اخر الاخبار

الصفحة الاولى

كتب المحرر السياسي

هذا الاقتراض العبثي

متى يتوقف؟

أفاد بيان صادر أخيرا عن صندوق النقد الدولي، ان السلطات العراقية طلبت مساعدة “طارئة بموجب اطار التمويل السريع بترتيب طويل الأمد، لدعم الإصلاحات الاقتصادية المخطط لها”، وأضاف ان “المناقشات جارية بشأن طلب السلطات للمساعدة الطارئة”.

من جانبه قال وزير المالية في تصريح لوكالة “ بلومبيرغ “ ان العراق يجري محادثات مع الصندوق “للحصول على قرض بقيمة ٦ مليارات دولار”، وانه قد يطلب ٤ مليارات إضافية على شكل قروض منخفضة التكلفة، من برنامج الصندوق الخاص بإصلاح الحكومات.

تأتي هذه الاخبار صادمة للكثيرين، خصوصا بعد ان أقرّ مجلس النواب قانون الاقتراض الثاني، سامحا للحكومة بالحصول على ١٢ ترليون دينار عراقي عن طريق الاقتراض الداخلي فقط، ولَم يشر في قراره الى الخارجي.

في طلبَيْ الاقتراض، الأول والثاني، كانت الحكومة تؤكد ان الحاجة ماسة اليهما لتأمين الرواتب ونفقات أخرى حاكمة. فبم تُراها تبرر الطلب الجديد بالاقتراض من صندوق النقد الدولي، المعروف بشروطه التي يتقدمها توقف الدولة عن تقديم كل اشكال الدعم. وهذا في وقت تذكر فيه التقارير ان نسب الفقر عندنا قفزت فعلا الى ٤٠ في المائة، بعد الاجراءات الاقتصادية الأخيرة للحكومة، غير الموفقة وغير السليمة!

وعن أي اصلاح حكومي واقتصادي يجري الحديث؟ اذا كان المقصود توجهات “الورقة البيضاء”، فهي أساسا غير مرحب بها وتتعارض مع مصالح غالبية المواطنين، ومنهم الشغيلة والكادحون والموظفون ومحدودو الدخل، والفقراء والكسبة وحتى الفئات الوسطى.

ان إجراءات الحكومة ووزارة المالية غير مفهومة اطلاقا، ولا يتبين منها سوى ان شهية الاقتراض عندهما مفتوحة، ومن دون أي تقدير مسؤول لمخاطر الإصرار على هذا الطريق الوعر، وما يجلبه لبلادنا من كوارث ومآسٍ، عانت منها شعوب قبلنا ولا تزال.

ان طلبات الاقتراض هذه غير المبررة ابدا، تأتي في وقت ما زال مجلس النواب يناقش فيه مشروع موازنة ٢٠٢١. وبشأنها تشير تصريحات اللجنة المالية البرلمانية الى ان الاتجاه العام في النقاش هو خفض مجموع النفقات العامة وضغطها وتقليل العجز، إضافة الى مراجعة سعر صرف الدينار العراقي. كذلك رفع سعر تصدير النفط الخام المقترح من ٤٢ دولارا للبرميل الواحد الى ٤٥ او ٤٦ دولارا، ارتباطا بارتفاع أسعار النفط عالميا.

ان من شان هذه الإجراءات ان توفر أموالا لبلدنا وخصوصا وان الحديث يجري بان الرواتب مؤمنة وفقا للاقتراض الثاني الذي وافق عليه مجلس النواب.

ان معالجة العجز لا يتم عبر الاقتراض الداخلي والخارجي وزيادة مديونية العراق وما يترتب على القروض من فوائد. فهذا بحسب كل المتخصصين يفضي الى الانهيار ورهن البلد واقتصاده الى الدائنين، فهناك وسائل وإجراءات أخرى بديلة ناجعة ، وهي معروفة جيدا للحكومة ووزارة المالية.

يتوجب حالا التوقف عن السير على هذا الطريق المدمر والمهلك، والذي لا يوجد مبرر جدي للاستمرار فيه.

*********

وجهت الى دول ومنظمات عديدة

دعوات رسمية للرقابة الدولية على الانتخابات

بغداد ـ طريق الشعب

قال مستشار حكومي، يوم أمس، إن الرقابة الدولية على الانتخابات لا تعني الاشراف عليها أو إدارتها، على أثر تصريحات لقوى متنفذة اعتبرت الرقابة الدولية “اشرافا” يؤثر في سير العملية بشكل كبير. وفيما اعلنت مفوضية الانتخابات عن إجمالي عدد الأحزاب والتحالفات السياسية، التي تقدمت للمشاركة الانتخابية، اكدت تقديمها طلبات عديدة للرقابة الدولية، قوبلت بترحاب واستعداد تام. وتستمر ازمة المحكمة والاتحادية ومحاولات تأجيل حسمها، بحثا عن مخرج جديد، قد يعرّض الانتخابات الى تأجيل آخر.

مراقبة دولية لا أكثر

وبيّن مستشار رئيس الوزراء لشؤون الانتخابات، عبد الحسين الهنداوي، وجود ثلاثة أنواع من المراقبة للانتخابات في العراق.

وقال الهنداوي في تصريح صحفي تناقلته وكالات الأنباء، إن “المراقبة الدولية موجودة في كل العالم، وان العراق يطالب بالمراقبة من الامم المتحدة”.

وأضاف، أن “موقف الامم المتحدة وحتى المجتمع الدولي داعم للعراق، سواء في اجراء انتخابات نزيهة، أم تقديم الدعم في المراقبة الدولية التي لا تعني الإشراف او الادارة، وانما المراقبة فقط”، مردفا “توجد ثلاثة انواع من المراقبة، الأولى تمثل شبكة مراقبة عراقية وطنية، وهي منظمات شمس وعين وحمورابي وتموز، اضافة الى نقابة المحامين، والثانية تتعلق بالمراقبة الدولية بمستوياتها المختلفة، وهي لا تمس السيادة وتقوم على اساس دعم العراق والمفوضية. وان الجانب الثالث معني بالأحزاب التي تشارك من خلال وكلائها في العملية الانتخابية ايضا”. وأشار الهنداوي الى أن “المفوضية هي من يخطط وينفذ الانتخابات، كونها قضية تخص العراقيين، وان إجراءها من مسؤوليتهم فقط، ويتم اقرار الآليات من قبل مجلس المفوضية، وبالتالي فإن المراقبة لا تتدخل مطلقا”.

وتابع ان “هناك لقاء مع وفد من الاتحاد الأوروبي حول دعم الانتخابات من الجانب الفني واللوجستي والمراقبة، وأن الأخير منفصل حالياً عن الامم المتحدة، وله علاقات جيدة مع المفوضية وعدد من دوائر الدولة”.

ويأتي تصريح الهنداوي بعد انتقادات شنتها قوى متنفذة على طلب الحكومة، الرقابة الدولية على الانتخابات؛ حيث ابدت بعض الاطراف السياسية رفضها “الاشراف على الانتخابات من اي جهة كانت”.

دعوات عديدة للمراقبة

في الأثناء، كشفت المتحدثة باسم مفوضية الانتخابات، جمانة غلاي، عن دعوات عديدة وجهتها المفوضية إلى دول أجنبية وعربية لمراقبة الانتخابات.

وقالت غلاي لوكالات الأنباء، إن “منظمات ودولاً عربية وأجنبية أبدت رغبتها ومساعدتها في العمل الانتخابي”، مشيرة الى ان “المفوضية متواصلة في استقبال هذه الطلبات”.

واضافت، أن “إجمالي الأحزاب المسجلة بلغ 235 حزباً، بعضها مسجل من سنوات سابقة، وهناك أحزاب جديدة سجلت مؤخرا. ولدينا 52 حزبا من بين تلك الأحزاب راجعت مفوضية الانتخابات وأبدت رغبة في المشاركة بالانتخابات. كما ان عدد الأحزاب الراغبة في المشاركة سيزداد. ولدينا أيضا 27 تحالفا سياسيا يضم مجموعة قوى وأحزاب سياسية، اعتمد 25 تحالفا منهم، وأبدى 7 منهم حتى الآن الرغبة في المشاركة، ونتوقع أن تحذو تحالفات أخرى نفس الحذو في الأيام المقبلة”.

ووفقا لكلام المتحدثة، فإن “المفوضية حددت موعدا نهائيا لتسجيل قوائم المرشحين والتحالفات الراغبة في المشاركة في الانتخابات, وأن العاشر من الشهر المقبل سيكون آخر يوم لتسجيل التحالفات والكيانات السياسية، بينما الأول من اذار الذي يليه، سيكون موعدا أخيرا لاستقبال قوائم المرشحين والمرشحين الافراد”.

خياران لتمرير “المحكمة الاتحادية”

ومقابل الدعوات الى الرقابة الدولية وتحديد مواعيد التسجيل، تبرز اشكالية قانون المحكمة الاتحادية، التي لم تحل لغاية الان.

ورغم تكرار التصريحات التي يدلي بها المسؤولون وقادة الكتل النيابية عن التوجه الى تعديل القانون واختصار الطريق، الا ان ازمة المحكمة مستمرة. وهناك احاديث جديدة تلمح الى ان النقاش داخل البرلمان بشأن هذه القضية سيرحل الى بداية الفصل التشريعي الثاني، بحسب قول سليم همزة، عضو اللجنة القانونية البرلمانية.

ويوضح همزة في تصريح صحفي، ان “الفصل الثاني خصص فقط لقضية مشروع قانون موازنة 2021، وهناك اتفاق على حسم قانون المحكمة خلاله. كما ان للمجلس وقتا كافيا لحسم التعديل اذا توفر التوافق بين القوى السياسية”، لافتا الى محاولة “بعض الجهات السياسية، عدم حسم الموضوع، لأنها لا تريد اجراء الانتخابات بعد ان ادركت انها ستفقد نفوذها في البرلمان او الحكومة”.

الرئاسات الثلاث تؤكد الدعوات

وفي السياق، أكدت الرئاسات الثلاث اتخاذ كافة الإجراءات لضمان نزاهة الانتخابات، وتأمين المشاركة الشعبية الواسعة، “بعيدا عن سطوة السلاح”.

وأوضح بيان صدر عن المكتب الاعلامي لرئيس الجمهورية، ان الاخير “عقد اجتماعا مشتركا مع رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي ورئيس البرلمان محمد الحلبوسي ورئيس مجلس القضاء الأعلى فائق زيدان بحضور الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في العراق جينين بلاسخارت ورئيس وأعضاء مفوضية الانتخابات، لبحث سبل ضمان نزاهة الانتخابات المقبلة”.

وشددت الرئاسات العراقية، وفق البيان، على “ضرورة اتخاذ كافة التدابير والاستعدادات الكفيلة بإجراء الانتخابات المبكرة”.

وأضاف البيان ان الاجتماع أكد “ضرورة اتخاذ إجراءات صارمة لمنع حصول التزوير والتلاعب في جميع خطوات العملية الانتخابية، بدءا من تصويت الناخبين، مرورا بعملية العد والفرز، وصولا إلى إعلان النتائج”، مشددا على ضرورة “دعوة مراقبين دوليين بصورة جادة بالتنسيق مع الدائرة المختصة بذلك في بعثة الأمم المتحدة”.

*******

سياسي ومالي.. سببان يعرقلان إجراء التعداد السكاني

بغداد ـــ طريق الشعب

رجّح نائب رئيس لجنة التخطيط الاستراتيجي في البرلمان، محمد البلداوي، يوم أمس، عدم اجراء التعداد للسكان، هذا العام لسببين. وقال البلداوي في تصريح صحفي، إن “عدم اجراء التعداد العام يعود لسببين، الاول وهو الأبرز يتعلق بالجنبة السياسية، حيث ان بعض القوى السياسية لا تريد اجراءه بسبب كشف حقيقة عدد السكان، ونسب الفقر، وبالتالي انها ستخسر المزيد من الأموال التي تخصص كل عام من الموازنة المالية. وأما السبب الثاني فهو يحمل جنبة مالية، خاصة في هذا العام، لكون الحكومة لا تتمكن من توفير الأموال الكاملة رغم ادراجها ضمن موازنة العام الحالي”.

*******

رائد فهمي: واجب الدولة توفير الكهرباء كخدمة عامة

بغداد ـ طريق الشعب

قال الرفيق رائد فهمي، سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي انه اذا صحت المعلومات حول بيع بعض محطات توليد الكهرباء لشركات خاصة “فإنها تؤشر توجها حكوميا نحو خصخصة خدمات عامة وبنى تحتية اساسية”.

جاء هذا في رد الرفيق فهمي على سؤال من المركز الاعلامي للحزب.

واضاف الرفيق فهمي انه “سيكون لمثل هذا التوجه في خصخصة المرافق الخدمية العامة آثار وتداعيات اقتصادية واجتماعية كبيرة، إذ سيخضع تأمين هذه الخدمات إلى اعتبارات الربحية وتقلبات السوق، وستزداد احتمالات تمادي المالكين الخاصين في سعيهم لتحقيق أقصى الأرباح في ظل ضعف الأجهزة الرقابية وانتشار الفساد”.

واختتم سكرتير الحزب رده على السؤال بالقول “إن جهود الدولة يجب أن تتركز على مكافحة الفساد في هذا القطاع الحيوي واتخاذ إجراءات اصلاحية إدارية حازمة وتفكيك وانهاء مافيات الفساد والتخادم السياسي المحاصصي.  فالكهرباء يجب ان تعامل وفق منطق الخدمة الواجب توفيرها بأقل تكلفة ممكنة، وليس وفق معايير الربح لآليات السوق الحرة”.

*********

راصد الطريق

عرب وين ..

في بيان صدر أخيرا عن وزارة الكهرباء ان احد مستشاري رئيس الوزراء دعا “جميع قطاعات وزارة الكهرباء الى ان تجتهد وتستعد لاستقبال فصل الصيف من الان وان تعمل بروح الفريق الواحد”.

ولا شك انه امر لافت ان تتابع الحكومة ليس فقط وضع الكهرباء الان، بل وان تخطط  لاستقبال الصيف بجهد متحفز للسيطرة على هذه الكهرباء العنيدة والمتمردة! 

ولا نعرف ان كانت  الحكومة ومستشاروها يعيشون في العراق، أم في “جمهورية المنطقة الخضراء”؟ 

فان كانوا في العراق فلا بد انهم يعرفون ان كهرباء الشبكة الوطنية لا تزور منازل المواطنين (لا المسؤولين) الآن في فصل الشتاء، الا ست ساعات من اصل ٢٤ ساعة!

اما اذا كانوا في”الخضراء” فمن حقهم التخطيط للصيف القادم !  

صح النوم يا حكام العراق، فالمواطن يريد للكهرباء الغائبة بفعل فاعل ان تعود اليه الآن، وليس بعد خمسة  أشهر .  

مع الإشارة الواجبة الى ان المواطنين قد جربوا المتنفذين منذ ٢٠٠٣ “بالصيف وبالشته”.

**********

الصفحة الثانية

نظراً لوفرتها محليا.. مطالبات بمنع استيراد الطماطم

بغداد ــ طريق الشعب

دعت الجمعيات الفلاحية في كربلاء، يوم امس، إلى إغلاق المنافذ الحدودية امام استيراد الطماطم، بسبب وفرة إنتاجها في الأسواق المحلية. وذكر رئيس الاتحاد المحلي، للجمعيات الفلاحية في كربلاء، وليد الكريطي، في تصريح صحفي، إن “محافظة كربلاء معروفة بوفرة إنتاج الطماطم، وتبلغ انتاجية المحافظة من المحصول أكثر من 1800 طن واستهلاك المحافظة يقارب نحو 200 طن”.

واضاف، “تفاجأنا بدخول مستورد للطماطم من عدة منافذ ما سبب انخفاضا في سعر صندوق الطماطم المحلية”، مبينا ان “تكلفة الصندوق الواحد تتراوح بين 6 إلى 8 آلاف دينار، وهذا يسبب عبئا على الفلاحين في حدود محافظة كربلاء”.

وطالب الكريطي “الجهات ذات العلاقة  بإغلاق المنافذ الحدودية بما فيها إقليم كوردستان، لان أكثر المحاصيل الخضرية تدخل عن طريق تلك المنافذ ولا توجد سيطرة عليها نتيجة الإهمال من قبل المنافذ الحدودي”.

***************************

«الحبوبي»  تمهل الحكومة 7 أيام

احتجاجات «العلاوي» تنتهي بالاعتداءات والملاحقة

بغداد - طريق الشعب

اتسع الحراك الاحتجاجي في بغداد والمحافظات، باتجاه التصعيد في قطع عدد من الطرق الرئيسية في محافظات عدة، للمطالبة بتوفير فرص العمل والخدمات. فيما شهدت العاصمة بغداد، يوم أمس تظاهرة حاشدة لحملة الشهادات العليا والخريجين، أمام مقر الحكومة في منطقة العلاوي، مطالبين بفرص العمل. وتواصل الفعاليات الاحتجاجية في المحافظات، مطالبةً بإطلاق سراح الناشطين المختطفين، والكشف عن قتلة المتظاهرين ومحاسبتهم، وفقا للقانون.

تظاهرة عارمة في بغداد

وشهدت العاصمة بغداد، يوم امس، تظاهرة عارمة شارك فيها المئات من حملة الشهادات العليا والخريجين، أمام مقر مجلس الوزراء في منطقة العلاوي، للمطالبة بتوفير فرص العمل، فيما قامت القوات الامنية بالاعتداء على المتظاهرين بالضرب المبرح.

وقال مراسل “طريق الشعب”، ان “قوات مكافحة الشغب قامت بالاعتداء على المتظاهرين من حملة الشهادات العليا، وباقي الخريجين، ولاحقتهم في الازقة والشوارع القريبة من مقر مجلس الوزراء”.

واضاف ان “هذا الاعتداء جاء على خلفية تظاهرة موحدة نظمتها 22 تنسيقية للخريجين، بالإضافة الى حملة الشهادات العليا، للمطالبة بتوفير فرص العمل، وشارك فيها اعداد غفيرة من الخريجين” احتجاجا على ما اسموه “التسويف والمماطلة واطلاق الوعود دون تنفيذ من قبل الحكومة”.

وتابع ان “الخريجين من مختلف الاختصاصات توافدوا بشكل مكثف قرب مقر رئاسة الوزراء، مطالبين بتنفيذها الوعود التي اطلقتها في وقت سابق”.

وقال المتظاهر محسن كريم، احد المشاركين في التظاهرة: انها “تأتي للضغط على الحكومة بالاستجابة لمطالبنا والايفاء بالوعود التي اطلقتها بتوفير فرص عمل لنا، عن طريق مستشار رئيس الوزراء لشؤون المتظاهرين، الذي وجه في وقت سابق بجمع اسماء الخريجين وتسليمها اليه من اجل ضمان توفير فرص عمل لنا في موازنة العام الحالي”، مبينا ان “وعود الحكومة ومستشار رئيس الوزراء، كان الغرض منها كسب ود الخريجين، لا ايجاد الحلول لمشاكلهم”.

واستنكر كريم “تكرر الاعتداءات الوحشية من قبل القوات الامنية على المتظاهرين العزل”، مذكرا “الحكومة الحالية بمصير الحكومة السابقة”.

مهلة للحكومة

وفي الناصرية، أمهل متظاهرو ساحة الحبوبي، الحكومتين المركزية والمحلية حتى يوم الجمعة المقبل، للكشف عن مصير الناشط المختطف سجاد العراقي، مهددين بتصعيد احتجاجي في حال عدم تحقيق مطالبهم.

وذكر المتظاهرون في بيان طالعته “طريق الشعب”، ان “متابعة قضية الناشط المختطف سجاد العراقي تخضع للمماطلة والتسويف دون الكشف عن مصيره، والذي يتوقع أن يكون في احد السجون السرية، مع وجود عجز ومحاباة لدى الحكومة المحلية، في عدم تنفيذ أوامر القبض بحق المتهمين بعملية الاختطاف”.

وأمهل المتظاهرون “الحكومتين المركزية والمحلية حتى الجمعة المقبلة، بتشكيل لجنة للبحث عن مصير الناشط المختطف سجاد العراقي، وتنفيذ أوامر إلقاء القبض بحق المتهمين بعملية الاختطاف”، مؤكدين “استمرار التصعيد الاحتجاجي، لحين تحقيق ذلك”.

قطع للطرق

في الاثناء، قطع العشرات من خريجي كليات الإدارة والاقتصاد في المحافظة، جسر النصر وسط مدينة الناصرية، في تصعيد احتجاجي للمطالبة بتخصيص جزء من درجات الحذف والاستحداث لتعيينهم على ملاك الدوائر الحكومية.

وقال المتظاهر محمد قاسم لـ”طريق الشعب”، ان “التصعيد الاحتجاجي يأتي على خلفية عدم  استجابة الحكومة لمطالبنا بعد اكثر من عام على انطلاق احتجاجاتنا”، مؤكدا “استمرار الاحتجاجات لحين توفير فرص عمل لهم”.

يُذكر ان المئات من خريجي كليات الهندسة والإدارة والاقتصاد والمعاهد التقنية، اقدموا على غلق أبواب شركة نفط ذي قار، ومنعوا الموظفين من الدخول، احتجاجا على تجاهل مطالبهم وعدم توفير فرص عمل لهم في موازنة العام الحالي.

إقالة الفاسدين

وتظاهر العشرات من المواطنين في محافظة واسط، مطالبين بإقالة الحكومة المحلية، وإيقاف الدعاوى الكيدية والاعتقالات بحقهم.

وذكر مراسل “طريق الشعب”، ان “العشرات من المتظاهرين انطلقوا من ساحة الاحتجاجات الرئيسية في المحافظة، صوب ساحة تموز، وتم خلالها حرق الاطارات وقطع الشوارع، للمطالبة بإقالة الحكومة المحلية في المحافظة”، مشيرا الى ان “المتظاهرين منحوا الحكومة المركزية 10 ايام لتنفيذ مطالبهم”.

وهددوا بـ”تصعيد احتجاجي في حال تجاهل مطلبهم”.

الكشف عن القتلة

أما متظاهرو كربلاء، فرفعوا مطلبا واحدا في فلكة التربية وسط المحافظة. وقال مراسل “طريق الشعب”، ان “العشرات من المواطنين تظاهروا وسط المدينة، مطالبين بالكشف عن قتلة المتظاهرين ومحاسبتهم وفقا للقانون”، مبينا ان “المتظاهرين رفعوا شعارات تندد بعدم تنفيذ مطالب الانتفاضة”.

وحذر المتظاهرون من “التسويف وعدم الاستجابة للمطالب”.

احتجاج على تردي الكهرباء

في غضون ذلك، تظاهرات العشرات من المواطنين في محافظة النجف أمام فرع توزيع كهرباء المحافظة، احتجاجا على تردي الطاقة الوطنية في المحافظة.

وتناقلت وسائل التواصل الاجتماعي، مقاطع فيديو تظهر قيام المتظاهرين بقطع شارع المدينة، احتجاجا على تردي الخدمات بصورة عامة، والكهرباء بشكل خاص.

تظاهرات أسبوعية

في المقابل، جدد العشرات من خريجي كليات العلوم، تظاهراتهم، أمام مبنى شركة نفط البصرة موقع (الزقورة)، مطالبين بتوفير فرص العمل.

وبيّن المتظاهر احمد قاسم، في حديث لـ”طريق الشعب”، ان “تظاهراتهم ستكون بشكل اسبوعي امام مقر شركة النفط، بسبب ضعف الجانب المالي، وعدم قدرتنا على الاعتصام”، منوها بان “تظاهرتنا مستمرة منذ 5 اشهر، من دون ان نلقى أي استجابة من الحكومة المركزية أو المحلية”.

وقفة للأطباء

الى ذلك، نظم عدد من الأطباء المقيمين في مستشفى الحسين بالسماوة، وقفة احتجاجية، مطالبين بصرف رواتبهم المتأخرة منذ 5 أشهر.

وقال مراسل “طريق الشعب”، ان “70 طبيبا في مختلف المؤسسات الصحية، لم يتسلموا رواتبهم منذ 10 اشهر، دون معرفة الاسباب”، مهددين بـ”اللجوء الى الاضراب في حال استمرار الوضع الحالي”.

يُشار الى ان عددا كبيرا من المحاضرين المتعاقدين مع تربية المثنى، نظموا تظاهرة كبيرة اعلنوا فيها رفضهم العمل بنظام المنحة بدلا من الأجر الثابت في موازنة 2021.

تظاهرات في كركوك والموصل

وفي محافظة كركوك، تظاهر العشرات من خريجي كليات الادارة والاقتصاد، امام مبنى المحافظة، مطالبين بتوفير فرص العمل.

وقال المتظاهر يونس احمد لـ”طريق الشعب”، ان “خريجي كيات الادارة والاقتصاد مظلومون، حالهم حال بقية الخريجين الذين يبحثون عن فرص العمل، لكنهم لا يجدون شيئا”، مشيرا الى ان “مطالبهم مشروعة، وهي البحث عن فرص العمل سواء في القطاع الحكومي ام الخاص”.

كما أقدم العشرات من سائقي الشاحنات على قطع الطريق الرئيس الرابط بين الموصل واربيل.

وذكر السائق كنعان محمد في حديث لـ”طريق الشعب”، ان احتجاجهم يأتي “بسبب اجبار السائقين على ايقاف شاحناتهم في داخل احدى الساحات التي تم انشاؤها قرب السيطرة، لجباية مبلغ مالي قدره 5000 دينار”، مطالبا بـ”انشاء ساحة عامة لا يستوفى فيها الاجور مقابل الوقوف فيها”.

وشُيدت هذه الساحة بعد قرار منع دخول الشاحنات الى المدينة، منذ الساعة السابعة صباحا ولغاية الساعة الرابعة مساءً، بقرار من محافظ نينوى، لتخفيف الزخم المروري داخل شوارع الموصل.

***********************

أضاءة

الزراعة .. قطاع واعد يحتاج الكثير 

محمد عبد الرحمن

القطاع الزراعي يواجه تحديات عدة، وهو الذي يعول عليه مع  القطاع الصناعي  في ان يكونا رافعة للاقتصاد العراقي المتنوع والمتعدد في مصادر موارده المالية، وعدم اقتصارها على النفط الخام المصدر، الذي يوفر اليوم اكثر من ٩٥ في المائة من احتياجات البلد المالية .

قطاع الزراعة لم يحظ باهتمام  حقيقي منذ ٢٠٠٣، رغم اطلاق المبادرة الزراعية التي ذهب الكثير من أموالها، بحكم ضوابط  استرداد مبالغ الإقراض لمن يستطيع التجاوب معها، وهم من المتمكنين واغنياء الريف والملاكين ، فبقي تاثيرها محدودا .

 وبقيت الأموال التي تخصص للقطاع الزراعي  في الموازنات العامة السنوية  منخفضة، قياسا الى ما يحتاج وما يواجه من إشكاليات جمة .

ويذكر في هذا الشأن ان من رأي منظمة الغذاء والزراعة التابعة للأمم المتحدة ان لا تقل نسبة التخصيصات عن ١٠ في المائة ، في حين ان  تخصيصات وزارة الزراعة بلغت 311 مليار دينار والصناعة 1173 مليار دينار، ويمثل مجموعهما 0،9في المائة من اجمالي النفقات العامة في مشروع موازنة ٢٠٢١ . فيما بلغت هذه النسبة 1،5 في المائة عام 2019. وهذا يعني التراجع والنكوص رغم الحديث ليل نهار عن أهمية تنمية الزراعة والصناعة.

وهناك مشكلة التصحر وتدهور خصوبة الأراضي الزراعية. وبعد ان كانت لاستصلاح الأراضي الزراعية مؤسسة متخصصة مستقلة، اوكل الامر الى قسم متواضع ضئيل التخصيصات في وزارة الموارد المائية .

ونظرا لشح المياه ستبقى الأراضي التي تزرع محدودة ، فيما ملايين الدونمات الصالحة للزراعة تبقى سنة بعد أخرى متروكة، خصوصا  في الأراضي المروية، ويبقى ما يعتمد منها على الامطار غير مضمون. وفِي هذا السياق ذكرت وزارة الزراعة مؤخرا انها اقرت خطتها الزراعية الشتوية بمساحة تقل مليون دونم عن خطة العام السابق، ويعود سبب ذلك الى الامكانية الفعلية لتوفير مياه الري وخاصة للحنطة والشعير .

وستظل إمكانية التوسع في مساحة الأراضي المزروعة ، شتاء وصيفا ، مرهونة  بما يصلنا من  مياه، تتحكم بها دول المنبع وخاصة تركيا التي لم نتوصل معها الى حلول واتفاقيات صريحة واضحة، رغم الاستيراد المفتوح والضخم منها.

وتظل مشكلة توفير الحماية للمنتج الزراعي تؤرق العاملين في هذا القطاع  والفلاحين والمزارعين، حيث لم تمنع  الإجراءات الحكومية الأخيرة  تدفق المنتجات الزراعية من دول الجوار عبر المنافذ الحدودية، التي لم تفرض الدولة سيطرتها عليها، وبقي نفوذ وهيمنة قوى متنفذة عليها.

كما برزت في السنوات الأخيرة مشكلة تجريف الأراضي الزراعية، وتحويل صنفها والاستيلاء عليها بالقوة وبيعها قطعا سكنية تحت عنوان « طابو زراعي «. واخذ هذا يمتد الى البساتين والقرى، خاصة القريبة من المدن. فضلا عن مشاكل عويصة لها علاقة بملكية الأراضي وحالة الشيوع الآخذة في الاتساع ، واشكال الدعم والاسناد التي تقدمها الدولة.

باختصار يفتقر القطاع الزراعي الان الى قاعدة  تحتية رصينة للنهوض والاستمرار، وفيه حلقات متعددة بما فيها التصنيع الزراعي تخلفت او حتى تدهورت.  وهذا كله يترك بصماته على  إمكانية تأمين سلة الغذاء وطنيا، والتي يفترض ان لا تقل نسبة المنتج الوطني فيها عن ٧٠ في المائة .

واخيرا فان القطاع الزراعي لا تحل مشاكله القروض على أهميتها، وانما يحتاج الى خطة متكاملة فعلية للنهوض به، تكون جزءا لا  يتجزأ من خطة تنمية شاملة.

*******************

تعزية

الرفيق العزيز  صالح ياسر المحترم

تلقينا بألم وحزن عميقين خبر وفاة شقيقكم

في مناسبة هذه الخسارة المؤلمة نتقدم اليكم، والى العائلة الكريمة باحر التعازي، متمنين للجميع الصبر والسلوان والصحة وطول العمر، وللفقيد الراحل دوام الذكر الطيب.

المكتب السياسي

للحزب الشيوعي العراقي

30/1/2021

*********************

الصفحة الثالثة

العراق يتصدر الدول العربية في الوفيات

الصحة تطلب «شحنة طارئة» من لقاح كورونا: مخصصة لـ 4 فئات

متابعة - طريق الشعب

تصدر العراق قائمة الدول العربية في عدد الوفيات بفايروس كورونا، بحسب إحصائية عالمية، نشرت مؤخرا، في وقت حذرت فيه وزارة الصحة، المواطنين من موجة ثانية من الوباء، وصفتها بـ”الاسوأ”. وعلى أثر الاجراءات التي اتخذتها أغلب دول العالم، كتدابير احترازية من تفشي فايروس كورونا، أخذت شركات الطيران، تتلاعب بأعداد ومواعيد الرحلات الجوية للمسافرين، الذين طالهم ضرر كبير جرّاء تلك القرارات التعسفية.

وقال عراقيون لديهم إقامات في دول “الكومنولث”، كانوا قد زاروا العراق مؤخرا، في إجازة لزيارة الاهل، ان قرارات شركات الطيران، سببت لهم ضررا اقتصاديا كبيرا، إثر تأخير مواعيد سفرهم الى تلك الدول، عن موعدها لأكثر من شهرين.

وأضافوا، انهم سيلجؤون الى رفع دعاوى قضائية ضد تلك الشركات، التي سببت خسائر مادية كبيرة لهم.

فيما تواصل بلدان العالم كفاحها المستمر ضد فايروس كورونا، من خلال قرارات إغلاق الحدود، خصوصا في أوروبا، وسط قلق من تفشي نسخ فيروس كورونا المتحورة، رغم بروز مؤشرات على تباطؤ انتشار الوباء في أرجاء عدة.

وقال مدير عام دائرة الصحة العامة في وزارة الصحة، رياض عبد الأمير، ان العراق يسعى للحصول على شحنة “طارئة” من لقاح فيروس كورونا.

وأردف أن “هناك طلبا عالميا على اللقاح، ولقد تعاقدنا بالفعل مع كوباكس لكنها لم تورد أي لقاح لغاية الآن”، مبينا أن “686 دولة لم تتسلم أي لقاح”.

وأكد عبد الامير، ان “شركة فايزر قالت إن لقاحاتها ستصل العراق في الشهر الثاني، أو أواخر الربع الأول”.

وبيّن المتحدث، أن “الشحنة الطارئة” ستشمل اربع فئات، هي: الكوادر الصحية، كبار السن، أصحاب الأمراض المزمنة والقوات الأمنية.

وأظهرت الإحصائيات، أن أكثر من 101 مليون شخص أصيبوا بفيروس كورونا على مستوى العالم، في حين وصل إجمالي الوفيات الناتجة عن الفيروس إلى مليونين و178376.

وتم تسجيل إصابات بالفيروس في أكثر من 210 دول ومناطق منذ اكتشاف أولى حالات الإصابة في الصين في كانون الاول 2019.

مخاوف اوربية

ويتصاعد القلق في أوروبا جراء تزايد عدد الإصابات بفايروس كورونا، في ظل مخاوف من ارتباطها بالسلالات الجديدة من فيروس كورونا ما جعل عدد من دول القارة تلجأ إلى إغلاق حدودها.

ومنعت ألمانيا اعتبارا من السبت الماضي، الدخول إلى أراضيها عبر البر والبحر والجو للأشخاص الوافدين من خمس دول تشهد تفشيا واسعا للنسخ المتحورة من الفيروس.

ومن جهتها، اغلقت فرنسا اعتبارا من أمس الأحد، حدودها أمام جميع المسافرين من خارج الاتحاد الأوروبي، باستثناء الرحلات الضرورية وكذلك اغلقت مراكزها التجارية الكبيرة.

وفي ان روما تسير عكس هذه المخاوف، وأعلنت متاحف الفاتيكان أنها ستعيد فتح أبوابها بعد إغلاق استمر 88 يوما بسبب قيود فيروس كورونا، في أطول إغلاق منذ الحرب العالمية الثانية.

صراع على اللقاحات

وفي النرويج أيضا، أعلنت الحكومة، مؤخراً، رفع إجراءات عدة في أوسلو ومحيطها، كان قد تمّ اتخاذها نهاية الأسبوع الماضي، إثر اكتشاف إصابات بالنسخة البريطانية لكورونا في منطقة قرب العاصمة.

في الاتحاد الأوروبي، تم الترخيص لاستخدام لقاح أسترازينيكا، إلا أن رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين، واصلت ممارسة الضغط على هذا المختبر الذي تنتقد الدول الأعضاء الـ27 تأخره في عمليات تسليم الجرعات. وكتبت فون دير لايين في تغريدة “أتوقع أن تقوم الشركة (أسترازينيكا) بتسليم الـ400 مليون جرعة بحسب الاتفاق”.

وفعّل الاتحاد الأوروبي الجمعة آلية تتيح تقييد صادرات اللقاحات المصنعة على أراضيه، إلى الخارج والتي تمنع خروج جرعات مخصصة للأوروبيين.

وستشدد كندا أيضا القيود على الوافدين إلى أراضيها والتدابير التي تهدف إلى “عدم تشجيع المسافرين” بهدف الحد من تفشي النسخ المتحورة من الفيروس، وفق ما أعلن رئيس الوزراء جاستن ترودو.

وكان رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون أعرب عن قلقاً بالغاً  لرئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، في اتصال هاتفي، كان ذلك، بعد تعليق بروكسل جزئيا بندا من اتفاق بريكسيت يتعلق بإيرلندا الشمالية قد يُقيد صادرات اللقاح إليها.

وضع صعب في امريكا

وعلى صعيد آخر، تتجه وتيرة الإصابات الجديدة وحالات الاستشفاء في الولايات المتحدة إلى التراجع، رغم أن العدد الإجمالي للإصابات اليومية لا يزال أعلى بكثير مما سجل خلال الصيف. وبحسب ما افاد به، آميش أدالجا من مركز جونز هوبكنز للأمن الصحي، فأن البلاد تسجل حاليا أكثر من ثلاثة آلاف وفاة في اليوم، بسبب التأخير في الإدخال إلى المستشفيات، لكن منحنيات الوباء تتجه إلى الانخفاض في البلد الذي تسبب الوباء فيه بوفاة أكثر من 430 ألف شخص.ويؤكد أن “فترة السفر التي استغلها الفيروس انتهت تقريبا”.

3 مشكلات رئيسية

من جهته، وجه المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، تحذيراً جديداً قال فيه “إذا احتفظنا باللقاحات لأنفسنا ولم نشاركها، فستكون هناك ثلاث مشكلات رئيسية، الأولى هي تسجيل فشل أخلاقي كارثي، والثانية السماح بتواصل استعار الجائحة، والثالثة إبطاء التعافي الاقتصادي بشكل كبير”.

وتم إعطاء نحو 63 في المائة من الجرعات لأشخاص في الدول الغنية (أوروبا والولايات المتحدة ودول الخليج) التي تضمّ 16في المائة، من سكان العالم. وتمّ حقن أكثر من 86,5 مليون جرعة من اللقاحات المضادة للفايروس، فيما لا يقل عن 73 دولة ومنطقة، بحسب تعداد أعدته وكالة الأنباء الفرنسية.

إحصائيات

واظهرت الاحصائيات، أن أكثر من 101 مليون شخص أصيبوا بفيروس كورونا على مستوى العالم، توفي منهم مليونان و178376.

ووفقاً لما نشرته رويترز، فإن امريكا تصدرت الدول العشرة صاحبة النصيب الاعلى من الاصابات حيث سجلت الولايات المتحدة: 429661 وفاة، و25661892 إصابة، تلتها الهند في المركز الثاني بـ الهند: 153847 وفاة، و10701193 إصابة، لتأتي البرازيل في المركز الثالث بـ 220161 وفاة،  8996876 إصابة، في حين ان روسيا سجلت 71651 وفاة، و 3793810 إصابة، و بريطانيا ب 103126 وفاة، و 3743734 إصابة، وفرنسا بـ 74456 وفاة، و3106859 اصابة، و إسبانيا بـ 57291 وفاة، 2670102 إصابة، و إيطاليا 87381 وفاة، و2515507 إصابة، وكانت تركيا في المركز التاسع بـ 25476 وفاة، و 2449839 إصابة، وحلت في المركز العاشر ألمانيا بـ 52523 وفاة، و 2170741 إصابة.

وفي ما يلي قائمة بأكثر الدول العربية من حيث عدد الوفيات والإصابات وترتيبها عالمياً. وجاء العراق في المركز الـ 27 عالمياً والاول عربياً مسجلاً، 12800 وفاة، و 593541 إصابة وحل المغرب في المركز الثاني عربياً بـ  7314وفاة، و 435189 إصابة، وكانت السعودية ثالثاً بـ  6204 وفاة، و 362488 إصابة، فيما جاءت الأردن رابعاً بـ 3801 وفاة، و291393 إصابة، لتأتي الإمارات خامساً بـ  662 وفاة، و 204369 إصابة، ولبنان سادساً بـ 2553 وفاة و 289660 إصابة.  واعتمد في هذه الاحصائيات على البيانات الصادرة عن وزارات الصحة وتصريحات المسؤولين الحكوميين في كل دولة.

***************************

حسين الغرابي:

نحن في مرحلة بناء بديل سياسي عن القوى الحاكمة

بغداد - علي شغاتي

ضمن سلسلة حواراتها مع عدد من المعنيين، حاورت “طريق الشعب”، الناشط المدني وعضو حزب البيت الوطني، حسين الغرابي، حول ما حققته انتفاضة تشرين، ورؤيتهم المستقبلية للوضع العراقي. يقول الغرابي، إن انتفاضة تشرين “انتجت كيانات سياسية جديدة”، تحاول تقديم بديل حقيقي عن الصورة المشوهة للديمقراطية، مشيرا الى ان “احزاب السلطة” أضحت منعزلة تماما عن مصالح البلاد، بل أن همها الاول “مصالحها الفئوية”.

منجزات تشرين

وقال الغرابي لـ”طريق الشعب”، ان “انتفاضة تشرين اسست لمفاهيم سياسية جديدة، واعادت تشكيل الهوية العراقية”، مبينا ان “اهم منجزات الاحتجاج كان الغاء مجالس المحافظات سيئة الصيت، واستبدال اعضاء مفوضية الانتخابات السابقين بالقضاة، وتغيير قانون الانتخابات واسقاط حكومة عادل عبد المهدي، واعادة تشكيل الحكومة الحالية بطريقة مختلفة عن السابق”.

دور مميز للمرأة

واضاف الغرابي، ان “المرأة لعبت دورا مميزا وغير مسبوق في الانتفاضة، حيث ساهمت بشكل فاعل بقيادة الجماهير، وتمثيلهم. وكانت شريكا فاعلا في كل النقاشات السياسية الباحثة عن الحلول للبلاد”، مشيرا الى ان “تشرين انتجت كيانات سياسية، تحاول تقديم بديل حقيقي عن الصورة المشوهة للديمقراطية”، التي يرهن تصحيحها بـ”تشكيل احزاب ديمقراطية جديدة” حسب وجهة نظره.

ووصف الغرابي “احزاب السلطة” بأنها “دكاكين اقتصادية وبيوتات خاصة، همها الاول مصالحها الفئوية، غير آبهة بمصالح البلاد”.

شروط المشاركة في الانتخابات

ورهن الغرابي موضوع المشاركة بالانتخابات بـ”حصر السلاح بيد الدولة، ومعالجة الشوائب في مفوضية الانتخابات، ومنع الكتل السياسية من استغلال موارد الدولة، وملف الوظائف في الدعاية الانتخابية”. وأكد أن “الكتل السياسية غير جادة في تهيئة الاجواء الحقيقية لإجراء انتخابات حرة ونزيهة”. وفي حال عدم توفر الظروف الايجابية لإجراء الانتخابات، فإن الغرابي وحزبه لن يذهبوا اليها، في محاولة لـ”حجب الشرعية عن هذا النظام”، حسب قوله.

“تشرين”.. مستمرة

وبيّن الغرابي، ان “فكرة تشرين دخلت في كل بيت عراقي، ولا تزال تتبلور في عقول المواطنين”. وفي اشارة الى تعاطف الناس مع فكرة تشرين وتبنيها، يقول الغرابي، ان المواطنين أخذوا “ينتهزون كل مناسبة وفرصة لرفع رموز الانتفاضة ويجاهرون بفكرها، ولا يكاد حديث يدور دون التطرق الى اهداف ومبادئ تشرين، فهي باقية وتسعى لتحقيق باقي اهدافها”. وزاد، ان أبرز أهداف الانتفاضة تتلخص في “انهاء نظام المحاصصة، ومحاسبة الفاسدين الكبار، وابعاد التدخلات الخارجية عن القرار العراقي ووضع المصلحة العراقية هي العليا”.

أحزاب الظل

وأوضح الغرابي، أن “هناك نوعين من الاحزاب المنبثقة من تشرين؛ النوع الاول هي تشكيلات ظل للكتل السياسية والاحزاب الموجودة في الحكومة، وهذه الاحزاب لا يعول عليها، انما هي معروفة للمتظاهرين”. أما النوع الاخر فيشير الغرابي الى أنها “احزاب انبثقت من شباب  تشرين وشخوصها معروفون لدى المحتجين”، معتبرا ان هذه القوى “هي المعول عليها في تحقيق الاهداف المنشودة للجماهير”، لكنه يرهن ذلك بـ”بقائها على المسار ذاته الذي رسمته تشرين”.

****************

الصفحة الرابعة

منظمة الشفافية الدولية تضع العراق في مركز محبط في 2020

معنيون يحددون «الآليات اللازمة» لمكافحة الفساد

بغداد - سيف زهير

قوبل إدراج منظمة الشفافية الدولية، العراق في مرتبة متقدمة بالنسبة للدول الأكثر فسادا، بردود فعل واسعة، رافقتها انتقادات لعدم توفير مستلزمات القضاء على تلك الآفة، نتيجة لـ”غياب الآليات الحقيقية والمتابعة الجادة للفاسدين الكبار”.

وأظهر تقرير أصدرته منظمة الشفافية الدولية، شمل 180 دولة، تبوء العراق المرتبة السادسة ضمن قائمة الدول العربية الأكثر فسادا، فيما جاء في المرتبة 160 عالميا، في قائمة أكثر دول العالم شفافية للعام 2020، أي أنه في مراتب بعيدة جدا عن الشفافية ومستلزمات تحقيقها.

وذكرت منظمة الشفافية العالمية، أن “نيوزيلندا والدنمارك حصلتا على المرتبة الاولى بأقل دول العالم فسادا واكثرها شفافية بـ 88 نقطة على التوالي، تليها الدنمارك وفنلندا وسويسرا وسنغافورة والسويد التي حصلت جميعها على المركز الثاني بـ 85 نقطة ثم النرويج على المركز الثالث بـ 84 نقطة”.

وحصل العراق ضمن الترتيب الدولي على “المرتبة السادسة بأكثر الدول العربية فسادا، متقدما على ليبيا والسودان واليمن وسوريا والصومال. في حين جاء بالمرتبة 160 عالميا من اصل 180 دولة مدرجة في جدول (أكثر الدول شفافية) وبواقع 21 نقطة متقدما على دولة بورندي والكونغو”.

وتصدر المنظمة تقريرا سنويا حول الفساد، وهو تقييم على مقياس من صفر إلى 100 يصنف الدول من الأكثر إلى الأقل فسادا، ويستند التقرير على بيانات تجمعها المنظمة من 13 هيئة دولية منها البنك الدولي والمنتدى الاقتصادي العالمي. ووفقا لهذه النقاط، لم يحصل العراق سوى على 21 نقطة فقط من أصل 100، في حين تجري التأكيدات على إن نقاط العراق قد تكون أقل بحسب حجم الفساد المريع داخل مفاصل الدولة.

كورونا.. أزمة فساد

ونقل التقرير عن رئيسة المنظمة الدولية، ديليا فيريرا روبيو، قولها: إنّ “فيروس كورونا ليس مجرد أزمة صحية واقتصادية، بل هو أزمة فساد نفشل حالياً في إدارتها، لأنه تفشى في كافة مراحل الاستجابة للجائحة، لاسيما لجهة دفع الرشاوى في بعض الدول لقاء إجراء الاختبارات والكشوفات، وللحصول على الإمدادات الطبية اللازمة”.

مؤشر مدركات الفساد

من جانبه، أوضح سعيد ياسين، الخبير الممارس في مجال تعزيز النزاهة ومكافحة الفساد، إن ترتيب العراق الأخير للعام 2020 وبالمقارنة مع العام الذي سبقه، تقدم خطوتين من حيث تسلسل الدول بعدما كان بالمرتبة 162 من خلال حصوله على درجة واحدة.

وأضاف ياسين لـ”طريق الشعب”، ان “هناك ضرورة قصوى وفقا لهذه المعطيات والأرقام المخيفة لتقوية ودعم وحماية الجهات الرقابية، من خلال سيادة القانون وإنفاذه، فضلا عن الالتفات لجانب التشريعات الضرورية، وفق اتفاقية مكافحة الفساد. علما ان العراق ألغى منظومة مكاتب المفتشين كرقابة استباقية، ورافق ذلك عدم الاستجابة الكاملة لمتطلبات الجهات الرقابية وإدارة الوظائف العامة والحماية السياسية للفساد، والإفلات من العقاب إضافة الى متطلبات سيادة القانون”.

ولفت المتحدث الى أن “العراق ووفقا لحجم الفساد الهائل فيه، والمعايير الدولية التي حددت موقعه بين الدول، واجه تحديا كبيرا تمثل بجائحة كورونا، الا انه تجاوز مخاطر كبيرة برغم ضعف تمويل قطاع الصحة والإمكانات المحدودة من حيث المباني والمختبرات، وذلك من خلال الدعم الشعبي ومؤسسات المجتمع المدني وشركات قطاع الأعمال والإعلام”، مردفا “ما زال تحدي شفافية العقود والمشاريع والمشتريات الحكومية هو الأكبر في ملف الفساد والذي تسبب بهدر كبير واستحواذ على المال العام من قبل أطراف متنفذة، فضلا عن تضخيم الأسعار التخمينية في العقود والمشاريع والمشتريات, وضعف السياسات العامة في إدماج القطاع الخاص في الاقتصاد الوطني وحماية الاستثمار”.

وأشار ياسين الى “وجود تحدي آخر كبير بشأن ضبط ورقابة وتدقيق الإيرادات العامة وجودة إدارة الإيرادات وتوزيع الموارد بشفافية وعدالة وتحقيق التنمية والتنمية المستدامة ومكافحة الفقر”، معتبرا أن ملف حقوق الإنسان وحرية التعبير “كان له تأثير كبير في مؤشر مدركات الفساد للعام 2020 في العراق، خصوصا خلال التظاهرات الشعبية، وما تخللها من انتهاكات من قبل القوات الحكومية، واستخدام القوة المفرطة والمميتة في أحيان كثيرة”.

وتابع قائلا: “رغم المطالبات وعلى مدار سنوات طوال بضمان حق الاطلاع على المعلومات واعتماد سياسة عامة للإفصاح عنها، يبقى الوضع كما هو عليه، ولا بد من تشريع قانون حق الاطلاع على المعلومات، والذي يمثل أحد أهم المتطلبات التي تنص عليها اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد والاتفاقية الدولية لحقوق الإنسان”.

ترتيب مغاير للواقع!

وفي السياق، رأى الخبير الاقتصادي، منار العبيدي، إن ما جاء بتقرير منظمة الشفافية الدولية بشأن الفساد في العراق “غير صحيح” مقارنة بالواقع، مبينا أن ارتفاع الناتج المحلي للبلد، يعني زيادة هائلة بكمية الأموال المبددة، كلما تصاعد الفساد.

وقال العبيدي في تصريح صحافي طالعته “طريق الشعب”، إن “النسبة التي جاءت فيها منظمة الشفافية الدولية بشأن مركز العراق عالميا من ناحية الفساد، لا تنسجم مع الواقع، لأن المنظمة لم تعتمد في هذه النسبة على مستوى الناتج القومي”.

واضاف أنه “لو تم اعتماد النسبة من خلال الناتج القومي لوجد الفساد في العراق يعادل 50 دولة ضمن القائمة”.

وتابع الخبير، أن “التقرير اعتمد على السلوك الموجود في القطاع الحكومي وعلى الاجراءات الحكومية المتخذة لمكافحة الفساد”، مبينا أن “هاتين النقطتين لم تكونا سببا بزيادة الشفافية في العراق، وانخفاض نسبة الفساد فيه”، مشيرا إلى أن “الحكومة مطالبة بإجراءات أكثر واقعية وجديدة وصحيحة لتغيير موقع العراق من بين الدول التي فيها نسب فساد عالية، عبر مكافحة الفساد بإجراءات صارمة”.

وبيّن أنه “من يتابع الرقابة المالية سيجد أن الكثير من الوزارات فشلت في انجاز بعض المشاريع، وتسببت بهدر كبير في الأموال، فضلا عن وجود عقود غير واضحة، وبرغم رفع هذه التفاصيل إلى وزارة المالية ومجلس الوزراء، إلا أنها تتوقف نتيجة للتجاذبات السياسية”.

فساد في آلاف المشاريع

وفي غضون الحديث عن ترتيب العراق، ضمن قائمة الدول الأكثر فسادا، كشفت لجنة الخدمات البرلمانية عن قيامها بفتح ملفات فساد بمشاريع غير منجزة منذ العام 2012، تخللتها شبهات فساد وهدر مالي كبير، مؤكدة وجود 6000 مشروع متلكئ، أغلبها تعود لوزارة الإعمار والاسكان والبلديات. 

وقال عضو اللجنة عباس العطافي، في تصريح صحافي، إن “أهم المشاريع الاستراتيجية المتلكئة خاصة بوزارة الإعمار والإسكان. وكانت للجنة متابعة جادة لمشاريع الماء في مقدمتها ماء البصرة المكون من خمس مراحل وماء الفاو ومشروع ماء الكوت وماء الإصلاح والسماوة والنهروان، إضافة إلى مشاريع أخرى متفرقة في بعض المحافظات، وكلها مشاريع متلكئة وأغلبها مضى على البدء بها نحو 10 سنوات”. 

وأفاد العطافي بأن حجم المشاريع المتلكئة في عموم المحافظات يصل إلى “6000 مشروع، لذلك اللجنة مستمرة باستضافات المسؤولين المعنيين والمتخصصين، إضافة إلى فتح ملفات المشاريع التي تشوبها شبهات فساد”، منوها بأن لجنته “فتحت ملفات فساد كثيرة في مشاريع مهمة منها، ماء الكوت والاصلاح، والطرق الرئيسة والمجسرات في البصرة، وكذلك مشروع رقم 1 لبناء المدارس، وهو محال من قبل وزارة التربية، ولم تنجز هذه المشاريع منذ 2012”.

وتعليقا على ذلك، أكد الناشط المدني حيدر جعاتي، بأن ما اوردته لجنة الخدمات النيابية بشأن المشاريع المتلكئة، التي تشهد فسادا “لا يمثل المشهد الحالي من كافة نواحيه”.

وأوضح جعاتي خلال حديثه لـ”طريق الشعب”، ان “هناك شبهات فساد كبيرة في عمليات مزاد بيع العملة، وكذلك المشاريع التي تنجز، ويتم بموجبها نهب وهدر اموال كثيرة؛ فهذه لا يتم الحديث عنها، انما تعتبر منجزة، لكنها بالحقيقة باب آخر للنهب، لا تتم الاشارة اليه. في حين تبقى ملفات اخرى مثل عقود التسليح واجهزة كشف المتفجرات وملف الفضائيين الذي يقر الجميع به وخصوصا ما قاله رئيس الوزراء الاسبق حيدر العبادي، عندما اكد وجود 50 الف موظف فضائي في وزارة الدفاع وحدها، يستلمون رواتب وهمية، اضافة الى هدر مئات المليارات من الدولارات على قطاع الكهرباء، والنهب في المنافذ الحدودية وعقود النفط وتهريب الانترنت وعقارات الدولة.. وغيرها، هي جميعا ملفات فساد مستمرة، لا يجدي أي تقرير دولي نفعا معها، ما لم تتوفر الارادة الحقيقية للمواجهة”.

وزاد الناشط “عندما انتفض الشعب العراقي ضد هذا النهب الهائل لثروات البلد، واجهته القوى المتنفذة بالرصاص والقتل والتغييب. بينما شن الداعمون لتلك القوى حملات تسقيطية، لم تتوانَ عن استخدام ابشع الاساليب وارخصها لقمع صوت المنتفضين، ولحماية نهج الفساد، الذي يبدو انه باق وبقوة”، متسائلا عن “مصير اللجنة التي شكلتها الحكومة الحالية والمرتبطة بمكتب القائد العام للقوات المسلحة، للتحقيق بهذه الملفات، والتأكيدات التي شددت على ضرورة استعادة هيبة الدولة؟”.

وفي وقت سابق، أكد رئيس الوزراء انه تم تشكيل لجنة حكومية لمكافحة الفساد، تم منحها “جميع الصلاحيات لإنجاز عملها ومحاربة الفساد”، لكن الكثير من التساؤلات تطرح حاليا بشأن جدواها والنتائج التي حققتها فعليا على أرض الواقع، في الوقت الذي يعيش فيه البلد ازمتين اقتصادية ومالية خانقتين، رافقهما البحث عن مصادر تمويل جديدة، اعادت الحديث عن الاموال المنهوبة بفعل الفساد الهائل.

الشفافية لم تخطئ

وضمن ردود الفعل الواسعة التي تحدثت عن ترتيب العراق ضمن قائمة “الشفافية الدولية”، اكد النائب جمال كوجر، عضو اللجنة المالية النيابية، ان المنظمة الدولية لم تخطئ عندما وضعت العراق بين الدول الأكثر فسادا، مبينا ان هناك العشرات من المؤسسات الرقابية غير الفاعلة.

ونقلت وكالات الأنباء عن كوجر قوله: “إن للمنظمة معايير ثابتة وواضحة تستند إليها عند تقييم الدول. فهناك العشرات من المؤسسات الرقابية في العراق ومنها هيئة النزاهة وديوان الرقابة المالية والقضاء ومكافحة الفساد إلا أنها غير فاعلة. لذلك يجب وضع هذه المؤسسات بمؤسسة واحدة فاعلة قادرة على إيقاف الفساد ومحاربته بشكل حقيقي”.

وتابع كوجر “لكي نحصل على مراتب متقدمة ضمن الشفافية الدولية يجب أن يكون لدينا مؤسسات فعالة، وأن تكون لدينا ايضا قوانين صارمة وأن تطبق القوانين المشرعة مع ضرورة وجود حكومة قوية وسيطرة على الحدود والمنافذ وان تفرض السيادة على الارض والمؤسسات والممتلكات”، مستدركا ان “هذه الامور جميعها غير موجودة باستثناء وجود قوانين صارمة”.

سلوكيات مرصودة

وفي الأثناء، أكد الباحث في الشأن الاقتصادي، رأفت علي، أن مؤشر الفساد الذي جعل العراق ضمن 20 دولة تتصدر الفساد، يستند على تقييم الخبراء لعدد من السلوكيات في القطاع العام.

وقال علي خلال حديثه لـ”طريق الشعب”، إن السلوكيات “ترصد جوانب مهمة مختلفة وهي كلّ من الرشوة، وهي مرتفعة بشكل هائل وحتى تقارير هيئة النزاهة الاتحادية رغم الملاحظات العديدة بشأنها تؤكد ذلك، اضافة الى اختلاس المال العام. ونرى كيف أن جهات متنفذة في السلطة توفر الغطاء لهذا النوع الخطير من الفساد، في حين يتم رصد مؤشر استغلال الوظيفة العمومية لتحقيق مكاسب شخصية وهذا بالفعل احد ابرز ميزات نظام المحاصصة الطائفية، فضلا عن المحاباة في الوظيفة العامة، والاستحواذ على الدولة وهذا ما نراه بسبب السلاح المنفلت وتحويل مفاصل الدولة الى دكاكين حزبية تقدم الخدمات لرؤساء الكتل المتنفذين دون أي رقابة حقيقية. بينما تلاحق الاجراءات، صغار الموظفين لا أكثر”.

وأضاف قائلا: “وتعتمد المنظمة في تقريرها السنوي على اساليب العمل الحكومية لمنع انتشار الفساد، مثل كيفية تعزيز اجراءات النزاهة، وملاحقة المسؤولين الفاسدين قضائيا بشكل فعال، وامكانية تجاوز عبء الاجراءات الروتينية والبيروقراطية المفرطة، مع ايجاد قوانين كافية تضبط التصريح بالمكاسب المالية ومنع تضارب المصالح والوصول الى المعلومة، وتوفير الحماية القانونية للمبلغين عن الفساد والصحفيين والمحققين”.

ضعف اجراءات المكافحة

وفي المقابل، علّق النائب عامر الفايز، على وضع العراق في مؤشر الشفافية.

وقال الفايز في حديث صحافي، إن “وضع العراق في المركز 160 بين 180 دولة في مؤشر الشفافية، يدل على أن الإجراءات الحكومية في مكافحة الفساد في مؤسسات الدولة، لا تزال ضعيفة”.

وأضاف أن “المؤشر يعتمد على ما تتبعه الحكومة من إجراءات تجاه مكافحة الفساد ومحاسبة الفاسدين”، لافتاً إلى أن “العملية تحتاج إلى إرادة سياسية وقوة حقيقية لفتح الملفات الكبيرة”.

وأوضح الفايز، أن “المحاصصة والفساد نهشا جسد الدولة، بالتالي نحتاج إلى إجراءات حقيقية على أرض الواقع في مكافحة الفساد، وليس كلاما إعلاميا فقط”.

****************************

الصفحة الخامسة

جامعيون وموظفون لجأوا إليها

مهنة «الحمالة» تستقطب الشبان العراقيين تحت ضغط الأزمات

بغداد - وكالات

لم تعد مهنة الحمّال (العتّال) في العراق تقتصر على شريحة الشباب الذين لم يتمكنوا من إكمال تعليمهم والحصول على وظيفة في القطاع الخاص أو العام، فهي صارت اليوم تستقطب الكثيرين من الجامعيين، والموظفين الذين تتأخر رواتبهم بين حين وآخر، وذلك في ظل استمرار الأزمة المالية التي خلفتها جائحة كورونا منذ مطلع العام 2020.

وتعد مهنة الحمّال من المهن القديمة التي تتطلب قوة بدنية وصبراً. وغالباً ما يمتهنها فقراء من أجل كسب لقمة عيشهم. إلا أن الحال في العراق يختلف، كون هذه المهنة تتطلب رأس مال، وتعتمد على قدرة العتّال على تحمّل الأوزان وحمل البضائع من الأسواق إلى السيارات.

ولهذه المهنة أعرافها وقوانينها. ففي كل سوق، وتحديداً الأسواق التي تُباع فيها البضائع بالجملة، يكون هناك رجل مسؤول عن مجموعة من الحمالين، ولقبه “رئيس الصنف”. وهو من الأقدمين، ويتولى توزيع الحمالين الآخرين في السوق بحسب الحاجة، وحل غالبية المشكلات التي قد تحدث بين عتال وآخر، بالإضافة إلى متابعة كل تفاصيل المهنة. ويعمل هذا المسؤول وفق الأعراف، ولا يملك أي أوراق قانونية تثبت دوره!

وشهدت الشهور الأربعة الماضية، زيادة في عدد الحمّالين في مختلف الأسواق العراقية - بحسب عضو نقابات العمال حميد العزاوي، الذي يقول أنه “تم رصد ارتفاع في عدد العتالين في أسواق الحلة وبغداد وكربلاء، وهذه الزيادة ليست اعتباطية، بل تدل على توجه الشباب، وحتى الموظفين منهم إلى هذه المهنة بسبب الأزمة المالية وتأخر الرواتب”.

ويشير العزاوي إلى أن “أعداد الملتحقين بالمهنة تزداد من سنة إلى أخرى، ويلجأ إليها الشباب المتخرجون في الكليات والمعاهد، رغم كونها تخلّف إصابات كثيرة”.

ويوضح أن هناك الكثير من الشبّان لا يملكون أي مهنة غير هذه، بعضهم لا يقدر على حمل الأوزان الثقيلة، ما يؤدي إلى تعرضهم لإصابات في الظهر والأكتاف والأيدي.

ويلجأ بعض الحمّالين في الأسواق إلى استخدام عربات الدفع أحياناً. أما في المناطق الشعبية، فتُستخدم الحمير والبغال والخيول، ما يؤدي إلى حدوث مشكلات مع أصحاب المركبات.

من جهته، يقول الحمّال الشاب علي سمران، وهو من بغداد، إنّه “تخرج في كلية الزراعة عام 2012، لكنه لم يجد فرصة عمل رغم محاولاته الكثيرة”، مضيفا في حديث صحفي، أنه “يعمل عتالاً منذ سبع سنوات في سوق الشورجة، ويحصل في اليوم الواحد على نحو 25 ألف دينار من التجار والزبائن”.

ويضيف سمران أن “الأزمة المالية زادت أعداد العتالين في السوق، كما أدت إلى تراجع القدرة الشرائية للمواطنين، ما تسبب في تكدس البضائع”، منتقدا إجراءات الحكومة ازاء أزمة العمل في قوله “ان الحكومة فشلت في احتواء الخريجين في الدوائر الحكومية، ولم تعمل على تقوية وتطوير القطاع الخاص والشركات والمصانع والقطاع الزراعي”.

فاضل الموسوي، وهو عتال منذ 15 عاماً في محافظة بابل، يقول أنه ورث المهنة عن أبيه، وهي مهنة العائلة. فشقيقه وأولاده يعملون في هذه المهنة التي لا تتطلب جهداً عقلياً أو رأس مال، ويمكن لأي شخص مزاولتها، شرط أن يتمتع بصحة جيدة وقوة بدنية.

ويوضح الموسوي أن “الحمالين من أصحاب الشهادات كثيرون في الأسواق. لكن بعضهم يعجز عن الاستمرار في المهنة، فيتركها بعد أسبوع أحياناً”، مبينا ان معدل الأجر اليومي الذي يحصل عليه العتّال، يبلغ 30 ألف دينار “وفي بعض الأحيان نعود أدراجنا إلى البيت من دون أي أجر” – بحسب قوله.

***********

اكول

ترميم التراث المدمر

أم بناء مساكن حديثة!؟

ودود عبد الغني داود

تنتشر في عموم محافظات العراق، وفي محافظة نينوى على وجه الخصوص، دور واحياء سكنية ضاربة في القدم، يمتد تاريخ البعض منها إلى حقبة الاحتلال العثماني.

معظم هذه الدور، غير صالح للسكن، نظرا لصغر مساحاتها وتداخلها مع بعض. إذ لا يفصل بينها سوى أزقة ضيقة ملتوية، لا تسمح بمرور عجلات الخدمة وآليات الصيانة، وتعيق إيصال الخدمات البلدية الأساسية، كماء الإسالة والكهرباء وشبكات تصريف مياه الأمطار والصرف الصحي.

الغريب في الأمر، اننا نجد اليوم بعض الأصوات التي لا تنفك عن المطالبة بإعادة تأهيل تلك الدور وإعمارها وتحويلها إلى شواخص تراثية سياحية، من دون أن تفكر في الرطوبة التي تعلو جدرانها، والتآكل الذي يغزو هياكلها الخشبية والحديدية. والأشد غرابة من ذلك، أن قسما من هذه الأصوات يطالب بإعادة ترميم الدور التراثية في مدينة الموصل، التي تحول غالبها إلى ركام جراء حرب تطهير المدينة من إرهاب داعش!

إن اعادة ترميم تلك الدور المدمرة، يستدعي انفاق مبالغ باهظة جدا، في وقت قد تستحيل فيه استعادة الملامح الأصيلة لتلك المنازل، والإبقاء على صورتها التراثية. لذلك، أليس من الأجدر توظيف هذه المبالغ الكبيرة في بناء أحياء سكنية بمواصفات حديثة، للمساهمة في التخفيف من أزمة السكن الحادة التي تتسع يوما بعد آخر!؟

*******

الكلاب السائبة تصول وتجول في حي الجهاد!

بغداد ـــ غنية فاضل

شكا أهالي “حي الجهاد” في جانب الكرخ من بغداد، انتشار أعداد كبيرة من الكلاب السائبة في منطقتهم. وأوضحوا في حديث لـ “طريق الشعب”، ان نباح الكلاب الذي يتواصل خلال الليل، صار يثير فزع الأطفال ويزعج المواطنين، مؤكدين أن العديد من أطفالهم تعرضوا للهجوم والعض من قبل هذه الحيوانات المسعورة، التي لا تخلو من الأمراض الانتقالية الخطيرة.  وطالب الأهالي، مديرية البيطرة بإطلاق حملة للقضاء على الكلاب السائبة، حفاظا على سلامة المواطنين.

*************

من يحمي رواتبنا من الرسوم غير المبررة!؟

اني المتقاعد عبد العظيم العاني، اتسلم منذ عام 2008 راتبي الشهري من مصرف الرشيد بواسطة البطاقة الذكية (كي كارد)، وفي كل مرة تستقطع مني “عملة مصرفية” قدرها 3 آلاف دينار.

فوجئت في الفترة الأخيرة برسالة وصلتني على الهاتف من “شركة النخيل” المعنية بإصدار البطاقة المصرفية “ماستر كارد”، تبلغني بأنها غيرت بطاقتي السابقة إلى بطاقتها، وذلك دون علمي وموافقتي!

ذهبت إلى موقع الشركة في “شارع فلسطين”. فطالبوني هناك بجلب مستمسكاتي الأصلية، لغرض استنساخها وإرفاقها مع معاملة إصدار البطاقة الجديدة. فأخبرتهم بأن لدي نسخا جاهزة، لكنهم رفضوها واصروا على استنساخها مجددا، مقابل 10 آلاف دينار، في الوقت الذي يبلغ فيه أجر الاستنساخ في المكتبات الأهلية 500 دينار فقط!

بعدها دعوني إلى ملء استمارة تغيير البطاقة، وهنا فرضوا عليّ رسوما اضافية، قدرها 10 آلاف دينار. وهذه تشمل قيمة البطاقة الجديدة وعمولة الشركة وعمولة منفذ صرف الراتب. وفي العموم، أن ما تمت جبايته مني في هذه العملية، بلغ في النهاية 30 ألف دينار تحملها راتبي البالغ 460 ألف دينار!

أتساءل: من يحمي رواتب المتقاعدين من هذه الرسوم غير المبررة؟ ألا توجد جهة حكومية تتكفل هذا الأمر!؟

*********

شح الأدوية.. محنة تواجه ذوي الدخل المحدود

مهدي العيسى

في الوقت الذي يعاني فيه الكثيرون من ذوي الدخل الشهري المحدود في العراق، اذا لم أقل جميعهم، ظروفا معيشية صعبة جراء الأزمات الاقتصادية المتنامية، تواجههم اليوم محنة أخرى، خاصة المتقاعدون وكبار السن منهم، تتمثل في شح أدوية الأمراض المزمنة في المستشفيات والمراكز الصحية الحكومية، الأمر الذي يضطرهم إلى شرائها من الصيدليات الأهلية بأسعار باهظة جدا.

معظم هؤلاء المرضى يعانون أمراض ضغط الدم والسكري والقلب والمفاصل، فضلا عن أمراض الجهازين الهضمي والتنفسي المزمنة، ولا أبالغ إذا قلت أن نفقات شراء الدواء من الصيدليات، ومعها أجور مراجعة الطبيب والتحليلات المختبرية، تزيد في بعض الأحيان على دخلهم الشهري، فكيف سيتمكنون من تغطية مصاريف عائلاتهم وبقية احتياجاتهم اليومية!؟

على الحكومة والبرلمان الوقوف وقفة جادة عند هذه المشكلة، ووضع الحلول الناجعة لها، كأن تتم العودة إلى “البطاقة الصحية” التي كانت تمنح لذوي الأمراض المزمنة، كي يتسلموا بواسطتها حصصهم الشهرية من الدواء، بعد أن يتم تأمينها لهم بشكل منتظم.

*********

في السماوة

أطباء لم يتسلموا رواتبهم منذ 5 شهور!

السماوة – وكالات

طالب أطباء مقيمون في مدينة السماوة، أمس الأحد، بصرف رواتبهم المتأخرة منذ 5 شهور، وذلك في وقفة احتجاج نظموها أمام مبنى “مستشفى الحسين” وسط المدينة.

وذكر عدد من الأطباء المشاركين في الوقفة، أن هناك أكثر من 70 طبيبا بمختلف الاختصاصات، لم تصرف لهم رواتبهم منذ 5 شهور، مؤكدين انهم سيضطرون إلى الإضراب عن الدوام في حال عدم استجابة الجهات المعنية لمطلبهم.

**************

مواساة

  • الرفيق العزيز صالح ياسر (أبو سعد)

بحزن عميق تلقينا خبر رحيل شقيقكم السيد بشار ياسر، والذي غادرنا بعد معاناة مع المرض. نتقدم لكم رفيقنا العزيز ولجميع عائلاتكم بخالص التعازي، متمنين للجميع الصبر وللفقيد عاطر الذكر ولروحه السلام.

منظمة الحزب الشيوعي العراقي في السويد

  • تعزي اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في محافظة بابل، الرفيق الشاعر ولاء الصوّاف بوفاة شقيقه. للفقيد الذكر الطيب ولعائلته خالص العزاء والمواساة.

*ببالغ الأسى والحزن تعزي اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في ديالى، الرفيق علي الورد عضو اللجنة المحلية، بوفاة والدته اثر مرض عضال ألم بها. للفقيدة الذكر الطيب ولعائلتها الصبر والسلوان.

  • تنعى منظمة الحزب الشيوعي العراقي في قضاء الصويرة بمحافظة واسط، الرفيق الراحل سعدون محمد مذكور.

كان الفقيد قد انتمى إلى الحزب منذ أواسط خمسينيات القرن الماضي، وظل على تواصل مع حزبه حتى يوم رحيله. وقد تعرض خلال مسيرته إلى الفصل من الوظيفة والاعتقال والسجن.

للراحل الذكر الطيب، ولعائلته ورفاقه ومحبيه الصبر والسلوان.

**********

الصفحة السادسة

تجارة الحبوب

ودورها في تعزيز الأمن الغذائي في العراق

د. حيدر عبد الامير الغريباوي

يعد موضوع تجارة الحبوب ودورها في تعزيز الأمن الغذائي من المواضيع المهمة التي يتم التطرق لها في كل المحافل الدولية منها والعالمية وعلى المستويين السياسي والاقتصادي بصورة خاصة، لما لها من الأهمية الغذائية وبالخصوص محصول القمح.

وبدوره يعد القمح من أهم الحبوب التي تنمي الطاقة الغذائية للإنسان، حيث تعد اليوم تجارة الحبوب العالمية جزءًا من النظام الغذائي الذي يسمح بسدّ الفجوة بين العرض والطلب. وتتطور أنماط تجارة الحبوب والبذور الزيتية العالمية بشكل مستمر نظراً لارتفاع مستويات الدخل وتزايد عدد السكان مما يساهم في تغيير الخيارات الغذائية، إن محاصيل الحبوب بصورة عامة ومحصول القمح من أهم المحاصيل الاستراتيجية بحكم اهميتها الغذائية ودورها الأساس في التنمية الاقتصادية والاجتماعية وكذلك بوصفها الركيزة الأساسية في الأمن الغذائي، حيث يمثل محصول القمح محصولاً استراتيجياً يدخل في غذاء الانسان بشكل مباشر أو غيـر مباشر، وهو مصدر الغذاء الرئيس في العراق بصورة عامة.

ويتصـدر الأمن الغذائـي الأولويـات القصـوى علـى جـدول الأعمـال العالمـي منـذ سـنوات عـدة، وفقـا للهـدف الأول مـن الأهـداف الانمائيـة للألفية التـي حددتهـا الامم المتحـدة وهـو: “القضـاء علـى الفقـر المدقـع والجـوع. وتقتـرن محاربـة الجـوع فـي حقيقـة الامر بزيـادة وفـرة القمـح، إذ يتمحـور النظـام الغذائـي حولـه حيث يمثـل قرابـة ثلـث الأغذيـة المتاحـة مجتمعـة ممـا يجعلـه مرتبطـا بالاسـتقرار السياسـي. ويلخـص القول المشهور هـذه الأهميـة للقمـح حيـن يشـير إلـى انـه: “بالخبـز والملـح نتحـد”. ومـن هنـا فإنـه لا مفـر مـن أن يحتـل القمـح موقـع الصـدارة علـى أي جـدول أعمـال سياسـي.

القمح = نعمة الخبز

فمن المؤكد للقمـح أهميـة ثقافيـة بـارزة فـي المنطقـة نتيجـة لمكانتـه المحوريـة. ولـم تـأت تسـمية الخبـز المصنـوع مـن دقيـق القمـح “عيشـا” مـن قبيـل المصادفـة، حيـث تتـرادف مـع “العيـش” أي الحيـاة. وهـو رمز لجميـع الهبـات التـي منحهـا اللـه لبنـي البشـر ولذلـك يحظــى بالاحتــرام كنعمــة تحظــر العــادات والتقاليــد إلقاءهــا علــى الأرض أو وطأهــا بالقــدم، وفــي حــال حــدث ذلــك يســارع الشـخص بطلـب المغفـرة مـن اللـه عـن فعلتـه تلـك.

ويخضع إنتاج القمح إلى العديد من الاتفاقيات والبورصات العالمية بشكل منظم، ويدير تجارة الحبوب في العالم (المجلس العالمي للحبوب) التي تقدم منظوراً جيداً لما يمكن أن تكون عليه الفرص والتحديات الرئيسية لعام 2020 في سوق الحبوب.

ومن الاتفاقات والمعاهدات المهمة التي تنظم حركة تجارة القمح والحبوب بشكل عام والتي تحقق الأمن الغذائي نذكر :

  • معاهدة العون الغذائية الاولى سنة 1967.
  • معاهدة تأمين الغذاء الدولية سنة 1999.
  • معاهدة تأمين العون الغذائي وتطوير

   الزراعة في الدول المحتاجة والفقيرة.

فقد ورد للمـرة الاولى مفهوم الأمن الغـذائي كمفهـوم وصفـي في مجـال سياسـات الأغذيـة في منتصـف السـبعينيات. وقـد تطور المفهوم وتوسـع بعـد أن كان يقتصر على الامـدادات الغذائية على المسـتوى الوطني.

وأخذ مفهوم الأمن الغـذائي يتداول في أهم اروقة تجارة الحبوب في العالم خصوصاً المضامين التـي تم طرحهـا في مؤتمـر القمة العالمـي حول الأمن الغذائي في عـام 1996 نـص على أن الركائـز الاربع للأمن الغذائي هـي توافر الغذاء وإمـكان الحصـول عليـه والاسـتفادة منـه واسـتقرار الامـدادات منـه، وسنتناول الأبعاد الاربعة للأمن الغذائي وبشكل مفصل.

إن مناقشـة العلاقة بين التجارة والأمن الغذائي، مهمـة جداً للسوق الحاليـة، غير أن فهـم كيفيـة تطـور الأسـواق وآفاقهـا المسـتقبلية مهـم أيضـاً لتحديد أكثر مسائل النقاش أهمية.

ويمثل الاكتفاء الذاتي الركن الأهم في الأمن الغذائي، إذ يتم توفير حاجة المواطنين من المواد الغذائية عن طريق الإنتاج المحلي، وكلما زادت نسبة الاكتفاء كلما ارتفعت نسبة مساهمة الإنتاج المحلي في توفير الغذاء.

وتأتي أهمية الموضوع من أهمية التدخل الحكومي من خلال السياسة الزراعية في رسم خطط سليمة للوصول إلى مستويات مرتفعة من الاكتفاء الذاتي من سلع الغذاء الأساسية، حيث تتحمل سواءً من خلال الانتاج أو الاستيراد أو المخزون الاستراتيجي، أهمها محاصيل الحبوب (القمح والرز).

والجدير بالانتباه ان مفهوم الأمن الغذائي لم يعد يقتصر على مجرد تحقيق الاكتفاء الذاتي مضمون سياسي، بل أصبح مضموناً اجتماعياً يهدف إلى الكفاية الغذائية الصحية لكل أفراد المجتمع.

وفيما يخص العراق يعتبــر تأميــن توافــر القمــح فــي الوقــت الراهــن قضيــة ذات أهميـة بالغـة لـكل مـن الأمن الغذائـي والاسـتقرار السياسـي حالياً وفـي المسـتقبل، حيث يشــكل القمــح مــا يزيــد علــى ثلــث اســتهلاك الســكان مــن الســعرات الحراريــة والبروتينــات، وقــد تصــل النســبة إلــى 50% فــي بعــض البلــدان، وحسب الجهاز المركزي للإحصاء فإن “المساحة المزروعة لمحصول القمح فقط حسب طريقة الري بالغمر لعام 2019 بلغت نحو 6.331 ملايين دونم وكانت كمية الإنتاج 4.343 ملايين طن، في حين بلغت كمية المحصول حسب المناطق المطرية 947.047 ألف طن”.

حيث تعد محاصيل الحبوب من المحاصيل الغذائية المهمة ذات العلاقة الوثيقة بالأمن الغذائي، وأن زراعة الحبوب تنتشر في معظم مناطق العراق، وتختلف زراعتها من منطقة إلى أخرى تبعاً للظروف البيئية والمناخية.

وفي هذا الصدد، يشار إلى أن موازنة وزارة الزراعة بلغت نحو 426 مليون دولار في عام 2015. وبحلول عام 2019، تراجعت هذه الموازنة إلى 142 مليون دولار، وباتت تغطّي بصورة أساسية رواتب الموظفين فقط، ما يجعل الوزارة عاجزة عن معالجة انعدام الأمن الغذائي والاستجابة لأي صدمات في أسعار المواد الغذائية.

انعدام الامن الغذائي وتأثيراته

وعند الخوض في تأثيرات انخفاض أو انعدام الأمن الغذائي على الواقع العراقي، نجد أن لكل انخفاض بنسبة 1 في المائة في الدخل، تزيد مؤشرات انعدام الأمن الغذائي للأطفال دون سن الخامسة على النحو التالي: معدل الوفيات بنسبة 0.51 في المائة، وانتشار نقص الوزن (الوزن بالنسبة إلى العمر) بنسبة 0.24 في المائة، وانتشار الهزال (الوزن بالنسبة إلى الطول) 0.42 في المائة، وانتشار التقُّزم بنسبة 0.42 في المائة. وعند قياس أثر النزاع على انعدام الأمن الغذائي باستخدام المجموع الكلي لنقاط النزاعات المسلحة من قاعدة بيانات الأحداث الرئيسية للعنف السياسي، يتضح أن كل زيادة بمقدار وحدة واحدة في مجموع نقاط النزاعات المسلحة يقابلها ارتفاع في مؤشرات انعدام الأمن الغذائي على النحو التالي: معدل الوفيات بنسبة 3.6 في المائة، انتشار نقص الوزن بنسبة 2.8 في المائة، انتشار الهزال بنسبة 2.1 في المائة، انتشار التقُّزم بنسبة 1.2 في المائة. وترتبط مؤشرات قياس الجسم هذه بمؤشرات نقص المغذيات الدقيقة المختلفة، مثل معدلات انتشار الإصابة بفقر الدم ونقص اليود ونقص الفيتامين “ألف”.

حيث أشارت آخر تقديرات منظمة الأغذية والزراعة أن العراق هو البلد الوحيد الذي يعاني من ارتفاع عمق العجز الغذائي الذي يصل إلى 185 سعرة حرارية/فرد/يوم، ما يعني أنه ينبغي زيادة متوسط السعرات الحرارية المتوفرة بنسبة 2.7 في المائة لمساعدة الذين يعانون من نقص التغذية من حالتهم وهذا يماثل ما عليه اليمن والسودان.

اذ يتبين بأن الانتاج اللازم لتحقيق الاكتفاء الذاتي من المحصول يتزايد من 137.5 مليون طن عام 2010 ليصل الى نحو 539.6 مليون طن عام 2020.

ومن هنا يبرز دور الحنطة كمحصول من المحاصيل الإستراتيجية المهمة في القطر ويحتل المرتبة الأولى من بين السلع الاستهلاكية بصفة عامة والسلع الغذائية بصفة خاصة، ويعتبر الخبز المفردة الأولى في غذاء الفرد العراقي وهو المحصول الذي يعتمد عليه في تغذيته اليومية.

التركيز على تجارة الحبوب

ومن كل ما ذكر أعلاه يتضح أن الاتجاه الصحيح الذي ينبغي أن يسلكه العراق لتحقيق أمنه الغذائي يتمحور حول تجارة الحبوب، لأنه يمتلك إمكانات هائلة من موارد أرضية ومياه ولكنها ‏مستثمره بطريقه بدائية، فعلى سبيل المثال لو استخدمنا طرق الزراعة الحديثة ورفعنا مستويات الإنتاجية من الحبوب إلى مستوى الإنتاجية في مصر أو في الدول المتقدمة التي تتراوح بين 5.4 -5.8 طن/هكتار سوف يتحقق فائض من الحبوب ‏لدى العراق يقدر بأكثر من 10.5مليون طن في ضوء المساحة المزروعة سنة 2019 والبالغة 16.9 مليون دونم.

أما لو أخذنا المساحة المروية والمزروعة بالحبوب والتي تقدر بنحو 9.4 مليون دونم فان الفائض عن حاجة العراق من الحبوب سيكون بحدود 4 مليون طن سنويا، وبمعنى آخر إن اعتماد الوسائل الحديثة في الزراعة سترفع الإنتاج الكلي للعراق من الحبوب وتجعله من الدول المصدرة لها، وهذا الأمر يمكن أن ينطبق على معظم السلع الزراعية المنتجة في العراق.

فكلما زادت نسبة مساهمة الزراعة في الناتج المحلي الإجمالي، وقلت نسبة العمالة الزراعية من مجموع الأيدي العاملة ارتفعت قيمة الكفاءة الاقتصادية الزراعية، وهذا ما لم يؤشر في الكفاءة الاقتصادية الزراعية في العراق ومن ثم انعكاس ذلك على مجمل اتجاه تجارة الحبوب في العراق في تعزيز الأمن الغذائي وفي تفعيل دورها في التجارة الدولية للحبوب.

**********************

الديوانية تنتج 11 مليون بيضة خلال اقل من شهر

بغداد - طريق الشعب

أعلنت وزارة الزراعة، أمس الاول، عن ارتفاع معدل انتاج بيض المائدة الى اكثر من (1100000) بيضة لشهر كانون الثاني 2021 والذي ساهم في سد حاجة الأسواق المحلية.

وقالت الوزارة في بيان اطلعت «طريق الشعب»، على نسخة منه، إن «محافظة الديوانية حققت الاكتفاء الذاتي من خلال المشاريع الموجود في المحافظة بدعم من وزارة الزراعة العراقية بتوفيرها مستلزمات الاعلاف والعلاجات البيطرية وغيرها بأسعار مدعومة والذي ساعد في تزايد كميات الانتاج في هذه المشاريع».

وأضاف، أن «عدد مشاريع فروح اللحم العاملة (56) مشروعا سوقت (137950) من الدجاج واعداد الافراخ الداخلة اليها (588450) والوزن الحي المسوق منها (206925) طن وان عدد مشاريع المفاقس العاملة (7) مشاريع انتجت (235425) من الافراخ وان عدد البيض المرقد فيها (1253554)».

وأشارت الوزارة إلى أن «هذا النجاح قد تحقق بفضل مشاريع بيض المائدة وفروج اللحم عن طريق التربية بنظام الأقفاص والتربية الارضية والتي ساهمت بسد حاجة السوق المحلية من بيض المائدة ولحوم الدواجن وتحقيق الاكتفاء الذاتي».

**********************

وقفة اقتصادية

الانكماش المستدام

في الاقتصاد العراقي

ابراهيم المشهداني

الانكماش الاقتصادي حسب التعريف الشائع يقصد به تراجع الانتاج المحلي الاجمالي الحقيقي (المصحح من التضخم) خلال فصلين متتاليين أي ستة أشهر على الأقل على أن يأتي بعده النمو في الدورة الاقتصادية، وهذا التعريف ينطبق على الدول التي تتبع نظاما رأسماليا فكيف الحال في بلد يتبع نظاما اقتصاديا هجينا لا هو بالاقتصاد الرأسمالي ولا بالاقتصاد الموجه كما هو حال الاقتصاد العراقي الذي يعاني من مرض الانكماش بصورة دائمة منذ عام 2003.

إن أسباب الانكماش عندنا مختلفة عن وضع الاقتصاد في الدول الرأسمالية المستقرة سياسيا بسبب طبيعة سياساتها الاقتصادية والفكر الذي يخطط لهذه السياسات، ففي العراق مثلا تمثل حالة الانكماش في الاقتصاد صفة الثبات والديمومة ويمكن تلخيصها بأربعة أسباب رئيسية:

  1. الاعتماد على الريع النفطي كمصدر أساس لتمويل الانفاق العام وضعف الاهتمام بالمصادر الاخرى وخصوصا القطاع الانتاجي الحقيقي في الزراعة والصناعة، وفي هذا المجال فان الايرادات النفطية تشكل أكثر من 94 في المئة من تمويل الموازنات السنوية منذ عام 2003 وأكثر من 60 في المائة من الناتج المحلي الاجمالي.
  2. وبموجب السياسة الحكومية فان الريع النفطي يحول إلى الاستهلاك وتحول المجتمع بسببه إلى مجتمع استهلاكي ضعيف الانتاجية وهذا أدى إلى ابتلاع مئات المليارات من الدولارات دون أي تطور ملموس في إعمار البنية التحتية.
  3. انتشار ظاهرة الفساد في كل مفاصل الدولة وتحوله إلى منظومة مدعومة من قبل القوى المتنفذة والتي تمارس تأثيرها في التوجهات الحكومية وأنشبت مخالبها في كل أجنحة الدولة، وتسببت في خلق بيئة طاردة للاستثمار عبر الابتزاز والتشدد غير المبرر في الاجراءات.
  4. الاضطراب الأمني وانتشار قوى الإرهاب المدعومة خارجيا فضلا عن فصائل منفلتة تتحكم في إدارات الدولة وتمارس أنشطة اقتصادية خارج الاقتصاد الوطني والذي يكنى بالاقتصاد الموازي.

وفي تقرير لمعهد التمويل الدولي فإن العراق يمر بأسوأ نسبة انكماش منذ عام 2003 حيث بلغت هذه النسبة 11،2 في المائة بسبب صدمتين أساسيتين الأولى انخفاض أسعار البترول والثانية جائحة كورونا، وقد وجدت ظاهرة الانكماش تعبيرها بتضخم عجز الموازنة بنسبة 16 في المائة من الناتج المحلي الاجمالي في عام2020، وحسب تقديراته فإذا وصل سعر البرميل من النفط 47 دولار فإن نسبة الانخفاض في التضخم تصل في عام 2021 إلى 8 في المائة وإذا وصل إلى 57 دولار فان الانخفاض يصل إلى 1 في المائة.

 والأهم من كل ما تقدم فان سياسة التقشف التي اتبعتها الحكومات العراقية منذ عام 2014 وتفاقمت في ظل الحكومة الحالية بعد لجوء الدولة إلى استقطاع رواتب الموظفين والمتقاعدين بما اسمته ضريبة الدخل على اجمالي الراتب بنسبة 25 في المائة اضافة إلى الضرر الذي لحق بهم من خلال خفض قيمة الدينار العراقي والضرائب غير المباشرة التي تتجلى في ارتفاع أسعار السلع الأساسية بحجة تصحيح الاختلال في الانفاق المالي ما ترتب على ذلك انخفاض الطلب الكلي وتعميق في الانكماش، زد عل ذلك إهمال المشاريع الحكومية وتحولها  إلى عبء على الدولة في الوقت الذي كانت لديها القدرة على توفير السلع التي يحتاجها السوق العراقية بنسبة 32 في المائة مما اضطر للاستيراد الخارجي وبالتالي سبب  خروج العملة الصعبة وانخفاض الاحتياطي النقدي من العملات الأجنبية.

ان تحويل الاقتصاد العراقي إلى اقتصاد نام لا يتم الا عبر مراجعة جذرية للسياسات الحكومية التي قادت إلى هذا الاختلال من خلال التخلص من حالة الضعف في النشاط الاستثماري التي وضعت العراق في المرتبة 171 من أصل 190 دولة، وتنشيط الطلب الكلي والتحول إلى قطاعات الانتاج الحقيقي من خلال الصناعة التحويلية وتنشيط القطاع الزراعي والتكامل بينهما والتوقف عن الافراط في الاقتراض الخارجي حتى لا يتحول عبئا على الانفاق الحكومي وتفعيل التشريعات التي تسهم في الحفاظ على أموال الدولة من الهدر والسرقة.

************************

الصفحة السابعة

الشيوعي اللبناني: إدانة القمع وتصعيد الانتفاضة

طريق الشعب - خاص

ادان الحزب الشيوعي اللبناني، أمس،  زجّ الجيش والقوى الأمنية، في مواجهة المنتفضين، معتبراً ان القرار هو “سياسي وامني” في آن واحد، داعياً الى محاسبة المسؤولين عن قرار إطلاق النار على المحتجّين.

وقال الحزب الشيوعي اللبناني، في بيان حصلت “طريق الشعب”، على نسخة منه، إن “الانفجار الاجتماعي، الحاصل اليوم، ما هو إلّا نتيجة حتميّة لسياسات السلطات المتعاقبة، بكل تلاوينها، والتي أرست نظاماً طائفياً تحاصصياً وزبائنياً وريعياً”، مبيناً ان “هذا النظام افقر شرائح ذوي الدخل المحدود في مقابل تركّز الثروة بين أيدي القلّة القليلة من أصحاب رؤوس الأموال والمصارف والفاسدين المرتبطين بأحزاب السلطة الحاكمة”. واعتبر الحزب في بيانه، أن “عدم تخصيص دعم مادي مباشر للعائلات الأكثر فقراً، لتمكينها من الالتزام بالحجر، وعدم تأمين التغطية الصحيّة الشاملة وفحوصات pcr المجانية، استهتاراً بأزمة كورونا”، مشيراً الى ان “ذلك   هو ما ادى الى انهيار النظام الصحي الشامل في البلد وتفشي الحالات بشكل واسع”.

وأضاف الحزب، ان “السلطات سعت لترويج رواية مهمتها تحميل المواطنين مسؤولية انتشار الفايروس في البلاد،  في حين ان خروج المواطنين للعمل بشكل يومي، كان من أجل الحصول على كفاف يومهم”.

ودعا الحزب الشيوعي الشعب اللبناني إلى “منع الاستغلال السياسي الذي تعمل عليه تيارات معيّنة من داخل قوى السلطة”، مشدداً على ضرورة “استكمال أهداف الانتفاضة التي انطلقت في 17 تشرين، ودعم التحركات الشعبية، لتحويل هذه الانتفاضة إلى ثورة وطنية ديمقراطية تطيح بالمنظومة الحاكمة ونظامها السياسي”. 

وقدم الحزب “التعازي الى ذوي الشهداء، الذين سقطوا في الاحتجاجات الشعبية في مدينة طرابلس، متمنياً الشفاء العاجل للجرحى”. 

*********************

تطورات الوضع السياسي في إيطاليا

أزمة مفتعلة في ظل أوضاع معيشية وصحية صعبة

روما - عبد اللطيف السعدي

بعد مشاورات مع الاطراف البرلمانية أجراها الرئيس الإيطالي سيرجو ماتّاريلاّ، غداة استقالة رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبّي كونتي، في 26 كانون الثاني المنصرم، أعلن عن تكليف رئيس مجلس النواب، القيادي في حركة «خمس نجوم» والمعبر عن توجهات اليسار فيها، روبيرتو فيكو، بإجراء مشاورات للتوصل الى اتفاق بين قوى تدعم رئيس الوزراء المستقيل، وفي مقدمتها الحزب الديمقراطي الإيطالي (يسار الوسط)، وحركة خمس نجوم المتأرجحة بين يمين الوسط و»اليسار» من جهة، وزعيم حزب «إيطاليا فيفا»، ماتّيو رينزي من جهةٍ ثانية.

ورينزي هو رئيس الوزراء السابق وسكرتير الحزب الديمقراطي سابقاُ، وكان قد انشق عن الحزب المذكور، انطلاقا من رغبته المعهودة في  تصدر الساحة والتخلص من الزعماء السابقين للحزب واليسار الإيطالي. ثم شارك على رأس حزبه الجديد «إيطاليا فيفا» في حكومة كونتي بوزيرين مع ما يقرب من 40 عضواً في مجلسي البرلمان. وبعد فترةٍ من العمل في الحكومة اعلن الشهر الماضي عن  استقالة الوزيرين وفك الارتباط بالأغلبية الحاكمة.  وقد اثارت هذه الخطوة انتقادات حادة في اوساط الرأي العام من الوسط واليسار، التي اعتبرتها خطرة في ظل الأوضاع التي تمر بها إيطاليا، سواء على الصعيد الصحي او على المستوى الاقتصادي

وادعى رينزي وحزبه «إيطاليا فيفا» أن موقفه الجديد يأتي عن قناعته بضرورة المشاركة الجماعية، والموافقة على بعض شروطه للاتفاق على المشروع الهادف للتنمية وعملية الإصلاح المستدامتين.

ويعول رئيس جمهورية إيطاليا على محاولات رئيس البرلمان روبيرتو فيكو المتعلقة بتأمين أغلبية برلمانية تدعم تشكيل حكومة جديدة من قبل رئيس الوزراء المستقيل كونتي نفسه. ومن المقرر ان يتخذ غدا الثلاثاء قرارا يحسم الموقف. فأما اعادة تكليف كونتي وفي ذلك استثمار للوقت والجهد، وإما حل البرلمان والذهاب لانتخابات جديدة، الأمر الذي تطالب به قوى يمين الوسط، بزعامة حزب رابطة الشمال (ليغا) المعادي للمهاجرين. وربما يتم تكليف شخصية غير حزبية لتشكيل حكومة دستورية تنهي الدورة التشريعية، وتعالج الأوضاع الصحية والاقتصادية في البلاد.

ويجدر بالذكر أن رينزي بتشكيله لحزبه الجديد، كان يرغب في اجتذاب أصوات حزب رئيس الوزراء الأسبق المليونير اليميني سيلفيو بيرلسكوني. وقد قال مرةً أنه يعتبر الليبرالية مبدأ أساسيا لليسار، مقتديا في ذلك بنموذج البريطاني توني بلير. وحينها وبعد أمسية عشاء له مع بيرلسكوني، قال الأخير أن رينزي «يحمل نفس أفكارنا ولكن تحت علامة الحزب الديمقراطي».

المواطنون الإيطاليون الذين يعيشون أوضاعاً حياتية صعبة، في مجالات الحياة المختلفة وتحاصرهم إجراءات الحجر الصحي، يعبرون عن غضبهم واشمئزازهم من الأزمة المفتعلة الجديدة، وينتظرون ما ستنجم عنه المشاورات الأخيرة ويتطلعون إلى زمنٍ يخرجون فيه من مآزق كورونا، ومن مناورات الجشع السياسي على حساب عيشهم الطبيعي. خاصة وأن الكثير من أصحاب المحلات والمطاعم والمصانع الصغيرة فقدوا قدرتهم على المواصلة، ولا غير ازدياد البطالة وتردي الأوضاع المعاشية.

وتعيد هذه الأزمة المواطنين إلى ذكريات أزمات سابقة افتُعلت أيضاً، تنفيساً لمصالح شخصية وذاتية ضيقة، وخسر الشعب الإيطالي بسببها الكثير من الوقت والجهود.

 وهي تؤكد حقيقة تعمق أزمة النظام السياسي، باعتباره أحد نماذج التطور المشوه للرأسمالية ومعبرا عن أمراض سنوات ما بعد الحرب العالمية الثانية. في وقتٍ ما تزال فيه قوى اليسار مشتتة، وتبحث عن موطئ قدمٍ لها بعد سنواتٍ من الأزماتٍ التي سببتها شخصيات يعرفها الايطاليون جيدا.

**********************

أوربا تتخذ خطوات تهدد هيمنة الدولار

إلينا پوستوڤويتوڤا*

ترجمة عادل حبه

سيقوم رئيس الولايات المتحدة الجديد بتدوير عجلة مطبعة بنك الاحتياطي الفيدرالي بشكل أسرع من سابقه. وقبل عام، سئمت بروكسل من التنافس مع المنصات الإلكترونية الأمريكية، وقررت أن تعد بحلول خريف عام 2020 استراتيجية لإنشاء نظام دفع موحد من أجل تقليل اعتماد السوق الأوروبية على بطاقتي Visa وMastercard. ولكن هذه المحاولة لم يصبها النجاح بسبب شيوع وباء الفيروس التاجي. ومع ذلك، مازالت النية قائمة للتحرر من الدولار.

في يوم تنصيب بايدن في 20 كانون الثاني، جرى الترحيب من جهة بالرئيس الجديد للولايات المتحدة الذي وعد بتعزيز الشراكة عبر الأطلسي، ومن الجهة الأخرى أطلقت المفوضية الأوروبية هي الأخرى محاولة جديدة “لاستخدام العملة الأوروبية المشتركة على المستوى العالمي للقضاء على ضعف السوق المالية التي تعتمد بشكل مفرط على الدولار الأمريكي. وستتم مراجعة هذا الإجراء العاجل والموافقة عليه في شهر كانون الثاني.

 لقد تمت المصادقة على ما يطلق عليه بالاتصالات الخاصة بالمفوضية الأوروبية. وإن العنصر الثوري في الوثيقة هو أنها تلزم المفوضية الأوروبية كي يبادر شركاؤها التجاريون “بتحفيز استخدام اليورو واستقراره، وتعزيز مكانة اليورو كعملة أساسية في قطاعات التجارة والطاقة والمواد الخام، وتعزيز تنفيذ وترسيخ سياسة فرض العقوبات من قبل الاتحاد الأوروبي”. وهنا لا يختلف موقف الاتحاد الأوروبي عن جهود روسيا والصين لفك ارتباط اقتصادهما بالدولار، وإجراء المعاملات المتبادلة بالعملات الوطنية. دعونا نذكر أن 8 دول من أمريكا اللاتينية وهما كل من بوليفيا وفنزويلا وهندوراس وكوبا ونيكاراغوا والإكوادور والبرازيل وأوروغواي، قد تخلت بالفعل عن الدولار في التجارة البينية.

إن المجال المتنامي للمدفوعات الإلكترونية الأوروبية، الذي تهاوى بشكل غير رسمي على يد شركات التكنولوجيا الأمريكية، يحفز الاتحاد الأوروبي على إنشاء نظام الدفع السريع الخاص به بشكل مستقل عن النظام القائم بحيث يتمتع بالقدرة على التنافس مع الشركات العالمية. إذ يجب ألا يستمر الإعتماد على الدولار.

لم يكن دونالد ترامب وفيروس كورونا فقط هما ما أجبرا بروكسل على تحقيق النشاط المستقل في الاقتصاد العالمي. فوفقًا لـ New York Project Syndicate، كان اليورو في طليعة من بادر بالهجمات منذ عدة سنوات. وبعد خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي وبدء شيوع “الوباء”، تم إنقاذ أوروبا الموحدة من الانهيار بمقدار 750 مليار يورو فقط من صندوق الانتعاش المزعوم وإصدار سندات اليورو التي راكمت ديون دول الاتحاد الأوروبي. وهذا ما أجبر بروكسل على تأجيل سياسة “الصفر الأسود”، مما يعني وجود توازن إلزامي خالٍ من العجز لدول الاتحاد الأوروبي.

لقد دفع ترامب مجلس الاحتياطي الفيدرالي لطباعة الدولار طوال السنوات التي قضاها في منصبه. وجلب الضعف المستمر للدولار أرباحاً على الصادرات، وعوّض جزئياً من الأضرار الناجمة عن زيادة المعونات الاجتماعية أثناء “الوباء”. لقد أدار الرئيس الجديد للولايات المتحدة عجلة مطبعة الاحتياطي الفيدرالي بشكل أسرع. وخصص ترامب 600 دولار لكل دافع ضرائب، وأضاف بايدن 1400 دولار لكل دافع ضرائب. إن حزمة التحفيز التي قدمها الرئيس الجديد تستقطب ما يقرب من 2 تريليون دولار، يخصص نصفها لمساعدة المواطنين الأمريكان، و400 مليار لمكافحة فيروس كورونا وتأمين اللقاحات، والباقي لدعم المتضررين من “الوباء”. وليس لدى الوول ستريت أية شكوك في أن العملة الرئيسية في العالم ستستمر في الضعف. ثم هناك المملكة المتحدة، فمع خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وانخفاض الصادرات إلى الاتحاد الأوروبي بأكثر من الثلث، مما سيؤدي إلى ضُعف قيمة الجنيه الإسترليني.

يلتهم الآن جميع المضاربين بالعملات اليورو مثل الكعكة. ولا يرغب البنك المركزي الأوروبي (ECB) اتخاذ خطوات لرفع معدل إعادة التمويل. ويعتبر مشروع “بروجيكت سنديكيت”، في إشارة إلى المضاربين في بورصات العملات، أن البنك المركزي الأوروبي “حول اليورو إلى كبش فداء، وأصبح من السهل عليه الآن إصدار التعليمات”.

في الوقت نفسه، فإن المصدرين الأوروبيين هم كقطيع “الماعز”، وهم كذلك، إذ يتعين عليهم تحمل عبء ارتفاع اليورو. ويحتاج الاتحاد الأوروبي بشكل عاجل إلى البحث عن الفرص لدعم البنوك دون الإضرار بالصادرات. والإجابة على ذلك معروفة: إذ ينبغي على البنوك أن تحفز الصادرات إلى الأسواق المحلية لمنطقة اليورو..

إن الإيطاليين، إذ يبيعون المزيد من السلع إلى ألمانيا ودول شمال الاتحاد الأوروبي الأخرى، سيكونون أقل اعتماداً على تقوية اليورو. ومع ذلك، فإن هذا لا يعفي الاتحاد الأوروبي من الخطر الرئيسي، فالسوق المالي العالمي يعتمد بشكل كبير على الدولار الأمريكي ليكون قادراً على تخفيف التوترات المالية. ودقت شركة Eurаctiv ناقوس الخطر وحذرت قائلة: “لقد أثار انخفاض قيم أصول الشركات الأوروبية في السنوات الأخيرة بالفعل مخاطر عمليات الاستحواذ الجائرة لشركات أوروبية استراتيجية” للسيطرة على عملته الخاصة. ويحتاج الاتحاد الأوروبي من أجل السيطرة على عملته أن يعزز استقلاله الاستراتيجي من خلال تقوية الدور الدولي لليورو، وجعل اليورو قادراً على مقاومة الممارسة غير القانونية خارج الحدود الإقليمية للعقوبات من جانب واحد من قبل الولايات المتحدة. وبذلك تبدأ مؤشرات تقويض آخر للقوة العالمية للدولار.

تعتقد المفوضية الأوروبية أن تعزيز دور اليورو سيجلب “استقراراً أكبر للمنظومة الأوربية”، حيث يتنوع نظام سعر الصرف في العالم ويمكن أن يقلل من الصدمات المحتملة جراء السياسة النقدية الأمريكية. لقد حددت بروكسل 15 إجراءً رئيسياً يجب اتخاذه لتحقيق هذا الهدف. وتشمل هذه الإجراءات استكمال الاتحاد المصرفي للاتحاد الأوروبي، وإحراز تقدم في اتحاد أسواق رأس المال، وتطوير مشتقات السلع المقومة باليورو للطاقة والمواد الخام، وتحفيز الاستثمارات المقومة باليورو، وإجراء البحوث مع النخب المالية والمستثمرين والمنظمات الأخرى لدعم استخدام اليورو كعملة في الحسابات الجارية.

لقد سئمت أكبر سوق في العالم، أي السوق الأوربية، من البقاء تحت رحمة الدولار. ففي سياق الغياب الفعلي لنمو الناتج المحلي الإجمالي في الاتحاد الأوروبي، يصبح هذا الأمر خطيراً بشكل خاص. ولهذا السبب دعا الأوروبيون بالفعل وزير خارجية الولايات المتحدة الجديد أنتوني بلينكين إلى اجتماع غير رسمي لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في لشبونة في 4 آذار القادم.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* Elena Pustovoitova – عضو في اتحاد الكتاب الروس، مؤلفة البوابة التحليلية في “صندوق الثقافة الإستراتيجية”.

*********************

المؤتمر الوطني الـ13 للحزب الشيوعي الفيتنامي ينجز أعماله بنجاح

متابعة – طريق الشعب

تُختتم في هانوي اليوم اعمال المؤتمر الوطني الثالث عشر للحزب الشيوعي الفيتنامي بعد ستة ايام من انطلاقه وعقدت اللجنة المركزية أمس اجتماعها الأول لانتخاب المكتب السياسي والأمين العام والسكرتارية. ويضم المكتب السياسي المنتخب في عضويته رئيس الوزراء نغوين شوان فوك.. وكانت الآفاق الاقتصادية في صلب مناقشات المؤتمر الذي يرسم السياسات الرئيسية للبلاد للسنوات الخمس المقبلة.

واُفتتح المؤتمر الثلاثاء الماضي بكلمة ألقاها الأمين العام للحزب ورئيس الدولة، نغوين فو ترونغ، أشاد فيها بالنجاح الاقتصادي للبلاد ومواجهتها لجائحة كورونا. وأشار الى التقدم الذي أحرزته فيتنام منذ المؤتمر السابق في 2016 قائلاً: “تتطور بلادنا بسرعة وبشكل مستدام، مما يعزز ثقة الناس في الحزب والدولة والنظام الاشتراكي.” واضاف، مسلطاً الضوء على نمو فيتنام بنسبة 2.9 في المئة في منطقة تعاني الانكماش الاقتصادي، إن فيتنام تم الاعتراف بها “كنقطة مشرقة... احتواء الوباء بنجاح مع تعافي الاقتصاد وتنميته”.

وحضر المؤتمر 1587 مندوباً يمثلون اكثر من 5 ملايين من اعضاء الحزب في انحاء البلاد التي يبلغ عدد سكانها 97 مليون نسمة. ويعتبر عدد المندوبين الأكبر بالمقارنة مع المؤتمرات السابقة، واكثر بما يقرب من 80 مندوبا بالمقارنة مع المؤتمر الـ12. وبلغت نسبة النساء 14 بالمئة ونسبة الاقليات الاثنية 11 بالمئة. وكان ثلاثة مندوبين من ابطال القوات المسلحة، و13 مندوباً من المعلمين المرموقين. وجرى تكريم 15 مندوب كأطباء الشعب وأطباء مرموقين. وتلقى المؤتمر، الذي يعقد مرة كل خمس سنوات، رسائل تحية من احزاب شيوعية وصديقة ومنظمات سياسية من 79 بلداً. ووجهت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي رسالة تحية الى المؤتمر (نشرت “طريق الشعب” نصها الخميس الماضي).

انتخاب قيادة الحزب

وبعد أن أدلى المندوبون بأصواتهم لانتخاب اللجنة المركزية، التي تتألف من 200 عضو، عقد المؤتمر عصر اول من امس السبت جلسة عمل اُعلنت فيها لائحة بأسماء اعضاء القيادة الجديدة للحزب. وعقدت اللجنة المركزية امس اجتماعها الأول لانتخاب المكتب السياسي والأمين العام والسكرتارية. ويضم المكتب السياسي المنتخب في عضويته رئيس الوزراء نغوين شوان فوك.

الاستعدادات للمؤتمر

وسبقت عقد المؤتمر تحضيرات واسعة شارك فيها بنشاط جميع اعضاء الحزب والغالبية العظمى للشعب الفيتنامي من كل طبقاته وفئاته الاجتماعية، وساهموا في مناقشة مسودات وثائق المؤتمر وإغنائها. وشارك في هذه التحضيرات الآلاف من لجان وخلايا الحزب، فضلاً عن عقد المؤتمرات الحزبية على جميع المستويات المحلية، على الرغم من التحديات الكبيرة الناجمة عن جائحة كوفيد -19 وكوارث طبيعية واجهتها البلاد في السنة الماضية.

كما عقدت عشية المؤتمر، الاثنين الماضي، جلسة تحضيرية جرى فيها تبني جدول أعمال المؤتمر، ولوائح العمل، وقواعد الانتخابات، وتقرير حول أهلية المندوبين. وانتخبت هيئة رئاسة مؤلفة من 17 عضواً وهيئة التحقق من أهلية المندوبين.

اهداف طموحة

وتضمن جدول اعمال المؤتمر مراجعة تنفيذ قرار المؤتمر الـ12 (للفترة 2016 – 2020)، وسير تنفيذ خطة الـ35 سنة لعملية التجديد (المعروفة بإسم “دوي موي”)، وتنفيذ “البرنامج السياسي للبناء الوطني” الذي يمتد لفترة 30 سنة، وتحديد الاتجاهات والمهمات لفترة الخمس سنوات المقبلة (2021-2026). وتجدر الاشارة الى ان المؤتمر يضع ايضاً اهداف المرحلة المقبلة، نحو العام 2030 الذي يصادف الذكرى المئوية لتأسيس الحزب الشيوعي الفيتنامي. كما يرسم رؤية للتنمية الوطنية حتى العام 2045 (الذكرى المئوية لتأسيس “جمهورية فيتنام الديمقراطية”، التي اصبحت الآن جمهورية فيتنام الاشتراكية).

تفوق اقتصادي

وسجلت فيتنام تفوق اقتصادها على كثير من دول آسيا في العام الماضي، بعدما تمكنت من تحجيم جائحة كورونا بفضل إجراءات الحجر الصحي الصارمة والاختبارات.

فقد سجّلت البلاد نمواً بنسبة 2.9 بالمئة في 2020. وهو أدنى مستوى مسجّل منذ عقدين، اذ بلغ  7 بالمئة في 2019. الاّ أن هذا الأداء لا يزال قوياً جداً ويعتبر من بين الأعلى في العالم في مقابل الركود الذي يشهده الاقتصاد العالمي في خضم أزمة فيروس كورونا. كما ان فيتنام في طريقها لتصبح قطباً تكنولوجياً كبيراً.

نجاح في مواجهة الوباء

ونجحت فيتنام بفضل الفرض الصارم للحجر والرقابة على التنقل ورصد المخالطين على نطاق واسع والاختبارات من السيطرة على وباء كورونا. فقد سجلت حوالي 1700 إصابة بالفيروس و35 حالة وفاة، وهو أقل بكثير من معظم الدول الأخرى.

********************************

الصفحة ( الثامنة - التاسعة )

أوراق في السياسة المالية

موازنة 2021 بين الهدر والإصلاح

أ.د. نبيل جعفر المرسومي*

لم تخرج موازنة 2021 عن ارثها التاريخي، فهي استنساخ لما درجت عليه الموازنات العامة في العراق منذ عام 2004 التي لا تختلف احداها عن الاخرى سوى في الارقام التقديرية للإيرادات العامة والنفقات العامة . اذ لا يمكن توصيف موازنة 2021 بالموازنة الإصلاحية فهي من نمط الموازنات التقليدية التي تعتمد على الأبواب والبنود ، إذ تركز على تحقيق الإيرادات دون أي اعتبار للتخطيط المتوسط أو طويل الأجل ، ولا يتم فيه تقييم عوامل الإنتاجية والأداء ، أما النفقات العامة فلا تحدد في ضوء الآثار المترتبة عليها بسبب عدم التركيز على الاستخدام الأمثل لهذه الموارد ، مما يؤدي إلى وجود هدر في هذه الموارد ، بمعنى آخر أن نظام الموازنة العامة في العراق وتحقيق الإيرادات يركز على القواعد والإجراءات واللوائح أكثر من تركيزه على الكفاءة الاقتصادية. وهذا يعني أن الموازنات العامة في العراق تقوم بنيتها على أساس أن النفقات العامة تصنف إدارياً، أي أن النفقات العامة توزع على الدوائر والوزارات التي تدخل موازناتها في الموازنة العامة على شكل اعتمادات أو مخصصات سنوية، ثم تُصنّف هذه المبالغ السنوية التي تخصص لكل وحدة إدارية في شكل نوعي، ووفق الغرض من النفقات التي تسمى بنود الإنفاق أو مواد الإنفاق وغالباً ما تكون متشابهة.

أما موازنة البرامج والأداء، التي تفتقد اليها الموازنات العراقية فتهتم بتبويب موازنات الوحدات الإدارية إلى وظائف ومهمات، ثم برامج رئيسة ثم أخرى فرعية، يُربط بينها وبين البيانات المالية. وهي تزوّد الإدارة بوسائل القياس الدقيقة مثل كلفة الوحدة، وقياس العمل ومعدلات الأداء. إن موازنة البرامج والأداء تركز على تأثير الإنفاق الحكومي على المواطن من خلال تقديم الخدمات المختلفة ، أي مدى الفائدة التي انعكست على المواطن وعلى الاقتصاد الكلي، وأثرها على الرفاه الاجتماعي . يمكن توصيف الموازنات العراقية ومنها موازنة 2021 بانها موازنات توزيعية مهمتها الرئيسة توزيع ايرادات النفط العراقي على ابواب الصرف التقليدية دون ان تؤدي الى تغيير نوعي او هيكلي في بنية الاقتصاد العراقي ، والمثير للقلق في هذه الموازنة هو العجز الكبير فيها والممول اساسا من الاقتراض الداخلي والخارجي والذي ربما سيوقع العراق في فخ المديونية!!  ما يميز موازنة 2021 عن الموازنات السابقة وجود روابط منهجية واضحة بينها وبين ما بين الورقة البيضاء للإصلاح الاقتصادي، فبعد تخفيض سعر صرف الدينار العراقي مقابل الدولار من دون اية استعدادات سابقة او موازية ، جاءت مسودة قانون الموازنة  بنموذج متجدد لفرض الضريبة على الدخل لكامل الرواتب والاجور  لموظفي الدولة والمتقاعدين  على حد سواء ، لتدخل الاقتصاد في حالة من الركود التضخمي.

أهمية الموازنة العامة

تعد الموازنة العامة اهم اداة سياسية اقتصادية اجتماعية تعكس توجهات واهداف القوى المهيمنة في المجتمع لأنها الوسيلة الاكثر فاعلية في ضمان تحقيق هذه التوجهات والاهداف .فالموازنة العامة ليست مجرد تخمينات رقمية مالية وحسابية لتمويل انشطة وفعاليات الدولة وانما تمثل ترجمة عملية لمجمل اهدافها .وعليه فهيكل النفقات العامة وهيكل الايرادات العامة وطبيعة عجز الموازنة العامة وطرق تمويله تعكس بشكل حاسم طبيعة ومضمون هذه الاهداف

للموازنة اهمية سياسية كبيرة اذ ان ارغام السلطة التنفيذية بأن تتقدم سنويا للمجالس التشريعية النيابية لغرض التصديق عليها واجازتها من قبل نواب الشعب في صرف النفقات العامة وتحصيل الايرادات فان هذا يعني اخضاع الحكومة للرقابة المستمرة ، تلك الرقابة التي تتجلى في القدرة على تعديل الاعتمادات التي تطلبها او رفض مشروع الموازنة .

يعد قانون الموازنة اهم وثيقة اقتصادية مالية لأنها ملزمة التنفيذ قانونيا (بعكس خطة التنمية الوطنية والورقة البيضاء)، ولأنه يتم بموجبها تقييم مدى التزام الحكومة بتنفيذ المنهاج والبرنامج الوزاري التي تقدمت بهما، ولأنها تعكس التوجهات الفكرية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية للسلطة التنفيذية، ان قانون الموازنة محدد زمنيا بسنة واحدة فقط، خلافا للقوانين الاخرى التي تبقى سارية المفعول اعتبارا من تاريخ نشرها في الجريدة الرسمية ما لم تلغَ بقانون اخر ويمكن تعديلها عند الضرورة. اما قانون الموازنة فيبدأ وينتهي سريانه بين بداية و نهاية السنة المالية المعنية

الافتراضات التي تقوم عليها موازنة 2021

سعر برميل النفط المصدر = 42 دولار

معدل صادرات النفط = 3.250 مليون برميل يوميا منها 250 الف برميل من كردستان

سعر صرف الدولار = 1450 دينار

الناتج المحلي الإجمالي = 300 ترليون دينار

المؤشرات العامة لموازنة 2021

الإيرادات العامة = 93.159 ترليون دينار

الإيرادات النفطية = 73 ترليون دينار

الإيرادات غير النفطية = 20.149 ترليون دينار

النفقات العامة = 164.206 ترليون دينار

النفقات التشغيلية = 136.450 ترليون دينار وبضمنها أقساط خدمة الدين والبرامج الخاصة

النفقات الاستثمارية = 27.755 ترليون دينار

نسبة النفقات التشغيلية الى اجمالي الموازنة العامة = 83 %

نسبة النفقات الاستثمارية الى اجمالي الموازنة العامة = 17 %

ترتيب موازنة العراق بين الموازنات العربية لعام 2021

1.السعودية =  263.9 مليار دولار

2.العراق = 113 مليار دولار (حسب سعر الصرف الجديد)

  1. الجزائر= 62 مليار دولار

4.قطر = 53 مليار دولار

  1. المغرب = 51.7 مليار دولار

6.عمان = 29.380 مليار دولار

6.تونس =  19.4 مليار دولار

  1. الامارات العربية = 15.8 مليار دولار
  2. الأردن = 14 مليار دولار

9.البحرين = 8.780 مليار دولار

10.سوريا = 6.8 مليار دولار

موازنة العراق لعام 2021 هي ثاني اكبر موازنة عربية بعد السعودية. موازنة العراق اكبر من موازنات خمس دول مجتمعة وهي قطر + الامارات + البحرين + سوريا +الأردن . وبالرغم من ذلك فالعراق هو الدولة الوحيدة في العالم التي لجات الى تخفيض سعر صرف عملتها الوطنية كأحد أساليب تمويل عجز الموازنة وهو أيضا الدولة الوحيدة التي استقطعت من رواتب موظفيها لضغط النفقات العامة.

عجز الموازنة

ارتفع العجز المخطط في موازنة العراق لعام 2021 الى 71 ترليون دينار أي ما يعادل 49 مليار دولار (محسوبة بسعر صرف الدينار الجديد في موازنة 2021) وهو الأعلى في تاريخ الموازنات العراقية والاعلى على مستوى الدول العربية ودول منظمة أوبك اذ بلغ عجز الموازنات في قطر 9.5 مليار دولار ، تونس   3.2 مليار دولار، البحرين  3.4 مليار دولار الجزائر 22 مليار دولار السعودية 38 مليار دولار.

علما ان نسب العجز في الموازنة العراقية 2021 كانت على النحو الاتي :

نسبة العجز من اجمالي الموازنة = 43.3 %

نسبة العجز من الناتج المحلي الإجمالي = 23.7 % وهو اعلى بنحو ثمانية اضعاف النسبة المقررة في قانون الإدارة المالية والبالغة 3 %

اصبح العجز صفة ملازمة للموازنات العراقية منذ عام 2004 . إن مصدر الخطورة الحقيقية, كقاعدة عامة, يتأتى من الربط الوثيق بين نمو عجز الموازنة ونمو المديونية الداخلية والخارجية  وهذا الأمر قد يدخل الاقتصاد والموازنات اللاحقة في حلقة مفرغة ذات آثار مدمرة للاقتصاد.

تمويل عجز الموازنة

ترليون دينار من الحساب المدور لوزارة المالية

8.5 ترليون دينار سندات وطنية

47.8 ترليون دينار خصم حوالات الخزينة لدى البنك المركزي العراقي

500 مليار دينار قروض من المصارف الحكومية - الرشيد والرافدين و العراقي للتجارة

13.522 ترليون دينار من الاقتراض الخارجي ومن 24 دولة ومنظمة دولية وإقليمية

الايرادات العامة

المصدر الرئيسي للإيرادات العامة يتأتى من الايرادات النفطية. وهذا يعني ان تقديرات الايرادات العامة مرتبطة بتقديرات الكميات المتوقع تصديرها من النفط الخام اضافة الى تقديرات اسعار النفط العالمية المتوقعة وهي عوامل تتميز بالتقلبات واحيانا الشديدة، مما يوجب الحذر عند تقدير كل من النفقات العامة (وخاصة النفقات التشغيلية الجارية) والايرادات العامة. وتعكس هيمنة الايرادات النفطية على الايرادات العامة وتدني مساهمة الانشطة غير النفطية طبيعة الاختلال الكبير والمستديم الذي تعاني منه الموازنات العراقية منذ عدة عقود والتي تؤشر بدورها مدى هشاشة الاقتصاد العراقي وتبعيته المتزايدة لسلعة النفط. بلغت الإيرادات النفطية 73 ترليون دينار في موازنة 2021 وهي اقل بنسبة 22 % عن تقديرات موازنة 2019 بسبب انخفاض سعر برميل النفط المقدر من 46 دولار الى 42 دولار وتراجع كميات النفط المصدرة من 3.880 مليون برميل عام 2019 الى 3.250 مليون برميل عام 2021. 

الملاحظ هو التحفظ الشديد في اختيار سعر برميل النفط المخطط وقدره 42 دولارا للبرميل الذي يبدو بعيد جدا عن سعر برميل النفط العراقي المصدر . بلغت نسبة مساهمة الإيرادات النفطية الى الإيرادات العامة في مازنة 2021 نحو 78 % مقابل 22 % للإيرادات غير النفطية التي تتمثل بالرسوم الجمركية وحصة وزارة والمالية من أرباح الشركات العامة وبالضرائب السلعية والضرائب على الدخول اذ نصت الموازنة على الاستمرار بفرض ضرائب على كارتات الهاتف النقل وبنسبة 20 % وفرض رسم مقداره 25 الف دينار على تذكرة السفر الخارجي و10 آلاف دينار على تذكرة الطيران الداخلية مع فرض ضريبة مبيعات بنسبة 10 % على الخدمات المقدمة في المولات والأسواق الكبرى، وفرض ضريبة على السكائر والتبوغ والمشروبات الروحية بنسبة 20 % وفرض ضريبة على مبيعات السيارات بنسبة 10 % فضلا عن فرض ضرائب كبيرة على رواتب الموظفين والمتقاعدين بنسب متصاعدة تصل الى 40 % من الراتب الكلي وضرائب أخرى بنسبة 10 % على المكافئات التقاعدية ومكافئات نهاية الخدمة . وترتبط الزيادة في الإيرادات غير النفطية بشكل رئيس بزيادة الضرائب على الثروات والدحول بمبلغ 5.5 ترليون دينار مقارنة بعام 2019 نتيجة لزيادة الضرائب المفروضة على الموظفين والمتقاعدين .

النفقات العامة

ازدادت النفقات العامة في موازنة عام 2021 بنسبة 23 % عن موازنة عام 2019 فيما ارتفعت النفقات التشغيلية بنسبة 36 % في حين انخفضت النفقات الاستثمارية بنسبة 22 % .

وقد استحوذ قطاع الطاقة على الحصة الأكبر في موازنة 2021 اذ بلغت 33 ترليون دينار بنسبة 20% من النفقات العامة يليها قطاع الخدمات الاجتماعية بمقدار 31.4 ترليون دينار وبنسبة 19% ثم الامن والدفاع 27.6 ترليون دينار وبنسبة 16.8 %.

بقيت النفقات التشغيلية المسيطرة على حجم الانفاق العام وبنسبة (83 %) من اجمالي النفقات العامة في موازنة عام 2021 مقابل 17 % للأنفاق الاستثماري وهي نسبة مرتفعة جدا وهذا ان دل على شيء انما يدل على ان ليس للحكومة من برامج انمائية واضحة المعالم من اجل دفع عملية النمو في الاقتصاد العراقي والحد من احادية الاعتماد على النفط. ان الارتفاع الكبير في الانفاق العام انصب على الانفاق التشغيلي الجاري بشكل اساس وهو ما يشكل مؤشرا خطيرا في دولة نامية كالعراق تحتاج الى موارد كبيرة وهائلة لإعادة اعماره في كل المجالات ابتداء من البنى التحتية بما فيها التعليم والصحة والاسكان والطرق الى قطاعات النفط والصناعة والزراعة بالإضافة الى توفير الحد الادنى لمستويات معيشة تليق بإنسان في بلد متخم بالموارد. اما النفقات الاستثمارية فكانت لتغطية نفقات المشاريع الاستثمارية في الوزارات في حين لم يخصص سوى ترليوني دينار لاعمار وتنمية مشاريع الاقاليم وتوزع حسب عدد سكان كل محافظة ومعيار الفقر .. أن الانفاق الاستثماري في العراق غير فاعل اي انه غير موجه نحو الاستثمار في البنى التحتية والمشاريع الاستثمارية التي تزيد من الطاقة الانتاجية للبلد وتحسن من بيئته الاستثمارية .ويلاحظ ان موازنة عام 2021 تخلو من المشاريع الاستثمارية الاستراتيجية التي يترتب عليها احداث دفعة قوية للاقتصاد العراقي فلم تخصص موارد مالية كافية لاستكمال ميناء الفاو الكبير مثلا الذي ابتدأ العمل فيه عام 2010 ومازال في مراحله الاولية اذ بلغت تخصيصات ميناء الفاو الكبير في الموازنة ٤٠٠ مليون دولار يتم اقتراضها من بنك الاستيراد والتصدير الكوري او بضمانته وهو ما يعادل ١٥٪‏ من كلفة تنفيذ المرحلة الاولى لميناء الفاو الكبير وهذا يعني اننا بحاجة وفقا لهذا المستوى من التخصيصات الى نحو ٧ سنوات لإنجاز المرحلة الاولى فقط مع ان المدة المقررة لإنجازه تبلغ اقل من ٤ سنوات كما لم تتضمن التخصيصات الاستثمارية الانفاق على تطوير الصناعة النفطية التحويلية وخاصة قطاعي التكرير والبتروكيمياويات. ولذك ينبغي الاعتناء بطبيعة الانفاق الاستثماري وتحديد اولويات الاستثمار بدقة من أجل توفير المقومات اللازمة للنهوض الاقتصادي وتعزيز الانتاج المحلي وتوفير الموارد المالية اللازمة لتسديد اقساط خدمة الدين الخارجي.

نموذج عن كيفية توزيع التخصيصات الاستثمارية في موازنة 2021

الصناعة = 33.220 مليار دينار

الزراعة = 43.460 مليار دينار

الموارد المائية = 143.313 مليار دينار

الأوقاف الدينية = 196.137 مليار دينار

وهذا يعني ان التخصيصات الاستثمارية للأوقاف الدينية تعادل ستة اضعاف تخصيصات وزارة الصناعة و اكثر من أربعة اضعاف تخصيصات وزارة الزراعة على الرغم من الأوقاف الدينية تمتلك موارد ذاتية كثيرة . كيف يمكن ان يتطور البلد وهو يخصص اقل من 3 بالألف من موازنته الاستثمارية للزراعة والصناعة ؟؟ وهو ما يضع علامة استفهام كبيرة حول الكيفية التي ينبغي ان يتم بها تنويع الاقتصاد العراقي في ظل الاهمال المتعمد لهذين القطاعين التي تعبر عنه التخصيصات المتواضعة للصناعة والزراعية اللتان تعدان الاساس والمرتكز لأي سياسة اقتصادية تستهدف التنويع الاقتصادي وتنويع مصادر الدخل وبدونهما يغدو الحديث عن الاصلاح الاقتصادي غير جدي ويفتقد الى المصداقية.

الانفاق العسكري والاجتماعي

في موازنة 2021

تخصيصات الانفاق العسكري = 27.617 ترليون دينار

حصة الانفاق العسكري من الانفاق العام = 16.8 %

حصة الانفاق العسكري من الناتج المحلي الإجمالي = 9.2 %

تخصيصات الانفاق الاجتماعي (التربية والتعليم والصحة) = 8.020 ترليون دينار

حصة الانفاق الاجتماعي من الانفاق العام = 4.9 %

حصة الانفاق الاجتماعي من الناتج المحلي الإجمالي = 2.7 %

حصة الانفاق العسكري يفوق حصة الانفاق الاجتماعي بنسبة 344 %

يمثل العبء الاجتماعي الكبير في العراق احد المقاييس المهمة لمعرفة أثر الإنفاق العسكري على طبيعة النشاطات الاجتماعية التي تقوم بها الدولة . أن الاهتمام بالإنفاق العسكري على الرغم من أهميته في توفير الامن والاستقرار إلا انه يؤثر سلبيا في طبيعة الإنفاق الاجتماعي وتطوره المتمثل بالإنفاق التعليمي والصحي اللذين يعدان من ضرورات الحياة  فدورهما لا يقل أهمية عن الإنفاق العسكري في تحقيق وبلوغ الأمن و الاستقرار ، ومساهمتهما في الحد من التهديدات والمخاطر غير المسلحة التي يتعرض لها العراق ، خصوصا في مجال الأمية والأمراض والتشرد مع ما يعانيه من الاختلالات البيئية والفساد، فضلا عن دور الإنفاق التعليمي والصحي في تهيئة الأجواء الملائمة لتحقيق التنمية ، فتحسين المستوى التعليمي والأوضاع الصحية من المؤشرات الأساسية لتحسين الأحوال المعيشية وتعزيز الرقي الإنساني الذي يعد أهم أداة لتحقيق الأمن ومن بعدها التنمية.

الترف والتبذير في موازنة العراق الإصلاحية لعام 2021

بعض النفقات التشغيلية للوزارات ودوائر الدولة المختلفة

المستلزمات الخدمية = 2.896 ترليون دينار

المستلزمات السلعية = 16.708 ترليون دينار

صيانة الموجودات = 578 مليار دينار

البرامج الخاصة = 1.130  ترليون دينار

المجموع = 21.313 ترليون دينار وهو يعادل 14.6 مليار دولار

هذا المبلغ اكبر من موازنة الأردن واكبر من ضعف موازنة سوريا ، ولو تم اختزال الرقم الى ثلاثة ترليونات دينار فقط فإن المبلغ المتبقي يعادل ثلاثة اضعاف المبلغ الذي ستحصل عليه وزارة المالية من تخفيض سعر صرف الدينار

الديون في الموازنة

أقساط خدمة الدين الخارجي = 6.881 ترليون دينار

تعويضات الكويت = 2.167 ترليون دينار

أقساط خدمة الدين المحلي = 7.880 ترليون دينار

أقساط الدين الداخلي والخارجي = 17.761 ترليون دينار

الفوائد = 4.596 ترليون دينار

الفوائد على القروض الخارجية = 1.461 ترليون دينار

فوائد على الدين المحلي = 2.593 ترليون دينار

النفط في موازنة 2021

تخصيصات وزارة النفط = 16.387 ترليون دينار

تخصيصات شركات التراخيص النفطية = 13 ترليون دينار

نسبة تخصيصات التراخيص الى تخصيصات وزارة النفط =79.33%

نسبة تخصيصات التراخيص الى الإيرادات النفطية بعد استبعاد كردستان لعدم علاقتها بالتراخيص = 19 % .

حصة شركات التراخيص في الموازنة العامة = 8 %

حصة شركات التراخيص في الموازنة العامة اكبر من حصة ست 12  وزارة مجتمعة وهي : التربية والتعليم والصحة والزراعة والصناعة والنقل والموارد المائية والعدل والتخطيط والثقافة والشباب والمهجرين. وعلى الرغم من المبالغ الكبيرة التي تخصصها الموازنات العراقية لشركات التراخيص إلا ان صادرات العراق الحالية لم تصل الى مستوى الصادرات النفطية قبل نحو 40 عاما عندما كانت شركات النفطية الوطنية تستخرج النفط بجهودها الذاتية .

الخصخصة في موازنة 2021

المادة 47 من مشروع قانون موازنة 2021 تنص على الآتي (على الوزارات والجهات غير المرتبطة بوزارة كافة تقييم الأصول التابعة لشركاتها العامة وبما يضمن تمكينها من تأجير وبيع اصولها واستغلالها بأفضل السبل الاقتصادية من اجل تعظيم مواردها الذاتية). وعلى ذلك فإن كل أصول الشركات العامة بما فيها الشركات النفطية وفي مقدمتها المصافي العراقية معروضة للبيع او التأجير بموجب قانون الموازنة وهو ما ينسجم مع الورقة البيضاء الحكومية التي تستند أصولها النظرية من سياسات صندوق النقد الدولي والرامية الى خصخصة القطاع العام وبيعه. 

الموظفون في موازنة 2021

ارتفع عدد الموظفين على الملاك الدائم من 2.941 مليون موظف في موازنة 2019 الى 3.263 مليون موظف في موازنة 2021 وبزيادة نسبية مقدارها 11 %، منها 172 الف درجة مستحدثة عام 2019 و109 الف درجة مستحدثة عام 2020 و 34 الف درجة مستحدثة عام 2021، في حين ارتفعت تخصيصات رواتب الموظفين من 43.403 ترليون دينار في موازنة 2019 الى 53.839 ترليون دينار في موازنة 2021 وبزيادة نسبية قدرها 24 %. وهذه الزيادة الكبيرة في اعداد الموظفين تنسجم مع سلوك الدولة الريعية في العراق التي تسعى الى خلق الوظائف العامة لامتصاص بعض العاطلين عن العمل نتيجة لفشلها في بناء وتهيئة البيئة الاقتصادية المناسبة التي تؤدي الى خلق فرص عمل عديدة لاستيعاب البطالة المليونية في العراق وخاصة البطالة بين الشباب الذين يزدادون سنويا بمعدلات مرتفعة ويدخلون الى سوق العمل الذي تتميز بالبطالة الواسعة والعمالة الناقصة.

البطاقة التموينية في موازنة 2021

تخصيصات البطاقة التموينية في موازنة 2019 = 1500 مليار دينار أي ما يعادل  1260 مليون دولار

تخصيصات البطاقة التموينية في موازنة 2021 = 794 مليار دينار أي ما يعادل بسعر الصرف الجديد 548 مليون دولار

حصة المواطن العراقي السنوية من البطاقة التموينية = 22 الف دينار

وعلى الرغم من ارتفاع عدد سكان العراق بين عامي 2019 و 2021 بحوالي مليوني نسمة إلا ان تخصيصات البطاقة التموينية قد انخفضت في موازنة 2021 بنسبة 57 %. اذ انخفضت من 1260 مليون دولار في موازنة عام 2019 الى 548 مليون دولار في موازنة 2021 وهذا يعني ان  ١٥ دولار اي مايعادل ٢٢ الف دينار حصة المواطن العراقي السنوية من البطاقة التموينية في موازنة ٢٠٢١ !ويأتي هذا التخفيض انسجاما مع الورقة الحكومية البيضاء التي تستهدف تعويض المشمولين بشبكة الحماية الاجتماعية بمبالغ شهرية بعد تطبيق جدولة زمنية واضحة للخروج التدريجي من نظام البطاقة التموينية. وسيؤدي هذا الاجراء الى خلق أعباء جديدة إضافة الى الأعباء الناجمة عن تخفيض سعر صرف الدينار مما سيؤثر سلبيا على الامن الغذائي للمواطن العراقي ويدفع ملايين جديدة تحت مستوى خط الفقر.

نقاط الضعف الهيكلية في موازنة 2021

أولا : تفتقد الى رؤية وزارة المالية المستهدف تحقيقها في الموازنة وخاصة فيما يتعلق بمساندة القطاعات الاقتصادية المتضررة من جائحة كورونا ودعم شبكة الحماية الاجتماعية  واستدامة المؤشرات المالية وتوفير مصادر التمويل مع المحافظة على الحدود الامنة للدين العام وبرامج التنمية البشرية وتحفيز النشاط الاقتصادي.

ثانيا: لم تتضح السياسات الإصلاحية في الموازنة في جوانب الانفاق العام والايرادات العامة والحماية الاجتماعية .فهي لم تكن موازنة تقشفية تنسجم مع طبيعة الازمة الاقتصادية التي يعاني منها العراق والتي تتطلب موازنة رشيدة تركز على الانفاق الضروري بل كانت توسعية اكثر مما كانت عليه الموازنات السابقة وخاصة في النفقات التشغيلية المتعلقة بالوزارات والهيئات المستقلة.

ثالثا: غياب تام للمؤشرات الكمية المستهدفة عام 2021 ومنها معدل النمو الاقتصادي  ومعدل نمو متوسط دخل الفرد ومعدل نمو التوظيف ومعدل نمو الدين العام ومعدل الفقر وغيرها من المؤشرات التي يمكن الاعتماد عليها في تقييم الموازنة. وعدم وجود صلة بين الموازنة وخطة التنمية الوطنية 2018 – 2022.

رابعا: تتقاطع موازنة 2021 في بعض موادها مع القوانين العراقية النافذة ومنها قانون ضريبة الدخل رقم 113 لعام 1982 وتعديلاته وقانون الإدارة المالية.

خامسا: تفتقد الى الدقة في مؤشراتها التقديرية التي تعد من اهم خصائص الموازنات الحديثة ويتضح ذلك جليا في المبالغة الكبيرة في تقدير النفقات العامة والايرادات غير النفطية.

سادسا: غلبة النفقات التشغيلية على النفقات العامة اذ بلغت 83 % مقابل 17 % فقط للنفقات الاستثمارية وهي النسبة الأدنى في تاريخ الموازنات العراقية منذ عام 2004.

سابعا: الارتفاع الكبير في النفقات العسكرية التي تصل الى 27.617 ترليون دينار تشكل ما نسبته 16.8 % من النفقات العامة وهو ما يمثل عامل مزاحمة مع النفقات المدنية التي يمكن ان تذهب الى المجالات الاقتصادية والاجتماعية وتحسين مستويات معيشة المواطنين.

ثامنا : العجز الكبير في الموازنة والذي يبلغ 71 ترليون دينار أي نحو أي ما يعادل 49 مليار دولار وهو الأعلى في تاريخ الموازنات العراقية والاكبر على مستوى الدول العربية ودول منظمة أوبك، اذ بلغت نسبة العجز من اجمالي الموازنة 43.3 %، و نسبة العجز من الناتج المحلي الإجمالي 23.7 % وهو اعلى بنحو ثمانية اضعاف النسبة المقررة في قانون الإدارة المالية والبالغة 3 %.

تاسعا: الاعتماد على الاقتراض الداخلي والخارجي في تمويل عجز الموازنة، وهو ما سيؤدي الى ارتفاع أقساط خدمة الدين السنوية والتأثير سلبيا على احتياطي البنك المركزي العراقي من العملات الأجنبية خاصة وان هذه الموازنة تتضمن خصم حوالات الخزينة لدى البنك المركزي بقيمة 47.524 ترليون دينار.

عاشرا: لم تتضمن الاطار الملائم لحل المشاكل العالقة بين الإقليم والمركز وخاصة فيما يتعلق بتسليم العائدات النفطية وقامت باستنساخ النص السابق المثير للجدل من موازنة 2019 ووضعته في موازنة 2021 في المادة 11 الفقرة ج التي تسمح للإقليم بعدم تسديد الإيرادات الاتحادية المتعلقة بالنفط والمنافذ على ان يتم استقطاعهما من حصة الإقليم في الموازنة البالغة 12.67%.

ـــــــــــــــــــ

* استاذ علم الاقتصاد في جامعة البصرة

من موقع شبكة الاقتصاديين العراقيين

Iraqi Economists Network

*****************

بين الفلسفة والتاريخ

ماجد الياسري

ظهر اشباه البشر أول مرة في افريقيا قبل مليونين ونصف سنة، وانتشر في مناطق شاسعة في العالم القديم، بينما اكدت الاحفوريات ان الانسان العاقل قد ترك بصماته منذ 300000 سنة. وقبل مئة ألف عام بدأ تدريجيا يطور قدرات اجتماعية، ولكن بقي هامشيا مقابل قوى الطبيعة الغاضبة والحيوانات المفترسة.

ويُقدّر وصول الانسان الى بلاد الرافدين قبل حوالي سبعين ألف سنة، بينما حدث قبل ثلاثين ألف عام ما اطلق عليه يوفال هراري في كتابه “تاريخ مختصر للإنسان” نشر في 2011 بالثورة العقلية نتيجة نمو القدرات الذهنية للإنسان العاقل، وظهرت اللغة كأداة للتواصل الاجتماعي وتبادل المعلومات. وبدأ الانسان يشكّل مجموعات أكثر استقرارا على اساس عائلي معتمدا على صيد الحيوانات والتقاط الثمار كمصدر للغذاء، وأيضا السكن في الكهوف، واكتشف النار.

وعندما نظر الانسان القديم الى السماء المرصعة بالنجوم وتفتّح ادراكه على العالم الواسع الغريب الذي يحيط به من طبيعة وحيوانات ونباتات بدأت سردياته الذهنية لاستكشاف وتحليل وفك اسرار هذا العالم الخارجي الغامض والإجابة على أسئلة تراوده. مثلا، هل وكيف يمكن معرفة العالم الخارجي، ومن هو ذاته، ولماذا وكيف وجد في هذا الفضاء المليء بالعنف والقسوة والمخاطر، وما هو الموت. هذه المرحلة التي اطلق عليها فرانكفورت مرحلة “ما قبل الفلسفة” في كتاب بنفس العنوان، ترجمة جبرا ابراهيم جبرا، ونشر في 1980. وغلب على البشر الفكر التأملي والمبني على تجربته العملية الذاتية، وبدأت معها أيضا عملية التحول بعيدا عن عالم الحيوان عبر صنع واستعمال ادوات العمل البدائية وظهور اللغة موضوعيا كوسيلة مشتركة للتفاهم. ومعها بدأ تطور الوعي البدائي في بيئة اجتماعية تسودها قيم الاستعمال والاستهلاك، وظهرت السرديات الأسطورية كانعكاس للعلاقة الجدلية بين الانسان والطبيعة وعلاقاته الاجتماعية في ضمن مجتمع القطيع الذي ساد آنذاك.

وفي البداية نظر الانسان الى الطبيعة كامتداد له، والتي وصفها ماركس في مخطوطات ١٨٤٨ ان الطبيعة هي الجسد اللاعضوي للإنسان. يعني ان الطبيعة بحدود كونها ليست هي نفسها جسماً انسانياً. ان يعيش الانسان من الطبيعة، يعني: ان الطبيعة هي جسده، الذي يجب ان يبقى معه في صراع مستمر كي لا يموت. وأدى هذا التلازم بين الانتاج المادي واللغة   الى ظهور الاشكال الجنينية من الوعي، عكست فهما بدائيا لواقع الانسان. ومع تطور نشاطه العملي أعاد تركيب العالم ذهنيا، حيث نظر الى الظواهر الطبيعية كمصدر للقوى الخارقة    اذ لم تكن لدى الانسان أجوبة أخرى يستند اليها.

 هذا المستوى من الوعي الأولي لعلاقته مع البيئة الطبيعية والاجتماعية المحيطة به أدت الى إضفاء طابع “الأنسنة “ على الظواهر الطبيعية، وبالتالي اضفاء صفاته الانسانية على الطبيعة وإن كان عاجزا عن التمييز بين الذاتي والموضوعي الاّ بحدود دنيا نسبية، اقتضتها طبيعة الفعالية العملية الحياتية للإنسان.

مما سبق، يتبين ان الطبيعة، وأدوات العمل، والفعالية الانسانية الهادفة بالضرورة والنشاط الإنساني الواعي نسبياً، قد مكّنت عقلا جمعيا أدى الى نشوء الاسطورة. ولكن وبمرور الزمن توسعت وتنوعت محاولاته لمعرفة العالم المحيط به مع تطور حياة الانسان القديم الاقتصادية والاجتماعية وانتقاله من نمط الانتاج البدائي المشاعي الى الانماط الاكثر رقيا. وعليه تكونت علاقات انتاج نوعية جديدة تتوافق مع قوى الانتاج التي انتقلت الى مراحل أرقى بفعل تطور وسائل الانتاج البدائية في مراحل العصور الحجرية من نحت الصخور لصنع الحافات المدببة، الى استخدام الرماح والاقواس والسهام، ونشوء علاقات اجتماعية تنسجم معها وبنية فكرية فوقية كان جزءاً منها على شكل طقوس ومفاهيم روحية وسحرية وثقافة وفنون.

وهذه كانت بدايات الفلسفة. نزوع عقلي لا ينتهي لمعرفة العالم واستنباط القوانين والأسس العامة التي هي وراء حركة الطبيعة والمجتمع، والافكار بدأت تتشكل. آراء وتصورات تتعلق بالطبيعة والكون والانسان والقضايا العامة لتطور الوعي والمجتمع والعلاقة مع العالم الطبيعي. ويُطلق على هذه الفترة بمرحلة بواكير الفكر، عندما اعتمد الانسان على التأمل والمعرفة المتراكمة الناتجة من المشاهدات العيانية والمعاناة، خاصة عند حدوث الكوارث الطبيعية. فتشكلت معها تصورات بدائية عن الحياة والموت.

ولم يصلنا من عصور ما قبل التاريخ الاّ القليل، مثل رسوم الكهوف شديدة الاتقان وبقايا الحفريات، والتي عكست ذهنية مليئة غنية بالروحانيات، الاّ انها لم تكن قادرة بعد على التجريد وصناعة المفاهيم. كما لم تحوي اللغة آنذاك على قواسم ذهنية عامة مشتركة لأن تحقيق ذلك يتطلب معرفة اوسع وأعمق مثل السبب والنتيجة او الصدفة والضرورة والجوهري عن الثانوي. لذا كانت الطبيعة تُفسّر عبر إسباغ هوية بشرية عليها او أنسنتها.   فالماء والهواء تحركها مخلوقات أشبه بالبشر، والغابات تسكنها اشباح، والبحار تسكنها بنات البحر. ويُعزى ذلك الى ان انماط التفكير تعكس مستوى معينا من الوعي الاجتماعي، وايضا نتيجة عجز الانسان عن مواجهة قوى الطبيعة في ضمن صراعه الأبدي معها، فاستخدام خياله لوضع أجوبة تنسجم وتصوراته حول الكون والوجود. لكن مع تطور الوعي تقلص الخيال تدريجيا وبدأت المعرفة العلمية تشق طريقها شيئا فشيئا.

وكانت الثورة الثانية هي اكتشاف الزراعة قبل ١٠٠٠٠ سنة في بلاد وادي الرافدين والشرق الأدنى بشكل عام (التي اختلفت طبيعة الأرض بين شمالها وجنوبها ذات السهل الرسوبي) والتحول من حالة التنقل والترحال الى بناء القرى وتدجين الحيوانات، كما اكد عالم الآثار البريطاني نيكولاس بوستغيت في كتابه “بلاد وادي الرافدين في العصور المبكرة” (نشر عام 1992). وبدأت معها رحلة الاكتشافات ومنها المحراث والعجلة والكتابة في جنوب العراق، ومن ثم التحول في العهد السومري قبل 4000 عام الى المدينة – الدولة، والتي انتشرت على ضفاف نهري دجلة والفرات. ومثّلت انتقالة نوعية في البنية الفوقية للنمط الانتقالي العبودي الذي كان له ميزاته الخاصة والتي اختلفت عن مسار التحولات التي مرت بها أوروبا.

وفي هذه المرحلة تطور الدين على شكل منظومة من السرديات الروحية حول نشوء الكون والارض والانسان، ترافقها ظهور طبقة رجال الدين القائمين على منظومة الطقوس السلوكية، والذين كانوا شركاء الحاكم في السلطة، تدعمهم شريحة ادارية من الكتاب والموظفين الذي سجلوا في ما تركوه من أرقام طينية تفاصيل حول الفلسفة الدينية السائدة وادب وشعر ذو مضامين روحية ووجودية وكم هائل من المعاملات التجارية. 

ومع اضمحلال الحضارات السومرية والبابلية والاشورية انتقلت الى مراكز اخرى مثل فارس وبلاد اليونان، و التي امتدت على شكل امبراطورية واسعة بعد القرن السادس قبل الميلاد ورافقها متغيرات اقتصادية اجتماعية ونمط للتشكيلة العبودية مختلف عما كان في بلاد الشرق الأدنى. وفيها ظهر النقد في التعاملات التجارية وطبقتا النبلاء والعبيد. وتطورت المعارف التي كانت تحت خيمة الفلسفة، فشملت مجالات العلوم الطبيعية بأنواعها والرياضيات والفلك ومحاولة الغوص في اعماق المعرفة للكشف عن ما هو خلف الظاهريات. وبدأت مرحلة ما يسمى المرحلة الكلاسيكية اليونانية التي تناولت جوهر الوجود والأصل الذي انبعثت منه الكائنات والعلاقة بين المادة والروح. وظهر التجريد في التفكير الذي اعتمد على ما توفر آنذاك من معارف علمية محدودة. وعلى خلاف بلاد فارس والرافدين ومصر التي كان فيها الموت والحياة ثنائية طاغية، خاصة حول ما بعد الموت، في دينها وادبها، تناولت الفلسفة اليونانية مواضيع متصلة بالحياة والناس واصبحت لها مدارس تضم الالاف من التلاميذ ووصلت فترة ازدهارها بعد قرنين. وقد وصل شيء قليل من بدايات نتاجاتها الفلسفية، والتي بدأت مع طاليس (624-546 ق م) أحد حكماء اليونان السبعة، وبسبب ترجمة نتاجات سقراط وافلاطون وارسطو الفكرية الى اللغة العربية والى اللاتينية وتركت بصمتها على الحضارات الاوروبية والاسلامية.

 ومع تطور العلوم الطبيعية بدأ التخصص وخرجت فروع علمية عديدة طبيعية وانسانية   من خيمة الفلسفة وأصبح لها مجالها الخاص المستقل ومنحى تطوري ارتبط بتطور المعارف العلمية، تقوده كفاءات علمية متخصصة. كما تبلور تدريجيا موضوع تاريخ الفلسفة الذي يبحث في نشوء وتطور الافكار والمدارس الفلسفية التي اكدت ان تاريخ الفكر البشري متصل ومتواصل. وتدريجيا برز اتجاهان رئيسيان في الفلسفة وبينهما صراع دائم، المادي والمثالي. فالأول يؤكد على مادية ووجود العالم الخارجي موضوعيا، يمكن ادراكه عقليا عبر حواس الانسان ونشاطه الذهني ويتصدى للتفسيرات الغيبية التي تنكر المعرفة العلمية وتغلّب المقدس على العقل، والتي سادت في المنظومة الفلسفية اليونانية الكلاسيكية. ويمكن اعتبار هيراقليطس، الذي كان في عصر ما قبل سقراط، استثناء. فكان جوهر فلسفته ان الحركة مطلقة والسكون نسبي. الاّ ان الانتقالة الفعلية وانتصار المادية جاء مع تعمق الثورة العلمية والتكنولوجية في القرن السابع عشر والثامن عشر والمتغيرات الجذرية في قوى الانتاج بدخول الالة والماكنات البخارية بشكل خاص، ودخول اوروبا مرحلة النمط الرأسمالي الانتاجي. وبدأ تراكم معرفي من الدراسات العلمية، خاصة في الظواهر الطبيعية من ميكانيك وفيزياء وكيمياء، والعلوم الطبية من الفسلجة والتشريح والعقاقير. وقد تجلت المادية أولا في افكار الماديين الفرنسيين، الاّ انها بقت سجالات معزولة متبعثرة وذات طابع تأملي كونها لم تدرك اهمية التطبيق العملي ودور العامل البشري فيها.

وكانت الانتقالة النوعية في بزوغ الفكر الماركسي في القرن التاسع عشر، متميزاً عما سبقه من أفكار مادية. فقد نظر الى العالم في حالة من الحركة الدائمة والتطور المستمر، واغتنى بالمنهج الجدلي في تحليل الظواهر والعلوم الطبيعية (المادية الديالكتيكية)، وأيضا في تحليل المجتمعات وحركة التاريخ (المادية التاريخية)، وربطها بالممارسة العملية (تسمى أحيانا البراكسيس) ودراستها في ترابطها وعلاقاتها المتبادلة وتناقضاتها وتغيرها وتطورها المستمر نتيجة الصراع التناقضي الداخلي.

اما المذاهب الفلسفية المثالية التي شكلت مدرسة مضادة كليا فان العالم فيها يعتمد على اساس روحي وان المادة هي نتاج قوى عليا روحية او عقلية. فالعالم الخارجي ليس موجودا بالفعل بل هو ظلال لعالم الغيب وهي في حالة سكون، اما تطورها فهو نتيجة تراكم كمي للمعارف. ويقتصر دور الفلاسفة في هذه المدرسة على توصيف الظواهر.

وبرز اتجاهان في المدرسة المثالية الفلسفية. الأول هو المثالية الذاتية الذي يرى العالم بظواهره كمجرد نتاج الوعي البشري وأفكار في عقول الناس. وكان أحد ممثلي هذا الاتجاه الاسقف الإيرلندي بيركلي (1685 - 1753). والاتجاه الثاني هو المثالية الموضوعية، حيث يصبح العالم نتاج عقل كوني. وكان أشهر ممثل لهذا التيار هو الفيلسوف الألماني الكبير هيجل (1770 - 1831).

لقد كانت الفلسفة متصلة بالحياة السياسية والاجتماعية، وحاول ان يعكسها الفيلسوف البريطاني برتراند رسل (1872 - 1970) في كتابه عن تاريخ الفلسفة الغربية. وقد عُرف بميوله الاشتراكية والليبرالية ونصيراً للسلام وداعماً لنضالات الشعب العراقي.

 وقد تعرض الكثير من الفلاسفة والعلماء الى الاعتقال والقتل في كافة العصور في أوروبا وخلال فترات الخلافة الاسلامية بسبب ما طرحته من افكار عارضت ما هو سائد او اُعتبرت مخالفة لنصوص دينية. مثل قتل سقراط بالسم في ٣٩٩ ق م، لإنكاره الهة اليونان، او الحلاج الذي قتل في ٩٢٢ م على يد الخليفة العباسي المقتدر بالله لأنه طرح مفاهيم فلسفية وفكرية في اجتهاداته الصوفية والدينية اُعتبرت الحادا في وقتها. ويشير الواقع الى ان حملة الفكر المادي الماركسي ما تزال تغتالهم قوى الظلام والطائفية، مثل مهدي عامل وحسين مروة وفرج فودة وكامل شياع ..

وإذا انتقلنا الى عالمنا المعاصر ودخول الألفية الثانية، تواجه البشرية تحديات ومعضلات معقدة. فهو عصر تقدمي علمي ورقمي تسود فيه منصات الاتصال والعولمة (الثورة العلمية الرابعة). وهو ايضا يشهد تصاعد النزاعات المسلحة والتدخلات العسكرية والسياسية في بلدان العالم غير المتطور ومنها العراق، واتساع الاحتجاجات الشبابية والنسوية في العالم على أساس شعارات انسانية تطالب بالعدالة الاجتماعية نتيجة تصاعد ازمات النظام الرأسمالي وفشل النيو ليبرالية التي فاقمت منها جائحة كوفيد -١٩.

في هذه الظروف يحتدم الصراع الايديولوجي والفكري حول قضايا أساسية محورية ذات جوانب فلسفية، منها شكل المرحلة الانتقالية ودور وطبيعة الطبقات والفئات الاجتماعية واشكال الصراع المحتدم بينهما و نوع التحالفات التي يمكن تحقيقها.

في قلب هذا الصراع تكمن قضايا فلسفية، ومنها وعي الانسان لهذا العالم وطبيعة ومضمون العالم المادي وايضا العالم الروحي والمنهج الفلسفي الذي يستخدم لمعرفة العالم، خاصة المنهج العلمي الذي تقدمه الفلسفة المادية الماركسية الذي يسلّح الفرد بقدرات للتوصل الى استنتاجات وحلول تدعم نضاله من اجل التغيير.

وقد أدى انهيار الاتحاد السوفيتي في بداية تسعينات العصر الماضي الى انفتاح الفكر الفلسفي الماركسي بشكل غير مسبوق بما يعزز دوره كفلسفة مادية مناضلة من اجل تحرر الانسان الطبقي والروحي ومحاربة الافكار والايديولوجيات الغربية التي تزيّف الوعي الشخصي والمجتمعي. وهو ما يكتسب اهمية مركزية في العراق، كما اوضحت في مقالة سابقة عن احتجاجات تشرين والوعي الحقيقي والوعي الزائف.

*************

الصفحة العاشرة

ملاحظات مكثفة حول طبيعة واتجاهات التحولات

الطبقية - الاجتماعية في العراق بعد 2003

د.صالح ياسر

تقتضي الضرورة هنا القيام بوقفة سريعة عند اتجاهات التحولات الطبقية – الاجتماعية التي حصلت خلال مرحلة ما بعد 2003 ذلك لأنه لا يمكن فهم طبيعة هذه المرحلة ولا تحديد مهماتها ولا قواها المحركة ولا ضرورات التغيير من دون معرفة المعالم الاساسية لاتجاهات تلك التحولات وما تحمله من آثار تستدعي ضرورة التغيير.

فمن المعروف أن بنية المجتمع العراقي ومكوناته الطبقية تعرضت إلى تبدلات متواصلة فرضتها حالة عدم الاستقرار والصراعات الطائفية –الاثنية... الخ، وأطلقت حراكاً اجتماعياً أفضى، مؤقتا، إلى طمس المعالم والحدود الفاصلة بين الطبقات والفئات والشرائح الطبقية وأعاق عملية تبلورها بالوجهة السليمة. فقد أزيحت بعض القوى والمجموعات الاجتماعية التي كانت تحظى بدعم النظام الدكتاتوري المقبور ورعايته. وبالمقابل ظهرت فئات وشرائح اجتماعية جديدة تتداخل أنشطتها التجارية مع عمليات السطو والنهب التي ترافقت وانهيار النظام والدولة العراقية. واتخذ هذا “التحول” – من بين ما اتخذ - طابعا طفيليا، ذلك أن النشاطات المذكورة تتركز بصورة رئيسية في مجال التداول وليس في مجال الإنتاج وخلق القيم.

 وتحصل الشرائح المشار إليها على مداخيل وتجني “أرباحاً” من تلك الأنشطة القائمة على الوساطة فضلاً عن الأنشطة اللاشرعية كالتهريب وفرض الاتاوات والاستحواذ على ثروات الآخرين، اضافة الى الفساد العميم الذي صار “مؤسسة يشار اليها بالبنان”!!.

وتتمثل قيم البرجوازية الطفيلية والتي انتشرت وسادت في المجتمع العراقي، في مجموعة “قيم” تحث على الكسب السريع والسهل بدلاً من العمل المنتج، والاستهلاك بدلاً من الحث على الادخار والاستثمار، والاهتمام باللحظة الراهنة بدلاً من الاهتمام بالمستقبل البعيد والتخطيط له، والهروب من مواجهة الواقع بدلاً من التصدي لتغييره، وتقدير الفرد حسب ما يقتني وليس حسب ما يتمتع به من إمكانيات عقلية وأخلاقية، واللامبالاة والسلبية بدلاً من القدرة على الإبداع وابتكار الحلول، والحث على الفساد بجميع صوره (فالغاية تبرر الوسيلة ( والغاية هنا هي المال، إضافة إلى تفشي الرشوة والتزوير واستباحة الملكية العامة لحساب الملكية الخاصة وإعلاء المصلحة الشخصية على المصلحة الوطنية.

وخلال هذه الفترة نشأ تشابك مريب بين منظومة الفساد والمتنفذين الفاسدين في اجهزة الدولة ومؤسساتها من جهة، وفئات البرجوازية الطفيلية والبيروقراطية وأوساط من التجار الكومبرادور وبعض اصحاب المصارف والمتاجرين بالعملة ومالكي الفضائيات ومهربي النفط. وتوسعت هذه الظاهرة لتكتسب ابعادا مجتمعية وتنطوي على مخاطر كبيرة.

وإذا ما بحثنا في مسار الاستقطابات الطبقية الاجتماعية الملموسة في بلادنا فانه يمكن القول ان حصيلة السنوات الـ 17 الأخيرة بيّنت تفاقم التفاوتات الاجتماعية وتعمق الفرز الطبقي والاجتماعي، اضافة الى تعاظم مستويات الفقر والتهميش. وتعود أسباب ذلك الى النظام المحاصصي الطوائفي- الاثني وما أسسه من علاقات اجتماعية، وفي مقدمتها علاقات الملكية وبنية السلطة التي افرزت هذه الاوضاع، حيث تم تحويل الثروة من الفقراء الى حيتان السلطة وحاشيتها وتمركزها ما عزز مواقع شرائح محددة. ولابد من التأكيد هنا على أن ما جرى ويجري من استقطاب ليس قدرا محتوما بل هو نتاج النظام المهيمن وبنية السلطة ومنظومة علاقات الانتاج المهيمنة وهيكل الملكية السائد، وأيضا بنية الاقتصاد العراقي وطبيعته الريعية والمتخلفة والأحادية الجانب نتيجة انخراطه المبكر في قسمة العمل الدولية الرأسمالية واحتلاله لموقع المتخلف والتابع.

إن “الشرائح” الطفيلية التي نمت بعد سقوط النظام الدكتاتوري هي – مع بعض الاختلافات غير الجوهرية - امتداد لتلك التي كانت قد ترعرعت في كنف السلطة الحاكمة آنذاك وشكلت إحدى مكوناتها. وتقوم شرائح من هذا النوع بدور حلقة وصل بين أقسام من رأس المال الدولي في الخارج، وبين عمليات تفكيك وتصفية ركائز العمليات الإنتاجية المحلية، وانتشار الفساد الاقتصادي الواسع وأعمال الابتزاز في الداخل. ومن جهة أخرى يتعين التأكيد أن الطفيلية ليست ظاهرة قاصرة على القطاع الخاص أو النشاط الخاص، بل إنها تمتد الى القطاع الحكومي، ويعني هذا أن الطفيلية مرتبطة بالشرائح المختلفة للبرجوازية.

وبالمقابل فان البيروقراطية أو ما  يمكن تسميتها بـ “البيروقراطية المترسمة” متموضعة في الشرائح البيروقراطية الحكومية والسياسية والعسكرية والأمنية العليا التي تنحدر قطاعات كبيرة منها في الأساس من الفئات الوسطى والفقيرة، فان لحظة  تكوينها حدثت جراء “حيازتها” لجهاز الدولة. وقد آلت إلى هذه الفئة، بفعل عملية نهب المال العام ومن خلال آليات عدة، حصة كبيرة من الانفاق الاستهلاكي والاستثماري. وبسبب طبيعة التشابك بين السلطة والثروة وإعادة توزيع الادوار، لوحظ وبشكل متزايد بروز ادوار أقارب وعائلات الماسكين بزمام السلطة والحكم من ابناء وأصهار وأقارب، ونشوء انواع مختلفة من الشبكات “الزبائنية” التي شكلت مصدرا اقتصاديا جديدا،  يعزز قدرة هذه “الشريحة” ويعد واحدا من محددات “قوتها” الاجتماعية.

ثمة ظاهرة جديدة ملفتة للنظر شهدتها السنوات الاخيرة وخصوصا اثناء التحضير للانتخابات البرلمانية ما قبل الاخيرة (2014)، ربما لم تظهر بقوة في الانتخابات التي سبقتها بل كانت البدايات حينذاك “جنينية”، ونقصد بهذا نشاط البرجوازية الطفيلية التي كانت تريد الاستفادة القصوى من ثمار “الانفتاح” اقتصاديا وتعزز مواقعها، وان ينعكس ذلك بمواقع لها في السلطة السياسية، من أجل تامين مصالحها على صعيد السلطة والبناء الفوقي عموما. وأثناء التحضيرات للانتخابات البرلمانية المذكورة وفي ظل الاستقطاب الطائفي/الاثني المتفاقم ظهر مليارديرات كانوا يسعون أما لتشكيل قوائم كبيرة أو تمويلها وتوظيف ذلك لتحقيق هيمنة على المستوى السياسي أيضا بعد ان تمكنوا - وتحت يافطات مختلفة - من الهيمنة على المستوى الاقتصادي، وهم لا يترددون عن اعتماد أية وسيلة للوصول الى غاياتهم، ولا ينبغي نسيان الدعم الخارجي، الذي يحصل عليه هؤلاء لتحقيق اهدافهم فلم يعد هذا الدعم عيبا أو مثلبة عند البعض!

لقد خاض هؤلاء صراعا محموما لتحويل هيمنتهم الاقتصادية المتنامية الى هيمنة سياسية عبر وسائل مختلفة وفي مقدمتها المشاركة النشيطة في الانتخابات البرلمانية وإحراز “نصر” فيها يتجلى بعدد المقاعد وتوظيف ذلك لضمان “شرعية” اضافية على نشاطاتهم وثرواتهم وجذورها الملتبسة، وهكذا وباسم “الديمقراطية  تتم عملية “تبييض” أموال الفساد الضخمة بحيث يتم التمويه على “آبائها الشرعيين”.

إن الملاحظات السابقة تتيح تلمس ظاهرة التسييس المتعاظم لقطاعات من “البرجوازية الجديدة” بشرائحها المختلفة. فنظرة سريعة على الاحزاب الحاكمة والبرلمان الذي انبثق في 2014 وفي 2018 تبين انهما اصبحا الساحة الأساسية لنشاط “الرأسماليين الجدد” السياسي. ويبدو أن “رجال الأعمال الجدد” هم إحدى “الشرائح” التي تشهد معدلا مرتفعا للتسييس في المجتمع العراقي الآن. ففي الوقت الذي تستمر بعض الفئات الاجتماعية في الانسحاب من السياسة، يلاحظ في ذات الوقت كيف ينشط “الرأسماليون الجدد” في الالتحاق بالأحزاب المتنفذة، وان بمستويات متفاوتة ترتبط بموقع الحزب المعني بصناعة القرار (بعدا او اقترابا)، والاستحواذ على مناصب فيها، هذا بالإضافة بالطبع إلى خوض معارك شرسة، تستخدم فيها مختلف الأسلحة، من أجل انتزاع مقاعد في البرلمان. وطبيعي الاشارة هنا الى أن عملية التسييس هذه لا تقتصر فقط على زيادة أعداد “رجال الأعمال” في مجلس النواب، ولكن على احتلالهم ولأول مرة مناصب هامة فيه.

الجديد في الموضوع هو أن بعض “رجال الأعمال الجدد” لم ينظموا الى الاحزاب المتنفذة من أجل تحقيق مصالح شخصية فحسب فقد تجاوزوا ذلك بسبب تعاظم “لحمتهم الطبقية”، بل إنهم-  وهذا هو الأهم-  يريدون التأثير على السياسات العامة، باعتبارهم “شريحة”  موحدة الاهداف والمصائر، بهدف تكييفها لمقتضيات نمو “رأسمالية من طراز خاص”، رأسمالية ريعية وطفيلية وفاسدة ونهابة في آن، فالرأسمالية العائدة اليوم بعد سنوات جدب الحصار الاقتصادي وممارسات وسياسات النظام المقبور وجدت في انتظارها دولة شديدة التضخم، تسيطر على جانب هام من الاقتصاد نتيجة استحواذها على الريوع النفطية المتعاظمة المتحكمة في رقاب الاقتصاد والمجتمع، لم تفلح كل الشعارات الليبرالية في إخفائه، وهي دولة لا يتأتى لكثير من “رجال الأعمال” النمو والازدهار إلا بالتجارة والعمل معها (باعتبارها أكبر رب عمل)، رغم ان بعضهم اعتاد على سب وشتم السلطة الحاكمة في النهار ولكنه بالمقابل اعتاد على عقد الصفقات “الدسمة” مع ممثليها “النشامى” في ظلام الليل!

*********************

من اغتال الطبقة الوسطى في العراق ؟

عادل عبد الزهرة شبيب

حسب المفهوم الماركسي لـ ( الطبقة) فإنها مجموعة من الأفراد داخل مجتمع ما يتشاركون في مصالح اقتصادية. ويرى ماركس ان الطبقة هي مجموعة من الميول والاهتمامات الفطرية التي تختلف عن ميول واهتمامات جماعة اخرى في المجتمع. فالأساس هو تضاد جوهري بين تلك الجماعات. فعلى سبيل المثال من مصلحة العمال ان تزيد اجورهم وحوافزهم، بينما من مصلحة الرأسماليين زيادة ارباحهم والفوائد على حساب الأجور والحوافز، ومن هنا يبرز التناقض في النظام الرأسمالي.

وتشير النظرية الماركسية الى ان مرحلة الانتاج الرأسمالية تتألف من طبقتين: هما الطبقة البرجوازية وهم الرأسماليون الذين يملكون وسائل الانتاج، والطبقة العاملة الأكبر عددا والتي تبيع قوة عملها . ويمثل هذا الوضع حالة من عدم المساواة. كما تفسر النظرية الماركسية تاريخ المجتمعات المتحضرة في اطار الصراع الطبقي بين من يتحكمون في الانتاج ومن ينتجون البضائع او الخدمات في المجتمع، ويكون الصراع بين الرأسماليين والعاملين بأجر .

اما ( لينين) فعرف الطبقات بأنها «جماعات كبيرة من الأشخاص المختلفين عن بعضهم البعض من حيث المكان الذي يحتلونه في نظام الانتاج الاجتماعي المحدد تاريخيا، وحسب ارتباطهم بوسائل الانتاج في معظم الحالات الثابتة والمقننة وحسب دورهم في المؤسسة الاجتماعية للعمل ومن ثم حسب ابعاد نصيبهم في الثروة الاجتماعية وكيفية الحصول على تلك الثروة».

وبخصوص الطبقة الوسطى فقد اطلق الاسم على فئة المجتمع التي تقع وسط الهرم الاجتماعي. وحسب عالم الاجتماع الالماني ماكس فيبر فإن الطبقة الوسطى هي الطبقة التي تأتي اقتصاديا واجتماعيا بين الطبقة العاملة والطبقة الغنية. وتختلف مقاييس تحديد الطبقة الوسطى باختلاف الثقافات وعادة ما يعتبر اتساع حجم الطبقة الوسطى ورخاؤها في المجتمع امرا ايجابيا في بنية المجتمعات .

فما الذي يجعل الطبقة الوسطى ذات دور مهم في المجتمع ؟

منذ أواخر القرن العشرين اهتم العديد من الاقتصاديين والباحثين بدراسة وتحليل الطبقة الوسطى، مؤكدين على اهميتها ودورها في استقرار الاقتصاد والسياسة والمجتمع بغض النظر عن جنسية او عرقية او عقيدة ابنائها .

لقد حدد ( فوكوياما) وضع الطبقة الوسطى من خلال عدة عوامل ومتغيرات اقتصادية واجتماعية وثقافية وسياسية منها: المستوى التعليمي، ونوعية نمط الحياة الاجتماعية، ومستوى الدخل والانفاق، وعدد افراد العائلة، وملكية الأصول، وغيرها...

ويجمع علماء الاجتماع السياسي على ان اهم سمات المجتمعات المتطورة القابلة للحياة يكمن في وجود طبقة وسطى فاعلة، ومن دونها لا يمكن للمجتمع النهوض وفق هيكل اجتماعي متطور. وتاليا تعتبر هذه الطبقة بمثابة صمام امان للمجتمع ومحركه للاقتصاد الوطني ولديها القدرة على ممارسة التوعية والتأثير في محيطها الاجتماعي.

في العراق، هل توجد طبقة وسطى ؟ وما هو دورها ؟

تعود بداية تشكيل الطبقة الوسطى في العراق الى تأسيس الدولة العراقية الحديثة عام 1921 ومن ثم نموها بعد الحرب العالمية الثانية، حيث اسهمت الدولة في نموها عن طريق تطوير رأس المال البشري والتعليم والمؤسسات الادارية. ومثلما كانت الطبقة الوسطى وليدة الدولة العراقية الحديثة في مطلع القرن العشرين، فإن انحلال هذه الطبقة كان ايذانا بانحلال الدولة العراقية وتشظي المجتمع الى اثنيات وطوائف وعشائر، خلافا لما اسهمت به الطبقة الوسطى وخصوصا نخبتها في دمج الهويات الاثنية والطائفية في اطار هوية عراقية حاضنة لمشروع وطني. لكنها لم تتطور لعدم تطور العملية السياسية في استكمال المؤسسات الديمقراطية بشكل طبيعي .

وبالرغم من تطور الطبقة الوسطى في العراق ونموها في منتصف القرن الماضي الا انها اخذت بالضعف والتفكك والضمور منذ بداية الثمانينات وخاصة بعد هيمنة البعث على السلطة وعسكرة الدولة والمجتمع ودخول العراق الحرب العبثية مع ايران وغزو الكويت واعلان الحصار الاقتصادي الجائر على الشعب العراقي. اخذت الطبقة الوسطى في العراق بالضمور ولم تعد محورا للتطور الاجتماعي والطبقة النشطة اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا والمحرك الأساسي لكل تغيير. وقد نتج عن هذه الأوضاع نزوح ريفي الى المدن وتحول المجتمع في المدينة الى مجتمع يستهلك المنتجات المستوردة على حساب المنتوجات المحلية. وخلق الحصار الاقتصادي الجائر على العراق تضخما نقديا كبيرا قوض القوة الشرائية للمواطن نتيجة انهيار قيمة الدينار العراقي، ولم تعد الرواتب تستطيع اللحاق بالتضخم الكبير. وبسبب الحصار شاع الفقر والمجاعة والبؤس، وارتفعت نسب البطالة والأمراض والتخلف واليأس من المستقبل. وخلال سنوات الحصار اضطر ابناء الطبقة الوسطى الى بيع معظم مقتنياتهم من حلي ومجوهرات وتحف وغيرها للتعويض عن تدهور مدخولاتهم الشهرية.

وأدت اوضاع العراق الى توسيع الطبقة الفقيرة على حساب الطبقة الوسطى وانقسم المجتمع العراقي بشكل واضح الى طبقتين: واحدة فقيرة تشكل معظم افراد الشعب العراقي واخرى صغيرة فاحشة الثراء تكونت من المتسلطين على الحكم ومن حولهم من كبار تجار الحروب والمقاولين والتجار والصناعيين وغيرهم.

واضطر كثير من افراد الطبقة الوسطى الى الهجرة خارج العراق.

ان نهوض الطبقة الوسطى من جديد مشروط باستعادة الدولة لهيبتها وعودة الأمن والاستقرار الى البلاد وعودة التوازن الى اسواق النفط العالمية وتحول الدولة من دولة ريعية الى اخرى اكثر قدرة وكفاءة على تنوع انتاجها وعدم اعتمادها على النفط كمصدر وحيد في الانتاج .

في فترة ( 1920 – 1958) كان للطبقة الوسطى دور بارز في بناء العراق المعاصر، الا ان من تبقى من علماء ومهندسين واطباء واكاديميين وبرجوازيين صغار اصبحوا اليوم هدفا لعمليات اختطاف او اغتيال لأسباب طائفية ولأسباب اخرى، مما ادى الى هجرة العديد منهم وانضمامهم لعراقيي الخارج حيث سجلت الارقام التقديرية سفر نحو 200 ألف من منتسبي الطبقة الوسطى الى خارج البلاد بعد سقوط النظام الدكتاتوري السابق. وكما يرى الدكتور كاظم حبيب فإن العراق اليوم يشهد نموا مستمرا في فئة البرجوازية الطفيلية في عدة مجالات غير انتاجية كقطاعات السمسرة العقارية والتجارة والمضاربات المالية. واحتل جزء من هذه الفئة مراكز مهمة ضمن السلطات الثلاث التشريعية والتنفيذية والقضائية، وجزء اخر يعمل في المقاولات والاشراف على العقود النفطية واقتصاد النفط الخام والسلاح والتجارة الخارجية. وهذه الفئات الطفيلية لا تعتمد في اسلوب حياتها ومعيشتها على رواتبها الحكومية العالية وامتيازاتها الكثيرة حسب، بل وعلى السحت الحرام واساليب نشاط غير مشروعة تستنزف اموال الدولة من الباطن .ان الوضع الراهن في ظل الديمقراطية القائمة على المناطقية والاثنية والسوق المغتربة اعاد بناء الطبقة الوسطى لكن عرض نسيجها الاجتماعي الى خطر الانقسام. وبوحدة السوق الوطنية وديمقراطيتها واطلاق قواها المنتجة وتبديل سلوكها من سوق مستهلكة ليبرالية الى سوق منتجة بشراكة الدولة ستولد الطبقة الوسطى كقوة منسجمة باطار وطني، ليعيد النموذج الديناميكي الموجب دوره في تعظيم تلك الطبقة كقوة اجتماعية وسياسية واقتصادية تتناسب مع تجانس السوق ونظام سياسي ديمقراطي وان كان ريعيا لكنه يقوم على الدولة والمواطنة العراقية .

************************

الصفحة الحادية عشر

الأديب الثقافية

بجهود ذاتية ومنظور حداثوي بارز؛ صدر العدد الجديد من جريدة “الاديب الثقافية” التي يرأس تحريرها الناقد والقاص عباس عبد جاسم والتي تواصل الصدور منذ العام 2003.

الجريدة تتميز بطروحات تجديدية واقلام عراقية وعربية بارزة نرصدها في العدد الجديد (238).

الجسد في فن بلاد الرافدين/ د. زينب البحراني، إشكالية المواطنة/ د. فيصل النعيمي، حوار مع الباحث الفرنسي يان لوكون/ ترجمة عبد الرحيم نور الدين، شعرية الانوثة/ إبراهيم الكراوي، الانسان العراقي المأزوم، تأويل الألم/ عباس عبد جاسم. الى جانب مقالات ونصوص عديدة.

“ الاديب الثقافية” منجز ثقافي بارز يتطلب انتباهة من قبل وزارة الثقافة.

************

ألعاب وحشية

طالب حسن

1

كان كلما تشتد القذائف

يحمل دلو دمعه

ليسقي شجرة السلام

2

أعيديها عليً

تلك الأغنية التي استقبل

بها صباحاتي

3

من يسدل الستارة

فقدنا القدرة

على الصراخ

4

ظمأه إليك

مدائن رخام يقتلها

عطش الأبجدية

5

البحة التي في صوتها

عزف ملائكة يرتلون

أوجاع القصيدة

6

في الطريق إليك

نسيت طقوس  لغتي

وحقائبي التي إمتلأت

بنفايات حروبك

7

 امنحيه بعض الفرح

مسافة حزن  هذا الوطن

الماكث على مرمى بندقية

8

مضوا إلى فردوسهم

فأحتفل خطباء الصدفة

وبائعات الهوى

ولصوص الاوطان 

قلبي انهكه الطواف

بين رصاصة وقذيفة

تقع عيني على صورة

شهيد 

10

من كثرة ما دفنوا فيها

من جثث الأحلام

تعفنت سنابل

قمحنا

11 

مالم يفهمه أبدا

كيف تختزل الحياة

في رصاصة يطلقها

مجهول ؟

12

بهاليل يرقصون

على كل الحبال

فرسان الصدفة

13

يوما ما

سأحطم تابوتك الحجري

وأخط طريقي

نحو النهار

*********

نقد

النسق التقابلي في بنية رواية (حب عتيق)

علي لفتة سعيد والبحث عن جذور الصراعات الاجتماعية

د. سلمان كاصد*

كنت قد أشرت في أكثر من دراسة إلى أن منطق السببية يتحكم إلى حد بعيد بالعلاقات على مستوى البنية الاجتماعية اولاً وعلى مجمل التقابلات في الرواية ثانياً. وكما أشرت أيضاً إلى أن التقابل الدلالي ربما يكون ظاهراً في كثير من الأعمال الروائية وذلك بفعل عامل ثنائية الفائض والناقص أي مايكون هنا فائضاً ويشكل حاجه مهمة للناقص ومايكون ناقصاً ستكون به حاجه ماسة وملحة لما هو فائض عند الطرف المقابل. تلك عوامل مهمة ربما أخذت اشكالاً اخرى في نظريات نقدية متعددة ابتداءً من فلاديمير بروب (في الحكاية الخرافية) عام 1912 حتى آخر المناهج النقدية التي تتحدث عن الاختلاف بوصفه عنصراً مهماً في تشكيل الصراع واستمراريته في الرواية. في رواية (حب عتيق) لعلي لفته سعيد نجد هذه الظواهر السردية بوضوح والتي سوف نتطرق لها كونها تشكل التقابل في البنية الموضوعاتية والسردية. تقسم الرواية إلى 33 جزءاً وتبدأ الحكاية من زمن الحاضر القرائي في عودة الى زمن البدايات التي كانت سبباً لما يجري الآن (زمن خاتمة الرواية). الحكاية أسبق زمنياً من الحاضر وهي تبدأ لحظة (سماع بدرية غناء شخصية العاشق المأزوم).

عتبات الرواية

أولأ لابد لي أن اسجل ملاحظة أولية على الإهداء الذي لايمتلك أن يكون دالاً على مكان وقوع أحداث الحكاية (سوق الشيوخ) في الناصرية في الزمن الممتد من عام 1925 الحكم الملكي حتى ماقبل 1958 م قيام ثورة الجمهورية.

نتذكر أن يوتوبيا المدن كان فاعلاً في أعمال مثل ماركيز لمدينة ماكندر في (مائة عام من العزلة). ولعمل بدر السياب في مدينة جيكور في قصائده الأولى التي يتحدث فيها عن (بويب). وكما هو عند الكثيرين، حيث أصبح الحديث عن المدن يدخل في اطار (السيرواية)،  أما ما يدخل في إطار الرواية التخيلية فلا أعتقد أن هناك ضرورة لذكر المكان كونه لايضيف  شيئاً، إذ يحدد منأأفق تمثل المكان الذي يخلقه المتلقي بحافز من الرواية ومثالنا على ذلك مافعل  مهدي عيسى الصقر في رواية  (الشاهدة والزنجي) حيث غيب المدينة تماما  بوصفها مكاناً واقعيا من أجل أن يخلق مكانا تخيلياً، مما جعل الرواية تتمثل اي مكان يجمع الصفات ذاتها،

الجانب الآخر يطالعنا في المقدمات النصية كعتبات ل (حب عتيق) نص أطلق عليه (تبرير) يشير فيه إلى لاتاريخية الأحداث في الرواية، ومقلوب الشخوص في الاحداث، والتشابه المحتمل بين الواقع والتخييل،والتلاعب في زمن الحكاية من حيث التقديم والتأخير،  ولا قصدية الرواية.

أعتقد أن ذلك التبرير لاضرورة له مادام التخييل هو السائد الموازي للواقع، وليس هو الواقع بحد ذاته. ومابين هذا وذاك بون شاسع.

حسناً.. قلنا ان الرواية تتشكل من 33 جزءاً، يجري سرد كل جزء بنظام الوكيل عن الشخصية الروائية، وهذا ماحصل في “ الرجع البعيد” لفؤاد التكرلي حيث اناب السارد عن جميع شخوص الرواية في السرد وكذلك ماحصل عند نجيب محفوظ في الثلاثية عندما أناب السارد عن (أمينة) حين كانت مقموعة من زوجها أحمد عبد الجواد وقد تخلى السارد عن انابته لها عندما توفى عبد الجواد كون ضميرها المقموع  قد خرج بعد انتهاء سبب القمع وهو وجود عبد الجواد.

مجتمع الرواية

يتكون مجتمع الرواية من تقابل وتقاطع مجاميع متشابهة لشخوص اجتمعت مجموعه من العوامل فيها، ومن الغرابة أنها ثلاثية التجانس إذ تشكلت من تقاطع 3 شخوص في كل مجموعة تقابل 3 شخوص في مجاميع أخرى وهي :

-1 3 شخوص من قاع المدينة وهم (نعيمّ، عبيس، وستار)

-2 3 شخوص من اللاوعي الاجتماعي وهم (شيخ كاصد و شيخ ناظم وسيد يوسف)

-3 3 شخوص من الوعي السياسي المتقدم وهم (محمود الصابئي ونعمان وسعد)

-4 3 شخوص من النساء المعشوقات وهن (بدريه ابنة شيخ ناظم و رزيقة المسلمة وتانيا المسيحية)

-5 3 شخوص ظل من النساء وهن (غنيه وأمل وغرام) وهن  ظلال بالتعاقب ل (بدريه و رزيقة و تانيا)

تلك هي تركيبة مجتمع الرواية التي تتشابك وتتصارع ضمن اطار حكاية عشق (نعيمّ ابن الشيخ كاصد لبدرية ابنة الشيخ ناظم)

التقابل 1

وكما أسلفت أن منطق الفائض التقابلي والنقص المقابل يحصل عند (زيادة في اكتمال شخصية بدرية القوية) و (نقص في تركيبة شخصية نعيم الضعيفة) مما جعلل التقاء الشخصيتين أمراً مستحيلاً لاهتزاز قناعة بدرية بنعيم كزوج لها.

التقابل 2

هذا التقابل ولد تقابلاً في “الوعي” الشخصي بينهما عبر “ذكاء بدرية المفرط” و“غباء وتهور نعيمّ المفرط ايضاً”. مما جعل اللقاء مستحيلاً حيث تتولد ثنائية أخرى

التقابل 3

وهي طلب بدرية (المستحيل) من نعيم في أن يتسول كي يجميع مهر قبولها زوجة له، بما يقابل هذا الطلب من قبول نعيم “اللامستحيل” لهذا الفعل المخزي مجتمعياً، وكانا بذلك يتقابلان ازاء المستحيل / اللامستحيل في المربع “الغريماسي” في توصيف بنية الصراع، بين القبول والرفض،  أي التضاد وما فوق التضاد.

التقابل 4

من هذا التقابل ينشأ تقابل آخر بوصفه تضاداً تولد عندما جمع نعيمّ مبلغ المهر لينفذ به شرط زواجه من (بدرية)، غير أن الأخيرة تشرط شرطاً جديداً بأن يمتنع نعيمّ عن التسول، وهذا مايرفضه نعيمّ بعد أن تعود على ممارسة هذا الفعل المرفوض اجتماعيا فتسقط شخصيته في وحل الجنون والابتذال بعد أن كان شيخا متصدرا تركيبة مجتمع المدينة،  فينشأ بينهما تكريس للتضاد الذي يؤدي إلى تعقد الرؤية.

هذا الفعل السردي بالرغم من سذاجة الحكاية وتداولها في الحس الشعبي وقبيلتها الاجتماعيه إلا أنها دفعت بالروايه إلى إنجاز فعلها السردي، غير أن الفعل السردي ذاته اعتمد على إخفاء الجزء الأكبر من الحكايه حين سردت في الرواية وذلك بما يمكن ان نطلق عليه بالتأجيل.

التضمين

يزرع علي لفته سعيد وحدات سردية صغرى في الرواية تكسر النسق التسلسلي فيها كما فعل في حكايه (عبيس والميجر) والهدية بينهما، كون هذه الحكاية المزروقة، تكسر ملل انتظار التأجيل في الحكاية الكبرى (حكاية بدرية ونعيم) وتغير من روح النسق المتوالي (الكورنولوجي – التسلسلي – التعاقبي) بالتضمين الكامل غير المتقطع مبتعداً عن التضمين المتقطع الذي ينشأ من نسق التناوب بحسب مفاهيم (اوستن وارين ورينيه ويلك) في كتابهما (نظرية الأدب).

قلنا إن هناك جدليات ظهرت في الرواية وهي.

-1 جدلية (التسول / الامتناع)

-2 جدلية الامتناع عن التسول / الرفض)

-3 جدلية التطهير بماء الفرات (الصابئة / التعميد المسيحي)

عدّ تودورف التضمين تنضيدا كما في حكايات ألف ليلة وليلة ولأن الحكايات في (حب عتيق) متسلسلة، تعاقبيه، مقطوعة تشبه إلى حد بعيد حكايات ألف ليلة ومنها حكايه (محمود) وحكايه (نعمان) وحكاية (نعيمّ) وحكايه (صبيح)، حيث تعد حكايه نعيم وبدرية هي الحكاية الكبرى التي تضم كل حكايات الحب الصغرى،  هذه الحكايات التي أخرجها علي لفتة سعيد إلى سطح النص الروائي تترافق مع تحول البنى الصراعيه في بنية الرواية من:

-1 الصراع الاقطاعي

-2 ثم الصراع الطبقي

-3  ثم الصراع الديني

-4 ثم الصراع الايديولوجي المفاهيمي

يتجلى الصراع الايديولوجي الأخير عبر ظهور الشيوعيين إزاء فكرة تجاور الصراعات جميعها بالحب والعشق وكل ذلك يحصل خلال زمن الرواية المحصور بين 1925 إلى مايقرب من بداية عام 1958.

لقد ولدت في الرواية تقابلات ثنائية من هذا الصراع وهي.

طرف 1

نعيم   /  الشيخ كاصد

طرف 2

بدرية  /  الشيخ ناظم

الحياد

رسول زوج بدرية   /  لاملامح له

الوعي الممكن

يشكل نعيمّ في التقابل الرجولة الصائعة  “اللا شخصية”، بينما تشكل بدرية الأنوثة الرجولية في اكتمال “ الشخصية “ بما يمكن ان نطلق عليه بالوعي القائم والوعي الممكن كما هو عند “ لوسيان كولدمان) كون الروايه تاريخ بحث متدهور عن قيم أصلية في مجتمع متدهور.

هنا يقول ناظم شيخ عشيرة العلوان في حديثة عن الانكليز “ لكن اليوم اختلف الأمر، علينا الاستفاده من تقدمهم العلمي لكي نفهم كيف يعيشون” ص 60 وهو بذلك يثبت وعياً متقدماً بينما نرى وعيا قائما يناقض ذلك تماما  ذلك تماماً في اصطفاف تقابلي يمكن توصيفه بالخطاطه التالية:

المثقفون  الاميون

الشيخ ناظم + بدرية + رسول الشيخ كاصد + نعيم

ازاء كل تلك التقابلات في البنية الحكائية والاجتماعية للروايه نجد أن هناك التقاء لثلاث ديانات وهي :

-1 الإسلام أغلب شخوص الرواية

-2 اليهودية شخصية جاجو

-3 المسيحية والصابئة جورج ومحمود

يوسع علي لفته سعيد دائرة التقابل الصراعي وبشكل يبدو غريباً عندما يظهر نعيمّ المتسول وقد نصب العداء ص 111 لجاجو اليهودي بسبب القضية الفلسطينية، واجد هذا غريباً حقاً بسبب اللاوعي المتحكم على شخصية نعيم الهزأة، ويتجلى هذا اللاوعي عبر (الحلاوة) التي كان جاجو اليهودي يوزعها والعرق الذي كان جورج يبيعه في مجتمع قبلي سلفي

الأرصاد

اعتمد علي لفته سعيد على أرصاد واحد مكرر في صفحات (114، 118، 128، 130) وهي:

-1 ولك لوكان بك خير ماجعلتك بدرية مجدي؟ (في الحوار) ص114

-2 كانت حادثة نعيم قد شغلت المدينة بأسرها... تناسوا حكايته مع بدرية (في السرد) ص118

-3 تلك الساعة التي وافق فيها على طلبها وشرطها لتتزوجه (في السرد) ص 128

-4 ستكون عاراً “نعيم” على أهلك وعشيرتك والمدينة (في السرد) ص130

ذلك الأرصاد المتدرج في الكشف النصي أسهم بالتأجيل المستمر للحكاية لاحظ ص115

لقد قسمت قصه (بدرية ونعيمّ) لثلاثة مفاصل في الزمن الروائي وهي:

-1 بداية الرواية “حاضر الحكاية”

-2 وسط الروايه طلب نعيم للزواج وهو الطلب الأول لبدريه بالتسول

-3 نهايه الرواية طلب بدرية لترك التسول ورفض نعيم.

تنتهي احداث الرواية عند الجزء 23 وتتحول الأجزاء العشرة المتبقية إلى نص يرصد مشاعر الشخوص جميعها وبذلك أرى أن في اختصار الرواية عند الخاتمة  للاجزاء 30، 31، 32، 33 عبر التسريع الذي حصل هو مايمكن القول فيه إنه يمكن تغطيته في أحداث سابقه.

إنها رواية تستحق القراءة كونها ترصد حقبة مهمة من تاريخ اجتماعي مهم.

ــــــــــــــــــــــ

*شاعر وناقد، رئيس اتحاد الادباء والكتاب في البصرة.

*********

الصفحة الثانية عشر

في مواجهة المجهول

عن “دار الروّاد المزدهرة للطباعة والنشر” في بغداد، صدر أخيرا كتاب بعنوان “في مواجهة المجهول.. الوباء والنظام العالمي”، من تأليف الأكاديمي والكاتب الصحفي الاسباني – الفرنسي المعروف إغناسيو رامونيت، وترجمة الكاتب والمترجم الصحفي رشيد غويلب.

يتضمن الكتاب مقالة طويلة تقدم تقييما مفصلا للوضع العالمي خلال فترة كورونا، من النواحي الاجتماعية والصحية والاقتصادية والسياسية، وذلك في ضوء المنهج الماركسي.

وكانت المقالة قد نشرت في أيار العام الماضي، بشكل مشترك على ثمانية منابر إعلامية.

يقع الكتاب في 91 صفحة من القطع المتوسط.

********

بالشموع والمواساة

اتحاد الشبيبة يستذكر «شهداء الطيران»

بغداد ـــ طريق الشعب

زار وفد من اتحاد الشبيبة الديمقراطي العراقي في بغداد، الأسبوع الماضي، موقع التفجير الإرهابي الأخير في “ساحة الطيران” بمركز العاصمة، والذي راح ضحيته العشرات من الأبرياء، بين شهيد وجريح.

واشعل الوفد، الشموع في موقع التفجير حدادا على الشهداء. كما رفع لافتة تحمل التعازي لذوي الشهداء، ومشاعر التضامن معهم، مستنكرا الجريمة البشعة التي طالت مواطنين أبرياء، معظمهم من الكادحين وذوي الدخل المحدود، الخارجين بحثا عن قوت عائلاتهم.

وطالب وفد الشبيبة، الجهات الحكومية باتخاذ الإجراءات القانونية الصارمة بحق الجهات الأمنية المقصرة في أداء واجبها، مشددين على ضرورة تكثيف الجهود لملاحقة العناصر الإرهابية.

*********

«طريق الشعب»

في أيدي رواد «المتنبي»

بغداد ـــ غالي العطواني

نظمت لجنة المثقفين المحلية في الحزب الشيوعي العراقي، صباح الجمعة الماضية، طاولة إعلامية في شارع المتنبي. ووزع فريق الطاولة، على رواد الشارع مئات النسخ من “طريق الشعب” ومن التقرير السياسي الصادر عن الاجتماع الاعتيادي الأخير للجنة المركزية للحزب. وتجاذب الفريق، النقاش مع جمهور واسع من رواد الشارع، حول الواقع السياسي في البلد وموقف الحزب منه، فضلا عما يتعلق بالانتخابات المرتقبة، التي رأى الطرفان انها يجب أن تكون “الفيصل” في عملية التغيير القادمة، مشددين على أهمية عدم الوقوع في الاخطاء السابقة.

*********

في استفتاء «موازين نيوز»

«طريق الشعب»

الصحيفة المتميزة لعام 2020

بغداد – طريق الشعب

عُدت “طريق الشعب” الصحيفة المتميزة في العراق لعام 2020، بحسب نتائج الاستفتاء السنوي الخامس للمتميزين الذي نظمته أخيرا مؤسسة “موازين نيوز”.

وحصلت “طريق الشعب” على 1361 صوتا في الاستفتاء، منافسة عددا من الصحف المحلية.

وجاءت النتائج اعتمادا على تصويت الجمهور، الذي شارك فيه نحو 750 ألف شخص صوتوا خلال 15 يوما، على عشرين قسما شملت الصحف والفضائيات والمواقع الاخبارية والإذاعات والبرامج. 

ومن المقرر أن توزع الجوائز على الفائزين، في “حفل ضخم” يقام قريبا – بحسب بيان صادر عن “موازين نيوز”.

وتقيم المؤسسة كل سنة حفلاً كبيراً تكرم فيه الفائزين في الاستفتاء، تحضره نخبة من الشخصيات السياسية والاجتماعية والفنية والرياضية والثقافية، ومن الرواد والمبدعين في مختلف المجالات.

********

ليس مجرد كلام

أطرقْ على الحديد حتى يلين!

عبدالسادة البصري

قبل اسبوعين، وحينما كتبت عنوان (مواعيد عرقوبية..) في عمودي الاسبوعي هذا قال لي أحد الأصدقاء: يمعوّد من يسمع كلامك ؟! من يقرأه ؟! أجبته: لابدّ أن يُقرأَ ذات يوم! وقبل يومين كتبت على صفحتي في موقع التواصل الاجتماعي:

ماذا يعني أن تنظّف دكانك مساءً وتجمع القمامة ثم تتركها أمام المحل؟

ماذا يعني أن تغسل سيارتك على الرصيف في الشارع العام وتترك ماء الغسيل يملأ الشارع ليتحول إلى وحل؟

ماذا يعني أن تسرح الأبقار والأغنام والماعز في الأحياء السكنية وبين البيوت والأسواق والدكاكين وفي الحدائق والمتنزهات؟؟

ماذا يعني أن تترك الشركة المقاولة أي مشروع تعمل فيه بنصف العمل وتمضي إلى غيره وتمرّ المدّة المقررة وكما لم تعمل أبدا.. فقط أنقاض وخراب؟

ماذا يعني أن تمتلئ الشوارع بمياه المجاري والأوساخ والأطيان؟

ماذا يعني؟!

ماذا يعني؟!

وتظل هذه الـ (ماذا يعني) تحشرج في الصدر.. وما من جواب!

تركت الإجابة لكم لأننا جميعا مسؤولون عن نظافة مدننا وشوارعنا مثلما ننظف بيوتنا... ويبقى العبء الأكبر من المسؤولية على عاتق السادة المسؤولين ومدى متابعاتهم لكل ما يخدم الناس والمدينة... ولنعرف أنّ عدم المتابعة ونشر الوعي الحضاري بين الجميع والأكبر من هذا عدم محاسبة المسيء والمقصّر والمهمل هي التي تسبب كل ما ذكرناه وتترك الآخرين يصرخون: ماذا يعني وماذا يعني وماذا يعني؟

فجاء تعليق أحد الأصدقاء: مهما كتبنا وحكينا في الفيسبوك أو الصحف أو المؤتمرات لن يلتفت لكلامنا أحد، ويبقى الحال على ما هو عليه!

أجبته: نعم، لكن سأظل أطرق على الحديد حتى يلين ويستجيب، وهو ما أقصده بقولي دائما هذا ليس مجرد كلام نحكيه ونمضي ، بل طرقٌ على مسامع وبصائر وضمائر المسؤولين كي ينتبهوا للخراب المستشري ولآفة الفساد التي أتلفت الزرع والضرع وعاثت في النفوس والضمائر والعقول، لا لشيء سوى أنّ هذا البلد عصيّ على الخراب والموت، بل سينهض كالعنقاء من بين الرماد، ويعود بكل قوّته وعنفوان شبابه، وسيعلو العمران والبناء، من قاعدة الهرم وحتى أعلى نقطة في قمته، وسيكون للإنسان النصيب الأوفر من البناء،لأننا إذا لم نبنِ الإنسان بناءً حقيقياً لن نستطيع بنيان حائط ما بالشكل الصحيح، وهذا ما أريده بالفعل في كل عمود اكتبه وأنادي فيه!

علينا أن نعرف آلية بناء الإنسان الحقيقي المُحِب لأرضه وناسه وكل شيء حوله، لا لنفسه وجيبه فقط، جاهلاً بما يدور حوله، وما يفعله الساسة والمسؤولون بل عارفاً بكل شيء ومشاركاً فيه!

رب قائل: هو مشارك في ما يحدث الآن! أجيبه: نعم، ولكن بغياب الرؤيا الحقيقية عن ناظريه، انه مغيّب بالجهل والتعتيم والوعود الكاذبة التي لن تغني ولن تبني أبدا!

علينا أن نفتح أمامه كل الأبواب ونجعله يرى ما لا يُرى، ويبصر الحقيقة كاملة أمام عينيه، كي لا يُسرق من أي حق بالوعود والكلام المعسول، فالبناء الحقيقي هو إنساننا العراقي الذي أنهكته الحروب وما رافقها من خراب وفساد وضياع وتجهيل!

لهذا سأظلّ اكتب ولابدّ أن يقرأ أحدهم كتابتي هذه ويدقّ ضميره بنبضة عشقٍ وانتماءٍ حقيقيٍّ للوطن والناس!

*********

خلال استقباله وكيل وزارة الثقافة

صلاح القصب: لأول مرة أشعر باهتمام المسؤول العراقي!

بغداد ـــ تضامن عبد المحسن

زار وكيل وزارة الثقافة والسياحة والآثار، عماد جاسم، الاثنين الماضي، المخرج المسرحي صلاح القصب في منزله وسط بغداد، لغرض الاطمئنان على صحته، وعرفانا ووفاء لمسيرته الإبداعية الطويلة.

واستقبل القصب وكيل الوزارة “صديق الثقافة” - كما اسماه هو نفسه – بسعادة. وقال: “أول مرة أشعر باهتمام المسؤول العراقي”، متوقعا أن يرتقي الواقع الثقافي في البلد من خلال “الوجوه الشابة والعقول المثقفة التي تدير وزارة الثقافة، والتي ستعمل على رسم خارطة جديدة ومتطورة للمشهد الثقافي”.

وتحدث المخرج المسرحي، خلال اللقاء، عما وصفه بـ “مشروع العمر”، وهو إخراجه مسرحية “ريتشارد الثالث” للكاتب الإنكليزي الشهير وليام شكسبير، والتي طالما تمنى أن تمثل على إحدى خشبات المسرح في العراق.   

وكيل الوزارة، وبعد أن أهدى القصب باقة ورد، وصفه بـ “النهر الثالث” تعبيرا عن عطائه الدائم الثر. فيما استعاد معه بعض الذكريات عن أعماله المسرحية التي انعكست في وعي الجمهور، مثمنا دوره في خلق جيل من المخرجين والممثلين المسرحيين.

وأكد، أن وزارة الثقافة ستسعى إلى رعاية العمل المسرحي الذي طرحه القصب، وفق إمكاناتها في ظل الظروف الراهنة. 

**********

الموصل

معهد الفنون الجميلة يقيم مهرجانه التشكيلي السنوي

الموصل ـــ صباح سليم علي

تحت شعار “بالفن نرتقي دائما وتنهض المجتمعات”، اقام معهد الفنون الجميلة في الموصل، الثلاثاء الماضي، مهرجانه التشكيلي السنوي. احتضن المعرض، الذي أقيم في الهواء الطلق على باحة المعهد، أعمالا فنية تنوعت بين الرسم والنحت، انجزها الطلبة. وفي سياق المعرض الذي شهد حضورا لافتا من محبي الفن، قدم طلبة المعهد عرضا مسرحيا بعنوان “ما بعد الحلم”. وخلال الافتتاح، ألقى مدير المعهد، رعد الحسيني، كلمة عبر فيها عن تفاؤله بقدرات الطلبة الفنية، مثمنا جهود الكوادر التدريسية الساعية إلى النهوض بالواقع الفني.

**********

«مكتبة شمس الامومة» تشعل شمعتها الأولى

بغداد ـــ صبيحة شبر

أقامت “مكتبة شمس الامومة” في بغداد، صباح الأربعاء الماضي، حفلا في مناسبة الذكرى السنوية الأولى لتأسيسها، حضره جمع غفير من المثقفين والأدباء والإعلاميين.

أدارت الحفل الصحفية كريمة الربيعي، داعية الحاضرين في البداية إلى الوقوف دقيقة صمت في ذكرى شهداء الوطن.

بعدها حيّا الناقد فاضل ثامر، الذي كان ضمن الحاضرين، مؤسسة المكتبة القاصة الرائدة سافرة جميل حافظ، مثمنا كرمها ودورها في تقديم يد العون للجميع، والمساهمة في مختلف النشاطات الاجتماعية والثقافية.

السيدة سافرة، سلطت من جانبها الضوء على مراحل تأسيس المكتبة، معربة عن شكرها إلى كل من وقف معها في تنفيذ هذا المشروع، وبالأخص صديقاتها كريمة الربيعي وصبيحة شبر ود. خيال الجواهري ومينا الدروبي.

وبيّنت أنه بعد أن نشر عن المكتبة في الصحافة، باللغتين العربية والإنكليزية، زارها السفير البريطاني في بغداد، فيما أرسل إليها السفير الصيني، مجموعة من الصحفيين كي يسجلوا حوارات تلفزيونية مع القائمين عليها.

وأكدت السيدة سافرة، أن تأسيس هذه المكتبة جاء تلبية لرغبة والدتها الراحلة، التي كانت تحث على المطالعة والتعلم.

وفي سياق الحفل، قدم عدد من الحاضرين مداخلات أشادوا فيها بالمواقف الإنسانية للقاصة الرائدة سافرة جميل حافظ، وبمساهماتها المهمة في الواقعين الاجتماعي والثقافي. وقد كان بين مقدمي المداخلات، كل من الشاعرة خديجة الحمامي، الكاتبة صبيحة شبر، الناشطة سهيلة الأعسم، السيدة كفاح السوداني ود. خليل إبراهيم.

هذا واستمع الحاضرون إلى أغنيات تراثية عراقية ومعزوفات أدتها فرقة موسيقية بقيادة الفنان جمال السماوي، فضلا عن قراءات شعرية ساهمت فيها الشاعرتان خديجة الحمامي وزينب الصافي، بالإضافة إلى الشاعر بهاء الدين الذي قرأ قصيدة مهداة إلى بغداد.