اخر الاخبار

الصفحة الأولى

المشاركون في الملتقى الحواري لـ «طريق الشعب» : الضغط مطلوب لفرض التغيير

بغداد ـ طريق الشعب

بدعوة من هيئة تحرير “طريق الشعب” عقدت الفعالية الأولى للملتقى الحواري الشهري يوم ١٢-٤-٢٠٢٢، ساهم فيها السادة: سالم روضان، الدكتور احمد عبد الجبار، الدكتور اياد العنبر، مصطفى حمزة ونجم القصاب.

ترحيب بالحضور

رحب الرفيق مفيد الجزائري، رئيس التحرير، بالحضور شاكرا تلبيتهم الدعوة، منوها بان طريق الشعب تقيم بهده الفعالية باكورة حواراتها الشهرية، مؤكدا على أهمية الحوار وتبادل الراي ووجهات النظر بهدف تقديم ما هو أفضل من سبل وآليات وحلول لخلاص بلدنا مما هو فيه، والخروج من حالة الاستعصاء الراهنة. 

وأدار جلسة الحوار الدكتور صبحي الجميلي الذي اكد على ان هذا الملتقى سيسلط الأضواء على الراهن من الاحداث والتطورات، سنخوض في قضايا محددة ونتحاور بشأنها وسنتناقش في محاور عدة. والسؤال الذي يبرز الان، الى اين تسير اوضاع البلد؟ هل نشهد انفراجاً قريباً يؤدي الى حلحلة الاوضاع وتحقيق الاستحقاقات الدستورية؟

عبد الجبار أحمد

وقال الدكتور عبد الجبار أحمد ان النخب السياسية لغاية يوم 6 نيسان ٢٠٢٢ كانت تنتهك احكام الدستور فيما يتعلق باللامركزية الادارية واللامركزية السياسية لكن بعد هذا التاريخ تم اغتيال الدستور رسميا وهذا الاغتيال تتحمله كل النخب السياسية ولكن بنسب متفاوتة.

وحول موضوع التوافقية والاغلبية، أضاف احمد ان “النخب السياسية”، العراقية اعتادت على المحاصصة والتوافقية، ان كانت محاصصة طائفية ام بعد تلطيفها قليلا فأسموها وطنية، ستكون نتاجاتها سلبية، مؤكدا ان الفساد اصبح ذو حظوة واكثر قوة وبشان المدرسة الجديدة التي تتحدث بالاغلبية، بين الدكتور ان مصطلح الاغلبية هو ليس جديدا في الذاكرة العراقية ، فعلى مستوى النخب طرحت من قبل  دولة القانون في 2009، وهناك من طرحها  بصيغة  اغلبية وطنية وبعضهم قال باغلبية سياسية.

اياد العنبر

 بدوره، قال الدكتور اياد العنبر أرى الان ان الاغلبية أصبح لها أكثر من مفهوم يوم اغلبية وطنية، ويوم اغلبية متوازنة ويوم اغلبية مكوناتية، هذه المفاهيم التي تشوه الرأي العام، معتقدا ان هذا التشويه للمفاهيم أكثر خطورة حتى من التعدي على الدستور. 

وأضاف ان اصدق وصف ينطبق على ما نحن عليه حاليا هو التفسخ السياسي، هذا النظام يتفسخ او يتعفن إذا صح هذا الوصف لأنه أصبح غير قادر على الاستجابة لمتطلبات الجمهور ولا يوثق علاقته بالجمهور ولا قادر على احتواء التناقضات في العملية السياسية بين الفرقاء السياسيين.

مصطفى حمزة

اما المحلل السياسي مصطفى حمزة فقال ان ما نعانيه الان هو نتاج تراكم منذ 2003 لغاية اليوم، ففي 2003 عندما تم احتلال العراق كان يفترض اسقاط النظام السابق واقامة نظام جديد لكن ما حصل هو تهديم الدولة.

وأضاف ان تراكم الفشل هذا لا يمكن ان يستمر اذ لابد ان يصطدم بنفسه وبما جنت يداه، فهم منذ 2018 يحالون ايجاد تخريجات للخروج مما كانوا يسمونه عنق الزجاجة.

سالم روضان

من جهته، يعتقد القاضي المتقاعد سالم روضان ان “الإشكالية تنتهي عندما تتعرض المصالح الحقيقية للفاعل السياسي، مشيرا الى ان الكل منتفع لكن الصراع على ما سيزيد الغلة او خوفا على ان تقل الغلة، لذلك نرى انهم مددوا واعطوا وقتا لانفسهم. الوضع مستمر والكل مهمين على وزاراته والاستثمارات المالية والاقتصادية مستمرة. وأشار الى ضرورة إعادة النظر بالأجهزة الضامنة لعدم الخرق الدستوري والتي هي تشكيلات المحكمة الاتحادية بقانون جديد وان تكون شخصية تشغل المنصب باستقلال تام وتوفير الضمانة لأن تعمل بأمانة.

نجم القصاب

وقال المحلل السياسي نجم القصاب، اعتقد ان من الصعب على العراق الخروج من هذا المأزق ما لم تكن ثورة شعبية والثورة الشعبية لم تعد كما حصل في 2019، لاننا نعلم القمع والقتل والبطش والخطف من قبل المليشيات او جماعة موالية لجهات خارجية التي قتلتهم لكن لم يحاسب أحد.

***********

حسين النجار: كلا للعدوان التركي وليتوقف على الفور

بغداد – طريق الشعب  

شنت القوات التركية أمس الاول الاحد عدوانا غاشما جديدا في مناطق بإقليم كردستان العراق.

في هذا الشأن صرح الرفيق حسين النجار، عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي لـ “طريق الشعب” ان “تركيا تمادت كثيرا في اعتداءاتها على العراق وسيادته وأمنه، ضاربة عرض الحائط كل الأعراف والقوانين الدولية وعلاقات حسن الجوار، ومنتهكة حرمة الأراضي والأجواء العراقية “.

وأشار الرفيق النجار من جانب آخر الى “ان تركيا تعمد أيضا الى حرمان العراق من حصته العادلة، كدولة مصب، في مياه نهري دجلة والفرات، وتلحق بهذا أفدح الإضرار بالانتاج الزراعي الوطني للعراق وبأمنه الغذائي، فضلا عن التداعيات الأخرى الناجمة عن شح المياه”.

واستنكر الرفيق حسين النجار العدوان وطالب “بايقافه فورا، وسحب القوات التركية المعتدية من أراضينا، وإزالة قواعدها العسكرية”.

وشدد عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي على ان من واجب “جميع دول في جوار العراق احترام سيادته وسلامة مواطنيه وحفظ ممتلكاتهم، وان على الحكومة العراقية اتخاذ كافة الاجراءات لدرء العدوان والحيلولة دون تكراره”.

واختتم تصريحه بالقول انه “في هذه الظروف الصعبة والمعقدة التي يمر بها بلدنا، نجدد رفضنا وادانتنا لأية تدخلات خارجية في الشأن العراقي، أيا كان شكلها ومصدرها”. 

***************

فهمي يهنئ.. الحركة الديمقراطية الاشورية بنجاح مؤتمرها التاسع

بغداد – طريق الشعب

زار وفد الحزب الشيوعي العراقي، برئاسة الرفيق رائد فهمي، سكرتير الحزب، يوم أمس الاثنين (18 نيسان 2022)، مقر الحركة الديمقراطية الاشورية في بغداد للتهنئة في مناسبة نجاح اعمال المؤتمر التاسع للحركة.

ضم وفد الحزب الزائر اضافة الى الرفيق السكرتير، كل من الرفاق: انتصار الميالي وياسر السالم وحيدر مثنى، اعضاء قيادة الحزب.

**************

راصد الطريق.. دكة عشائرية بسبب «تك تك» !

أفاد مصدر أمني أمس الاثنين ان “مجموعة مسلحة شنت هجوما على مديرية مرور مدينة الصدر، بسبب قيامها بحجز مركبة نوع تك تك”.

الدكات العشائرية متواصلة إذن، وأحيانا حتى لاسباب بسيطة جدا يمكن تسويتها دون الحاجة الى تدخلات كبيرة، ودون استخدام السلاح طبعا وترويع العاملين في مؤسسات الدولة، والمراجعين من المواطنين .

وهذا مؤشر آخر على مخاطر انتشار السلاح، والعجز عن فرض هيبة القانون. فان لم تستطع الحكومة والدولة حماية مؤسساتهما ومنتسبيهما من شرور “الدكات” و”الغزوات” و”الصواريخ غيرالمنضبطة” و”المسيرات” وغيرها، فكيف يستطيع المواطن الاطمئنان الى قدرة مؤسسات الدولة على حمايته .

وتؤشر هذه الحوادث المؤسفة من جديد الحاجة الماسة الى ضبط السلاح، الذي قد يبدو انه  لم يعد منفلتا، وان كل ما هناك هو مجرد مجاميع مختلفة الأهداف والمرامي تصر على حيازته بانواعه المختلفة، لتحقيق غايات واهداف متنوعة.

فمن الواجب القول ان لا هيبة للدولة مع بقاء هذا السلاح غير مقيد ومع التمادي في استخدامه.  

*********

الصفحة الثانية

يومياً.. 66 حريقا في العراق

بغداد ـ طريق الشعب

أكدت مديرية الدفاع المدني، تسجيل 2000 حادث حريق شهرياً خلال العام الحالي، فيما اشارت الى وجود مساع لتعديل قانون الدفاع المدني ومنحه صلاحية اغلاق المشاريع المخالفة بشكل كامل.

وقال المنسق الإعلامي لمديرية الدفاع المدني نواف صباح شاكر، في تصريح لوكالة الأنباء العراقية ان “نسبة كبيرة من المطاعم غير ملتزمة بإجراءات الوقاية والسلامة، وبحسب قانون الدفاع المدني رقم 44 لسنة 2013، تقوم الفرق بإنذار صاحب المشروع المخالف مرتين وبعدها يتم فرض غرامة تصل الى مليون دينار وبالإمكان غلق المشروع لمدة 15 يوماً وبعدها تتم مزاولة العمل”، لافتا الى أن “إغلاق المشروع بالكامل ليس من صلاحية الدفاع المدني”. واضاف أن “قانون الدفاع المدني يعد غير كافٍ لردع أصحاب المشاريع المخالفة، ولابد من اتخاذ اجراءات للحد من حدوث الحرائق”، مشيرا الى ان “معدل الحرائق الشهرية في العراق يقدر بحوالي 2000 حالة”.

وبين، أنه “خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام الحالي سجل الدفاع المدني أكثر من 6 آلاف حادث حريق في عموم البلاد عدا إقليم كردستان”، موضحاً أنَّ “أسباب الحوادث اغلبها بسبب اهمال شروط السلامة والامان”.

وكشف المتحدث عن “وجود مساع لتعديل قانون الدفاع المدني”.

 ****************************************

الاحتجاج مستمر ضد الفساد وغياب الخدمات.. حملات الرقابة الشعبية تتصاعد

بغداد ـ طريق الشعب

تواصلت الاحتجاجات الشعبية ضد استشراء الفساد وغياب الخدمات وفرص العمل في عدد من المحافظات، خلال اليومين الماضيين، فيما يستمر المواطنون في حملاتهم لمراقبة تنفيذ المشاريع، بصورة سليمة.

الناصرية

وضمن حملة الرقابة الشعبية على المشاريع، أعلن عدد من الناشطين في مدينة الناصرية، إيقاف العمل في مشروع طريق الامام الحسين في صوب الشامية، لحين استجابة الجهات الحكومية في توسيع طول الطريق الى المدخل الغربي، وليس الى تقاطع المنصورية.

وذكر الناشطون في بيان امام مقر الشركة ان هذا التصعيد لا يقف بوجه حملة الاعمار، وانما من اجل إتمام اعمال المشروع بشكل صحيح، مشيرين الى أنهم سبق أن أمهلوا الجهات الحكومية في الاستجابة لهذا المطلب، الا انهم لم يلقوا استجابة بهذا الشأن.

وطالب العشرات من اصحاب العقود في بلدية الناصرية بتضمين مطالبهم ضمن فقرات مشروع قانون موازنة العام الجاري 2022 والمتمثلة بتعديل المادة 61 من قانون الموازنة لعام 2021 واستثنائهم من شرط تحديد 5 سنوات كشرط للتثبيت على الملاك الدائم، وتحويلها الى سنتين فقط، اسوة ببقية الوزارات الأخرى. وقال ممثلو المتظاهرين، في بيان طالعته “طريق الشعب”، إن مطالبهم تتضمن تفعيل فقرات قرار مجلس الوزراء رقم 315 لعام 2019 ومنها احتساب مخصصات الزوجية والأطفال والخطورة والساعات الإضافية والنقل واستلام المناصب اسوة بموظفي الملاك الدائم مع شمول الاُجراء لسنوات 2020 و2021 بقرار 315 لعام 2019.

وفي الناصرية ايضا، نظم عدد من جرحى انتفاضة تشرين اعتصاما مفتوحا وجرى نصب خيمة في ساحة الحبوبي، احتجاجا على عدم شمول جميع الجرحى بإجراءات العلاج، مطالبين بالإسراع في إجراءات شمول بقية الجرحى بالعلاج.

ميسان

من جانبهم، نظم العشرات من خريجي محافظة ميسان، وقفة احتجاجية أمام شركة نفط المحافظة، مطالبين بتوضيح أسباب تأخر منحهم تصاريح أمنية للعمل في الشركات النفطية الأجنبية.

واشار مراسل “طريق الشعب”، الى ان “العشرات من الخريجين، نظموا وقفة احتجاجية امام مبنى شركة نفط ميسان، احتجاجا على تأخر اجراءات تشغيلهم رغم مرور اكثر من 7 اشهر على اختيارهم للعمل، وفق الضوابط في شركة بتروجاينا الصينية”، مشيرا الى ان “المتظاهرين يجهلون سبب تاخر منحهم للتصاريح الامنية للمباشرة في العمل، كما يجهلون مصير عقودهم كذلك”.

البصرة

من جهتهم، تظاهر العشرات من اصحاب الاجور اليومية في دائرة صحة البصرة وبلدية المحافظة وديوان المحافظة في فلكة الزعيم عبد الكريم قاسم، مطالبين بتحويلهم إلى الملاك الدائم وتثبيتهم ضمن موازنة العام الحالي واحتساب خدمة الأجر اليومي التي يعملون بها منذ عام 2014، مشيرين الى ان مطلبهم الأساسي هو تحويل جميع العاملين ضمن قرار 315 إلى الملاك الدائم واحتساب خدمة الأجر اليومي منهم خصوصاً لكبار السن الذين يعملون منذ عام 2014 ولم تحتسب خدمتهم طوال السنوات الماضية.

بغداد

وفي مدينة الصدر، تظاهر المئات من المواطنين احتجاجاً على تردي الخدمات، وتفشي الفساد.

وطالب المتظاهرون الجهات المعنية بالتحرك العاجل لإيجاد حلول حقيقية وليست ترقيعية لمشاكلهم، مشيرين الى أن المدينة لم تعد صالحة للسكن والمعيشة، جراء انعدام الخدمات بشكل يهدد البيئة وصحة الأهالي. كما نظم أصحاب شهادات الطب العام الدارسين في خارج العراق، تظاهرة أمام مبنى وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، للمطالبة بمعادلة شهاداتهم في العراق، والاسراع في حسم معاملاتهم.

ديالى

في المقابل، تظاهر المئات من المحاضرين في مدارس محافظة ديالى، وسط بعقوبة، للمطالبة بتثبيتهم وفقا لقرار مجلس الوزراء رقم 315 وتضمين حقوقهم في الموازنة.

وبيّن مراسل “طريق الشعب”، المئات من محاضري ديالى تجمعوا امام مبنى مديرية التربية، مطالبين بتحويلهم الى عقود ضمن القرار 315 وتضمين ذلك في قانون الموازنة الاتحادية للعام الحالي وتسريع إقرار الموازنة، مشيرا الى ان “المحافظة شهدت اجراءات أمنية مشددة واغلاق الشارع الرئيسي وسط بعقوبة”.  يذُكر ان مجلس الوزراء، منح بموجب قراره رقم (315) امتيازات كبيرة للعاملين بالأجور اليومية والعقود، أسوة بموظفي الملاك الدائم، اذ تقرر شمولهم بـ(تخصيصات قطع الأراضي، القروض، الكفالة، الدورات التدريبية، المكافآت، وغيرها من الامتيازات).

 ********************************************

انهم .. في وادٍ آخر

حسين النجار

يبدو الحراك السياسي للقوى المتنفذة، الرامي الى تشكيل الحكومة الجديدة، بعيدا تماما عما يقاسيه المواطنون الفقراء والكادحون، الذين انطلت على بعضهم الشعارات الانتخابية المضللة، التي تناساها اصحابها أنفسهم بعد ان ظفروا بمقاعد البرلمان. وفي اثناء ذلك تستمر الاحتجاجات الجماهيرية الواسعة المعبرة عن الغضب الشعبي العارم على تفاقم الصعوبات المعيشة وتدهور ظروف الحياة اليومية.

لقد توقفت كافة حملات الاعمار وتبليط الشوارع وتصليح المحولات، بعد يوم واحد لا اكثر من انتهاء الاقتراع الانتخابي في تشرين الأول 2021، وخفتت الأصوات الداعية الى محاربة الفساد وتقويم عمل الدولة ومراقبة الأداء الحكومي. ولم ينفذ شيء من الوعود والتعهدات التي اغدقت أبان الحملة الانتخابية بشأن توفير الحياة الكريمة، ونبذ التعصب والتفرقة، والتوجه نحو تشكيل حكومة تكون خادمة لشعبها.

وفي الاثناء يستمر إنكار وجود أزمة حقيقة بنيوية شاملة تتوجب معالجتها، ويواصل الحاكمون الكذب على الناس زاعمين عدم وجود مثل هذه الازمة، ويعملون على طمس الحقائق الملموسة التي تعكس ارتفاع أسعار المواد الاستهلاكية والغذائية، وشحة الوقود، وانقطاعات التيار الكهربائي، ونقص الادوية في المستشفيات، وانعدام الخدمات البلدية، وقلة فرص العمل وانتشار البطالة، وإنتشار المخدرات.

ذلك ما يواجهه المواطنون يومياً واكثر، فيما تأتي تصريحات المتنفذين عكس ذلك تماماً، فهم في وادِ آخر.

لقد خربت القوى الحاكمة كل ما يمكنه ان يعوض النفط كمورد اساسي للموازنة، وهي تسعى للانقضاض على القليل المتبقي من ممتلكات الشعب. وفي الوقت نفسه تجري على قدم وساق  عمليات خصخصة قطاع الخدمات العامة، وبضمنه الكهرباء والصحة والتعليم وحتى النقل العام وقطاع النفط . وهذا ليس الا جزءا يسيرا مما يجري ترتيبه في الغرف المغلقة الى جانب عملية توزيع الحصص والمناصب وتقاسمها قبل تشكيل الحكومة الجديدة، تمهيدا لبسط النفوذ المشترك للمتحاصصين على كل ثروات وممتلكات الشعب.

وبهذا يتأكد الاستنتاج ان قضايا الناس وعيشهم الكريم ليست ضمن أولويات قوى المحاصصة والفساد، الخاسرة منها والفائزة. بل ان تقاسم الحصص والمغانم والحصول على أكبر قدر من المناصب، هو جلّ ما يسعى اليه هؤلاء المتنفذون، بينما تأتي في النهاية مطالب الناس وحياتهم اليومية، وقد لا تأتي.

ان شعبنا الذي يتطلع الى حياة حرة وكريمة، لن تغيب عنه هذه الأفعال المشينة وهذا التلاعب الصارخ بمقدراته. وهو بالتأكيد متوجه نحو التغيير الشامل، الذي بدأه في انتفاضة تشرين العظيمة، شاء من شاء وأبى من ابى.

 ********************************

وسط صمت حكومي..  عملية تركية جديدة في إقليم كردستان

بغداد ـ طريق الشعب

قالت وزارة الدفاع التركية، يوم امس، إن طائرات حربية وهليكوبتر ومسيرة تركية قصفت أهدافا لمسلحين أكراد في اقليم كردستان العراق، في عملية جوية وبرية استهدفت منشآت تراوحت بين معسكرات ومخازن للذخيرة.

ويعد هذا الهجوم جزءا من حملة تركية مستمرة في العراق وسوريا ضد مقاتلي حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب الكردية السورية.

وقالت الوزارة في بيان، إن العملية ركزت على مناطق ميتينا وزاب وأفاشين-باسيان في كردستان العراق.

وإلى جانب العملية الجوية شاركت قوات من الكوماندوس وقوات خاصة أيضا من البر والجو.

ونقلت وكالة أنباء الأناضول الرسمية عن وزير الدفاع التركي خلوصي أكار قوله: إن “عمليتنا مستمرة بنجاح حتى الآن كما هو مخطط لها. وتم اعتقال الأهداف التي تم تحديدها في المرحلة الأولى.”

ولم يتم إعطاء أي معلومات عن الخسائر البشرية الناجمة عن العملية.

وقالت الوزارة إن هذه العملية استهدفت “منع الهجمات الإرهابية” و”ضمان أمن حدودنا” عقب تقييم بأن حزب العمال الكردستاني يخطط لشن هجوم على نطاق واسع.

وأضافت أن المدفعية استخدمت أيضا في قصف أهداف للمسلحين في العملية العسكرية.

وتشن تركيا غارات جوية بشكل منتظم على كردستان العراق كما أرسلت قوات كوماندوس إلى المنطقة لدعم هجماتها.

بدوره، قال ناطق باسم حزب العمال الكردستاني في العراق لفرانس برس إن “جيش الاحتلال، الذي حاول إنزال قوات بالمروحيات، أراد أيضا التقدّم برّا.”

وأضاف طالبا عدم الكشف عن هويته “تدور مواجهات عنيفة بين الجيش التركي وعناصر قوات الدفاع الشعبي”، في إشارة إلى الجناح العسكري لحزب العمال.

والى غاية اعداد هذا التقرير، لم يصدر موقف رسمي من الحكومة العراقية او حكومة إقليم كردستان حول هذا العملية.

 *************************************

الرفيقة سعاد خيري .. وداعًا

غيّب الموت اليوم الرفيقة العزيزة سعاد خيري (ام يحيى)، تاركة لنا تاريخًا حافلًا  بالتضحيات والعطاء في صفوف حزبنا الشيوعي العراقي. وفي حياتها قدمت الفقيدة وأسرتها صورًا رائعة من الصمود والدفاع عن قضايا الكادحين والفقراء، والانتصار لقيم العدالة والسلم والاشتراكية.

عُرفت المناضلة ليس فقط بوطنيتها والتصاقها بهموم وتطلعات شعبنا العراقي بأطيافه كافة، بل أيضًا بمواقفها الأممية ودفاعها عن حق  الشعوب في الحرية والاستقلال والحياة الكريمة.

في هذه الخسارة المؤلمة نتقدم الى إبن رفيقتنا الراحلة، يحيى، وابنتها وداد، وسائر افراد العائلة الكريمة، والى رفيقات ورفاق الفقيدة، بالتعازي والمواساة، متمنين للجميع الصبر والسلوان.

للرفيقة الراحلة سعاد خيري الذكر الطيب على الدوام.

المكتب السياسي

للحزب الشيوعي العراقي

17-4-2022

 *********************************************

السيد يونادم كنا المحترم

الاخوة في الحركة الديمقراطية الآشورية

يسرنا تهنأتكم في مناسبة نجاح المؤتمر التاسع لحزبكم الصديق. ونجدد التأكيد على عمق أواصر العمل المشترك والذي شهد محطات نضالية مهمة في تاريخ عراقنا الحبيب.

مرة أخرى نشد على اياديكم في سبيل عراق حر ومزدهر يتمتع مواطنوه بالعيش الكريم والمستقبل الزاهر.

المكتب السياسي

للحزب الشيوعي العراقي

17/ 4/ 2022

******************************

الصفحة الثالثة

د. العضاض يضع خارطة طريق لإدارتها بشكل سليم.. النفايات الطبية.. خطر يهد حياة المواطنين

بغداد ـ علي شغاتي

يعتبر موضوع معالجة النفايات الطبية التي تفرزها المستشفيات والمختبرات الخاصة والعيادات الطبية وغيرها، ازمة حقيقية تواجه العراق، في ظل عدم معالجتها بالطرق العلمية الصحيحة وانتشارها واختلاطها مع النفايات الاعتيادية.

أنواع النفايات

وتقسم النفايات الطبية التي تنتج عن مخلفات المختبرات ومراكز إنتاج الأدوية والمستحضرات الدوائية واللقاحات، ومراكز التمريض والعلاج البيطري والمؤسسات البحثية، الى قسمين: أولها هو نفايات غير خطرة، وتشتمل على مواد كالتي توجد في النفايات البلدية. وتخلف هذه النفايات الأقسام الإدارية وأعمال النظافة العامة داخل المنشآت الصحية. وتشكل الجزء الأكبر من إجمالي نفايات الرعاية الصحية. ويعامل هذا النوع معاملة النفايات البلدية.

اما النوع الثاني، فهو النفايات الخطرة التي تنتج من مصادر ملوثة أو محتمل تلوثها بالعوامل المعدية أو الكيماوية أو المشعة. وتشكل النسبة الأقل من إجمالي نفايات الرعاية الصحية، وتشكل خطرا على الفرد والمجتمع والبيئة أثناء إنتاجها أو جمعها أو تداولها أو تخزينها أو نقلها أو التخلص منها.

ومن هذه النفايات الأجزاء وبقايا الأعضاء البشرية والحيوانية التي تحتوي على الأنسجة، والأعضاء البشرية، والنسج الجنينية والمشيمية، وجثث الحيوانات، والدم ومشتقاته، والسوائل الجسمية، والنفايات المعدية  التي قد تنقل أيًّا من الأمراض المعدية نتيجة تلوثها بالبكتريا، الفيروسات، الطفيليات، والفطريات، والنفايات الكيماوية التي تشتمل على المواد الكيماوية الصلبة أو السائلة أو الغازية الناتجة من الأنشطة التشخيصية، العلاجية، المختبرية، أو المستخدمة في التنظيف وإجراءات التطهير أو التعقيم، النفايات الحادة التي تحتوي على الأدوات الحادة مثل أبر الحقن (التي بحسب منظمة الصحة العالمية تتسبب سنويا بحوالي 20 مليون إصابة بالالتهاب الكبد الفيروسي نوع C في العالم)، المشارط، المباضع الجراحية، المناشير، الشفرات، الزجاج المهشم، وأي أدوات حادة أخرى قد تسبب قطعا أو وخزا للجسم.

إضافة للنفايات الصيدلانية (الأدوية) الناتجة عن الأنشطة الوقائية أو العلاجية أو عن إنتاج وتحضير المستحضرات الصيدلية والعقاقير والأدوية التالفة أو منتهية الصلاحية، والنفايات الملوثة بالمواد المشعة التي تتضمن جميع المواد الصلبة والسائلة والغازية الملوثة بنويدات المواد المشعة الناتجة من استخدامها في فحوصات الأنسجة البشرية والسوائل، وفي إجراءات تشخيص وتحديد الأورام وعلاجها، فضلا عن نفايات عبوات الغازات المضغوطة وهي أسطوانات الغازات الفارغة أو التالفة والخراطيش (الكارترج) وعبوات التعقيم والبخاخات (أريسولات).

واخرها نفايات المواد السامة للجينات والخلايا، وهي مواد صيدلانية خاصة شديدة الخطورة ولها القدرة على قتل أو منع انقسام الخلايا أو مكونات الجينات، ويشمل هذا المواد المستخدمة في علاج بعض أنواع السرطان وحالات نقل الأعضاء، كما تشمل هذه النفايات أي لوازم مستخدمة في تحضير هذه المواد بالإضافة إلى إفرازات المريض الذي يتم علاجه بهذه المواد، وحتى أسبوع من تاريخ آخر جرعة أخذها المريض.

تشريعات غير ناضجة

وينظم عمل القطاع الطبي والصحي في العراق، تشريعات وقوانين مثل قانون الصحة العامة رقم 89 لسنة 1981، ونظام ممارسة المهن الصحية لسنة 1962، وشروط فتح مختبرات أهلية لسنة 1992، التي لم تُشر الى كيفية التعامل السليم مع النفايات الطبية الخطرة المعدية.

ودرجت العادة في العراق على ان تتخلص العيادات الخاصة والمختبرات من هذه النفايات عن طريق وضعها مع النفايات الاعتيادية التي تقوم ملاكات امانة بغداد بنقلها الى أماكن الطمر الصحي، ونتيجة لظهور شرائح اجتماعية تعتاش على النفايات (النباشة)، فهؤلاء الناس مهيؤون للإصابة في الامراض ونقل العدوى وغيرهم من الذين يفرزون النفايات قبل نقلها للبحث عما يمكن له بيعها؛ فهؤلاء يمارسون عملية نشر ونقل الجراثيم، اضافة الى اصابتهم مباشرة.

مقترحات جدية

يقول الدكتور باسم العضاض، مستشار شؤون البيئة في مجاس محافظة بغداد، والأستاذ المحاضر في كلية الطب/ الجامعة المستنصرية، إنه “لا بد من التعامل مع النفايات الخطرة بشكل خاص؛ فكل نوع منها بحاجة الى طريقة تعامل مختلفة مثل النفايات الحادة يجب جمعها في حاويات سميكة مقاومة. والنفايات السائلة في عبوات محكمة، وبقية المواد توضع في أكياس سميكة مخصصة لهذا الغرض، وتكون مانعة للتسرب، من اجل ضمان نقلها لاماكن المعالجة”.

ويضيف العضاض، ان “التشريعات العراقية النافذة لم تحدد كيفية التعامل مع هذا النفايات، كما ان المكتب الإقليمي لشرق المتوسط في منظمة الصحة العالمية، التي تضم 21 بلدا من ضمنها العراق، تقول ان الكثير من الامراض التي تصيب أطفال العراق ناتجة عن طريق تلوث البيئة بهذه النفايات.

ويشير إلى ان “المحارق” المستخدمة باتت طريقة قديمة للتخلص من النفايات الطبية الخطرة، وتفرز غازات سامة، فالعالم يستخدم منذ سنوات الأوتوكلاف الثرامة Shredder Autoclave  التي تقوم بتعريض النفايات الى درجة حرارة 121 التي تقتل كل الجراثيم، بالإضافة للضغط والثرم ليحوّلها الى نفايات اعتيادية، يمكن للدوائر البلدية التعامل معها او تحويلها الى سماد عضوي طبيعي.

ويؤكد العضاض، ان هذا الموضوع كان الفكرة الأساسية لبوستر عرض في المؤتمر السنوي الرابع والستين لجمعية السلامة البيولوجية والامن الحيوي الامريكية نورث كارولينا في الولايات المتحدة الامريكية للفترة من 25 - 27 تشرين الأول 2021، وحاز موافقة المؤتمر على نشره.

الاهداف

ويهدف الاقتراح إلى تقدير كمية ونوع النفايات الطبية التي تنتجها المختبرات الطبية الخاصة والعيادات الطبية للمضمدين في بغداد يوميا، لمعرفة جوهر المشكلة، وبالتالي تطوير حل سلس لها. اما الهدف الثاني فهو تعديل القانون واللوائح لقانون الصحة العامة، لأن هذا القانون واللائحة مرّ عليها أكثر من اربعة عقود، ويجب مراجعتها في مجال المعالجة الصحيحة للنفايات الطبية، وضبط المخالفات القانونية، والحفاظ على الصحة العامة والبيئة. اما الهدف الأخير فهو إنشاء شركات خاصة تقوم بجمع النفايات الطبية ونقلها إلى منشآت مخصصة والتخلص منها وفقا للمعايير الدولية المعتمدة، بدلا من التعامل الحالي من قبل امانة بغداد؛ حيث ترمي النفايات الطبية مع النفايات العادية والتي تشكل خطرا جسيما على الصحة العامة والبيئة.

الإدارة السليمة

وحسب البوستر فإن بغداد تنتج يوميا 11 الف طن من النفايات الصلبة يوميا، وتشكل النفايات الطبية جزءا منها.

ويهدف البوستر إلى رسم خارطة طريق للإدارة السليمة للنفايات الطبية، من خلال إنشاء شركة بغداد الخاصة لإزالة النفايات الطبية.

ويقترح الدكتور العضاض تعديل القوانين والأنظمة المتعلقة بالتعامل مع النفايات الطبية والتخلص منها، وفرض عقوبات او غرامات على المُنْشآت المخالفة للقوانين، وإصدار تعليمات لمساعدة القطاع الخاص في انشاء شركات لإدارة وجمع ونقل النفايات الطبية والتخلص منها وتوعية العاملين في أماكن العمل هذه حول حماية الصحة العامة والبيئة.

وفي ختام حديثه، يتوقع العضاض أنه “في حال تطبيق مشروع تحسين معايير الصحة العامة، والحد من الإصابات العرضية، وفي نفس الوقت انشاء شركات خاصة محترفة للتعامل مع النفايات الطبية دون تكبد خزينة الدولة أموالا إضافية، وخلق فرص عمل، فضلا عن التأثير الإيجابي على الصحة العامة والبيئة وتقليل مخاطر انتشار الامراض المعدية”.

**********************************

التطورات في المنطقة والبلدان العربية

شهد لبنان في تشرين الأول 2019 انطلاق انتفاضة واحتجاجات شعبية ضد سياسات التجويع والإفقار والهدر والفساد والتبعية والتدخلات الخارجية، تطالب بالتغيير ودولة المواطنة المدنية الديمقراطية القائمة على العدالة الاجتماعية. وسلّطت كارثة الانفجار المروع في مرفأ بيروت في آب 2020 الضوء على المسؤولية التي يتحملها نظام الطائفية السياسية، الحاضن للفساد والفشل والمعبر عن مصالح الأوليغارشية المالية، المتحكمة بمصائر البلد.

وفي السودان، تفجرت انتفاضة شعبية باسلة في 19 كانون الأول 2018 وتواصلت بسلمية رغم القمع الوحشي للمتظاهرين وسقوط عشرات الشهداء واعتقال المئات من المعارضين الوطنيين والناشطين الديمقراطيين، من ضمنهم أعداد كبيرة من اعضاء وكوادر الحزب الشيوعي السوداني. وتمكنت الانتفاضة من الاطاحة بنظام البشير الدكتاتوري الذي أدت سياساته في خدمة مصالح الفئات الطفيلية، وخضوعه لإملاءات البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، إلى إفقار الغالبية العظمى من السكان وتدمير البلاد. وطالبت قوى الانتفاضة بإقامة سلطة انتقالية تتصدى لقضايا عاجلة خلال فترة لا تتجاوز أربع سنوات، من ضمنها وضع مبادئ الدستور الدائم وإجراء انتخابات حرة نزيهة وترسيخ مبدأ التداول السلمي للسلطة، من أجل بناء دولة المواطنة والقانون الوطنية الديمقراطية. وتسعى قوى الثورة المضادة وبقايا النظام الدكتاتوري إلى التجمع من جديد والتآمر على وحدة الشعب ونسيجه الاجتماعي وضرب المكتسبات التي حققها الشعب،. وجاءت في هذا السياق محاولة انقلابية قام بها نفر من العسكريين في ايلول الماضي. ودعا الحزب الشيوعي السوداني إلى وحدة قوى “ثورة ديسمبر” حول مهامها المُعبّر عنها في إعلان ميثاق الحرية والتغيير والمجسدة في شعارها الجامع “حرية سلام وعدالة”. واعلن حزبنا ادانته للانقلاب وتضامنه الحار مع الشعب السوداني وقواه الديمقراطية وفي مقدمتها الحزب الشيوعي السوداني ومواصلة الدعم الثابت لنضالهم الصعب والمعقد.

وفي الأردن وفي اعقاب الانتخابات النيابية في تشرين الثاني 2020 طالب ائتلاف الأحزاب القومية واليسارية الأردني بسن قانون انتخاب جديد، يعتمد التمثيل النسبي والقوائم الوطنية المغلقة على المستوى الوطني. وأعلن انه في غياب قانون كهذا لا جدوى من المشاركة في أية انتخابات قادمة.

وفي مصر، يستمر نضال قوى اليسار والحزب الشيوعي من أجل استكمال أهداف ثورة الشعب المصري بموجتيها، في كانون الثاني 2011 وحزيران 2013، بتحقيق ديمقراطية المشاركة الشعبية الحقيقية والعدالة الاجتماعية وبناء الدولة المصرية المدنية الحديثة وإنهاء التبعية.

وفي تونس، في أعقاب أزمة سياسية شاملة وتدهور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية وتفشي الفساد وتصاعد الاغتيالات السياسية، وتصاعد الاحتجاجات الشعبية ضد مكونات الائتلاف الحاكم، وفي مقدمتها حركة النهضة والحكومة، أعلن رئيس الجمهورية قرارات استثنائية تعني احتكاره السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية، رغم تصريحاته بانها مؤقتة، فيما اقدم أخيرا على تشكيل حكومة جديدة.  

وفي الوقت الذي حذرت فيه قوى اليسار في تونس من تعطيل مؤسسات الدولة وإدامة هذا الوضع الاستثنائي الذي يهدد الانتقال الديمقراطي الهش للبلاد، ومن العودة إلى الحكم الفردي المطلق، وإقحام المؤسسة العسكرية في الصراع بين أجنحة المنظومة الحاكمة، دعت الشعب إلى مواصلة التعبير عن مواقفه بالأساليب السلمية، واليقظة تجاه نوايا أنصار النظام القديم والدولة العميقة ومافيات المال والتهريب. ونبّهت إلى ضرورة احترام الحريات العامة والفردية والطابع المدني لمؤسسات الدولة واحترام دستور البلاد واستقلال القضاء. كما طالبت بمحاسبة الضالعين في الفساد والإرهاب والاغتيالات السياسية باعتباره مطلبا شعبيا من شأنه أن يعيد الثقة للمواطنين. وأكدت ان الشعب في حاجة ملحة إلى تغيير عميق ينتشل البلاد من الأزمة الخانقة، وأن مدنية الدولة وديمقراطية مؤسساتها وحماية منظومة الحقوق والحريات تعدّ مكاسب ناضل التونسيون من أجل إرسائها ويتوجب صونها والدفاع عنها.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مقتطفات من التقرير السياسي الذي أقره المؤتمر الوطني الحادي عشر للحزب الشيوعي العراقي

******************************************

أصحاب المحال يقترحون خططا بديلة.. تدابير أمنية تخنق الكرادة ليلا

بغداد ـ محمد التميمي

عادة ما تلجأ قوات الأمن الى قطع الشوارع كإجراء احترازي مع أي تهديد إرهابي محتمل، لكن هذه الإجراءات التقليدية لم تمنع الإرهاب يوما من تنفيذ جرائمه، التي يملك وسائل مختلفة لتنفيذها، عدا الحاق الضرر بمصالح المواطنين وإرباك الوضع العام.

منذ يوم السبت الماضي، تفاجأ البغداديون في منطقة الكرادة بغلق الشارع الرئيس للمنطقة، وهو واحد من اهم شوارع العاصمة، لما يشتمل عليه من محال تجارية ومطاعم ومقاه وغيرها، لسد احتياجات الناس.

إجراء احترازي

يقول مصدر أمني في قيادة عمليات بغداد، في تصريح تابعته “طريق الشعب”، ان “عملية اغلاق منطقة الكرادة جاءت لإجراءات احترازية كالتي تتبع مع دور العبادة والمناطق المكتظة بالسكان”، مرجحا “استمرار الاجراءات حتى العيد، لتجنب أي خرق أمني في ظل الكثافة السكانية التي تشهدها المنطقة ليلا”.

ويضيف المصدر ان تلك الاجراءات ستتبع أيضا في شارع المتنبي.

ويردف كلامه بانه “لا توجد أية معلومات عن نية ارهابية باستهداف تلك المناطق، لكنها اجراءات استباقية لتفويت اي فرصة على الارهابيين”.

مصالح المواطنين تضررت

يقول المواطن سيف خالد، وهو صاحب محل لبيع اللحوم وسط منطقة الكرادة، “تفاجأنا منذ يوم السبت عند الساعة السادسة مساء بإغلاق القوات الأمنية للشارع بشكل كامل، وسبق ذلك انتشار أمني كثيف”، مضيفا “بعد معرفتنا ان الغلق سيستمر حتى اشعار اخر، تحدثنا مع القادة الموجودين لتبيان وايضاح سبب الغلق، لكنهم اكتفوا بالقول انها اجراءات امنية احترازية، بناءً على اوامر القيادات الامنية العليا”.

ويضيف خالد في حديثه لـ “طريق الشعب”، “من الخطأ اغلاق الطريق هكذا لمجرد اجراءات امنية. إذا كان الاجراء الأمني غلق الطرق فما هو دور الاستخبارات والامن والوطني وباقي التشكيلات العسكرية التي يصرف عليها المليارات من خزينة الدولة؟”.

ويشير خالد الى ان غلق الشارع “شل حركة السوق. فانا ادفع شهريا مليون ونصف المليون كمبلغ لإيجار المحل، اضافة الى الكثير من الالتزامات المالية الاخرى”، متسائلا “من سيدفع هذه المستحقات الحكومة ام القوات الامنية؟”.

ويخمن خالد ان تلك الاجراءات أثرت على الحركة التجارية “بنسبة 70  في المائة، فاغلب زبائننا ليسوا من سكنة منطقة الكرادة، بل من مناطق اخرى”.

ويأمل خالد أن تأخذ جهات صناعة القرار الامني بنظر الاعتبار “أرزاق الناس ومصالحهم”، مطالبا بإعادة فتح الطريق، مع الإبقاء على الانتشار العسكري في المنطقة، إذ ان ذروة العمل تكون في الليل، بحسب المتحدث. 

وفي حال عدم تعاطي الحكومة مع معاناة أصحاب المصالح في الكرادة، فانهم سيلجأون الى تنظيم تظاهرات حاشدة تندد بتلك الاجراءات.

اجراء يجنبهم العناء

أما زيد عامر، وهو صاحب سيارة نقل جماعي (كوستر)، فيقول ان قطع حركة السير أضر كثيرا بمصدر رزقه “لم تعد الناس تركب الكوستر. تفضل السير على الاقدام او الاستعانة بسيارة أجرة خصوصي”.

يقول عامر ان “هذا الخط (الباب الشرقي ـ جامعة بغداد) صار مرهقا”، مشيرا الى ان قوات الامن تتعامل بعنف معهم.

ويشير الى ان قوات الامن تحمل المواطنين أعباء ضعف الجهد الاستخباري.

تصعيد حراكنا الاحتجاجي

ويقول الشاب حسن ناصر، وهو صاحب بسطية لبيع الملابس في منطقة الكرادة، انهم قدموا “طلبا الى القيادات الامنية في المنطقة يقترحون فيه ان يكون الطوق الأمني من جهة شارع ابو نؤاس، على اعتبار انه غير تجاري، مع اغلاق الافرع المؤدية الى شارع الكرادة من اجل الحفاظ على الحركة في الشارع الرئيس”.

ويشير المواطن الى ان “العمل في شارع الكرادة معروف للجميع يكون في فترات المساء، خصوصا ونحن الان في شهر رمضان، حيث ان الناس تقبل على هذا الشارع بعد الإفطار، قاصدين المطاعم او المحال التجارية للتبضع، والكثير من الأمور الأخرى”.

ويتابع ان “الكثير من أصحاب المحال ليسوا من سكنة منطقة الكرادة. وهؤلاء يفتحون محالهم ويعرضون بضاعاتهم في أوقات المساء”.

ويشير الى ان “أهالي المنطقة أيضا تضرروا جراء هذا القرار، اذ ان منطقتهم أضحت مغلقة، ودخولهم وخروجهم صار معقدا”.

وينتظر ناصر ورفاقه رد القيادة الامنية على طلبهم، لتحديد الخطوة اللاحقة، قائلين لا نريد أن نضطر للتصعيد الاحتجاجي في ظل الوضع العام المرتبك.

****************************

الصفحة الرابعة

تمييز في رواتب المتقاعدين وحرمان من مستحقات مالية.. نقابي : الحكومات تجاهلت مطالبنا

بغداد - نورس حسن

تعاني أعداد غير قليلة من المتقاعدين القدامى الذين أحيلوا على التقاعد قبل تنفيذ قانون التقاعد رقم 9 لسنة 2014، من “التمييز في الرواتب التقاعدية والمستحقات المالية المتعلقة بمكافأة نهاية الخدمة، فضلا عن وجود إجحاف قانوني كبير بحق الورثة المستفيدين من رواتبهم، وأخيرا حرمانهم من مخصصات غلاء المعيشة”.

واستنادا الى قرار مجلس الوزراء المرقم (72) والمعدل بالرقم (80) لسنة 2022، وزعت منحة 100 ألف دينار مع الرواتب لشهر واحد تحت مسمى (منحة غلاء المعيشة) للمتقاعدين الذين يتقاضون رواتب تقاعدية دون الـ 500 الف دينار.

ويبلغ عدد المتقاعدين من شريحتي المدني والعسكري مليونين و500 ألف، تدفع لهم رواتب شهرية، فيما يبلغ عدد المتقاعدين الكلي أكثر من أربعة ملايين بينهم المتوقفة رواتبهم، بحسب هيئة التقاعد الوطنية.

الحكومة تتجاهل المطالب

ويقول رئيس الجمعية العراقية للمتقاعدين مهدي العيسى، لـ””طريق الشعب”، ان “المادة 36 من قانون التقاعد رقم 9 لسنة 2014، اجاز لمجلس الوزراء اتخاذ قرار زيادة رواتب المتقاعدين دون الحاجة الى قرار تشريعي”، مردفا “”للاسف الشديد، أن الحكومة لم تأخذ بمطالبنا. كما ان هيئة التقاعد التي تدعي مطالبتها بذلك اعتكفت هي الاخرى عن ارسال الطلب الى وزارة المالية”.

ويتهم العيسى وزارة المالية وهيئة التقاعد برفض تنفيذ المادة رقم 14 من قانون التعديل رقم 26 لسنة  2019، التي تشير الى اعادة احتساب الرواتب التقاعدية للمتقاعدين القدامى والمحالين على التقاعد قبل تنفيذ قانون التقاعد رقم 9، بُغية مساواتهم مع اقرانهم، “لتجاوز التمييز بين المتقاعد قبل نفاذ القانون وقرينه الذي تقاعد بعد تنفيذ القانون”.

معاناة قدامى المتقاعدين

ويشير العيسى الى ان “فئة غير قليلة من المتقاعدين القدامى، يعانون اليوم من التمييز حتى على مستوى استحقاقهم المالي لمكافئة نهاية الخدمة”.

ويؤكد رئيس الجمعية العراقية للمتقاعدين، أن “الحكومة عملت على حرمان كثير من المتقاعدين، من مخصصات غلاء المعيشة، على الرغم من الاحقية القانونية بمنحها اياهم، فضلا عن حرمان البنت المطلقة من استحقاقها بالراتب التقاعدي لوالدها المتوفى، تحت تصور ان لديها ابنا قد تجاوز عمره 18 عاما، على الرغم من قلة فرص العمل والابن في هذا السن، ربما لا يزال طالبا”.

وعن الاجازات المتراكمة لعناصر الجيش السابق ومكافأة نهاية الخدمة يقول العيسى ان “مخصصاتهم المالية تم تخصيصها ضمن موازنة ٢٠٢١ ويفترض ضمن السياقات المالية ان يجري تصفيرها كليا خلال عام ٢٠٢١”، مستدركا ان “25 بالمائة من هؤلاء لم يحصلوا على استحقاقاتهم على الرغم من انقضاء الثلث الأول من عام ٢٠٢٢، والسبب كما يبدو أن وزارة المالية ودائرة الموازنة لم تمول الهيأة بالقدر الكافي من الأموال التي يغطي تلك الاستحقاقات”، حسب قوله. ويشير الى ان هناك مخصصات مالية تتضمن فروقات للشهداء وضحايا الارهاب والمشمولين بقوانين العدالة الانتقالية منذ العام 2006، لم يتم صرفها تحت تبريرات تتعلق بعدم كفاية التخصيص المالي”.

سلم الرواتب يرتبط بخلافات سياسية

وعن الحراك الحكومي والبرلماني بصدد زيادة الحد الادنى للراتب التقاعدي، يبين العيسى ان “تشريع قانون تقاعد جديد، يعول عليه في زيادة الرواتب القاعدية، ويحل محل قانون رقم ٢٤ لسنة ١٩٦٠ وقانون ٢٢ لسنة ٢٠٠٨ يصطدم في كل مرة بخلافات سياسية ضمن التشكيلة التشريعية، وبالتالي أبقت هذه الخلافات المعاناة قائمة لدى الموظفين والمتقاعدين، وبالأخص أصحاب الرواتب المتدنية”.

ويوضح العيسى ان “رواتب المتقاعدين يجري احتسابها منذ 14 عاما على اساس أقرانهم الموظفين في الدرجة الوظيفية المثبتة في السلم الوظيفي. وان مشروع قانون سلّم الرواتب ما زال يراوح في مكانه، على رفوف مجلس النواب”.

التقاعد تقدم مقترحات

وكان رئيس هيئة التقاعد الوطنية إياد الجبوري، قال في مقابلة أجرتها معها معه وكالة “واع”، ان “هناك مقترحات عدة قدمت من اجل إجراء زيادة على رواتب المتقاعدين، وكذلك مقترحات لاجراء تعديل على قانون رقم 26”، مؤكداً “توزيع منحة الـ100 ألف لجميع المتقاعدين الذين يتلقون راتباً دون 500 ألف دينار”.

ويوضح أن “رواتب المتقاعدين تكون على قسمين؛ الاول تدفع عن طريق الخزينة العامة، فيما تدفع رواتب المتقاعدين ما بعد 1/1 2008 عن طريق صندوق تقاعد موظفي الدولة من خلال الاستقطاعات والتوقيفات التقاعدية اثناء وظيفته”.

وبيّن أن “التخصيصات المالية الخاصة بالإجازات المتراكمة لمنتسبي الجيش السابق ضمن الموازنة بلغت 44 مليار دينار فيما الحاجة الفعلية للمبلغ الواجب الدفع هو 557 مليار دينار، ورغم ذلك تمكنت هيئة التقاعد من إجراء مناقلة من أجل الاستمرار بصرف التخصيصات”.

مكافأة نهاية الخدمة

وفيما أكد إنجاز ملف مكافأة نهاية الخدمة لمنتسبي الجيش السابق بالكامل، أردف بان بعض المعاملات المتبقية توقف العمل فيها، بسبب نقوصات أو أنها غير مستوفية للشروط والضوابط، وتمت اعادة قسم منها إلى وزارة الدفاع، التي بدأت الان ترويج معاملاتهم.

وقال الجبوري ان هيأته “تمكنت من صرف 80% من الإجازات المتراكمة ابتداءً من رتبة جندي الى رتبة عقيد، وبدأت بمرحلة العميد واللواء والفريق. أما بالنسبة للورثة للمتوفين فالشريحة الاكبر تم صرفها ووضع جدول لاستكمال الصرف لحين توفير التمويل للفئات من رتبة جندي صعوداً إلى فريق أول”.

حديث متناقض

وناقض الجبوري حديثه بالقول ان “مراتب نواب الضباط، الذين يبلغ تعدادهم 145 ألف، والذين ينظمون تظاهرات دورية، تعتبر الفئة الضاغطة الأكبر، لان دفع مكافأة نهاية الخدمة لهم، يتطلب تمويل مبلغ 160 مليار دينار”، مشيرا إلى ان “هيئة التقاعد ملزمة بصرف المبالغ للفئات المحددة في قانون الموازنة، والتي رصدت لها الأموال”.

الإعتماد على النفس فضيلة!

كشفت وزارة الكهرباء، عن خطة استراتيجية لمعالجة نقص إمدادات الغاز الإيراني، مؤكدة على المضي بتوريده من قطر، حيث يعتمد إنتاج 7500 ميغاوات على الغاز المستورد. ورغم عدم الكشف عن هذه الإستراتيجية، والإكتفاء بالحديث عن سبل دفع ديون إيران لمواصلة الحصول على الغاز، فقد تساءل الناس عن السر وراء عدم إستغلال الغاز العراقي، الذي يسبب حرقه خسائراً تقدر بأكثر من 8 مليار دولار سنوياً وتلوثاً في البيئة وزيادة في درجات الحرارة، وأين وصلت مباحثات الحكومة لبناء 8 مفاعلات نووية لانتاج 11 الف ميغاوات؟!

لا إجتماعيات ولا إنجاب!

قررت وزارة التربية تعليق امتحان مادة الاجتماعيات لتلاميذ المرحلة الابتدائية وذلك للتخفيف عن الطلبة وتحويل تركيزهم نحو المواد العلمية الاخرى كالانكليزي والرياضيات والعلوم، على حد تعبير الوزير، الذي بين بأن العراق سيبني 1000 مدرسة في السنة، إي إن مشكلة النقص في المدارس يمكن أن تحل في غضون 9 أعوام. ورغم عدم معرفتنا للسبب الذي دعا الوزارة لتصنيف مادة الاجتماعيات عند مستوى أقل من الأهمية، فإننا نعتقد بأن على العراقيين الكّف عن الإنجاب لعقد كامل بغية مساعدة الوزارة على النجاح في خطتها لسد العجز في المدارس!

لو يكحلوها لو ...!

أعربت العديد من المؤسسات الإنتاجية، كمصانع الأسمنت ومعامل الطابوق، عن رفضها لقرار وزارة النفط رفع الدعم عن المحروقات التي تستهلكها ولقرار مجلس الوزراء بفتح إستيراد مواد البناء. وطالبت جمعية منتجي الأسمنت الحكومة بإلغاء هذه القرارات المجحفة بحق الصناعة الوطنية، مؤكدة على أن صناعة الاسمنت قد تمكنت من سد الحاجة المحلية لهذه المادة بنوعية تفوق المستورد وبأسعار مناسبة، منذ أن مُنع إستيراده. ويتساءل الناس عن السبب الذي يمنع وزارة النفط من ربط الدعم المقّدم للمنتجين مع التطور الذي يحققوه على صعيد الإنتاج وتشغيل الأيدي العاملة، بحيث تتمكن من دعم المنتوج الوطني وقطع دابر التهريب!

 ***********************************

يخلو من العدالة ويرسخ فوارق هائلة بين الموظفين.. مطالبات واسعة بتعديل سلم الرواتب والمخصصات

بغداد – طريق الشعب

ما زالت قضية سلم الرواتب وتحقيق العدالة تشكّل حيزا كبيرا من النقاش والدعوات المتتالية لإيجاد سلم جديد يحقق العدالة بين الموظفين. وتتلخص الملاحظات التي تصدر بهذا الشأن، في تقاضي بعض موظفي الوزارات والجهات غير المرتبطة بوزارة، رواتب ضئيلة، فيما يتقاضى آخرون رواتب كبيرة جدا، رغم أن الدرجات الوظيفية متساوية.

ركود نيابي تجاه القانون

التصريحات النيابية تؤكد أنه حتى اللحظة لا يوجد أي حراك على ارض الواقع لإطلاق سلم رواتب جديد للموظفين.

ويقول النائب أحمد الربيعي: ان “هناك مناشدات كثيرة تصل إلى النواب بشأن موضوع إطلاق سلّم جديد لرواتب الموظفين من أجل معالجة الفوارق الحاصلة. انّ بعض النواب ونتيجة لتلك المناشدات يقدمون مخاطبات للجهات المعنية ويعطون إشعارا لرئاسة المجلس لكي يتم تبني الموضوع ومناقشته بشكل جدِّي”.

الربيعي أفاد بأنه “حتى الآن لا يوجد شيء على أرض الواقع في مجلس النواب حيال ذلك أو تبنيه بشكل رسمي أو جمع تواقيع أو غيرها من تلك الأمور”.

وأعلنت اللجنة الماليّة النيابيّة، في وقت سابق، أن قانون الخدمة المدينة سينظم الضوابط والشروط التي تتعلق بالعلاوات والترفيعات وتوحيد سلّم ومخصصات الرواتب بين الوزارات، وأفادت بأن الفوارق بين رواتب الموظفين تمثل مشكلة كبيرة وفي حال عدم إقرار مشروع قانون مجلس الخدمة المدني الاتحادي، سيكون الأمر صعبا.

وبحسب العضو السابق للجنة هيثم الجبوري، فإن “قانون الخدمة المدنية يعوض الكثير من القوانين وتمت قراءته مرتين داخل مجلس النواب، لكن التصويت عليه لم يحسم”، لافتا إلى أن “هذا القانون يتضمن كتابة سلّم جديد للرواتب يحقق العدالة بين الموظفين. وهناك من يتقاضى راتبا مقداره 300 ألف دينار في وزارة معينة. بينما نظيره يتقاضى ثلاثة ملايين دينار في وزارة أخرى، وهذا خلل كبير جعل المواطنين يبحثون عن وظائف في وزارات محددة، لأنها تقدم رواتب أكبر”.

وشدد على أن “القانون تم تعطيله عام 2019 بواسطة موظفين ومتنفذين في الرئاسات الثلاث، وبالتنسيق مع الكتل السياسية وأصحاب القرار، كونهم لا يستفيدون من إعادة النظر بموضوع سلّم الرواتب”.

بيان لتنسيقية الموظف

وأطلقت يوم أمس التنسيقية العامة لموظفي العراق، بيانا خاطب الرئاسات الثلاث بشأن تعديل سلم الرواتب.

وقالت التنسيقية في بيانها: “نحن موظفو 12 وزارة وجهات غير مرتبطة بوزارة، نناشدكم تعديل سلم رواتب الموظفين المرقم 22 لعام 2008 ضمن قانون الموازنة لعام 2022”.

وأضاف البيان “نحن نعيش منذ زمن طويل برواتب متدنية وخالية من اية مخصصات. وبعد ارتفاع سعر صرف الدولار أصبحت الرواتب لا تكفي لعشرة أيام نظرا لمبالغ الايجارات السكنية ومتطلبات الحياة، وفي المجمل فإن رواتب عدد كبير من الموظفين تتراوح ما بين (300 – 400 – 500) ألف دينار والكثير لديه خدمة وظيفية طويلة جدا ومن حملة الشهادات. ان القانون الحالي مجحف ويرسخ فوارق عجيبة بين وزارة وأخرى غير موجودة في بقية البلدان”.

ودعا البيان إلى “تحقيق العدالة والمساواة من خلال سلّم رواتب ومخصصات جديد لموظفي ومتقاعدي الدولة”.

فوارق هائلة

ورغم التصريحات النيابية السابقة بأن قانون الخدمة المدنية يتضمن فقرة تنص على إيجاد قانون جديد لسلّم الرواتب، لكن الموظفين يشددون على إدراج فقرة واضحة وصريحة بهذا الخصوص في موازنة العام الحالي.

ووفقا لرأي القانوني غازي فيصل، فإن هناك “مبدأ دستوريا يقضي بمساواة المواطنين في تولي الوظائف العامة، وهو لا ينحصر فقط بتوفير فرص العمل في الدولة بين المواطنين بالتساوي، بل يستلزم مساواة الموظفين في الحقوق المالية ايضا اذا تماثلت مراكزهم القانونية، الا ان تطبيقه ضعيف في التشريع العراقي”.

ويضيف قائلا: “صحيح ان هناك جدولا اساسيا للرواتب ملحقا بقانون رواتب موظفي الدولة والقطاع العام لسنة 2008 المعدل، لكن هناك تفاوتا فاحشا في المخصصات التي يتقاضاها المذكورون، حتى ان البعض منها يساوي الراتب لا بل يزيد عليه اضعافا مضاعفة، وهذا خرق لمبدأ المساواة. هناك وظائف خاصة تقتضي زيادة المخصصات الممنوحة لشاغليها، الا ان ذلك يجب ان يكون في حدود المنطق والعقلانية، اذ ليس من المنطق ان يأخذ موظف ما ضعفين او اكثر من راتب موظف اخر صنوه في المركز القانوني، لا لسبب وجيه بل لأنه يعمل في وزارة او مؤسسة ذات حظوة لدى المشرّع”، مردفا “بما ان هناك مشروع قانون للخدمة المدنية الاتحادية في اروقة مجلس النواب، فأقترح بشأنه أن يوضع سلم لرواتب موظفي الدولة عادل ومنصف، لا يستثني احدا ويأخذ بعين الاعتبار ضرورة المحافظة على كرامة الموظف وتوفير العيش الرغيد له ولعائلته، وتقريب الفوارق في المخصصات التي تمنح للموظفين وهذا خير واحسن عملا. كذلك لا بد من وضع حد ادنى للمعيشة ومراجعته كل فترة زمنية قصيرة، فاذا زاد زيدت الرواتب بنفس النسبة حتى تحافظ على قيمتها الشرائية وتطبيق مبدأ (عدم التراجع)، ويعني انه لا يجوز للدولة ان تنتقص من حقوق الموظف التي يتمتع بها حاليا ولأي سبب، فأي قانون جديد يصدر يجب ان يزيد من حقوق الموظف وضماناته، لا ان ينتقص منها، لان مثل هذا العمل ممقوت ولا يليق بالمشرع”.

 ***********************************

في جنوب السويد.. الشيوعيون العراقيون احتفلوا بعيدهم الـ 88

مالمو - صلاح الصكر

احتفل الشيوعيون العراقيون وأصدقاؤهم في جنوب السويد، الأحد 10 نيسان الجاري، بالذكرى الـ 88 لميلاد الحزب، وذلك على قاعة الجمعية الثقافية العراقية في مدينة مالمو. الرفيق صلاح الصكر استهل الحفل بالترحيب بالحاضرين. ثم دعاهم إلى الوقوف دقيقة صمت تقديرا لشهداء الحزب والحركة الوطنية، وبعدها الاستماع للنشيد الوطني.  تخللت الحفل كلمات وقصائد أشادت بتضحيات الحزب ونضاله من اجل نيل جماهير الشعب حقوقها، وإقامة دولة العدالة والسلم والقانون، مؤكدة مواصلة الشيوعيين نضالهم في سبيل الوطن الحر والشعب السعيد.

وألقى الرفيق تركي المالكي كلمة منظمة الحزب في جنوب السويد، واشار فيها إلى أهمية مقررات وتوجيهات المؤتمر الوطني الـ 11 للحزب، في ظل الظروف السياسية الصعبة والمعقدة التي تخيم على الوطن.

كذلك قدمت كلمات من قبل الحزب الشيوعي السويدي، وحزب اليسار السويدي، والحزب الشيوعي السوداني، هنأت جميعها في المناسبة، وثمّنت تضحيات الحزب وبطولات شهدائه. فيما دعت إلى توثيق علاقات التعاون مع الشيوعيين العراقيين.

وألقى د. مؤيد عبد الستار، كلمة باسم لجنة تنسيق التيار الديمقراطي العراقي في جنوب السويد، اشاد فيها بدور الحزب ونشاطه في سبيل توحيد القوى المدنية.

كما تلقى الحفل برقيات تهنئة من منظمات وجمعيات مدنية عديدة، مثل رابطة المرأة العراقية في جنوب السويد، الجمعية الثقافية العراقية في مالمو، رابطة اﻷنصار الديمقراطية في جنوب السويد، الجمعية الثقافية المندائية في لوند، جمعية الحياة للمرأة وفرقة ينابيع المسرحية.

وعلى شرف الذكرى، قدمت منظمة الحزب رسائل شكر وتقدير لعدد من أصدقائها الذين يقفون دائما مع قضايا الشعب العراقي وهمومه.

ووزعت أيضا شهادات تقدير على فرقة ينابيع المسرحية، وعدد من الرفاق المتميزين في النشاطات الجماهيرية والإعلامية.

وفي سياق الحفل، قدمت باقة من الأغنيات والأناشيد السياسية التي تتغنى ببطولات وتضحيات الحزب وسائر الوطنيين من أبناء الشعب. وقد اختتمت الأغنيات بالنشيد الأممي.

يشار إلى أن عددا من الرفاق وأصدقائهم وعائلاتهم في مدينة لوند جنوبي السويد، أقاموا يوم 3 نيسان الجاري، حفلا في المناسبة.

وتضمن الحفل كلمات ألقاها العديد من الحاضرين، وأغنيات سياسية قدمتها الرفيقة ثريا.

وخلال الحفل، تم جمع تبرعات للمساهمة في الحملة الوطنية لبناء بيت الحزب.

*********************************

الصفحة الخامسة

بعد أن فتك بالأراضي الزراعية.. الجفاف يزحف على ماء الشرب في ديالى

متابعة – طريق الشعب

تجاوزت أزمة الجفاف في محافظة ديالى حدود الأراضي الزراعية والبساتين بعد أن أهلكت آلاف الدونمات وأتلفت المحاصيل، لتصل إلى مياه الشرب. إذ تعطّل الكثير من محطات تحلية المياه بسبب انحسار الماء في الأنهار، سيما “نهر ديالى”، ما اضطر الأهالي إلى التوجه لحفر الآبار.

وتعد ديالى أكثر المحافظات تضررا من أزمة المياه، بسبب قطع إيران الروافد التي تغذي نهر دجلة، الأمر الذي أدى إلى انخفاض مناسيب المياه في نهر ديالى إلى 90 في المائة، لتستثني وزارة الزراعة بالتالي، المحافظة من الخطة الزراعية بالكامل.

وكان مدير بيئة ديالى، عبد الله هادي الشمري، قد كشف في تصريح صحفي سابق عن تحول نهر ديالى إلى “قناة تصريف، بناء على تلوث مياهه وارتفاع نسب الملوحة فيها إلى مستويات قياسية”، مشيرا إلى أن “هذا النهر الذي يعد شريان المياه الرئيس لأغلب مناطق المحافظة، لم يعد ماؤه صالحا للاستهلاك البشري”.

ويوم الأحد الماضي، أعلنت وزارة الموارد المائية عن خطة عاجلة لتعزيز نهر ديالى بالمياه عبر نهر دجلة و”مشروع أسفل الخالص” الإروائي، على أمل إنقاذ أكثر من 15 وحدة إدارية في المحافظة من الجفاف والهلاك الزراعي. 

تعطل محطات التحلية

نقلت وكالة أنباء “العربي الجديد” عن مسؤول في محافظة ديالى، قوله أن “أزمة المياه تفاقمت خلال الأيام الأخيرة في المحافظة، بعد تراجع مستوى المياه في بحيرة حمرين ونهر ديالى، ما تسبب في تعطل أغلب محطات التحلية، وأدى بالتالي إلى صعوبة الحصول على مياه الشرب”، مبينا أن “جفاف نهر خريسان، وهو أحد فروع نهر ديالى، دفع المحافظة خلال العام الماضي، إلى تزويده بالمياه من نهر الخالص، كحل بديل”.

ويؤكد المسؤول الذي لم تعلن وكالة الأنباء عن اسمه، أن “اتساع دائرة الجفاف وشح المياه في نهر الخالص، تسببا في انقطاع المياه عن نهر خريسان مجددا، ما أوقف عمل أغلب محطات التحلية التي تتغذى من النهر.. الوضع خطير، وعشرات المناطق مهددة بالهجرة الجماعية لعدم توفر مياه الشرب، فيما الجهات المسؤولة تتجاهل الأمر، ولا توجد تحركات مع إيران لحلحلة الأزمة، وزيادة الإطلاقات المائية في نهر ديالى”.

البئر بـ 600 ألف دينار

وأتى الجفاف على أغلب مناطق المحافظة، وفقدت عشرات المناطق السكنية والقرى مياه الشرب خلال الفترة الأخيرة، الأمر الذي اضطر الأهالي إلى اللجوء لحفر الآبار الصغيرة في منازلهم، بالرغم من كون مياه الآبار غير صالحة للاستهلاك البشري غالبا”.

وعن ذلك يقول رئيس اتحاد الجمعيات الفلاحية في ديالى، رعد التميمي، أن “الأهالي لجأوا مضطرين إلى حفر الآبار بشكل غير مسبوق، رغم ارتفاع كلفة إنجاز البئر الواحدة إلى نحو 600 ألف دينار”، مبينا في حديث صحفي أن “هذا الإجراء يأتي لمواجهة فصل الصيف، الذي سيكون الأقسى في تاريخ المحافظة”.

ويؤكد التميمي، أن “مياه الآبار لها أضرار صحية وبيئية متعددة، كما أن هذا الإجراء لا يعالج أزمة الجفاف”.

ولا يبدو أن الآبار ستصمد أمام أزمة الجفاف المتصاعدة. فقبل نحو شهر كشف مدير ناحية كنعان في المحافظة، مهدي الشمري، عن “جفاف آبار 60 قرية زراعية في الناحية ومحيطها، دفعة واحدة”، مبينا في حديث صحفي، أن “الآبار ذات عمق 12 مترا فما دون، نضبت بشكل كامل في ظاهرة بيئية مثيرة للقلق”.

*********

بحيرة ساوة.. تتحول إلى صحراء!

 السماوة – وكالات

أعلنت مديرية بيئة محافظة المثنى، الأحد الماضي، أن بحيرة ساوة التي تعد أحد المعالم الرئيسة في المحافظة، تحولت إلى منطقة صحراوية بعد ان جفت مياهها، مؤكدة أن أسباب الجفاف تعود إلى النشاط الصناعي والزراعي في محيط البحيرة، والاستغلال الجائر لخزين المياه الجوفية. وقال مدير البيئة يوسف سوادي الغانمي، في حديث صحفي، أن البحيرة عانت من الإهمال وعدم تطبيق فقرات “معاهدة رامسار” الدولية لحماية الأراضي الرطبة. ودعا الجهات الحكومية والمنظمات الدولية المعنية بالبيئة، إلى التنسيق لدعم البحيرة وإعادتها كما كانت، والحفاظ عليها كمعلم تاريخي وعلمي. وبشأن عوامل الجفاف أوضح الغانمي أن “مصدر مياه البحيرة هو العيون والمياه الجوفية، وان الهزة الارضية التي شهدتها المحافظة قبل اربع سنوات، تسببت في إغلاق أجزاء كبيرة من العيون. فيما أدى الارتفاع المفرط في درجات الحرارة إلى جفاف المياه الجوفية”، مضيفا أن “هناك عوامل بشرية ساهمت أيضا في جفاف البحيرة، مثل حفر الآبار في أماكن قريبة، ووجود معمل الملح الذي يسحب غالبية المياه الجوفية”.  وكانت لجنة “معاهدة رامسار” قد أدرجت بحيرة ساوة في العام 2015 ضمن قائمة المواقع الدولية الرطبة، بعد استيفائها كافة المعايير البيئية والهيدرولوجية (المتعلقة بالمياه الجوفية) المطلوبة. وتهدف هذه الاتفاقية إلى الحفاظ على الأراضي الرطبة والاستخدام المستدام لها، وتنمية دورها من النواحي الاقتصادية والثقافية والعلمية، والمحافظة على دورها الترفيهي.

***************

احتجاج على سوء خدمات مستشفى الناصرية

الناصرية – وكالات

تظاهر العشرات من المواطنين والناشطين، أخيرا أمام مبنى مستشفى الناصرية التعليمي الجديد (التركي)، الذي تم افتتاحه العام الماضي، مطالبين بتحسين الخدمات المقدمة للمرضى، وتفعيل عمل الأقسام الصحية التي لا تزال غير مفعلة حتى الآن.

وطالب المتظاهرون في بيان قرأوه خلال التظاهرة، بـ “افتتاح مختبرات التحاليل وشعبتي الرنين والمفراس في المستشفى. كذلك افتتاح الطابق السادس من المبنى، وتوفير أطباء اختصاص للطابق الرابع الخاص بالولادة”. وطالبوا أيضا بمنح باصات المراجعة للمواطنين طيلة ساعات الدوام النهاري “وعدم إيقاف صرفها عند الساعة الحادية عشرة صباحا مثلما يحصل الآن”، مؤكدين أنهم سيواصلون التظاهر لحين الاستجابة لمطالبهم.

***********

تلال من النفايات في حي الجهاد

بغداد – ماجد مصطفى عثمان

شكا سكان “منطقة الملحانية” في حي الجهاد بجانب الكرخ من بغداد، تراكم النفايات والأزبال بشكل “كارثي” على امتداد شارعهم الرئيس، موضحين لـ “طريق الشعب”، أن “مشهد النفايات يشابه التلال، ويبدو كسدود ترابية أو أسيجة تحيط بالمنطقة!”.

وطالب السكان مديرية بلدية الرشيد وجميع الجهات ذات العلاقة، برفع النفايات عاجلا، مع نصب سياج على جانبي الشارع لمنع رمي الأزبال في هذا المكان، مؤكدين أن الأمر لا يتحمل تأخيرا، نظرا لخطورته على الواقعين البيئي والصحي.  

ولا يبدو أن هذه النفايات، بناء على كثرتها، ومثلما يظهر في الصورة، يرميها سكان المنازل بشكل فردي. فمن المرجح أن المكان تحول إلى “مكب” تفرغ فيه آليات جمع الأنقاض حمولتها - “محرر الصفحة”.

**********

عاملون في نفط البصرة يطالبون باحتساب شهاداتهم

البصرة – وكالات 

طالب عدد من منتسبي شركة نفط البصرة، إدارة الشركة بالموافقة على احتساب الشهادات الدراسية التي حصلوا عليها اثناء عملهم الوظيفي.

وقالوا في حديث صحفي، إن هناك ما يقارب الـ 700 شهادة لمنتسبي الشركة العاملين في حقولها المنتشرة في المحافظة، لم تحتسب منذ عام 2015، لافتين إلى أن وزارة النفط ليس لديها مانع باحتساب الشهادات، لكن الأمر متوقف حاليا على إدارة الشركة.

وأشاروا إلى أنهم نظموا وقفة احتجاج داخل مقر الشركة، لغرض الموافقة على احتساب شهاداتهم، ملوحين بتنظيم اعتصام مفتوح في حال عدم الاستجابة لمطلبهم.

**********

الصفحة السادسة

الملتقى الحواري الشهري لـ «طريق الشعب» : الضغط مطلوب لفرض التغيير

بدعوة من هيئة تحرير “طريق الشعب” عقدت الفعالية الأولى للملتقى الحواري الشهري يوم ١٢-٤-٢٠٢٢، ساهم فيها السادة: سالم روضان، الدكتور احمد عبد الجبار، الدكتور اياد العنبر، مصطفى حمزة ونجم القصاب. وحضرها من هيئة التحرير الرفاق: مفيد الجزائري والدكتور صبحي الجميلي وحسين النجار وعلي شغاتي. فيما قام فريق من المركز الإعلامي للحزب بتوثيق الجلسة وتفاصيلها.

في بداية الفعالية تحدث الرفيق مفيد الجزائري، رئيس التحرير، مرحبا بالحضور وشاكرا تلبيتهم الدعوة، منوها بان طريق الشعب تقيم بهده الفعالية باكورة حواراتها الشهرية.

واكد على أهمية الحوار وتبادل الراي ووجهات النظر بهدف تقديم ما هو أفضل من سبل وآليات وحلول لخلاص بلدنا مما هو فيه، والخروج من حالة الاستعصاء الراهنة. 

وبعده تحدث الدكتور صبحي الجميلي الذي ادار جلسة الحوار وقال:

 في هذا الملتقى سنسلط الأضواء على الراهن من الاحداث والتطورات، سنخوض في قضايا محددة ونتحاور بشأنها وسنتناقش في محاور عدة. بشأن الواقع الحالي، كما تعرفون انقضى ما يزيد على خمسة أشهر منذ الانتخابات الاخيرة، خرقت خلالها مدد دستورية وتعطل انتخاب رئيس الجمهورية وتأخر تشكيل الحكومة الجديدة التي تنتظرها الناس.  لم يحدث تطور خلال هذه الفترة يوحي ان هناك حلولا في الطريق يمكن ان تشكل حلحلة لحالة الاستعصاء. ان استمرار هذه الحالة ستكون له سلبيات، ايضا هناك فجوة من عدم الثقة بين المنظومة الحاكمة وبين الغالبية من الناس التي تعاني ومعاناتها في ازدياد، حيث ارتفاع اسعار المواد الغذائية والدوائية وصعوبات المعيشة كذلك تدهور الخدمات. والناس تتطلع بالتأكيد الى ان ترى ضوء في نهاية النفق.

والسؤال الذي يبرز الان، الى اين تسير اوضاع البلد؟ هل نشهد انفراجاً قريباً يؤدي الى حلحلة الاوضاع وتحقيق الاستحقاقات الدستورية؟ أم ان الامور تتجه الى مزيد من الاحتقان وهذا الاحتقان ربما ليس سياسياً فقط، ويمكن ان تتعدد جوانبه، الاقتصادية والاجتماعية والامنية ايضا.

*********************************

لم تحترم المدد الدستورية

د. عبد الجبار أحمد:

بادرة جيدة ان تكون هناك حوارات ربما ليست شهرية وانما اقل من شهرية لمواكبة ما يمكن ان يحدث في العراق، أنا في رأيي ان النخب السياسية لغاية يوم 6 نيسان ٢٠٢٢ كانت تنتهك احكام الدستور فيما يتعلق باللامركزية الادارية واللامركزية السياسية لكن بعد هذا التاريخ تم اغتيال الدستور رسميا وهذا الاغتيال تتحمله كل النخب السياسية الحاكمة ولكن بنسب متفاوتة. اغتيال الدستور هذا سيترك ثلمة في الحياة السياسية العراقية، ومع ذلك الاغتيال لا نجد ردود افعال قوية وحقيقية وواقعية من اصحاب الشأن. ومر يوم ٦ نيسان مرور الكرام ولم يعترض الادعاء العام ولا المحكمة الاتحادية. وأرى أن دور المحكمة الاتحادية هو ان تتصدى بشكل جدي، على اقل تقدير تذكر النخب السياسية بان ما حصل عيب دستوري كبير.

ثانيا عندما اجتزنا يوم ٦-٤ سمعنا ان الحكومة تريد ان تدفع ديونا، الزيادة التي حصلت في اسعار النفط، وانا اتحدث عن الابعاد السياسية الاجتماعية، هي لا تعتبر فائضا لأنه توجد مطاليب مؤجلة للعراقيين تتعلق بالمضمون الاجتماعي لكن الحكومة خدعت المواطن بمنحة الـ 100 ألف، والمبلغ الضخم (20 مليار) سيذهب للدين الخارجي، وانا كمواطن اريد ان اعرف هذا الدين الخارجي يتعلق بمن؟ هل بشركات جولات التراخيص النفطية؟ وعلى اقل تقدير يتوجب تعرية الحكومة، والنخب السياسية التي اغتالت الدستور، وربما هذا يأخذنا في المستقبل الى نتائج سياسية خطيرة.

 وثالثا مع كل هذا الشارع غائب وأنا اتذكر عندما عقدت الجلسة المفتوحة فأن منظمات المجتمع المدني هي من اجبر البرلمان على الغاء الجلسة المفتوحة، لكن الان الامر اصبح اصعب من تلك الجلسة، الى جانب ذلك ذكر المستشار المالي لرئيس الوزراء في لقاء قبل يومين بأنه لا توجد حسابات ختامية لسنة 2021، اذن هناك خلل دستوري كبير وهناك خلل في المدد الزمنية للحكومة، اذا عدنا الى قانون ادارة الدولة العراقية لسنة 2004، توجد فقرة في هذا القانون تقول انه اذا حصلت انتخابات او استقالت الحكومة تبقى حكومة تصريف اعمال لمدة شهر واحد فقط، اذن هذا النص اكثر دقة دستوريا من المطبق حاليا وانا ارى لربما حتى حكومة تصريف الاعمال ما عاد مصطلحاً دستورياً مقبولاً لأنه اصبح يتعدى على ما نسميه نظرية الفصل بين السلطات.

اما موضوع التوافقية وموضوع الاغلبية، فان “النخب السياسية”، العراقية اعتادت على المحاصصة والتوافقية لكن مخرجات التوافقية، ان كانت محاصصة طائفية ام بعد تلطيفها قليلا فأسموها وطنية، ستكون نتاجاتها سلبية واوضح نتائج هذه السلبية هي ان الفساد اصبح ذو حظوة واكثر قوة من الذي يحارب الفساد، وبشان المدرسة الجديدة التي تتحدث بالاغلبية، اولا مصطلح الاغلبية هو ليس جديدا في الذاكرة العراقية، فعلى مستوى النخب طرحت من قبل دولة القانون في 2009، وهناك من طرحها بصيغة اغلبية وطنية وبعضهم قال باغلبية سياسية وانا ما يهمني الان، هل يتحمل العقل العراقي السياسي الجديد ان نذهب الى حكم اغلبية ؟ وهل القبول او عدم القبول بهذا المنهج سيولد ردود أفعال؟ انا اعتقد ان الدائرة الكهربائية للتوافقية هي دائرة سلبية لكن من يسيطر على هذه الدائرة شخصيات اصبح لهم سلطة مالية اقتصادية، وسلطة امنية وعسكرية، حكومية وغير حكومية، فأصبح المدافع عن التوافقية ليس هم اصحاب العقليات الاكاديمية الذين يريدون ان يعطوا درسا بأن التوافقية في بلد يحظى بالتنوع والتعدد العرقي والمذهبي والطائفي من الممكن ان يحقق لنا التعايش على سبيل المثال. الان كل الحوارات التي تحدث هي بين النخب المسيطرة وليس بين النخب الاكاديمية لذلك علينا هنا ان نقدم ملاحظة بأنه لابد ان تكون هناك مبادرات ضاغطة كحال كالتي حصلت مع الجلسة المفتوحة.

انا برأيي اقول ان النخب التي قتلت الدستور في ٦-٤ ولم تحترم المدد الدستورية واستبدلوها بتسمية مدد تنظيمية، وهي ليست كذلك، هذه النخب ان اتفقت، فانا لم يعد يهمني كمختص لأنها ستستطيع ان تمارس تجاوزات اخرى سياسية واجتماعية واقتصادية بعيدا عن المواطن.

************************************

لا أحد يسمع

د. اياد العنبر:

أصبح هناك التباس ان الاغلبية هي معيار عددي، أرى الان ان الاغلبية أصبح لها أكثر من مفهوم يوم اغلبية وطنية، ويوم اغلبية متوازنة ويوم اغلبية مكوناتية، هذه المفاهيم التي تشوه الرأي العام، انا اعتقد ان هذا التشويه للمفاهيم أكثر خطورة حتى من التعدي على الدستور. الخطورة الاكبر التي من المفترض ان نستشعرها ان وصف الانسداد السياسي هو توصيف مجازي لمفهوم أكاديمي حور عن معناه، بالمفاهيم الصحفية نسميها انسدادا سياسيا، فكرة الانسداد السياسي ان هناك مرحلة معينة. قضية الاضمحلال السياسي او التفسخ السياسي، واصدق وصف ينطبق على ما نحن عليه حاليا هو التفسخ السياسي، هذا النظام يتفسخ او يتعفن إذا صح هذا الوصف لأنه أصبح غير قادر على الاستجابة لمتطلبات الجمهور ولا يوثق علاقته بالجمهور ولا قادر على احتواء التناقضات في العملية السياسية بين الفرقاء السياسيين وفكرة النظام ان تكون قادرة على احتواء التناقضات حتى بين الفرقاء السياسيين بطريقة التعبير السلمي. الان بعض السياسيين يلوح ويهدد انه من الممكن ان نذهب الى إراقة دماء، ونقول لهم هذا دليل انكم فشلتم بنظام أنتم صنعتموه. انا اعتقد أن الخطورة الاساسية لدينا هي افراغ المفاهيم السياسية التي تبني الدولة والمؤسسات من محتواها. تحدث الدكتور عبد الجبار عن الدستور، الذي أصبح ورقة بالية بعد ٦-٤ ولغاية هذه اللحظة وحتى قرارات المحكمة الاتحادية تميزت بتجاوزين خطيرين في سنة واحدة وهو ما حدث بتصريحات من قبل اقليم كردستان بشأن رفض قانون النفط والغاز، وقضية فتح باب الترشيح لرئاسة الجمهورية. المسألتان معناهما قتل الدستور وقتل روح الدولة والاهم ان الانتخابات افرغت من معناها الحقيقي، لا توجد زعامة الان تجلس وتتفاوض وتتحاور وهي جزء من عدم الاتفاق او الاختلاف ولديها تعبير على انها ممثلة للشارع بغض النظر عن احزابها، لان هذا النظام الانتخابي يفترض انه لا يلغي فكرة التجمع الحزبي، ويفترض ان تكون هناك حرية لارادة الناخب، هناك تشويه حتى لمعنى المستقلين الذين كنا نعتقد انهم من الممكن ان يكونوا بوابة لكسر احتكار التوافقات السياسية وغيرها لكن الخيبة اكبر، كما كانت الخيبة قبلها بحكومة التكنوقراط، اعتقد هذه اكثر خطورة من الذي نعيشه، نحن لا نأتي بشيء جديد حيث هناك طبقة سياسية لا تؤمن بالدولة، تؤمن بالزعامات السياسية وتؤمن بكسر الارادات وليس لديها مشكلة باعادة سيناريو الفشل مرة اخرى لذلك نحن نوصف هذه الاشياء بطريقة كانما اصبحت في الحقيقة مملة، لا احد يريد ان يسمع الصوت الذي ينصحهم كما كنا نتحدث قبل احتجاجات تشرين الان يعاد نفس الشيء، فلا احد يسمع الصوت الذي يقول انكم تقتلون مشروعا او نظاما انتم شركاء فيه، وانتم المستفيدون منه وليس المواطن، بالنتيجة نصل يوما بعد اخر الى نقطة اساسية ان الاعراف التي تتأسس والفوضى التي تتأسس أصبحت هي النمط الحاكم والبنية الحاكمة لهذا النظام المتهالك.

أحد الاحتمالات ان يقول الشارع كلمته

 مصطفى حمزة:

في الحقيقة ما نعانيه الان هو نتاج تراكم منذ 2003 لغاية اليوم، انتهى الدكتور اياد العنبر عند مسألة اساسية تتعلق بالدولة او اللادولة، في 2003 عندما تم احتلال العراق كان يفترض اسقاط النظام السابق واقامة نظام جديد لكن ما حصل هو تهديم الدولة بإرادة من المحتل وقسم كبير من الاباء المؤسسين للنظام الحالي على أمل بناء الدولة التي يريدونها بصرف النظر عن الدولة السابقة التي جزء منها كان دكتاتوريا، لكن الدولة تعود الى عام 1921، ملكية ثم جمهورية وانظمة مختلفة لكن فيها سياقات دولة. كل هذه لم تحترم، ما حصل بدءا من الدستور الذي تحدثنا عن كيفية سرقته، تراكم الفشل لانه لم يفكر احد من الاباء المؤسسين ومن تلاهم ببناء دولة بقدر ما هو تكريس سلطة وهذه السلطة شاهدناها عبر المستويات المختلفة، برزت احزاب وقوى سياسية وزعامات وكل هذه تحولت الى امبراطوريات سياسية ومالية وكل ذلك على حساب الدولة ولحساب السلطة التي بدأت تكبر وتتغول في مختلف جوانب المجتمع والشيء الذي حاولوا تجميله هو الانتخابات والديمقراطية التي جاءوا بها من الخارج، ليست ديمقراطية ناشئة عن بناء مجتمعي وانما جاءت جاهزة ونحن كل اربع سنوات نتداول السلطة سلميا الى حد كبير ولدينا انتخابات ظاهراً، نعم نحن لدينا ديمقراطية افضل من الدول المجاورة، لكن تراكم الفشل هذا لا يمكن ان يستمر اذ لابد ان يصطدم بنفسه وبما جنت يداه. منذ 2018 يحالون ايجاد تخريجات للخروج مما كانوا يسمونه عنق الزجاجة، قبلاً كان المصطلح السائد هو عنق الزجاجة والان وصلنا الى مصطلح جديد الانسداد او الاستعصاء السياسي. في 2018 جرت محاولة جميعنا فرحنا بها نسبيا وهي بناء تحالفين طوليين عابرين للمكوناتية، كل تحالف فيه من المكونات المعروفة ولكن هذا اجهض بعد ان أرادوا تشكيل الحكومة وكانت القشة التي قصمت ظهر البعير هي الكتلة الاكبر، فالكتلة الاكبر في 2018 تم تجاوزها واصبحت ارادة بين كتلتين لتشكيل الحكومة، حكومة السيد عادل عبد المهدي التي سقطت بعد سنة ونصف بتظاهرات جماهيرية حاولت ان تغير الواقع السياسي ولكن اصطدمت بارادة قمع غير مسبوق الى حد كبير، 600 شهيد واكثر من 24 الف جريح، كانت حرب وليست محاولة اجهاض انتفاضة جماهيرية كانت شعاراتها كلها تتلخص بشعار واحد هو “نريد وطن”، على أثر هذا الموضوع تم الاتفاق على اجراء انتخابات مبكرة في الشهر العاشر 2021. نحن الان في الشهر الرابع من عام 2022 بمعنى اننا تجاوزنا مدة 6 أشهر وتجاوزنا حتى الانتخابات الدورية ولم نتمكن من تشكيل الحكومة وليس هذا فقط انما لا يوجد افق لتشكيل الحكومة، الجميع الان لا يملكون حلا، والسيد مقتدى الصدر اعطى مهلة 40 يوما لجماعة الثلث المعطل او الثلث الضامن، والثلث الضامن يعتقد انه صحيح وهو لا يملك الاغلبية ولكن يستطيع التعطيل وكل قصة التعطيل هي الكتلة الاكبر وكيف يجب ان تكون هل هي تحالف عابر؟ وكل هذه الامور والتنظيرات التي نتحدث بها منذ اشهر، حتى الان لا يوجد افق لتجاوزها واليوم الاطار التنسيقي اصدر بياناً أوضح فيه انه لم يعد يلتزم بالمهل الزمنية او غير معني فيها التي تم تحديدها وهذا بحد ذاته يشير الى ان هذه الطبقة السياسية التي تملك المال والسلطة فقط لا تملك الارادة ولا الرؤية التي ممكن ان تسعفها بايجاد حل للمشاكل التي صنعتها بنفسها، كل هذا الفشل المتراكم سببه بداية التأسيس الخاطئ الذي بدأت به العملية السياسية وكل 4 سنوات تنتهي الى فشل جديد وهذه هي الدورة البرلمانية الخامسة. الان ما هو المتصور بعد الـ 40 يوما هناك اكثر من سيناريو لهذا الموضوع، سيناريو ربما الشارع يقول كلمته، السيناريو الاخر هو ان من الممكن ان تستمر الحكومة بدليل ان اليوم صدر تصريح ان البرلمان سيصوت على منح حكومة تصريف الاعمال إمكانية وضع الموازنة، بمعنى شرعنة الحكومة كواقع حال، والسيناريو الاخر والذي يبدو لي اقرب الى الواقع هو العودة الى التوافق. بما ان الجميع يشعر انه خاسر فليس اماهم سوى ان يتجاوزوا كل هذه الامور، توافقية اقلية او اغلبية واسعة او نصف واسعة بالنتيجة يحدث التوافق كما في السابق وتشكل الحكومة بالترقيع.

الضغط الجماهيري مطلوب

القاضي سالم روضان:

اعتقد ان الصراع بين الاحزاب وبين الكتل وبين الفاعلين السياسيين هو موضوع طبيعي، الجميع يسعى بأن يكسب، ونراه في كل الديمقراطيات الموجودة، لذلك الدستور او كاتب الدستور في كل الدول يعتقد او يرى انه ستحصل خروق للدستور فلجأوا الى وضع رقابة وهي الرقابة الدستورية بمعنى ان هناك جهة هي التي تضبط الايقاع من خلال مطابقة الافعال مع النصوص سواء كانت مخرجات هذه الافعال تشريعات، لان احيانا هذه الاغلبية او التوافقية تشرعن، وتتذكرون القرار رقم 44 لسنة 2010 الذي أشار بصريح العبارة، يجب ان تكون هناك محاصصة وعندما طعن به امام المحكمة الاتحادية العليا قضت المحكمة بعدم دستوريته، اذن هناك ضابط معين وهو الرقابة القضائية او السياسية وهي المجالس الدستورية، دستورنا في العراق بعد 2005 اتجه نحو هذا الاتجاه ووضع جهة معنية تتولى ادارة صراعات المصالح فيما يتعلق بنظام الدولة خصوصا ما يتعلق بتشكيل الدولة من خلال الفصل بين السلطات وعدم تجاوز سلطة على حساب سلطة اخرى، لكن ما جرى هو خلل التطبيق لان المنظومة القضائية هي جزء من هذا المجتمع ولا يمكن ان تكون طبقة منعزلة اطلاقا ويجب ان تنسجم مع هذا الكيان السياسي او المجتمع السياسي حتى تتمكن من الاستمرار بمسيرتها لذلك نلاحظ بعض الاحكام التي صدرت في الاغلب يعتقد انها احكام سياسية مسيسة وفي الحقيقة لا العمل الدستوري او القانون الدستوري هو وثيقة سياسية لذلك القرار والحكم الذي يتسم بطبيعة سياسية ليس بعيدا عن هذه التأثيرات، فالمشكلة الراهنة التي حصلت والبعض يعتقد ان القضاء كان هو الفاعل الاول في خلقها عندما تدخل في تمديد مدة الترشيح فالمشكلة بدأت عندما اقيمت دعوى الطعن بالانتخابات. المحكمة الاتحادية اعطت أمل للمعترض انها سوف تحكم بعدم شرعية الانتخابات وبقيت ثلاث جلسات ولمدد معينة ثم في النهاية تقول انها غير مختصة. عندما كنت في المعهد القضائي ندرس القضاة نقول له انك اول شيء تنظر فيه هو انك تنظر في اختصاصك، هل انت مختص ثم بعد ذلك تبحث في الموضوع فكيف محكمة اتحادية وهي تمثل النخبة، ثلاث جلسات تدخل في صلب الموضوع وتحيله الى خبراء ثم في الجلسة الاخيرة تقضي بعدم اختصاصها، هذا ناجم من فعل سياسي ولا استبعد مسألة الطائرة المسيرة التي ضربت منزل رئيس الوزراء والاحتجاجات التي كانت على ابواب المحكمة والرأي العام الضاغط، لذلك المشكلة تبقى تتفاقم طالما تنعدم الرقابة واقصد ليست الرقابة بمسماها وانما الرقابة بفاعليتها.

ثانيا اعتقد ان الإشكالية تنتهي عندما تتعرض المصالح الحقيقية للفاعل السياسي، الان هم لم يخسروا الكل منتفع لكن الصراع على ما سيزيد الغلة او خوفا من ان تقل الغلة، لذلك نرى انهم مددوا واعطوا وقتا لانفسهم. الوضع مستمر والكل مهمين على وزاراته والاستثمارات المالية والاقتصادية مستمرة. صاحب كتاب “لعبة الامم”، يقول القانون هو وسيلة دكتاتورية احيانا، الكل يتمسك ظاهراً بأهداف الديمقراطية والكل يتمسك بحقوق الانسان، كان النظام الليبي من الموقعين على كل الاتفاقيات الدولية المتعلقة بحقوق الانسان، لكن عندما تأتي لواقع الحال فهو بعيد عن ذلك، في بعض الامور يجملون واقعهم او يؤسسون لاستثمار اخر، حاليا طالما الشعب صامت ولا يخرج ولا يضغط عليهم ورأيتم ان قانون الانتخابات الذي عُدل تحت الضغط الجماهيري، حتى البعض الذي خرج هو الان جزء من الاشكالية السياسية. فاذا ما توفقنا في ايجاد مخرج لهذه المشكلة فأعتقد ان الحل يكمن في تعديل الدستور وتعديل الدستور يعتمد على الاستفادة من هذه المشكلة، اننا جعلنا الحكومة هي طفل قاصر بيد الوصي وهو مجلس النواب، علينا ان نكبره ونجعله يبلغ سن الرشد وهذه الحكومة تكون مستقلة أما بآلية انتخاب رئيس الجمهورية وتكون له السلطة التنفيذية من خلال جمهور الشعب عامةً وبنفس الوقت نعيد النظر بالاجهزة الضامنة لعدم الخرق الدستوري والتي هي تشكيلات المحكمة الاتحادية بقانون جديد وان تكون شخصية تشغل المنصب باستقلال تام وثانيا يوفر لها الضمانة ان تعمل بأمانة أعتقد هذه صورة قريبة للمعالجة.

د. صبحي الجميلي:

في الحديث الذي تم تناوله من قبل الدكتور عبد الجبار والدكتور اياد، بالفعل المواطن اليوم يسمع بقضايا جديدة عليه ما عدا موضوعة الكتلة الاكبر والجدل الذي حصل بشأنها، هناك موضوع الأغلبية الوطنية، وكذلك الأغلبية السياسية، وهناك كل يوم تضاف تحويرات وأسماء جديدة، السؤال هو ما مدى ان تكون اغلبية سياسية حاكمة فعلاً واقلية معارضة؟ وهذا ما تريد ان تراه الناس في ان تكون هذه الأغلبية السياسة الحاكمة مسؤولة، ويكون لها برنامج ومساءلة من قبل مجلس النواب؟ ما رأيكم وتعليقكم على ذلك؟

الكتلة الأكبر يتوجب ان تكون سياسية وليس اجتماعية

د. عبد الجبار:

المادة 76 من الدستور والتي تعبر عن خلل جوهري في منهج ونهج الحكم في العراق، صياغاتها لا اقول خاطئة ولكن كتبت باطار فكرة الكتلة وليست فكرة المواطن الفرد، فكرة ان الكتل تخشى ان تبرز اصوات ليبرالية مدنية في المستقبل وثم تحكم، اعتقد تم تدوين هذا النص عن دراية وعناية وليس اعتباطياً ولكن اصبحت هذه الكتلة قيد على من يحكم في العراق، لكن من يسترشد ومن يزعم ومن يطرح حجة ويتحدث في العراق عن كتل اجتماعية مكوناتية وليس برامج او مواقف سياسية فحتى المادة 76 لا تسعفهم لانها لم تتحدث عن كتلة اجتماعية بل تتحدث عن الكتلة الاكبر نيابيا. الان بالمقارنة والمقاربة مع الانتخابات الفرنسية، هل نحن قادرون على قول ان ماكرون يمثل “كتلة مسيحية” وماري لوبن تمثل “كتلة إخرى “ ام كلاهما يمثلان الشخصية الفرنسية ؟ ما اريد قوله ان الاختلاف في الانتخابات هو عبارة عن برامج، هذا اتجاهه يساري وهذا اتجاهه يميني، اما في العراق أقول هل ان الانتخابات عبارة عن برامج سياسية ام كتلية جمعية؟ العقل الجمعي ام الفردي؟ هم يتحدثون عن كتلة اجتماعية اذن من الذي يعطي الحجة الشرعية او المشروعية في زعامة الكتلة الاجتماعية هذا الامر من الصعب ان يتحقق، لذلك اقول إن الانتخابات عبارة عن استحقاقات لبرامج سياسية عددية وليس كتلوية يعبر عنها في مقاعد. قد تكون دولة متنوعة وفيها مكونات كثيرة وهذه مكونات اجتماعية طبيعية لكن الذي يعبر عن هذا المكون يعبر عن برامج ولا يعبر عن انتماءات اجتماعية: سنية شيعية كتلوية الخ..

عندما ندرس الطلاب في المرحلة الاولى في العلوم السياسية نقول لهم ان الانتخابات هي كتل اجتماعية موجودة، وفي الكتلة الاجتماعية الصغيرة الواحدة هناك يساري وهناك يميني وهناك متشدد، لذلك انا انوه وأنبه ان ما يطرح في موضوع الكتلة الاكبر عددا هي كتلة سياسية وليست كتلة اجتماعية.

اما بخصوص التوافقية والاغلبية، وتأييدا لما تحدث به الدكتور اياد العنبر، ان أحد الصقور يتحدث ويقول ان في النظم الرئاسية الرئيس يفوز والبقية يذهبون الى المعارضة، واقصد ان الحديث عن كتل اجتماعية تتحرك سينهي شيء اسمه التحول الديمقراطي في العراق.

خطر السلاح خارج الضوابط

القاضي سالم روضان:

المواطن اذا لم يأخذ زمام المبادرة فان الامور ستبقى على ما هي عليه، ولاحظنا في انتفاضة تشرين التي حدثت كيف اثرت، صحيح لم تكن التغييرات بمستوى الطموح لكنها حركت بعض الشيء، لكن ما اريد قوله اننا لغاية 2004 كان تعدادنا 23 مليون، الان عندما برزت قضية المساءلة والعدالة فهم ليسوا اكثر من 15 الف منتسب بالامن ومثلهم جهاز الامن الخاص وجهاز المخابرات ومجموعهم لا يتعدى 100 الف، السؤال هل تتخيل ان هؤلاء الـ100 هم من تمكنوا من اسكات صوت الشعب خلال فترة وجود صدام؟ كان الشعب ساكت ليس بيد الاجهزة الامنية بل كانت هناك جهة تملك سلاحا خارج ضوابط الجيش تأتمر بأمرة الحزب آنذاك، هذه منتشرة في بيتي وبيتك وبيوت الجميع، الظرف الحالي نفس الشيء، اذا اراد ان يخرج المواطن الان سيخرج ضد سين من الناس وهذا لديه سلاح والذين استشهدوا وجرحوا في الاحداث الاخيرة، لا اعتقد ان الجيش والقوات الامنية هي فقط صاحبة الفعل، هناك جهات رسمية وغير ورسمية والجهات التي دخلت بشكل رسمي هي ايضا تخضع لاوامر غير رسمية من خارج الجهات الرسمية، اذن من اجل ان لا نضع كل اللوم على المواطن نحتاج ان نثقفه ونعزز الصوت الذي ظهر وضرب، وها هو حال الدكتور ضرغام، ولاحظوا انه ضرب ولم يحاسب من ضربه، اذن نحتاج ان نثقف المواطن والمواطن يتثقف تلقائيا من خلال معاناته ويدرك كل شيء.

اذن نحتاج الى تثقيف واخذ المبادرة بالطعن امام المحكمة الاتحادية، كذلك نأخذ مبادرة اخرى نحرج بها الادعاء العام، أما مجرد المناشدة فلن يستجيب أحد لها، هناك إمكانية طلب تحريك شكوى قد يكون باسم حزب، وقد يكون باسم منظمة او باسم افراد، لان من مهام الادعاء العام هي مراقبة المشروعية، ونحن إذا حققنا مجموعة احكام قضائية لصالح الشعب من الممكن ان نتمكن من احراج الفاعل السياسي بنسبة معينة ومن الممكن ان نوفر على الاقل فسحة لمن هم موجودين وبعضهم مستقل لكنه لا حول ولا قوة له في مجلس النواب.

الخلاف الشخصي ودوره المعرقل

الاستاذ حمزة:

في الحقيقة هناك مسألة لم نتطرق اليها وهي جانب الشخصنة في العمل السياسي في العراق، ونحن اتفقنا بان لا وجود للمؤسساتية في العمل السياسي، هناك احزاب وهيكلية وديمقراطية وانتخابات لكن كل هذه الامور عندما نريد تجربتها على ارض الواقع نكتشف بان البعد الشخصي هو المسيطر. اذا لاحظنا ان جزءا من الازمة التي نعيشها هذه الفترة على صعيد انتخاب رئيس الجمهورية على سبيل المثال بالاليات التي حددتها المحكمة الاتحادية بثلثي اعضاء البرلمان وهذا صعب تحقيقه جدا ويكاد يكون مستحيلا في ظل هذه الازمة الموجودة بين الكتل والتحالفات، نجد ان الجانب الشخصي هو المسيطر على هذا الموضوع بينما يفترض ان يكون ببعد ديمقراطي مؤسساتي تراكمي، الخلاف بين الحزبين الكرديين مبني على اساس ظاهرا اي حزب له احقيته بالمنصب، الاتحاد الوطني الكردستاني يقول نحن لنا الحق في هذا المنصب باعتبار هناك اتفاق بين الحزبين بتقاسم السلطة في الاقليم وفي بغداد، الديمقراطي الكردستاني يأخذ مناصب الاقليم والاتحاد الوطني له منصب رئيس الجمهورية في بغداد، الان الديمقراطي الكردستاني يقول علينا ان نتجاوز هذا العرف، والخلاف ايضا بين السيد مسعود البرزاني وبين الدكتور برهم صالح وهذا يعرقل المسار، من المحق في الموضوع؟، وفي موضوع التحالف الثلاثي والاطار التنسيقي جميعنا يعرف أنه قبل الاتصال الذي اجراه السيد مقتدى الصدر مع الاستاذ نوري المالكي كان الفيتو على المالكي وجرت نقاشات والسيد الصدر جاء الى بغداد والتقى بالاطار التنسيقي في منزل السيد العامري لكن بقي الفيتو بأن يأتي الاطار معي ( أي مع السيد مقتدى ) ما عدا المالكي لكن بعد الاتصال بالمالكي اخذت القضية سياقا اخر وتعقدت اكثر، كنا نتوقع أنه بمجرد حصول الاتصال ستنفرج الازمة واذا بالازمة تتعقد اكثر، بالنتيجة هاتان القضيتان، قضية رئاسة الجمهورية وهي الان معرقلة بسبب خلاف شخصي وقضية تشكيل الحكومة هي ايضا معرقلة بسبب الكتلة الاكبر التي تنتمي لتحالف اغلبية يكون الشيعة فيه اقلية،كما يقولون، او تحالف شيعي شيعي ويكونوا في المحصلة الغالبية السكانية والغالبية البرلمانية، (أيضا كما يقولون) لا توجد سابقة في الديمقراطيات ان الخلاف الشخصي يكون هو المعرقل لمسار البلد.

الجهات الحاكمة لا تشعر بوجود مشكلة حقيقية

د. اياد العنبر:

في واقعنا، كل الطبقة السياسية والزعامات والحكومة حاليا لا تشعر ان هناك مشكلة حقيقية بقضية البلد، الرواتب موجودة والوضع على ما هو عليه، صفقاتها وامتيازاتها واستثماراتها، واذا كنتم تتذكرون في ازمة التظاهرات القوى السياسية كانت راغبة بابقاء عادل عبد المهدي وبقاء الوضع على ما هو عليه على امل وجود ترتيب معين للانتخابات، كانت هذه رغبة موجودة لدى القوى السياسية من اجل ان لا تعطي انطباعا انها تنازلت للشارع، الان يحدث نفس الشيء هم وجدوا بتغيير الحكومة فرصة ومتنفس لمعالجة الازمة الاقتصادية، أزمة الرواتب وأزمة كورونا لذلك تنازلوا بشأن تشكيل الحكومة. الان لا توجد أزمة ضاغطة خارجية ولا ازمة داخلية يمكن ان تجعلهم يفكرون بتغيير النظام الموجود، نظام الصفقات والاستثمارات. في الحقيقة شعار اغلبية القوى السياسية يقول “لنترك اخطاء الماضي ونرتكب اخطاء جديدة”، نحن لا نغادر الاخطاء ولا نريد تصحيحها لكن نبدأ بأخطاء جديدة، التوافقية خطأ وكل نتاجاتها خطأ، ضياع المحاسبة وضياع المراقبة وتقاسم المؤسسات وتوزيع دوائر الزبائن السياسيين، ضاع حتى مفهوم المواطن الذي تحدث عنه الدكتور عبد الجبار، الذين خرجوا للانتخابات على قلة عددهم اذا اردنا ان نعمل على احصائية دقيقة ليسوا من دائرة الزبائنية الخاصة بهم، هناك فرق بين زبون منظم وفرق بين من تشتت بادارة الامر وقد يكون الغرور وقد تكون الحماقة وكل هذه موجودة لدى الأحزاب المتنافسة، لذلك عندما نقول مشروع الاغلبية بداية حقيقية لكسر منظومة احتكرت العمل السياسي 20 سنة لم تنتج الا هذا الخراب والفوضى، من هذه النقطة لا نتوقع ان حكومة الاغلبية هي حكومة العصا السحرية نعول عليها بشيء واحد وهو كسر منظومة التوافقات وتؤسس الى عرف جديد وهذا ما نريده في الفترة القادمة، لان مشروع الاغلبية لغاية الان غير واضح.

موت هذا النظام المحاصصاتي يكون بتعديل الدستور الذي تحدث عنه الاستاذ سالم، ويحدث ذلك إذا كان الخطاب الى القوى السياسية والى الشارع توافقتم ام لم تتوافقوا، اغلبية ام توافق، يجب ان تكون الخطوة القادمة هي تعديل هذا الدستور بتوقيتات واضحة وصريحة دون مراوغة عدا ذلك سنبقى خلال الاربع سنوات القادمة كما قلت قبل قليل الانتخابات افرغت تماما من محتواها والمكسب الوحيد الذي حققناه منذ عشرين سنة هو ان لدينا أمل بتداول سلمي للسلطة بغض النظر عن مخرجاتها.

لم يحاسب القتلة

نجم القصاب:

بالتأكيد الاساتذة غطوا المواضيع لكن انا لدي ملاحظة بسيطة، انا اقول هي فرصة اخيرة للنظام السياسي وللدولة العراقية جميعنا عانينا من نظام صدام حسين والحكم القمعي والفردي الذي ابتلع الدولة، بالتالي لم يتوقع احد منا ان يأتي نظام او تغيير حكومة وتكون اسوأ من نظام صدام. الان في كربلاء هناك عوائل اعدم صدام حسين افرادها وتترحم عليه، لان الطبقة التي جاءت بعد سقوط صدام حسين اساءت في الحقيقة للمذهب وللدين وللعراق. في الانتخابات الاخيرة كنا نعول على الكثير من الطبقة السياسية خصوصا الطبقة المستقلة بعد ان تغير قانون الانتخابات من سانت ليغو المعدل الى الدوائر المتعددة لكن ما جرى في اختيار منصب رئيس الجمهورية وابتعاد المستقلين والبعض منهم تم شراؤه بأموال والبعض الاخر بتخويفه في الحقيقة اعطى يأسا للشعب العراقي بأن لا يوجد تغيير، وعدم وجود تغيير حقيقي لسبب واحد وهو كثرة القيادات والزعامات، الدينية وغير الدينية، وانا مع السيد مقتدى الصدر بعدم التحالف مع الاطار لان في الاطار هناك 9 قيادات وكل قائد وكل زعيم يريد وزارتين. انا اعتقد ان من الصعب على العراق الخروج من هذا المأزق ما لم تكن ثورة شعبية والثورة الشعبية لم تعد كما حصل في 2019، لاننا نعلم القمع والقتل والبطش والخطف من قبل المليشيات او جماعات موالية لجهات خارجية التي قتلتهم لكن لم يحاسب أحد، انا شخصيا مقتنع بشخص الكاظمي لكن لا اقتنع به لولاية ثانية لأننا نحتاج الى جرأة في اتخاذ القرار، الان نحتاج الى شخص من اهم صفاته هي الجرأة.

د. صبحي الجميلي:

لنبحث الان بعض القضايا والمخارج والحلول الممكنة في الوقت الحاضر، تم الحديث عن المحكمة الاتحادية قد تكون عقدت الامور بقرارها الاخير، هل هناك امكانية ان نرى موقفا جديدا من المحكمة الاتحادية وهي ترى وتسمع وتشاهد حالة الانسداد والاستعصاء والصعوبة وسموها ما شئتم، أن تقدم على شيء لمراجعة موقفا وتدقيقا، وهل تبرز امكانية فعلية للتفكير بصوت عال بموقف جديد للمحكمة الاتحادية بحل مجلس النواب ايضا وهذا قد يكون مطروح على جدول العمل عندما تصل الامور الى حالة عدم وجود حل جديد واوضاع البلد لا يمكن ان تستمر بهذا الشكل وايضا تطرح موضوعة الانتخابات المبكرة ؟

المصالح من يتحكم

القاضي سالم روضان:

المحكمة الاتحادية بامكانها الرجوع عن موقفها بدليل انها اصلا في القرار الاخير رجعت عن قرار سابق بخصوص تشكيل الكتلة النيابية الاكبر عددا في الجلسة الأولى. حسب رأيي النص لم يأت باغلبية الحضور وجاء باغلبية التصويت، المحكمة افترضت افتراضا انه طالما هو يحتاج الى ثلثين فيجب ان يكون هؤلاء موجودين، وهذا عطل عمل البرلمان، بخصوص حكومة تصريف الاعمال النص يقول تصريف الامور اليومية، الموازنة على سبيل المثال تتعلق بهم المواطن، راتب المواطن والاستثمارات واتاحة فرص العمل، وخصوصا الامور اليومية هذا جانب لغاية الان لا يوجد له تعريف قانوني او بنص دستوري بل يخضع لاجتهاد الفقه، على سبيل المثال الفقه المصري في مجلس الدولة المختص بالجانب الاداري اعطى توصيفا للحالات التي تكون فيها مسألة التصريف اليومية والتي اطلقوا عليها اسم تصريف الاعمال المؤقتة، ليس لدينا ضابط معين لمعرفة مدى حدود هذه الامور اليومية فقط في النظام الداخلي لمجلس الوزراء وهذا ممكن ان يتغير في اي لحظة لان من يصدره هو رئيس الوزراء شخصيا ويخضع هذا للاجتهاد، عندما تذهب الى المحكمة الاتحادية ستجدها تجتهد وثقافتها تنعكس في قراءة القاضي وقدرة القاضي على الاستنباط فهذه قدرة الرجل واستيعابه بهذا الشكل يرى الموضوع بهذا النص ويصيغه بشكل قرار.

لدي ثلاث ملاحظات ذكرها الاساتذة، فيما يتعلق بالخلاف بين الاحزاب الكردية او الانشقاق الكردي الذي اشار له الاستاذ حمزة، تفكير كردستان بالدستور وبالرئاسات هو امر ثانوي لان كيف ما يكون رئيس مجلس النواب او رئيس الجمهورية او رئيس الوزراء هم غير معنيين به، لأنه لا القانون الذي يصدره مجلس النواب يطبق في كردستان ولا القرار الذي يصدر من مجلس الوزراء يطبق في كردستان الا بقناعتهم هم، ولا القضاء العراقي لديه ولاية على اقليم كردستان كان لدينا فقط المحكمة الاتحادية تشمل ولايتها من اقصى الشمال الى اقصى الجنوب واخر تعطيل لها هو القرار الاخير بخصوص النفط، وهذا موضوع جدل وخلاف.

النقطة الثانية ذكر ان الامر خلاف شخصي بين السياسيين انا لا اعتقد ذلك بل الامر يتعلق بالمصالح، إذا كانت المصلحة تقتضي اللقاء فسيلتقون، اما إذا كانت المصلحة تقتضي الابتعاد فسيختلفون.

النقطة الاخيرة، تم القول باننا لا نقدر أن نتكلم لان السلطة تقضم الحريات، في الحقيقة يتوجب ان نؤشر دور القضاء، بالامس عندما فرح الناس بأمر اخلاء سبيل احمد ملا طلال في حين ان القاضي نفسه هو من اصدر قرار القاء القبض لم يكن قادرا ان يقول ابتداء بأن لا وجود لجريمة، اذن الضامن للحريات هو القضاء، اذا كان القاضي غير مقتنع بوجود الحرية ويعتبر أن كل كلام عليه هو اعتداء على المؤسسة. هناك فرق بين ان تعتدي على سين من الناس ويعد اعتداء على المؤسسة بينما الاعتداء على المؤسسة غير الاعتداء على شخص معين وكانما هذا الشخص اصبح محصناً.

قدرات كبيرة على حرف الرأي العام

د. اياد العنبر:

سأعود الى أصل الموضوع، القوى السياسية لا تعتقد ان هناك اشكالية ببقاء الوضع على ما هو عليه لذلك هم لا يفكرون بالحل، كل الحلول التي تطرح هي من دائرة منظومة السلطة للضغط السياسي وليس لحل المأزق السياسي، على سبيل المثال عندما نقول انتخابات مبكرة او حل مجلس النواب، كيف يحل مجلس النواب؟ وهل يبقى قانون الانتخابات نفسه؟ وهل تبقى هذه الحكومة نفسها والقوى السياسية معترضة عليها؟ هل مفوضية الانتخابات تبقى ذاتها التي اتهموها بالتزوير وغيره؟ بمعنى ان هذا الحل اطلاقا غير منطقي على ارض الواقع لكن ما هو غير منطقي ايضاً اننا نريد ان نحاسب هذه القوى السياسية المتنفذة بحلول منطقية، هم إذا ارادوا شيئا من الممكن ان يجدوا مئة تبرير كما قال الدكتور عبد الجبار انهم يتجاوزن التوقيتات الدستورية ويحددون توقيتات بأنفسهم، والبعض يقول ان التوقيتات مفتوحة وهذه توقيتات تنظيمية وليست حاكمة لضبط العملية السياسية. القضية الثانية المطروحة وقد تكون محاولة للدفع بأتجاه حكومة طوارئ، هذا انقلاب على بنية النظام من دون تبرير ولا اعتقد عليه اجماع، يقولون ان رئيس مجلس القضاء الاعلى يتولى الرئاسة، والسؤال من الذي يمنحه هذه الصلاحية؟ مجلس النواب بيد الزعامات وبكل صراحة اقولها هل يقبل السيد مقتدى الصدر والسيد مسعود البرزاني ان يعاد تسليم الموضوع الى رئيس مجلس القضاء الاعلى، لذلك من يطرح هذا الموضوع هم قوى الإطار، بالنتيجة ماذا سيحصل وما هي الخطوة التالية؟ كم هي المدة لهذه الحكومة وما هي مهامها؟

هناك مشكلة اساسية، من يحرك الشارع في هذه اللحظة، شارع مرهق ومتعب من قضية غلاء الاسعار، الان قوى السلطة تملك ماكنة حزبية وجيوش الكترونية قادرة على تحريف الرأي العام، هل المأزق الان يكون من خلال ان هذه الجولة لا أحد يفكر ان يكسبها. وفي هذه الجولة دعونا نتفق على مشروع لترتيبات الوضع القادم هذه بحد ذاتها قد تكون بوابة ومساهمة، كيف تقنع الناس فهذا الامر يحتاج تسويق وهذه مشكلة ثانية، تسويق النخبة ليس كتسويق احزاب السلطة اعتقد افضل حل هو ان نكون عنصر التقاء او احراج للقوى السياسية، يجب ان نفكر باعادة النظر بشكل النظام السياسي، هل يبقى نظاما برلمانيا  وتعدل بعض الفقرات داخل الدستور وهذا اسهل، او ان يكون رئيس الجمهورية منتخب مباشرة من قبل الشعب، اذا كسبنا هذين الطلبين بهذه الدورة الانتخابية اعتقد ان ذلك سيكون منجزاً كبيراً جدا يضاف الى تغيير قانون الانتخابات الى منجزات تشرين، كيف يكون الضغط الذي يجب ان نفكر به؟

نسير في طريق خطر جدا

د. عبد الجبار:

نحن ليس لدينا حكومة معروفة توصيفاتها كما نعرف التوصيفات في النظام السياسي بامريكا، إنهارت لدينا السلطة التنفيذية بوجود حكومة الطوارئ نحن الان أتعس من حكومة الطوارئ من حيث التوصيف العملي، حسابات ختامية غير موجودة والحكومة تقول نبعث الموازنة لكم إذا تريدون، برأيي ما أفتت به المحكمة كأنما شرعت قضية الكتلة الاكبر وموضوع الثلثين، مع العلم التعديل الاول للمحكمة الاتحادية كان بالاغلبية وقرار اخراج الامريكان ايضا بالأغلبية.

في الحقيقة نحن نسير في طريق خطير جدا، على اقل تقدير كمواطنين يجب ان نترك بصمة ونكون عنصراً ضاغطاً اما التعديلات التي تحدث عنها الدكتور اياد، هي صحيحة لكن هم الان ضربوا الدستور، فأقول ما يلي: ان النخب في ظل وجود قرارات محكمة وفتاوى ونصوص دستورية لم تلتزم بذلك فما بالك بموت الدستور؟

*******

الصفحة الثامن 

الكبريت ثروة طبيعية تستحق الإهتمام

إبراهيم المشهداني 

يدرك المهتمون بالشأن الاقتصادي أن الأرض العراقية المعطاء تشكل مخزونا ثريا لأهم الثروات الطبيعية خارج القطاع النفطي، ويمكن أن تكون لو أعير لها الاهتمام الكافي قاعدة اقتصادية واعدة، ذلك لأن الكبريت سلعة استراتيجية عالمية تستخدم في العديد من الاستخدامات الصناعية، فضلا عن كونه أهم عنصر كيميائي تجاري على المستوى الدولي..

  وعلى الرغم من اكتشاف الكبريت في العراق منذ خمسينات القرن الماضي إلا أن العمل على استثماره اقتصاديا قد تأخر كثيرا، فقد ظل استثماره مقتصرا على عزل الكبريت المصاحب للنفط في معمل استخلاص الكبريت في كركوك وبطاقة 150 ألف طنا سنويا رغم امتلاك العراق احتياطيا كبيرا من الكبريت الرسوبي، لكن التنقيب عن هذه الثروة من قبل الجيولوجيين العراقيين ولاحقا الأجانب كلهم اثبتوا أن الاحتياطي منه يشكل ثلثي الكبريت الموجود في العالم،  وان الاحتياطي في العراق يقدر ب 360 مليون طن فيما يقدر الاحتياطي العالمي ب 600 مليون طن مما يشكل 60 في المائة من الاحتياطي العالمي .

ومن الجدير بالذكر ان أول عمليات الاستثمار في قطاع الكبريت جرى في عام 1971 من قبل الشركات البولونية (سنتروزاب) واستمرت لعام 1990، وتشير معطيات وزارة الصناعة إلى ان هذا القطاع يشتمل على ثلاثة حقول كمية الاحتياطي في الأول 65 مليون طن فيما يشكل احتياطي الحقل الثاني 66 مليون طن اما الحقل الثالث فيحتوي على 224 مليون طن، ولكن الحقلين الأخيرين لم يجر الاستثمار فيهما لحد الآن.

إن مبعث الاهتمام بمعدن الكبريت يأتي من كثرة استخداماته في الصناعات الدوائية والبارود والمبيدات الزراعية وتعفير البذور الزراعية فضلا عن استخداماته في تنقية المياه التي تشكل حاجة محلية وعالمية متزايدة، ولهذا فإن الإنتاج في الكبريت والفوسفات يشكلان معا ثروة لا نظير لها في الكثير من الصناعات، فضلا عن القطاع الزراعي الذي يؤمن الغذاء لمليارات البشر في عالم مهدد بالفقر والمجاعة نتيجة الحروب والأزمات الاقتصادية، ومن هنا تأتي دعوة الحكومة العراقية إلى بذل المزيد من الجدية والاهتمام في الاستثمار في هذه الثروة. غير اننا لا نشك في أن ثمة معوقات كبيرة تواجه عمليات الإنتاج ومنها على سبيل المثال الأوضاع الأمنية الخطيرة التي واجهت وما تزال تتمثل في الهجمة الإرهابية وخاصة في محافظة نينوى (منطقة المشراق) والإهمال المتواصل من قبل الحكومات المتوالية بعد عام 2003 وغياب الاستراتيجية الاقتصادية التي تستهدف الاستثمار في هذا القطاع والموارد الطبيعية الأخرى باستثناء البترول التي اعطته الأولوية ولا ننسى ظاهرة الفساد الذي انتشر كالوباء في معظم أجهزة الدولة.

ومن المناسب التوقف عند تصريحات وزارة الصناعة حيث قدمت الشركة العامة لكبريت المشراق مقترحات بناءة لغرض معاودة انتاج وصناعة الكبريت ومنها توفير التخصيصات اللازمة على الخطة الاستثمارية لغرض نصب وتركيب المعدات  المشتراة سابقا ( لاتزال مخزنة في البصرة لعدة سنوات )، وكذلك تجهيز وتأهيل المناطق الصناعية لخط انتاج الكبريت المصفى والتي تبلغ كلفتها بحدود 179 مليار دينار وان الشركة المذكورة باشرت للمرة الثانية بإعداد دراسة جدوى وفنية وتجهيز ملف استثماري لمشروع انتاج الكبريت المصفى الا ان المشروع توقف بسبب ان مكتب رئيس الحكومة وجه في عام 2020 بترك القرار للحكومة المقبلة  وما زال مركونا على الرف. ولأجل تفعيل هذا المشروع بأبعاده الاستراتيجية نقترح الاتي:

  1. وضع الخطط الضرورية للتنسيق بين وزارات التخطيط والصناعة والزراعة ووزارة الصحة ووزارة النفط وبقية الوزارة ذات العلاقة والشركات الصناعية الوطنية والشركة العامة في المشراق لتفعيل عملية الانتاج بما يلبي حاجة الطلب المحلي.
  2. ادخال مكامن تواجد الكبريت للاستثمار المحلي والأجنبي إلى جانب الاستثمار الحكومي وادخال التكنولوجية المتقدمة لزيادة الانتاج وتحسين نوعيته لتحفيز الطلب عليه.
  3. تعزيز الدعم المالي للشركات الحكومية عبر ادراج التخصيصات الكافية في الموازنة السنوية لتحديث مكائن معاملها التي تقادمت وقلة انتاجيتها وتحسين اساليب عملها وتطوير كفاءة كادرها العامل وتحديث اداراتها.

**********************************

بين مؤيد ومعارض.. مشروع البصرة ـ العقبة بين جدواه الاقتصادية والبدائل المتوفرة

بغداد ـ طريق الشعب

يتواصل الجدل حول جدوى مشروع مد أنبوب لنقل النفط من حقول البصرة النفطية الى ميناء العقبة؛ فهناك من يرى المشروع يمثل أهمية قصوى للعراق باتجاه تنويع منافذ تصدير النفط الخام ودخول أسواق جديدة، فيما يعتقد اخرون ان لا جدوى اقتصادية من المشروع.

مشروع قديم

ويتمحور الجدل حول أهمية المشروع من عدمها، حيث يمثل الانبوب خيارا مهما في تنويع منافذ التصدير، وفي الحصول على حصص سوقية جديدة في السوق النفطية العالمية، وفي تجاوز الأثر المحتمل للتوترات الأمنية في مضيق هرمز الذي يمر من خلاله 97 في المائة من صادرات العراق النفطية، وفقا لأستاذ الاقتصاد في جامعة البصرة نبيل المرسومي.

واضاف في إيضاح في صفحته على فيس بوك انه “في ضوء دراسة الجدوى الفنية والاقتصادية التي قدمتها وزارة النفط الى وزارة التخطيط ومن خلال تحفظات الأخيرة يمكن تأشير الملاحظات التالية: ان مرحلة الدراسات والترويج للمشروع ابتدأت منذ عام 2011 بعد ان تم التعاقد مع الشركة الاستشارية (snc - Lavalin)، التي كلفت بالدراسة الفنية والاقتصادية للمشروع”.

وبيّن انه “في عام 2019 تم اعتماد مسار للأنبوب، مواز لمسار الخط الاستراتيجي من الرميلة الى حديثة، حيث تقع محطة الضخ (k 3) ومنها يمكن ان تتفرع انابيب التصدير في ثلاثة اتجاهات محتملة هي: حديثة – العقبة، حديثة – بانياس، حديثة – محطة القياس في فيشخابور على الحدود العراقية – التركية. وهذا يعني ان هذا الخط يوفر امكانية تصدير النفط الى ثلاث دول في آن واحد، وهي الأردن وسوريا وتركيا”، مبينا ان “طول الانبوب يبلغ 1657 كم، ويتكون من مقطعين هما (بصرة – حديثة بطول 685 كم وبطاقة 2.250 مليون برميل يوميا) و(حديثة – عقبة بطول 972 كم)، ويتضمن المشروع 10 محطات ضخ و3 مستودعات خزن في الرميلة وحديثة والعقبة بطاقة 19 مليون برميل، وميناء للتحميل في العقبة بطاقة مليون برميل يوميا، ومنظومة سيطرة ومحطة قياس”.

وتابع انه “سيتم تزويد مصر بنحو 65 الف برميل يوميا من ميناء العقبة من دون الحاجة الى مد أنبوب من العقبة الى الساحل المصري، فيما سيزود العراق مصفى الزرقاء باقل من 150 الف برميل يوميا وفق تسعيرة مرتبط بالاسعار العالمية يتفق عليها الطرفان”، منوها بانه “وفق عقد المقاولة تبلغ الكلفة الاستثمارية الكلية  9.022 مليار دولار، تضاف لها كلفة التمويل البالغة 1.895 مليار دولار، وبذلك تكون الكلفة الكلية هي 10.917 مليار دولار، تدفع الى المقاول بمعدل 1.819 مليار دولار سنويا، اعتبارا من السنة الأولى من التشغيل ولمدة 6 سنوات، بعد تشييد المشروع الذي يستغرق مدة 3 – 4 سنوات من توقيع العقد”.

واشار الى ان “وزارة التخطيط ترى صعوبة توفير هذا المبلغ سنويا ضمن التخصيصات الاستثمارية السنوية لوزارة النفط في الموازنة العامة، ولذلك تقترح الوزارة البحث عن آليات أخرى لتنفيذ المشروع خارج الموازنة الاستثمارية لوزارة النفط مع ان كل الخيارات الأخرى تكون مرتفعة الكلفة بما فيها نظام بوت، فضلا عن ان العراق يشهد حاليا وفرة مالية كبيرة بسبب الارتفاع الكبير في أسعار النفط، ولذلك يبدو ان هذا الاعتراض غير واقعي، ويفتقد ما يدعمه من مبررات مالية او اقتصادية”، موضحا ان “المشروع لا يشمل تشييد مصفى او مصفى ومجمع بتروكيمياويات في العقبة يمول من العراق، ولا يشمل مد أنبوب من العقبة الى مصر”.

ولفت الى ان “رسم المرور الذي سيحصل عليه الأردن من مرور النفط العراقي يبلغ 25 سنتا لكل برميل عند معدل تصدير ما بين 200 الف برميل الى مليون برميل يوميا”، مشيرا الى ان “الكلفة الاجمالية (الاستثمارية والتشغيلية ورسم المرور) لنقل النفط بالخط العراقي – الأردني في حالة تصدير 750 الف برميل يوميا، تعدل 2.4 دولار للبرميل، في حين تكون الكلفة عند التصدير بحرا 1.35 دولار للبرميل وترتفع الى دولارين عند تصدير النفط من البصرة الى جيهان”.

ونوه الى ان “صادرات العراق من ميناء العقبة الى الأسواق الاوربية والأمريكية تمر من خلال قناة السويس، ما يحمل العراق كلفاً إضافية بسبب رسم المرور المدفوع للقناة، ولكن صادرات العراق الحالية من النفط الخام من البصرة واربيل الى الأسواق الاوربية والأمريكية، والتي تصل الى نحو نصف مليون برميل يوميا، تمر أيضا من خلال قناة السويس”.

وأكد ان “الملاحظات التي أبدتها وزارة التخطيط تشير الى ان أسلوب تنفيذ المشروع هو EPCF وبموجبه سيوفر المقاول التمويل للمشروع، مما يعني ارتفاع كلفة المشروع، وهذا يتطلب توفير تفاصيل كلفوية دقيقة لكل أجزاء المشروع ومراحله”، مشيرا الى ان “الدراسة لم تأخذ بنظر الاعتبار الجوانب الأمنية في المناطق التي يمر فيها الانبوب في العراق والأردن، كما انها لم تتضمن دراسة تسويقية للنفط العراقي المصدر من هذا الانبوب الى الأسواق الاوربية والأمريكية والافريقية”.

رأي ثانِ

من جانبه، سجل الاكاديمي نجم الغزي ملاحظات عديدة حول المشروع، مشيرا الى ان الأنبوب المقترح لنقل نفطنا عبر العقبة الأردني مشروع ليس جديدا بل يعود للعام ١٩٨٣ بعد إغلاق السوريين الأنبوب العراقي إلى البحر المتوسط، وكان محاولة مستعجلة وغير مدروسة اقتصاديا في حينها.

وقال الغزي انه “لا توجد دراسة جدوى من مؤسسات مختصة حول المشروع”، مشيرا الى ان “مسار الخط طويل جدا، ويسير بمناطق مفتوحة تحتاج إلى جهود وكلف كبيرة لتأمينه”.

وأشار الى “صغر ميناء العقبة والساحل الأردني عموما، حيث يبلغ طول الساحل الأردني على خليج العقبة ٢٦ كم”، مبينا ان “العراق يصدر أكثر من 73 في المائة من نفطه إلى أسواق اسيا. وبذلك قد يصبح الأنبوب غير مجد لتصدير نفطنا إلى أوربا من خلال العقبة”.

وبيّن ان “هناك تحديا اخر يواجه الانبوب في حال تحميل نفطنا من ميناء العقبة فإننا سنضطر لدفع رسوم مرور عبور قناة السويس وهي تكاليف إضافية، يمكن تلافيها ان تم البحث عن منفذ اخر”.

بدائل اخرى

ونصح الغزي بـ”إعادة احياء وصيانة الأنبوب العراقي عبر الاراضي السورية الموجود اصلا منذ العام ١٩٥٢والذي ينتهي بميناء بانياس والذي أغلق عام ١٩٨١ هو أكثر جدوى حيث سيمكننا من تسليم نفطنا إلى المشترين الاوربيين والامريكان في البحر المتوسط مما يوفر علينا تكاليف عبور قناة السويس، إضافة إلى توفير الوقت والكلف”، مؤكدا ان “الخط يمكن تأمينه لوجود بنية تحتية لذلك منذ بناء الخط عام ١٩٥٢، ويبلغ طوله ٨٠٠ كم، بينما الخط الأردني المقترح يبلغ طوله ١٣٥٠كم”.

وحول توفير حاجات الأردن من النفط العراقي المقدرة بـ١٥٠ ألف برميل يوميا، أكد الغزي انه يمكن تأمينها برا او عبر أنبوب يصل للأراضي الاردنية حسب دراسات الجدوى، منوها الى ان “ما تقوله وزارة النفط من ان الأنبوب يمكن أن يوفر منافذ تصديرية لنفطنا عبر أفريقيا غير دقيق حيث أن مشتريات دول شرق أفريقيا من نفطنا ضئيلة جدا، ولا تستدعي هذه الكلف الكبيرة للمشروع”.

واقترح الغزي على “إعادة التفاوض مع الجانب التركي لزيادة نقل النفط العراقي عبر جيهان، ويمكن ان نحصل منهم على عروض أفضل خاصة مع وجود البديل السوري”، مبينا ان “هناك خطا لنقل النفط العراقي موجود اصلا بنته شركة ايني الايطالية عام ١٩٨٩ ينقل نفطنا إلى ميناء ينبع السعودي على البحر الأحمر، وتبلغ طاقته التصديرية مليون و٦٠٠ ألف برميل، وبطول ٨٠٠كم، وقد تم إيقافه بعد عام ١٩٩٠ وصادرته الحكومة السعودية عام ٢٠٠١، كجزء من تعويضات حرب الخليج. ويمكن التفاوض مع السعوديين لإعادته للعمل وهو بطاقة تصديرية عالية جدا”.

النفط توضح

وعلى خلفية الجدل المتواصل حول المشروع عقدت وزارة النفط، مؤتمرا صحفيا، اكدت فيه ان “المشروع قيد الدراسة الفنية ولم تتم إحالته أو إبرام عقد مع أي جهة”، مشيرة إلى “تغيير اسلوب تنفيذ المشروع من (Boot) إلى (EPCF)”.

وأضافت ان “ما تم إقراره في مجلس الوزراء هو استراتيجية وخارطة طريق لتنفيذ المشروع، ولم تتم إحالته أو توقيع عقد مع أية جهة، والدراسة بهذا الشأن تستغرق بعض الوقت، وسيتم ترحيله للحكومة المقبلة للبت فيه”، مشيرة الى ان “كلفة المشروع لا تتجاوز 8.5 مليار دولار”.

ونفت الوزارة وجود منشآت مصاف أو بتروكيمياويات داخل أراضي المملكة الأردنية الهاشمية بتمويل عراقي أو ضمن التزامات المشروع حاليا.

 ************************************

من تداعيات الحرب في اوكرانيا.. توقف الغاز الروسي وذهاب الاقتصاد الالماني نحو الانكماش

ترجمة الدكتور محسن القزويني

إذا توقفت إمدادات الغاز الروسي، بسبب استمرار الحرب في أوكرانيا، سيدخل الاقتصاد الألماني مرحلة الانكماش. هذا ما تتوقعه اهم المعاهد الاقتصادية الألمانية.

سيتراجع الناتج القومي الاجمالي في المانيا بمقدار ٢.٢ في المائة في عام 2023، لاعتماد المانيا بدرجة كبيرة عليه. وهذا ما يتنبأ به ستة من كبار المعاهد الاقتصادية الألمانية.

وحسب هذه المعاهد، ستبلغ خسارة الاقتصاد الالماني لعامي ٢٠٢٢ و٢٠٢٣ الى ما يقارب ٢٢٠ مليار يورو، وهو ما يمثل ٦.٥ في المائة من الناتج السنوي.

وفي هذا الخصوص يقول ستيفا كوثس نائب رئيس معهد (آي أف دبل يو) الاقتصادي: “اذا توقف تدفق الغاز من روسيا  فان الاقتصاد الالماني مهدد بالانزلاق الى  حالة من الانكماش القاسي”.

ان هبوط الناتج القومي الالماني سيكون متميزا في الفصل الثاني لعام ٢٠٢٣ وسيصل الى ٥ في المائة، قبل ان يبدأ الاقتصاد بالتحسن في نهاية السنة المذكورة. ومن هنا تأتي النقاشات الحادة بين دول الاتحاد الاوربي حول المقاطعة المحتملة للغاز الروسي، حيث تعتبر برلين من اهم معارضي هذه المقاطعة، معتبرة ان ايقاف الاستيراد الفوري للغاز، سيؤثر على السلم الاقتصادي والاجتماعي في البلاد. ولهذا فان عدم تدفق الغاز الروسي، وإمكانية إيجاد بديل له، أصبحا ملف جدل بين الاقتصاديين في البلاد.

لقد كانت برلين تعتمد قبل الحرب، بأكثر من ٥٥ في المائة من حاجتها على الغاز الروسي، واستطاعت تقليص هذه النسبة الى ٤٠ في المائة، وهي تضاعف مساعيها لإيجاد مجهزين آخرين. الا ان المانيا، لا يمكنها التخلي بالكامل عن الغاز الروسي قبل منتصف عام ٢٠٢٤ وقد بدأت في نهاية اذار بتفعيل خطتها العاجلة لضمان تزودها بالغاز الطبيعي، ومجابهة خطر توقف الامدادات الروسية.

لقد كشف المختصون في المعاهد المذكورة، ان الاقتصاد الالماني بشكل عام يمر بأوقات حرجة، في وقت يتم فيه رفع بعض القيود المفروضة بسبب وباء كرونا، التي تفترض ان تساعد على النهوض بالنشاط الاقتصادي. هذا بالإضافة الى الاختناقات التي تعاني منها سلاسل التوريد العالمية والتقييدات الجديدة المفروضة في الصين وصدمة الحرب في أوكرانيا. ان جميع هذه العوامل ذات أثر سلبي حاسم على الاقتصاد، سواء كان ذلك في جانب العرض او في جانب الطلب.

ان تبعات الحرب في اوكرانيا والتوقعات التي حددتها المعاهد الستة المذكورة تشير الى ان نمو الاقتصاد الالماني في ٢٠٢٢ سيكون بنسبة ٢.٧ في المائة، وليس ٤.٨ بالمائة، كما كانت التقديرات في تشرين الاول الماضي. وسيتزامن ذلك مع نسبة تضخم تصل، في الظروف الاعتيادية الى٦.١، وإذا توقف تدفق الغاز الروسي قد ترتفع الى ٧.٣ في المائة. وهذه النسب هي الاعلى منذ تأسيس المانيا الاتحادية.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

  • نشرت هذه المادة بالفرنسية في 13 نيسان الجاري مشاركة بين مجلة Capital و وكالة فرانس برس.

*********************************************

الصفحة التاسعة

نفذته مجاميع من المستوطنين بحماية شرطة الاحتلال

اقتحام جديد للمسجد الأقصى

وإصابات في صفوف الفلسطينيين

القدس ـ وكالات

اقتحم مستوطنون، صباح يوم امس، ساحات المسجد الأقصى، وسط حراسة مشددة من شرطة الاحتلال، بينما أصيب شابان فلسطينيان برصاص قوات إسرائيلية خلال اقتحامها بلدة اليامون، غربي جنين.

اخلاء المسجد

واندلعت مواجهات في المسجد الأقصى بين شبان فلسطينيين وقوات الاحتلال التي أجبرت الفلسطينيين على إخلاء المسجد، تمهيدا لاقتحام المستوطنين عبر مجموعات تضم الواحدة منها نحو 40 مستوطنا.

واحتج على الاقتحام العشرات من الفلسطينيين الموجودين داخل المصلى القبلي المسقوف، واستمر الاقتحام نحو 3 ساعات ونصف الساعة، قبل أن ينسحب المستوطنون وقوات الشرطة من المسجد.

اقتحام الاقصى

وقالت دائرة الأوقاف الإسلامية في مدينة القدس في تصريح مكتوب إن عدد المستوطنين الذين اقتحموا المسجد الأقصى امس الاثنين بلغ 561 مستوطنا.

وكانت قوات الاحتلال قد انسحبت مؤخرا من باحات المسجد الأقصى الداخلية بعد ساعات من محاصرة الفلسطينيين فيه، وذلك لتأمين اقتحام مئات المستوطنين ساحات المسجد.

وأظهرت صور نشرت على وسائل التواصل الاجتماعي اعتداء جنود الاحتلال على النساء، ومحاصرتهن داخل إحدى قاعات المسجد، وكذلك الاعتداء على رجال طاعنين في السن وأمام الكاميرات.

19 مصابا

وأعلن الهلال الأحمر إصابة 19 فلسطينيا خلال المواجهات في الأقصى، بعضهم أصيبوا بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، وآخرون أصيبوا جراء الضرب المبرّح في بابي الأسباط والمطهرة. وقالت الشرطة الاسرائيلية إنها اعتقلت 9 فلسطينيين بزعم أنهم رشقوا أفرادها بالحجارة.

إن اقتحام المستوطنين خلال الأسبوع الجاري يمثل حساسية خاصة، نظرا لتزامنه مع ما يسميه اليهود “عيد الفصح” الذي بدأ مساء الجمعة الماضي، ويستمر حتى الخميس. ودعت جماعات استيطانية إلى تكثيف الاقتحامات خلال فترة عيد الفصح.

مواجهات في جنين

وفي جنين، أفاد شهود عيان بأن قوات كبيرة من الجيش الإسرائيلي اقتحمت بلدة اليامون وحاصرت المنازل وشنت حملة دهم وتفتيش واسعة، ما أدى لاندلاع مواجهات بين الشبان الفلسطينيين وقوات الاحتلال التي أطلقت النار عليهم وأوقعت إصابات في صفوفهم.

وقالت وزارة الصحة الفلسطينية إن مواطنين اثنين أُصيبا بالرصاص الحي، وصلا مستشفى ابن سينا في جنين. وأوضحت الوزارة أن الإصابتين وصفتا بالخطيرة، وبينهما مصاب بالرصاص في الرأس والرقبة، في حين أصيب الآخر بالرصاص الحي في الظهر. ويشن جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ نحو أسبوعين، حملات اعتقالات وتفتيش واسعة في شمالي الضفة الغربية، يعقبها اندلاع اشتباكات مع الفلسطينيين.

الاحتلال يتحمل المسؤولية

من جهتها، حمّلت الرئاسة الفلسطينية الحكومة الإسرائيلية مسؤولية كاملة عن التصعيد في المسجد الأقصى، وطالبت الإدارة الأميركية بالخروج عن صمتها “ووقف هذا العدوان الذي سيشعل المنطقة بأسرها”. ودعت الخارجية الفلسطينية الإدارة الأمريكية إلى الخروج عن صمتها، والتدخل لوقف التصعيد الإسرائيلي.

 *******************************

الكرملين: أوكرانيا غير ثابتة في مفاوضاتها

موسكو - وكالات

قال المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، أمس، إن الجانب الأوكراني غير ثابت في المفاوضات، وموقفه متغير بشأن النقاط المتفق عليها.

وحول رد فعل الكرملين على تصريحات الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي بشأن مفاوضات كييف مع موسكو، قال بيسكوف في تصريح صحفي: “لا نريد نشر تلك الجوانب التي تمت مناقشتها خلال المفاوضات. وأن ديناميكية التقدم في المفاوضات الروسية الأوكرانية لا تسير بشكل جيد”، مشيرا إلى أن الجانب الأوكراني غالبا ما يغير موقفه بشأن القضايا التي سبق الاتفاق عليها بالفعل.

وقال: “العملية العسكرية الخاصة مستمرة. الرئيس الروسي قال مؤخرا إنها تسير وفقا للخطة التي تم وضعها. وفي الوقت نفسه، تتواصل الاتصالات على مستوى الخبراء في إطار عملية المفاوضات”.

وفي وقت سابق، وبالتزامن مع اقتراب القوات الروسية من إحكام السيطرة على مدينة ماريوبول بجنوب شرق أوكرانيا، قال زيلينسكي إن كييف ستعلق التفاوض مع موسكو، “إذا قتلت القوات الروسية آخر العسكريين الأوكرانيين الذين يواصلون القتال في مدينة ماريوبول”. وجاء ذلك بعد أن أعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية إيغور كوناشينكوف إن “فلول قوات المقاومة” محاصرة داخل مصانع آزوفستال لأعمال الحديد والصلب. وأن 1464 جنديا أوكرانيا استسلموا خلال القتال في المدينة”. فيما أكدت وزارة الدفاع الأوكرانية أن قواتها لا تزال تقاتل الروس في ماريوبول بعد قرابة سبعة أسابيع منذ محاصرة المدينة.

 *******************************************

الشيوعي السوداني: لا لتسوية تستهدف تصفية الثورة

الخرطوم – طريق الشعب

أصدر المكتب السياسي للحزب الشيوعي السوداني، أخيرا، بيان رفض لإجراء أي تسوية تتم بموجبها تسوية الثورة، داعيا إلى أوسع نهوض جماهيري لوقف ما يجري.

وذكر المكتب السياسي في بيانه الذي تلقت “طريق الشعب”، نسخة منه: “بعد انقلاب 25 أكتوبر اتفقت قوى الهبوط الناعم وحلفاؤها بالتعاون مع العسكر على الرجوع إلى الوثيقة الدستورية والوضع ما قبل 25 أكتوبر، بناءً على الاتفاق السياسي المبرم بين البرهان وحمدوك في 21 نوفمبر 2021 والذي رفضه الشعب السوداني. وظلت هذه الجهات تستعين بالقوى الإقليمية والدولية لمساعدتها على العودة إلى الشراكة مع العسكر، ونتج عن تلك التفاهمات المساعي للتسوية الجاري طبخها الآن. إن ملامح التسوية التي تسربت تدور حول ما رشح من اجتماع القاهرة للاتحادي الأصل مع الاتحاديين الذين كانوا مشاركين في نظام الإنقاذ، وما سمعه وفد الحزب الشيوعي من الآلية الثلاثية التي تركز حول الغرض من اللقاء الجامع لكل القوى السياسية دون استثناء، وأن الهدف من هذا الاجتماع هو التوصل إلى وفاق وطني لمناقشة الترتيبات الدستورية، وتحديد المعايير لاختيار رئيس الوزراء والحكومة وإجراء الانتخابات، وتحديد مهام مجلس السيادة والعسكريين، ولقد أكد ذلك ما ورد في خطاب الفريق البرهان الأخير بشأن تهيئة المناخ للتسوية”.

ولفت إلى أن “التسوية تسمح بإجراء انتخابات في ظل ظروف هيمنة العسكريين وحلفائهم المدنيين على مفاصل مؤسسات الدولة، وبمساعدة القوى الخارجية الاقليمية والدولية التي تراهن على المؤسسة العسكرية وقوى الهبوط الناعم لرعاية مصالحها، لذلك تخطط هذه القوى لإجراء هذه الانتخابات للسماح لها بالعودة لمواقع السلطة. إن الحزب الشيوعي يرفض بكل وضوح مشاركة جهات واحزاب رفضها الشعب السوداني وثار عليها من بينها المؤتمر الوطني والذين شاركوا معه حتى قيام الثورة، كما يرفض عدم وجود معايير واضحة وصريحة تحدد طبيعة وبرامج هذه القوى المعادية لأهداف الثورة وللمواثيق الدولية. ويؤكد الحزب أن التسوية المطروحة ستفاقم من تعقيدات الأزمة في البلاد، ولذلك ندعو جماهير الشعب السوداني والقوى الحية للتصدي بكل الطرق السلمية لهزيمة هذا المخطط الهادف لتصفية الثورة وتكريس الدكتاتورية والتبعية والتفريط في السيادة الوطنية”.

 ******************************************

الاردن.. مطالبات نيابية بطرد السفير الإسرائيلي

عمان – وكالات

وافق مجلس النواب الأردني، يوم أمس، على رفع طلب للحكومة بطرد السفير الإسرائيلي في عمان، احتجاجا على الاعتداءات الإسرائيلية الأخيرة في القدس. وأفادت وكالة الأنباء الأردنية “بترا”، بأن مجلس النواب طالب في جلسته، بطرد السفير الإسرائيلي في عمان؛ احتجاجا على الاعتداءات الإسرائيلية في القدس. ووافق المجلس على رفع مذكرة نيابية موقعة من 87 نائبا إلى الحكومة، تتضمن المطالبة بطرد السفير الإسرائيلي لدى المملكة.  وقال نائب رئيس الوزراء الأردني، أيمن الصفدي، إن الحكومة ستحمل القائم بأعمال السفارة الإسرائيلية في عمان، رسالة احتجاج وتحذيرا ومطالبة بوقف الانتهاكات للمسجد الأقصى. وأعلن الصفدي خلال جلسة مجلس النواب عن استضافة عمان يوم الخميس المقبل اجتماعا للجنة المنبثقة عن الجامعة العربية، للتصدي للاعتداءات الإسرائيلية، والتي تضم، إضافة إلى الأردن، كلا من مصر والسعودية والمغرب وقطر وتونس والجزائر، بالإضافة إلى أمين عام جامعة الدول العربية.

 ***************************************

إيران: الاتفاق النووي بعيد المنال

طهران - وكالات

قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده، يوم أمس، أن هناك أكثر من قضية عالقة بين إيران والولايات المتحدة فيما يخص الاتفاق النووي.

وقال زاده في تصريح صحافي، أن “الرسائل التي نقلها إنريكي مورا منسق الاتحاد الأوروبي في الأسابيع الأخيرة، قبل وبعد زيارته لطهران، أبعد من أن تمثل الحلول التي تخول الحديث عن اتفاق”. ويحاول مورا المشرف على المحادثات في فيينا تسوية النقاط العالقة المتبقية للتوصل إلى تسوية.

وأضاف زاده أن “الولايات المتحدة مسؤولة عن هذه التأخيرات لأنها تتباطأ في إعطاء رد يناسب إيران”. وللتوصل إلى اتفاق في فيينا، يطالب الإيرانيون الأميركيين بإزالة الحرس الثوري من لائحتهم لـ”المنظمات الإرهابية الأجنبية”، وهو ما ترفضه واشنطن حتى الآن. كما أن الهدف من مفاوضات فيينا هو إعادة الولايات المتحدة إلى اتفاق 2015 مع رفع العقوبات واستئناف إيران لالتزاماتها الواردة فيه. ولطالما نفت إيران سعيها لتطوير سلاح نووي.

 ***************************************

احتجاجات سريلانكا تزيح اقارب رئيسها من السلطة

كولمبو - وكالات

أزاح الرئيس السريلانكي غوتابايا راجاباكسا، أمس، اثنين من أشقائه وابن شقيقه من الحكومة بعد الغضب الشعبي حيال “سوء إدارة عائلته الحاكمة” للأزمة الاقتصادية التي تعصف بالبلاد، والدعوات إلى استقالته.

وتشهد سريلانكا أزمة اقتصادية سيئة جدا أدت إلى نقص في الوقود والغذاء والأدوية الأساسية، فيما تستعد حكومة راجاباكسا لمحادثات إنقاذ مع صندوق النقد الدولي.

وانقلب عشرات النواب على الإدارة، ورفضت أحزاب المعارضة الدعوات التي وجهها الرئيس للانضمام إلى حكومة وحدة، فيما يصر الاخير على أنه سيبقى في منصبه لتوجيه سريلانكا أثناء الأزمة.

ورغم ذلك، طالبت احتجاجات حاشدة ضمت آلاف الأشخاص الذين يخيمون خارج مكتبه المطل على البحر منذ اكثر من أسبوع، باستقالة راجاباكسا.

وتمسكت الحكومة الجديدة برئيس الوزراء ماهيندا راجاباكسا، الشقيق لأكبر لغوتابايا وزعيم الحزب الحاكم في سريلانكا، فيما استبعدت شقيقيه شامال وباسيل، وزير المال السابق.

كما تم استبعاد نامال، نجل ماهيندا الأكبر الذي كان يدير وزارة الرياضة، ويعد الزعيم المقبل قبل الأزمة.

 *********************************

قوى اليسار حذرت من خطورتها.. الحرب كوسيلة لسياسة الهيمنة الأوربية

اعداد: رشيد غويلب

في منتصف اذار الفائت، وفي مدينة فرساي الفرنسية، اعتمد رؤساء الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي وثيقة أساسية جديدة: ما يسمى بالبوصلة الاستراتيجية. تحدد الوثيقة اتجاهات السياسة الخارجية والأمنية للاتحاد الأوروبي. استنادا إلى تحليل أجري لأول مرة للتصدي للتهديدات المتصورة. وتم تقديم مجموعة كاملة من الإجراءات لتوسيع القدرات العسكرية. وفي حين أن الهدف كان بناء اتحاد عسكري قبل اندلاع الحرب في أوكرانيا، فإن الحرب كانت مناسبة لتسريع الجهود لتحقيقه. ويتم استخدام هلع السكان، جراء الحرب الجارية، لتنحية المخاوف المرتبطة بالمشروع جانبا.

تحدد الوثيقة امكانية تحقيق “مصالح” الاتحاد الأوروبي بشكل استراتيجي ومستقل. لقد تم توضيح هذه المصالح في الاستراتيجية العالمية 2016: يجب أن يكون الاتحاد الأوروبي قادرًا على تأمين طرق تجارته وطرقه البحرية المهمة في جميع أنحاء العالم، عسكريا إذا لزم الأمر. تتضمن البوصلة الاستراتيجية الهدف المرجو والأدوات التي تم عمليا توفيرها، وتلك “مطلوبة” بشكل إضافي في إطار استراتيجية شاملة. إن رسالة الاتحاد الأوروبي واضحة باعتباره سلطة مستقلة، فالاتحاد مجهز جيدًا للنزاعات المستقبلية حول مناطق النفوذ. ويتم تجاهل سياسة الحد من التسلح واعتماد الدبلوماسية بشكل كامل تقريبًا. ولطالما تفاخرت الاتحاد الأوربي في السابق بكونه سلطة دبلوماسية.

لا تؤدي عسكرة الاتحاد الأوروبي إلى زيادة احتمال أن تصبح الاشتباكات العسكرية والحروب جزءًا طبيعيًا من السياسة السائدة فقط، بل تؤدي إلى انعدام الشفافية وضعف الرقابة الديمقراطية. وتم تصنيف تحليل التهديد الذي تم إعداده في البداية على أنه سري للغاية بحيث لم يُسمح لنواب البرلمان الأوربي الاطلاع عليه. تتحدث البوصلة الاستراتيجية الآن عن “العديد من التهديدات” التي تواجه الاتحاد الأوروبي: “الإرهاب والتطرف العنيف والجريمة المنظمة وصولا إلى الصراعات الهجينة وانتشار الأسلحة وحتى الهجرة” غير النظامية”.

رئيسة المفوضية الأوربية أورسولا فون دير لاين، حددت في عام 2019 السبب الرئيسي لضرورة وجود اتحاد عسكري: التنافس المتزايد و “عودة” المنافسة بين القوى الكبرى، حيث لا يمكن للاتحاد الأوروبي أن يظل محايدا، لأنه في النهاية جزء من هذا الصراع التنافسي. هذا التصريح صادق. في الصراع على السلطة، لا يعتبر الاتحاد الأوروبي كيانا محايدًا يناضل من أجل قيم تبدو ظاهرة، ولكنه جزء من صراع القوى التنافسي المتصاعد على الأسواق والموارد ومناطق النفوذ. وفي هذا الصراع على السلطة، يريد الاتحاد الأوروبي أن يكون قادرا على القيام بعمل عسكري، عندما لا يعد التدخل الاقتصادي كافياً. وانعكاسا لصورة روسيا العسكرية، التي أعلنت في بداية الحرب العدوانية الحالية أنها تريد ان تتطور صناعيا في المستقبل، يعلن الاتحاد الأوروبي، باعتباره قوة اقتصادية أنه سيعزز سياسته العسكرية بشكل أكبر.

تقدم البوصلة الاستراتيجية قرابة 60 اقتراحًا، معظمها مصحوبة بجداول زمنية محددة. لقد حظيت خطة تشكيل قوة الرد السريع المؤلفة من 5 ألاف جندي بأكبر قدر من الاهتمام. ومن المخطط أيضًا السعي لإلغاء مبدأ الإجماع للقيام بعمليات عسكرية، والتوسع في المزيد من مشاريع التسلح فوق القومية للمشاريع الحربية عالية التقنية والإعفاء من ضريبة القيمة المضافة للمشتريات المشتركة لمنتجات السلاح.

في اجتماع القمة الاخير، أراد قادة دول الاتحاد الأوربي طمأنة بعضهم البعض بأن الجميع متحدون وراء هذه الاستراتيجية الأمنية العسكرية الجديدة. ومع اندلاع حرب أوكرانيا، أثير النقاش حول الدور الذي يجب أن يلعبه الناتو في هذه التشكيلة.  وبينما تدفع فرنسا باتجاه توسيع قدراتها العسكرية وتحديد المصالح الاستراتيجية بشكل مستقل عن الناتو، أي عن الولايات المتحدة الأمريكية، تصر دول أوروبا الشرقية على وجه الخصوص على توثيق العلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية.

كل هذه الإجراءات لا تخدم السلام ولا أية قيمة تستحق الاشادة. إنهم يشككون في الديمقراطية الليبرالية ككل. لأن العسكرة تسير دائمًا جنبا إلى جنب مع تفكيك الديمقراطية الليبرالية. في الواقع ان ما يحدث في الاتحاد الأوروبي يعمق الافتقار إلى الشفافية.

ان احتمال نشوب حرب على خلفية ما يعلن وحرب العدوان المستمرة والحروب الاقتصادية التي بدأت يجب أن تكون إشارة تحذير لقوى اليسار. لأن الحروب والصراعات على السلطة تدور في كل مكان على حساب الفقراء والعمال. ولكي لا يضطروا لدفع ثمنها بحياتهم وأطرافهم أو ممتلكاتهم، هناك حاجة إلى حركة سلام قوية. وعلى اليساريين أيضًا أن يختاروا موقفهم في هذا النضال: إلى جانب العسكرة ومن أجل مصالح رأس المال أو إلى جانب العمال والفقراء.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 عن مقالة وحوار موسع نشرا في جريدة “نويزدويجلاند” الألمانية، مع أوزليم ديميريل، عضوة البرلمان الأوروبي عن حزب اليسار الألماني، ونائبة رئيس لجنة الأمن والدفاع فيه.

***************************************

الصفحة العاشرة

أبو سرحان.. سليل نخيل ومياه البصرة

عبد الله صخي

“أنه المامش خيال يوالم إخياله أنه الضحكتْ جروحه بوجه كتّاله”

هذا ما كتبه الشاعر ذياب كزار (أبو سرحان) وهو يخاطب قاتلا مفترَضا قبل سنوات من مواجهة “قاتله الحقيقي”.

في أوائل سبعينيات القرن الماضي عرّفني كريم العراقي على أبو سرحان. يومها كان اسما معروفا في الوسط الشعري والفني. كان لقاءً عابرا، لكننا أصبحنا نلتقي كل يوم حين عملنا معا برفقة عريان السيد خلف في قسم التصحيح بجريدة “طريق الشعب”. جمعتنا لقاءات كثيرة خارج ساعات العمل، في مقهى أو مطعم أو بار أو نسهر بصحبة عريان في محل فاضل أبو النيون وسط البتاويين.

لا أتذكر أن أبو سرحان تحدث يوما عن نفسه ولا عن شعره بل كان ميّالا للحديث عن الشعراء الآخرين عراقيين وعربا وأجانب. عموما كان قليل الكلام، قاسيا على تطوير أدواته الشعرية رغم حنان أشعاره:

خيّوه وركات الخس

خيّوه خدود الترفه

خيّوه دورة محبس

خيّوه رسم الشفه

مرة، وكنا جالسين في مقهى بشارع السعدون، أعطاني دفترا من مئة ورقة بغلاف مقوى من النوع الذي يستخدمه الطلاب وقال: “هذه قصة شعرية أريد أن أسمع رأيك فيها”. فوجئت مرتين: الأولى باهتمامه القصصي، والثانية لثقته بي في وقت كنت ما أزال أحبو في ميدان القصة القصيرة ولم تتشكل لي ثقافة تؤهلني لإعطاء رأي بنتاج شخص سبقني عمرا وتجربة. كان قد كتب أغاني لأهم مطربي تلك الفترة: حسين نعمه، فاضل عواد، مائدة نزهت، فؤاد سالم وغيرهم. على الفور بدأت بقراءة القصة الشعرية (لا أتذكر عنوانها) وسرعان ما استغرقت فيها، نسيت نفسي تماما، ونسيت من حولى حتى انتهيت. حين رفعت رأسي رأيته يركز بصره علي وينتظر. جفل عندما صحت: “لا ... ليش خلصت؟”. ابتسم واستعاد دفتره. وبدا لي أن تلك الصيحة كانت كافية لأن تثبت له أنه كتب شيئا ممتعا وذلك ما كان ينشده.

أبو سرحان سليل نخيل ومياه البصرة التي ولد فيها، وسليل شعراء العراق الشعبيين الذين تركوا أثرا رفيعا في من جاء من بعدهم أمثال مظفر النواب، والحاج زاير. كان أبو سرحان يتغنى بهم ويفحص تجاربهم ويدرس تطورهم حتى توفر على أدواته الخاصة في الأغنية أو القصيدة.

في أوائل عام 1979 غادرتُ العراق، بعد اضطراب الوضع السياسي، إلى بيروت فوجدت أبو سرحان قد سبقني إليها. في عام 1982 اجتاحت إسرائيل لبنان ووصلت إلى بيروت. حاول الكثير من المدنيين مغادرتها إلى دمشق وقد نجحوا لكن القدر لم يسمح لأبو سرحان بالخلاص عبر نقطة تفتيش لقوات الكتائب عند مشارف المدينة. اعتقلوه وألقوه في السجن ولم نعد نعرف شيئا عنه. حاول كثيرون الوصول إلى معلومة مؤكدة حوله فوسّطوا شخصيات سياسية وأدبية فلم يفلح أحد. طوال تلك السنوات لم يغب أبو سرحان عن ذاكرتي صديقا نادرا وشاعرا مميزا، ولم تغب أغنياته ولا حكاية القصة الشعرية التي لا أعرف مصيرها.

 ***************************************

مانادم

محمد جواد الكعبي 

شريتك والليالي

شهود

بيه أسوت

الوادم 

أسمعها وتريد

أتگول

الأمير أشجابه

عالخادم 

بذهب شاريك

وأنت تبيع

اليحفر فرق

والرادم 

غليتك مثل روحي

شگد أنطيت

مانادم 

أبدايتها وملاني

أجروح

الله الساتر

القادم 

بانيلك أبالي

هواي

صفيت بفاسك

الهادم 

ضَحيّة وصرت

من جورك

صفيت القاضي

والعادم 

مايسوه العتب

وياك

أوديلك خبر

صادم

 ************************************

د . علي حداد في  “جمرُ اخضر” .. قراءة إستقصائية في الأدب الشعبي العراقي

شكيب كاظم

وأنا اجوس خلل عباب هذا الفيض المنهمر من التقصي والبحث والتنقير والتدقيق، الذي أغدقه علينا الدكتور علي حداد في مجال التراث الشعبي، وكنت وأنا أقرأ فصول كتابه هذا أناجي نفسي ايجهد مضنٍ هذا الذي بذله واي إخلاص حباه الله به كلي يطلع علينا بكتابه الذي عنوّنه بـ (جمر أخضر.. قراءات في الأدب الشعبي العراقي) الصادرة طبعته الأولى سنة 2017 وأمتد إلى أكثر من أربع مئة صفحة، لذا كان من حقه أن يفرح وأن يغتبط، وهو يرى بحثه أو مشروعه في دراسة التراث الشعبي العراقي، يتجسد حقيقة واقعة، ويدعه يأخذ مكانه اللائق بين القراء والباحثين في هذا اللون من ألوان البحث، والذي أخذ منه الكثير من الوقت والجهد والمراجعة. بعد أن يقرأ الدكتور علي حداد، آراء الدارسين لما عرف بداية بـ (الفولكلور) إذ يطلق عليه بعض الدارسين اسم (التراث الشعبي) وينعته آخرون بـ (الموروث الشعبي) أو (الثقافة الشعبية) المصطلح الذي يميل إليه الباحث معللاً ذلك لا لأنه الأحدث بل لكونه الأدل والأكثر شمولية، من دون أن يغيب عن البال مصطلح (التراث الشعبي).

قصيدة المجرشة ما شانها؟

وإذا كان النص المكتوب والفصيح عانى تعدداً في الروايات، وهو ما نراه في الشعر غالباً، فإن النص الشعبي الشفاهي غير المدون كان -لاريب- عرضة إلى الكثير من الحذف والإضافة، لذا غالباً ما تطالعنا الروايات المتعدد لنص ما، فضلاً عن نسبته لأكثر من شخص، وها ناتج عن الذاكرة الإنسانية التي تنسى ومن ثم محاولة الترميم، ترميم النص بما ليس منه أصلا وقد ضرب هذا التأرجح في صحة الانتساب وقصيدة من أسيّر القصائد الشعبية لا بل ملحمة  شعبية، تداولها الناس وشدا بها قراء المقام العراقي الأستاذ محمد الكبنجي، وقارئ المقام يوسف عمر إذ هناك من يؤكد ان قصيدة (المجرشة) الشهيرة التي جاءت على لسان امرأة عراقية لم يقف عندها الدارسون ولم يتوصلوا إلى حقيقة اسمها، فنظم على نولها الشاعر الشعبي المعروف الملا عبود الكرخي وقد قرأت ذلك بداية عقد التسعين من القرن العشرين، وهو ما يشير إليه الباحث علي حداد (فحين لا يقطع بنسبة متنها النصي الأول إلى شاعر بعينه يكون ذلك مدعاة إلى القول بتوافره على واحدة من السمات الأساس الدالة على  شعبيته تلك هي (غياب اسم المؤلف ومجهوليته) ولعل ذلك مما أطلقها في محيط التداول الشفاهي الخصب، قبل أن يتصدى لها الملا عبود الكرخي، ويعيد إنتاجها  بمهارته ونفسه الشعري الطويل، ولعله كان كذلك أول من وضع لها عنوانها). ص244.

لقد ضاع النص الشفاهي والمختلف في نسبته وظل النص المكتوب الذي نشره الكرخي تباعا في جريدته (الكرخ) سنة 1927  قبل ان يضمه ديوانه الصادر سنة 1933  وأرى أن الارتياب في نسبة القصيدة قد ساور العديد من الدراسين والباحثين، لكن خشيتهم من لسان الملا عبود الكرخي الباشط ، منعهم من الحديث بهذا الشأن، والأمر يشمل ما قوبل به صدور ديوانه هذا، وإذ كتب عنه وجوه البحث والكتابة والشعر ايامذاك مثل محمد بهجة الأثري، وفهمي المدرس ومعروف الرصافي وروفائيل بطي، وغيرهم، وما أظن ان ديوان شعر شعبي حظي بهذا الاهتمام كما حظي به ديوان الكرخي، ولو كان لغيره لما أهتم به أحد، وبالحري لما اهتموا به مثل هذا الاهتمام. وإذ يقف الدكتور علي حداد، وهو يدرس التراث الشعبي العراقي في كتابه هذا على مدى نحو قرن من الزمان، مقسماً إياه إلى ثلاثة أقسام، يقف عند ما سماه مرحلة التأسيس والريادة، ليؤرخ فيه لكتابات الدارسين منذ العقد الأول من القرن العشرين، وحتى اقتراب أربعيناته من نهايتها، لعلاقة ذلك بوفاة الأب انستاس ماري الكرملي سنة 1947 وقد فتح صفحات مجلته الرائد (لغة العرب) لكتابات معروف الرصافي ورزوق عيسى ويوسف غنيمة ومصطفى جواد وطه باقر وغيرهم فإنه يتناول  في المرحلة الثانية الذي اطلق عليها اسم مرحلة الترسيخ واستقصى فيها الدراسات التي أنجزت خلال عقود الخمسينات والستينات والسبعينات من القرن العشرين، سواء أكتبها باحثون أو أدباء من جيل المرحلة السابقة، أم من جاء بعدهم من كتاب جدد، فإنه يتناول بل يدرس جهود الأستاذ الباحث والمترجم الرصين كاظم سعد الدين وكذلك إنجازات الباحث الموسيقي حسين قدوري، في حقل معين هو الخاص بالطفل الذي أتحف المكتبة بكتابه الموسوعي (لعب وأغاني الأطفال الشعبية في الجمهورية العراقية) والذي صدر بثلاثة أجزاء.

موروث شفاهي

يرى الباحث الدكتور علي حداد، وهو المهتم بالتراث الشعبي، والذي أصدر أكثر من كتاب في هذا الباب ومنها كتابه (ديوان الطفل في الأدب الشعبي اليمني) الصادر في عدن سنة 2006  مشيراً إلى أن له عديد الكتب عن الحياة الثقافية اليمنية، وهي نتاج لعمله في جامعة صنعاء سنوات عدة والمؤسس لرابطة دراسات الثقافة الشعبية في اتحاد الأدباء والكتاب في العراق، يرى ضرورة تعهد هذا الموروث الشعبي الشفاهي بالعناية اللازمة من خلال استحداث أقسام في الجامعات العراقية لدراسة وتدوين هذه الثقافة الشعبية، التي ظلت الأكاديمية العراقية تدير لها ظهرها في حين اهتمت به عديد الدول العربية مثل: مصر والجزائر والسودان والسعودية ودولة الإمارات العربية وتحديداً إمارة الشارقة فأنشأت معهد التراث الشعبي. لذا فإن الباحث الدكتور علي حداد يطمح- ومن حقه ان يطمح جزاءً وفاقاً لما بذل من جهد مضن ورائع في الآن ذاته- أن يكون كتابه هذا (جمر أخضر. قراءات في الأدب الشعبي العراقي) الذي أهداه إلى الأستاذ: كاظم سعد الدين، وباسم عبد الحميد حمودي، البقية الطيبة من أولئك النبلاء الذين استوقفهم هذا التراث الخصيب، يكون مادة في منهجية درس أكاديمي قد يتحقق ظهوره في أفق الثقافة العراقية، ولو يعد أكثر من حين ولأجل ذلك فقد كان التمسك بالآليات البحثية دابا متواتراً، لعله  بدا ناصع الكشف عن نفسه في (آلية التهميش) المتبناة باستفاضة بينة وبدقة صارمة، حتى استحال(الهامش) بقصدية ندعيها متناً آخر وكان ذلك أمراً استوجبته الأمانة العلمية والمجادلة المعرفية التي  (تحايث) المتن  وتباصره بما لديها). تراجع ص 11.

فتح رصين

 إن كتاب (جمر أخضر. قراءات في الأدب الشعبي العراقي) لمؤلفه الباحث الدكتور علي حداد فتح رصين  في هذا اللون من الوان البحث استقصى فيه – وبدربة وتمكن- الثقافة الشعبية العراقية على مدى القرن العشرين، والعشر الأُوَل من القرن الحادي والعشرين واقفاً عند اساطينه فضلاً عن دراسة استقصائية عن شعر المرأة العراقية، اردفها بأخرى عن العلامة الشاخصة في الشعر الشعبي العراقي، إلا وهو الشاعر عريان السيد خلف، وقد أحسن الوصف إذا نعته بـ ( اللقية الجديدة المصنوعة من ذهب أصيل) ليكون الختام مسكاً بـ (سالفة من سوالف) أي حكاية من حكايا قريتنا وهي حكاية واقعية بلهجة ريف أهل الكوت، رواها لنا الدكتور علي حداد مؤرخة لأجداده وذويه.

 **********************************

غيمه

سامي عبد المنعم

امغيمه روحك ...

مدري وين اتريد تمطر

چلچل الليل ... ورچه اهمومه عليك

بعد ما واحد يجيك

وحدك ... بابره تحفر ساجيه ...

ابوجه العطش

وكلك تعب من الجدم للراس

وحدك... لا نديم ايحس غربتك

بس دبيب الكاس

ظلمه ... كلش ظلمه حندس

والشوارع خاليه ومابيها كل حس

وانته دايخ ...

مثل اخر نفس ... من اخر جگاره

وحدك انته صاحي بين الناس ...

والباقي سكاره

اتريد تنحت من ثلج روحك مناره

وتدري بيها اتذوب من ضحكة شمس

ضايج ... او مليت من تكرار يومك

شگگيت اوراق كاتبها امس

اطول امنلموت ليلك ...

او روحك امنلظيم ماتحمل لمس

مثل شمعه ذابت الوحدها ...

وابليلة عرس

الناس نامت ... والصبح گرب يجي

وانت ابغربتك ...

ياخذك موال ... واتردك عتابه

تحلم ... البغداد ترجع حته لو صارت خرابه

تنرسم گدام عينك ...

كل شوارعها وازقتها الحزينه

تنتظر منك وفه ... واتگلها اجينه

اتسافر البغداد وحدك ... حيل وحدك

تفتر اعله البوب وحدك

تتعب اچفوفك امنلدگ ...

او لا واحد ايفكلك باب

انته والشارع عرف ...

بس الوكت چذاب

كل يوم ابمزيقه ... ايبدل احباب

افتريت ابشوارعنا القديمه

انشد على الغياب

ايجاوبني صفير الريح ...

ايگلي لازم تستريح

شاستريح ...؟

ابراسي كل طرة فجر ...

ديچ العراق ايصيح

حنيني... ايطش اذان ويه الصلاة و ايصيح

بس اشكثر صلفه الريح ... ؟

اتعاكس سفن روحي ابكل نذاله

حته اطيح

ويرجع الصوت باذاني

ايگلي ... لازم تستريح

ولا اتضل وحدك اتفكر بالاماني

گتله ادري ...

بس تعال ... اشلون اسكت عزف گلبي ...؟

او منهو يگدر ...

ايسكت ابروحي الاغاني

 **********************************

موالات

مهداة لأبنائي الحبيبين الشهيدين العميد”حسام” والشابة “رسيل/أم مصطفى” مهجة القلب والروح، وقرة العين:

داود سلمان الشويلي

موخوش بيّه الوكت جار وعليه ظــَلم

من ڰبل نوره علينه سطع، وسّاع هوه ظلم

ݣلبي عليكم رڰـد واليوم هو انظلـم

من حيث جار الوكت بيّه وتوزع وصل

صرت آنه ببچاي ألحم، وداري، وصل

بلچي يعود المضى عني ويرد ويصل

عني مضوا للأبد، وبعيد والله ظُلم

*****

يا دنيه عني إبعدي وليغاد شمري شمر

ما ظن عزيز الڰلب عني جفانـــي و يُمر

ببچاي حتى الحلو بلهاتي صاير شمر

من بعد ذاك العسل بالحلڰ يصفى زهر

الورد السڰيته كبر بعدك وخضر زهر   

يردوني أفرح بعد والروح بيها زهر

تشتمر عني بعيدٍ إشلون شمره شمر

*****

يا ساكنٍ في النجف جاني نداكم هله

هلهل لكم صوتـــي من البُعد هلهله

بالڰلب انتم هله،وبالروح يـا مِيت هله

دهري عليّه هجم وبسطرته حامي

ولا واحدٍ بالحچي حماي إلي حامي

شوڰي لكم يا مهجتي نارٍ ولكم حامي

“رسل”و”حسام”الهلهلو بالعيد وهلاله

**********************************

الصفحة الحادية عش 

كتابان جديدان

*العبودية والصنمية بين ايتيان دولابوسي و د. عبد الجليل طاهر/ كتاب جديد للدكتورة رهبة اسودي حسين. صدر عن مكتبة النهضة العربية- بغداد. يقع في ثلاثة فصول: عبودية واصنام، أوهام طوعية، سلاسل الطغيان وسدنة الاصنام.

سبق للمؤلفة ان درست موضوع (المثقف والسلطة) دراسة وافية.

*الباحث المغترب والمقيم حالياً في لاهي الأستاذ جاسم المطير اصدر كتابه “مسامير” في ثمانية مجلدات تناول فيها جوانب حية لمعاناته في سجون نقرة السلمان والبصرة وذكريات عن العراق والاغتراب وما جرى في العراق بعد 2003.

 ***********************************

حسب الشيخ جعفر.. أتعب نفسه في اختراق المحاصرة

د.جمال العتّابي

ها أنت ترحل رحيلك الأبدي يا عاشق الماء والنخل، أيها المنطلق نحو سماء الأبدية، فقدناك ياحسب الشيخ جعفر، بعد أن كنت منيراً لأمسيات الشعر والأدب، بأحاديثك، ومنطقك العفوي، وتجربتك الغنية، كنت حر العواطف، ساخن الود، أنيساً صادقاً، ولئن فقدك الكثير من أصدقائك ومعارفك، وقرائك، فأن تراثك الشعري الأصيل، وأفكارك وتجاربك، ورياداتك الجريئة باقية، راسخة، تطل علينا شامخة متوهجة عنيفة في قصائدك.

وعبر حياة ملأى بالإجتهاد والمثابرة، وجد حسب الشيخ جعفر منهجه، وطرازه الشعري الخاص، هذا الشاعر الذي ولد في العمارة، وإستقر مقامه في بغداد، حمل إرادة الإنسان الطيب، المتحدي للجمود والتقليد، وكانت رحلة الثمانين عاماً حافلة بخفقات ذلك القلب الرقيق، الذي أحب الناس، وعانى من أجلهم حتى توقف وجف الخفق.

حسب شاعر مجدد، لذا يقف في طليعة الشعراء العرب المجددين، وشعره يحظى بإهتمام النقاد، والدارسين، والقراء، لما فيه من حداثة، فإذا كانت هاتين الخاصيتين هما أبرز خصائص سلوك وشعر الشيخ جعفر، فإن الخاصية الأكثر عمقاً هي ان الشاعر أسهم في إثراء حركة الشعر العربي، عبر تطوير القصيدة المدوّرة، إمتداداً للشعر العربي في أغلب مراحله. وتكشف نصوصه تواصله الدائم مع المنجز الإنساني، وتأثره بالمنجز الشعري العالمي الحديث.

وإذا كان الشعر بالنسبة لحسب زادهُ في رحلته العميقة المتعبة، فأن فرادة صوته، وإنفتاحه على ميادين المعرفة والفنون، وضع حسب في مرتبة الشعراء الكبار بعد الشاعر السياب.

لم يفرّط الشيخ جعفر بمنزلته الشعرية، والإنسانية، ولم يتنازل عن الحقيقة يوماً على حساب الشعر، والحب، والإنسان، على الرغم من محاولات النيل من تجربته، وتشويه تاريخه الشخصي، هذه المحاولات من (البعض)، لا تعرف حجم المعاناة التي عاشها الشاعر، فإختار البديل الاصعب في بلد مجاور، ثم عاد إلى العزلة مكتفياً بطعمه الخاص شعراً وسلوكاً. فكان يخفي في تجاويف وجهه، الوحدة، والحزن، والغربة. ذلك ان حسب بكل براءته، يشعر  دائماً بالخوف، ثمة كوابيس تلاحقه، فأتعب نفسه في إختراق المحاصرة، لم يجد سبيلاً لذلك غير الشعر، بمقدوره أن يقوله بلا تردد، لقد إكتشف ان الجنس والمرأة، يمكن أن يكونا جزءاً من القضية، والحرب التي ينبغي  أن يشنها من أجل تحرر نفسه، وتحرر المرأة، تتوجه لإقتلاع جذور التخلخل الإجتماعي، و نحو الظلام، والقمع، فكانت قصائده جريئة ومباشرة في هذا الميدان، إخترق بها الحصار، متناسياً الجراح التي في أعماقه :

قلت: خذني وردة تبتل في ليلة صيف

نهراً أهوج كالثور، إخترقني مثل سيف

جسدي ظبي جريح

وسريري ضائع كالبادية،

فخذ السرّة، وفَخذي صارية

جسّد حسب الجوع الجنسي الذي يتآكل أعماق الناس، رغم إدعائهم العفّة، والإنحراف الذي يتولد في كل مجتمع مغلق، كما ان شعر الشيخ جعفر قد إتسم بالأصالة والصدق، والإخلاص، وخرج على قيود التكلف، وإختط لنفسه مسالك جديدة في صميم حياة العصر. ومن دون شك، فأن دراسته في الإتحاد السوفيتي فتحت الطريق أمامه للتعرف على المذاهب الفلسفية والإجتماعية العالمية، فأثّرت في شعره، وكشفت له عالماً جديداً متحركاً.

لذلك لم يكتب حسب الشعر للوطن وحده، بل تجاوزه إلى أفق إنساني، لقد وظف حياته، وشعره لأنبل الغايات، فكان الشاعر المبتكر حقاً.

مشهد الحضور .. تمثّل نثري لرحلة «الطائر الخشبي»

ريسان الخزعلي

أيها “الطائر ُ الخشبي”

لم تَعُد لجناحيك َ فسحة ٌ في السماء. سيدة ُ سومريّة ٌ تغتسل ُ

الآن َبمياه ِ الأهوار ِ أصابعها تُمشّط ُ شعلة َ السواد ِ، والقمر ُ

الجنوبي ُّ مستأنس ٌ بهذا العُري الجديد. السيدة ُ تجمع ُ ضفائرها

وتدسّها في البريد ِ السياسي الذي كان َ بين َ جذوع ِ النخل ِ أو في

الجذور. ترسلها إليك َ مع َ خمرة ِ / سيدوري / لعلّك َ تجد ُ النشوة َ

الأزلية َ بهبوط ٍ / أورِفي ٍّ / جديد.

في المناقع ِ ينبت ُ زهر ٌ جميل ٌ بخضرته ِ ازدهت ِ الطيور ُ، تنقره ُ

وتُعلّي قريبا ً من شجْرة ٍ هي خفقة الروح. إن َّ كفّيَّ أبيك َ التي

شققتها المناجل ُ، والخدوش ُ التي عليها هي َ الآن َ أكثر ُ بياضا ً

من فضّة ِ العرْس ِ، يرفعها في الحلْم ِ عاليا ً كي تقطف َ التمر َ

من  / نخلة ِ الله ِ / المُعلّقة ِ بين َ قلبك َ والسماء.

إن َّ / ابن َ جودة َ / الآن َ يسكن ُ مقبرة ً خلف َ بغداد َ يزور ُ

الحالمين َ ويسأل ُ عن الرفاق ِ معتذرا ً عن حضور ِ الوليمة.

أيها الطائر ُ المرمري.

مررنا عبر َ حائط ٍ قديم ٍ، وجدنا وجه َ / لينا / قد تشظّى في

المرايا، ولم تعُد تلك َ الصبيّة ُ التي سألت ْ عن خدوش ِ قلبك َ،

وجدناها وحيدة ً آنستها الزوبعة ُ الثلجيّة.

/ جنان ُ / ماعاد َ أبو نؤاس ٍ يراها. وهذا / رماد ُ الدرويش ِ / بخور ُ

العرائس ِ كل َّ ليلة ٍ، والراقصة  ُ لا تعرف ُ القفز َ في ساحة ِ العرْض ِ.

لم نعُد ْ منتشرين َ في المقاهي، ولم نشرب ِ الشاي َ فيها، وفي وجهك َ

يموج ُ الصمت ُ وطولك َ طود ٌ فرعوني ٌّ ترصده ُ العيون ُ عن بعد،

وبعزلة ٍ بين َ يديك َ / كران ُ البور ِ / يعزف ُ مرثيّة َ الخسارات، قديمها

وجديدها.

لا نور َ يقود ُ إلى / أعمدة ِ سمرقند َ / وأنت َ تعدّها واحدا ً واحدا ً.. كيف َ

رأيت..؟

لا / حانة َ دائريّة ً / ولا صالة َ استراحة ٍ، سوى أدغال ٍ في ممر ٍ قديم ٍ،

توقظها صفّارة ُ الحارس ِ الليلي. وهذا تمثال ُ الشاعر ِالواهن ِ في ركن ٍ

منسي ٍّ من الحديقة ِ، يشبهُك َ ولا يراك َ.. يأخذ ُ من كأسك َما تبقّى،

والمجانين ُ كذلك َ يسألون َ الجدار َ.. أين َ المُتأخر ُ الوحيد ُ في الليالي

المقمرة..؟.

لم نر َ / زرقة ً هامسة ً /..، لقد ورثنا الرماد َ وهذا الأنين َ الذي يُحشرج ُ

في الوريد.

زوارق ُ / احفيظ / الذهبيّة  ُ، آخرَ الليل ِ لم يَخف ْ منها حتى الصغارُ،

والأقدام ُ تركل ُ التل َّ تجس ُّ نبض َ القوّة ِ الأولى الخرافيّة ِ، والخنزير ُ

يمرق ُ على مرأى صبي ٍّ  بلا دهشة.

يمر ُّ النهار ُ من دون ِ / توقيع ٍ / ومن دون ِ / إقامة ٍ على الأرض ِ /..،

نحن ُ معلّقون َ  على وسادة ٍ من غيوم ٍ / تواطؤاً مع الزرقة ِ /

 كي نلحق َ الطائر َ الخشبي ، وأنت َ تقرأ ُ / البرق َ احتطابا ً /...

*****************************

قصة قصيرة.. طقوس

تأليف: كارلا سواريز*

ترجمة: خضير اللامي-السويد- خاص

في كل مساء يوم سبت، يلتقون، مجدولي الشعر، وبعضهم محلوله؛ وبإيقاع متزامن.  ولكن، ذات ليلة تغيّر كل شيء.

ففي مساءات يوم السبت هذا، يقومون بتجديل شعر رؤوسهم.الجميع يرتدي باروكة شعر طويل، ومن ثمة يذهبون معا إلى ممارسة عملية طقوسهم.آخذين عهد صمت، بقيامهم الجلوس، مشكلين بذلك دائرة على الأرض. كل واحد منهم يجدل شعررأسه على وفق ما يريد. وحين ينتهون من عملية التجديل هذه، ينطلقون بالإتجاه المعاكس، حيث يحلّون تجديل شعر رؤوسهم. ومن ثمة، يجلسون يلفّهم صمت مطبق، بإستثناءعملية تجديل الشعر، أوعدم تجديله.

واللغزهنا، يتطلّب إيجاد دقة إنتهاء تزامن الإيقاع، في الوقت،  ذاته يكونون فيه، قادرين على تحريك إتجاه الدائرة من دون توقف. وكان زمن المساء ينقسم الى حصص، وخلال هذه الحصص يتمتعون فيه بوقت للدردشة. وهم فضلا عن ذلك، لا يحترمون أولئك الذين يتناولون الخمر،  يوم كلّ سبت، كما لا تستهويهم آخرالرقصات الجنونية. وفي هذا اليوم بالذات، يكرسونه بضفر شعر رؤوسهم حسب: فهذا يجدل شعر رأسه، والآخر لا يفعل ذلك. وفي نهاية اللقاء يغادرون، وهم محلولو الشعر، ومن ثمة ينفقون إسبوعا بإنتظار حلول يوم السبت القادم. ليربطوا أنفسهم كما خيوط ويغيّرون الإتجاه، وينتهي كل شيء.

يبدأ اللقاء، في الساعة الثامنة مساء كل يوم سبت، ويصلون بهدوء إليه، أحدهم بعد الآخر، ومن ثمة يجلسون على الأرض، مشكلين بذلك حلقة منظمة. وذات ليلة، وصل أحدهم متأخرا عن الوقت المحدد تماما. وحين وقف على عتبة الباب، راحت نظراتهم تحدّق فيه. كانت جمجمته مستديرة وتلمع، وتذكّرنا بأساتذة الكرة الأرضية، في القرون الوسطى الذين يحاولون أنْ يعلموننا ما هو العالم. وعلى كل حال، دخل الرجل والقى عليهم تحيّة المساء، ومن ثم جلس في فضاء مفتوح، يلفّه الصمت حسب. من جانبهم، راحت نظراتهم تتبادل أحدهم الآخر. ويبدو أنّ ثمة شيئا غريبا. ولا بد أنْ  يبادر أحدهم إلى وضع نهاية من قبل أحد الذين لم يجدل شعر رأسه، شخص آخر. وحين غيّروا المواقف، ستكون في هذه الحالة فوضى عارمة. في البدء كان ثمة تردد، ولكن تدريجيا أغلقوا الحلقة وقرروا طرده. وكان هذا لا يعرف أو يتوقع أنْ يحدث مثل هذا الأمر. لكن قد عرفه منذ قليل.

ومنذ تلك اللحظة فصاعدا، فإنّ الطقوس هذه قد تغيّرت. وانتظروا مساء السبت القادم، ليجلسوا مشكلين بذلك حلقة، وشرعوا يمارسون فيها شعيرة الطقوس، ولكن، منْ يستطيع القول، فيما إذا كانوا فعلا يقومون بممارسة الشعيرة هذه من أعماق قلوبهم، فإنهم عرفوها الآن ؟ إذ شرعت الحلقة، من الآن فصاعدا تتقلص، وفي كل مساء سبت، يقومون بممارسة طقس جديد، هو لعبة البليارد مؤكدين القول مع السلامة من خارج النطاق، والآخر راهن على تطويقها من خارج الموقع. بإستثناء القليل منهم، وتدريجيا وفي كل شرعة طقوس تتقلص، بسبب غير مقبول، وممل لأنّ رئيس التجديل هو الذي شرع  بتقليصها، وبشكل واضح، وفي يوم السبت الماضي، ضمّت حلقة الشعيرة شخصين حسب. الى أنْ تلاشت تماما من الوجود، في ذلك اليوم.

 ولكنهم إعتادوا مساءات أيام الإنتظار، ليجلسوا مشكلين بذلك حلقة على الأرض، مجدولو الشعر، وآخرون عازفون عنه. والآن شرعوا يتجولون حول المقر حتى في ليالي السبت، وانا أعرف هدفهم تماما، لأنّ صمغ شعر رؤوسهم بدأ يتلاشى، والأطفال الذين يراقبون  يسيرون بجانب الجدران.

ومضى مساء يوم الأحد، وتلاه الآخر، فواظبوا، ووجد ثلاثة من الشباب جالسين في حديقة عامة، راحوا يمسّدون شعر أحدهم الآخر، ومن ثم توقفت هذه العملية، وقبل أنْ يشرعوا مرة أخرى، وقفوا وراحوا يمدون أرجلهم، وهم يثرثرون على غير عادتهم، وبينما شرع بعضهم من مجدولي الطقس ومن غير مجدوله ممارسة العملية مرة  أخرى.

ومن ثمة انتهت اللعبة من جديد.

*كارلا سواريز  من مواليد 1969، لاهابانا، هي مؤلفة لعدد من الروايات فضلا عن مجاميع القصة القصيرة. حائزة على شهادة السرد الروائي الإيطالي.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

*كاتب ومترجم عراقي يقيم في السويد.. القصة مترجمة عن الإنكليزية.

الأدب الروسي أهم حرّاس الإنسانية في العالم

بلقيس حميد حسن

من المؤلم أن يصل العالم الذي أسميناه متحضرا على مدى أكثر من قرن من الزمان الى هذا التردي والهدم الروحي والانساني.

الحضارة قيم روحية تعمقها الثقافة عبر الأدب الانساني النبيل وليس أكثر من أدباء روسيا وشرق أوروبا عموما من اهتم بهذا، فدستيوفسكي، وتشيخوف، وغوغول، وحمزاتوف، ومكسيم غوركي وغيرهم الكثير  هم من نحتَ روح الثقافة الانسانية والارتقاء بها الى مصاف العدالة والرحمة والمحبة المطلقة في القرنين السابقين  .

واليوم  نصدم بمنع الأدب الروسي من الثقافة ببعض دول أوروبا الغربية، إذ يعني منعه؛ الاجيال الجديدة بالارتواء من نبع هام من ينابيع الانسانية  الحقة وتوجيههم نحو قيم لا إنسانية غريبة وهدّامة ولابد لنا من أن نتساءل باندهاش:

هل يعتقد الغرب ( المتحضر)أننا سنرد عليهم بالمثل ونقاطع غوته مثلاً او إيريش هاينة لأنهما ألمانيان؟

أو نترك المتعة بقراءة شكسبير لأنه انكليزي ؟

أو أننا لانهتم لماقاله جان جاك روسو،  وجان بول سارتر لانهما فرنسيان؟ هل نقاطع ماكتبه ت. س  إليوت لأنه أمريكي؟

الى أين يمضون بالثقافة العالمية وهي تمر بأزمة أصلاً نتيجة هذا الكم الهائل من السخف الذي يمرر للبشر عن طريق التواصل الاجتماعي والانترنيت بحيث طغى المرئي على المقروء وباتت المتعة وجنون الشهوة هي الأصل فيما يبحث عنه الناس حيث تراجعت القيم والأخلاق وبات التواصل كارثة وقنبلة مفخخة سقطت على رؤوس بعض البشر خاصة نحن أبناء العالم الثالث الذي تعرض للحروب والاحتلال والحصارات وشتى الاستلاب من قبل الدول الامبريالية أو من قبل حكومات شمولية عميلة يحركها الغرب حسب مصالحه، حتى أصبحت ثروات بلداننا الطبيعية نقمة علينا..؟

الثقافة التي نريد أن نسميها عالمية لابد وأن تنتفي بها الفوارق التي يحكمها الانتماء واللون والجنس، فلكي يكون ما نسميه مثقفا عالميا ونفتخر به لابد من رفع القيود المادية والنفسية التي خلفتها السياسة بتناحراتها وصراعاتها واسقاطاتها على العقول.

إذاً يكون لزاما على العالم المتحضر الخلاص من مخلفات الحروب  النفسية بين الشعوب والتي هي من آثار الحروب لا تعميقها كما حصل هذه الأيام.

، ونحن حينما نتمسك بقول ميشال فوكو هذا،  فهو ليس من منطلق فكرة المفكر العربي ابن خلدون الذي يقول بولع المغلوب على تقليد الغالب -وأعتذر لابن خلدون عن ذاك- إنما لأن الثقافة كي ترمم آثار السياسة ينبغي عليها عبور الحدود بلا جوازات ولا تأشيرات ولا علاقة لها بالمصالح السياسية، عندها يكون للثقافة قيمة كبرى .

لايمكن للحضارة أن تُبنى بلا ثقافة، فالثقافة روح الحضارة وهي ليست بنايات، ولا أبراج عالية واسمنت وحديد، كما انها ليست صواريخ عابرة  للقارات ولاسلاح نووي فتاك،  وهي ليست قنوات فضائية واتصالات جعلت العالم قرية كبيرة مليئة بالخراب الاخلاقي حتى قلبت موازين الترابط القويم والانساني بين الناس بإشاعة التصرفات اللا أخلاقية والعري وركزت على المظاهر وغيرت حتى مقاييس الجمال عند البشر وركزت على تجهيل الناس وحثهم على اللهاث وراء المال والتقليد الأعمى للفنانين والفنانات فغيبت أغلب الشباب عن واقعهم المعاش، وزينت لهم كل ماهو هادم للأسرة  وهي الخلية الاولى للمجتمعات وبانيتها، حيث قطعت الترابط الأسري الحقيقي وأتت على الكثير مما عند الناس من وفاء، وألغت الكثير من المفاهيم التي بنت الحضارات القديمة، وأدخلت في عقول الجميع فكرة صدام الحضارات كما هو عنوان كتاب صموئيل هلنكتون وكأن الحروب يجب أن تشتعل وتقتل الشعوب بعضها بعضا وكأن هذا الصراع والصدام قدر الانسان لتستوي الحياة على الأرض.

إن كانت هذه هي الحضارة الحديثة فالبراءة منها تكون عودة للانسانية الحقيقية وبناء الحضارة التي تبني المجتمعات عبر ثقافة عالمية تنشر الخير وحب السلام والعدالة  لتعيش بلا حروب وإبادة للشعوب الفقيرة والضعيفة.

*********************************

الصفحة الثانية عشر

باقة ورد إلى الرفيق مسلم عوينة

بغداد – طريق الشعب

على شرف الذكرى 88 لميلاد الحزب الشيوعي العراقي، زار وفد من المختصة الاجتماعية في لجنة المثقفين المحلية للحزب، أخيرا، الرفيق مسلم عوينة، شقيق الشهيد البطل حسن عوينة (حسن سريع).

وجاءت هذه الزيارة تقديرا لتاريخ الرفيق مسلم النضالي الطويل، وثباته في الذود عن تطلعات شعبه وحزبه في تحقيق الهدف الأسمى، الوطن الحر والشعب السعيد.

واستقبل الرفيق عوينة، في منزله ببغداد، الوفد بحفاوة وترحاب، وتلقى منه التهاني في المناسبة وشهادة تقدير مع باقة ورد.

***********

في “نادي الكتّاب” الكربلائي.. د. عدنان المسعودي عن «وحدة وصراع الأضداد»

كربلاء – سلام القريني

ضيّف “نادي الكتّاب” في كربلاء، مساء الأربعاء الماضي، أستاذ الفلسفة اليونانية د. عدنان عبيد المسعودي، الذي قدم محاضرة عنوانها “وحدة وصراع الأضداد”، بحضور جمهور من المثقفين والأدباء.

أدار المحاضرة د. كامل عزال، الذي قدم نبذة تعريفية عن الضيف ومنجزه الفكري، ثم عرّج بإيجاز على قوانين المنهج  الجدلي (الديالكتيك)، بدءا من فريدريش هيغل، حتى كارل ماركس.

د. المسعودي استهل محاضرته بالحديث عن مفهوم “وحدة الاضداد” وقانون “صراع الأضداد”، اللذين يرى أن بينهما بونا شاسعا. وقال أن ماركس نجح في انتزاع منهجية الجدل من أيادي اللاهوتيين (الإنجيليين الجدد) الذين كان يقودهم هيغل، ليضعها في ميدانها التاريخي الصحيح.

وتابع قائلا أن “كلمة (الصحيح) هنا ليست معنى لاهوتيا مسرفا في التفاؤل، أو معنى فلسفيا تجريديا. فالمعنى، وفقا للمنطق الماركسي، هو أن الصراع يتجذّر في بيئته التاريخية، كتمثلات مواجهة وكفاح شرسة ضد قوى الشرّ والاستغلال والتزييف (تزييف حقائق الصراع بموجات دعائية متغطرسة)”. وبيّن أنه “لن يكون هناك تصالح مع قوى الاستبداد والتشويه التي تسعى لاستعباد جسد الإنسان في آلة صناعية غبيّة مصاصة للدماء، ومغيّبة للضمير. إذ ان فلسفة الهدنة والتصالح والتركيب، هي في جوهرها فلسفة استبداد وتعالٍ وتغييب للعقل وتهميش للوعي”.

وأشار إلى أن ماركس “يضع مفهوم الصراع في ميداني المواجهة والاختبار التاريخيين.. يضعه  في حلبة مجتمع يعاني التهميش والتغييب”، مضيفا أن “الهزيمة وحدها لا تكفي لحسم الصراع أو تزييفه بطبيعة الحال. ومهما تكن طبيعة التحديات التي يفرضها النموذج الرأسمالي - الصناعي المتغطرس، وصوره اللاهوتية المتنوعة، فإنّ مواجهة قوى الاستبداد والتهميش والتغريب ليست مرهونة بمناهج فكرية أو سياسية أو لاهوتية مشروطة لقوى السلطة الماسكة بالزمام، إنّما هي رهنٌ لإرادة الإنسان وقواه الاجتماعية الفاعلة والمتصدية لقوى الشرّ”.

وتابع القول أنه “طالما كنتَ تقاوم وتكافح؛ فلست مهزوماً أبداً. ومهما كانت جراحك دامية وغائرة، فانك تستطيع النهوض من جديد”، لافتا إلى أن “الصراع يجب أن ينتهي بتحرير كامل قوى الإنسان.. بإطلاق سراح جسده أولا من عبودية الاستثمار اللاهوتي أو الرأسمالي، ثم إطلاق سراح قواه العقلية والروحية”.

وأشار المحاضر الى أن “المعركة لن تحسم في يوم ولا في زمن محدد. فالصراع مفتوح على كل الاحتمالات، ومن بينها احتمال الهزيمة، وان طبيعة الوجود ذاته تتجوهر في مقولات الصراع والتضاد.. لذا يجب أن نبقى نكافح حتى لا نُستعبد ونصبح كائنات هامشية مسيّرة ومغيّبة”.

وعلى هامش المحاضرة، قدم بعض الحضور مداخلات وطرحوا أسئلة، أجاب عليها الاستاذ المحاضر او علّق بصورة ضافية.

**********

تبرعوا بسخاء

الرفيقة هيفاء الأمين، تساهم في تشييد بيت العراقيين عبر تبرعها بمبلغ خمسة ملايين دينار.

من جانبه دعم الرفيق الدكتور عبد الحميد الفرج من كربلاء حملة الحزب لبناء مقره المركزي متبرعاً بمبلغ مليون دينار.

شكرا لهما على هذا الاسهام والدعم السخي.

معا لإنجاح الحملة الوطنية لبناء مقر الحزب.. بيت الشعب.

**********

أقامها شيوعيو النجف.. أمسية حول «الإعلام وأثره على المجتمع»

النجف – أحمد عباس

في سياق أمسياتها الثقافية الرمضانية، أقامت اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في النجف، الأربعاء الماضي، أمسية حول “الإعلام وأثره على المجتمع”، ضيّفت فيها أستاذ الإعلام في جامعة الكوفة، د. حيدر نزار السيد سلمان. حضر الأمسية التي أقيمت على “قاعة الشهيد سلام عادل” في مقر اللجنة المحلية، جمهور من الشيوعيين والأكاديميين والطلبة. فيما أدارها عضو مكتب المحلية الرفيق صالح العميدي. واستهل الضيف حديثه بإلقاء الضوء على الإعلام وأشكاله ومهامه ومراحل تطوره، فضلا عن تأثيره على المجتمع من نواح عدة، مقدما أمثلة عن هذا التأثير على مختلف الصعد، المحلي والإقليمي والدولي، ومن مراحل تاريخية مختلفة.

وذكر السيد سلمان، أنه “بالرغم مما يجري تداوله أحيانا حول الإعلام الحر، لكن في الحقيقة أن الكثير من وسائل الإعلام منحاز، خاصة في بلدنا. فنجد أن هناك إعلاما مزيفا مشوها للحقائق”.

وفي سياق الأمسية، قدم عدد من الحاضرين مداخلات، وطرحوا أسئلة أجاب عنها الضيف بإسهاب.

**********

شيوعيو ألقوش يهنئون بـ «عيد القيامة»

ألقوش – طريق الشعب

زار وفد من منظمة الحزب الشيوعي العراقي وفرع رابطة الأنصار الشيوعيين العراقيين في ناحية ألقوش بمحافظة نينوى، صباح أول أمس الأحد، “أبرشية ألقوش” الكلدانية و”دير السيدة العذراء” في مركز الناحية، وذلك لتقديم التهاني إلى أبناء الطائفة المسيحية في مناسبة “عيد القيامة” 17 نيسان.

وهنأ الوفد القائمين على الأبرشية والدير، معربا عن أمله في أن يسود الأمن والأمان والسلام والطمأنينة، جميع أنحاء البلاد. ضم الوفد كلا من سكرتير اللجنة المحلية للحزب في نينوى الرفيق فلاح القس يونان، وسكرتير منظمة ألقوش الرفيق عامل قودا، وسكرتير فرع رابطة الأنصار الرفيق سمير توماس، إلى جانب عدد من الرفاق الآخرين.

وفي المناسبة ذاتها، استقبلت منظمة الحزب العديد من المهنئين.

*********

مطاعم مكتظة و«تعلولات» حتى الفجر.. ليالي بغداد تتلألأ في رمضان

بغداد – وكالات

مع حلول شهر رمضان، بدأ الكثير من مطاعم بغداد ومقاهيها وأماكنها الشعبية، يشهد اكتظاظا في عدد الزبائن والرواد، في الفترة ما بعد الإفطار حتى وقت متأخر من الليل، وذلك في ظل استتباب الأوضاع الأمنية وانحسار تأثير فيروس كورونا.

ويتركز زحام البغداديين في مناطق عديدة، مثل الكرّادة والدورة والمنصور واليرموك، فضلًا عن المقاهي الرئيسة والمواقع العامة. إذ يخرج المواطنون من منازلهم سواء للنزهة بعد الإفطار، أم للسمر حتى ساعات الفجر الأولى.

ويتوافد على الكرادة الكثير من سكان المناطق المحيطة بها، حتى البعيدة عنها، نظرا لما تتمتع به من أجواء جميلة وما تضمه من مطاعم ومقاه ومحال المرطبات، فضلا عن حدائقها المطلة على دجلة في شارع أبو نؤاس.

الشّاب إيهاب الشمري، يقول في حديث صحفي أن أغلب الشباب يتجهون بعد الإفطار إلى المقاهي والكازينوهات المطلّة على نهر دجلة، لتناوُل المشروبات الساخنة أو الباردة، فضلًا عن لعب الدومنة أو غيرها، مضيفا أن “العاصمة تشهد زحاما شديدًا بعد الإفطار، رغم النكد السياسي وتأخير تشكيل الحكومة. إذ نسعى إلى الخروج من هذه البوتقة ونسيان ساكني المنطقة الخضراء ومشكلاتهم”!

ويلفت إلى أن “رمضان هذا العام، له طعم مختلف، بسبب قلة الإصابات بفيروس كورونا، واعتدال الطقس أيضًا”.

أما منطقة المنصور، فتعد من الأحياء الراقية التي تضم محال كبيرة لبيع الملابس، وفيها عدد من المراكز التجارية والمولات، فضلًا عن المطاعم اللبنانية التي فُتحت أخيرًا. وتمثل هذه المنطقة وجهة مفضّلة للراغبين بالتبضّع وتوفير حاجات رمضان، مثل المواد الغذائية والمستلزمات اليومية.

وشهد العديد من مناطق بغداد، خلال الشهور الماضية، بعض أعمال التأهيل والإكساء وفكّ الاختناق وتنظيم الشوارع، ما شجع المواطنين على الخروج من منازلهم للتنزه وتغيير الأجواء.