اخر الاخبار

الصفحة الاولى

الحزب الشيوعي العراقي يدين بقوة العدوان الاسرائيلي المتصاعد

ضد الشعب الفلسطيني

شهدت القدس المحتلة فجر امس الجمعة تصعيدا خطيرا في العدوان المتواصل لقوات الاحتلال الاسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني، باقتحامها المسجد الأقصى واعتدائها الوحشي على المصلين، ما أدى الى اصابة العشرات منهم واعتقال المئات.

وجاء هذا الاعتداء الهمجي تتويجا لحملات دهم وقتل واعتقال وعقوبات جماعية، نفذتها القوات الاسرائيلية وعصابات المستوطنين الصهاينة خلال الأسابيع الاخيرة في جميع الأراضي الفلسطينية، وشملت محافظات ومدن القدس وجنين وطولكرم ونابلس والخليل وغيرها، وراح ضحيتها اكثر من 25 شهيداً. وهي تمثل محاولة بائسة أخرى لتكريس الاحتلال، وكسر روح المقاومة الباسلة للشعب الفلسطيني، التي عكسها تصاعد المواجهات الشعبية والتصميم على انهاء الاحتلال الاسرائيلي.

ولم يأت التصعيد الاسرائيلي بمعزل عن تسارع وتيرة التطبيع والاتفاقات المذلة التي أبرمتها انظمة عربية مع اسرائيل برعاية امريكية، وكان من ثمارها اجتماع النقب في 28 آذار الماضي بمشاركة الإمارات والبحرين والمغرب ومصر.

ومن جديد تكشف المواقف الامريكية والغربية عموما من جرائم الاحتلال الاسرائيلي المتواصلة، المعايير المزدوجة لواشنطن وحليفاتها في دول حلف الناتو، ومنعها أي تحرك جاد للأمم المتحدة وهيئاتها المعنية بحقوق الانسان، لوقف العدوان الوحشي بحق الشعب الفلسطيني، ولإدانة الانتهاكات الصارخة لقواعد القانون الدولي ومحاسبة المحتلين الصهاينة على جرائمهم.

ان الحزب الشيوعي العراقي اذ يدين بشدة جرائم اسرائيل وأجهزتها وعصابات المستوطنين الفاشية، يطالب الحكومة العراقية باتخاذ خطوات عاجلة على الصعيدين العربي والدولي وفي الأمم المتحدة، لشجب العدوان الوحشي لدولة الاحتلال الاسرائيلي، ولتقديم الدعم الفاعل للشعب الفلسطيني وقواه الوطنية، وإسناد حملة فرض العقوبات والمقاطعة على دولة الاحتلال العنصرية. 

ويحيّي حزبنا الشيوعي المقاومة البطولية للشعب الفلسطيني، وإصراره على انهاء الاحتلال وكنسه من اراضيه، ويجدد تضامنه الثابت مع النضال الفلسطيني لانتزاع الحقوق المشروعة في العودة واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.

المكتب السياسي

للحزب الشيوعي العراقي

16 نيسان 2022

************

مطالبات بمغادرة نهج المحاصصة

ميادين الاحتجاج تعود بتظاهرات حاشدة

بغداد ـ طريق الشعب

فشل رهان القوى المتنفذة على أفول الحركة الاحتجاجية؛ ومنذ البداية كان الرهان خاسرا، لكنهم ـ وعلى عادتهم ـ يحاولون دائما استثمار الفرص لترسيخ وجودهم، بينما عادت الجموع الشعبية مجددا لتملأ ساحات الاحتجاج في مختلف المحافظات، وبمشاركة واسعة من المواطنين والمنتفضين والشخصيات المدنية والديمقراطية والشيوعيين وأعضاء الأحزاب الناشئة، احتجاجا على إصرار الكتل السياسية المتنفذة على ترسيخ منهج المحاصصة، وتعطيل عملية تشكيل الحكومة.

أهمية التنسيق بين القوى المحتجة

وذكر حراك شباب انتفاضة تشرين في بيان تلقت “طريق الشعب”، نسخة منه، ان “التظاهرات الجماهيرية خرجت ليلة الجمعة في مناطق مختلفة من عراقنا الحبيب، بدعوة من مختلف القوى التشرينية والاحتجاجية، طالبت بالإسراع في تشكيل الحكومة وانهاء حالة الاستعصاء، والبدء فوراً بإجراءات ملموسة لمعالجة المشاكل الاقتصادية والمعيشية ومحاسبة قتلة المنتفضين، واتمام ملف تعويض عوائل الشهداء ومعالجة الجرحى، وغيرها من الملفات”.

وأضاف البيان ان “هذه التظاهرات أتت، بعد فترة خلت فيها الساحة الاحتجاجية من الفعاليات المطلبية ذات الطبيعة السياسية، ما يعني ان إمكانية عودة الحراك الاحتجاجي كانت وما زالت قائمة، فيما لو تحرك النشطاء وعملوا على توحيد جهودهم التي تهدف الى تغيير طبيعة السلطة المحاصصاتي. ونهج الحكم والاتيان بدولة المواطنة والقانون والمؤسسات والعدالة”.

وتابع البيان ان “ما يرفع الهمم والحيوية والنشاط في هذه الفعاليات هذا الحضور الكبير والواسع من الشباب التشريني المنتفض ومعهم التنسيقات والحراكات الأخرى التي انبثقت عن الانتفاضة وبعدها، ناهيك عن مشاركة قوى سياسية بمسميات مختلفة”، مؤكدا على “أهمية التهيئة الجيدة، والعمل على عدم استغلال هذا الحراك لصالح قضايا خاصة وضيقة، والحفاظ على السلمية وتجنب الاحتكاك مع القوات الأمنية، وتوحيد الشعارات والهتافات بما ينسجم مع الحدث والهدف من التظاهرات”.

وشدد البيان على “أهمية التنسيق بين مختلف القوى المحتجة وان تكون المشتركات هي العامل الموحد للعمل، وترك القضايا الخلافية، إضافة الى كونها ليست ضمن الأولويات، فهي تفرق الجهد الجماعي المطلوب”، منوها الى ان “القوى السياسية المتنفذة، لم تراجع مواقفها ولم تلحظ الفشل في المجالات كافة، الذي سببته وتعمل على استمراره، وهي لا تستجيب الى مطالبنا الا بالضغط الجماهيري الواسع، ما يؤكد على ضرورة إبقاء ساحات الاحتجاج متقدة لحين رحيلهم بشكل كامل”.

وجدد الحراك دعوته الى ضرورة تنسيق الجهود في العمل الاحتجاجي والتركيز على القضايا الملحة السياسية والاقتصادية، وصولاً الى هدف الانتفاضة وشعارها الكبير “نريد وطن”.

ساحة الفردوس

وفي ساحة الفردوس وسط بغداد، تجمع المئات من المحتجين، مطالبين بالإسراع في تشكيل الحكومة، ومحاسبة الفاسدين والكشف عن قتلة المتظاهرين.

وقال مراسل “طريق الشعب”، ان “المتظاهرين عبروا عن رفضهم محاولات الكتل المتنفذة إعادة سيناريو تشكيل الحكومات السابقة، وانتهاج المحاصصة كطريق لذلك”، مشيرا الى “مطالبة المحتجين بالكشف عن قتلة المتظاهرين وتقديمهم للقضاء، وتحقيق العدالة لعوائل الشهداء والجرحى المشاركين في انتفاضة تشرين”.

وشارك في التظاهرة وفود من مختلف المحافظات.

****************

الشيوعي العراقي وتيار الفراتين يتدارسان سبل حلحلة الازمة الراهنة

بغداد – طريق الشعب 

 زار وفد من الحزب الشيوعي العراقي برئاسة الرفيق رائد فهمي، يوم الخميس الماضي (٤- ٤-٢٠٢٢ )، مقر “تيار الفراتين”، وكان في استقباله أمينه العام النائب محمد شياع السوداني.

وبحث الطرفان الأوضاع العامة والتطورات السياسية وانعكاساتها على الواقع المجتمعي وحياة المواطنين، وأكدا أهمية تلبية متطلبات المجتمع التي أصبحت اليوم غائبة وسط جدل الخطابات السياسية، وهذا ما ينذر بخلق أزمة قد تكون أعمق مما عليه في الظاهر السياسي، مشيران إلى ما يحيل الأطراف السياسية إلى البحث عن حلول تقف في مقدمتها المصلحة الوطنية، وتلبية احتياجات المواطنين.

وفي هذا الصدد، أشار الأمين العام لتيار الفراتين النائب محمد شياع السوداني إلى دور الأطراف السياسية غير الداخلة في هذا الجدل، لتكون جزءا من الحل.

بدوره، أكد الرفيق سكرتير الحزب الشيوعي العراقي رائد فهمي، أهمية الاهتمام بالخطط والبرامج الكفيلة بمواجهة التحديات وتحقيق الإصلاح الجدي المنشود، بما ينسجم مع تطلعات أبناء الشعب، ويلبي حاجات المواطنين.

وبين فهمي مواقف الحزب ومخرجات المؤتمر الوطني الحادي عشر، واهمية حشد القوى وتحقيق اصطفاف وطني واسع، شعبي وسياسي، لتغيير موازين القوى والخلاص من منهج الحكم الفاشل والمحاصصة ومكافحة الفساد وتحقيق التغيير الشامل.

ورافق الرفيق رائد فهمي في زيارته الرفاق ياسر السالم، والدكتور علي مهدي وحيدر مثنى، أعضاء قيادة الحزب.

*************

رائد فهمي يستقبل السيد عمار الحكيم

بغداد – طريق الشعب 

زار السيد عمار الحكيم والوفد المرافق له، الرفيق رائد فهمي سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي. وتداول الطرفان في الأوضاع السياسية الراهنة في البلد، وحالة الاستعصاء السياسي الراهن، فيما جرى التأكيد على أهمية حلحلة الأوضاع لصالح إحداث انفراجة تأخذ بنظر الاعتبار مصالح الناس وتخفف من معاناتهم، وحاجة البلد الى الاستقرار والأمان والسير على طريق التنمية.

ورافق السيد عمار الحكيم في زيارته التي جاءت في أجواء شهر رمضان كل من السيدة ليلى الخفاجي، عضو المكتب السياسي لتيار الحكمة، والدكتور نوفل أبو رغيف والدكتور محمد حسام الحسيني، والدكتور صفاء الكناني، أعضاء المكتب السياسي للتيار.

وكان الى جانب الرفيق رائد فهمي في استقبال الوفد الرفاق بسام محي، نائب سكرتير الحزب، والرفيقان د. صبحي الجميلي وياسر السالم، عضوي المكتب السياسي للحزب.

**********

راصد الطريق

لا ضريبة على حرية التعبير

تشهد بلادنا منذ وقت طويل الكثير من الاحتجاجات والاعتصامات والحراكات المطلبية والجماهيرية الشعبية، التي ترفع فيها مطالب مشروعة وشعارات تعبر عن هموم ومشاعر جماهير واسعة من الناس. وضمن هذه الفعاليات المتواصلة تأتي على الدوام الاحتجاجات المطالبة بتوفير فرص عمل، والتحركات التي تطالب بتحسين الأحوال المعيشية وصرف المستحقات والنهوض بالخدمات العامة.

وفي هذا السياق جاءت في الايام الماضية تظاهرات أساتذة ومدرسي جامعة بغداد المطالبين بإنصافهم ومنحهم قطع الارض السكنية التي سبق ان وعدوا بها.

ومعلوم ان هذه المطالبات السلمية، مثل غيرها، مكفولة دستوريا. لهذا يتوجب ليس فقط حمايتها، بل واتخاذ الخطوات العملية التي تستجيب لتلك المطالب المحقة والعادلة. فيما يأتي استخدام العنف ضد الاساتذة المحتجين غريبا ومستنكرا.

نعم، ان مثل هذا التصرف والسلوك مرفوض ومدان ، وعلى المعنيين جميعا التقيّد الصارم بالدستور ومواده.

***********

الصفحة الثانية

الصحة تصدر كتابا بخصوص جرحى انتفاضة تشرين

بغداد – طريق الشعب

أصدرت وزارة الصحة، أمس، كتابا بشأن جرحى انتفاضة تشرين في محافظة ذي قار.

وبحسب وثيقة طالعتها “طريق الشعب”، وجهتها الوزارة إلى الأمانة العامة لمجلس الوزراء، فقد تم تقسيم الجرحى إلى ثلاث وجبات من أجل معالجتهم.

وأوضحت أن “الوجبة الأولى وهي استثناء، تضم 26 حالة حرجة تثير الرأي العام وتسبب توترا في الموقف الامني باستمرار في المحافظة، وهي تتطلب منح وزارة الصحة صلاحية علاجهم من خلال استثنائهم من ضوابط وسياقات عمل برنامج الاستقدام والاخلاء الطبي وبالكلف العلاجية التي تحددها المستشفيات الاجنبية”، مبينة أن “هذا يكون عبر تخصيص وتمويل وزارتنا بمبلغ مليون دولار امريكي لعلاجهم في الخارج ومن منحة الطوارئ والايعاز الى وزارة المالية لإجراء اللازم وبشكل عاجل”.

وبينت الوزارة أن “المجموعة الثانية تضم 27 حالة تتطلب احالتها إلى المراكز الطبية التخصصية في بغداد لغرض تقييمها واجراء التداخلات العلاجية التي يحتاجونها. بينما تضم الوجبة الثالثة 15 حالة لا تتطلب سوى توجيه دائرة صحة ذي قار لإجراء متابعة دورية لهم في مؤسساتها الصحية”.

***********

ميادين الاحتجاج تواجه الفشل السياسي بتظاهرات حاشدة

بغداد – طريق الشعب

الاعتداء على أساتذة جامعة بغداد

وعلى خلفية الاعتداء الذي تعرض له أساتذة جامعة بغداد المطالبون بتوزيع قطع الأراضي عليهم من قبل قوات مكافحة الشغب، دعت نقابة الأكاديميين العراقيين، أساتذة الجامعات العراقية كافة الى وقفة جادة وشجاعة تعبر عن الغضب الأكاديمي، من خلال الامتناع عن التدريس.

وذكرت النقابة في بيان طالعته “طريق الشعب”، ان “أحداث يوم الخميس الماضي أثارت عاصفةَ غضبٍ شعبيٍ واكاديميٍ وشكل صدمة لنا ولشرائح المجتمع الاخرى لما شهدناه من اعتداء صارخ على اعضاء هيئات التدريس من اساتذة جامعة بغداد وموظفيها وموظفي وزارة التعليم العالي والبحث العلمي الذين خرجوا للمطالبة بحقوقهم المشروعة في توزيع قطع اراض سكنية لهم ضمن الاراضي العائدة لجامعتهم، والتي يراد الاستيلاء عليها من قبل قوى الفساد التي تعبث بأرض الرافدين غير آبهة بحقوق الشعب بكافة اطيافه وشرائحه”.

واضافت ان “ما ارتكب من قبل القوة الامنية المتواجدة في مكان التظاهرة يعد اعتداء غاشما وإساءة صريحة للأستاذ الجامعي واستخفافا بالعلم والعلماء وطعنا في حقوقهم المكتسبة التي نصت عليها القوانين النافذة، مما يستدعي موقفا أكاديميا وشعبيا رافضا غير مهادن ولا مساوم، لإيقاف التجاوز الخطير على كرامة ومكانة علماء البلد وعنوان نـهضته وازدهاره وبما ينعكس سلباً على التعليم ومسيرته في العراق، والمراد لها أن تتعثر تنفيذاً لمخططات مشبوهة، تتعارض ومصالح العراق وشعبه العليا”.

واكدت النقابة على “كافة اساتذة الجامعات العراقية، اتخاذ وقفة جادة وشجاعة تعبر عن الغضب الأكاديمي والرفض والاستهجان لهذا الاعتداء الهمجي غير المبرر، وذلك من خلال الامتناع عن التدريس الى حين تقديم الحكومة اعتذارا رسميا عما حصل من اعتداء همجي وغير مبرر، واتخاذ الاجراءات الكفيلة بتحقيق مطالب اساتذة جامعة بغداد والجامعات العراقية كافة، في نيل حقهم الطبيعي والمشروع في الحصول على قطع اراض سكنية”، مشددة على ضرورة “فتح تحقيق عادل وشفاف حول كافة الاجراءات المتخذة بصدد الاستيلاء على اراض جامعة بغداد، واحالة الفاسدين الى المحاكم المختصة، وارجاع الحقوق الى اصحابها”.

وامتدت الاحتجاجات الى ساحة مظفر في مدينة الثورة (الصدر)، بعد ان نظم عدد من الكوادر التعليمية وقفة احتجاجية نددت بتعرض زملائهم في جامعة بغداد للاعتداء.

فكلة تموز

والى محافظة واسط، حيث نظم المئات من المحتجين تظاهرة حاشدة وسط مدينة الكوت للمطالبة بانهاء الانسداد السياسي بين الكتل المتنفذة وتشكيل حكومة اغلبية سياسية، وعدم العودة الى المربع الأول واعتماد المحاصصة كمنهج لادارة البلد.

وذكر مراسل “طريق الشعب”، ان “التظاهرة انطلقت من فلكة تموز باتجاه كورنيش الكوت، قبل ان يلقي المحتجون بيانهم المركزي، والذي تضمن اعطاء مهلة سبعة أيام إلى الكتل السياسية لتشكيل الحكومة”، مهددين بتنظيم تظاهرات مركزية في العاصمة بغداد للمطالبة بحل البرلمان.

المثنى

وفي المثنى، تظاهر المئات من المواطنين في مدينة السماوة، للمطالبة بتوفير الخدمات ومعالجة موضوع ارتفاع الاسعار.

وافاد مراسل “طريق الشعب”، عبد الحسين السماوي بان “التظاهرة انطلقت من كورنيش السماوة باتجاه شارع عبد الكريم، للمطالبة بتحسين الخدمات ومحاسبة الفاسدين ووضع حلول مناسبة لارتفاع أسعار المواد الغذائية والخضراوات التي انهكت العوائل العراقية الفقيرة وتوفير فرص عمل للعاطلين وإقالة المسؤولين الفاسدين”.

واكد الناشط المدني يحيى طربال لـ”طريق الشعب”، ان “اهمال المطالب المشروعة للمواطنين يؤدي الى التصعيد ويجعل كل الاحتمالات مفتوحة أمام المتظاهرين، لذا نطالب الحكومة بمعالجة الأوضاع المتردية التي يمر بها البلد بشكل سريع ومدروس، وليس ترقيعيا”.

اما المواطن جاسم محمد فطالب بفرض رقابة على الاسعار ومحاسبة التجار المضاربين بالاسعار، مشيرا الى أن اسعار المواد الغذائية في ارتفاع مستمر، والفقير هو المتضرر الوحيد.

الديوانية

وتظاهر المئات من المواطنين في محافظة الديوانية، مطالبين بإنهاء حالة الانسداد السياسي وتشكيل حكومة اغلبية سياسية ذات منهاج ملزم بتوقيتات زمنية.

واشار مراسل “طريق الشعب”، الى ان “التظاهرة انطلقت من فلكة الشهيد محمد باقر (عنو) الى ساحة الساعة للتأكيد على ضرورة مغادرة نهج المحاصصة، واخذ البرلمان لدوره الرقابي والتشريعي”.

النجف

فيما نظم العشرات من المحتجين في محافظة النجف وقفة احتجاجية، للمطالبة بالاسراع في تشكيل الحكومة ومغادرة نهج المحاصصة.

وبيّن مراسل “طريق الشعب”، احمد عباس، ان “الوقفة نظمت في مجسرات ثورة العشرين للضغط على مجلس النواب لإنهاء حالة الاستعصاء السياسي والابتعاد عن الصراعات من اجل المناصب والمكاسب والاسراع في تشكيل الحكومة، بعيدا عن المحاصصة والفساد، والتوجه لبناء دولة المواطنة دولة العدالة الاجتماعية”.

بابل و3 محافظات

وفي محافظة بابل، تظاهر المئات من المحتجين، للمطالبة بتخفيض سعر صرف الدولار، وتخفيض أسعار السلع والمواد الغذائية واثراء البطاقة التموينية، واعادة العمل بنظام البديل والعمل سريعاً على إكمال إنشاء ميناء الفاو، وانعاش الزراعة والصناعة ودعم الفلاحين وفتح المصانع المغلقة.

وتزامنا مع هذه الاحتجاجات، تظاهر العشرات من المواطنين في محافظة ميسان للمطالبة بإنهاء حالة الاستعصاء السياسي التي يمر بها البلد، ورفض الاصرار على منهج المحاصصة في ادارة البلاد، فقا لمراسل “طريق الشعب”، علي عباس.

وشهدت محافظة كربلاء تظاهرات حاشدة طرحت المطالب ذاتها، فيما تظاهر العشرات في محافظة البصرة لذات السبب. ونظم اتحاد عمال البصرة وقفة احتجاجية وسط العشار، للمطالبة بوضع حد لارتفاع اسعار المواد الغذائية.

الناصرية

وتظاهر العشرات من الناشطين أمام مستشفى الناصرية العام “التركي” للمطالبة بتحسين واقع الخدمات المقدمة للمرضى.

وطالب المتظاهرون في بيان طالعته “طريق الشعب”، بـ”افتتاح مختبرات التحاليل وشعبتي الرنين والمفراس وكذلك الطابق السادس من بناية المستشفى، بالإضافة إلى توفير أطباء اختصاص للطابق الرابع الخاص بالولادة والعمل به بشكل فعلي مع استمرار منح باصات المراجعة وعدم إيقاف صرفها عند الساعة الحادية عشرة صباحا”.

وتظاهر العشرات من أهالي منطقة الشرقية وسط مدينة الناصرية، احتجاجا على تردي واقع الخدمات في مناطقهم، وعدم شمولهم بخطة المشاريع لهذا العام.

وذكر المتظاهرون أن منطقة الشرقية وشارع عشرين من أقدم المناطق في مركز المحافظة، إلا أنها تعاني من أبسط الخدمات ومنها الشوارع وشبكات الماء والكهرباء النظامية.

ديالى

واعلنت تنسيقية محاضري ديالى، الاضراب عن الدوام يوم غد الاثنين، والدعوة للتظاهر امام مديرية تربية ديالى للمطالبة بالاسراع في اقرار قانون الموازنة وتحويلهم الى عقود حسب القرار ٣١٥.

*********

بسام محي يزور الشيخ رحيم أبو جري

بغداد ـ طريق الشعب

زار الرفيقان بسام محيي، نائب سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، وجاسم الحلفي، الشيخ رحيم أبو جري الساعدي الشخصية الوطنية الديمقراطية.

في الزيارة جرى التداول بشأن الأوضاع السياسية المعقدة والطريق المسدود الذي أوصلت القوى المتنفذة البلد له.

وجرى التطرق الى أهمية التغيير الشامل وازاحة منظومة المحاصصة والفساد، وتدشين بناء دولة المواطنة والمساواة الاجتماعية، وان يتم تنويع الاقتصاد العراقي، وبناء الصناعة وتنميتها والاهتمام بالزراعة.

واكد الجانبان ان طريق تحقيق ذلك يأتي عبر تنفيذ مشروع وطني ديمقراطي، ما يتطلب توحيد عمل القوى اليسارية والتقدمية والمدنية وتنسيق جهودها، كونها المعول عليها في تحقيق عملية التغيير.

*************

رابطة المرأة تهنئ الشيوعي العراقي بعيده الـ88

بغداد – طريق الشعب

زار وفد من قيادة رابطة المرأة العراقية، مقر الحزب الشيوعي العراقي، اخيراً، وقدموا التهاني في مناسبة الذكرى الـ 88 لتأسيسه.

وعبّر وفد الرابطة عن اعتزازه بالحزب ودوره الريادي في دعم قضايا المرأة.

وذكر الرفيق رائد فهمي سكرتير الحزب الشيوعي العراقي الذي كان في استقبال الوفد الى جانب الرفيق بسام محي نائب السكرتير، أن الحزب كان وما زال يقف الى جانب نضال المرأة في سبيل التحرر والمساواة وتحقيق المطالب التي تنادي بها المنظمات النسوية المدافعة عن قضايا المرأة العادلة.

وشدد الرفيق فهمي على أهمية تشريع القوانين التي تطالب بها الناشطات النسويات، ومنها قانون مناهضة العنف الاسري.

وشارك في وفد الرابطة الى جانب السيدة شميران مروكل سكرتيرة الرابطة كلّ من السيدات انتصار الميالي وخيال الجواهري وسهيلة الاعسم ونضال توما ونعمية مجيد.

*************

لا للمسكّنات الخارجية

التي تديم الازمات

محمد عبد الرحمن 

لا تزال حالة الاستعصاء والانسداد السياسيين قائمة، فيما تصر الأطراف المتدافعة والمتصارعة على مواقفها. وفي الاثناء تصدر تصريحات خارجية  فجة، تعلن جهارا نهارا التدخل السافر في الشأن العراقي، منصّبة نفسها حكما في ما يصح ولا يصح، وكأن العراقيين ما زالوا في سن المراهقة وينتظرون التوجيه والإرشاد. على ان ما صدر ليس فيه شيء من هذا، بمعنى تقديم النصيحة والمشورة، بل يتجاوزهما الى الاملاء وليّ الاذرع والضغط باشكال مختلفة، بما فيها توجيه رسائل سياسية على متن صواريخ كاتيوشا او طائرات درون “مسيّرات”.

ويقع اللوم والعتب في هذا على القوى والكتل السياسية العراقية اولا،  التي استمرأت التدخل الفظ واستسلمت له، بل انها هي من تطلبه وتخضع لشروطه وتحوّله الى أداة رئيسية تعتمد عليها في صراعها مع الاخرين، وفي أدامة نفوذها وسلطتها وتغذية إمكاناتها المالية والإعلامية، وحتى القدرات العسكرية وامتلاك السلاح والتلويح به ، بل واستخدامه.

وتتوجب الإشارة الى ان التصريحات الخارجية الصادرة أخيرا، تجاوزت كل حدود اللياقة والأعراف الدبلوماسية والعلاقات المتكافئة بين الدول، ومبادئ عدم التدخل واحترام سيادة الدول وقراراتها المستقلة وخيارات شعوبها.

ولا نأتي بجديد حين نقول ان هذه التدخلات لم تكن يوما تصب في مصلحة شعبنا وخياراته ، وقد أسهمت في عدم تحقيق إرادة غالبية العراقيين وتطلعهم الى التغيير، والى بدء مسيرة جديدة تختلف عن السنوات العجاف الـ ١٩ السابقة، التي تشابكت فيها عوامل عدة لتشكل  هذا المشهد العراقي الدرامي اليوم، الذي قل نظيره عالميا.

وقد ساهمت التدخلات الخارجية المرفوضة، من دون شك، حتى في قمع انتفاضة تشرين والحؤول دون تحقيق كامل أهدافها وتدشين عملية التغيير الجدي والشامل.

ان شعبنا وقواه الوطنية والديمقراطية وكل أبنائه وبناته الخيرين المخلصين، يعرفون جيدا طريق الخلاص من المأزق الراهن، وقد قالوا به وعملوا من اجله وقدموا التضحيات الغالية لوضع بلدنا على الطريق المفضي الى تحقيقه، وهم مصممون على الوصول اليه ، طال الزمن ام قصر .

علما ان التدخلات الخارجية، مهما كان دوافعها ومبررات البعض للقبول بها، لا تسهم الا في تعقيد الأمور والتشبث بما ثبت فشله، وكان سببا رئيسا لحالة الاستعصاء والأزمات المركبة الراهنة.

  اننا نريد حلولا وطنية عراقية للمشكلات الراهنة، وندعو الى الرفض الوطني الشامل لكل التدخلات أيا كان شكلها ومظهرها، ويتوجب ان تكف بعض القوى العراقية عن رهانها على حلول اللحظة الأخيرة القادمة من خارج الحدود. فهي إن أتت ليست في جميع الأحوال حلولا ، وانما هي مسكنات في دورة الازمات المتكررة، جراء الإصرار على نهج المحاصصة والتوافق المكوناتي.

وان على القوى العراقية المتطلعة الى حلول من خارج حدود الوطن، ان تدرك  جيدا حقيقة ان الأمور لم تعد كما كانت، وان ارتدادات انتفاضة تشرين حاضرة ، وما جرى امس الاول الجمعة من تحشدات وتظاهرات جماهيرية، انما هي مؤشرات واضحة وصريحة لمن  يريد ان يتعظ، وان يراجع نفسه ويصطف حقا مع غالبية العراقيين في مطالبهم، وفي رفضهم الوضع القائم ومنظومة المحاصصة والفساد.

***********

زار قبري الشهيدين سلام عادل وصفاء السراي

رائد فهمي يلتقي شيوعيي النجف وأصدقاءهم

النجف – طريق الشعب

زار الرفيق رائد فهمي، سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، يوم الجمعة ١٥ نيسان ٢٠٢٢ محافظة النجف، والتقى خلال الزيارة الرفاق في محلية الحزب في المحافظة، وجمعا من الشيوعيين واصدقائهم.

وفي جلسة حوارية عقدت في مقر المحلية، تحدث الرفيق السكرتير عن آخر المستجدات السياسية  وطبيعة الاختناق والاستعصاء، الناجمين عن الصراع على النفوذ والمكاسب والتمسك بالمحاصصة والنهج الفاشل، في الوقت الذي تتصاعد فيه حالة الاستياء والتذمر بين المواطنين.

وشدد على دور الحراك الاحتجاجي والضغط الشعبي على القوى المتنفذة، ووضع البلد على الطريق السليم واهمية وضرورة الخلاص من منظومة المحاصصة والفساد. وشدد على دور الطلبة والشباب والنساء وتفعيل دورهم وتأثيرهم في الاحداث الجارية.

كما أشار الرفيق السكرتير الى النداءات التي أطلقها مؤتمر الحزب الحادي عشر، لاسيما النداء المتعلق بالرفيقات والرفاق الواقفين الان بعيدا عن التنظيم، وحاجة الحزب الى خبرتهم ودورهم لتعزيز نضاله ودوره في مختلف الصعد.

بعدها قام الرفيق فهمي بزيارة عوائل شهداء ومناضلي الحزب، ومنهم عائلة الشهيد حسن عوينة، اذ التقى بشقيق الشهيد الشخصية الوطنية الاستاذ فؤاد عوينة، وتلتها زيارة عائلة المناضل احمد صبحي الخطيب، وهو من الرفاق العسكريين الذين كانوا من السجناء الذين نقلهم قطار الموت في تموز ١٩٦٣ الى سجن نقرة السلمان، حيث أمضي ما يزيد على سنة قبل نقله الى سجن العمارة.

في هذه الزيارات جرت احاديث سياسية عن تأريخ الحزب ومواقفه، ودور الشهداء والمناضلين الملهم، كما دارت حوارات حميمية عن محطات الحزب النضالية الزاخرة بالتضحيات والمواقف البطولية.

وفي ختام الزيارة، قام وفد كبير من رفاق الحزب في المحافظة برفقة الرفيق السكرتير بزيارة الضريح الرمزي للشهيد سلام عادل، وضريحي الشهيد حسين الشبيبي “صارم” وشهيد انتفاضة تشرين صفاء السراي. كما زار الوفد شارع الشهيد سلام عادل في المحافظة.

وكان الى جانب الرفيق فهمي في الزيارة، الرفيق د. صبحي الجميلي عضو المكتب السياسي للحزب، والرفيقان سهاد الخطيب وطلعت كريم عضوا اللجنة المركزية.

************

فعاليات متنوعة على شرف المناسبة

ناشطو اتحاد الطلبة العام يحتفلون بالذكرى 74 لتأسيسه

بغداد ـ طريق الشعب

نظم اعضاء وكوادر اتحاد الطلبة العام في جمهورية العراق، فعاليات مختلفة احتفاءً بمرور 74 عاما على تأسيس اتحادهم، والتي أكدت ضرورة النهوض بالواقع التعليمي في البلاد، وذكّرت بمطالب الطلبة الحقّة وأظهرت معاناتهم.

مكتب الشطرة يعقد مؤتمره

وعقد مكتب الشطرة لاتحاد الطلبة العام في جمهورية العراق، الخميس الماضي   مؤتمره السادس، تحت شعار (من اجل واقع طلابي وتنظيمي أفضل) بمشاركة 32 مندوبة ومندوبا، وسط ظروف أمنية وسياسية صعبة، تعاني منها المحافظة، واستمرار التراجع في القطاعين التربوي والتعليمي، والتضييق المتواصل على الحريات الطلابية.

وشارك في المؤتمر عدد من الضيوف، ممثلي الاحزاب السياسية والاتحادات ومنظمات المجتمع المدني، كما وردت مجموعة من برقيات التهنئة التي باركت انعقاد المؤتمر، متمنية النجاح لأعماله.

 وابتدأ المؤتمر بعزف النشيد الوطني والوقوف دقيقة صمت، حدادا على ارواح شهداء الحركة الطلابية والوطنية، وتم اقرار جدول اعمال المؤتمر. ثم ناقش المنتدبون اوراق المؤتمر التي تم اقرارها مع التوصيات والتعديلات والملاحظات.

وفي الجلسة الختامية وفي جو من الحرص وحب العمل الجماعي جرى انتخاب لجنة ومكتب سكرتارية جديد.

طلبة البصرة يحتفلون بالذكرى

الى ذلك، نظم فرع البصرة لاتحاد الطلبة العام في جمهورية العراق حفلاً جماهيرياً بمناسبة ذكرى التأسيس الـ74، اول امس الجمعة، على حدائق شارع الفراهيدي للثقافة والكتاب. وكان محمود سعدون في عرافة الحفل، الذي استأنف فعالياته بالوقوف استماعا للنشيد الوطني وسط حضور واسع، ومن ثم دقيقة صمت على أرواح شهداء الحركة الطلابية، وشهداء الاتحاد على طول المسيرة النضالية الزاخرة وشهداء الحركة الوطنية العراقية.

وفيما بعد قرأ سكرتير فرع البصرة للاتحاد، حافظ الجاسم، كلمة اللجنة التنفيذية للاتحاد، بمناسبة ذكرى التأسيس، والتي اكدت جملة من المطالب التي تمس حياة الطلبة ومعاناتهم. فيما القى الشاعر الشاب احمد علي قصيدة.

وفي ختام الحفل عزفت المقطوعات الموسيقية التي قدمها الفنان نجم مشاري.

موسّع طلابي في المشتل

وعقد اول امس الجمعة موسّع طلابي في محلية الرصافة الثانية، لمناسبة الذكرى ٧٤ لتأسيس الاتحاد. وتناول الموسع الذي أداره مؤمل جاسم الوضع السياسي في البلاد والحراك الجماهيري، ودور اتحاد الطلبة العام في جمهورية العراق في النضال الوطني والديمقراطي والمهني.

وحضر الموسع ٣٠ شابا من اعضاء الاتحاد وأصدقائه والوسط الطلابي.

حفل جماهيري في الديوانية

وفي الاثناء، نظم فرع الديوانية لاتحاد الطلبة العام، حفلا جماهيرياً، مساء الخميس الماضي، لمناسبة الذكرى، وتم تنظيم الحفل على حدائق منتزه العروبة العائلي، في مركز المدينة، والذي حضره طلبة ورواد واعضاء الاتحاد واصدقاؤه.

وفي مستهل الحفل، تم عزف النشيد الوطني والوقوف دقيقة صمت اجلالاً لشهداء الاتحاد والحركة الطلابية والوطنية. وفي الفقرة الشعرية ارتقى المنصة مجموعة من الشباب الشعراء الذين تغنوا بالاتحاد وسفره النضالي.

وتضمن الحفل معرضاً للكتاب والرسم، حيث عرض مجموعة من الرسامين التشكيليين لوحاتهم الفنية.

التطورات في المنطقة والبلدان العربية

2

في اعقاب قرار ترامب الاعتراف بالقدس الموحدة عاصمة لإسرائيل، في تنكر صارخ لحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة وفقا لقرارات الشرعية الدولية، جرى برعاية امريكية في آب وايلول 2020 توقيع اتفاقات تطبيع مذلة بين دولتي الإمارات والبحرين من جهة وإسرائيل من جهة أخرى. وبعدها خضعت السلطة الانتقالية في السودان للابتزاز الامريكي، ووافقت على مباشرة خطوات مماثلة نحو التطبيع مع إسرائيل، مقابل شطب السودان من قائمة وزارة الخارجية الأمريكية للدول الراعية للإرهاب.

وأكدت اتفاقات التطبيع انخراط هذه الأنظمة العربية في تنفيذ “صفقة القرن” سيئة الصيت، في إطار استراتيجية الإمبريالية الأمريكية لتعزيز هيمنتها على منطقة الشرق الاوسط من خلال إقامة تحالف إقليمي جديد بقيادة إسرائيل. وهي تمثل تتويجاً للمؤامرات والدسائس التي تهدف إلى تصفية قضية الشعب الفلسطيني، واقتلاعه من أرضه تماما وإنكار حقه في إقامة دولته الوطنية، وتحويله إلى مجموعة من اللاجئين والمشردين. ولقيت هذه الصفقة إدانة وشجبا واسعين من قبل القوى الوطنية والتقدمية في المنطقة التي اعتبرتها نسخة جديدة من وعد بلفور المشؤوم، ودعت إلى تعبئة الجهود والطاقات لوأدها ودفنها في مهدها.

وفي ايار 2021، شهدت القدس المحتلة تصعيدا لجرائم القوات الاسرائيلية وعصابات المستوطنين في حي الشيخ جراح بهدف إفراغها من سكانها الاصليين الفلسطينيين وتهويدها. كما شنت قوات الاحتلال الصهيوني عدوانا همجيا على قطاع غزة استهدف الاحياء السكنية والمدنيين، ما أدى إلى سقوط أكثر من 120 شهيدا. وأطلقت أيضا الرصاص الحي على المتظاهرين في الضفة الغربية. وتصدى الشعب الفلسطيني لتلك الهجمة الشرسة وعمليات التوسع والضم والاحتلال بانتفاضة بطولية حظيت بتضامن عالمي غير مسبوق.

وأكدت هذه التطورات مجددا ان أي اتفاق لا يقوم على أساس تطمين حقوق الشعب الفلسطيني الأساسية وغير القابلة للتصرف في أرضه، ووضع نهاية للاحتلال الإسرائيلي، والإقرار بحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته الوطنية المستقلة على أرض فلسطين وعاصمتها القدس، لا يمكن إلاّ أن يُعد اتفاق استسلام يتنكر بشكل صارخ للقضية العادلة للشعب الفلسطيني ولنضاله المفعم بالتضحيات من أجل انهاء الاحتلال الاسرائيلي البغيض، ولن يجلب الأمن والاستقرار للمنطقة.

وطالبت قوى اليسار الفلسطيني الحكومة بوقف انتهاك الحريات من قبل الأجهزة الأمنية في مناطق السلطة الوطنية. وفي هذا السياق، احتجاجاً على وضع الحريات، قرر حزب الشعب الفلسطيني الانسحاب من الحكومة الفلسطينية.

وفي مقابل الموقف الخليجي والعربي الرسمي المنسجم مع الرغبات الامريكية والاسرائيلية، حظيت السعودية بدور رئيسي في المنطقة، وتزكية للتحالف العسكري الذي تقوده في اليمن، في مواجهة الحوثيين وإيران، رغم كل الاحتجاجات الدولية على الجرائم والانتهاكات الصارخة التي ارتكبها الطرفان في الحرب المستعرة هناك، ومن ضمنها استهداف المدنيين والبنى التحتية ومقتل المئات من الأطفال وتفاقم الحالة الانسانية المأساويةً، ومواصلة فرض حصار يهدد بأكبر مجاعة يشهدها العالم منذ عقود. إن مصلحة اليمن وشعوب المنطقة تكمن في ايقاف الحرب والاستجابة إلى جهود الأمم المتحدة والجلوس إلى طاولة المفاوضات، والوصول إلى تفاهمات تحمي اليمن من التفتت والضياع وتنقذ شعبه من المآسي والكوارث التي حلت به.

وفي سوريا، بيّنت عشر سنوات من الصراع العسكري الدامي وما تسبب فيه من ضحايا بشرية ومشردين ولاجئين وخراب ودمار هائل، ومن جوع وفقر وآلام ودموع، إنه آن الأوان لشعبها أن يرى شيئا آخر. وأدت الهزائم المتلاحقة التي منيت بها داعش والتنظيمات المتطرفة، وفشل مخططات اردوغان التوسعية بذريعة ملء الفراغ وحماية أمن تركيا الوطني، إلى فتح آفاق أفضل للتوصل إلى حل سلمي يحظى بتوافق إقليمي ويتحقق عبر التفاوض بين الفرقاء السوريين من أجل وقف الحرب المدمرة وإنهاء معاناة الشعب السوري، والاستجابة لتطلعاته المشروعة إلى تحقيق السلم والحرية والتغيير الديمقراطي الوطني وفقاً لإرادته الحرة، ودون فرض أو وصاية، والحفاظ على وحدة بلاده واستقلالها وسيادتها الوطنية.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مقتطفات من التقرير السياسي الذي أقره المؤتمر الوطني الحادي عشر للحزب الشيوعي العراقي

**************

الصفحة الرابعة

بعد أزمة محطات الوقود الأهلية

الخصخصة  تربك حياة العراقيين

بغداد ـ طريق الشعب

أثار إغلاق أصحاب محطات تعبئة الوقود الأهلية أبوابها، احتجاجا على تغيير آليات تجهيزهم بمادتي البنزين والكاز، وما سببه ذلك من طوابير طويلة أمام محطات الوقود، شكوكاً كبيرة في الجدوى المتحققة من قرار خصخصة القطاعات الإنتاجية والخدمية المتعلقة بحياة المواطنين بشكل كامل.

ورغم ان الحديث يدور حول حل الازمة بشكل مؤقت من خلال تشكيل لجنة مشتركة بين الوزارة واساتذة من جامعة بغداد ورابطة محطات التعبئة والمدافعين عن حقوق أصحاب المحطات لحل الموضوع، لكن معنيين أكدوا ان هذا الامر هو محاولة لكسب الوقت وتأخير تنفيذ القرار الصادر عن وزارة النفط بتزويد المحطات الاهلية بالنظام الطبيعي.

فشل التجربة

ويقول مصدر مطلع في وزارة النفط ان اجازات تأسيس اغلب المحطات الاهلية لم تأت بالسهولة التي يتصورها الناس او بطرق مشروعة، مشيرا الى ان “المتنفذين داخل الوزارة يجبرون المستثمرين على دفع رشاوى بمبالغ مالية كبيرة مقابل الحصول على الاجازة”.

ونوّه بان “أصحاب النفوذ يسيطرون على هذا القطاع، وان الوزارة تحاول حاليا ضرب هؤلاء الفاسدين، لكنها في الغالب لن تتمكن من ردعهم”.

وأضاف ان “خصخصة هذا القطاع وتركه دون رقابة تسبب في فساد وهدر للمال العام”، مشيرا الى ان “المشكلة ربما لا تكون في القطاع الخاص، لكنها مشكلة منظومة، قائمة على الفساد، وتحاول الاستفادة من كل شيء”.

تعرض المواطنين للاستغلال

اما الخبير الاقتصادي احمد خضير فيقول: ان “عملية اناطة مهمة تقديم الخدمات بالقطاع الخاص في ظل انعدام الرقابة وتفشي الفساد سيعرض المواطنين الى الاستغلال والتلاعب بمقدراتهم”، مشيرا الى ان “عملية بيع الوقود مدعومة من قبل الحكومة، لكن رفع هذا الدعم قد يجعل سعر لتر البنزين يصل لأرقام جنونية”.

ويتابع أن “خصخصة هذه القطاعات أفقدت الدولة دورها، وساهمت في تهديد أمنها، وظهرت شبهات فساد في كثير من هذه الأمور”، مشيرا إلى أن “العراق أصبح ساحة للتهريب وغسيل الأموال بسبب غياب الرقابة والشفافية في كثير من المواضيع الحساسة”.

شبهات الفساد

ويؤكد أن “كثيرا من عمليات الخصخصة شابها الفساد في العراق مثل خصخصة قطاع الاتصالات منذ العام 2004، لكنه الى يومنا هذا يعاني العراق من خدمة انترنيت فاشلة، إضافة الى أسعار اتصالات مرتفعة، مع تهرّب شركات الاتصالات من دفع ضرائبها. كذلك عقود جولات التراخيص، وما شابها من ملفات فساد”، منوها الى ان “قرار الخصخصة لم يكن قراراً عراقياً نابعاً من حاجة المجتمع ودراسة وضعه بدقة، وإنما هو إملاءات من صندوق النقد الدولي ومنظمة التجارة العالمية”.

ويواصل خضير حديثه أن “هذه الجهات الدولية تبحث عن مصالحها الخاصة، ولديها تجارب واضحة ومعلنة في إيصال دول إلى الحضيض اقتصادياً، نتيجة تطبيق إملاءاتها” بحسب قوله.

وحول ازمة الوقود، قال معاون مدير عام شركة توزيع المنتجات النفطية إحسان موسى في تصريح تلفزيوني، إن “وزارة النفط وشركة توزيع المنتجات لديهما الحلول دائماً، حيث تم الإيعاز للمحطات الحكومية بأن تبقى مفتوحة على مدار الـ24 ساعة في جانبي الكرخ والرصافة، ولا توجد أي أزمة في المشتقات النفطية”.

وأضاف أن “عدم التزام بعض المحطات الأهلية بالقوانين، هو سبب الأزمة، وأن أصحابها هم وكلاء لدى وزارة النفط، وليس من حقهم إغلاق المحطات، بل يحق لنا رفع دعاوى ضدهم وفسخ العقود معهم”.

وتابع موسى أن “المحطات التي أغلقت أبوابها الآن متهمة بعمليات تهريب ومتاجرة بالوقود وبالجرم المشهود. وان الفرق في سعر الوقود بين بغداد وإقليم كردستان يعود الى سبب التهريب. وشمل التهريب دولتي سوريا ولبنان، وما يحدث الآن من أزمة الان هو بفعل فاعل، وليس هناك أزمة حقيقية”.

وأكد أن “نحو 7 ملايين لتر من الوقود يتم تهريبها يومياً، من مجموع 30 مليون لتر تنتجه النفط يومياً”.

وفي ضوء هذه المعطيات لا بد من الاستفادة من الدرس الحالي، وعدم ترك الانشطة الانتاجية والخدمية ذات الصلة بحياة الناس للقطاع الخاص من دون رقابة واشراف الدولة، فضلا عن أن التجربة العملية أثبتت فشل عملية خصخصة قطاع توزيع المنتجات النفطية بالكامل في العراق، وجعلت الناس والحكومة تحت رحمة اصحاب محطات الوقود الاهلية!

***************

النفط تطمئن.. لكن المواطنين قلقون

هل نحن على أعتاب أزمة وقود؟

بغداد ـ محمد التميمي

وسط الأزمات المتعددة التي يعاني منها المواطن العراقي، طفت على السطح معضلة أخرى ربما تتوسع أكثر، لتصبح ازمة، الا وهي شحة الوقود في المحطات.

يقول مواطنون ان الكثير من المحطات الاهلية أغلقت أبوابها امامهم بشكل مخالف للقانون، وامتنعت عن تزويدهم بالوقود، الامر الذي تسبب بحدوث زخم كبير على المحطات الحكومية، مطالبين الحكومة بإيجاد حل للأزمة الراهنة.

وفي مقابل ذلك، تقول وزارة النفط أنها فرضت “إجراءات عقابية” على المسببين لتلك الازمة من أصحاب محطات تعبئة الوقود الأهلية.

الوزارة تهدد

وأصدرت شركة توزيع المنتجات النفطية، توجيهاً جديداً لمحطاتها الحكومية في بغداد والمحافظات، يقضي بالابقاء على تزويد المواطنين بالوقود على مدار 24 ساعة.

ونفت وزارة النفط في بيان لها طالعته “طريق الشعب”، وجود أية أزمة بالوقود.

ووفق البيان لوكيل وزارة النفط لشؤون التوزيع حامد يونس، فإن ّ”الوزارة تحرص على توفير مادة البنزين، وأنه لا وجود لأي أزمة أو نقص في التجهيز للمحطات الحكومية والأهلية”، متهماً “بعض أصحاب محطات الوقود الأهلية، ورغم دعم الوزارة لعملهم، فإنهم يفتعلون الأزمات على حساب المواطن والوزارة لأهداف ومصالح ضيقة”.

مواطنون يشكون

ويقول الشاب غيث حمدان، انه توجه لأكثر لأربع محطات في محيط منطقته، شرق بغداد، لكنه لم يحصل على وقود. ويقول ان القائمين على تلك المحطات يخبرون زبائنهم بأن الوقود نفد لديهم.

ويردف حمدان في حديث لـ”طريق الشعب”، انه تمكن أخيرا من الحصول على الوقود من احدى المحطات الحكومية، لكنه بعد معاناة طويلة بسبب الزخم الكبير عليها.

ويأمل حمدان أن يجد الحكومة حلا للأزمة “قبل ان تتفاقم اكثر، لتزيد الأعباء التي تنغص على المواطنين معيشتهم”، داعيا الى “تشكيل لجان رقابية لمتابعة عمل المحطات الأهلية، لأجل ردع المخالفين للتعليمات الحكومية”.

وسجلت أسعار البنزين المحسن ارتفاعاً في السوق السوداء، حيث وصل سعره إلى 1200 دينار للتر الواحد، بينما يباع في المحطات الحكومية بسعر 650 ديناراً للتر.

وتتسع أزمة الوقود بشكل خاص في محافظات بغداد والبصرة وكركوك والموصل وذي قار والقادسية، ويجري ذلك بالتزامن مع الحديث عن اتخاذ وزارة النفط قراراً برفع الدعم عن أسعار الوقود، وبدأت تطبيقه بشكل تدريجي إذ شمل النفط الأسود فقط المجهز لمصانع ومعامل الإسفلت الأهلية، قبل ان ينتقل القرار الى البنزين والكاز.

أين الإجراءات العقابية؟

الشاب سجاد زاهد، بائع وقود، يقول لـ”طريق الشعب”، ان عمله توقف تماما، مؤخرا، بسبب قيام المحطات الأهلية بإغلاق أبوابها، فأضحى سجاد عاطلا عن العمل، بينما هو المعيل الوحيد لعائلته.

ويؤكد سجاد ان “الكثير من المحطات الأهلية ترفض بيع الوقود، والمحطات الحكومية فقط هي التي تعمل ولكن تشهد تزاحماً للسيارات فيها بشكل كبير جدا”.

«ارحموا عوائلنا»

المواطن قيس هاشم، صاحب سيارة أجرة بـ11 راكبا، يقول انه لم يتمكن من تزويد سيارته بالوقود خلال اليومين الأخيرين، قبل ان يضطر الى الذهاب لإحدى المحطات الحكومية، منذ ساعات الفجر الأولى لأجل الحصول على الوقود.

 ويضيف هاشم لـ”طريق الشعب”، انه يعيل عائلة من 12 فردا، وبالتالي فان هذه الأزمة أثرت كثيرا على معيشته وقوت يومه.

ويشير الى ان المحطات الأهلية التي رفضت تزويده بالوقود، هي محطتا الرحمن قرب جسر الرستمية، واللؤلؤة على سريع الدورة، مناشدا الحكومة أن تجد حلا لمعاناتهم، كي يضمنوا لعوائلهم تدبير قوتها اليومي.

ويتساءل المتحدث: “من المسؤول عن هذه الأزمة، ولماذا لم نشهد إجراءات بحق المحطات المخالفة الى الآن؟”.

*************

مستشار الكاظمي: هذه تداعيات تأخر إقرار الموازنة

بغداد ـ نورس حسن

يقول المستشار المالي لرئيس مجلس الوزراء د. مظهر محمد صالح، ان تأخر إقرار موازنة العام 2022، يقود البلاد الى “منزلقات اقتصادية خطرة، تؤثر في عمل مشاريع التنمية، وتفاقم نسب الفقر والبطالة”، محذرا من أن التفكير في قوانين بديلة لا يصب في مصلحة البلاد.

وينبه متخصصون إلى أن العمل مبدأ 1/12، لا يصنع تنمية حقيقية، انما من الضروري ان تشكل حكومة جديدة، تعمل على تقديم مشروع قانون موازنة العام الجاري الى البرلمان لأجل إقراره.

تداعيات تأخر إقرار الموازنة

ويتهم المستشار المالي لرئيس الوزراء، الدكتور مظهر محمد صالح لـ”طريق الشعب”، “القوى السياسية المتنفذة بتقديم مصالحهم الخاصة على مصلحة الشعب، عبر تأخير إقرار الموازنة والتفكير بطرق بديلة غير دستورية، ولم تخضع إلى دراسة كافية”، في إشارة الى قانون الدعم الغذائي الطارئ، الذي يقول أنه يواجه كثيرا من الملاحظات، التي أشرها متخصصون، نصوا بتمرير موازنة 2022 بدلا منه.

ويحذر صالح من أن “التأخير القائم في اقرار الموازنة يعزز كثيرا من المنزلقات الاقتصادية التي تعانيها البلاد، خاصة تلك التي تتعلق بتعطيل مشاريع التنمية التي تؤدي الى رفع نسب الفقر، التي باتت تتجاوز 30 بالمائة جراء النمو السكاني المستمر والذي يعاني البطالة بنحو 20  في المائة”.

وعن استمرار عمل المؤسسات الحكومية وفق مبدأ 1/12 يشدد صالح على ضرورة متابعة ملاحقة عمل تلك المؤسسات، مردفا أن “العمل بهذا المبدأ يفرض نتيجة لظروف محددة وقتية، لكنه يحجب عملية التطور التي بحاجة الى تخصيصات مالية اكبر من تلك التي يوفرها مبدأ 1/12”.

ويؤكد د. صالح أن “استمرار التأخير في إقرار الموازنة يؤدي بالحكومة إلى اتخاذ قرارات غير واضحة، تؤثر سلبا على السوق المحلي الذي يتم دعمه بنسبة 67 بالمائة من تخصيصات الموازنة السنوية”.

الحسابات الختامية

ويحدد صالح معرقلات عدم تقديم الحسابات الختامية لـ 10 سنوات مرّت، وكذلك عدم اقرار موازنة العام 2014، قائلا: ان هذه المخالفات “أدخلت البلاد بمنزلقات ومعرقلات قانونية، أثرت سلبا في سمعة البلاد المالية، امام المجتمع الدولي”.

ويشير الى ان “البلاد تعاني، ومنذ عقود، من اهمال كبير في مجالي رقابة المال العام وكفاءة الصرف”.

قانون بديل

ويقول الوكيل الفني في وزارة التخطيط ماهر حماد في تصريح اطلعت عليه “طريق الشعب، إنّ “الحكومة الحالية لن تقدم قانون الموازنة إلى مجلس النواب، وستتركه للحكومة المقبلة”، مشيرا الى أن “قانون الدعم الطارئ سيحل محل الموازنة لمعالجة الأمن الغذائي والمشاريع لحين إقرار الموازنة الجديدة”.

لكن النائب الاول لرئيس مجلس النواب حاكم الزاملي، يؤكد في تصريح اطلعت عليه “طريق الشعب”، ان “قانون الدعم الطارئ للأمن الغذائي والتنمية، لن يكون بديلاً عن الموازنة، وان إقراره جاء لمرحلة معينة، الهدف منه معالجة أبرز الحالات والقضايا الطارئة في البلاد”، لافتا إلى أن “المجلس سيصوت على تفويض حكومة تصريف الأعمال إرسال مشروع قانون الموازنة للعام الحالي، فضلاً عن القوانين المهمة التي تمس حاجة المواطنين”.

هل هذا قانوني؟

وبشأن قانونية إقرار قانون الدعم الطارئ، يوضح الخبير القانوني علي التميمي لـ”طريق الشعب”، ان “حكومة تصريف الاعمال، لا يحق لها اقتراح مشروع قانون على مجلس النواب”، وبدلا من ذلك يدعو التميمي مجلس النواب الى عدم التهاون في تأدية واجبه الدستوري في ما يخص انتخاب رئيس جمهورية والعمل على تشكيل حكومة جديدة لأجل أن يكون هناك غطاء قانوني لتقديم المقترحات القانونية الى الجهات التشريعية.

وفي الاتجاه ذاته، جاء حديث الخبير الاقتصادي رشيد السعدي لـ”طريق الشعب”، إذ يؤكد ان “الحكومة القائمة اليوم هي حكومة تصريف اعمال ولا يحق لها تقديم مقترحات قانونية للتشريع”.

ويقول السعدي إن “مقترح قانون الدعم الطارئ يواجه الكثير من الاعتراضات ولا يمكن ان يحل محل الموازنة السنوية لعام 2022، خاصة وان هناك ضرورة للعمل على تعدد مصادر الدخل للبلاد التي بات اقتصادها يعاني تدهورا سريعا”، بحسب رأيه.

ويجد السعدي ان “كل ما تعمل عليه الحكومة من إجراءات، هو غير كفيل بالنهوض بالواقع الاقتصادي”.

ويشير الى أن “الازدواجية والتعنت السياسي القائم يؤثر سلبا على مصلحة البلاد الاقتصادية، وبالتالي فان المتضرر الاول من هذه العملية هو المواطن الذي يقاسي شظف العيش”.

ويخلص الخبير الاقتصادي الى القول: ان المخرج الوحيد أمام حكومة تصريف الأعمال لمواجهة الأزمة الاقتصادية الراهنة، هو العم وفق مبدأ 1/12 الذي يوفر سياقات محددة للعمل”.

شريط الأخبار

عرابو النمو المزيف!

توقع البنك الدولي، ارتفاع النمو الإجمالي في العراق، والذي تقف وراءه قطاعات النفط والاتصالات والنقل والإقامة والتجزئة، إلى 8.9  في المائة. وقال البنك إن النمو النفطي وغير النفطي يسيران للوصول إلى مستويات ما قبل الوباء مع زيادة إنتاج النفط وتخفيف قيود كورونا، في الوقت الذي يتقلص فيه القطاع الزراعي بنسبة 36.8 في المائة. هذا ويأتي إعلان البنك في سياق تشجيع الحكومة على سياساتها الفاشلة، والهادفة تعظيم إيرادات النفط الخام وترسيخ الطابع الريعي للاقتصاد والدولة، مما يشدّد من اللامساواة الاجتماعية، ومن هيمنة الطغمة الحاكمة على الريع النفطي، وهو ما يتمظهر في اشتداد الفقر وارتفاع الأسعار.

على مهلكم

إحنه ما همنا الوكت!

أكدت وزارة التخطيط على إنها ماضية بتحديث السياسات السكانية، بما يسهم في تحويلها الى قوة إنتاجية ومحرك ايجابي في عملية التنمية، مشيرة الى أن هذه السياسات ستولي اهتماماً للتعليم والصحة والسكن وتمكين المرأة والشباب، وحماية البيئة. هذا وكانت الوزارة قد أطلقت وثيقة بهذا الشأن في العام الماضي، في وقت تتزامن فيه الزيادة السكانية التي وصلت الى 4 في المائة، مع وجود أكثر من 10 مليون عراقي تحت مستوى الفقر، وحرمان نصف الشباب من العمل وثلث النساء من التعليم وتدني الخدمات الصحية بشكل مريع، إضافة الى مشاكل الأمن الغذائي والتصحر ونقص المياه وتلوث البيئة.

ساعي بريد متهاون!

دعت هيئة النزاهة الاتحادية، إلى تدخل هيئة الإعلام والاتصالات لإعادة النظر بأسعار باقات الانترنت وزيادة سرعتها، إثر زوال الأسباب التي كانت تتعكَّز عليها شركات الهاتف النقَّال في رفع الأسعار. وانتقدت النزاهة هيئة الإعلام والاتصالات على إكتفائها بإعادة تحويل شكاوى الناس ضد الشركات إلى جهة المتابعة الخاصة بالشركة، وعلى تدني مبالغ عقود تجديد الرخصة للشركات إذا ما قورنت مع الزيادة الحاصلة في عدد المشتركين وكلفة الاشتراك والمدد الزمنيَّـة الممنوحة في عقد التجديد البالغة (خمس سنوات)، إضافةً إلى (ثلاث سنوات) مجانية، تعويضاً لأحداث داعش وفترة وباء كورونا، على الرغم من قيام الشركات برفع أسعارها منذ عام 2015.

ألسنا بلداً مستقلاً؟!

في الوقت الذي تحدثت فيه تقارير موثقة عن وجود 11 قاعدة رئيسية و19 معسكراً لتركيا في بلادنا، علق السفير الإيراني إيرج مسجدي، على الأزمة السياسية في العراق، معتبراً أن الوقت لم يحن بعد لحكومة الأغلبية لأن هذه الحكومة لا تنجح الا في الدول الديمقراطية. وأشار مسجدي الى أن ما أثير بشأن الانتقادات للدور الإيراني في العراق أمر طبيعي حيث تمتلك كل دولة رؤية واستراتيجية خاصة بها. وقد أثارت هذه التدخلات، الناس للتساؤل عن السر وراء “تغليس” حكومتنا عنها، وعن المدى الذي يمكن أن تصل اليه في إنتهاكها لسيادتنا الوطنية!

************

الصفحة الخامسة

رمضان العراق تحت وطأة الغلاء

لا فوانيس ولا موائد خاصة ولا «بقلاوة»!

متابعة – طريق الشعب

يحرص العراقيون سنويا على استقبال شهر رمضان بطقوس تراثية مميزة، من قبيل تزيين المنازل بالفوانيس والأهلة وأضواء الزينة، حتى تجهيز المواد الغذائية اللازمة لإعداد الموائد الرمضانية الخاصة. لكن هذا العام واجه المواطنون، سيما ذوو الدخل المحدود، مشكلة كبيرة في الاستعداد لاستقبال الشهر، في ظل الارتفاع غير المسبوق في الأسعار.

تراجع حركة السوق

مدير “مجموعة وفّر” للمواد الغذائية والاستهلاكية، عبد الفتاح صالح، يتحدث في لقاء صحفي عن حركة التسوق في رمضان هذا العام، مؤكدا أنها تشهد تراجعا ملحوظا مقارنة بالأعوام السابقة.

ويوضح، أن هذا التراجع جاء بسبب ارتفاع الأسعار، وعدم توفر أصناف عدة من البضاعة الضرورية، مشيرا إلى أن “الحرب الروسية -الأوكرانية أثرت على أسعار المواد الغذائية الأساسية مثل القمح والزيت. إذ ان هاتين الدولتين تعتبران أكبر مصدّرين للمادتين المذكورتين”.

أما يونس محمد، وهو سائق سيارة أجرة، فيؤكد أن حركة السوق هذا العام راكدة بشكل ملحوظ، عازيا  الأمر إلى ارتفاع سعر الدولار مقابل الدينار، إضافة إلى الوضع السياسي المضطرب.

لا زينة ولا حلوى

وتحرص السيدات على إضفاء طابع البهجة والاحتفال بقدوم رمضان، وذلك بتعليق الفوانيس وأضواء الزينة وغيرها، لكن بسبب الغلاء هذا العام ضعف الإقبال على تلك المستلزمات.

تقول آية محمد، وهي موظفة، أنها تحرص كل عام في رمضان على شراء المواد الغذائية والحلوى وتجهيزات الزينة من إضاءة وفوانيس، لكن ارتفاع الاسعار هذا العام أثر سلبا على سلتها الرمضانية، فاكتفت بالتزود بالمواد الغذائية الأساسية فقط.

وتحتل البقلاوة والزلابية مكان الصدارة في نفوس العراقيين خلال رمضان. فتكاد لا تخلو مائدة إفطار عراقية من هذين الصنفين إلى جانب أصناف أخرى من الحلوى.

وفي حديث صحفي، يقول مُصدق الكرمنجي، صاحب سلسلة محلات “أبو رفل للحلويات” في بغداد، أن محلاتهم تشهد قبل أيام من حلول رمضان حتى نهاية الشهر، إقبالا كبيرا على شراء الحلويات، خاصة البقلاوة والزلابية، لكن هذا العام بدت حركة التسوق ضعيفة، معتبرا في حديث صحفي، أن الظروف السياسية الصعبة التي يمر بها العراق، أثرت على حركة الشراء.

ويؤكد أن محلاته أبقت أسعار الحلويات دون زيادة، لكن المواطن يستغني أحيانا عن الحلوى الجاهزة، ليقوم بتصنيعها في منزله بتكلفة أقل. 

*********

أگـول

يا غافل.. إلك الله!

عامر عبود الشيخ علي

وانا اتصفح موقع مديرية المرور العامة لغرض ملء استمارة تجديد اجازة السياقة، وجدت نافذة للغرامات المرورية على المركبات في بغداد. جربت إدخال رقم عجلتي الخصوصي في الخانة المخصصة، لأرى فيما إذا كانت هناك مخالفة أم لا، مع إني متأكد من عدم مخالفتي قواعد السير. فتفاجأت بتسجيل غرامتين مقدارهما 200 ألف دينار بسبب الوقوف في أماكن غير مسموح الوقوف فيها، في مناطق لم أصل إليها خلال فترة إصدار الغرامة!

علما أن الغرامة في الأصل تبلغ 25 ألف دينار، لكن بسبب عدم تسديدي المبلغ في الموعد المحدد، تضاعف وتصاعد حتى وصل إلى الرقم الحالي.

لو افترضت اني فعلا كنت مخالفا، كيف لي معرفة ذلك وأنا لم اتلق تنبيها مباشرا من رجل المرور، أو وصلا رسميا بهذا الخصوص. فلو كنت أعلم بالغرامة، لسددتها حينها قبل أن تتصاعد لتصل إلى هذا الرقم.

عند استفساري عن الأمر من سائقين آخرين، تبين أن هذه المشكلة تكررت مع الغالبية، وأن الغرامة وصلت أحيانا إلى أرقام عالية جدا، ودون وجه حق. والغريب هو ان تلجأ دائرة يقع تطبيق القانون في صميم عملها، الى خرق القانون!

أقول ذلك وأنا لست مع من يخالف الأنظمة والقوانين المرورية، على العكس يتوجب على الجميع الالتزام بالقانون ومن الضروري أن يغرم المخالف، طالما الأمر هدفه الحفاظ على سلامة السائق والمواطنين، لكن بالمقابل يفترض أن يتم تبليغ المغرّم حين وقوع المخالفة، كي لا يتضاعف المبلغ عليه، مع تسليمه وصلا رسميا تجنبا للغرامات غير المبررة التي يفرضها البعض من رجال المرور حسب أهوائهم، وبهدف رفع الإيرادات المالية لدائرتهم!

وصدق القائل: “يا غافل الك الله”!

*********

مشكلات الهندية

حملها الشيوعيون الى القائم مقام

الهندية - غانم الجاسور

زار وفد من منظمة الحزب الشيوعي العراقي في قضاء الهندية بكربلاء أخيرا، قائم مقام القضاء المهندس منتظر الشافعي في مكتبه، ونقل اليه صورة لأبرز المشكلات العامة التي يعانيها المواطنون.  واستقبل القائم مقام ومعه مسؤولو مكاتب الشكاوى في المدينة، الوفد الذي ضم سكرتير المنظمة الرفيق عودة الكفري والرفيق الإعلامي غانم الربيعي، بحفاوة. وخلال اللقاء تبادل الطرفان الحديث حول الواقعين الخدمي والصحي في المدينة. وطرح الوفد جملة من المشكلات، مثل استشراء ظاهرة تعاطي المخدرات بين الشباب، خصوصا العاطلون عن العمل، وتردي الواقع الزراعي في القضاء وقصباته جراء شح المياه وغلاء أسعار الأسمدة الكيمياوية. كما تطرق الوفد إلى مشكلة البطالة في صفوف الشباب، وازدواجية الدوام في معظم المدارس، فضلا عن مشكلة تسرب التلاميذ وابتعادهم عن مقاعد الدراسة بسبب الأوضاع المعيشية الصعبة، إلى جانب مشكلة تردي النظافة وتراكم النفايات في بعض الأحياء السكنية المزدحمة، ومعاناة المواطنين بسبب جشع أصحاب المولدات، الذين يعمدون إلى رفع التسعيرة المقررة من الحكومة المحلية. ودعا الوفد القائم مقام إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة لمعالجة المشكلات المطروحة. فيما أبدى الأخير تفاعله مع ما طرح، مثمنا حرص الشيوعيين على تبني مطالب الناس. وتعهد القائم مقام بمتابعة المشكلات ومعالجتها، من خلال اللجان المعنية في دائرته. وفي الختام، قدم الوفد إلى القائم مقام نسخا من “طريق الشعب” ومن التقرير السياسي الصادر عن المؤتمر الوطني الـ 11 للحزب.

***********

شريان ديالى المائي يفقد صلاحياته

بعقوبة – وكالات

كشف مدير بيئة ديالى، عبد الله هادي الشمري، عن تحول نهر ديالى إلى “قناة تصريف، بناء على تلوث مياهه وارتفاع نسب الملوحة فيها إلى مستويات قياسية”، مشيرا إلى أن “هذا النهر الذي يعد شريان المياه الرئيس لأغلب مناطق المحافظة، لم يعد ماؤه صالحا للاستهلاك البشري”.

وقال في حديث صحفي، أن نسب الملوحة بلغت في النهر أكثر من 60 في المائة. فيما لفت إلى أن معالجة هذه المشكلة تكمن في “زيادة الإطلاقات المائية. وهو امر صعب بسبب قلة الإيرادات المائية والجفاف”، مبيناً أن “نسبة التلوث في مياه النهر وعدم صلاحيتها الزراعية، تتفاوت بين منطقة وأخرى”.وكان مسؤولون في ديالى قد حذروا في وقت سابق من “هلاك آلاف الدوانم من البساتين وانعدام ماء الشرب في الصيف المقبل، جراء تفاقم ازمة الجفاف وانحسار مياه نهر ديالى”.

**********

الموصل

عشرات الأطفال مهددون بالتشرد

الموصل – وكالات

يواجه عشرات الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة في مدينة الموصل، مصيرا مجهولا، إثر إبلاغ محافظة نينوى المعهد الذي يؤويهم، بإخلاء البناية التي يشغلها كونها تابعة للدولة. ففي الوقت الذي سيعود فيه بعض هؤلاء الأطفال إلى أسرهم الفقيرة التي لا تقوى على تأمين احتياجاتهم، سيكون مصير الآخرين التشرد كونهم من الأيتام. 

ويقع “معهد الطفولة السعيدة” في “حي الرفاعي” بالجانب الايمن من الموصل. وكان قبل العام 2003 مقرا لحزب البعث، وبقي مهملا منذ سقوط النظام حتى العام 2017 عندما أقدمت سيدة موصلية تعمل في قطاع التربية، على إعادة تأهيله وتحويله إلى معهد تطوعي لإيواء الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة.

مديرة المعهد وصاحبة فكرة تأسيسه، السيدة ريم كشمولة، كانت موظفة في التربية، لكنها اختارت أن تأخذ إجازة طويلة من دون راتب لتتفرغ إلى تنفيذ فكرة افتتاح المعهد، وفاء لابنها الشهيد، وبالفعل تم ذلك عام 2017، ونجحت هذه السيدة في جمع كادر تطوعي يعمل بالمجان، ضم 45 موظفا. 

تقول السيدة ريم في حديث صحفي، أن “المعهد يقدم الرعاية النفسية للاطفال المصابين بالتوحد، ومتلازمة داون، وعدم اكتمال النمو العقلي، وأمراض أخرى. ولدينا رخصة من وزارة العمل والشؤون الاجتماعية”، موضحة أن “محافظة نينوى أبلغتنا بإخلاء مبنى المعهد، من دون أن إيجاد مكان بديل”.

وتضيف قائلة: “نحن لا نعترض على إخلاء البناية، لكن في حال عدم توفر مكان بديل، كيف سيكون مصير هؤلاء الأطفال الذين لا يستطيعون الذهاب الى المدارس كأقرانهم”، مؤكدة أن “الأطفال حالتهم النفسية تدهورت بعد ان عرفوا أن المعهد سيغلق قريبا، والمشكلة الأكبر هي أن أغلبهم من عائلات متعففة وبعضهم ايتام، وبالتالي سيكون مصيرهم التشرد ان لم يتدخل احد لايقاف هذا الاجراء الظالم”.

وتناشد مديرة المعهد الحكومة والجهات المعنية الأخرى، النظر بإنسانية إلى حالة الأطفال، وتوفير مكان بديل يؤويهم.

من جانبه، يقول المتطوع في المعهد، صالح إبراهيم، أن مبنى المعهد تم إعماره من تبرعات الخيرين “واليوم يريدون الاستحواذ عليه لأجل احد المشاريع.. نحن لسنا ضد الحكومة او القانون لكن هناك عشرات المقرات والبنايات الحكومية التي تعود لحزب البعث. فلماذا الاصرار على هذا المبنى بالذات؟”.

ومن المقرر أن يتحول مبنى “معهد الطفولة السعيدة”، إلى مبنى لمعهد التمريض. وبهذا الصدد يقول مدير المعهد العالي في دائرة صحة نينوى، عمار المعماري، ان “الدائرة قدمت في العام 2019 طلباً للحصول على بناية لمعهد التمريض”، موضحا في حديث صحفي، ان “لجنة وزارية من بغداد زارت المحافظة واختارت مبنى معهد الطفولة السعيدة باعتباره الأنسب ليكون معهداً للتمريض من حيث المقاييس والمواصفات، وقد اكتملت الاجراءات تقريباً”.

***********

“قرية سيد جبار” في السماوة

مشروع خدمي لم يخل من الأخطاء!

متابعة – طريق الشعب

بعد عقود من معاناتهم جراء الإهمال الحكومي في الجانب الخدمي، استبشر أهالي “قرية سيد جبار” في مدينة السماوة، خيرا، عندما شملت محافظة المثنى قريتهم بمشروع تأهيل الأحياء السكنية غير المخدومة، والذي يتضمن مد شبكتي المجاري ومياه الشرب وتبليط الشوارع.

لكن هذا المشروع لم يكن بمنأى عن الأخطاء – بحسب ما أفاد به عدد من سكان المنطقة في لقاء صحفي متلفز نشرته وكالة أنباء “المربد”.

يذكر السكان أن أنابيب ماء الإسالة جرى مدها مباشرة على التربة الطينية، ولم توضع تحتها، مثلما هو شائع، مادة الرمل التي تحميها من الرطوبة وتحافظ عليها من التآكل.

وأضافوا انه وفق ما جاء في تندر المشروع فإن الأرض قبل تبليطها، يتم رصفها بمادة “الجلمود” القوية، لكن الشركة المنفذة وضعت مادة أخرى بدلا عنها تشبه الحجر وهي مؤلفة من “الجص”، وهذه المادة هشة تتأثر بالرطوبة ولا يصمد عليها التبليط فترة طويلة – بحسب قولهم، مؤكدين انهم قاموا بمخاطبة المقاول المعني، وطلبوا منه تلافي هذه الأخطاء، لكن من دون نتيجة. فاضطروا إلى مخاطبة المحافظة، فأصدرت من جانبها كتابا يلزم الشركة باستخدام مادة “الجلمود”، لكن الأخيرة لم تستجيب، إنما قامت بوضع مادة “السبيس”، وهذه المادة رديئة وغير مقاومة.

وأشاروا إلى أن الشركة فرشت “السبيس” من دون أن تحدل الأرضية قبل ذلك، ما يعرضها بعد التبليط إلى التخسف والترهل، مضيفين أنه بحسب التندر فإن الأرضية تبلط بالأسفلت، لكن الذي تبين لهم انها سترصف بالمقرنص.

وطالب السكان الجهات الحكومية المعنية، بتفعيل الرقابة الفنية على المشروع وإلزام الشركة المنفذة باستخدام المواد الجيدة.

*********

مواساة

  • بحزن وأسى عميقين، تعزي منظمة الحزب الشيوعي العراقي في بريطانيا، الرفيق العزيز وليد حميد بوفاة أخيه الاستاذ التربوي ماجد حميد السعدي في بغداد.

أحر التعازي القلبية للرفيق وليد وزوجته وأولاده وأخوته جميعا، والذكر العطر دوما للفقيد.

  • تنعى هيئة الشهيد فاضل البياتي للحزب الشيوعي العراقي، بمزيد من الحزن والألم، الرفيق سيد لفته (أبو حسنين) الذي توفي اثر مرض عضال.

الذكر الطيب للراحل، والصبر والسلوان لعائلته الكريمة ورفاقه.

  • بمزيد من الحزن والأسى تعزي اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في الشطرة، الرفيق كاظم جبار بوفاة شقيقته.

الذكر الطيب للفقيدة والصبر والسلوان لعائلتها.

  • تنعى اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في واسط، صديق حزبنا الاستاذ ماجد كطي، شقيق د. عطا كطي، والذي توفي بسبب مرض لم يمهله طويلا.

الذكر الطيب للفقيد والصبر والسلوان لعائلته الكريمة.

  • تعزي منظمة الحزب الشيوعي العراقي في ابو الخصيب، الرفيق صلاح عبد القادر العمران بوفاة ولده المهندس احمد صلاح العمران.

الذكر الطيب للفقيد والصبر والسلوان لرفيقنا العزيز صلاح ولعائلته الكريمة.

*********

الصفحة السادسة

البرهان: سأتنحى إذا توافقت القوى السياسية السودانية

الخرطوم - وكالات

زعم رئيس مجلس السيادة الانقلابي في السودان، عبد الفتاح البرهان، استعداده للتنحي من منصبه، في حال تم التوافق بين القوى السياسية السودانية.

وأعلن البرهان، في كلمة له، عن إجراءات سيتم اتخاذها خلال 48 ساعة، بهدف تهيئة المناخ للحوار بما فيها الإفراج عن جميع المعتقلين.

وقال البرهان زاعما: “مستعدون في حال اتفاق القوى السياسية أن نجلس بعيدا إذا توافقوا على ذلك”.

وأعلن البرهان أنه عقد اجتماعا مع النائب العام ورئيس القضاء لدراسة الوضع القانوني للمحتجزين، وتسريع الإجراءات الخاصة بهم، وقال “خلال يومين أو ثلاثة سيكونون في الخارج ليسهموا مع الآخرين”.

وأشار إلى “توجيه أصدره للأجهزة المختصة لمراجعة حالة الطوارئ والإبقاء على بعض البنود الخاصة بحالة الاقتصاد وغيره مما يساعد على تهيئة المناخ”.

وقال إن المرحلة تتطلّب من الجميع “تقديم تنازلات”، وأن “السبيل للعبور بالفترة الانتقالية بسلام هو التوافق والتراضي بين الجميع”.

***********

تفاصيل روسية عن برنامج بيولوجي أمريكي في أوكرانيا

موسكو - وكالات

كشفت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، في مقابلة مع قناة “RT”، تفاصيل جديدة عن البرنامج البيولوجي العسكري الأمريكي في أوكرانيا، ودور ألمانيا فيه.

وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية إن ألمانيا كانت تنسق مع الحلفاء الأمريكيين، الذين أنشأوا شبكة من 30 مختبرا بيولوجيا على الأقل في أوكرانيا. وأشارت إلى أن الولايات المتحدة بدأت العمل منذ سنة 2014 على برنامج الأمن البيولوجي مع أوكرانيا. وكشفت زاخاروفا خلال المقابلة أن العمل كان يشرف عليه متخصصون من معهد الأحياء الدقيقة للقوات المسلحة الألمانية، وكذلك متخصصون في مجال دراسة العوامل الحيوية القاتلة من معهد “ليو فلير” و “معهد برنارد نوخت لطب المناطق الحارة” و”معهد روبرت كوخ”. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية إن من بين مهام المرحلة الثالثة من “مشروع الأمن البيولوجي” جمع “المعلومات الوبائية الحساسة” وتطوير البنية التحتية للدول الشريكة للتعامل مع العوامل الحيوية الخطرة. وأكدت أنه منذ عام 2016، يتعاون معهد علم الأحياء الدقيقة التابع للقوات المسلحة الألمانية مع معهد الطب البيطري التجريبي والسريري في خاركوف بأوكرانيا، مضيفة أن الهدف من المشروع هو “تحسين” الأمن البيولوجي في أوكرانيا، “خاصة في شرق البلاد (دونباس)”.

وقالت زاخاروفا إن واشنطن قادت حملة دعائية زعمت فيها أن روسيا استخدمت أسلحة كيميائية في أوكرانيا، بدلا من تفسير حقيقة وجود مختبراتها البيولوجية هناك.

وفي شأن مستجدات الحرب الروسية الأوكراني، قالت شبكة بي بي سي، إن روسيا حذرت رسميا الولايات المتحدة ودولا حليفة من تبعات إمداد أوكرانيا بأسلحة.

وحذرت مذكرة دبلوماسية تسلمتها وزارة الخارجية الأمريكية من السفارة الروسية لدى واشنطن، من أن شحنات الأسلحة التي ترسلها الولايات المتحدة وبعض الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي تفاقم الصراع في أوكرانيا، وقد تؤدي إلى ما وصفه دبلوماسيون روس بـ “تبعات لا يمكن توقعها”.

**********

مئات المصابين واقتحام جديد لحرم جامعة القدس

إدانات واسعة للاعتداءات الاسرائيلية

في المسجد الأقصى

القدس – طريق الشعب

تواصل قوات الاحتلال الاسرائيلي منذ الجمعة الماضية التصعيد وعمليات القمع ضد الفلسطينيين، وفي مقابل ذلك صدرت إدانات دولية واسعة بعد الاعداء السافر الذي ارتكبته الشرطة الاسرائيلية في باحة المسجد الأقصى بالقدس وتسببها بإصابة أكثر من 150 مدنيا، في ظل توتر مستمر منذ ثلاثة أسابع، وعمليات ترهيبية لا تنقطع.

حزب الشعب يدين الجرائم

وأصدر المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني، بلاغا دعا من خلاله كافة القوى للتوحد من أجل “تحويل المواجهات المتنوعة إلى انتفاضة شاملة لإنهاء الاحتلال”. وصدر البيان بعد اجتماع مطول للمكتب السياسي تناول فيه أهم التطورات السياسية والحالة الكفاحية المتنامية للشعب الفلسطيني في مجابهة العدوان الصهيوني المتواصل عليه خصوصا في المسجد الاقصى والقدس وجنين.

وأكد البيان على “اعتبار هيئات الحزب وعموم منظماته ورفيقاته ورفاقه في حالة استنفار كامل، وتسخير جميع طاقاته في المعركة الوطنية الشاملة ضد الاحتلال. بالإضافة إلى التأكيد على أن الاتفاقيات الموقعة مع دولة الاحتلال والتي مزقها الاحتلال نفسه منذ سنوات طويلة، لم تعد تحكم علاقات الشعب الفلسطيني بدولة الاحتلال، بل ان ما يحكم هذه العلاقة هو فقط نضال شعبنا الفلسطيني ومقاومته اليومية وضرورة تطويرها نحو انتفاضة شعبية شاملة لإنهاء الاحتلال”.

واعتبر الحزب أن “مواكبة الحالة الشعبية المتنامية في هذا الاتجاه، باتت قضية لا تحتمل التأجيل من قبل اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ومن السلطة الفلسطينية ذاتها، ويجب الشروع الفوري بتنفيذ قرارات المجلسين الوطني والمركزي الفلسطيني، وفي مقدمة ذلك سحب الاعتراف بدولة الاحتلال الاسرائيلي ووقف (التنسيق الامني) معها، واعتبار جميع الاتفاقيات وما يترتب عليها، منتهية”.

وجدد دعوته من أجل “تجاوز كل مظاهر الانقسام البغيض، وتوحيد الخطاب السياسي والتوحد في قيادة واحدة لانتفاضة شعبية شاملة ضد الاحتلال”، فيما توجه بنداء عاجل إلى “القوى الشعبية العربية وقوى التضامن في العالم من أجل مساندة الشعب الفلسطيني في نضاله اليومي ضد الاحتلال ومن أجل توسيع حملة فرض العقوبات والمقاطعة على دولة الاحتلال العنصرية”.

الشيوعي السوداني يتضامن

من جانبه، أكد الحزب الشيوعي السوداني، تضامنه ودعمه الراسخ للنضال البطولي للشعب الفلسطيني.

وقال الحزب في بيان تسلمت “طريق الشعب” نسخة منه، أنه “في هذا المنعطف نرفع أصواتنا بأقوى عبارات التنديد ضد الوتيرة المرتفعة لأعمال القمع الوحشية من قوات الاحتلال الصهيونية. علاوة على اننا ندين وبشدة الصمت المطبق لحكومات الدول العربية إزاء ما يحدث للشعب الفلسطيني”.

ودعا الشيوعي السوداني “كل القوى المحبة للسلام والقوى التقدمية والديمقراطية الى الوقوف بجانب الأحزاب والمنظمات الشيوعية، لتدعيم وتمتين المؤازرة والتضامن مع قضية الشعب الفلسطيني العادلة في دفاعه عن المسجد الأقصى، وفي حقه في انهاء الاحتلال وإعلان دولته المستقلة وعاصمتها القدس.

موقف الحركة التقدمية الكويتية

فيما دعت الحركة التقدمية الكويتية، إلى وقفة عربية، تضامناً مع الشعب الفلسطيني. ودان بيان أصدرته الحركة “الجريمة الجديدة لقوات الاحتلال الصهيوني باقتحام المسجد الاقصى والاعتداء على المصلين والتنكيل بهم وإصابة العشرات واعتقال المئات منهم”.

وقال البيان ان “هذا لا يمثل مجرد عدوان متكرر، وإنما يمثّل إعلان حرب شاملة على الشعب الفلسطيني”.  ودعت الحركة الشعوب العربية إلى “التضامن الجدي الملموس مع المقاومة الفلسطينية ودعمها ودعم كل مَنْ يتصدى للكيان الصهيوني”.

بيان الشيوعي الأردني

وفي الشأن ذاته، دان الحزب الشيوعي الاردني جريمة اقتحام المسجد الأقصى والاعتداء على المصلين. وأفاد الحزب في بيان له بأن “الاعتداء هو حلقة في سلسلة طويلة من الممارسات الوحشية. يفترض من السلطة الفلسطينية لأن تسارع في المقام الأول بالتصدي لغطرسة الاحتلال، وللدفاع عن جماهير شعبها، لتمتلك لاحقا المسوغ لمناشدة الانظمة العربية، رغم كل ما تنطوي عليه سياساتها وخياراتها”، مضيفا أنه “يجب أن لا تبقى اسرائيل خارج المساءلة عن جرائمها المتمادية، ولا أحد من المسؤولين العرب، على المستويين الفردي والجماعي، يجرؤ على اعفاء نفسه من المسؤولية عما آلت اليه الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ولا عن استخفاف حكومة الاحتلال الصهيوني بالأنظمة العربية وهي تتسابق على تطبيع العلاقات معها، واستقبال مسؤوليها”.  وأعرب الحزب عن “تضامنه مع الشعب الفلسطيني وبسالته واستعداده اللامتناهي للتضحية”، فيما طالب البيان السلطة الأردنية بـ”عدم الاكتفاء ببيانات الإدانة والشجب المعروفة وغير المجدية، ويجب اتخاذ خطوات عملية ملموسة بالاشتراك مع السلطة الفلسطينية، أولا من أجل انتزاع موقف عربي جماعي موحد ضد الاحتلال وجرائمه، والتوجه من ثم للرأي العام العالمي، وإعلان الاستعداد لإعادة النظر في علاقات الأردن مع الكيان الصهيوني”. وقد وجهت انتقادات واسعة لبيان الأمين العام للأمم المتحدة الذي صدر عقب الاعتداءات الاسرائيلية وتجنب إدانة الاحتلال بشكل مباشر. وركزت الانتقادات على خطاب الأمين العام الذي وصفته بأنه يساوي بين “الجلاد والضحية”، بعدما قال المتحدث باسمه، ستيفان دوجاريك، أن “الأمين العام يعبر عن قلقه العميق إزاء تدهور الأوضاع الأمنية في القدس ويدعو زعماء جميع الأطراف للمساهمة في التسوية ووقف الاستفزازات من أجل منع المزيد من التصعيد”.

إدانات دولية

وتوالت بيانات الإدانة بشأن الجرائم الإسرائيلية، حيث دانت قطر بشدة اقتحام القوات الإسرائيلية للمسجد الأقصى، ودعت إلى تحرك دولي عاجل لوقف “الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة” بحق الفلسطينيين والأقصى. واعتبرت وزارة الخارجية القطرية أن ذلك يعد “إضافة جديدة للانتهاكات المتكررة لحرمة المسجد، واستفزازا لمشاعر ملايين المسلمين حول العالم وفي شهر رمضان، وانتهاكا صارخا لحقوق الإنسان والمواثيق الدولية”. من جانبها، أصدرت الجزائر موقفا مشابها بعدما أكدت الخارجية الجزائرية الإدانة للاعتداء، ودعت إلى “إطلاق عملية سلام جدية تفضي إلى حل شامل وعادل للقضية”.

اقتحام جامعة القدس

وضمن آخر تطورات الوضع في فلسطين، قامت قوات الاحتلال باقتحام جامعة القدس في ابو ديس، واعتدت على الطلاب بقنابل الغاز.

وأصيب العشرات من طلبة الجامعة بالاختناق، جرّاء استنشاقهم الغاز المسيل للدموع الذي أطلقه جيش الاحتلال داخل حرم الجامعة.

وتصدى الطلاب لقوات الاحتلال التي سيرت آلياتها في محيط الجامعة، بالتزامن مع وقفة دعم نظمت داخل الحرم نصرة للمسجد الأقصى، وتنديدا بعدوان الاحتلال المتواصل ضد الفلسطينيين خاصة في القدس المحتلة وجنين. وأغلق جنود الاحتلال الطريق الرئيس الواصل بين قريتي السواحرة الشرقية وأبو ديس قرب مفترق الجامعة.

***********

هلسنكي تدرس خيار الانضمام إلى حلف الناتو!

نيران الحرب الروسية في اوكرانيا.. هل ستصل إلى فنلندا؟

هلسنكي ــ يوسف أبو الفوز

مع استمرار الغزو الروسي لأوكرانيا، تمر العلاقات الروسية الفنلندية في أحرج مراحلها، وبدا أن حلف الناتو والولايات المتحدة الامريكية نجحتا في إثارة مخاوف وعدم ثقة فنلندا والعديد من دول المنطقة بالجانب الروسي، وضرورة الاستعداد للخطوات القادمة التي قد يلجأ لها حاكم الكرملين الغاضب، ومنها الحرب.  وإذ نشطت الدبلوماسية الفنلندية في البدء لمحاولة تجنب الحرب في أوكرانيا، فبعد حدوثها واستمرارها واستعصاء محادثات السلام الجارية بين الطرفين الروسي والاوكراني، بدا أن مسألة ضمان أمن فنلندا هي الأولية الأساسية للقيادات السياسية الفنلندية، وتبعا لذلك تغير كثيرا مزاج الشارع الفنلندي،  فبعد أن كانت فنلندا طويلا راضية وتتبع ما سمي بسياسة (الباب المفتوح) التي تتمثل في عدم الانضمام إلى حلف الناتو ولكن في الوقت نفسه عدم إغلاق الباب في التنسيق والتعاون مع الحلف في نشاطاته، وتبعا لهذا شاركت فنلندا في قوة حفظ السلام في أفغانستان، وعدد من المناورات العسكرية للحلف. تصاعدت مؤخرا الدعوات من قادة العديد من الأحزاب السياسية في البرلمان الفنلندي، بالدعوة للانضمام السريع إلى حلف الناتو كخيار أساسي، واشارت الدراسات الاستقصائية لشهر آذار المنصرم أن 60 بالمائة من الفنلنديين يؤيدون الآن الانضمام إلى الناتو وان النسبة قفزت 43 نقطة عن الخريف الماضي، واعلى مستوى لها منذ عام 1998. ورغم ذلك بدا ان القيادة الفنلندية، رغم مخاوفها، لا تريد اتخاذ قرار يؤثر مستقبلا على علاقاتها الإستراتيجية مع روسيا، الجار الأكبر، حيث الحدود بينهما تمتد لأكثر من ألف وثلاثمئة كيلومترا عبر غابات وبحيرات متشابكة، كما أن المصالح الاقتصادية والسياسية والاجتماعية متشابكة تاريخيا ومرت في منعطفات كثيرة.

مؤخرا طرحت وزارة الخارجية ما سمي بالكتاب الأبيض، وهو تقرير وزارة الخارجية، الذي يتناول الخيارات المطروحة أمام فنلندا لضمان أمنها آخذة في الحسبان علاقاتها مع روسيا. وأشار وزير الخارجية الفنلندي بيكا هافيستو (حزب الخضر) في أحاديثه الصحفية إلى أن التقرير لا يتضمن أي استنتاجات أو يقدم مبادئ توجيهية جديدة للسياسة الأمنية. وأوضح بان (التقرير يهدف إلى إتاحة الفرصة للبرلمان للمشاركة في نقاش واسع وشامل حول السياسة الخارجية والأمنية والدفاعية). ويذكر أن نصف التقرير يتناول قضايا الأمن الخارجي والسياسة الدفاعية، بينما يبحث النصف الآخر في الآثار الاقتصادية وأمن الإمدادات ومستوى استعداد فنلندا. ووصف التقرير غزو روسيا لأوكرانيا بأنه (انتهاك صارخ للقانون الدولي ويهدد أمن واستقرار أوروبا بأكملها)، وعن هذا قال هافيستو (إن الوضع الأمني في أوروبا وفنلندا أكثر خطورة وأصعب توقعًا من أي وقت مضى منذ نهاية الحرب الباردة. من المتوقع أن تستمر التغييرات لفترة طويلة)، وبين أن فنلندا حاولت الحفاظ على العلاقات الثنائية مع روسيا ضمن الحدود التي تسمح بها العقوبات المفروضة على روسيا. واحد من اهم الخيارات المطروحة في التقرير، هو الانضمام السريع إلى حلف الناتو، وهذا القرار، حتى لو تم فهو لا يحدث اوتوماتيكيا، بل يمر بمراحل، فرئاسة الجمهورية والوزراء عليهما اخذ موافقة البرلمان الفنلندي في تقديم الطلب لقمة الناتو القادمة في مدريد نهاية شهر حزيران.  وارتفعت في فنلندا الأصوات التي تنادي بضرورة اجراء استفتاء شعبي على مثل هذا القرار الخطير ولا يكفي تصويت البرلمان، رغم انه منتخب شعبيا في انتخابات ديمقراطية. وعند تسلم قيادة الناتو الطلب الفنلندي، فهناك مدة شهر لدراسته وتقرير أهلية فنلندا للانضمام للحلف، ينتقل بعدها الطلب إلى برلمانات دول حلف الناتو لدراسته. ويشير الكثير من المراقبين ان هذه العملية ستمر بسلاسة كبيرة، فقيادة الناتو والعديد من الدول الاعضاء طالما طالبت فنلنداــ ومعها السويد ــ للانضمام، معا إلى الحلف.  وبرز هذا الاحتمال كثيرا إثر الزيارة التي قامت بها رئيسة الوزراء الفنلندية سانا مارين (الاشتراكي الديمقراطي) إلى السويد والتقت نظيرتها السويدية ماجدالينا أندرسون (الاشتراكي الديمقراطي)، ولتصرح بان قضية طلب الانضمام إلى حلف الناتو ستحسم خلال أسابيع وليس خلال شهور.

الجانب الروسي لم يسكت عن هذا كله، فالرئيس الروسي السابق، دميتري ميدفيديف، الذي يشغل حاليا منصب نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، حذر من أن روسيا ستضطر إلى تعزيز دفاعاتها في منطقة بحر البلطيق، بما في ذلك عن طريق نشر أسلحة نووية، إذا انضمت فنلندا والسويد إلى الناتو. وفي ظل هذه الأوضاع، يخيم شبح الحرب في المنطقة، تحسبا لفعل تأديبي ما يقوم به الجانب الروسي ضد فنلندا، ربما في الفترة التي تلي تقديم الطلب وقبل منح العضوية فعليا. فعقدت الحكومة الفنلندية عدة صفقات لشراء أسلحة نوعية، بل وراحت القوات الفنلندية تكثف من تدريباتها بما في ذلك القوات الخاصة بحماية العاصمة، هلسنكي، بالاشتراك مع قوات الشرطة وقوات المتطوعين. وتعالت الأصوات بما ذلك من جهات رسمية، تدعو إلى تخزين ما يكفي من الماء الصالح للشرب تحسبا لتسميم المياه، والشموع تحسبا لانقطاع التيار الكهربائي، وسلة غذائية تكفي لأسبوع أو أكثر، بل وحتى مبلغ من المال، تحسبا من هجوم سيبراني (هجوم إلكتروني) يعطل عمل البنوك، وكل هذا يترافق مع تكرار التصريحات بأن فنلندا تواصل الدبلوماسية (النشطة والاستباقية) ـ على حد تعبير وزير الخارجية ـ وتعزز أمنها وقدرتها الدفاعية.

فهل الحرب قادمة إلى فنلندا، أم أن الشعب الفنلندي يضع جانبا تاريخ الحروب والصراعات في المنطقة، ولا يتجاوز الجغرافيا، لأنها تملك دائما حقيقة واقعة، إذ لا توجد وسيلة للهرب من العلاقات السلمية بين الدول والشعوب المتجاورة. ومن أجل المحافظة على المنجزات الديمقراطية للشعب الفنلندي، فأن السلام مطلوب في المنطقة وضروري جدا.

************

الصفحة السابعة

حفل تكريم للرفيقين حميد موسى وكمال شاكر

اربيل – طريق الشعب

اقام الحزب الشيوعي الكردستاني، اول امس الثلاثاء، حفلا تكريميا للرفيقين حميد مجيد موسى وكمال شاكر السكرتيرين السابقين للحزبين الشيوعيين العراقي والكردستاني، على قاعة الشهداء في منظمة كلدواشور في عينكاوا بإقليم كردستان وبحضور سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، الرفيق رائد فهمي ونائبه الرفيق بسام محي.

وغصّت القاعة بحضور حاشد ومتنوع، بينهم ممثلو الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني وحزب الكادحين، والتيار الديمقراطي في نينوى وشخصيات وطنية واجتماعية عديدة.

وبعد عزف نشيد الاممية، القى الرفيقان رائد فهمي، وكاوه محمود سكرتير الحزب الشيوعي الكردستاني كلمتين باسم الحزبين، اشادتا بنضال الرفيقين وبدوريهما في تعزيز عمل الحزبين الشيوعيين العراقي والكردستاني، من اجل الوطن الحر والشعب السعيد، ولاحقا عرضت سيرة الرفيقين النضالية المفعمة بالتضحيات وبنكران الذات والتحدي والصلابة والثبات على المبدأ وفي الدفاع عن قضايا الشعب والوطن وحقوق شعب كردستان.

وبعدها قام الرفيقان فهمي ومحمود بتقليد الرفيقين بميدالية تكريما وتقديرا لهما ولنضالهما.

واختتم الحفل بكلمات شكر مؤثرة، القاها الرفيقان حميد موسى وكمال شاكر.

*********

كاوه محمود: قامتان شامختان من قامات الحزب وقادته

سيداتي وسادتي الحضور..

السادة ممثلو الاحزاب السياسية الصديقة

أيتها الرفيقات.. أيها الرفاق!

يجمعنا اليوم في هذه القاعة رفيقان مناضلان كرسا ما يزيد على ستة عقود من عمرهما في نضال متفانٍ، خاضا فيها مختلف صنوف الكفاح الثوري المرتبط بهموم الناس الكادحين وهموم الوطن، مؤمنين ومسترشدين بالماركسية فكر الطبقة العاملة وشغيلة اليد والفكر، ومدركين بشكل واقعي لطبيعة التناقضات والصراعات القائمة، مشاركين في العمل من أجل تحقيق حلم عادل مع كوكبة من مناضلين ثوريين تخرجوا من مدرسة فهد وحازم وصارم وسلام عادل وجمال الحيدري والعبلي، فحملا راية الحزب مع عزيز محمد وكريم احمد وعمر علي الشيخ وعبد الرزاق الصافي وعشرات آخرين من قامات مناضلة كبيرة قدموا آيات من نكران الذات والتواضع، في درب تخلله العمل السري والنضال اليومي المتنوع في الشارع وخوض الكفاح المسلح، اضافة الى الصمود البطولي في سجون الديكتاتوريات الحاكمة والمكوث صامدين في زنزانات التعذيب ومواجهة عقوبة الاعدام، وستظل هذه النضالات ارثا وجزءا لا يتجزأ من الذاكرة الجمعية المشتركة للمناضلين في الحزب الشيوعي العراقي والحزب الشيوعي الكردستاني بما تعنيه وترمز له من تاريخٍ حافل بالتضحيات في ديمومة نضالهم المشترك في الوقت الحاضر، من أجل السلم والديمقراطية والتمدن وبناء دولة العدالة الاجتماعية وحق تقرير المصير لشعبنا الكردستاني. 

 وقد كان الزاد اليومي لهذين المناضلين في ديمومة نضالهما الايمان بعدالة قضيتهما قضية العدالة الاجتماعية والمساواتية ورفض كافة انواع الاستغلال في المجتمع والعمل من أجل العيش الكريم للناس والنضال من أجل الاشتراكية والتقدم الاجتماعي.

اننا نقف اليوم أمام قامتين شامختين من قامات الحزب وقادته، وهما كل من الرفيق حميد مجيد موسى والرفيق كمال شاكر، لنقول لهما شكرا ايها الرفيقان، لقد نبت الارث الذي كلفتما بصيانته والمحافظة على وحدته والمتمثل بحزب الطبقة العاملة حزبكم الشيوعي. لقد نبت هذا الارث في اذهان وقلوب مناضلين يؤمنون بصواب الرؤية لتحقيق المهام الوطنية والطبقية والايمان العميق بالنضال الأممي من أجل بناء عالم جديد عالم بديل للرأسمالية المتوحشة وأزماتها التي تخنق البشرية جمعاء.

لقد تعلم رفاقكما وتلامذتكما منكما الكثير في مدرسة النضال، مدرسة التطلب الثوري الدائم، مدرسة أنسنة العمل الحزبي من خلال مزجكما الموضوعي بين الفكر والواقع، والوحدة الجدلية بين النظرية والممارسة الثورية بشكلٍ خلاق، واعطاء السياسة بعدها الأخلاقي المتسم بالصدق، بعيدا عن منطق المناورات، في زمن تهاوت فيه الكثير من الأفكار والقيم النبيلة.

ففي الاوقات العصيبة التي مرت بالحركة الشيوعية العالمية حيث تخلى الكثير من الاحزاب والشخصيات عن مواجهة الهجمة النيوليبرالية الجديدة وجرى تخلي العديد من الاحزاب عن هويتهم الاشتراكية والشيوعية بعد انهاء الاتحاد السوفيتي ودول المنظمة الاشتراكية واعلان نهاية التاريخ من قبل الرأسمالية، كنتما طودا شامخا في التمسك بالماركسية ومنهجها الجدلي وكان مؤتمر الديمقراطية والتجديد المؤتمر الخامس للحزب الشيوعي العراقي واعلان الحزب الشيوعي الكردستاني الذي ساهم الرفيق ابو داود بشكل اساسي وفعال في انبثاقه علامات مضيئة في عدم التخلي عن ساحات النضال والمضي في العمل من اجل قيم الاشتراكية والتقدم.

لقد تعلم رفاق الحزب منكما الصلابة والعزيمة التي لا تخبو ولا تلين، والرؤيةٍ والمنطلقاتٍ والممارسةٍ الكفاحية، التي جُبلت بالصدق والوضوحٍ في بنية فكرية وأخلاقية تتسم بالإحكام والتماسك.

ان رفاقكما اليوم بحاجة ماسة الى فكركما ورؤيتكما لتعزيز الثقة بقدرة الجماهير الشعبية الكادحة على تحقيق الانتصار من موقع ارتباطها بقضية تحررها وانعتاقها ورفض الخضوع، ومن خلال التلازم الجدلي بين النضال الوطني والطبقي.

إننا نستلهم منكما التمسك بالمبادئ والتمتع بالوضوح السياسي والتسلح بالمناعة الثورية، والوقوف على أرضيةٍ راسخةٍ في معسكر حاملي مشروع التغيير الاجتماعي، محافظين على البوصلة التي تشير الى الشعب ومصالحه ومستقبله.

الرفيق العزيز حميد مجيد موسى

الرفيق العزيز كمال شاكر

لقد اثبتما بشكل جلي أن الموقع القيادي بالنسبة لكما ليس سوى مكان للتضحية والتفاني والعطاء والوفاء والترفع والزهد وان هذا الموقع كان استمرارا لحمل أمانة كلفنا بها شهداء الحزب وقضيتنا العادلة، فآثرتما التخلي عن الموقع الاول طوعا لتعطيا مثلا ونموذجا لا يملك المناضل الحقيقي سبيلا سوى انتهاجه.

ايها الرفيقان العزيزان

ان الشيوعيين وأصدقاءهم والمناضلين الحقيقيين للحركة الوطنية العراقية والحركة التحررية الوطنية لشعبنا الكوردستاني يفتخرون بكما.. لكما العمر المديد والمزيد من العطاءات.

طوبى لمن يسير على خطاكما.. نحو الحرية والعدالة والديمقراطية.

**********

رائد فهمي: للرفيقين مسيرة حافلة

عندما نُكرّم الرفيقين حميد مجيد موسى وكامل شاكر، فإننا نكرّم من خلالهما مسيرةَ الحزب، خلال السنوات الطويلة، التي تعشقت بحياتيهما. وفيها نتوقف عند هذه المسيرة النضالية للرفيقين المتميزين، لنستخلص منها دروسا وعبرا، ونستلهم منها العزم على مواصلة المسيرة، التي امضيا جل حياتهما في سبيل تحقيق اهدافها وتعزيزها.

فخلال مسيرتيهما الحياتية النضالية الحافلة قد اصرا على المواصلة على الرغم مما فيها من مصاعب وقمع. وعلى الرغم من كل ذلك كان الإصرار والثبات على المبدأ والوقوف امام الطغاة، اذ لم تثنِهما السجون والملاحقات وغيرها من العمليات القمعية، التي كانت تمارسها الأنظمة القمعية. وهذا درس مهم لشد أزر المناضلين.

إن مسيرة الحزب الشيوعي العراقي مرت بانعطافات متعددة، كان مصير الحزب فيها، مهددا من خلال ملاحقات وتصفيات جسدية وسياسية، وبأساليب متنوعة.

وعلى الرغم من الانعطافات هذه، فان الرفيقين تمسكا بالبوصلة السليمة. ونرى ان هذه القضية في غاية الاهمية، خاصة في ظل اوضاع العراق الشديدة التقلبات والمتغيرات، اضافة الى الوضع الدولي وتأثيراته على الحركة الشيوعية، وما اثير من تساؤلات، وما حصل فيها من مراجعات.

ان مساهمة الرفيقين كانت مساهمة متميزة في الحزبين الشيوعيين العراقي والكردستاني.

واليوم وبفضل مسيرتيهما، وجهد وتضحيات عموم الرفيقات والرفاق، يشكل الحزب الشيوعي العراقي عنصرا مهما في الموقف السياسي في بلادنا.

وفي الجانب التنظيمي للحزب، فان الاحزاب في العالم لا يمكن ان تستمر ما لم تجدد نفسها. وهنا مهما كيفية  الامساك بالمعادلة ما  بين التجديد والحفاظ على الهوية، في حقيقة الامر هذه ليست بصمة  جاهزة.

الحزب في هذه العملية كان له دور كبير، والرفيق أبو داود كان على رأس الحزب بعد المؤتمر الوطني الخامس، حيث وضعت سياسة الحزب في التجديد والديمقراطية، موضع التطبيق العملي، ولا تزال اليوم مستمرة.

نعتقد ان الحزب استطاع ان يستمر وان يتعايش مع هذه التطورات، وان يضع اقدامه بثقة في العملية السياسية، وان يواصل مسيرته.

وما يخص الرفيق كمال شاكر، فانه قدم اكثر من مساهمة؛ فعلى الصعيد الشخصي وما تعرض له من ملاحقة واعتقال وصل الى حكم الإعدام وصموده، كان له اكثر من معنى ودلالة، وايضا كان للرفيق دور في كل هذه المسيرة النضالية ولا سيما في تجربة الحزب الشيوعي الكردستاني والعلاقة بين الحزبين، وما يخص نضال الشعب الكردي والقضية الكردية. كذلك في عمل ونشاط الحزب الشيوعي العراقي، والحزب الشيوعي الكردستاني الذي كان لفترة سكرتيره العام. للرفيق دور مهم جدا في هذه المسيرة. لذلك نقول: نتمنى له العطاء المستمر، وسنبقى نستلهم من خبرات الرفيقين وتاريخهما المشرف وارثهما النضالي.

إن المناضليْن مهما تقدم بهما العمر، فهما خبرة ينبغي ان تكون محل اهتمام من قبل جميع الشيوعيين.

**********

حميد مجيد موسى: معكم من اجل سعادة شعبنا وحرية وطننا

ألقى الرفيق حميد مجيد موسى كلمة أعقبت تكريمه، قال فيها: “اعزائي احبائي الحضور. كبرنا ولم نعد نتحمل العواطف الكبيرة، شكرا لكم، شكرا للكلمات الطيبة، شكرا لحضوركم..

 ضيوفنا الاعزاء

رفيقاتي ورفاقي الأعزاء

تمنياتي لكم بالمزيد من النجاحات والصحة الجيدة. سنبقى معكم حتى اخر نفس من اجل سعادة شعبنا وحرية وطننا، سنبقى بعزيمة لا تلين ولا تنال منها الصعاب، جربنا الصعاب، وعلينا ان نحولها دروسا لكي نعضد الحزب في مسيرته النضالية لتحقيق امال الشعب العراقي. 

ومن هذه المنصة وهذا الحضور الكريم اتمنى لكل اصدقائنا وحلفائنا، ان يتماسكوا ويتوحدوا من اجل انقاذ البلد من هذه الازمة العصيبة التي تحل به هذه الايام، وفي ظل هذه الظروف العالمية المعقدة.

الصحة لكم ولعوائلكم، والمجد لكم وللحزبين الشيوعي العراقي والشيوعي الكردستاني”.

********

كمال شاكر: انحني بإجلال لهذه الالتفاتة

وفي حفل التكريم، قال الرفيق كمال شاكر: “لا أضيف الى ما تفضل به الرفيق العزيز ابو داود. انا بكل مشاعري انحني بإجلال لهذه الالتفاتة من الرفاق، من الرفيق كاوة محمود سكرتير الحزب الشيوعي الكردستاني وقيادة الحزب. وانا فقط اريد التأكيد على شيء واحد، اعتبر هذا التكريم بالنسبة لي تكريمين: التكريم الثاني وهو الاعز بالنسبة لي ان يكون الى جانب معلمي واستاذي ابو داود”.

***********

في الذكرى السنوية الأولى لرحيله

جعفر حسن

مسيرة موسيقية لم تعرف التوقف

حاوره: علي رفيق*

عندما كان الكبار يشنفون أسماع الآذان العراقية بالنغم الأصيل، جاء جعفر حسن إلى بغداد من خانقين البعيدة شابا غضا، يغني بجرأة لناظم الغزالي ولعبد الوهاب والقبانجي وغيرهم، كانت في صوته مساحات عريضة، وأداء قوي صادح، فاحتضنته العاصمة وقدمته  في أعلى المستويات، ودخل غمار الوسط الفني، تزكيه موهبته، ولكنه لم يكتف بالقليل ولم يتوقف عند السهل، وإنما ابتدأ في فرقة الموشحات، حيث الأداء الصعب، وراح يبحث في الموروث الشعبي، فتقدم إلى معهد الفنون الجميلة – قسم الموسيقى، عازما على البدء بالعلم لصقل الموهبة ولكي يتتلمذ على الكبار، وغذ السير على الطريق الصحيح لا يعرف الوسطية وإنما كان يريد أن تكون له بصمة واضحة في المسيرة، فكانت البداية مع المقام العراقي الأصيل في فترة من أعقد فترات العراق ليؤسس لأغنية تنشد الحياة والتطور، الأغنية السياسية، فعمل على الكلمة والنغم والإيقاع وسعى لجمع هذه العناصر في بوتقة تتغنى بالعمل والتقدم والحياة، فكما تكون الأغنية هتافا تكون بنفس الوقت دعوة للبناء والتغني بالإنسان في آن واحد.

مبدع هذه بداياته، لا غرو أن يواصل مسيرة اختطـها عن وعي فيركب مصاعب الحياة، وتتقاذفه أمواجها إلى مرافيء شتى، لكنه كما بدأ، مازال يغني الأمل والحب، صوته يصل جبال كوردستان شمالا بشطآن عدن جنوبا.

خطواتك الأولى كانت راسخة على سلم الفن الموسيقي العراقي.. دخلت معهد الفنون الجميلة لتصقل موهبتك أكاديميا.. وتتلمذت على كبار الموسيقيين من بينهم جميل بشير.. وعندما غنيت كانت أول أغنية نسمعها من كلمات الكبير محمد القبانجي والحان الكبير جميل سليم.. هلا حدثتنا عن كيف كانت الانطلاقة مع أولئك الكبار؟

قبل المعهد تعلمت فطريا العزف على آلة العود، وعندما دخلت المعهد كان عندي أساس موسيقي، وحتى قبل العود كنت أعزف الناي حيث عّلمت نفسي بنفسي وانا كنت طفلا، أي عندما كان عمري ست سنوات، وعشقت الناي بحيث كنت في مدينتي خانقين أصنع النايات وتعلمت هذه الصناعة على يد عازف الناي نجم عبد الله الذي كان في فرقة خانقين الموسيقية حيث كانت بداياتي مع تلك الفرقة، ففي ١٩٥٨ غنيت في حفلات المدينة، وأذكر من أعضاء الفرقة فرمان كاظم الذي علمني أوليات العزف على العود، وعندما انتقلت إلى بغداد، وأثناء دراستي الثانوية، كرست أحدى العطل الصيفية لتعلم العود، وتعلمت مع صوتي، على أغاني محمد عبد الوهاب. ساعدني ذلك مشاركتي كعازف على الناي في فرقة نادي قريش الرياضي في الكاظمية ورغبة مني في عدم التوقف على ما تعلمته في العزف على آلتي الناي والعود، تقدمت إلى معهد الفنون الجميلة، وهناك التقيت بالكبار، على رأسهم المرحوم جميل بشير وجميل سليم وغانم حداد وسالم حسين  وسلمان شكر وأستاذ فاضل الذي درست على يديه آلة الفيولا والكمان، وآرام بابوخيان، وهؤلاء كانوا أساتذة فطاحل في الموسيقى في الموسيقى وكان لهم أثر كبير في تشكيل سمات مميزة للموسيقى العراقية الحديثة، منذ الأربعينات والخمسينيات، حيث وضعوا أسس وأساليب لها، كما يشكل كل منهم مدرسة بحد ذاته هذا أثر عليّ كثيرا فعلى الرغم من دراستي الفيولا والكمان، أي تخصصت بالموسيقى الغربية، إلا أن جذوري تبقى شرقية ، مما ساعدني  على أن أنهل من المعينين ، الشرقي والغربي ، وأعمالي التي قدمتها لاحقا، والتي كنتم تستمعون اليها ماهي إلا تأثيرات تلك البدايات.

لكنك لم تكتف بالأداء الموسيقي الانفرادي فقط وإنما شاركت في عروض مسرحية أيضا؟

أجل فقد مثلت في مسرحية (مصرع كليوباترا) من إخراج إبراهيم جلال، وأشرف سامي عبد الحميد على الإلقاء، وأنت كنت معنا ( يقصدني انا الذي أحاوره ع .ر) ، وقمت بأداء دور أياس وغنيت (أنا أنطونيو) التي غناها عبد الوهاب، وبالمناسبة تعتبر من أصعب أغانيه، حيث كانت تحتوي على مقامات كثيرة وطبقات متفاوتة في العلو والانخفاض، إنها كانت سبب انطلاقتي تقريبا، وأعرب المرحوم حقي الشبلي عن إعجابه وقال لي لاحقا إنه شاهد المسرحية لأكثر من مرة ليستمع لأدائي لتلك الأغنية، وأبدى بعدها اهتماما بي وعرض عليّ الانضمام إلى فرقة الرشيد للفنون الشعبية .

وهل في هذه الفرقة بدأت بالموشحات؟

كلا.. انا بدأت بالموشحات قبل فرقة الرشيد.. بدأتها مع فرقة أبناء دجلة للموشحات الاندلسية التي كان يقودها الموسيقي الكبير روحي الخماش، الذي لا أنسى فضله عليّ، حيث كان من علماء الموسيقى الأفذاذ وكان مغنيا كبيرا وملحنا مبدعا، وكنت في هذه الفرقة أغني انفراديا، وكانت عروضنا تقدم في الإذاعة والتلفزيون، ثم دراستي في المعهد للنوتة والأسس العلمية، وممارستي في فرقة الرشيد، كل ذلك غرس في نفسي أساسا موسيقيا سليما، وانا لحد الآن أدين لتلك البدايات المتينة التي ساعدتني على شق الطريق الصحيح على ما أعتقد.

يبدو ان تلك البدايات المتينة، كما وصفتها، هي التي كانت سببا في نيلك ثقة قامتين شامختين في الموسيقى العراقية، وهما محمد القبانجي وجميل سليم، حيث أعطاك الأول أغنية من تأليفه والثاني ألحانه لنفس الأغنية؟

ان اعطاءهما أغنيتهما لي، يعني اعترافا منهما بمستواي، وأنا هنا لا أريد أن أمدح نفسي، لكني لا بد لي من أن أعتز بتلك الثقة، الأغنية بالأساس كانت للمرحوم ناظم الغزالي، وقد حفظتها أثناء التمرينات، حيث كنت أزور كل جمعة المرحوم جميل سليم في بيته، أحيانا أذهب معه إلى دار ناظم لأنه كان يدرسه العزف على آلة العود، وكان لديهما مشروع مشترك بتدوين المقامات العراقية بتمويل من ناظم وتدوين جميل سليم، وقد نشأت علاقة بيني وبين ناظم  قبل ذلك، إذ التقيت به عندما كان يسجل للإذاعة أوبريتا من أدائه وفيه شخصية تؤدي مقطعا صعبا أستمع ناظم لعديد من المطربين المعروفين آنذاك، وكنت حاضرا باعتباري عضوا في فرقة الموشحات الأندلسية، وتوقف التسجيل فاقترح روحي الخماش على ناظم أن يسمع أدائي لذلك المقطع، ولما كنت قد حفظت اللحن، عبر تمريناتهم، قمت بأدائه، فقفز ناظم من الكونترول إلى الأستوديو وصافحني وأعرب عن إعجابه بأدائي ودعاني إلى بيته وهناك تعرفت على زوجته الفنانة سليمة مراد وعلى جميل سليم، أما حول الأغنية التي سألتني عنها فحكايتها انني عندما كنت ارافق جميل سليم في زيارته لبيت ناظم، أعطاه القبانجي أغنية كتب كلماتها، مطلعها : “ كلما أتمعن برسمك  .. أنسى روحي وأنسى اسمك) وبعد ان لحنها جميل سليم بدأ ناظم يتمرن عليها، وحضرت جانبا من بروفاتها، وكانت قد قاربت موعد التسجيل لكن للأسف الموت كان أسرع وتوفى ناظم. وبقيت الأغنية دون ان يؤديها أحد، لكن بعد فترة اقترح جميل على القبانجي ان يعطي لي الأغنية بعد أن مدح صوتي فطلب القبانجي ان يستمع لي وأنا أؤدي الأغنية، وعندما أسمعته إياها قال لي بالنص:” إذا تريد تصير مغني روح للقاهرة لا تبقى هنا”، أنا لا أنسى هذه النصيحة وألتفت إلى جميل سليم وأوصاه أيضا بالاهتمام بي.. وطلب مني أن أسمعه المزيد، فأسمعته بض المقامات وأغان لعبد الوهاب، وفهمت انه كان يريد ان يختبرني أكثر، لكنه سرعان ما اتخذ قرار الموافقة على إعطائي الأغنية، وحضر إلى الأستوديو عند تسجيلها ولم يسبق له إن فعل ذلك.

علاقتك بالإذاعة، إذاعة بغداد.. هل كانت نافذة أخرى تطل منها على الجمهور ...؟!

كلا إذاعة بغداد لم تعترف بيّ مغنيا، ولأسباب لا علاقة لها بالمستوى الموسيقي او بالأداء الغنائي، إنما لأسباب أخرى لا مجال لذكرها الآن.. قد تستغرب، فقد بدأت عبر إذاعة الكويت من خلال ستوديو جميل بشير (شركة بشير فون) وهذه الشركة تتعامل مع جميع المطربين العراقيين.. ومعها كانت بداياتي منذ مطلع الستينات لغاية ١٩٦٤، ذلك العام الذي بدأت فيه مع إذاعة بغداد كمطرب، أما قبل ذلك التاريخ، كانت إذاعة بغداد تسمح لي بالغناء مع فرقة الموشحات.. وذلك لأسباب سياسية.

بالنسبة لإذاعة الكويت هل كنت تغني فيها الأغاني العراقية؟

أجل كنت أغني أغاني ناظم وأغان من الحان جميل سليم وجميل بشير وعباس جميل ورضا علي وغيرهم، وبعد وفاة ناظم الغزالي كانوا يطلبون مني أن أغني المقامات العراقية، لكنني كنت حينها أرفض لأني كنت أدرس الموسيقى الغربية، وكانوا في المعهد يشجعوني على دراسة الأوبرا لأن صوتي فيه خامات ملائمة قادرة على اداء (التنور) و (الباريتون) وصرت حينها أطمح للسفر الى إيطاليا.. ما زلت نادما على رفضي ذاك لأن بعد وفاة ناظم كان الجو ملائما لملء الفراغ وأداء المقام العراقي، إذ أنني ضيعت فرصة كانت ذهبية لتطوير قدراتي في أداء هذا الفن التراثي المميز وكنت مشغولا بابتكار الحديث والتوزيع الها رموني والتوزيع الاوركسترالي.. في حينها كنت أعتبر المقامات شيئا تقليديا.. أما الآن فأنا آسف جدا على موقفي الذي اتخذته آنذاك، وردة فعلي الحالية ترجمتها في عمل البوم أسميته “مقامات عراقية “ ضمنته ستة مقامات مختارة، وفي الحفلات أغني المقامات والبستات العراقية لأن هذه هي جذوري.. تلك هي الفرصة التي ضيعتها وكانت الإذاعة الكويتية تطلب وكنت أكتفي بأداء الحديث، الصحفيون يتساءلون بكتاباتهم عن سبب تغييب صوتي عن إذاعة بغداد، في الوقت الذي يسمعونه من خلال راديو الكويت.. ولأني بدأت مع القبانجي وسليم فلم تنفع محاربة إذاعة بغداد لي وابعادها لي فأجبرت أخيرا على تقديم أغان لي بين الحين والآخر، ولكنهم كانوا يقدمونها على مضض، وخاصة بعد ٦٣ ١٩، واستمرت تلك المحاربة حتى تكللت بحلول عام ٧٤ حيث منعت من دخول الإذاعة منعا باتا.. وعند ذاك توجهت إلى الكاسيت.. فكنت أسجل بأجهزة تسجيل بسيطة، وبفرقة محدودة الآلات.. وكنت أوزع الاغاني بجهدي الفردي.. وحرصت على تقديم أغان مضامينها الاحتجاج غير المباشر والتغني بحب الحياة وبناء مستقبل أفضل.. الخ.

عندما بدأت مرحلة جديدة حولت الكاسيت إلى منشور سياسي.. فالكثيرون غيرك اختاروا الطريق الأقصر إلى أذن الجمهور فمارسوا الغناء العاطفي.. لكنك اخترت التأسيس الصعب فوضعت جذورا جديدة في الغناء العراقي: (الأغنية السياسية) ارجو ان تتحدث للقارئ عن ذلك التأسيس.. الذي اعتبرته أنا قبل قليل بالتأسيس الصعب.. لأنه فعل يتجه إلى تغيير الذائقة؟!

لقد غنيت الكثير من الأغاني العاطفية، لكني كنت مقلا فيها، لأن هذا النوع من الأغاني يصل الجمهور من خلال الإذاعة والتلفزيون. ولما كانت أبواب هذه المؤسسة مغلقة بوجهي، فهذا كان السبب الرئيسي وراء تلك الشحة.. لكني لم أترك هذا النوع، ما زلت أقدمه حيثما أتيحت لي الفرصة. أما فيما يتعلق باللون الآخر، بشكله الجديد، انا لا أريد أن أقول إنني بدأته، فقد كان موجودا قبلي.. أما من حيث التجديد فيه فيعود إلى سنة ١٩٥٦، إذ شهد العراق موجة غضب جماهيري استنكارا للعدوان الثلاثي ضد الشقيقة مصر، حيث تأثرت بالأهازيج الشعبية والهتافات التي كانت تنشدها الجماهير ... وكنت حينها صغيرا، لكني كنت أقوم بتلحين تلك الشعارات بعفوية، ومنذ ذلك الحين وأنا أدرس إمكانية أن تتحول الكلمات البسيطة إلى لحن تنشده الجماهير العريضة.. وإلى ذلك التاريخ تمتد جذور اهتمامي بهذا النوع، وهذا الشعور الوطني العام الذي كان يعم الوطن، دفعني لغناء الأناشيد، حتى أنني ساهمت بتمثيل مسرحيتين عرضتا على قاعة الحرية في مدينة الكاظمية وأخرجهما الفنان حمودي الحارثي، وأذكر ان الفنان قاسم الملاك كان من بين الممثلين فيهما.

وجدت ان الأناشيد الوطنية تعاني الجمود اللحني وهي أسيرة إيقاعات المارشات، وكانت تقلد المارشات العسكرية العالمية التي انتشرت اثناء الحربين العالميتين الأولى والثانية. وقد كانت تلك الأناشيد تؤدى بقدسية، وبشكل تقليدي ومن غير المسموح الرقص معها او حتى التصفيق.. وكان هناك نوع آخر من الأناشيد الوطنية، تلك التي كانت تتسرب من السجون.. حيث كان السجناء ينسجون كلمات وطنية وينشدونها على منوال أغان شعبية متداولة، وتتلقفها الجماهير وتغنيها بالسر والعلن، ومن يطلق سراحه من السجن يعمل على نشرها، وكانت بمثابة شكل من أشكال الاحتجاج من جهة اختلافها عن الأناشيد الوطنية التي تفرضها السلطة على المدارس والإعلام.

انا أرى ان مفهوم الأغنية السياسية له ايقاعاته المتنوعة وله سلمه الموسيقي المتميز، والذي يعتمد الحانا ذات مسافات وأشكالا معاصرة، لم تكن موجودة.. لقد اشتغلت على تأسيس النمط الذي عرف لاحقا في العراق، بعد ان شاهدت تجارب عديدة في هذا المجال، سابقا، عندما شاركت في مهرجان بالجزائر، وكذلك حضوري مهرجان شيراز في إيران عام ١٩٦٨، وهناك استمعت إلى أنماط جديدة من الإيقاعات، طبعا لا علاقة لها بالأغنية السياسية، لكنها على ما يبدو أثرت بيّ فيما بعد. وفي مطلع السبعينات تعاملت مع قصائد شعراء مثل محمود درويش وتوفيق زياد وسميح القاسم، وكنت من بين أوائل الملحنين الذين اشتغلوا على الشعر الحر.. وإلى جانب ذلك اتجهت إلى الكلمات الشعبية البسيطة والتي حرصت في تلحينها على إعطائها نكهة جديدة، واعتمدت نمطا مغايرا للمألوف، تنطوي على إيقاعات، تستطيع مع أدائها أن ترقص، وأن تدعم الكلمات بحركة جسمك، وأن تدلل في نفس الوقت على وعي وتعبير عن رأي، فهي ليست مجرد هتاف يقتصر على: يسقط أو يعيش، وإنما دعوة إلى الحياة في مجتمع عادل وإنساني لا ظلم فيه.

طريق وصول أغانيك للجمهور كان سريعا.. والسر في ذلك اختيارك للكلمات البسيطة والجمل اللحنية البسيطة أيضا.. هذا فضلا عن جدتهما. لكن هناك مسألة أخرى وهي أن المعروف عن الأغنية العراقية فيها مسحة حزن وأسى.. لكنك كنت متفائلا بألحانك، إذ كانت أغانيك ترقص للعمل والحياة، كيف خرجت من أسار ذلك الحزن؟

أنا بطبيعة الفكر الذي أحمله، فهو فكر متفائل ... لقد تعلمت أن أكون متفائلا في ظل أسوأ الظروف، وذلك السائد الذي حاولت كسره/ فقد بذلت جهدا استثنائيا بطرح الحزن والمآسي بطريقة تشجع على تجاوزها. فالتطلع إلى المستقبل يدفعك إلى التطور والعثور على حلول لبناء غد أكثر إشراقا.. لقد استخدمت أنغاما موسيقية فرحة، إن الومضات اللحنية التي كنت أبثها بالكلمات تجعلها أكثر مرونة وطراوة.

كنا نشعر وأنت تؤدي أغانيك كأنك قد وضعت في حساباتك اللحنية علاقة أغنيتك بالجمهور بشكل مسبق.. إذ كنت قليلا ما تستخدم الكورس معك.. وكنت تعتمد في هذا على الجمهور المتلقي، بديلا له، أي تدفع الجمهور بالتالي للمشاركة الآنية معك، كيف استطعت ان تكسر هذا الجدار أيضا؟! هذا الجدار القائم ما بين الميكرفون وفيما وراء الميكرفون؟

كنت أسمع ألحانا وجملا موسيقية معقدة لا يستطيع أداءها غير المحترفين.. حينها شغل تفكيري سؤال: كيف أغني للعمال في المصنع؟ او في أي حفلة؟ توصلت لو أن هذا الجمهور لم يستطع أن يحفظ ولو شطرا واحدا من أغنيتي، فأنا أعتبر نفسي فاشلا.. لكنني لما أرى الجمهور يردد أغنيتي عند سماعه لها، عند ذاك فقط، سيملئني إحساسا بأنني قد أنجزت مهمتي.

وعلى هذا الأساس قادني تفكيري إلى استنتاجي الذي ذكرته لك، إنك قد أسست لأداء جديد.

نعم، أتفق مع استنتاجك.. هكذا أردته أداء جديدا، يقوم بالأساس على الجماعية، على إشراك الجماهير.. وهكذا عملت أغان مثل: “أبو الجاكوج” و”أبو علي” و“لا تسألني عن عنواني” وكثير غيرها.. قدمت مؤخرا حفلة في البحرين غنيت فيها أغانيي القديمة، تلك التي تجاوز عمرها الخمسة وعشرين عاما، وفوجئت حد البكاء إذ وجدت الجمهور ما زال يحفظ تلك الأغاني ولم أحتج الكورس، وكان صوت الجمهور هو الأعلى.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مقتبس من حوار طويل أجري في أبو ظبي – آذار 2003

*************

الصفحة العاشرة 

لنقرأ ماركس وانجلز معا

الحب ورأس المال

ثامر الصفار

على مدار عامي 1846 و1847 وجّه ماركس وأنجلز أنظارهما إلى جمهورهما الألماني (الأقربون أولى بالمعروف)، مستهدفين اتجاها يسمى “الاشتراكية الحقيقية”. فخلال تلك الفترة، كتب كلاهما مقالات طويلة تحلل، بعناية، الأدب الألماني الذي يروج لهذه الأفكار - وكانت هذه طريقة شائعة لتجاوز الرقابة السياسية.

من ضمن مجموعة المقالات تلك، سأركز على قطعة قصيرة واحدة تسمى “تعميم ضد كريجه” (الجيم مصرية اللفظ) حيث شجب ماركس وإنجلز وأقرب حلفائهما سلسلة من المقالات كتبها مهاجر ألماني يعيش في الولايات المتحدة الأميركية يدعى هيرمان كريجه.

سخر ماركس وإنجلز من كريجه ووصفاه بأنه “رسول الحب” لأنه أكد على النزعة الإنسانية العالمية - التي تعود إلى فلسفة فيورباخ – وأكدت، بشكل خاص، على الدور الذي من المفترض أن تلعبه الأنوثة في تخفيف حدة التناقضات الاجتماعية. كتب كريجه: «لا نريد أن نضع أيدينا على الملكية الخاصة لأي رجل؛ ما يمتلكه المرابي الآن، دعه يحتفظ به؛ نحن نرغب فقط في منع المزيد من النهب» هاجم ماركس وإنجلز هذه الفكرة لأنها تستبدل الصراع الطبقي بنوع من النداء الديني للأغنياء لإصلاح أنفسهم - «الخلط بين الشيوعية والمشاركة».

دعمت خطة كريجه الاقتصادية للشيوعية حركة الإصلاح الوطني الأميركية، وهي حركة طالبت بشكل أساسي بتوفير 160 فدانًا من الأراضي الغربية لأي رجل قادر على العمل، ودعت أيضا إلى إلغاء العبودية والجيش البديل (الحرس الوطني والاحتياط)، و10 ساعات عمل في اليوم. انتقد ماركس الجوانب الزراعية لهذه الخطة باعتبارها مجرد تأجيل للتطور الحتمي للصراع الطبقي في الولايات المتحدة، ولخص حجته بأنه، حتى لو تم تقسيم جميع الأراضي على أساس المزارع الخاصة الصغيرة، فإن النمو السكاني سيجعل الأرض شحيحة قريبا، وستنتعش المنافسة.

لكن، يبدو أن ما حرق أعصاب ماركس هو تصور كريجه عن القادة المستنيرين والأتباع الخاملين. كتب كريجه: «هدفنا هو توحيد الجنس البشري بالحب، وهدفنا هو تعليم الرجال العمل بشكل جماعي والاستمتاع بالمشاركة حتى تظهر مملكة الفرح الموعودة في النهاية». وإذا تذكرنا أطروحة ماركس الثالثة حول فيورباخ، حيث أجاب على سؤال «من سيعلم المعلم» من خلال التأكيد على الحاجة إلى الممارسة الثورية، فسوف نفهم لماذا يعترض ماركس بشدة على صيغ كريجه.

الوقوع في الخطأ

توضح هذه المقالات حول الاشتراكية الحقيقية قوة الرؤى التي امتلكها ماركس وإنجلز من خلال منهجهما في قراءة “التاريخ المادي”، واستراتيجيتهما السياسية للثورة البروليتارية. لكنها تسببت، أيضا، في الوقوع في الخطأ.

لقد رأينا سابقا في كتيب “حول مسألة التجارة الحرة” إصرار ماركس على أن «نظام التجارة الحرة يعجّل بقيام الثورة الاجتماعية». هذا بيان قاطع للغاية. أولاً، قاده إلى رؤية العمل “المدمر” للرأسمالية وهو يخترق مناطق جديدة - على سبيل المثال الهند، وما رافقه من تدمير لعلاقاتها الاجتماعية - على أنه إيجابي تماما. لماذا؟ لأنه يضع الأساس لنضالات العمال في المستقبل. ثانيًا، يبدو أنه يجهل تماما كيف يحدث هذا “التدمير” من حيث إبادة الشعوب الأصلية. ثالثًا، أنه يتجاهل النضالات الديمقراطية المحتملة، من أجل حق تقرير المصير، التي قد تنشأ لمقاومة هجوم الرأسمالية. أخيرا، لم يكن بإمكانه، حتى تلك اللحظة، أن يتخيل أن بإمكان الرأسمالية أن تتقدم “بشكل مدمر” دون أن تنتج في نفس الوقت مراكز ضخمة للمقاومة البروليتارية. وهذا ما فعلته الرأسمالية واقعا، وببراعة لفترات طويلة، حيث لم تترك سوى الدمار.

لقد كان ماركس مأخوذا بجانب واحد من الرأسمالية يراه يتطور أمام عينيه - أي الإنشاء السريع للمراكز الحضرية للمقاومة البروليتارية كنتاج لتطور الصناعة الرأسمالية في شمال أوروبا - لدرجة أنه يتوقع، خطأً، أن ذلك سيحدث في جميع أنحاء العالم. ليس لديه أية فكرة عن مدى تناقض هذه العملية. وبالتالي، يكتب «بهذا المعنى الثوري فقط، أيها السادة، أنا أؤيد التجارة الحرة».

يؤكد إنجلز على هذا الخطأ، حيث كتب مرحبا بانتصار الجيش الفرنسي على القوى المناهضة للاستعمار في الجزائر: «على الرغم من الوحشية التي مارسها الجند في الحرب، وهم ملامون عليها، إلا أن غزو الجزائر هو حقيقة، مؤسفة، مهمة لتقدم الحضارة».

وأعلن في مقالته “أحداث 1847”: «لقد شهدنا في القارة الأميركية غزو المكسيك وابتهجنا به. إن من مصلحة المكسيك، ومن أجل تطورها مستقبلا، أن توضع تحت وصاية الولايات المتحدة الأميركية. إن تطور القارة الأميركية كلها سوف يجني ثمار حقيقة أن الولايات المتحدة، بحيازتها لكاليفورنيا، ستمتلك زمام القيادة على المحيط الهادئ».

في نفس الوقت، نجدهما يتعاطفان مع بعض الثورات من أجل حق تقرير المصير. ففي عام 1846، اندلعت انتفاضة في كراكوف، بولندا، ضد هيمنة روسيا القيصرية. أشاد كلاهما بهذه الحركة لأنها، على حد تعبير ماركس، حددت «القضية الوطنية مع القضية الديمقراطية وتحرير الطبقة المضطهدة».

من حيث الجوهر، اعتقد ماركس أنه، كما في أيرلندا في ذلك الوقت، فإن التمرد، إذا نجح، سوف يكتسح الهيمنة الأجنبية، وبالتالي، سيفضح هيمنة الطبقات الحاكمة المحلية، ويفتح إمكانية الصراع المباشر بين المضطهِدين المحليين والمضطهَدين. أعتقد أنه يتعين علينا، هنا، أن نقول إن عدم تمكن ماركس وإنجلز من رؤية نفس الإمكانات في الجزائر أو المكسيك أو عند إسكان الأصليين لأميركا، كان قائما على الجهل بالقوى المعنية بالصراع، وعلى حماس مفرط غائي، غير ديالكتيكي، للعمل الذي يفترض أن يكون خلاقا وهداما للرأسمالية.

من الطبيعي أن يرى بعض الناس هذه المواقف الخاطئة كدليل على أن ماركس والماركسية يمتلكان نزعة المركزية - الأوربية، أو حتى نزعة عنصرية.

برأيي، سيكون هذا خطأ فادحا. إذ لم تكن هذه المواقف الخاطئة وليدة ولائهما لمفاهيم التفوق العرقية أو الثقافية. بل وليدة إفراطهما في التعميم الخاطئ لما يرونه أمامهما في أوربا الشمالية - وهم لا يعرفان، في تلك الأعوام، الكثير، مثل أي شابين في العشرين من العمر، عن بقية العالم. وسنرى أنهما يصححان مواقفهما الخاطئة هذه بعد فترة وجيزة، بعد أن أدركا أن المخرج الوحيد الذي كانا يتخيلاه للقضاء على الرأسمالية هو أن يُجبر كل شخص على السير في الطريق الرأسمالي، بكل ما يترتب على ذلك من أهوال، كي تتم الإطاحة بالرأسمالية اعتمادا على العلاقات الاجتماعية التي ستنتجها الصناعة الحديثة حتماً، هو نموذج غير مناسب في جميع الظروف.

الاستعداد ثم الاستعداد ...

على الرغم من هذه الإخطاء في كتاباتهما، سرعان ما وجد ماركس وإنجلز طريقهما الصحيح في فهم العالم، «من المجلدات إلى الشوارع!» حسب تعبير أنجلز.

لم يكن المنفيان معروفين جيدا داخل الحركات السياسية في جميع أنحاء أوروبا، لكن صحافتهما الراديكالية، وكتبهما في الفلسفة والاقتصاد، ورسائلهما ومناقشاتهما الشخصية التي لا تعد ولا تحصى، ساعدت في صقل مفهوم الثورة القادمة لدى طبقة متنامية من النشطاء. وبينما ظل نفوذهما متواضعاً في لندن وباريس، إلا انهما وجدا عونا كبيرا من قبل قادة الطبقة العاملة الألمانية العاملين في مجموعة تسمى “عصبة العدل”. يروي إنجلز: «لم يساورنا أي شك في ضرورة وجود منظمة داخل الطبقة العاملة الألمانية. حتى لو كانت فقط لأغراض الدعاية ... كان هناك بالفعل مثل هذه المنظمة بالضبط في شكل العصبة. ما اعترضنا عليه سابقًا في هذه العصبة تم التخلي عنه الآن باعتباره خطأ من قبل ممثلي العصبة أنفسهم؛ تمت دعوتنا للتعاون في مهام إعادة التنظيم. كيف يمكن أن نقول لا؟».

كانت إعادة التنظيم التي يشير إليها إنجلز تتعلق بإضفاء الطابع الديمقراطي على قوانين العصبة على مدار عام 1847، بالإضافة إلى تغيير أهدافها السياسية.

طالب ماركس وإنجلز أيضًا بتغيير الاسم كشرط مسبق لعضويتهما. ومن أجل هذه الرابطة الشيوعية التي تم تشكيلها حديثا، تم تكليف ماركس وإنجلز بصياغة بيان مبادئ لنشر أفكار المنظمة وكسب أعضاء جدد لها. وبعد معاناة من عدة بدايات خاطئة، ولد (البيان الشيوعي).

**********

ظروف انبعاث الفاشية من المصالح الرأسمالية

يقول بلزاك: هي حرب الريالات، إنهم يقتلون الناس، إنهم لا يقتلون المصالح. ورغم أن بلزاك عاش في القرن التاسع عشر. إلا أن هذه الكلمات تنطبق على الفاشية التي تقتل الناس ولا تقتل المصالح الرأسمالية.

الثورة الرجعية

ترك سليم خياطة مجموعة من المؤلفات أثناء التصدي لخطر الفاشية في ثلاثينات القرن الماضي. ومنها كتب (الحبشة المظلومة، أو آخر نزاع للاستعمار في دور انهياره 1935) (حميات في الغرب، جولات دراسية بين صراع الجماعات في العالم الغربي 1936) (على أبواب الحرب، دراسة في صعود الفاشية واستشراق خطر الحرب الاستعمارية القديمة 1934). بالإضافة إلى ما كتبه عن الفاشية في الصحف والمجلات. وخاصة مجلة الطليعة التي صدرت عام 1935 وتولى خياطة إدارة تحريرها.

يقول سليم خياطة: الفاشية رد فعل شديد من القسم المسيطر من المجتمع، يقصد تثبيت سيطرته عليه، ساعة يشعر بقيام قسم آخر منه بحركة ثورية. ويحدث ذلك عندما يقع المجتمع في حالة من الفوضى والارتباك الجادين اللذين ينجمان عن إغراق الدولة في تأمين مصالح الطبقة العليا فيها وإهمال الطبقة السفلى، بحيث يختل التوازن في المجتمع اختلالاً فادحاً ويصبح الجمهور الأكبر من الناس في حالة من الضغط والعبودية لا يلبث معهما أن ينفجر متمرداً.

والفاشية بعبارة مختصرة ثورة رجعية تكون جواباً على ثورة تقدمية. قد يكون النجاح نصيبها كما وقع في إيطاليا وألمانيا والنمسا والمجر وفنلندا. وقد تخفق كما حدث في روسيا، وكما يحدث اليوم في الصين حيث الثورة التقدمية القائمة في الجنوب على شواطئ اليانغتسي تكتسب يوماً فيوماً على الثورة التأخرية القائمة في الشمال. حميات في الغرب، فاشستية مقدمات وانبثاق ص 81.

وتسبق الحروب الكبرى ظروف تؤدي إليها يكون طابعها عقوداً من الراحة التجارية والصناعية وهدنة سطحية في ميدان النضال الاجتماعي. والغرق في الحياة السهلة للبرجوازية الصغيرة، وإمكانية ترقيع المشكلات التي تظهر. ولكن الأزمة تتطور هنا وتزحف ببطء حتى لحظة الانفجار. وهذه اللحظة وصفها موسوليني بالكلمات التالية: عندنا أربعون درجة من الحمى. يجب أن نمتد أو ننفجر.

وكان الانفجار في غزو إثيوبيا (الحبشة)، وخصص سليم خياطة كتاباً للدفاع عنها قائلاً إن هذا النزاع هو آخر نزاع للاستعمار في دور انهياره.

الدكتاتورية الإرهابية

الفاشية عند خالد بكداش هي الديكتاتورية الإرهابية المكشوفة لأكبر الرجعيين وأفظع الاستعماريين.

هي حركة يقوم بها ويغذيها نفر من أكبر أصحاب الملايين. أرباب المال وأصحاب البنوك. أصحاب معامل الأسلحة وتجار الموت الذين يرمون إلى إقامة سلطتهم المطلقة على شعبهم واستعمار الشعوب الأخرى. فيمحون في بلادهم كل أثر للديمقراطية والحريات الإنسانية الأولية: يحلون البرلمان ويقضون على الأحزاب السياسية ويستعملون الإرهاب الوحشي ويسفكون دماء الأبرياء ويضعون مئات الألوف في السجون.

وعندما نقول إن الفاشية هي حركة كبار أصحاب المال وأرباب الملايين الغربيين لا نرمي الكلام جزافاً. فالشركات والبنوك الكبرى هي التي تغذي الحركات الفاشية في كل مكان. وكل الناس في فرنسا يعرفون أن المسيو فندل أحد أعمدة لجنة معامل الحديد وأكبر أصحاب المناجم والمعادن هو عضو في جمعية الصليب الناري الفاشية. وكل الناس في الدنيا يعرفون أن الذين غذوا حركة هتلر بالأموال الهائلة هم تيسن وكروب وسواهما من أكبر أصحاب معامل الأسلحة وتجار المدافع والغازات في ألمانيا.

(من كتاب خالد بكداش: العرب والحرب الأهلية في إسبانيا 1937. والمقدمة التي كتبها خالد بكداش لكراس ديمتروف: الفاشستية عدوة الشعوب، وحدة الطبقة العاملة في النضال ضد الفاشستية 1937).

حزب الرأسمالية

يقول ديمتروف إن الفاشية هي الديكتاتورية الإرهابية السافرة لأكثر عناصر رأس المال رجعية وشوفينية وإمبريالية. وقال بالميرو تولياتي إن الفاشية هي حزب البرجوازية من طراز جديد.

وفي زمن الفاشية القديمة، كانت الولايات المتحدة الأمريكية متورطة في دعم صعود الفاشية والنازية في أوروبا للوقوف في وجه الاتحاد السوفييتي. وكانت الولايات المتحدة جزءاً من حزب الفاشية الرأسمالية الكبير حول العالم.

تحدث المؤرخ الأمريكي هاوارد زين في كتابه (القرن العشرين) كيف امتنعت الولايات المتحدة عن وقف صعود الفاشية. وفي نفس الوقت، واصلت الولايات المتحدة سياساتها الإمبريالية حول العالم. وقال الكاتب الأمريكي غابرييل كولكو في كتابه (سياسات الحرب) إن الهدف الاقتصادي للولايات المتحدة في الحرب كان انقاذ الرأسمالية في الداخل والخارج. وإنشاء أسواق خارجية واسعة لتصريف الإنتاج المتضاعف للرأسمالية الذي عجزت السوق الأمريكية عن تصريفه كاملاً.

عندما اجتاح الفاشيون الطليان إثيوبيا عام 1935، واصلت الشركات الأمريكية في إمداد موسوليني بمكيات ضخمة من النفط. وعندما أعلن الفاشيون الإسبان انقلابهم على الجمهورية المنتخبة عام 1936، قطعت إدارة روزفلت المساعدات عن الحكومة الإسبانية بينما كان هتلر وموسوليني يدعمان الانقلابيين الإسبان. وكانت سياسة الأمريكيين والفرنسيين والإنكليز قائمة على منع انتصار الجمهوريين الإسبان. هذه السياسة القائمة على عدم إيقاف صعود الفاشية. وكذلك لم يفعلوا شيئاً عند الاحتلال الألماني للنمسا. وعند التوسعات الألمانية الإيطالية في إفريقيا.

في آب 1941، أطلق روزفلت وتشرشل ميثاق الأطلسي واضعين سياسات ما بعد الحرب التي هي سياسات ما قبل الحرب. وعندما كان الاتحاد السوفييتي يقاتل 80% من قوات هتلر وينتصر عليهم ويزحف في قلب أوروبا، عندها بدأ إنزال النورماندي في نهاية الحرب. (هاوارد زين، القرن العشرين، 2003، ص 137-181).

بالإضافة إلى ما سبق، كانت الشركات الأمريكية الكبرى تواصل إمداد موسوليني وهتلر بالمواد الخام، بينما تعلن على وسائل الإعلام للشعب الأمريكي كذبة كاريكاتورية: الحظر على إرسال الأسلحة إلى هتلر وموسوليني. وبعد انتهاء الحرب عام 1945، تبنت الولايات المتحدة المجرمين النازيين واستخدمتهم في الصراع ضد الاتحاد السوفييتي وغزو البلدان الأخرى.

*************

قاسيون – 28 آذار 2022

فلاسفة ومفكرون

اعداد: د. صالح ياسر

جان جاك روسو (1712-1778)

ممثل الجناح اليساري بين اتباع حركة التنوير الفرنسيين. وقد اشتهر روسو كفيلسوف وعالم اجتماع وعالم جمال مؤلف اعمال لها قيمة عالمية، وهو أحد منظري علم التربية (البيداغوجيا). المؤلفات الفلسفية والاجتماعية الرئيسية لروسو هي “مقال في أصل وأسس عدم المساواة بين البشر” وصدر عام 1755، و”العقد الاجتماعي” وصدر عام 1762. وهو كعالم اجتماع كان له موقف قوي، فقد وجه نقدا مريراً للعلاقات الطبقية الاقطاعية والنظام الاستبدادي وأيد الديمقراطية البرجوازية والحريات المدنية والمساواة بين الناس بصرف النظر عن اصلهم، وقد رأى روسو أسباب عدم المساواة في اقامة الملكية الخاصة. وفي الوقت نفسه دافع عن الملكية الصغيرة. ولما كان داعية لنظرية العقد الاجتماعي، فإنه اعتقد – على عكس ما كان عند هوبز- انه في “الدولة الطبيعية” لا تنتفي فحسب الحرب التي يشنها كل انسان ضد كل انسان، بل تسود الصداقة والانسجام بين الناس. وقد وجه روسو في كتابه “أميل أو في التربية” (1762) نقدا مريراً للنظام الطبقي الاقطاعي في التربية، وطالب بأن تهدف التربية الى تدريب المواطنين النشطين الذين يخدمون العمل. وكانت اراء روسو التربوية أفكاراً خاصة بالبرجوازية الصغيرة. وقد قدر مؤسسو الماركسية عالى التقدير الدور التاريخي الذي لعبه جان جاك روسو، ونوهوا في الوقت نفسه بمثاليته ومحدوديته البرجوازية.

------------

الصفحة الحادية عشر

“تعال معي الى قنديل”

عنوان كتاب جديد للأستاذ الفنان والكاتب المسرحي صباح المندلاوي، صدر حديثاً في بغداد.

جاء في صدر الكتاب مقولة للمناضل الراحل تشي جيفارا: “لكل الناس وطن يعيشون فيه، الا نحن فلنا وطن يعيش فينا”.

وقد عاش الوطن في صفحات هذا المنجز الذي يصور نضال الأنصار في كردستان ويعبر عن تجربة نضالية باسلة خاضها المؤلف مع رفاقه الأنصار.

***************

قراءة في قصص “أصابع الأوجاع العراقية” لحسب الله يحيى

د. مولود مرعي الويس

تقوم المجموعة القصصية الموسومة بـ”أصابع الأوجاع العراقية” للقاص حسب الله يحيى (منشورات دار الشؤون الثقافية العامة، ط1، بغداد، 2017) على عنوان مركزي يتشظى على عناوين كثيرة، فمفردة “أصابع” هي المفردة المركزية حيث تهيمن هذه المفردة على كل عناوين القصص تقريباً، مما يدل على أهمية هذه المفردة وقيمتها في التعبير السردي.

يشير القاص في القصة الأولى “أصابعي التي لم تعد أصابع..” إلى أهمية هذه المفردة ودورها السردي في المجموعة بقوله:

(لا أعرف مصدر الحساسية المفرطة التي تكمن في ظاهر وباطن وحول وأمام وخلف أصابعي..

كل ما أعرفه أن هذه الأصابع التي تنتمي إليّ؛ أصابع مثيرة للجدل والاهتمام والبلاء في حياتي.. هذه الحياة التي تبدأ نهارها بأصابعي وتنتهي آخر الليل عند هواجس ومرارة ودفق أصابعي.

إنها تبكر في اليقظة، وتأرق حتى الذبالة الأخيرة من الليل..).

وهنا تتحول الأصابع بتكرارها اللافت كثيرا إلى ما يشبه الأسطورة “خلف أصابعي/هذه الأصابع/بأصابعي/دفق أصابعي/أصابعي وحدها/بين أصابعي/تحمل أصابعي”، وفي كل تكرار ترسّخ معنى جديداً من المعاني التي تدور حول الأصابع، فالأصابع تشكل على مستوى الجسم الإنساني والحيواني أهمية كبرى في عملها ووظيفتها، ولها كما في هذه القصة وظيفة رمزية حين تتحول إلى قضية كبيرة من قضايا الراوي القصصي، فهي مركز الحساسية الإنسانية التي يشعر بها ويتعامل معها من كل جانب، بالشكل الذي يعطيها قوة وحضور ومعنى كبير على أكثر من صعيد في قدرتها على إنجاز الأشياء المختلفة في الحياة.

في القصة الثانية “أصابع القتل والدفء!” تظهر أصابع الطفل الرضيع وأصابع أمه التي تبحث عنه وسط القتلى والتدمير الذي حصل بفعل تفجير إرهابيّ، فالأصابع هنا هي التي تحقق الأمان والدفء وتنقذ الطفل الرضيع من الموت:

(كان الجنون والهلع يأخذ بحركاتها وكلماتها ووجودها كله.. بحيث جعلنا رعبها نصاب نحن الذين كنا على قرب منها نصاب بالرعب، ونتجه نحو كل الاتجاهات، نبحث عن الرضيع حتى نعيده إلى اللهفة القاتلة التي وجدنا فيها أمه وهي تصرخ:

-يا ناس كانت أصابعه تحضنني، كانت أصابعي ممسكة به، كنت أشدّه الى صدري.)

وهذا المقطع مليء بالعاطفة الأمومية التي تضامن معها كل من حولها من الناس وسط مشاهد الخراب والدمار والموت، فأصابع الأم وأصابع الطفل هنا رمز للحياة التي يجب أن تبدأ دائما على الرغم من كل صور الموت والدمار الإرهابية، ويريد العنوان أن يقول إن الأصابع يمكن أن تكون معدّة للقتل مثل أصابع القاتل الإرهابي، أو أصابع معدّة للحياة مثل أصابع الأم والطفل وهي تنقذ الطفولة رمز الحياة من أصابع الإرهاب.

تعبر قصة “أصابع الشهداء في كل مكان” من عنوانها عن الصفة الرمزية لأصابع الشهداء الذين يضحّون بحياتهم من أجل الوطن، وتظهر مفردة الأصابع في أكثر من مكان في القصة لكن الظهور الرمزي الأبرز هو في هذا المشهد الحواري بين شخصية “برهان” الباحث عن أبيه الشهيد وشخصية الراوي القصصي:

(-لن نجده ولن نجد سواه.. والدك وكل زملائه سنجدهم يوما ما أشجار نخيل تثمر رطبا.. ستتحول أصابع كل واحد منهم إلى أشجار ترتوي بالمطر.. ثم تنمو وتملأ المكان.. الذي سيتحول إلى غابات نخيل.)

فالصورة الرمزية هنا تحوّل أصابع الشهداء إلى حياة جديدة عالية بالثمر، وقد شبه هذه الأصابع بالنخيل المثمر لرفع شأنها وأهميتها في القصة لأنّ النخلة هي رمز تاريخي وديني كبير عند كثير من الناس، ليأخذ المعنى الرمزي هنا للأصابع صورة عميقة تتحول إلى نوع من الأسطورة التي تجعل من الأصابع أيقونة سردية.

ويتضح من عنوان قصة “أصابع سبايكر” أنها تحكي عن الجريمة البشعة التي نفّذها الإرهابيون بحق شباب العراق فترة هجوم داعش الإرهابي، وهي أصابع تشهد على هذه الجريمة النكراء مدى التاريخ، أما عنوان قصة “رغيف بدفء الأصابع” فهو يشير إلى أصابع الأم وهي تقدّم الرغيف الساخن لابنها، على الرغم من أن هذا الابن قد عرف فيما بعد أن هذا الخبز كان اسمه (خبز التموين) أو (خبز الإعاشة)، وهو المصنوع من أردأ أنواع الطحين وسمّاه الراوي بالطحين الترابي المخلوط بكل الشوائب، وتؤرخ هذه القصة عن طريق الأصابع (أصابع الطفل الباكي وهي تلتقط هذا الخبز الملوّث) لمرحلة تاريخية مهمة مرّ بها الشعب العراقي.

تبقى الأصابع حاضرة في قصص المجموعة الأخرى مثل قصة “أصابع حارس المتحف” وقصة “أصابعي في سور نينوى”، أما قصة “أصابع بهنام أبو الصوف” فتشير الى شخصية عالم آثار عراقي شهير “أكمل دراسته العليا في جامعة كمبردج بإنكلترا وحصل على درجة الدكتوراة في الآثار ونواة الحضارة وعلم الإنسان في خريف 1966. عمل لسنوات عديدة في التنقيب عن الآثار في عدد من مواقع العراق الأثرية في وسط وشمال العراق، وكان مشرفا علميا على تنقيبات إنقاذية واسعة في حوضي سدي حمرين (في محافظة ديالى (وأسكي الموصل على نهر دجلة في أواخر السبعينات وحتى منتصف الثمانينات من القرن الماضي. كشف عن حضارة جديدة من مطلع العصر الحجري الحديث في وسط العراق أواسط الستينات والتي ألقت الكثير من الضوء على معلوماتنا لتلك الفترة الموغلة في القدم. حاضر لسنوات عديدة في مادة جذور الحضارة والآثار والتاريخ في عدد من جامعات العراق ومعهد التاريخ العربي والتراث العلمي)، بمعنى أن أصابعه ذات طبيعة علمية اكتشافية مهمة كثيراً حيث تبدأ القصة على لسان الراوي بوصف أصابعه بهذه الصورة:

(أعرف أصابعه جيداً، أعرفها وأجزم أن بمقدوري تمييزها عن جميع الأصابع التي أعرفها ولا أعرفها)

وهذا يعني أن الراوي القصصي هنا يدرك أهمية هذه الأصابع القادرة على كشف المخبوء في الأرض بحكم خبرتها وعلمها، لذا يجد فيها الراوي أصابع من نوع خاص لأن الأصابع تستجيب لعقل صاحبها وتنفذ أوامره، فحين تكون هذه الأصابع لشخصية آثارية لها باع طويل في علم الآثار والاكتشافات الآثارية فهي قادرة على الاكتشاف، عندها تكون أصابع نوعية تحتل عنوان القصة المركزي باسم صاحبها.

وينطبق هذا الكلام نفسه على عنوان قصة “أصابع الست باسمة” حيث ترتبط الأصابع بشخصية الست باسمة، وكذلك على عنوان قصة “أصابع خوبي الستة” وهي تتحدث عن دور الإصبع السادس عن الخمسة أصابع الطبيعية، أما قصة “أصابعي الخشنة” فتتحدث عن الراوي القصصي الذاتي وهو يصف أصابعه بالخشنة تمييزاً لها عن الأصابع الناعمة، ولا شك في أن صفة الخشونة في الأصابع تدل على العمل والشقاء والتعب وخوض غمار الحياة في أصعب مراحلها.

القصة الموسومة “أنفاس أصابع” تدل مباشرة على ما يمكن تسميته أنسنة الأصابع، إذ إن وصف الأصابع بأن لها أنفاساً فهذا يعني أن الراوي منحها صفة إنسانية جعلها قادرة على التنفس، وهو ما يسمّى الأنسنة أو التشخيص، وهي صفة إنسانية على الأغلب تعود على ارتباط الأصابع الوثيق بالشخصية الإنسانية في عموم تكوينها، حيث يكون الإصبع هو الراوي الذي يروي الحدث القصصي:

(أنا إصبع تائه.. بنصر لا مكان له في العالمين السفلي والعلوي.

إصبع ضلّ طريقه.. فتاه وأخذ منه التيه كل مأخذ.

إصبع.. انفصل تماما عن زملائه: الخنصر والوسطى والسبابة والإبهام.)

إذ يتحول هذا الإصبع البنصر إلى شخصية قصصية تروي مأساتها عن طريق الحدث القصصي، بانفصاله عن إخوته بقية الأصابع ولم يعد له قدرة على الفعل والإنتاج والعمل، أصبح عاجزاً وغير قادر على ممارسة أعماله الطبيعية عندما كان متحداً مع زملائه من الأصابع.

تتنوع صور الأصابع في عناوين قصص المجموعة تنوعا كبيرا يدل على خبرة قصصية كبيرة في صوغ العنوان القصصي لدى القاص، فالقصة التي عنوانها “كفن لها ولأصابعي” تنتمي فيها الأصابع للراوي القصصي وتتوازى مع الشخصية الكامنة في تعبير “لها” وهي حتما شخصية امرأة، تتساوى مع أصابع الراوي في وجود “كفن” لكليهما، وفي عنوان قصة “فجر أصابعها” يتحول انتماء الأصابع إلى شخصية المرأة الكامنة في الضمير المضاف إلى الأصابع “أصابعها”، والإشارة واضحة إليها وإلى أصابعها هنا، وفي عنوان قصة “أصابع بلون الأمنيات” يأتي دال الأصابع بصيغة جمع مشبه “بلون الأمنيات” وهو تشبيه مجازي لأن الأمنيات شيء معنوي ويكون بلا لون، لكن تلوينه بهذا الشكل يدل على أن الأصابع المقصودة في عنوان القصة ذات طابع رومانسي.

أما عناوين القصص الأخرى تأتي بصيغة المضاف والمضاف إليه وتكون مفردة الأصابع بصيغة الجمع هي المضاف فقد تكررت بعد القصص السابقة في ثلاث قصص هي “أصابع النساء” و “أصابع القط” و “أصابع اللذة”، وفي كل قصة من هذه القصص يأتي المعطوف عليه بصيغة لغوية معينة تكشف عن معنى الأصابع، ففي قصة “أصابع النساء” تكون دلالة الأصابع رقيقة وشفافة ات طبيعة أنثوية، وفي قصة “أصابع القط” تكون دلالة الأصابع مخيفة وقادرة على الخدش والأذى، وفي قصة “أصابع اللذة” تكون دلالة الأصابع فيما تكتسبه من لذائذ على صعيد الأكل وغيره من اللذائذ الأخرى المعروفة.

يأتي عنوان قصة “أصابع الحبر السماوي” كي يضيف إلى حالة العناوين الثلاثة السابقة أن المضاف إليه يكون موصوفاً “الحبر السماوي”، وبذلك تكون الأصابع قد حققت في العنوان دلالة أكبر وأوسع من خلال المضاف إليه وصفته أيضاً.

العنوان الأخير في مسيرة عناوين الأصابع في هذه المجموعة هو عنوان قصة “أصابعي وأصابع الديك”، حيث تتوازى أصابع الراوي مع أصابع الديك وتكون في نوع من المواجهة بواسطة حرف العطف “الواو”، فالقصة التي يرويها الراوي القصصي الذاتي تحكي قصته مع دجاجاته الخمس وديكه حتى ينتهي إلى محاولة ذبح الديك في نهاية المطاف، لتأتي خاتمة القصة على الشكل الآتي الذي يوضح العلاقة بين أصابع الراوي وأصابع الديك:

(اتخذت قراري وأعددت سكيني لكنني في نهاية الأمر سألت نفسي:

-يا رجل هل تريد لأصابع شيخوختك، أن تماثل أصابع شباب الديك، كن منصفا يا رجل.. تنبه إلى أنك لم تصب بالخرف بعد.. وذاكرتك ما زالت يقظة.

في تلك اللحظة أطلقت سراح الديك من قبضتي وأعدته إلى جنة كان يعيشها مع دجاجاته الخمس.

أحسست براحة وابتسمت واطمأن قلبي إلى أنني ما زلت أملك أصابع لها القدرة على أن تعمل بإرادتي لا بإرادة سواي..)

تظهر هنا الدلالات التي تنعكس من خلال العلاقة بين أصابع شخصية الراوي وأصابع الديك والنهاية التي وصلت إليها هذه العلاقة، بما يعطي للأصابع معاني جديدة لا يمكن أن تتوقف بتوقف قصص الأصابع عند هذا الحد.

ضمت هذه القصص بعد نهاية قصص الأصابع عددا من القصص الأخرى وضعها القاص تحت عنوان (الملحق)، ضمت خمس قصص هي: (الخسفة/رحيل أفلاطون/رقة العيون الوحشية/قطار الموت/براءة دمي)، ولا علاقة لهذه القصص بموضوع الأصابع كما هو واضح وقد جاءت خارج فضاء العنوان القصصي، وربما كان من الأفضل الاكتفاء بقصص الأصابع كي يكون العنوان القصصي المركزي ممثلا للقصص خير تمثيل، لكنه بإضافة هذه القصص قلل بعض الشيء من هذه المركزية على الرغم من أنه وضعها تحت عنوان (الملحق)، الذي يعني أنه لا صلة لهذه القصص بالعنوان المركزي الخاص بموضوع الأصابع.

************

أسرابُ حَمام

شعر: خالد الحلّي/ ملبورن – أستراليا- خاص

- 1 –

أجنحةُ الشّاعرِ

لَمْ يُتعِبْها

تحليقٌ أو طيرانْ

لَمْ تُزْعِجْها

ريحٌ عاصفةٌ

أو أمطارْ

لكِنْ يُؤلِمُها،

أن تجدَ الشّاعرَ مُحتارْ   

لا  إلهامَ يوافيهُ، و لا  أشعارْ     

- 2 -

لِي جِنْحانْ                                                         

كانَ الأوّلُ يَبحثُ عن أحلامِي،         

و الثّاني كانْ

يبحثُ عن أحلامِكِ،       

لكنّا ضيّعنا الأحلامْ              

مذ صارتْ لا تُبْصِرُنا،

إلاّ  لتُغادِرَنا

كانَ الجِنحانْ            

منذُ عقودٍ و هما ينتظرانْ   

و أنا أسألُ كلَّ صباحٍ

كلَّ مساءْ

كَمْ سيظلانْ؟

ينتظرانْ؟

- 3 - 

أسرابُ حمامْ

قصّوا ما تملكُ مِنْ أجنحةٍ

و مضوا للحربِ

فلم يرجعْ منهم أحدٌ

لكِنْ،

ما أنْ مرّتْ أيّامْ

حتّى جاءتْ

مِنْ مَقبرَةٍ نائيةٍ

أسرابُ حَمامْ

تتمنّى للدنيا أمناً و سَلامْ

***********

قصة قصيرة

نشيج وطني

كاظم جماسي

الأوركسترا الوطنية المتعددة الأطياف والمقيمة منذ زمن بعيد، في جدارية فائق حسن، المزدهية باللآزورد والتركواز، والتي تكاد حماماتها أن تطير خارج إطارها لتسمق عاليا في سماء ساحة” الطيران” ولكنها عادت لتترجل، وتمام مقيمي جدارية حسن، مع خيط النور البكر من فجر يوم تشريني معتدل، عمال وفلاحون، جنود وطلبة، نساء ورجال، صبيان وصبايا وأطفال، ينضم إليهم أعضاء مسطر شغيلة البناء وأصحاب بسطات الرصيف ، جذلين تطأ أقدامهم، بحنو ورشاقة، عشب حديقة الأمة قاصدين ساحة” التحرير”.

بمرورهم بهم، أنضم أليهم جمع من المقيمين في الحديقة، جياع وصعاليك ومشردون، من بينهم  بن منصور الحلاج وحسين مردان والحصيري عبد الأمير وجان دمو وكزار حنتوش والرياحي الحر  وعقيل علي والغزي جبار وبن قرمط حمدان والسوداني طالب وخضير ميري والبغدادي الجنيد ومغرم بدرية الراشد لطيف والفهد خيون دواي والجنابي سعيد والسومري قاسم وبن عقيل مسلم والشريف باسم ورهط آخر من نظرائهم ومريديهم وكاتب هذه السطور آخرهم .. ولدى مثول الجميع أسفل نصب جواد بن سليم هرع أعضاؤه قافزين من رخامته الطليانية، وبمعيتهم  جواده النافر وثوره الهائج، متوحدين مع الجموع.

   ولم تكمل الشمس شروقها بعد، بدأت مطارق العمال بالنقر فوق بلاط الساحة بإيقاع منتظم وبطيء، لم تلبث أن عاضدتها” مساحي” الفلاحين وقد استحالت كمنجات، أخذت ترسل أنغاما متساوقة وإيقاع المطارق، وفيما أضحت تتضح تقاسيم اللحن وتتصاعد، تمايلت أبدان الجموع ثم مضت تدق أقدامها البلاط تواشجا مع اللحن، لتنبجس من بين حواف البلاطات عيون نوافير تطاول دفقها وقامات الراقصين، ثم لتنثر ماء سلسبيلا زلالا تبل به الأجساد والأنحاء جميعها.

   لما بلغ الكرنفال ذروة طبقته السابعة من نشوة الأنسجام، وذاب الراقصون والعازفون في بهجة رقصة ليس من رقصة تشبهها، غير مبالين بزحف الغروب وقت شرعت تضمحل الشمس غادية نحو مخدعها الليلي .. تفرقعت فجأة في قلب المشهد قنابل دخان ناشزة، وأزت خلل كثافة دخانها رصاصات” مجهولة المصدر” وبمسارات متقاطعة، شارخة صفو وسلام الكرنفال، وجعلت من الجموع شذرا مذرا لائذا بالأزقة والشوارع القريبة ..

   لم تنجل عجاجة المشهد إلا لتسفر عن مرأى أكداس فوق أكداس من حمام نازف مسجى على البلاط، راقصا” مذبوحا من الألم” تصطفق أجنحته، وتتلولب دماه كما سارية راحت ترتفع لتشهق حتى عنان السماء، فتفترش ذروتها راية خفاقة على وقع نشيد، الأرض والسماء توحدتا في ترديده، نشيد كما لو انه نشيج : موطني .. موطني..

***************

الصفحة الثانية عشر

ليس مجرد كلام

الكراهية

تمزّق الوطن وتخرّبه!

 عبدالسادة البصري

أتعرفون ماذا تعني اشاعة الكراهيّة وتأجيج نار الحقد والبغضاء بين ابناء البلد الواحد ؟!

تمزيقه بالتأكيد، وتحويله الى خرابة!

 في روايته (قرن الريح) يقول الكاتب الاوروغياني ادواردو غاليانو : ( توقفت الريحُ عن الهبوب ، والأشجار عن التمايل. لم ترتعش ورقةٌ واحدة ، وصمتت الطيور ، تجمّدت الأشياء كلها ، منتظرةً تلك اللحظة حين جاءوا وقتلوا مجموعةً منّا ) ، نعم، الكون كله يتوقّف عندما يُقتل إنسان !

هذا ما جعلني أقف مليّاً عند الجرائم التي تُرتكب في بلادنا، حيث باتت الجريمة خبراً يومياً نتداوله في أحاديثنا كل ساعة!

مَنْ سمح للجريمة أن تتغلغل في وسطنا ؟!، بل مَنْ سقى بذور الشرِّ، وأيقظ الشيطان القابع في نفوس البعض ؟! تساؤلات تأخذني يميناً وشمالاً، وأنا اتابع الجرائم التي تُرتكب بحقِّ الإنسانية، سواء بالقتل أو التجويع أو الفساد المستشري في كل مكان، لأجدني واقفا عند سؤال حيّرني كثيراً: هذه الكراهيّة التي انبثقت في نفوسنا.. مَنْ حفّزها، بل منْ صنعها ؟! وأعود بذاكرتي الى سنوات الطفولة التي عشتها بين الخضرة والماء في قريتي الغافية عند تخوم البحر في أقصى الجنوب، والتي بكت ذات يوم بحرقةٍ على غريبٍ لم يُعرف من أين جاء، حين وجدته قتيلا مضمّخاً بدمه تحت أحد الجسور، فلم يهنأ لها بال حتى خرجت عن بكرة أبيها لتشييعه ودفنه وإقامة العزاء عليه!

 في تلك الأيام لم نعرف الحقد أو الطائفيّة وما شابههما، وعشنا الحلوة والمرّة معاً لم نفترق إلاّ عند اشتعال الحرب المجنونة في ثمانينات القرن المنصرم، وبقينا نحمل المحبة والشوق لبعضنا حتى هذه اللحظة!

ابتدأت بذور الكراهيّة بالنمو حين بدأ الرقيب الأمني والحزبي يمشي بيننا، وأخذت الحكومات تسقيها وتسقيها لحاجةٍ في نفس مّنْ يؤثر الكرسي وما يصبّ في جيوبه من أنبوب النفط، من التقارير والوشايات إلى التصفيات الجسدية، وكلّها جرائم بشعة يندى لها الجبين في عالم يبحث المرء فيه عن الأمان والمحبة والسعادة!

أعود إلى غاليانو وهو يقول في مكان آخر من الرواية: (كان الرجال الذين يحرقون الصدور بوابور لحام المعادن يرتدون الكتّافيات ويحضرون العشاء الرباني أيام الأحد)، لأجدَ أننا انغمسنا في الجريمة حدّ الغرق، وأخذت الكراهيّة تمشي في الشرايين، للأسف!

ما علينا ياسادة ياكرام، الاّ أن ننتبه قبل فوات الأوان، وندرك أن مَنْ يشيع ثقافة الكراهيّة والحقد والنعرات الطائفية وغيرها، لا يريد خيراً لنا ولبلادنا أبداً.. فاصحوا يا نائمين !

************

في الذكرى الـ 88 لتأسيسه

الحزب الشيوعي العراقي

يحتفي بالمناضلة الرائدة الرفيقة

سافرة جميل حافظ

الساعة 8 مساء

الخميس 21 نيسان 2022

قاعة جمعية الثقافة للجميع

الكرادة داخل – بغداد

*******

لوحات قاسم الساعدي

تجذب زائري «بورصة أمستردام»

أمستردام - مجيد إبراهيم خليل

شارك الفنان التشكيلي المغترب قاسم الساعدي، في معرض بورصة أمستردام للفن التشكيلي – الدورة 37، الذي افتتح يوم 13 نيسان الجاري في العاصمة الهولندية.

وحظي المعرض الذي سيستمر حتى يوم غد الاثنين، افتتاحا رسميا مهيبا وتغطية إعلامية واسعة وإقبالا كبيرا من الجمهور. فيما جسدت الأعمال المشاركة مدارس وأساليب فنية متنوعة.

 وكانت اليابان ضيف دورة المعرض هذه، بمشاركة واسعة من أروقتها الفنية وفنانيها.

وعرض الفنان الساعدي أعمالا متميزة جذبت الزائرين، وذلك من خلال “رواق فرانك فلهايزن”، الذي ضم أعمال أسماء لامعة في الفن التشكيلي الهولندي، إلى جانب أعمال فنانين عراقيين وعرب.    

مشاركة الساعدي في البورصة  لم تكن الأولى من نوعها في هولندا، فهو دائب النشاط والتجدد والحضور المتميز والمشاركة في المعارض التي تقام فيها. كما أن مشاركته الحالية جزء من معرض تشكيلي مشترك متجول سينطلق قريبا، ويضم إلى جانب أعمال الساعدي أعمالا لفنانين عراقيين آخرين هما بالدين أحمد ورسمي الخفاجي. ومن المقرر ان يتنقل المعرض بين مدن اوربية وعراقية عديدة، مثل أمستردام وفلورنسا وزيست وايندهوفن والسليمانية وبغداد. ويرافق المعرض صدور كتاب عنه، ملون وبالحجم الكبير عنوانه “ضفتان”. وهو  مطبوع موّل اصداره الفنانون الثلاثة، الذين يطمحون من خلال ضفتي الوطن والمنفى إلى نشر قيم الجمال والفرح، وإلى اطلاع الآخر على الثقافة العربية، وتعميق أواصر التواصل بين الشعوب من خلال المنتج الثقافي، والوصول إلى أوسع جمهور في مختلف بقاع الأرض.

**********

تبرعوا بسخاء

الناشط المدني عصري هادي مهدي ( أبو نور) من النجف تبرع بمبلغ (50) الف دينار.

وتبرع الرفيق صاحب شناوة من الناصرية بمبلغ مليون دينار.

لهما الشكر وبانتظار المزيد من التبرعات لدعم حملة بناء بيت الحزب.. بيت الشعب.

***********

الرفيقة عفيفة ثابت:

حزبنا الشيوعي في القلب

بعد ان منحت لي الحياة عمرا جديدا .. واستعدت صحتي، هيأت كل مستلزمات الحياكة (تريكو) حيث مشغلي وهوايتي التي احب لأقوم بعد فترة بعمل بازار جميل، يكون ريعه لحملة بناء مقرنا الجديد (مقر الحزب الشيوعي العراقي).

الرفيقة عفيفة ثابت (أم دريد)

من صفحتها في “فيسبوك”

***********

«أزياء ومقامات»

في الدار العراقية للأزياء

بغداد - تضامن عبد المحسن

بحضور جماهيري ورسمي كبير، أقامت الدار العراقية للأزياء أخيرا، أمسية رمضانية فنية حملت عنوان “أزياء ومقامات”. استهلت الأمسية بافتتاح المعرض التشكيلي الشخصي الأول للفنان سيف نبيل، والذي ضم أكثر من 30 لوحة احتضنتها “قاعة الواسطي” في مقر الدار.  فيما شهدت حدائق المقر، عرضا للأزياء الاسلامية والفلكلورية، من نتاج الدار. وفي سياق الأمسية، نظمت فقرة للمقام العراقي، أحياها قارئ المقام والباحث طه غريب، بأداء قصائد صوفية وغزلية ووطنية. وعن الأمسية، قال وكيل وزارة الثقافة ومدير عام دار الأزياء وكالة، عماد جاسم، أنها حملت “ملمحا ثقافيا جماليا بنكهة بغدادية”، مضيفا أنه “بالرغم من شح الإمكانات، إلا أننا لم نتوقف عن تنظيم النشاطات الفنية”.  

**********

في “نكرة السلمان”

استذكار ضحايا «حملة الأنفال» الإجرامية

السماوة – وكالات

أقامت منظمات مدنية من إقليم كردستان، الخميس الماضي في محافظة المثنى، حفل استذكار لضحايا “حملة الأنفال” الإجرامية التي نفذها النظام الدكتاتوري المباد بحق الشعب الكردي والمعارضين، وذلك في مناسبة مرور 34 عاما عليها.

أقيم الاحتفال في ساحة سجن “نكرة السلمان” في بادية المثنى، بحضور جمع كبير من ذوي الضحايا.

وفي حديث صحفي، ذكر عدد من الحاضرين، أن “هذا السجن شاهد على جرائم النظام المقبور. إذ كانت تحتجز في هذا المكان أعداد كبيرة من الضحايا قبل دفنها في مقابر جماعية بمنطقة البادية”.

 ودعا المحتفلون الحكومة إلى الاهتمام بملف المقابر الجماعية، سيما في المثنى التي يوجد فيها عدد كبير من هذه المقابر، مشددين على أهمية السعي للكشف عن الضحايا غير المكتشفين، ومعرفة هوياتهم وتسليم رفاتهم إلى ذويهم.

وبدأت “حملات الأنفال” في العام 1986 واستمرت حتى عام 1988. وشملت استخدام الهجمات البرية والقصف الجوي والتدمير المنظم للمستوطنات والترحيل الجماعي، فضلا عن استخدام فرق الإعدام والأسلحة الكيمياوية. 

وقتل خلال الحملات آلاف المدنيين، وتم تدمير آلاف القرى الكردية والمسيحية الآشورية في شمال البلاد، فضلا عن نزوح ما يقارب مليون مواطن. وقد وصفت منظمة العفو الدولية، الحملة بأنها إبادة جماعية. كما جمعت أسماء أكثر من 17 ألف شخص اختفوا إثر الحملة ابان عام 1988.

**********

النهر

حسب الشيخ جعفر

أجل يبدأ النهر رحلته قطرة،

والمصب المحيطات، تنشق عنه،

الحجارة والصخر، مختبئاً، مرة،

في الينابيع، منعتقاً، مرة، هادراً

في اندفاعاته، البرق الرعد والسيل،

منحسراً، مرة، عن شواطئ رملية

يهزأ المتفرج منها ويبتعد المتخوف،

والماء يجري، يواصل رحلته،

ما الطحالب؟ ما الجزر الهشة

المستربية؟ يندفع النهر ممتلئاً،

والروافد تنصب فيه.

ــــــــــــــــــــــــــ

من ديوان “سلاماً ايها الحزب” الصادر في الذكرى الاربعين لتأسيس الحزب الشيوعي العراقي.

*************

مواطن يسلم الحكومة 160 قطعة أثرية

الناصرية – وكالات

تسلمت محافظة ذي قار، الأربعاء الماضي من أحد المواطنين، عشرات القطع الاثرية، تابعة لعصور مختلفة.

ونقلا عن وكالات أنباء، فإن قيادة شرطة المحافظة نظمت احتفالية مصغرة، بحضور ممثلين عن مفتشية الآثار، لغرض تسلم القطع الأثرية البالغ عددها 160 قطعة بمختلف الأشكال والأحجام.

ومن المقرر أن يجري نقل القطع إلى المتحف الآثاري في الناصرية – بحسب وكالات الأنباء، التي ذكرت أن المواطن عثر عليها قرب احد المواقع الاثرية في المحافظة، وكانت معدة للتهريب.

قائد شرطة ذي قار، الفريق الركن سعد حربية، قال خلال مؤتمر صحفي مشترك مع إدارة مفتشية الآثار، على خلفية تسلم القطع، ان “هذا الإجراء يأتي بناء على الثقة والتعاون بين الأجهزة الأمنية والمواطنين”، مضيفا: “اننا نحث المواطن على تسليم أي قطعة أثرية يجدها، إلى الجهات المختصة، حفاظا على آثار المحافظة”.

***********

أحمد نعمة يعود بـ «غريب على الخليج»

بغداد – وكالات

فاجأ الفنان المعروف أحمد نعمة، جمهوره بعودته مجددا الى الساحة الغنائية بعد غياب طويل، وذلك بأغنية جديدة مصورة عنوانها “غريب على الخليج”.

وقال في تصريح صحفي، أنه “من دواعي سروري ان أعود بعمل فني رصين يحمل نكهة الأصالة الفنية والرقي في تقديم رسالة الفن السامية”، مشيرا إلى أن أغنيته الجديدة “هي إحدى القصائد الشهيرة للشاعر بدر شاكر السياب، ومن ألحان المايسترو علاء مجيد”.

وبيّن نعمة أن “الأغنية يطغي عليها طابع الموشح والمقام العراقي والمناقب الدينية البغدادية”، مشيرا إلى أن “أغنيات مثل هذه غابت عن أسماع الجمهور فترة طويلة”.

ونوّه إلى أن موسيقى الأغنية سجلت بشكل احترافي في أحد استوديوهات إسطنبول.