رماح لـ”طريق الشعب”، أن “هؤلاء المسؤولين يتمتعون بأملاك الدولة وهم خارج السلطة، فيما هناك جهات متنفذة عديدة تقوم بنفس الأمر”.

وتشير التقديرات إلى أن قيمة هذه العقارات والممتلكات تتجاوز 20 مليار دولار، متضمنة مباني ومواقع مختلفة، كما تتضمن قصورا وبساتين واستثمارات ومصانع ومنشآت كانت تابعة لأركان حكم النظام السابق، فضلاً عن مواقع عسكرية وأمنية وسياسية مختلفة جرى الاستيلاء عليها من قبل زعامات سياسية وأحزاب مختلفة على نهر دجلة، من أجل السماح للفرق التابعة لدائرته بالدخول إلى المنطقة بهدف جرد العقارات التابعة للدولة فيها.

قرار قضائي

وكانت المحكمة الاتحادية العليا قد ألغت، في شباط الماضي، نصا قانونيا، استُغل من قبل الأحزاب المتنفذة، على مدى تلك السنوات بالاستيلاء على عقارات الدولة والتصرف فيها، مؤكدة أن النص غير دستوري. لكن مراقبين أكدوا أن القرار متأخر ولم ينفذ بأثر رجعي، حيث ذهبت الكثير من الممتلكات والمواقع والمباني دون رجعة وهذا يتطلب أن ان يعاد النظر به.

وفي تصريح للخبير في مكافحة الفساد، سعيد ياسين، فأن “أكثر من 147 ألف ملف فساد في العراق، يتضمن بينها 4 آلاف تجاوز على الممتلكات العامة في بغداد وحدها”، لافتا إلى أن “استغلال النفوذ السياسي والإداري يقف وراء تنامي هذا الملف، وأن هناك 3 أنواع من العقارات المستولى عليها، منها عقارات مستولى عليها بدون بدل، وثانية ببدل رمزي، وأخرى تكون من دون سند أو بدل”.

وفي سياق متصل، وصفت عضو اللجنة الاقتصادية في البرلمان السابق، نورا البجاري، حجم الفساد والصفقات المشبوهة في هذا الملف بأنه “أكبر ملف فيه فساد”، مؤكدة أن “قسما من تلك العقارات والقصور والبنايات تقدّر بمليارات الدولارات، فيما باعت الحكومة بعضها بأثمان بخسة، على أساس أنها أسعار الدولة، أو في المزادات الصورية التي تعلن عنها، وهي أيضاً يشوبها الفساد، حيث لا تخضع لمعايير المزادات الحقيقية، وتخضع لمصالح أشخاص متنفذين في الدولة”.

وتابعت البجاري ان “بعض المتنفذين استولوا على بيوت كبيرة لمسؤولين في النظام السابق، وبعضهم زوّروا لها سندات أو تم شراؤها من الدولة بأسعار زهيدة لا تساوي شيئاً”.

من جانبه، أوضح القانوني دعاء رافد، أن “هذه العقارات بعضها تم إيجارها والبعض تم شراؤها بأثمان بخسة، وهذا يمثل صفقات فساد وتحت ضغط من المتنفذين، إذ ان هذه الأبنية خاضعة لقانون بيع وإيجار أموال الدولة. كما ان لجان التثمين تم التلاعب بها بحجة أسعار السوق رغم أن هذه التقييمات المالية واضحة الضرر للدولة، وتخضع مثل هذه التصرفات القانونية تحت بند التجريم وفق قوانين العقوبات، وان هيئة النزاهة هي المختصة بالنظر في مثل هكذا دعاوى عندما يتم تحريكها”.

***************

الصفحة الخامسة

الصحة تسد الفراغ بكوادر أجنبية!.. هجرة العقول الطبية العراقية تتزايد

متابعة – طريق الشعب

بينما يرى مواطنون واختصاصيون أنه من الضروري أن تعمل الحكومة العراقية على استعادة العقول الطبية المهاجرة وإصلاح الوضع الصحي في البلاد، أعلنت وزارة الصحة، أخيرا، عزمها على استقدام كوادر طبية أجنبية لمواجهة النقص في هذا الجانب، وتقليل سفر العراقيين إلى الخارج بحثا عن العلاج.

يشار إلى أنه قبل يومين تلقى طبيب في محافظة ذي قار تهديدا، من خلال كتابة عبارة “مطلوب دم” على جدران عيادته الخاصة.

واستنكر فرع نقابة الأطباء في المحافظة “هذه الأعمال المخالفة للقانون والعرف الاجتماعي والسلم المجتمعي”، مطالبا في بيان له نشرته وكالات أنباء، “الجهات الإدارية والأمنية في المحافظة بأخذ دورها واتخاذ الإجراءات القانونية بحق المهدِدين”.

استغراب

المواطن سلام حسين (53 عاما)، بعد أن سافر إلى الهند لغرض العلاج وصرف أكثر من 20 ألف دينار، عاد مجددا ليقف أمام أبواب عيادات الأطباء العراقيين في منطقة الحارثية وسط بغداد، ليستكمل علاجه.

يقول حسين في حديث صحفي، انه لم يستطع إكمال علاجه في الهند بسبب نفاد أمواله، معربا عن استغرابه من “إعلان وزارة الصحة استقدام كوادر طبية أجنبية بدلا من إعادة الأطباء العراقيين الذين هاجروا خارج البلاد”.  وينتقد المواطن “السياسات الصحية في البلاد”، مؤكدا أنها تسببت في “إفراغ جيوب المواطنين عبر السفر لغرض العلاج، وأدت إلى هروب العقول الطبية العراقية نحو الخارج”.

خطة لن تفلح!

تشير تقارير غير رسمية إلى وجود أكثر من 70 ألف طبيب عراقي في الخارج، هاجروا على فترات مختلفة قبل سقوط النظام المباد عام 2003 وبعده، خوفا على حياتهم إثر تعرضهم للملاحقات والتهديدات.

في المقابل، تبلغ قيمة ما ينفقه العراقيون للعلاج خارج البلاد أكثر من 6 ملايين دولار سنويا - وفق تقارير صحية سابقة.

هذه التكلفة، بالإضافة إلى الحاجة لتعويض النقص الموجود في الكوادر الطبية، كل ذلك دفع وزارة الصحة للتوجه إلى استقدام الفرق الطبية من الخارج بدل إرسال المرضى إلى هناك.

لكن اختصاصيين يرون أن جلب الفرق الطبية الأجنبية من دون تنظيم الواقع الطبي في البلاد، والذي تسبب في هجرة الأطباء “لن يفلح في معالجة المشكلة من جذورها”.

رئيس قسم الأمراض الجلدية السابق في “مستشفى الكرامة” الحكومي، علي عبد الرزاق محيي الدين، يرى أن استقدام الكوادر الأجنبية أمر لا بأس فيه شريطة أن يكون وفقا لخطط وبرامج تعتمدها وزارة الصحة لإفادة الكوادر العراقية.

ويضيف أن “هذه الخطوة تحتاج إلى تنظيم وإدارة جديدة، بعد ما فشلت خطط وزارة الصحة حتى الآن في تحقيق الأهداف المرجوة”، مبينا أنه “لا بد من قيادات جديدة في العمل الطبي وفي الوزارة، بعيدا عن الكتل السياسية، وألا تخضع الوزارة لأي توجه سياسي”.

استنزاف خطير

ويعاني أطباء العراق مشكلات كثيرة تضطر بعضهم للهجرة إن سنحت له الفرصة، أو الإضراب عن العمل، كما حصل في كثير من الأحيان جراء التهديدات والملاحقات العشائرية والأوضاع الأمنية المضطربة، الأمر الذي تسبب في حصول نقص كبير في الفرق الطبية، وصل إلى حد وصف وزارة الصحة نفسها هذا الأمر “بالاستنزاف الخطير”.

وتقر الوزارة بوجود هجرة لأطباء الاختصاص ونقص حاد تعانيه الفرق الطبية في البلاد.

ووفقا للمتحدث باسم الوزارة، د. سيف البدر، فإن “المشكلات التي تتعرض لها الكوادر الطبية تسببت في نقص حاد لدى الوزارة، لا سيما في الملاكات التخصصية والدقيقة”، مضيفا في تصريح صحفي، أنه “قبل تفشي كورونا كان هناك نقص في أعداد الدوائر الطبية والصحية بشكل عام والتخصصية بشكل خاص”.

ويلفت إلى أن “أحد أهم أسباب هجرة الأطباء، هو التهديدات العشائرية والخطر الأمني الذي يقع على الطبيب وعائلته”. فيما يؤكد “وجود إستراتيجية لدى الوزارة للعمل على استعادة العقول الطبية المهاجرة، وتعيين الخريجين الجدد من جامعات الطب العراقية”.

وبخصوص الخريجين، يشير البدر إلى أن الوزارة تعمل على تعيين كل الخريجين، مستدركا “لكن هناك معوقات مالية. إذ يرتبط التعيين بمجلس الخدمة الاتحادي وبإقرار الموازنات”.

 *****************************************

بغداد.. تفقد وجهها الأخضر!

حسين علوان

معلوم أن أزمة المياه التي يشهدها العراق اليوم، سبب رئيس لانحسار المساحات الخضراء في المدن، ومنها بغداد التي عرف عنها وجهها الأخضر في السابق، لكن هذا السبب لم يكن الوحيد. فالملاحظ أن الكثير من ساحات العاصمة ومتنزهاتها تحوّلت إلى الاستثمار، لتصبح مراكز تجارية ومولات يمتلكها أثرياء قد يكون خلفهم متنفذون وأصحاب قرار!

هذه الظاهرة شجعت الكثيرين على البحث عن أي أرض مملوكة للدولة، بالإمكان الاستحواذ عليها وتحويلها إلى مشاريع تجارية.   

نتساءل: كيف استطاع هؤلاء المستثمرون أن يحصلوا على تلك الأراضي الواسعة ويقيموا عليها مشاريعهم الاستهلاكية غير الانتاجية، بعد أن كانت متنزهات وحدائق خضراء تزين بغداد وتشيع فيها الجمال؟ أليس تحوّل الحدائق إلى مولات هو الخراب بعينه؟! وهل نحن بحاجة إلى هذا العدد الكبير من المراكز التجارية؟

منذ مطلع الصيف الجاري ونحن نستقبل العواصف الترابية واحدة تلو الأخرى، في وقت لم تبق في مدننا أشجار تحد من تأثيرات تلك العواصف.

نرى أن العراق بحاجة إلى قوانين رادعة لحماية المساحات الخضراء، ورجال قانون شجعان ينفذون تلك القوانين، وإلا فنحن ذاهبون إلى الدمار، في ظل تفشي الفساد في أغلب مفاصل الدولة وضعف القانون. 

نقول أن بغداد ستصبح بلا ماء وأشجار ومتنزهات وحدائق ما لم نضع الرجل الحريص الوطني الكفوء الشريف في المكان الذي يتيح له إنقاذ العاصمة من الاندثار!

 ******************************

مواساة

  • تعزي اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في واسط، الرفيق موحان ناصر الطائي بوفاة زوجته اثر مرض لم يمهلها طويلا.

الذكر الطيب للفقيدة والصبر والسلوان للرفيق موحان وعائلته الكريمة.

  • تعزي اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في المثنى، عائلة الرفيق كاظم خير الله الركابي بوفاته اثر مرض عضال.

 للفقيد الذكر الطيب ولعائلته الصبر والسلوان.

وتعزي أيضا الرفيق ناذر الجبوري بوفاة عمه كاظم جبار الجبوري.

  للفقيد الذكر الطيب ولعائلته الصبر والسلوان .

 ***********************************************

 الصفحة السادسة والسابعة

العراق بحاجة إلى سنوات للتحول من موازنة البنود إلى موازنة البرامج والأداء

دعوات لتفعيل القطاعات المنتجة وإنشاء صناديق سيادية وفصل الموازنة التشغيلية عن الاستثمارية

بغداد ـ طريق الشعب

ضيّف الملتقى الحواري الشهري لـ “طريق الشعب”، نخبة من الاقتصاديين العراقيين للاستماع لرؤيتهم ومقترحاتهم بشأن تجاوز الأزمات التي يواجهها الاقتصاد الوطني. حضر اللقاء الدكتور مظهر محمد صالح، والخبير النفطي حمزة الجواهري، والدكتور ماجد الصوري، والخبير الاقتصادي باسم جميل انطوان، والدكتور عبد الرحمن المشهداني، والخبير الاقتصادي صالح الهماشي والخبير الاقتصادي ابراهيم المشهداني ومحسن القزويني. كما حضر اللقاء أعضاء هيئة تحرير الجريدة الرفاق مفيد الجزائري، الدكتور صبحي الجميلي، وعلي شغاتي.

بدائل للخروج من الأزمات

في بداية اللقاء أبدى الرفيق مفيد الجزائري، سعادته لاستضافة نخبة من العارفين والمهتمين بالشأن الاقتصادي، مبينا أن الملتقى الحواري الشهري للجريدة يهدف إلى تسليط الضوء على القضايا الملحة والهامة في الشأن العراقي، وان محور حديثنا في هذا اللقاء هو السعى من خلالكم لتسليط الضوء على أهم القضايا الاقتصادية الملحة، وطرح البدائل للخروج من الأزمات المستمرة التي يعاني منها الاقتصاد العراقي، ومن أجل الخروج بحصيلة مقترحات ملموسة ومثمرة من شأنها تطوير مفاصل هذه القطاع الحيوي.

 وجدد الرفيق صبحي الجميلي، الذي أدار الجلسة، الترحيب بالحاضرين، مؤكدا سعادة العاملين في “طريق الشعب”، والحزب الشيوعي العراقي، في استضافة هذه المجموعة من الأساتذة والخبراء والمتخصصين في الشأن الاقتصادي، مؤكدا أنه منذ عام 2003 وإلى الآن،  اعتمدت خيارات أدت إلى تعميق سمة أحادية الاقتصاد، وزادت الاعتماد على موارد  النفط المتأتية من تصدير النفط الخام والذي يمثل في المتوسط أكثر من 90 في المائة من إيرادات الموازنة العامة، وأكثر من 50 في المائة من الناتج المحلي، في حين  تراجعت مساهمة القطاعات الإنتاجية التي لم تعد تساهم في أحسن الأحوال الا بين 10 - 12 في المائة.

وأضاف ان الهدف هو التوجه نحو تقليل الاعتماد على عوائد النفط بشكل تدريجي، خصوصا ان العراق وكل البلدان المنتجة للنفط لا تستطيع ان تتحكم بالأسعار.

تنويع مصادر الدخل

والسؤال هنا، كيف نستطيع تقليل الاعتماد على النفط، وتنويع مصادر الدخل والسير على طريق مفض إلى تنمية متوازنة ومستدامة؟

قال الخبير النفطي حمزة الجواهري إن “القدرة التصديرية والتخزينية للعراق محدودة، ويجب ان يكون لهذا الأمر الأولوية، نظرا لزيادة الإنتاج، نتيجة لتطوير الحقول 18 العاملة حاليا، مبينا ان هذه الزيادات تحتاج إلى قدرة تصديرية وتخزينية من أجل التمكن من تصدير هذه الزيادات”.

وأضاف أن وزارة النفط تعمل على الموضوع، فالعراق يمتلك انبوبين للنفط يذهبان إلى المنصات العائمة وانبوبا ثالثا إلى خور العمية بحاجة إلى اصلاح، إضافة إلى خزانات الفاو والنجف وعدد اخر في المحافظات التي يجب ان تكتمل على وجه السرعة من أجل ضمان قدرة تخزينية لمدة خمسة أيام على الأقل في حال حدوث أي طارئ في الخليج.

وتابع أن الأولوية الثانية هي مسألة الغاز، فالغاز الذي يستخرج الآن هو غاز مصاحب يحتاج إلى معالجة، فالكميات التي يفترض ان تتم معالجتها هي أكبر من الكميات المتأتية من إيران، وفي حال اكتمال المنشآت الخمس التي يعمل عليها العراق، سوف يصبح بامكانه الاستغناء عن الغاز المستورد، مبينا ان هناك جهات متنفذة تعمل على إيقاف هذه المشاريع، وسبق لها أن اوقفتها.

وأشار إلى ان العراق يمتلك ثلاثة  حقول للغاز يجب استثمارها في أسرع وقت ممكن، ورغم توقيع عقد لاستثمار حقل المنصورية، يجب الحذو في هذه الاتجاه في حقلي السيبة وعكاز، وتأمين هذه المنطقة من الجانب الأمني خصوصا مناطق حقلي عكاز والمنصورية التي ينشط فيها  تنظيم داعش الإرهابي، مبينا ان وزارة النفط خططت لاستكشاف 15 موقعا جديدا، لم يشمل أي منها أماكن تواجد الغاز، رغم امتلاك العراق 410 مواقع تركيز جيولوجي يمكن ان يوجد فيها  الغاز او النفط، لم تجر عليها أية عمليات استكشاف، في الوقت الذي كان يفترض توجيه ال  15 موقعا استكشافيا التي تعمل عليها  الوزارة إلى حقول الغاز التي من الممكن ان تجعل العراق واحدا  من أكبر مصدري الغاز في العالم.

ثروة هائلة

واكد الجواهري انه بحسب دراسات الفريق العراقي السوفييتي لدينا أكثر من 250 ترليون قدم مكعب من الغاز، وهذه الكمية الهائلة هي في أسوأ التقديرات، وأخرى تقدرها بـ 350 ترليون قدم مكعب، وهذه المناطق أغلبها في وادي حوران، وعليه يجب ان يتم إعطاء أولوية لتأمين هذه المنطقة، مبينا ان عملية استكشاف وتطوير حقول الغاز بحاجة إلى 10 سنوات على الأقل.

ونوه الخبير النفطي إلى أن العراق يفقد الآن جراء عمليات تطوير الحقول بين 6-7 في المائة من انتاجه جراء تناقص الضغط في المكامن النفطية بسبب تعطل مشروع حقن الماء منذ عام 2011، والسبب وجود جهات متنفذة تقف في وجه هذا المشروع، مشددا على ضرورة إيجاد حل للموضوع قبل الوصول إلى مرحلة فقدان كميات كبيرة من النفط، موضحا ان تعزيز الموارد يمكن ان يأتي من أمرين هما الصناعات البتروكيمياوية والمصافي، ويفترض ان يكون لدينا مليون ونصف إلى مليونين  برميل ينتج  في المصافي، وكذلك تعزيز العمل في البتروكمياويات بنوعيها اللذين  يعملان على النفط او الغاز.

مشكلة اجتماعية

من جانبه، أكد الدكتور مظهر محمد صالح ان الاقتصاد الأحادي الجانب ولد مشكلة اجتماعية من خلال تعطل الإنتاج والتحول نحو نظام التوزيع، فعدد مستلمي الرواتب الحكومية من موظفين ومتقاعدين ورعاية اجتماعية يمكن ان يصل إلى 10 مليون شخص مشمولين بنظام الحكومة الريعي التوزيعي ما ولد نظام رعاية اجتماعية ظلي يعتاش عليه كل من لا عمل له.

وأضاف ان آخر إحصائية رسمية تقول بوجود مليونين عاطل عن العمل مسجلين لدى وزارة العمل والشؤون الاجتماعية، ومن المتوقع وجود حوالي مليون عاطل غير مسجلين، وعليه فان حوالي 33 في المائة من القوى العاملة في العراق عاطلة عن العمل، منوها إلى ان نظام التوزيع الحكومي يعتمد على الأصول النفطية في عملية استيعاب العاطلين، متوقعا حدوث عملية ترقيق في النظام الاقتصادي بسبب زيادة عدد المتلقين للرواتب ما يولد عدم قدرة على التوظيف او التوسع في اعداد  المتقاعدين او المشمولين  باعداد الرعاية الاجتماعية ما يوسع حالات  الفقر والبطالة، وهذا الأمر اخطر ما يمكن ان تصل اليه البلاد.

الحاجة إلى 450 مليار دولار

وكشف صالح عن حاجة العراق إلى حوالي 450 مليار دولار في السنوات العشر القادمة بمعدلة 45 مليار دولار سنويا من أجل تنمية الاقتصاد وتنويع مصادره، مشيرا إلى وجود مشاريع يمكن لها ان تكون معاونة للرافعة النفطية منها إعادة الحرف المندثرة التي لم يعد لها وجود، فقد كانت هذه الحرف تمتص اعدادا كبيرة من الايادي العاملة لكنها اختفت ولم يعد هناك وجود للنسيج الاجتماعي الحرفي (الشغيلة).

ودعا صالح إلى السير في اتجاهين الأول هو نحو المشاريع الكبرى التي تعظم موارد البلاد، والاتجاه الثاني نحو المشاريع المتوسطة والصغيرة او مشاريع بدء التشغيل التي يقوم بتشغيلها عدد من العاملين وفق تكنلوجيا حديثة، وعلى الدولة ان تمتلك قوائم بهذه المشاريع وان تقوم بإعطاء قروض لهذه المشاريع شرط تشغيلها من أجل إعادة  الشغيلة في العراق بشكلها الحديث، مؤكدا على ضرورة توجيه جزء من فائض العائدات النفطية إلى برنامج حكومي يقوم بتجهيز مصادر تكنلوجيا عالية الجودة ضمن برنامج وطني من أجل تشغيل مئات آلاف الشغيلة العراقيين .

واكد صالح إلى الحاجة إلى شيء من العقلانية في إدارة الاقتصاد العراقي وتدخل الدولة في عدد من القضايا الهامة، وعلى سبيل المثال إلزام الحاصلين على اجازات الاستيراد بتسويق 10 في المائة من قيمة استيراداتهم من مشاريع التشغيل المحلية بشرط مطابقتها لشروط الجهاز المركزي للتقييس والسيطرة النوعية من خلال إشاعة مراكز تسويق تعاونية او مختلطة، فعملية ربط منتجات الشغيلة بالمستوردين توفر حماية لهذه المنتجات، وهذا الخيار أفضل من قوانين حماية لم تحقق أي شيء للمنتج المحلي وضمان نجاح هذه المشاريع.

وعقب الخبير النفطي حمزة الجواهري على الموضوع بالقول: ان هذا المشاريع يجب ان تمول من خلال الدولة عن طريق مشاريع سيادية تنموية، وفي حال تسديد قيمة هذا المشاريع مع 20 في المائة يتحول المشروع إلى ملكية المشغلين وفي هذه الحالة سوف يتم القضاء على الفساد وخلق حافز جديد وإشاعة ثقافة عمل مبتكرة.

مشكلة سياسية

من جهته، قال الدكتور عبد الرحمن المشهداني ان المشكلة في العراق ليست في عملية اقتراح المشاريع، فالخطط والدراسات موجودة، لكن المشكلة في كيفية اقناع الفاعل السياسي في تنفيذ هذه المشاريع وهذا أساس المشكلة، فخطط التنمية الوطنية بين أعوام 2007-2010 عملنا عليها بجهد كبير، لكن أين هي على ارض الواقع؟

وأضاف ان العراق كان يحتاج في عام 2010 إلى حوالي 186 مليار دولار من أجل إعادة الإعمار والتنمية، وهذا الرقم ارتفع إلى 450 مليار دولار حاليا وربما لا يكفي، والمشكلة ان الأصول الموجودة ذهبت وتلاشت واندثرت، مؤكدا الحاجة إلى قلب هرمية التعليم وتجاوز ثقافة العائلة العراقية بتوجيه أبنائها نحو الدراسة في كليات الطب او الهندسة حتى أصبح خريجو هذه الكليات لا يجدون فرص عمل.

وتابع ان وزارة التعليم العالي قضت على حلقات التعليم الوسطى فالمعاهد أصبحت كليات، فالعراق اليوم بحاجة إلى معاون طبيب او مساعد مهندس، وليس بحاجة إلى حملة شهادات البكالوريوس، والتخصصات الإنسانية تأخذ حيزا كبيرا من الدراسة في الجامعات ولا حاجة للكثير منهم في سوق العمل.

مخرجات التعليم

وأشار إلى العمل على إعداد دراسة استكشافية حول مواكبة مخرجات التعليم مع سوق العمل بحلول عام 2050، ففي 2025 ستنتهي الكثير من الاعمال بينما نحن غير متهيئين لأعمال جديدة، ووكالة الأنباء البريطانية تقول إن المستشار القانوني الالكتروني أكفأ وأسرع من ألف أستاذ متخصص بالقانون، ونحن لدينا 50 كلية حكومية و75 كلية أهلية عدا ما موجود في إقليم كردستان كلها تدرس القانون، وهنالك آلاف يتخرجون فاين نذهب بهم؟  وهذا أيضا ارباك للمشهد الاقتصادي.

وشدد على ضرورة ان تكون الأولويات لقطاع الزراعة لكونها تسهم في حل مشكلة القوى العاملة فهي تشغل بحدود 35 في المائة من القوى العاملة، فالمشكلة اليوم الأراضي الخصبة التي تم الاستيلاء عليها وتحولت إلى مناطق سكنية وليس هناك مجال للاستثمار، وطالما ان المنتج المحلي غير محمي والحدود مفتوحة على مصراعيها فالموضوع صعب جدا، ولا بد من توفير الحماية والدعم وإعادة توطين المزارعين، ومن بعد ذلك التفكير في تدوير عجلة الصناعات الغذائية من أجل تدوير عجلة الاقتصاد.

الاعتماد على الاستيراد

اما الدكتور ماجد الصوري، فيرى ان المشكلة الاساسية في العراق هي وجود توجه إلى الخارج والاعتماد عليه سواء في استيراد المنتجات او تصدير النفط، وهذا يؤدي إلى زيادة الريعية بالنسبة للدولة،  فانتاج النفط  عملية  لا يمكن ادامتها اذا لم تجدد العملية الإنتاجية في قطاعات الصناعة والزارعة والسياحة، وأضاف ان السلطة المتنفذة وصاحبة القرار في الوقت الحاضر لا تفكر بالمستقبل ومن لا يفكر بالمستقبل لا مستقبل له، وتحاول ربط الشعب العراقي بالماضي نتيجة التراكمات الكبيرة والمشاكل المتراكمة، منوها إلى ان أفكار وخطط عديدة طرحت لكن المعرقل الأساسي لتطبيقها هو الارتباطات الخارجية التجارية التي تدر أموالا كبيرة على فئات معينة.

ونوه إلى ان حجم الاستيراد في عام 2004 بلغ 9 مليارات ونص مليار دولار، في حين وصل في 2017 إلى 78 مليار دولار والآن تتراوح الاستيرادات في الأربع سنوات الأخيرة بين 55 إلى 65 مليار دولار.

وأشار إلى ضرورة إعادة التفكير في كيفية التأثير على عملية التنمية المستدامة وكيف نستطيع فرضها، مبينا ان قانون الأمن الغذائي الطارئ برغم نواقصه لكنه ضروري لحل المشاكل الحالية وهو ضروري لخلق عملية تنمية، لكن من وقف بالضد منه أصحاب المصالح المتعلقة بالاستيراد. وشدد على ضرورة الذهاب أوسع من الاقتراح فالمشكلة اليوم هي بعدم تطبيق الدستور والقوانين وعدم التفكير بالمستقبل، وعملية فقدان بوصلة التنمية متعمدة.

اقتصاد هش

فيما، أكد الخبير الاقتصادي صالح الهماشي ان الاقتصاد العراقي عبارة عن مكتب صيرفة كبير تأتي أمواله من خلال بيع النفط وتعود على شكل سلع وخدمات. بهذا الشكل يعيش العراق.

وقال إنه في الجانب النفطي كان يفترض ان تتزامن استثمارات الحقول النفطية في جولات التراخيص مع انشاء مصاف على الأقل لتوفير الحاجة المحلية للسوق العراقية، فنحن نستورد ما قيمته  3 مليارات دولار سنويا على شكل  مشتقات نفطية كقطاع خاص وعام وقد تتضاعف، ولم نستطع تطوير الصناعات المحلية، مشيرا إلى الحاجة لمدن صناعية فكل دول العالم نهضت بالمدن الصناعية، منوها إلى ان النفط يواجه مشكلة ففي العام 2030 وحسب مؤتمر باريس للبيئة تتوقف جميع الشركات العالمية لإنتاج السيارات عن استعمال الوقود  الاحفوري والتحول للطاقة النظيفة.

لكن الخبير النفطي الجواهري يفند موضوع التحول إلى الطاقة النظيفة في العالم بالقول: ان السيارات لن تتحول إلى استخدام الطاقة النظيفة بسبب ارتفاع أسعار الليثيوم وغيره من 1500 دولار إلى 20 إلف دولار، فالليثيوم لا وجود له سوى في 4 مناجم في العالم وانتاجه ضئيل جدا، فالطاقة النظيفة لم تصل إلى 7 في المائة من اجمالي انتاج الطاقة في العالم.

واقترح الهماشي إلزام شركات النفط ببناء مدن صناعية من أجل الاسهام في حل مشكلة الريعية والتوجه نحو الاقتصاد المتنوع وهذه واحدة من الحلول، والتفكير بصناعة البتروكيماويات، اما مع بقاء التفكير بالاستكشافات النفطية فسوف نبقى نعتمد على الاقتصاد الريعي.

غياب العدالة

وفي السياق، يعتقد الخبير الاقتصادي باسم جميل انطوان بعدم وجود توزيع عادل للثروة بين المنتج والمستهلك، فالقطاع العام يستنزف 70 في المائة من واردات البلاد التي لم تأت بجهوده، وأتت بشكل رئيسي من جهود القطاع الخاص وفي حال تم تثبيت وجود 8 ملايين عامل في القطاع الخاص فكم ستكون حصته في الموازنة العامة للبلاد؟  مشيرا إلى عدم وجود تناسب والحاجة ضرورية إلى تغيير وجهة الاقتصاد.

وأشار إلى ان الرؤى موجودة لكن صانعي القرار لا يريدون تنفيذها من أجل استمرار الفوضى “الخلاقة” التي تسهل الفساد، مشيرا إلى الحاجة إلى إعادة التوزان داخل المجتمع.

وأضاف ان المتنفذين ساهموا بخلق قطاع خاص طفيلي هم من يمتلك رؤوس أمواله ويحققون فوائد منه، وبذلك تم عزل القطاع الخاص الوطني الذي يمكن ان يساهم في بناء  الوطن والالتفات إلى المصلحة الوطنية مثل ما حدث في الجيل الأول للقطاع الخاص في الخمسينات والستينات حيث ساهم القطاع الخاص من أمثال  جعفر ابو التمن وفتاح باشا وداود الصفار في بناء الجيل الاول لاقتصاد الدولة العراقية، إلى غاية تأميم النفط في عام 1964، حيث لم يتم تسخير الموارد المالية الكبيرة المتأتية جراء بيع النفط لخدمة الاقتصاد الوطني، مشددا على ضرورة إعادة النظر في القطاع العام والبحث في مساهماته في الناتج الإجمالي المحلي وايلاء الاهتمام بالقطاع الخاص وتوفير السبل لإنجاحه.

التعليم المهني

وبين ان استراتيجية التعليم المهني عملت عليها اليونسكو والاتحاد الأوربي لكن العراق أوقفها، وعليه فالعراق اليوم بحاجة إلى خمسة عمال ومهندس واحد لكنه الواقع يقول ان البلاد تمتلك 5 مهندسين وعاملا واحدا، مبينا ان 85 في المائة من التعليم هو أكاديمي و15 الباقية هو مهني في الوقت الذي يجب ان تكون العملية معكوسة، وعملنا على هذا الامر وقدمت إلى وزارة التعليم العالي لكنها لم تستجب.

وتابع ان استراتيجية القطاع الخاص موجودة في وزارة الصناعة، و كل وزير يقول إنه سينفذها منذ 2014 لكنها بقيت حبرا على ورق ولم ينفذ شيئا منها.

وقال الدكتور صبحي الجميلي إن أحد تجليات الخلل البنيوي في الاقتصاد العراقي هو عدم قدرته على خلق فرص عمل حقيقية، فسنويا يوجد حوالي 500 ألف شاب في سوق العمل، في حين لا يستطيع القطاع العام توفير الا حوالي 50 ألف فرصة عمل، والقطاع الخاص 20 ألف فرصة عمل، والواقع يقول إن نسب البطالة والفقر في ارتفاع مستمر، فهناك حوالي 8 ملايين مواطن تحت خط الفقر، وفي حال تلكؤ توزيع مفردات البطاقة التموينية قد تقفز نسبة الفقر إلى 45 في المائة، خاصة في ظل التوسع العشوائي للتعليم وعدم إمكانية خلق فرص عمل.

فصل الموازنتين

وفي ظل تلكؤ اغلب المشاريع الكبرى والتنمية المستدامة، بسبب الفساد او انتظار إقرار الموازنة العامة، يقترح حمزة الجواهري فصل الموازنة الاستثمارية او التنموية عن الموازنة التشغيلية، وان نذهب في اتجاه انشاء صناديق تنموية تكون مهمتها التفكير في انشاء المشاريع ودراسة جدواها وعدد العاملين وكلفتها، ما يعني إمكانية تأهيل العاملين وبالتالي سوف نحتاج إلى مدارس التعليم المهني، مبينا ان هذه الصناديق لا تتعلق بالموازنة مطلقا فمشاريعها يقرها مجلس الوزراء ومجلس النواب، مبينا ان هذه الطريقة ستوفر للصناديق إمكانية  ملاحقة الأموال، وهناك تجارب عالمية ناجحة في هذا المجال فهي توفر ملاحقة للأموال بطرق علمية لا يشوبها الفساد وتوفر سرعة عمل ومنهجية في العمل وتأهيل لكل الخريجين وخلق فرص عمل.

وحول الأسس القانونية لهذه العملية يمكن لهذا الامر ان يتم وفق قانون الإدارة المالية حسب الخبير حمزة الجواهري.

تأسيس مصرف تنموي

ويعزز ماجد الصوري المقترح بالقول: العراق بحاجة إلى تأسيس مصرف تنموي، هذه الفكرة مطروحة منذ 10 أعوام في البنك المركزي لإنشاء مصرف تنموي لكنها توقفت، مقترحا توحيد مصارف: الصناعي والزراعي والعقاري او توحيدها بمجلس إدارة موحد وبرأس مال كبير من أجل تمكين المصرف من الدخول في المشاريع المقترحة من قبله.

وأضاف ان البنك المركزي خصص 15 ترليون دينار لعملية التنمية.  جزء كبير منها ذهب لتشجيع الاستهلاك ما سوف يؤدي إلى نفس النتيجة الحالية من زيادة الاستهلاك، لذلك من الممكن توحيد المصارف المذكورة في مصرف واحد خاصة انها بإمكانها جذب مستثمرين دوليين كبار من أجل عملية التنمية.

ويعود المشهداني للتذكير بأن معدلات الفقر والبطالة والأمية في تزايد، و وفقا لبيانات وزارة التربية فأن عدد التلاميذ المتسربين من الدراسة الابتدائية في عام 2020 يبلغ  حوالي 129 ألف تلميذ، فيما يشير تقرير البنك الدولي إلى ان طلبة المراحل الثلاث الأولى في الدراسة الابتدائية لا يقرأون او يكتبون، وحتى بعض طلبة الجامعات مستواهم متدن جدا، ما ينعكس  بالسلب على عملية توفير فرص العمل وانتشار المخدرات وارتفاع معدلات الطلاق، وعلينا الالتفات إلى ان مجلس القضاء الأعلى يقول ان 54 في المائة من أسباب الطلاق يعود إلى أسباب اقتصادية.

وأضاف: ان وزارة التخطيط تجامل بقولها ان معدلات الفقر انخفضت، خاصة ان البنك الدولي يقول إنه لغاية نهاية شهر حزيران من عام 2020، ونتيجة تأثير الجائحة، ارتفع معدل الفقر من 24 إلى 31 في المائة، فهل من المعقول بعد تغيير صرف الدينار امام الدولار ان تنخفض نسب الفقر؟

معدلات الفقر في  ارتفاع

وجراء هذه العوامل يؤكد المشهداني ان النسبة ارتفعت وسوف تزداد في الأيام القادمة خاصة ان لم تتمكن الحكومة من توفير مفردات البطاقة التموينية، مشددا على ضرورة التفات الحكومة إلى هذا الامر والمباشرة في اتخاذ إجراءات حقيقية، فما نراه الآن مجرد كلام لا غير.

وبين ان ثلث العراقيين يعيشون في الفقر خاصة ان الكثير من المواطنين يعيشون وضعا هشا وفي حال ارتفاع الأسعار فهم مهددون بخطر الوصول إلى خط الفقر، وهذا المعطيات تؤكد ان عدد الفقراء يقترب من 50 في المائة، خاصة ان وزارة التخطيط تعتمد مبلغ دولارين للفرد لتحديد خط الفقر، فيما يريد البنك الدولي يعتمد مبلغ 5 دولارات فقط لديمومة الحياة منوها إلى ان البنك الدولي يتحدث اليوم عن الفقر المدقع، وهذا الامر يحتاج إلى إجراءات ابعد من صرف اعانات اجتماعية.

تنشيط الصناعات الإنشائية

وهنا يقول الخبير باسم  انطوان إن عدد نفوس العراق يزداد  سنويا بمعدل مليون نسمة وفي حال اردنا تحقيق التنمية علينا توفير البنية التحتية وخاصة السكن، فالعراق يحتاج إلى 3 ملايين ونصف المليون وحده سكنية، وفي حال بناء العراق سنويا 250 الف وحدة سكنية فالمشكلة لا يمكن ان تحل، ومن أجل حل هذا الموضوع يمكن التوجه نحو الصناعات الإنشائية التي بمقدورها بناء وحدات سكنية بأسعار معقولة وتوفير فرص عمل للحد من الفقر والبطالة، منتقدا التوجه الخاطئ للدولة وهيئة الاستثمار في بناء مجمعات سكنية تباع بمبالغ عالية ولا تسهم في معالجة ازمة السكن للشرائح المتضررة.

وأضاف ان الاتجاه نحو الصناعات الإنشائية من الممكن ان يحجم البطالة ويقلل نسب الفقر ويسهم في تحريك الصناعة العراقية، مشيرا إلى وجود 55 ألف مشروع صناعي للقطاع الخاص لا يعمل منها سوى 3 آلاف مشروع.

واكد أنطوان دخول عناصر طفيلية إلى القطاع الخاص همها الأول تحقيق أعلى الأرباح، مشددا على ضرورة بناء أكبر عدد من الوحدات السكنية بأقل الأسعار من أجل استيعاب سكنة العشوائيات والفقراء.

بدائل الموازنات الحالية 

وعند الانتقال لموضوع إعداد الموازنة، قال الرفيق صبحي الجميلي إن الموازنة هي أداة لتنفيذ السياسة الاقتصادية والاجتماعية في البلد، وطريقة إعداد الموازنة وهيكلتها هي بحد ذاتها مشكلة، إلى متى يستمر تقديم موازنات بهذا الشكل وهناك بدائل مثل فصل الموازنة الاستثمارية عن التشغيلية او الانتقال إلى موازنة برامج وأداء بدل موازنة البنود الحالية.

وفي هذا الصدد قال مظهر محمد صالح إن الورقة البيضاء اشارت إلى جزء من عملية الإصلاح للوضع الاقتصادي حيث يجب ان تتحول الموازنة إلى نظام البرامج والأداء بدل من موازنة البنود الحالية التي أصبحت تصميما قديما للموازنات، لكن الواقع اثبت عدم وجود قدرات وطنية على اعداد مثل هذه الموازنات، فلا توجد هناك قدرة على تصميم نظام محاسبات خاص (محاسبة برامج)، مبينا ان الحاجة إلى وجود 3 موظفين في كل وحدة صرف في مؤسسات الدولة يجيدون نظام محاسبة التكاليف، والمفارقة ان لا وجود لمثل هذا القسم في الجامعات العراقية.

موازنة البرامج والأداء

وأضاف صالح طلبنا خبيرا وحضر خبير من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ((UNDP)) ‏وهي شبكة تطوير عالمية تابعة للأمم المتحدة، تدعم التغيير وربط الدول بالمعرفة والخبرة، لتقييم الوضع في مؤسسات الدولة، فكان رأيه ان العراق بحاجة إلى 9 سنوات من أجل إعداد التحول من موازنة البنود إلى برامج والأداء، مشيرا إلى البدء ببرنامج تدريب لجمع الموارد البشرية الشابة لتدريبهم على المفاهيم والعمل قبل الدخول في تفاصيل المحاسبة والرقابة وبعد ذلك تصميم النظم الرقابية والمحاسبية، ثم التدريب على كل شيء يتعلق باستخدام أجهزة الكمبيوتر، والتخزين والشبكات وغيرها من الأجهزة المادية، بالإضافة إلى عمليات البرمجة  من معالجة وتخزين وتأمين وتبادل البيانات الإلكترونية بجميع أشكاله.

واكد أهمية اعداد مثل هذه الموازنات لضبط عمليات الهدر في الصرف ومتابعة جدوى المشاريع منذ بداية تنفيذها إلى ما بعد تشغيلها وكل ما يتعلق بالمشاريعّ وهناك مقترح بدمج وزارتي التخطيط والمالية بوزارة واحدة من أجل ان يكون التنفيذ والتخطيط في نفس الوزارة، وبالتالي خضوع مشاريعهما إلى موازنة البرامج والأداء وهذا الموضوع يمكن تنفيذه رغم الصعوبات.

ودعا صالح إلى البحث عن مصير قانون مجلس الاعمار الذي قدم إلى البرلمان في عام 2019، لأهميته القصوى في عملية تنفيذ المشاريع الكبرى.

موازنات العراق بلا أهداف

اما المشهداني فيقول حول الموازنة إن الفرق بين العراق ودول العالم هي عدم امتلاكنا لأهداف من خلال تشريع الموازنات، إضافة إلى غياب العمل المؤسساتي للدولة، مستغربا من غياب الحسابات الختامية للموازنات.

وتعقيبا على هذا الكلام بين صالح ان الموازنات العامة تقر بدون وجود خطاب موازنة، وهذا خلل كبير في الموضوع، موضحا ان الحساب الختامي يتوجب ان يرافق الموازنة العامة للسنة اللاحقة ونتيجة لعدم إقرار الموازنة في بعض السنوات فقد أهمل الموضوع رغم ان قانون الإدارة المالية يلزم الحكومات بتوقيتات زمنية لتقديم هذه القضايا.

وعلق الدكتور ماجد الصوري على الموضوع بالقول: ان الحديث يطول عن الموازنة وهي بالعادة تنظم بعجز مالي تخميني عدا عام 2009، ووفقا للأرقام فأن الموازنة بين عامي 2010- 2014 تم إقرارها بعجز تخميني، فيما كان مقدار الوفرة المالية 75 ترليون دينار وهي زيادة في الإيرادات على النفقات الفعلية، مبينا ان المشكلة هي في إعطاء سلف بحدود 70 ترليون لم تسترد لغاية الآن، وهذا هدر للمال العام.

وبشأن موازنة العام الماضي فبعد تقديم الحكومة مشروع بنفقات بحدود 169 ترليون دينار خفضت فيما بعد داخل مجلس النواب إلى 129 ترليون دينار، والايرادات بحد 103 ترليون، فيما كان المتحقق الفعلي يؤشر بان الايرادات أصبحت 101 ترليون دينار، وكان مجموع ما تم انفاقه 98 ترليون، ما يعني عدم وجود عجز في الموازنة، مشيرا إلى ان المبالغة في عملية تضخيم الموازنات التشغيلية هو لغرض تقييد النفقات الاستثمارية، ومنع عملية التنمية، لذلك فان الفصل بين الموازنة الاستثمارية والتشغيلية مهم جدا.

وحول هذا الموضوع أكد الدكتور مظهر محمد صالح ان كل موازنات العراق هي موازنات توسعية. وان ذريعة العجز هي من أجل عدم إعطاء السياسيين هامش للتوسع في الموازنات التشغيلية.

الصناديق السيادية

وحول الفائض النقدي بيّن صالح انه على مدار السنوات السابقة فأن الفائض يذهب ليكون رصيدا افتتاحيا للسنة اللاحقة، ولكن في ضوء التعديل الأخير لقانون الإدارة المالية في عام 2019، في المادة رقم 19 التي تقول إنه إذا تم الصرف وفق التقديرات على مجالات الاستثماري والجاري والتشغيلي بما فيها العجز وانتهت السنة المالية بوفرة مالية، فأن هذه الاموال تذهب إلى انشاء صندوق سيادي. ان كلمة الصندوق السيادي تذكر لأول مرة في القانون، مشددا على ضرورة تعريف هذا الصندوق وتحديد وظائفه وفق توجهات الدولة في المستقبل. ويمكن ان يذهب قسم من أمواله للأنفاق الاجتماعي والرعاية ومكافحة الفقر، والقسم الثاني للمشاريع الاستثمارية الكبرى، والثالث لحماية المواطن.

وتابع في حال انتهاء السنة المالية مع عدم إقرار الموازنة فأن أموال الوفرة المالية تتحول إلى حساب تحوطي، مشيرا إلى وجود عجز في موازنة العام الماضي بحدود 11 ترليون دينار وفقا لمؤشرات ديوان الرقابة المالية.

قطاع السياحة ودوره في إنعاش الاقتصاد

وقال باسم جميل أنطوان ان هناك قطاعا آخر مهما هو قطاع السياحة، فالعراق يمتلك مكامن سياحية كبيرة ومن الممكن تحقيق ايرادات اضافية للبلاد، إذا ما استغلت بشكل سليم، مشيرا إلى عدم الاستفادة من السياحة الدينية كون العراق يوفر الطعام والسكن مجانا، وحتى رسوم تأشيرة الدخول تم الغاؤها.

 وشدد على ضرورة ايلاء هذا القطاع الحيوي اهمية قصوى، لكونه يستطيع إنعاش الاقتصاد المحلي من خلال رفده بإيرادات اضافية فعلى سبيل المثال هناك 84 مليون سائح يزورون فرنسا يجلبون لها حوالي 84 مليار دولار.

 واكد صالح الهماشي على ضرورة تحسين بيئة الاستثمار في العراق، وجعلها بيئة جاذبة، من خلال مكافحة الفساد والابتزاز وتسهيل الاجراءات ومغادرة البيروقراطية، وتوفير الأمن من أجل تشجيع المستثمرين على استثمار رؤوس أموالهم في البلاد، مبينا ان العراق ما زال بيئة طاردة للاستثمار بسبب جملة من العوامل يتوجب التخلص منها.

*********************

الصفحة الثامنة

فنلندا.. قوى المعارضة لحلف الناتو تواصل نشاطها

هلسنكي ـ يوسف أبو الفوز

حتى اسابيع قريبة، عرفت فنلندا، بكونها البلد المسالم والمحايد في سياساته الخارجية، بل ان سياسة الحياد النشطة والمحبة للسلام، كانت أحد الأسباب التي جعلت من العاصمة الفنلندية، هلسنكي، المكان الأمثل لاستضافة مؤتمرات وقمم دولية تعني بالسلام العالمي، لكن الحرب الدائرة على الأرض الأوكرانية غيرت كل المعادلات، فلم تعد فنلندا البلد المعني ببناء الجسور بين الشرق والغرب، فلقد صوت البرلمان الفنلندي، ظهر الثلاثاء 17 أيار 2022، في تحول تاريخي في الموقف، على طلب الانضمام لحلف الناتو، بأغلبية 188 ضد 8 فقط. كان أبرز المصوتين، نواب حزب الاتحاد الوطني الفنلندي (يمين تقليدي) الذي طالما كان اشد المطالبين بالانضمام للناتو، وصوت أيضا نواب حزب الوسط، حزب الخضر والاشتراكي الديمقراطي، وكانت هذه الاحزاب لسنوات ماضية تعارض الانضمام للناتو وتشترك في الحكومة الحالية التي كان من أبرز نقاط برنامجها البقاء خارج التحالفات العسكرية، وينص ان (الهدف من السياسة الخارجية والأمنية لفنلندا هو منع فنلندا من أن تصبح طرفًا في النزاع العسكري. تنتهج فنلندا سياسة استقرار نشطة لمنع التهديدات العسكرية. لا تسمح فنلندا باستخدام أراضيها لأغراض عدائية ضد دول أخرى)، المفارقة ان حزب اتحاد اليسار، الذي دخل التحالف الحكومي باشتراط عدم الانضمام للناتو، شهد انقساما في صفوفه، فقررت قيادته ان البقاء في الحكومة يكون بمعزل عن الموقف من الناتو، ومنح نوابه الاثني عشر الحرية في التصويت، فصوت نصفهم بالضد ونصفهم مع.

وتبدو الصورة في فنلندا، من خلال وسائل اعلام الدولة، كأن الجميع، أحزاب وشعب موافقون على الانضمام إلى الناتو، ويمكن للمتابع بسهولة ملاحظة أن الأصوات المعارضة تكاد تكون غائبة عن وسائل الاعلام، وسبق لوزير الخارجية الأسبق أركي توميويويا، من قادة الحزب الاشتراكي الديمقراطي المخضرمين، في حديث مع راديو NPR الامريكي أن انتقد الاعلام الفنلندي وطريقة إدارة النقاش قائلا (أن من ينتقد الناتو يتهم بكونه عميلا لبوتين)، والمفاجئ أنه صوت لاحقا بالانضمام للناتو.

ويرى الاقتصادي والكاتب السياسي أوريو هاكنينن، الرئيس السابق للحزب الشيوعي الفنلندي، في مقال منشور في مدونته بأنه تم دفن عدم الانحياز العسكري الفنلندي في البرلمان حين تمت الموافقة بالإجماع على مقترحات الحكومة واللجنة البرلمانية للشؤون الخارجية بشأن الانضمام إلى الناتو. مشيرا إلى أنه في البداية، وعد رئيس الجمهورية ورئيسة الوزراء بإعداد تقرير موضوعي للبرلمان يتم فيه تقييم الخيارات المختلفة بعدة طرق. ومع ذلك، تم إعداد التقرير لتبرير خيار واحد فقط، وهو الانضمام إلى الناتو، ويرى انه لم يتم التطرق إلى إمكانية وفوائد عدم الانحياز العسكري على الإطلاق في التقرير الذي وافقت عليه الحكومة بالإجماع. وبين بأنه عندما انضمت فنلندا إلى الاتحاد الأوروبي، كان هناك نقاش مدني واسع واستفتاء شعبي، والآن، حتى البرلمان لم يُمنح فرصة حقيقية لتقييم الخيارات المختلفة، كان دوره فقط مباركة حل تم إجراؤه في دائرة صغيرة.

وفي نفس الوقت يرى تجمع (اوقفوا الناتو)، المدعوم من الحزب الشيوعي الفنلندي ومنظمة السلام الفنلندية، إلى جانب منظمات وجمعيات ثقافية واجتماعية، والذي دعا إلى التظاهر في الرابع من حزيران الجاري، ان غالبية الشعب الفنلندي يواصل معارضة الناتو، وان استطلاعات الرأي المنشورة خدعة، وان الاستفتاء الشعبي هو الفرصة الوحيدة للجميع. ويعرض الموقع الرسمي للتجمع أسبابا عديدة تدعو إلى معارضة الانضمام للناتو اذ يرى انه يزيد من العنف والمعاناة وان (أفضل سياسة للسلام هي الاهتمام بدولة الرفاهية)، وينتقد الانجرار وراء سياسات الولايات المتحدة الامريكية، ويعتبرها الدولة الأكثر خطورة ونشاطا عسكريا في العالم، إذ كانت في حالة حرب مستمرة تقريبًا طوال فترة وجودها، ويذكر بان حدود فنلندا التي يبلغ طولها 1344 كيلومترًا مع روسيا ستكون الخط الأمامي لحلف شمال الأطلسي في مواجهة روسيا. وكان النائب ماركوس موستايارفي، من اتحاد اليسار قدم في البرلمان اثناء عملية التصويت، وجهة النظر المعارضة، التي شاركه فيها ستة من رفاقه والتي طالبت بأجراء استفتاء شعبي. وفي حديث خاص لطريق الشعب مع الشاعر والصحفي ماركو كورفولا، بين أنه لا يعتقد بأن أمر الاستفتاء سينجح، لأن النخب السياسة الحاكمة أعدت للأمر بسرعة وأيضا ان اتحاد اليسار، الذي عرف طويلا بمعارضته للناتو، يعاني حاليا انقساما في موقفه ولا يدعم موضوع الاستفتاء وانه للأسف يتجاهل أيدولوجيته اليسارية ويتصرف وفق موقف انتهازي لجني بعض المكاسب على المدى القصير. وردا على سؤال من طريق الشعب لمحرر موقع (اوقفوا الناتو) على فيس بوك، حول الجهود الواقعية المبذولة في قضية الاستفتاء، أجاب بأن من المحتمل تمامًا أن تركيا تبقي فنلندا بعيدًا عن الناتو لفترة كافية قبل الحصول على العضوية الكاملة حتى الانتخابات البرلمانية التالية، وفي هذه الحالة ستكون هناك إمكانية لإدراجه ضمن الأوراق الانتخابية.

وعمليا يبقى الحزب الشيوعي الفنلندي، القوة الأساسية المعارضة للانضمام للحلف، من خارج البرلمان، وجهوده منصبة على تحريض الشارع الفنلندي، ويرى الحزب في بياناته وافتتاحيات دوريته (Tiedonantajai) الأسبوعية بإن انضمام فنلندا إلى الناتو لن يجلب الاستقرار إلى المنطقة، بل المزيد من التوتر، إذ يؤدي تحويل الحدود الشرقية لفنلندا لحدود بين الناتو وروسيا إلى جلب المزيد من القوات المسلحة والنشاط العسكري. وأكدت بيانات الحزب بان فنلندا عندها، ستنجر إلى صراعات الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي، وتذكر البيانات بأن تقرير الحكومة الفنلندية نفسه يشير إلى ان الدفاع المشترك للناتو يعتمد في النهاية على القدرة العسكرية والرادع النووي للولايات المتحدة.

***************

الشيوعي اليوناني: الحكومة تريد توريط البلاد في حرب أوكرانيا

أثينا - وكالات

وصف الحزب الشيوعي اليوناني، أمس، قرار الحكومة إرسال مركبات مدرعة سوفياتية الصنع إلى أوكرانيا بأنّه "توريط خطير للبلاد في الصراع". وتناقلت وكالات الأنباء بيانا للحزب قال فيه: "تواصل حكومة الحزب الحاكم بلا كلل توريط اليونان بشكل خطير في الصراع في أوكرانيا. هذه المرة بإرسال عربات مصفحة". وأشار الحزب أيضاً إلى أنّ البلاد "علمت بشأن الإمدادات المخطّط لها ليس من رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس، ولكن من المستشار الألماني أولاف شولتس". وأوضح بأنّه "يجب على الحكومة ووزارة الدفاع المختصة تقديم توضيحات على الفور حول مضمون هذا القرار وتفاصيل الاتفاقية اليونانية الألمانية".

**************

الاحتلال الإسرائيلي يقتل شابة فلسطينية

القدس – وكالات

أقدمت قوات الاحتلال الاسرائيلي، أمس، على قتل شابة فلسطينية في الضفة الغربية المحتلة.

وقال الجيش الإسرائيلي في بيان، إن الشابة الفلسطينية (غفران هارون حامد وراسنة) كانت تحمل سكينا هددت به جنديا إسرائيليا في الضفة الغربية، فأطلق الجنود النار عليها ما أدى إلى مقتلها.

وأدعى الجيش أن الشابة «تقدمت وهي مسلحة بسكين وأرادت مهاجمة جندي إسرائيلي كان يقوم بنشاط أمني روتيني».

وردا على الجريمة، دانت وزارة الخارجية الفلسطينية الحادث ووصفته بأنها «إعدام ميداني».

************

اليمن.. توقعات بتمديد الهدنة

صنعاء - وكالات

وافق مجلس القيادة الرئاسي في اليمن، أمس، على تمديد الهدنة السارية برعاية الأمم المتحدة في البلاد لمدة شهرين إضافيين، حسب ما أفاد مصدر دبلوماسي يمني.

ونقلت وكالة “شينخوا” الصينية عن المصدر الذي لم يكشف هويته، “أن الموافقة على تمديد الهدنة جاءت ضمن جهود استكمال بنود اتفاق الهدنة السارية، بما في ذلك صرف عائدات السفن، التي دخلت ميناء الحديدة الخاضع لسيطرة الحوثيين، كمرتبات موظفي القطاع العام في مناطق سيطرة الجماعة، وفتح الطرقات إلى مدينة تعز المحاصرة والطرقات في باقي المحافظات الأخرى”، متوقعا أن “يعلن المبعوث الأممي اليوم رسميا عن تمديد الهدنة”.

*************** 

تونس.. دعوة للاضراب

تونس - وكالات

أعلن الاتحاد العام التونسي للشغل، أمس، تنفيذ إضراب عام في القطاع العمومي في 16 حزيران الجاري، احتجاجا جهود الحكومة التونسية للتوصل إلى اتفاق مع صندوق النقد الدولي. ويرفض اتحاد الشغل مقترحات بخفض الإنفاق ويريد بدلا من ذلك زيادة أجور موظفي الدولة، حيث وصل التضخم إلى مستوى قياسي بلغ 7.5 في المائة. وقال الاتحاد التونسي للشغل في بيان إن قرار الإضراب “يأتي من أجل سحب المنشور المتعلق بالتفاوض مع النقابات وفي ظل الارتفاع الجنوني للأسعار وتدهور المقدرة الشرائية للموظفين”. وأشار الاتحاد إلى أن الإضراب “يشمل 159 مؤسسة عمومية” في كل القطاعات الحيوية من بينها ديوان الطيران وشركة الخطوط التونسية وشركات النقل البحري والبري، مطالبا بالبدء الفوري لخطة إصلاح للشركات لا تشمل بيعها”.

**********

الناخبون عاقبوا حكومة اليمين الشعبوي.. سلوفينيا: حزب اليسار يشارك في الحكومة الجديدة

رشيد غويلب

في 24 نيسان الفائت، صوتت سلوفينيا، البلد الصغير في الاتحاد الأوربي، الذي يبلغ عدد سكانه مليوني نسمة، لصالح تغيير الحكومة. لقد فازت حركة الحرية الليبرالية الخضراء “جي اس” حديثة التأسيس بقيادة روبرت غلوب في الانتخابات، بعد حصولها على قرابة 35 في المائة. كانت حملة التعبئة غير مسبوقة، دعمتها عشرات الجمعيات والمنظمات غير الحكومية، وارتفعت نسبة المشاركة في التصويت من 53 في 2018 إلى 70 في المائة هذه المرة. ومني حزب اليمين الشعبوي الحاكم يانيز جانشا بهزيمة ساحقة، وجاء حزب (اس دي اس) اليميني المحافظ بالمرتبة الثانية، بحصوله على 24 في المائة. واستطاع حزب اليسار تجاوز العتبة الانتخابية (4 في المائة) بعد ان حصل على 4.38 في المائة.

يركز برنامج “جي اس” على تحديث دولة الرفاهية، والتحول الأخضر، وتعزيز بناء مجتمع حر ومنفتح منظم وفقًا لسيادة القانون. ويعطي البرنامج حيزا لسياسة المناخ والاستثمارات في الأجيال الجديدة من التقنيات النووية ورقمنة الرعاية الصحية. والعمل على ان تلعب مؤسسة رئاسة الجمهورية دورًا أكبر في المستقبل، وسيتم إصلاح نظام ضرائب الشركات، وزيادة ميزانية الدفاع، وفتح الحدود مع كرواتيا المجاورة.

ويضم تحالف يسار الوسط إلى جانب حركة الحرية، الديمقراطيين الاجتماعيين (6,65 في المائة)، وحزب اليسار.

معارضة يسارية فاعلة

وعلى الرغم من أن حزب اليسار انتهج سياسة معارضة ناجحة، ومارس ضغطا ملموسا أدى إلى زيادة الحد الأدنى للأجور، والدفاع عن معاشات ذوي الاحتياجات الخاصة، ورعاية الاطفال، وزيادة المساعدة الاجتماعية، وإلغاء عمل المحلات التجارية في يوم الأحد، وحظر استخراج المواد الخام بطرق مدمرة للبيئة، وإلغاء العمل بالتأمين الصحي الإضافي، الا ان قوته التصويتية انخفضت وخسر بعض المقاعد البرلمانية.

كانت حملة الحزب الانتخابية مبنية على ان الإطاحة بحكومة اليمين الشعبوي وحدها غير كافية، وأن التصويت لصالح حزب اليسار هو ضمان لتشكيل حكومة جديدة تعمل لصالح الأكثرية. وقال مجلس الحزب في بيان بشأن نتائج الانتخابات: “ ان عدم إيصال هذه الرسالة للناخبين، هو السبب الرئيس لفشلنا في هذه الانتخابات”. وأوضح ان تركيز الناخبين على هزيمة اليمين الشعبوي قد أدى إلى حراك في اصطفافهم على حساب حزب اليسار.

استفتاء حزبي عام

ومع ذلك، قرر مجلس الحزب المشاركة في مفاوضات تشكيل الحكومة، على أرضية ان اتخاذ القرارات الأكثر أهمية، تقر في استفتاء عام لجميع أعضاء الحزب. وصوت 90 في المائة من المشاركين في الاستفتاء الحزبي العام لصالح المشاركة في الحكومة. بعد ذلك أعلن مجلس الحزب رسميا أسماء مرشحيه لتولي ثلاث وزارات هي: الثقافة، المستقبل والتضامن، والعمل والشؤون الاجتماعية.

وستعمل وزارة مستقبل التضامن التي تم إنشاؤها حديثًا على قضايا ثلاث أكد عليها حزب اليسار خلال الحملة الانتخابية: الديمقراطية الاقتصادية والإسكان والرعاية طويلة الأمد. ويعتبر مرشح حزب اليسار لوزارة العمل والشؤون الاجتماعية ندا عنيدا للقوى الدينية واليمينية المتطرفة، وخصوصا في تبنية نهجا متحررا بشأن خيارات المواطنين الشخصية. إلى جانب موقفه الجذري في مكافحته للبطالة، و ارتفاع تكاليف الكهرباء، و أسعار مفردات السلة الغذائية.

عمل شاق وتحديات صعبة

وقالت مرشحة الحزب لوزارة الثقافة أستا فريكو: “أمامنا عمل شاق. والتحديات لن تكون سهلة، لكننا نواجهها بدعم أنصارنا والثقة بقدرتنا على إيجاد حلول على طريق الازدهار وبناء مستقبل الجميع”.

واكد البرلماني السابق عن حزب اليسار، ان كون الحزب يملك أصغر كتلة برلمانية لا يقلل من أهمية مشروع الحزب والبدائل الملموسة التي اكدت الحياة صحتها لدعم اكثرية الشعب والعاملين، وان هناك حاجة للضغط من اليسار في سبيل العمل الجاد من أجل الضمان الاجتماعي، ومجتمع شامل وكوكب سليم، وان قوى يسار الوسط لم تؤكد جدارتها في هذه المجالات، على عكس أداء اليسار الملموس.

وأكدت قيادة حزب اليسار من جديد في بيان لها: انه “لا يكفي إحداث تغيير للشعب، بل يجب أولا وقبل كل شيء ان يتم تحقيقه مع الناس، ونحن ملتزمون بهذا المبدأ عندما يتعلق الأمر بالتغييرات الاستراتيجية والتنظيمية. وهو ما يجب على حزب اليسار القيام به في الفترة المقبلة”.

*************

الصفحة التاسعة

رسميا.. مانشستر يونايتد يعلن رحيل بوغبا

متابعة ـ طريق الشعب

أعلن نادي مانشستر يونايتد، رسميًا، يوم أمس، رحيل الفرنسي بول بوجبا عن صفوفه عقب انتهاء عقده. وينتهي تعاقد الدولي الفرنسي في أولد ترافورد، بنهاية حزيران الجاري، ولم يتوصل لأي اتفاق بشأن التجديد، ليرحل مجانًا عن مسرح الأحلام.

وانضم بوجبا، إلى مانشستر يونايتد، في صيف 2016، قادمًا من يوفنتوس، مقابل 89 مليون جنيه إسترليني، بعد رحيله عن أولد ترافورد بـ 4 أعوام. وأصدر مانشستر يونايتد، بيانًا عبر موقعه الرسمي، أكد من خلاله أن بوجبا سيغادر الفريق في الصيف الجاري، متمنيًا له التوفيق في خطوته المقبلة.

وارتبط اسم بوجبا في الآونة الأخيرة بالانتقال إلى يوفنتوس؛ حيث أكدت العديد من التقارير الإيطالية، أن البيانكونيري قدم له عرضًا وينتظر رده. 

************

نادال يجرد ديوكوفيتش من لقب رولان غاروس

متابعة ـ طريق الشعب

حسم رافائيل نادال، مباراته المثيرة أمام نوفاك ديوكوفيتش، بالتغلب عليه في ربع نهائي رولان جاروس للتنس، بنتائج مجموعات 3-1.

وفاز نادال على نوفاك حامل اللقب بنتائج مجموعات (6-2) و(4-6) و(6-2) و(7-6).

وتأهل نادال إلى نصف النهائي، وسيواجه ألكسندر زفيريف، في حملته نحو التتويج بلقبه الـ 14 في رولان جاروس.

كما انتقم الإسباني من خسارته أمام ديوكوفيتش في نصف نهائي رولان جاروس العام الماضي.

المجموعة الأولى

المباراة بدأت بقوة في شوط أول مثير على إرسال ديوكوفيتش استمر لأكثر من 10 دقائق، قدم خلاله نادال مستويات هجومية بضربات قوية من الخط الخلفي، ونجح في كسر إرسال الصربي مبكرًا من الفرصة الثالثة.

وتحسن مستوى ديوكوفيتش وحصل على فرصتين لكسر إرسال نادال في الشوط الرابع، إلا أن الإسباني نجح في إنقاذهما والحفاظ على شوط إرساله بفضل أسلوبه الهجومي من الخط الخلفي ليتقدم (3-1).

وانخفض تركيز نوفاك في الشوط الخامس وارتكب العديد من الأخطاء المباشرة، ليحصل نادال على نقطة للكسر ونجح في ترجمتها بصاروخية بمحاذاة الخط ليعزز تقدمه (4-1).

وحافظ كل لاعب على شوط إرساله بعدها، ليحسم نادال المجموعة الأولى بنتيجة (6-2) في غضون 50 دقيقة.

إثارة المجموعة الثانية

ومثل المجموعة الأولى، بدأت المجموعة الثانية بشوط مثير على إرسال ديوكوفيتش استمر 13 دقيقة، واصل من خلاله نادال المستوى الهجومي بالضربات القوية والعميقة من الخط الخلفي، وحصل على 7 فرص لكسر الإرسال، ونجح في الكسر ليتقدم (1-0).

وانخفضت فاعلية ديوكوفيتش على الإرسال الثاني وزادت الأخطاء، لينجح نادال في الحصول على كسر إرسال آخر بلمسة جمالية على الشبكة وتقدم (3-0).

وللمرة الأولى في المباراة، نجح نوفاك في كسر إرسال نادال، بخطأ من الإسباني في تسديد كرة ساقطة، ليقلص الصربي الفارق إلى (3-1).

واكتسب ديوكوفيتش الثقة في التبادلات بعدها، وحصل على 5 نقاط لرد الكسر الثاني في الشوط السادس، وبعد أن كافح نادال في الدفاع عن أول 4 فرص، نجح الصربي في رد الكسر في شوط استمر لأكثر من 17 دقيقة، ليعدل النتيجة (3-3).

وحاول نادال، العودة في الشوط السابع، وحصل على نقطة للكسر، إلا أن ديوكوفيتش أنقذها بإرسال أول مميز، ليحسم الصربي الشوط ويتقدم للمرة الأولى في المجموعة الثانية (4-3).

وتحسن مستوى ديوكوفيتش وبات يسيطر على التبادلات، مع انخفاض مستوى نادال الذي عانى من الأخطاء المباشرة، لينجح الصربي في كسر الإرسال في الشوط العاشر، وحسم المجموعة الثانية (6-4).

كسر للأرسال في الثالثة

وبدأ نادال، المجموعة الثالثة بقوة، بكسر إرسال ديوكوفيتش بشوط نظيف، ليتقدم مبكرًا (1-0).

ورفع نوفاك من مستوى التبادلات في الشوط الرابع، وحصل على نقطة للكسر، إلا أن نادال نجح في إنقاذها وحسم الشوط لصالحه ليتقدم (3-1).

وتراجع مستوى نوفاك بصورة واضحة، ليفقد شوط إرساله من جديد وتقدم نادال بأفضلية كسرين للإرسال بنتيجة (4-1).

وحافظ كل لاعب على شوط إرساله بعدها دون مشاكل تذكر، ليحسم الإسباني المجموعة الثالثة (6-2) في غضون 39 دقيقة.

عودة من الباب الكبير

واستهل ديوكوفيتش المجموعة الرابعة بصورة مميزة، بكسر إرسال نادال في الشوط الثاني، بعد كرة ساقطة من الإسباني خرجت بقليل، ليتقدم الصربي (2-0).

وبعد أن تحصل ديوكوفيتش على نقطة لحسم المجموعة الرابعة على الإرسال، تمكن نادال من العودة في الوقت المناسب، ورد الكسر بتسديدة صاروخية من الخط الخلفي، ليقلص الفارق (5-4).

وتوجهت المجموعة إلى شوط كسر التعادل، والذي كانت فيه الكلمة العليا لنادال، ليحسم اللقاء لصالحه وتأهل لنصف نهائي رولان جاروس.

*************

سلة العراق تواجه الكويت في افتتاح التصفيات الآسيوية

بغداد ـ طريق الشعب

يستهل المنتخب العراقي لكرة السلة، اليوم الخميس، مشواره في التصفيات التمهيدية المؤهلة لكأس آسيا 2025، عندما يلاقي شقيقه الكويتي في صالة الجنين بفلسطين.

ويسعى المنتخب العراقي إلى الظهور بشكل مختلف عن التصفيات السابقة، وتجاوز عقبة منافسه الكويتي من أجل البحث عن صدارة المجموعة، التي تضم أيضا مستضيف التصفيات المنتخب الفلسطيني.

وستقام المباراة داخل صالة الجامعة العربية الأمريكية بمدينة جنين بدولة فلسطين، إذ يمتلك المنتخب العراقي بعض الأسماء المتميزة التي قدمت مستويات مذهلة في المباراتين الوديتين، قبل أيام قليلة أمام المنتخب الأردني، والتي حقق فيهما انتصارين متتاليين.

واختار محمد النجار، المدير الفني للمنتخب العراقي، 12 لاعبا للمشاركة في تصفيات كأس آسيا.

وضمت قائمة اللاعبين كل من: علي مؤيد، إيهاب حسن، كرار جاسم، عبد الله مجيد، فريد رعدي، حسان علي، محمد صلاح، محمد أمين، مراد علي، نورس ضرار، جاسم محمد، دي ماريو مايفليد.

يذكر أن المنتخب العراقي، سبق له أن عسكر في مدينة دهوك لمدة 10 أيام، وأكمل تحضيراته في العاصمة الأردنية عمان، قبل المغادرة إلى فلسطين التي وصلها مساء أمس.

تجدر الاشارة إلى ان المباراة الثانية للمنتخب العراقي ستجمعه امام مستضيفه الفلسطيني يوم السبت المقبل، فيما تقام مواجهة فلسطين والكويت بعد غد الجمعة.

**************

التفاؤل يسود تدريبات نساء الصالات في معسكر طهران

متابعة ـ طريق الشعب

أكد المنسق الإعلامي للجنة الصالات النسوية جمعة الثامر، أن الجهاز الفني للمنتخب النسوي متفائل بمستوى اللاعبات لتحقيق طفرة نوعية في المستقبل القريب، للمنافسة على البطولات المقبلة.

وقال الثامر في تصريح صحفي أمس الاربعاء، إن” المنتخب النسوي بدأ معسكره التدريبي في العاصمة الايرانية طهران أمس الاول الثلاثاء وسيستمر المعسكر لمدة عشرة ايام استعداداً لبطولة غرب آسيا التي ستقام في السعودية منتصف الشهر المقبل”.

وأضاف الثامر أن” المعسكر شهد مشاركة 18 لاعبة انخرطن في التدريبات وسيتم تقليص العدد إلى 14 لاعبة من قبل المدربة الايرانية شهنار زياري تحضيراً للمشاركة في بطولة غرب آسيا “.

وبين الثامر أن “المنتخب سيخوض أربع إلى خمس مباريات ودية مع الفرق الايرانية والتي تعد من الفرق القوية “، موضحا ً ان “المدربة زياري تحمل سيرة ذاتية جيدة وسبق لها أن دربت المنتخب الايراني كما انها محاضرة معتمدة لدى الاتحاد الآسيوي”.

وتابع الثامر، أن “ مدربة منتخبنا النسوي متفائلة جداً وأن اللاعبات العراقيات لديهن استعداد عالٍ لتطور مهاراتهن الفنية والتكتيكية”، مشيراً إلى أن” هذا المعسكر سيصب في مصلحة المنتخب بشكل كبير ونتوقع أن يحقق طفرة كبيرة في المستقبل القريب وسيكون منافساً قوياً في البطولات المقبلة”.

**************

منتخب الصالات يرفع وتيرة استعداداته قبل لقاء الكويت

متابعة ـ طريق الشعب

يكثِّف منتخبنا الوطنيّ لكرةِ الصالات من تحضيراته، استعداداً لمواجهة المنتخب الكويتي في افتتاح بطولة غرب آسيا، والتي تقام يوم السبت المقبل في صالة نادي النصر.

وقال المنسِّق الإعلامي لمنتخب الصالات عدي صبار إن "منتخبنا الوطني لكرة الصالات يواصل تدريباته اليومية وبواقع وحدتين تدريبيتين صباحية ومسائية استعداداً للدخول في غمار منافسات بطولة غرب آسيا والذي سيستهلها أمام نظيره الكويتي ".

واضاف صبار أن" الجهاز الفني بقيادة المدرب الايراني محمد ناظم الشريعة، ركز على الجانب البدني والجانب المهاري والفني من خلال رفع نسق التدريب ونوعية الاعداد "، مبيناً، أن" بطولة غرب آسيا ستكون محطة اعدادية لنهائي كأس اسيا، و أن المدرب قام باستقطاب عدد من اللاعبين الشباب الجدد للمنتخب لذا فان بطولة غرب آسيا تعد فرصة للاحتكاك الحقيقي للاعبين لمعرفة مستوياتهم "، مشيراً إلى، أن " جميع اللاعبين والجهاز الفني عازمون على تحقيق نتيجة ايجابية تليق بسمعة اللعبة في العراق".

**************

أداء متميز لأبطال العراق في بطولة العالم للمواي تاي

متابعة ـ طريق الشعب

أكد رئيس الاتحاد العراقي المركزي للمواي تاي مصطفى جبار علك، أن لاعبي العراق أثبتوا علو كعبهم في بطولة العالم المقامة في العاصمة الإماراتية أبو ظبي على الرغم من الاعداد الفقير والامكانيات المتواضعة.

وقال علك في تصريح صحفي إن" البطولة شهدت مشاركة أكثر من 85 دولة قدمت مستويات كبيرة وأداءً متميزاً، واستعدت لهذا الاستحقاق بمعسكرات طويلة الأمد ".

وتابع علك، أن" لاعبينا قدموا اداءً جيداً منذ اليوم الأول للبطولة، إذ تغلب اللاعب أيوب حسين على اللاعب الجزائري، واللاعب حسين البهادلي على اللاعب الليبي وفي النزال الثاني تغلب أيوب حسين على اللاعب الهولندي ويصعد للمربع الذهبي ليضمن بذلك أول مدالية للعراق، بعدها تغلب اللاعب مصطفى التكريتي على اللاعب الاسباني والإيراني وتأهل إلى المربع الذهبي وبعدها تغلب زميله علي الكناني على بطل العالم للنسخة السابقة وهو اللاعب الهندي وتأهل للمربع الذهبي".

واشار علك إلى أن " العراق ضمن ثلاث ميداليات وبانتظار ميداليتين خلال اليومين المقبلين".

************

إبعاد الطارئين والدخلاء عن المؤسسات الرياضية

منعم جابر

مرة أخرى نطالب بإبعاد الدخلاء والطارئين عن القطاع الرياضي لأنهم يدعون المفهومية والعرفة وان تسللهم إلى القطاع الرياضي ممكن وسهل جداً بفضل عدم معرفة النشطاء والشخصيات الرياضية التي عملت او كانت قريبة من الوسط الرياضي في الأيام السابقة، مما يؤهلهم لمواقعهم الجديدة التي يتسلقون بها ومن خلالها إلى مواقع المسؤولية ويحتمون بها من خلال الطوائف الفاعلة والمواقع المؤثرة والأحزاب المتنفذة والميليشيات القادرة. عند ذاك يتوصل هؤلاء إلى مواقع المسؤولية المؤثرة وهم لا يعرفون عن لاعبي كرة القدم او عن لاعبي كرة اليد، ثم يتوجهون إلى الاتحادات المركزية وبعضهم إلى الفرعية ثم إلى اللجنة الوطنية العراقية وممثلياتها عندها يتم التلاعب والعبث في الأندية الرياضية واتحاداتها المؤثرة، وأخيراً وجودهم في المكتب التنفيذي للجنة الأولمبية الوطنية العراقية حيث نجد بعض العاملين في قيادة المؤسسات الرياضية المهمة والضرورية (وقد برز بشكل لافت بعد التغيير في 9/4/2003) ولانشغال الدولة والحكومات المتعاقبة عن القطاع الرياضي حيث اعتبرت القطاع الرياضي ليس بمستوى بقية القطاعات وعدم انشغالها به وعدم تحمل مسؤوليته لذا أهمل ولم يعط المسؤولية والاهتمام الكافي المناسب، وكانت لمرحلة ما بعد 9/4 وحصول الاحتلال وغياب السلطة وانتشار الفوضى والفلتان الأمني، كل ذلك تسبب في ارباك الوضع وخلق الاستثناء مما ساعد في تسلق هؤلاء وعبورهم إلى مواقع ومسؤوليات حساسة قادرة على التأثير بالقرارات وإصدار الأوامر للقطاع الرياضي والتحكم به دون رادع ولا رقيب.

وضمن هذه المرحلة صار هذا البعض من الطارئين والدخلاء في قمة الهرم الرياضي وهم ليسوا بمستوى الحدث والمواقع والمعرفة العلمية بهموم ومشاكل الرياضة الأمر الذي زاد الوضع الرياضي تعقيداً ومشاكل إضافية بدأت تعيشها الرياضة العراقية بسبب سطوة وتلاعب هؤلاء بالمناصب الإدارية والفنية التي يتطلب اشغالها من قبل المختصين والعاملين في القطاع الرياضي من ذوي الخبرة والكفاءة والنزاهة. اما أن يتسلط هذا البعض على الرياضة ومفاصلها اذ اننا امام مسؤوليات جسام وواقع مر وسيء يتطلب معه العمل على إصلاحه وابعاد الطارئين والدخلاء والفاسدين والانتهازيين وعدم فسح المجال لهم لتمرير سياساتهم وفسادهم في المرحلة الجديدة. ومن خلال ذلك دعوة الأكاديميين والخبراء والمختصين بحركة الرياضة والشباب للمساهمة ببناء واقع رياضي شبابي يتناسب مع الواقع العراقي الجديد ويدافع عن بناء وطن والحرص على أبنائه، فالمرحلة القادمة هي لبناء عراق جديد يساهم كل ابنائه وبناته في اصلاح مؤسساته وخاصة الرياضية والشبابية من أجل واقع رياضي تتحقق به آمال واماني كل أهل الرياضة وقطاع الشباب.

***************

الصفحة العاشرة

ما جدوى تدريس العلوم الإنسانية والاجتماعية والآداب في العالم العربي؟

أمين الزاوي

منذ ما يزيد على ربع قرن وأنا أراقب طلاب العلوم الاجتماعية والإنسانية، وبالأخص طلاب قسم اللغة العربية وآدابها، سنة بعد أخرى، دفعة بعد أخرى، منذ أن كنت أستاذاً مساعداً إلى أن أصبحت أستاذ كرسي بالجامعة، ومنذ ثلاثين سنة وأنا أجمع بعض الملاحظات بشكل عفوي تارة، وبشكل مقصود تارة أخرى، عن الطبيعة السيكولوجية التي تميز الطالب المنتمي لهذه التخصصات، وطلاب أقسام اللغة العربية وآدابها على وجه الخصوص.

هناك أمور دفينة ومتراكمة يجب أن تقال، هي التي تقف في وجه طالب العلوم الإنسانية والاجتماعية وأساساً طالب أقسام اللغة العربية وآدابها، وتعود بالسلب على نمو الفنون والآداب بشكل خاص والعلوم الاجتماعية والإنسانية بشكل عام في الجزائر، وأعتقد أن هذا الحال ينسحب على جامعات العالم العربي وشمال أفريقيا جميعها، بعض هذه الأمور يمكن تصنيفها في باب الاختيارات السياسية والاقتصادية والتعليمية لهذا البلد أو ذاك، وبعضها يندرج في باب بعض الأمراض السيكولوجية الفردية، التي تتحول إلى انهيار أو انكسار جماعي للمنتسبين لهذه التخصصات.  

صحيح أن وضع الجامعة برمته لم يعد وضعاً مريحاً، ولم يعد هذا الفضاء حرماً جامعياً كما كان، مقدساً ومهاباً في المجتمع وعند ذوي القرار، لقد سقطت تلك السلطة الرمزية الكبيرة، التي كان يتمتع بها الطالب الجامعي، ومعه انهارت صورة الأستاذ الجامعي، الذي كان علامة نادرة في البلد، يحسب له ألف حساب.

لقد بدأ سلم الانهيار في التعليم العالي ببداية سقوط صورة “المعلم” في التعليم الابتدائي، ثم لاحقاً تلاه سقوط صورة “الأستاذ” في الثانوي، ثم انهارت صورة كل من له علاقة بمهنة التعليم، ومنذ مطلع التسعينيات وصل الانهيار إلى الأستاذ الجامعي، سقوط حر وفي حلقات مترابطة تبين انهيار قيمة العلم والثقافة والعلماء والمثقفين ومنتجي الأفكار والنصوص، التي تحمي القيم وتنفخ فيها روح العصر.

إن المجتمع الذي لا يقوم على مجموعة من الرموز الثقافية الكبيرة هو مجتمع معرض وبسهولة لعواصف رياح الأيديولوجيات الموسمية، فالرموز الثقافية والإبداعية من الشعراء والفلاسفة والروائيين وعلماء الاجتماع والمؤرخين والفقهاء هي التي تحمي انهيار البلدان، فالروس يفتخرون بتولستوي وتورجنيف ودوستويفسكي، والألمان يفتخرون بكانط ونيتشه وهيدوغار، والإنجليز يفتخرون بشكسبير، والفرنسيون ببودلير وزولا وبالزاك، وهكذا كل أمة لها رموزها، التي تتجدد وتتلاحم، ومن خلال هذه الرموز وعليها تتأسس الذاكرة التي لا يهددها المحو أو الخوف أو الخرف.

الرموز الثقافية الإبداعية هي التي تحرس الأمة، وتمثل المناعة الحقيقية ضد أي تهديد بالانقراض أو التفسخ قد يطال هذه الأمة أو تلك.    

ما في ذلك شك، فالوضع المنهار الذي آلت إليه الجامعة، على الرغم من الإمكانات المادية المتوفرة، مقارنة مع سنوات سابقة، هو انهيار عام، أي يمس كل أقسامها، وينسحب على جميع التخصصات بها، من الأدب العربي، مروراً بالفلسفة والهندسة، ووصولاً إلى التكنولوجيا والطب.

لقد أضحت علاقة الطالب بالجامعة عبثية قائمة على البحث عن فضاء لـ”قتل” الوقت، ولتصريف الحياة لمدة خمس سنوات أو أكثر، في انتظار ما لا ينتظر.

فقدت الجامعة طاقة الحلم، لم يعد الطالب يحلم بغد “مشرق” يطل عليه بعد سنوات الدراسة، يعيش الطالب من تخصص اللغة العربية، مروراً بالحقوق، وحتى الطب والتكنولوجيا، حالة من فقدان الحلم المترافق مع مرض فقدان شهية الدرس.       

الجامعة ليست بخير، فهي بعيدة من الواقع، بل غريبة عنه، أبوابها مغلقة وتحلم بأن يكون منتجها البشري أو المعرفي استجابة لمتطلبات السوق الوطنية أو الجهوية من توفير اليد العاملة إلى الإسهام في الاستثمار العابر للقارات.

الديمقراطية إلى الشعبوية   

صحيح أن جيلنا نحن المنتمين إلى الطبقات الفقيرة والمتوسطة، دخل الجامعة بفضل ديمقراطية التعليم، لكن مع فقدان تصور استراتيجي لدور الجامعة فقد تحولت هذه “الديمقراطية” لاحقاً إلى “شعبوية التعليم”. لقد جنت الشعبوية على الجامعة وأمطرتها بكل أنواع الكوارث، أولها التستر على المستوى الضعيف، بل المتردي، والاستثمار في الظاهري والتزويق والكم، هذا الضعف أساسه “مدرسة” معطوبة لم تعرف استقراراً نهائياً منذ بداية تجربة “المدرسة الأساسية” منتصف السبعينيات. فمدرسة منكوبة ومفككة لا تنتج في نهاية الأمر سوى جامعة منكوبة.

الشعبوية، التي تعني أن باب الجامعة مفتوح للجميع من دون ترتيب صارم، ومن دون احترام للذكاء والاجتهاد والتحصيل الفردي والمنافسة النزيهة، هي جامعة مسيسة قائمة على أداء رسالة تمليها الرغبة السياسية وليست السلطة المعرفية.

تكرس الشعبوية في الجامعة أسبقية سلطة السياسي والأيديولوجي على سلطة العلم والمعرفة والبحث، هذا الوضع المشوه أعطانا جامعة بظواهر شعبوية غريبة لا تتردد في الاستثمار، شأنها شأن المؤسسات السياسية، في “الدين” وفي “الدجل” من أجل شراء “الاستقرار” الزائف أو الاستقرار الكسيح، فجامعة تنظم مسابقة في الأذان، مع احترامنا للأذان في مكانه وبين الممارسين له بطقوسه الروحية العالية والعقائدية، هذه الجامعة تنافق باسم الدين ضد الدين وضد العلم وتستغبي الطالب وتهين المعرفة بمفهومها الجامعي الذي هو مفهوم كوني، جامعة تنظم حملة “توزيع الحجاب” على الطالبات هي جامعة هشة معرضة لكل ريح أيديولوجية، لأنها لم تحسم خيار المعرفة قبل الأيديولوجيا، والعقل قبل المعتقد، جامعة يسيرها ممثلو الطلبة المنضوون تحت أسماء اتحادات طلابية هي امتداد لأحزاب سياسية إسلامية أو وطنية أو يسارية أو ليبرالية أوصلت البلد إلى الباب المسدود أو إلى الحائط، هذه الجامعة لن تكون في نهاية المطاف إلا صورة للرداءة السياسية، وللضعف في تدبير الشأن العلمي والشأن التربوي.

ضعف الأداء السياسي من ضعف الجامعة، فالجامعة هي التي تؤخلق وتعقلن وتهذب أداء السياسيين على اختلاف ألوانهم الأيديولوجية.

كلما كانت المسافة كبيرة ومعتبرة ما بين الأيديولوجيا والجامعة، تعافى العمل السياسي وتعافت الجامعة في الوقت نفسه

ديمقراطية التعليم، التي تعني السماح للمنافسة القائمة على سلطة المعرفة والذكاء من خلال إعطاء الفرصة لجميع أبناء الشعب، من خلال المدرسة الجمهورية، للوصول إلى مدرجات الجامعة، لكن هذا الوصول يجب أن يكون من خلال المنافسة ومن خلال العمل الجاد، لا من خلال “المعاونة” التي تكون عادة للمعوقين.

لقد جعلت الشعبوية من الجامعة فضاء للمعوقين، يؤخذ مفهوم المعوق هنا في بعده الفلسفي وليس الجسدي، وبالتالي أصبحت “المعاونة” حالة طبيعية، وتصالح الفضاء العالم مع الفضاء الاجتماعي في ظاهرة “المعاونة”. 

إن تصنيف اختيارات التخصصات في الجامعة خلق نوعاً من التراتبية المرضية، التي تغذيها أحكام مسبقة عن هذا التخصص أو ذاك، ونظراً إلى غياب استراتيجية سياسية لدور العلوم الاجتماعية والإنسانية بشكل عام، والآداب والفنون بشكل خاص، فقد ظهرت أمراض سيكولوجية في المنتسبين لهذه الفروع.      

أتصور، ربما أكون مخطئاً، أن 99 في المائة أو ما يقارب ذلك من الطلبة المسجلين في قسم اللغة العربية وآدابها يسجلون من دون رغبة، يسجلون في هذا التخصص لأن الأبواب مغلقة في وجوههم، فليست هناك أية إمكانية للتسجيل في تخصص آخر، 99 في المئة نسبة كبيرة، بل الغالبية من المنتسبين إلى قسم اللغة العربية، وكذا العلوم الاجتماعية بشكل عام هم من ذوي المعدلات الضعيفة في شهادة البكالوريا. لذلك أصبح طالب اللغة العربية وآدابها يرى نفسه في السلم الأدنى في الجامعة، بل إن بعض الطلبة أصبحوا يخجلون من التصريح بانتسابهم إلى أقسام اللغة العربية أمام الطلبة الآخرين، وأمام المجتمع، الذي هو الآخر لا يحترم ولا يعرف دور هذه التخصصات.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

“اندبندنت عربية” – 12 أيار 2022

 ********************************

كيف استسلمت النازية القديمة؟

وقعت ألمانيا النازية صك الاستسلام الألماني أمام ممثلي قيادة الجيش الأحمر وقوات الحلفاء في برلين بتاريخ الثامن من أيار عام 1945. وانتهت بذلك الحرب العالمية الثانية التي أشعلتها النازية القديمة، وذهب ضحيتها 50 مليون قتيل وعشرات الملايين من الجرحى والمشوهين، والعشرات من البلدان المدمرة.

بنود صك الاستسلام الألماني:

  1. نحن الموقعون أدناه، بالنيابة عن القيادة العليا الألمانية، نوافق على الاستسلام غير المشروط لجميع قواتنا المسلحة براً وبحراً وجواً، وكذلك جميع القوات الخاضعة حالياً للقيادة الألمانية. القيادة العليا: الجيش. وفي نفس الوقت القيادة العليا لقوات المشاة المتحالفة.
  2. ستصدر القيادة العليا الألمانية على الفور أوامر لجميع قادة القوات البرية والبحرية والجوية الألمانية وجميع القوات الخاضعة للقيادة الألمانية بوقف عملياتهم العسكرية في الساعة 23,01 بتوقيت وسط أوروبا في 8 مايو 1945، للبقاء في أماكنهم حيث هم في هذا الوقت ونزع سلاحهم تماماً، ونقل جميع أسلحتهم وممتلكاتهم العسكرية إلى قادة أو ضباط الحلفاء المحليين المعينين لممثلي القيادة العليا للحلفاء، وعدم تدمير أو التسبب في أي ضرر للبواخر والسفن والطائرات ومحركاتها، الهياكل والمعدات، وكذلك الآلات والأسلحة والأجهزة وجميع وسائل الحرب التقنية العسكرية بشكل عام.
  3. تقوم القيادة الألمانية العليا على الفور بتعيين القادة المناسبين وتضمن تنفيذ جميع الأوامر الأخرى الصادرة عن القيادة العليا للجيش الأحمر والقيادة العليا لقوة الاستطلاعات المتحالفة.
  4. لن يشكل هذا العمل عقبة أمام الاستعاضة عنه بأداة استسلام عامة أخرى أبرمت من قبل الأمم المتحدة أو بالنيابة عنها، وتنطبق على ألمانيا من قبل القوات المسلحة الألمانية ككل.
  5. في حالة عدم تصرف القيادة العليا الألمانية أو أية قوات مسلحة تحت قيادتها وفقاً لعملية الاستسلام هذه، فإن القيادة العليا للجيش الأحمر، وكذلك القيادة العليا لقوات التدخل السريع المتحالفة، سوف تقوم بما يلي: اتخاذ مثل هذه الإجراءات العقابية، أو غيرها من الإجراءات التي يرونها ضرورية.
  6. تمت صياغة هذا القانون باللغات الروسية والإنجليزية والألمانية. ولا يعتد إلا بالنصوص الروسية والإنجليزية. تم التوقيع في 8 مايو 1945 في برلين.

ومن وحي استسلام النازية القديمة، ما هو شكل استسلام النازية الجديدة في عالم اليوم؟

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

“قاسيون” – 16 أيار 2022

 ******************************

المجتمع المثالي

صلاح بوسريف

افتراضاً، ما دمنا نعيش في عوالم افتراضية نقبلها، ونقبل عليها، بل إنها عند غالبية الناس، صارت هي العالم الذي يحلمون به، وهي الواقع الذي يعيشون فيه، سنقبل بوجود هذا المجتمع، وأنه ليس بعيداً عنا، تنقصنا حدة البصر، لنراه، ونعيش فيه، وندخل في مثاليته، وما فيه من صلح، وعدل، ومساواة، وحق في العيش للجميع، بنفس النعيم، دون أدنى تفاوت في شيء، أو أننا، وفق بعض الحديث النبوي «سواسية كأسنان المشط».

لماذا لا، فأفلاطون، وبعده الفارابي، حلما بـ «المدينة الفاضلة»، رغم ما أعمله فيها أفلاطون من حيف، في إقصاء الشعراء، وافترض أنهم يكذبون على الناشئة من الأطفال والشبان، علماً أن هذه المدينة التي افترضها أفلاطون كانت كذبة، هي الأخرى، ولى عليها الفلاسفة. فلا هي كانت، ولا حدث شيء منها في الواقع، والشعراء، رغم أنف أفلاطون، وسّعوا «كذبهم»، وهو ما صار اليوم خيالاً أو تخييلا، هو ما جعل الشعر يكون أفقاً وطريقاً، وما جعل الفلاسفة أنفسهم يلجؤون إلى الشعراء لحل بعض مشكلاتهم، كما فعل هايدغر، في التجائه إلى هولدرلين، مثلاً.

كل المدن فاضلة، إذا اعتبرنا الخيال، لا المخيال، وهي العبارة التي نستعملها خطأ في التعبير عن الخيال و التخييل، لأنها آلة، وليست فعلاً، هي خيال وتخييل، هي حلم، ورغبة في التغيير، والخيال أو التخييل، هو أحد أسس العقل، وهو ما يشرع به العقل في النظر والتفكير، ما نقص المفكر محمد عابد الجابري، في مشروعه، وفي رؤيته، وربما لذلك سماه باسم الآلة، لا بالفعل، وتبعه من تبعه في تبني هذه الآلية في النظر إلى الخيال.

كما أن الخيال أو التخييل، هو أساس الفكر السياسي والاقتصادي، وأساس الفنون قاطبة، والمشروعات المعمارية، والموسيقى والرسم، والموضة، وبناء المدن والحواضر، وتكوين العقل والفكر، والتفلسف، في جوهره، هو خيال، قبل أن يتسلمه العقل ليدخل به في السؤال والتأمل والتحليل والتفكيك والاستنتاج. ما يعني، أن المجتمعات المثالية، كما نتصورها، ليست تلك التي يتساوى فيها الجميع، وتكون مجتمعاً للجميع، بنفس الحقوق، رغم ما في معنى الواجبات من إلزام، هي مجتمعات تتخيل، تعيش على المستقبل، تذهب إليه، يكون هو ما ترغب فيه، ويكون الإنسان فيها، هو الشاعر فعلاً، لأنه يقول ما لا يفعل، أي يحلم، ويرغب، ويتمنى، ويسعى، ويتطلع، ويفتح الطرق والمسارب، ويلج المضائق، وبذلك يكون أجاب أفلاطون، بأن المدينة التي رغب فيها، هي مدينة لا يمكن أن تستمر بالعقل، الذي تكون معقوليته في تخيلاته، لا في خيلاء العقل وحده، وهو يجر خلفه أذيال نصر ناقص، الخيال فيه مطرود من العقل. لا يمكن.

المجتمعات المثالية، يكفي أن يجمع فيها الإنسان في نفسه، بين الخيال والعقل، في تفكيره، وفي رؤيته للمدينة التي يعيش فيها، وفي تنظيمه للدولة والمدينة، ولمؤسساتهما، وما يقترحه فيهما من تحديث، ومن تنوير، ومن فكر نقدي ابتكاري، ويكون هذا الإنسان هو مدار الدولة والمدينة، ومدار ما يظهر فيها من عمارة، وطرق، ومن معامل، وصناعات، ومن معاهد ومراكز للفنون والثقافات، وللنقاش والحوار وتداول الأفكار، وتكون فيها المدارس، مفتوحة على المدينة، والمدينة مفتوحة عليها، الخيال فيها هو أول ما نعلّمه للنشء، ليدركوا ما للخيال من دور في توسيع العقل، ووضعه في سياق الفكر، وما يشغله من قضايا ومشكلات، لا يرغب في الإجابة عنها بشكل قاطع وحاسم، بل في إثارة السؤال ذاته، كقلق، ودعوة للتفكير دون انقطاع، لأن الإنسان الذي يعيش على العادة، يبقى أسير الروتين اليومي، أسير المخيال لا الخيال، أسير الآلة لا الفعل. أليس المخيال، هو نفسه المكيال والمنخال، وهلم جرا !؟

على أي، فالمجتمع الذي نراه، ممكن، وليس مستحيلاً، ولا هو متعذر، أو يعسر الوصول إليه، لأنه، ببساطة، مجتمع الخيال هو ثروته، وهو مورده الأكثر غنى وثراء، وهو ما يدخل العقل في الجنون، وما يحميه من أن يكون عقلاً صرفاً، يعمل كما لو أن الخيال فيه مثلبة وعائق، كما حدث لبعض الفلاسفة ممن ظل أفلاطون جاثماً على عقولهم.

لا تعنينا المجتمعات الفاضلة، هذا وهم، وهو مناقض للخيال، تعنينا المجتمعات المثالية، بهذا المعنى الذي علينا أن نفكر فيه، بل ندخله بالمعرفة والعلم، ويمكن أن نضيف إليهما، دون تردد، الفن، الذي هو أحد شروط هذا المجتمع المثالي، وشروط مدينته.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

صحيفة “المساء” المغربية – 24 ايار 2022

***************************************

الصفحة الحادية عشر

المثول أمام الجمال، قراءات تشكيلية

صدر للكاتب الناقد التشكيلي جمال العتابي كتابه الجديد (المثول أمام الجمال، قراءات تشكيلية)، وهو من منشورات الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق 2022.

تضمن موضوعات ومقالات في الطبيعة الصامتة لدى عدد من الرسامين الرواد، في مقدمتهم عبد القادر الرسام وأكرم شكري، كما تناول الكاتب تجارب تشكيلية للفنانين يحيى جواد، شاكر حسن آل سعيد، نعمان هادي، جعفر طاعون، مكي حسين، ضياء حسن، موفق مكي، وآخرين.

 ******************************

  رأي

انتخابات اتحاد الادباء.. نحو برنامج عمل فاعل

حسب الله يحيى

هل بنا حاجة الى تغيير الوجوه، ام الى تأسيس جديد لمشاريع ثقافية وابداعية تنطلق من اتحاد الادباء وهو يتوجه لانتخاب دورة جديدة لادارته؟

كل الوجوه تجتمع على كلمة سواء، تتعلق بالعطاء ومن ثم على إقامة علاقات اجتماعية طيبة يسودها الوئام والتعاون. وهذه الوجوه، تلتقي بعضها اكثر مما تلتقي اقرب الناس اليها، بوصفها وجوهاً تجتمع على مائدة المعرفة والخير والهم الثقافي والابداعي المشترك.

ولسنا بصدد الدفاع عن مجموعة بعينها من الادباء الذين شغلوا إدارة الاتحاد بنجاح فائق، تؤكده المنجزات التي تحققت في طبع اكثر من (450) كتاباً خلال عام واحد الى جانب المجلات والنشرات والنشاطات المختلفة وتقديم الخدمات الاجتماعية للادباء، ولكننا بصدد الحديث عن مستقبل الاتحاد في ادارته الجديدة التي ستتولى مهام العمل بعد الانتخابات.

لقد تكررت أسماء مرشحين بينهم من اعطى ثمار عقله وعمله بشكل واضح ومتميز، فيما عجز آخرون رشحوا انفسهم من قبل وفشلوا.. ذلك ان الاديب الناخب يعرف جيداً من هو الجدير بقيادة الاتحاد ومن له القدرة على التفاني والعمل المخلص في دعم ورعاية الادب والادباء.

ومع احترامنا لجميع المرشحين، الا ان كثرة منهم، لا يعول عليهم بوصفهم مازالوا في العتبة الأولى وبالكاد تم قبولهم أعضاء وهم بالتالي (صغار) على قيادة اتحاد الادباء العتيد، وقسم آخر رشح للوجاهة لا غير، وقسم ثالث رشح نفسه لاشاعة انفاس مغايرة لا تتلاءم وطبيعة ومسار الاتحاد، الذي انبثقت قيادته على انها اكبر وانقى وافضل من يمثل الادباء بجميع رؤاهم ومناطقهم وولاءاتهم وعطاءاتهم، والمؤشر على ذلك، انه لم تكن هناك (خصومات) فهي أصلا لا تليق بهذه الفئة النيرة من مثقفي المجتمع التي تعمل بحرص ودأب على الارتقاء بوعي الناس وانقاذهم من الجهل المحيط بهم والذي يحاول ان يهيمن على هذا الاشعاع الذي تقدمه هذه المنظمة الجماهيرية البناءة.

من هنا نرى ان اتحاد الادباء ليس منظمة تقليدية يمكن لأية مجموعة قيادتها، وانما هي منظمة تمثل شغيلة العقل والجمال والقيم المثلى في المجتمع.. ومن يتولى قيادتها لا بد ان يمتلك مشروعاً ثقافياً وابداعياً واجتماعياً، وهي مشاريع لا يمكن ان تتكامل او تستوفي شروطها من أي اداري يمكن ان يتولى إدارة الاتحاد.. ذلك ان عنصر التضحية والوعي والإرادة المخلصة في خدمة الزملاء – أعضاء الاتحاد – لا توجد بسهولة، ولا يمكن ان تتحقق لدى الكثيرين، فهو حضور غير ملزم ادارياً، وانما هو انتماء للاعضاء والدفاع عن حقوقهم بوصفهم قادة المجتمع، فكيف اذا كانت القيادة لا تملك مؤهلات ثقافية واجتماعية وإدارية وابداعية ولا كاريزما تؤهلها لتحقيق مكتسبات للادب والادباء؟

لقد اثبتت التجارب.. ان هذا الاتحاد عبر تاريخه الممتد منذ العام 1959 حتى الآن انه منظمة هويتها الوطنية والتقدمية واضحة امام الجميع، وهي التي كانت جديرة بالمسؤولية وحريصة على تحقيق كل ما من شأنه الارتقاء بحياة الادباء ورعاية غابات حروفهم النيرة. 

إزاء هذا الواقع، كان لا بد من دعوة زملاء الكلمة البناءة من الاختيار الدقيق لكل زميل من الزملاء الذي يمكن ان يتولى ادارته وقيادته بحيث تكون الانموذج الذي نباهي به انفسنا من حيث المكانة الاجتماعية والمعرفية والابداعية والإدارية التي لا تجتمع الا بأولئك الذين جربوا في مسارهم النضالي في مقارعة الظلم ومواجهة القوى الظلامية.. أولئك الذين رسخوا الكلمة النبيلة والفكر النير والمسار الوطني المخلص.

 ******************************

في السليمانية: مهرجان كلاوي.. تبنّى خطابا منفتحا وحوارا للسلام والتعايش

منى سعيد

شهدت مدينة السليمانية عرسا ثقافيا كبيرا لمناسبة الاحتفاء باليوبيل الفضي لمهرجان كلاويز الثقافي الذي أقيم مؤخراً تحت شعار “ 25 عاما .. الموهبة والحرية تعانقان كلاويز”.

 المهرجان من تنظيم مركز كلاويز الثقافي بالتعاون مع وزارة الثقافة في اقليم كردستان وقد تضمن العديد من المحاضرات الفنية والثقافية والفكرية، إلى جان افتتاح معرض تشكيلي فخم ، وآخر للكتاب، بحضور نخبة من الأدباء والفنانين والمفكرين من أقليم كردستان ومن داخل العراق وخارجه .

ترجع تسمية كلاويز تيمنا باسم الروائي الكردي الكبير إبراهيم أحمد الذي أصدر أول مجلة كردية بعنوان (كلاويز) في بغداد في أربعينات القرن الماضي. وأول مهرجان أقيم في العام 1996

ويكرم المهرجان عادة مجموعة من المبدعين وقدم في دورته الأولى جائزة للشاعر أدونيس، وفي دورته الثانية للروائي الالماني من أصل كردي شيركو فتاح، وفي دورته الثالثة للشاعر الألماني فولكر براون.

تلخص د. ابتسام إسماعيل قادر رئيس المهرجان فكرته بالقول “في فترات الحروب والأوضاع الملتهبة ، جاء مهرجان كلاوييز ليبني منبرا إنسانيا يخلق للأدباء وللفنانين اتجاها ثقافيا مرنا بعيدا عن الصراعات الاجتماعية والسياسية والثقافية، كما تبنى خطابا متفتحا وحوارا للسلام وللتعايش.

في هذا العام افتتح المعرض التشكيلي التكريمي بعنوان: “ طيور اسماعيل خياط في سماء كلاويز” شارك في المعرض نحو 150 فنانا تشكيليا من إقليم كردستان ومن العراق، تنوعت أساليب أعمالهم بين الرسم والنحت والخزف ، ضمن مدارس فنية متعددة.

وافتتح معرض الكتاب بعنوان “ الكتاب قنديل الفكر” بمشاركة عدد كبير من دور النشر الكردية والعربية والفارسية والانجليزية.

وشهد المهرجان تقديم العديد من المحاضرات الفنية والثقافية منها جلسة بعنوان “ رحلة في أدبيات كلاويز خلال ال24 سنة الماضية” أدارها د محمد منتك، واخرى “ إنهاض الموسيقى الكردية والتجارب العديدة” بإدارة سوران نقشبندي، ومحاضرة “ التجارب والرؤى نحو مستقبل ثقافي أفضل” بإدارة منصور طيفوري، و “ نحو بناء السياسة الثقافية “ بإدارة د ابتسام إسماعيل قادر وم تقديم الباحث عبد الحسين شعبان تلاها بحث بعنوان الهوية الثقافية الاحتماء من الشك “ للدكتور مالك المطلبي الذي تعذر حضوره بسبب مرضه، ثم محاضرة عن “ الرواية والتاريخ والهوية الثقافية “ للباحثة المصرية د. ريم بسيوني.

وفي اليوم الثالث قدم ملتقى “ جمال بختيار للفن التشكيلي” قدم فيه بحثاً للدكتور كاظم نوير عميد كلية الفنون الجميلة في جامعة الديوانية بحثا بعنوان” التحديات التي تواجه الفن التشكيلي العراقي المعاصر” تلاه بحث د شوقي الموسوي بعنوان “ التشكيل الكردي العراقي المعاصر” ثم بحث الفنان خيري آدم حمل عنوان : فنان تشكيلي ، تجربة الفنان نياز عثمان.

حفل المهرجان بفقرات مميزة أخرى في تقديم القصائد الشعرية مثل قراءة الشاعر الكبير موفق محمد ، إضافة لملتقى دلشاد للقصائد الكردية الفائزة في مسابقة كلاويز الأدبية، و ليلة شعرية خصصت لقائد 8 شعراء من إيران والسليمانية وأربيل ومصر ودهوك وحلبجة.

ركز المهرجان على المحاور الفكرية والثقافية أيضا إذ قدم الفنان شوان عطوف محاضرة عن “ آليات تطبيق السياسة الثقافية” وأخرى للدكتور محسن أديب عن “ اللغة الفصحى الموحدة بين اللسان والإصبع ، قراءة حديثة للغة الكردية الفصحى، وأخرى للباحث د لهون قادر بعنوان : ثقافة إنتاج الاستبداد.

وكان للمسرح نشاط مميز أيضا عبر عرض مسرحية”بيت الحب” من تأليف داستان برزان وبيشرو حسين ،و إخراج بيشرو حسين. وللقصة ملتقى “ سيد قادر هدايتي للقصة” طبعت لأجله كتب النصوص الفائزة بمسابقات المهرجان.

ومن أهم مميزات المهرجان الحضور الشعبي الواسع لجمهور السليمانية مما طبع المهرجان بألوان بهيجة تنم عن مدى وسعة ثقافة المجتمع وشغفه بالفعاليات الثقافية ودعمه لها.

في الختام قدمت جوائز للفائزين بمسابقات الشعر والقصة والدراسات ،والقى مدير المهرجان السيد ملا بختيار كلمة أكد فيها على أن للمثقفين سلطة معرفية يمكن من خلالها تغيير العالم نحو الأفضل وبقاء نتاج المثقف خير دليل على أثره البالغ على المجتمع.

 **********************************

شذرات من مشهدية .. النقد الأسطوري العراقي

أحمد الناجي

يهتم منهج النقد الأسطوري بقراءة الآداب والفنون التي تتعامل مع الفكر الأسطوري، حيث يقوم بتحليل النص وابراز جوانبه الابداعية عبر رصد تجليات كل ما هو متعلق بالأساطير، يتفحص تقنيات وطرائق توظيفها، ويتقصى عن شتى الاستعارات المجازية، الأشكال والصور والعناصر والرموز المتعلقة بها. ويمكننا تلمس أدوار بارزة لعدد من النقاد العالميين، أسهموا في ترسيخ أساسيات هذه الممارسة النقدية، ويعد نورثروب فراي من أبرز دعاة هذا المنحى، الذي قدم أطروحات على قدر كبير من الاهمية، تركت أثراً بارزاً، أغنت هذا التوجه النقدي، ولابد من التذكير في الابتداء الى أن فراي هو أول من أطلق تسمية (النقد الأسطوري)، وقد وردت إشارة الى ذلك في كتابه (تشريح النقد) الذي نشره سنة 1957، حيث جاء عنواناً للمقالة الثالثة، التي افاض فيها بتوضيح ما هو المقصود بالنقد الأسطوري، مبيناً بالتفصيل دلالة هذا المنهج. وتجلى اهتماماً واضحاً بالتنظير لهذا المنحى النقدي من قبل نقاد آخرين، منهم: البريطانية مود بودكين، وكل من الأمريكيين: وليم تروي، وفرنسيس فيرجسون، كما أسهم أرنست كاسيرر بتقديم أفكار فلسفية، انطوت على خصوصية متفردة في تدعيم ركائز النقد الأسطوري، وكان لها أثراً كبيراً على مساره.

تكشف لنا الذاكرة النقدية العراقية عن وجود دراسات ومباحث نقدية كثيرة، تناثرت هنا وهناك، يمكن عدها بمثابة ممهدات ريادية في مجال النقد الأسطوري، ولابد من القول بأن الناقد جبرا إبراهيم جبرا هو أول من دق جرس درس “التوظيف الأسطوري” في الأدب العربي والعراقي المعاصر، وذلك مطلع خمسينيات القرن الماضي، حين فتح أعين الأدباء على التراث الأسطوري، وله كثير من الإسهامات، لعل أبرزها ترجمته لجزء من كتاب جيمس فريزر (الغصن الذهبي) تحت عنوان (أدونيس أو تموز)، التي أنجزها أواخر الأربعينيات، وقد ذكر بأنه أعار المخطوطة “أكثر من مرة لمن أراد أن يقرأها، وكان منهم الشاعر بدر شاكر السياب”، كما أفصح جبرا الى “أن الشاعر بلند الحيدري عندما أصدر العدد الأول (والوحيد) من مجلة (الفصول الأربعة)، ربيع سنة 1954، نشر الفصلين الأول والثاني”. ومن ثم نشرت الترجمة كاملة في كتاب سنة 1957، وأعيد طباعتها مرة ثانية سنة 1979. كما كتب مبحثاً عن السياب بعنوان (الأسطورة وسيف الكلمة)، نشره في مجلة “العاملون في النفط”، نيسان 1965، ضمه الى كتابه (الرحلة الثامنة) سنة 1967، وأصدر جبرا كتاب (الأسطورة والرمز)، سنة 1973، وهو عبارة عن ترجمة لخمس عشرة دراسة لخمسة عشر ناقداً. وحين نتتبع انهمام فتى النقد الأدبي في العراق الراحل عبد الجبار عباس، نجد له دراسات عديدة، اشتبك فيها بهذه الوجهة قد سبقت كتابه (السياب)، بغداد سنة 1972، فقد نشر دراسة بعنوان (بين السياب واليوت) في مجلة الكلمة، العدد: الثاني، السنة الثانية، بغداد كانون الأول 1970، وثانية بعنوان (الأسطورة في شعر السياب)، منشورة في مجلة الأقلام، العدد: الثاني عشر، السنة السادسة، بغداد كانون الثاني 1971. وخصص الناقد محمد مبارك فصلاً بعنوان “الأسطورة عند السياب” ضمن كتابه (مواقف في اللغة والأدب والفكر) بيروت سنة 1974، كما أنجز الناقد عبد الرضا علي في القاهرة دراسة أكاديمية بعنوان (الأسطورة في شعر السياب)، وهي من أولى الدراسات العلمية الرصينة على مستوى الإنجاز العراقي، أشرفت عليها الدكتورة سهير القلماوي، صدرت في كتاب من منشورات وزارة الثقافة والفنون، بغداد سنة 1978. وهناك كثير من القرائن تومئ الى اقتراب الناقد حاتم الصكر من المنهج الأسطوري، في عدد من القراءات، ولعل أبرز مقالاته كانت تحت عنوان (خطوات الموت في ذاكرة الشاعر)، وهي دراسة نقدية تصدى فيها الى قراءة نص بعنوان (الخطوات) للشاعر حسب الشيخ جعفر. ولا بد من لفت النظر الى محاولة عبد الجبار المطلبي في دراسته (قصة ثور الوحش وتفسير وجودها في القصيدة الجاهلية)، وهي من القراءات المبكرة ذات الطابع الأكاديمي المبنية على مرجعية أنثروبولوجية ورؤية أسطورية. كما قام الناقد عبد الله إبراهيم. بتقديم دراسة عرض فيها كتاب جوزيف فرانك (السرد المكاني)، منشورة في جريدة الثورة، ومما جاء فيها التنبيه الى موضوعة انتقال الخيال الموضوعي التاريخي في الأدب العالمي، وتحوله الى خيال أسطوري خال من الزمان التاريخي، بحيث لا يرى أعمال زمن معين وحوادثه إلا كمجرد تجسيد لنماذج خالدة. وكرس الناقد ناجح المعموري خطواته الراكزة في هذا التوجه منذ أوائل عقد الثمانينيات، وبرز جلياً أسمه في الساحة الثقافية العراقية والعربية، كباحث وناقد متخصص بالفكر الأسطوري، فأخذت إنجازاته حيزاً من الحضور الثري في الصحافة وفي منابر المشهد الثقافي، وقدم طيلة السنوات المنصرمة عدداً من المؤلفات، منها على سبيل الإشارة، (الأطراس الأسطورية في السرد) سنة 2000، و(نون والقوس) سنة 2005، و(فان ايروتيك أسطورة الثلوج الخضر) سنة 2009، و(التفاحة والناي) سنة 2009، (خطوات المطر) سنة 2009، و(الفأر يأكل الشوكولاته) سنة 2011، و(وليمة للزعتر) سنة 2013، و(الرمز الأسطوري في الفن العراقي) سنة 2013، و(متخيل الشعر في الاسطورة) سنة 2014... وغيرها. ولا بد من وقفة عند منجز الناقد جاسم عاصي الذي اجتذبه سحر الأسطورة مطلع مشواره الأدبي، وأولى اهتماماً بالفكر الأسطوري منذ سنة 1985، مشتبكاً مع مختلف النصوص الإبداعية من الشعر والقصة والرواية والرسم والنحت والتصوير الفوتوغرافي. وتتابعت اسهامات عدد من النقاد العراقيين في هذا الاتجاه، منتصف عقد التسعينيات من القرن العشرين، ونلحظ تقديم دراسات معتبرة ورصينة في الحلقة النقدية التي انعقدت تحت عنوان “المؤثرات الأجنبية في الشعر العربي المعاصر” ضمن فعاليات مهرجان جرش الثالث عشر في الأردن سنة 1995، وتمثلت تلك المساهمات في دراسة حاتم الصكر، بعنوان: “تنصيص الآخر في المصطلح، والنظرية والتطبيق”، وتناول الناقد فاضل ثامر في دراسته: “الرمز الأسطوري والقناع في الشعر العربي الحديث”،  كما قدم محسن جاسم الموسوي دراسة بعنوان: “تقلبات الأسطورة وتحولات الصورة والتلميح في القصيدة البياتية”، ولا يفوتنا أن نشير الى جهود القاص والناقد فرج ياسين الذي أصدر فيما يخص النقد الأسطوري كتابين الأول (توظيف الأسطورة في القصة العراقية الحديثة) سنة 2000، والثاني (أنماط الشخصية المؤسطرة في القصة العراقية) سنة 2006.

 **************************************

الصفحة الثانية عشر

نادي الكتّاب الكربلائي يحتفي بالشاعر خالد الحسن

كربلاء - طريق الشعب

احتفى “نادي الكتاب” في كربلاء أخيرا، بالشاعر خالد الحسن، الذي تحدث عن تجربته الشعرية وألقى مختارات من قصائده بحضور جمهور من المثقفين والأدباء ومحبي الشعر.

أدار الجلسة التي التأمت على حدائق نقابة المعلمين، الشاعر صلاح حسن السيلاوي. بينما استهلها رئيس اتحاد الأدباء والكتاب في كربلاء سلام البناي، بكلمة حيّا فيها النادي، عادا إياه “توأما روحيا معرفيا” لأدباء كربلاء.

 بعدها عاد مدير الجلسة ليقدم السيرة الذاتية للشاعر الحسن، ويلقي الضوء على تجربته الشعرية، مشيرا إلى أنه يتخصص في كتابة قصيدة التفعيلة، التي أبدع فيها وتبوأ مراكز متقدمة في المحافل المحلية والعربية، ورفع اسم العراق عاليا في العديد من المهرجانات الشعرية في الإمارات وسلطنة عمان وتونس ومصر.

المحتفى به، وفي معرض حديثه عن تجربته، أشار إلى أنه كتب قصيدة النثر وقصيدة التفعيلة، مستشهدا بقول للشاعر والمفكر أدونيس وهو أن “من أراد كتابة قصيدة النثر عليه أن يتقن كتابة الأجناس الشعرية التي سبقتها كالتفعيلة والشعر الحر”.

وأوضح أنه اجتهد وهو في السابعة عشر من عمره في تعلم واتقان أوزان الشعر وبحوره، حتى صقل موهبته في ذلك. فيما استعرض أهم الجوائز التي نالها خلال مسيرته، والتي تجاوزت الـ 15 جائزة منحته دافعا لاستمرار، لافتا إلى أن “دول الخليج أبدعت في إقامة المهرجانات الشعرية على الرغم من انها لا تعد دولا شعرية. إذ لا يتجاوز عدد الشعراء فيها عدد أصابع اليد مقارنة بالعراق بلد الشعر والشعراء”.

ثم قرأ الحسن باقة من قصائده، بضمنها “ابن زريق البغدادي” و”عازف البيانو”.

وشهدت الجلسة مداخلات عن تجربة المحتفى به قدمها عدد من الحاضرين، وهم كل من الشاعر فاضل عزيز فرمان والشاعر نبيل الجابري ود. حسن رياض والروائي علي لفتة سعيد.

وفي الختام، قدم سكرتير اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في كربلاء، الرفيق سلام القريني، شهادة تقدير إلى الشاعر خالد الحسن، فيما قدم له الرفيق خليل الشافعي هدية تذكارية باسم نادي الكتاب.

*************

معاً لبناء بيت الحزب.. بيت الشعب

دعماً للحملة الوطنية لبناء مقر الحزب الشيوعي العراقي، تبرع الرفاق والأصدقاء من واسط:

- مجيد شنين 250 ألف دينار.

- عبد الزهرة خضير 150 ألف دينار.

- محمد موزان 150 ألف دينار.

- د. عادل الصالحي 250 ألف دينار.

الشكر والتقدير للرفاق والأصدقاء على دعمهم واسنادهم حملة الحزب لبناء مقره المركزي في بغداد.

معاً حتى يكتمل بناء بيت العراقيين.

 

**************

زيارة ضريح الرفيق الراحل عزيز محمد

أربيل – طريق الشعب

زار وفد من رابطة الأنصار الشيوعيين العراقيين ومنظمة الحزب الشيوعي العراقي في أربيل، أخيرا، ضريح الرفيق النصير الراحل عزيز محمد في أربيل، وذلك في مناسبة الذكرى السنوية الخامسة لرحيله.

وتجمع الرفاق عند ضريح الرفيق في "مقبرة شهداء الحزب الشيوعي العراقي"، واثناء ذلك ارتجل رئيس رابطة الأنصار الرفيق نعمان علوان سهيل، كلمة اشاد فيها بشخصية الفقيد ومكانته السياسية والاجتماعية على الصعيد الوطني والإقليمي والأممي.

كما استعرض سيرته النضالية الطويلة، مؤكدا أن "استذكار قادة الحزب وكوادره واعضائه ينبع من حرصنا على تمثل أدوارهم ومواقفهم للسير قدماً في تحقيق ما كانوا يناضلون من أجله.. وطن حر وشعب يرفل بالسعادة والطمأنينة والسلام".

************

زيارة للاطمئنان على صحة الرفيق ابراهيم الحريري

هاملتون/ كندا - طريق الشعب

 قام وفد من منظمة الحزب الشيوعي العراقي في كندا بزيارة الرفيق ابراهيم الحريري في احدى مستشفيات مدينة هاملتون حيث يرقد منذ اكثر من اسبوع، للاطمئنان على صحته.

ورحب العزيز ابو فادي بالزيارة وكان فرحاً باللقاء الذي دام حوالي ساعتين، ولم يتخل خلاله عن طبيعته المرحة واسلوبه المعروف بالنكتة اللاذعة والحادة احيانا. وقال انه لا يزال فتى الثمانين، بل واضاف مؤكدًا “انا فتى سأدخل التسعين”.

ضم وفد المنظمة الرفيقة نوال ناجي يوسف والرفيق سعد كاظم والصديقة بثينة رهيف. ونقل الوفد الى ابو فادي تمنيات الرفاق له بالشفاء والخروج من أزمته الصحية بأسرع وقت.

*****************

مشاركون في ندوة ثقافية يحتجون ويستنكرون

بغداد – طريق الشعب

اعلن المشاركون في ندوة حوارية أقيمت  السبت الماضي على قاعة جمعية الفنانين التشكيليين في المنصور ببغداد، احتجاجهم على “التشويه الذي يتعرض له نصب الشهيد في بغداد والمرافق والفضاءات المحيطة به”.

واعرب الحضور عن استنكارهم للمشاريع الاستثمارية والاسواق التجارية التي قالوا ان القائمين على النصب يعتزمون تنفيذها، معتبرين ان “الحدائق المحيطة هي جزء لا يتجزأ من هذا الصرح العمراني والجمالي للفنان الراحل اسماعيل فتاح الترك”.

وكانت الجمعية العراقية لدعم الثقافة قد اقامت الندوة بالتعاون مع جمعية الفنانين التشكيليين، ودار الحوار والنقاش فيها حول كتاب “منحوتات بغداد بين الفن والسياسة”، وقد نشرت “طريق الشعب” تقريرا عنها في عددها الماضي.

وأكد الحاضرون في الندوة ما قالوا انه حقهم وحق المجتمع البغدادي “ في التوجه الى القضاء لايقاف عملية التشويه المزمعة بالوسائل الدستورية والقانونية، حماية للنصب وقطعا لطريق المساعي الرامية الى طمس المعالم الحضارية لعاصمتنا العريقة”.

************

مواطن يرعى الأشجار في شوارع الناصرية 

الناصرية – وكالات

يواظب المواطن الشاب أبو علي على سقي الأشجار المزروعة في شوارع مدينة الناصرية، وتنظيف محيطها حرصا منه على حماية الواقع البيئي وإدامة التشجير في مدينته التي تجتاحها العواصف التربية منذ أكثر من شهرين، شأن بقية مدن العراق.

في حديث صحفي، يقول أبو علي انه سعى إلى الوصول لجميع الأشجار التي تمت زراعتها من قبل الدوائر المعنية، لرعايتها وإدامتها وتقليمها وتنظيفها وسقيها، مشيرا إلى أن ذلك نابع من حبه للزراعة والخضرة.

ويضيف أنه بعد موجات الغبار التي شهدتها المدينة، أخذ على عاتقه تنظيف الأشجار وإزالة الغبار عنها وسقيها وتنظيف محيطها من الأوراق المتساقطة، في سبيل حمايتها من الاندثار.

أبو علي يشير إلى أنه يستعين بالدوائر الحكومية القريبة من الأشجار في الحصول على الماء، ويستخدم في عملية السقي “مرشة” يحملها معه في مشواره هذا.

ويدعو أبو علي المواطنين إلى الاهتمام بالواقع البيئي، خاصة في مجال الزراعة والتنظيف، من خلال المساهمات الفردية والجماعية، مبينا أنه يمتلك حديقة صغيرة في منزله، استطاع أن يزرع فيها بعض الأشجار المثمرة. 

************

الناطق باسم اتحاد الادباء: سبيلنا التكاتف لانتخاب الفاعلين

بغداد – طريق الشعب

وجه الشاعر عمر السراي، الناطق بلسان الاتحاد العام للادباء والكتاب في العراق، رسالة الى اعضاء الاتحاد من الاديبات والادباء، وهم يتهيؤون لخوض الانتخابات الجديدة لاتحادهم في الايام المقبلة، استهلها بالقول ان الهدفُ هو خدمة الأدباء والوطن وتقديم أفضل ما يمكن لأرباب الكلمة الحرّة والأصيلة.

 وقال مضيفا ان المنافسة بين المترشحين لعضوية المجلس المركزي المقبل للاتحاد هي تعاون مشترك ومباراة ودية بين أحبّة، وان التسابق في نيل أصوات الناخبين، لن يكون إلا عن طريق تقديم ما يمكن لاعضاء الاتحاد، وان الوسيلة المثلى لنيل أكثر الأصوات هي التذكير “بمحاسن مَن عمل وتفانى، ومن تواصل في تقديم الإعانة للجميع بمهنية وإخلاص”.

واستطرد السراي قائلا: “نحن أبناء أسرة واحدة اسمها الأدب، ووالدها العراق .. وإن أسلوب انتخابات الأدباء يفرض أن تنال أكبر شريحة دعم أعلى عدد من المصوّتين وقبولهم. وهذا ما يجعل كل محاولات تعميم الرأي وفرضه أو كسر الرأي المضاد محاولات غير نافعة.

واكد ان  الركون إلى التجريح والتسقيط ودفع أقلام للكتابة الحادّة، لن يجدي نفعاً وسيعزل من اتّخذه وسيلةً  ترويج غير نبيلة، وان “لا سبيل لنا إلا التكاتف من أجل انتخاب العاملين الفاعلين المعروفين بالقدرة على ابتكار المشروعات وتنفيذها، خدمةً لأصدقاء الحرف والكلمة”.

واختتم الشاعر السراي رسالته بتأكيد “وفائي لزملائي وأساتذتي في الدورة الحالية، ممن خدموا وعملوا وتركوا أنهاراً من الحزن برحيلهم، عسى أن يكون تذكّرهم والإشادة بخدمتهم بلسماً لعوائلهم ومحبّيهم، وفضاءً للانسجام والوئام.

وتوّج الرسالة بشريط يحمل صور الادباء الثلاثة الراحلين من قياديي الاتحاد ابراهيم الخياط ومروان عادل حمزة وزهير بردى،  وذيّلها بهاشتاك “ #الأدباء_نبض_الوطن”.

*************

ندوة حول قانون الأحوال الشخصية

بغداد – طريق الشعب

عقدت «شبكة حقي» المدنية للمدافعات عن حقوق الانسان، أخيرا في بغداد، ندوة حول قانون الأحوال الشخصية العراقي 188 لسنة 1959، ساهمت فيها ممثلات عن المنظمات المدنية الأعضاء في الشبكة.

وخلال الندوة التي أدارتها عضو سكرتارية رابطة المرأة العراقية هند كريم، قدمت المحامية تأميم جليل العزاوي، شرحا مفصلا عن القانون وفقراته التي تتعلق بالمرأة وحقوقها في الزواج والطلاق والميراث، متطرقة إلى المادة 57 من القانون المعنية بحضانة الطفل، و»التي تعرضت إلى محاولات جائرة لتعديلها من قبل جهات لم تراع مصلحة الطفل المحضون».

وتنص هذه المادة القانونية على: «الأم أحق بحضانة الولد وتربيته حال قيام الزوجية وبعد الفرقة ما لم يتضرر المحضون من ذلك».

**************

الثقافة الجديدة

حاليا في المكتبات العدد (430) أيار 2022 من مجلة “الثقافة الجديدة”.

ويمكن للقراء تصفح النسخة الالكترونية من العدد وتحميلها كملف “بي دي أف” من على موقع الحزب الشيوعي العراقي.