اخر الاخبار

الصفحة الأولى

توقعات: الحراك الاحتجاجي يطلق فعلا سياسيا ضاغطا لحل أزمات البلاد

بغداد ـ طريق الشعب

11 عاما والعراقيون يواصلون احتجاجهم السلمي على جميع الأصعدة والمستويات، فمنذ شباط 2011 وحتى الآن، تنوعت الفعاليات الاحتجاجية بين تظاهرات وإضرابات واعتصامات، وصولا إلى انتفاضة تشرين وما تلاها من احتجاج متواصل يستهدف في مضمونه مكافحة الفساد والقضاء على منظومة المحاصصة وتحقيق العدالة الاجتماعية.

رهان فاشل

مّر الحراك الاحتجاجي بمنعطفات كبيرة، فيما عوّل المتنفذون على عامل الزمن للقضاء عليه، ولكنه بات مثل كرة الثلج تكبر وتتسع يوما بعد اخر، ونتيجة لاستفحال التمايز الطبقي بين المواطنين، ما عاد بالإمكان احتواء الجماهير الغاضبة بشعارات فئوية او طائفية. ونظرا لتضرر فئات واسعة من العراقيين من سياسة الاحزاب المتنفذة واستئثار قلة قليلة بالسلطة، واكتنازها للأموال، وغياب سلطة القانون، وانتشار السلاح المنفلت، فقد المواطنون ثقتهم المطلقة بخطاب زعامات الاحزاب المتنفذة التي تحاول تصوير الاحتجاجات الشعبية على انها مؤامرات خارجية، فالمتابع للشأن العراقي يدرك ان الحاجة هي المحرك للشارع، وليست رغبات واهواء جهات معينة.

آفاق مكفهرة

وفي هذا الصدد، يقول منسق التيار الديمقراطي زهير ضياء الدين ان “افاق المشهد السياسي معتمة وقائمة على صراعات ضيقة، بعيدا عن مطالب المتظاهرين بتوفير حياة كريمة”، مستبعدا “قدرة القوى السياسية المتنفذة على ايجاد مخرج للازمات المتعاقبة التي تعاني منها المنظومة الحاكمة، وبالتالي صعوبة تلبية مطالب المواطنين”.

ويضيف ان “الحديث عن وجود مؤامرات خارجية تدفع في اتجاه التظاهر هو كلام باطل”، مبينا ان “المواطنين يلجأون للاحتجاج عند التماسهم عدم قدرة المنظومة الحاكمة على تلبية مطالبهم المشروعة”.

ويشدد منسق التيار الديمقراطي على “ضرورة إيجاد إرادة سياسية للوصول الى بر الأمان، خاصة وان المواطن العراقي الى الان لم يلمس أي شكل من اشكال الإجراءات لمعالجة المعاناة المتعلقة بارتفاع الأسعار وتوفير فرص العمل وغيرها من القضايا التي تمس اوضاع الناس الاقتصادية”. ويتابع ضياء الدين ان “خطوات الحكومة في معالجة الموضوع ما زالت خجولة، فلا يمكن للمنح المالية او قانون الامن الغذائي ان يسهم في معالجة معاناة المواطنين المتراكمة منذ عقود”، مشددا على “ضرورة الاستمرار في الفعاليات الاحتجاجية السلمية، اضافة الى اللجوء الى الجانب القانوني للحد من الانتهاكات الدستورية”.

اشتداد الطابع الاحتجاجي

وبالعودة لنظرية المؤامرة، يرى الامين العام لحركة “نازل آخذ حقي” مشرق الفريجي، ان “الاحتجاج لم يتوقف يوما، واخذ اشكالا متعددة للمطالبة بالحقوق المشروعة”، مؤكدا ان “استمرار العجز الحكومي عن تلبية مطالب المواطنين يمكن ان يحول الاحتجاجات المطالبة بتوفير فرص العمل والخدمات في لحظة ما الى انتفاضة شعبية كفيلة بتغيير المنظومة الحاكمة”.ويضيف الفريجي ان “المواطن يعي جيدا ان الاحزاب المتنفذة تتحمل مسؤولية الخراب في البلاد”، متوقعا “اشتداد الطابع الاحتجاجي في الايام المقبلة وتحوله الى فعل سياسي ضاغط في ظل عجز صناع القرار عن معالجة معاناة المواطنين المتفاقمة”.

حاجة لا رغبة

ويتفق الناشط المدني سجاد جواد مع ما طرحه الفريجي بالقول: ان “ما يدفع المواطنين للاحتجاج هو حاجاتهم الماسة، فلا يمكن لرغبات واهواء اي طرف كان دفع المواطنين الى الخروج للتظاهر وتعريض حياتهم للخطر في حال عدم وجود معاناة كبيرة”، مبينا ان “حديث بعض السياسيين عن موجة احتجاجات قادمة، هو اعتراف منهم بالفشل في معالجة المشاكل الحقيقية التي يعاني منها العراقيون”.

ويضيف ان “المنظومة السياسية الحاكمة تعيش في ازمة خانقة فهي لم تعد قادرة على انتاج نفسها من خلال نفس الخطاب السابق، نظرا لوجود متغيرات حقيقية طرأت على المجتمع العراقي”، مؤكدا ان “التمايز الطبقي سوف يدفع المواطنين الى احتجاجات اكبر من سابقاتها”.

ويراهن جواد على الحراك الاحتجاجي في “تكوين ضغط شعبي فاعل بإمكانه احداث تغييرات سياسية”، مبينا ان “هذا الامر بات ضرورة ملحة لانقاذ البلاد من حالة الفوضى الحالية”.

************

المجلس الاستشاري الموسع للحزب الشيوعي العراقي يعقد اجتماعه الدوري

التأم المجلس الاستشاري الموسع للحزب الشيوعي العراقي يوم السبت 28 /5 /2022، وحضره الرفاق أعضاء اللجنة المركزية ولجنة الرقابة المركزية، ومسؤولو المختصات المركزية، وسكرتاريو المحليات الحزبية ، وعدد من الكوادر العاملة في ميادين مختلفة من عمل الحزب.

في بدء اعمال المجلس وقف الحضور دقيقة صمت تكريماً للرفاق والأصدقاء الذين رحلوا عنا، وبينهم الشاعر والمناضل رفيق الدرب مظفر النواب.

وتداول المجتمعون الأوضاع السياسية ومستجداتها، ومواقف الحزب منها، وتمت الإشارة الى الازمة السياسية والفشل المستمر في انجاز الاستحقاقات الدستورية، ومنها انتخاب رئيس الجمهورية وتشكيل الحكومة الجديدة.

وبيّن الاجتماع ان حالة الانسداد السياسي الراهنة هي تعبير عن مأزق النهج الذي تختطه منظومة الأقلية الحاكمة. وان الصراع على المواقع والمناصب والحصص لا صلة له بهموم الناس ومعاناتهم، التي تفاقمت كثيراً جراء الازمة السياسية ومحدودية صلاحيات الحكومة الحالية، وجراء عدم إقرار موازنة 2022 وارتفاع نسب البطالة والفقر (رغم نمو موارد الدولة المالية بفضل ارتفاع أسعار النفط عالمياً) وتدهور الخدمات العامة وخاصة في قطاعات الكهرباء والصحة والتعليم.

ولاحظ المجلس تعاظم وتيرة السخط والتذمر في اوساط جماهير الشعب، وانعدام ثقتها بالمتنفذين، وبقاء أسباب اندلاع انتفاضة تشرين الأول 2019 قائمة، بل وتعززت بعناصر جديدة ضمن تداعيات الأزمة العامة الشاملة، وتفشي الفساد، وتغوّل الميليشيات والمجاميع المسلحة، وتزايد ضعف هيبة الدولة والقدرة على فرض قوة القانون، كذلك عدم الاستثمار السليم لموارد الدولة، وعدم الجدية في تنمية القطاعات الإنتاجية مثل الصناعة والزراعة والخدمات الإنتاجية.

ان بلدنا، رغم الوفرة المالية حالياً، يعاني من صعوبات جدية في تأمين الغذاء للمواطنين، وتتعدد اسباب ذلك ومنها القصور في السياسة والأداء الحكوميين، وشح المياه، وتقلص المساحات المزروعة، وتداعيات الحرب الروسية – الأوكرانية. وهذا يفرض على السلطات التنفيذية والتشريعية، الاقدام على إجراءات عاجلة لضمان جاهزية وانسيابية إمداد المواطنين بالمواد الغذائية، وتحسين وتطوير توزيع السلال الغذائية وانتظامها.

وشدد الاجتماع على المضي قدماً في تعبئة الجماهير ورفع وتيرة استعدادها وزيادة زخم الحراك الشعبي، ومراكمة عناصر التغيير الشامل، وتكثيف الجهود والتنسيق والتعاون بين قوى التغيير، من أحزاب ومنظمات مدنية وديمقراطية وقوى تشرينية وجماهير ساخطة ومتذمرة، والسير على طريق دحر منظومة المحاصصة والفساد، والمضي قدماً نحو بناء الدولة المدنية الديمقراطية والعدالة الاجتماعية.

وفي جانب آخر من الاجتماع درس المجلس بعناية ومسؤولية عاليتين، وعلى وفق ورقة عمل مهيأة، التحديات التنظيمية التي تواجه عمل منظمات  الحزب. وبجرأة شيوعية ناقدة تم تشخيص أسباب وعوامل بعض جوانب الخلل والقصور في العمل، كما استعرضت عوامل القوة والنمو وامكانيات تعظيم دور الحزب، والنجاحات المتحققة وهي عديدة ومتنوعة.

كما تم التوقف عند الانتخابات الحزبية الداخلية، الجارية الآن في منظمات الحزب، وجرى التشديد على ضرورة ان تكون رافعة أخرى لدفع العمل الحزبي الى امام بجوانبه المختلفة، وبما يدعم عمل الحزب وتعزيز دوره السياسي والفكري والتنظيمي والجماهيري.

بغداد

28/5/2022

***********

راصد الطريق.. الإصرار التركي على العدوان من يردعه؟

أفادت شبكة “ هاير ترك “ التركية امس السبت ان تركيا توشك ان تنهي استعداداتها لهجومين عسكريين على العراق وسوريا، حيث انجزت المهمة بنسبة ٩٠ في المائة . وفي تصريح مضلل قال مجلس الامن القومي التركي ان الهجومين لا يستهدفان سيادة الجيران وانهما ضروريان للامن التركي !

في الاثناء كشفت لجنة الامن والدفاع البرلمانية العراقية انها دعت الى اجتماع امني لبحث الاعتداءات التركية .

وكانت القوات التركية قد توغلت اكثر من 45 كيلومترا في العمق العراقي، واقامت قواعد عسكرية مع استخدام واسع لطيرانها الحربي. ورغم هذا تدعي انقرة انها لا تستهدف سيادة الجيران! فاذا كان هذا لا يخرق السيادة ، فكيف يكون الخرق؟!

وتأتي الاعتداءات رغم اللقاءات الرسمية للحكومة الاتحادية وحكومة الإقليم مع المسؤولين الترك! ويتواصل التوغل في العمق العراقي ويتوسع، ولا من يردعه. على العكس كثيرا ما نلاحظ صمتا من مسؤولينا شبيها بصمت أصحاب القبور. ان لم نقرأ بيانات لا توقف العدوان ولا تصون السيادة .

فمن ياترى سيوقف الوقاحة والاستهتار التركيين؟!

*********

الصفحة الثانية

البرلمان يشرّع قانون حظر التطبيع مع اسرائيل

بغداد ـ طريق الشعب

صوّت البرلمان يوم الخميس الماضي، على قانون “حظر التطبيع وإقامة العلاقات مع اسرائيل”.

ويتضمن القانون الجديد الذي صوت عليه 275 نائباً شاركوا في الجلسة المنعقدة بمبنى البرلمان عدداً من الفقرات، أبرزها “تجريم أي نوع من التعاون أو التعامل السياسي والأمني والاقتصادي والفني والثقافي والرياضي والعلمي، وتحت أي نشاط أو عنوان كان، مع اسرائيل، وتأكيد على أنّ العراق بحالة حرب مع دولة الاحتلال وكل ما يصدر من أفراد، أو مؤسسات، أو جماعات، أو حركات، أو أحزاب، يخل بهذا المفهوم بما يصب في دعم وجود الاحتلال مادياً أو معنوياً، يدخل ضمن جرائم الخيانة العظمى التي توجب أحكام بين الإعدام والسجن المؤبد، وفقاً لقانون العقوبات رقم 111 لسنة 1969 المعدل”.

وينص كذلك على “حظر التعامل مع الشركات والمؤسسات التي تتعامل مع هذا الكيان أو تعتبر داعمة له أو ترتبط به”.

*********************************

اضاءة.. « ريمونتادا» .. سياسية عراقية

محمد عبد الرحمن 

“ريمونتادا”، كلمة اسبانية تعني تخطي الصعاب والعودة، وقد استخدمت في حروب وثورات الاستقلال بين القرنين السادس عشر والتاسع عشر، عندما كان اقليما الباسك وكاتالونيا  يحاولان الانفصال عن النظام الملكي في اسبانيا.

توسع لاحقا استخدام “ريمونتادا” ودخلت مجال كرة القدم، وعلى وجه الخصوص في السنوات القليلة الماضية، عندما نجح فريق برشلونة في تحقيق عودة “إعجازية” وقلب الطاولة على فريق باريس سان جرمان الفرنسي في الدور  ثمن النهائي  لموسم ٢٠١٦- ٢٠١٧ من دوري ابطال اوربا لكرة القدم.

وإعادت صحيفة “سبورت” الكتالونية عام ٢٠١٣  اطلاق هذا المصطلح بعد ان كان ينسى، واخذ مداه الاوسع بعد المباراة المشار لها أعلاه. وفي حزيران ٢٠٢٠ دخلت كلمة “ريمونتادا” معجم “ لاروس” الذي هو من أشهر المعاجم في فرنسا والعالم.

ولو اخذنا هذه الكلمة ذات اللفظ الموسيقي الى واقعنا السياسي العراقي، فيمكن القول باطمئنان ان انتفاضة تشرين ٢٠١٩ هي ريمونتادا سياسية عراقية. والدليل ان الأوضاع بعدها هي غير ما كانت عليه قبلها، وان الارتدادات العكسية لهذا الزلزال الشعبي المدوي ما زالت متواصلة حتى يومنا هذا، وإن كانت تتمظهر على شكل موجات تبدو وكأنها هادئة، او كأنها الريح التي تسبق العاصفة. فهناك جمر تحت الرماد، ووعاء الغضب والتذمر والسخط يطفح وقد ينفجر في اية لحظة، خصوصا وأنْ لا حلول تلوح في الأفق، حلول تستجيب لاولويات الناس وتطلعاتهم، لا لحل مشاكل المتنفذين وتيسير سبل استمرار هيمنتهم وسطوتهم.

صحيح ان الاحتجاجات والاعتصامات الراهنة تأخذ طابعا مطلبيا، ولكن المطالب هي في نهاية المطاف انعكاس لواقع مترد وخدمات غائبة،  ولسوء في الأداء والإدارة وفساد مستشر وتمييز مجحف بين العراقيين  وتعيينات في مؤسسات الدولة لذوي القربى والمناصرين والمطبلين، ولمحاصصة مقيتة في اسناد الوظائف وصلت الى المدارس، وتغول للمليشيات واضعاف لقدرات الدولة وهيبتها. 

وتلك المطالب  ليست بعيدة عن الراهن العراقي بابعاده السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية، ويصطدم ايجاد حلول حقيقية غير ترقيعية لها، تحول دون تكرارها تحت عناوين أخرى، بطبيعة المنظومة الحاكمة والأقلية المهيمنة. انها من تداعيات الأزمة العامة الشاملة التي يعاني منها بلدنا، وان قطع الطريق على تكرار الازمات والحؤول دون نشوء المزيد منها، يوجب التوجه نحو التعامل مع أسّ الازمات، وهو المحاصصة الطائفية – المكوناتية التي يقاتل المستفيدون اليوم  لادامتها والحفاظ على جوهرها، ولا بأس في تغييرات شكلية مجردة.

وبغض النظر عن آلية تشكيل الحكومة ضمن توازنات القوى القائمة، ومصالح الأطراف المتصارعة، والتدخلات الخارجية الواسعة، فان المهمة ستبقى قائمة تنتظر الإنجاز، ونقصد التغيير الشامل بما يعنيه من إزاحة منظومة المحاصصة والفساد، وفتح الافاق الواسعة للسير على طريق بناء دولة المواطنة والديمقراطية الحقة، وإرساء العدالة الاجتماعية.

ومن المؤكد ان  وضع بلادنا على هذا الطريق يحتاج الى ريمونتادا سياسية جماهيرية عراقية.

********************************

احتجاجات في 4 محافظات تطالب بالخدمات وفرص العمل

بغداد ـ طريق الشعب

شهدت محافظتا ذي قار وواسط استمرارا للاحتجاجات امام الشركات النفطية، مطالبةً بتوفير فرص عمل، فيما تظاهر العشرات في العاصمة بغداد، احتجاجا على سوء الخدمات.

بغداد

في مدينة الصدر (الثورة) شرق بغداد، تظاهر العشرات من المواطنين احتجاجا على سوء الخدمات.

وقال المتظاهر ليث الوحيلي لـ”طريق الشعب”، ان “المدينة تعاني من اهمال مستمر منذ عقود، وزاد هذا الاهمال الفساد المستشري لدى النظام الحالي”، مبينا ان “ضحية هذا الاهمال هم ساكنو المدينة وحدهم، فالتعليم في تراجع، وحالة اللادولة تتفاقم يوما بعد اخر، واطلاق النار العشوائي في المناسبات والنزاعات العشائرية مستمرة دون رادع”.

واضاف ان “مؤسسات الدولة تتعامل مع المنطقة على اعتبار انها خارج سلطتها، فمن غير المقبول السكوت على قرار منع سير عربات التكتك في مناطق بغداد والسماح لها في التجول داخل المدينة”، مشيرا الى ان “هذه القرارات تعزز التمييز الطبقي بين المجتمع وفي حال كانت هذه العربات غير قانونية فكان الاولى بالحكومة منع استيرادها بدل محاسبة من يقتات عليها”.

واسط

من جانبهم، اغلق العشرات من المحتجين في محافظة واسط، مقر شركة نفط الوسط في مدينة الكوت، مطالبين بتوفير فرص العمل.

وذكر مراسل “طريق الشعب”، ان “العشرات من ابناء قضاء الأحرار في محافظة واسط، اقدموا على اغلاق مقر شركة نفط الوسط في الكوت، مطالبين بتوفير فرص عمل او عقود لهم في حقل الأحدب النفطي”، مشيرا الى ان “المتظاهرين اكدوا على استمرارهم في الاحتجاج لحين الاستجابة لمطالبهم او توفير بديل مناسب”.

ذي قار وكربلاء

ويواصل المئات من خريجي الكليات والمعاهد في محافظة ذي قار، اعتصامهم أمام مصفى الناصرية النفطي مع استمرار إغلاقه للأسبوع الثاني على التوالي في إطار التصعيد الاحتجاجي، للمطالبة بتوفير فرص العمل.

واشار المتظاهر وسام قاسم الى ان عدد المعتصمين امام المصفى يتجاوز 1500 شخص من خريجي الجامعات والمعاهد، مبينا ان مطالبهم تتمحور حول توفير فرص العمل منذ اشهر، وسط تجاهل حكومي لمطالبهم رغم الوعود الحكومية بإيجاد حل لمطالبهم.

وفي تطور لاحق، اعلنت الحكومة المحلية في محافظة ذي قار، عن رفع خيم المعتصمين الخريجين من امام مستودع الشركة العامة لتوزيع المنتجات النفطية، بعد مفاوضات مع المعتصمين واستئناف تجهيز وعمل محطات توزيع المنتجات النفطية خلال الساعات القليلة المقبلة، بعد ازمة وقود شهدتها المحافظة مؤخرا.

ووجه المحافظ محمد هادي في بيان طالعته “طريق الشعب”، الدعوة الى المعتصمين بالتعبير عن آرائهم بسلمية دون اضرار بحقوق المواطنين الاخرين لاسيما وان مطالبهم بتوفير درجات وظيفية لا تقع ضمن صلاحية الحكومة المحلية والتي تقف الى جانب مطالبهم لتحقيقها، ضمن الاطر القانونية، ووفق الموازنة العامة.

وفي محافظة كربلاء، تظاهر العشرات من الخريجين المحاضرين واصحاب العقود امام مكتب مجلس النواب، مطالبين بتطبيق قرار مجلس الوزراء رقم 315، وتضمين حقوقهم المالية في قانون الامن الغذائي.

**********************************

استعدادات طلابية للاحتجاج.. الطلبة المتميزون لـ «طريق الشعب»: وزارة التربية عاقبتنا

بغداد ـ طريق الشعب

أثار قرار وزارة التربية الأخير بتحديد 10 في المائة لخريجي مدارس المتميزين وكلية بغداد ـ الدارسين باللغة الإنكليزية ـ للقبول في المجموعة الطبية، استياء وغضبا بين أوساط طلابية.

وحدد القرار نسبة 10 في المائة لقبول الطلبة في المجموعة الطبية (طب الاسنان، الصيدلة والطب)، والمجموعة الهندسية، إضافة للتخصصات الأخرى.

وتنديدا بقرار الوزارة، روّج الطلبة حملة “أنقذوا الطلبة المتميزين” في مواقع وسائل التواصل الاجتماعي، عبّروا فيها عن رفضهم القرار وطالبوا بإنصافهم.

دراسة استحقاقات المتميزين

وعلى أثر ذلك، قررت لجنة التعليم البرلمانية، استضافة وزير التعليم الأسبوع الجاري.

وقالت الدائرة الإعلامية لمجلس النواب في بيان تلقته “طريق الشعب”، ان “لجنة التعليم والبحث العلمي عقدت اجتماعا برئاسة النائب مزاحم الخياط رئيس السن، وحضور أعضائها لمناقشة عدد من المواضيع المدرجة على جدول اعمالها”.

وذكر البيان ان “اللجنة ناقشت التوسعة في الدراسات العليا وآليات ترقين القيد والدور التكميلي في الجامعات”.

وفي السياق نفسه، قررت اللجنة “استضافة وزير التعليم العالي للتباحث بشأن عدد من المواضيع التي تخص الواقع التعليمي، وتشكيل لجنة مشتركة مع لجنة التربية النيابية، لدراسة موضوع استحقاقات طلبة مدارس المتميزين”.

إشراك الطلبة في اتخاذ القرار

وقالت الطالبة بسمة رياض، عضو مكتب سكرتارية اتحاد الطلبة العام في جمهورية العراق، ان “وزارة التربية لا تزال تتخذ قرارات مصيرية تتعلق بمستقبل الطلبة، بصورة غير مدروسة بشكل كامل، وعلى ذات النهج الذي اعتدنا عليه طيلة فترة عملنا الطلابي”، متسائلة عن الهدف الحقيقي من هذه القرارات “إذا ما كانت لمصلحة الطالب ام لإجباره على الدراسة في التعليم الموازي؟”.

ودعت رياض في حديثها لـ “طريق الشعب”، الوزارة الى “إعادة النظر في قرارها الأخير والقرارات الماضية، وتقييمها بشكل دقيق، والوقوف بجدية على ذلك، واشراك الطلبة في اتخاذ القرار، فواجبها بالدرجة الأساس مساعدة الطلبة والنهوض بالواقع التعليمي، وليس تحطيمهم وتدمير مستقبلهم”.

عقوبة وليس امتيازا

من جهته، علق الطالب محمد باقر من ثانوية المتميزين في ميسان ـ الصف السادس الاحيائي، في حديثه لـ “طريق الشعب”، قائلا: ان “الوزارة أصدرت قرارا أبخس حقنا بشكل لا يوصف؛ ففي الوقت الذي كنا ننتظر منها قرارات من شأنها ان ترفع من همتنا وتحفزنا، صعقتنا بقرارها الأخير الذي يهدد مستقبلنا”.

وقال باقر ان “المواد العلمية تدرس باللغة الإنكليزية الكيمياء والفيزياء والأحياء، إضافة إلى مواد أخرى هي الفرنسي والكردي، اما المواد التي تدرس باللغة العربية فهي الإسلامية واللغة العربية فقط. وعلى مدى 6 سنوات ندرس المواد بلغة أجنبية وبالنهاية نكافأ بنسبة 10 في المائة فقط من مقاعد الطب”، معتبرا هذا القرار “عقوبة بحقهم”.

وبعد صدور هذا القرار، حاول عدد من الطلبة المتميزين الانتقال الى مدارس اعتيادية أخرى، لكن التربية صدت تلك المحاولات، بحسب قول باقر.

ودعا الطالب المتميز الى “إعادة النظر في القرار بما ينسجم مع استحقاق الطلبة. وفي حال عدم الاستجابة سنخرج للتظاهر لاسترجاع حقوقنا”.

دراسة متعبة

من جانبها، قالت الطالبة سارة حسين ان “البقاء في مدارس المتميزين يحتاج لمعدل، فهذه الدراسة بطبيعتها متعبة جدا، وتتطلب مجهودا كبيرا، يضاف الى ذلك فان الارضية المناسبة لتحويل المناهج من العربي الى الإنكليزي غير متوفرة، كما ان الاخطاء في المنهج كثيرة، وبرغم ذلك لا يأمل الطلبة سوى انصافهم”.

وتابعت الطالبة حديثها لـ”طريق الشعب”، “بدلا من ان ندرس في الخارج، كان الأوْلى بالحكومة ان تعطينا امتيازات داخل بلدنا”، تعقيبا على ما نشره النائب محمود القيسي، عضو لجنة التربية النيابية عبر حسابه الشخصي في فيسبوك، الذي جاء فيه “يحق لكل طالب من خريجي ثانويات المتميزين وكليات بغداد الدراسة على المجموعة الطبية خارج العراق بمعدل 85‎ في المائة”.

وأعلنت رابطة ممثلي الطلبة المتميزين في العراق عن انطلاق التظاهرات الكبرى التي ستشمل جميع المحافظات، يوم الأربعاء المقبل الموافق 1/6/2022.

********************************

الصفحة الثالثة

أحد أهم معالم مدينة الثورة.. ثانوية قتيبة.. استهجان وغضب من المساعي لتحويلها إلى «مول تجاري»

بغداد – طريق الشعب

تداول أهالي مدينة الصدر (الثورة) خلال اليومين الماضيين أنباءً شبه مؤكدة بشأن محاولة هدم ثانوية قتيبة، أحد أعرق وأهم المدارس في تأريخ المدينة، من أجل بيع أرضها وتحويلها إلى “مول” تجاري.

ودعا ناشطون من داخل المدينة إلى إطلاق حملة شعبية والخروج بوقفة احتجاجية أمام بناية المدرسة لمنع هذه الخطوة، كونها بحسب قولهم “هدم لتأريخ المدينة المشرّف”، لما تحتويه الثانوية من إرث مهم.

تأريخ مجيد

وفي مدينة الثورة معالم أو صروح ثقافية كثيرة تبلغ أعمارها أكثر من خمسين عاما، منها ثانوية قتيبة التي كانت علامة فارقة في العلم والأدب والسياسة والثقافة. فعلى سبيل المثال، كانت هذه الثانوية مشهورة بنشاطها المسرحي، وقدمت فرقها عروضا مسرحية رائعة.

ويعتبر أهالي المدينة أن هذه الثانوية هي ثروة فكرية بالنسبة لهم، ما يتطلب الوقوف بشكل جاد ضد أي محاولة لطمس تأريخ (الثورة) المضيء وانجازات المدينة على الأصعدة السياسية والفكرية والأدبية والفنية والرياضية، فضلا عن مجالات كثيرة.

وتشتهر ثانوية قتيبة بأنها منذ تأسيسها في العام 1964 كانت معقلا لقوى اليسار والديمقراطيين والتقدميين والتنويريين، حيث تخرج منها علماء كبار وأدباء مرموقون ورياضيون دوليون وسياسيون معروفون بنشاطهم الوطني.

غضب واسع

وردا على تلك الأنباء التي وردت بشأن هدم الثانوية وتحويلها إلى “مول تجاري” دعا الأهالي وعدد من خريجي هذه المدرسة إلى تنظيم وقفة احتجاجية أمام بنايتها، كموقف احتجاجي رافض لما يجري.

وقال صبحي هاشم، أستاذ اللغة الانكليزية وأحد خريجي هذه الثانوية، أن هناك “صفقة فساد يراد منها تحويل المدرسة إلى مجمع تجاري”.

واوضح هاشم لـ”طريق الشعب”، أن “الأهالي سيكون لهم موقف، لكن الأنباء متضاربة بشأن الخطوة؛ فهناك من يقول أن مديرية التربية ستقوم بهدم المدرسة وإعادة بنائها، وأنباء أخرى تفيد ببيع الأرض لتكون مشروعا تجاريا قادما، وفي كلتا الحالتين لا أحد يقبل أن تمس هذه البناية المهملة ونتطلع إلى إعادة ترميمها وفقا لتصميمها الأصلي، وبعث الروح فيها”، لافتا إلى أن “ثانوية قتيبة جزء أساسي ومهم من تاريخ المدينة، فلا يمكن هدمها أو محوها”.

وأضاف المتحدث “كان الطلبة يحلمون بالالتحاق في ثانوية قتيبة، أو إعداديتي الثورة وبور سعيد، لما فيها من مزايا عظيمة ورواج كبير للأفكار التقدمية”.

وبحسب منشور نشره الأديب شوقي كريم على صفحته في “فيس بوك”، فأن “الثانوية معروضة للبيع وعمولة احدهم في تربية الصدر الثالثة 400 ألف دولار”، حيث أن موقع المدرسة مهم جدا من الناحية التجارية.

عراق مصغر

ووفقا لأبناء هذه الثانوية التي تخرجوا منها، فإن قتيبة من أعرق مدارس الثورة، وبسبب مكان وجودها في بداية المدينة درس فيها طلاب ينحدرون من شرائح مختلفة، جلهم من الفقراء وقلة قليلة من الطبقة المتوسطة، فكان فيها طلاب من مدينة عرفت بسكن التجار وهي (جميلة) ومن أحياء كحي المهندسين، وطلاب من شارع فلسطين والطالبية، فضلا عن أبناء الفقراء من مدينة الثورة الذين يشكلون العمود الفقري للطلبة. هذا فضلا عن الانحدار القومي والديني المتعدد؛ ففيها المسلم والمسيحي والصابئي والعربي والكردي والتركماني. كان هذا التنوع قد جعلها عراقاً مصغراً، وكانت هناك ثانوية شقيقة لثانوية قتيبة وهي ثانوية نقابة المعلمين المسائية، وثانوية بيوت الامة المسائية في قطاع (11) وثانوية الشعب المسائية وتقع قرب جسر القناة الرابط بين مدينتي (الثورة) والنهضة. وقد اصبحت في وقت ما واحدة من بين أفضل 5 ثانويات في العراق، والتي كانت محل تطبيق أي تجربة حديثة مثل (الرياضيات المعاصرة) بدل الجبر والهندسة، و (الكتاب البايولوجي الموحد) على مستوى الدول العربية كافة، بدل الأحياء والنبات والحيوان وغير ذلك.

وأضيفت الى منشورات الاستهجان والغضب بشأن الأنباء التي وردت حول الثانوية، دعوات إلى افتتاح المدرسة من جديد، حيث أنه من غير المعقول بحسب أهالي المدينة أن تغلق هذه المدرسة بالذات، ويتم التعامل مع بنايتها بهذه الطريقة الغريبة، خلافا لجميع المدارس.

 ******************************

اعتقالات وتضييق وملاحقات قضائية  بحق الصحفيين والاعلاميين

بغداد – طريق الشعب

شهدت الأيام الماضية انتهاكات عديدة تعرض لها صحفيون واعلاميون في مناطق متفرقة من البلاد، فيما واجه بعضهم حملات احتجاز ودعاوى قضائية، نتيجة ما يقولونه في برامجهم ومدوناتهم الشخصية وغيرها.

اعتقالات ودعاوى وتضييق واسع

وأفادت الأنباء بأن قوة أمنية اقدمت على احتجاز مقدم البرامج في قناة البغدادية، علي الذبحاوي.

وبحسب مصدر في القناة، فأن القوة الامنية اقتادت الذبحاوي إلى “داخل مقر تابع لجهاز المخابرات الوطني للتحقيق معه ثم تم اطلاق سراحه بعد أربع ساعات من الاحتجاز”.

وأوضحت جمعية الدفاع عن حرية الصحافة في العراق، ان اطلاق سراح الذبحاوي جاء بعد ورود نداء من مكتب رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، بإطلاق سراح الصحفي على الفور.

ووفقا للمصدر، فأنه تمت مطالبة الذبحاوي خلال التحقيق بـ”تخفيض حدة انتقاداته للقوى السياسية الحاكمة والجهات المتنفذة، فضلا عن تهديده بالعواقب التي ستحصل في حال استمراره بالنقد”.

من جانب آخر، منعت عناصر أمنية تابعة لشركة استثمارية في قضاء الكوفة، كادر قناة دجلة الفضائية من أداء مهامهم الصحفية للكشف عن أسباب التلكؤ في انجاز مجمع السفير السكني، فيما حاولت العناصر أن تستولي على معدات القناة.

وبحسب المراسل، طاهر العساف فإن “العناصر الامنية اقتحمت موقع التغطية، أثناء لقاء المواطنين والتحدث مع الكادر بشأن المشروع”.

كما أوردت الجمعية قيام رئيس تحالف الفتح هادي العامر برفع دعوى قضائية ضد مقدم برنامج الناس مصطفى الربيعي، على خلفية محتوى ذكره احد المواطنين يشكو من مضايقات رئيس التحالف وشخصيات تابعة له”.

ونقلت الجمعية، عن الربيعي قوله: إن “هذه الدعوى هي الثانية بحقه، بعد استدعائه من محكمة تحقيق الكرادة للحضور والمثول امام القضاء، بعد عرض حلقة البرنامج التي ظهر فيها المواطن وهو يشكو”.

وضمن ردود الفعل جرت الاشارة إلى أنه لا يجوز للسياسيين سلك الدعاوى القضائية ضد الصحفيين دون مبرر، خصوصا للذين يلتزمون بالأطر الدستورية التي كفلت حرية العمل الصحفي والاعلامي بكل اشكاله. حيث أن هذا الأمر يعد نوعا من أنواع التضييق ويصل أحيانا إلى مستوى الترهيب في أوضاع عصيبة جدا للعمل الصحافي في العراق.

وضمن مشاهد التضييق على الحريات، منع مدير الأقسام الداخلية للمعهد التقني في كركوك، مراسل قناة knn اوجين رمضان من أداء مهامه، بتغطية شكوى وردت من المواطنين بضرورة إزالة مباني التجاوزات، خوفا من إيواء الحيوانات وانتشار الأوبئة.

واعتقلت قوة امنية في المحافظة ذاتها مراسل قناة كردستان (هلو جباري) ولم يتم الافراج عنه حتى لحظة اعداد هذا التقرير، بسبب تغطيته حادثة حرق المحاصيل الزراعية في ناحية داقوق.

وعلى صعيد ذي صلة، طالبت السلطات الامنية في بغداد حكومة اقليم كردستان بتسليم مقدم برنامج “بوضوح” الذي يعرض في قناة زاكروس، محمد جبار، على خلفية صدور مذكرة القاء قبض بحقه اثر دعوة قدمها جهاز الأمن الوطني.

حصيلة مخجلة

وتعليقا على أوضاع الصحفيين في العراق، قال الإعلامي أحمد الشيخ، ان “الانتهاكات التي يتعرض لها الصحفيون والإعلاميون والعاملون في هذا المجال باتت تأخذ اشكالا مختلفة منها الخطف والاغتيال من قبل مليشيات مسلحة، ترتكب الجريمة ضدهم تحت عناوين وتبريرات عديدة مثلما حدث مع الشهيد المغدور احمد عبد الصمد وزميله”.

وأوضح الشيخ خلال حديثه مع “طريق الشعب”، أن “الأسلوب الجديد للانتهاكات هو عبر إقامة دعاوى قضائية من قبل عناصر تمتلك نفوذا مسلحا وهم في ذات الوقت يشغلون مناصب سياسية”، معتبرا ذلك “محاولات جادة لحصر مهنة الاعلام بدور الناطق الإعلامي لمكاتب المسؤولين لا اكثر، وبالتالي عدم التأشير على ملفات الفساد والتقصير الحكومي بتوفير الخدمات”.

وتابع قائلا: ان “هناك محافظات لا يوجد فيها صحفيون كمحافظة ميسان، بسبب حملة الاغتيالات التي شنت ضدهم، وفي محافظة البصرة لا يقل الوضع سوءا، وفي محافظتي الانبار وصلاح الدين يتم اعتقال الصحفيين الذين ينتقدون وضعا معينا، وتمارس ضدهم ذات الممارسات التي كان يمارسها نظام البعث الصدامي”، منوها بأن “الحكومة تحرص على منع الصحفيين من الوصول الى المناطق التي تم تحريرها من داعش الإرهابي وتوثيق مستوى الدمار والإهمال الذي تلاه”.

وبخصوص دور نقابة الصحفيين، أكد الشيخ أن “دورها خجول ودون المستوى المطلوب بحكم انها لم تخرج عن عباءة السلطة السياسية القائمة. وهي لا تتحلى بموقف دفاعي لصالح الصحفيين الذين يتعرضون الى الانتهاكات”.

تقييد شديد للحريات

وتتعمد بعض الجهات الحكومية وعناصر مسلحة خارج اطار الدولة تقييد حرية الرأي والتعبير في البلاد، خاصة بعد انتفاضة تشرين عام 2019، وفقا لرأي الصحفي والإعلامي محمد عماد.

ويضيف عماد لـ “طريق الشعب”، ان “هناك الكثير من الصحفيين يتعرضون الى مختلف أنواع التهديدات التي لا تكشف للرأي العام، خشية من التصفية الجسدية وتعرض حياة عوائلهم للخطر”.

وينبه الى ان “الصحفيين في المحافظات، الذين يعملون على كشف فساد الحكومات المحلية هم الأكثر تعرضا الى الانتهاكات داخل الوسط الصحفي، فضلا عن ان هناك تقصيرا من جانب المؤسسات المعنية بالدفاع عن حرية الصحافة”.

ويلفت الى انه “في الآونة الأخيرة برزت ظاهرة رفع الدعاوى الكيدية تجاه الصحفيين الذين يعملون على كشف ملفات الفساد وفضل انتهاكات المتنفذين”.

 **************************************

 سياستنا الاجتماعية

2

حقوق الطفل

على هذا الصعيد يناضل حزبنا من أجل:

  1. سن القوانين والتشريعات التي تتفق مع المواثيق الدولية الخاصة بحقوق الطفل، والتي تهدف إلى وقاية وحماية الطفولة ورعايتها وتوفير الظروف المناسبة لتنمية قدراتها ومواهبها، وحمايتها من العنف والتعسف في العائلة وفي المدرسة والمجتمع .
  2. العمل على تفعيل التشريعات والاجراءات التي تمنع عمالة الاطفال والاتجار بهم وحظر جميع اشكال الاستغلال التي تمارس بحقهم .
  3. تأمين الضمان الصحي والاجتماعي والتعليم الالزامي للأطفال عموماً، وبشكل خاص لليتامى وأبناء العوائل المعدمة، وللأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة والمشردين الذين يتوجب قبل هذا توفير المأوى المناسب لهم.
  4. توفير دور الحضانة ورياض الأطفال، خاصة لأطفال الأمهات العاملات في مواقع عملهن.
  5. السعي لتطوير وزيادة دور الايتام، ودور الايواء للأطفال المشردين، وكل ما يؤمن حياة كريمة لهم، ومحاربة ظاهرة التسول بينهم.
  6. ايلاء الاهتمام من قبل مؤسسات الدولة المختلفة لمعالجة تركة داعش المتعلقة بالنساء والاطفال، وبتمكينهم قانونيا لإتاحة دمجهم بالمجتمع.

الشبيبة والطلبة

في هذا المجال نناضل من أجل:

  1. الارتقاء بدور الشبيبة والطلبة، ومساعدتهم على تعزيز مكانتهم الحيوية في المجتمع، وتنمية قدراتهم ومواهبهم وتوظيف طاقاتهم في مختلف المجالات، وايلاء اهتمام خاص للشبيبة العمالية والفلاحية.
  2. دعم حقوق الطلبة والشبيبة وتطلعاتهم الديمقراطية الى التنظيم الطلابي والشبابي الحر والمستقل، وضمان إبعاد المنظمات الطلابية والشبابية عن هيمنة ووصاية المؤسسات الحكومية وأجهزتها قانونيا.
  3. تشكيل النوادي ومراكز الشباب والفرق الثقافية والفنية والرياضية، وتطويرها.
  4. تحسين مستوى حياة الطلبة، وضمان التعليم المجاني لكافة المراحل الدراسية مع كل متطلبات العيش الكريم لهم، وتوفير المستلزمات الدراسية كافة، والاهتمام بتحسين أقسامهم الداخلية، وتمكينهم من انجاز مهامه الدراسية والأكاديمية في أجواء آمنة وصحية، وانشاء المرافق الترفيهية لهم والاهتمام بها بعيدا عن اية ضغوط أو تهديدات، وضمان فرص العمل للخريجين وتشجيع المتميزين منهم ورعايتهم، وتهيئة الظروف الملائمة للحد من هجرتهم الى الخارج، والعمل على تعديل قانون التعليم الاهلي .
  5. التأكيد على اهمية التنسيق بين المؤسسات الحكومية ذات العلاقة والمنظمات الشبابية ومنظمات المجتمع المدني والاعلام من اجل مواجهة ظاهرة انتشار تعاطي المخدرات بين اوساط الشبيبة والتحذير من الاثار الكارثية التي تسببها على المستوى  الاجتماعي والاقتصادي.
  6. نشر الوعي الوطني وروح المواطنة والقيم الإنسانية والتقاليد الديمقراطية والثقافة التقدمية في أوساط الشبيبة والطلبة، بجانب إشاعة قيم التآخي بين القوميات، وتكريس مفهوم الوحدة الوطنية، والاهتمام بتطوير نتاجهم الثقافي، وتخليصهم من آثار المفاهيم الفاشية الشوفينية وضيق الأفق القومي والطائفية ونزعات عسكرتهم.
  7. وضع خطط تفصيلية خاصة بالشباب تستهدف مكافحة البطالة في أوساطهم، وخلق الفرص والمشاريع الاستثمارية لاستيعابهم.
  8. اصدار تشريعات تؤمن للشباب المشاركة في جميع اللجان والهيئات التي تتناول شؤونهم الثقافية والتعليمية والاقتصادية والاجتماعية والرياضية.

******************************************

من برنامج الحزب، الذي أقره المؤتمر الوطني الحادي عشر 2021

 **************************************

الصفحة الرابعة

ما خفي أعظم!

تمكّنت وكالة الاستخبارات والتحقيقات الاتحادية، من ضبط مواقع نفطية سبعة تستخدم للمتاجرة وتدوير النفط ومشتقاته بصورة غير رسمية، وعثرت بداخلها على عجلات وخزانات نفطية مختلفة الأحجام تحتوي على منتوج نفطي مجهول الكمية والنوعية في محافظات بغداد وديالى والبصرة. كما تمكّنت الوكالة من إحباط عمليتين لسرقة النفط من خلال ثقب أحد الأنابيب الناقلة للنفط ضمن محافظتي واسط وذي قار، وضبط (15) عجلة مخالفة ضمن محافظات البصرة وبغداد وديالى وكربلاء وكركوك ونينوى!

أين الحقيقة ياحكومة؟

أعلن النائب أحمد الجبوري، عن قيام 120 نائباً بتوجيه كتاب رسمي إلى رئيس مجلس الوزراء لسحب يد وزير الصناعة، بسبب وجود 24 ملف فساد ضده في هيئة النزاهة، ولتسببه وأركان الوزارة بتدمير الصناعة الوطنية وبيع خطوط الإنتاج إلى سكراب وخردة. من جهتها ألصقت وزارة الصناعة ذات الإتهامات بمنتقديها، الذين ترى بإنهم إمتعظوا من خطوات الوزارة الهادفة ضرب الفاسدين وتحييد سيطرتهم على البعض من مفاصلها ومنعهم من إستغلال إمكانيات الوزارة لمصالحهم الخاصة. هذا ولم يسمع الناس رأي الحكومة والنزاهة، ويرون في صمتهما تشويشاً، لا يساعد في الفصل بين الحق والباطل!

إجه يكحلها عماها!

إخترق طفل صغير الإجراءات الأمنية في مطار النجف، ووصل إلى نقطة انطلاق طائرة إيرانية تستعد للإقلاع إلى إيران، مسبباً قلقاً وجدالاً عن مدى متانة الإجراءات الأمنية في المطارات. وقد شكلت سلطة الطيران المدني لجنة لتقصي الحقائق، قيل إنها غير مؤهلة، لأن أحد أعضائها لم يحز في حياته الدراسية سوى على شهادة الإبتدائية، فيما عّزت إدارة المطار الإختراق، الى التعاطف مع طفل متسول إندمج مع المسافرين، وشنّت، وكعادة كل مسؤولينا، هجوماً لاذعاً على منتقديها المنخرطين في “مؤامرة وتسيس” ضد “النجاحات” التي يحققها المطار!

شنو قصة..  وقف التنفيذ؟!

أصدرت محكمة جنايات النجف حكماً بالسجن لمدة عام كامل مع إيقاف التنفيذ، على مدير المالية في مطار المدينة بسبب صرف مليون دولار فقط دون إيداعه بالمصرف، كما سبق وصدر قرار إدانة بحق وزير الكهرباء السابق، حيث حكم عليه بالسجن لعام واحد مع وقف التنفيذ وفرض غرامة قدرها 700 دولار في قضية عقد قيمته 800 مليون دولار، وأخيراً وليس أخراً، صدر حكم مع وقف التنفيذ، من محكمة جنايات مكافحة الفساد المركزية بحق وكيل وزير التربية ومدير قسم الرقابة الداخلية وسكرتير الوزير، وكلهم سابقون. هذا ورأى بعض المتفائلين بأن السر وراء ذلك، يكمن ربما في عدم وجود أماكن شاغرة في السجون!

لكي لا تسرق حقوق الناس مرة أخرى!

دعا قائمقام تكريت عمر الشنداح، إلى أن تكون هناك أولوية في التمويل الخاص للمشاريع الاستراتيجية كمشروع مجاري القادسية، ومشروع مجسر الدلة، وجسر تكريت شمال حي القادسية، فضلا عن مشاريع تتعلق بقطاعات الكهرباء والصحة وبناء المستشفيات. ورغم أن طلبات سكان صلاح الدين هذه، تعّد مشروعة تماماً، فإن ضمان وصول الأموال لمستحقيها، يستوجب الكشف عن مصير الموازنات السابقة التي حضيت بها المدينة، لاسيما وقد أدان القضاء عدداً من محافظيها السابقين بتهم الفساد وسرقة المال العام، وتم الإفراج عنهم بقرارات العفو المعروفة!

 *************************************

جهات متنفذة متورطة.. فهل سيرى النور؟.. مساع برلمانية لتشريع قانون استرداد الأموال المنهوبة

بغداد ـ محمد التميمي

كشفت لجنة النزاهة النيابية، عن تحركها لتشريع قوانين تخص إعادة أموال العراق المهربة إلى الخارج.

وبحسب خبراء مختصين في الشأن الاقتصادي، فان قدرة العراق على استرداد أمواله، مرتبطة بقضية متشابكة، وتستلزم اتفاقيات دولية وأخرى ثنائية، مبينين ان الإشكالية الحقيقية تتمثل بضرورة اتباع العراق الخطوات القانونية التي تشمل إجراء تحقيقات قضائية محلية، تصل إلى أحكام قضائية قطعية.

وتتراوح قيمة هذه الأموال بحسب الأرقام ما بين 300 و350 مليار دولار منذ الفترة التي اعقبت الاحتلال الأمريكي عام 2003 وحتى الآن، أي ما يعدل 32 في المائة من إيرادات العراق، عدا الأموال التي هرّبت قبل ذلك.

أرقام رسمية

ووفقا لعضو لجنة النزاهة البرلمانية، هادي السلامي، فإن لجنته “تعتزم مناقشة قانون صندوق استرداد أموال العراق المهربة”.

واضاف السلامي في تصريح صحافي، ان “التداخل بالقوانين أمر غير صحيح. يجب العمل على توحيد المواد فيها، وأن اجتماع اللجنة كان يتضمن الجولة الأولى من المشاورات مع الجهات المعنية فيما ستتم متابعة الاجتماعات لإكمال المواد الخاصة بالقانون”.

واشار السلامي الى ان “اللجنة تسعى جادة لتشريع القانون الخاص بإعادة تلك الأموال لتعود بالفائدة على موازنة الدولة”.

أهمية القانون

من جهته، قال النائب هريم كمال اغا عضو اللجنة البرلمانية ذاتها، في تصريح خص به “طريق الشعب”، انهم في طور مراجعة ودراسة القانون بهدف تشريعه قريبا، مضيفا “لا شك في ان هذا القانون سيسترجع الأموال المهربة وغير المصادرة او تلك التي جاءت عن طريق الكسب غير الشرعي، ومن خلاله سنستطيع حماية أموال الدولة واسترجاع هذه الأموال الى خزينتها”.

وتابع النائب قائلا: “أن القانون موجود لدى اللجنة منذ الدورة الرابعة، الى جانب مشاريع قوانين أخرى، بعضها يحتاج الى تشريع، والاخر لتعديل. سنبدأ بالعمل عليها، لأن الدولة تحتاج الى مثل هذه القوانين. وهذا القانون بالذات سيحقق مكاسب للدولة بكل تأكيد لما له من فوائد للموازنة العامة”.

وكرر ان “اجتماعات اللجنة القدمة ستكون لإكمال مواد القانون”.

معرقلات كثيرة

وقبل عام من الآن، أعلن رئيس الجمهورية برهم صالح عن تقديمه مشروع قانون “استرداد عوائد الفساد” إلى البرلمان، في مسعى لاسترداد نحو 150 مليار دولار هربت للخارج بعد عام 2003، كانت كفيلة بأن “تضع البلاد في مكان أفضل”، بحسب قوله.

ومنذ ذلك الحين، لم يقم البرلمان الماضي ولا الحالي بمناقشة قضية مهمة مثل هذه رغم أنها تتعلق بمئات مليارات الدولارات.

ويؤكد مراقبون أن هذه القضية مرتبطة بتورط جهات سياسية ومتنفذين في سرقة وتهريب هذه الأموال.

الرئيس صالح أوضح في وقتها أن حجم الأموال المنهوبة يبلغ 150 مليار دولار، لكن تأكيدات أخرى أشارت إلى أن الرقم أقل كثيرا من المبلغ الحقيقي.

ووفقا لتقديرات لجنة النزاهة النيابية في عام 2021 فأن الأموال المهرّبة من قبل بعض الفاسدين في عهد النظام السياسي الحالي تقدر بنحو 350 مليار دولار، أي ما يعدل 32 في المائة من إيرادات العراق خلال 18 عاما، بعد عام 2003.

وتعليقا على الأمر، قال الخبير الاقتصادي، رعد تويج، أن المعرقلات التي تقف بوجه استعادة الأموال تتمثل بنفوذ الجهات المتورطة بالفساد وتأثيرها على صناعة القرار.

وأوضح تويج لـ”طريق الشعب”، أن “الحديث عن استعادة الأموال لا يبتعد عن المحاولات الدعائية، وأنه ليس من السهولة استعادة الأموال المهربة المودعة بالمصارف العالمية، إذ إن جميع المصارف الدولية تعتمد السرية الكاملة في حفظ الأموال، خاصة أن العراق لم يفلح في استرداد الأموال المهربة من زمن النظام السابق”.

تورط المتنفذين

من جانبه، يوضح الباحث السياسي احمد جميل، أن الفشل السياسي المستمر ونظام المحاصصة بشكل عام عرقل اي مسعى لاسترداد الاموال.

وبيّن جميل لـ”طريق الشعب”، أن أي حكومة من الحكومات المتعاقبة “لم تقم بجهد واضح بهذا الخصوص، حيث الصراع على السلطة واستشراء الفساد كان اكبر عوامل رعاية هذا الملف وحماية الأموال المهربة من الملاحقة. يمكن القول أن التردي السياسي وضعف الحكومات وفشل البرلمان المتواصل سيجعل الدول لا تتعاون مع العراق بهذا الجانب ما دامها ترى ضعفا في السيادة العراقية والجدية في القضاء على الفساد”.

وتابع قائلا: ان “جزءا آخر من المشكلة يتمثل في أن عددا غير قليل من الأحزاب السياسية المتنفذة هي بالأصل متورطة بالفساد والتهريب، ما يجعل الأمور أكثر صعوبة”، لافتا إلى أن “تهريب الأموال مستمر، وهناك قوى تناهض أي قانون أو فكرة لملاحقة الأموال المهربة، ولن يكون هناك حل ما لم نرَ تغييرا حقيقيا في بنية هذا النظام السياسي ومنظومة المحاصصة المقيتة”.

طرق كثير للفساد

وفي تصريح سابق لأستاذ الاقتصاد بالجامعة العراقية عبد الرحمن المشهداني، يقول إن حجم الأموال المهربة نتيجة الفساد لا تقل عن 350 مليار دولار، وقد تصل لـ 500 مليار، مبينا أن الفساد ينقسم لعدة أصناف أولها عمليات الفساد المباشر وتهريب الأموال المحصلة من الإتاوات وسرقات الموازنة.

ويعلق قائلا: “أن هناك نوعا آخر من الفساد وتهريب الأموال للخارج يتمثل بالعقود والمقاولات الحكومية التي سلمت أموالها للمتعاقدين دون تنفيذ المشاريع، فضلا عن تضخم مبالغ العقود والرشى والابتزاز”.

وعن إمكانية استعادة هذه الأموال، يرى المشهداني وجود “صعوبة بالغة، إذ يحتاج العراق لفريق قانوني مُلِمٍ بالقوانين الدولية والمعاهدات وعمليات غسل الأموال”، مبينا أن على الحكومة “إجراء تحقيقات قضائية داخلية، ثم تقديم الأدلة والوثائق للدول التي هربت إليها هذه الأموال”.

 ********************************

محاولات لجعل “الحفر العراقية” شركة خاسرة!.. أكاديمي يكشف آلية إحالة عقد نفطي ضمن جولات التراخيص

بغداد ـ طريق الشعب

يستغرب المعنيون في الشأن النفطي المحلي، من آلية منح العقود الى الشركات معنية تقوم بدورها باحالتها على شركات ثانوية، ومن ثم تمنح هذه الشركات الثانوية عقودها الى شركات حكومية، في مشهد يدل على سوء الادارة وهدر المال العام.

وطبقا لمصدر في شركة الحفر العراقية، ان جهات متنفذة تواصل محاولاتها لأجل تحويل الشركة الى مؤسسة خاسرة.

توقيع عقد

ووقعت شركة الحفر العراقية عقدا مع شركة COSL الصينية لتنفيذ الاعمال المصاحبة، لحفر 22 بئرا نفطيا في حقول ميسان.

وقال مدير عام شركة الحفر العراقية باسم عبد الكريم ناصر، في بيان طالعته “طريق الشعب”، ان “هذا العقد يعد ساندا للعقد الذي ابرمته شركتنا مع شركة سينوك CNOOC الصينية لحفر 22 بئرا نفطيا في حقول ميسان بأسلوب تسليم المفتاح وبفترة زمنية لا تزيد على سنتين”.

وبيّن ناصر ان “شركة الحفر العراقية خصصت جهازين بقدرة حصانية 2000 HP لتنفيذ هذا العقد”.

هدر للمال العام

وعلق استاذ الاقتصاد في جامعة البصرة د.نبيل المرسومي على الموضوع بالقول: انه “احد نماذج هدر المال العام في العراق”، مشيرا الى ان “شركة سينوك الصينية منحت شركة “COSL” الصينية النفطية عقدا لحفر 22 بئرا نفطيا في ميسان، وقامت الاخيرة بدورها بتوقيع عقد مع شركة الحفر العراقية للعمل كمقاول ثانوي”.

واضاف ان “شركة سينوك الصينية سوف تحصل على تكاليف الحفر بعد تضخيمه، وهي بدورها ستسدد التكاليف الى شركة “COSL” الصينية النفطية التي فازت بالعقد، والأخيرة تقوم بسديد التكاليف الى شركة الحفر العراقية”، مبينا ان “الذي سدد التكاليف الأولية هو وزارة النفط العراقية في اطار التكاليف النفطية المستردة التي تسدد كل 3 شهور”.

واشار الاستاذ الاكاديمي الى ان هذا الامر ربما يكون احد أسباب ارتفاع التكاليف في حقول جولات التراخيص النفطية التي تبلغ ١٣ مليار دولار سنويا، على حد قول وزير النفط العراقي.

ونوّه الى ان “شركة الحفر العراقية تستخدم معداتها وكوادرها البشرية في الحفر وهي التي حفرت معظم آبار النفط في العراق، فما هو الجديد غير ان الفساد الذي اصبحنا في ظله موضع سخرية العالم”.

وتابع د.المرسومي في إيضاح لاحق، ان “هناك قرارا باعادة هيكلة كل الصناعة النفطية في العراق، ولكي يتحقق هذا الهدف هناك سعي واضح لعدم تطوير الشركات النفطية”، مبينا انه “عندما تعجز شركة الحفر عن شراء بعض اجهزة الحفر او المعدات المتعلقة بالخدمات النفطية او عدم تطوير ملاكاتها البشرية فأنها ستكون في النهاية عاجزة عن اداء مهامها بالشكل المطلوب، ما يبرر الاستعانة بالشركات الأجنبية”.

وبيّن ان “هناك بعض المنتفعين من العراقيين من وجود الشركات الاجنبية وتهميش الشركات العراقية، يحاولون جهد الامكان اسكات الاصوات الداعية الى تعريق الصناعة النفطية”، مشيرا الى ان “حال شركة الحفر يشبه حال الشركات الوطنية الاخرى كشركة الناقلات والمشاريع النفطية وغيرها”.

تعطيل الشركة

من جانبه، ذكر مصدر مطلع في شركة الحفر العراقية لـ”طريق الشعب”، ان “محاولات تعطيل الشركة وتحويلها الى شركة خاسرة تسير على قدم وساق من قبل جهات تريد تدمير الشركات الوطنية”، مشيرا الى ان “العقود التي توقعها الشركة مع الشركات الأجنبية هي محاولة منها للبقاء والمنافسة”.

وأضاف المصدر الذي رفض كشف هويته ان “وزارة النفط كان بإمكانها الزام الشركات النفطية الأجنبية بالتعاقد مع شركة الحفر لحفر الابار، لكن الموضوع ترك لأهواء المتنفذين”، مبينا ان “العديد من عمال الشركة يجلسون في منازلهم منذ مدة طويلة نتيجة عدم إحالة مشاريع الحفر للشركة”.

وتابع ان “وزارة النفط تحاول تجاهل الشركة والعاملين فيها، رغم ان العاملين فيها نظموا في اكثر من مرة احتجاجات واسعة للمطالبة بإناطة مهمة حفر الابار الجديدة الى الشركة، الكن أذان المسؤولين بقيت صماء تجاه هذه المطالب المشروعة”، مؤكدا ان “جهات متنفذة تعمل على تحويل الشركة الى شركة خاسرة من اجل تسهيل مهمتها في عملية الحصول على الكومشنات جراء توقيع العقود مع الشركات الأجنبية”.

وأشار الى ان “محاولة تدمير شركات القطاع النفطي الوطنية سوف تحول الالاف من العاملين في هذا القطاع الى البطالة اذا ما استمر النهج الحالي في طريقة التعامل مع هذا القطاع الحيوي”، مشددا على “ضرورة دعم هذه الشركات وتمكينها من المنافسة من خلال اناطة مهمة حفر الابار لها، كونها مؤهلة لذلك”.

*********************************

الصفحة الحامسة

الصدارة للبضاعة المستوردة!.. نينوى تنعى معاملها الميتة سريرياً منذ 2003

متابعة – طريق الشعب

كشف العديد من أصحاب المعامل والمصانع والمحال التجارية في نينوى، عن توقف خطوط الانتاج المحلية عن العمل وصعوبة عودتها في ظل غياب الدعم وانتشار البضاعة المستوردة.

وكانت نينوى تعد من أهم المحافظات المنتجة والمصنعة قبل عام 2003. إذ كانت تضم معامل كبيرة مثل معمل إنتاج السكر والخميرة، ومعمل ألبان الموصل، ومعمل الغزل والنسيج الذي كان ينتج كميات كبيرة من الالبسة والمنتجات النسيجية والاقمشة ويصدر منها الى خارج البلاد. لكن تلك المعامل توقفت عام 2003، وبقيت معطلة حتى احتل تنظيم داعش الإرهابي المحافظة، وسرق منها كل ما يمكن استغلاله، وقام بنقله إلى الأراضي السورية، لتنتهي إلى أكوام من الأنقاض.

المستورد يغزو السوق

يقول عبد المنعم أحمد، وهو صاحب محل للألبسة والأقمشة في مدينة الموصل، ان “معمل الغزل والنسيج” و”معمل ألبسة ولدي” في المدينة، كانا يضخان منتجاتهما الى السوق بأسعار مدعومة، مضيفا في حديث صحفي، أن المنتج كان جيدا ويضاهي المستورد، أما اليوم فانه لا يمتلك في محله أي منتج عراقي، وكل ما يُباع  يأتي من تركيا وسوريا والصين وغيرها، سواء من الاقمشة أم الألبسة.

فيما يقول معاون مدير “معمل ألبسة ولدي”، ريان أحمد، ان “خطوط الإنتاج في المعمل متوقفة بصورة شبه كلية ولم يتبقَ إلا خط انتاج واحد فقط ينتج الغطاءات الطبية والكمامات للمستشفيات. اما بقية الخطوط فقد دمرت بسبب الحرب وأصبحت من الماضي”!

ويضيف في حديث صحفي أن “من الصعب إعادة هذه الخطوط إلى العمل مجددا، والمعمل بحاجة إلى بناء خطوط انتاجية جديدة بمعدات حديثة متطورة، كي يتمكن من منافسة البضاعة المستوردة”، مستبعداً عودة معمل الألبسة هذا إلى ما كان عليه في السابق، بسبب الأزمة الاقتصادية.

المواد الأولية مكلفة

الأستاذ في الاقتصاد جابر محمود، يعلق من جانبه على واقع الصناعة العراقية، ومنها معامل الموصل، قائلاً ان “المشكلة ليست في المصانع وعودتها فقط، إنما هناك حاجة فعلية إلى المواد الأولية، وهذه سيكون استيرادها مكلفاً. كما أن الانتاج سيكون مكلفا أيضا، وبهذا ستخسر المعامل في حال عادت إلى العمل مجددا”.

ويوضح في حديث صحفي، أنه “إذا أردنا عودة المعامل والمصانع إلى العمل، فيحب علينا انتاج المواد الخام، مثل زراعة القطن لعودة الصناعات القطنية، وزراعة الرز والذرة والبنجر من اجل انتاج بعض المواد الغذائية، وغير ذلك”، مبيناً أن “المشكلة الأساسية ليست في بناء المصانع وافتتاحها فقط، إنما في كيفية توفير المواد الأولية لها”.

ويرى محمود أنه “في حال لم تكن هناك خطة حكومية واضحة تبدأ من انتاج المواد الخام وتنتهي بتسويق المنتج، فكل ما سيتم بناؤه سيكون هدرا للمال العام”.

ويقدم الأستاذ في الاقتصاد مثالا واقعيا على مشكلة عدم توفر المواد الأولية، وهو معمل الزيت الموجود في بابل، مبينا أن “المعمل لا ينتج الزيت، انما يقوم بتعبئة هذه المادة فقط، بعد أن يستوردها من خارج البلاد”!

الحكومة تعلن وفاة مصانعنا!

إلى ذلك، يقول وزير الصناعة والمعادن منهل الخباز، أن هناك 85 مصنعاً حكوميا في عموم البلاد معطلة منذ عام 2003، منها في محافظة نينوى.

ويضيف في حديث صحفي، أن “غالبية المصانع والمعامل في نينوى خرجت عن الخدمة منذ زمن ودمرت تماماً بسبب الحرب وأصبحت أكواماً من الخردة والانقاض”، مشيرا إلى أن إعادة بناء تلك المصانع تحتاج إلى أموال طائلة، لا تتوفر اليوم لدى الحكومة في ظل الازمة المالية التي يمر بها البلد.

ويؤكد الوزير أن “معامل الاسمنت هي التي بقيت تعمل، وبعضها تحولت للاستثمار من اجل تطويرها، كون خطوط الانتاج فيها قديمة وبدأت تخسر خلال الآونة الأخيرة”.

***********

أگـول.. دواء نتمنى مواصلة إنتاجه

ودود عبد الغني داود

أعلنت الشركة العامة لصناعة الأدوية والمستلزمات الطبية في سامراء، نهاية شباط الماضي، عن تسويقها أحد أهم منتجاتها من الأدوية، وهو حبوب “كو دايوفاسام” بتركيز 160/12.5، والذي يستخدم لعلاج ارتفاع ضغط الدم ويمتاز بفاعليته العلاجية العالية، ما يضاهي مثيله الأجنبي المستورد – بحسب ما أكدته الشركة في تصريح صحفي.

وفعلا، وزعت الشركة بعد بضعة أيام دواءها على بعض الصيدليات الأهلية. وقد أثبت فاعليته بعد تجربته من قبل المرضى. إذ وجدوا أنه لا يقل جودة عن مثيله المستورد، الذي يصل سعره إلى ثلاثة أضعاف سعر منتجنا المحلي.

نأمل من شركة أدوية سامراء مواصلة هذا النشاط، وإنتاج المزيد من أدوية الأمراض المزمنة، وبيعها بأسعار مدعومة، ما يخفف عن كاهل المرضى نفقات شراء الأدوية المستوردة باهظة الثمن.

**********

بصريون: عمل شركات التنظيف بدائي!

البصرة – وكالات

دعا مواطنون في مدينة البصرة، الحكومة المحلية والجهات المعنية الأخرى إلى متابعة عمل شركات التنظيف في المحافظة، والذي وصفوه بـ “البدائي والقديم والمشابه لعمل البلدية”.

وأضافوا في حديث صحفي، أن “شركات التنظيف باشرت عملها في مناطق البصرة ومنها المعقل، دون أن تستخدم آليات جديدة”، مشيرين إلى أن “عمال التنظيف يرفعون النفايات وينقلونها بواسطة الأكياس (الكواني)، وحتى الآن لم يتم توزيع حاويات صغيرة على المنازل، ولم يتم تخصيص كابسات لرفع النفايات في الأحياء السكنية”.

************

شرطة الهندية تسهر على حماية الطالبات

الهندية  – طريق الشعب

بادرت شرطة النجدة في قضاء الهندية بمحافظة كربلاء، إلى توزيع دوريات أمنية قرب مدارس البنات، لغرض حماية الطالبات من المتحرشين. ويرابط يوميا قرب مدارس البنات، شباب طائشون يتحرشون بالطالبات ويعتدون عليهن من دون رادع، في ظاهرة سلبية منبوذة، الأمر الذي دعا مديرية الشرطة إلى اتخاذ هذا الإجراء الأمني. وأعرب أهالي الهندية عن شكرهم للقوات الأمنية على إجرائها هذا.

**********

الكوت.. إنجاز بطيء لمشروع مدخل السوق المركزي

الكوت – وكالات 

طالب مواطنون في مدينة الكوت الجهة المنفذة لمشروع تطوير مدخل السوق المركزي، بالإسراع في عملية الإنجاز.

وذكروا في حديث صحفي، أن العمل في المشروع يسير ببطء، ما أثر سلبا على “مستشفى الكوت” للأطفال، الذي يقع ضمن منطقة العمل، مبينين أن الأتربة التي يخلفها العمل تؤثر على صحة الأطفال الراقدين في المستشفى، ما يتطلب رش الشارع بالمياه بشكل دوري للحد من تصاعد الأتربة.

ودعا المواطنون إلى مضاعفة أوقات العمل وتكثيف الجهود لإتمام إنجاز المشروع عاجلا.

“حي الحوراء” مكب للنفايات!

من جانب آخر، شكا عدد من سكان “حي الحوراء الأولى” في مدينة الكوت، تحوّل العديد من ساحاتهم العامة إلى مكبات للنفايات، بعد أن كان مخططا لها أن تكون مساحات خضراء ومتنزهات.

وقالوا في حديث صحفي، أن هذه المشكلة تسببت في انتشار الأمراض الجلدية بين السكان، سيما الأطفال، داعين إلى رفع النفايات في وقت عاجل، والمباشرة بتنفيذ مشاريع المساحات الخضراء، في الوقت الذي يتجه فيه العراق اليوم إلى استحداث مناطق وأحزمة خضراء للحد من آثار العواصف الترابية.

*********

غزال الريم العراقي .. هل سينقرض؟

السماوة – وكالات

أكد مدير “محمية ساوة” الطبيعية في محافظة المثنى تركي الجياشي، ان غزال الريم العراقي مهدد بالانقراض وأن المحمية قد تغلق أبوابها خلال 14 يوما.

وذكر في حديث صحفي الجمعة الماضية،  ان “المحمية تعاني نقصا حادا في الأعلاف بسبب عدم توفر التخصيصات المالية، فضلا عن التخبط الإداري بين بغداد والمثنى”، لافتا إلى أن “وزارة الزراعة نقلت صلاحيات المحمية للمحافظة، وعندما نخاطبها لتوفير تخصيص مالي للمحمية، تجيبنا بأنكم تابعون لديوان المحافظة”.

وتابع الجياشي قائلا: “عدنا فطالبنا ديوان المحافظة بتوفير تخصيص مالي لشراء الاعلاف، فأجابنا بأنه لا يوجد تخصيص في هذا الشأن”، مشيراً إلى ان “هذا الأمر سبب لنا إرباكا منذ 60 يوماً، إذ لم يتم شراء اي علف للغزلان خلال هذه الفترة، فصارت تتغذى فقط على الهواء”!

وأكد مدير المحمية أنه “ لغاية الآن تعرض 51 غزالا للهلاك، بسبب سوء التغذية”، لافتا إلى أنه “بقي لدينا 103 غزلان، وهي في تناقص يومي، وخلال اسبوعين اذا بقي الوضع على حاله، سيتم إغلاق المحمية بالكامل، بعد هلاك جميع الغزلان. وهذه جريمة بحق الطبيعة”.

*****************

لا كهرباء في مستشفى الحبيبية!

بغداد - جاسم عناد

قبل أيام راجعنا “مستشفى الحبيبية” للأطفال والولادة، الواقع في مدينة الصدر المليونية بعدد سكانها، والذي يراجعه يوميا آلاف المرضى. وحال وصولنا وجدنا أن الكهرباء الوطنية مقطوعة، فانتظرنا تشغيل مولدة الكهرباء، لكن تبيّن لنا بعدها أن المستشفى يخلو أساسا من مولدة كهرباء! وادت هذه المشكلة إلى تأخر إجراء التحليلات المختبرية لمريضنا وبقية المرضى ساعات عدة، الأمر الذي أثار امتعاض المراجعين. نتساءل: إلى متى يبقى المواطن يدفع ثمن تقصير الجهات الحكومية؟ فهل من المعقول أن يخلو مستشفى بهذا الحجم من مولدة كهرباء؟!

*************

مطالبات بإعادة تأهيل «ملعب الرميثة»

السماوة – وكالات

دعا رياضيون في قضاء الرميثة بمحافظة المثنى، الحكومة المحلية ووزارة الشباب والرياضة إلى إعادة تأهيل ملعب الرميثة بما يتناسب مع الواقع الرياضي، مشيرين إلى أن القضاء يضم العديد من الفرق الرياضية الرسمية والشعبية.

وقالوا في حديث صحفي، أن الملعب مهمل منذ سنوات عدة، ولم يتلق أي ترميم أو تأهيل، لافتين إلى أن القطاع الرياضي في القضاء بحاجة إلى دعم منشآته وتأهيل ساحاته بما يتناسب مع الزيادة السكانية.

***********

منع زراعة الشلب يتسبب في هجرة فلاحي المشرح

العمارة – وكالات

كشف رئيس اتحاد الجمعيات الفلاحية في محافظة ميسان كريم حطاب، عن توقف زراعة محصول الشلب في ناحية المشرح جنوب شرقي العمارة، والتي كانت من أبرز المناطق الزراعية المتخصصة في إنتاج هذا المحصول. وقال في حديث صحفي، أن الجهات الرسمية المعنية اوعزت بعدم زراعة الشلب في الناحية بسبب شح المياه، الأمر الذي قطع أرزاق الفلاحين واضطر الكثيرين منهم للهجرة الى المدينة بحثا عن مصدر دخل بديل. ولفت حطاب إلى أن “بعض المزارعين قاموا بزراعة الشلب على ضفاف الأهوار، فاعتقلتهم القوات الأمنية وفق أوامر قضائية اعتبرتهم مخالفين لأنظمة الري والمراشنة، التي وضعتها مديرية الموارد المائية في المحافظة”!

*********

مواساة

* بمزيد من الحزن والاسى تنعى اساسية الأطراف/ اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في ديالى، رفيقها علي محمد سلمان الزبيدي الذي توفي بعد معاناة مع المرض.

كان الفقيد لصيقا بحزبه يتواصل مع رفاقه حتى آخر لحظة في حياته رغم مرضه الشديد.

له الذكر الطيب ولرفاقه وعائلته الصبر والسلوان.

* بألم وحزن عميقين، تلقت منظمة الحزب الشيوعي العراقي في إيطاليا، خبر وفاة الفنان حامد منصور فرج بعد صراع مع المرض.

كان الفقيد منذ فترة دراسته في اكاديمية الفنون الجميلة، صديقا للحزب وعضوا في اتحاد الطلبة العام في جمهورية العراق واتحاد الشبيبة الديمقراطي، وبسبب موقفه هذا اضطر الى مغادرة الوطن اثناء الهجمة الوحشية التي تعرض لها الحزب والقوى الوطنية والديمقراطية من قبل النظام الدكتاتوري. وكانت محطته الأخيرة في المنفى هي إيطاليا، حيث واصل عمله الفني. كما كان عضوا في رابطة الكتاب والصحفيين والفنانين الديمقراطيين وعضوا في جمعية الطلبة العراقيين في إيطاليا - فرع اتحاد الطلبة العام.

وبقي الفقيد قريبا من الحزب حتى آخر أيامه.

الذكر الطيب له والتعازي الحارة لزوجته لوجيا وولديه اليكساندر وداريو وأهله في العراق.

*تنعى هيئة الشهيد فاضل البياتي للحزب الشيوعي العراقي وفاة الرفيق محمد عليوي ( أبو عمار) الذي توفى اثر مرض عضال، والراحل من الرفاق الذين قارعوا الدكتاتورية وتعرض الى الملاحقة والسجون.

الذكر الطيب للفقيد والصبر والسلوان لرفاقه وعائلته.

والمجد والخلود للصديق ورفيق الدرب الطويل وستبقى ذكراه في قلوب كل رفاقه ومحبيه ولعائلته الكريمة الصبر والسلوان.

************

الصفحة السادسة

مخاوف من أزمة حبوب تهدد العالم.. موسكو: اتهامنا بالتسبب في ازمة الغذاء العالمية باطلة

متابعة ـ طريق الشعب

رهنت روسيا مساهمتها في تفادي أزمة غذاء عالمية تلوح في الأفق، برفع الغرب العقوبات المفروضة عليها، على خلفية عمليتها العسكرية في أوكرانيا.

مساهمة في تجاوز الازمة

وأكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتن أن “روسيا الاتحادية جاهزة لتقديم مساهمة كبيرة لتخطي أزمة الغذاء من خلال تصدير الحبوب والأسمدة، شرط رفع القيود الغربية ذات الدوافع السياسية”.

ووسط اتهامات أوكرانيا والغرب لموسكو بابتزاز العالم بالغذاء مقابل رفع العقوبات والتسبب في شبح جوع يطارد معظم الدول الفقيرة، يرى خبراء ومراقبون أن من حق موسكو الدفاع عن نفسها اقتصاديًّا وعسكريًّا بعد اقتراب الناتو من عمقها الاستراتيجي، واعتماد العملة التي تراها مناسبة لتعزيز اقتصادها في مواجهة العقوبات القاسية التي فرضها الغرب عليها، كما أن العقوبات أنتجت تأثيرات سلبية وعكسية طالت الدول الأوروبية نفسها رغم تضرر موسكو.

ورغم تلك الاتهامات، تنفي موسكو ذلك، وتقول إنها تنفذ التزاماتها بشأن توريدات الأغذية وترسل المساعدات الغذائية إلى الدول النامية.

نفي روسي

وأكدت الخارجية الروسية أن موسكو ومنذ بداية الحرب قامت بتوريد أكثر من 6 آلاف طن من المواد الغذائية الروسية إلى لبنان وطاجيكستان وقرغيزستان واليمن والسودان وكوبا عبر برنامج الأغذية العالمي، و20 طنًّا من الحنطة إلى كل من السودان وكوبا عبر القنوات الثنائية.

كما تصف الخارجية الروسية اتهامات الغرب بشأن تسببها في أزمة الغذاء، بأنها “باطلة”، وتحمل أوكرانيا مسؤولية زرع الألغام في مياه البحر الأسود بالقرب من موانئ أوديسا ونيكولاييف وخيرسون وغيرها.

وتفرض الدول الغربية بالتنسيق في ما بينها عقوبات على روسيا، طالت بداية من الشركات ووسائل الإعلام إلى رجال الأعمال والسياسيين، لمعاقبة موسكو على الحرب في أوكرانيا.

سفن محظورة

يقول الخبير السياسي أندريه أنتيكوف، إنه “لا تزال 73 سفينة أجنبية محظورة حاليًّا في موانئ أوديسا ونيكولاييف بفعل كييف التي زرعت ألغاما بالبحر الأسود”، متهما أوكرانيا بابتزاز الغرب لزيادة الضغط على روسيا.

ويضيف، أن كييف تهدف إلى إشراك الدول الغربية في صراع مسلح مع روسيا، وبالإضافة إلى احتجاز سفن الحبوب قامت بمخطط مماثل بشأن محاولة وقف خطوط الغاز الروسية لأوروبا والتي تمر بأراضيها.

ويقول إن “تباري الدول الغربية في فرض عقوبات على روسيا جاء بنتائج عكسية على اقتصادات تلك الدول، إذ أصبح حلفاء أميركا من الأوروبيين أكبر المتضررين من تلك العقوبات”، لافتًا إلى أن وقف توريد الحبوب حق سيادي لروسيا، مثل حقها السيادي في استخدامها عملة الروبل مقابل توريد الغاز والنفط لدعم اقتصادها في ظل العقوبات الغربية.

ويردف: “لا تزال روسيا مستمرة في الوفاء بالتزاماتها حيال دول إفريقيا والشرق الأوسط، وقامت بالفعل بتوريد الحبوب إلى عدة دول حول العالم رغم ما يفرضه الغرب من حصار عليها”.

ممر انساني

وكان نائب وزير الخارجية الروسي آندريه رودنكو، قال إن موسكو مستعدة لفتح ممر إنساني للسفن التي تحمل مواد غذائية لمغادرة أوكرانيا، مقابل رفع بعض العقوبات.

وعلى أثر حديث بوتن ورودنكو، اتهمت وزيرة الخارجية البريطانية ليز تراس، الرئيس الروسي بمطالبة العالم بفدية مقابل الحصول على الغذاء، وذلك ردًّا على سؤال حول ما إذا كانت تؤيد رفع العقوبات مقابل صادرات الحبوب من أوكرانيا.

وقالت تراس، خلال زيارة للبوسنة الخميس: “إنه لشيء مفزع تمامًا أن يحاول بوتن فرض فدية على العالم، وهو في الأساس يستخدم الجوع ونقص الغذاء لدى أفقر الناس في جميع أنحاء العالم كسلاح”.

وأضافت: “ببساطة لا يمكننا السماح بحدوث ذلك. على بوتن رفع الحصار عن الحبوب الأوكرانية”، مشيرة الى انه “لا يمكننا رفع العقوبات وأي نوع من المهادنة من شأنه ببساطة أن يقوي شوكة بوتن في الأجل الطويل”.

كما يقول ديمترى كوليبا، وزير خارجية أوكرانيا، إن روسيا تبتز العالم بملف صادرات الغذاء مقابل رفع العقوبات، لافتًا إلى أن اقتراح موسكو رفع العقوبات مقابل ضمان أمن الغذاء هو “ابتزاز للعالم”، مطالبا بفرض عقوبات على النفط الروسي ووقف التجارة مع موسكو.

عقود ملزمة

ويقول الخبير الاقتصادي الروسي أليسكي فلاديمير، إن مسألة الالتزامات في العالم مرتبطة بموجب العقود، وروسيا أوفت بجميع العقود طويلة الأجل، والتي وردت بموجبها الغذاء إلى دول مثل أرمينيا وكازاخستان والدول الصديقة.

ويضيف ان “تصدير روسيا للحبوب ومنها الحنطة على سبيل المثال لدول العالم يرتبط بحجم الفائض في مخزونها، خاصة أن نتاج المحاصيل الزراعية هذا العام ليس كبيرًا ليس في روسيا وحدها بل في أغلب الدول، كما أن موسكو يجب عليها أولًا ضمان أمنها الغذائي، وبعده تأتي الدول الصديقة والدول المرتبطة معها بعقود لتوريد الغذاء والطاقة”.

ويردف: “موسكو لا تبتز أحدا بالغذاء أو الطاقة، والغرب هو من يتحمل مسؤولية الأزمة العالمية الراهنة وتجويع فقراء العالم، لفرضه عقوبات قاسية علينا، رغم أن بلادنا تدافع عن أمنها الاستراتيجي والقومي بمنع وجود حلف الناتو قرب حدودنا”، مشيرا إلى أنه “رغم حرب أوكرانيا فإن جميع شركائنا في إفريقيا والشرق الأوسط ستصلهم طلباتهم من الحبوب، لكن المسألة تكمن في اللوجستيات وخطوط التوريد يجب أن تكون آمنة ومضمونة”.

وموانئ أوكرانيا المطلة على البحر الأسود مغلقة منذ الحرب، ويوجد أكثر من 40 مليون طن من الحبوب عالقة في صوامع بالبلاد، حسب الاتحاد الأوروبي.

وتمثل روسيا وأوكرانيا ما يقرب من ثلث إمدادات القمح العالمية، ويسهم نقص صادرات الحبوب من موانئ أوكرانيا في أزمة غذاء عالمية متنامية.

************

لبنان: الليرة في أدنى مستوياتها أمام الدولار

متابعة ـ طريق الشعب

انخفض سعر صرف الدولار الأمريكي امام الليرة اللبنانية، امس السبت، وفق بيانات التداول في السوق السوداء، إلى 27 ألفا و200 ليرة لبنانية للشراء، في حين سجّل 27 ألفا للمبيع، لتستعيد الليرة خسائرها بعد أن وصل سعر صرف الدولار إلى 35 الفا مقابل الدولار الواحد. كما استقر سعر صرف الدولار في لبنان، عبر منصة “صيرفة” شبه الرسمية، عند 24 ألفا و600 ليرة لبنانية، وفق آخر تحديث للمنصة، الجمعة 27 من أيار.

وجاء هذا الانخفاض بعد بيان صدر عن حاكم مصرف لبنان، رياض سلامة، أمس الاول الجمعة، أمر بأن تبقي المصارف اللبنانية فروعها وصناديقها مفتوحة يوميًا حتى السادسة مساءً لتيسير طلبات المواطنين من شراء الدولارات على سعر منصة «صيرفة»، وذلك لثلاثة أيام متتالية، بدءًا من يوم الاثنين.وأمر البيان بإلزامية دفع معاشات الموظفين في القطاع الحكومي بالدولار وبحسب سعر منصة “صيرفة”، بحسب مانقلته الوكالة الوطنية للأنباء «NNA». وتراجعت الليرة اللبنانية إلى مستوى متدنٍّ على نحو قياسي، يوم الخميس الماضي، مسجلةً أكثر من 35 ألفاً لكل دولار واحد، وفقاً لمنصات تداول العملة. وفقدت الليرة أكثر من 95 في المائة من قيمتها منذ العام 2019، عندما كان يجري تداولها عند 1500 ليرة مقابل دولار واحد، قبل أن تنزلق البلاد نحو انهيار اقتصادي شامل.

وبحسب الباحث المتخصص سام هيلر، فإنّ الناتج المحلي الإجمالي تراجع بنسبة 60 في المائة، وقرابة 80 في المائة من اللبنانيين انزلقوا تحت خط الفقر، بينهم 1.5 مليون لاجئ سوري يعيشون في لبنان. وسبق أن وصف البنك الدولي الأزمة الاقتصادية اللبنانية بأنّها إحدى أشد 10 أزمات على مستوى العالم، منذ منتصف القرن الـ19، واعتبر أنّ انهيار الاقتصاد اللبناني يهدد الاستقرار والسلم الاجتماعي. وقبل أسبوع، حذّر المقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بالفقر المدقع وحقوق الإنسان، أوليفييه دي شوتر، من أنّ الأعمال المدّمرة للقادة السياسيين والماليين في لبنان «هي المسؤولة عن دفع معظم سكان البلاد إلى الفقر، في انتهاك للقانون الدولي لحقوق الإنسان».  وقال شوتر إنّ «الحكومة والبنك المركزي فشلا في تأمين حقوق اللبنانيين في الضمان الاجتماعي والرعاية الصحية ومستوى معيشي لائق على مدى فترة التراجع المستمر منذ ثلاث سنوات».

***********

الصفحة السابعة

كيف تتعايش فنلندا مع الفترة الرمادية؟

هلسنكي ــ يوسف أبو الفوز

تعيش فنلندا، فترة يسميها السياسيون ووسائل الإعلام (الفترة الرمادية)، تمتد من تاريخ تقديم فنلندا طلب الانضمام لحلف الناتو، في 18 أيار، حتى موعد التصديق عليه من قبل مؤسسات حلف الناتو، وتستغرق هذه الفترة حسب تقديرات المسؤولين في حلف الناتو من 4 إلى 12 شهرًا. السؤال الأبرز والأكثر الحاحا: كيف ستعيش وتكون فنلندا خلال (الفترة الرمادية)؟ ما احتمالات تعرض فنلندا إلى اعتداءات من قبل روسيا سواء عسكرية مباشرة، هجمات سوبرانية (اليكترونية) أو إجراءات أخرى؟ ما حجم المشاكل الاقتصادية الناجمة عن ذلك؟ وأسئلة أخرى متداخلة.

ورغم تهديد وزارة الخارجية الروسية بأن موقف فنلندا الجديد يتطلب اتخاذ خطوات انتقامية، ذات طبيعة عسكرية - تقنية وغير ذلك، إلا ان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قلل من أهمية انضمام فنلندا والسويد إلى حلف الناتو، وأعلن بأن هذا لا يهدد موسكو بشكل مباشر، لكنه شدد على أن أي توسع في البنية التحتية العسكرية للحلف من شأنه أن يؤدي إلى رد من قبل روسيا، في خطوة بدت وكأنه يسحب من البلدين بساط الحماس والنشوة لهذا القرار،  كل هذا ترك تأثيره على التوقعات في نوع الرد الذي ستلجأ إليه روسيا انتقاما من الجار الذي تربطها به حدود طولها 1300 كم وانحاز كليا إلى الجبهة الاخرى التي يعتبرها الكرملين تهدد وجوده الجيوـ سياسي.

بادر العديد من دول أعضاء حلف الناتو، في مقدمتهم بريطانيا، لتقديم ضمانات أمنية لحماية فنلندا والسويد رسميا خلال (الفترة الرمادية)، الا ان هاجس مخاطر العمل العسكري الانتقامي الروسي دفع الرئيس الفنلندي للسفر إلى واشنطن مع رئيسة الوزراء السويدية، لإبلاغ رسالة غير مباشرة إلى موسكو، وإلى الحكومة التركية في نفس الوقت، التي عارضت انضمام البلدين إلى حلف الناتو بحجج سماحهما بنشاط حزب العمال الكردستاني وفرضهما حظراً على توريد الأسلحة إلى تركيا منذ عام 2019.

أولى الخطوات الانتقامية التي باشرتها روسيا مع فنلندا قيامها بطرد عدد من الدبلوماسيين الفنلنديين، ثم قطعت الكهرباء، التي تغطي نسبة حوالي 10 في المئة، من احتياجات فنلندا من الكهرباء، وبينت الجهات المسؤولة انها ستتمكن من توفير هذه الكمية من إمدادات الطاقة الكهربائية من مصادر بديلة، ثم أعقبت روسيا ذلك بقطع الغاز، الذي يغطي أقل من عُشر استهلاك البلاد من الطاقة.

 ان قطع الغاز والكهرباء، سببا ارتفاعا في أسعار الكهرباء والمحروقات في عموم البلاد، فالبدائل، الكهرباء من السويد والغاز من بولندا، المستورد من دول أخرى، ويصل فنلندا عبر لاتفيا وليتوانيا، أصبح أكثر كلفة. وتبعا لذلك أعلن معهد الموارد الطبيعية في فنلندا ان متوسط سعر المواد الغذائية شهد ارتفاع بنسبة 10 في المئة هذا العام مقارنة بمستويات العام الماضي، وستؤدي الزيادات المتوقعة في أسعار الحبوب واللحوم ومنتجات الألبان إلى زيادة متوسط فاتورة البقالة للأسرة بما يصل إلى 500 يورو هذا العام. وبدا واضحا ان الحرب في أوكرانيا وظلالها على فنلندا، ألقت كما متوقع بتأثيرها على ميزانية الدولة، وسط مخاوف المعارضين للانضمام لحلف الناتو بكون هذا سيسبب في تراجع الانفاق الحكومي على قطاعات الصحة والتعليم مثلا، وإذا ألقينا نظرة على البيانات الحكومية سنجد ان الحكومة الفنلندية اقترحت مؤخرا زيادة صافي الإنفاق بنحو 2.3 مليار يورو في مسودة الميزانية التكميلية الثانية لهذا العام وحددت أنه سيتم تخصيص ملياري يورو لميزانيات الدفاع، وهذا سيزيد من إجمالي دين الحكومة المركزية على الميزانية إلى 138 مليار يورو في نهاية عام 2022.

على العموم نجد ان الحياة تسير بشكل طبيعي في فنلندا، فالمهرجانات الموسيقية ومباريات الهوكي، اللعبة الأكثر شعبية، تستمر بحضور جمهور كبير، والكثير من المواطنين يستعدون لنزهات الصيف حيث البحيرات والغابات، وبينت الاستطلاعات ان 86 في المئة من الفنلنديين يرون أنه من المحتمل أن تمارس روسيا ضغوطًا مختلفة على فنلندا أثناء الفترة الرمادية، وان هناك فقط نسبة 30٪ ممن يرون سيكون عمل عسكري روسي انتقامي.

ورغم بعض التهويل في بعض وسائل الاعلام العالمية لكننا نجد انها لا تعكس كامل الحقائق، ومن الطبيعي ان البلاد تستعد لكل الاحتمالات، فمنذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا، صار معروفا ان باب التطوع فتح في فنلندا وشارك الكثير من الافراد في التدريبات العسكرية التطوعية، بل وتسعى وزارة الدفاع الفنلندية لأجراء تعديلات على قوانين حيازة الأسلحة والذخيرة لتسهيل حصول الموطنين على السلاح، أيضا قدمت الحكومة الفنلندية ما يزيد عن ثلاثة ملايين يورو لمنظمات الدفاع الوطني كمساعدة، خصص معظمها لجمعية تدريب الدفاع الوطني الفنلندية التي تنظم تدريبات الرماية.  وسمحت الحكومة الفنلندية في الفترة الأخيرة، لوسائل الاعلام بالكشف عن استعدادات البلاد في توفير الملاجئ الحصينة الكافية للسكان في خطوة غير مباشرة لطمأنة المواطنين، وبث خطاب هادئ لا يثير الرعب، مع توجيه المواطنين للاحتفاظ بما يكفي من الشموع والماء لعدة أيام تحسبا للطوارئ وأيضا مؤنة كافية من الأغذية الجافة والمعلبات.  

 **********************************

تحذيرات من نقص الطاقة في ألمانيا

برلين - وكالات

حذرت السلطات الألمانية مواطنيها من أن المانيا قد تواجه نقصًا في الغاز، في حال انخفضت إمدادات الغاز أو فُرض حظر كامل على الواردات من روسيا، نظرا لأن المخزونات لا تزال غير كافية.

ونقل راديو “دويتشلاند فونك” عن رئيس الشبكة الفيدرالية كلاوس مولر: “أنه على الرغم من أن مستوى ملء منشآت تخزين الغاز أعلى الآن مما كان عليه في نفس الفترة في السنوات السابقة، إلا أنه ليس جيدا بما فيه الكفاية في حالة تلقي الدولة كميات أقل من الغاز الروسي على المدى القصير أو وقف الاستيراد”.

*******************************************

دعوات لاستقالة رئيس وزراء بريطانيا

لندن - وكالات

قدّم بوب نيل رئيس لجنة القضاء في البرلمان البريطاني، خطابًا بحجب الثقة عن رئيس الوزراء بوريس جونسون، ما زاد الضغوط عليه بسبب إقامة حفلات غير قانونية خلال إجراءات مواجهة كورونا.

وقال نيل إن التقرير الرسمي عن هذه الحفلات يظهر نمطًا من “السلوك غير المقبول”، وأضاف أنه لا يرى أن تفسيرات جونسون التي قدمها تتسم بالمصداقية. وقال نيل في بيان ان “الثقة هي العنصر الأهم في السياسة لكن تلك الأحداث قوضت الثقة ليس فقط في مكتب رئيس الوزراء بل في العملية السياسية نفسها”. وقال جونسون بعد صدور التقرير فيما عرف بفضيحة “بارتي غيت” إنه يتحمل مسؤولية الأحداث التي وقعت لكنه رفض الاستقالة.

*********************************************

مساع عاجلة لمنع انتشار جدري القردة

جنيف - وكالات

أعلنت سيلفي برياند وهي مسؤولة كبيرة في منظمة الصحة العالمية، أن الأولوية يجب أن تكون لاحتواء جدري القردة في البلدان التي لا يتوطّن فيها المرض، مضيفة أنه يمكن تحقيق ذلك من خلال اتخاذ إجراءات سريعة.

وحتى الآن، أكثر من 200 إصابة بين مؤكدة ومشتبه بها حوالي 20 منها في مناطق لم يظهر فيها الفيروس من قبل.

وأوضحت في إحاطة للدول الأعضاء في المنظمة، “نعتقد أننا إذا اتخذنا الإجراءات الصحيحة الآن يمكننا احتواؤه بسهولة”، مؤكدة أن هناك فرصة سانحة لمنع الانتشار، وحثت عامة الناس على تجنب القلق لأن انتقال العدوى أبطأ بكثير من الفيروسات الأخرى مثل فيروس كورونا.

 ***********************************

أمريكا تمنح أوكرانيا أسلحة جديدة .. الجيش الروسي يعلن سيطرته على بلدة ليمان الاستراتيجية

كييف - وكالات

قالت أوكرانيا، إن قواتها قد تضطر للانسحاب من آخر جيب للمقاومة في لوغانسك لتجنب الأسر مع التقدم السريع الذي تحققه القوات الروسية في الشرق، في تغيير كبير لتطورات الحرب الدائرة منذ ثلاثة أشهر. وربما يُقرب الانسحاب الأوكراني هذا من هدف السيطرة على منطقتي دونيتسك ولوغانسك الذي اعلنه الرئيس الروسي فلادمير بوتين. وحققت القوات الروسية مكاسب ميدانية في المنطقتين اللتين تكوّنان معا حوض دونباس، بينما قصفت مدنا وبلدات وحولتها لأنقاض. في الاثناء أكد الجيش الروسي السبت سيطرته على بلدة ليمان الاستراتيجية في شرق أوكرانيا والتي تعتبر معبرا إلى مدينتَي سلوفيانسك وكراماتورسك الرئيسيتين.

وقالت وزارة الدفاع في بيان «عقب العمليات المشتركة لوحدات ميليشيا جمهورية دونيتسك الشعبية والقوات المسلحة الروسية، حررت بلدة ليمان تماما من القوميين الأوكرانيين»، مؤكدة إعلانا في اليوم السابق للانفصاليين الموالين لموسكو.

وقال سيرغي غايداي حاكم منطقة لوغانسك بشرق أوكرانيا إن القوات الروسية دخلت سيفيرودونتسك، أكبر مدينة تسيطر عليها أوكرانيا في منطقة دونباس الشرقية بعد محاولة مستمرة منذ أيام لمحاصرة القوات الأوكرانية في سيفيرودونتسك، التي قال غايداي سابقا إن 90 بالمئة من مبانيها تعرضت للدمار.

وقال غايداي في خبر نشره على قناة تلغرام «لن يتمكن الروس من السيطرة على منطقة لوغانسك في الأيام المقبلة كما توقع المحللون»، في إشارة إلى سيفيرودونتسك وليسيتشانسك الواقعة على الجانب الآخر من نهر سفريسكي دونيتس.

وأضاف «سيكون لدينا ما يكفي من القوة والموارد للدفاع عن أنفسنا. ولكن من الممكن أن نتراجع حتى نتجنب تطويقنا».

صواريخ بعيدة المدى

في الاثناء كشفت مصادر أميركية عن استعداد الرئيس الامريكي جو بايدن لتزويد أوكرانيا بأنظمة حديثة من راجمات الصواريخ بعيدة المدى MLRS، في الوقت الذي انتقد فيه الرئيس الأوكراني موقف أوروبا وواشنطن تجاه بلاده.

وحث الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، الغرب على التوقف عن العبث مع روسيا وفرض عقوبات أشد على موسكو لإنهاء «حربها» في أوكرانيا، مضيفا أن بلاده ستظل مستقلة.

وتأتي تصريحات زيلينسكي في ثاني يوم على التوالي يوجه فيه انتقادات حادة لنهج العالم في التعامل مع العملية العسكرية الروسية.

وأضاف زيلينسكي: «ما زال بالإمكان وقف الأحداث الكارثية التي تتكشف إذا تعامل العالم مع الوضع في أوكرانيا، كما لو كان يواجه الموقف نفسه، إذا لم تعبث القوى مع روسيا وضغطت بالفعل لإنهاء الحرب».

ميناء ماريوبول

واعلن متحدث باسم ميناء ماريوبول دخول سفينة روسية للميناء لأول مرة بعد استكمال سيطرة روسيا على المدينة الأوكرانية، وذلك لتحميل معادن وشحنها شرقا إلى روسيا، في خطوة وصفتها كييف بأنها «نهب».

وقال المتحدث امس السبت، إن السفينة ستحمل 2700 طن من المعادن، قبل أن تبحر 160 كيلومترا باتجاه الشرق إلى مدينة روستوف الروسية على نهر الدون، غدا الإثنين، ولم يذكر المتحدث أين أُنتج المعدن.

 ***********************************

مرشح اليسار يتقدم في استطلاعات الرأي.. كولومبيا..  تحقيق التحوّل ممكن

رشيد غويلب

ستجري اليوم 29 أيار الجولة الأولى من انتخابات الرئاسة في كولومبيا. ويسود التوتر الشديد، وتتزايد التحذيرات من عنف اليمين والمخالفات الانتخابية. وبالمقابل هناك احتياطات أمنية شديدة خلال الحملة الانتخابية، عكسها ظهور غوستاف بيترو، مرشح تحالف اليسار “الميثاق التاريخي”، وزميلته فرانسيا ماركيز، المرشحة لمنصب نائب الرئيس، وهما محاطان من قبل رجال يرتدون دروع مكافحة الشغب وسترات واقية من الرصاص. لقد شهدت ساحة بوليفار في مركز العاصمة بوغوتا يوم الأحد الفائت (22 أيار) التجمع الختامي لحملة اليسار الانتخابية. وكانت المشاركة استثنائية وغير مسبوقة حيث حضر إلى مكان التجمع، على الرغم من المخاوف 80 ألف من أنصار اليسار.

وفي اليوم التالي، حذر قرابة 100 شخصية سياسية من أكثر من 20 دولة من “التهديد المتزايد بالعنف والقتل والتدخل”. وفي رسالة مفتوحة، أشار الموقعون، ومن بينهم المفكر اليساري الأمريكي نعوم تشومسكي، وزعيم حركة فرنسا الأبية جان لوك ميلينشون، ورئيس الإكوادور الأسبق روفائيل كوريا، إلى خطط الاغتيال ضد بترو، والتي ألغى بسببها عدة مرات ظهوره في الحملة الانتخابية. ولا ينحصر التهديد بالمرشحين فقط، بل يعيش الناشطون السياسيون الآخرون في خطر دائم ايضا. لقد اغتيل أكثر من 50 ناشطًا خلال العام الحالي، وشمل ذلك النقابيين والسكان الأصليين والكولومبيين من أصل أفريقي. بينما تواصل المليشيات اليمينية القتل بلا هوادة.

أفادت بعثة الاتحاد الأوروبي لمراقبة الانتخابات أخيرا أن العنف المرتبط بالحملات الانتخابية في كولومبيا زاد بنسبة 109 في المائة منذ الانتخابات الأخيرة في عام 2018. وهذا ينسجم مع حدوث 581 حالة عنف ضد مرشحين أو نشطاء اجتماعيين. وأعربت لجنة البلدان الأمريكية لحقوق الإنسان في بيان لها عن “قلقها بشأن أعمال العنف” وناشدت الدولة الكولومبية “تحسين إجراءاتها الأمنية”.

وتتزايد المخاوف من حدوث مخالفات لصالح النخب اليمينية أثناء عمليات التصويت اليوم أيضا. ارتباطا بالانتصار المتوقع لمرشح اليسار، الذي تعطيه استطلاعات الرأي أكثر من 40 في المائة، مقابل اقل من 30 بالمائة لخصمه الرئيسي فيديريكو غوتيريز، المدعوم أيضًا من اليمين المتطرف الحاكم، وعلى الرغم من ذلك فان حسم مرشح اليسار الانتخابات في جولتها الأولى غير مرجح، لان ذلك يتطلب الحصول على أكثر من 50 في المائة من أصوات الناخبين.

وعلى الرغم من جميع المصاعب يبدو أن مرشح اليسار واثق من انتصاره، حيث قال في التجمع الختامي: “سنغير يوم الأحد تاريخ كولومبيا! “، وليس “كما يفعلون بالبنادق أو بمدافع الغاز المسيل للدموع “. ستكون هذه هي المرة الأولى في تاريخ الدولة الواقعة في أمريكا الجنوبية، التي سيتولى فيها اليسار السلطة.  ومن هنا فان الحكام يبذلون قصارى جهدهم لمنع وصول غوستاف بترو إلى السلطة. وسيواجه مرشح اليسار في جولة الانتخابات الثانية في 19 حزيران يمينا موحدا.

وليس من المؤكد ان يصل مرشح اليمين الرئيسي غوتيريز إلى الجولة الثانية، لاقتراب مرشح يميني آخر منه في استطلاعات الرأي، وهناك مرشح يميني ثالث، ولكن حظوظه في الوصول إلى الجولة الثانية محدودة.

وكان تحالف اليسار قد حقق انتصارا تاريخيا في نهاية آذار الفائت في الانتخابات التشريعية، وانتخابات رئاسة الجمهورية التمهيدية. وللمرة الأولى استطاع تحالف اليسار في كولومبيا احتلال الموقع الثاني في الانتخابات البرلمانية، وحصل مرشح اليسار لرئاسة الجمهورية على اعلى الأصوات في انتخابات الرئاسة التمهيدية.

لقد استطاعت قائمة “الميثاق التاريخي” التي تمثل قوس قزح للقوى التحررية في البلاد ان تكون على خط واحد مع القوى المحافظة والليبرالية التي احتكرت قيادة البلاد في العقود الماضية.

 ******************************************

الصفحة الثامنة

في بيت الشيوعيين.. بابل تؤبن النوّاب الكبير

الحلة - محمد علي محيي الدين

 

احتضنت “قاعة آذار” في مقر اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في بابل، الخميس الماضي، حفل تأبين للشاعر الكبير الراحل أخيرا مظفر النواب، حضره جمع غفير من الأدباء والمثقفين ومحبي الفقيد من أبناء المحافظة.

وأقيم الحفل من قبل اللجنة الثقافية التابعة إلى اللجنة المحلية، بالتعاون مع التيار الديمقراطي العراقي واتحاد الأدباء والكتاب وجمعية الشعراء الشعبيين و”البيت العراقي” للشعر الشعبي في بابل.

وبعد وقوف الحاضرين دقيقة صمت إكراما للراحل، ألقى الرفيق بهجت الجنابي كلمة باسم الحزب، تطرق فيها إلى مآثر النوّاب وبطولاته، وإلى تأثير شعره على الجماهير “حتى أصبحت قصائده منشورات يتداولها الناس، تلهب حماسهم وتغذي فيهم الروح الوطنية وتدفعهم للتضحية والفداء في سبيل الوطن”.

ثم ألقى الأستاذ صلاح السعيد كلمة باسم اتحاد الأدباء والكتاب في بابل، قال فيها: “شكّل رحيل الشاعر الرمز مظفر النواب صدمة كبيرة لعارفيه ومحبيه. فهذا الشاعر والإنسان والمناضل وسم مرحلة كاملة امتدت لأكثر من ستة عقود، بطابع الثورة والتمرد على الواقع المر، وعبر عن العشق العراقي، ناذرا نفسه لقضايا شعبه ووطنه، وأصبح منارا للثوار في كل مكان. لذلك كان مصدر اعجاب شعبه، لما تمتع به من شجاعة فائقة قل نظيرها بوجه الطغاة، منتصرًا للفقراء والعاشقين والحالمين بغد مشرق”.

واعتلى المنصة بعدها منسق التيار الديمقراطي في بابل اسعد علي جبر الشمري، ليتحدث عن الجانب الثوري في حياة النواب الخالد، مؤكدا أن “مظفرا ليس مع الحياد حين تكون الحرب بين النور والظلام، بين القتلة ومنشدي السلام أو بين المناضلين والجلاد، ليس مع الحياد في ثورة الجياع ضد سارقي رغيفهم وموقدي حرائق الفتنة”.

وكانت للشاعر جبار الكواز، قصيدة بحق النوّاب جسد فيه الجانب الثوري في شخصيته وروح الثورة المتغلغلة في أعماقه. أعقبه الشاعر د. وليد الزبيدي بقصيدة عنوانها “عذرا مظفر!”.

وقدم القاص د. سلام حربة شهادة عن الفقيد، تناول فيها مواقف بطولية جعلته في مقدمة المناضلين الثوريين، مستذكرا دوره في عملية الهروب من سجن الحلة، وموقفه البطولي في معارك الأهوار، وجرأته في مواجهة الحكام المستبدين، وما عرف به من كبرياء ثوري أهّله لأن يكون في مقدمة الثوار العالميين.

ونوّه د. حربة إلى أنه أنجز سيناريو عن ملحمة سجن الحلة. فيما دعا إلى الاهتمام بالإرث الثوري للنواب عبر إنتاج فيلم يروي بطولاته ومواقفه الثورية.

وكان للمرأة حضورها في الحفل. إذ ارتقت الشاعرة حسينة بنيان، المنصة، وأنشدت قصيدة في ذكرى النوّاب. فيما عبر الشاعر الشعبي صلاح عواد، في قصيدة ألقاها، عن حزنه برحيل الكبير مظفر، أعقبه الشاعر باقر حسن بقصيدة شعبية.

وبناء على طلب الحاضرين، تحدث الرفيق كامل حلاوي الذي عاش مع النواب أعواما طويلة في مغتربه السوري، عن مواقف الفقيد الوطنية والصفات النادرة التي تحلى بها من عفة ونظافة يد وبعدٍ عن الصغائر والتطلع لمعالي الأمور من خلال مواقفه الرافضة لكل المغريات.

ثم قدم د. رشيد هارون، ورقة نقدية ركز فيها على العمق الفني في شاعرية النواب وقدرته على استنطاق المفردة الشعبية بما فيها من زخم في المعنى ودقة تصويرية وبراعة في الاداء رغم اصوله المدينية.

فيما قال الباحث أحمد الناجي في مداخلة قدمها حول إشكالية المثقف والسلطة، أن “النواب مثقف من طراز خاص، لم يستجيب لكل مغريات السلطة، عاش مرتاباً من نوايا السلطة طيلة حياته، وظل على موقف وطني ثابت، مكابراً بالرغم من عذابات المنفى، ينأى عن المغانم ويبتعد عن سياقات مؤسساتها الناعمة التي تهرول نحوه”.

وساهم في القراءات الشعرية أيضا، كل من الشعراء عامر الوطيفي وعلي المعلم وسعد العواد. وقد أدار الحفل الشاعر حامد كعيد الجبوري. 

 **************************************

مظفّر النوّاب..  قصائد من طين الأهوار

سومر شحادة *

أمس، رحل مظفّر النوّاب (1934 - 2022) بعد أن لاحقته شائعة الموت طويلاً. ورحيلُ الشعراء بصورة خاصّة يترك في ثقافتنا العربية حزناً طالما عرفناه مع رحيل شعراء مؤثرين في الوجدان الجمعي؛ إذ لا يزال الشعر يحمل الوجدان العامّ لهذه الثقافة، وهو ما يتأكّد عند رحيل الشعراء الذين عاشوا نجوماً، والنوّاب أحد النجوم الغاربة الآن. وصل مظفّر النوّاب إلى القارئ غير العراقي من خلال القصائد المسجَّلة، وقد أثّر في المتلقّي إلقاءً، ذلك لأنّ إلقاءه ذلّل إلى درجة كبيرة صعوبة التقاط العامّية التي كَتب بها إلى جانب الفصحى؛ إذ ما إن يلتقط المتلقّي كلمات قليلة، حتّى يلحق بالشاعر الذي يبدو قادماً من مكان خاص في اللغة والتجربة. ذلك أنّ حزن النوّاب يقيّدُ المرء ويأسره، ونزقه وغضبه في القصائد السياسية يستنفر قوى المتلقي. كما يخلق النوّاب لدى من يسمعه ذلك الفضول لمعرفة كلّ المفردات التي يقولها، كلّ تلك التراكيب والصُّوَر التي تتدفّق بدءاً من أهوار العراق من غير أن يبدو أنّ لها نهاية. فالنوّاب شاعر غزيرٌ بالفطرة، وهو من القلّة الذين استطاعوا إشاعة العاميّة العراقية في الشعر والأدب عموماً. وقد ساهمت طريقته في الإلقاء في نجاحه الكبير في القصيدة الشعبية. يُلقي قصيدته كما لو أنّها آخر شيء يريد أن يفعله في حياته. ينفعل وينكسر، يصرخ ثمّ يقرأ بصوتٍ شجيّ يكاد يصير همساً.

يمكن لإلقائه أن يؤثّر حتّى في من لا يعرف العربية، فكيف بمن يتوق إلى معرفة مفردة أو مفردتين بالعاميّة العراقية حتّى يتمّ المعنى الذي أراد إيصاله إلى العاشق أو المشتاق، إلى من فقد وطنه أو نُفي عنه؛ إذ ينقل إلى متلقّيه، أو يزرع في متلقّيه، ذلك الوعي المتولّد من طاقة شعورية صادقة؛ بأنّ عليك أيضاً أن تعرف ألمي، لأنّه ألم يعنيك، لأنّه عنك، ولأنّه ألمك.

عليك أيضاً أن تعرف ألمي، لأنّه يعنيك، لأنّه عنك، لأنّه ألمك

النوّاب شاعر غاضب، وغضبه سياسيّ بالدرجة الأولى. قصيدة “القدس عروس عروبتكم” من أشهر القصائد السياسية، وتمثّل فلسطينُ جوهرَ موضوعاته في هذا الشأن، إلى جانب ما لحق بها من جرّاء الأنظمة العربية وطغيانها. وكان النوّاب قد خرج من سورية إلى لبنان على خلفية قصيدته “تل الزعتر”، بمساعدة إحدى المنظّمات الفلسطينية، وهرب بجواز سفر يمني إلى ليبيا. وتمثّل هذه الحادثة للعراقي المنفيّ صورةَ الشاعر الذي تنفيه أوطانه، وتُحاول إنقاذَه في آنٍ واحد. وقد انتشر شعره على النحو نفسه؛ إذ مُنِعَت قصائده في العراق وخارجه في ظروف مختلفة، لكنها انتشرت مع المنع، وقُرِئت مع المنع حتّى قهرته.

ولربما يكون من أكثر الشعراء الذين كالوا للأنظمة القصائد الهجائية التي استمرّت تعرّي تخاذلها من جهة، وتُنصّب الشاعر في ذلك الموقع المتفرّد من الوجدان الشعبي والشعري العربي من جهة أُخرى. ويمكن للقارئ أن يلتقط لديه ذلك الفارق بين شاعرٍ هو حنجرة الناس، بما تحمله سليقتها من شتائم ضدّ حكّامها، وبين شاعر ينمّق لغته كي تتلاءم مع مقولة الناس. ما يشبه فكرته عن استخدام العاميّة في الشعر، فهو يشبّه العامية بصناعة التماثيل من الطين، حيث يجد امتداد الحضارة العراقية، على عكس الفصحى التي يشبّهها بالنحت في الصخر. لكن، في الوقت نفسه، قصيدة النوّاب قصيدة بلاغية، والصورة الشعرية أبرز محدّداتها.

يذكر مظفّر النوّاب، في أحد حواراته، أنّ المنافي التي كان يدور الحديث عنها بصورة دائمة في عائلته، هي أحد منابع شعره، إلى جانب عيشه إلى جوار النهر، وما النهر سوى كناية عن الارتحال. من قصيدته “في الحانة القديمة” نقرأ: “سبحانك كلّ الأشياء رضيت سوى الذُّل/ وأن يوضع قلبي في قفص في بيتِ السُّلطان/ وقَنِعتُ يَكونُ نَصيبي في الدُنيا كنصيب الطير/ ولكن سُبحانَك حتّى الطيرُ لها أوطانْ... وتعود إليها/ وأنا ما زلت أطيرُ/ فهذا الوطن الممتدّ من البحر إلى البحر/ سجونٌ متلاصقةٌ/ سجّانٌ يمسكُ سجّان”.

هكذا كان مظفّر النواب يرى نفسه، طائراً مرتحلاً خارج السجون، بين المنافي، لا بين الأوطان.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* روائي من سوريا 21-5-2022

 ********************************************

جسارة الكلمة التي لم تسقط يوماً

أمير داود *

يكاد مظفّر النوّاب، الذي غادر عالمنا اليوم الجمعة ** يكون آخر شعراء السرديات الكبرى العرب. غادر معظم الشعراء القضيةَ الكبرى، وانحازوا إلى الهمّ الشخصي الموغل في الفردانية بكل خساراتها وهزائمها وطموحاتها، في حين ظلّ النواب، إلى جانب قلّة، متمسّكاً بجسارة الكلمة التي لم تسقط يوماً من حسابات الثورة والقدرة على التغيير. وهي الكلمة ذاتها، التي ذهبت به إلى قلب دائرة التورُّط؛ منفيّاً ومهدَّداً بالإعدام وممنوعة كتبه من التداوُل، ليس على صعيد القُطر العراقي فحسب، بل في أكثر من بلدٍ في المنطقة العربية.

سيذهب النوّاب (بغداد 1934 - الشارقة 2022) في منفاه القسري الطويل، عبر نفق محفور بسكّين مطبخ. نجح الشاعر العراقي، ذات ليلة باردة من ليالي شتاء 1967 في مغادرة سجن «الحلّة» بحافظة بابل، هرباً منه ومن الإعدام شنقاً؛ ليشرع في تلك الرحلة الطويلة من الشعر والألم والخسارة الشخصية، مسكوناً بهواجس الوطن البعيد بنخيله ومقاهيه وبالفرات ودجلة، قارئاً على آذان الناس بعدها:

ولكنّها بلادي

لا أبكي من القلب

ولا أضحك من القلب

ولا أموت من القلب إلّا فيها.

لم يكن صاحبُ «وتريات ليلية» منشغلاً، على طريقة السياسيّين المدرَّبين، برسم جداريات الخطابة اللائقة التي لا تُزعج أحداً، بل كان محمولاً على قلب الشاعر، شديد الهشاشة والانفعال، يشتم هنا، ويسخر هناك، ويبكي:

أفل الليل

وكبرق في الأفق الشرقي يوازي السعف

يوازي همسات السعف.

الحالة إياها، التي جعلته في ليلة وضحاها، شاعراً بموقف إشكاليّ عندما رحّب بسقوط نظام صدّام حسين، مُدلياً بصوته في أوّل انتخابات تجري في «العراق الجديد»، ثم رافضاً أن يستقرّ في عراق ما بعد الاحتلال.

معلَم شعري شاهد على قسوة التبدّلات السياسية والاجتماعية في المنطقة العربية

شكّلت لغتُه المتفرّدة، بكلّ ما تحتويه من اللامألوف في اللغة الشعرية ومفردات الرفض والغضب والتحريض، ميزةً لافتة لتجربته الطويلة، وخصوصاً في الشعر السياسي والعامّي؛ ميزةٌ أثارت العديد من عواصف النقاش بين جماهير المشتغلين بالنقد والأدب حول الملاءمة والأصالة في شعره. لكنّها، في ذات الوقت، جعلت جماهير واسعة تُصغي إلى ما يقوله، قبل أن يصبح علامة ثوريةً فارقة لجيل السبعينيات والثمانينيات يُشار إليه باعتباره منظّراً ومحرّضاً ضدّ أنظمة القمع في المنطقة. 

لم يتوقّف مظفّر النوّاب عند هذه الحدود، بل حاول التأصيل أيضاً لجمالية اللغة العامّية وصُوَرها. يقول: «الكلام ضدّ العامية يسود في لغة التنظير، أمّا في لغة الحقيقة فهي أُخرى، بدليل أنّ الذين يهاجمونها يطربون حينما تغنّي أم كلثوم وفيروز بها. يطربون لصورها، ولكنهم حين يتحدّثون عن العامية يتحدّثون بلغة الإدانة، وهذه ازدواجية عجيبة».

رحّب بسقوط نظام صدّام حسين، ورفض أن يستقرّ في عراق ما بعد الاحتلال

كما لم ينشغل صاحبُ «قُل هي البندقية أنت» أيضاً باقتراح قالبٍ شعريّ محدَّد في إطار انزياح الشعراء إلى نمذجة تجاربهم الشعرية، سيذهب بعيداً في كلّ الممكن من أدواته؛ قارئاً للواقع: «وإذاعات العرب الأشراف تبول على النار».

سنرى مظفَّر النوّاب، في ما بعدُ، كهلاً ضعيفاً، يُعينه رجالٌ حوله على الحركة، عبر صُوَر قليلة ونادرة تتناقلها مواقع التواصل الاجتماعي، تستدرّ بكل اقتدار مشاعر التعاطف مع الرجل الذي شكّل، وحتى وقتنا الحاضر، أيقونة في الشعر العربي الحديث، ومَعلَماً شعرياً شاهداً على قسوة التبدّلات السياسية والاجتماعية في المنطقة العربية كلّها.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

  • كاتب من رام الله - مقتطفات

20-5-2022

 ******************************************

مُظفّر في بغداد

حسن مدن

عاد مظفر النوّاب إلى العراق ميتاً. جثمان في تابوت، ولم يعد إليه وهو حي. طالت غربة النوّاب حتى امتدت عقوداً، هو الذي فرّ من وطنه وهو لما يزل شاباً، لتتقاذفه البلدان واحداً تلو الآخر. لم يكن غريباً أن يودعه أصدقاؤه الأدباء وأبناء شعبه في جنازة مهيبة، فهو الذي حمل العراق معه أينما حلّ، وجديرة بالثناء خطوة رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي حين أمر بنقل جثمان الشاعر الراحل إلى بغداد ليدفن فيها وحرصه على المشاركة في تشييعه، مع أنه يبقى باعثاً على مشاعر متضاربة من الوجع والأسى أن الشاعر الذي حرم من الوطن ظفر، أخيراً، بقبرٍ فيه.

لعلّ النوّاب في هذا يكون أحسن حظاً من كثر من أدباء العراق ومثقفيها وفنانيها الذين ماتوا ودفنوا في عواصم ومدن الغربة. وقبل أيام نشر الأديب العراقي برهان شاوي المقيم، هو الآخر، في الغربة، في ألمانيا، التي يعيش فيها منذ عقود، قائمة بأكثر من سبعين اسماً لمبدعين عراقيين دفنوا في الغربة، موزعاً إياهم على البلدان التي ووريت فيها أجسادهم الثرى: سوريا، بريطانيا، فرنسا، روسيا، مصر، الدنمارك، ألمانيا، التشيك، كوستاريكا، المغرب، السويد، إيران، أمريكا، كندا، أستراليا، بلجيكا، الأردن، إيطاليا، فنلندا.

كل من وردت أسماؤهم في القائمة قامات لامعة في مجالات الإبداع المختلفة، حسبنا هنا أن نذكر منهم أسماء مثل محمد مهدي الجواهري، عبد الوهاب البياتي، هادي العلوي، بلند الحيدري، فالح عبد الجبار، فوزي كريم، رفعة الجادرجي، محمد سعيد الصكار، غائب طعمة فرمان، نازك الملائكة، عوني كرومي، شمران الياسري، لميعة عباس عمارة، سركون بولص، فايق حسن، حميد البصري، وعشرات آخرين سواهم، من النساء والرجال.

وأشار شاوي كذلك إلى بضعة أسماء ماتوا في الغربة ونقلت أجسامهم، بعد وفاتهم، إلى العراق، فبالإضافة إلى مظفر النواب، هناك بدر شاكر السيّاب، قاسم محمد، حسين الموزاني وغيرهم.

لا يقل وجعاً مصير بعض من اختاروا العودة إلى العراق من مبدعيه، إثر سقوط النظام السابق، بعد منفى طويل فكان الموت يتربص بهم على أرض وطنهم، ومن هؤلاء المثقف كامل شيّاع الذي أودت بحياته رصاصة غادرة في بغداد، التي عاد إليها من منفاه في أوروبا. ومن أكثر الشهادات التي قرأتها عن المنفى، عمقاً وشجناً ووجعاً هي تلك التي كتبها شيّاع، وفيها قال إنه كان يهجس بالموت، ولأمرٍ ما لم يكن يخافه: «أعلم أنني قد أكون هدفاً لقتلة لا أعرفهم، رغم ذلك أجد نفسي مطمئناً لأنني حين وطأتُ هذا البلد الحزين سلّمتُ نفسي لأمر القدر بقناعة ورضا. القضية بالنسبة لي تعني الحياة وليس الموت».

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

“الخليج” الاماراتية 25-5-2022

************************************

الصفحة التاسعة

منتخبنا الأولمبي يتغلب على نظيره الإيراني ودياً

متابعة ـ طريق الشعب

حقق منتخبنا الأولمبي بكرة القدم، امس الاول، فوزاً كبيراً على نظيره الايراني بـ 3 أهداف مقابل هدف في المباراة الودية الثانية.

وقال مراسل “طريق الشعب”، ان “ المنتخب الأولمبي حقق فوزاً مستحقاً على نظيره الإيراني بنتيجة 3-1 في المباراة الودية الثانية التي جرت على ملعب المدينة الدولي”.

وأضاف أن” المنتخب الأولمبي أنهى الشوط الأول بالتقدم بهدف مقابل لا شيء”، مبيناً أن “المنتخب الأولمبي الإيراني أحرز هدف التعادل، فيما سجل المنتخب الأولمبي الوطني هدفين في الشوط الثاني”.

 *****************************

ما هي العوائد المالية لطرفي نهائي دوري أبطال أوربا؟

متابعة ـ طريق الشعب

عرضت صحيفة “ماركا” الإسبانية قصة تغير قميص ريال مدريد الإسباني في لقاء نهائي دوري أبطال أوروبا 1981، والذي جمعه آنذاك بنادي ليفربول الإنجليزي في باريس.

وقالت الصحيفة الرياضية الإسبانية، إن ريال مدريد تخلى عن زيه الأبيض بالكامل عشية تلك المباراة، حيث ارتدى لأول مرة زيا يحمل علامة “أديداس” إلى جانب خطوط أرجوانية اللون في منطقة الأكمام وعلى سراويل اللاعبين.

102 ألف يورو فقط

وكان تبديل زي ريال مدريد وفق “ماركا” مقابل 17 مليون بيزيتا (العملة الإسبانية وقتها)، أي ما يعادل تقريبا 102 ألف يورو.

وقدم الفريق الزي الجديد لوسائل الإعلام عشية لقائه بليفربول في باريس بفندق إنتركونتيننتال.

وفي المباراة النهائية التي احتضنها ملعب الأمراء، لم تحمل قمصان “المرينغي” الجديدة شعار “أديداس”، نظرا لوجود قيود خاصة بالاتحاد الأوروبي لكرة القدم وقتها، تمنع الإعلان التجاري على الملابس.

فارق كبير

وعند العودة للوقت الحاضر، فأن المكاسب المادية تبدو مرتفعة جدا رغم التخفيضات التي فرضتها جائحة كورونا، حيث ضمن ريال مدريد على الرغم من خسارته في دور المجموعات أمام شريف تيراسبول المولدوفي 1-2، فإن ريال مدريد ينطلق من أسس أعلى بفضل عروضه التاريخية، وسيحصل على 114 مليون في حالة الخسارة، من دون دمج حقوق البث التلفزيوني.

من جانبه، ضمن طرف النهائي الآخر، ليفربول الانكليزي حتى الآن تجاوز 100 مليون يورو من الأرباح، مع 65 مليونا جمعت خلال مشواره من دون خسارة؛ 21 مليونا بفضل العمل على مدى 10 سنوات، و15.5 مليونًا حتى لو خسر المباراة النهائية.

عوائد مربحة

ولن يُعِدَّ الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) الحسابات النهائية حتى الشهر المقبل، لكنه قرّر في أيار 2021 التخفيف على مدى 5 سنوات من الخسائر في الأرباح المرتبطة بجائحة “كوفيد-19” التي بلغت 531 مليون يورو في موسم 2019-2020 وحده، وذلك من خلال خفض نحو 83 مليون يورو من جوائز مسابقاته القارية الثلاث (دوري الأبطال والدوري الأوروبي ودوري المؤتمر) هذا الموسم.

وستؤدي سياسة “خصم كوفيد” إلى تخفيض نسبة نحو 3 في المائة من ملياري يورو؛ ليوزع المبلغ على 32 فريقًا مشاركًا في دوري أبطال أوروبا، المسابقة الأكثر ربحًا والتي تشكل 74 في المائة من المكاسب المالية الأوروبية للأندية.

********************************

تشلسي يعلن التوصل لاتفاق بشأن صفقة بيع النادي

متابعة ـ طريق الشعب

قال تشيلسي المنافس في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم، أمس السبت، إنه “تم التوصل إلى اتفاق نهائي محدد” لانتقال ملكية النادي اللندني إلى تحالف بقيادة تود بولي وبدعم من كليرليك كابيتال.

ويخضع المالك السابق للنادي الروسي، رومان أبراموفيتش، لعقوبات فرضتها عليه الحكومة البريطانية بعد بدء العمليات الروسية بأوكرانيا في 24 فبراير الماضي.

وعرض أبراموفيتش النادي للبيع في بداية مارس الماضي، فيما توقع تشلسي في بيان أن تكتمل الصفقة يوم الاثنين.

وأضاف البيان أن “النادي سيعلن المزيد من التفاصيل بحلول هذا التوقيت”.

ويوم الثلاثاء الماضي، أعلنت رابطة الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم، أن تحالف “بولي - كليرليك”، الذي وافق على شروط الاستحواذ على نادي تشلسي مقابل 5.33 مليار دولار في وقت سابق من هذا الشهر، اجتاز فحص مالكي ومديري الرابطة.

وتحتاج الصفقة أيضا إلى موافقة من الحكومة البريطانية قبل تمكن التحالف من استكمال عملية الاستحواذ.

وقالت رابطة الدوري في بيان: “طبّق مجلس الإدارة فحص ملاك ومديري الدوري الإنجليزي الممتاز على جميع المديرين المحتملين، وطبّق الإجراءات اللازمة والواجب اتخاذها”.

***************************

«اسبانيان وارجنتيني وكولومبي» مرشحون لتدريب منتخبنا الوطني

متابعة ـ طريق الشعب

اعلنت لجنة المستشارين في الاتحاد العراقي لكرة القدم، أمس السبت، انها استخلصت أربعة مدربين من بين 30 مدرباً نوقشت سيرهم الذاتية بشكل مفصل ودقيق خلال المدة السابقة.

وقال عضو لجنة المسابقات حسن فرحان، ان “اللجنة اختارت مدربين من اسبانيا ومدرباً من الارجنتين وآخر من كولومبيا لاختيار أحدهم لقيادة المنتخب العراقي للسنوات الاربع المقبلة”.

وبين ان “الكرة الآن اصبحت في ملعب الاتحاد العراقي بعد ان رفعنا توصياتنا له بشأن التسميات الخاصة بالمدربين، بعد مناقشة السير الذاتية لـ 30 مدرباً لنتوصل للأنسب، مع مراعاتنا لخبرتهم بالمنطقة والدول العربية والاسيوية وتواجدهم بالعراق واختيارهم للاعبين بأنفسهم ليتحملوا المسؤولية كاملة”.

وشدد على “ضرورة تواجد المدرب الجديد في العراق ليتحمل مسؤولية الاختيار”، مضيفا “نحن كلجنة فنية ارتأينا التريث في الاختيار ودراسة المدرب من كل الجوانب ولهذا السبب تأخرنا في الاختيار حتى توصلنا للأنسب”.

واوضح فرحان “ننتظر عودة رئيس الاتحاد عدنان درجال من سفره نهاية الشهر الجاري ليطلع مع الاعضاء بالاتحاد على المدربين الذين تم اختيارهم ومناقشة الاسماء الاربعة التي اوصينا بها خلال جلساتنا الاخيرة”.

ونفى ما تتداوله وسائل الاعلام بشأن اتفاق الاتحاد العراقي مع مدرب معين، داعيا وسائل الاعلام لتوخي الحذر والتقيد بالمصداقية والمهنية في نقل الاخبار.

****************************

الإعلام الرياضي ودوره في عملية الإصلاح

منعم جابر

مثلما هي بقية القطاعات الحياتية في وطننا بحاجة ماسة للإصلاح نجد ان القطاع الرياضي هو الآخر بحاجة للإصلاح والتطوير، لأنه عانى الأمرين خلال المرحلة الماضية وتعرض للتخريب والإهمال المتعمد، لذا يتوجب على الإعلام الرياضي أن يكون ايجابياً ومتفاعلاً وباحثاً عن أفضل الحلول والمعالجات التي تساهم في انقاذ الوطن ومساعدته على تجاوز محنته.

ولعل الإعلام الرياضي بوسائله المتنوعة المقروءة والمسموعة والمرئية أن يلعب دوراً فاعلا في عملية الإصلاح، وان يضع الوطن وهويته أولا وقبل كل شيء، وعلى من يعمل في هذا المجال البحث في الواقع الرياضي وعن سلبياته وعيوبه لغرض التعرف عليها دون لف أو دوران، وفي مقدمتها عيوب مرحلة الامس واليوم وفي مقدمتها عدم التدخل في الحزبية والطائفية والقومية والعشائرية لأنها تدفع باتجاه تمزيق الوطن والمواطنة، وضياع للوطن.

الإعلام يشكل السلطة الرابعة ورجال الإعلام الرياضي هم الأحرص على المسيرة الرياضية وابطالها فعليهم ان يبعدوا القطاع الرياضي عن المهاترات والمزايدات وان يتعاملوا مع الواقع الرياضي بشفافية وحرص دون تسقيط البعض للبعض الآخر، وان يبقى رجال الإعلام على موقفهم الوطني الشريف المدافع عن الرياضة العراقية وفرقها ورياضييها دون انحياز وبحيادية عالية للوطن ومن اجله.

نعم الحديث بصراحة وصدق دون حساسية عن السلبيات وطرق معالجتها، وهنا أقول لزملائي في الإعلام إنكم الأخطر والأهم في الإعلام وتأثيره على الجماهير، وعليكم ان تحتاطوا وتحذروا من التوجهات المنفلتة وغير الدقيقة فيما تنقلوه لأنكم مسؤولون عنه وقد تساهمون في صناعة رأي عام خاطئ، وعليه يتطلب منكم التأكد مما تقولونه في برامجكم، وهذا ينطبق على جميع وسائل الإعلام الرياضية لأنها تخاطب كل الجماهير وخاصة الشباب منه.

عليه فإننا في الإعلام الرياضي أمام مسؤولية تاريخية ومطالبين بذكر الحقائق كما هي والتأكد من الاحداث لأن رياضتنا هي مسؤولية وطنية من أجل الارتقاء بها وانجاح مسيرتها هو واجب وطني يهم كل أبناء الوطن المخلصين.

*********************************

العراق يحصد ثلاث ميداليات في  البطولة العربية لألعاب القوى

بغداد ـ طريق الشعب

حقق العداء العراقي أحمد جمال الوسام الفضي في سباق 400 م حواجز في البطولة العربية لألعاب القوى الجارية منافساتها في تونس.

وقطع العداء العراقي أحمد جمال المسافة بزمن قدره 43:53 ثانية، ليحل ثانيا بعد العداء القطري إسماعيل داود أبكر، فيما حل العداء العراقي أحمد جمال ثانيا، وحل العداء التونسي يحيى ناهض ثالثا. ويعد رقم أحمد جمال مؤهلا لبطولة العالم للشباب والتي ستقام في كولومبيا شهر آب المقبل.

بينما حقق العداء العراقي فلاح حسن ذهبية للعراق في سباق 200 م وحطم الرقم العراقي وسجل رقما تأهيليا لبطولة العالم للشباب بزمن بلغ 20:96 وتقدم عدائنا العراقي على العداء البحريني عباس يوسف، والمصري عمرو هاني سليمان، ليتوج بالذهب ويضمن تأهله لبطولة العالم للشباب في فعاليتي 100 و 200 م  المقررة اقامتها في كولومبيا شهر آب المقبل.

وأحرز المنتخب وساما نحاسيا بفعالية التتابع (البريد) لمسافة 4 في 100 م وساماً نحاسيا بعد أن حل بالمركز الثالث، بعد منتخبي السعودية وقطر.

وشارك الفريق العراقي في هذه الفعالية بالفريق الرديف بعد تعرض ثلاثة من لاعبي التتابع للإجهاد لخوضهم منافسات فعاليات أخرى وهم أحمد جمال، وفلاح حسن ومحمد نجاح.

****************************

«سلة الكراسي العراقية»..يتأهل لكأس العالم

بغداد ـ طريق الشعب

خطف المنتخب العراقي لكرة السلة على الكراسي المتحركة، أمس السبت، بطاقة التأهل لنهائيات كأس العالم بنسختها المقبلة، والتي ستقام في الإمارات، عقب تغلبه على المنتخب الماليزي بنتيجة (50-47).

وجاء التأهل للمنتخب العراقي، بعد نيله المركز الخامس في بطولة أسيا الجارية حاليا في تايلاند.

وتمكن الفريق العراقي الذي يقوده المدرب رافد عبد الحسين في مبارياته السابقة من تحقيق الانتصار على منتخبات الفلبين والإمارات وأفغانستان والسعودية وماليزيا، فيما خسر في مباراة واحدة أمام كوريا الجنوبية في ربع النهائي.

ويعد هذا الإنجاز الأبرز للعراق على مستوى كرة السلة على الكراسي، والوصول لأول مرة إلى نهائيات كأس العالم لهذه الفئة.

 *******************************************

الصفحة العاشرة

مسألة الديموقراطية

مهدي عامل

هذا نص مداخلة ألقاها المفكر الماركسي الشهيد مهدي عامل عام 1986 ضمن “الندوة اللبنانية العربية العالمية” التي دعا اليها وقتها الحزب الشيوعي اللبناني في اطار التحضير لمؤتمره الخامس. تعيد “طريق الشعب” نشرها بمناسبة الذكرى الـ 35 لاستشهاده يوم الثامن عشر من أيار 1987:

سأحاول أن أحصر مداخلتي في ملاحظتين:

-1 الملاحظة الاولى: حول مفهوم الديمقراطية البرجوازية. اذا اردنا ان نعرّف الديمقراطية لقلنا انها في شكل عام هي : الشكل السياسي الملائم لسيطرة البرجوازية من حيث هي، اعتي الديمقراطية في الظاهر، حكم الشعب بالشعب عبر ممثليه السياسيين وللشعب، وفي الحقيقة من حيث هي ديكتاتورية الطبقة البرجوازية.

على قاعدة هذا التناقض، الديمقراطية ممكنة في ظاهرها بالذات لان البرجوازية كانت طبقة ثورية بمصالحها ارتبطت مصالح الطبقات الاخرى التي كانت خاضعة للسيطرة الاقطاعية وفي تناقض مع هذه السيطرة.

الديمقراطية البرجوازية في مفهومها النظري ممكنة لان البرجوازية طبقة هيمنية اي تحمل في سيرورتها الطبقية امكانية تكوين نمط جديد من الانتاج، وان تسيطر اقتصاديًا في اطار علاقات جديدة وسياسية، من حيث تمثل بنظام سيطرتها مصالح الطبقات والفئات الاخرى المتحافة معها والعاجزة عن تحقيق مصالحها بذاتها؛ فهذه المصالح، مصالح الطبقات والفئات الاخرى مرتبطة في امكانية تحققها بنظام سيطرة البرجوازية.

ما اقوله يصح في مرحلة من مراحل نظام البرجوازية بشكل خاص، وهي المرحلة الثورية اي المرحلة التي كانت فيها البرجوازية طبقة صاعدة، وفي تناقض تناحري مع النظم السابقة عليها. والديمقراطية البرجوازية ممكنة بمعناها المحدد، الذي هو اعطاء النقيض الطبقي للبرجوازية امكانية التكون في قوة سياسية مستقلة هي التي يؤمنها لها حزبها السياسي، هذا يعني في تعبير آخر ان تكوّن النقيض الطبقي للبرجوازية، وهي الطبقة العاملة كقوة سياسية ممكن في اطار الديمقراطية البرجوازية، لكن مع ذلك يجب ان نورد هنا ملاحظة: وهي ان هذه الامكانية بالذات، لم تتحقق كهبة من البرجوازية، بل بنضال ضدها. ويمكن القول، بل يجب القول، ان كل المكتسبات الديمقراطية السياسية والاجتماعية،حتى تلك التي لا تهدد النظام البرجوازي بالتهافت، قد انتزعت بنضال جماهيري.

أصل من هذا القول الى خلاصة:

-1 ان المكتسبات الديمقراطية، حتى في الديمقراطية البرجوازية، هي وليدة الصراع الطبقي ووليدة نزعة التسلط والهيمنة، والديكتاتورية الملازمة للنظام البرجوازي، انها وليدة النضال الجماهيري لا سيما في مرحلة صعود البرجوازية، وفي اطار من التحالفات تقيمها هذه البرجوازية مع قوى شعبية محددة.

-2 اما في مرحلة الازمة، فتظهر نزاعات متجددة لضرب المكتسبات الديمقراطية، وبالتالي يصبح الحفاظ على هذه المكتسبات الديمقراطية البرجوازية، وتعميقها، نتيجة نضال دائم، مثابر ، مستمر، ينتج عن هذا منهجيًا، ضرورة النظر في مشكلة الديمقراطية، حتى بمعناها البرجوازي، من زاوية الصراع الطبقي ومن موقع النضال الجماهيري. هذه الملاحظة الاولى حول الديمقراطية البرجوازية العامة.

-2 الملاحظة الثانية: هي ان الديمقراطية البرجوازية التي نسميها كولونيالية، نعني الخاصة ببرجوازيات مجتمعاتنا العربية، ومثال عليها الديمقراطية الطائفية [نموذج لبنان] كل ما كان ممكنًا في الديمقراطية البرجوازية في مفهومها النظري، ليس ممكنًا في الديمقراطية البرجوازية الكولونيالية، او في اطار الرأسمالية التبعية، كما في مجتمعاتنا.

وخاصة الشيء الثاني: الديمقراطية البرجوازية في هذه المجتمعات لا تسمح بتكون النقيض الطبقي لها كقوة سياسية مستقلة، وفي حزب ثوري، وسبب ذلك ان البرجوازية لم تقم في بلادنا بثورتها كما قامت بها في المجتمعات الاخرى، ولم يكن ممكنًا ان تقوم بثورتها هذه، لانها اتت الى التاريخ متأخرة بعد ان دخلت الرأسمالية في طور أزمتها.

اذ يمكن الكلام على طورين بالنسبة لتاريخ كل نمط من الانتاج:

أ- طور صاعد، تكون فيه الطبقة احاملة في صيرورتها طبقيًا هذا النمط من الانتاج، طبقة ثورية.

وب - طور هابط: او طور الازمة، حين تطرح ضرورة الانتقال الثوري الى نمط آخر من الانتاج.

اذن الرأسمالية في مجتمعاتنا عرفت طورًا واحدًا، هو طور ازمتها. تلاحم طور تكونها بطور ازمتها، وفي اطار ازمة الامبريالية وازة النظام الرأسمالي العالمي في زمن الانتقال الثوري الى الاشتراكية. لذلك، ولهذا بالذات كانت الديمقراطية البرجوازية، بما تعنيه من فسح امكانية التكون السياسي المستقل للنقيض الطبقي في مجتمعاتنا، امرًا يكاد يكون مستحيلاً، ان لم اقل مستحيل في مبدئه.

انها ممكنة فقط بشرط واحد، هو الحيلولة بالمطلق دون تكون النقيض الطبقي للبرجوازية في قوة سياسية مستقلة تتمثل بالحزب الثوري للطبقة العاملة.

مثال مصر:من هنا بالذات يمكن ان نفهم هذا الاستشراس الذي ظهر عند البرجوازية لضرب التنظيمات السياسية الثورية باكرًا: مثلاً، حتى في ثورة 1919 الذي بادر الى ضرب التنظيم السياسي لحزب الطبقة العاملة هو سعد زغلول.

ولكن هل هذا يعني انه لا يوجد امكانية تكون سياسي مستقل للنقيض الطبقي للبرجوازية؟ نعم. ولكن ماذا تكون النتيجة.؟ حين ذلك تسير البرجوازية في الطريق الفاشية، وفي طريق الحرب الاهلية، وهذا بالضبط ما جرى في لبنان، وهذا بالضبط هو سبب اساسي من اسباب الحرب الاهلية في لبنان،التي فرضتها البرجوازية على شعب لبنان.

مثال لبنان: كانت الديمقراطية ممكنة ما دامت ديمقراطية طائفية، والديمقراطية الطائفية في اساسها هي هذا النظام الذي يحول دون التكون السياسي المستقل للطبقة الثورية النقيضة، وبالتالي ما ان ظهرت ضرورة تحول الديمقراطية الطائفية الى ديمقراطية سياسية، حتى بمعناها البرجوازي، ما ان ظهرت هذه الضرورة حتى اختارات البرجوازية الخيار الفاشي ودخلت في مرحلة الحرب الاهلية. اذن لم تعد الديمقراطية ممكنة في لبنان الا كديمقراطية ثورية اي كحكم وطني ديمقراطي.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مجلة الطريق (اللبنانية)

العددان الاول والثاني- نيسان 1987.

**********************************

تهميش النساء

فريدة النقاش

قطعت النساء عبر التاريخ أشواطا طويلة ومنهكة لاثبات الجدارة امام المجتمع الذكوري الذي سيطر علي حياة البشر لقرون، وهو لايزال موجودا بل واقول مهيمنا رغم كل ما تحقق من انتصارات في اتجاه تحرر المرأة وتحريرها.

كنت قد تحفظت طويلا علي استخدام تعبير “الذكورية” الذي كان قد شاع في بعض الادبيات النسائية التي لشدة تطرقها كادت تختزل الصراع الاجتماعي في ما يشابه الحرب بين النساء والرجال، ووقعت لذلك في اخطاء ادت في بعض الاحيان لخسارة حلفاء لحركة تحرير المرأة من الرجال المستنيرين، حتي ان اوساطا اجتماعية اخذت تنظر بشك للجمعيات النسائية وللحركة برمتها حتي اعتبرها البعض مستوردة.

ويدلنا تاريخ البشرية الذي يكشف لنا العلم تباعا بعض خفاياه – يدلنا علي معالم الطريق الذي قطعته البشرية عبر القرون لتتراكم فيه النتائج السلبية لمحاولات تهميش النساء واقصائهن من الساحة العامة لأسباب بالغة التعقيد والتركيب.

ونبأنا العلم عن مدي الخسارة التي لحقت بالتقدم الانساني نتيجة لتهميش النساء واهدار طاقاتهن وصولا في بعض الاحيان لحبسهن في البيت تحت وصاية الاب او الزوج، والرقابة المشددة من الاسرة، ونعرف ان الاسرة لاتزال في كل بلدان العالم اسرة ابوية بدرجات متفاوتة، تتحكم فيها الي هذا الحد أو ذاك الافكار التي تضع المرأة في مكانة أدني.

ومع ذلك فأن حركة التاريخ لم ولن تتوقف، كما لم ولن يتوقف السعي المشترك بين حركات تحرير المرأة التي تضم نساء ورجالا من اجل تغيير الاوضاع الظالمة للنساء، وبين هذه الحركات وقوي التقدم في كل المجالات، وبخاصة في مجال الافكار.

وكانت حركات تحرير المرأة منذ نشأتها قبل أكثر من قرن قد وقعت في بعض الاخطاء التي ادت الي تعطيل مسيرتها. ومن ضمن هذه الاخطاء، بل وأبرزها ان البعض من قيادتها قد اعتبرن الرجال- كل الرجال هم خصوم لتحرر المرأة، وترتبت خسائر علي هذه النظرة التي تحولت مع الزمن إلي منظومة فكرية اقتربت كثيرا من العنصرية حين همشت الصراع الاجتماعي وتداعياته في شتي المجالات لنضع قضية تحرير المرأة في اطار ضيق حين اختزلتها في الصراع شبه الابدي مع الرجل.

ولكن التاريخ دأب علي تصحيح المنظورات الضيقة والخاطئة. وحين برز في الساحة العالمية والوطنية رجال منصفون، ومنهم مفكرون كبار رأوا ان الانسان واحد، وأن التصنيف الجنسي لا يضيف لأحد أو ينتقص من اخر، جري بالتدريج تقويض كل الاسس التي قامت عليها العنصرية ونهض باسمها التمييز ضد البشر علي اساس الجنس او اللون أو الدين او الطبقة. ولكن تقويض ما هو سلبي في الافكار لا يعني تلقائيا زوال هذا السلبي تماما.

وقد علمتنا الحياة انه رغم كل المياه التي جرت في انهار المساواة والكرامة الانسانية والعدالة، وكلها قيم ترسخت وتعززت عبر كفاح البشر والكادحين بخاصة من اجلها، رغم كل هذا لاتزال هناك قيود وافكار بل وايديولوجيات تتأسس جميعا علي دونية النساء.

وترتبط هذه المنظومة من الافكار عادة بالصراع الاجتماعي، ولطالما انتصر سلاح الافكار البتار في بعض معارك البشر خلال سعي الكادحين بخاصة للحصول علي حقوقهم المشروعة، ويعلمنا التاريخ أن نتائج ممارسة الافكار تبقي طويلا بعد زوال  هذه الافكار، كما أن الافكار بدورها لاتزول بسهولة.

كما جري علي الصعيد العالمي توافق الديانات كافة علي وضع المراة في مكانة ادني، وغالبا ما ارتبط هذا الوضع المتدني بجسد المرأة ووظائفه، اذ انقسم هذا الجسد بين التمجيد والتحقير.

وتميزت الادبيات الخاصة بأوضاع النساء ومكانتهن بالتعقيد والارتباك، سواء ارتبط ذلك كله بالديانات أو الفلسفات، وهو ما حدث في كل الثقافات بدرجات متفاوتة.

ويبقي أن التاريخ حتي حين يعود الي الوراء خاصة فيما يتعلق بالقضايا الكبري التي اسهمت بشكل رئيسي في صنع مسيرته، فإنه يعود ويواصل مسيرة التقدم، وهو التقدم الذي تأسست عليه الحضارات عبر التاريخ.

واذا ما تأملنا بشكل نزيه في ماهية القوي التي وقع عليها العبء الاكبر في انجاز هذا التقدم فدفعت ثمنه، وقدمت التضحيات من أجل انجازه، اذا ما تأملنا فيه سوف نكتشف ان النساء دفعن ثمنا باهظا.

ووجدت النساء حلفاء اشداء علي طريق تقدمهن من الرجال مفكرين ومناضلين، وتخلصت حركات تحرير المرأة بالتدريج ومع الصعوبات التي واجهتها من بعض نقائصها واستقرت علي خريطة النضال الانساني من اجل التقدم والحرية والكرامة لكل البشر باعتبارها جزءا اصيلا من هذا النضال.

ومع ذلك يبقي الطريق طويلا ويحتاج الهدف المنشود اي تحرير المرأة لجهود وافكار، مع نضال اشد ضمن حركات التحرر الانساني احزابا ونقابات وجمعيات ودولا.

وقد علمتنا التجربة الطويلة لشعوب المستعمرات في مواجهة الامبريالية وكل اشكال الاحتلال والعنصرية ان نضال الانسان من اجل التحرر والحرية كان غالبا ما يتكبد خسائر كبيرة بسبب اقصاء النساء وتهميشهن بدعاوي قديمة ورجعية، حاولت هذه الدعاوي طويلا ان تتصدي للحركة التحررية الصاعدة خاصة اذا كانت تضم نساء، وذلك تحت ستار ادعاءات اخلاقية ساذجة ارتبطت غالبا بجسد المرأة الذي شوهته الرأسمالية ومزقته بين العورة والسلعة، وتاجرت به ضمن فلسفتها التي تستهدف الربح بأي ثمن حتي لو كان هذا الثمن هو كرامة البشر وانسانيتهم.

ولاتزال النساء في كل بلدان العالم يدفعن ثمن الظلم التاريخي الذي رافق المسيرة الانسانية كلها منذ بدء الخليقة ، ولكن نساء كثيرات وباسلات مازلن يتقدمن الصفوف ويجاهدن ضد كل اشكال الظلم ويتحالفن مع المظلومين في كل مكان نساء كانوا أو رجالا.

وما ضاع حق وراءه مطالب.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

«الأهالي» – 27 نيسان 2022

*********************************

اعداد: د. صالح ياسر

فلاسفة ومفكرون.. أرسطو (384 – 322 قبل الميلاد)

فيلسوف وعالم موسوعي ومؤسس علم المنطق وعدد من الفروع الاخرى للمعرفة الخاصة. اعتبره ماركس “اعظم مفكري العصور القديمة”. تأرجح بين المثالية والمادية وقد اسس مدرسته الخاصة في اثينا عام 335 قبل الميلاد. وقد ميّز ارسطو في الفلسفة بين:

  1. الجانب النظري الذي يتناول الوجود ومكوناته وعلله واصوله.
  2. الجانب العملي الذي يتناول النشاط الانساني.
  3. الجانب الشعري الذي يتناول الابداع.

وموضوع العلم عند أرسطو هو العام، الذي يمكن التوصل اليه عن طريق العقل. ومع ذلك فإن العام لا يوجد الا في الجزئي الذي يدرك بطريقة حسية ولا يعرف الا عن طريق الجزئي، وشرط المعرفة العام هو التعميم الاستقرائي الذي يكون مستحيلا بدون الادراك الحسي.

وقد ميّز أرسطو بين علل أربع هي:

  1. المادة أي الامكانية السلبية للصيرورة،
  2. الصورة (الماهية، ماهية الوجود)، وهي تحقق ما ليس الا امكانية في المادة،
  3. بدء الحركة،
  4. الغاية.

واعتبر أرسطو الطبيعة كلها تحولات متتابعة من “المادة” الى “الصورة” وبالعكس. ولكن أرسطو لم ير في المادة الا مبدأ الانفعال، ونسب كل فعل الى الصورة التي أرجع اليها بداية الحركة وغايتها. ويرتبط المنطق الصوري عند ارسطو ارتباطا وثيقا بنظرية الوجود ونظرية المعرفة ونظرية الحق، لأن أرسطو رأى في الأشكال المنطقية أشكالا للوجود في الوقت نفسه. وفي نظرية المعرفة ميّز أرسطو بين اليقين الواضح والمحتمل، الذي يدخل في باب “الظن”، ومع ذلك فهو يربط بين هذين الشكلين من المعرفة عن طريق اللغة. وفي نظريته عن المجتمع أوضح أرسطو أن جذور العبودية قائمة في الطبيعة، وأعلى أشكال سلطة الدولة هي التي تحرم الاستخدام الأناني للقوة، وتلك الاشكال التي في ظلها تخدم السلطات المجتمع ككل.

 *******************************

الصفحة الحادية عشر

كتب الشاعر يحيى السماوي:

بعد  نحو سنتين من الإبتعاد عن المطابع ودور النشر بسبب جائحة كورونا وقيود  السفر، صدرت لي  في دمشق مؤخراً، وضمن منشورات دار الينابيع، ثلاث مجموعات شعرية جديدة:

- (التحليق بأجنحة من حجر) ضمّت أكثر من أربعين قصيدة.. رسم لوحة غلافها الفنان التشكيلي يوسف الموسوي.

-(فراديس إينانا) صمم غلافها الفنان التشكيلي

د. مصدق الحبيب.

المجموعتان تناولتا موضوعة العشق في أسمى تجلياته، والإرتقاء بالحسيّ الى مصاف العرفاني، كما تناولت بعض القصائد موضوعة القلق الوجودي في هذا الزمن الملتبس، حيث بات صعبا فيه التمييز بين اللص والناطور، أو بين “الحلاّج” و”الحجّاج” .

-المجموعة الأخيرة فهي (جرح أكبر من الجسد) تناولت المتاهة العراقية في ظل نظام المحاصصة المقيت وما أفرزه مستنقعها من جراثيم الفساد المالي والمؤسساتي والسياسي. لوحة الغلاف للفنان د. مصدق الحبيب.

***********************************

المثقف العراقي والسياسة .. بين الالتزام والإلزام

د. رهبة أسودي حسين

ان تأثير إِعلان الحرب العالمية الثانية، ومارافق تلك الحرب من أحداث داخلية الاثر الاكبر في الحياة العامة في المجتمع العراقي،  فقد زادت هذه الحرب من حدة الوعي السياسي بين أفراد المجتمع، فإِنصرف العديد من الكُتاب الى كتابة الدراسات والبحوث السياسية والاجتماعية التي تتصل بنضال الشعوب من أجل تحرير بلدانهم من السيطرة الاجنبية المباشرة وتقويض دعائم الاستغلال، وتحقيق العدالة الاجتماعية. واستمرار تأثير كُتاب الادب الروسي شيخوف ودستوفيسكي وغوركي، فأن حركة الترجمة الواسعة في سوريا ولبنان في بداية الخمسينيات قادت المثقف العراقي الى الاطلاع على عيون الفكر العالمي التي اصدرتها دار اليقظة العربية في دمشق و(سلسلة كنوز القصص العالمية) التي ترجمها (منير البعلبكي)، ومجموعات القصص والروايات التي اصدرتها دار الآداب والتي أشرف عليها (سهيل إِدريس) وأن انحصر جل إِهتمام هذه الدار في مؤلفات كتاب المدرسة الوجودية في فرنسا (سارتر، وكامو، وسيمون دي بوفوار) فضلاً عن الاطلاع على النتاج المصري المتمثل في كتابات (توفيق الحكيم، وطه حسين، وعبد القادر المازني ومحمود تيمور، ومحمود أمين العالم). وتعالت الاصوات المطالبة بأهمية توحيد الشكل والمضمون في الادب الاجتماعي وفي هذا الصدد يقول الروائي غائب طعمة فرمان “أن النفس البشرية لايمكن أن تتخيل وهي لاتنعم بواقع الحياة. .. فالأديب كلما كان أكثر تجربة وممارسة للحياة واتصالا بالواقع كلما كان اوسع افقا واعذب خيالا واطرب نغما “و يجد فرمان أن “نظرية الادب الماركسي غير واضحة المعالم في أذهاننا ولكن تعلمنا من القراءات الفكرية العامة، ومن مطالعة (غوركي) أن على الاديب أن يعبر عن الشعب. “لقد عززت دعوة (جان بول سارتر) ضمن الأدب الملتزم ما دعا اليه الشيوعيون  بأن الادب الواقعي والادب الملتزم ليس وقفا على الشيوعيين. أو ما  يسميه البعض (إلزاما)،  و يدخل ضمن الالتزام الحزبي ، وقد اتضح هذا الالتزام في القضية الاجتماعية في الادب (الفن للمجتمع أو الحياة) في الشعر والقصة والمقالة . أن  دعوة الالتزام ضمن(الفن للحياة أو للمجتمع)، لم تقابل باستحسان من قبل كُتاب اخرين فقد وجدوا فيها تقييدا لحرية الابداع عند الادباء، وتضييق حرية الاديب، ويوســـع الطريق امام الكُتاب المتملقين الذين يلتزمون النفاق بدل الصدق في نتاجاتهم. فهم يجعلون هذا النتاج وسيلة لعرض وجهة نظر سياسية. فالشاعر (بلند الحيدري)  يرى فكرة الالتزام في أن  “الشاعر مطلق من اي قيد سياسي، ولذا فانه لايتبع فكرا سياسيا معينا في ادبه ولا يريد أن ينقل مبادىء ذلك الفكر الى الادب. وأن الادب نتاج العواطف الخاصة ولايمكن أن يكون مبدعا إِذا اراد الخروج عليها.”   فقد مثل رأي بلند الحيدري الكُتاب من معتنقي دعوة (الفن للفن) بعد الحرب العالمية الثانية، الذين يؤمنون بأن على الفن ألا يخرج عن ذات الانسان ويصير عبدا للسياسة. وان كانت هذه الدعوة متأثرة بما ذهب اليه  الروائيان الفرنسيان (زولا) و(بلزاك) وغيرهما من الذين وصفوا المجتمع بأعينهم المجردة مستعينين بمواهبهم فقط في تصوير المجتمع دون التفسير الغامض والمضطرب في قضايا المجتمع المختلفة. وفي الواقع وعلى الرغم من خلق نوع من التمييز بين هذه الدعوات إِلّا أن هناك حقيقة هي أن معظم الكتابات في العراق قد اتجهت اتجاها اجتماعيا من خلال تصوير واقع التخلف في المجتمع وتناول الطبقات المسحوقة، وما تعانيه من بؤس واضطهاد ، ففي المجال القصصي استمرت القصة العراقية تعكس الاوضاع الاجتماعية، فقد برز جيل جديد بعد الحرب العالمية الثانية ينتج ادبا قصصيا يعبر بشكل اعمق عن شواغل مجتمع خلف وراءه مرحلة النهضة ليدخل في مرحلة وعي يتزايد مع الايام ويقف في مقدمتهم (عبد الملك نوري، ونزار سليم، وشاكر خصباك، وفؤاد التكرلي، وعبد الرزاق الشيخ، وخليل رشيد، وصلاح الدين الناهي، وغائب طعمة فرمان) أما في مجال الشعر فقد كان محمد مهدي الجواهري يمثل نموذجاً بارزاً وطاغيا بسبب أن شعره كان يمثل الشكل الاكثر تكاملاً للشعر التقليدي ولاستجابة شعره للظروف والشعارات السياسية ولموقفه الشخصي من الاحداث السياسية والفكرية وتبني القوى السياسية له.  كان الأطلاع على نماذج الشعر المترجم لـ(رمبو، وبودلير، واليوت، وايلور، ولوركا، ونيرودا، وناظم حكمت)، فقد أظهرت هذه النماذج للشعراء العراقيين الشباب المتطلع الى الجديد تأخر النماذج التقليدية والقيود الشكلية التي يعيشها الشعر التقليدي. ولم يكن البوح بارائهم شيئا سهلا، فهناك قناعات ترسخت قرونا عديدة من الصعوبة تغييرها وعلى الرغم من ذلك ولد الشعر الحر. يجد (يوسف الصائغ) أن تسمية الشعر الحر تأتي أهميتها  “لصفة الحر التي تضمنتها التسمية أثر في أنتشارها فقد كانت كلمة الحرية والتحرر في تلك الظروف وقعا في النفوس عبر أكثر من مجال وبخاصة في المجال السياسي والفكري والاجتماعي “، والتي تتلخص بحرية التعبير عن الذات، كما شكلت التجمعات  واللقاءات الادبية، التي عُقدت في الكثير من المقاهي المنتشرة في بغداد مثل مقهى (حسن عجمي) ومقهى (البلدية) ومقهى(الصباح) ومقهى (الرشيد) ومن ثم مقهى (البرازيلية) ومقهى (السويسرية)، مظهرا ً بارزا ًمن مظاهر الحياة الثقافية في بغداد في الاربعينيات والخمسينيات، فقد شهدت هذه المقاهي، وهي مقاهٍ عامة، الكثير من لقاءات المثقفين ومناقشاتهم الحامية وثرثراتهم، التي أسهمت الى حد كبير في انضاج العديد منهم وبلورة اتجاهاتهم الفنية والفكرية. وبهذا يمكن لمس تغيير فعلي في الاتجاهات الثقافية لفئات من المثقفين سئموا النماذج المتكررة والموضوعات المطروقة، يريد المثقف أن يستقل ويبدع لنفسه شيئا يستوحيه من حاجات العصر ولاسيما بعد الاطلاع على الاداب الغربية، فالشعراء الذين حملوا لواء التجديد بعد الحرب العالمية الثانية ممن درسوا الأدب الانكليزي  (السياب، ونازك الملائكة). لقد بدأ هؤلاء المثقفون يتطلعون الى عوالم مليئة بالثقافة والتجارب الجديدة،  وفي الواقع ما من انتاج أدبي أو فني في هذه المرحلة يخلو من محتوى فكري يعكس المؤثرات الفكرية التي شكلت رافدا ثقافيا مهما تفاعل معها المثقف، ونُشرت الدراسات الجريئة والبحوث الجادة التي كتبها باحثون عراقيون في نواح مختلفة في شؤون الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية والتاريخية واللغوية مثل كتابات (عبدالفتاح ابراهيم، وابراهيم كبة، وعلي الوردي، واحمد سوسة، وطه باقر،ومصطفى جواد) وغيرهم الكثير. في حين جمعت السياسة عددا من المثقفين الشباب منهم (بدر شاكر السياب، ورشيد ياسين، ومحمود البريكان، وأكرم الوتري، وعبدالرزاق عبد الواحد وكاظم جواد، وزهير أحمد القيسي، وكاظم التميمي، وسعدي يوسف). وجمعت الاتجاهات الفنية والوجودية بين(بلند الحيدري، وصفاء الحيدري، وحسين مردان، وجواد سليم) كما ضمت حلقة أخرى كلّاً من (فؤاد التكرلي، ونهاد التكرلي، وعبد الملك نوري، وعبد الوهاب البياتي، وشاكر حسن ال سعيد). فهناك انفتاح في أفق المثقف على التيارات السياسية واالفكرية العالمية، وعلى الرغم من ذلك ارتبط المثقف بالواقع العراقي بجميع أبعاده السياسية والإِقتصادية والاجتماعية، فكان من مهام المثقف محاولات الكشف عن المضامين الصراعية التي يمر بها الواقع المتخلف، فهناك ثورة فكرية حاول المثقف تجسيدها في مضامين الرواية والشعر والفن.ويعطينا غائب طعمة فرمان في روايته “خمسة أصوات” صورة لمثقف هذه المرحلة بين الروائي والصحفي والشاعر،تختلف في الاراء وتتفق في المواقف الكبرى فهناك وعي لحقيقة التعددية في الواقع الثقافي.

 *************************************

عمر السراي في «الهُوية والشعر».. قراءة في الشاعر ألفريد سمعان

ريسان الخزعلي

(1)

“الهوية والشعر” كتاب الشاعر/ عمر السراي/ جهد يمتلك خصوصيته ُ في الدراسة الأكاديمية، إذ أن َّ الكتاب في الأصل رسالة ماجستير عن تجربة الشاعر/ ألفريد سمعان/ الشعرية مقدّمه إلى الجامعة المسنصرية. والخصوصية كامنة في طريقة البحث والشاعر الذي تناوله البحث كما سيتضح في فقرات هذه الإشارة.

حمل الكتاب عنوانين إضافيين لاحقين بالعنوان الأساس (الهوية والشعر) هما:  قراءة في تجربة الشاعر ألفريد سمعان،  ونقد.

إن َّ العنوان الأول، ضرورة توضيحية  يقتضيها التخصيص  ولابد َّ منها، أما العنوان الثاني (نقد) فقد جاء فائضا ً عن الحاجة كون التوصيف الأقرب هو: دراسة وتحليل، كما  هو واضح من متون البحث ؛ غير أن َّ هذا التوصيف المقترح حينما يُضاف، سيوجد تداخلاً بين “ القراءة  “و” الدراسة والتحليل “، كون القراءة  ضامنة لمعنى الدراسة والتحليل، من هنا كان التجنيس (نقد) فاصلاً  اضطراريا ً بين التوصيفين كما أرى، رغم أنه، أي النقد، لم يكن من شواغل وممكنات البحث، والشاعر/ الباحث يعرف  جيداً  امتيازات كل ٍّ من الدراسة والنقد، ولو كانت المقاصد نقدية خالصة، فإن َّ العنوان الأقرب:  قراءة نقدية في تجربة الشاعر ألفريد سمعان  هو الأكثر تواشجا ً. ويبدو أن َّ اشتراطات الدرس الأكاديمي تفوق معرفتي.

(2)

تناول البحث تجربة شاعر مناضل كتب الشعر منذ ُ الأربعينيات، و كان على مقربة زمنية من الشعراء الرواد وتحولات التجديد في الشعر العراقي، إلّا أنه ُ لم يحقق  ما حققوه فنيا ً، إذ امتاز شعره بالمباشرة والبساطة والوضوح، بحدود موهبته وفهمه للشعر وفكرة الشعر، أوكما تمليه عليه تجربته السياسية والفكرية ونظرتها للأدب والفن، وهو ليس من أصحاب التجارب الباطنية أو الذهنيّة، وإنما شاعر تجربة شخصية  صادقة، ومن مشكلات التعبير عن التجربة الشخصية بصدق  كما يقول/ أدونيس/ في (زمن الشعر)  ما يُهمل من اعتبار للإرث الشعري، مقابل التعبير عما تفرضه ُ المقاييس والأسس التي فرضها هذا الإرث وعممها. من هنا لم يحظَ الشاعربتناول دراسي أو نقدي، سوى بعض مقالات متباعدة في كُتب معدودة. وهكذا جاءت دراسة الشاعر (عمر السراي) فضاء ً كاشفا ً لتجربة شاعر يتقاسمه ُ الضوء والظل، ولم يكن أمام الباحث غير الاهتمام بالذي ارتبط بشعرية الشاعر:  الشعر والهوية،  وهي ملامح إستطاع الكشف عنها ببراعة وتمعن دقيقين وبإسلوب شعري/ نثري خال ٍ من هنات النحو والإملاء السائدة في بعض الرسائل والأطاريح  في العقدين الأخيرين.

(3)

ضم َّ الكتاب توطئة ومقدمة و تمهيد عن التشكّلات المعرفية لمفهوم الهويّة، وثلاثة فصول: موجّهات الهويّة، تمثّلات الهويّة، وسائل تشكيل الهويّة. إضافة إلى الخاتمة. وهي تقسيمات تقتضيها طبيعة الدراسة الأكاديمية.

في كل ِّ فصل من الفصول الثلاثة، كتب الباحث اضاءات ٍ موسّعة عن تفّرعات: موجّهات الهويّة، تمثّلات الهويّة، وسائل تشكيل الهويّة. وكان الجهد البحثي ممسكا ً بمركزه  في كل فصل أو تفرّع منه، فكلما يحصل استغراق ما، يعود إلى المركز معلنا ً خلاصته ُ الاستنتاجية، مسقِطا ًتمهيداته النظرية/ المعرفية على شعر الشاعر بوضوح، مما جعل التطبيقات سمة البحث وأهدافه - وهنا يصح التوصيف المُقترح  الآخر لهذا الكتاب : تطبيقات الهويّة في شعر الشاعر ألفريد سمعان  - ومثل هذه التطبيقات لم تقتصر على عدد من دواوين الشاعر، بل شملت -  الثمانية عشر ديوانا ً. ومثل هذه الإحاطة ما كانت لتحصل لولا صلة الشاعر/  الباحث  بالشاعر موضوع البحث، وهي صلة أدبية مهنية. وقلّما نجد شاعراً كتب َ عن شاعربمثل هذا الاقتراب.

(4)

ربما يصح القول بأن َّ التمهيدات النظرية التي جاء بها البحث يُمكن تطبيقها على شعر أي شاعر يعتد ُّ بالهويّة، لكن َّ هذا لا يقلل أبدا ً من شأن  وقيمة وتماسك البحث، إذا لابدَّ من هذه التمهيدات الكاشفة ولا يصح الدخول مباشرة من دونها. وفي المفتتح الآخر، تجدر الإشارة إلى بعض الملاحظات التي نجدها ضرورية في مثل  البحث الشامل :

*..  في التمهيد وما تبعه ُ تمَّ التعريف بالهويّة، لغويّا ً وفكريا ً وفلسفياً، وقد أُشبع الموضوع بكفاية دالّة، إلا أن َّ البحث عاد مرّة ثانية للتعريف بها في فصل (وسائل تشكيل الهويّة).

*.. لم يتطرق البحث إلى الجوانب الفنية والجمالية في شعر الشاعرالذي شكّل  الهويّة وإنما تم َّ التركيز على شرح المضامين ودلالاتها  في عيّنات مختارة من بعض القصائد.

*.. لم نجد تحديدا ً للمساحة العروضية التي تحرّك فيها شعر الهويّة.

*.. وردت تضمينات عدّة تعود لمفكرين وفلاسفة وأدباء، عرباً وأجانب َ، مما يستوجب التعريف بهم في الهوامش كي يكون بإمكان القاريء العادي الإطلاع على المزيد من المعلومات عنهم. وهنا لا أقصد أصحاب المنجز الذين تمّت الإشارة في الهوامش إلى كتبهم كمصادر.

*.. مقدمة الشاعر/ بدر شاكر السياب/ لمجموعة الشاعر الأولى لم يمرّ بها الشاعر/ الباحث، وكان بالإمكان تطويعها لخطّة البحث.

*.. من ضمن الإحصاءآت التي قام بها الباحث ص:282،  وردت عبارة: “وهو مايُمثّل نسبة 38.888 في المائة، وهذه النسبة تكاد تقترب من النصف  “، أي 50 في المائة  والصحيح 40 في المائة إذ لا يصح رياضياً التقريب لأكثر من مرتبة.

ـــــــــــــــــــــــــــــــ

كتاب (الهوية والشعر – قراءة في تجربة الشاعر ألفريد سمعان) منح الشاعر حضوراً جديدا ً بعد إن كان حاضراً، شاعراً ومناضلاً. كما منح الشاعر/ الباحث حضوراً يُشار له، إذ قطف وردة المبادرة من بين أيدينا، ولن تكفي إشارة العرض هذه، إذ أنه ُ يستحق الاشادة.

******************************

افتحُ قلبي لكل العصافيرِ وامضي

علي حنون العقابي

ساقولُ لكلِ سنبلةٍ منقوعةٍ بالنورِ

باني ابحثُ عن ملامحي على مرمى من اللبلابِ

واني ذاهبٌ للمراجيحِ بعد ان خلعتُ جبتي

فما ضركَ يا صاحبي الدرويش اذا واصلتَ هذا اللهبِ ؟

فهل اتاكَ برهانٌ من الغيابِ كي تموهَ الليلَ على بابي ؟

فليكن رحيلكَ طريا مثلَ الماءِ في قيظِ الحناجرِ

وليكن عشقُكَ الذي لوّعَ الروحُ بهياً مثلَ التراتيلِ

هكذا هي سجيةِ العشاقِ عندما تحينُ المواعيدِ

وها انذا امضي بسرعةِ البرقِ لاحطبَ الذكرى

فيكفي اني نزفتُ من الحبِ لتبقى وعولي هائمةً

لا شانَ لي بعثراتِ الواقفُ خلفَ الجدارِ

سوفَ افتشُ عن غزلاني لادنو  من الوصول

اصقلُ خصرَ المسافاتِ بحزني وازفُ النهارَ لبقايا الشجنِ

فقد كان كلُ مبتغاي ان اتبعكَ بلا دفوف

لكنكَ رمقتني بنظرةِ الوداعِ وتركتني في الزمهريرِ

رحلتَ عني كالصدى ومثلَ كلِ الراحلين

ناديتك خذني تحتَ جبتكَ كي لا اصابُ في البردِ

دعني اوقظُ فيكَ ماتراكمَ من العهودِ على خارطةِ النسيان

فانتَ وحدُكَ من يشدني دائما لدائرةِ الضوءِ

حيث تضربُ بعصاكَ مجرى البحرِ الذي يرتطمُ بهذا الجلالِ

انت من يغتالني في الطوافِ ويصيبني في مقتلٍ

فقلْ ايها الشيخُ كيفَ لي ان امشطَ عشقكَ بالغيابِ

كيف اموتُ واحيا كلما انهمرَ الندى على جسدي

فهل تتركني هكذا وقبلَ ان اطوي متاعي ؟

ام انكَ سترشدني لينابيعَ الفضةِ

وانت تعرفُ ما في القلبِ من ظماٍ قديم

............

ساقولُ لكلِ برديةِ كتبتُ عليها وصيتي

أن تنمو بينَ البراعمِ

وتتركُ لي ماتبقى من الحطامِ

لم اقلْ باني ساطيلُ العزفَ الذي يكمنُ في النصوصِ

لكني اعتزمتُ أن اجددَ نفسي حد انكسارِ الموجِ

فاذا اعترتني نوبةٌ من صداعِ النرجسِ

او اخذتني رهبةُ الطلاسمِ لبقعةٍ اخرى من الرمزِ

فلن اسالَ عن زقزقةٍ تستريحُ على نافذتي

انما افتحُ قلبي لكلِ العصافيرِ وامضي

هي فرصةٌ للغوصِ في الحبِ وبلمسةٍ من زغبِ الحمامِ

فاني احتاجُ بعضَ الحنينِ لئلا يتسللُ اليباسُ لجذري

فهلا تعيدُ لي طعمَ الطفولةِ بعد انهيارِ الحواسِ ؟

ها انتَ تقودني الى اخرِ الصيحاتِ وتفضحُ اسراري

هبني اعطيتُكَ دمي لاخرِ قطرةٍ من التوددِ

ثم سالتُكَ عن الثمراتِ ومايليها من البياضِ

هبني صدقتك ايها الدرويشُ بكل لوعةٍ            

بوصفك العارفُ بشؤونِ الكنوزِ في الفردوسِ

فكيفَ ستتضحُ الرؤيا وسطَ هذا الهباءُ ؟

ومن يقاسمني حزني

 اذا طاردتني الاشباحُ على وسادةِ الارقِ ؟

اعرفُ بانَ الارضَ لا تزالُ كرويةً والدربُ طويلٌ

واني تضرعتُ اليكَ بالفِ حرفٍ رغمَ العثراتِ

حيث تقدمتُكَ بالبراءةِ من الانفلاتِ بهذا المديحِ

فاصبحت نغمةٌ في حضرة النايِ

لكنكَ انشغلتَ عني بالقواميسِ وبرائحةِ البرتقالِ

مضيتَ على رسلِكَ تتجاذبُ الاقلامُ والورقُ الصقيلِ

احقا تريدُ ان تتركني وَسَطَ هذا الخرابِ ؟

ام انكَ تبلبلُ افكاري عمدا لتجردني من السؤالِ ؟

لا شيءَ بعد الانِ يرتقُ جرحي

لا شيءَ يمطُرُني باللذةِ تحتَ هذا الفضاءِ الحجر

وانتَ تفتعلُ الهدوءَ رغمَ اشتعالِ ثيابي الصوفِ على بدني

فقد كنتُ اهمهمُ مع نفسي

هل الذي مضى في عدادِ الوقتِ سيعودُ يوما

ام انهُ سيحولُ بيني وبينَ اللمعانِ في ممراتِ السديمِ.

******************************

الصفحة الثانية عشر

الرفيق ابراهيم الحريري .. سلامات!

افادت اخبار كندا ان الرفيق العزيز، زميلنا المخضرم في “طريق الشعب” ابراهيم الحريري، يواجه مصاعب صحية وقد نقل بسببها الى المستشفى في مدينة هاملتون .

ونحن رفاقه في الجريدة وخارجها اذ نتابع من بعيد تطور حالته الصحية، نرجو له التغلب على المصاعب المذكورة واستعادة الصحة سريعا، والعودة الى البيت سليما معافى، ونقول له:

سلامات .. ابا فادي!

****************

تعزية

تعزي اسرة “طريق الشعب” الخبير الاقتصادي الاستاذ باسم جميل أنطوان، بوفاة شقيقه الدكتور ناظم، وتقدم له ولاسرته خالص المواساة.

وتشير الى ان اسرة الفقيد تقبل التعازي في قاعة كنيسة “تهنئة العذراء مريم” الواقعة في زيونة – قرب سوق الثلاثاء، وذلك نهار هذا اليوم الاحد ويوم غد الاثنين من الساعة 4 حتى الساعة 7 مساءً.

الذكر الطيب للفقيد الراحل.

**********

معاً لبناء بيت الحزب.. بيت الشعب

دعماً للحملة الوطنية لبناء مقر الحزب الشيوعي العراقي، تبرع الرفاق والأصدقاء:

- حمزة طلال الجناحي من محافظة الديوانية منظمة الشامية بمبلغ ٢٠٠ ألف دينار.

- الاستاذ هيثم ابراهيم العزاوي من ديالى بمبلغ قدره 125000 مائة وخمسة وعشرون الفا دينار.

- سلمان السماوي من لندن بمبلغ 500 باون.

- مؤيد الالوسي من لندن بمبلغ 300 باون.

الشكر والتقدير للرفاق والأصدقاء على دعمهم واسنادهم حملة الحزب لبناء مقره المركزي في بغداد.

معاً حتى يكتمل بناء بيت العراقيين.

*********

لعبة القرد

عبد جعفر

ظهرت في بداية الستينات من القرن الماضي وربما قبل ذلك بسنوات، لعبة شدتنا نحن الأطفال وهي على شكل قرد أصفر، كلما رميته من قدميه يقف على رأسه وإذا رميته من رأسه يقف على قدميه. ونحن مبهورون فيها، وكلما تكسرت إشترينا أخرى، غيرأنها أختفت من الأسواق، وفسر الكبار في ردهم على لجاجتنا أن منعها كان لأسباب سياسية، ولكننا لم نفهم علاقة الحكومة والسياسيين بلعبة تجلب لنا البهجة!

حين كبرنا عرفنا ما أراد قوله الكبار، وأسباب حرماننا من لعبة تثير الكركرات، وعرفنا أيضا أن هنالك لعبة حقيقية في الواقع مماثلة لها تثير القرف والحزن والبكاء أيضا، كما يعد ذكرها (تهمة سياسية) وسخرية من الحكومة والمسؤولين.

 ولعبة القرد الأصفر وجدناها، في فضيحة تسلل (طفل متسول) كما قيل إلى الطائرة في النجف بعد أن إجتاز كل الحواجز الأمنية دون توقف، والطفل استطاع بفعلته غير المقصودة أن يعلن للجميع أن الامبراطور عار، كما في قصة (ثياب الامبراطور الجديدة) للكاتب الدانماركي هانس أندرسن، حين أوهمه خياطان محتالان بأن يصنعا له بدلة جديدة خفية لا يراها الذي لا يصلح لمنصبه أو الاحمق وعديم الكفاءة. ولم يتجرأ أحد من الجمهور قول الحقيقة وهو يراه عاريا سوى الطفل.

 وعلى صعيد آخر، كشفت الحادثة حقيقة أيضا معروفة للقاصي والداني يجري التغاضي عنها، وهي مصائر الملايين من الاطفال الذين تسربوا من المدارس للعمل في الأعمال الشاقة لمساعدة ذويهم أو التسول أو الإنضمام لعصابات الجريمة المنظمة، وهذا الطفل واحد منهم. في الوقت الذي اشارت دراسة للبنك الدولي إلى تدني مستوى التعليم، وأن نسبة عالية من الاطفال لايفهمون ما يقرأون.

الجهات المسؤولة في المطار تعمل على لملمة آثار الفضيحة، بدون أن تهتم بالطفل نفسه (بطل الحادثة) ولماذا في محافظة غنية بسياحتها الدينية، والأموال التي تصل إليها، لا يجد العديد من الأطفال ما يسد رمقهم؟ فلم يسأل أحدهم من المسؤولين نفسه، لماذا لم يكن الطفل على مقاعد الدراسة مع أقرانه؟ ومن يسهم في هدر كرامته وطفولته بالتسول؟

أود من كل قلبي أن تصنع ثانية اللعبة، بعد أن مللنا لعبة القرد الحقيقي، لأنها لا تثير ضحكنا كبارا كنا أم صغارا، كما أننا لا نستطيع أن نرميها على الأرض ونلوثها بالتراب، فدوننا حماية مدججة بالأسلحة، وربما نجد في اللعبة تعويضا معنويا، مثل الإنسان البدائي حين يرسم الحيوان البري قبل أن يفكر بصيده أو يتغلب عليه.

**********

ملتقى عبد كاظم يستذكر الشهيد بشار رشيد.. فهمي: نستذكر فيه الشخص والموقف والبطولة

بغداد – طريق الشعب

اقام ملتقى اصدقاء الراحل عبد كاظم، أمس الاول الجمعة، جلسته السنوية لاحياء الذكرى الـرابعة والاربعين لرحيل شهيد الوطن والرياضة الرفيق بشار رشيد.

 وحضر الجلسة التي التأمت على قاعة الجواهري في مقرالاتحاد العام للأدباء والكتاب العراقيين في بغداد، عديد من رفاق واصدقاء الشهيد ومحبيه، بينهم مجموعة من قياديي الحزب الشيوعيي يتقدمهم الرفيق رائد فهمي سكرتير لجنته المركزية.

وألقى الرفيق فهمي كلمة في الجلسة قال فيها:

 عندما نستذكر الشهيد بشار رشيد نستذكر فيه الشخص، الموقف، البطولة، السلوك، سواء ارتبط ذلك بإدائه الرياضي او بقيم معينة. وهذا أمر بالغ الاهمية، فعندما يندفع شخص الى حد الاستشهاد من اجل موقف وقضية، فأية رفعة انسانية في هذا الموقف، وأية قوة وصلابة يمثلها هذا النموذج.

وتابع يقول: بعد 44 عاما بقي اسم بشار، ووتلاشت اسماء مرتكبي الجريمة. وسيبقى التاريخ يستذكر بشار ويلعن من ارتكبوا تلك الجريمة.

وبيّن الرفيق فهمي انه يجدر ايضاً استذكار الشهداء الآخرين الذين يقرب عددهم من 30 شهيدا، وجميعهم بعمر الشباب واستشهدوا مع الشهيد بشار، وبعضهم رياضيون ايضا. وقد ادينوا واعدموا بتهم ملفقة ايضا، ولا ذنب لهم سوى كونهم اصحاب موقف واعتزاز بالوطن ودفاع عن قضاياه”.

وفي كلمة ملتقى اصدقاء الراحل عبد كاظم في المناسبة، قال اللاعب الدولي السابق رسن بنيان: ان “الذكرى الطيبة التي تركها شهيدنا البطل بشار رشيد هي مصدر فخر لنا، نحن معشر اهل الرياضة، فصموده البطولي بوجه الطغاة استفزهم، فكان قرارهم الجائر بإعدامه ليعتلي سلم المجد”

وقال الدكتور عبد الوهاب الطائي رئيس نادي الشرطة، ان من الواجب استذكار هؤلاء الابطال حتى نرتقي مما نحن فيه، الى مستوى النقاء الذي كان يتسم به المرحوم عبد كاظم والشهيد بشار رشيد والراحل الكبير مظفر النواب والقائمة تطول - فنحن بأمس الحاجة الى مثل هذا النقاء”.

فيما قال الدكتور عدنان لفتة وهو يلقي كلمة الاتحاد العراقي للصحافة الرياضية ان “بشار رشيد مثال للثقافة والحرية والمبدأ، ومن المؤسف أننا لم نعش في زمنه. فهو وأمثاله من الجيل السابق كانوا رموزا للوطن، وليس فقط في الرياضة، وكانوا كإشعاع حي ومستمر للشباب الذين كانوا يتطلعون اليهم ويتعلمون منهم.

هذا وفي كلمة مسجلة قال الشاعر فالح حسون الدراجي ان بشار رشيد لم يمت أبدا “ونحن كلنا نعي تماما أن ابا مسار حي في ضمائرنا وخالد في قلوبنا، ومن هو خالد في القلوب النابضة لا يمكن ان يموت”.

*************

يحلم برؤية بلاده خضراء.. جندي عراقي ينذر حياته لمواجهة العواصف الترابية

بغداد – وكالات

“غايتي واضحة.. لا غرض لي بالشهرة أو جمع مبادرات للحصول على الثناء والشكر، كل ما أريده هو أن أرى العراق مكتسيا باللون الأخضر، وأن أساعد الناس في هذا البلد المتهالك”.

هذا ما يذكره الجندي العراقي كاظم وتوت في حديث صحفي، والذي تطوّع ليزرع ما يستطيع زراعته من أشجار في الأماكن العامة، لمواجهة العواصف الترابية.

ويعيش وتوت (30 عاما) في محافظة بابل، لكن عمله يقع في محافظة البصرة، وبين هاتين المحافظتين يقوم هذا الجندي بزراعة الأرض حيثما تطأ قدمه.

وعن بداية تبنيه هذا المشروع، يلفت وتوت إلى أنه في العام 2017، بدأ يفكر بزراعة آلاف الأشجار في مدينته الحلة، التي صارت تفقد غطاءها النباتي بعد أن كانت تعج بالخضار، مبينا أن أول تجربة له كانت مع بذور “البونسيانا الملكية” و”شجرة النيم” دائمة الخضرة.

وكان يستغل أوقات فراغه في زراعة حدائق المدارس والشوارع القريبة من سكنه، حتى البعيدة عنه، وعندما يجد شخصا يعتني بالمزروعات يفرح كثيرا، ويشعر أن الطبيعة تكسب أصدقاء جددا – على حد تعبيره.

وواجه وتوت في بداية مشروعه صعوبات وتحديات، بسبب ثقافة المجتمع “البسيطة”. إذ يؤكد أنه كان يزرع ويجد بعض النباتات قد اقتلعت في فترة قصيرة. كما صدمته عراقيل الجهات الحكومية مثل دائرة البلدية والأشخاص المستفيدين من الشتلات الحديثة ومحاولاتهم كسر حماسه بزرع الشتلات هذه، إلى جانب ما يواجهه من صعوبات في الزراعة داخل الأحياء السكنية بسبب رعي الأغنام.

ويتحدث وتوت بفخر عن نجاحه في زراعة نوعيات نباتية نادرة تجاوزت الآلاف، وشجيرات سيكون لها دور رئيس في حماية البيئة من التلوث، توزعت على محافظات عدة، لافتا إلى أن مجموع ما زرعه يتوزع ما بين 100 شتلة في معسكرين للجيش بمدينة الكوت، وألف شتلة في معسكرين آخرين في مدينة البصرة. أما في مدينة الحلة فزرع 3 آلاف شتلة موزعة ما بين دوائرها ومدارسها وشوارعها.

وفيما يخص الأنواع التي اختارها فهي تلك التي تتحمل أجواء العراق، مثل السدر والتوت والدفلة والجوري والياس والزهور الموسمية.

وينوّه وتوت إلى أنه منذ الصغر اعتاد على الزراعة والتشجير. فكان يزرع في أوان فخارية وبلاستيكية بسيطة، وذلك لعدم وجود حديقة في منزله المتواضع.

وعن نفقات مشروعه الحالي، يوضح أن بعض الشتلات يشتريها من ماله الخاص، بعد أن خصص مبلغا ثابتا من راتبه لهذا الغرض، فيما يأتيه البعض الآخر تبرعا من أصدقاء وميسورين فضلا عن قادته في المعسكر، مبينا أن لديه موقعا الكترونيا خاصا بجمع التبرعات وزراعة الشتلات كجزء من حملة عنوانها “من الصحراء إلى الخضراء”.

ويواصل وتوت الاعتناء بما يزرعه في مدينته الحلة، ولا يقتصر اعتناؤه على السقي وحسب، بل انه يجلب منشطات للنباتات، وأدوية لمكافحة الحشرات والتعفن، مشيرا إلى أن “هناك صعوبة في زراعة أحزمة خضراء خارج المدينة، وذلك لعدم جدية الحكومة المحلية في ذلك”.