اخر الاخبار

الصفحة الاولى

المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي:

 قمع المحتجين مدان.. والمطالب مشروعة

في تطور ملحوظ يعيد للأذهان الأحداث التي فجرت انتفاضة تشرين في العام 2019، فقد اعتدت القوات الأمنية مجددا، الأحد (31 كانون الثاني 2021)، على المتظاهرين من حملة الشهادات العليا، وفرقت بالقوة تجمعا احتجاجيا لهم في منطقة العلاوي وسط بغداد.

وبدلا من أن يجد المطالبون آذانا صاغية لمطالبهم المشروعة وانصافهم ومنحهم حقوقهم في العمل والعيش الكريم، لاقتهم هراوات وعصي أجهزة الأمن ولاحقتهم ونالت من تجمعهم.

نجدد التأكيد بأن السير على ذات النهج الذي استخدمته الحكومة السابقة، في قمع الاحتجاجات السلمية، لن يؤدي إلا إلى المزيد منها ويرفع منسوب الاحتقان والغضب الشعبي.

إن الحكومة مطالبة بالاستماع إلى المطالَب الحقة والاستجابة لها، لاسيما هي تعبر عن تطلعات أعداد غفيرة من المواطنين، يدفعون رغما عنهم إلى الفقر والجوع والحرمان من أبسط مستلزمات الحياة.

إن أوضاع البلاد، تستلزم اليوم، أكثر من أي وقت سبق، انتهاج سياسة بديلة بعيدا عن التقاسم المحاصصاتي، تقود الى تنمية حقيقية، وإعادة بناء القطاعات الإنتاجية الوطنية، والتوجه نحو تبني إقامة المشاريع ذات الكثافة العمالية العالية، والتصدي بحزم للفساد والفاسدين، وتوفير الأموال اللازمة لانطلاق عملية الاعمار والبناء والتنمية.

والى جانب توفير فرص العمل، فان الدولة ومؤسساتها مطالبة بتحسين مستوى المعيشة وتوفير الخدمات العامة للمواطنين.

إننا إذ نجدد تضامننا ووقوفنا مع المطالب العادلة والمشروعة للمواطنين المتظاهرين، ندين استخدام القوة لتفريق تظاهراتهم وتجمعاتهم، ونشدد على احترام حق التظاهر والاحتجاج السلميين، وعلى الحكومة تلبية المطالب الشعبية العادلة.

2021/2/1

*********************

كتب المحرر السياسي

ماذا فعلتم للشباب ؟!

دفعت تظاهرات واحتجاجات الخريحين وحملة الشهادات وما تعرضوا له مجددا من قمع وتفريق بالقوة لتجمعاتهم بعد الاعتداء عليها .. دفعت الى الواجهة مرة اخرى مسالة البطالة بين الشباب، التي تقدر بانها في حدود 40 في المائة.

ومن جديد انطلق النقاش والسجال بشأن دور الدولة، ممثلة بالسلطتين التنفيذية والتشريعية، في استيعاب قوى العمل الجديدة، ومن بينها طبعا حملة الشهادات العليا .

وإذ لا جدال في ان التوظيف في مؤسسات الدولة ليس هو الطريق الناجع ، حيث أدى ويؤدي الى تضخم جهاز الدولة وترهله من دون مردود اقتصادي – انتاجي ذي قيمة ، فان من واجب الدولة ان توفر فرص عمل، مع التشديد على إمكانية التمتع بهذا الحق الدستوري من جانب المواطنين جميعا، بلا تمييز لاي سبب كان.

ومن المؤكد ان هذا لن يتحقق في ظروف حماس المتنفذين لاشاعة النزعة الاستهلاكية في المجتمع، وتعطيل المؤسسات الإنتاجية، والا في ظروف النهوض بكافة القطاعات، العام والمختلط والخاص والتعاوني، وإيجاد  أرضية لنمو اقتصاد متنوع وديناميكي، وتأمين مستلزمات تنمية مستدامة .

وعندما تسد كل الأبواب امام هؤلاء الشباب الذين يريدون العيش في ظروف يتوفر فيها  الحد الأدنى من مستلزمات الحياة الانسانية الكريمة، فانهم يلجأون الى الدولة للحصول على فرص عمل. لكن غالبيتهم لا تدرك هذه الفرص، حيث يستحوذ عليها المتنفذون الذين يغدقونها على مريديهم ومؤيديهم واقاربهم، فيتضاعف التذمر والسخط مرةً بسبب عدم الحصول على الفرصة في وقت المعاناة المشتدة والجوع والفقر، ومرةً بسبب التمييز القائم واغراق القوى المتنفذة مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية بالزبائن والاتباع، بل وحتى بمن يستطيع ان يدفع ويشتري الوظيفة.

ان لاستمرار هذا الحال وارتفاع نسب الفقر والبطالة انعكاسات سلبية عديدة، بضمنها هذا النزيف المتواصل لقوى المجتمع الحية وتضييعها، وإلقائها في متاهات وسلوكيات لا تريدها هي ولا ترغب فيها.

لذا  فان الدولة والحكومة امام مسؤولية مضاعفة في الحرص على شبيبة الوطن وتنمية قدراتها، والاستثمار الأمثل لطاقاتها الخلاقة. وهذا لا يجمعه جامع من بعيد اوقريب، مع اللجوء الى القوة بدل تأمين الحلول للمشاكل والقضايا المثارة، والتي تخص الملايين من بنات وأبناء شعبنا .  

***********

بعد 6 أشهر.. قانون الضمان الصحي يدخل حيز التنفيذ

بغداد ـ طريق الشعب

أعلنت وزارة العدل، نشر قانون الضمان الصحي في جريدة الوقائع الرسمية، ليدخل القانون حيز التنفيذ بشكل رسمي، لكن عضو في لجنة الصحة النيابية، أكد انه “سيكون نافذاً بعد 6 أشهر من تاريخ نشره في الجريدة الرسمية”.

وذكر بيان للوزارة، تلقته “طريق الشعب”، ان “العدد الجديد من جريدة ‏‏الوقائع العراقية بالرقم (4614) صدر ويتضمن عدداً من ‏القوانين والقرارات التي صادقت عليها رئاسة الجمهورية ‏”.

ونقل البيان عن مدير عام الدائرة/ وكالة هيفاء شكر محمود قولها ‏‏إن “العدد تضمن صدور قانون الضمان الصحي رقم (22) ‏لسنة 2020 “.

وكان مجلس النواب، صوت في 30 تشرين الاول الماضي على قانون الضمان الصحي.

وقال عضو لجنة الصحة والبيئة النيابية حسن خلاطي ان “القانون سيغير مسار الخدمات الطبية في البلاد بشكل عام”.

وأضاف خلاطي ان “العراق دخل ضمن البلدان التي تعمل بقانون الضمان الصحي”، مشيراً الى انه “سيكون نافذاً بعد 6 أشهر من تاريخ نشره في الجريدة الرسمية”.

وأضاف، ان “القانون سوف يعمل على خلق أجواء تنافسية بين الخدمات الصحية بين القطاع الصحي الأهلي الخاص وبين القطاع الحكومي بالأجنحة الخاصة بما يضمن تقديم الخدمة اللائقة للمواطنين”.

************

مفوضية الانتخابات تكشف آلية احتساب الاصوات للمرشحين

بغداد ـــ طريق الشعب

اعلنت المفوضية العليا للانتخابات، يوم أمس، آلية منح الاصوات للمرشحين الى انتخابات مجلس النواب.

وأكد بيان للمفوضية، طالعته “طريق الشعب”، اعتمادها على نظام (الصوت الواحد غير المتحوّل) في عدّ الأصوات؛ إذ يقوم الناخب وفقًا لهذا النظام بمنح صوت واحد لمرشّح واحد ضمن الدائرة الانتخابية، ثُمّ تُملأ المقاعد بالمرشّحين الذين حصلوا على أعلى عدد من الأصوات. فإذا كانت لدائرة انتخابية ثلاثة مقاعد، تُمنح هذه المقاعد للمرشّحين الثلاثة الذين حصلوا على أكبر عدد من الأصوات مع مراعاة كوتا النساء”.

وأوضح البيان “يُعدّ فائزًا من حصل على أعلى الأصوات، بعد اعتماد الدوائر الانتخابية المتعدّدة في المحافظة الواحدة”.

واضاف، أنّ “آخر موعد لاستقبال طلبات تشكيل التحالفات السياسية سيكون لغاية 10 / 2/2021، كما أنّ آخر موعد لاستقبال قوائم المرشّحين سيكون لغاية 1 /3 /2021، وأنّ آخر موعد لعملية تحديث سجل الناخبين في نهاية يوم 31 /3 /2021”.

وبينت المفوضية، أنّ “هذه المواعيد نهائية”، فيما طالبت التحالفات السياسية الراغبة في المشاركة في الانتخابات البرلمانية المقبلة، بمراجعة دائرة شؤون الأحزاب والتنظيمات السياسية، لإبداء الرغبة في المشاركة الانتخابية، وتحديث بيانات الأحزاب المنضوية في داخل كلّ تحالف، من خلال ملء الاستمارة الخاصّة بهذا الإجراء”.

*****************

نقيب المحامين يحذر من سلب حقوق الناخبين

بغداد ـــ عبدالله لطيف

قال نقيب المحامين العراقيين، ضياء السعدي، ان هناك “قوى سياسية استشعرت الخطر والرعب من تصريح النقابة وإصرارها على المشاركة في حماية العملية الانتخابية”، محذراً “من وجود جهات سياسية تسعى الى تزوير الانتخابات أو التلاعب في بعض أدوارها”.

وبين السعدي في تصريح صحفي خص به “طريق الشعب”، أن “الدافع في المشاركة لمراقبة الانتخابات جاء نتيجة لمخاوف النقابة من أن تشهد الانتخابات القادمة نفس الممارسات السابقة”. وحذر النقيب من امكانية “سلب حقوق الناخب، من قبل بعض القوى السياسية، التي تستخدم السلاح والنفوذ في التلاعب بالنتائج”.

وأكد أن النقابة تريد ان تلعب دورا في اشاعة ثقافة اختيار الناخبين بين المواطنين، التي من شأنها الحد من “التأثيرات القبلية والقومية والطائفية”، مبيناً أن هذه العمل هو اكمال المنهاج التي وضعته “انتفاضة تشرين”.

*****************

راصد الطريق

بين حانة ومانة..

استبشرنا مع غيرنا من المواطنين خيرا بنشر وكالة “السومرية نيوز” امس الاول الثلاثاء خبر تعليق النائب ممثل دولة القانون عضويته في اللجنة المالية البرلمانية، إثر ما قيل عن رفض اللجنة طلبه الغاء الاستقطاعات في موازنة 2021 من رواتب الموظفين ومن الفئات الفقيرة، وتحويلها الى المقاولين والشركات.

وقلنا مع غيرنا انه حقا موقف يستحق التقدير.

الا انه وللاسف سرعان ما خيّبت وكالة انباء اخرى هي “موازين نيوز” آمالنا، حين اعلنت ان اللجنة المالية نفسها رفضت طلبا من النائب المذكور، ممثل دولة القانون، باضافة مبلغ في مشروع الموازنة لصالح مقاول مقرب منه. وانه على أثر هذا الرفض جمّد النائب عضويته في اللجنة!

فأيّ من الخبرين نصدق الآن؟ وكم فيهما من تسقيط سياسي؟

كما اننا نتساءل: هل حقا يتعامل “نواب الشعب” بهذا الاستخفاف مع قوت الملايين من ابناء الشعب، المكتوين بسياسات وممارسات منظومة المحاصصة والفساد، المدمرة للبلاد ولكل ما فيها؟

********************

الصفحة الثانية

الكاظمي: الحرب سبّبت الأزمة الاقتصادية

بغداد ـ طريق الشعب

أكد رئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي، امس الأربعاء، ان “بعض القوى جعلت العراق ساحة لتسوية حسابات، الأمر الذي تسبب بخسارة الكثير من العراقيين”، فيما أشار إلى أن “الحرب كانت السبب وراء الأزمة الاقتصادية التي يعاني منها العراق”.

وقال الكاظمي في بيان، نشره المكتب الاعلامي، وطالعته “طريق الشعب” خلال اجتماعه بأعضاء لجنة الأمن والدفاع النيابية، أن “الحرب استنزفت منا الكثير، وكانت السبب الرئيس وراء الأزمة الاقتصادية، حيث لم نستطع ان نبني أنفسنا طوال السنوات الماضية، لأننا انحصرنا في زاوية واحدة”، مشيراً إلى أن “العراقيين استسهلوا الموت من اجل محاربة الإرهاب، ويجب حمايتهم بقوانين وإجراءات وتدريب ودعم”.  ودعا إلى ضرورة “اهتمام المؤسسات الأمنية بمنتسبيها، وتدريبهم وحمايتهم، ومن ثم تقدم لهم الرعاية الاجتماعية الكريمة”. ونوّه الكاظمي بـ”العمليات العسكرية التي أطاحت بما يسمى بوالي الجنوب، ووالي العراق، وكذلك تدمير جماعة كاملة ومقتل اكثر من 42 إرهابيا جنوبي نينوى”، مؤكدا “قدرة الأجهزة الأمنية على مواجهة كامل التحديات، لكنها تحتاج الدعم والحماية وأن تبقى مستقلة ومهنية”. وخلص الى ان “الوضع السياسي يجب أن لا ينعكس على الوضع الأمني”.

**********************

عام على استشهاد مشذوب واختطاف لطيف والتميمي

احتجاجات واضرابات.. ومطالبات بالكشف عن القتلة

بغداد ـ طريق الشعب

احتشد مئات المتظاهرين، القادمين من محافظات الوسط والجنوب، أمام مجلس القضاء الاعلى، مطالبين بالكشف عن قتلة المحتجين، ومحاسبة الفاسدين، وابطال الدعاوى الكيدية بحق الناشطين في التظاهرات.

ولم تنفك الفعاليات الاحتجاجية في بغداد وعدد من المحافظات، عن رفع تلك المطالب الى جانب شعارات أخرى تتمحور حول توفير الخدمات وفرص العمل وصرف الرواتب.

تظاهرة في بغداد

وعن وقفة بغداد، التي نظمها المئات من المتظاهرين الممثلين عن محافظات الوسط والجنوب، أمام مجلس القضاء الاعلى، قال المتظاهر عبدالله محمد لـ”طريق الشعب”، انها تهدف “للضغط على السلطة القضائية من اجل تفعيل دورها في محاسبة الفاسدين، وفتح ملفات الفساد وزج سراق المال العام وقوت العراقيين في السجون”.

كما يشدد المتظاهرون، بحسب محمد، على “ضرورة ايقاف حملات الدعاوى الكيدية ضد المتظاهرين”.

وكرر محمد، القول بان “السلطة القضائية مطالبة بالسعي لمحاسبة قتلة المتظاهرين من خلال تقديمهم امام القضاء، والكشف عن مصير المختطفين”.

استمرار التهديد

ورغم مرور الذكرى السنوية الاولى لاغتيال الروائي علاء مشذوب في محافظة كربلاء، لم يجري اعتقال القتلة، على الرغم من وعود الحكومة المحلية والقيادات الامنية هناك.

وبالتزامن مع ذكرى اختطاف الكتبي مازن لطيف، والصحفي توفيق التميمي، وعدد غير محدود من نشطاء المجتمع المدني، كشف الناشط المدني في محافظة ذي قار، علي مهدي عجيل، يوم امس، عن قيام مجهولين بتهديد حياته.

وقال عجيل، إن “مجهولين يستقلون دراجة نارية قاموا بكتابة عبارة (مطلوب دم) على منزلي في ساعة متأخرة من ليلة امس (الاثنين)”.

وأضاف أنه “يجهل هوية هؤلاء الأشخاص”، لكنه لجأ الى تقديم شكوى لدى القضاء.

قطع للشوارع

من جانبهم، قطع عدد من المحتجين في قضاء العزيزة، طريق كوت – بغداد بالإطارات المشتعلة، احتجاجا على تردي تجهيز الطاقة الكهربائية.

وذكر المتظاهر رائد علي لـ”طريق الشعب”، ان “الكهرباء في القضاء سيئة جدا. ورغم مراجعاتنا ومطالباتنا المستمرة للمسؤولين في القضاء والمحافظة بإيجاد حل للمشكلة، لكنهم لا يملكون سوى وعود زائفة”.

ويهدد علي وزملاؤه بـ”استمرار الاحتجاج والتصعيد في حال عدم الاستجابة للمطالب”.

إضراب طبي

وفي الاثناء، أقدم عدد من الاطباء المقيمين في مستشفى الزهراء التعليمي، على تنظيم إضراب امام دائرة صحة محافظة واسط، احتجاجا على تأخير صرف رواتبهم.

وقال مراسل “طريق الشعب”، إن “مطالب الاطباء هي صرف مستحقاتهم المتأخرة منذ 5 اشهر، وتحويل نظام الإعاشة الى نظام البدل النقدي، نظرا لسوء نوعية المواد المقدمة لهم حاليا”.

من جهتهم، نظم عدد من الأطباء المقيمين المعينين الجدد في محافظة البصرة، وقفة احتجاجية امام مبنى دائرة صحة المحافظة، للمطالبة بصرف رواتبهم المتأخرة منذ 5 أشهر.

وأكد مراسل “طريق الشعب”، “استمرار الاضراب الجزئي للأطباء على ان لا يشمل ردهات الحالات الحرجة والطوارئ”. واشار الاطباء المضربون الى ان دائرة الصحة وعدت بصرف الرواتب حال اقرار الموازنة. الى ذلك، تظاهر العشرات من منتسبي مديرية توزيع كهرباء البصرة، امام الشركة العامة لتوزيع كهرباء الجنوب، مطالبين بشمولهم في توزيع قطع الاراضي، أسوة ببقية الموظفين الذين تسلموا في الوجبة الاولى.

إغلاق للدوائر

وفي السياق، أغلق منتسبو فرع توزيع كهرباء محافظة ذي قار، مبنى الدائرة، احتجاجا على تأخير صرف رواتب شهر كانون الثاني الماضي.

وقال المتظاهر حيدر العكيلي لـ”طريق الشعب”، ان “غلق الدائرة هو اجراء تصعيدي، احتجاجا على تأخير صرف الرواتب بشكل متكرر”.

وأضاف أن “الموظفين عليهم التزامات اجتماعية ومعيشية، ولا بد من انتظام توزيع الرواتب”.

يُذكر أن العشرات من المحاضرين في المجان على ملاك مديرية تربية ذي قار، نظموا تظاهرة أمام مبنى المحافظة، مطالبين بالتثبيت على الملاك الدائم، وتضمين حقوقهم في موازنة العام الحالي.

المثنى.. مناطق معدمة

فيما تظاهر عدد كبير من أهالي ناحية الكرامة في محافظة المثنى، للمطالبة بتوفير الخدمات الأساسية في مناطقهم.

وذكر المتظاهر مرتضى اسماعيل في حديث لـ”طريق الشعب”، ان “مطالبنا تتركز على تحسين الخدمات الاساسية، لا سيما قطاعات الكهرباء والبلدية والصحة والتربية”.

وقال إن “المنطقة تعاني انعداما في الخدمات”، داعيا “الجهات الحكومية الى الالتفات لمعاناتهم”.

**************************************

تتبدل الحكومات

والنهج واحد

جاسم الحلفي

لم نسمع خلال هذا الأسبوع إلا ما يوجع القلب. وكيف لنا ان نشهد ما يُسرّ والبلد تديره طغمة حكم لا همَّ لها سوى حفظ مصالحها وإدامتها.

نغفو على خبر مؤلم لنستفيق على واقعة أشد إيلاما. وحينما تَسرب خبر توجه الحكومة الى بيع محطتي توليد كهرباء شط البصرة والرميلة العاملتين إلى شركة كار، لم أصدق للوهلة الأولى ما سمعته، رغم ما تعودنا على سماعه من الفضائح والفواجع التي تسببها طغمة الفساد.

مررت الخبر على مجموعة أصدقاء، وعندما أبدى أحدهم إستغرابه مطالبا بدليل، إجابه صديق آخر مسرعا: لا دخان بدون نار!

ويبدو أن النار تزحف بلهيب حارق على أصول الدولة وممتلكاتها، الامر الذي  يتطلب اليقظة ازاء ما يدبر في الظلام من صفقات. فالصفقة التي تمر في غفلة من الشعب، تجد طريقها في مسالك الفساد وتتنفذ دون رادع. أما اذا رُصدت ووجدت مقاومة من الخيرين، فعندها يتم نفي الخبر والادعاء “ان الموضوع المطروح لا يعدو كونه مقترحاً قُدم من احدى الشركات الاستثمارية التي تتعامل مع وزارة الكهرباء، وان هذا المقترح قيد الدراسة شأنه شأن المقترحات الاخرى، لإيجاد الحلول اللازمة لتوفير الطاقة الكهربائية للمواطنين” حسبما جاء في بيان وزارة الكهرباء يوم الجمعة ٢٩ كانون الثاني ٢٠٢١.

فاذا نجحنا في الحفاظ على محطتي الكهرباء وعدم بيعهما، فلا زالت معركتنا قائمة مع صفقة محاصصة جديدة، هي قائمة تعيين ٨٦ سفيرا، تضم نواب سابقين وحاليين وأبناء مسؤولين وأقرباء متنفذين! فالمحاصصة في القائمة واضحة وتعكس أبشع صور الغدر بالوظيفة العامة، وتعارضها مع قانون الخدمة الخارجية رقم (٤٥) لسنة ٢٠٠٨. وبالأخص مادة تعيين السفير، الفرع الثاني، المادة ٩ في اولا، و ثانيا كما في الفقرات، جيم و هاء و واو، وثالثا.  إنها فضيحة مجلجلة لا يمكن التستر عليها، ولا ريب في ما تبيّن من تخادم المتنفذين.

انها صفقة إعلان صريح  وصلف بأن المحاصصة باقية وتتمدد!

 ويبدو أن تغير الحكومات في نظام المحاصصة والفساد لا يعني تغيير أساليب الحكم. فقد أرست الحكومات السابقة قاعدة المحاصصة كنهج لها، وأبت الحكومة الحالية أن تشذ عن ذلك، وواصلت الأسلوب ذاته، أسلوب قمع الاحتجاجات السلمية. وكم كان سوطها لاذعا وهي تقمع بقسوة أصحاب الشهادات العليا الاحد الماضي، مؤكدة بذلك ان لا شيء تقدمه لهم غير الحرمان من الحق في التعبير السلمي.

كذلك يبدو ان هذه الحكومة تناست ما نجم عن قمع تظاهرات أصحاب الشهادات العليا، قبيل إنتفاضة تشرين، وبالتحديد يوم ٢٥ أيلول ٢٠١٩، حيث تحوّل قمع تلك التظاهرة الى مفتتح للقتل الذي برعت فيه حكومة عادل عبد المهدي، وسارت عليه حتى أغرقت العراق في دماء ٧٠٠ شهيد.

وإذا نسيت الحكومة تلك الواقعة، فان عليها ان لا تنسى تعهداتها بحماية التظاهرات السلمية والإستجابة لمطالب المنتفضين. والقمع لم يردع شبابا ضيع الفاسدون حاضرهم، وأعدم المتوحشون مستقبلهم. وكأن لسان حال الشباب يقول: ليس للعاطلين ما يخسرونه، فإحتجاجهم سعي لربح العراق بأسره. 

ولا بد لنا في النهاية من التنبيه، الى ان أسباب وعوامل انتفاضة تشرين وتجددها في اية لحظة ما زالت قائمة. فالوطن لا يزال منهوبا من قبل المتنفذين، والعدالة غائبة، والقمع هو ما يلاحق الشباب بدلا من توفير فرصة العمل لهم!

****************** 

الشيوعي العراقي والوطني الكردستاني

يبحثان الاستعدادات للانتخابات

بغداد – طريق الشعب

قام وفد من الحزب الشيوعي العراقي يرأسه  الرفيق مفيد الجزائري نائب سكرتير الحزب، امس الاول الثلاثاء، بزيارة الى مقر الاتحاد الوطني الكردستاني في بغداد، حيث التقى مسؤول مكتب العلاقات العراقية للاتحاد الدكتور مجيد حمد امين.

وبحث الجانبان في لقائهما الاوضاع في البلاد وتطوراتها، والتحديات التي تواجهها، اضافة الى الاستعدادات الجارية للانتخابات المبكرة المقبلة.

كما تناولا العلاقات التي تجمع بين الحزبين واكدا ضرورة مواصلتها وتنشيطها.

وضم الوفد الى جانب الرفيق الجزائري كلا من عضو اللجنة المركزية للحزب الرفيق علي مهدي، وعضو لجنة العلاقات الرفيق فاضل الموسوي. فيما كانت في الاستقبال ايضا السيدة رابحه حمد مسؤولة مركز تنظيمات بغداد للاتحاد الوطني الكردستاني، وعدد من اعضاء مكتب العلاقات.

*********************

اتحادا الشبيبة والطلبة يدينان الاعتداء على الخريجين

بغداد ــ طريق الشعب

أصدر اتحادا الشبيبة الديمقراطي والطلبة العام، بيانا مشتركا لادانة حادث الاعتداء على الخريجين المتظاهرين في منطقة العلاوي.

وقال الاتحادان في البيان الذي تلقت «طريق الشعب»، نسخة منه، ان «حملة الشهادات العليا وباقي خريجي الجامعات والمعاهد يعتصمون منذ اكثر من عام للمطالبة بتوفير فرص العمل».

واضاف، انه «رغم الوعود العديدة من قبل الحكومة ومستشاريها بمعالجة الموضوع وتوفير فرص العمل في موازنة العام الحالي، لكنها تنصلت من الوعود التي اطلقتها في مرات عديدة».

وبيّن ان «قوات مكافحة الشغب عادت لممارسة هواياتها بالاعتداء والقمع على المتظاهرين، وملاحقتهم في الشوارع في مشهد مؤسف»، متهما «الحكومة الحالية بالسير على نهج الحكومات السابقة من خلال محاولة تكميم الافواه ومنع المواطنين من التعبير عن آرائهم والمطالبة بحقوقهم المشروعة».

ودان البيان، ما اسماه «الفعل الجبان». وطالب الحكومة بـ»تقديم اعتذار رسمي ورد الاعتبار للشباب المتظاهرين من خلال العمل عاجلا على الاستجابة لمطالبهم المشروعة».

وشدد البيان على «ضرورة محاسبة مرتكبي هذا الفعل ومراجعة أداء قوات مكافحة الشغب وتصويب عملها في اتجاه احترام حقوق الانسان».

ودعا الاتحادان في بيانهما الى «تفعيل مجلس الخدمة الاتحادي، ومكافحة الفساد في ملف التعيينات، وانتهاج سياسة اقتصادية واضحة، تساهم في توفير فرص عمل للشباب العاطلين عن العمل».

***********************

الصصفحة الثالثة

لبرنامج «يحدث في العراق»:

مفيد الجزائري: صراع القوى المتنفذة

يُسهل على الإرهابيين والمجرمين افساد الامن

بغداد – خاص

يواصل برنامج “يحدث في العراق” الذي يقدمه المركز الإعلامي للحزب الشيوعي العراقي، ضمن موسمه الثاني، عقد لقاءات تفاعلية مساء كل سبت، على منصة الحزب الشيوعي الرسمية في “فيسبوك”، حول تداعيات التفجيرات الاجرامية التي طالت الابرياء في ساحة الطيران، وما تلاها من احداث في محافظة صلاح الدين. وخصصت حلقة السبت الماضي لملف “الامن.. أولوية المواطن، وضحية التراخي والصراع السياسي”، والتي ضيّفت نائب سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الرفيق مفيد الجزائري، على مدى ساعة حوارية، قدمها الصحفي سيف زهير.

هجمات داعش الاخيرة عززت مشاعر الخوف لدى الناس

المركز: من المستفيد من عودة الخوف والعمليات الارهابية الى الشارع بعد مرور فترة طويلة، شهدنا فيها تحسنا في الجانب الامني، وبالتزامن مع التحضير للانتخابات؟

الجزائري: لا اعتقد ان الخوف كان غائبا في الفترة الماضية. نعم، مرت فترة معينة خاصة بعد الضربات العسكرية التي تلقاها “داعش”، والتي كسرته عسكريا. ورغم غيابه الى حد كبير لكن الخوف لم يغب؛ فالأوضاع غير مستقرة في البلد. الشعور بعدم الامان ازداد في الفترة الماضية. ويبقى السؤال: هل يشعر الانسان العراقي بالامان في الوقت الذي لم تتوقف فيه حوادث عديدة، من تجاوزات على الناس واعتداءات واختطاف. الشعور بالتوتر باقٍ، بسبب كل هذا. هل اطلق صراح المختطفين رغم كل الوعود؟ هل تم الكشف عن قتلة المتظاهرين ومحاسبتهم؟ هل غابت فوضى السلاح عن الشارع؟ هل تحقق الشعار والمطلب الملح “حصر السلاح بيد الدولة”؟.. والكثير من مظاهر عدم التقيد بالقوانين. وهناك الكثير من الاحداث التي تعكس ممارسة فعلية لأخذ القانون باليد، بدل الدولة. كل هذا لا يشيع الاطمئنان، لذلك الخوف موجود في الفترة الماضية، وتعزز بعد اعتداءات داعش الاخيرة.

وكما اشرتم فأن الاحداث ترتبط بالاستعداد للانتخابات، والقوى المتنفذة الان تشعر بخوف حقيقي من اجراء الانتخابات، وهم يعرفون ان الناس ما عادت تطيقهم وترفضهم وهم خائفون من ان تجري الانتخابات ويتم التصويت ضدهم. وهذه مسألة كبيرة بالنسبة للمتنفذين، لذلك نراهم يسعون لتأجيلها او نشر الشعور بالخوف بين الناس، حتى اذا جرت الانتخابات، فعلا، يجعلون الناس يشعرون بالخوف، وعدم الذهاب الى مراكز الاقتراع.

المركز: اثر الصراع السياسي اصبح ملموسا على المشهد الامني. وللحزب الشيوعي بيانات ومواقف رسمية بهذا الخصوص، نتمنى ان تعرفنا إلى تلك المواقف؟

الجزائري: موقف الحزب من هذه المسألة، مسألة الصراع بين القوى المتنفذة، التي نرى انها دائما هي المؤثرة على الاوضاع الامنية. كل من يريد ان يفسد الاوضاع الامنية كان يدخل من هذا الجانب، حتى بعد جريمة ساحة الطيران، عاد الكثير من المحللين الى مسألة الصراع بين القوى السياسية المتنفذة. وهذا كله يتعلق بمسألة سيطرة وتحكّم القوى المتنفذة والصراع من اجل ان لا تفقد تحكمها وتسلطها على الجو السياسي بشكل عام.

الحزب الشيوعي وفي مناسبات مختلفة أشر هذه الحقيقة، وحذر منها ومن عواقبها، سواء في بيانات اللجنة المركزية او تصريحات المكتب السياسي او افتتاحيات جريدة “طريق الشعب” او اعمدة المحرر السياسي. دائما كان هناك تأكيد على ضرورة ان يوضع حد لهذا التدافع والتنافس غير المشروع، من اجل المصالح الخاصة لهذه القوى المتنفذة، والتي لا تؤدي الا الى تهيئة الاجواء لكل من يريدون ايذاء بلدنا وشعبنا، واضافة مزيد من الاشكاليات في البلد. هذا شيء واضح ومؤكد. ومن يعود الى وثائق حزبنا يجدها تعبر عن هذا الموقف.

التدخلات الخارجية تهدد وجود البلد ومصيره

المركز: في خصوص الصراع الدولي وانعكاساته على المشهد العراقي، هل فعلا هذا الصراع وهذه التدخلات تلعب هذا الدور  كما يشار  أم ان العلة تكمن في المشهد العراقي ذاته؟

الجزائري: بالتأكيد، التأثيرات الخارجية كبيرة جدا، ولا يمكن انكار هذا. الجميع يعترف بتلك التأثيرات، لكن يبقى الوضع في الداخل اساسيا. مواقف القوى المتنفذة وتشبثها بمنهج المحاصصة والطائفية السياسية، كل هذا يهيّئ الاجواء لكل هذا التطور الخطير، بالنسبة لبلدنا، لواقعه وحاضره ومستقبله. هذا الصراع بين القوى السياسية المتنفذة المتحكمة والمتسلطة، تستغله القوى الخارجية. ونحن نعلم ان اطرافا من بين القوى المتنفذة تستعين بالقوى الاجنبية في صراعاتها مع القوى السياسية الاخرى، لتأمين نجاحهم وفوزهم بالصراع مع الاطراف السياسية الاخرى، حتى لو حل بالبلد ما حل. والبلد اليوم وصل الى ما وصل اليه. النفوذ الخارجي يعتمد كثيرا على الواقع الداخلي. هل القوى السياسية تعمل على الاستقلال والسيادة والدفاع عن مصالح شعبها ام انها تنظر الى مصالحها الخاصة ومستعدة ان تفرط باستقلال البلد وكرامته وحقوق ابنائه؟ ما نلاحظه ان الاوضاع الداخلية المتردية بفعل سياسات ونهج المحاصصة الطائفية وطغيان الفساد عمليا، توفر الاجواء المناسبة للتدخلات الخارجية، وهي ليست تدخلات بسيطة في الامور الجانبية او الهامشية، بل هي في الصميم. هي تهدد وجود البلد ومستقبله ومصيره.

لا يمكن فصل الفساد عن الارهاب

المركز: يعتقد الكثيرون ان الفساد عامل اساسي ورئيسي في قضية استمرار الارهاب والخروقات الامنية؟

الجزائري: الفساد هو الجانب الاساسي في كل هذه اللوحة المحزنة بالنسبة لأوضاعنا. من جانب نتحدث عن المحاصصة الطائفية والنشاط الارهابي والسلاح المنفلت والقوى المنفلتة بممارستها، والتي تتصرف بالطريقة التي تراها هي انها الطريقة السليمة والصحيحة، وهي في الحقيقة بعيدة عن منطق الولاء للدولة، وان تأخذ سياسة الدولة بنظر الاعتبار وتنفذها. يأتي الفساد ويضيف عنصرا اساسيا اخر في هذه اللوحة، ويسهل ربط كل هذه العناصر وتعشيقها الى حد كبير، وجعلها مؤثرة وتأثيرها يكون مضاعفا. الفساد لا يمكن فصله عن كل هذه الاجواء، وادامة هذا الوضع الخطر من دون مواجهته لن يمكّن من تأمين الامن والطمأنينة التي يحتاجها البلد والناس، خاصة في هذه الفترة التي نتوجه فيها الى العملية الانتخابية المبكرة كما يفترض.

المركز: التأكيد اليوم على ان الملف الامني مسؤولية مشتركة، وليس على عاتق الحكومة وحدها. وايضا للبرلمان دور في ذلك وتحديدا في الجانب الامني لا بد ان يكون العمل تكاملياً، لكن في الحقيقة اليوم نشهد تضاربات في التصريحات وتناقضات وعشوائية واضحة؟

الجزائري: البرلمان يتحمل مسؤولية كبرى، وهو الساحة التي تمارس القوى المتنفذة فيها سطوتها؛ تعاقب من ناحية، وتكافئ من ناحية أخرى، الاطراف التي في السلطة التنفيذية. لذلك نرى ان مجلس النواب لا يمارس الدور الرقابي والدور التشريعي الصحيح والسليم، الذي يفترض ان يقوم به، حتى في المجال الامني. بمعنى دعم خطوات الحكومة اذا كانت هناك خطوات للحكومة تضمن تعزيز الوضع الامني وتخليصه من جوانبه السلبية وتطوير الايجابيات.

عدم الانسجام بين القوات الامنية يضعف من قدراتها

المركز: هل تعتقدون ان حجم الخروقات يتناقض مع اعداد القوات الامنية، ويتناقض ايضا مع التخصيصات المالية الكبيرة التي ترصد لها؟

الجزائري: ان ما كرّس من امكانيات الدولة وموارد مكّن هذه القوات من ان تضم الى صفوفها اعدادا ضخمة حقا. لكن هناك مشكلة بما يتعلق بالجانب الامني؛ هناك تعدد في المراكز المعنية في الموضوع الامني، وهناك مؤسسات عديدة وهذه المؤسسات للاسف ليس بينها انسجام وتعاون وتنسيق ووحدة عمل، للنهوض بالمهمات، التي تكلف بها تجاه الارهاب او تجاه شتى النشاطات الاجرامية. وهذا يضعف من قدرات القوى والمؤسسات الامنية. من جانب اخر هناك نوع من التنافس غير البناء والمؤذي، والذي يؤدي في النهاية الى قضية الافادة من المعلومات الامنية في العمل المشترك ضد الارهاب والمؤثرات السلبية على الاجواء الامنية في البلد، اضافة الى تأثيرات القوى السياسية المتنفذة في المؤسسات الامنية. للاسف الشديد هذه اذا لم تعالج فالواقع الامني لن يتحسن. وكل هذا مرتبط بأجواء المحاصصة الطائفية والقومية وهي اساس البلاء في البلد. الفساد لا يزال يجري على قدم وساق بأقبح اشكاله، ومستمر في الدوائر والعقود والنشاطات الاقتصادية المختلفة، رغم كل الحديث عن تشكيل لجنة هنا وفريق هناك لمحاربة الفساد. وتدارك هذا الامر ضروري جدا لبدء مرحلة جديدة في البلد، وتداركها مهم جدا لاجراء الانتخابات على اساس ان تكون انتخابات نزيهة ونظيفة وديمقراطية وبعيدة عن كل مظاهر الفساد والتدخلات والتلاعبات.

لا يوجد جهد حقيقي للتخلص من المحاصصة

المركز: في الفترة الماضية رصدنا عمليات أمنية في اكثر من مكان حققت نجاحا، واطاحت برؤوس كبيرة. تعتقدون ان هذا النجاح الامني مبشر للارتقاء بالجانب الامني بشكل أفضل؟

الجزائري: في الحقيقة نأمل ذلك، لكن للاسف الشديد تظل تلك الاخبار قليلة، وتأتي بأوقات متباعدة. نحن نأمل ان تتحول الى واقع يومي، وهذا لا يتحقق اذا لم يتم تدارك ما أشرت له من اجواء تسود حاليا في المؤسسات الامنية، كما تسود في كل مؤسسات الدولة. على سبيل المثال قضية الفضائيين التي يعاني منها الوسط الامني، كما تعاني منها المجالات الاخرى، كل هذا مرتبط بواقع الفساد الذي تقف خلفه القوى المتحاصصة والمتشبثة بالسلطة. المحاصصة تعتبر مشكلة اساسية يجب التخلص منها، لكن ليس هناك جهد حقيقي لذلك، هناك من جرت محاسبتهم او صدرت أحكام بحقهم، لكن لم نشهد الى الان محاسبة حوت واحد حقيقي من حيتان الفساد، ووقف امام المحكمة وحوسب وحوكم وعوقب. هذه قضية كبيرة جدا، نعلم ان هناك من يبذلون جهودا في هذا الاتجاه، لكن لا تزال جهودا غير موفقة.

ندعو دائما الى بناء القوات الامنية على اسس الولاء للوطن

المركز: كيف يلخص الحزب الشيوعي العراقي شروط ومستلزمات الارتقاء بمستوى المؤسسات الامنية والعسكرية؟

الجزائري: الحزب طرح اكثر من مرة هذه المسألة. وأكد ضرورة إعادة بناء القوى الامنية والعسكرية على أسس مختلفة وجديدة، أسس الوطنية والنزاهة والكفاءة، والابتعاد عن المحاصصات ، كما في المجالات الاخرى. إنْ لم يعَد تشكيل وتأسيس القوى والتشكيلات الامنية على هذه الاسس السليمة الصحيحة، أسس مصلحة الوطن قبل كل شيء، واختيار العناصر النظيفة القادرة على ان تنهض بهذه المهمة، وتتوافر على صفات العفة ونظافة اليد والاخلاص للبلد والاخلاص لسياسة الدولة والعمل بروح سياسة الدولة المعتمدة، بعيدا عن التأثيرات من خارج المؤسسة الامنية والحكومية عموما، وبعيدا عن نفوذ الاطراف السياسية التي تحاول ان تؤثر وتدفع باتجاهات تخدم مصالحها.. يصعب الحديث عن تغيير في الواقع الامني، وجعل الملف الامني ملفا يخدم مصلحة البلد ومصلحة الشعب، ومصلحة اقامة عراق ديمقراطي، ودولة مدنية تقوم على العدالة الاجتماعية.

 *********************

نقيب المحامين العراقيين لـ «طريق الشعب»:

النقابة تطالب أن تلعب دورا «رقابيا وإشرافيا» في الانتخابات المقبلة

بغداد ـ عبد الله لطيف

أرسلت نقابة المحامين العراقيين مذكرة الى رئاسة الجمهورية، ورئاسة مجلس الوزراء، ومجلس القضاء الأعلى، والمفوضية العليا المستقلة للانتخابات تطالبهم بإنشاء «مركز أو مرصد» تابع للنقابة، يراقب الانتخابات ويحظى بتشريع قانوني كي تكون كلمته الفيصل في مصداقية الانتخابات من عدمها.

وقال نقيب المحامين العراقيين، ضياء السعدي، في تصريح خص به «طريق الشعب»، إن الانتخابات السابقة، شهدت «عمليات تزوير وحرق صناديق اقتراع»، ولذلك النقابة مصرة على «مشاركة رقابية» في الانتخابات القادمة.

وأضاف أن هذا الدور سيتمثل برصد المخالفات والرقابة المباشرة على إجراءات الانتخابات وخطواتها العملية، وستضطلع بكتابة التقارير المختصة ورفعها إلى الجهات الدولية والمنظمات والسلطات ذات العلاقة، داعياً إلى وجوب أن يكون دورها «إشرافياً» وليس «رقابياً» فقط.

وأوضح أن رقابة المحامين ستكون تحت الاشراف المباشر للنقابة كـ ” تنظيم مهني» مستقل، وتعمل من منطلق «الدفاع عن حقوق الشعب» الأساسية وحرياته وضمنها حقه بالانتخاب.

 وأشار السعدي، الى أن التركيبة القانونية للمحامين تجعلهم قادرين على ممارسة دور رقابي، وهذا يتطلب ايضا تطوير قدرات المحامين، «أكثر» كي يقوموا بدورهم في رصد الانتهاكات وكتابة التقارير.

وذكر أن الطريقة التي تقترحها النقابة، هي انشاء مركز أو مرصد يتابع الانتخابات، يحظى بدعم قانوني، يمكنه من أن تكون كلمته الفيصل في مصداقية الانتخابات أو من عدمها، هذا المركز لن يتأخر في اصدار تقاريره وكشف الحقائق امام الشعب.

وشدد النقيب على أهمية توسيع قاعدة المشاركة في الانتخابات، والسعي لخلق ثقافة الاقتراع الصحيح المبني على أساس الكفاءة والنزاهة وحرية الاختيار.

ولفت السعدي إلى أن هنالك الكثير من الجهات التي تسعى لتزوير الانتخابات أو التلاعب في بعض أدوارها، استشعرت الخطر والرعب من تصريح النقابة وإصرارها على حماية العملية الانتخابية.

 وبين أن الدافع في المشاركة بالانتخابات جاء نتيجة   لمخاوف النقابة من أن تشهد الانتخابات القادمة «نفس الممارسات السابقة».

وحذر النقيب من امكانية «سلب حقوق الناخب»، من قبل بعض القوى السياسية وتستخدم السلاح والنفوذ في التلاعب بالنتائج.

وأكد أن النقابة تريد ان تلعب دورا في اشاعة ثقافة اختيار الناخبين بين المواطنين، التي من شأنها الحد من «التأثيرات القبلية والقومية والطائفية»، مبيناً أن هذا العمل هو اكمال المنهاج الذي وضعته «انتفاضة تشرين».

وفي الختام ذكر أن النقابة لم تتلق رداً واضحاً من الجهات المعنية التي أرسلت لها المذكرة. 

هذا وكان وفد أممي، مكون من سبعة خبراء، بحث الاسبوع الماضي في بغداد، مع رئيس مجلس المفوضين في المفوّضية العليا للانتخابات، جليل عدنان خلف، بحضور «أمير آراين» مدير مكتب الأمم المتحدة للمساعدة الانتخابية في العراق «يونامي» بحث مجالات اختصاص عمل الخبراء «لإسناد عمل المفوّضية الانتخابي وإجراء انتخابات برلمانية رصينة وفقًا للمعايير الدولية».

وكان الموعد المقرر للانتخابات، في السادس من حزيران المقبل، لكن الحكومة العراقية، أعلنت في الشهر الماضي، تأجيل الانتخابات الى العاشر من تشرين الاول، بسبب عدم جاهزية مفوضية الانتخابات.

***************************

الصفحة الرابعة

شباب الانتفاضة:

 المشاركة الانتخابية جزء من مشروع بديل للمحاصصة

بغداد ــ سيف زهير

يجري الحديث، مؤخرا، بين اوساط الشباب، والمتظاهرون منهم على وجه الخصوص، عن اهمية تنظيم الصفوف والاستعداد الجيد للانتخابات القادمة برغم ما يرافقها من اشكالات عدة.

ويؤكد شباب ناشطون: ان هذه الاستعدادات لا بد ان تكون على اعلى المستويات “لتفويت الفرصة على القوى المتنفذة التي رُفضت من قبل العراقيين بعد الانتفاضة الباسلة”، داعين الى تقوية الاواصر بين القوى الوطنية، والتشكيلات التي خرجت من رحم الانتفاضة، مشددين على ضرورة “التحشيد اولا لتحديث بطاقات الناخبين لحماية الأصوات من التزوير، ومن ثم العمل على استكمال متطلبات النهوض بالمشروع الشعبي المناهض للمحاصصة الطائفية”.

بديل سياسي وطني

يقول خليفة البدري (متظاهر من محافظة ذي قار): إن المنتفضين لم يخرجوا للشوارع، ويتعرضوا للقمع والرصاص، لمجرد الاعتراض على طريقة الحكم وطبيعة النظام الطائفي، انما خرجوا لإيجاد بديل سياسي وطني، يأخذ مكانه في الحكم بدلا من القوى الطائفية.

ويضيف البدري خلال حديثه لـ”طريق الشعب”، ان الشباب المنتفضين في كل الأحوال “يسعون الى ايجاد البديل السياسي، سواء كان من داخل صفوفهم، ام من محيطهم القريب”، مردفا “لكن بشكل عام، ان ساحات التظاهر افرزت خلال الفترة الماضية مكونات سياسية تشرينية جديدة، بعضها ضمت النخب من المتظاهرين فقط، واخرى مزجت بينهم وبين كفاءات واساتذة واصحاب شهادات ورؤى سياسية وطنية واضحة”.

ويعتقد البدري، انه “من منطلق هذا التوجه الشبابي، ستشهد الايام القادمة ظهور قوى تشرينية جديدة”.

ويلفت المتحدث الى ان “هذه القوى التي برزت بعد احداث الانتفاضة تمتلك خطابا وطنيا بعيدا عن الطائفية والمناطقية”، مستدركا انه “من البديهي ان تكون كذلك، لان انتفاضة العراقيين كانت وما زالت تمثل كل ابناء الشعب”.

وبالنسبة للمشاركة في الانتخابات من عدمها، يقول البدري إنها “ستكون متعلقة بالشروط التي حددت مسبقا؛ منها حصر السلاح المنفلت وضبط المال السياسي وتوفير المناخ الانتخابي الآمن. ففي حال توفر ذلك سنشهد مشاركة واسعة في الانتخابات، وان لم يكن ذلك فالمنتفضون لن يستسلموا ويساهمون بشكل أو آخر في صناعة بديل لقوى المحاصصة الطائفية”.

أهمية تحديث سجل الناخبين

ويبيّن البدري، أن من مسؤولية الحكومة “الايفاء بوعودها بشأن اقامة الانتخابات بظروف آمنة وسليمة، والا فستكون المقاطعة أفضل حل”.

ويشدد على أن “الشباب المتظاهرين يسعون حاليا لتحديث بطاقاتهم الانتخابية، ويدعون جميع ابناء الشعب العراقي الساخطين على نظام المحاصصة، الى ان يقوموا بتحديث بطاقاتهم، لقطع الطريق على الفاسدين الذين يريدون الاستفادة من عدم التحديث. ونحن بذلك، نسجل اول موقف انتخابي سواء اشتركنا أو لم نشترك”.

ويشير الى أن “الشباب قادرون على طرح أنفسهم كبديل سياسي لقوى المحاصصة، فهم يملكون ثقة تامة بأنفسهم لخوض هذا التحدي، واذا لم يوجدوا بديلا من داخلهم، فسيدعمون اي قوى وطنية قريبة من توجهاتهم. ولا بد ايضا من العمل على كسب اصوات الكتلة الصامتة من المواطنين، فهي الاهم والاكثر تأثيرا في المعادلة”.

وينبه البدري، انه “خلافا لذلك، واذا حصل العجز والتقاعس واليأس، فستتوفر فرصة كبيرة للفاسدين في العودة الى مواقعهم من جديد، بعد أن اسقطتهم انتفاضة تشرين”.

تأجيل الانتخابات محاولة للمماطلة

من جانبه، يشير حسين حبيب، سكرتير اتحاد الشبيبة الديمقراطي العراقي، الى ان الانتفاضة التي وحدت صفوف الشباب، واوضحت لهم اسباب معاناتهم، لا يجب التفريط بها، مؤكدا “ضرورة خوض الصراع مع المتنفذين والاستفادة من اهمية الغضب الجماهيري والرفض الموجه تجاه القوى المتنفذة”.

وبحسب حبيب، فإن تأجيل موعد الانتخابات المبكرة “هو محاولة جديدة للالتفاف على هذا المطلب، ولتجنب اقامتها في الوقت الذي ما زالت تشهد فيه مدن العراق احتجاجات متواصلة. ولو اقيمت الانتخابات في وقت سابق، لشهدنا تغييرا حقيقيا في الخارطة السياسية”.

وأكد حبيب انه “ما زالت الفرصة سانحة أمام قوى الانتفاضة، من اجل توحيد الصفوف والتوجه نحو مشاركة كبرى للإطاحة بالفاسدين. وهذا لا ينفصل عن تعزيز العلاقة بين مخرجات الانتفاضة والقوى الوطنية التي ساهمت فيها، وأيّدتها؛ فالتغيير يتطلب تعاونا كبيرا جدا وانفتاحا يمكن ان يواجه عقبات عدة تضعها القوى المتنفذة”.

مشروع شعبي وليس انتخابيا

وفي السياق، يبارك المتظاهر من محافظة بابل، حسن حكمت بهجت، جهود الشباب المنتفضين والاعلان عن تشكيلات سياسية، ترفع الشعارات الوطنية التي خرجت بها الانتفاضة.

وبسبب الانفلات الذي شهدته العمليات الانتخابية السابقة، يدين المتظاهر “الحكومات السابقة دون استثناء، بسبب تقصيرها وعدم متابعتها للخروق والاستغلال للمال والسلاح والنفوذ في توجيه البوصلة الانتخابية”، داعيا الى “توحيد صفوف كل القوى المدنية والديمقراطية، والتقارب بشكل حقيقي مع الشباب المنتفضين الذين يستعدون لخوض الانتخابات او الدعوة لها وفقا للرغبات الحقيقية في إبعاد الفاسدين عن مواقعهم ومحاسبتهم”.

ويؤكد بهجت، أن “فلسفة الدولة الحالية تقوم على أساس طائفي ومناطقي بسبب توجهات القوى المتنفذة، وهذا لا يمكن تغييره ما لم تتوحد الجهود لتحريك الماء الراكد والاطاحة باللصوص والقتلة الذين دمروا البلد ونهبوا ثرواته وازهقوا الارواح البريئة. ورغم ان السجال ما زال مستمرا بشأن عدم توفر شروط الانتخابات، الا ان التوجه للمشاركة الانتخابية بنظرنا كمتظاهرين لا يعتبر الغاية الاساسية، انما هو توحيد الصفوف بين قوى الدولة وقوى اللادولة. وهنا أود أن أؤكد أن القضية ستحمل ابعادا كثيرة اعمق من الانتخابات، لأنها تمثل مشروعا شعبيا يناهض المتنفذين من مختلف الجهات، والانتخابات ستكون طرفا من هذه الاطراف لا اكثر”.

وزاد المتحدث أنه “لا يمكن ان يبقى في السلطة من ينهب ويحرض على قتل الاخر. ولا بد للشباب ان يعززوا جهودهم للقيام بمشروع شعبي واعٍ. واعتقد ان تشرين التي انتجت الكثير من المنجزات، بإمكانها الخروج بتشكيلات سياسية وتحالفات مع قوى وطنية لإنقاذ البلد”.

***********************

في مقر الحزب بكربلاء

لقاء موسع لبحث المشاركة

في الانتخابات

كربلاء ــ طريق الشعب

ضيّفت اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في كربلاء، امس الاول، عددا من الشخصيات الوطنية والديمقراطية واتحاد نقابات العمال، خلال اجتماع دعت اليه اللجنة لمناقشة عدد من القضايا الهامة في الشارع الكربلائي.

وناقش المجتمعون، الاستعدادات للانتخابات البرلمانية، ووحدة القوى المدنية، مركزين الحديث على قانون الانتخابات، الذي تم بموجبه توزيع الدوائر على وفق مصالح القوى الطائفية  والعشائرية .

وتدارس المجتمعون بروح مخلصة، العمل من اجل احداث تحقيق تغيير جذري، الذي رهنوا تحقيقه بالعمل على وحدة الصف المدني الديمقراطي، مع التأكيد على دعوة شباب تشرين، والانفتاح عليهم بروح وطنية.

 وشدد الحاضرون على استمرار اللقاءات لإنضاج الرؤى المشتركة مع الجميع من دون استثناء، ممن يهمهم خلاص الوطن من براثن السراق والفاسدين.

وحضر الاجتماع الدكتور حميد الهلالي، عضو مجلس محافظة كربلاء السابق، والدكتور يوسف الاشيقر وحيدر الموسوي رئيس نقابة عمال الخدمات، الى جانب عدد من اعضاء النقابة، ونعمة الفتلاوي عن التيار الديمقراطي، والفنان سلمان العبد، الى جانب اعضاء محلية كربلاء.

***************************** 

تظاهرات زراعية في البصرة وتهديدات بقطع طرق حقول النفط

استمرار التهريب يهدد المنتوج الوطني

بغداد ـ علي شغاتي

تواجه الحكومة وأيضا الفلاحون والمزارعون، تحديا مشتركا، يكلف الجميع الملايين، بسبب “خروقات” و”عمليات تهريب” في المنافذ الحدودية، تعبّد الطريق أمام المحاصيل الزراعية، رغم توفرها في السوق المحلية ومنع الحكومة من استيرادها.

ويشير الوزير الى، ان إيقاف التهريب يساهم في تشغيل 5 الاف مشروع دواجن لحم في البلاد.

وفي محاولة منها لمعالجة المشكلة، قررت الحكومة ربط السيطرات الخارجية بمديرية شؤون السيطرات، التابعة لوزارة الداخلية “للسيطرة على التهريب ومتابعة تنفيذها”.

بينما عمدت حكومة اقليم كردستان، مؤخرا، الى تشكيل “قوة خاصة”، مهمتها منع الخروقات ومكافحة التهريب عبر الحدود.

وأقرّ وزير الزراعة، بأن “البضائع المهربة” تمرّ عبر “6 سيطرات رئيسية من كركوك الى بغداد”.

وعلى أثر ذلك، يهدد المزارعون ومربو الدواجن بـ”تظاهرات حاشدة” في حال بقاء السياسة الزراعية الحالية “التي تخترقها الدول الاقليمية”.

ودشن مزارعو الطماطم في البصرة، وقفة احتجاجية، مطالبين الحكومة بتنفيذ قرار غلق المنافذ الحدودية بالكامل امام المحصول المستورد.

ويتهم عدد من المزارعين، هيئة المنافذ الحدودية بعدم تطبيق قرار وزارة الزراعة بمنع دخول الطماطم المستوردة من تركيا وايران، وخاصة من جهة منافذ اقليم كردستان.

ورغم اعلان الحكومة الاكتفاء الذاتي في عدد من المحاصيل الزراعية والمنتجات الحيوانية، يستمر مسلسل اغراق الاسواق المحلية بالمنتجات الزراعية والحيوانية المهربة، فيما اتهم وزير الزراعة ضباطا في السيطرات بالوقوف وراء استمرار التهريب.

ضباط فاسدون

وحمّل وزير الزراعة محمد كريم الخفاجي، الضباط في السيطرات الأمنية، مسؤولية تمرير الشاحنات التي تحمل موادَ مهربة ومنتهية الصلاحية، بما فيها الدجاج المُهرّب، ملوّحاً بفتح استيراد بيض المائدة من الخارج، في حال تم رفع الأسعار أكثر من المبلغ الذي حددته الوزارة. 

وقال الخفاجي في تصريح تلفزيوني، تابعته “طريق الشعب”، ان “إيقاف التهريب يساهم في تشغيل 5 الاف مشروع دواجن لحم في عموم العراق، وسيوفر فرص عمل للكثير من المواطنين”. 

واضاف الخفاجي، ان “هناك تواطئاً في السيطرات الامنية، ونحمل ضباط الأمن المسؤولية عن إدخال الشاحنات التي تحمل بضائع مهربة وغير صالحة للاستهلاك البشري”، لافتاً الى انه “من غير المعقول ان تمر البضائع المهربة بـ6 سيطرات رئيسية من محافظة كركوك حتى تصل بغداد دون ان يتم إيقافها”. 

وزاد الوزير بانه “يتم إدخال دجاج (اكسباير) عبر التهريب عن طريق اقليم كردستان”.

واشار الى ان “حماية المنتج تتم من خلال ضبط السيطرات”، مبيناً ان “الدولة تخسر الملايين نتيجة عدم مرور السلع عن طريق المنافذ”. 

وحول ارتفاع اسعار البيض والمحاصيل الزراعية، بيّن الوزير ان وزارته حددت “سعر طبقة البيض بـ 5500 دينار، واذا تم رفعها الى 6000 الاف سوف اضطر الى فتح الاستيراد”.

اجراء جديد

وكشف الوزير، ان  “مجلس الوزراء قرر ربط جميع السيطرات الخارجية بمديرية شؤون السيطرات بوزارة الداخلية، رفقة الجهات الساندة المخابرات وجهاز الامن الوطني والجريمة الاقتصادية، للسيطرة على التهريب ومتابعة تنفيذها”.

واكد ان “ضررا كبيرا يتحمله الفلاحون بسبب عمليات التهريب من شمال البلاد، حيث تتنشر في الاسواق طماطم تركية وايرانية وسورية، ما يؤثر سلباً على الفلاح، الذي لا يتمكن من دفع مبالغ البذور والاسمدة، بسبب عمليات التهريب”.

احتجاجات واسعة

من جانبهم، هدد منتجو الدواجن، بتظاهرات حاشدة في جميع المحافظات في حال استمرار السياسة الزراعية الحالية.

وذكر المزارعون في بيان تلقت “طريق الشعب”، نسخة منه، إن “مزارعي ومنتجي الدواجن في العراق، يعتزمون القيام بتظاهرات حاشدة في جميع المحافظات في حال بقاء السياسة الزراعية الحالية التي تخترقها الدول الاقليمية”.

وأضاف البيان أن “هذه التظاهرات هي رد أيضاً على تصريحات وزير الزراعة”، الذي يتعلق بالالتزام بسعر طبقة البيض المحدد حكوميا، مقابل منع الاستيراد.

ويؤكد المزارعون، ان تظاهرتهم “سيتم تحديد موعدها في وقت قريب”.

من جهتهم، تظاهر المئات من مزارعي محصول الطماطم في محافظة البصرة، عند مفرق الطرق الرئيسية بمنطقة البرجسية، لمطالبة الحكومة الاتحادية بتنفيذ قرار غلق المنافذ الحدودية بالكامل امام دخول الطماطم المستوردة لحين انتهاء موسم جني المحصول وتسويقه.

وقال المزارع في احد حقول الزبير لإنتاج الطماطم، صلاح نعيمة، لـ”طريق الشعب”، ان “مزارعي الطماطم يتعرضون الى خسائر فادحة، نتيجة لانخفاض الأسعار وارتفاع الكلفة مع توقف تسويق المحصول بشكل كامل، بسبب تخمة الأسواق بالمحاصيل المهربة”.

وأضاف نعيمة ان “هيئة المنافذ الحدودية لم تلتزم بتطبيق قرار وزارة الزراعة بمنع دخول الطماطم المستوردة من تركيا وايران، وخاصة منافذ اقليم كردستان”، مطالبا “الحكومة بفرض سيطرتها على جميع المنافذ الحدودية وحماية المنتج المحلي”.

وبيّن نعيمة، ان “سعر تسويق الطماطم قليل جدا ويتفاوت بين 4 - 9 الالاف دينار للصندوق الواحد، زنة 30 كيلوغراما”، مهددا بأنه في حال عدم الاستجابة لمطالبهم سيلجؤون الى “تصعيد احتجاجي يشمل قطع الطرق الرئيسية المؤدية للحقول النفطية”.

وكانت حكومة اقليم كردستان أعلنت في وقت سابق من الشهر الماضي، تشكيل قوة خاصة، مهمتها منع الخروقات ومكافحة التهريب في المعابر الحدودية.

ويرتبط الإقليم بعدة معابر حدودية برية مع دول الجوار هي: معبر حاج عمران، وباشماخ، وبرويزخان مع إيران، وإبراهيم الخليل (فيشخابور)، وسرزيرة (أوزوملو) مع تركيا، بالإضافة الى مطارا أربيل الدولي والسليمانية، الذين يشكلان معبرين جويين.

 **********************

الصفحة الخامسة

في مقر شيوعيي الهندية

حاتم عباس بصيلة يوقع «أفراح الكتاب النثري»

الهندية ــ غانم الجاسور

احتفت اللجنة الثقافية التابعة لمنظمة الحزب الشيوعي العراقي، في قضاء الهندية بمحافظة كربلاء، اخيرا، بالشاعر والفنان حاتم عباس بصيلة، لمناسبة صدور كتابه الجديد “أفراح الكتاب النثري”.

وحضر جلسة الاحتفاء سكرتير اللجنة المحلية للحزب في محافظة كربلاء، الرفيق سلام القريني، وجمع من شيوعيي الهندية ومثقفيها وأدبائها.

وبعد ان دعا مدير الجلسة، الإعلامي رياض العبيدي، الحاضرين إلى الوقوف دقيقة حداد، إكراما لشهداء تفجير “ساحة الطيران”، قدّم نبذة عن المحتفى به، وعن كتابه الجديد وتجربتيه في فضائي الشعر والفن التشكيلي. بعدها قرأ الشاعر والناقد عماد الدعمي، ورقة نقدية عن كتاب المحتفى به. أعقبه عدد من الحاضرين في تقديم المداخلات عن الكتاب ذاته، بضمنهم الناقد بسيم السعيدي، الرفيق سلام القريني، الشيخ ابو حيدر الجشعمي والأستاذان باقر عجة وعبد الرزاق الجراح. وفي سياق الجلسة، تحدث بصيلة عن مسيرتيه الشعرية والفنية، ثم قرأ مختارات مما تضمنه كتابه من نصوص نثرية، ليوقع بعد ذلك نسخا من الكتاب ويوزعها على الحاضرين.

وفي الختام، قدم الرفيق سلام القريني باقة ورد باسم الحزب، إلى الشاعر والفنان حاتم عباس بصيلة.

*************************

«مكتبة الطفل» تدشن نشاطات رياضية

بغداد ــ مروة فاضل

ضمن برامجها المنوعة المخصصة للأطفال، نظمت “مكتبة الطفل” التابعة إلى رابطة المرأة العراقية في مدينة الثورة (الصدر)، نشاطات رياضية للأطفال المنتسبين إليها.

وتضمنت هذه النشاطات، تمارين رياضية بسيطة، وألعابا حركية باستخدام البالونات.

وقالت المكتبة في حديث لـ “طريق الشعب”، إن الهدف من هذه النشطات هو تنمية القدرات الحركية لدى الأطفال، إضافة للقدرات الذهنية التي تسعى المكتبة إلى تنميتها عبر قراءة القصص والكتب التثقيفية العامة الموجهة للطفل.  

********************

في سدة الهندية.. «مشغل الخياطة» يخرّج 16 امرأة

الحلة - مائدة جميل

احتفل “مشغل الخياطة” في ناحية سدة الهندية بمحافظة بابل، أخيرا، بتخرج 16 امرأة من المتدربات فيه، وذلك بعد تعليمهن أساسيات هذه الحرفة، وتأهيلهن من الجانب العملي. وتأتي هذه المبادرة بتعليم النساء الخياطة مجانا، ضمن “مشروع تمكين المرأة”، الذي تتبناه الجمعية العراقية الكندية بالتعاون مع “مجموعة الباقيات الصالحات”، والذي يهدف إلى تعليم نساء العائلات المتعففة، مهنة تساعدهن على توفير لقمة العيش لعائلاتهن. ووفقا للقائمين على المشغل، فإنه من المقرر أن تنطلق خلال الأيام القادمة، دورة جديدة لتعليم فن الخياطة. هذا واختتم الحفل بتوزيع شهادات التخرج على النساء المتخرجات.

********************

واسط.. فعالية راجلة لتحديث البطاقة البايومترية

واسط ــ علي جبار

دعا أعضاء خلية الشهيد عادل عويد، في اساسية الكوت للحزب الشيوعي العراقي، المواطنين الى تجديد البطاقة البايومترية، والمشاركة الواسعة في الانتخابات.

ونظم أعضاء الخلية، فعالية إعلامية راجلة، الثلاثاء الماضي، في اسواق الذهب والشيشان، لتوزيع الاعداد الاخيرة من صحيفة “طريق الشعب” ومجلات “الشرارة” و”الثقافة الجديدة” و”الغد”.

وادار المشاركون في الطاولة حديثاً مع المواطنين، حول الانتخابات المبكرة ورؤية الحزب الشيوعي في اجرائها.

وحث المشاركون، المواطنين على تحديث بطاقاتهم الانتخابية، لقطع الطريق عن عملية التزوير.

وشارك في الطاولة كلّ من الرفاق علي العزاوي وحسين حامد وجليل جميل.

*******

في ريف «قلعة سكر»

الشيوعيون يضيّفون فريقا لتحديث بطاقات الناخب

الناصرية – وسام مهدي حميد

ضيّف الشيوعيون العراقيون في ريف قضاء قلعة سكر بمحافظة ذي قار، أخيرا، أحد فرق تحديث بطاقات الناخب التابعة إلى مفوضية الانتخابات، بغية تشجيع الأهالي على تحديث بطاقاتهم. واستقبل الشيوعيون فريق المفوضية في ديوان الرفيق الشيخ علي حسين جفجير في “قرية الحريزات” ضمن ريف القضاء، كما دعوا الأهالي إلى الحضور لتحديث بطاقاتهم، مؤكدين ان أكثر من ١٠٠ شخص لبوا الدعوة.

***************

فريق اعلامي جوال في الدولعي

بغداد ــ طريق الشعب

نظمت محلية المثقفين فريقاً إعلامياً جوالاً يوم الثلاثاء الماضي، تولى توزيع صحيفة “طريق الشعب” على جمهرة من المواطنين في بغداد. ووزع الفريق عدداً من نسخ صحيفة “طريق الشعب” ونسخ من التقرير السياسي على جمهرة من المواطنين في حي الدولعي. وشملت الجولة تجمعات المواطنين في الأسواق والمقاهي والشوارع الفرعية في المنطقة. واجرى الفريق الإعلامي حوارات مع المواطنين، اتسمت بالايجابية والتقبل لطروحات الحزب ورؤيته الوطنية. وتكون فريق العمل من الرفاق محمد الصراف، فاروق بابان، حمودي خضير.

***************

طاولة «طريق الشعب» في ساحة الأندلس

بغداد ــ طريق الشعب

نظمت هيئة المقرات في الحزب الشيوعي العراقي، اخيرا، طاولة إعلامية في ساحة الأندلس وسط بغداد، بالقرب من تقاطع “مستشفى ابن الهيثم”. ووزع كادر الطاولة على المواطنين، نسخاً من “طريق الشعب”، وبيان المكتب السياسي للحزب، الذي يدين التفجير الإرهابي الأخير في “ساحة الطيران”، فضلا عن نسخ من التقرير السياسي الصادر عن الاجتماع الاعتيادي للجنة المركزية للحزب، المنعقد بتاريخ 4 كانون الأول الماضي.  وتبادل كادر الطاولة مع جمهور من الناس، الحديث عن أهم المستجدات على الساحة السياسية، وموقف الحزب منها.

*****************

مباراة كروية في مناسبة ذكرى انتفاضة تشرين

بغداد ــ طريق الشعب

نظمت مختصة العمل الديمقراطي في محلية المثقفين، أخيراً، مباراة لكرة قدم الصالات، بين فريقي المعلمين والأخوة، على القاعة الرياضية في حي القاهرة. وقُبيل بدء المباراة، وقف اللاعبون والجمهور، دقيقة حداد، استذكاراً لشهداء انتفاضة تشرين. وبروح رياضية عالية، انتهت المباراة الودية بتعادل الفريقين، بأربعة اهداف للكل منهما. وأجمع اللاعبون والجمهور على ضرورة استمرار تنظيم مثل هذه المباريات، تعزيزا للروح الرياضية والسلام.

وفي ختام المباراة، قدم سكرتير المحلية محمد السلامي، الهدايا والكؤوس الى الفريقين، متحدثاً عن أهمية الرياضة في المجتمع العراقي.

*******************

الصفحة السادسة

أگـول

لا تحرموا الشعب

من السياحة الميسرة!

ودود عبد الغني داود

يتعذر اليوم على الغالبية العظمى من أبناء الشعب العراقي، من ذوي الدخل المحدود، التمتع بالسياحة والاصطياف في مختلف دول العالم السياحية، سواء عربية كانت أم إقليمية ام عالمية، وذلك لارتفاع تكاليفها، ما أصبح الأمر حكرا على ميسوري الحال!

ويمتلك العراق أماكن سياحية لا يستهان بها، تتمثل في الاهوار التي قل مثيلها في عموم العالم، والمتاحف والمواقع الأثرية، فضلا عن الأماكن السياحية الدينية، والطبيعة الخلابة في إقليم كردستان، الذي يمتاز بمناخه المعتدل وبجمالية جباله ووديانه وشلالاته وروابيه الخضراء. فهذه الأماكن السياحية لا تقل أهمية عما موجود في عموم دول العالم.

وبالرغم من الخدمات الجيدة التي تقدمها شركات السياحة التابعة للقطاع الخاص، بأسعار معقولة، من حيث توفير الحافلات الحديثة وتأمين السكن الجيد وتنظيم الجولات السياحية وغيرها، إلا انه بالمقابل، لم يلمس المواطن من الدولة، التي تمتلك وزارة معنية بشؤون السياحة والآثار، دورا فاعلا في هذا الشأن، أو دعما خدميا كافيا للقطاع السياحي.

ومن بين الأمور التي يفترض على الدولة الشروع بها من أجل دعم السياحة، التنسيق مع مديرية الطرق والجسور لغرض استحداث أو صيانة الطرق البرية التي تربط المحافظات بالمناطق السياحية. فلا يزال معظم تلك الطرق البرية الرئيسة والفرعية، يعاني الخراب والإهمال، ويفتقر حتى للعلامات الدالة واللوحات الإرشادية!

ويعتبر طريق بغداد – اربيل، احد اهم الطرق البرية، من حيث مكانته التجارية والخدمية والعسكرية والسياحية ايضاً. فهذا الطريق يعاني اليوم انتشار المطبات والتخسفات والاخاديد، ما يتسبب في حصول حوادث سير يذهب ضحيتها الكثيرون من الأبرياء سنويا، إلى جانب ما يخلفه من أضرار بالمركبات، وهذا الأمر اضطر الكثير من شركات السياحة إلى العزوف عن تنظيم السفرات السياحية إلى كردستان، ليؤدي ذلك إلى حرمان ذوي الدخل المحدود من السياحة الداخلية الميسرة التي بالإمكان تأمين نفقاتها.

نأمل من الجهات المعنية إيلاء هذا الموضوع اهتماما كافيا، والسعي قدر الإمكان إلى إتاحة السياحة الميسرة للمواطنين.

***********

مرضى «الثلاسيميا» في الموصل

من شح الدواء إلى أجور النقل للمستشفيات

الموصل – وكالات

في قاعة صغيرة وسط مدينة الموصل، يجتمع يوميا عشرات المرضى المصابين بالثلاسيميا، ليخضعوا لعملية نقل الدم.

ووفقا لإحصائيات وزارة الصحة العراقية لعام 2019، فإن هناك نحو 22 ألف مصاب بهذا المرض المزمن والخطير. وأمام هذا العدد الكبير من المصابين بالمرض، لا تزال المستشفيات الحكومية غير قادرة على توفير الرعاية الصحية المثلى. ففي مدينة الموصل، أصبح وضع المصابين بالثلاسيميا، صعبا جدا خلال الآونة الأخيرة، خاصة الذين يحتاجون إلى إجراء عملية نقل الدم أسبوعيا – بحسب حامل المرض الشاب حازم صالح، الذي يلفت في حديث صحفي، إلى أن نقل المرضى إلى المستشفيات بهذه الصورة المنتظمة، يكلف عائلاتهم مبالغ مالية كبيرة، في الوقت الذي لا يقوى فيه الكثيرون من المواطنين، من الفقراء وذوي الدخل المحدود، على تغطية تكاليف النقل، التي تزداد أكثر على سكان القرى والأرياف البعيدة “وهؤلاء يشكلون غالبية المصابين في هذه الرقعة الجغرافية” – على حد قوله.  

دواء شحيح

ويشير صالح، إلى أن مستشفيات الموصل تعاني شحا في عقار “دسفيرال”، الذي يتعاطاه المريض المصاب بالثلاسيميا كي تخف نسبة الحديد في دمه، والتي يشكل ارتفاعها خطورة كبيرة على حياته، مضيفا، أن المرضى يعانون منذ فترة نقص هذا العلاج “فهو بات شحيحا حتى في السوق السوداء، وإن توفر سيكون ثمنه باهظا جدا يصعب على غالبية المرضى تأمين مبلغ شرائه”.

ويشهد “مستشفى ابن الاثير” في الجانب الايسر من الموصل، خلال الفترة الحالية، حملة إعمار، ما دعا إلى تخصيص موقع بديل له يضم قاعة واحدة لاستقبال المرضى، وبضمنهم المصابون بالثلاسيميا.

1260 مصابا في نينوى

بحسب الاحصائيات الرسمية، فإن في محافظة نينوى وحدها، نحو 1260 مصابا بالثلاسيميا، بينهم 900 يراجعون المستشفيات بصورة مستمرة - بحسب ما أفاد به الطبيب د. مدين وزي آل غرير، الذي يوضح في حديث صحفي، ان الدواء الذي يتعاطاه مرضى الثلاسيميا تخصصي وغير متوفر في المذاخر والصيدليات الاهلية، لافتا إلى أن هناك نقصا في مادة الـ “دسفيرال”، التي تعد فعالة في إذابة الحديد وتخفيف نسبته في دم المصابين.

وأكد د. آل غرير، أن المصابين بالمرض يأملون توفر هذه المادة في المستشفيات خلال الفترة القريبة القادمة. 

مطالبات بالدعم المالي

من جانبه يقول محمد فرحان، وهو والد لثلاثة مصابين بالثلاسيميا، ان المرضى بحاجة إلى دعم مالي كي يستطيعوا تأمين الرعاية الصحية لأنفسهم، مطالبا الحكومة المحلية في نينوى، بتخصيص مبالغ مالية لعائلات مرضى الثلاسيميا، من أجل أن تواصل رعاية أبنائها طبيا، خاصة أن هذا المرض مزمن يرافق المريض طيلة حياته.

ويلفت فرحان في حديث صحفي، الى أن هناك عائلات لا تستطيع نقل مرضاها الى المستشفى بصورة منتظمة، بسبب عدم قدرتها على تأمين أجور النقل، ما يشكل معاناة كبيرة لها ولمرضاها.

وينتج مرض الثلاسيميا عن خلل وراثي انحلالي، يؤدي إلى نقص حاد في إنتاج بروتينات خاصة في الدم تسمى الـ “غلوبين”، وهي المكون الرئيس للـ “هيموغلوبين” الموجود في خلايا الدم الحمراء.

ومادة الـ “هيموغلوبين” مسؤولة عن حمل الأوكسجين من الرئتين إلى مختلف أجزاء الجسم، ويؤدي نقصها إلى فقر الدم وتكسر سريع في خلايا الدم الحمراء، وبالتالي نقص كمية الأوكسجين التي تصل إلى أجزاء الجسم.

******************

ضرورة إعادة «نظام الانتساب»

في المدارس العراقية بالخارج

نحن جمع من الطلبة العراقيين المقيمين خارج البلاد، نطالب وزارة التربية بإعادة العمل بنظام الانتساب في المدارس العراقية بالخارج، والذي ألغته أخيرا وأبقت عليه في مدارس الداخل.  علما اننا اولى بهذا النظام واشد حاجة اليه من طلبة الداخل، وذلك لأسباب عدة، أولها ان الكثيرين من طلبة الخارج يعملون نهارا لتوفير حاجاتهم المعيشية وحاجات ذويهم، لذلك يتعذر عليهم الدوام المدرسي، في الوقت الذي لا توجد فيه مدارس مسائية عراقية هناك، مثلما في داخل بلدهم.

السبب الثاني، هو أن نظام الانتساب مناسب في ظروف جائحة كورونا، وهو يتماشى مع اجراءات الوقاية. وهذا الأمر هو الذي دعا وزارة التربية إلى تطبيق أسلوب التدريس عن بعد (أوف لاين). لذلك ما الداعي لإلغاء هذا النظام في الوقت الذي لا يتطلب فيه من الطلبة دواما كاملا؟ ومن سلبيات إلغاء هذا النظام، أن المدارس العراقية في الخارج – ومعظمها أهلية يملكها مستثمرون – ستلزم الطلبة جميعا بدفع أجور الدراسة كاملة، والتي ستبلغ أضعاف ما كان يدفعه الطلبة المنتسبون. فكيف سيتمكن الطلبة من دفع هذه الأجور الباهظة، والكثيرون منهم لا يمتلكون موردا ماليا، خاصة المهجرون أو المهاجرون أو النازحون قسرا!؟ ندعو جميع المتضررين من إلغاء هذا النظام، إلى مواصلة المطالبة بإعادته في المدارس العراقية الموجودة في الخارج، أسوة بمدارس الداخل. فالعراقيون متساوون في الحقوق والواجبات، وهذا من اولويات ما نص عليه الدستور. واذا اقتضى الامر، على الطلبة جميعا مناشدة الجهات الاعلى للوقوف على حيثيات ودواعي اصدار هذا القرار المجحف، غير المكترث لمصير الطلبة ومستقبلهم العلمي.

*****************

شكر على تعزية

باسمي وباسم جميع افراد العائلة اتقدم بالشكر الجزيل والامتنان الكبير الى كل من قدم العزاء برحيل شقيقنا العزيز بشار ياسر، سواء بالمشاركة في مراسم الدفن أو من خلال الاتصال الهاتفي من داخل العراق ومن خارجه أو عبر مختلف وسائل الاتصال الاجتماعي. 

كما أتوجه بخالص الشكر للرفاق والرفيقات في قيادة الحزب الشيوعي العراقي ومنظماته ورفاقه ورفيقاته من داخل الوطن وخارجه، فقد كان لروح التضامن الرفاقية هذه ابلغ الاثر في النفس وخفف عنا الكثير من مشاعر الحزن والأسى الذي انتابنا برحيل فقيدنا (بشار).

للجميع وافر الصحة والسلام والأمان وأن لا يفجع احد ابدا برحيل عزيز او بفقدان محب.

د.صالح ياسر

2/3/2021

**************

  • ببالغ الحزن والأسى تلقينا خبر وفاة الحاج رزاق علي أل حاج عباس الحمداني إثر مرضٍ الم به ولم يمهله في قضاء الشنافية، وهو عم الرفيق رياض الحمداني. للفقيد الذكر الطيب وللأهل الصبر والسلوان.

**************

الصفحة السابعة

نحو إعادة تنشيط التيار الديمقراطي

وتفعيل دوره في الحياة السياسية

عقدت اللجنة العليا للتيار الديمقراطي اجتماعاً يوم 23 /1 /2021 في بغداد، تداولت فيه محاور عدة: تنشيط التيار الديمقراطي ودوره في الحياة السياسية، مقترحات لتعديل النظام الداخلي، كذلك التحضير لعقد المؤتمر الثالث للتيار.

وتبنى الاجتماع الوثيقة المعنونة “نحو إعادة تنشيط التيار الديمقراطي وتفعيل دوره في الحياة السياسية”، التي تنشر “طريق الشعب” هنا نصها الكامل:

يعيش بلدنا في الظرف الراهن، تحديات جسيمة وظروفا صعبة، فرضتها الأزمة البنيوية في منظومة الحكم، المبني على أساس المحاصصة الطائفية والاثنية.

ومن المؤكد أن الكيفية التي يتم بها التعامل مع الازمة العامة الشاملة وتداعيتها، ستترك بصماتها على معالم عراق المستقبل، فيما يتواصل الصراع على تحديد وجهة البلد اللاحقة، وعلى منهج الحكم ونمط التفكير وآلية ادارة الدولة.

إنّ أعدادا متزايدة من المواطنين صارت تدرك مخاطر تسلط القوى المتنفذة على حاضر البلاد ومستقبلها، وتدركها معها قوى وطنية تشاركها همومها وتطلعها الى احداث نقلة نوعية في الحياة السياسية، عبر السير على طريق التغيير والخلاص من نظام المحاصصة والطائفية السياسية. فذلك هو المخرج المرتجى والمعول عليه في إنقاذ البلاد مما هي فيه من صعوبات وإشكاليات وكوارث ومآسٍ. وان يشمل ذلك في الجوهر أسّ البلاء: المحاصصة المقيتة، ويؤمّن بناء دولة المواطنة والديمقراطية الحقة والعدالة الاجتماعية.

إنّ اوضاع البلد العامة، وحالة الانسداد والاحتقان الاجتماعي والاستعصاء السياسي، وانعدام الثقة بين مؤسسات الدولة والمواطنين، وحالة الفساد المستشري في مؤسسات الدولة وتفشيه في المجتمع، والتفاوت والتمايز الطبقيين المتسعين، والفشل البيّن في إدارة شؤون البلد، والانتشار الواسع للسلاح خارج أطر الدولة، وتعاظم دور “الدولة العميقة” والمليشيات والتدخلات الخارجية في الشأن الداخلي العراقي وانتهاك السيادة الوطنية، والتطورات في احداث المنطقة وتأثيرها على الاوضاع في بلدنا، والتظاهرات الاحتجاجية المتواصلة وحالة السخط  الشعبي.. ان هذا كله وغيره يؤشر حقيقة ان إدامة الحال وفقا لما هو قائم، أو السعي الى اعادة انتاج النمط السيّئ ذاته في إدارة الدولة، سيكونان عنوانا للفشل المتواصل، وللمزيد من الأزمات في نظام محاصصي مأزوم.

حراك احتجاجي متعدد الاشكال

وعلى خلفية الأزمات، وتعبيرا عن الرفض الشعبي المتنامي للواقع القائم ولمنظومة الحكم وإدارة البلاد المسؤولة عمّا آلت إليه الأوضاع، انطلق منذ أكثر من عقد من السنين، حراك احتجاجي متعدد الأشكال، شمل فئات وقطاعات اجتماعية واسعة، وتطور متصاعدا ليتكلل بتفجير انتفاضة تشرين الباسلة، التي شكلت منعطفا فارقا في حياة البلاد السياسية، وليرفع التغيير والقطيعة مع نهج المحاصصة والطائفية السياسية الى رأس جدول المهمات الملحة أمام شعبنا وقواه الديمقراطية والوطنية الحية.

وقد عملت قوى عدة، رسمية وغير رسمية، وما زالت تعمل على تفتيت قوى الانتفاضة واطفاء جذوتها، عبر القتل العمد والاختطاف والاغتيال والتعهدات غير القانونية والتهم الكيدية والتشويهات والافتراءات الباطلة. وإذا كانت اعداد المشاركين في الحركة الاحتجاجية في هبوط وصعود، فإن عوامل استمرار هذه الحركة باقية، وقد تعاظمت جرّاء الازمة الاقتصادية والمالية الراهنة، وجائحة كورونا، والإجراءات الأخيرة للحكومة، التي القت بثقلها أساسا على غالبية المواطنين من الفقراء والكادحين وشغيلة العمل غير المنظم، وذوي الدخل المحدود، وعلى الاقتصاد الوطني.

إنّ استمرار الحال من المحال، لذا فقد غدا التغيير حاجة موضوعية تفرض نفسها، وهو ما يتوجب ان يكون ماثلا امام جميع القوى السياسية، وبالأخص القوى المدنية الديمقراطية، التي لديها فرصة واقعية لخوض التحدي وبجدارة.

استنهاض التيار الديمقراطي.. مهمة وطنية

ولقد عملت قوى وشخصيات مدنية وديمقراطية خلال السنوات الماضية، على توحيد خطابها ونشاطها في إطار تنسيقي، هو “التيار الديمقراطي العراقي”، الذي يشكل إطارا مجتمعيا واسعا، متعدد الرؤى والأفكار، تتكون قاعدته الاجتماعية من الفئات والشرائح التي ترى في الدولة المدنية العصرية وتحقيق الديمقراطية، بجانبيها السياسي والاجتماعي، تعبيرا عن مصالحها وتطلعاتها. وتعمل قوى هذا التيار على أساس احترام الدستور والمؤسسات المنتخبة، ومبدأ المواطنة والعدالة الاجتماعية.

لذا يمكن القول إن المخاطر التي تهدد بلدنا ومجتمعنا تحتم علينا، كوطنيين وديمقراطيين ويساريين وتنويريين، تحمّل مسؤوليتنا الوطنية انطلاقا من إدراك عدم قدرة أي طرف، منفردا، ومهما امتلك من إمكانيات، على حل المشاكل السياسية والاقتصادية والاجتماعية والحياتية.

إنّ من البديهي الاقرار بأن هناك أسبابا موضوعية، خارجة عن إرادة القوى الديمقراطية، عملت على تواضع دورها كما هو مطلوب ومرتجى. فالنظام المباد هو من مارس سياسة مدروسة لتحطيم البنية التحتية التي تستند عليها هذه القوى. وكان للمحتل كذلك دوره في إذكاء الطائفية السياسية المقيتة، والتقسيم الطائفي، واعتماد المحاصصة المذهبية والعرقية أساسا للنظام السياسي، ولصراع المتنفذين على السلطة وامتيازاتها، والفساد المالي والاداري. يضاف الى ذلك الارهاب الذي خلق اجواءً ادت الى عدم الاستقرار وتعطيل الحياة الديمقراطية، وتسيّد نزعات العنف، ما شكل تحديات كبيرة امام القوى المدنية والديمقراطية الطامحة الى مستقبل يطوي حقبة دكتاتورية قاتمة. وهناك الى جانب هذا أسباب تتحمل مسؤوليتها القوى والشخصيات الديمقراطية ذاتها، منها ضعف الالتزام بسياسات التيار ومواقفه، وبعض الظواهر السلبية التي تفشت في الحياة السياسية وانتقلت الى صفوف القوى المدنية مثل حب التزعم، والتنافس غير المبرر، والتحسس، والتشنج، ونزعة استبعاد الآخر وتهميشه. 

ومن جانب آخر فإن التجربة تؤكد أهمية مأسسة عمل التيار، وانتظام عمل المكتب التنفيذي واللجنة العليا وانعقاد اجتماعاتهما وفقا للنظام الداخلي، ومدى التأثير السلبي لعدم التمسك بذلك.

ولقد مرّت مختلف القوى المدنية الديمقراطية بتجارب وتحالفات انتخابية خلال الفترة المنصرمة، ولم تستطع ان تصل بهذه التحالفات الى ما كانت تطمح اليه في تحقيق اهداف سامية، ارتباطا بمستقبل بلادنا وبناء الدولة المدنية العصرية وتحقيق الاستقرار والازدهار.

ولعل اهم ما يمكن تأكيده في هذا المجال هو ضرورة الرؤية الواضحة لتعقد الوضع وتشابكه، وعدم خلط الأمنيات الطيبة بالواقع الصعب والخطر الذي نعيشه. فالواقع لا يتغير بالتمني، بل بالعمل المشترك الدؤوب والمثابر.

وفي رأينا، أن استنهاض قوى التيار الديمقراطي مهمة وطنية، تتطلب العمل الجاد، بصبر وسعة صدر، وبمواصلة ومثابرة لا مكان فيهما للكلل والتراخي والتهاون. وهذا يتطلب من بين ما يتطلب، التشديد على إقامة العلاقات وإدامتها، وتنسيق الجهود وتنظيمها، وحث الخطى نحو توحيد عمل القوى الديمقراطية ضمن الإطار التنظيمي للتيار الديمقراطي، مع اعادة النظر في كل ما يعيق مرونته القصوى، كي يتسع للجميع. ونحن ننطلق في ذلك من إدراك الحاجة الى كل الإمكانيات، للتصدي للتحديات التي تواجه عملنا المشترك.

مراكمة النجاحات

وفي هذا السياق، نؤكد النجاح في استمرار عمل هذا الكيان التنظيمي، وتواصل نشاطه عبر فروعه وتنسيقاته داخل العراق وخارجه، على مدى الأعوام الماضية، وإنْ بوتائر متفاوتة، ودون مستوى الإمكانيات المتوفرة، ناهيك عن الطموحات.

واليوم وبعد انتفاضة تشرين الباسلة، تجد الاطراف المدنية والديمقراطية وهي في خضم دعم الانتفاضة ومساندة اهدافها. ان وحدة كل القوى المؤمنة بالتغيير والاصلاح اصبحت حاجة اساسية، في اجواء المنعطف التاريخي، الذي تمر به بلادنا.

لقد استخلصت وثائق التيار الديمقراطي أن ما تم انجازه منذ انبثاق التيار، وعلى اهميته، يظل دون المستوى المطلوب، ولا يرقى الى مستوى التحديات. لكن ما يجب أن لا يغيب عن الأذهان، أن التيار الديمقراطي اثبت قدرته على المواصلة والتمسك بالمنهج، رغم كل المخاطر التي واجهها. فهو الإطار السياسي الائتلافي الوحيد على الساحة العراقية، الذي يضم احزابا وشخصيات سياسية مدنية ديمقراطية تحالفت على اسس برنامجية، واتفقت على نظام داخلي جمع بين المرونة والتماسك، وحفظ وحدة عملها واحترم استقلالية كل طرف منها، اضافة الى التكافؤ في تولي مسؤوليات ادارة التيار ورسم سياساته.

وفِي هذا السياق نرى من المهم:

  • وضع المعايير والآليات لاختيار قيادة التيار الديمقراطي، والتي من أهمها اعتماد التوجه الديمقراطي المدني الحقيقي، وعلى أساس العدالة الاجتماعية، مع الالتزام ببرنامج وسياسة التيار العامة.
  • اعتماد صيغة للنظام الداخلي تتناسب مع رؤية وأهداف التيار، وتتلاءم مع تجربة الفترة السابقة، مع ضرورة الالتزام الكامل بالبنود، وبأن يكون التيار إطارا مؤسسيا، الى جانب تأكيد المرونة فيه، والابتعاد عن الروح الحزبية الضيقة.
  • عقد المؤتمر الثالث في وقت غير بعيد عن موعد انعقاد اللجنة العليا، ليكون محطة مهمة في تطوير التيار وتأمين تقدمه وتوسيع قاعدته، وتدقيق وجهته في ضوء الأوضاع المستجدة.
  • مواصلة الجهد الهادف إلى استنهاض هذا التيار، لما له من وجود موضوعي، ودور منتظر في الحياة السياسية، سيما وان مكوناته تشمل أحزابا وشخصيات ديمقراطية وحركات اجتماعية للشباب والطلبة والنساء والنقابات ومنظمات المجتمع المدني، داخل الوطن وخارجه.
  • الانفتاح على القوى والتجمعات والشخصيات التي تقاسم التيار أهدافه وتطلعاته وآليات عمله، ونؤشر خصوصا تلك القوى التي شاركت في انتفاضة تشرين 2019 وفي الحراك الاحتجاجي.
  • الوقوف بثبات مع تطلعات شعبنا ونضالاته التي جسدتها انتفاضة تشرين المجيدة، دفاعاً عن الوطن وحريته واستقلاله وسيادته ومحاسبة المتورطين في اهدار دم المتظاهرين السلميين، وإطلاق سراح المعتقلين، والكشف عن المغيبين وتعويض عوائل الشهداء.
  • ويبقى مهما ان تتواصل الجهود لتحويل تيارنا ـ مهما بلغت صعوبة الظروف وتعقدها ـ الى تيار مجتمعي واسع، يتبنى الديمقراطية على قاعدة العدالة الاجتماعية.

التغيير.. عملية نضالية تراكمية

لقد بات التغيير ضرورة ملحة لإخراج البلاد من أزمتها وإنقاذها من الاحتمالات الاسوأ. والتعويل في هذا ـ أساسا ـ على الجماهير وحركتها الاحتجاجية والمطلبية، التي تتعاظم يوما بعد اخر، جرّاء تزايد السخط والتذمر، وعجز القوى المتنفذة عن تقديم الحلول وولوج طريق التغيير المطلوب، بسبب تعارضه مع مصالحها ومع استمرار تسلطها ونهبها للمال العام وتشجيعها حالة اللادولة ودوام انفلات السلاح.

إنّ التغيير الذي ننشده ونعمل من اجله هو عملية نضالية تراكمية، تساهم فيها قوى اجتماعية وسياسية ذات مصلحة حقيقية في حصول التغيير، وفي دحر منظومة المحاصصة والفساد والطائفية السياسية، والتقدم الى امام نحو بناء عراق مزدهر مستقل آمن، وذي سيادة كاملة واقتصاد قوي ومتنوع وقطاعات إنتاجية فاعلة، يتمتع أبناؤه بالحريات والحقوق الدستورية والعيش الكريم، وبتكافؤ الفرص وعدم التمييز واحترام التنوع. عراق بلا سلاح منفلت ومليشيات، عراق مؤسسات وقانون ومواطنة وديمقراطية حقة وعدالة اجتماعية.

************************

الصفحة الثامنة

إضرابان نفذهما الأطباء والعاطلون عن العمل

حزب العمال التونسي: ندين السياسات القمعية

والالتفاف على مطالب الثورة

تونس – وكالات

في ظل الوضع السياسي المتأزم الذي تشهده تونس مؤخرا، وتفاقم حدة التظاهرات وما يقابلها من قمع واساليب تعسفية قامت بها قوى السلطة، أصدر حزب العمال التونسي يوم أمس، موقفا جديدا، أدان فيه سياسات الدولة التي اعتبرها “التفاف على الثورة ومطالبها العادلة”، ومواقف بعض النقابات الأمنية “المتشددة” ازاء قوى اليسار، والمتظاهرين.

توجه فاشستي جديد

وذكر حزب العمال في بيان اطلعت عليه “طريق الشعب”، إن “بعض النقابات الأمنية قامت بخطوة تصعيدية ضد الاحتجاجات التي اندلعت يوم 14 يناير الماضي، للتنديد بسياسيات الدولة التي التفّت على الثورة وعلى المطالب العادلة والمشروعة للشعب، وخاصة شبابه المفقّر والمهمّش والمقموع. وقد استهدفت تحركات الأمنيين وبياناتهم وتصريحاتهم وتدويناتهم في الشّبكة الاجتماعيّة قوى سياسيّة بعينها وعلى رأسها اليسار التونسي ومنه حزبنا وأمينه العام الرفيق حمة الهمامي، كما تستهدف تنظيمه الشبابي، اتحاد الشباب الشيوعي التونسي”.

وأضاف البيان “اتسم خطاب هذه الجماعات الأمنية بالتكفير والتخوين والتحريض على مناضلات اليسار والقوى التقدمية عامة ومناضليهم بنفس ذلك الأسلوب الرجعي المتطرف الذي برز بشكل خاص في فترة اغتيال الشهيدين شكري بلعيد والحاج محمد البراهمي. وقد وصل الأمر ببعض النقابات الأمنية إلى الدعوة إلى التصدي الحازم للتحركات الاحتجاجية بما فيها تحركات 6 فيفري (شباط) التي توافق الذكرى الثامنة لاغتيال الشهيد شكري بلعيد دون التزام بتعليمات الوزارة والحكومة، وهو ما يكشف عن الطبيعة الفاشستية لهذه العصابات التي ترتدي جبة نقابية”، مبينا إن “حزب العمال الذي اطّلع على كل المواد المنشورة لوقفات وبيانات بعض الجهات الأمنية، فإنه يتوجّه إلى الرأي العام الوطني ويؤكد أن ردّ فعل بعض النقابات والجهات الأمنية إضافة إلى كونه يعكس عمق الأزمة السياسية، فإنه يقيم الدليل على تنامي التوجهات الفاشستية التي حكمت المنظومة الأمنية في بلادنا منذ انبعاثها. وكانت ثورة شعبنا التي قمعها جهاز أمن بن علي بالحديد والنار، فرصة جدّية سانحة لتغيير المنظومة الأمنية لكنّ الوقائع بخّرت هذا الاستحقاق مثله مثل بقية استحقاقات الثورة”.

تحريض خطير ضد الناشطين

وأكد بيان الحزب “إن ممارسة حق التظاهر في أيّ مكان، بما في ذلك أمام مقرات السيادة المركزية والجهوية هو حقّ غير قابل للتصرف ضحّت من أجل تكريسه أجيال من المناضلين والمناضلات، والحزب يدعو إلى التمسك بهذا الحق وإلى عدم التفريط فيه، علما وأنّ ممارسة هذه الحقوق لا تستهدف الأمنيّين ولا كرامتهم ولا حرمتهم. وننبه إلى خطورة الحملات الإعلامية والسياسية التي تنظمها بعض الأطراف الأمنية ضد النشطاء والمحتجّين والمناضلين والمناضلات وتكفيرهم وتخوينهم وهتك أعراضهم وتقديمهم على أنهم (دعاة فوضى وشغب وعنف) لتأليب الرأي العام ضدّهم والتحريض عليهم. إنّ مثل هذه الحملات ليست جديرة إلاّ بالأنظمة الاستبدادية المتخلفة، علما وأنّ هذه الحملات لم تُشِر مطلقا إلى حجم التعنيف والتعذيب والاعتداء الهمجي على المتظاهرين والذي وصل حدّ قتل الشاب هيكل الراشدي في سبيطلة بتوجيه تصويبة مباشرة على الرأس أردته شهيدا”.

هل الحريات مضمونة؟

ويأتي هذا بعد يوم واحد من تأكيد الرئيس التونسي قيس سعيّد، على أن “الحريات مضمونة في البلاد، ولا وجود لعلاقة عدائية بين الأمنيين والمواطنين”.

ونقلت الرئاسة التونسية في بيان اطلعت عليه “طريق الشعب”، عن الرئيس قوله: “أن الدولة مستمرة ورئيس الدولة هو الضامن استمراريتها، ولا يقبل أن يتمّ ضرب المؤسسة الأمنية، كما لا يقبل بضرب الحريات، فلا نظام بلا حريات ولا دولة بلا أمن”، مبينا أن “الأمن في خدمة الدولة لا في خدمة أي جهة أخرى”، حسب قوله.

اضرابات وغضب واسع

من جهة أخرى، وضمن مشاهد الاحتجاجات والغضب الذي يعم قطاعات تونسية واسعة، نفذ الأطباء وأطباء الأسنان والصيادلة الاستشفائيون في تونس، يوم أمس، إضرابا عاما يشمل جميع المستشفيات الجامعية في كل أرجاء البلاد.

ويأتي ذلك، على خلفية عدم تطبيق الحكومة للنصوص الترتيبية المبرمة في 6 أكتوبر 2020، وتردي وضعية المنظومة الصحية العمومية، وفق ما قالت أحلام بلحاج الكاتبة العامة للنقابة.

وتتعلق تلك النصوص بـ ” مراجعة النظام الأساسي لقطاع الاستشفائيين الجامعيين وإحداث منحة التدريس والترفيع في منحة التكوين والبحث العلمي وسحب منحة العودة الجامعية على الاستشفائيين الجامعيين وتنظير الأطباء الاستشفائيين الجامعيين في الصيدلة وطب الأسنان مع نظرائهم الاستشفائيين الجامعيين”.

وقالت بلحاج في وقت سابق إن “القطاع الصحي في تونس كارثي”، داعية الحكومة إلى “التدخل لإنقاذه”.

وفي غضون ذلك، قالت إذاعة “موزاييك” التونسية إن “عددا من العاطلين عن العمل بولاية قفصة بدأوا إضرابا عن الطعام أمام مقر الولاية، للمطالبة بالتكفل بهم”.

وأوضحت أن المضربين يحتجون “تنديدا بما اعتبروه تسويفا نتيجة تأخر الإعلان عن فتح مناظرة لانتداب 500 معطل عن العمل، حيث طالبوا بالإسراع في تنفيذ السلطات التزاماتها بهذا الشأن، لاسيما أنه تم الإعلان عنها في عدة مناسبات سابقة ومنها المجلس الوزاري المنعقد”.

**********************

بايدن يوقع ثلاثة مراسيم تخص الهجرة

بغداد – وكالات

وقع الرئيس الأمريكي جو بايدن، مؤخرا، ثلاثة مراسيم في إطار سياسته بخصوص ملف الهجرة، لتغيير قوانين القطاع التي جاء بها سلفه دونالد ترامب.

ووفقا لكلام بايدن الذي تناقلته وكالات الأنباء، فأن “هذه المراسيم ترمي لجمع شمل عائلات، حيث أن الإدارة الأخيرة انتزعت أطفالا من حضن عائلاتهم. كما تهدف إلى إعادة فتح القنوات القانونية للهجرة وتسهيل التجنيس”، مضيفا “أنا لا أسن قانونا جديدا بل ألغي سياسات خاطئة”.

ومن ضمن التفاصيل التي تنص عليها المراسيم “وضع حل لآلاف من عائلات المهاجرين عند حدود الولايات المتحدة الجنوبية في 2018 والذي لم يلتئم شمل البعض منها حتى الآن. وينص أحد المراسيم على تشكيل فريق عمل مكلف لتحديد مكان تواجد 600 طفل تقريبا لا يزالون منفصلين عن عائلاتهم”.

ووقع بايدن مرسوما حول بلد المهاجرين الأصلي. فبالإضافة إلى إعادة تفعيل المساعدات الاقتصادية، يهدف المرسوم إلى إعادة فتح قنوات الهجرة القانونية من خلال تحسين منح تأشيرات الدخول خصوصا لمواطنين من أمريكا الوسطى وتغيير جذري في نظام اللجوء.

وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في بيان: “التعاون الدولي أساسي لضمان عملية هجرة آمنة ومضبوطة وإنسانية”، مؤكدا أن الولايات المتحدة ستعمل مع دول أمريكيا الوسطى “لضمان وحدة العائلات”.

أما المرسوم الآخر فيهدف إلى تعزيز اندماج المهاجرين المقيمين بشكل قانوني في الولايات المتحدة.

وينص على “جعل التجنيس أكثر سهولة لتسعة ملايين شخص مؤهلين للحصول على الجنسية الأمريكية” بحسب ما قال مسؤولون أمريكيون كبار.

ويتضمن هذا الهدف مراجعة القاعدة المسماة “الكلفة على المجتمع” التي وضعتها الإدارة الجمهورية في آب/أغسطس 2019 لرفض منح البطاقة الخضراء أو الجنسية الأمريكية لمهاجرين يتلقون مساعدة اجتماعية، مثل الرعاية الصحية أو بدل السكن.

************************* 

الشرطة التركية تعتقل أكثر من 150 طالبا متظاهرا

إسطنبول – وكالات

لاحقت الشرطة التركية، أمس الأول، العشرات من الطلبة الذين نظموا تظاهرة حاشدة في اسطنبول احتجاجا على تعيين الرئيس رجب طيب أردوغان أحد الموالين لحزبه في منصب عميد لإحدى الجامعات المرموقة.

وبحسب وكالات الأنباء، فقد استخدمت الشرطة التركية الغاز المسيل للدموع ضد الطلبة الذين يتظاهرون منذ أسابيع احتجاجا على قرار الرئيس. فيما اعتقلت 159 طالبا عندما تصدت لتظاهرة كانت تنظم في جامعة البوسفور، وأخرى حاول طلبة تنظيمها في الجانب الآسيوي من إسطنبول.

 *********************

الحوار الليبي في جنيف يفشل

في اختيار اعضاء «المجلس المؤقت»

بغداد - وكالات     

فشل أعضاء ملتقى الحوار الليبي، أمس، بعد يومين من الاجتماعات في سويسرا بالتوصل إلى إجماع على اختيار أعضاء المجلس الرئاسي الليبي المؤقت، تخللها عرض المرشحين لهذا المنصب لمداخلاتهم وبرامج عملهم.

وبحسب الآلية التي أقرت في جنيف في 19 يناير الماضي، يفترض أن يحصل المرشحون عن الأقاليم الليبية الثلاثة (شرق وغرب وجنوب) على نسبة 70 من أصوات المجمع الانتخابي للفوز.

وبحسب المبعوثة الخاصة لليبيا بالإنابة ستيفاني ويليامز، سيكون على المجتمعين الانتقال إلى الخطوة التالية تبعاً لآلية العمل، أي تشكيل لوائح تضم اربعة أسماء، ثلاثة منهم لعضوية المجلس الرئاسي وواحد لرئاسة الحكومة.

ويشار إلى أن عقيلة صالح نال تسعة أصوات من أصل 23 صوتاً، وهو العدد الأكبر من أصوات الإقليم الشرقي لليبيا، فيما حظي خالد عمار المشري على 8 أصوات من أصل 37 صوتا من أصوات إقليم الغرب/ وعن اقليم الجنوب حاز عبد المجيد سيف النصر على ستة أصوات فقط.

 **********************

طهران تدعو الاتحاد الاوروبي

لإنقاذ الاتفاق النووي مع واشنطن

بغداد - وكالات

دعا وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، مؤخرا، الاتحاد الأوروبي إلى التوسط بين بلاده والولايات المتحدة لإنقاذ الاتفاق النووي المبرم بين الدول الكبرى وإيران، والذي انسحبت منه واشنطن في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب.

وجاء في تصريحات ظريف لشبكة “سي أن أن” الإخبارية الأمريكية، أنه “يمكن أن تكون هناك آلية إما لعودة متزامنة للبلدين إلى الاتفاق النووي، وإما تنسيق ما يمكن القيام به”. واقترح ظريف أن يحدد وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل “التدابير التي يجب أن تتخذها الولايات المتحدة وتلك التي يجب أن تتخذها إيران”.

ويرمي الاتفاق الذي أبرم في فيينا بين طهران والدول الكبرى (الولايات المتحدة والصين وروسيا وألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة) وبوساطة من الاتحاد الأوروبي إلى منع إيران من حيازة قنبلة ذرية، ويفرض قيودا صارمة على برنامجها النووي ويحصر طابعه بالمدني والسلمي. في المقابل، رفع المجتمع الدولي كل العقوبات الاقتصادية التي كانت مفروضة عليها. لكن الرئيس الأمريكي السابق اعتبر أن الاتفاق غير كاف على الصعيد النووي ولا يتصدى للبرنامج الصاروخي البالستي الإيراني وغيره من الأنشطة “المزعزعة” لإيران في الشرق الأوسط، بحسب قوله. وقرر سحب بلاده من الاتفاق في العام 2018 وأعاد فرض عقوبات على طهران ثم شددها.

وتعهد الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن بالعودة مجددا إلى الاتفاق شرط أن تعود طهران للتقيد التام بالقيود المفروضة على برنامجها النووي.

 ***************************

الصفحة التاسعة

نوايا الإخوان الدفينة

تصريحات الغنوشي تثير جدلا سياسيا

سيف الدين العامري

أثارت تصريحات رئيس البرلمان التونسي، رئيس حركة النهضة، راشد الغنوشي، مؤخرا، في اجتماع له مع مجموعة من أنصار النهضة ردود فعل واسعة في تونس، وسط تنبيه إلى ما يضمرهُ “الإخوان” من نوايا سياسية.

وصرح الغنوشي، في اجتماع عبر تطبيق “زووم”، بأن رئيس الجمهورية في النظام الحالي له “دور رمزي”، مؤكدا ضرورة المرور إلى تعديلات في النظام السياسي حتى يقوم على نظام برلماني كامل تعود السلطة فيه إلى الحزب الحاكم.

وقال رئيس حزب مشروع تونس محسن مرزوق، في تدوينة له على فايسبوك، إن ما صدر عن الغنوشي “تعبير صادق عن فكره الانقلابي العميق”.

وأردف أن ما قاله الغنوشي عن ضرورة إرساء النظام البرلماني الكامل، ينقل صورة عن عن رغبة الإخوان في هذا النظام، “لأنه يفكك الدولة الوطنية التي يكرهونها ويمزقها”. من ناحيته قال رئيس حزب تونس إلى الأمام والقيادي النقابي السابق، عبيد البريكي، إن دعوة الغنوشي لتحويل النظام الحالي بالبلاد الى نظام برلماني كامل “انقلاب”. وقال البريكي في تدوينة نشرها عبر صفحته بفيسبوك، الأحد، إن “الغنوشي الذي انتخبه بضعة آلاف وبمال فاسد”.. يدعو إلى “انقلاب على رئيس انتخبه ما يقارب 3 ملايين ناخب”.

من جهته، عبر النائب مبروك كورشيد عن عدم قبوله بتصريحات الغنوشي الداعية إلى نظام برلماني، قائلا في تدوينه إن”ما يجب فعله في الحقيقة هو عدم القبول بهذا العرض السياسي الهزيل، والاكتفاء منه بالإقرار الصريح بكون دستور 2014 هو دستور فاشل”.

وأضاف “مرة اخرى يبقى رئيس حركة النهضة وفيا لمبدأ التموقع السياسي الذي يشتغل عليه منذ سنة 2011 دون هوادة هو وحزبه، ولا يكون الهاجس الوطني المبني على نجاعة الحكم قائما لديه”.

وتعيش تونس منذ أسابيع على وقع حراك الشارع احتجاجا على تردي الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، كما اكتسح عدد من الشباب المحتج الشوارع، يوم السبت الماضي.

واحتج الغاضبون على ما اعتبروه تعاملا أمنيا مع الاحتجاجات، مطالبين بإسقاط منظومة الحكم والافراج عن الموقوفين في الاحتجاجات الأخيرة.

أخبار ذات صلة

وقبل هذه الحركة، انطلقت تحركات عدة في الأحياء الشعبية بالعاصمة تونس ومدن ومحافظات أخرى للمطالبة بإصلاح الأوضاع.

وعلى وقع حراك الشارع، تتواصل الأزمة السياسية في تونس بين رؤوس السلطة، خاصة بين رئيس الجمهورية قيس سعيد من جهة، ورئيس الحكومة ورئيس البرلمان من جهة أخرى، نتيجة تعديل وزاري لم يرض رئيس الجمهورية الذي اتهم بعض الوزراء الجدد في التعديل الأخير بتضارب المصالح والفساد.

 ******************

لا لقاح للفقراء

د. حسن مدن

ليس مفاجئاً التحذير الذي أطلقته منظمة الصحة العالمية من عدم تكافؤ توزيع اللقاحات المضادة لوباء “كوفيد 19” متحدثة عما أسمته بـ “فشل أخلاقي كارثي”.

منذ أن أعلن في أكثر من دولة في العالم عن نجاح شركاتها المختصة في انتاج هذه اللقاحات التي انكبّت عليه منذ انتشار الجائحة، طرح السؤال حول الآليات التي ستحكم توزيعها على النطاق العالمي، فضلاً عن سؤال آخر مهم حول قدرة هذه الشركات على تلبية الطلب الهائل على اللقاحات في مختلف الدول، حيث تجاوز عدد الوفيات في العالم بسسب الوباء مليوني وفاة، وأضعاف هذا العدد مرات من المصابين به، دون أن يلوح أفق قريب للسيطرة عليه، أو على الأقل الحدّ منه.

بالنسبة للسؤال الأخير بالذات لوحظ تباطؤ الشركة الأشهر في انتاج اللقاح، شركة فاير – بيونتيك في تزويد الدول التي تعاقدت معها على شراء كميات معتبرة منه، معزية هذا التباطؤ إلى “خلل” عابر في مصانعها، وواعدة بقرب التغلب عليه، فيما يؤثر التنافس السياسي بين الدول سلباً على فرص الاستفادة من لقاحات أخرى، كتلك المنتجة في الصين وروسيا، حيث “تترفع” دول غربية عن استيرادها تحت مزاعم هاوية، دون أن تفلح في حجب الطبيعة الاقتصادية – السياسية لهذا الموقف.

رئيس منظمة الصحة العالمية قال إنه “ليس من العدالة أن يحصل الشباب الأصحاء في الدول الغنية على اللقاحات قبل أولئك الأكثر عرضة للخطر في الدول الفقيرة”، واصفاً المبدأ الذي يقوم عليه هذا النهج، مبدأ “أنا أولاً” بالمدمر، لأنه سيشجع على ارتفاع أسعار اللقاحات وتكديسها.

وكان على الرجل أن يقول ما لم يقله صراحة حول أن منطق المال والربح هو الحاكم في الموضوع، فالشركات المنتجة غير معنية بمن يصاب أو يموت بسبب الوباء، بقدر ما هي معنية بمن هو مستعد لأن يدفع أكثر وأسرع، غير آبهة بما حذرت منه المنظمة المذكورة من أن ثمن هذا النهج “سيدفع بالأرواح وسبل العيش في الدول الأفقر في العالم”.

عبرت منظمة الصحة العالمية عن أمنيتها بأن ينجح العالم في تحدي ضمان بدء توزيع لقاحات كوفيد- 19 في كل دولة بحلول اليوم العالمي للصحة، في السابع من نيسان، ولكن المعطيات المتاحة تظهر أنه دون هذه المهمة النبيلة عقبات كبيرة، يجعل من تحققها أمراً مشكوكاً فيه.

يمكن اعتبار هذا التحدي معياراً لإظهار إلى أي مدى استخلص العالم أقسى درس من الجائحة الفتاكة، وما من أدلة كافية على أن هذا حدث أو سيحدث.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

نشرة “التقدمي” البحرينية – شباط 2021

**********************

«الصلب»

وتراث التحرر

فريدة النقاش

إذا لم ننشيء صناعة ثقيلة ونحسن تنظيمها لن نستطيع ان نبني صناعة حقيقية. كانت هذه الفكرة الراسخة والمؤكدة لجيلي حين طرح نظام يوليو مشروع الخطة الخمسية الاولي. وجاء انشاء قلعة الحديد والصلب في حلوان خطوة جبارة علي الطريق, وقد امتلأت الجماهير وبخاصة العمال حماسا واصرارا, وواكب المثقفون هذا الحماس والاصرار بطرح الافكار وهم يبثون الامل في غد مشرق وجديد.

وما كان يلفت النظر في ذلك الحين هو الدور الكبير الذي لعبته الثقافة كجزء عضوي من المشروع التحرري, اذ انها اضاءت الطريق, وظلت حادية مخلصة لكل المدافعين عن المشروع والعاملين عليه باعتباره ترسا في ماكينة التحرر الوطني التي قاومت الاستعمار والاستغلال.

حدث ذلك رغم المرارة والشكوك التي ترسخت في قلوب المهتمين بالشأن العام مثقفين ومهنيين وعمالا، وكان مصدر المرارة والشكوك هو الحملات البوليسية القمعية والظالمة ضد قوي اليسار والشيوعيين بشكل خاص وضد المختلفين عامة. وكانت هذه الحملات قد ارتبطت بعمليات تعذيب واسعة دخل المعتقلات افضت الى موت عدد من المناضلين. وبقي ذلك كله نقطة معتمة بل سوداء في ثوب النظام”الناصري” الذي حظي رغم ذلك بدعم شعبي واسع. ولكن هذا الدعم الشعبي الواسع نما في ظل الخوف والقيود التي فرضتها الدولة البوليسية علي حركة المواطنين مما ادى الي اهدار الطاقات, وتبديد الامكانات الهائلة التي بقيت دائما وعدا شعبيا لم يتحقق منه الا القليل. واصبحت اللامبالاة الشعبية احد العناوين المميزة لهذا العهد.

كان تدمير الصناعة المصرية، وفي القلب منها قلعة “الحديد والصلب”، هدفا رئيسيا لنظام السادات الذي قيل عنه انه مشى علي طريق عبد الناصر. وقال هو ان مصر بلد زراعي. وفي ظل السادات شنت قوى اليمين والتبعية حملة تشهير واسعة ومتواصلة ضد القطاع العام، حتي ان المدافعين عنه من العمال والمثقفين والعاملين لم يجدوا منافذ أو منصات مستعدة لطرح وجهة نظرهم وردورهم على ما رأوا انه كذب وتزوير، واصبح القطاع العام “ملطشة”.

كانت الحملة على القطاع العام مدخلا للهجوم الضاري على فكرة الملكية العامة, وصولا الي اختلاف البراهين والاكاذيب والمقارنات مع نجاح المشروعات الخاصة، والقول بأن الملكية الفردية لوسائل الانتاج هي وحدها الباب الملكي الى التقدم.

ولضراوة الحملة كتب فيليب جلاب رئيس التحرير الراحل “للاهالي” كتيبا اختار له عنوانا صادما متسائلا”هل نهدم السد العالي”؟ اذ كانت قوي اليمين قد احتشدت بكل ثقلها وبدعم من حلفائها العالميين لتشويه المشروع العملاق الذي قيل حينها انه اعظم مشاريع القرن العشرين قاطبة. وقد بني السد العالي عبر معركة قاسية مع منظمات التمويل العالمية، والتي قالت بسبب ارتباطها بقوي الاستعمار العالمي وبالنفوذ الصهيوني، قالت ان الاقتصاد المصري ضعيف ولن يكون قادرا علي تسديد هذا القرض الكبير. وكان هذا الرفض فاتحة لتعامل الدولة المصرية مع البلدان الاشتراكية التي تعرضت لحصار ظالم فرضته عليها قوى الاستعمار العالمي.

وعرفت الثقافة المصرية في معركة السد العالي عملية التثقيف الشعبية الواسعة عبر فنون الغناء والمسرح والسينما والتي تمردت جميعا حينها على مفهوم نخبوية الثقافة في ظل زمان متوهج بالشعور بالكرامة والعزة الوطنية والتطلع الى مستقبل آخر.

كانت قوى التحرر في العالم تحقق النصر تلو الآخر، وارتفعت الروح المعنوية لدي شعوب المستعمرات التي لم تكن قد تخلصت بعد من الاستعمار العسكري بعد المعركة الباسلة التي خاضها الشعب المصري اثر تأميم شركة قناة السويس. وكان الهدف المباشر من هذا التأميم هو بناء السد العالي الذي رفضت القوى الغربية تمويل بنائه. كانت معركة بين ارادة الشعب وغطرسة الاستعمار.

انتقلت حركة الثقافة في ذلك الحين الي مجالات أرحب حين ارتبطت بمشروع التحرر العالمي خاصة في بلدان ما كان يسمى ذلك الحين بالعالم الثالث ابان انقسام العالم بين نظامين رأسمالي واشتراكي.

واخذت حركة الابداع في العالم الثالث تكشف عن الكنوز المخبوءة في وجدان الشعوب التي رزحت طويلا تحت نير الاستعمار. كان هذا الابداع يحمل وعوده الكثيرة للشعوب اذ انه جاء طازجا وصادرا عن قلوب جريحة وعقول فذة لا تقبل المسلمات، فضلا عن رؤيتها الطازجة الحرة للعالم.

وكتبت الاستاذة والروائية الراحلة رضوي عاشور كتابها المميز بعنوان “التابع ينهض” رصدت فيه حركة الابداع في عدد من بلدان العالم الثالث في مواجهة افكار المستعمر ومسلماته التي رفضتها الشعوب وهي تتقدم على طريق التحرر، بل واخذ مفهوم التحرر منه يكتسب مضامين جديدة متجاوزة للفهم الضيق القديم الذي حصر التحرر بمجرد خروج الاستعمار. واصبحت تصفية الاستغلال بكل اشكاله هدفا اصيلا ماتزال الشعوب تناضل لاستكماله، وبعد ان اصبحت ندا قويا لظالميها ماتزال لديها مهمات كبرى لانجازها.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

“الأهالي” – 26 كانون الثاني 2021

 **************************

أي دور لعبته النساء في انتفاضة اليمن قبل عشر سنين؟

سمية بخش

كانت إشراق المقطري، وهي محامية يمنية وناشطة في مجال حقوق المرأة، تحس بالأمل والتفاؤل بمستقبل أفضل وهي تشاهد ابنتها الصغيرة، التي حملها أحد المتظاهرين على كتفيه، وهي تهتف “الشعب يريد إسقاط النظام” في أوائل عام 2011 ، حيث بدأت انتفاضات الربيع العربي تجتاح المنطقة. كانت إشراق من أوائل النساء اللواتي نزلن إلى الشوارع في تعز، المدينة التي أصبحت تعرف باسم مهد الثورة والتي عُرفت بالعاصمة الثقافية لليمن مع ارتفاع نسبة السكان المتعلمة نسبياً .

دعوات متزايدة للتغيير

كانت الاضطرابات التي عززها ارتفاع معدلات الفقر والفساد والدعوات إلى انفصال الجنوب قد اشتعلت فعلياً في اليمن.

في 27 كانون االثاني 2011، خرج آلاف الأشخاص إلى الشوارع في العاصمة اليمنية، صنعاء، مطالبين بإنهاء حكم الرئيس صالح. وسرعان ما انتشرت تلك الدعوات في جميع أنحاء البلاد. تتذكر إشراق الحماس الذي شر به اليمينيون عندما سمعوا بخبر تنحي الرئيس المصري حسني مبارك في 11 شباط.

وعلى إثرها، خرج الشباب إلى الشوارع؛ فقد بدت إمكانية الإطاحة بصالح وارداّ وقريباً.

فرصة للمرأة

تتلفح ليالي مرتفعات جنوب غرب اليمن الشتوية في تعز، ببرد قارس، ورغم ذلك، شعرت إشراق بحاجتها إلى الانضمام إلى الاحتجاجات، فغادرت المنزل بصحبة ابنتيها الصغيرتين. وعند وصولهن، برزت إشراق كواحدة من بين النساء القلائل في الاحتجاج والوحيدة التي كانت تكشف عن وجهها وترتدي بنطالاً، على عكس النساء اليمنيات اللواتي يرتدين عباءة سوداء وبرقعا.

اعتقدت إشراق إنها ستنضم إلى الاحتجاجات لفترة قصيرة، لكنها بدأت تشعر بالقلق على ابنتيها اللتين لم ترتديا ملابس واقية من البرد.

كانت تفكر في قرارة نفسها أنهن سيغادرن قريباً، ولكن مع ذلك الحماس انتهى بهن الأمر بالبقاء حتى الساعة 2:30 صباحاً. وسرعان ما أقام المتظاهرون في تعز اعتصاماً في خيمة، وعرف لاحقاً بميدان الحرية.

ثم انضمت طالبات كلية الحقوق والصحفيات إلى الاعتصام، فنساء أخريات من خلفيات متنوعة أيضاً. كانت فرصة غير مسبوقة بالنسبة للمرأة للإعلان عن وجودها.

“في المجتمع اليمني، حيث ترتفع نسبة الأمية، يولي اليمنيون قيمة خاصة للاحتشام، ربما كانت هناك بعض حالات التحرش بالنساء، ولكن إذا قمنا بالمقارنة، فالتشجيع والحماس كانا أكبر من ذلك”.

كان الاعتصام أيضاً فرصة لإشراق وآخرين للاستفادة من خبرتهم المهنية، فقد عقدت المحامية دورات وجلسات تطوعية حول حقوق الإنسان وخاصة حقوق المرأة.

قمع الاحتجاجات

لكن بعد أسابيع قليلة، بدأ الوضع يأخذ منحى معتماً مع شروع قوات الأمن في قمع الاضطرابات. وفي يوم 18 آذار، الذي عُرف باسم “جمعة الكرامة” قُتل أكثر من 50 شخصاً بعد أن أطلقت قوات الأمن و والموالين لصالح، النار على المتظاهرين في صنعاء. كما توغلت القوات الحكومية في ساحة الحرية في تعز، فقتلت حوالي 20 متظاهراً وأحرقت الخيام المنصوبة للاحتجاجات. لكن المتظاهرين استمروا في العودة إلى الميدان كل يوم جمعة وإقامة الصلاة هناك.

وفي 11 تشرين الثاني 2011 ، قصفت القوات الحكومية المتظاهرين، وقتلت 13 شخصاً، كان من بينهم ثلاث نساء.

تأثرت إشراق بشدة بمقتل المتظاهرات اللاتي قضت وقتاً معهن في المسيرات والاعتصامات، وتقول: “لقد زاد ذلك من غضبنا تجاه النظام، لم يعد خط الرجعة شيئاً وارداً بعد إزهاق كل تلك الأرواح البريئة”.

“كانت التوقعات أن يحدث في اليمن ما حدث في تونس وأماكن أخرى، وأن يسقط النظام السياسي القديم كلياً”.

غير أن مستقبل اليمن ما يزال على كف عفريت، إذ أودى الصراع بحياة أكثر من 100 ألف شخص وتسبب في أسوأ كارثة إنسانية في العالم.

مستقبل مجهول

إشراق الآن قاضية وعضوة في لجنة التحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان، في الحكومة المعترف بها دوليا.

تقول إنها وآخرين ممن شاركوا في الانتفاضة ليسوا نادمين على مطلبهم بالتغيير.

وتضيف: “ما حدث منذ نهاية عام 2014 ليس مرتبطا إطلاقاً بالثورة ومطالبها، لكنه كشف حقيقة عمق النظام السياسي... لقد كان بمثابة شكل من أشكال الانتقام من الثورة”.

تقول إشراق إنها وعائلتها لم يفكروا قط في مغادرة اليمن، وإنها مصممة على البقاء والاستمرار في فعل كا ما بوسعها من أجل بلدها.

“خرجت لأول مرة إلى التظاهر من أجل أطفالي والجيل القادم. لكن المحزن هو أن المستقبل وخاصة بالنسبة للأطفال والشباب اليمنيين ليس واضحاً. أشعر بالحزن لأن طموحاتنا في عام 2011، كانت أن يزدهر دربنا بالورود، لكنه تحول في عام 2014، إلى حقل للألغام”.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

“بي بي سي” – 27 كانون الثاني 2021 (مقتطفات)

********************

الصفحة العاشرة

الامثال الشعبية ودورها في تعزيز لغة الحوار

لفته عبد النبي الخزرجي

المثل الشعبي يعتبر خلاصة مركزة لمفردات مسبوكة باسلوب شعبي متفرد، والمثل الشعبي يمتلك قيمة بلاغية معبئة بما يسمى بالسهل الممتنع، وهي صورة حية لقدرة الانسان في التعبير عن حكمته وبلاغته وتجربته الانسانية المفعمة بقيم شعبية ذات وعي ومصداقية وتجربة وعفوية.

والتراث الشعبي العراقي زاخر بالباحثين الذين أمعنوا في اثراء المكتبات الوطنية بالامثال ذات المدلولات البلاغية المتنوعة.

و(الامثال من فنون الادب المعبرة، فهي لذلك صورة المجتمع بتناقضه وائتلافه، فانت واجد في الامثال حكمة القوم المحصلة من الحياة )1

وقد حظيت الامثال الشعبية بعناية الكثير من الباحثين في هذا المجال، وهي من الفنون الشعبية التي صاغتها عقول المبدعين والحكماء واهل الراي والتجربة والفكر.  وتم تعريف المثل الشعبي على انه (ضرب من احسن ضروب التعبير عما تزخر به النفس من علم وخبرة وحقائق واقعية بعيدة البعد كله عن الوهم والخيال) 2 

كما ان الامثال الشعبية من فنون الادب الشعبي التي تمتاز بالحكمة والبلاغة وقصر العبارة والايجاز.

وفي بلادنا يعتبر المثل من الامور الشائع استعمالها واذاعتها والاستعانة بها في المجالس والدواوين، وعندما تكون هناك حاجة للاستشهاد بمثل شعبي، تكون لغة الحوار قد اكتسبت صيغة اكثر متعة واعلى قيمة وامتع تهذيبا وسلاسة وهدوء.

والامثال عموما هي مفردات لغوية بسيطة وكلمات مختارة بشكل دقيق ومرصوف للاشارة الى حالة اجتماعية معينة.

وفي بلادنا، الكم الوافر من الامثال ذات الدلالات الواضحة والسمات التي تميز الفرد العراقي عن غيره من خلال اعتنائه بالمثل الشعبي، وقد يستخدم المثل سلاحا في الكثير من نزاعات القوم، حيث تسمعه اذان الحضور وتعيره اهتماما خاصا، وقد يساهم في حسم العديد من الخصومات والمماحكات وغيرها من مصادر سوء الفهم والعداوات.

(البكلب الضيف يقراه المعزب) 

وهذا المثل دليل اخر على الذكاء الفطري الذي يستحوذ على اذهان البعض وهم يقدمون لضيوفهم مشاعر الحب والاحترام والكرم والرعاية والاهتمام، ويتحسسون همومهم ويخففون عنهم بالاقبال على مؤازرتهم ومساعدتهم والتخفيف عن همومهم ونزع فتيل الشر المزروع في نفوس البعض منهم )3

(كل شارب واله مكص)

ويضرب هذا المثل في قوة القانون، حيث انه لابد ان يشمل الجميع، ويحمي الناس وحقوقهم ويبعد العدوان عليهم والتجاوز على حقوقهم.

(عين غطا وعين فراش)

ويضرب المثل للكرم والترحيب بالضيوف وحمايتهم.

ويتداول الناس في مجالسهم العامة والخاصة، وفي لقاءاتهم وحواراتهم، يتداولون الامثال الشعبية ليشيروا الى الكثير من الامور التي يمكن ان تعالجها الامثال، لان المثل يمكنه ان يؤثر في انضاج الحلول وتغيير وجهات النظر والتقارب بين وجهات النظر المختلفة.

(ما كو طايفه ما بيها وصلة جايفه)

ويضرب المثل للتعبير عن قيم الخير وقيم الشر، وهو مشابه للمثل الشعبي (ماكو زور ما بيه واوي).

(لو محروم لو متخوم)

 يضرب في التفاوت الطبقي في المجتمع.

(الما يعرف تدابيره، حنطته تاكل شعيره )

والمثل يضرب في سوء التدبير وعدم التخطيط والعشوائية والارتجال.  ان الامثال الشعبية وهي تطلق بهذه الطريقة العفوية والشفافة، انما تدل بوضوح على عمق البلاغة الشعبية ودقة المفردة وامتلاكها القدرة على التعبير عن هموم الناس ومختلف قضاياهم ومشاكلهم المختلفة والمتنوعة.    

  ــــــــــــــــــــــــــــــ

1) الامثال العامية البغدادية / جلال الدين الحنفي / عن كتاب اسطورة عبد الله الفاضل ومقالات اخرى ج1 /عامر رشيد السامرائي.

2) الشيخ جلال الحنفي “ الامثال البغدادية “ عن كتاب الدكتور علي حداد “ جمر اخضر / قراءات في الادب الشعبي العراقي.

3) الامثال وردت في كتيب “ امثال وحكايات “ / جمع وتحقيق لفته عبد النبي الخزرجي

 *******************

فضاء شعبي

عودة للريل وحمد

 علي ثاني

قرأت في العدد 42 من طريق الشعب تعقيباً للسيد أمين قاسم الموسوي على تحليل لقصيدة الشاعر الكبير مظفر النواب ( الريل وحمد ) للاستاذ ظاهر العيد يتطرق فيه الموسوي الى معنى كلمتي ( تلجلج الليرة) و( السرح ) وفي الحقيقة ان كل من عاش حياة الناس في البيئة التي يعنيها الشاعر في قصيدته يعلم ان المرأة كانت تلبس قلادة فيها ليرة او ليرات وهي قطع من الذهب مدورة مربوطة بسلسلة ذهبية تتلألأ عندما تتعرض للضوء سواء كان ضوء الشمس او القمر او الفانوس  ولهذا قصد الشاعر ( تلجلج الليرة ) أي ان الليرة الموجودة  في عنق الفتاة تتلألأ في جيدها مما يزيدها جمالاً على جمال نهديها .

واما كلمة (السرح) فلم اسمع وانا ابن تلك البيئة بشيء يطلق عليه صفة (السرح) غير الشعر الذي يغطي الرأس فهو (شعر مجعد) او (شعر سرح) والشاعر يتغزل بجمال شعر الفتاة السرح الذي تهزهزه فراگين الهوى عند انطلاق القطار. وهذا المعنى اقرب من قول الاستاذ ظاهر العيد (القلب السرح) او قول السيد أمين قاسم الموسوي (النهد السرح) .

********************

حيل استاحشتنه

 رماح الغانم /  الموصل

حيل استاحشتنه

اوجوه الايام

غريبه اوجوهنه بكثر النياشين

 يكَعدنا الورد وكت الصبح جان

 الكَبل ضحكاتنه تبوس البساتين

 الحمام بروسنه يحط روحه

 ويبات ما يجفل الفقرة كلوبهم طين

 ما نسحك درب بي طار فراش

 ما ترهم احساسه ادوسه رجلين

 البلابل جانت اتفصلنه ضحكات

 مسجونه بقفص دمع المساكين

 جوازات السفر عنوانها الموت

صورنا انشالت وخلونا ميتين

 نندل كل درب بي سافرت ناس

على درب الوطن شو نجي متيهين

****************

ابوذيات

عبد حلو حيدر الفريجي

الى الاستاذ الفاضل سعدون عبود عزيز/المجر الكبير

1ـ ابناره الدهر يا سعدون وياك

احذر من حجي الواشين وياك

تمشي والمراجل مشت وياك

همك والجروح البيك بيه

2ـ ابعطر ورده يظل يزهي مجرنه

الشامت ما كدر يغوي مجرنه

جم ريمه بحسن روضه مجرنه

اصيله وتكطع الوديان بيه

3ـ اشما يغله الدمع لجلك تركته

وصديجي اللي نكر طيبي تركته

حبيبي التلعب بزلفه تركته

ذهب خالص ولا كل دغش هيه

4ـ حبيبي طيب جروحي بشداها

وروحي غير حسنك من شداها

البلابل يا فرح كلبي بشداها

تغرد والورد يلتف عليه

وعدك وين

محمد جواد الكعبي

وعدك صار واهس من حچي الليل

            منسم من خيالك وأنت تحچيله

تفرشله العيون بحچيك أيكون

            موش أنته الگلت بعيونك تشيله

حلفت بموسى وگلت للموت آنا وياك

            چا وين الوعد والكاظم أدخيله

ما غزرت العشرة وياك فد يوم

            على لحظه وتبيع اسنين الطويله

چنت بليلك أنته تغفه وتنام

ومن عمري عمر كون آنه أوديله

أگله تنام نوم الهنه يفلان

            من طور الحزن طور أمي الوليله

بصوت داخل من يجر موال

            بصوتي يا حريمه أيريد أغنيله

طشرهن أسنين باللعب وياه

            على فراگك لگلبي الچاره سويله

ما يرهم بعد الخياط جرحي وياك

غميج الجرح بس عطاب أخليله

************************

مرثيتي ..

الى عريان السيد خلف

محمد السداوي

على ياديره اسولف ما وصل جنحك

وﻻضلت  قوافي  تكايش  بجرحك

            ياتل الورد بالحري الك سباح

           وغيوم الشعر تتكاوت بجرحك

يا جلمة شرف وكت العهر للناس

يا حكمة مضايف عامره بصرحك

          يا ملحة سوالف والمصخ ممذور

         ويتيمات القوافي الما وعن صبحك

نعاوي مسودنه وعانكها شوك الليل

وطريق الموس لو خلف جرح يضحك

        جبل ضليت شامخ ماعلاك السيل

       ويهل حدره العقيق اليعثر بسفحك

وﻻذلت...قصيده وزاغت وزلت

وﻻدغدغ قلمكم ورقه ونسلت

      عتيت القوافي الجانن معرسات

      وحدتهن وحده وحده وعينهن ذلت

ركبت  العاليات  وناحرت  بالريح

وسبوك الخيل طاوعها الهوى وجلت

         بعد لسه القيامه توج لهب بركان

         وكبل ليله يتهضى وناره مافلت

وعطر تل الورد يشفي الصدر لوفاح

والمعيبر عبد  وزنوده  ماملت

          تضل عايش فرات بطينتك والماي

          وتعمر  بديك  الدونك  نعلت ...

عشت شاخص شكص خارج مدى الرماي

فوك  احلام  ندك  روحك  اتعلت ......

        زاحمت المنايا وتشهد ام عريف

       وجم  كمرة  فضيحه بليلهم  حلت

يارمز الوطن  يل موتتك ميلاد

وقوافيك تفك  لوطكن  نحلت

        اجت مدرعمه وتضحك ثنايا الخيل

        لو وصلن بربضه همومها نفلت

قصايد لوحجن يتفاخر الديوان

جاسيها البخت وبجودها بتلت

        كل طلكة فكر تولد شعر دنياك

        وصياد الهموم رويحته نشلت

يهل عايش نهر بيك الممحله تلوذ

وعكس وجه الشمس والتايهه ندلت

        عشك عشت الوطن ويسجل التاريخ

        وعانكت التراب وكاعك افتلت

تغطى....وكاعك امك ....

                         فل حضنها ونام

رعاك الله برحمته......

                         وقدرته الجلت

***********************************

الصفحة الحادية عشر

«الطريق الثقافي» محاور جديدة

لم تعد الكتابة الإبداعية ولا قراءة الكتب ونقدها ولا رصد الحياة الفنية.. تكفي لمواجهة واقع ثقافي عراقي منطفئ.

في “الطريق الثقافي” نسعى راهنا الى إيلاء جملة من القضايا الثقافية الساخنة والملحة جلّ اهتمامنا وفي مقدمتها:

هجرة العقول العراقية وتغييبها، سياسة التجهيل التعليمي والاكاديمي، الثقافة العلمية والفكرية الغائبة، الزمن المهدور في المؤسسات الثقافية، الكفاءات الصحفية والمعرفية في إدارة الصحف والمجلات والكتب، سيادة الغيبيات والخرافات في المجتمع العراقي من دون مراجعتها او مناقشتها، الشهادات الاكاديمية التي لا ترقى بالحياة المستقبلية، الترجمات النوعية، الفاعلة والمؤثرة والتي تسهم في التطور.. وسواها من الموضوعات التي نحتاجها اليوم.

“الطريق الثقافي” تستقبل باعتزاز واهتمام ما يردها ضمن هذه المحاور. يرجى الكتابة على هذا العنوان:

  1. عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

**********

نقد

«نبع يتدفق» للشاعر جعفر هجول

ناجح المعموري

انطوت القصيدة الأخيرة للشاعر جعفر هجول وكان مفترضاً أن يقرأها في المربد، لكنه توفى قبل الوصول للبصرة يوم 21 آذار 2010، على تفاصيل الذات وعلاقتها مع الجغرافية والفضاءات المتنوعة، أنها شهادة شخصية واعتراف شفاف قال ما ظل كامن في أعماقه:

إيه غاليتي، من قبل في فتوة العمر سعيت إليك.. بظلالك

أطفأت مراهقتي

ولأنك دافئة يدفعني البرد إليك

يا أجمل مشتى في الدنيا

في كل شتاء يهرب قلبي مني ، يعبر جسر الشوق

يحمل وعداً منك ويأتي

أتدثر بالوعد الحالم بين ثنايا اللوز

بين المد والجزر أنام

(نبع يتدفق) قوة الحياة وطاقتها الكبرى والنبع ثورة الانبعاث والخصوبة الكامنة  في الأرض، والتل والجبل، هو الوحيد النبع الموجود في الأماكن العالية والمنخفضة. وله حضور متمركز في العقائد والخطابات وأيضاً في الأساطير وهو متجاور مع البئر، كلاهما متدفقان ولا ينضب ماؤهما وجرت مرويات توراتية حول النبع وكان وسيطاً بين جسدين، للرجل والمرأة. والنبع رمز الطهارة والبياض وهو يكون وسيطاً للاتصال الجنسي عندما تغادره المرأة أو تكون فيه. والنبع مستمر بتدفقه وكثيرة هي التي ظلت زمناً طويلاً، لأن مكانها يغذيها دوماً ولم يجد الشاعر جعفر هجول أكثر رمزية من النبع، شفافاً وقريباً من الملتقى ليعبر به ومن خلاله عن البصرة.

لم ير الشاعر البصرة من خلال الخضرة/ الانبعاث وديمومة الحياة فيها. وقد اضفى على البصرة أجمل الصفات ومنحها خصائص المدن الخيالية. واستذكر عناصرها التاريخية المانحة لها موقعاً لم يكن إلا لها. وبذلك كانت وظلت ربوة تأريخ أخضر

من ربوة تاريخ أخضر

تطل علينا البصرة بجدائلها

ملوحة بالعبق السحري الذي لا ينضب

وبفرشاة لونتها العبقريات لوحات على مرّ الزمن..

سفن تبحر في لجج الحقب الممتدة فكراً.. أدباً.. شعراً

لا تعرف للظلمة معنى يتباهى بالجهل

إنها مدينة لا تشبه مدينة أخرى، وهذا الذي أراده لها الشاعر والبصرة مدينة ترفع يدها المجازية وتلوح لعشاقها بالعطر السحري وريحها حاضر وباق في كل مكان.

البصرة لوحة ليست لفنان واحد وإنما تنوعت العبقريات على مرّ الزمن وتلاعب الشاعر بسفنها المقترنة مع الماء، وجعل منها فكراً وأدباً وشعراً ظلت محاولة الشاعر بالكتابة عن البصرة محكومة بالمألوف المقيد بما مرئي وكان الانزياح بسيطاً إذا لم يكن غائباً، لأن حضور الصور التي في الذاكرة هي الطاغية واكتفى بها الشاعر لتقول ما أراده هو عن مدينة لها اقتران بالسعادة والصداقة خلال تاريخ طويل، استمر طويلاً.

لم تكن العلاقة بين الأنا/ والمكان عاطفية، سريعة، بل هي علاقة لها مكونات ثقافية/ اجتماعية/ سياسية وهذه كلها حاضرة من خلال تصورات شعرية عديدة:

سفن تعلوها أشرعة مطرّزة بالألوان

لا يجهل معناها نورسه

كيف الزاجل ألغى عودته؟

وتمنى لو أن جناحيه سراب

أنت وعشقي الحلة فيحاءان

فيهما يضوّع طلع الأدب الثر بين ثنايا السعف الأخضر وفوق عروش

الهامات من النخل الممتد

ليباهي أزمنة ظمأى.

هذه القصيدة مبنية على مرويات مختزنة بالذاكرة وهي مجموعة من الأفكار التي ضبطها الهيكل البنائي الشعري، وفاضت بالمحبة نحو المكان الفيحائي المتجاور مع مكانه هو/ حلته/ الفيحاء لم يكن الموحد بين الشاعر والبصرة الا الذكريات/ والمرويات المستعادة بتفاصيلها وإنما لأنها مجاورة في خصائصها لفيحاء الشاعر/ الحلة.

يستعيد الشاعر أبرز مميزات البصرة التي لولاها لما كان الجاحظ والخليل. وفي هذا المقطع تصل القصيدة الى ما يشبه الإعلان عن الجغرافية/ التاريخ/ والرموز مثل الخليل والجاحظ، وأعتقد بأن الشاعر جعفر هجول اتكأ على ثوابت معروفة في تاريخ البصرة، هذا الى جانب خزين الذاكرة وقد وظف الشاعر الشفاهية في قصيدته والاستفادة من طاقتها الإحالية على السائد الفني في البصرة، وقد فتحت هذه البؤرة الواحدة والسريعة أفقاً أمام القصيدة وتحريك حالة السكون والتكرار فيها.

ثم غنى الكوكب الحُلّي للآتين لحناً

صاغه البصري شوقاً وأنيناً وحنيناً

[ابنادم داده بهيده اعله بختك لا تعت بيها..

روحي انحلت. والشوق يبنادم... والشوق ماذيها]

في هذا التوظيف الشفاهي/ الغنائي إمكانية منح القصيدة فرصة الحراك قليلاً وكان الشعر العامي يمتلك شحنة درامية فضلا عن أنه كاشف عن مجال اجتماعي، حرص الشاعر عليه لأنه جزء يقظ في ذاكرته. وتكاد أن تعلن القصيدة بوضوح عن الاجتماعي والفني وجعل من الثقافي نبعاً جديداً في قصيدته كأنه امتد بالعنونة/ ليصل بها وتتحرك في القصيدة لتكون نبعاً من نوع آخر، لأن الثقافة حياة خضراء .

يا بهجة عمري الممتد وهو يشاهد في المربد عرس بنيها في عقد قران

الآداب، يتراقص نقد لا يسلك للباطل درباً

ويغني كي يطرب كل حضور الحفل

تبقى أمنيتي الكبرى، أن يتجدد هذا العرس مديداً..

ثم أموت..

النبع مبتدأ القصيدة وهو جوهرته النصيّة الأولى ويخضع الشاعر قصيدته لهذه الدلالة المألوفة والرمزية، وتظل مهيمنة لأنها أمنية الأنا/ الذات التي يحلم باستمرارها حتى لحظة قادمة إنه حلم الشاعر ولن يخشى بعد تحقق كل الذي أراده من أن يموت. وقد اختتم قصيدته بالنهاية التي لا تهمه إن تحققت فعلاً. لكن مثل هذا الموت لا يلغي حضور الشاعر الاعتباري والمعنوي وإن استطاع عليه فسلجياً، هو باق مادامت البصرة/ الحلة ولكل منهما حضوره الثقافي/ الفني/ الجمالي.

مات الشاعر جعفر هجول ومنحته هذه القصيدة حضوراً في فعاليات مربد كل عام وحتماً سيقترن هذا الحضور مع أية فعالية ثقافية، لأن نبعه سيظل متدفقاً.

**********

رسالة إلى العم أنطوشا (*)

شجرة وهمية معلّقة في الهواء

محمد حيّاوي / المغرب ـــ خاص

ما زلتُ مريضًا يا أنطوشا. مذ تركت ذلك السطح المتقشف الذي كنت اقرأ فيه أعمالك العظيمة وهاجرت إلى بلاد الغرب.

ما تزال روحي هائمة تدور في الفراغ مثل حشد من العصافير أجتُثت الشجرة العملاقة التي كانت تحتضن أعشاشها، فصارت تحوم خافقة باجنحتها راسمة شجرة وهمية في الهواء.

لقد أخبرتني ذات قصة يا أنطوشا بأنّ أولغا تركت لك سريرًا نظيفًا وخادمًا مطيعًا وحائطًا أصمًا وذهبت لتصلح أسنانها في سويسرا.

أنا.. لم تترك لي فاطمة مثل ذلك السرير النظيف والخادم المطيع.

لم تترك لي في الحقيقة سوى شوكة كبيرة نابتة في الخاصرة.

لم يعد قلبي يحتمل ذلك البياض الفاقع في المنافي الذي يشبه خواء الروح. ذلك الخواء الذي طالما حدثتُ جيمس(1) وأرنست(2) عنه، بعد أن نصحاني بإعادة قراءة “العم فانيا” و”بستان الكرز”. لكن ما اثلج صدري ونث مياهاً باردةً فوقه، هو حديث تينسي(3) عن رحلتك المعُذِبة إلى مستعمرة العقوبات. تنسي ذلك العجوز الكئيب الذي كان يدلق البيرة السوداء على صدورنا عندما كنا نحتفل بخيبته مع حبيبته الروسية تانيا. أنت تتذكره بالتأكيد، وكأني اتخيلك تبتسم عندما تتذكر قلنسوته الكبيرة ذات الفراء التي يخفي بواسطتها صلعته العظيمة. وبمناسبة الحديث عن مستعمرة العقوبات، هل تراك اكتشف خفايا النفس البشرية يا أنطوشا؟ هل اخبرك المحكومون بالأشغال الشاقّة هناك، هؤلاء البؤساء، عن سرّها؟ هل كشفوا لك عما كان يجول في نفوسهم ويعذّب أرواحهم؟

كيف احتملت عذابتهم اليومية يا أنطوشا؟ وكيف سولت لك نفسك المرهفة كشف تلك العورات في اعماقهم؟ كيف احتملت القمل الذي يسفي على وسائدهم وأنت المهووس بالنظافة؟

وكيف تجرعت طعم ذلك البقسماط الأسود الذي كانوا يأكلونه؟ كيف تحملت نواحهم حين كانوا يقصون عليك حكايات زوجاتهم الخائنات البعيدات مع جنود القولاغ؟ كيف أصغيت لهسيس الجمر وهو يطقطق في صدورهم التي هشمها التبغ الردئ؟ وكيف تمكنت من رصد خيوط الحزن في عيونهم الغائرة في صفحات وجوههم المسخمة وتحت حواجبهم الكثة؟

وهل سكنت صدرك عصيات السلّ القاتل بسبب العيش في تلك المستعمرة الملعونة يا أنطوشا؟

لقد أخبرتني ذات مرّة عن والدك المتعسف وجفاف روحه. أدرك تلك المحنة يا أنطوشا. نعم أدركها تمامًا، لأن والدي كان متعسفًا أيضًا. كان ضابطًا أنكشاريا في الشرطة العارفية، يأخذ الرشى ويخون امانة الرجال بنسائهم المسكينات. كان يستدرجهن لمخدعه ويسلب إرادتهن ويذعنّ لنداءاته، بل أكثر من ذلك يا أنطوشا! كان يهينني أمام رفاقي ويطردني من المنزل في الأيّام الباردة كي أترك الحزب! هل اكشف لك سرًّا يا أنطوشا؟ حسنًا. مرّة داهمني وأنا في لحظة حميمة مع ابنة الجيران، فهربت منه ثلاثة أيّام، ظنًّا منِّي بأنّه سيضربني كعادته، لكنّه في اليوم الرابع ربّت على كتفي مبتسما ونعتني بالملعون الذي خرج لأبيه! هل تصدّق يا أنطوشا؟ كان يثقل على أختي ويضربها لأتفه الأسباب، وكنت أداوي جراحها وأطيّب نفسها المفزوعة وأوفر لها اسباب اللقاء بحبيبها خلسة، فصارت تحبني بشكل لا يصدّق، بالضبط كما كنّ اخواتك يحببنك يا أنطوشا.

مرة كشفت لي أختي، أسمها هند بالمناسبة، ولا علاقة لها بهند بطلة روايتي “خان الشّابندر”(4)، أنت تعرفها، تلك السمراء النحيفة ذات العينين الواسعتين والشفتين الممتلئتين. كشفت لي عن رغبتها باقتناء أحد البلابل. هل تعرف ماذا فعلت يا أنطوشا؟ حسنًا. انت لا تعرف، فأنا لم أخبرك في رسالتي السابقة بتلك القصة. لقد ألبستها بنطالي وقميصي وعقصت شعرها الطويل خلف رأسها واعتمرت قبعة لاعبي الكريكت، فبدت كالأولاد تمامًا، واصطحبتها إلى البستان، حيث علّقنا قفصًا مزدوجًا فيه أنثى على جذع نخلة قريبة وجلسنا نأكل التمر، بعد أن تركنا الباب مواربًا. وما ان بدأت تلك الأنثى تغرد، حتى تجمعت البلابل من الذكور على النخلة المجاورة، قبل أن يتقدّم اكثرها شجاعة ويدخل القفص، فسحبت الخيط واغلقت الباب عليه. لم تتخيّل فرحة هند وقتها يا أنطوشا!

لقد رأيت السعادة تأتلق في عينيها الحوراوتين وقلبها يخفق مثل فراشة، ومن فرط طيبتها، لم تدرك وقتها غواية أنثى البلبل المهولة، فالإناث يتمتعن بغواية ساحقة كما تعرف يا أنطوشا! حتى لو كنّ اخوات.

لقد حكيت لهند وقتها عنك. عندما كانت طالبة في السنة الأولى مسرح، كيف كنت تصيد طائر الحسون وتبيعه في السوق لتشتري بعض التفاح والكستناء لأخواتك، وكانت مهووسة بمسرحية “الأخوات الثلاث”، حتى أنّها اقترحتها على أستاذها كاطروحة للتخرج، لكن الأخير سخر منها، فلهند قوام صغير وجسد ناحل اقرب لقوام طفلة منه إلى فتاة شابّة، على الرغم من السحر الغامض الذي يسيل من عينيها الواسعتين يا أنطوشا، لكن في النهاية اذعن الأستاذ لرغبتها عندما ادرك كم هي مفتونة بك، وجسدت شخصية الأخت الثالثة وأجادت فيها. هل اطلت الحديث عن اختي هند؟ أعتذر يا أنطوشا، فأنا مفتون بها جدًّا وأحبها كثيرًا، وطالما اعتقدت بأنّك مفتون باخواتك أيضًا.

حسنًا. لنتحدث عن ثنائية الموت والحياة التي طالما شغلتني كلما أوغل في قراءتك يا أنطوشا. فقد قلت ذات مرّة، بأنّنا عندما لا نعيش حياةً واقعية، نبدأ في خلق عالم آخر وهمي داخل عقولنا، وأن ذلك العالم افضل من لا شيء في المحصلة. نعم. أؤيدك تمامًا، فما لم نستطع نيله في الواقع علينا تخيله. الخيال مكافأة الفقراء من الرب يا أنطوشا، لينتقموا بها من الأغنياء او يسخروا بواسطتها من الحياة العجفاء عندما يجافيهم الحظّ. عندنا كتاب يدعى ألف ليلة وليلة يا أنطوشا، لا أدري إن كنت قرأته أم لا؟ ربما لم يكن قد تُرجم آنذاك، لكنه قائم على الخيال ويجسد نظرتك تلك بحذافيرها، كما لو كان قد كُتب تحت هديها. كتاب ذو حوادث عجيبة وقصص غريبة، طالما ذكرتني حكاياته بقصصك الرائعة ومعانيها المدهشة. في هذا الكتاب يحضر أحد ملوك الهند هدية لهارون الرشيد عبارة عن بشر بأجنحة عملاقة يغطي أجسادهم الريش في اقفاص عجيبة من الحديد وأيديهم معلقة إلى الأعلى بسلاسل وقيود، يطأطئون روؤسهم حسرة وأسى، لقد ذكرتني تلك التفصيلات بقصتك العظيمة “رسالة إلى جاري العالِم”، كم ضحكنا انا وهند يا أنطوشا عندما قرأنا تلك القصة الطريفة وكم طاف بنا الخيال ونحن نتصور أنفسنا في اقفاص للعرض والفرجة، وكم تامّلنا في معانيها البشرية وعبرها العميقة.

الآن وأنت ميت يا أنطوشا منذ مدّة طويلة، لا أدري فيما إذا كنت قد وجدت راحتك الأبدية وسلام روحك، أو فيما كنت تتأمل ما يحصل معنا بصمت من عليائك وخلودك، نحن الفانون الموغلون بالخطايا والأوهام، كما لو كنا سنخلد إلى الأبد، لولا قولك بأن الموت سيكون ربحًا كبيرًا، فحين سيحل، لم نعد بحاجة للهاث من اجل توفير الطعام والشراب، ولا حاجة بنا لدفع الضرائب أو الجدال مع الآخرين. لله درّك يا أنطوشا، كم أثلجت قلوبنا عندما جعلتنا نتقبل فكرة الموت المخيفة بهذه السهولة. نعم . لقد مرّ الآن اكثر من مائة عام على موتك يا أنطوشا، وما زلت تمكث في قبرك الهادئ بعيدًا عن ضوضائنا نحن الأحياء، متمتعًا بوحدتك وتاملك، وربما ستمكث فعلاً مئات أو آلاف السنين الأخرى كما تنبأت، وربما سننظم إليك قريبًا نحن أيضًا، لنتأمل من ياتي بعدنا من البشر بهدوء وسلام من قبورنا وهم ينشغلون بحياتهم العابثة. نعم بحقّ وكما قلت تمامًا، فأن الفائدة العائدة من الموت لا تقدر بثمن يا أنطوشا. لكنك نسيت حقيقة صغيرة على ما يبدو، فنحن البشر العاديين ستُمحى صورنا بعد مرور أسابيع أو أشهر على موتنا، وشيئًا فشيئًا سنتحول إلى ذكرى بعيدة في قلوب محبينا وأخواتنا، ذكرى تأخذ بالتضاؤل حتى تصبح نقطة آفلة بعيدة. ستُدرس قبورنا بعد أعوام قليلة وستجف آخر باقة ورد سيضعها فاعل خير وتتحول إلى سماد للتربة، لكن الأمر مختلف معك يا أنطوشا، نعم، عليك أن تدرك ذلك لأنّني أصدقك القول، فقد مر قرن وأكثر من الزمان، وسوف تمر وقرون أخرى بالتأكيد، سيمحو الزمن خلالها ذكرى آلاف الأحياء، لكن الأجيال القادمة، تلك التي كنت تحاول إسعادها بواسطة ذلك الحزن الساحر، ستبقى تردد اسمك بعرفان، وبأسى خافت، إن شئت، على مصيرك.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

هوامش:

(*) أسم عُرف به انطوان تشيخوف بين اصدقائه وأهله.

(1) جيمس جويس

(2) أرنست همنغواي

(3) تينسي ويليلمز

(4) رواية لكاتب الرسالة 

كُتبت المقالة بمناسبة الذكرى المئوية لأنطوان تشيخوف وتُرجمت إلى الروسية ونُشرت في كتاب Письма к Чехову “رسائل إلى تشيخوف في مئويته” من إعداد الباحث احمد صلاح الدين وترجمة ليونيل سيرجيوف. (صدر في موسكو مطلع العام 2020) 

**********

الصفحة الثانية عشر

النظرية الجنوبية

عن “المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات” في بيروت، صدر حديثا كتاب بعنوان “النظرية الجنوبية/ علم الاجتماع والديناميات العالمية للمعرفة”، من تأليف ريوين كونيل وترجمة فاروق منصور.

يُعد الكتاب مساهمة جديدة في النظرية الاجتماعية العابرة للتخصّصات. وهو يركز على “ضرورة وجود علم اجتماع عالمي جديد متعدّد الأصوات”. كما يطالب بـ “اعتراف عالمي أكثر ديمقراطية بالنظرية الاجتماعية لمجتمعات الأطراف التي تقع خارج العواصم الأوربية والأميركية الشمالية؛ أي خارج المتروبول”.

**********

كريم رشيد عضوا في لجنة استشارية ثقافية سويدية

ستوكهولم – طريق الشعب

اختير الفنان المسرحي العراقي المغترب كريم رشيد، عضوا في اللجنة الاستشارية لمجلس الثقافة والفنون السويدي، الذي يعد مجلسا عالميا معنيا بتقييم المشاريع الثقافية في البلاد.

وهذه هي المرة الاولى التي يتم فيها اختيار شخصية عربية لتسنم هذا المنصب، ما يعد تتويجا لمسيرة الفنان رشيد، المتميز بعطائه الابداعي في حقول السينما والمسرح والنقد والدراسات الجمالية. وكان قد قطف خلال الأعوام الماضية العديد من الجوائز الفنية الدولية، وهو اليوم أحد المشرفين على مسرح بلدية مدينة مالمو السويدية.

ويعد رشيد، من الفنانين المجتهدين الذين قدموا أعمالا مسرحية مشاكسة تنتقد السلطة في زمن النظام الدكتاتوري المباد، ما عرّضه، عام 1994، لمضايقات أمنية اضطرته إلى مغادرة العراق.

***********

في البصرة

عن «المنشطات وتأثيرها

على الرياضيين والمجتمع»

البصرة - حسين منذر

ضيّفت اللجنة الثقافية التابعة للجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في البصرة و”ملتقى جيكور” الثقافي، أخيرا، عميد كلية التربية البدنية وعلوم الرياضة في جامعة البصرة د. صباح مهدي، الذي تحدث عن “المنشطات وتأثيرها على الرياضيين والمجتمع”.

حضر الجلسة التي التأمت على “قاعة الشهيد هندال” في مقر اللجنة المحلية، جمهور من المثقفين والأدباء والمهتمين في شؤون الرياضة. فيما أدارها القاص والمترجم عبد الكريم السامر، الذي قدم سيرة الضيف وأشار إلى أنه متخصص في علم الفسلجة والتغذية الرياضية، وله نحو 21 بحثا علميا في تخصصه.

بعد ذلك تحدث الضيف عن المواد المنشطة التي يتعاطاها بعض الرياضيين، معرّفا بتأثيراتها السلبية الجسدية والنفسية، على متعاطيها، وعلى المجتمع بشكل عام، على اعتبار أن الرياضي جزء من المجتمع.

ثم تطرق، بالتفصيل، الى تاريخ المنشطات، لافتا إلى انها قديمة جدا، وكان يتعاطاها الكهنة المصريون، كي يظهروا أمام الناس ممتلكين قوة بدنية خارقة.

وأضاف قائلا، أن الصينيين القدماء كانوا يتعاطون المنشطات اثناء مشاركتهم في المهرجانات التي تتطلب قوة بدنية، وتعاطوها أيضا كي تساعدهم في بناء “سور الصين العظيم”، وفي العمليات العسكرية، مشيرا إلى أن الأفريقيين القدامى كانوا يتعاطون المنشطات أيضا كي تساعدهم في أداء رقصاتهم الشعبية، فضلا عن الجيش الألماني الذي استخدم المنشطات أثناء الحربين العالميتين الأولى والثانية.

وعرّج د. مهدي على أهمية الرياضة باعتبارها تعكس تطور الدول ومكانتها الحضارية.

وبالعودة إلى المنشطات، أشار إلى أنها اليوم تباع في العراق بأسعار زهيدة، أقل مما في الدول التي تصدرها، مبينا أن ذلك يثير الاستغراب والدهشة!

ولفت إلى أن تعاطي المنشطات له من الخطورة على الصحة، تصل إلى الوفاة، معربا عن أسفه لضعف دور الجهات الصحية في العراق، في مراقبة هذه الآفة والحد من انتشارها.

*******************

نقطة ضوء

الفنان والنظام!

طه رشيد

العلاقة بين الفنان والنظام تتشابه في مختلف الدول التي تتحكم بها انظمة دكتاتورية او التي تكون فيها “ الديمقراطية” من اضعف الحلقات. ومع هذا هناك فروق نسبية بين هذه الدولة او تلك، خاصة في منطقتنا العربية.

 فتعامل النظام الصدامي مع المثقف والفنان يختلف عن بقية الدول العربية، اذ انه جرد الوطن والمواطن من اية فسحة للاختلاف! ليس هذا فحسب، بل حاول ان يجير كل شريحة المثقفين ومنهم الفنانون، وما يقومون به من انشطة إبداعية، لصالح الحزب الحاكم ولرأس النظام.. وعلى هذا الاساس اضطرت مجموعة كبيرة من الفنانين والادباء والصحفيين والكتاب، بينهم أسماء معروفة على المستوى العربي والعالمي، الى مغادرة العراق في سنوات 1978 - 1981, هربا من الادوات القمعية للنظام.

 وعلى اثر ذلك اصدر نظام صدام قرارا بمنع اسماء الف كاتب وكتاب من التداول! واصبح بعد ذلك القرار من المستحيل تقديم دراسات عميقة ومكتملة عن الحركة الثقافية والفنية في الوطن، بسبب منع تناول منجز المنفيين من المثقفين العراقيين! وكان ذلك المنجز من قصيدة او مقالة او مسرحية او اغنية او رواية، يدخل في احايين نادرة الى الوطن كمنشور سري، يتم استنساخه ليوزع على الاصدقاء والمقربين بعيدا عن عيون العسس!

حينذاك لم تصدر اية جهة ثقافية او فنية احتجاجا على تعامل السلطة مع المثقف او الفنان، سواء في الداخل او الخارج. فلم تحتج مثلا نقابة الفنانين على اعدام المطرب صباح السهل، او اعدام الاستاذ الأكاديمي والفنان التشكيلي  شمس الدين فارس بسبب موقفه من الحرب العراقية الايرانية، او على احكام السجن القاسية بحق الفنان والاستاذ المعروف عبد الوهاب الدايني.

ولم يعترض اتحاد الادباء، انذاك، على اعتقال الكاتب الراحل عبد الستار ناصر.

تخشى الانظمة المثقف وتتعامل معه بحذر وتحاول استمالته بهذه الطريقة او تلك سواء بالعصا او بالجزرة! ولكن بالسقوط المدوي للصنم فتحت الابواب واسعة للانسان العراقي، ولا يمكن غلقها مجددا! وهذا ما تلمسناه قبل وبعد انتفاضة تشرين. فلن يقبل بعد اليوم بخراب البنى التحتية وانعدام الخدمات وبشراء الذمم او بالفساد وبانتشار السلاح المنفلت الذي يدافع عن الفاسدين، ولن يكون ضحيته سوى هذا المواطن، الذي  يطالب بالعدالة الاجتماعية وبالحياة الحرة الكريمة.

***********

شعارات لمناسبة 14 شباط يوم الشهيد الشيوعي

  • المجد والخلود لشهداء الحزب الشيوعي العراقي فهد وحازم وصارم وسلام عادل والحيدري وسائر الشهداء
  • تحية إكبار وإجلال لشهيدات وشهداء الحزب الشيوعي العراقي والحركة الوطنية
  • ليكن يوم الشهيد الشيوعي حافزاً للدفاع عن مصالح الكادحين وعموم أبناء شعبنا
  • محاسبة الفاسدين وفاء لدماء شهداء الانتفاضة والوطن
  • لا للمماطلة .. لا للتسويف .. نعم لانتخابات عادلة ونزيهة
  • لا لالقاء تبعات الازمة المالية على عاتق الفقراء والكادحين ومحدودي الدخل

**********

بعشيقة وبحزاني

تضامن مع ذوي شهداء ساحة الطيران

الموصل – طريق الشعب

نظم جمع من أهالي ناحيتي بعشيقة وبحزاني في محافظة نينوى، وقفة تضامنية مع ذوي شهداء التفجير الإرهابي الأخير في “ساحة الطيران” وسط بغداد.

واستنكر المشاركون في الوقفة، هذا الفعل الإجرامي، الذي راح ضحيته مواطنون أبرياء من عمال وكادحين وغيرهم، معبرين عن تعازيهم الحارة لذوي الضحايا، ومتمنين الشفاء العاجل للجرحى.

وبعد أن أشعلوا الشمع في ذكرى الشهداء، طالب المشاركون في الوقفة، الجهات الأمنية بتسخير مجمل إمكاناتها وتكثيف جهودها الاستخبارية، في ملاحقة الإرهابيين وكل القتلة المجرمين.

**************

الفنان كريم الرسام:

أُغني اكثر ما اغني في احتفالات الشيوعيين

بغداد – طريق الشعب

في لقاء سريع أجرته معه “طريق الشعب”، افاد المطرب كريم الرسام أن أكثر الاحتفالات العامة التي يغني فيها، هي التي يقيمها الحزب الشيوعي العراقي وجمعية الموسيقيين العراقيين ودائرة الفنون الموسيقية في وزارة الثقافة.

الرسام، الذي يترأس اليوم جمعية الموسيقيين العراقيين، ويعمل في الوقت نفسه موظفا بدرجة مدير أقدم في قسم الفرق الفنية بدائرة الفنون الموسيقية، ذو تجربة غنية في مجالي الموسيقى والغناء، وخبرة واسعة في الإدارة، لكنه - وبحسب رده على احد اسئلتنا – لم ينل فرصتيه الفنية والإدارية حتى الآن، والسبب هو “المحاصصة المقيتة”. خلال اللقاء طرحت “طريق الشعب” أسئلة سريعة على الفنان الرسام:

انت مطرب وتلقب الرسام، كيف حدث هذا؟

- أنا خريج كلية الفنون الجميلة – قسم التربية الفنية، وهذا القسم أقرب إلى الفن التشكيلي منه إلى الموسيقى، ومن هنا جاء لقب الرسام. لكن بالرغم من تخصصي هذا، استهوتني الموسيقى، فدرست التذوق الموسيقي والمسرح إلى جانب التشكيل، حتى أصبحت مطربا.

حصلت على شهادة الدكتوراه .. في أي تخصص؟

- في فلسفة التربية الفنية التي تشمل المسرح والموسيقى والفن التشكيلي. وقد حملت أطروحتي التي نلت بها الدكتوراه عنوان “التوظيف البيداغوجي (التربوي) للأغنية في عروض مسرح الطفل”.

أبرز نتاجاتك الغنائية؟

- سجلت وصورت اربع أغنيات لتلفزيون العراق، وهي من كلمات الشاعر أبو وليد وألحان د. عدنان حردان والفنان عائد المنشد، وتوزيع فتح الله أحمد. كما غنيت قصيدة الشاعر الكبير الجواهري “يا ام عوف”، بألحان د. باسم مطلب وإشراف الفنان جمال السماوي. ومن نتاجاتي الأخيرة أغنية وطنية بعنوان “الموصل حرة” في مناسبة تحرير أم الربيعين من قبضة إرهاب داعش، فضلا عن أغنية عن المصالحة الوطنية وأخرى مهداة لمتظاهري تشرين.

كيف ترى واقع الأغنية العراقية اليوم؟

- انه مع الأسف لا يسر، ومستواه في تدنٍ مستمر، بسبب دخول الطارئين على الفن إلى الساحة الغنائية. لكن هذا لا ينفي ان هناك مطربين وملحنين شباب جيدين.

عموما أنا كرئيس لجمعية الموسيقيين العراقيين، لست راضيا عن واقع الموسيقى والغناء في بلدنا، ونحن نحاول جاهدين إعادة الحياة إلى هذا الواقع من خلال النشاطات الفنية التي ننظمها بين حين وآخر.