الصفحة الأولى

على طريق الشعب.. في ذكرى رحيل الطغمة الدكتاتورية حان وقت التغيير الشامل

مرت أمس الذكرى الـ 19 للخلاص من أعتى نظام دكتاتوري حكم بلادنا، ومثّلت طبيعته وممارساته محور وأساس المحنة العميقة والأزمة العامة التي عانى منها شعبنا، وشكلت عاملا رئيسيا في الازمات التي طالت جميع أطياف شعبنا وقواه واحزابه السياسية، ومنها حزبنا الشيوعي العراقي.

ولابد من تكرار حقيقة ان حزبنا لم يكن مقتنعا يوما بان طريق الحرب والغزو الخارجي هو الاسلوب الانجع للخلاص من الدكتاتورية، نظرا الى ما للحرب من تداعيات ونتائج وخيمة على أوضاع البلد وحياة الشعب، وعلى إمكانية بناء حياة ديمقراطية حقيقية. لذلك وقفنا ضد الحرب ورفضناها، وتلخص موقفنا وتجسد في شعارنا المعروف: “ لا للحرب.. لا للدكتاتورية “.

ولقد تضافرت طريقة اسقاط النظام الدكتاتوري مع تداعيات الاحتلال وانهيار الدولة والمؤسسات الأمنية والعسكرية، والتغييرات العميقة في مواقف وعلاقات القوى السياسية والمجتمعية، والتركة الثقيلة للدكتاتورية، لتشكل بمجموعها حالة فريدة واستثنائية في أوضاع بلادنا، ولتفجر تناقضات وصراعات متنوعة متكاملة، سياسية وقومية وطائفية واجتماعية، تراكمت عناصرها على مدى عقود سابقة ، واتسعت بوجود القوات الأجنبية المحتلة، وقوى الإرهاب، وامتداداتها وحواضنها في الداخل، وبتأثير التدخلات الخارجية، الإقليمية والدولية.

وليس بمعزل عن ذلك تمر بلادنا اليوم بمرحلة بالغة التعقيد والصعوبة، وتتداخل فيها عوامل داخلية وخارجية. وفي ظل الصراع المحتدم المتواصل حول المستقبل وشكل الدولة والنظام السياسي- الاقتصادي والاجتماعي، تبقى الأوضاع مفتوحة على احتمالات شتى.

وجراء تعنت القوى المتنفذة وصراعها على النفوذ والسلطة والقرار، وللهيمنة على مواقع الدولة، وبسبب تمسك معظمها بالمنهج الفاشل والمدمر - منهج المحاصصة والطائفية السياسية، الى جانب استشراء الفساد والسلاح المنفلت واستمرار تعقيدات الوضع الأمني وعدم استقراره، والتدهور المريع في الخدمات العامة، وارتفاع الأسعار ونسب الفقر والبطالة، وعجز تلك القوى عن إيجاد حلول وعن استكمال الاستحقاقات الدستورية بانتخاب رئيس الجمهورية وتشكيل الحكومة الجديدة، فان تطور الأوضاع وحسم الأمور لصالح غالبية العراقيين المكتوين بنار تداعيات الازمة العامة، يظل مرهونا الى حد كبير بمدى قدرة الجماهير الواسعة على فرض ارادتها، وتشديد الضغط الشعبي والجماهيري، وفرض السير على طريق التغيير ومراكمة عناصر الخلاص من منظومة المحاصصة والفساد والسلاح المنفلت.

ان أوضاع بلدنا، وما يمر به العالم والمنطقة اليوم من أزمات وحروب، ومنها الحرب الروسية – الاوكراينية وتداعياتها على شعوب ودول عديدة، تتطلب المزيد من التنسيق والتعاون بين قوى التغيير، والتوجه الجاد نحو تنظيم صفوف المعارضة الشعبية، وتعظيم الحراك وزخمه، بما يفتح من فضاءات لتحقيق الاستحقاقات والتداول السلمي للسلطة،وتشكيل حكومة اغلبية ذات برنامج بسقوف زمنية للتنفيذ  واستبعاد الخيارات السيئة، والسير على طريق الاعمار والبناء وإقامة دول المواطنة والقانون، الدولة المدنية والديمقراطية كاملة السيادة، وتحقيق العدالة الاجتماعية.

في هذه الأوضاع، وإذ نستعيد احداث السنوات العجاف التي مرت على بلدنا، نؤكد ان الإمكانات التي انفتحت امام بلدنا بعد سقوط النظام الدكتاتوري، لم تتحول بعد الى واقع يستجيب لارادة الشعب، وهذا ما يوجب الإصرار على المواصلة وتحويل حالة السخط والتذمر الشعبيين الى فعل منظم، لفرض السير على طريق التغيير الشامل.

*************

محليات الحزب الشيوعي في النجف وميسان وواسط: ارتفاع جنوني في الأسعار ولا جهود لمكافحته

بغداد – طريق الشعب

شهدت الاسواق في مختلف المحافظات العراقية، ارتفاعاً ملحوظاً، في اسعار المواد الغذائية والمواد الضرورية الاخرى التي يحتاجها المواطنون بصورة مستمرة. فيما لم تقم أي من الحكومات المحلية او الاتحادية باتخاذ اجراءات ملموسة لحل المشاكل العالقة او اصدار قرارات تسهم في حل الازمة.

 وحول هذا الموضوع اصدرت محليات الحزب في النجف وميسان وواسط، خلال اليومين الماضيين، تصريحات صحفية حصلت “طريق الشعب” على نسخ منها، حددت المشاكل الموجودة في المدن المذكورة، طارحة أهم الاجراءات التي يمكن ان تسهم في حل الازمة.

النجف

وذكرت اللجنة المحلية في بيانها، ان ارتفاع الاسعار يضغط على كاهل الفقراء والكادحين وذوي الدخل المحدود، بالتزامن مع بداية شهر رمضان.

واضاف البيان، ان “مشروع قانون (الدعم الطارئ للأمن الغذائي والتنمية)، يحصر الصلاحيات بيد السلطة التنفيذية فضلاً عن خلوه من ضمان الامن الغذائي عبر تشجيع الانتاج الزراعي والصناعي ودعم البطاقة التموينية”.

واكد ان، “التوجيه للجهات الامنية بمتابعة المتلاعبين بالأسعار نفذ بصورة محدودة”.

وشددت المحلية على ضرورة تقديم مساعدات مجزية للمواطنين، وبصورة خاصة العوائل الفقيرة المتعففة كتوفير وتحسين مفردات البطاقة التموينية كماً ونوعاً مع ضرورة انتظام توزيعها وسرعة ايصالها للمواطنين.

ولفتت الى امكانية تقديم مساعدات خاصة لتلك العوائل كالسلال الغذائية بصورة عادلة ونزيهة، من قبل الحكومة المحلية.

ميسان

واشارت اللجنة المحلية في ميسان، الى معاناة اهالي المدينة، رغم الامكانيات التي تحتويها.

وحمل البيان الجهات الحكومية مسؤولية الإهمال المتعمد لرقابة الاسعار في السوق الميساني، وشح المياه الذي حرم الفلاحين من زراعة مساحات واسعة من الاراضي، ما ادى الى قلة انتاج المحاصيل الزراعية.

وترى المحلية في بيانها، ضرورة تحديد اسعار المواد الغذائية والفاكهة والخضر في السوق، مع مراقبة السوق من قبل لجان تشكل من قبل الحكومة المحلية، فضلا عن تشكيل لجان شعبية من قبل منظمات المجتمع المدني.

وأكد البيان أهمية محاسبة اللجان المكلفة في حالة التواطؤ مع التجار والباعة، ومعالجة شحة المياه بالقدر المستطاع لتوفيرها للمنتجات الصيفية، وضرورة دعم الفلاحين بالمستلزمات الزراعية كتوفير السماد الكيماوي والبذور المحسنة بأسعار حكومية لتجنبيهم من استغلال تجار السوق السوداء في المحافظة.

وطالبت اللجنة المحلية في ميسان، وزارة التجارة بتفعيل دور الرقابة التجارية في قسم تموين مفردات البطاقة التموينية في المحافظة، فضلا عن تسريع تجهيز المواد في الوقت المحدد، اي التجهيز الشهري اولاَ، ومن ثم مراقبة الوكلاء الذين يتلاعبون في تغيير نوع المواد بواسطة صفقات مالية، تدفع من قبل بعض التجار الفاسدين.

واسط

وطالبت اللجنة المحلية في واسط، بتنشيط لجان الرقابة لمتابعة المتلاعبين بالأسعار، ودعم الفلاحين بشكل جدي بالبذور والأسمدة، وتوحيد تسعيرة المواد الزراعية وخاصة الفواكه والخضر.

واكد التصريح اهمية توحيد تسعير الادوية والمستلزمات الاخرى التي يحتاجها المواطن بشكل يومي.

واضاف التصريح، ان “استمرار هذا الصعود في الاسعار للمواد بشكل عام يراكم السخط عند الجماهير الشعبية”، مشدداً على اهمية المساهمة بالوقفات الاحتجاجية للضغط على الحكومة بشكل عام والحكومات المحلية من اجل العمل على الحد من استمرار ارتفاع الاسعار.

************

فهمي: ضرورة تشريع قانون العنف الاسري

الازدياد الملحوظ في حالات العنف الأسري يؤكد الحاجة الى تشريع قانون ضده.

اعلنت وزارة التخطيط ارتفاع نسب العنف الأسري خلال السنة الماضية، فيما لا يمر يوم من دون ان تطالعنا وسائل الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، بأخبار عن حوادث عنف اسرية صادمة بفظاعتها تصل حد القتل   للزوجة او للبنت واحيانا للابن أو للأب ولأسباب غير معلنة او معروفة بدقة ولكنها تندرج تحت عناوين جرائم الشرف او نتيجة ممارسات وعلاقات غير صحية داخل الاسرة او بسبب ضغوطات نفسية واجتماعية ناجمة عن صعوبات تدبير معيشة الاسرة وغيرها من الاسباب.

ولا شك ان ما يصل الى الاعلام لا يشكل سوى نسبة بسيطة من حالات العنف داخل الاسرة، فالكثير من الممارسات العنفية المرتبطة بالحياة اليومية من قبل بعض الازواج بحق الزوجة والبنات والابناء احد افراد الاسرة يتكتم عليها أعضاء الأسرة انصياعا للعادات والتقاليد السائدة في المجتمع.

ومن هنا نؤكد ضرورة ان يقوم مجلس النواب في دورته الخامسة بتشريع قانون العنف الأسري المطروحة مسودته في المجلس في الدورة السابقة وما قبلها.

مع ادراكنا التام بأنه حتى في حالة تشريعه، لن يكون علاجًا كافيا لمواجهة هذه الظاهرة الاجتماعية، ولكن إقراره سيشكل خطوة مهمة بالاتجاه السليم.

ـــــــــــــــــــــــــ

من صفحة الرفيق رائد فهمي على فيس بوك

*************

التيار الاجتماعي: التمسك بالمحاصصة لن يحدث انفراجاً سياسياً

بغداد – طريق الشعب

أصدر التيار الاجتماعي الديمقراطي، يوم 7 نيسان الجاري، بياناً حدد فيه موقفه من عملية تشكيل الحكومة والصراع المتصاعد بين القوى السياسية المتحكمة بالقرار السياسي على مواقع السلطة، رافضاً تفكيك البلد وتشظيه بذريعة حقوق الطوائف والمكونات وتحويل مؤسسات الدولة وإداراتها التابعة للأحزاب المهيمنة الى شركات زبائنية تتقاسم المغانم على حساب معاناة الناس ومصالحهم الحيوية وابسط متطلبات العيش الكريم.

وقال الحزب في بيانه الذي تحصلت “طريق الشعب” على نسخة منه، ان بلادنا تشهد منذ انتخابات تشرين الاول 2021 صراعاً متصاعداً بين الكتل السياسية المتحكمة بالقرار السياسي على المواقع الرئيسية في السلطة التنفيذية، وقد أدى هذا الصراع الذي يتبنى نهج المحاصصة الطائفية والاثنية الى عدم انعقاد جلسة مجلس النواب المخصصة لانتخاب رئيس الجمهورية، وترافق مع حدة هذا الصراع على المستوى السياسي والإعلامي اتباع أساليب غير مشروعة كالتهديد والوعيد وشراء ذمم بعض النواب لغرض استمالتهم لمواقف تتناغم مع الجهات المتنافسة.

تتمة ص2

**************

راصد الطريق.. من يحاسب هؤلاء .. ومتى؟

تنتشر في مقتربات ساحة الطيران بمنطقة الباب الشرقي وسط بغداد، عناصر بلباس مدني تقوم باستيفاء مبلغ 500 دينار من كل سيارة أجرة للنقل العمومي تصل الى المكان، كما تتقاضى مبلغ خمسة الاف دينار من كل سيارة باص تتسع لـ 14 راكبا، تنقل المواطنين الى مناطق مختلفة من العاصمة.

ونقلا عن سائقي باصات، فان هذه العناصر تتقاضى أيضا 7 آلاف دينار من كل عجلة “كوستر” لقاء السماح لها بالانتظار حتى ملء الباص بالراكبين، علما ان اجرة الجباية في الكراجات هي الف دينار.

ويقول السائقون ان هذه العناصر تابعة الى شخصيات متنفذة، سيطرت ايضا على عدة أماكن في الافرع والازقة.

ويمارس هؤلاء سلطتهم على سائقي المركبات امام انظار القوات الأمنية، دون ان يقدِم احد على سؤالهم بأي حق يفعلون ما يفعلون من اعمال.

بدورنا نتساءل هنا: من يقف خلف هذه المجموعة ومن يسهل عملها؟ وأما آن الأوان لمحاسبة هؤلاء، وفرض سلطة القانون على الجميع، حمايةً للمواطنين ولأرزاقهم ومصالحهم؟

*****************

الصفحة الثانية

النزاهة: حكم غيابي بسجن محافظ نينوى الأسبق

بغداد – طريق الشعب

كشفت هيئة النزاهة الاتحاديَّة، يوم أمس، عن صدور قرار حكمٍ غيابي بالسجن لمدة سبع سنوات بحقِّ محافظ نينوى الأسبق، أثيل النجيفي، لإلحاقه الضرر بالمال العام. 

وأشارت دائرة التحقيقات في الهيئة بحسب بيان لها، طالعته “طريق الشعب”، إلى أنَّ “محكمة جنايات نينوى – الهيئة الأولى أصدرت قرارها بإدانة مُحافظ نينوى الأسبق؛ لقيامه بصرف مبالغ ماليَّةٍ على معسكرات الحشد الوطني (زليكان، دوبردان، مخمور، ربيعة) خلافاً للضوابط والتعليمات، إضافة إلى تجاوزه الصلاحيَّات الماليَّة للصرف خارج بنود المُوازنة، ومُخالفته للمادَّة (2- نفقات -1- أولاً) من تعليمات تنفيذ الموازنة العامَّة الاتحاديَّة لسنة 2015، فضلاً عن وجود مُغالاةٍ في الأسعار؛ ممَّا أدَّى إلى هدرٍ بالمال العام بلغ (2,764,354,270) ملياري دينارٍ”. 

*******************************************

اضاءة.. اتحاد الطلبة العام..  قيم وتقاليد ثورية 

محمد عبد الرحمن

تحل بعد أيام ذكرى تأسيس اتحاد الطلبة العام  في جمهورية العراق ، الذي انعقد مؤتمره الأول في ساحة السباع  ببغداد يوم ١٤ نيسان عام 1948.

 التأم المؤتمر في حينه بمشاركة الجواهري الكبير الذي انشد قصيدته “ يوم الشهيد “ تخليدا لشهداء الوثبة ، وبحضور الرواد  الأوائل المؤسسين  ، وتحت حراسة  العمال الذين تطوعوا لحمايته. وجاء عقده في هذه الساحة والمنطقة اللتين تكتضان بالفقراء والكادحين، بعد رفض السلطات الملكية آنذاك السماح له بذلك في قاعة احدى الكليات .

التأم المؤتمر في أجواء انتعاش الحركة الطلابية والوطنية، والانتصارات المتحققة في وثبة كانون ١٩٤٨ واسقاطها معاهدة بورتسموث، تلك الوثبة التي ابلى فيها الطلبة بلاء حسنا، وكانوا شرارة انطلاقها ووقود مواصلتها واستمرارها. ولم يكن انعقاد المؤتمر كذلك بعيدا  عن التطورات على الصعيد العالمي ودحر الفاشية والنازية، وعن انبثاق اتحاد الطلاب العالمي وغيره من المنظمات الديمقراطية العالمية والإقليمية والوطنية، التي جاء تشكيلها داعما لانبثاق منظمات وطنية .

تأسس الاتحاد باسمه الأول “ اتحاد الطلبة العراقي العام “  كأول منظمة طلابيةعراقية، ، وغيّر اسمه في مؤتمره الثاني المنعقد بعد ثورة ١٤ تموز ١٩٥٨ الى “ اتحاد الطلبة العام في الجمهورية العراقية “، ليستقر لاحقا على اسمه الحالي “اتحاد الطلبة العام في جمهورية العراق” غداة رحيل النظام الدكتاتوري في ٢٠٠٣ .

 وجعلت ظروف نشاة الاتحاد وطبيعته المهنية والديمقراطية والوطنية، كذلك جرأة وشجاعة وصلابة وعزيمة أعضائه  ومناصريه والتضحيات الجسام التي قدموها، جعلته يحتل موقعا مرموقا في حركة شعبنا الوطنية، مثلما حظي على نطاق واسع بالدعم والاسناد من جماهير الطلبة العراقيين، وشغل بجدارة مواقع مهمة في الحركة الطلابية في البلدان العربية والعالمية، ومنها اتحاد الطلبة العالمي .

ولقد مرت على الاتحاد، كما  على القوى والأحزاب الوطنية والديمقراطية العراقية عموما،  ظروف بالغة الصعوبة والتشابك والتعقيد. وبعد حملات القمع والاضطهاد والتنكيل والاعدامات والتصفيات يعود الاتحاد من جديد الى العمل والعطاء، ويقود نضالات الطلبة واضراباتهم واعتصاماتهم سعيا الى  تحقيق شعار مؤترهم الأول “ في سبيل حياة طلابية حرة ومستقبل افضل” .

ويحفل تاريخ الاتحاد وعموم الحركة الطلابية العراقية الديمقراطية والتقدمية، بالدروس الغنية والتجارب  التي زكتها التجربة العملية. فمنذ النشأة الأولى كان السعي واضحا الى الربط السليم بين المهام المهنية والديمقراطية وقضايا الوطن والشعب العليا، والى تحقيق التوزان بينهما، رغم ان اختلالا حصل في هذا في ظروف سياسية  معينة .

وعلى هذا السياق سارت حركتنا الطلابية، ولعل الأبرز في راهن الحال هو المساهمة الواسعة والمشرّفة للطلبة في انتفاضة تشرين ، تلك المساهمة التي أعطت الانتفاضة  نكهة خاصة، رفعت وقوّت إرادة وعزيمة المنتفضين الذين واجهوا بصدور عارية رصاص القمع والإرهاب والتنكيل الرسمي وغير الرسمي.

هكذا هم الطلبة ، بما يملكون من حيوية وطاقة وجراة وتطلع الى المستقبل، جعلتهم رأس الرمح ، وهذا ما كان وما زال يرعب الحكام المستبدين والطغاة والدكتاتوريين. لذلك لجأوا الى اساليبهم المعروفة وشعاراتهم البالية،  مثل شعار”الطالب للدراسة” الرامي الى ابعادهم عن مساهمتهم المطلوبة والملحة في نضالات الشعب ولتحقيق المطالب والاهداف العامة.

نعم، كان هؤلاء الحكام وما زالوا يرتعبون من نزول جماهير الطلبة الى الساحات والشوارع، خصوصا عندما تتناغم وتلتقي مطالبهم الخاصة مع تلك التي تهم عموم المواطنين .

هذه التقاليد الثورية للحركة الطلابية وتمازجها مع الوعي والادراك لمتطلبات الحاضر  والمستقبل، لابد من مواصلتها وتعميقها، وان يبقى شعار وثبة كانون “يلله يا شباب نجدد الوثبة” حاضرا باستمرار. وان “تجديد الانتفاضة” لوقف التمادي والاستهتار بقضايا الشعب والوطن ومصالحهما العليا، يظل مهمة الجماهير الطلابية والشبابية قبل غيرها.

 *********************************************

الاحتجاج يتصاعد.. مطالبات بحل البرلمان وإقالة المحافظين

بغداد ـ طريق الشعب

شهد عدد من المحافظات تظاهرات احتجاجية، تطالب بمعالجة مشكلة البطالة ومكافحة الفساد واقالة المسؤولين المقصرين، فيما طالب اخرون بحل مجلس النواب، نتيجة لفشله في انتخاب رئيس الجمهورية.

حل مجلس النواب

وتظاهر العشرات من المحتجين والعاطلين عن العمل، في محافظة النجف للمطالبة بحل مجلس النواب نتيجة لعدم قدرته على تشكيل الحكومة. وقال مراسل “طريق الشعب”، ان “العشرات من ابناء النجف نظموا تظاهرة انطلقت من ساحة مجسرات ثورة العشرين صوب شارع الجنسية، مطالبين بحل البرلمان نتيجة لفشله في تشكيل الحكومة وتجاوزه على المدة القانونية والدستورية لانتخاب رئيس الجمهورية”.

وفي وقت سابق، نظم عدد من المتظاهرين في المحافظة وقفة احتجاجية للمطالبة باعادة النظر في الاحكام الصادرة بحق المتظاهرين من اهالي قضاء العزيزية، داعين القضاء للتحقيق بالتهم الكيدية الموجهة الى المحتجين ضد الفساد.

اقالة المسؤولين

من جانبهم، تظاهر العشرات من المواطنين في محافظة بابل للمطالبة باقالة المحافظ حسن منديل، نتيجة التقصير في اداء مهامه.

وقال مراسل “طريق الشعب”، ان “التظاهرة انطلقت من مجسر ثورة العشرين باتجاه مبنى المحافظة للمطالبة باقالة المحافظ بسبب التردي الكبير في تقديم الخدمات وشبهات فساد طالت المشاريع في المحافظة”، مشيرا الى ان “المتظاهرين حملوا اعضاء مجلس النواب عن المحافظة مسؤولية السكوت عن الامر”.

في الاثناء، نظم عدد من الرياضيين في مدينة الحلة تجمعا جماهيريا حاشدا قرب مجسر نادر، مطالبين برفع الحيف عن الرياضة البابلية واكمال المدينة الرياضية في المحافظة، ودعم المؤسسات الرياضية والشبابية، والاهتمام بالبنى التحتية الرياضية.

وذكر مراسل “طريق الشعب”، سامي الربيعي ان “المشاركين في التجمع قرروا تشكيل وفد من رياضيي المحافظة لمقابلة وزير الشباب والرياضة من اجل عرض مطالبهم عليه”، منوها الى “الرياضيين طالبوا الحكومتين الاتحادية والمحلية بالاستجابة لمطالبهم”.

يُذكر ان المدينة الرياضية في بابل تقع جنوب مدينة الحلة، وتنفذ من قبل شركة اسبانية متخصصة، وبدأ العمل فيها منذ ما يقارب 10 اعوام. وبلغت نسبة الانجاز فيها حوالي 50 في المائة، والعمل متوقف فيها منذ سنوات.

فرص العمل والاجور

وفي محافظة واسط، هدد المعتصمون المطالبون بتوفير فرص العمل امام حقل الاحدب النفطي في قضاء الاحرار باغلاق الحقل في حال عدم الاستجابة لمطالبهم. وقال المتظاهر خالد احمد ان “اهالي القضاء حصتهم من الحقول النفطية هي الامراض والثلوث”، منوها الى “وجود 350 بئرا نفطية تقع ضمن الحقل كانت في السابق اراضي زراعية”.

واضاف ان “قوة أمنية حاولت انهاء الاعتصام يوم الثلاثاء الماضي، ما تسبب بحدوث احتكاك وتسجيل 22 إصابة مختلفة الشدة بين صفوف المعتصمين”.

والى كركوك، تظاهر العشرات من المحاضرين امام مديرية تربية كركوك، احتجاجا على عدم صرف مستحقاتهم المالية منذ 4 اشهر.

وبيّن مراسل “طريق الشعب”، ان “المحاضرين شكوا من عدم صرف مستحقاتهم للشهور الاربعة الماضية”، مشيرا الى ان “المحاضرين حملوا وزارتي التربية والمالية مسؤولية عدم صرف هذه المستحقات”.

ادانة للعنف

من جهتهم، نظم العشرات من المهندسين في ديالى، وقفة احتجاجية لإدانة استهداف نقيب المهندسين في المحافظة.

واكد عضو نقابة المهندسين محمد الزيدي ان “العشرات من مهندسي ديالى نظموا وقفة احتجاجية وسط بعقوبة لإدانة حادثة استهداف منزل نقيب المهندسين حسين العبيدي بعبوة ناسفة”.

واضاف الزيدي، ان “ما حدث جريمة واعتداء سافر”، لافتا الى ان “الوقفة الاحتجاجية هي رسالة للجهات الامنية للإسراع في كشف الجناة وتقديمهم للقضاء”.

وأكد الزيدي، أن “ترهيب المهندسين وعوائلهم يأتي في اطار منعهم من اداء اعمالهم والضغط عليهم وهو اسلوب اجرامي مدان”.

 ********************************************

ديالى.. مخاوف من نزاعات دامية على المياه

بغداد ــ طريق الشعب

دعا الاتحاد المحلي للجمعيات الفلاحية في ديالى، أمس السبت، الى فتح تحقيق عاجل للوقوف على اسباب تلكؤ حفر الابار الارتوازية، فيما حذر من شبح نزاعات المياه مع حلول موسم الصيف.

منعطف خطير

وقال رئيس الاتحاد رعد التميمي في تصريح صحافي طالعته “طريق الشعب”، إن محافظة ديالى تمر بمنعطف خطير جدا، تستلزم اعلان حالة الطوارئ من اجل انقاذ اكثر من مليون نسمة من ازمة الجفاف، الذي بدأ يزحف على اشهر المناطق الزراعية، ويهدد بهلاك بساتين تصل مساحتها الى 50 الف دونم”.

واضاف التميمي، ان “الجهات المعنية بحفر الابار في ديالى متلكئة في اداء مهامها بذريعة ان المياه غير صالحة، رغم ان هناك دراسات علمية تؤكد بان حفر الابار مثلا في حمرين ينتج عنها مياه صالحة حتى للشرب، ناهيك عن الاستخدام للأغراض الزراعية”، داعيا الى “فتح تحقيق للوقوف على اسباب تلكؤ حفر الابار”.

واشار الى ان “ديالى تحتاج الى قرارات حكومية جريئة، تسهم في احتواء الازمة وخفض كلفتها خاصة وان هناك اكثر من 15 الف فلاح عاطل عن العمل حاليا، بسبب الجفاف”.

شبح نزاعات

كما حذر التميمي من شبح نزاعات بشأن المياه مع حلول موسم الصيف.  وبيّن أن “بروز نزاعات دامية بين المناطق بسبب مياه السقي وارد جدا في صيف 2022 داخل ديالى، وهذا امر بالغ الخطورة، ويثير قلقنا ويدفعنا للمطالبة بان تكون هناك عدالة في توزيع المياه خاصة في الانهر الرئيسية بين المناطق ومنع اية تجاوزات قد تفضي الى شرارة تخلق اشكاليات كبيرة”، مؤكدا أن “ديالى مقبلة على موسم صعب جدا وكارثي في نفس الوقت، ونخشى ان يودي التنافس على مياه السقي الى صراع ونزاعات دامية بين المناطق. لذلك يجب تشكيل لجنة عليا بكامل الصلاحيات لإدارة ملف المياه في المحافظة لمنع اية تجاوزات تؤدي الى ما لا تحمد عقباه”. واشار الى ان “75 في المائة من مناطق ديالى دخلت نفق الجفاف الفعلي وهناك ضرورة ان تكون هناك حركة في حفر الابار الارتوازية ودعمها بمحطات التحلية لتامين مياه الشرب على الاقل للأهالي مع تصاعد درجات الحرارة”، مبينا أن “حرمان ديالى من 3 مواسم زراعية، قاد اغلب الفلاحين الى مرحلة الفقر ما دفعهم لبيع ما لديهم لتامين قوت عوائلهم وشراء المواد الغذائية خاصة وان مطالبهم في تامين تعويضات لهم لم تجد آذانا صاغية لها برغم خطورة الموقف، ويمكن خسارة ثروة ديالى الحيوانية ربما بشكل كامل اذا ما استمرت ازمة الجفاف الحادة”.

 *******************************************

التيار الاجتماعي: التمسك بالمحاصصة لن يحدث انفراجاً سياسياً

بغداد – طريق الشعب

تتمة البيان:  اقترنت الأجواء المشحونة بهذا الصراع في الأيام الأخيرة بحوادث اعتداءات من قبل مجاميع مسلحة تمثل خرقاً فاضحاً لهيبة الدولة وللسلم المجتمعي والامن الوطني، ووصفها بالعمل المشين الذي استهدف منزل رئيس مجلس الوزراء. واضاف البيان، ان “معظم أطراف الصراع اثبتت انها غير مؤمنة بالديمقراطية كوسيلة لتداول السلطة، فهي مصرة على إعادة انتاج نظام الحكم القائم على المحاصصة، من خلال محاولاتها ترسيخ الوجهة الطائفية، في متبنيات الصراع والتمسك بمدلولات تمثيل المكونات”.

وزاد ان “عدم احترام الدستور والاستخفاف بتوقيتاته بشأن انتخاب رئيس الجمهورية والتفسير الملتبس الذي قدمته المحكمة الاتحادية بصواب انعقاد جلسة مجلس النواب بنسبة الثلثين، انعكس بدوره على تعذر تشكيل الحكومة وتعطيل مصالح الناس ومنها عدم إقرار موازنة عام 2022”.

واكد البيان على “معالجة أسباب تردي الأوضاع والاخفاقات التي تسببت بزيادة معدلات البطالة والفقر وارتفاع الأسعار والتضخم وغيرها من أسباب تفاقم معاناة الناس”.

ولفت التيار الاجتماعي الى ان “المراهنة على حكومة انقاذ وطني تتطلب الإصرار على رفض المحاصصة تحت اية مسميات وإعادة بناء الدولة ومؤسساتها على قواعد الكفاءة والمهنية والوطنية”، مبيناً ان “شعبنا ينتظر بديلاً حقيقياً بيقينيات جديدة استلهمها من انتفاضة تشرين لاستعادة الوطن”، مشيراً الى، ان حكومات الأحزاب المتنفذة اتسمت على الدوام بغياب لافت لأي تطور او تحول في فكرها السياسي الذي استندت اليه فازدادت عزلتها عن الشعب.

واكد البيان في ختامه على ضرورة الالتزام بالمدد الدستورية لانتخاب رئيس الجمهورية وتشكيل الحكومة، وشدد “على القوى التي تشكل الكتلة النيابية الاكبر ان تمكن المعارضة من ممارسة دورها”، مطالباً القوى الجديدة والمستقلين الفائزين في الانتخابات بـ”عدم مقاطعة جلسات المجلس بغض النظر لمن يصوتون، ذلك ان عدم تشكيل حكومة جديدة لن تعطيهم فرصة المراقبة والمحاسبة والمعارضة”.

وخلص الى أن “عدم إدراك مخاطر الانسداد السياسي من قبل القوى الماسكة بالسلطة يزيد من احتمالات حدوث انفجار شعبي كبير، لا تعرف نتائجه، لذلك فهي تتحمل المسؤولية التاريخية إزاء الاحداث والتطورات اللاحقة”.

 *********************************************

الصفحة الثالثة

«طريق الشعب» زارت ازقتها: منطقة الفضل شاهد على الفشل في إدارة الدولة

بغداد ـ محمد التميمي

وضع أهالي منطقة الفضل وسط العاصمة بغداد، قائمة طويلة أمام “طريق الشعب”، تلخص معاناتهم من مشكلات عديدة لم تصلها يد الحكومة منذ سنوات طوال، الامر الذي جعلها تتفاقم، بل أضيفت أزمات جديدة الى تلك القائمة، تتعلق بارتفاع اسعار المواد الغذائية وغيره.

وضمن جولاتها المستمرة في مناطق العاصمة بغداد، قصدت “طريق الشعب” منطقة الفضل، وسط بغداد، للتعرف الى مشكلات الناس في ذلك الحي الأصيل، وتسليط الضوء على مستوى الخدمات المقدمة للأهالي فتبين أن أبرز ما يؤرق الناس هو تهالك شبكات الصرف الصحي، وغرق الأزقة بتلك المياه الآسنة، التي تسبب أمراضا وروائح كريهة.

كما لاحظ مراسل الجريدة انهيار الأبنية الاثرية في المنطقة، وتحولها الى مكب للنفايات.

ويناشد المواطنون المسؤولين المعنيين، الالتفات الى هذه المنطقة التاريخية لاجل الحفاظ على ما تبقى منها، فهي من أوائل احياء جانب الرصافة من بغداد، والذي شيّد في عصر مؤسس بغداد أبو جعفر المنصور.

غلاء معيشي

يقول المواطن جليل إبراهيم، وهو صاحب محل للمواد الغذائية، لمراسل لـ”طريق الشعب”: ان “منطقة الفضل من المناطق الشعبية التي تمتاز بكثافة سكانية عالية. وهي تعاني اليوم من نقص الخدمات. كما نعاني من قلة ساعات تجهيز الكهرباء، في مقابل أسعار الاشتراك في المولدات الاهلية، اذ يصل سعر الامبير الى عشرين ألف دينار، وهذا يتجاوز الدخل اليومي لأغلب المواطنين، الذين صاروا بالكاد يوفرون قوت يومهم”.

واضطر ابراهيم ـ بحسب قوله ـ الى التعامل مع زبائنه بالدَيْن: “في وسط هذه الظروف الصعبة أصبحنا نتساهل كثيرا مع الفقراء، على الرغم من التزاماتنا تجاه التجار، لكن الغلاء المعيشي يعصف بنا، وأسعار المواد الغذائية في ارتفاع مستمر، في مقابل ضعف وتراجع القدرة الشرائية للمواطنين”.

وفي محل إبراهيم تتوفر أغلب المواد الغذائية التي تضاعف سعرها، إذ يقول ان “سعر بطل الزيت (واحد لتر) وصل اليوم الى 4000 دينار، والرز الهندي (كيلوغرام واحد) بـ 2500 دينار، والطحين كنا نبيعه سابقا بألف دينار، لكن اليوم وصل لـ1500 دينار، وكذلك الحال بالنسبة للسكر”.

“نريد تغييرا جذريا”

اما المواطن كريم العزاوي، وهو مالك مطبعة الرشيد من سكنة منطقة الفضل، فيصف الخدمات المقدمة لهم بانها “تحت الصفر، بالأخص الماء ونظافة الشوارع، فالماء غير صالح لا للشرب ولا للاستعمال المنزلي”.

ويردف العزاوي في كلامه لمراسل “طريق الشعب”، بالقول: “كنا سابقا نشهد اهتماما بصيانة المضخات وتنقية المياه. اما اليوم فالوضع تغير كثيرا نحو الأسوأ، ودور الجهات المعنية مغيب”.

ويؤكد أن الاهالي قدموا الكثير من الشكاوى، وجرت مقابلة أغلب المسؤولين المعنيين، “لكن دائما ما يتم تسويف مطالبنا”.

وعن عمله المطبعي، يقول العزاوي ان مطبعته “مختصة بطبع الدعايات على الكارتون. وأصبحنا نخسر كثيرا اليوم بسبب غياب الدعم للمعامل والمصانع والورش، علما اننا نمتلك إجازة من اتحاد الصناعات”.

وتجنبا للخسائر، يضطر العزاوي الى الذهاب الى تركيا لانتاج بضاعته، “لرخص الأسعار”، بحسب قوله.

ويعتقد ان “غياب الدعم عن المنتج المحلي هو اجراء متعمد، في محاولة لتغييب وانهاء المنتجات الوطنية”.

ويريد العزاوي “تغييرا جذريا. فنحن مللنا من المناشدات وكثرة الكلام الذي لا جدوى منه”.

أين المنحة الحكومية؟

وأبدى المواطن خالد صالح استياءً من عدم تسلمه المنحة الحكومية، إذ يقول ان “مبادرة رئيس الوزراء لم تنفذ للآن. راتبي الشهري 120 الف فقط، وهو لا يكفي لتغطية احتياجات العائلة لأسبوع واحد. ماذا افعل؟ عمري 73 سنة ولا استطيع العمل”.

ويتابع حديثه لـ”طريق الشعب”، قائلا انه “تم صرف منحة الـ100 الف دينار للمعين، بينما لم يتم صرفها لأصحاب الرعاية الاجتماعية، على الرغم من انهم أولى الشرائح بهذه المنحة”.

ويتهم صالح الحكومة بأنها تحارب الفقير: “فالبلدية تطرد يوميا أصحاب البسطيات من أهالي المنطقة، وتقوم بتهديم بسطياتهم، وتدمر عرباتهم التي يعتاشون عليها، فهم لا يمتلكون الا قوت يومهم”. وفي مقابل ذلك “لا تجهد البلدية نفسها في رفع النفايات وتنظيف الشوارع”، يقول صالح.

شواهد على الفشل!

فيما تطرق المواطن عدي حسين، الى الحصة التموينية التي يؤكد أنها لا تكفي لتغطية حاجة الناس للمواد الغذائية: “نتسلمها كل شهرين لمرة واحدة، فضلا عنه أنها ذات مناشئ ونوعيات رديئة، لكننا نضطر لاستهلاكها”.

ويقول حسين لـ”طريق الشعب”، “نحن في أيام شهر رمضان، فإذا ما قررت شراء احتياجات الاسرة من السوق، فسأكون عاجزا عن ذلك في ظل الارتفاع الجنوني في اسعار المواد الغذائية، لا سيما الاساسية منها”.

ويشير إلى ان منطقته تقاسي بنى تحتية متهالكة، ويتساءل: “أين تذهب العائدات التي تجبيها الحكومة من المواطن الفقير”، فهو يعد منطقته “شاهدا على الفشل في إدارة الدولة”.

لا متنزهات ولا منتديات

اما الشاب كامل علاء فقد افصح لـ”طريق الشعب” عن امنياته بأن تكون هناك منديات ومتنزهات وساحات كرة قدم وغيرها، تستثمر فيها طاقات الشباب.

ويقول علاء: “لدينا الكثير من الفرق الرياضية، وتتنوع اهتماماتها، لكننا نضطر الى اللعب في مناطق مجاورة”، مردفا حديثه ان “المناطق الشعبية بصورة عامة مهملة، والفضل خصوصا صارت في عداد النسيان ولا تذكر. مبانيها التاريخية القديمة جدا منهارة، وتحول الكثير منها الى خرائب تحتضن النفايات”.

ويوزّع علاء تلك المشكلات على محلات: المهدية، القسم، القره غول، إضافة الى محلة الثلاث دكاكين”، مضيفا ان “النفايات تتراكم قرب مدرسة والهيثمية وساحة زبيدة”.

ويختتم حديثه منبها الى ان “الكثير من مقاهي الفضل أصبحت أرضا خصبة لتجارة المخدرات والكرستال الذي يفتك بالشباب”.

***************

وثائق المؤتمر الـ 11.. تحالفات الحزب

أكد المؤتمر الوطني العاشر للحزب المنعقد أواخر 2016 على ان الوصول إلى دولة المواطنة والقانون والمؤسسات والديمقراطية الحقة، يستلزم نضالا متواصلا ومتراكما، وتحالفات واصطفافات مدنية وطنية عابرة للطوائف، وحشد طيف واسع من القوى الداعمة للإصلاح والتغيير.

وحرصت اللجنة المركزية في اجتماعيها التاليين (نيسان وكانون الأول 2017) على وضع التوجهات وتحديد الآليات، الكفيلة بتحقيق الهدف المتمثل في اقامة أوسع اصطفاف مدني ديمقراطي وطني، لتشكيل تلك الكتلة الكبيرة العابرة للطوائف والقادرة على إحراز نجاحات ملموسة في انتخابات مجالس المحافظات ومجلس النواب.

وتنفيذا لهذه الوجهة بذل الحزب جهداً كبيراً لتوحيد صفوف القوى المدنية والديمقراطية وتجسد ذلك في تشكيل “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” (تقدم) وفي عقد مؤتمره العام ومؤتمراته المحلية في بعض المحافظات، وتوسيع صفوفه وترسيخ بنائه. وكان أن اصطدمت جهود الحزب لتوسيع “تقدم”، والانفتاح على فضاء وطني أوسع انطلاقا من التقديرات والتوجهات السياسية أعلاه، بصعوبات غير قليلة، وبرزت مواقف متقاطعة لأطرافها سواء في شأن انضمام أعضاء جدد، او في خصوص التوجه لبناء الكتلة الوطنية الكبيرة العابرة للطوائف والمناهضة للفساد والمتطلعة إلى الإصلاح.

وبصبر ونفس طويل، وحتى عشية الموعد النهائي لتسجيل التحالفات الذي حددته المفوضية العليا للانتخابات في مطلع كانون الثاني 2018، انتظرت قيادة الحزب ان يحسم بعض حلفائه في “تقدم” موقفهم من مسألة التحالف الوطني الواسع بعد تلقي دعوة من حزب الاستقامة والتيار الصدري لتشكيل تحالف انتخابي تحت مسمّى “عابرون” (تغير اسمه لاحقاً إلى “سائرون”). وجاء موقفهم آخر المطاف سلبيا حسب اجتهادهم الخاص، فيما كانت أطراف اخرى قد اتخذت قرارها قبل ذلك، وأصبحت عمليا خارج صفوف “تقدم”.

وامام هذه الحالة التي لم يكن حزبنا يريدها، والتي سعى إلى تلافي وقوعها حرصا على بقاء “تقدم” وعلى تماسكها وتوسع صفوفها والتوجه سوية نحو الفضاء الوطني الواسع، لم يبق له الاّ ان يحدد موقفه وفقا للآليات الديمقراطية التي يحددها نظامه الداخلي. وكانت حصيلة الاستفتاء الحزبي الداخلي الذي نظمته اللجنة المركزية تأييد أغلبية كبيرة خيار التحالف  في إطار “سائرون”.وتم اعلان هذا التحالف في 12 كانون الثاني 2018.

وتألف التحالف من ستة أحزاب: الحزب الشيوعي، حزب استقامة، حزب التجمع الجمهوري، حزب الشباب للتغيير، حزب الدولة العادلة، حزب الإصلاح والتغيير. وجاءت قائمة سائرون في الموقع الأول في الانتخابات بحصولها على 54 نائبا، من بينها مقعدان لحزبنا، فيما فشلت أطراف سائرون الأخرى في الحصول على أي مقعد.

وإذ وافق الحزب على المشاركة في تحالف سائرون فانه اكد حرصه الدائم على مواصلة وإدامة علاقاته مع القوى والشخصيات المدنية والديمقراطية وقوى التيار الديمقراطي وأطره، معبّرا عن أسفه لعدم حصول قناعات لدى بعضها في خوض الانتخابات معاً في إطار سائرون، واختارت أطرا انتخابية اخرى. واشار إلى ان هناك مساحة واسعة من المشتركات التي يمكن العمل فيها سوية، وتطويرها بأشكال وصيغ متعددة.

وأدى الضغط في عامل الوقت إلى عدم توفر الفسحة الزمنية اللازمة لمواصلة وتوسيع دائرة النقاش داخل حزبنا وبينه وبين القوى والأحزاب المدنية الأخرى لإنضاج الموقف ولخلق قناعات مشتركة، ما كان له آثار سلبية لاحقة على مجمل عملية التحالف وفهم مرتكزاتها السياسية والفكرية كونها تتعلق بتحالف سياسي - انتخابي بين قوى مختلفة أيديولوجيا على أساس برنامج واهداف مشتركة محددة، تبلورت خلال اشتراكها في الحراك الشعبي والتظاهرات التي امتدت لقرابة سنتين، ولا يشمل الميدان الأيديولوجي إذ يظل كل حزب أو طرف متمتعا بكامل استقلاليته في التعبير عن فكره والترويج له.

ــــــــــــــــــــــــــــــــ

مقتطفات من التقرير السياسي الذي أقره المؤتمر الوطني الحادي عشر للحزب الشيوعي العراقي

*******

19 عاما ولم تتحقق إرادة الشعب

بغداد ـ علي شغاتي

استذكر العراقيون، يوم أمس، مرور 19 عاما على سقوط نظام البعث الدكتاتوري واحتلال البلاد من قبل القوات الامريكية وحلفائها، وبرغم ان ملايين من المواطنين كان يحدوهم الامل في مستقبل مشرق للبلاد بعد الخلاص من الدكتاتورية، لكن ممارسات الاحتلال الأمريكي والكتل السياسية المتنفذة حالت دون ذلك وأوصلت البلد الى حافة الانهيار الأمني والاقتصادي، وكذلك الانسداد السياسي، وسط إصرار على ممارسة الفساد والاستئثار بالسلطة والسير باصرار وفق منهج المحاصصة الطائفية والقومية.

استبداد أحزاب السلطة

ويقول الخبير السياسي حسين الجاف لـ”طريق الشعب”، ان “العملية السياسية في البلاد منذ سقوط النظام تسير بشكل سيئ نتيجة لنظام المحاصصة المقيت الذي فرض نفسه على جميع مفاصل الدولة”، مشيرا الى انه “بدلا من تحقيق الوعود ببناء نظام ديمقراطي، يضمن التداول السلمي للسلطة، وترسيخ دولة المواطنة، ظهر استبداد أحزاب السلطة كواحد من أخطر أنواع الاستبداد والهيمنة السياسية على البلاد”.

ويضيف ان “الآمال بتحقيق تغيير حقيقي بعد سطوة نظام مجرم أصيبت بخيبة كبيرة بعد العام 2003، جراء وصول شخصيات غير كفوءة الى سدة الحكم، غايتها الحصول على المغانم لتحقيق المنافع الخاصة، لا أكثر”.

وعن تجربة الحكم الديمقراطي بعد العام 2003 يرى الجاف “انها تجربة ينقصها الكثير في ظل استمرار انتهاك حرية التعبير والاحتجاج”، مبينا ان “النظام السياسي الحالي يعيش أزمات متعددة ومعقدة على كافة الاصعدة ومختلف القطاعات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية”.

ويحمّل الجاف، الأحزاب المتنفذة مسؤولية الفشل القائم في العملية السياسية، نتيجة عجزها عن إدارة البلاد، مشددا على “ضرورة تفعيل المؤسسات الديمقراطية والعمل على تشكيل حكومة كفاءات والابتعاد عن منهج المحاصصة”.

تغليب المصالح الخاصة

وحول الوضع الاقتصادي في البلاد، يؤكد الخبير الاقتصادي رشيد السعدي ان “تغليب المصالح الخاصة على المصلحة الوطنية وغياب الرؤية الاقتصادية أدخلت البلاد بصدمات اقتصادية متعاقبة وكبيرة”، مبينا ان “العراق لم يشهد نهضة اقتصادية منذ 2003”.

ويضيف لـ”طريق الشعب”، ان “سوء الإدارة المالية والاقتصادية وإقامة علاقات خارجية لمصالح فئوية، كانت سببا في الانحدار الاقتصادي”، منوها الى ان “هيمنة قوى الفساد على جميع مفاصل الدولة خاصة الاقتصادية منها جعلت من موارد البلاد مغانمَ لها”.

ويُشير الى ان “قوى الفساد عمدت الى تدمير كافة قطاعات البلاد الإنتاجية وجعلت من العراق بلدا ريعيا مستهلكا”، منوها الى ان “الخطط الاقتصادية للحكومات المتعاقبة تفتقر للرؤية الاقتصادية، نتيجة لسيطرة شخصيات غير كفوءة على صناعة القرار الحكومي”.

“وتبرز الحاجة الان الى وضع رؤية اقتصادية واضحة من قبل مختصين يمتلكون خبرة وكفاءة اقتصادية، تؤهلهم الى اخراج البلاد من الازمات الاقتصادية المستعصية والمتعاقبة منذ عقود” وفقا للسعدي.

تبعات متراكمة

ويعتقد الناشط المدني مهدي جاسم ان “صدام حسين كان يمكن له ان يجعل من العراق مثالا للتقدم والرقي في كل المجالات، لكنه بدل ذلك سلم البلد بجيش مهزوم ونظام صحي مترد، وعملة نقدية لا قيمة فعلية لها، مع تفشي الجهل والامية”، مشيرا الى ان “حروب النظام السابق الخارجية دمرت كرامة العراقيين وبناهم التحتية. اما القمع الداخلي فالمقابر الجماعية والتهجير القسري واسقاط الجنسية والاعدامات واستخدام السلاح الكيماوي، كلها كانت دلائل صارخة على إجرام نظام البعث”.

ويضيف انه “وبعد التغيير كانت هناك ممارسات مثل الانتقام والقتل والخطف والتضييق على الحريات وتكميم الافواه ومطاردة أصحاب الرأي، واستشراء الفساد وتوفير الحماية للفاسدين والقتلة وضمان عدم تقديمهم للعدالة”، مبينا ان “القائمين على النظام الحالي يحثون خطاهم على نفس النهج التخريبي لنظام البعث، ما تسبب في تفاقم الازمات السياسية والاجتماعية والاقتصادية”.

************

الصفحة الرابعة

شريط الأخبار

برسم القطط السمان!

في الوقت الذي أكدت فيه الأمانة العامة لمجلس الوزراء، على قراراته في جلسته 72 لسنة 2022 والتي أطلقت استيراد المواد الغذائية والسلع الاستهلاكية والأدوية ومواد البناء، وألغت القرارات المتعلقة بحماية المنتج، أعربت غرفة تجارة بغداد عن تثمينها لهذه القرارات، التي ستؤدي إلى انتعاش السوق وانخفاض الاسعار ودعم مفردات البطاقة التموينية، على حد تعبير بيان الغرفة، الذي حمّل وزارة الزراعة المسؤولية عن عواقب عدم تنفيذ القرارات “التاريخية”، ومنها قيام الجياع بثورة حارقة! وفيما يشكو الملايين من جشع التجار وإحتكارهم للأغذية وتلاعبهم بالأسعار، تأتي القرارات لترينا من هي الفئات التي تمثلها الطغمة الحاكمة، ومن يقف ليؤيدها، ولماذا! 

المخدرات وحرية التعبير!

كشف مركز الاعلام الرقمي، عن صدور مذكرتي إلقاء قبض وتحري بحق الاعلامي أحمد ملا طلال والفنان إياد الطائي وفق المادة (226)، التي تصل عقوبتها إلى السجن 7 سنوات، بتهم تتعلق “بانتحال صفة”، و”الإساءة للجيش العراقي” خلال حلقة تلفزيونية جمعت بين الإعلامي والفنان، وإستهدفت كشف بعض ملفات الفساد. وفيما أعرب الكثير من المراقبين والمختصين، عن دهشتهم من حجم السطوة التي يمتلكها أساطين الفساد في هذه البلاد، تساءلوا عن سبب إحجام حكومتنا ومجلس نوابنا عن الإقتراب من ملفات تجارة المخدرات وعصابات السرقة والسلاح المنفلت ومن يرغم أنف دولتنا كل يوم، بالتراب!

أين ذهبت الرواتب!

 طالب عدد من الموظفين والمعلمين في محافظة السليمانية، السلطات الاتحادية بالتدخل لحل مشكلة الرواتب، عبر صرفها بصورة مباشرة من قبلها، وبتدقيق الواردات النفطية والمالية للمحافظة. ولم يتمكن موظفو السليمانية من إستلام رواتبهم الشهرية بسبب عدم وجود السيولة المالية في البنوك الحكومية داخل المحافظة، على الرغم من إيعاز حكومة الإقليم إلى وزارة المالية والاقتصاد بصرف رواتب شهر آذار وإن متأخراً، مما دفع الناس للتساؤل عن مصير الأموال، إن لم تودع في البنوك الرسمية!

هل تصدقون ما تقولون؟

هنأ رئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي، جرحى تظاهرات تشرين وعوائلهم، بمناسبة حلول شهر رمضان، وأكد أثناء إستقباله لهم قبل سفرهم لتلقي العلاج خارج الوطن، على أن الحكومة قد أوفت بما عاهدتهم به، مشيداً بتضحياتهم وتصديهم من أجل الإصلاح وتلبية المطالب الحقة للمواطنين. وفي الوقت الذي ثمن فيه المتابعون هذا الأمر، أعربوا عن دهشتهم من إقتصار تعهدات الحكومة لمنتفضي تشرين على هذه الخطوة فقط، إذ لم يتم معالجة كل جرحى الانتفاضة وتعويضهم ورعاية عوائل شهدائها ومحاسبة من تسبب في قتلهم ومن يقف وراءه، ناهيك عن تغيير نظام المحاصصة والفساد الذي خرج عليه المنتفضون. 

إسرقوا بطرق مبتكرة على الأقل!

شهدت مدينة النجف وضع حجر الأساس لمشروع الأبنية المدرسية، بحضور الأمين العام لمجلس الوزراء ووزير التربية ومحافظ النجف. وأُعتبر المشروع، الذي يتضمن إنشاء 40 مدرسة، تحولاً نوعياً في الأبنية المدرسية، كما جاء في بيان للأمانة العامة. من جهة أخرى كشفت وزارة التربية، عن أنها ستقوم بتغيير بعض المناهج في السنة الدراسية المقبلة، تشمل كتب المراحل الثلاث. هذا وفي الوقت الذي يأمل فيه الناس نجاح مشروع بناء المدارس بعد فشل جميع الخطط السابقة بسبب الفساد، يعربون عن غضبهم وسخريتهم من تكرار مسرحية تغيير المناهج وطبعها كل سنة، والتي تجري لأدامة نهب الفاسدين للمال العام!

**********

المالية تباشر توزيع “منحة غلاء المعيشة”.. مواطنون: مكرمة الحكومة لا تُغني ولا تُشبع

بغداد ـ طريق الشعب

باشرت وزارة المالية خلال الأيام الماضية إطلاق منحة غلاء المعيشة لصالح المتقاعدين والموظفين الذين تقل رواتبهم عن 500 الف دينار، والمشمولين بإعانات الرعاية الاجتماعية، والمعين المتفرغ، والموظفين.

فيما عدّ معنيون في الشأن الاقتصادي ومواطنون أن مبلغ الـ 100 ألف دينار “غير كافٍ لمعالجة ازمة الغلاء”.

صرف المنحة

واستنادا الى قرار مجلس الوزراء، وزعت منحة 100 ألف دينار مع الرواتب لشهر واحد تحت مسمى (منحة غلاء المعيشة) للمتقاعدين الذين يتقاضون رواتب تقاعدية دون الـ 500 الف دينار، وفقا لبيان وزارة المالية. في غضون ذلك، أعلنت هيئة رعاية ذوي الإعاقة والاحتياجات الخاصة في وزارة العمل والشؤون الاجتماعية، صرف المنحة الحكومية لفئة ذوي الاعاقة ممن يتسلمون راتب المعين المتفرغ، تنفيذاً لقرار مجلس الوزراء.

امتصاص الغضب

ويقول الخبير الاقتصادي محمد فرحان لـ”طريق الشعب”، ان “الحكومة حاولت امتصاص غضب المواطنين من خلال إعلانها توزيع منحة مالية للمتقاعدين الذين تقل رواتبهم عن مليون دينار، والموظفين الذين تقل رواتبهم عن 500 ألف دينار، لكنها عادت لتعدل عن قرارها وتصرف هذه المنحة للمتقاعدين الذين تقل رواتبهم عن 500 ألف دينار”، مشيرا الى ان “اجراء الحكومة لا يعدو كونه اجراء ترقيعيا لمواجهة غضب المواطنين، ولن يكون له أي تأثير إيجابي على حياة المواطنين”.

ويضيف فرحان ان “منحة 100 ألف دينار لن تسهم في معالجة ازمة غلاء الأسعار او مساعدة المتضررين على مواجهتها، وكان على الحكومة انتهاج سياسة بديلة لضمان حماية الطبقات الأكثر تأثرا، بدل توزيع الأموال بطريقة غير مدروسة”، منوها الى ان “دعم مفردات البطاقة التموينية ودعم أسعار السلع الأساسية، يمكن له مساعدة هؤلاء المواطنين على مواجهة الازمة، بدل الاكتفاء بتوزيع مبالغ بسيطة، ولمدة شهر واحد”.

ويشير الى انه “لا يوجد رقم دقيق لعدد المشمولين بهذه المنحة، برغم ان تصريحات الحكومة كانت تتحدث عن أكثر من 3 ملايين مستفيد”، متسائلا “ما هو مصير من لا يتقاضى أي راتب من الدولة؟”.

منحة بائسة

من جانبه، يُشير المتقاعد عودة بدر الى ان “المتقاعدين ينتظرون زيادة في رواتبهم لتساعدهم في مواجهة غلاء الأسعار، وليس منحة مالية لا تكفي العائلة لمدة 3 أيام”، مبينا ان “الكثير من المتقاعدين لم تشملهم هذه المنحة لكون رواتبهم تزيد على 500 ألف دينار بآلاف معدودة من الدنانير”. ويضيف “لا اعرف كيف يفكر المسؤولون في أن مثل هذا المبلغ البسيط يمكن له ان يعالج ازمة غلاء الأسعار لطبقات هشة، تتأثر بأي ارتفاع بسيط في الأسعار”، مطالبا بـ”ضرورة مراجعة رواتب المتقاعدين مع الاخذ بنظر الاعتبار ارتفاع نسب التضخم والاسعار في الأسواق لتمكين المواطنين من العيش بكرامة”.

من هم عديمو الدخل؟

ويقول علي قاسم، وهو خريج عاطل عن العمل، لـ”طريق الشعب”، ان “القرار في البداية نص على شمول عديمي الدخل في هذه المنحة، لكن الحكومة تراجعت عن ذلك في ما بعد”، مشيرا الى انه “القائمين على السياسة المالية في البلاد يعتقدون ان موارد البلد هي ملك لهم، ويتصرفون بها كيفما يشاؤون”. ويضيف الخريج، أن “هناك آلاف الخريجين ينتظرون توفير فرص عمل لهم”، مؤكدا ان “عديمي الدخل والعاطلين عن العمل، هم أكثر الفئات تضررا في مواجهة الازمة الحالية، لكن الحكومة ما زالت تتفرج عليهم، دون وضع حلول لمشكلاتهم واوضاعهم المزرية”.  ويخلص الى أن “المواطنين في انتظار حلول جذرية للأزمة الاقتصادية، وليس فتات أموال، لا يغني ولا يشبع من جوع”.

*********

قلة الوعي بمتطلبات السلامة أبرز أسباب نشوب الحرائق.. أكثر من 6 آلاف حريق في ثلاثة أشهر

بغداد – طريق الشعب

التهمت النيران في ساعات متأخرة من الليل، محلاً لبيع السجاد في سوق الهواء في منطقة الزعفرانية، جنوب شرق بغداد، مما تسبب في خسائر مالية كبيرة، بلغت 15 مليون دينار، حسب ما ذكره صاحب المحل علي حاتم عباس لـ “طريق الشعب”، والذي كان قد عرض جميع مقتنياته استعداداً لفصل الشتاء. وأضاف عباس “لم اتمكن من انقاد شئ، فحال وصولي وجدت أن كل شئ قد تفحم، خاصة وان البناية كانت مشيدة من مادة (السيندوج بنل) وإن البضاعة عبارة عن مواد سريعة الاشتعال”. وتابع “لم تلتهم النيران محلي فقط، وانما التهمت ستة محلات تجارية أخرى مجاورة لمحلي، ومتخصصة ببيع المواد الغذائية، لأنها كانت مشيدة من ذات المادة”. وعن أسباب الحريق يفيد عباس “لا شئ معلوم إلى الآن، وان الجهات المختصة نسبت أسبابه إلى تماس كهربائي، على الرغم من ان اصحاب المحلات في السوق يعتمدون على المولدات الصغيرة للحصول على الكهرباء وحال اقفال المحلات يطفئون المولدات”.

نجاحات الدفاع المدني

هذا وكانت مديرية الدفاع المدني قد أعلنت في بيان اطلعت عليه “طريق الشعب” عن أن “عدد حوادث الحريق المخمدة من قبل فرق الإطفاء التابعة لها في جميع أنحاء العراق عدا اقليم كوردستان، وخلال الربع الأول من العام الجاري (كانون الثاني ـ آذار) بلغت 6049 حريق اي ما يقارب 2000 حادث في كل شهر”. وجاء في البيان “أما عمليات انقاذ المواطنين فقد بلغت ثمانين عملية، و 28 واجب إسعاف، فيما بلغ مجموع المبالغ المنقذة نتيجة حوادث الحريق أكثر من 40 مليار دينار عراقي”.

وحددت مديرية الدفاع المدني سببين هامين لارتفاع نسبة حوادث الحريق، مشيرة إلى ان “أولهما تذبذب التيار الكهربائي وتداخل الأسلاك العنكبوتية في المناطق السكنية والتجارية، وثانيهما استشراء مخالفات البناء واستخدام ألواح (السندويج بنل) سريعة الاشتعال والمخالفة لتعليمات السلامة الصادرة من مديرية الدفاع المدني”. واوضحت أن “تلك الألواح تحتوي بين طيات المعدن مادة الفوم (الرغوة) شديدة الاشتعال، مما يزيد من سرعة إنتشار النار فيها، وخروج نواتج حريق غازية سامة، قد تسبب الخسائر البشرية. كما يتطلب إخماد الحرائق فيها وقتاً طويلاً، لأن صفائح المعدن والمساند الحديدية الرافعة لتلك الالواح، تتلوى ثم تتهاوى عند ملامستها النيران، مما يؤدي إلى انهيار المبنى بالكامل في دقائق معدودة، ويجعل من الصعوبة بمكان إتمام عمليات الإنقاذ والاخماد، ويزداد الخطر على رجال الدفاع المدني”.

ضعف الوعي

إلى ذلك، يقول احمد عبد الله الموسوي، أحد منتسبي فرق الاطفاء لـ”طريق الشعب” إن “ثمة نقص كبير في توعية المواطنين حول متطلبات السلامة، وما يجب عمله عند نشوب الحرائق”، محملًا في الوقت نفسه وسائل الاعلام بصورة عامة والاعلام المختص في الدفاع المدني بشكل خاص، مسؤولية التقصير في ذلك.

ويلفت الموسوي الانتباه إلى “لجوء الكثير من المواطنين وبسبب ارتفاع الاسعار، لأستخدام مواد رخيصة لبناء دورهم ومحالهم التجارية، كالمواد سريعة الاشتعال ـ السندويج بنل”. ويعتقد بأن “قلة الوعي باستخدام مواد سريعة الاشتعال لا يقتصر على المواطنين، وانما نجده ايضا في بعض المؤسسات الحكومية كالمستشفيات، حيث يتم تغليف سقوفها بسقوف ثانوية اخرى مصنوعة من مادتي البلاستك والفلين سريعتي الاشتعال”. ولم يستبعد الموسوي ان تكون بعض الحرائق بفعل فاعل ويقول “ان الثارات والمشاكل العائلية هي الأخرى سبب بارز، خاصة في حرائق المحلات التجارية التي تنجم عن خسائر كبيرة”.

وحول المعوقات التي تواجه فرق الاطفاء يرى الموسوي بأن “أبرزها فوضى البناء وكثرة التجاوزات على الارصفة والطرق العامة، فضلا عن عدم نظامية اسلاك التيار الكهربائي، خاصة في المناطق الشعبية، مما يكون معرقلاً كبيراً امام دخول سيارات الاطفاء إلى مكان الحريق بالوقت المحدد”. وعن الاجراءات للحد من نسب الحرائق، يدعو الموسوي إلى “ توعية المواطنين بأهمية تشييد دورهم بمواد بناء غير قابلة للاحتراق، وتوفير كافة ادوات اخماد الحرائق المنزلية خاصة تلك التي يتم تثبيتها بالقرب من منظومات التيار الكهربائي في المنازل”.

***********

تبريرات «الشرف» تغذي جرائم قتل النساء !

بغداد – نورس حسن

تتصاعد جرائم قتل النساء المدرجة تحت ما يسمى “جرائم الشرف”، في عموم محافظات العراق؛ إذ يتحدث ناشطون مهتمون بحقوق الإنسان، عن عمليات دفن تجري في مقابر بلا شواهد، ولا أسماء. ويعزو قانونيون أسباب ارتفاع جرائم القتل الى ضعف الرادع القانوني.

“تلال” لغسل العار

وتقول ناشطة في مجال حقوق المرأة من محافظة السماوة، فضلت عدم ذكر اسمها لـ”طريق الشعب”، ان “الاعراف والتقاليد العشائرية غيّبت القانون، خاصة في ما يتعلق بزواج النذر والفصلية والهدية، اضافة الى زواج القاصرات”، مشيرة الى ان “اغلب هذه الزيجات انتهت بالهرب والانتحار او القتل من قبل ذويها، ليوارى جثمانهن في مقبرة “الشيان” الخاصة بالنساء ممن يقتلن غسلا للعار” على حد تعبيرها.

وتضيف ان “اغلب مقابر تلال الشيان تعود لنساء تم قتلهن تحت تبرير غسل العار او ما يعرف بجريمة الشرف؛ فهي عبارة عن اماكن مهملة وبعيدة عن الانظار، توحي الى المارين بانها مستوطنات للكلاب السائبة”.

وتتابع انه “بحسب الأعراف والتقاليد العشائرية المتبعة في المحافظة، فإن المرأة المقتولة غسلا للعار لا تستحق الدفن في مقبرة وادي السلام، وعلى ذويها دفنها في مقبرة الشيلان بمستوى قريب من سطح الارض، لتمكين الكلاب السائبة من نهش جثتها”، منوهة الى ان “مراسيم الدفن تتم بسرية تامة، ومن قبل أحد افراد عائلتها، لا اكثر”. وتسرد الناشطة احدى الجرائم المرتكبة لغسل العار بالقول: ان “احدى الفتيات عانت من ألم مفاجئ في معدتها، وحال خضوعها لكشف السونار، ابلغت الطبيبة ذويها بأن ابنتهم حامل وهي غير متزوجة، ليتم قتلها مباشرة”.

وتابعت أنه في اليوم التالي، اكتشفت طبيبة السونار انها اعطت لاخوتها نتيجة سونار لسيدة حامل اخرى، وان الفتاة تعاني من ورم خبيث في رحمها. وبالتالي فإن الفتاة قتلت ودفنت في المقبرة الخاصة بغسل العار ظلما، وهي تعاني المرض.

دور حكومية خاصة بالنساء

وتشدد الناشطة المدنية بتول الخفاجي على “ضرورة المضي والاسراع في تشريع قانون مناهضة العنف الاسري، والعمل على انشاء دور ايواء خاصة بالنساء المشردات والمعنفات تشرف عليها منظمات المجتمع المدني، فضلا عن ضرورة منح الشرطة المجتمعية صلاحية الردع القانوني ازاء سلوكيات تعنيف المرأة”.

وتقول الخفاجي لـ”طريق الشعب” ان “هناك الكثير من النساء خاصة من ذوي الاحتياجات، يتم إيواؤهن في دور حكومية يتعرضن فيها لعمليات تعذيب واستغلال جنسي”.

إحصائيات مغيبة

وتفيد الناشطة بأن “السلطات في البلاد تتعمد اخفاء الإحصائيات الخاصة بجرائم قتل النساء”.

وفي العام 2021، بحسب احصائيات نقلتها وسائل اعلام محلية فانه تم تسجيل ما يقارب 20 قضية رأي تتعلق بتعنيف النساء.

ومع هذا الحال، تدعو الخفاجي الى “ضرورة المضي في تشريع قانون العنف الاسري، وتعزيز القوة القانونية الرادعة لجرائم قتل النساء”.

ضعف الرادع القانوني

الى ذلك، تقول المحامية سماح الطائي لـ”طريق الشعب”، ان “ضعف الرادع القانوني عبر التساهل مع مرتكبي جرائم القتل  تحت تبرير الشرف، ساهم كثيرا في استفحال هذه الظاهرة؛ فهناك الكثير من القوانين لا تتناسب مع الفعل المنسوب إليها”.

وتؤكد أن “مرتكبي جرائم قتل السناء خاصة من فئات ذوي الضحية (اب، اخ، زوج) في العادة يتم اطلاق سراحهم، وتغلق القضية بختم جريمة شرف”.

وترى الطائي ان “هناك ضرورة لتشريع قانون العنف الاسري وتعزيز دور منظمات المجتمع المدني لأجل تعريف المرأة بأهمية التعليم والعمل على تمكينها اقتصاديا، بشكل يحد من ممارسات العنف القائمة داخل المجتمع”، مشيرة الى ان “الانتهاكات التي تتعرض اليها المرأة لا تتعلق بجرائم القتل فحسب، وانما هناك انتهاكات تشمل العنف الجسدي”.

**********

الصفحة الخامسة

قتلت حلم الفقير في امتلاك منزل.. أسعار عقارات السكن تواصل الارتفاع

متابعة - طريق الشعب

للشهر الرابع على التوالي تواصل أسعار العقارات السكنية والتجارية في العراق، ارتفاعها مسجلة أرقاما قياسية غير مسبوقة. يأتي ذلك في ظل غياب المعالجات الحقيقية لأزمة السكن، التي تقول السلطات عنها أن التخفيف من حدتها يتطلب توفير نحو مليوني وحدة سكنية.

وتسببت أزمة السكن في ظل ارتفاع أسعار العقارات، إلى انتشار المزيد من العشوائيات عند أطراف المدن. وبحسب بيانات صادرة عن وزارة التخطيط نهاية العام الماضي، فإن هناك 4 آلاف مجمع عشوائي في عموم العراق، تضم قرابة 522 ألف وحدة سكنية.

وتصدرت بغداد وكربلاء والنجف والحلة والبصرة والفلوجة والرمادي، مدن العراق في معدل أسعار العقارات المرتفعة. وبحسب متابعين، فإن الأسعار في هذه المدن أعلى مما في عواصم دول مجاورة مستقرة، مثل إسطنبول وطهران وعمّان، مشيرين في حديث صحفي إلى أن الأمن والاستقرار الاجتماعي يلعبان دورا كبيرا في تقييم سعر العقار، بغض النظر عن وجود أو عدم وجود خدمات المياه والكهرباء وشبكات الصرف الصحي والطرق.

وعلى سبيل الذكر، بلغ معدل سعر العقار السكني في حي الكرادة وسط بغداد، أكثر من 280 ألف دولار، بفارق كبير عما كان عليه عام 2015، إذ وصل السعر حينها إلى نحو 180 ألف دولار. فيما وصل في العام الماضي إلى 250 ألف دولار.

وفي مناطق أخرى من العاصمة، بيع بعض المنازل والمباني السكنية بسعر مليوني دولار، بناءً على مساحة المبنى، ووفق سعر بيع المتر الواحد الذي يتراوح في بعض المناطق بين 1200 و2000 دولار.

زيادة الطلب

يقول قائد العبيدي، وهو صاحب شركة للتجارة العقارية، ان “الطلب تزايد بشكل كبير على شراء المنازل والأراضي السكنية في بغداد والمحافظات، ما تسبب في ارتفاع أسعارها حتى وصلت إلى مستويات غير مسبوقة”.

ويضيف في حديث صحفي، أن “المواطنين من أصحاب الأموال صاروا يستثمرون أموالهم في شراء العقارات، بسبب خوفهم الكبير من عدم استقرار سعر صرف الدولار بالدينار العراقي، والذي قد يفقدهم قيمة ما يمتلكون من إيداعات نقدية لدى البنوك. لذلك بات الخيار المتوفر إما شراء الذهب أو العقارات، والأخير أفضل، كونه يوفر ربحا جيدا”.

ويؤكد العبيدي أن “بغداد باتت تنافس عواصم عربية وعالمية في غلاء أسعار العقارات. إذ وصلت الأسعار إلى أكثر من مليوني دولار للمنزل الواحد في معظم مناطق العاصمة، وتحديداً في جانب الكرخ”. فيما يرى الخبير الاقتصادي عبد الرحمن المشهداني، أن هناك أسبابا مباشرة أدت إلى تزايد الطلب على العقارات، وبالتالي ارتفاع أسعارها، مضيفا في حديث صحفي، أن “من بين هذه الأسباب بناء مجمعات سكنية عالية الكلفة وغير مدعومة من قبل الدولة، يصل سعر الشقة السكنية الواحدة فيها إلى أكثر من 200 ألف دولار، الأمر الذي دفع المواطنين إلى شراء المنازل والأراضي السكنية بدلا عن الشقق”.

 الاستثمار العقاري مربح

يلفت المشهداني إلى أن الكثير من أصحاب الأموال صاروا يقبلون على شراء العقارات بـ “أسعار خيالية”، كونهم وجدوا في الاستثمار العقاري جدوى مربحة أفضل من إيداع الأموال في البنوك وتعريضها إلى تقلبات سعر صرف الدولار، مبينا أن “هناك مصارف عديدة أفلست ووضعت تحت الوصاية، ما ألحق مودعي الأموال وصغار المساهمين في تلك المصارف، بخسائر كبيرة”.

وفي المقابل، يرى الباحث في الشأن الاقتصادي باسم أنطوان أن سبب إقبال الناس على شراء العقارات في العراق يعود لـ “انخفاض القوة الشرائية للعملة. إذ يحاول المواطن أن يحتفظ بقيمة العملة عبر موجودات ثابتة لا تتأثر بمتغيرات السوق، مثل الذهب والعقار”.

ويجد انطوان في حديث صحفي، أن الحل الأفضل لمشكلة غلاء العقارات هو أن تقوم الدولة بمراقبة عمليات البيع وتنظيمها، وأن تتولى بناء وحدات سكنية للمواطنين، مع الاتجاه نحو البناء العمودي.

*********

أگـول.. المضاربة في الغذاء كالإرهاب!

حسين علوان 

مع قدوم شهر رمضان شهدت السوق العراقية صعودا منفلتا في أسعار المواد الغذائية والخضراوات. فبينما كان سعر صندوق الطماطم يبلغ 4 آلاف، قفز اليوم ليصل إلى 14 ألف دينار، وكذلك الأمر بالنسبة للبطاطا التي كان البقال يبيعها كل 3 كيلوغرامات بألفي دينار، باتت هذه الكمية تباع اليوم بـ 4.5 آلاف.

أما بالنسبة للمواد الغذائية الأساسية، فمثلا كيس الرز ذي الـ 30 كيلوغراما، من ماركات “العربة” أو “محمود” أو “الجوكر”، كان سعره لا يتعدى الـ 50 ألف دينار، أما اليوم فقد تجاوز الـ 60 ألفا. كذلك الزيت، ارتفع سعره مجددا هو الآخر حتى قارب ضعف السعر الأصلي. إذ وصل الكرتون منه إلى 72 ألف دينار، بعد أن كان بـ 42 ألفا.

وتبدو هذه الزيادات في الأسعار اجتهادية، يفرضها تجار مضاربون جشعون يتحكمون بحركة السوق، وذلك في ظل ضعف الرقابة الحكومية.

ولا يتوقف الجشع عند التجار المضاربين، إنما يشمل البعض من وكلاء الحصة التموينية. فهؤلاء يتلاعبون بحصة المواطن المسكين من خلال علاقاتهم مع تجار مضاربين. إذ يقومون باستبدال الحصة الجيدة بأخرى رديئة ليستفيدوا من فرق السعر! وبالتالي يتسلم المواطن مواد غذائية غير صالحة للاستهلاك، على سبيل المثال الطحين السيّال.

هذه الأزمة المريرة، ألقت بحملها الثقيل على العائلات العراقية، خاصة الفقيرة والكادحة، ما ولّد استياء شعبيا كبيرا. فقد بات المواطن لا يقوى على تلبية أبسط احتياجاته من المواد الغذائية، الأمر الذي ينذر بعواقب وخيمة تنعكس على الفئات الفقيرة والكادحة، في حال لم تتخذ الحكومة إجراءات عاجلة لمعالجة الأزمة.

يتطلب من الحكومة زيادة دعم الحصة التموينية وإيصالها للمواطن بالموعد المطلوب، بما يساهم في التخفيف من حدة الأزمة. وكان قرار فتح باب الاستيراد أمام المواد الغذائية الشحيحة محليا، مهما وإن جاء متأخرا. فهو سيساهم في خفض الأسعار بعد توفر الكميات المطلوبة.

لكن تبقى الرقابة على السوق هي الأهم، مع رفد الأسواق بكميات كبيرة من المواد التي يحاول التجار اخفاءها واحتكارها، ما يقطع الطريق على هؤلاء المتلاعبين بقوت الشعب، الذين لا يجب أن يمروا دون محاسبة، كونهم لا يختلفون عن الإرهاب من حيث ضررهم الكبير على المجتمع.

**********

كربلاء.. دورة لتطوير المهارات في القطاع النفطي

كربلاء - حسين الخزعلي

نظم فرع كربلاء لتوزيع المنتجات النفطية شعبة التدريب والتطوير دورة تطويرية بعنوان، «إدارة الجودة الشاملة».

ووفقاً لمدير الفرع، المهندس حسين مجيد صالح الخرسان ان «هذه الدورة تقع ضمن سلسلة الدورات التي ينظمها الفرع بهدف تطوير الكفاءات الفنية والادارية لدى المنتسبين»

وتابع الخرسان «شملت الدورة التي شارك فيها عدد من المنتسبين، إدارة الجودة الشاملة مواضيع مختلفة من أهمها مفهوم الجودة الشاملة ، مبادئ ومراحل تطور  إدارة الجودة الشاملة ، متطلبات تطبيق إدارة الجودة ، معوقات تطبيق إدارة الجودة الشاملة، وحاضر فيها ماجستير إدارة أعمال  الاستاذ احمد كاظم ملوح”.

************

مطالبات بمنع إخراج الحنطة من ذي قار

الكوت – وكالات

طالب اتحاد الجمعيات الفلاحية في محافظة ذي قار، الجهات الحكومية والأمنية باتخاذ إجراءات لمنع نقل محصول الحنطة إلى خارج حدود المحافظة، وذلك مع اقتراب عملية الحصاد.

وقال رئيس الاتحاد حسين نعمة الازيرجاوي، في حديث صحفي، انه تلقى اتصالات من رؤساء الجمعيات في أقضية المحافظة ونواحيها، تفيد بأن “هناك جهات من المحافظات الشمالية، تعرض على الفلاحين شراء محاصيلهم لهذا الموسم بسعر 800 ألف دينار للطن الواحد، وبالدفع الفوري، مع دفع أجور الحاصدات”، لافتا إلى أن “الاتحاد يرفض هذا الأمر، كونه يشكل ضررا على الأمن الغذائي وحاجة المحافظة للاكتفاء الذاتي من حبوب الحنطة من حيث رفد مفردات البطاقة التموينية”.

وطالب الازيرجاوي بتدخل الجهات الحكومية والأمنية لمنع هذه المحاولات، مشيرا إلى أن “الاستعدادات جارية لبدء عملية الحصاد، على الرغم من أن المحافظة أكملت زراعة 30 في المائة فقط من مساحاتها الزراعية، بسبب شح المياه والخطة الزراعية المقررة”.

*********

هل يشمل مرضى التوحد بالتعليم الحكومي؟

الكوت – وكالات

طالب عدد من ذوي المصابين بمرض التوحد في محافظة واسط، الجهات الحكومية المعنية، بشمول أبنائهم بالتعليم الحكومي وافتتاح مؤسسات تعليمية مخصصة لهم، بكوادر يتم تدريبها على التعامل مع سلوكياتهم.

جاء ذلك بالتزامن مع اليوم العالمي للتوعية بمرض التوحد 2 نيسان.

وقال ذوو المرضى في حديث صحفي، انهم يضطرون إلى نقل أبنائهم إلى مراكز أهلية متخصصة بتأهيل المصابين بالتوحد، ما يكلفهم مبالغ مالية كبيرة. من جانبه، ذكر مدير الصحة النفسية في واسط، مهدي عبد الكريم، أن إحصائية عالمية صدرت أخيرا، أفادت بإصابة إنسان واحد من كل 160 إنسانا بـ «طيف التوحد»، الأمر الذي يتطلب إجراءات جادة لعلاج هذه الشريحة.

ولفت إلى ان واسط تفتقر إلى مركز متخصص بتأهيل ومعالجة المصابين بهذا المرض، سوى استشارية مدمجة مع وحدة الطب النفسي في «مستشفى الزهراء» التعليمي.

***********

قرية في «الخضر» تطالب بتحسين الكهرباء

الخضر – طريق الشعب

شكا سكان “قرية المنيش” في قضاء الخضر بمحافظة المثنى، تدهور الكهرباء بسبب ضعف المحولة التي تغذي القرية، مشيرين إلى أن “موافقات رسمية صدرت قبل أكثر من 3 شهور لنصب محولة جديدة، لكن الجهات المعنية لم تنفذ العمل حتى الآن”.

وأوضحوا في حديث صحفي، أن القرية تعاني تذبذبا وضعفا في التيار الكهربائي، الأمر الذي يمنع تشغيل الأجهزة الكهربائية، مبينين أن قريتهم تضم عشرات الدور السكنية، وانها لم تلق أي اهتمام من الجهات المعنية بالخدمات، على الرغم من مناشداتهم ومطالباتهم المتكررة في هذا الإطار.

**********

نحو تطبيق “المادة 14” وانصاف المتقاعدين

نصت المادة ١٤ من القانون رقم (26) لسنة 2019 التعديل الاول لقانون التقاعد الموحد رقم (9) لسنة 2014، على ما يلي: “يعاد احتساب الرواتب التقاعدية للمحالين على التقاعد قبل نفاذ هذا التعديل أو خلفهم أسوة بأقرانهم المشمولين بأحكام القانون بتاريخ نفاذه على أن لا يترتب أي أثر مالي عن الفترة السابقة”.

أن هذه المادة القانونية جاءت لإنصاف مئات الآلاف من المتقاعدين المحالين على التقاعد قبل العام ٢٠٠٣. فهؤلاء عانوا قلة الرواتب طيلة مدة خدمتهم في دوائر الدولة، وهم كانوا بين أستاذ جامعي أو معاون مدير عام أو مدير قسم أو مدرس أو طبيب أو مهندس وغير ذلك من الموظفين الذين يشكلون الطبقة الوسطى، والذين أجبروا ابان النظام السابق المقبور على العمل في مهن أخرى بعد انتهاء الدوام، ليؤمّنوا قوت عائلاتهم.

وأحيل هؤلاء على التقاعد في ذلك الحين، دون أن يحصلوا على مكافأة نهاية الخدمة. لذلك جاءت هذه المادة القانونية لإنصافهم. لكن وزارة المالية والدوائر المعنية لم تتخذ أي إجراء لتنفيذ القانون. فالأمر معلق - كما نعرف - على قدرة الدولة المالية وقت صدور القانون.

السؤال: هل كان المشرع غافلا عن إمكانيات الدولة؟ وهل يجوز للحكومة أن تخالف احكام المادة ١٤ من الدستور العراقي، والتي تقوم على المساواة بين العراقيين؟ أليس الحكومة هي أول من يسهر على تنفيذ أحكام الدستور قبل غيرها!؟

نضع معاناة هذه الشريحة من المتقاعدين أمام مجلس النواب، راجين الإيعاز بصرف استحقاقاتها القانونية اعتبارا من الأول من كانون الثاني 2019.

عن لفيف من المتقاعدين القدماء

المتقاعد خليل إبراهيم جواد

*********

العمارة.. مواطنون يطالبون بـ «ضبط الأسعار»

العمارة – وكالات

شكا عدد من المواطنين في مدينة العمارة، ارتفاع أسعار المواد الغذائية بشكل لافت، منذ دخول شهر رمضان، مطالبين الجهات الحكومية المعنية بالتدخل العاجل لضبط الأسعار في الأسواق.

وأوضحوا في حديث صحفي، أن موجة الغلاء باتت تعصف بالمواطنين، سيما ذوو الدخل المحدود، داعين إلى رفد الحصة التموينية بالمزيد من المواد، للتخفيف من الأعباء المعيشية عن المواطنين.

إلى ذلك، عزا عدد من تجار المواد الغذائية في سوق الجملة بمدينة العمارة، ارتفاع الأسعار إلى ارتفاع سعر صرف الدولار والحرب الروسية – الأوكرانية، ما يعني أن الغلاء من المصدر المجهز، وليس من التجار والباعة – على حد قولهم.

*****************

الصفحة السادسة

افلاس لبنان وعلاقته بالحالة العراقية.. مغادرة الريعية ضرورة ملحة

بغداد ـ طريق الشعب

أثار اعلان نائب رئيس الحكومة اللبنانية سعادة الشامي إفلاس الدولة ومصرف لبنان المركزي، مخاوف بين اوساط سياسية واقتصادية، أبدت خشيتها من حدوث أمر مشابه للعراق، في ظل التطابق الكبير بين نظامين يعتمدان منهج المحاصصة الطائفية، كطريقة لإدارة البلاد.

ورغم أن معنيين في الشأن الاقتصادي يرون ان الوضع الاقتصادي العراقي لا يشبه نظيره اللبناني، لكنهم يحذرون من استمرار الدولة في الاعتماد على الاقتصاد الريعي، داعين الى إيجاد مصادر جديدة لزيادة الإيرادات المالية، بعيدا عن النفط.

مقارنة مغلوطة

ورفض المستشار المالي لرئيس الوزراء مظهر محمد صالح، مقارنة العراق بلبنان سياسياً ومالياً. وعدّ المقارنة “زائفة وخلطا للأوراق”.

وقال صالح في حديث صحفي، إن “ما يشاع عن مقارنة العراق بلبنان هو زائف ومبهم وكلام غير صحيح، وهو خلط للأوراق وجزء من الضوضاء السياسية بالوقت الحاضر”.

واضاف أن “الأوضاع السياسية والمالية في لبنان، لا يمكن أن تشبه ما لدى العراق”، مبينا أن “الاقتصاد العراقي فيه تدفقات نقدية كبيرة وهائلة، والبنك المركزي يتحصن باحتياطيات جيدة، وهي في وضع جيد جداً”.

واشار الى أن “السياسة النقدية لدى البنك المركزي تعتبر متشددة وثابتة في الوقت الحاضر ويهمها الاستقرار الاقتصادي، وبالتالي الاستقرار المالي والمصرفي وهذا ما يسعى اليه. كما انه يدير احتياطاته الاجنبية الساندة للدينار العراقي على أحسن وجه”.

النفط.. خير وبركة!

اما أستاذ الاقتصاد في جامعة البصرة نبيل المرسومي فيؤكد أنه “يخطئ من يظن ان العراق ممكن ان يتعرض الى الافلاس المالي في المدى القصير”.

ويقول ان لدى العراق “احتياطيات نقدية تصل الى أكثر من ٦٦ مليار دولار، مع تدفقات نقدية كبيرة من البترودولار، فضلا عن عدم تعثره في تسديد ديونه السيادية”، مشيرا الى انه “ما دام العراق منتجا ومصدرا كبيرا للنفط، فسيبقى معافى وبعيدا عن الإفلاس”.

ويقول المرسومي متهكما على السياسة الاقتصادية المعتمدة لدى الحكومة بالقول: “النفط خير وبركة، والى ان ينضب او يغادره العالم الى مصدر آخر للطاقة، يحلّها ألف حلال!”.

الخطر ليس بعيدا

وبخلاف الطمأنينة التي عززها حديث صالح والمرسومي، يعتقد الخبير الاقتصادي احمد خضير ان “العراق ليس في منأى عن الخطر”، مبينا ان “الاقتصاد العراقي مرّ خلال الفترة الماضية بأزمة مالية عنيفة نتيجة لانخفاض أسعار النفط، ما يعني انه مرتبط بعوامل خارجية، وليس بعيدا عن الخطر”. ويجد خضير في حديثه لـ”طريق الشعب”، ان “الازمة الاقتصادية في لبنان، يجب ان تدق ناقوس الخطر لدى بغداد، فاستمرار الاعتماد على الاقتصاد الريعي، وسوء إدارة موارد البلاد المالية والفساد المستشري، كل ذلك يعرض البلاد الى هزّة كبيرة، يمكن ان تدمر كل شيء”.  ويشير الى ان “العراق يمتلك مؤهلات كافية لتحقيق استدامة مالية في حال مكافحة الفساد وتوجيه الأموال الناتجة عن ارتفاع أسعار النفط في اتجاه قطاعات إنتاجية، يمكن لها رفد موازنة البلاد بإيرادات جيدة”.

انتعاش النفط أنقذ العراق

ويؤكد أنّ “الحالة اللبنانية لا بدّ من دراستها لضمان عدم تكرار الأخطاء؛ فالدولة اللبنانية عاجزة اليوم عن سداد ديونها الخارجية، ولا يمكنها الحصول على قروض جديدة”، منوها الى أن “العوامل التي ساهمت في افلاس لبنان هي ارتفاع ديونها الخارجية وسعر الفائدة المصرفية المرتفعة، وتضخم الأسعار وانهيار قيمة العملة الوطنية والتضخم في الأسعار. هذه الأمور كان يمكن لها ان تحدث في العراق لو لا ارتفاع أسعار النفط”.

وخلص خضير مشددا على ضرورة “مراجعة السياسات المالية والاقتصادية، ومكافحة الفساد وملاحقة عملية غسيل الأموال وتهريبها الى خارج البلاد، ليكون في مقدوره مواجهة أية اضرار قادمة بفعل الازمات الاقتصادية المتلاحقة، خاصة وان العالم اليوم يمّر بمرحلة من التقلبات في موازين القوى، ما يعني إمكانية حدوث أزمات اقتصادية بشكل مستمر”.

 *********************************************

مستشار حكومي: منتجاتنا تغطي 10 في المائة من حاجة السوق

بغداد – طريق الشعب

قرر مجلس الوزراء مؤخراً، فتح إستيراد جميع المواد الغذائية والسلع الاستهلاكية والأدوية ومواد البناء، وإلغاء كافة القرارات الصادرة بشأن حماية المنتج. وبرر المجلس قراره بالحاجة للحد من الارتفاع الجنوني في الأسعار، وتأثيراتها المعقدة على المواطنين. وقد وصف خبراء ومسؤولون هذه الإجراءات، بالتراجع المريع عن مساعي تقليص سياسة الباب المفتوح أمام الإستيراد، والتي أضرت كثيراً بالإنتاجين الزراعي والصناعي، وزادت من معدلات البطالة والفقر، وقلصت مساحات الأراضي الزراعية وقضت على مشاريع صناعية منتجة، فيما يرى أخرون بأن الحكومة كانت مجبرة على إجراءاتها بسبب قلة الإنتاج المحلي.

غياب الرؤية

وبهذا الصدد، يقول المستشار المالي لرئيس الوزراء د. مظهر محمد صالح لـ”طريق الشعب” ان “غياب الرؤية الحقيقية لحاجة العراق من كميات المواد الغذائية المستوردة ينعكس سلبا على القرارات الحكومية”، ويضيف “ان البلاد تعاني اليوم من رؤية اقتصادية غير واضحة، فإذا ماتم حجب الاستيراد الخارجي، أرتفعت الاسعار وسبب ذلك أضرارا كبيرة بالفئات الفقيرة، وإذا ما فُتحت الأبواب أمام الإستيراد، تعالت الأصوات المطالبة بدعم المنتج المحلي”.

ونبه المستشار صالح إلى ان “ما ينتج محليا من مواد غذائية لا يسد سوى 10 بالمائة من حاجة السوق المحلية، وهذا ما يجبر الحكومة على فتح الاستيراد الخارجي”، وأشار إلى أن “ميزان الروزنامة الزراعية، يعاني من الاضطراب في جوانب كثيرة، منها غياب الاحصاءات وضعف السيطرة على منافذ دخول البضائع إلى البلاد، إضافة للخلافات السيادية الجمركية”.

للفلاحين رأي آخر

إلى ذلك، يفيد رئيس الجمعيات الفلاحية حسن التميمي لـ”طريق الشعب” أن “فتح الاستيراد خطوة غير موفقة وتؤثر سلبا على المنتج المحلي”، ويشير إلى أن “ارتفاع الاسعار جاء نتيجة التلاعب فيها من قبل بعض المنتفعين، فضلا عن غياب الرقابة الحكومية على منافذ البيع”. ويطالب التميمي الحكومة بالسيطرة “على الاسعار في الاسواق المحلية وتقديم الدعم للفلاح وتحديد نسب محددة من العمولة الخاصة بالتجار الصغار”. وحول عدم كفاية المنتوج الوطني، أشار التميمي إلى أن فتح الاستيراد ليس حلاً، بل “إن من الأجدر على السلطات تفضيل تقديم الدعم للفلاح على اجراءات فتح الحدود، التي تعود بالفائدة على دول الجوار، تلك التي دأبت على إغراق السوق بمختلف انواع المنتجات”.

وبخصوص موقف الجمعيات من هذه الاجراءات الحكومية يقول التميمي” هناك مساع للخروج بتظاهرات حال الاستمرار بتطبيق هذه الاجراءات التي تعود سلبا على مصلحة البلاد الاقتصادية”، مؤكداً على ان “البلاد تفتقر إلى سياسة زراعية واضحة لأن المؤسسات الحكومية المعنية، تتخبط في إجراءاتها”.

رؤى مختلفة

من جهته، يقول الخبير الزراعي د. خطاب عمران الضامن لـ”طريق الشعب” ان “السلطات التنفيذية لديها كافة الصلاحيات القانونية لفتح الاستيراد متى ما كانت هناك حاجة لذلك”، ويضيف أن “اسعار المواد الغذائية شهدت ارتفاعاً كبيراً، خاصة خلال شهر رمضان، وهو ما أضر كثيراً بالقوة الشرائية للمواطنين من ذوي الدخل المحدود”، معتقداً بان “الاختلاف بين العرض والطلب، سبب إختلالاً كبيراً، أجبر الحكومة على فتح الاستيراد”. وبخصوص تأثير ذلك على المنتج المحلي يقول الضامن “ان اجراءات فتح الاستيراد لا تخلو من آثار سلبية على المنتج المحلي، وإن هناك ضرورة إلى زيادة الاستثمارات الزراعية عبر منح القروض ودعم الفلاح في سبيل زيادة مساحات الاراضي المزروعة خاصة للمحاصيل الزراعية الرئيسية”.

بدوره، يرى الخبير الاقتصادي دريد العنزي أن “القرارات الحكومية تفتقر إلى الدراسة وان الانتاج الزراعي السنوي متعثر وغير مستقر بسبب غياب الخطط الزراعية المطلوبة”. ويقول لـ”طريق الشعب” إن “الاستيراد الخارجي، إجراء تتخذه الحكومات في وقت قبل الأزمة وليس عند حدوث الأزمة مثلما عملت الحكومة العراقية”. وأوضح العنزي “كان الأجدر على الوزارات المعنية تنبيه السلطات بقرب حدوث أزمة حال استمرار الانتاج على ماهو عليه، من أجل اتخاذ ما يلزم قبل الدخول في أزمة الاسعار الملتهبة”، منوها “ ان غياب الرؤيا المستقبلية عرقل من عمليات وضع الخطط اللازمة لتدارك الازمات”. ويضيف “كما ان غياب التخطيط الاداري في عملية الاستيرادات، يعود سلبا على الاقتصاد العراقي بصورة عامة، وان المتضرر الاكبر من ذلك هو المواطن”، مشيرا إلى أن “جميع ما يتخذ من خطوات لدعم الفئات الفقيرة وقتية، وسيتم دفع ثمنها في وقت لاحق إذا ما إستمرت هذه الحلول الترقيعية”.

 ******************************************

خبراء اقتصاديون: التضخم يتفاقم والركود قادم

واشنطن ـ وكالات

حذر خبراء لدى “بنك أوف أميركا”، من تدهور الاقتصاد الكلي بوتيرة سريعة، قد تدفع بالاقتصاد الأميركي إلى مرحلة الركود، تزامنًا مع تشديد الاحتياطي الفيدرالي لسياسته النقدية.

وكتب مايكل هارتنت، كبير محللي الاستثمار لدى البنك الأميركي في مذكرة للعملاء نقلتها “رويترز”: “صدمة التضخم تزداد سوءًا، وصدمة رفع الفائدة الأميركية قد بدأت بالفعل، كما أن صدمة حدوث ركود اقتصادي أصبحت قادمة”. وأشار هارتنت إلى أنه في ظل هذه التطورات الاقتصادية قد يتفوق أداء السيولة النقدية والسلع والعملات الرقمية على أداء السندات والأسهم.

ومن حيث التدفقات الأسبوعية الملحوظة، أوضح محللو “بنك أوف أميركا” أن صناديق الأسهم في الأسواق الناشئة تمتعت بأكبر حجم تدفقات داخلة في عشرة أسابيع عند 5.3 مليار دولار خلال الأسبوع المنتهي في الأربعاء الماضي. في حين شهدت الأسهم الأوروبية ثمانية أسابيع من التدفقات الخارجية عند 1.6 مليار دولار، بينما سجلت الأسهم الأميركية الأسبوع الثاني من التدفقات، إذ أضافت 1.5 مليار دولار خلال الأسبوع الأخير.

وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، أظهر محضر اجتماع بنك الاحتياطي الفيدرالي تأييد الأعضاء بشكل عام لخفض الميزانية العمومية للبنك بنحو 95 مليار دولار شهريا في وقت لاحق هذا العام، فيما يرى بعض أعضاء مجلس البنك إمكانية رفع الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس خلال اجتماع واحد أو أكثر إذا اقتضى الأمر.

 *************************************

أسعار المواد الغذائية في العالم في أعلى مستوياتها

متابعة ـ طريق الشعب

بلغت أسعار المواد الغذائية في العالم في آذار “أعلى مستويات سجلتها على الإطلاق” في ظل الحرب في أوكرانيا التي بلبلت أسواق الحبوب والزيوت النباتية، وفق ما أعلنت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو).

ارتفاع في الاسعار

وتواصل أسعار المواد الأولية الزراعية مثل القمح ودوار الشمس والذرة الارتفاع مع استمرار العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، المصدّرين الرئيسيين لهذه المنتجات في العالم.

وكان مؤشر فاو الذي يتابع التطور الشهري في الأسعار الدولية لسلة من المنتجات الغذائية الأساسية، قد حطم في شباط مستواه القياسي منذ إنشائه عام 1990، قبل أن يسجل في آذار زيادة بنسبة 12,6 في المائة.

ونتج الارتفاع الحاد في آذار عن مؤشر فاو للحبوب الذي سجل زيادة بنسبة 17,1 في المائة عن شهر شباط “تحت تأثير الزيادات الكبيرة في أسعار القمح وكل الحبوب الثانوية”.

ويفسر شل عمل الموانئ في أوكرانيا، خامس مصدر للقمح في العالم، هذا المستوى القياسي التاريخي للأسعار وهذه الزيادة منذ بدء العملية الروسية في 24 شباط.

ومع اندلاع النزاع، أغلق بحر آزوف أمام الملاحة، ما أعاق حركة التصدير انطلاقا من مدن مثل بيرديانسك وماريوبول.

من جهة أخرى، سجلت أسعار الذرة أيضا “زيادة شهرية بنسبة 19,1 في المائة لتبلغ مستوى قياسيا، وكذلك أسعار الشعير والذرة البيضاء”، بحسب تقرير الفاو لشهر آذار.

وطالبت أوكرانيا، الخميس، بمساعدة عاجلة من الاتحاد الأوروبي لمزارعيها في ظل اشتداد النزاع وسط موسم إعداد البذور في ما لا يقل عن نصف أراضي البلد.

وكلفت دول الاتحاد الـ27 المفوضية الأوروبية تنسيق عمليات إيصال المساعدات بما فيها “الوقود والبذور والأسمدة” وكذلك الآلات الزراعية، وفق ما عدد مفوض الزراعة يانوش فويتشيخوفسكي.

مخاطر أزمة غذائية عالمية

ما يساهم أيضا في زيادة أسعار المواد الغذائية الزيوت النباتية التي سجلت بحسب مؤشر فاو “زيادة بنسبة 23,2 في المائة على وقع ارتفاع أسعار زيت دوار الشمس”، وأوكرانيا أول مصدّر له في العالم.

وفي الوقت نفسه، سجلت زيادة كبيرة في أسعار زيوت النخيل والصويا والكولزا التي يستعيض الصناعيون بها “تحت تأثير زيادة في الطلب العالمي على الاستيراد نتيجة انقطاع الإمدادات من زيت دوار الشمس”.

وفي فرنسا، تزداد أزمة الإمدادات منذ بضعة أسابيع في المتاجر بالنسبة للزيوت والدقيق والمعجنات، ولا سيما بسبب إقبال الزبائن على شراء احتياطات منها خشية انقطاع مخزونها.

وما أجج المخاوف أيضا تهديد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الثلاثاء الماضي بفرض “رقابة” على تسليم المواد الغذائية إلى الدول “المعادية” للكرملين، ردا على العقوبات الشديدة المفروضة على بلاده.

ونتيجة للنزاع في أوكرانيا، حذرت الفاو من أن المجاعة قد تتفاقم في مناطق الساحل وغرب إفريقيا، وهي مناطق تعتمد بشكل كبير على واردات الحبوب من روسيا وأوكرانيا، لتطال 38,3 مليون شخص بحلول حزيران، ما لم يتم اتخاذ التدابير المناسبة.

ووعدت عدة بلدان بينها الولايات المتحدة وفرنسا الأربعاء الماضي بزيادة مساعدتها لشعوب المنطقة 1,79 مليار يورو، استجابة لنداء من رئيس النيجر محمد بازوم.

كذلك أعلنت الدول الأعضاء في نهاية آذار إطلاق مبادرة تحت تسمية “فارم” تهدف إلى التخفيف من حدة النقص في المواد الغذائية في الدول الأكثر عرضة ومكافحة المضاربة.

 ***********************************************

الصفحة السابعة

حزب الشعب الفلسطيني يدين الجريمة ويحذر من عواقبها.. عملية دامية للجيش الاسرائيلي في مخيم جنين للاجئين

القدس – وكالات

شنت قوات الاحتلال الاسرائيلي، يوم أمس، هجوما على مخيم جنين للاجئين الفلسطينيين في الضفة الغربية، ما أدى الى استشهاد فلسطيني وإصابة آخرين، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية.

من جانبه، حمّل حزب الشعب الفلسطيني، الاحتلال مسؤولية انعدام الأمن واستمرار الفوضى وانتهاك حقوق المواطنين، وما يستتبعه من رفض ومقاومة وردود متنوعة الاشكال.

جريمة اسرائيلية جديدة

وقال الجيش الإسرائيلي بعد أن استشهد مواطن فلسطيني وجرح آخرون بنيران قواته، أنه ينفذ عملية عسكرية في مخيم جنين في شمال الضفة الغربية المحتلة، المنطقة التي جاء منها مطلق النار في هجوم تل أبيب الأخير الذي اسفر عن سقوط ثلاثة قتلى إسرائيليين.

وأوضحت وزارة الصحة الفلسطينية أن خمسة أشخاص آخرين أصيبوا بجروح بنيران الجيش الإسرائيلي. وأعلن الجيش الإسرائيلي انه قتل رعد فتحي حازم البالغ 28 عاما، أدعى أنه منفذ هجوم تل ابيب الأخير الذي تسبب بمقتل ثلاثة إسرائيليين وجرح أكثر من عشرة، بحسب الإعلان.

وبعد الهجوم في تل أبيب، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت إنه أعطى قوى الأمن “حرية التحرك المطلقة” لمواجهة موجة جديدة “من الإرهاب” بحسب وصفه، لكن ردود فعل كبيرة تلقاها العنف الاسرائيلي تجاه المدنيين الفلسطينيين.

موقف حزب الشعب

من جانبه، أكد حزب الشعب الفلسطيني، أن الاحتلال يستمر بأعمال القتل والاعتقال والعدوان.

وقال في بيان تلقته “طريق الشعب”، أن “الجرائم التي تقوم بها دولة الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني مستمرة بشكل يومي، علاوة على استمرار اقتحاماتها للقدس والمسجد الاقصى واستفزاز أبناء شعبنا بانتهاك حرمات الاماكن المقدسة”، مضيفا أن “الاحتلال ساهم أيضا في إغلاق الافق السياسي واستمرار محاولات استبدال الحل السياسي القائم على تنفيذ قرارات الامم المتحدة بما يسمى بـ(التحسينات المعيشية وما يسمى بالتفاهمات واجراءات بناء الثقة)”، مشيراً الى ان “الاحتلال يتحمل وحده مسؤولية التصعيد العنصري المتواصل، وما يستتبعه من رفض ومقاومة وردود فلسطينية متنوعة الاشكال”.

وفي بيان لاحق لجيش الاحتلال، قال رئيس الأركان الإسرائيلي أفيف كوخافي، أنه “وجه بتكثيف الإجراءات الوقائية في منطقة شمال الضفة الغربية وتعزيز الجهود العسكرية في منطقة التماس”.

ووفقا للبيان، أوعز كوخافي بتعزيز جاهزية الجيش على كافة الجبهات مع التركيز على الجبهة الفلسطينية، بالإضافة لذلك، أصدر تعليماته حيال ثلاث مهمات أساسية تتمحور حول “الحد ومنع وقوع عمليات جديدة في منطقة الضفة الغربية، وإحباط وتحييد المهاجمين من منطقة الضفة والاستمرار في دعم ومساعدة شرطة إسرائيل”.  وأمر بتوسيع الحملات العسكرية مع التركيز في شمال الضفة الغربية خاصة في القرى التي انطلق منها منفذو العمليات والمقربون اليهم.

 ************************************************

فرنسا.. توقعات بفوز ماكرون بولاية ثانية

باريس - وكالات

تنطلق اليوم الانتخابات الرئاسية الفرنسية، في أجواء يغلب عليها الهدوء والترقب في الشارع الفرنسي، بينما تحتدم المنافسة بين 12 مرشحا، يتصدرهم الرئيس المنتهية ولايته إيمانويل ماكرون، صاحب الحظ الأوفر من نسب التصويت، حسب استطلاعات الرأي، ومنافسته الأبرز اليمينية المتطرفة ماريان لوبان. ويتوقع المراقبون أن تذهب أصوات المهاجرين والعرب، ممن لهم حق التصويت في الانتخابات إلى ماكرون، الذي يعد أقل عداء للاجانب عن منافسته في ما يتعلق بقضايا الهجرة والأديان.

ووفقا للإحصائيات، فإن عدد سكان فرنسا من أصول مهاجرة، يصل إلى نحو 11.8 مليون نسمة، وهم يشكلون نسبة 19 في المائة من مجموع السكان، في حين تشير الإحصاءات إلى أن نسبة السكان المسلمين قد تصل إلى 10 في المائة  من مجموع السكان. وتمثل أصوات المهاجرين بمن فيهم المسلمون، طوال الوقت، عاملا مهما في الانتخابات الفرنسية، خاصة في ظل ما تشير إليه التقارير من أن الأقليات المهاجرة في فرنسا، عادة ما تعزف عن الإدلاء بأصواتها في أية انتخابات، بفعل ما يعتبره البعض رد فعل على إحساسها بالتهميش من قبل المؤسسة الفرنسية.

 ******************************************

تحذير دولي: العنف السياسي يهدد الديمقراطية البرازيلية

نيويورك - وكالات

حذر مقرر الأمم المتحدة لحرية التجمع السلمي كليمان نياليتسوسي فول، أمس، من أن يتسبب “العنف السياسي بتدمير الديمقراطية البرازيلية”، معربا عن قلقه قبل 6 أشهر من موعد الانتخابات الرئاسية.

ونقلت وكالات أنباء عن فول قوله: “قلقي الأكبر هو أن تحصل أعمال عنف خلال عملية الاقتراع، وأن يشكك البعض في شرعية النتائج”، مشيرا إلى أنه “أنهى زيارة رسمية إلى البرازيل استمرّت 12 يوما”، وأنه سيقدم غدا تقريرا أوليا.

وأضاف، أن “المحادثات يجب أن تكون مبنية على وقائع لتجنب خلق جو من انعدام الأمن حول الانتخابات”، معتبرا أن “الدولة لديها مهمة تجنب كل تمييز وتضليل وخطاب كراهية” أثناء عملية الاقتراع.

ويتواجه الرئيس الحالي جايير بولسونارو والرئيس السابق للبلاد لويس ايناسيو لولا دا سيلفا في الانتخابات المقررة في أكتوبر المقبل.

من جهته، حرض بولسونارو مرارا على نظام الاقتراع الإلكتروني، معتبرا أنه “مزور” بدون تقديم أدلة على ذلك، ما يثير الخشية من أنه قد “لا يعترف بنتيجة الانتخابات في حال لم يفز بها”. ومطلع العام الجاري، اعتبرت “هيومن رايتس ووتش” في تقريرها السنوي أن الرئيس البرازيلي بولسونارو يهدد الديمقراطية في بلاده بمحاولته تقويض ثقة الشعب بالنظام الانتخابي والقضائي. وقال مدير المنظمة كينيث روث خلال مؤتمر صحفي عبر الفيديو من ساو باولو: “ساهم بولسونارو بشكل واسع في تراجع الديمقراطية في البرازيل”.

 ****************************************

تظاهرات أرمنية تدين رعاية واشنطن  لمختبرات بيولوجية

يريغان - وكالات

نظم شباب حزب “التحالف” الأرمني فعالية أمام مقر السفارة الأمريكية بيريفان، احتجاجا على التطوير المحتمل للأسلحة البيولوجية في المختبرات التي تمولها الولايات المتحدة على أراضي البلاد. وقال دينيس بوغوسيان، منسق اتحاد الشباب في حزب “التحالف”، إن “هناك 12 مختبرا بيولوجيا في أرمينيا، 3 منها في يريفان، والباقي في أنحاء البلاد”.  واضاف: “نطالب بإجراء مراقبة دولية في المختبرات البيولوجية العاملة في أرمينيا والتي تمولها الولايات المتحدة. نشتبه في أن تلك المختبرات يجري فيها تطوير أسلحة بيولوجية”.

وهتف المحتجون بـ”أرمينيا ليست موقع تجارب” و “لا للفيروسات” و “لا للأسلحة البيولوجية”. وسلم المشاركون في الفعالية رسالة بمطالبهم إلى السفارة الأمريكية.

 ********************************

المجلس الرئاسي اليمني يتعهد بإنهاء الحرب

صنعاء - وكالات

تعهد رئيس المجلس الرئاسي اليمني رشاد العليمي، أخيرا، بالعمل على إنهاء الحرب وإحلال السلام في البلاد، وذلك في أول خطاب له منذ تعيينه في المنصب.

وبثت وكالة الأنباء الرسمية “سبأ” التي تديرها الحكومة، خطابا للعليمي، قال فيه: “توافقت كافة القوى السياسية في بلادنا سعياً منها لإنهاء الحرب وبناء السلام وذلك بإعلان مجلس القيادة الرئاسي والذي يمثل كافة الكيانات بمختلف أطيافهم وهو تعبير عن الهدف والمصير المشترك”. وتعهد العليمي في خطابه للشعب اليمني “بالعمل على إنهاء الحرب وإحلال السلام”، مؤكدا أن “المجلس هو مجلس سلام، إلا أنه أيضاً مجلس دفاع وقوة ووحدة صف مهمته الذود عن سيادة الوطن وحماية المواطنين”. وبيّن أن “المجلس سيقف سداً منيعاً لمواجهة الإرهاب بكافة أشكاله كما سيعمل على مكافحة النزاعات الطائفية الدخيلة”.

وأصدر الخميس الماضي الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي إعلانا رئاسيا قضى بتشكيل “مجلس قيادة رئاسي” ونقل صلاحياته إليه، لاستكمال “تنفيذ مهام المرحلة الانتقالية”.

بدورها اعتبرت جماعة الحوثي أنها غير معنية بتسليم هادي لسلطته.

وقال المتحدث الرسمي باسم الحوثيين محمد عبد السلام، في بيان، إن “طريق السلام بوقف العدوان ورفع الحصار وخروج القوات الأجنبية من البلاد، ودون ذلك محاولة يائسة”.

 **********************************************

فصل بين الجنسين وإغلاق لمدراس البنات.. احتجاجات نسوية ضد نظام طالبان

متابعة – طريق الشعب

في 23 آذار أعلن الزعيم الديني لحركة طالبان الإرهابية هيبة الله أخوندزادة، او ما يسمى بأمير المؤمنين في قندهار، جنوب أفغانستان، عدم إعادة فتح مدارس البنات المتوسطة والثانوية، بعد نهاية العطلة الربيعية. وكان وزير التعليم في حكومة طالبان عبد الباقي حقاني، قال ان وجود المدارس المختلطة بعد المرحلة الابتدائية يعني نشر “الفسق”، لذا فإن طالبان تهتم بالفصل بين الجنسين أكثر من اهتمامها بالتعليم. يبدو ان ما يسمى بالتيار المعتدل في طالبان قد خسر الصراع داخل الحركة حول تعليم الفتيات.

وجرى إغلاق المدارس الثانوية للبنات في بعض مناطق البلاد في اليوم التالي لصدور القرار، بعد ان ظلت مفتوحة، حتى بعد تولي طالبان السلطة في 15 آب الفائت. ويعود الفضل في إبقاء هذه المدارس مفتوحة ولو لحين، الى الطالبة الشجاعة سعادة فروتان، التي كان من المفترض أن تلقي قصيدة امام مسؤولي طالبان في 21 تشرين الأول، الذي يصادف ذكرى المولد النبوي في البلاد. وبدلاً من القاء القصيدة طلبت في خطاب قصير إبقاء مدارس البنات مفتوحة. وذكرت وكالة الأنباء الأفغانية أنه حتى ممثلي طالبان صفقوا لها.

مباشرة بعد إغلاق المدارس، خرجت تلميذات شجاعات، بدعم من نشطاء حقوق المرأة وعدد قليل من الرجال، إلى الشوارع في كابول وهرات للاحتجاج. حتى رجال دين يشاركون في الاحتجاج.

وقال الشيخ فقير الله فائق من كابول في رسالة صوتية وزعت عبر شبكة الانترنيت، إن الإسلام يسمح للفتيات بالتعليم “في كل الموضوعات الحديثة والدينية”، إذا لم يتم الاستماع إلى حججه، فانه سيعمل على اللقاء بزعيم طلبان. وان هذه السياسة تجعل غير المسلمين يسخرون منها، ويطلقون على دعاتها “المتوحشين”، لأنها تركز على الأشياء الجانبية، وتهمل القضايا المهمة.

يوم الجمعة التي سبقت بداية شهر رمضان، تحدث مشاركون في اجتماع كبار علماء المسلمين في كابول لصالح فتح المدارس، لكنهم يتفقون مع طالبان في فرض الحجاب على الفتيات، والدراسة بشكل منفصل عن الأولاد. لقد كان نظام المناوبة في بنايات المدارس بين مدارس البنات والبنين قائما، ولكن اوساطا في قيادة طالبان يطالبون الفتيات والفتيان بالدراسة في مبانٍ مدرسية منفصلة. وهذا ما سيجعل تعليم الفتيات مستحيلاً لعقود عديدة مقبلة. لأنه على الرغم من المليارات في الاستثمارات خلال سنوات الاحتلال الذي قادته الولايات المتحدة من عام 2001 إلى عام 2021، فإن حوالي نصف المدارس في البلاد فقط لديها مباني على الإطلاق. وتعلم بقية التلاميذ في الخيام أو في الهواء الطلق إذا سمحت الأحوال الجوية بذلك.

على أية حال، حققت طالبان هدفًا سياسيًا بإغلاق المدارس. ومن المرجح أن يكون الوصول الى الاعتراف الدبلوماسي الذي يطمحون إليه بعيد المنال. وأدى اغلاق المدارس التقليل من رغبة البلدان الغربية في المشاركة في تقديم المعونات المالية، ففي مؤتمر عبر الإنترنت نظم الأسبوع الفائت، أرادت الأمم المتحدة جمع 4.4 مليار دولار لأغراض إنسانية في أفغانستان، تحقق اجتماع نصفها فقط، وفقًا للأرقام الرسمية. وفقًا لأندرو واتكينز من معهد السلام الأمريكي في واشنطن، فإن نسبة المتحقق في الواقع لا تتجاوز الربع فقط.

من جانب آخر قال وزير خارجية حكومة طالبان أمير خان متقي في اجتماع إقليمي مع نظرائه الصينيين الأسبوع الفائت، إن هناك خطة، قيد الدراسة، لإعادة فتح المدارس وفق المعايير”الإسلامية”.

 ************************************************

الصفحة الثامنة

كان غرامشي وراء إشغالها مواقع قيادية.. كاميلا رافيرا أول امرأة قادت حزبًا شيوعيا

بقلم: لورنزو ألفانو*

ترجمة: رشيد غويلب

كانت مناضلة شجاعة في المقاومة ورفيقة لأنطونيو غرامشي.

كاميلا رافيرا (1889 –1988) قادت الحزب الشيوعي الإيطالي خلال أحلك سنوات الاستبداد الفاشي.

الزمان: ظهيرة العاشر من تموز 1930، على شاطئ بحيرة ماجوري عند الحدود بين سويسرا وإيطاليا الفاشية. امرأتان تخرجان من قارب تجديف ويستقبلهما رجل على ضفة البحيرة. الثلاثة في طريقهم إلى لقاء سري مع مقاتلين آخرين من المقاومة، تم التخطيط له منذ شهور. لكن الاجتماع لن ينعقد أبدًا لأن جاسوسا أبلغ شرطة موسوليني، فتم القبض على الثلاثة والقاؤهم في السجن.

“اسمي كاميلا رافيرا”، قالت إحدى المرأتين للشرطي. وهكذا فبعد ثماني سنوات من البحث، اعتقل النظام رافيرا، السكرتيرة العامة للحزب الشيوعي الإيطالي. وكانت عاشت طيلة ثماني سنوات باسم مستعار. وانتقلت إلى العمل السري بعد أن منعها الفاشيون من التدريس. وخلال هذه السنوات كانت أحيانًا “سيلفيا” وأحيانًا اخرى “ميشيلي” وأصبحت شبحًا حتى بالنسبة لنفسها، وأخفت هويتها بشكل فعال لدرجة أن الشرطة كانت متأكدة من أن “ميشيلي” الشهيرة يجب أن تكون رجلاً.

بسبب ملامح وجهها الصارمة وحجمها الصغير، كان يطلق على رافيرا البالغة من العمر أربعين عامًا مايسترينا (“المعلمة الصغيرة”). وهذا اللقب، الذي يقلل من شأنها لم يكن منصفا لشخصها، لأن وراء المظهر العادي والصوت الضعيف تختفي شخصية لا تقهر. لقد حصرت هذه المرأة مهمتها الرئيسة في الحفاظ على الحزب الشيوعي متماسكًا في مواجهة الهجمات المستمرة للشرطة الفاشية. وكان يمكن للحزب أن ينهار لو لم تُظهر قيادته مثل هذه المثابرة غير العادية: بالميرو تولياتي، أومبرتو تراسيني، ألفونسو ليونيتي، فيليس بالتوني وكاميلا رافيرا، التي تقلدت الموقع الأول في الحزب عام 1927 .

كانت رافيرا قد أظهرت بالفعل مهاراتها التنظيمية في العام السابق عندما تم حظر الحزب واعتقل أنطونيو غرامشي. في ذلك الوقت، بدا الحزب الشيوعي في وضع محبط للغاية لدرجة أن الجناح اليميني للحزب، بقيادة أنجيلو تاسكا، اقترح حل الحزب ونصح أولئك الذين يمارسون العمل السري بالعودة إلى حياتهم الخاصة. لكن هذا الاتجاه “التصفوي” قوبل فورا بمقاومة من رافيرا.

بدلاً من تنفيذ مقترح الحل، باشرت في إعادة الصلات بين القاعدة والقيادة (التي دمرها بوليس النظام الفاشي) باستخدام “طيور الفلامنغو”.  حيث قامت مجموعة من المناضلين غير المعروفين، وممن لا تشتبه الشرطة بهم، بنقل رسائل ووثائق إلى مختلف مناطق إيطاليا. وفي الوقت نفسه  نقلت رافيرا مقر الحزب إلى منزل ريفي صغير خارج جنوة، حيث أعادت بناء مختلف أقسام الحزب ومجموعات العمل حول سكرتارية الحزب. وقد دخل إلى ذلك المنزل وخرج منه العديد من مناضلي العمل السري، وأطلق الروائي الإيطالي المعروف إغناسيو سيلوني عليه فيما بعد اسم “فندق الفقراء”.

سنوات العمل السري

كانت تلك مرحلة حاسمة في تاريخ الحزب الشيوعي الايطالي. وبفضل العمل السري الذي قادته رافيرا، أفلت الحزب من القمع القاسي ضد الحركة العمالية خلال مرحلة توطيد اركان نظام موسوليني. وعندما لعب الحزب، في وقت لاحق، دورًا قياديًا في بناء المقاومة ضد الفاشية في سنوات 1943 - 1945، جرى الاعتراف بقيمة استمرار التنظيم، وبالدور المثابر لقيادة الحزب.

كان هذا العمل من دون شك مرهقًا للغاية. فرافيرا كانت دائمة التنقل لبناء شبكة العلاقات القوية التي جعلت الحزب متماسكًا. وكان عليها ضمان استمرار صدور صحافة الحزب السرية، وحضور الاجتماعات السرية في جميع أنحاء إيطاليا، والسفر إلى باريس للقاء شخصيات قيادية في المنفى. حتى أنها شاركت في عام 1928 في مؤتمر الكومنترن السادس في موسكو. وهناك عُرض عليها الانتقال إلى العاصمة السوفيتية وشغل منصب في سكرتارية الأممية الاشتراكية للمرأة. لكن رافيرا رفضت العرض كي تستمر في مقاومة النظام الفاشي.

بعد عودتها من الاتحاد السوفيتي، أصبح واضحا حجم المخاطر المحدقة بعد أن كشف أحد المخبرين عن موقع المركز القيادي السري للشرطة. وأُجبرت رافيرا على نقل المركز إلى سويسرا المجاورة. وكان من المقرر أن تكون الإقامة في سويسرا قصيرة، لقناعة رافيرا بأن على الحزب أن يستغل كل فرصة ممكنة للعمل داخل إيطاليا. لذلك عادت إلى إيطاليا في ايار 1930. وبعد شهرين تم القبض عليها.

أمضت رافيرا الخمسة عشر عامًا التالية في السجن. وحتى نهاية الفاشية في إيطاليا، تم نقلها من سجن إلى آخر وعاشت في ظروف مهينة. وكانت اللحظة القاسية في هذه السنوات الرهيبة، القطيعة المأساوية مع رفاقها في آب 1939. فقد تم طردها من الحزب وعُزلت داخل السجن، لأنها اختلفت مع سجناء شيوعيين حول معاهدة عدم الاعتداء الألمانية السوفيتية (المعروفة باتفاقية هتلر – ستالين- المثرجم). وكان هذا الاستبعاد أسوأ ضربة وجهت لرافيرا، ولم تتعاف من هذا الإذلال إلا عندما عادت إلى صفوف الحزب عام 1945.

عودتها الى الحزب وثٌقتها الصحفية ميريام مافاي. تصف مافاي كيف وصل تولياتي السكرتير العام للحزب وزعيمه بدون منازع إلى مقر الحزب في تورين، محاطًا بالرفاق والأنصار الذين احتفلوا بسقوط الفاشية. وقيل إنه نظر حوله متسائلا: “أين رافيرا؟” أجابه أحدهم بحرج: أنها ليست هنا ولا يمكن أن تكون هنا، لأنها لم تعد عضوة في الحزب.  وقيل ان تولياتي أجاب: “لابد ان هذه مزحة، أحضروا رافيرا إلى هنا فورا ودعونا ننسى هذه الحماقة”. 

تتذكر ريفيرا: “لقد كان لم شمل مؤثرا. عانقنا بعضنا البعض بصمت. ولم نكن قد التقينا منذ قرابة خمسة عشر عامًا”. وأعيدت لها العضوية على الفور، ومن دون مناقشة طُلب منها العودة إلى اللجنة المركزية.

وفي عام 1948 تم انتخابها عضوة في البرلمان الإيطالي.

الطريق إلى الحزب

دعونا نعود إلى الوراء مرة أخرى. استند الموقف الثوري لكاميلا رافيرا على الاتجاه العام لعائلتها بأكملها. فمثل العديد من أبناء جيلها لعبت الحرب العالمية الأولى دورا في جذبها إلى السياسة. حيث سقط أحد أشقائها، جوزيبي، في الجبهة، وتوفي شقيقها الثاني فرانشيسكو بتسمم بالغاز في عام 1918. وتم تجنيد شقيقها الآخر، سيزار، وأرسل إلى خنادق القتال. وقد كان عضوا في الحزب الاشتراكي الإيطالي وطلب من كاميلا إيصال اشتراكه الشهري إلى مكتب الحزب في تورينو. ومن خلال هذه المهمة، تواصلت مع الاشتراكيين. وسرعان ما انضمت إلى الحزب، وبدأت تكرس المزيد والمزيد من الوقت لنشاطها الاشتراكي. في عصر كان فيه من المستحيل تقريبا على المرأة المشاركة بنشاط في الحياة السياسية والاجتماعية، حققت رافيرا، على الرغم من هذه العقبات، تقدمًا كبيرًا. وسرعان ما أصبحت شخصية مهمة في مدينة تورين، في وقت كانت فيه الصحيفة الأسبوعية “لوردين نوفو” (النظام الجديد)، التي أسسها الشاب أنطونيو غرامشي أثناء احتلال المصانع بعد الحرب العالمية الأولى وصعود الفاشية، كانت تمثل نواة للعمل السياسي والنظري والعملي. وبسبب طبيعتها الخجولة، لم يكن صعود كاميلا سهلاً. تذكر أنها لم تجرؤ على التحدث أمام الناس لفترة طويلة. تحدثت لأول مرة في تظاهرة لأن رفيقها كذب وأعلن للحشد: “الرفيقة رافيرا تطلب الكلمة”.

تعود بدايات مسار رافيرا السياسي إلى حياتها العائلية. وفي العديد من الكتابات اللاحقة، تصف رافيرا احداثا من الطفولة، وان “تعميدها” السياسي بدأ في الثامنة من عمرها، وكانت تسير مع والدتها في شوارع بلدة في بيدمونت عندما ظهر أمامهم فجأة حشد مثير للإعجاب من النساء، يسرن خلف رجل يحمل علما أحمر كبيرا. كانت مسيرة احتجاجية للعاملات المضربات، وأرعبت الصيحات والشعارات الصغيرة كاميلا:

“عندما أدركت والدتي أنني خائفة، أخبرتني أن هؤلاء النسوة كن يعملن في تلميع الذهب وقد احتججن لأنهن لم يحصلن على ما يكفي من المال لسد الرمق، على الرغم من يوم عمل طوله 12 ساعة، ومن أن الحمض أحرق أيديهن التي صقلت الذهب. وأخبرتني أن عليّ ألا أخاف من المضربين وأنني سأراهم كثيرًا. سألتها إلى أين هن ذاهبات ولماذا يقودهن هذا الرجل. ردت بأنها لا تعرف إلى أين هن ذاهبات، لكن الرجل الذي يحمل العلم الأحمر هو فيليبو توراتي، مؤسس الحزب الاشتراكي الإيطالي”.

كان هذا اللقاء في ذاكرة رافيرا مع توراتي والمضربات، بمثابة بداية مسيرتها السياسية. وتقول إن حياتها ارتبطت بالرغبة القوية في “أن تكون دائمًا في وسط الطبقة العاملة” وألا تفقد الاتصال المباشر مع الحركات السياسية أبدًا. وأصرت رافيرا على صدق تلك الرغة ، وعلى انها هي بالضبط التي دفعتها في العقود اللاحقة إلى مسارها المهني الأول كمعلمة.

بعد فترة وجيزة من انتقالها إلى تورين للتدريس، جذبت كتابات كاميلا انتباه أنطونيو غرامشي، الذي كان له دور حاسم في نيلها موقعا قياديا في الحزب الشيوعي حديث التأسيس. في البداية أعطاها مسؤولية صفحة المرأة في الجريدة. وبعد ذلك، في تموز1921، طلب منها أن تصبح عضوة في هيئة تحرير الصحيفة. وتظهر هذه اللحظة بشكل مكرر في كتابات رافيرا، كوسام فخر على صدرها:

تحدثنا أنا و غرامشي لبعض الوقت، وفي نهاية حديثنا الذي تحدث معي خلاله بصيغة “حضرتك” بدلا من “انت”، أخبرني أنه يريدني أن أشارك في عمل هيئة التحرير. كنت خجولة، لهذا طرحت أسبابا تافهة لعدم قبول العرض. كانت أعذاري، الأسرة والمدرسة وانعدام خبرتي. وبعد ان استمع بصبر إلى هرائي، قال: “بهذا أعلمك رسميا بأنك عضو في هيئة التحرير”. طلب كهذا من أنطونيو غرامشي لا يمكن رفضه. وعندما امتثلت رافيرا لطلبه، عرفت أن العمل في هيئة التحرير سيبعدها عن التعليم، وأنه خيار شامل للحياة سيجعلها إحدى مناضلات المقاومة.

  اختارها غرامشي ليس فقط بسبب “تفانيها”، ولكن قبل كل شيء بسبب طباعها، ومهاراتها التنظيمية، وكفاءتها، هذه السمات التي كانت مشتركة بينهما. كان لدى رافيرا وغرامشي موهبة الاستماع النادرة. وكلاهما كانت لديه رغبة صادقة في فهم مزاج ورغبات الطبقة العاملة. لقد كانا مصممين على منح النضالات العمالية إطارًا منظمًا، إطارًا لا يستند على أولويات المثقفين الشخصية، بل على إرادة العمال وقدرتهم على تحرير أنفسهم.

قيادية شيوعية

منذ تلك اللحظة، شغلت رافيرا مواقع متزايدة الأهمية، بعضها يتعلق بمهام أممية، مثل اختيارها مندوبة عن الحزب الشيوعي الايطالي في المؤتمر الرابع للأممية الشيوعية في عام 1922. خلال هذه الرحلات العديدة إلى الخارج، التقت رافيرا ببعض أهم الشخصيات في الحركة العمالية العالمية.

التقت المناضلة النسوية الرائدة كلارا زيتكين، وعضو قيادة الكومنترن البلغاري كريستو كباكتشيو، الذي ألقى خطابًا بعد تأسيس الحزب الشيوعي الإيطالي، حول “البلاشفة الإيطاليين”، ولينين وستالين، اللذين تصفهم دائما بـ “هادئين ومهذبين”.

 لا تتذكر رافيرا المحاضرات التي ألقاها لينين في المدرسة الحزبية فقط، بل نتذكر أيضًا تعليقاته اللاذعة حول تحرير المرأة: بالنسبة لمسألة حرية المرأة، قال لي لينين، “ما عليك الا ان تحكّي جلد شيوعي حتى تجدي تحته رجعيا أيضا”

وحكاية مضيئة للغاية، من سنوات عملها في هيئة تحرير الجريدة ، مرتبطة بكيفية التعامل مع النساء حينها. فقبل فترة وجيزة من استيلاء الفاشيين بقيادة موسوليني على الحكومة، كثف ذوو القمصان السود (المليشيات الفاشية – المترجم) هجماتهم على مقرات النقابات والأحزاب العمالية. وكانت هناك مخاوف من وقوع هجوم مسلح على جريدة لوردن نوفو. وذات يوم جاء زميل إلى رافيرا وقال:

“يعتقد غرامشي ان من الأفضل ان تذهبي إلى البيت”، اجبته “لماذا؟ هل حدث شيء لوالدي؟ “ ، “لا، لكن يُقال إن الفاشيين في الطريق نحونا، ومن الأفضل أن نضعك على مسافة آمنة. من يعلم ما الذي سيحدث هنا؟

سألته: “وأنت؟ ذاهب أيضًا؟”

“لا، يجب ان أبقى”

“معذرة، ولكن لماذا ينبغي أن أذهب انا؟ أخشى أنني لا أستطيع أن أوافقك. سأذهب إلى غرامشي وأخبره أنك بحاجة إلى توضيح”.

بعد فترة ظهر غرامشي محرجًا بشكل واضح، وقال: “ أنا أفهمك. أبقي هنا. نحن كنا مخطئين”.

كشيوعية، لم تكن رافيرا نموذجا يحتذى به فقط في حزب يهيمن عليه الذكور، بل ركزت أيضًا في نشاطها السياسي على قضايا التمايز الجنسي. فهي لم تنظر إلى نفسها على أنها “نسوية” بل كـ “مراقبة دقيقة لظروف عيش النساء”. وبما أنها ناضلت بكل قوتها ضد التمييز في المجتمع، فقد كان لا بد أن يقودها طريقها أيضًا إلى الوضع الخاص بالنساء. وقد قادت النضال من أجل حقوق المرأة في الجريدة، حيث حاولت إعطاء هموم النساء صوتًا مسموعا.

وعلى الرغم من التصميم القوي واجهت رافيرا صعوبات في دفع رفيقاتها الى الكتابة. فقد كن يفضلن الحديث في القضايا السياسية، ويشعرن بالخوف من النشر والصحافة، وبدا لهن هذا المجال وكأنه يقع خارج حدود خبراتهن.

وفي مواجهة هذه العقبات، تساءلت رافيرا وغرامشي عن كيفية تأسيس حركة نسوية مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بالنضالات العمالية، ولا تكون محصورة بالشيوعيين “، بل من النسوة اللاتي لا يهمهن الانتماء الحزبي والديني، وحتى النساء اللاتي لا ينوين الارتباط باي حزب، أي النساء اللاتي يواجهن مشاكل مشتركة تتجاوز حدود الحزب والطبقة”.

استمرت محاولات تنظيم حركة نسوية، حتى في السنوات الأولى من حكم موسوليني. ففي عام 1924 كُلفت رافيرا برئاسة تحرير مجلة نسوية تصدر كل أسبوعين، باسم “لوكومبانيا” (الرفيقة). وفي ذلك الوقت، وبعد مسيرة الفاشيين إلى روما في أواخر عام 1922، لم تكن أولوية الحزب الشيوعي هي النضال المفتوح، بل الحفاظ على الحزب.ففي وضع سياسي كان يتحرك بسرعة في اتجاه الديكتاتورية، ضاقت مساحة مطالب النساء، وفي النهاية لم يجدن لهن فضاء لممارسة السياسة.

بعد الحرب العالمية الثانية تمكنت رافيرا من مواصلة عملها في مجال المرأة. وبصفتها عضوة في البرلمان الإيطالي، وقعت على عدد لا يحصى من القوانين، التي تركز على إجازة الأمومة والأجر المتساوي للنساء والرجال. وكانت السنوات الأولى التي تلت الحرب آخر سنوات لرافيرا في النشاط السياسي العام، قبل أن تتقاعد في عام 1958، وتنسحب إلى حياتها الخاصة. لكنها عادت لاحقًا إلى المسرح السياسي عندما اختارها المناضل السابق ضد الفاشية، وأول رئيس جمهورية اشتراكي في إيطاليا (1978 – 1985) ساندرو بيرتيني في عام 1982، كأول امرأة تشغل منصب عضو مجلس الشيوخ مدى الحياة. ولم يكن هذا خيارًا مفاجئًا ابدا. وقد علق الزعيم الديمقراطي المسيحي جوليو أندريوتي على هذا القرار في البرلمان بالكلمات التالية:

“كان العامل الحاسم في تحديد خيار برتيني هو المعارضة الشديدة للديكتاتورية. وقد رد بيرتيني على الذين اقترحوا اسم مصرفي مشهور ليكون سيناتورًا مدى الحياة بالقول: “هذا لم يكن بجانبي عندما كنا نناضل ضد الفاشية. لذلك اختار كاميلا رافيرا”.

كانت رافيرا على الدوام مناضلة ضد الفاشية. كانت المرأة التي انتمت إلى الحزب الشيوعي في أحلك أوقاته.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

*لورنزو ألفانو مؤرخ وباحث في سيرة وإرث أنطونيو غرامشي

 ***************************************

الصفحة التاسعة

التدريس والتربية / جاكلين دي روميلي

ترجمة بتصرف: فؤاد الصفار

“التدريس” و “ التربية” كلمتان مترادفتان تقريبا يمكن استخدمهما الواحدة بدل الأخرى، ومع ذلك، هناك فارق بسيط في المعنى بينهما: يوصف التدريس قبل كل شئ هو نقل المعرفة الفكرية،  

اما كلمة التربية: تشير هذه الكلمة إلى امكانية استخدامها ما يتعلق بالحيوانات إلى حقيقة قيادة كائن ما إلى صفاته الخاصة، بالنسبة للإنسان، هذه الصفات الانسانية تتعلق بالعفل والشخصية والاستعداد للعيش في المجتمع، بالطبع لا يمكن ان يكون التدريس الفكري والتدريب الاخلاقي بدون بعضهما البعض، لكن اتضح ولعدة عقود، كان هناك نوعا من الطلاق بين هذين الاتجاهين، وهكذا نشأت أزمة تبدو جادة لي.

أسباب هذه الازمة تعود إلى مجموعة من الاتجاهات التي تطورت تدريجيا داخل الرأي العام، في البداية الجاذبية المشروعة للاكتشافات العلمية والتقنية في عصرنا الراهن، والتي انستنا ما يجب ان يكملها، إضافة إلى المشاكل التي أوجدتها الصعوبات الاقتصادية والاجتماعية والتي تتطلب إيجاد سبل سريعة للعيش، من ناحية اخرى هو الاحترام الكبير لحرية الطفل، وهو احترام غالبا يتعارض مع رغباته الخاصة، وهذا بالنتيجة يضعف العمل التربوي للدين والاسرة. وهكذا فأن كل جانب من جوانب التعليم هو تكوين العقل والشخصية، إلى الانتقال إلى المقعد الخلفي، بعد ان تعاملنا مع هذه الجوانب لسنوات عديدة من التدريس، أود أن أشير إلى مجال آخر أو أكثر من التخصصات أو الطرق التي تعاني من هذا الطلاق. على الرغم من أنها تقدم مساعدة كبيرة في الحياة العملية، وتقدم قيمة استثنائية لهذا التطور الاخلاقي.

في البدء أود ان اضع في المقدمة اتقان لغتنا، إنها لحقيقة، ان المتطلبات في هذا لمجال قد تم تقليلها لسنوات، ويبدو أن الاهتمام بلغة قوية وصحيحة بدأ كأنه ترفا لا طائل من ورائه. مع ذلك فأن كل النجاحات المادية في الحياة وحتى البسيطة تعتمد على السهولة والوضوح عن التعبير عن افكارنا، ولفهم ما يقوله الاخرون وبالتالي تجنب سوء الفهم، بدءا بالمقابلة للحصول على وظيفة، وتستمر بالدفاع عن أي مشروع سواء كان في النشاط المهني او في مجال السياسة. هذا يكتمل حتى في التفكير الشخصي المفيد للجميع.

لكن هناك ما هو أكثر: عدم القدرة عن التعبير عن وجهة نظرنا أو عدم فهم وجهة نظر الآخرين بشكل صحيح وواضح، له عواقب سيئة معروفة هو: استخدام العنف َإ لأننا لم نستطع ايجاد التعابير الصحيحة، فأننا نوجه الضربات َإ ولأننا لا نفهم اطروحات الآخرين فأننا نواصل الخلافات غير المجدية

وبالتالي، فأن التعامل الحقيقي مع اللغة ليس رفاهية عفا عليها الزمن إلى حد ما، ولكن اللغة هي أفضل الوسائل واكثرها ضرورة لتحقيق تقدم أفضل على النطاق الاخلاقي للفرد وايضا في الحياة الاجتماعية التي يشارك فيها.

ولكن حذارٌ إ إن فهم أفكار الاخرين بدقة يفترض اننا نفهم أيضا افكار اولئك الذين سبقونا. هنا يظهر جهل أخر يبدو لي خطيرا، بالنسبة للعديد من شباب اليوم، على الرغم من دراستهم للتاريخ، فإن الحقيقة تبدأ فقط مع ولادتهم، وكل ما سبق ينتمي إلى عالم مشوش، إلى صهارة غير متمايزة يمكن تسميتها نوعا من الوقت الافتراضي.

في الواقع، كافة الوسائل الحديثة للمعلومات تجعل جميع الاحداث متزامنة مع بعضها البعض، وفي كثير من الاحيان تشوه الاعمال لتكيفها مع الذوق الجاري اليوم. مع ذلك، من الغريب إنه في وقت يسود فيه مثل هذا الفضول الحيوي والجدير بالثناء تجاه الشعوب المختلفة، الذين هم معاصرون لنا في جميع انحاء الكوكب. يوجد رفض الاهتمام بما يمثله ماضينا ولايزال حاضرا في حياتنا. سيكون علينا وبشكل ملح تذكير الاجيال الجديدة بأن أي مستقبل يبنى على أساس الماضي الذي يساعدك ويدفعك إلى ابعد من ذلك لكن معرفة الماضي تنبض بالحياة والحاضر، اين نجده؟ قبل كل شئ في الادب، وهذا بالنسبة لي هو الروعة. نجدها في النصوص الفرنسية (أي لغة اخرى) والأجنبية الحديثة أو القديمة، لذلك يبدو لي وجود خطأ جسيم في اظهار أن تدريس الأدب على انه نوع من الاناقة والترف غير المبرر.

الحقيقة، بفضل الأدب، تشكلت كل افكارنا عن الحياة تقريبا، وتؤدي هذه النصوص مباشرة إلى تكوين الانسان.

تجلب لنا التحليلات والافكار، ولكن ايضا الصور، الشخصيات، الاساطير، والاحلام   التي تبعث بعضها البعض في اذهان الرجال: لقد اثروا فينا من خلال تصوريهم ووصفهم بالقوة، من هذه التجربة تتغذى تجربتنا نحن، انا اعلم ان معظم الشباب لن يتمكنوا من الوصول اليها الا عبر اشكال مبسطة، كقصة جان دي لافونتين هي أفضل من لا شئ، الاتصال المباشر مع النص مهم جدا.

يجلب للشباب معرفة لم يتمكنوا من الحصول عليها ضمن الإطار المحدود لتجربتهم الخاصة. هنا أيضا، الحاجة إلى النجاح الفوري يلقي بضلاله على إدراك النص، إضافة إلى تعدد طرق التدريس، التي تدعو الطالب إلى تلخيص النص بكلماته الخاصة به، مما يفقد قوة النص. التدريس المثالي، عندما يكون المدرس في اتصال مباشر مع النصوص ومعرفتها بشكل جيد وبدون اي مانع، حتى يولد هذا الزخم الواعي من الحماسة التي تشكل، شيئا فشيئا كياننا الداخلي.

في القرن الخامس قبل الميلاد، قال المعلم بروتاغوراس، في افلاطون، ان الشباب الأثيني قد قرأوا هوميروس بشكل أفضل، لأنهم سيستمدون منه نموذج حياة بطولية تجعلهم يرغبون في تقليدها.

نحن لا نذهب اليوم إلى هذا الحد، ولا نريد ان تنتشر البطولات لديتا كثيرا، لكن تظل الحقيقة في تنوعها ان كل نص يتيح الوصول إلى فكرة وعصر، وعند مرورها بالعاطفة، تكون الانطباعات محفورة بشكل او بأخر بوعي وبشكل دائم في اذهان الناس، وغالبا تبقى.

هذا ممكن عند احياء نصوص جديدة تغذيها الذكريات المدرسية. وهكذا بالنسبة إلى نصوص جيرودوكس، سارتر وغيرهم الكثير، تبقى في حياتنا مثل كنوز مخفية ثمينة مصحوبة بفكرة الجمال.

رغم أنى تناولت “ ازمة” التعليم، ولكنه مع ذلك يقدم قيمة تعليمية استثنائية، غنية بالذاكرة المبهجة. كما أوكد ان مسألة العودة إلى الماضي ليس من اجل الماضي، وانما من أجل اكتشاف التوازن الذي يساعدنا على معرفة ماضينا لبناء مستقل أفضل.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

جيرودوكس : كاتب ودبلوماسي 1882-1944

سارتر : كاتب ،فيلسوف 1905-1980

 **********************************************

الاكتظاظ الصفي يعوق العملية التربوية

سلام السوداني

تعاني مدارسنا قاطبة من ظاهرة الاكتظاظ الصفي، حيث يصل عدد الطلبة في الصف الواحد إلى اكثر من (60) طالباً، وفي بعض المدارس يصل إلى ضعف هذا العدد، حيث يساهم وجود هذا العدد في تقليل قدرة المعلمين على ممارسة أساليب التدريس المتقدمة مما قد يكون له أثر سلبي على التحصيل الدراسي للطلبة، حيث يسود اعتقاد لدى النظم التربوية السائدة في العالم أن الصفوف ذات الحجم الصغير او اعداد الطلبة القليلة توفر بيئة تعليمية أفضل بالنسبة للمعلمين وتزيد من فاعلية المعلم التي تتجسد في انتاج مستويات تحصيلية أفضل، وربما يقوم هذا الاعتقاد على الافتراض بأن الوقت الذي يصرفه المعلم مع كل طالب يكون أكثر توافراً لدى معلمي الصفوف الصغيرة وللإسهام في النشاطات الصفية المتنوعة، وأن الروح المعنوية للمعلمين تؤثر في مدى فعاليتهم واقبالهم على مهنة التعليم، ولغرض الوقوف على هذه الظاهرة كان لنا جولة للوقوف على هذه الظاهرة مع عدد من التربويين وأولياء أمور الطلبة.

*خلدون سعد كاظم (معلم) يذكر:

- إن الاكتظاظ الصفي يعوق استخدام المرافق التعليمية المختبر – الحاسوب – الحانوت المدرسي – المرافق الصحية، كما تؤثر سلباً في تنفيذ الأنشطة المدرسية في العملية التربوية المرافقة لبعض المناهج الدراسية وبالتالي التأثير السلبي على التحصيل الدراسي.

* سهير علي داود (معلمة) تقول:

- إن اكتظاظ الطلبة وصل عندي إلى 65 طالباً بغرفة صفية صغيرة، وهذا لا يعطي للطالب حق المشاركة في الحصة الصفية او الإجابة بسبب كثرة أعداد الطلبة، كما يربك المعلم داخل الحصة أو الدرس، وأن التعامل مع أعداد كبيرة صعب جداً بحيث لا استطيع التجول داخل الصف المكتظ بالطلبة، لذلك أطالب الوزارة والمديريات العامة للتربية بإيجاد الحلول الناجعة لهذه الظاهرة من أجل تمكين الطلبة من ممارسة حقهم كباقي الطلبة في مدارس أخرى وفي غرف نموذجية غير مكتظة من أجل افساح المجال للطالب بالمشاركة بالدرس وتلقي المعلومات بشكل صحيح أثناء الدرس.

* حيدر أنيس يوسف (مدير متقاعد):

- هناك آثار سلبية مستقبلية لهذا الاكتظاظ واستياء الاهالي من جلوس أبنائهم على الأرض في الغرف الباردة شتاءً والحارة صيفاً أو مشاركة أكثر من (4) طلاب بمقعد دراسي واحد إضافة إلى خوفهم من عدم حصول أبنائهم على المعلومات والاهتمام والمتابعة من قبل الهيئة التعليمية نتيجة هذا الزخم.

* آيات على حسن (معلمة) تضيف:

- نلاحظ التأثير الصحي على صحة الطلبة نتيجة الاكتظاظ حيث ان الجو العام للغرف الصفية المكتظة غير صحي للطالب او المعلم، كما أشار البعض من الأهالي إلى أن تجميع الطلبة في غرف ضيقة لا تصلح ان تكون غرفاً صفية يتلقى فيها الطلبة التعليم او التعلم، فلا بد من إيجاد الطرق المناسبة للسيطرة على الاعداد الكبيرة من الطلبة،  وهذا الاكتظاظ يعيق استعمال المرافق الصحية  ويحرم التلاميذ من الاستفادة من الوسائل التعليمية ، وان اكثرهم تضرراً هم تلاميذ الصفوف الأولى كونهم في مرحلة اكتساب المهارات الاساسية وتحديداً لمهارتي القراءة والكتابة، وبالتالي ضعفهم في مهارات أساسية تشكل البوابة للعبور إلى المرحلة الأعلى وتلقي العلم والمعرفة والمهارة في بقية المواد الدراسية، لذلك أرى ضرورة الحاجة الماسة إلى معالجة هذه الظاهرة في التوسع في بناء المدارس واضافة غرف صفية ومنح القطاع الخاص (الأهلية) تسهيلات بضوابط صارمة ومحاسبتهم بشدة وعدم ترك الأمور على عواهنها في المدارس الأهلية.

 ********************************

التعليم العالي والبحث العلمي في برنامج الحزب الشيوعي العراقي

عادل عبد الزهرة شبيب

اهتم الحزب الشيوعي العراقي في برنامجه المقر من قبل المؤتمر الوطني الحادي عشر للحزب (24 - 28 تشرين الثاني 2021) بمحور (التعليم العالي والبحث العلمي)، مؤكدا على ضرورة “ اصلاح التعليم العالي انطلاقا من مبدأ صيانة حرمة الجامعات والمعاهد واستقلالها وبما يعيد السمعة العلمية والأكاديمية للجامعة العراقية كونها مؤسسة حضارية مفتوحة، لا يجوز تقييدها بانتماء عقائدي او ايديولوجي او اي غطاء آخر، والاهتمام بتطوير التعليم العالي عامة ومراكز البحوث والدراسات التخصصية. كما يؤكد برنامج الحزب ايضا على ضرورة اعتماد استراتيجية وطنية في المنح والبعثات والزمالات وفي القبول في الجامعات والمؤسسات التربوية بشكل عام، تقوم على أسس الكفاءة وتكافؤ الفرص وعدم التمييز بين المتقدمين على أسس طائفية او قومية او حزبية او غيرها. كما يؤكد الحزب الشيوعي العراقي على العمل بمبدأ استقلالية الجامعات وعلى صيانة الحريات العامة فيها، وعلى ترسيخ ثقافة التعدد واحترام الرأي الاخر، ونبذ الأقصاء والتهميش ورفض التعصب والتطرف بكافة اشكالهما واحترام للحريات الأكاديمية وصولا إلى تشكيل مجلس للتعليم العالي مع منح اجازات الجامعات الأهلية على وفق الضوابط القانونية وحسب حاجة البلد، وتوحيد معدلات القبول فيها مع مثيلاتها في الجامعات الحكومية.

واكد الحزب كذلك في برنامجه ضمن هذا المحور على منح تخصيصات مالية للبحث العلمي والتطوير الأكاديمي فضلا عن اقامة المؤتمرات والندوات العلمية بجانبيها النظري والتطبيقي  وارتباطها الصارم بالواقع الاجتماعي وحاجة البلد وتفعيل مبدأ  التوأمة  وبرامج التعاون  العلمي  مع الجامعات العالمية، كما يؤكد البرنامج  ضمن هذا المحور على أهمية البحث العلمي وضورة توفير مستلزمات نجاحه والعمل على تجاوز المعوقات التي تواجه الباحثين  في الجامعة وربط البحوث والأطاريح العلمية ( ماجستير ودكتوراه ) بالحاجات والمشاكل الفعلية التي تواجه الاقتصاد والمجتمع في بلادنا .

ويرى الحزب ايضا اشاعة الحريات الأكاديمية والديمقراطية واحترام الحرم الجامعي والسماح في تشكيل الجمعيات العلمية والثقافية والفنية داخل الجامعة وإطلاق حرية الطلبة في التعبير عن مطالبهم وطرح مشاكلهم وفي اختيار ممثليهم، كما ان من اولويات نجاح العمل الجامعي ترصين العلاقة بين طلبة الجامعات واداراتها واشراك ممثلي الطلبة في عملية صنع القرار في الأمور التي تخص الطلبة داخل الحرم الجامعي. مؤكدا على تطوير امكانيات التدريسيين عبر دورات تخصصية ترفع من قدراتهم العلمية والمهنية بالتعامل مع التكنولوجيا الحديثة واستخداماتها، ويتطلب هذا اجادة أكثر من لغة أجنبية “.

فلنعمل على مواصلة الجهود لتصفية أثار المرحلة السابقة والاحتلال ومرحلة الحكومات المتعاقبة التي جاءت بعد 2003 واصلاح المنظومة التربوية والتعليمية في مختلف مراحلها والتأكيد على قيم المواطنة وتعزيز الفكر التنويري وربط التعليم بعملية التنمية الشاملة في البلاد واهدافها الكبرى.    

 ******************************************

الصفحة العاشرة

ملاحظات في العلاقة بين الديمقراطية والتنمية

د. هاشم نعمة

لاحظ عالم الاجتماع الأمريكي سيمور ليبسيت لأول مرة عام 1959 بأن الديمقراطية ترتبط بالتنمية الاقتصادية. هذه الملاحظة ولدت كما كبيرا من البحث في موضوعات السياسة المقارنة ذات العلاقة. فقد جرى دعم هذه الفكرة والاعتراض عليها، ومراجعتها وتوسيعها، واهمالها وانعاشها. وعلى الرغم من إعلان الخروج بخلاصات من هذا النقاش إلا أنه لم تظهر نظرية ولا حقائق واضحة حول هذه العلاقة.

ظلت العلاقة بين الديمقراطية والتنمية مثارا للنقاش وسط العلماء ويبدو أن هناك وجهات نظر مختلفة بشكل أساسي بشأن تأثير هذا التفاعل. من ناحية، يناقش بعض المنظرين بأن الديمقراطية والتنمية الاقتصادية يعزز كل منهما الآخر. من ناحية ثانية، يرى آخرون بأن الديمقراطية تضر بالتنمية. وما يزال البعض يؤيد فكرة عدم وجود علاقة ملموسة بين الديمقراطية والتنمية الاقتصادية. علما أنه في العقود الثلاثة الأخيرة، حاول العديد من الباحثين تأكيد مواقفهم بشأن هذه العلاقة، لكن انتهوا إلى استنتاجات  متباينة.  

يجادل بعض المنظرين أن الحكومة الديمقراطية هي الأنسب لتعزيز النمو الاقتصادي المستدام. إضافة إلى ذلك، فإن العمليات الديمقراطية ووجود الحريات السياسية تولد الظروف الاجتماعية التي تكون ملائمة أكثر للتقدم الاقتصادي، إذ يستنتج البعض بأن هناك علاقة ثابتة وإيجابية بين التنمية الاجتماعية -الاقتصادية والديمقراطية، وهذا واضح من حالة  الكثير من الدول التي مرت بالتجربة الديمقراطية.        

هناك مقاربة واسعة الانتشار تعتبر أن الديمقراطية هي ثمرة للتنمية الاجتماعية -الاقتصادية. ومن بحوث تجريبية لمجموعة مختلفة من البلدان قام بها ليبسيت خلص فيها إلى أن التنمية الاقتصادية تتضمن التصنيع، التحضر (ارتفاع نسبة سكان المدن)، مستويات عالية من التعليم وزيادة منتظمة في الثروة الاجمالية للمجتمع، وتكون هذه الشروط أساسية لديمقراطية مستدامة. وعلى الرغم من اتفاق هؤلاء المنظرين بأن الديمقراطية تتطلب مسبقا مستوى معينا من التنمية الاقتصادية، ولكن لا يوجد اجماع واضح حول هذا المستوى ونمط  التنمية الذي يخدم هذا الهدف، مع أنه يوجد اعتقاد واسع بأن الفقر يشكل عقبة أساسية أمام التنمية الاقتصادية والديمقراطية.

إن نظرة عابرة للعالم ستظهر أن البلدان الفقيرة تميل لتكون ذات أنظمة مستبدة، بينما الدول الغنية تميل لتكون ذات أنظمة ديمقراطية،( توجد دول غنية لكنها ذات أنظمة مستبدة وهذا ينطبق على الدول ذات الاقتصاديات الريعية خصوصا) مع ملاحظة بأن الديمقراطية ترتبط بدون شك مع مستوى معين من التنمية الاقتصادية. ومع أخذ الأهمية المركزية للتنمية الاقتصادية بالاعتبار، ينبغي التمييز بين آليتين قد ولدتا هذه العلاقة وذلك بالتساؤل فيما إذا كانت البلدان الديمقراطية قد انبثقت على الأرجح من تطور اقتصادي في ظل نظام دكتاتوري أو ظهرت لأسباب أخرى غير التنمية، والملاحظ أنه تستمر الديمقراطية على الأرجح في البلدان التي كانت متطورة بالفعل. وكما لاحظ البولندي برزيورسكي وآخرون فانه يبدو من المعقول الافتراض أن الفقر يولد الفقر والدكتاتورية. كما أن انتشار فكرة التنازل عن ميزة من أجل الحصول على ميزة أخرى بين الديمقراطية والتنمية الاقتصادية لا يبدو سليما.     

تعكس العلاقة القوية بين الديمقراطية والتنمية حقيقة أن التنمية تفضي إلى الديمقراطية. لكن يثار سؤال لماذا تقود التنمية بالضبط إلى الديمقراطية؟ هذا ما جرى مناقشته بصورة مكثفة من قبل الباحثين. بالطبع لم يكن نشوء المؤسسات الديمقراطية تلقائيا وذلك عندما يحقق بلد ما مستوى معينا من الناتج المحلي الإجمالي. ثم أن التنمية الاقتصادية تجلب تغيرات اجتماعية وسياسية وبالتالي تفضي إلى الديمقراطية إلى الحد الذي تخلق طبقة وسطى كبيرة ومتعلمة وواضحة، وأن يرافق ذلك حدوث تحول في قيم الناس ودوافعهم.

أثيرت بعض الأسئلة ذات البعد التاريخي مثل من يسبق أولا الديمقراطية أم التنمية؟ وهل الديمقراطية شرط مسبق للنمو الاقتصادي والتطور الاجتماعي؟ وهل ستكون الديمقراطية فقط قابلة للتطبيق وتتعزز عندما يكون هناك مستوى معين من التنمية قد انجز؟ وهل يجب أن تكون المجتمعات مؤهلة للديمقراطية أو تكون كذلك من خلال تطبيق الديمقراطية؟ وهل تكون التنمية الاقتصادية مستدامة بدون التطور السياسي والعكس بالعكس؟    

حاليا، من الممكن أكثر مقارنة بالسابق قياس التغيرات الرئيسة والمدى الذي تقدمت فيه بلدان معينة. فقد جعل التحليل المتعدد المتغيرات من استطلاعات القيم ذلك ممكنا لفهم التأثير النسبي للتغيرات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وأشارت النتائج إلى خلاصة تقول بأن التنمية الاقتصادية تفضي إلى الديمقراطية بقدر ما تحدث من تغييرات هيكيلية معينة (خصوصا صعود قطاع المعرفة) وتغيرات ثقافية معينة .كما تؤثر الحروب، والاضطهاد والتغيرات المؤسساتية، وقرارات النخب وقادة معينين في ما يحدث، لكن تعد التغيرات البنيوية والثقافية عوامل رئيسة في نشوء الديمقراطية وبقائها.

وهناك من يرى أنه من أجل تعزيز الديمقراطية نحتاج أن نتعلم من أخطاء الماضي. ولا يمكن للدمقرطة أن تتعزز بالاعتماد على النماذج الغربية فقط. إذ أن الدعم المؤثر للدمقرطة يجب أن يركز على المبادئ الديمقراطية العامة في سياق اجتماعي اقتصادي سياسي معين. علما أنه عندما  نتعامل مع الدول الهشة  فإنه من الخطأ الفادح نكران أهمية الشرعية، إذ أن نقص الشرعية يعد سببا لهشاشة الدولة.

في الهند مثلا، لم تتغير نسبة السكان الذين يمكن تصنيفهم كفقراء بالمقياس المطلق بشكل جذري منذ الاستقلال. يعني هذا أن التجربة الهندية لا تؤكد توقع الأداء الجيد للأنظمة الديمقراطية بشأن الرفاه الاجتماعي في جميع الأحوال. إذ من ناحية بعد النمو تبدو الصورة أكثر تعقيدا قليلا: حيث كان هناك تأكيد على التصنيع، ولكن بسبب المعدل المنخفض للنمو في القطاع الزراعي، كانت النتيجة الإجمالية نموا ضعيفا إلى حد ما.

بالنسبة إلى للعراق، فقد جاءت تجربته الديمقراطية المتعثرة إثر احتلال، وكان البلد قبل ذلك منهكا بسبب الحروب الداخلية والخارجية والعقوبات القاسية التي فرضتها الأمم المتحدة بعد غزو الكويت من قبل نظام صدام حسين، إذ انتشر الفقر على نطاق واسع وتراجعت الخدمات والتعليم والصحة. ونتيجة تبني نهج المحاصصة الطائفية والإثنية الحاضن للفساد المالي والإداري بعد سقوط النظام، لذلك لم تنطلق تنمية اجتماعية-اقتصادية حقيقية ترافق التغيير السياسي وتعززه نحو بناء نظام ديمقراطي على الرغم من ارتفاع عائدات العراق من النفط، بل ظلت أغلب المصانع متعطلة والزراعة تتراجع، وتعزز التفاوت  الطبقي وتفتت النسيج الاجتماعي وضعفت الهوية الوطنية أمام انتعاش الهويات الفرعية، الطائفية والإثنية والقبلية والمناطقية. وكل هذه الأمور لابد أن ترتبط بعلاقة عكسية سلبية مع تعزيز الديمقراطية وتزيد من تعثرها وتشوهها.

ونحن نعرف من تجارب المجتمعات أنه كلما انتشر الفقر والعوز وضعف الأمن فإن المطالبة بالحريات والحقوق السياسية تتراجع وتصبح الأولوية لمتطلبات الحياة الأساسية. وقد لاحظنا ذلك من شعارات انتفاضة تشرين 2019، التي ركزت في مضمونها على العدالة الاجتماعية ولم تركز على تعزيز الديمقراطية كنظام. بل هناك من يبحث عن منقذ حتى لو كان مستبدا عندما تتردى الأوضاع، وتجربة تونس شاهد على ذلك، إذ مهد ضعف التنمية الاجتماعية-الاقتصادية إلى عودة الاستبداد.

أخيرا، هناك عوامل أخرى تؤثر في البناء الديمقراطي منها: الارث السياسي، أي هل كان البلد مستقلا أم خضع للسيطرة الاستعمارية (في كثير من الدول كانت الديمقراطية من ارث الاستعمار لكنها لم تستمر)، والتاريخ السياسي للبلد وعدد المرات التي حكم فيها من قبل الأنظمة المستبدة، والبنية الدينية والمذهبية والبنية الإثنية واللغوية، والبيئة السياسية الدولية ونسبة الأنظمة الديمقراطية في العالم خلال فترة معينة وغيرها. 

 *************************************

قراءة في التشكيلة الرأسمالية اليوم

د. لطفي حاتم

ظهرت الرأسمالية كتشكيلة اقتصادية-  اجتماعية، عبر تطور بنيتها الداخلية، المرتكزة على التوسع الرأسمالي، بغية تعظيم الأرباح الناتجة عن استغلال قوة العمل وموارد البلاد الطبيعية. وأنتجت الرأسمالية منظومة فكرية مستندة الى وحدة الأمة ونزاعها مع الخارج، بهدف تجميد النزاعات الطبقية في تشكيلتها الاجتماعية. كما انتقلت الرأسمالية المرتكزة على التوسع والربح الى الاسواق الخارجية لغرض الهيمنة والاستحواذ على قوة العمل الرخيصة والموارد الاولية في البلدان الاخرى. وقادت المنافسة الضارية بين الرأسماليات الوطنية الى حروب داخلية / خارجية وما نتج عنها من اقتسام العالم بين الدول الرأسمالية المتنازعة. غير أن الرأسمالية، إستطاعت بنزعتها الكولونيالية من ادامة وتطوير اسلوب الانتاج الرأسمالي من خلال منهجين أولهما الهيمنة على الأسواق الخارجية وثانيهما تحجيم الكفاح الوطني ضد جوهرها الاستغلالي.

وأفضى الكفاح الطبقي الذي خاضته الطبقة العاملة في البلدان الرأسمالية الى تحسين شروط استغلالها، عبر قوانين اجتماعية نابعة من المساومات الطبقية، ومرتكزة على بناء سياسي يعتمد الديمقراطية في منظومة البلاد السياسية. وقد أدت هذه المساومات بين الطبقة الرأسمالية الحاكمة والطبقة العاملة الى تفاهمات طبقية، حصرت الكفاح الطبقي بحدوده الاصلاحية، القاضية بعدم التعرض، عبر الثورة الاجتماعية، الى سيادة الرأسمالية كطبقة اجتماعية في البناء السياسي.

التطور الرأسمالي

لقد مر اسلوب الإنتاج الرأسمالي بمراحل مختلفة من التطور، تمثلت في مرحلة رأسمالية المنافسة، وبعدها مرحلة الرأسمالية الاحتكارية، وصولا الى المرحلة الحالية المتسمة بالعولمة الرأسمالية. وتلازمت مراحل التطور الرأسمالي مع كثرة من التغيرات الاقتصادية - السياسية، على صعيد علاقات الانتاج وقواها الاجتماعية المنتجة فضلا عن تغير العلاقات الدولية وقواها المقررة.

وأدى انهيار الإشتراكية الفعلية الى وحدانية التطور الرأسمالي وسيادة  قوانين تطوره في العلاقات الدولية، عبر التركيز على نهوج الالحاق والتهميش والتبعية. وأنتج ذلك عالماً تترابط أسواق دوله الرأسمالية، في أنساق ثلاثة، سادت في نسقه الأعلى الرأسمالية المعولمة، وفي نسقه الثاني الرأسمالية الاحتكارية، أما نسقه الثالث فتمثل بتبعية الكثير من دوله الوطنية للعالم الرأسمالي.

الرأسمالية المعولمة

تتطور الرأسمالية المعولمة (النسق الأول) في إطار ميولها البنيوية المتناقضة، في مسار يهدد سلام العالم وأمنه. وقد ارتبط هذا التطور مع انحسار الثورات الاجتماعية في دول النسق الثالث، وخفوت وتراجع القضية القومية مقابل تنامي المسألة الوطنية، ومساندة الرأسمالية المعولمة للنزعات الطائفية والانفصالية بهدف اضعاف الدول الوطنية وتفتيت تشكيلاتها الاجتماعية والهيمنة على ثرواتها الوطنية، وأخيراً ممارستها للتدخلات العسكرية والحصارات الاقتصادية ضد الدول الوطنية (المتمردة)، من أجل فرض علاقات معها على قاعدة التبعية والتهميش، واقامة التحالفات العسكرية مع هذه الدول بما يضمن لها قواعد عسكرية وسوقاً للإنتاج الحربي، الأمريكي بشكل خاص، وأخيراً مساندة اليمين المتطرف في النزاعات الاجتماعية.

الرأسمالية الإحتكارية

وتتميز دول النسق الثاني من التشكيلة الرأسمالية العالمية، بقوة احتكاراتها الوطنية وتحالفاتها الدولية، ولكنها لم تصل الى المرحلة الكوزموبوليتية لأسباب تاريخية يشترطها توافق طبقات التشكيلة الاجتماعية الوطنية. وفي هذا الإطار نشير الى ان دول النزعة القومية ترتكز على منظومة سياسية تتسم بسيادة التعارضات الطبقية في تشكيلتها الاجتماعية واعتمادها الشرعية الديمقراطية الانتخابية اساسا لحل تناقضاتها الاجتماعية، وبسيادة الروح التضامنية بين طبقات تشكيلتها الاجتماعية، اعتمادا على نزعة التعارض والتضامن الاجتماعي، وبمناهضة النزعات الكوزموبوليتية التي تحملها الرأسمالية الامريكية والتركيز على النزعتين الوطنية والقومية، وباقامة اشكال اتحادية اقتصادية ـ سياسية بين دولها لغرض صيانة وتطور نهوجها الاقتصادية والسياسية على الساحة الدولية.

التناقضات في التشكيلة الرأسمالية

يمكن تقسيم التناقضات في التشكيلة الرأسمالية الى  تناقضات أساسية وأخرى ثانوية. وتعد التناقضات بين العمل ورأس المال من التناقضات الأساسية، وتتجلى بالنزاعات الطبقية حول خيار التطور الاجتماعي وحول مستقبل البلاد السياسي وتحالفاتها الدولية، فيما تمثل التناقضات الثانوية التعارض بين الدول الرأسمالية الكبرى حول السيطرة الفعلية على موارد وأسواق الدول الوطنية، وتعميم قوانين التبعية والتهميش عليها، والخلاف على تصدير رأس المال واستغلال العمل الرخيص في الدول الوطنية، والخلاف بين قوى اليمين المتطرف و العولمة الامريكية الكوزموبوليتية، وأخيراً النزعة الديمقراطية ومحاولة تحجيم تطورها في الدول الوطنية.

وتكتسب التناقضات الدولية المشار اليها اهميتها من انتقال الرأسمالية الاحتكارية الى مرحلتها المعولمة التي تعني الهيمنة الدولية الشاملة وما تجره من تعميم قوانين التبعية والتهميش، والعمل على تنمية الروح العسكرية بين الدول وما تجره تلك الروح من نزاعات عسكرية دولية.

كما يكتسب الكفاح الوطني المناهض لوحدانية التطور الرأسمالي عناوين وطنية ـ دولية عامة بين طوابق الرأسمالية المعولمة وتشكيلاتها الاجتماعية، تتلخص في سبل ادارة النزاعات الوطنية بين الدول انطلاقا من حدة المنافسة بين الرأسماليات الوطنية وما تحمله من صراعات جديدة. كما تقود التناقضات بين اطراف التشكيلة الاجتماعية الدولية الى المنافسة الحادة، وما تحمله تلك المنافسة من مخاطر فرض العقوبات الاقتصادية والنزاعات بين الدول الكبرى بأشكال عسكرية، واللجوء الى فرض نهج العقوبات الاقتصادية والتدخلات العسكرية و تشجيع الحروب الاهلية في الدول الوطنية.

 ********************************************

فلاسفة ومفكرون.. برتراند رسل (1872-1970)

اعداد: د. صالح ياسر

فيلسوف وعالم منطق وشخصية عامة بريطانية وعالمية مرموقة. ساهم رسل مساهمة كبيرة في تطور المنطق الرياضي الحديث، وقد حاول مع زميله هوايتهد في بداية القرن العشرين وهما يتبعان العالم فريغة ان يستكملا الأساس المنطقي للرياضيات. وقد كتب عددا كبيرا من الاعمال الفلسفية عن مشكلات العالم الطبيعي. وذهب رسل الى ان الفلسفة تستمد مشكلاتها من العالم الطبيعي وأن مهمتها هي تحليل وتفسير مادي لمفاهيم العالم الطبيعي، وأن ماهية الفلسفة هي المنطق والتحليل المنطقي للغة. وقد طرأ على نظرة رسل في حل المشكلة الرئيسية للفلسفة تطور من المثالية الموضوعية الى المثالية الذاتية. فالإنسان في رأيه عليه أن يشتغل بالمعطيات الحسية. إن ما يدركه الانسان هو “واقعة” أو مركب من “الوقائع”، والوقائع لا تعد فيزيقية أو نفسية، انها محايدة، حسب وجهة نظر برتراند رسل.

كان رسل في الفترة الاخيرة من حياته مساهما فعالا في حركة نزع السلاح العام، خدمت مقالاته وخطبه ضد الحرب والدعوة للسلام، قضية التقدم الانساني. ويتذكر العراقيون جيدا موقفه من انقلاب شباط الاسود في عام 1963 وتأييده لنضال شعبنا ودعمه لاعمال لجنة الدفاع عن الشعب العراقي التي تأسست عشية الانقلاب المذكور وضمت  شخصيات اجتماعية وسياسية مرموقة في مقدمتهم الجواهري الكبير والدكتور فيصل السامر وغيرهما.

**************************************

الصفحة الحادية عشر

اتحاد الادباء.. ثمار الكتب

يواصل الاتحاد العام للادباء والكتاب في العراق اصداراته الأدبية الثرية بتصميم جديد وطباعة انيقة. وآخر ما صدر:

- المدونة الرقمية/ رواية حنون مجيد.

- ينال/ رواية امجد توفيق.

- دفوف رابعة العدوية/ رواية عبد الستار البيضاني.

- ارض من عسل/ قصص هيثم بهنام بردى.

- النجم ولمعان الإيحاء/ نقد: أ. د. صباح عباس عنوز.

- سفرة الى الآخرة/ قصص عبد الكريم المصطفاوي.

- نجوم منطفئة في سماء ذاكرة الغريب/ سيرة أدبية: د. ضياء خضير.

- القصة والرواية في ديالى/ نقد: د. فاضل عبود التميمي.

- سلة لحروف الجر/ شعر: وليد البغدادي.

- عوالم موازية/ رواية ماهر مجيد إبراهيم.

- مامي توم (ارورو) شعر: جواد الزلفي.

- احمر افضل من ميت/ رواية احمد إبراهيم السعد.

***********

الحمرُ أصدقائي

الى/ روحي صديقيّ الشهيدين الشيوعيين ابراهيم عبد السادة عثمان وحسن رفيق.

جبّار الكوّاز

لم يكن الفجرُ سوى

 بيتِنا في عطفةٍ

 بين أعشاشِ الفواختِ

ودقاتِ طبولِ الزنوجِ

 في طاقِ(المهديّةِ) وكانت سفنُ النخيلِ غارقةً بمياهِ الامطارِ

 وصدى همساتِ أدعيةٍ لجدّي

يرتّلُها صدى ملاكٍ مع هديلِ فواختِ السوقِ.

وكانً السوقُ في خطواتِه البكرِ 

زرافاتِ بدوٍ

 وفلّاحينَ

.وعتّالينَ حفاةً

وكنّا نترقبُه ضوءً من عطفةِ زقاقِ (اليهود)..

يطلّ منها

متلفّتاً حذرَ الشرطي السريّ

 فقد آكتشفَ سرَّه في حانةٍ رثّةٍ على

 ضفةِ الفراتِ يوما

(- صفّارتُه المبحوحةٌ ضباحُ ذئبٍ ينتظرُه.

-حزامُه بنقشاتِه اليمانيةِ مزدهيا بخنجرِهِ المثلومِ وبدُرّتِه ذاتِ الرأسِ الحجريِّ.)

وهو

(- كلامُه غابةُ حروفٍ أينعتْ  جداولَ حياةٍ.

-شايُه ترياقٌ

-رغيفُه حلمٌ

-خطاهُ همٌّ

في أزقّةٍ ضائقاتٍ بأنينِ الأرامل والايامى.

-عيناه،

نعم

عيناهٌ افقُ أيائلَ

 ومروجُ طيورٍ

 وأناشيدُ كادحينَ)

كيف أرسمُ صورتَه ؟! وهو أخي المزهوُ  بكتبِه  في بستانِ(مقام ردّ الشمس).

كانت الرايةُ الحمراءُ مشدودةً الى خصرِه. ومسدسُه(الوبلي)

يقظُ  كذئبٍ في نومٍ  .

(المطرقة: بابٌ للفجرِ من حملَها نفحُ الفجرُ سناه ديمةً ماطرةً

والسندان:أرضُ أجراسُها شمسٌ وثمارُها ذهبٌ واشجارُها اناشيدُ الشهداء.)

 وكان ماكان...

لقد قفلوا بابَ الشمسِ بوشاياتِ الأرصفةِ

وأسروا المنجلَ في زنازينِهم السودِ

 وأطالوا حبسَ المطرقةِ في أفرانِ الليلِ

والحمرُ

الحمرُ

الحمرُ

عناقيدُ ثمارٍ تتدلى من جروحِ الشهداءِ

الحمرُ

الحمرُ

الحمرُ

مناشيرُ وأوراقٌ سريّةٌ

تفتح مروجَ الضوءِ

كانتِ الشمسُ أبجديتَها

والمحبةُ جغرافيتَها

وهو بعدَ أنْ قيدوه بالأصفادِ

كان يتلفّتُ موصيا بعينيهِ هواءَ الفجرِ

 رسالة َاملٍ

 وسلامٍ

 لوطنٍ مذبوحٍ من الوريدِ للوريد.

وفي سجنِ(الحلّة)

حين جاءه أبواهُ

لم يجدوهُ

قال الشرطيُّ الخافرُ:

أمسِ فجرا

كان محلّقا في سماءِ (الحلّةِ)

غيمةً أمطرتْ

 مَنّاً

وسلوى

وأملاً.

وهتافا

*********

إبادة جماعيّة

فوزي السعد

أبانا على الأرض

ليس الذي في السماء

بذورُك نحنُ

ومن دفْق صلبك جئنا

نفتّشُ عن منبت دافئ وأمين

لماذا أبانا الرحيم

بلا رحمةٍ منك

ألقيتنا في غياهب

سجنٍ من الواقيات اللصاق ؟

أمنّا تقيك أبانا ؟

لتتركنا مثل غرقى

وفي سائل معتم

نتخبّط في التيه

ليس لنا قشّة

من بقايا الأماني

بها نتعلّق

نمنحُ ما قد تبقّى

لدى بعضنا من بصيص بقاء

ألم يعطك الربُّ هذي الحياة ؟

لماذا أبانا

تخليت عنّا

وأعطيتنا

للفناء ؟!

**********

كريم كطافة يوثق تاريخ الكفاح المسلح للشيوعيين في رواية «حصار العنكبوت»

حمدي العطار

ليس من السهل نقل تجربة حرب العصابات او ما يسمى الكفاح المسلح الى السرد الروائي الا اذا كان السارد جزءا من تلك المجموعة وقد عايش الظروف الصعبة لكي يقوم ببناء الشخصيات والاحداث واقعيا وبمقدرته الابداعية يخلق من هذه الشخصيات الواقعية شخصيات روائية.

رواية (حصار العنكبوت) للروائي “كريم كطافة” الصادرة من دار الفارابي – بيروت الطبعة الثانية سنة الاصدار 2022 وتقع في 380 صفحة من القطع المتوسط وتحتوي على 39 مقطعا. نجحت في نقل هذه التجربة الفريدة لتكون رواية جيدة وناضجة وتستحق الاهتمام.

تتناول الرواية الحياة اليومية للانصار وهم شيوعيون صعدوا الى جبال كردستان القاسية لمقارعة نظام صدام، استطاع الروائي ان يجعل شخصيات روايته اصدقاء للمتلقي بما يملكون من انسانية واستعداد للتضحية والفداء وعدم الاستسلام، الرواية تجعلنا نتخيل شكل الشخصيات وملامحهم وضحكاتهم، خوفهم، ضعفهم، شجاعتهم، وحيرتهم وهم يرون الحرب تتوقف وصدام لم يسقط كما كان يتوقع الحزب الشيوعي، الجانب العسكري وحتى السياسيي على الرغم من ان جميع الشخصيات شيوعية وتكاد الرواية ان تنزلق لتكون تسجيلية لكن مرونة السرد عند كريم كطافة وتفاصيل الاحداث ومشاعر الشخصيات هي من تلعب في مشاعر المتلقي، شباب ورجال ينذرون انفسهم طوعا لمحاربة الظلم والثأر لرفاقهم الذين اعدمهم النظام، هؤلاء الذين يذهبون الى الموت المحتمل يتركون مدنهم وحياتهم الخاصة الناعمة المريحة ويأتون الى الجبل لمواجهة الموت والحياة القاسية، انها تجربة انسانية لا يقدر عليها كل انسان الا من يملك الايمان بالافكار والمبادئ، وانا اقرأ هذه الرواية تذكرت روايات همنغواي عن الحروب (لمن تقرع الاجراس) و(وداعا للسلاح) والحالات الانسانية التي تجسدت في تلك الروايتين، وفي هذه الرواية شحنة انسانية منذ الاهداء والاستهلال تجعلنا نستمر بالقراءة حتى النهاية” فؤاد يلدا...ما زلت الجرح الناتئ في روحي” صعوبة الموقف وعدم دقة التقدير هي ما يرفع البناء الدرامي لللاحداث وانعكاسها على الشحصيات لنر كيف يقدم الروائي رفاقه في حركة الانصار “لم نكن مرتزقة هبوا للقتال طمعا في مال كما لم نكن جنودا غلبوا على أمرهم وتم سوقهم عنوة. كنا شبانا مهووسين بحلم يلوح لنا في آخر النفق الطويل كأنه الحقيقة، حلم مراوغ يبتعد كلما اقتربنا.منه من كان يؤمن حتى وهو في لجة التجربة، أن الكتب قادرة على تغيير العالم. واللوحة تهزم القبح.. والموسيقى تجترح المعجزات...كان بيننا حالمون متقنعون بأقنعة فلاسفة ومنظرون لمدن فاضلة. مثلما التحق بنا جنود هربوا من حروب ليست حروبهم وفلاحون امتزج إخلاصهم للرفقة بشرف العشيرة وقيمها..وأمهات وزوجات وأخوات وآباء وأطفال جرى تهجيرهم الى معاقلنا الجبلية بجريرة ذوي القربى.

“ألى كل اولئك الرجال والنساء والأطفال الذين قاسمتهم تضاريس تلك الأيام أهدي هذا الذي لا أدري ما سيكون” هل رأيتهم أجمل من هذا التعريف والاهداء؟

اذا كان زمن الرواية يبدأ عند تاريخ وقف الحرب العراقية الايرانية 1988 والمكان هو جبل (كاره) فالاسلوب الذي استخدمه الروائي فيه مواصفات تقنية وفنية تنتقل بالمتلقي زمانيا ومكانيا، وفي السرد ما يشبه السيناريو السينمائي وخطوط الدراما التي تعطي دلالات متعددة لكل الشخصيات.

السارد على الرغم من وجوده داخل المشهد السردي لكنه يختار أن يكون متباعدا ليسمح للشخصيات بالتعبير عن نفسها، كأنه يحمل كاميرا وقدرة اخراجية على توزيع الأدوار ويعلق عليها ويترك بعفوية بناء المشهد السردي. وتتلمس بأن الروائي يترك ثغرات أو ثقوبا سردية تتولى الشخصيات ردمها عن طريق الاسترجاع.

وكذلك المتلقي عليه استيعاب تكسير الزمن بالرواية

معاناة المرأة الانصارية

تتميز تجربة (الانصار) اللجوء للكفاح المسلح للحزب الشيوعي في جبال كردستان ثمانينيات القرن الماضي بإشتراك المرأة في هذه التجربة القاسية.

وعلى الرغم من ان الروائي كريم كطافة لم يركز كثيرا على الجزئيات لكن الواقعية الصارخة التي عبر عنها السارد في تجسيد اعماق الشخصيات وتدوين تفاصيل الاكثر دقة عن الصعوبات التي واجهت الشخصيات النسائية وهن يحاولن الهروب من الحصار والوصول الى الحدود التركية تغطي الوضع الاستثنائي الصعب الذي عاشته المرأة والتي لا يمكن التفكير بهذا الاتجاه!

لنرى كيف يصف السارد النسوة (أختفت النضارة من وجوه كل النسوة بما فيهن تلك الجميلات، قناع موحد حل محل الوجوه التي كانت. قناعاً متماهياً مع ملامح وجه الشيخ الثمانيني (مام عجلان) بأخاديده وأوهاده الكثيرة. جباه النساء محددة والخدود ناشفة والعيون غائرة والحركة بطيئة)، من السذاجة ان نتخيل إن الجنس يمكن ان يمارس في كل الظروف والاجواء، مجاميع من الرجال والنساء يتعرضون يوميا الى الموت ويفتقرون الى ابسط وسائل المعيشة (الطعام والماء للشرب والسباحة والمرافق الصحية) فضلا عن الخوف واحتمال فقدان الحياة هل يمكن ان يتجه التفكير بشيء مما يقوله البعض من تصورات! وقدم الروائي نماذج متنوعة من النساء فمنهن الانصاريات مثل النصيرة (وضحة) زوجة النصير (مناف) لنتوقف كيف يسرق الانصار المتزوجين فرصة الخلوة الزوجية” لا يوجد قفل لأي باب في هذه القاعدة...-مناف الله يخليك لا تستعجل.قالوا إنهم سيخصصون لنا غرفة في المقر (حبيبتي احنا راح نتباوس وبس، وآني راح أصدقك؟)..زوجان حرما من حياتهما الزوجية منذ أيامها الاولى.دخلا في قبلة طويلة بطول الغياب الذي كان، ورويدا رويدا أخذتهما القبل.. شخصية وضحة (شيوعية) من الانصار التي ترفض ان تكون ضمن العوائل التي يتم ترحيلهم الى الحدود التركية بل تصر على التعامل معها كأي شخص ضمن حركة الانصار والحوار بينها وبين رجال الانصار فيه كل الاحترام ويعدونها ابنتهم او اختهم. فهناك شخصيات نسائية وعوائل اجبرهم النظام للالتحاق بإزواجهم بالجبل ليس للم الشمل بل للضغط على ازواجهم لتسليم انفسهم للنظام بحجة وجود عفو عنهم او لزيادة الصعوبة التي اصلا يعاني منها الرجال الانصار وقسم منهم لا يتحملها فكيف الحال مع النساء والاطفال لا سيما وهم لا يؤمنون بمبررات وجودهم في هذه الامكنة القاسية طبيعيا وخطيرة على حياتهم! “القائد العسكري سهراب المقدام أمام الرجال أعجزهم جميعا وغير قادر على الجام عناد زوجته (نازين) في تحريض النساء على رفض الأمر”ص267، اما شخصية (شيرين) الايزيدية فهي ليست من الانصار لكن زوجها (مراد) من الانصار وهي التي شجعته للالتحاق بالانصار للتخلص من خموله وكسله، لكن مراد شخصيته غير مستقرة وعندما يسمع بزوجته شيرين حامل يتهمها بالزنا لأنه قد راجع الطبيب وقال له انك السبب بعدم الانجاب لذلك (طعن بشرفها ومسح الأرض بكرامتها أمام الجميع..مراد لم يعد لها كما كان..وشيرين جميلة جدا..حتى أن مسؤول المنظمة الحزبية، كان يسميها (البزونة الشرسة)..استدارة وجهها الأبيض المخمر وعينيها الخضراوين اللاصفتين تجعلان ملامحها أقرب الى قطة جميلة، لكنها شرسة. كثيرا ما يعبر عن حسرته أمام رفاقه: هذولة الشيوعيين اشكد محظوظين بالنسوان. وهناك شخصية “روزا الجميلة” الايزيدية بنت الشهيد كاكا الشاب المسيحي حسام الصغير فهي نوع آخر من الشخصيات النسائية في الرواية، والتي تهرب هي وشقيقتها الصغيرة (حياة) مع حسام الصغير على امل الخروج الى تركيا والهجرة والزواج! وحينما تشعر الام بالقلق عن ابنتيها يدور هذا الحوار بين “ام روزا “و”أم أوزاد “ التي لا تعرف عن ابنها ازاد اين هو وقد استبقته الاستخبارات في سجونها لكن تطمئن ام روزا تقول لها : (لا تنسين حسان نصير وشيوعي راح يحافظ عليهن/ تجيبها ام روزا قائلة (-أي نعم أثق بالشيوعيين. دشوفي هذولة الشباب.كل واحد عنده أم وأب ما يعرفون عنه شي من سنين” اما الشخصيات النسائية التي يتم ضخها في الرواية فعلاقتها بالانصار جزءا من الماضي (الجميل) مثل (جونجي) الفتاة المجرية، وكذلك خيالات الرسام (فؤاد) “القادم إلى الجبل من أجمل مدن العالم، لم تجعله شباك العنكبوت يحلم بتلك المدينة التي كأنها خلقت للفرح والجمال فلورنسا..لم يعد بقادر على استرجاع ذكرياته المخملية..و صبايا البورتريهات التي كان يرسمها..أجساد النساء.ولهاث أيام وليالي المتع الباذخة..لم ير أمامه الآن سوى البصرة تلوح من على حافة الافق، وعندما يحاصر من قبل الجيش يفضل الانتحار على ان يسلم نفسه! وشخصية حمدان رفيق فؤاد فهو بخياله يتخيل النساء مرتكزا على ذكرياته القديمة مع حبيبته الطالبة الموصلية.

الشخصيات في رواية (حصار العنكبوت) تتمرد على السارد – كما يقول جان ديفاسا- وتفعل ما يناسبها وليس ما يحلو للرواية، حاول كريم كطافة في ظل غياب التوثيق الحزبي الرسمي لحركة الانصار ان يغير العيون التي ترى الاشياء والاحداث والشخصسات بشكل مشوه، فكان السرد هو حكاية الحكاية واستخدم تقنيات سينمائية في السرد من خلال شخصية (حيدر كامرة): لقطة متوسطة- مئات من البشر يهربون إلى اتجاهات مختلفة. يتسلقون. ينحدرون. الأشخاص المتسلقون أنفسهم يعودون للأنحدار من جديد. حركات مشدوهة حائرة بين الصعود والنزول. ينبثق صوت المذياع وهو يكرر بيان السبي العام بلا توقف..أوامر عسكرية يتناقلها جهاز المورس بين الطيارين. تلح على لملمة أطراف القطيع الهائج”، لعل مهارة الروائي في براعة السرد تفوق كل فنون الخيال فهو يشبه شخصية نجاتي في الرواية (من مهارات نجاتي المحببة للأنصار أنه حكواتي من الطراز الممتاز، باستطاعته أن يحول أي شيء مهما كان تافها وصغيرا إلى حكاية مدهشة وممتعة”.

***********

الصفحة الثانية عشر

الكاتب الفلسطيني شاكر فريد حسن.. وداعاً

متابعة – طريق الشعب

نعت اخبار مدينة حيفا الكاتب والناقد الفلسطيني شاكر فريد حسن، الذي توفي صباح امس الاول الجمعة عن 62 عامًا، وشيع عصر اليوم نفسه الى مثواه الاخير.

وقد ودعت الاوساط الوطنية الفلسطينية، السياسية والثقافية،  الفقيد مشيدة بسيرته الوطنية والاجتماعية، وبنشاطه الادبي والثقافي الواسع والمتنوع عبر العديد من الصحف والدوريات والمواقع.

وكانت جريدتنا من بين تلك الصحف، وقد سرّها ان تنشر له  في مجرى العقدين الماضيين مقالات ومعالجات ثقافية وسياسية منوعة.

“طريق الشعب” تشارك اسرة المثقف الوطني الفلسطيني الراحل ورفاقه واصدقاءه احزانهم بفقدانه، وتبقى تحفظ معهم ذكراه المضيئة وتصونها.

***********

فعاليات ثقافية وفنية منوعة

القشلة تفتح أبوابها في مساءات رمضان

متابعة – طريق الشعب

لأول مرة في تاريخها، فتحت حديقة القشلة الأثرية مساء الخميس الماضي أبوابها لاستقبال رواد شارع المتنبي والعائلات البغدادية، في برنامج منظم يستمر طيلة رمضان.

وقال “ديوان القشلة” في حديث صحفي، أن أبواب الحديقة ستفتح مساء بعد الإفطار طيلة أيام شهر رمضان، موضحا أن المكان سيشهد يوميا فعاليات ثقافية من ندوات وغيرها، بالإضافة إلى معرض صغير للكتاب وبازار للأعمال اليدوية.

ولفت إلى أن الفعاليات جمعيها تقام بدعم مالي من قبل “صندوق تمكين” الذي يشرف عليه البنك المركزي ورابطة المصارف الخاصة، وبرعاية الأمانة العامة لمجلس الوزراء ووزارة الثقافة، موضحا أن “ديوان القشلة منظمة غير حكومية تهدف إلى دعم الثقافة العراقية عبر فعاليات تناقشها بشكل يومي بحضور نخب من المثقفين. كما تساهم في دعم اقتصاد البلد والصناعة الوطنية من خلال إقامتها معرضا دائما للمنتجات المحلية”.

وسجلت الأيام الأولى توافد أعداد كبيرة من العائلات البغدادية والنخب الثقافية والأدبية، وسط فرحة غمرت جميع المتوافدين، الذين وجدوا في تلك المبادرة فرصة للترفيه وتغيير الأجواء الروتينية اليومية.

وبالإضافة إلى البازار ومعرض الكتاب، احتضنت الحديقة معارض تشكيلية وفقرات موسيقية وإنشادية وترفيهية. 

ووفقا لما ذكره مدير موقع القشلة أحمد حسن مايح، في حديث صحفي، فإن ملاكات الموقع وفرت على مدار الأسبوعين الماضيين، المستلزمات الضرورية كافة لإنجاح الفعاليات الرمضانية.

**********

ليس مجرد كلام.. فضائياتنا.. وبرامج شهر رمضان!

 عبدالسادة البصري

في كل عام وقبل أن يهلَّ شهر رمضان، تعدُّ أغلب الفضائيات العربية دورةً برامجيةً منوّعة لثلاثين يوماً، تجذب عبرها انتباه المشاهدين وتضمن متابعتهم لها من خلال ما تقدم من برامج ومسلسلات درامية، تستحوذ على ذائقة المشاهدين في عموم البلاد العربية وغيرها، حيث نشاهد تألق الدراما الخليجية والسورية والمصرية إضافة إلى البرامج والمسابقات!

في الوقت نفسه نضع أكفّنا على خدودنا حزناً وحسرة على ما نشاهد من تدني برامج فضائياتنا وما تقدمه من مسلسلات معادة أو جديدة ولكن ؟؟؟ ثمة مسلسلات في دورتها وبرامج يغلب عليها الطابع التهريجي الذي ينفر منه المشاهد ويشيح بوجهه عنها إلى الفضائيات الأخرى!

ما الذي يجعلنا لا نفكّر في تقديم الأجمل والأفضل من برامج ؟!

هل هو انعدام في مالية الإنتاج والميزانية التي تعدّها هذه الفضائيات؟! أم لعدم دراية القائمين عليها بذائقة المشاهد العراقي والعربي؟؟! أم ماذا ..؟!

أغلب العوائل العراقية في شهر رمضان تتسمّر أمام الفضائيات الخليجية تحديداً بسبب جودة ما تقدمه من مسلسلات حديثة ذات حبكة درامية تجعل المشاهد ملتصقاً بها، إضافة إلى ما تمنحه من آلية تفكير وارتياح وانجذاب كبير لها!

المسلسلات الدرامية ذات الإنتاج الكبير والقصة المحبوكة جيدا، إضافة إلى الأسماء الفنية الكبيرة هي السبب الرئيسي في انجذاب المشاهدين طبعا!

ونظرة قصيرة إلى واقعنا نجده يحتمل الكثير من الدراما وبميزانية بسيطة جدا، هناك قصص وروايات صدرت خلال الأعوام السابقة وهذا العام أيضا، بالإمكان تحويلها إلى مسلسلات تلفزيونية ناجحة وبثّها في شهر رمضان، إضافة إلى وضع خطة لإعداد برامج ومسابقات ذات وعي معرفي عالٍ تعطي للمشاهد أفكارا ومعلومات جديدة تجعله منشدّاً اليها، بعيدا عن التهريج والإسفاف و(الهوسة) اللامعنى لها، التي تجعل من اغلبنا بعيدين كل البعد عن متابعتها لما فيها من بذاءة وتخريب للذائقة الفنية!

ما الضير إذا اجتمعت هذه الفضائيات قبل حلول شهر رمضان بأشهر وأعدّت دراسة واعية ومكتملة لما تريد طرحه في دورتها البرامجية الرمضانية، كون أغلب العوائل العراقية تلتفّ حول التلفزيون متابعة لأغلب ما تبثّه الفضائيات الأخرى ؟؟!

وما الضير إذا قمنا بتخطيط مسبق لما ستقدّمه فضائياتنا واعددنا ميزانية خاصة ببرامج هذا الشهر؟

برامجنا التلفزيونية خلال شهر رمضان وفي كل عام، لا ترقى أبداً الى مستوى منافسة ما تقدمه الفضائيات العربية! واريد هنا ان اسأل: ألا يمكن إنتاج عمل أو عملين بالمالية التي تُصرف على برامج هزيلة ورديئة؟! أو نقوم بشراء ما تنتجه بعض الشركات المحلية لتشجيعها بشكل خاص؟!

وعلينا الا نغفل حقيقة ان الإمكانيات الفنية موجودة عندنا ــ كتابة وإخراجا وتمثيلا ــ وبشكل كبير جدا، ما علينا سوى الدعم المادي لها لتخرج إلى المشاهدين بالصورة المثلى التي تستطيع منافسة ما تقدمه الفضائيات الأخرى والتغلب عليها حتى!

**********

اكتشاف أثري «مبهر» في الديوانية

متابعة – طريق الشعب

أعلنت الهيئة العامة للآثار والتراث، عن اكتشاف مدينة كاملة تعود إلى الحضارة السومرية في منطقة “تل فارة” بمحافظة الديوانية. وينقب في هذه المنطقة فريق بحثي ألماني من معهد الآثار في جامعة ميونخ، برئاسة البروفسورة أدلهايد أوتو، وبالاشتراك مع البروفسور عباس الحسيني، أستاذ الآثار في جامعة القادسية.

وقالت أدلهايد في بيان نشرته الهيئة العامة للآثار والتراث على صفحتها في فيسبوك، انّ “البعثة قامت بعمليات تنقيب دقيقة في التل الأثري، وكانت النتائج مبهرة، خاصة بعد أن دمر التل بالكامل من قبل عصابات النبش العشوائي وسرقة الآثار”. وأوضحت أن “النتائج أظهرت المخطط العمراني للمدينة الأثرية بشكل واضح، من حيث مواقع المعبد وحارات السكن والأبنية الإدارية”، مضيفة أن “من بين ما عثر عليه 1٢٤ قطعة اثرية مختلفة الاشكال والاحجام، منها قطع فخارية ودمى على هيئات بشرية وحيوانية، واختام اسطوانية ومعدنية وادوات حجرية مختلفة الإشكال والاحجام والوظائف”.

وأشارت أدلهايد، إلى أن “بيوت السكن المكتشفة في الموقع، كاملة التخطيط ومبنية بالطوب. وأن أرضياتها عليها طبقات من الحصران كلها ترجع إلى عصر فارة، الذي يعد عصرا مهما من عصور فجر السلالات”. 

*****************

«أماسي الشارع» في الناصرية

الناصرية – وكالات

تشهد مدينة الناصرية هذه الأيام، أمسيات رمضانية تنظمها مجموعة من الناشطين الشباب في الهواء الطلق بمركز المدينة تحت عنوان “أماسي الشارع”. وتضيّف هذه الأمسيات شخصيات ثقافية وفنية وخدمية ورياضية وسياسية، لغرض مناقشة موضوعات تهم الشارع العراقي والمحلي بشكل خاص.

وفي حديث صحفي، قال كاظم شاكر، أحد منظمي الأمسيات، أن هذا البرنامج سيستمر طيلة أيام شهر رمضان، وهو يأتي لمناقشة الأمور التي تهم المواطن، وتقديم صورة واضحة عن الشارع الناصري، وطرح المعالجات للمشكلات القائمة. وأضاف قائلا، أن هذه الأمسيات تساهم في بلورة رأي محلي تجاه الموضوعات التي تتم مناقشتها.

**************

دعا إلى زيارتها .. موقع هندي يحدد أبرز 8 مقاهٍ في العراق

بغداد – وكالات

حدد موقع “آوتلوك” الهندي، 8 مقاه في العراق واقليم كردستان، معتبرا إياها الأبرز في البلاد. وفيما دعا السائحين إلى زيارة هذه المقاهي، رأى انها تجمع ما بين القهوة والأجواء الثقافية والفكرية والفنية.

وذكر التقرير الذي ترجمته وكالة أنباء “شفق نيوز”، ان “مقهى منتدى الكتاب” في الموصل، أصبح خلال الشهور الأخيرة مكانا مفضلا للمواطنين. إذ تنظم فيه جلسات نقاشية توعوية في مجال السياسة وغيرها.

ولفت إلى أن هذه الخطوة الجريئة التي أقدم عليها المقهى، أذهلت الكثيرين خارج العراق، لكن المطلعين على ثقافة المقاهي في البلاد، لم يتفاجأوا بذلك، لأن المقاهي العراقية كانت تعرف سابقا بأنها بمثابة فضاءات للنقاشات الثقافية والسياسية.

أما المقهى الثاني الذي ذكره التقرير، فهو “مقهى الشابندر” في شارع المتنبي، والذي مضى على تأسيسه أكثر من مائة عام، مشيرا إلى أن مالك المقهى الحاج محمد الخشالي، كان قد حظر ممارسة جميع الألعاب في مقهاه منذ ستينيات القرن الماضي، ليزدهر المكان ويتحول إلى فضاء فكري. وأشار التقرير إلى أن رواد “مقهى الشابندر” من مختلف الأعمار، تجد البعض منهم يقرأ كتابا، وآخرين يخوضون نقاشات.

واختار التقرير أيضا، “مقهى أم كلثوم”، الذي افتتح عام 1972 في بغداد، مبينا أن هذا المقهى يشهد نقاشات سياسية وثقافية، ويحظى بشعبية بين المثقفين. فيما ألقى الضوء على “كافيه الريف” في بغداد، مشيرا إلى أنه بإمكان الزائر أن يحصل على كتاب من “مكتبة درج” التي تحتل ركنا في المقهى. وفي بغداد أيضا، اختار التقرير “أكوا كافيه” كمقهى عصري يتميز بما يقدمه من أصناف متنوعة من القهوة والمعجنات والحلويات، مبينا أن هذا المكان يستقطب العائلات منذ افتتاحه عام 2017.

ثم تناول التقرير “مقهى البيدا” في دهوك، موضحا أنه يشتهر بقهوته الطازجة وبما يقدمه من أنواع الشاي وعصير الليمون والحلويات، وبإمكان الزائر انتقاء كتاب من مكتبة المقهى، والاستمتاع بقراءته.

كما اختار التقرير “مقهى مه جكو” في أربيل، والذي يزيد عمره على 80 عاما، مشيرا إلى أنه وفقا للروايات المتداولة، فإن هذا المقهى كان يجمع الكتاب ومطربي الغناء التراثي.

أما المقهى الأخير الذي اختاره التقرير، فهو “مقهى الشعب” في السليمانية، الذي اشتهر بأنه قبلة للشعراء والفنانين والشخصيات الثقافية، منذ افتتاحه عام 1950.

************

البصرة .. معرضٌ للتراث البيئي وتاريخ الملاحة

البصرة – وكالات

أقامت مفتشية آثار وتراث البصرة بالاشتراك مع الفنان التشكيلي رشاد سليم، أخيرا، معرضا للتراث البيئي وتاريخ الملاحة في العراق القديم.

المعرض الذي أقيم بالتعاون مع المجلس الثقافي البريطاني، احتضنته أرض متحف البصرة الحضاري، وتضمن عرضَ صورٍ فوتوغرافية وأفلامٍ وثائقية عن تاريخ الملاحة، فضلا عن محاضرات أكاديمية في هذا الإطار. وقد ساهم في المعرض فنانون من كردستان.

وفي سياق الفعاليات، نظمت جولة على “المشاحيف” في بحيرة متحف البصرة الحضاري.

هذا وحضر المعرض رئيس المجلس الثقافي البريطاني في العراق، والملحق الثقافي للسفارة البريطانية، بالإضافة إلى مسؤولين حكوميين وجمهور كبير من المواطنين.

***********

رفيقنا العزيز جواد وادي

نتوجه اليكم بالتحايا الرفاقية الحارة، واالتهاني القلبية الصادقة بنجاح عمليتكم، وتماثلكم للشفاء.

نتمنى لكم السلامة والعافية، ونتطلع الى عودتكم الى النشاط المعهود والمزيد من الانجاز.

مع اعتزاز رفاقك في

طريق الشعب

نيسان 2022