اخر الاخبار

الصفحة الأولى

على طريق الشعب.. عام دراسي جديد.. مشاكل مستعصية وحلول غائبة

انطلق أخيرا العام الدراسي الجديد 2021-2022 بعد عامين من الدراسة الالكترونية، التي بيّنت حجم الفشل والإهمال في قطاع التربية والتعليم، والذي اضيف اليه عدم مواجهة التحديات الكبيرة قبل اعلان التوجه الى مقاعد الدراسة.

ومع ذلك كان هناك ترحاب واسع من طرف الأهالي والطلبة.

وما يجب التوقف عنده هنا هو المحاولات الحثيثة لخصخصة قطاع التعليم والتربية عبر المزيد من التسهيلات والقوانين لافتتاح الجامعات والمدارس الاهلية، دون ضمان توفر المستلزمات والمعايير المطلوبة،  علما انها في الكثير من الأحيان جامعات ومدارس تابعة لجهات متنفذة، ما يعني نشوء جيل جديد كامل غير متعلم، مع ترك قضية تحديد الاجور الدراسية لأهواء المستثمرين دون تدخل من قبل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي.

انطلق العام الجديد وتكرر ما كان حصل سابقا، فالكتب لم توزع، والنقص في الأبنية المدرسة لم يتقلص، والشحة في الكوادر التدريسية لم تعالج، بجانب اتخاذ قرارات ارتجالية بيّن الواقع عدم صوابها، مثل قرار امتحانات الدور الثالث، والغاء نظام الكورسات والعودة الى النظام الفصلي. وهذا يعني تحويل الطلبة الى حقل تجارب، من دون دراسة حقيقية وواقعية وبلا حلول مناسبة. وهناك مشكلة أخرى تتلخص في ان  تلاميذ الصفين الأول والثاني الذين لم يتعلموا حتى الان “دار ودور”، جرى ترحيلهم الى صفوف اعلى. وقائمة المشاكل الأخرى تطول.

وفيما يخص التعليم العالي، استمر  قرار دمج التعليم “الكتروني وحضوري” رغم علم الجميع بحجم صعوبات التدريس الالكتروني من ناحية توفر خدمات الانترنت،  وكذلك استخدامات تطبيقاته.

وفي ذات الوقت تعاني الجامعات من نقص في الكوادر التعليمية وكبت للحريات الطلابية، ومن مشاكل الأقسام الداخلية وتراجع المناهج التعليمية والمحسوبية والمنسوبية في التعينات، ومن الفساد الحاصل في القبول للدراسات العليا وغير ذلك الكثير، مع الاستمرار في الاعتماد على نظام قبول غير عادل ولا يحقق للطلبة طموحاتهم.

ان ما حصل ويحصل في مجال التعليم بحاجة الى مراجعة جادة ومسؤولة ومن جميع النواحي، والا يقتصر الامر على حلول ترقيعية ترحل المشاكل، فالوضع لن يتحمل اكثر .

وقد بينت الوقائع ان نظام المحاصصة الطائفية والفساد لعب دوراً رئيسيا في تردي الوضع التعليمي، الذي يعاني بالأساس من التركة الثقيلة للدكتاتورية. واشرت تقارير دولية ومحلية حجم المشاكل والمعاناة في قطاع التعليم، ما يؤكد الحاجة الى تغيير جذري في المنظومة  التعليمية والتربوية، على ان يرافق ذلك  سباق مع الزمن للارتقاء بواقع التعليم.

وبما ان البلد مقبل على اختيار حكومة جديدة، وبغض النظر عن  آلية تشكيلها ، فلا بد من مراعاة توزير اشخاص اكفاء لوزارتي التربية والتعليم العالي والبحث العلمي، ومنحهم الإمكانيات الضرورية لمكافحة الفساد، والبدء بحملة واسعة لتغيير شامل في هذين القطاعين المهمين، وان تعمل الحكومة على زيادة التخصيصات للوزارتين في الموازنة العامة، لتحقيق الأهداف المرجوة بعيداً عن الفساد.

إن من أولويات الحكومة المقبلة ومجلس النواب الجديد الاهتمام بفئة الشباب وشريحة الطلبة والتوجه الفعلي لدعمهم وتوفير الإمكانات كافة لهم، وعدم نسيان حقيقة ان انتفاضة تشرين اندلعت بمساهمتهم أساسا.

*********

المجلس التشاوري للحراكات التشرينية والقوى الوطنية.. معا نحو التغيير المنشود

بغداد طريق الشعب

اصدر المجلس التشاوري للحراكات التشرينية والقوى الوطنية، بياناً دعا فيه القوى السياسية الوطنية والمدنية والديمقراطية والحركات والتنسيقيات التشرينية والنشطاء الى التوقيع على مضمونه.

وتضمن البيان موقف المجلس من تشكيل الحكومة المقبلة وبرنامجها، داعياً الى الوحدة والعمل معا لإنجاز مشروع التغيير الوطني الشامل، عبر الخلاص من الطائفية السياسية ودولة المكونات، ونبذ المحاصصة الطائفية والاثنية، وتحقيق دولة المواطنة والديمقراطية والقانون والمؤسسات والعدالة الاجتماعية.

ونشر المجلس نص البيان للتوقيع عليه في مواقع التواصل الاجتماعي

ادناه نص البيان:

التطورات المتلاحقة في بلادنا ما برحت تثير  قلق  قوى الانتفاضة، والقوى المدنية والديمقراطية والوطنية وعموم المواطنين على مستقبل بلدهم وتطوره اللاحق، والقدرة على ضمان حياة كريمة لائقة للمواطن العراقي، راهنا وللأجيال القادمة.

وقد جاءت نتائج انتخابات 10 تشرين الأول لتؤشر رفضا واسعا لمنظومة المحاصصة والفساد

والسلاح المنفلت، كما انها عبرت عن توق شعبنا الى التغيير الشامل، واكدت الحاجة الملحة الى المزيد من العمل ووحدة المواقف والتنسيق والانفتاح والتعاون لقوى التغيير، السياسية والمجتمعية، بهدف  كسر احتكار السلطة وتغيير موازين القوى عبر مختلف اشكال العمل والنضال السلمي والديمقراطي والدستوري، داخل البرلمان وخارجه، ومد الجسور مع قطاعات جماهيرية مليونية مكتوية بنار الأزمات الخانقة، والسير معها لبناء عراق اخر يستحقه شعبنا.

وإذ يتدافع المتنفذون الفائزون اليوم على تشكيل الحكومة الجديدة، فأننا نتطلع - مع غالبية شعبنا-  الى حكومة تضع البلد على طريق التغيير، لا الى حكومة توافق ومحاصصة ثانية..نتطلع الى حكومة كفاءات وطنية نزيهة قادرة على  تحقق المطالب والأهداف العادلة لمنتفضي تشرين والحراك الاحتجاجي، وتترجم على الارض تطلعات الملايين من بنات وأبناء شعبنا، في ارساء أسس للعدالة الاجتماعية في دولة مدنية ديمقراطية.

ان برنامج الحكومة القادمة يتوجب ان يتضمن :

- الكشف عن قتلة المتظاهرين والناشطين في الحركة الإحتجاجية والاقتصاص العادل منهم.

- مكافحة البطالة وتوفير فرص العمل للشباب.

- التصدي للفساد المالي والإداري المستشري في مفاصل الدولة، وإطلاق حملة وطنية لمكافحة الفساد، ومحاسبة رؤوسه وسارقي المال العام واسترجاع الأموال المنهوبة.

- تحسين الخدمات العامة، وفي مقدمتها الصحة والتعليم، من خلال بناء منظومة صحية حديثة، مع إصلاح المنظومة التربوية والتعليمية في مختلف مراحلها.

- استعادة هيبة الدولة عبرحصر السلاح بيد مؤسساتها، وحل المليشيات على اختلاف مسمياتها.

- التصدي للارهاب وتجفيف منابعه

- اصلاح بناء الدولة باعتماد مبدأ المواطنة والمساواة بين المواطنين امام القانون، وحماية حرية الفكر والضمير والعقيدة والرأي.

- احترام حقوق الانسان وضمان حرية التعبير والاجتماع والتظاهر والاحتجاج السلميين.

- الدفاع عن حقوق المرأة و صيانة المكتسبات التي حققتها عبر نضال طويل، ورفض كل أشكال التمييز ضدها، وتوسيع دورها في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية.

- إسناد الوظيفة العامة في المؤسسات العسكرية والأمنية وفق معايير المواطنة والكفاءة والنزاهة والوطنية.

- تبني سياسة اقتصادية تضع بلدنا على السكة الصحيحة للبناء والأعمار، وتعتمد الاستثمار الناجع لموارد البلد وتنمية القطاعات الوطنية الإنتاجية-الصناعية والزراعية - وحماية المنتج الوطني.

- الانتقال من الطابع الريعي والأحادي الجانب للاقتصاد إلى الاقتصاد المنتج المتنوع، وإيجاد مرتكزات لتنمية مستدامة متوازنة.

- إعادة النظر بالوصفات الجاهزة للمؤسسات المالية الدولية التي اعتمدتها الحكومات المتعاقبة لدرء آثارها الكارثية على حاضر ومستقبل البلاد.

- ضمان حقوق ومصالح العاملين في مختلف القطاعات، وشمولهم بقانوني العمل والتقاعد والضمان الاجتماعي.

- التمسك بالثوابت الوطنية والحفاظ على وحدة العراق أرضا وشعبا؛ وذلك من خلال إبعاد بلادنا عن صراعات المحاور، وبناء علاقات خارجية متوازنة ومتكافئة، والانطلاق في ذلك من مصلحة العراق العليا وأمنه واستقراره، ورفض كل أشكال التدخل في شؤونه الداخلية، واحترام قراره الوطني المستقل.

نحن، القوى الطامحة الى التغيير، وتلبية لنداء شهداء انتفاضة تشرين وشبابها الشجعان، ومن منطلق الشعور العالي بالمسؤولية، والحرص على العراق ومصير أجياله الحالية والقادمة، ندعو كل الوطنيين التواقين الى التغيير الحقيقي للعمل المثابر من اجل لملمة الصفوف واستنهاض الهمم ورفع وتيرة الضغط الشعبي والجماهيري، والى وضع مصلحة الوطن والشعب فوق كل الاعتبارات الأخرى.

نحن مدعوون جميعا الى الوحدة والعمل معا لإنجاز مشروع التغيير الوطني الشامل، عبر الخلاص من الطائفية السياسية ودولة المكونات، ونبذ المحاصصة الطائفية والاثنية، وتحقيق دولة المواطنة والديمقراطية والقانون والمؤسسات والعدالة الاجتماعية.

اننا على يقين تام ان لا فكاك من حالات الاستعصاء والأزمات الاّ عبر فرض إرادة غالبية المواطنين وتفكيك وإزاحة منظومة المحاصصة والفساد، وتحقيق التغيير المطلوب الذي يتوجب ان يشمل المنهج وأساليب الأداء، وايضاً الشخوص.

من اجل نيل حقوق شعبنا، واستعادة وطننا شاركنا في انتفاضة تشرين الباسلة، ودعمنا بقوة مطالب ثوارها العادلة، ونشارك اليوم في الحراك الشعبي المتعدد الاشكال، وسنواصل عملنا ونضالنا، السلمي لتوسيع كوة الأمل، بالاعتماد اساساً على الجماهير وحركتها وقدرتها على فرض التغيير الذي هو المعول عليه في اخراج بلدنا من دوامة الأزمات وفتح فضاءات جديدة أمامه.

المجلس التشاوري للحراكات التشرينية والقوى الوطنية

10 / 11 / 2021

*********

لقاء الشيوعي والاجتماعي الديمقراطي

بغداد طريق الشعب

زار وفد من قيادة الحزب الشيوعي العراقي برئاسة سكرتير اللجنة المركزية الرفيق رائد فهمي، يوم الثلاثاء 9 تشرين الثاني 2021، مقر عمل التيار الاجتماعي الديمقراطي في بغداد، حيث استقبله الدكتور على الرفيعي رئيس الحزب وعدد من قيادييه الآخرين.

 وتباحث الجانبان في شأن التطورات على الساحة العراقية ومستجداتها، خاصة ما يتعلق بالانتخابات الاخيرة ونتائجها الاولية المعلنة ودلالاتها، والموقف الذي اعلنته بعض القوى برفض تلك النتائج والتظاهر ضدها.

كما توقفا عند التطور الخطير المتمثل في الهجوم المسلح على منزل رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة، وتبادلا المعلومات والآراء في شأن دوافعه وعواقبه وتبعاته المحتملة.

واتفق الطرفان على اصدار بيان مشترك يوضح رؤيتهما الى ذلك كله وغيره من تطورات الآونة الاخيرة، والموقف منها.

وضم وفد الحزب ايضا الرفاق مفيد الجزائري ود. علي مهدي وفاروق فياض اعضاء قيادته، فيما شارك ايضا في المداولات من طرف الاجتماعي الديمقراطي اعضاء قيادته السادة د. احمد ابراهيم وعقيل التميمي ومناضل عبدالله ووسام العاني ورياض عبد الكريم.

************

منتخبنا يواجه السوري بوجوه جديدة

بغداد – طريق الشعب

تترقب الجماهير الرياضية مباراة منتخبنا الوطني امام نظيرة السوري، اليوم الخميس، في إطار منافسات الجولة الخامسة من الدور الثالث المؤهل لمونديال 2022.

وقال مدرب المنتخب الوطني أدفوكات، في المؤتمر الصحفي للمباراة امس الأربعاء: ان المباراة “صعبة على كلا المنتخبين، وهذه المرة الأولى تحت قيادتي يتم استدعاء مجموعة من اللاعبين الجدد المحترفين، وهم 6 لاعبين من السويد وإنجلترا والدنمارك”.

 وأضاف “نسعى لضخ دماءٍ جديدةٍ في تشكيلة المنتخب، خصوصا أن الفترة الماضية اقتصرت على اللاعبين المحليين، وكل ما علينا هو مواصلة العمل، وحصد النقاط للعودة إلى المنافسة”.

*********

راصد الطريق.. المخدرات .. كارثة محدقة !

أعلنت مديرية شرطة ميسان عن القبض على ١٤ متهما بتجارة وتعاطي المخدرات، فيما افادت خلية الاعلام الأمني بعثورها على ٧ أكياس تحتوي على حبوب مخدرة في منطقة الضبعة بمحافظة الانبار .

ورغم كل الإجراءات  المتخذة فان الظاهرة ما برحت تتفاقم ، وهناك تزايد مفزع في اعداد المدمنين، خاصة على “الكريستال الأبيض”  المصنوع منه داخل العراق والمهرَّب اليه،   والذي انخفضت أسعاره وسهل تداوله.

وهذه الظاهرة، حسب المعنيين، ليست بمعزل عن الأوضاع العامة في البلد والأزمات الاقتصادية  وارتفاع معدلات البطالة وانتشار الفساد وتردي الأوضاع المعيشية وضعف مؤسسات الدولة وعدم سيطرتها على المنافذ الحدودية،  ودور المسلحين والمليشيات وقوى سياسية نافذة في ادامة تجارة المخدرات الرابحة والممولة لهم.

وتشير تقارير منشورة الى ان ما يفوق 40 في المائة (وحسب البعض 50 في المائة) من الشباب بين 15 - 35 سنة يتعاطون المخدرات.

ان المعالجة لابد ان تكون شاملة، وغير مقتصرة على الملاحقة والعقوبات. لكن من يقوم بها والمتنفذون لاهون في تأمين مصالحهم الذاتية والانانية الضيقة؟!  

**********

الصفحة الثانية

هيئة الاعلام تقرر تسوية ديون المؤسسات الاعلامية

بغداد ـ طريق الشعب

اكد عضو مجلس مفوضي هيئة الاعلام والاتصالات محمد الاسدي، ان المجلس ناقش الية استيفاء الديون المترتبة بذمة المؤسسات الاعلامية، موضحا انه تم اتخاذ قرار يقضي بتسوية تلك الديون وفق مقاصة.

واوضح الاسدي، ان القرار يشمل المؤسسات الاعلامية الملتزمة بقواعد ولوائح البث المعتمدة في الهيئة، مضيفا ان استيفاء الديون سيكون عبر بث المؤسسات الاعلامية اعلانات لصالح مؤسسات وزارات الدولة العراقية مقابل تلك الديون.

وبين عضو مجلس مفوضي هيئة الاعلام والاتصالات ان الاعلانات ستكون بالجوانب التعليمية، والتربوية، والصحية، وترشيد الطاقة، ودعم القوات الامنية، والاستثمار وغيرها من القطاعات الحيوية والمهمة، لافتا الى ان المجلس بصدد اعداد الية معينة لتنفيذ القرار بالتنسيق مع وزارة المالية.

يذكر ان مجلس الوزراء خول هيئة الاعلام والاتصالات تسوية الديون المترتبة بذمة المؤسسات الاعلامية (مقاصة) بالقرار المرقم ٣٥٨ لجلسته ٣٧ لسنة ٢٠٢١.

***************

رحلة الهروب الى أوربا.. مصير مجهول ينتظر اللاجئين

متابعة طريق الشعب

يستعد هيمن جبرائيل البالغ من العمر 28 عاماً لتوضيب حقائب السفر والهجرة إلى أوروبا بعد أن وصل الى حافة اليأس، كما يقول، لينضم إلى أكثر من أربعة آلاف شاب غادروا إقليم كردستان، منهم كثيرون عالقون حاليا على حدود بيلاروسيا مع الاتحاد الأوروبي.

مصير مجهول

في مدينة أربيل، يقود جبرائيل، صاحب اللحية السوداء الطويلة، سيارة الأجرة التي يعتاش منها بعدما فقد الأمل بإيجاد فرص عمل أخرى. ويقول “هنا نرى الموت كل يوم”.

لا يفصح عن الطريق الذي سيسلكه إلى أوروبا حيث بات المهاجرون العالقون على حدود بولندا وقوداً لأزمة سياسية بين بيلاروس والاتحاد الأوروبي.

يشكو الشاب خصوصاً غياب “فرص العمل في القطاعين الخاص والحكومي. تمّ احتكار كل شيء من فئة معينة في المجتمع”.

ويضيف “لدي أربعة أخوة خريجون جامعيون، ولأنهم لم ينتموا إلى الأحزاب السياسية المتنفذة، لم يحصلوا على تعيين في القطاع الحكومي”.

“لا أشعر بالأمان”

منذ نحو ثلاثة أشهر، غادر آلاف الشباب مدن الإقليم، 1600 منهم توجهوا الى بيلاروسيا، وفق إحصاءات جمعية اللاجئين الكردستانية التي تقدّر عدد اللاجئين الموجودين حالياً على حدود بيلاروس بنحو أربعة آلاف، أغلبهم من الشباب وبينهم أيضاً أطفال ونساء وكبار في السن، دخلوا البلاد بتأشيرة سياحية.

وردا على سؤال، قال القنصل الفخري في أربيل فؤاد مامند “كانت مكاتب سياحية تعمل على تأمين تأشيرات سياحية الى بيلاروسيا للراغبين في الحصول عليها عبر مركز في بغداد ينسّق مع السفارة البيلاروسية في أنقرة”، مشيرا الى أن المركز والقنصليتين الفخريتين التابعتين لبيلاروس في بغداد وأربيل أغلقتا منذ أسبوع، بناء على طلب من الحكومة العراقية.

في السليمانية، عقد هيوا فريق محمد أيضاً العزم على الرحيل، بسبب الظروف الاقتصادية وفقدانه الشعور بالأمان. وسبق له أن قام بأربع محاولات لذلك. هذه المرة، يقول إنه سيسلك طريق بيلاروس إلى أوروبا.

في انتظار الجثمان

ويقول الرجل البالغ من العمر 44 عاماً ولديه مكتب تصميم بطاقات “وصلت بي الأمور إلى عدم التمكن من دفع إيجار مكتبي”.

ويروي “لم أشعر بالأمان طيلة حياتي في الإقليم وفي العراق” الذي يعاني منذ أكثر من 40 عاماً من سلسلة أزمات وحروب”، مضيفا “أريد الهجرة لأضمن حياةً أفضل لابني وابنتي”.

ودفع نجل دلير اسماعيل محمود حياته ثمنا للوصول الى أوروبا، ومازال  ينتظر إعادة الجثمان إلى أربيل منذ 11 يوماً. ويبيّن أن ابنه كيلان البالغ من العمر 25 عاماً كان يعاني من “مرض السكري ومرض التهاب الحبل الشوكي”. وبسبب البرد والجوع، ساءت صحته كثيراً على الحدود وفارق الحياة. ويقول محمود إنه حاول مرات عديدة دون جدوى الحصول على تأشيرة دخول عبر السفارات والقنصليات الأوروبية لإرسال ابنه إلى أوروبا لتلقي العلاج.

ويحتشد آلاف المهاجرين منذ أيام في أجواء جليدية عند الحدود بين بولندا وبيلاروسيا على أبواب الاتحاد الأوروبي. ووضعت وارسو أسلاكا شائكة للتصدي للمهاجرين ونشرت قوة عسكرية كبيرة لمنعهم من دخول أراضيها.

محاولات لإعادتهم

في الأثناء، أكد رئيس لجنة العلاقات الخارجية في برلمان كردستان ريبوار بابكيي أن هناك “محاولات لإعادة هؤلاء المهاجرين مع أن بعضا منهم لا يريدون ذلك”، مضيفاً “نحاول أيضاً قطع الطريق على المهربين الذي يخدعون الناس... وشكلنا لجنة لدراسة الموضوع”.

*************

كل خميس.. نتائج الانتخابات تكشف أزمة النظام السياسي

جاسم الحلفي

سبق وتوقعنا ان تكون نتائج انتخابات ١٠/١٠/٢٠٢١ كاشفا إضافيا لأزمة النظام السياسي، وها نحن اليوم وبعد الاعلان الاولي عنها نشهد صراعا مكشوفا على السلطة.

لم يكن توقعنا دون سند علمي، بل جاء نتيجة دراسة للوقائع السياسية، ومعاينة دقيقة لأداء المتنفذين. حيث اثبتت تجربة العملية السياسية ان المتنفذين يستخدمون الانتخابات ليس كآلية ديمقراطية لتمثيل الشعب، ثم السهر على تنفيذ مطالبه وتلبية حاجاته، انما كأداة حساب لنفوذهم في السلطة وطريقة لتوزيع الحصص في ما بينهم. فعائد المقاعد التي يحصلون عليها، يسمونه استحقاقات انتخابية، فهي ارقام تترجم كحصص في السلطة التنفيذية، حيث يتم  تصنيف الوزارات الى سيادية وأخرى خدمية وثالثة وزارات دولة، وتحدد قيمة كل وزارة وفق معيارين، الأول بما يقابلها من مقاعد برلمانية والثاني بحجم الأموال المخصصة للوزارة في الميزانية. وتغدو الوزارة إقطاعية لهذا الحزب او ذاك، فيستغل مواقعها لمحازبيه وتابعيه، فيما تفتح ميزانيتها له  كمصدر مدرار لمال الفساد، حيث تعقد الصفقات في اروقتها لصالح حزب الوزارة!

لا يبدو في الأفق ان نتائج الانتخابات ستكون خطوة في اتجاه التغيير والإصلاح، مهما كانت محدودة. ولا امل في وقف الصراع على السلطة بين المتنفذين، الذي قد يصل اذا بقي مستعرا الى حد انقلاب المركب على الجميع. فالوضع مقلق وخطير وينذر بما هو اسوأ.

نعم، لم تأت نتائج هذه الانتخابات رافعة للتغيير، كما استهدفت الانتفاضة، بقدر ما ستؤدي الى إعادة انتاج المحاصصة بين المتنفذين، بطريقة حساب أخرى مختلفة في الشكل، لكنها ستؤدي الى النتيجة ذاتها: المحاصصة لا غير. سيما وان الامر وصل الى استخدام العنف المتبادل، وبدا وكأن عناصر السلطة تقاتل بعضها, في واحد من تمظهرات ازمة النظام الذي يعجز عن إيقاف صراع مكوناته في ما بينها. وهو الصراع ذاته الذي يخاض من اجل المال والنفوذ. والمتابع للصراع حول السلطة يكتشف دون عناء، ان المتصارعين يسعون الى رمي النتائج خلفهم، والبدء بتشكيل حكومة محاصصة جديدة.

ولقد سبق وتوقعنا ان الحديث عن تزوير انتخابات ١٠/١٠/٢٠٢١، سيكون أوسع من كل ما قيل عن التزوير عقب جميع الانتخابات التي جرت منذ ٢٠٠٣! وذلك بناء على تصور اثبتت الأيام صحته، بان الخاسر من المتنفذين لن يقبل بالنتائج. فهكذا هي طبيعة القوى المتنفذة وارتباطها المصيري بالسلطة وعدم تبنيها للديمقراطية، فضلا عن عدم اعتمادها الاليات الديمقراطية في بنيتها الداخلية، ولا استنادها الى الديمقراطية في هياكلها التنظيمية.

لذلك لم تكن مطالبتنا بتطبيق قانون الأحزاب من دون أساس، والهدف كان وما زال تعميق الفهم والسلوك الديمقراطيين،  ولو ان القانون طبق بجدية وصرامة لخرج من المنافسة الانتخابية عدد غير قليل من تنظيمات القوى المتنفذة، التي لا تنسجم مع نصوصه القاضية بابعاد القوى التي تمتلك اذرع مسلحة من العمليةالانتخابية. كما انه يفرض كشف موارد الأحزاب الى جانب إرساء القواعد الديمقراطية في حياتها الداخلية، وعقد مؤتمراتها بصورة دورية وترسيخ التقاليد الديمقراطية، واعتماد التداول في المواقع القيادية، بحيث لا يكون الحزب تابعا لهذه الشخصية المتنفذة او تلك.

**************

رائد فهمي يستقبل وفدا من حملة الشهادة الإعدادية

بغداد – طريق الشعب

استقبل الرفيق رائد فهمي سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي مساء الثلاثاء ٩ تشرين الثاني، وفدا من اللجنة المركزية التنسيقية لرفع الغبن عن تسكين حملة شهادة الإعدادية.

وعبر الرفيق عن تضامن الحزب مع الكوادر الوسطية الفنية، وتبني الدفاع عن مصالحهم وحقوقهم ورفع الغبن عن تلك الشريحة.

ومثل الوفد في اللقاء، محمد الشمري مسؤول اللجنة المركزية التنسيقية لرفع الغبن عن حملة الشهادة الإعدادية، وعضو اللجنة التنسيقية على العبادي.

************

الاحتجاجات الشعبية لا تكل عن المطالبة بالحقوق

بغداد ـ طريق الشعب

شهد عدد من المحافظات تظاهرات احتجاجية للمطالبة بتوفير فرص العمل والخدمات وتجديد عقود العمال في الشركات النفطية.  وجدد المئات من خريجي الكليات والمعاهد في محافظة ذي قار، المطالبة بتوفير فرص العمل.

تظاهرات للخريجين

وقال مراسل “طريق الشعب”، ان “الخريجين يتظاهرون منذ اكثر من شهر وسط تجاهل حكومي”، مشيرا الى ان “المتظاهرين طالبوا الجهات الحكومية في ذي قار والحكومة المركزية بالالتفات الى معاناتهم، وتوفير فرص عمل لمئات الآلاف من الخريجين العاطلين عن العمل”.

أصحاب الأجور يحتجون

من جانبهم، نظم العشرات من العاملين بصفة أجور يومية في شركة خطوط الأنابيب النفطية، وقفة احتجاجية في ساحة الطيران وسط البصرة، للمطالبة بتجديد عقودهم في الشركة.

وذكر مراسل “طريق الشعب”، أن “الشركة قامت بانهاء عقود حوالي 600 اجير بعد تعيينهم بقرابة 3 اشهر فقط”، مشيرا الى “عدم وجود اتفاق بين العاملين والشركة على انهاء التعاقد معهم”.

وتوعد المحتجون بتنظيم تظاهرة اخرى، اليوم الخميس، أمام أبواب شركة خطوط النقل والأنابيب النفطية للمطالبة بحقوقهم.

احتجاجات في الإقليم

كما جددّ عدد من أصحاب العقود في قضاء رانية التابع لإدارة منطقة رابرين في إقليم كردستان، تظاهراتهم المطالبة بتثبيتهم على الملاك الدائم.

وأفاد مراسل “طريق الشعب”، بأن المحتجين طالبوا بعدم التسويف والمماطلة بتنفيذ مطالبهم، مشيرا الى ان “المتظاهرين اكدوا استمرارهم في التظاهر لحين الاستجابة لمطالبهم”.

بدورهم، تظاهر اصحاب العقود في معبر باشماخ الحدودي الدولي في الإقليم، للمطالبة بتثبيتهم على الملاك الدائم للقطاع العام.

وتشهد محافظات اقليم كردستان تظاهرات شبة يومية لاصحاب العقود والاجور والمحاضرين في المجان، للمطالبة بتحسين اوضاعهم المعيشية.

**************

تعزية

العزيز الشاعر حمزة الحلفي والعائلة الكريمة

تلقينا بأسى عميق نبأ رحيل والدتكم الكريمة.

نعبر لكم عن مشاعر المواساة والعزاء بهذا المصاب الأليم، راجين لكم وللعائلة وكل محبي الفقيدة الغالية الصبر الجميل.

المكتب السياسي

للحزب الشيوعي العراقي

10/11/2021

***************

الصفحة الثالثة

الاستعدادات تثير القلق.. سيول كردستان تذكّر البغداديين بمشاهد مأساوية

بغداد ـ محمد التميمي

تنحصر حياة العراقيين بين كماشتي الحر والجفاف صيفاً. وفي الشتاء تقرسهم موجات البرد، وتحدد حركتهم فيضانات الأمطار في أحيان كثيرة، لذلك أعادت السيول التي شهدتها مناطق إقليم كردستان، مؤخرا، الى أذهانِهم مشاهد مأساوية كانت قدت حدثت في مواسم شتائية سابقة.

ومع هذا الحال، زادت شكوك المواطنين في بعض مناطق العاصمة بغداد، لا سيما الشعبية منها، في احتمالية تكرار تلك السيناريوهات، لأنهم لم يعدوا يثقون بـ”التصريحات المستهلكة” التي تكررها الجهات المسؤولة قبيل كل موسم شتاء.

ومع أول زخة مطر، تتحول تلك المناطق الى برك للسباحة، قبل ان تشرع حوضيات أمانة ومحافظة بغداد، بسحب المياه، التي تمنع كثيرا من العاملين عن كسب رزقهم.

تضارب في التوقعات

من جهتها، رجّحت هيئة الانواء الجوية أن تكون هناك “سنة جيدة” من ناحية الأمطار.

وقال مدير إعلام الأنواء الجوية، عامر الجابري، في تصريح صحفي، تابعته “طريق الشعب”، إن “هناك اجتماعات من قبل جهات حكومية شاركت في دراسة الموسم المطري القادم من وزارة التخطيط ووزارات أخرى والانواء الجوية”، مبيناً أنه “لا يوجد أي توقع لغاية الان بأن يكون موسم الشتاء غزير الامطار”.

وفيما اشار الى أنه “خلال الأيام القادمة سيتم تقرير ذلك”، خمّن أن “تكون سنة جيدة من ناحية الامطار”.

تأهيل وتنظيف

أما أمانة بغداد فقد كشفت مؤخرا عن استعداداتها لموسم الشتاء والأمطار.

وقال معاون مدير بلدية الكرادة التابعة للأمانة، جاسم محمد: ان “امانة بغداد تستعد لموسم الامطار عبر خطتها المعدة، التي تتم متابعتها من قبل امين بغداد والوكلاء؛ حيث إنها تتضمن أعمال تأهيل المحطات الرئيسة الخاصة بالمجاري، وكذلك تنظيف الخطوط الناقلة لمياه الامطار وإصلاح التخسفات وكذلك تنظيف الخطوط الفرعية والمشبكات والمنهولات مع تجهيز كافة محطات المجاري بمادة الكاز وتأهيل مولداتها، تحسبا لانقطاع الكهرباء”.

وأضاف، أن “الآليات تدخل في عمل الأمطار وقسم المجاري بشكل عام، وواجبها فك الانسدادات بسبب الشوائب”، مبينا أن “هذه الآليات لا تستوعب كميات الامطار كون واجبها الرئيسي الصيانة. وهي منتشرة في جميع مناطق بغداد”.

تصريحات فقط!

وعقّب المواطن حسين سعد ـ من سكنة مدينة الثورة ـ في حديث لـ “طريق الشعب”، على تصريح المسؤول المحلي قائلا: إن حديثه لا يختلف عن تصريحات السنة الماضية وما سبقتها من سنوات “فالحال ذاته بالنسبة لإجراءاتها”.

وقال ان “ما جرى في إقليم كردستان من سيول نتيجة لغزارة الامطار، أعاد الى أذهاننا تلك المشاهد المأساوية، التي عشناها في مواسم سابقة من فيضانات الشوارع وغرق المنازل والعجلات والأنفاق”.

واجتاحت نهاية الشهر الماضي، سيول الأمطار مناطق عديدة شمال محافظة أربيل ـ مركز اقليم كردستان ـ خلفت أضرارا بشرية ومادية نتيجة  لغرق المنازل والشوارع، وتوقف حركة السير بشكل تام، قبل ان تباشر حكومة الاقليم تعويض الاهالي.

ونعت إجراءات أمانة بغداد واستعداداتها بأنها “غير مؤثرة؛ ففي كل موسم شتاء تغرق مناطقنا ومنازلنا، وتتعطل اعمالنا”.

واكد المواطن ان شوارع منطقته “تغرق مع أول الغيث، وتتحول الى برك طينية تصعب الحركة معها”، مضيفا ان المواطنين وحدهم من يتحمل أعباء هذه الازمة.

وأشّر المتحدث أسبابا كثيرة تخلق تلك الأزمة، منها: “تخسفات الطرق وعدم صيانة مشاريع الصرف وشبكات المياه”.

واستطرد سعد قائلا “نحن هنا نتحدث عن مدينة يسكنها ملايين الناس، فيما يتم التعاطي مع الملف الخدمي بطريقة سياسية، ويتم استغلاله من جهات معينة لمكاسب حزبية”.

حلول ترقيعية

ورهن المواطن أشرف علاء ـ يسكن منطقة الشعب ـ سبب غرق مدينته والمحافظات أيضا الى “عدم التخطيط وغياب الرؤى”.

ولفت علاء في حديثه لـ”طريق الشعب”، الى أن “امانة بغداد لا تتذكر تنظيف قنوات تصريف المياه، وصيانتها إلا في نهاية موسم الصيف، وتحديدا مع بدء الدراسة”، مضيفا ان تداعيات كثيرة ترافق عملها “تحفير الطرق، وخلق تخسفات بعضها يكون كبيرا، وبالتالي يتحول بركة مياه عند أول زخة مطر”.

واضاف “في بعض الأوقات يترك العمل ويهمل”.

ونوّه علاء بأن منطقة الشعب “تعاني منذ سنوات طويلة من فيضانات مياه الامطار في موسم الشتاء”، مشيرا الى وجود مضخة لتصريف المياه في منطقته “لكنها متوقفة”.

واضاف، ان اهالي المنطقة وجهوا مناشدات كثيرة للجهات المسؤولة لكنهم لم يلقوا آذانا تصغي لهمومهم.

ووصف المواطن حلول دائرة أمانة بغداد بأنها “ترقيعية”، مبينا ان الامانة تفتقد “رؤية مستقبلية، ولا تضع خططا طويلة الأمد من اجل حسم قضية فيضانات الامطار. بل ان كل ما تفعله هو الاكتفاء بسحب مياه الامطار من الشارع، بينما قنوات تصريف المياه معطلة وبعضها الاخر مغلق”.

 *********************************************

متى يدخل حيز التنفيذ؟ جدل قانوني ـ اقتصادي حول القرار 315

بغداد - نورس حسن

حمل عاملون بصفة عقود وأجور يومية، المؤسسات الحكومية التي يعملون لصالحها مسؤولية التأخير في ارسال بياناتهم الى وزارة المالية، لاستكمال اجراءات منحهم المخصصات المالية والامتيازات وفق القرار 315 الوزاري.

فيما برر مسؤولون التأخيرَ في تطبيق قرار 315 بأنه يعود الى “قلة المخصصات المالية مقابل الاعداد غير القليلة من عمال العقود والاجور اليومية في المؤسسات الحكومية”.

عمال فضائيون!

ويقول كرار الجعيفري، الممثل عن اصحاب العقود والاجور في الدوائر الحكومية، ان هناك اسبابا عدة ادت الى التأخير في تنفيذ القرار 315 الخاص بعمال العقود والاجور اليومية في المؤسسات الحكومية منها: “الروتين وعدم الجدية من قبل الدوائر الحكومية، فضلا عن غياب المتابعة واصدار التنبيهات من قبل المحافظين الى الدوائر التي تلكأت في انجاز الجرد لعمال العقود والاجور، العاملين لصالحهم”.

ويضيف الجعيفري لـ”طريق الشعب”: ان “هناك الكثير من الاسماء الوهمية التي اضيفت الى قوائم العاملين بعد اصدار القرار الوزاري”، موضحا ان “المشمولين لا تتجاوز اعدادهم 450 الف عامل في عموم محافظات العراق”.

وبخصوص امكانية تقديم شكوى قانونية نتيجة للتأخير في تطبيق القرار، أجاب الجعيفري بانه “اجراء ليس بصالح العمال، لكونه يدخلهم في اجراءات روتينية إدارية اخرى، قد تعقد الحلول”.

مساءلة قانونية

وطالما طالبت لجنة العمل البرلمانية السابقة بضرورة الإسراع في اجراءات “الحذف والاستحداث، وتنفيذ القرار 315” لإنصاف عمال العقود والأجور اليومية، لكن “محدودية التخصيصات المالية مقابل الاعداد الكبيرة لعمال العقود والأجور اليومية، تحول دون ذلك”، وفقا لعضو اللجنة السابقة وأحد الفائزين الحاليين في الانتخابات حسين سعد.

وقال سعد لـ”طريق الشعب”، إن “المزيد من التأخير يضع السلطات التنفيذية امام المساءلة القانونية، خاصة وان اسعار النفط افضل كثيرا مما كانت عليه سابقا، وبالتالي هناك امكانية بتغطية مستحقاتهم المالية”.

يهمش قانون العمل

وبحسب آراء قانونية ونقابية، فان القرار 315 وغيره من القرارات التي تدّعي دعم العمال “ما هي الا آلية لتهميش قانون العمل الذي تضمن كافة البنود القانونية المنصفة للعمال بمختلف القطاعات”.

ويقول القانوني والمهتم في الشأن العمالي مصطفى قصي، لـ”طريق الشعب”: إن “قانون العمل يشتمل على فقرات قانونية غير قليلة، تنصف العمال في مختلف القطاعات، منها في حال تجديد عقد العمل لأكثر من مرة واحدة، يصبح العقد غير محدد المدة، وبالتالي يصبحون موظفين على الملاك الدائم بموجب القانون”.

وعدّ قصي ان “قرار 315 والقرارات الاخرى السابقة، هي محاولة لعدم شمول العمال وتنظيمهم قانونيا وفقا لقانون العمل”، لافتا الى ان “هناك الكثير من القرارات التي صدرت من قبل مجلس الوزراء لكنها متضاربة مع فقرات قانون العمل”.

تصفية القطاع العام

ويجد المختص القانوني أنّ “التخبط في إصدار قرارات من هكذا نوع، لا يتعلق بالتنظيم القانوني بقدر تعلقه بالسياسة الاقتصادية للحكومة، في تصفية القطاع العام وتقليصه وفقا لسياسات الخصخصة التي يدع اليها البنك وصندوق النقد الدوليين”.

وينوه المتحدث بأن اية تعيينات تعلن اليوم، تستوجب تخصيصات مالية في الموازنة العامة، “بينما هذا الاجراء يتناقض مع التوجهات الحكومية الاقتصادية، التي تسير نحو السوق الحر”.

قد يحسم قريبا

ويعتقد الخبير المالي مصطفى حنتوش ان “القرار 315 سيحسم قريبا، بعد منح وزير المالية حق المناقلة، على ان لا تتجاوز سقف التشغيل 90 ترليون دينار”.

ويستبعد حنتوش في حديث لـ”طريق الشعب”، ان يكون سبب التأخير الروتين الاداري لدى المؤسسات الحكومية، مشيرا الى ان “قلة التخصيصات المالية وانخفاض اسعار النفط، وضعا وزارة المالية في موقف محرج بعد اتخاذ القرار من قبل مجلس الوزراء عام 2019”.

ويقول حنتوش، ان عدد عمّال الاجور والعقود في المؤسسات الحكومية يقدر بأكثر من 250 الف عامل.

رفع دعوى ضد الحكومة

ويؤكد الخبير القانوني علي التميمي، لـ”طريق الشعب” إن “من حق عمال الاجور والعقود إقامة دعوى لدى محكمة القضاء الاداري، بسبب التأخير في تنفيذ القرار، من قبل السلطات التنفيذية”.

ويشير التميمي الى ان “قرار 315 واجب التنفيذ، وهو حق مكتسب لجميع المعنيين وفق القرار، وان قلة التخصيصات المالية تتحملها السلطات التي اتخذت القرار دون دراسة الواقع”.

 ****************************************************

تشرينيات نجفية (7) مسيرة الورد

سهاد الخطيب*

من الأحداث التي أعتز وأفتخر بها، ومن أهم الذكريات في انتفاضة تشرين في النجف هي (مسيرة الورد). جاءت الفكرة بعد ان فشل زعماء الميليشيات في كسر شوكة المرأة ومساهمتها في سوح الاحتجاج في المحافظات، برغم أعمال الخطف والقتل والاعتقال التي طالت الشابات والشباب، وعدم تحقيق النتائج التي ارادها هؤلاء الزعماء، عمدوا الى اسلوب جبان وخسيس وهو الطعن بشرف الشابات والنساء المشاركات في الإنتفاضة. وخرجت مسيرات نسوية في بغداد تندد بهذا الأسلوب. ومن أجل ان نقوم بدورنا في النجف، اتفقتُ انا كممثلة عن خيمة (المرأة ثورة) مع شابات منسقات من طالبات جامعة الكوفة وكلية التربية للبنات، ان يكون يوم 19 شباط 2020 موعد انطلاق تظاهرة اسميناها مسيرة الورد. واتفقنا ايضا ان تكون سلمية ذات شعارات سلمية. وأعددنا المطلوب من لافتات وغير ذلك.

تمت الدعوة للمشاركة بطرق مختلفة من الإتصال المباشر من قبل شابات ونساء الخيمة وعبر الصفحات الشخصية في وسائل التواصل الإجتماعي، وتم التنسيق مع الشباب وطلاب الجامعة للمشاركة ليكونوا حماية للشابات، بسبب توتر الوضع الأمني الذي ترافق مع تهديدات تطالب بعدم خروج هذه التظاهرة.

تجمعنا امام بوابة جامعة الكوفة، وشارك معنا امهات الشهداء ومنهن السيدة المتميزة والدة الشهيد مهند القيسي مع والده وباقي افراد العائلة. وحملنا لافتات كُتب عليها شعارات تعبّر عن ولائنا للوطن، وبعيدة عن استهدافات شخصية محددة، وعلى الرغم من ان القوات الأمنية كانت متواجدة، فان ذلك لم يمنع من تواجد الميليشيات وبشكل استفزازي لأنهم يعتبرون هذه التظاهرة تحدياً لهم.

وانطلقنا من بوابة الجامعة مشياً، والمسافة ليست قصيرة، والهتافات متواصلة حتى ساحة اعتصام النجف واستقبلنا الشباب المتظاهرون في الساحة وتلاحمت اصوات الجميع: شابات وشبابا ونساء ورجالا، في حالة متميزة ورائعة من التلاحم النضالي، شكل يوماً بارزاً من أيام تشرين النجفية، ولكن وللأسف ظهرت داخل الساحة لاحقاً، هتافات استهدفت اسماء واضحة لزعماء الميليشيات، واتهامهم بقتل الشباب، وهذا خلاف ما كنا نريده.

 كانت التظاهرة كبيرة ومميزة، ويمكن اعتبارها حلقة مهمة ومؤشرا جميلا في التاريخ النضالي للمرأة العراقية ولشبابنا وشاباتنا في المدينة، وتحديا كبيرا وموقفا شجاعا من نسائنا وبناتنا وطالباتنا، وكذلك النساء اللائي استجبن لدعواتنا لهن، وشاركن معنا، وذلك لأن الوضع الأمني كان صعبا جداً ومتوترا، خاصة بعد مجزرة 5 شباط.

وبدأت، بعد الظهر، تصلنا تهديدات بأشكال مختلفة وبأسمائنا الشخصية خاصة نحن المنسقات المعروفات من خيمة المرأة ثورة. ولحسن حظ منسقات طالبات جامعة الكوفة لم يكنّ معروفات كثيراً، واضطرتنا هذه التهديدات الى اخذ مزيد من الحيطة والحذر، وامتنع قسم منا عن الذهاب الى بيته لبضعة ايام، وكنا نصل الى الساحة في الأيام التالية برفقة اخواننا أو ابنائنا أو شباب آخرين.

مسيرة الورد هي من الفعاليات التي أفتخر بها لأن مساهمتي فيها كانت كبيرة. وأبرزت الوجه النضالي للمرأة في النجف.

 يتبع..

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* سكرتيرة رابطة المرأة العراقية في النجف

 ************************************************************

الصفحة الرابعة

العطش يهلك البساتين.. ومالكوها يزحفون سرا نحو المدن.. ديالى.. محافظة الجفاف لا البرتقال

متابعة طريق الشعب

تمرّ محافظة ديالى بأسوأ ازمة جفاف بعد 2003، بدأت ملامحها الأولى قبل 7 أشهر من الان، بعد انحسار خزين بحيرة حمرين بنسبة 90 في المائة، وانخفاض ايرادات نهر ديالى بنسبة وصلت الى 85 في المائة، الامر الذي ينذر بفقدان المحافظة الجزء الاكبر من بساتينها، سواء في مناطق شمال شرق او جنوب المحافظة.

ويقول رئيس الجمعيات الفلاحية في ديالى، رعد التميمي، لـ”طريق الشعب”، إنه “في المواسم الماضية لجأ أغلب المزارعين الى الاقتراض من التجار ومحال الصيرفة، فضلاً عن انهم اخذوا قروضاً من الدولة، وعليهم الان دفع مستحقاتها”، متسائلاً “كيف لهم ان يدفعوا تلك الأموال التي بذمتهم، بينما المحافظة بلا خطة زراعية، والبساتين لم تصل اليها المياه”.

ويؤكد التميمي أن “شح المياه في المحافظة تسبب في دمار الاف الدوانم من بساتين الحمضيات في ديالى”.

إجراءات حكومية

وفي تصريح سابق للمتحدث الرسمي باسم وزارة الموارد المائية، علي راضي، خص به “طريق الشعب”، أفاد بـ”انخفاض معدل الإيرادات في نهري دجلة والفرات إلى اقل من 50 في المائة”.

وقال ان “الإيرادات المائية القادمة من دوكان ودربندخان التي تصب في نهر سيروان، انخفضت بمعدلات كبيرة، بسبب قلة الإيرادات المائية الى محافظة ديالى”.

وأكد المتحدث أن “الوزارة عملت على مستويين موضوعيين رئيسيين الأول يتمثل في كيفية تأمين الماء الكافي لمحطات الاسالة، والثاني في تأمين المياه الخام الى بعض البساتين”.

ولفت الى ان الحكومة في مفاوضاتها مع دول المنبع لا تتحدث فقط لأجل زيادة الإطلاقات، “انما نصر على مبدأ تقاسم الضرر في فترات الشح المائي مع تركيا وسوريا وايران”.

الحياة مهددة

وقال النائب السابق عبد الخالق العزاوي في حديث صحفي، إن “ديالى تعتمد على أنهر تقع منابعها في إيران، ومنها نهرا ديالى والوند”، لافتا الى ان “ايرادات تلك الانهر تؤمّن ما يصل الى 80 في المائة من احتياجات المحافظة، الا انها اليوم شبه جافة، بعد انخفاض الايرادات بنسبة 90 في المائة وأكثر”.

واضاف العزاوي، ان “وزارة الزراعة قررت الغاء الخطة الزراعية للموسم الصيفي الماضي، والان الخطة الشتوية ايضا تم الغاؤها بسبب شح المياه”، مبينا انه “لولا سرعة تحرك وزارة الموارد المائية وانشاء خط ناقل لمياه نهر دجلة صوب بعقوبة، لحصلت كارثة تهدد حياة 400 ألف نسمة”. واشار الى ان “الانظمة والقوانين الدولية تضع أطرا في تقاسم مياه الانهر المشتركة بين البلدان او ما يعرف بتقاسم الضرر في مواسم الجفاف”، مؤكدا ضرورة ان “يكون لبغداد دور في التحرك على طهران من اجل ضمان حصص مائية عادلة لديالى، لأنها في وضع استثنائي للغاية”.

أضرار كبيرة

كذلك أكد مضر الكروي، وهو نائب سابق أيضا، ان” الغاء خطة الزراعة الصيفية والشتوية في ديالى شكل ضررا بالغا لنحو 20 ألف فلاح، تعد الزراعة مصدر رزقهم الوحيد، بالإضافة الى ان الجفاف تسبب بأضرار كبيرة لأكثر من 60 ألف دونم من البساتين، بعضها وصل الى مرحلة الذبول الورقي نهاية اب الماضي”.

وقال الكروي، ان “وضع ديالى صعب جدا، وقد يقودنا لخسارة بساتين عمرها قرن إذا لم يكن هناك تحرك حيال الازمة من خلال مفاتحة إيران كون اغلب الانهر تقع منابعها ضمن اراضيها بالإضافة الى استغلال كل الايرادات المائية الاخرى من خلال حفر الابار وتحلية المياه واعتماد اطر حديثة في السقي لتقليل الهدر”.

تحذيرات من النزوح

وتحذر اقبال اللهيبي ـ نائبة سابقة ـ من ان “70 في المائة من مناطق ديالى تضررت بفعل الجفاف”، مضيفا ان “حفر الابار لا ينفع بسبب ارتفاع ملوحة المياه، ما يستدعي توفير محطات تحلية لتامين مياه الشرب للمواطنين، على الاقل”.

واضافت اللهيبي، ان “وضع ديالى المائي صعب، وربما تبرز مشكلة كبيرة جدا في موسم الصيف القادم إذا لم تسعفنا الامطار والسيول خاصة وان خزين بحيرة حمرين الحالي هو الادنى من 40 سنة”.

ولا تستبعد اللهيبي “حصول حركة نزوح للأهالي من الارياف باتجاه المدن، خاصة وان البعض فقد بالفعل مصدر رزقه بسبب توقف الخطط الزراعية”.

نزوح غير معلن

وأقرّ مدير مكتب حقوق الانسان في ديالى صلاح مهدي بـ”وجود نزوح غير معلن بسبب الجفاف، يتمثل بانتقال أسر كثيرة من الريف الى المدينة، للبحث عن فرص عمل وكسب الرزق، بعد توقف الزراعة”.

خطر حقيقي

فيما اشار علوان الزيدي ـ مهندس زراعي في بعقوبة ـ الى ان” أكثر من 50 -80 ألف دونم من بساتين ديالى هي في خطر حقيقي إذا استمر الجفاف في موسم الصيف القادم، وربما نشهد فقدانا وهلاكا كاملا لغابات اشنونا” في اشارة منه الى بساتين بهرز في قاطع جنوب بعقوبة، وهي الاقدم على مستوى ديالى.

واضاف الزيدي، ان “الازمة كبيرة في ديالى لكن انخفاض درجات الحرارة وقلة الاستهلاك خفف من وطأتها”، محذرا من أن “الوضع سيكون كارثيا في الموسم القادم إذا بقيت الاجواء جافة دون امطار او سيول تنعش سدود ديالى، ومنها سد حمرين الاستراتيجي الذي يمثل الخزين الاكبر للمياه في المحافظة”.

وقال ان “المعلومات التي يسوقها الساسة والمسؤولون تشير الى ان إيران لا تبالي لما يحدث في ديالى من جفاف، لأنها قامت بعمل سدود وخطوط نقل، حرفت مياه الجداول والانهر الى عمق اراضيها، وهذا مخالف للقوانين باعتبار تلك الانهر مشتركة”، بينما هناك “صمت حكومي رغم التحذيرات من خطورة هكذا قرارات، لان 80 في المائة من المياه في ديالى تعتمد على الانهر القادمة من إيران بشكل مباشر وهناك تكمن الكارثة”.

 **********************************************************

تصل العراق عبر «1000 طريق».. و12طبيبا فقط متخصصون بالمعالجة! باحثون يحددون أسباب تفاقم ظاهرة المخدرات

بغداد ـ عبدالله لطيف

لا يمر يوم واحد من دون ان تعلن الأجهزة الأمنية القبض على عصابة تجارة مخدرات، والامر نفسه في اروقة القضاء العراقي؛ فكل أيام المحاكم تشهد جلسات حكم بحق متاجرين ومتعاطين.

وتتطلب مواجهة هذه الازمة المستفحلة، جهدا امنيا وطبيا وتنمويا، بينما لا يملك العراق سوى 12 طبيبا نفسيا متخصصا في علاج حالات الإدمان، فضلاً عن ضعف دور المؤسسات الصحية والتعليمية في العراق.

في حين يقع العبء على جهاز الامن الوطني ووزارة الداخلية، في مكافحة ظاهرة التعاطي والمتاجرة بالمخدرات.

واظهر شريط مصور انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي، مؤخراً، طالعته “طريق الشعب”، منتسبي جهاز الامن الوطني وهم يلقون القبض على تاجر مخدرات في منطقة الدورة، جنوب بغداد، حيث قام الأخير بإطلاق العيارات النارية نحو المنتسبين، قبل ان يتمكنوا منه ويوقعوه ارضاً.

البطالة سبب رئيس

وفي السياق، يقول مدير العلاقات في المديرية العامة لمكافحة المخدرات في وزارة الداخلية، العميد زياد القيسي، في تصريح صحفي تابعته “طريق الشعب” إن “هناك اسبابا كثيرة لانتشار ظاهرة وجريمة المخدرات منها قلة الوعي والجهل والبطالة وسوء استخدام مواقع التواصل الاجتماعي، لكن المشكلة الاساسية هي عدم الرقابة الاسرية بشكل صحيح”.

ويؤكد القيسي، “وجود ضعف في اداء بعض المؤسسات مثل الوسائل الاعلامية للتحذير من المخدرات، وكذلك صديق السوء واستخدام التجار طرقا ملتوية بادخال هذه المواد الى البلد”.

وتتفق رئيسة منظمة عراق خال من المخدرات، ايناس كريم، مع حديث القيسي، على أن البطالة واحدة من الأسباب التي تدفع الناس الى التعاطي.

وتقول كريم لـ”طريق الشعب”، إن “هناك الكثير من الأسباب التي تدفع الناس لتعاطي المخدرات على رأسها البطالة، والفراغ الذي هو نتيجةً للبطالة، وأصدقاء السوء، بالإضافة إلى المشاكل الاقتصادية والعاطفية”.

وتضيف أن “جزءا من المتعاطين لا يعانون أية مشاكل حيث انهم يملكون عملاً وأوضاعهم المالية والاسرية جيدة، لكنهم يتعاطون المخدرات”.

معلومة خاطئة

وتوضح كريم، أن “هناك معلومة خاطئة جداً بين الناس مفادها: ان انتشار ظاهرة التعاطي محصورة في المناطق الشعبية والاحياء الفقيرة، والحقيقة ان نسبة كبيرة ممن يتعاطون هم من شخصيات ورجال أعمال، بالإضافة الى موظفين وأصحاب شهادات عليا”.

وتستدرك كريم بقولها: إن “هناك فارقا كبيرا بين جانبي الكرخ والرصافة من حيث عدد التعاطين والتجار”، مبينةً أن “الرصافة تكون نسبة التعاطي والتجارة فيها اكثر من الكرخ، ولذلك سعر الغرام الواحد في الرصافة اقل من الكرخ. كما ان نوعية الكريستال في الرصافة اكثر رداءة من الكرخ”.

وعن الفارق في الاثار الجانبية بين مادتي الكريستال والحشيشة، تقول كريم، أن “الحشيش يعتبر من المخدرات الطبيعية، فهي سهلة الشراء والتعاطي، وسلبياتها لا تظهر إلا على المدى البعيد”، مضيفةً أن “المخدرات الصناعية (الكريستال) تكون سلبياتها اكبر، وادمانها اسرع من مادة الحشيش”.

وتلفت كريم الانتباه الى أن “حي الخضراء في جانب الكرخ من اكثر المناطق التي تحتوي على عدد من المتعاطين والتجار، وهذا معروف لدى مديرية مكافحة المخدرات، رغم ان سكانها يعدون ميسوري الحال”.

المخدرات.. انتشار عشوائي

ويقول مصدر أمني، يعمل في جهاز مكافحة مخدرات الرصافة، لـ”طريق الشعب”، إن “العصابات التي تتاجر بالمخدرات في بغداد تنتشر بشكل عشوائي، وهذا ما لمسناه من خلال التحقيق مع التجار الذين نلقي القبض عليهم”.

ويضيف المصدر، الذي رفض الكشف عن هويته، أن “كل التحقيقات التي اجريناها مع التجار كانت تؤدي بنا الى التاجر الكبير، ولكن في المجمل لا توجد شبكة موحدة لتجارة المخدرات في العراق”.

ويشير إلى أنه “منذ كانون الثاني الماضي وحتى الان، ضبطنا ما يقارب 20 كيلو غرام من مادة الكريستال في جهة الرصافة فقط”، لافتاً إلى ان “95 بالمئة من الذين القي القبض عليهم هم تجار وليسوا متعاطين”.

ويذكر أنه “قبل شهر القينا القبض على تاجر كان بحوزته 17 الف حبة مخدرة”.

12 طبيبا فقط

إلى ذلك، قال الباحث الاجتماعي د. علي طاهر الحمود، إن “الدراسات المعمقة التي أجريت بخصوص قضية المخدرات، أكدت انها تنتشر في المناطق غير النامية”، موضحاً انها “تنتشر في المناطق التي لا يوجد فيها نشاط اقتصادي، وتشهد ضعفا في قطاعي التعليم والصحة”.

وأضاف لـ”طريق الشعب”، أن “توفير العناصر الثلاثة المفقودة، يوفر للمجتمع وقاية من المخدرات”.

وتابع “هناك 1000 طريق مخفي يستخدمه تجار المخدرات على الحدود العراقية مع دول الجوار. كل هذه الطرق تدخل منها مخدرات”.

ويذكر الحمود، “أننا بحاجة الى انشاء بنى تحتية لعلاج المدمنين، وتوفير أطباء نفسانيين متخصصين بقضية علاجهم”، لافتاً إلى أن “العراق فيه 12 طبيبا نفسانيا متخصصا في علاج المدمنين”.

 *********************************************************

الأمية.. أرقام مليونية متضاربة تنذر بكارثة مستقبلية

بغداد - سيف زهير

على الرغم من التضارب بين الأرقام الرسمية وغير الرسمية بشأن العدد الحقيقي للأميين في العراق، إلا أن الجانبين يؤكدان وجود ما لا يقل عن 5 ملايين مواطن وقعوا فريسة هذه الظاهرة الخطيرة.  ويتحدث مختصون في هذا الشأن، عن بلوغ ظاهرة الأمية أكثر من 10 ملايين مواطن، نتيجة للحروب والفساد والتدمير الشامل الذي تسبب فيه نظام المحاصصة لقطاع التربية والتعليم، ليكون ربع الشعب وفق هذه التقديرات ضحيةً للأمية.

أرقام مليونية

ويعزو الكثير من المختصين في ملف التعليم، استفحال ظاهرة الأمية في العراق ووصولها إلى ما يقدر بين 7 إلى 10 ملايين أمّي، إلى الأزمات السياسية التي مازالت تعصف في البلاد، والفشل التام في ملف التعليم وتأثير الحروب والفساد والانفلات الأمني والظروف الاقتصادية. حيث أن ظروف متعددة الأطراف حرمت الملايين من حق التعلم المكفول في الدستور، على الرغم من تشريع قانون محو الأميّة رقم 23 لسنة 2011.

وتتضارب الأرقام بشأن عدد المواطنين الأميين في العراق، لكنها تتفق جميعا على وجود الملايين منهم على أرض الواقع.

ويتحدث نقيب المعلمين، عباس السوداني، عن انعكاس الإخفاقات التي تسبب بها نظام الحكم على وضع التعليم، والفشل الواضح في معالجة مشاكله من قبل الحكومات والدورات النيابية المتعاقبة.

ويقول السوداني لـ”طريق الشعب”، أن هناك “دولا كثيرة مرت بحروب طاحنة وكوارث، لكنها نهضت بعد ذلك عندما اهتمت بقطاعي التربية والتعليم، لأنه كنز حقيقي وثروة لا تقدر بثمن. ويعتبر واجهة البلدان المتطورة. في حين يهمل هذا الجانب في العراق الذي أصبح يضم بحسب الأرقام 10 ملايين إنسان أمّي في ظاهرة مرعبة لم نرَ الحكومة والبرلمان يعقدان الجلسات الخاصة او ينفذان خطوات جادة لإنقاذ المجتمع من كوارث الجهل”.

ويؤكد السوداني أنه ورغم خطورة الأمر، لكن “الحكومات المتعاقبة لم تعتمد على خبرات النقابات والنقابيين والمتخصصين من أصحاب الخبرة في إدارة الملفات التخصصية، بل راحت توكل الوزارات بطريقة المحاصصة إلى شخصيات لا علاقة لها بالأمر. أن هذا السلوك لن ينتج خيرا وسيفاقم الأمور بشكل أكبر”، مردفا ان “الفساد اكتسح قطاع التعليم وأوقعه في كارثة كبيرة، ولا بد من إصلاح هذا القطاع وتخليصه من الخلل الكبير الذي أصابه ووضع الحلول الجوهرية له”.

وبحسب آخر أرقام للجهاز المركزي للإحصاء، فإن نسبة الأمية في العراق بين السكان الذين تزيد أعمارهم على 10 سنوات، بلغت 13 في المائة، وترتفع النسبة بين الإناث ممن تزيد أعمارهن على 10 سنوات، لتصل إلى 18 في المائة، فيما تنخفض بين الذكور إلى 8 في المائة. وذكر الجهاز أن 87 في المائة من الأفراد ممن تزيد أعمارهم على ١٠ سنوات فما فوق، ليسوا أميين، من بينهم 82 في المائة من النساء، لسن أميات، مقابل 92 في المائة من الذكور. ان أعداد الأميين في العراق لم تستقر. واليونسكو تقول أنها مرتفعة وقد تتجاوز ٣٠ في المائة، خلافا للأرقام التي قدمها الجهاز المركزي للإحصاء. وعلى الرغم من أن الأرقام أكبر مما تقوله الحكومة، لكن يبقى بحسب أرقامها 5 - 6 مليون عراقي أميين.

مدارس محو الأمية

المتحدث الرسمي باسم وزارة التربية يوضح بأن الوزارة افتتحت ٢٠ ألف مركز في عموم البلاد. لكن معلومات من الوزارة ذاتها كانت قد ذكرت أن عددها بلغ ٥٦٩٩ مركزا في عام ٢٠١٢ - ٢٠١٣ ثم تراجع وانحسر منخفضا إلى ٨٤٢ عام  ٢٠١٧ - ٢٠١٨  عبر إحصائية للجهاز التنفيذي لمحو الأمية. والسؤال المطروح حاليا كم عدد المراكز المتبقية الآن؟

فضلا عن ذلك، فان التصريحات الرسمية تؤكد أن الأرقام المتداولة بشأن ظاهرة الأمية ليست حقيقية. أي بمعنى آخر أن الحكومة ووزارة التربية لا تعلمان بالنسبة الحقيقية من أجل مواجهة الظاهرة.

وتعليقا على ذلك، يعتقد حفظي الحلبوسي، مسؤول التخطيط في برنامج محو الأمية في وزارة التربية، أن “نسبة محو الأمية في حدود 25 في المائة، وهي نسبة كبيرة”.

وبيّن في تصريح صحافي سابق، أن قطاع التعليم “يعاني من قلة الاعتمادات المالية، بينما تفشت الأمية لأسباب عدة منها تردي الظروف المعيشية لكثير من العائلات، فضلا عن نزوح الملايين من منازلهم بسبب الإرهاب، إضافة إلى الفساد والرشاوى”، لافتا إلى أن “برنامج محو الأميّة انهار في عام 2014 مع اجتياح تنظيم داعش لمحافظات عدة”.

التعليم خارج التفكير الحكومي

من جانبه، يتحدث باحث في الشأن التربوي عن انعكاسات الوضع السياسي والمحاصصة الطائفية على قضية التعليم وتفاقم ظاهرة الأمية.

ويقول علي محسن، ان “قلة الكوادر التعليمية، وشح الأموال المخصصة لقطاع التربية والتعليم، وتسلق الفاسدين لمواقع السلطة في الوزارات المعنية واستيلاءهم على الأموال المخصصة لذلك، عوامل ساهمت بالوصول إلى هذه النتائج”.

ويوضح أن “أحداث داعش الإرهابي أضافت أكثر من مليون أمّي من الأطفال والشباب بحسب التقديرات. وان الحديث عن وجود قرابة 10 ملايين إنسان أمّي من أصل 40 مليون مواطن هو رقم كارثي ومدمر، أي أن ربع الشعب أو أكثر يعاني الأمية، وهذه نتيجة طبيعية للفساد والمحاصصة”.

*************************************

الصفحة الخامسة

بين الآلام ونقص المواد المختبرية.. معاناة مزدوجة لمرضى السرطان في نينوى

الموصل – وكالات

لم تقتصر معاناة المصابين بالأمراض السرطانية في محافظة نينوى على الآلام الجسدية والنفسية التي يكابدونها، ومعها الآثار الجانبية التي تسببها العلاجات التي يتلقونها، بل ان هناك جانبا آخر من المعاناة يتمثل في “النقص الكبير” للمواد المختبرية الخاصة بفحص المرضى وتحديد جرعات العلاج التي يحتاجها كل مريض، فضلاً عن عدم توفر جلسات العلاج الإشعاعي.

أين حصص نينوى!؟

يقول د. محمد خليل، أحد أطباء مستشفى الأورام والطب النووي في الموصل، أن “المستشفى يعاني نقصا كبيرا في المواد الخاصة بالفحوصات المختبرية التي تُجرى للمرضى قبل أن يتلقوا الجرعات العلاجية وبعدها، والتي في ضوئها يتم تقييم الحالة وتحديد كمية الجرعة”، مؤكدا أنه “من دون هذه الفحوصات لا يمكن معالجة المرضى ومتابعة حالاتهم الصحية”.

ويلفت في حديث صحفي، إلى أن “المرضى يضطرون إلى إجراء هذه الفحوصات في المختبرات الأهلية بأسعار باهظة، ما يثقل كواهلهم”، متسائلا عن “مصير حصص نينوى من مواد الفحص تلك، والتي لم تتسلمها مستشفياتها منذ سنوات عدة، ابان سيطرة تنظيم داعش الإرهابي على المحافظة”.

ويشدد د. خليل على أهمية أن تقوم وزارة الصحة بتزويد مستشفيات نينوى بكميات كافية من مواد الفحص المختبري، بما يسد الحاجة ويكفي مرضى السرطان في المحافظة.

أجور باهظة

في لقاءات صحفية، يتحدث العديد من مرضى السرطان في نينوى عن الأجور الباهظة التي يدفعونها مقابل إجراء الفحوصات المختبرية والحصول على العلاج في المختبرات والصيدليات الأهلية.

وبهذا الصدد يقول مريض السرطان وليد احمد، وهو من سكان جنوبي الموصل، إنه يحمل همّين كبيرين على عاتقه: الأول يتمثل في آلام السرطان الجسدية. أما الثاني فهو تكاليف جرعات الكيمياوي والعلاجات التي كانت تقدم سابقاً مجاناً في المستشفيات الحكومية، والتي يضطر اليوم إلى شرائها على نفقته بمبالغ عالية، بسبب نقصها في تلك المستشفيات.

ويوضح أحمد، ان “جلسة العلاج الواحدة تكلف أكثر من 100 ألف دينار، وهذا مبلغ كبير بالنسبة لي، ولا أستطيع تأمينه بمفردي، لذلك يقوم بعض الخيرين بجمع ثمن العلاج لي شهريا”.

اما علي مراد، فيقول أنه كان قد تلقى أربع جرعات علاجية مجاناً في المستشفى، عندما كانت متوفرة، لكنه سيضطر إلى شراء الجرعات الأخرى على حسابه بعد نقصها في مستشفيات الموصل، مشيرا الى ان “تعامل الكوادر الطبية في المستشفى مع المرضى اكثر من جيد، لكن ليس بأيدي تلك الكوادر حيلة ازاء توفير المستلزمات والعلاجات المفقودة”.

إلى ذلك، تقول المواطنة عائشة احمد، انها تحتاج إلى إجراء فحص للغدة الدرقية، ولا تزال تنتظر منذ شهور عدة توفر مستلزمات الفحص في مستشفيات الموصل، لكن دون جدوى، مؤكدة أنها لا تمتلك ثمن إجراء الفحص في المختبرات الأهلية، كونها من أبناء “الطبقة المعدمة”.

بانتظار المستشفى الجامعي

ولا يزال مرضى السرطان في نينوى يأملون أن يتم افتتاح “المستشفى الجامعي” التابع إلى جامعة الموصل، والذي من المقرر أن يحتوي على جهاز للعلاج الإشعاعي. فهم يضطرون للسفر إلى محافظات أخرى وتحمل التكاليف المالية والعناء، من أجل الحصول على جلسات إشعاعية هناك. وبالرغم من وعود دائرة صحة نينوى وجامعة الموصل بافتتاح هذا المستشفى، إلا ان الإجراءات الروتينية دائما ما تحول دون ذلك.

****************

أگـول.. هل من حلول لأزمة المياه في ديالى؟

د. محمد عبد الستار حسين الشمري

تعاني محافظة ديالى، منذ فترة ليست بعيدة، شحا في مياه السقي، ويرجع ذلك إلى اعتماد المحافظة على ثلاثة مصادر للمياه، تأثرت جميعها بفعل السياسات المائية الإقليمية. فهي تعتمد على نهر دجلة بنسبة 75 في المائة ونهر ديالى بنسبة 18 في المائة ونهر العظيم بنسبة 7 في المائة.

وبسبب قيام إيران بإنشاء السدود والنواظم على نهر سيروان، قلت الإيرادات المائية الواصلة إلى بحيرة حمرين، وبالتالي ضعفت في الأنهر والجداول التي تغذي ديالى.

وعانت المحافظة كثيرا هذا العام مشكلة شح المياه، بسبب عدم سقوط الأمطار خلال موسم الشتاء الماضي ضمن المعدلات الطبيعية، الأمر الذي انعكس سلبا على إيرادات السدود خلال شهري الرفد نيسان وأيار.

وفي وقت مبكر، تحركت وزارة الموارد المائية، بالتعاون مع خلية الأزمة برئاسة محافظ ديالى وعضوية الدوائر ذات العلاقة، لتلافي أضرار الأزمة. وأقدمت الوزارة على تنفيذ مشروع لتعزيز الحصة المائية لنهر خريسان من نهر دجلة، عبر مد خطين من الأنابيب الناقلة، وإنشاء محطة ضخ. وذلك للأهمية التي يتمتع بها نهر خريسان، كونه يغذي مشروعي إسالة مهمين، هما “جبينات” و”التحرير” اللذان يؤمنان مياه الشرب لأكثر من 500 ألف نسمة في مركز قضاء بعقوبة وناحية بهرز.

كذلك أطلقت الوزارة حملة لحفر وتأهيل أكثر من 100 بئر لمجمعات الإسالة في القرى البعيدة عن مصادر المياه. كما تم تقليص الخطة الزراعية الصيفية لتقتصر على إرواء البساتين فقط.

وكانت وزارة الزراعة قد أعلنت نهاية تشرين الأول الماضي، عن استبعاد ديالى من الخطة الزراعية الشتوية لهذا العام، نتيجة قطع الروافد المائية التي تغذي المحافظة من الجانب الإيراني. ووضعت الوزارة للمحافظة خطة بالاعتماد على مياه الآبار لتعويض الأراضي الزراعية التي تعتمد على الأنهار.

وبناء على ما تم ذكره، نرى أن ديالى تحتاج إلى خطة استراتيجية فعالة لمعالجة مشكلة شح المياه في المستقبل، تتمثل في تغيير النمط الاروائي من الري السيحي إلى الري بواسطة التقانات الحديثة (الرش أو التنقيط)، وتقليل زراعة المحاصيل التي تستهلك كميات كبيرة من المياه، وتبطين الأنهر والجداول وإدامتها، والسعي إلى الاستفادة من مياه دجلة في زراعة مساحات أكبر، فضلا عن عقد اتفاقيات مع دول المنبع لضمان حصة العراق المائية.

*************

بفعل شحة الماء.. أمراض جلدية تنتشر بين أهالي “قرية العوينة”

متابعة “طريق الشعب”

شكا عدد من سكان “قرية العوينة” في قضاء النعمانية شمالي واسط، تداعيات أزمة شح المياه، مشيرين إلى أن الماء لا يصل إلى قريتهم، ما يضطرهم إلى قطع مسافات طويلة للوصول إلى محطات الإسالة وجلب الماء منها.

وذكر السكان في حديث صحفي، أن عددهم يتجاوز الـ 10 آلاف نسمة، لافتين إلى أن أزمة الماء تسببت في ظهور أمراض جلدية مختلفة بينهم، وأدت إلى نفوق عدد من مواشيهم.

وانتقدوا مواصلة دائرة الماء استيفاء الرسوم منهم، بالرغم من عدم وصول المياه للقرية. 

.. وملوحة مرتفعة في الوركاء

من جانب آخر، أعرب مواطنون من سكان قضاء الوركاء في محافظة المثنى، عن استيائهم جراء ارتفاع ملوحة المياه التي تصلهم، وعدم صلاحيتها للاستعمال البشري.

وأوضح المواطنون في حديث صحفي، أنه بسبب أزمة المياه، باتت المياه الواصلة إلى مناطقهم شحيحة، وارتفعت فيها نسبة الملوحة، مضيفين أن دوائر الماء تطالبهم بتسديد أجور المياه، بينما هم يعتمدون في توفير الماء لمنازلهم عن طريق شرائه من السيارات الحوضية.

وناشد المواطنون الجهات المعنية، الوقوف على معاناتهم ومراعاة ظروفهم، والعمل على ضخ المياه الصالحة للشرب إلى مناطقهم.

*************

مواساة

  • تنعى اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في بابل ومعها منظمة الحزب في المحاويل، صديق حزبنا الأستاذ التربوي والشخصية الوطنية عبد الله امانة ساهي العلواني (ابو سرمد)، مربي الأجيال ومدير ثانوية المحاويل لسنوات.

و كان الفقيد من العاملين في صفوف الحزب في خمسينيات القرن الماضي، وظل لصيقا بحزبه مشاركا في نشاطاته حتى وفاته.

 للفقيد الذكر الطيب ولعائلته خالص العزاء.

  • تعزي هيئة الشهيد فاضل البياتي الرفيق العزيز طاهر شلش (أبو نبيل) عضو مكتب الهيئة وعائلته الكريمة في وفاة ولدهم (نبيل)، احر التعازي والمواساة للعائلة والصبر والسلوان لذويه وأصدقائه ومحبيه.. وعاطر الذكر للفقيد العزيز.
  • تتقدم منظمة الحزب الشيوعي العراقي في الهندية / محلية كربلاء بخالص العزاء والمواساة للرفيق ( عامر سعيد أبو سنه ) لوفاة شقيقته التربوية الفاضلة أم بهاء .. للفقيدة الذكر الطيب ولأسرتها الصبر والسلوان.

*****************

الصفحة السادسة

القطاعات الإنتاجية خارج إطار الخدمة! البطالة خانقة والحلول غائبة؟

بغداد ـ علي شغاتي

أمام تعافي أسعار النفط وضع الشباب العاطلون عن العمل، آمالا بأن ينتشلهم ذلك من مستنقع البطالة التي تتفشى بشكل مخيف بين أوساط المجتمع، لكن الانفاق التشغيلي يبتلع أغلب إيرادات الخزينة العامة، الحال الذي تضمحل معه تلك الآمال، بينما تتفاقم أزمات حامليها. 

ومؤخرا، شهدت أسعار النفط انتعاشا ملحوظا حيث وصل سعر البرميل الى 84 دولارا، لكن ذلك لم تتعاف معه القطاعات الانتاجية والشركات المملوكة للدولة، انما بقيت خارج إطار العمل والانتاج.

وذكر آخر الإحصاءات الصادرة عن البنك الدولي، أن مستوى البطالة في ‏العراق بلغ 13.7 في المائة، وهو المعدل الأعلى منذ عام 1991، ما ينذر ‏بتفاقم حالة سخط شعبي، قد يقود إلى احتجاجات مماثلة للاحتجاجات ‏العارمة التي اندلعت عام 2019.

فيما أظهر إحصاء أخير أجرته الحكومة العرقية عن معدلات البطالة في عام ‏‏2020، أن محافظة الأنبار غربي البلاد سجلت أعلى نسبة بطالة بواقع 32.4 ‏في المائة. فيما بلغت النسبة في محافظة كركوك 6.3 في المئة، وهي ‏الأقل مقارنة بباقي المحافظات.‏

وبلغت نسبة البطالة في الريف 14 في المئة، مقارنة بـ13.2 في المناطق ‏الحضرية.‏

أسعار النفط والبطالة

وارتفعت أسعار النفط لتصل الى  84.28 دولارا للبرميل، الامر الذي قد يدفع نحو اعادة العمل بالمشاريع المتوقفة والمتلكئة او استحداث مشاريع جديدة، ما يعني ان هناك امكانية التحاق اعداد من العاطلين في هذه المشاريع.

وعن علاقة ارتفاع سعر النفط بالبطالة، قال المستشار المالي لرئيس الوزراء مظهر محمد صالح، أن “الاولويات في اعداد الموازنة العامة، هي تأمين التكاليف الثابتة “الموازنة التشغيلية” وعلى رأسها الرواتب والاجور، واجبة الدفع والصرف. وهذا الصرف يكون على حساب المشاريع الاستثمارية التي تشغل اعدادا كبيرة من الشباب”.

وأضاف في حديث مع “طريق الشعب”، أن “ارتفاع سعر برميل النفط وبحكم الفائض من الريوع النفطية المتحققة نتيجة لذلك، فإن امكانية  التوجه نحو المشاريع الاستثمارية وارد جداً، وهذا ما يحرك سوق العمل ويقلل من نسب البطالة”.

وأوضح أن “الانفاق الاستثماري يحرك سوق العمل اكثر من الانفاق الاستهلاكي، لان الاخير يحرك سوق العمل بدورة محدودة جداً، تقتصر على التسويق والخدمة”.

وعلى صعيد آخر، ذكر المستشار المالي أن “الشركات المملوكة للدولة التي من شأنها أن تشغل اعدادا من الشباب، على ارض الواقع تعاني من عدة مشاكل، حيث ان 78 في المائة منها متوقفة منذ 2003، ويعمل فيها نصف مليون عامل من دون ان يقدموا انتاجا”.

وبحسب خبراء اقتصاديين ومراقبين، ان “ السياسيات الاقتصادية للحكومات المتعاقبة تعمل على تعطيل الشركات المملوكة للدولة بهدف خصخصتها بحجة انها (غير منتجة)”.

أسس غير سليمة

وقال الخبير الاقتصادي، باسم جميل انطوان، أن “سوق العمل يدخل له سنوياً من 500 الى 600 الف شاب، ثلثهم ـ بما يعادل 170 الف ـ من خريجي الكليات والمعاهد”.

وأضاف لـ”طريق الشعب”، أن “نسب البطالة في العراق تتراوح من 14 الى 20 في المائة”، مبيناً أن “الاقتصاد العراقي مبني على اسس غير سليمة، تعتمد منهجية الهدر في الثروات، وعدم فتح مشاريع، وغياب دعم القطاع الخاص”.

وأوضح أنه “لا يمكن للدولة ان تستوعب الاعداد الهائلة من الشباب، ولكن لو تم تفعيل مجال الاعمار والاسكان وقطاع الزراعية والصناعي بالإضافة الى تفعيل قطاع السياحة والنقل والمواصلات، من خلال القطاع الخاص، لكانت النسب اقل من ذلك بكثير”.

وتابع انطوان بقوله: “عندما تغير سعر صرف الدولار في بداية العام الحالي، فقدت الناس 25 في المائة من دخولها، وهذا ما احدث انكماشا اقتصاديا في البلاد، وحجم من مشتريات الطبقات الفقيرة، وبالتالي توقفت المشاريع الصغيرة جداً للشباب، وتحولوا الى عاطلين”.

وذكر أن “ازمة كورونا دفعت الى انخفاض الناتج الاجمالي المحلي بنسبة 11 في المائة، وهذا ايضاً دفع نحو رفع نسب البطالة”.

مسح للسوق العراقية

وأكد المتحدث باسم وزارة التخطيط عبد الزهرة الهنداوي، أن نسبة ‏البطالة مرتفعة في العراق مقارنة بما كانت عليه قبل سنوات.

وقال الهنداوي في تصريحات صحفية، إن “جائحة كورونا وما رافقها من تداعيات خلفت ‏أزمة اقتصادية وانكماشا ماليا فاقم من معدلات البطالة والفقر في البلاد”.‏

وزاد، أن نسبة الفقر في العراق شهدت أيضا ارتفاعا خلال العام ‏الماضي لتصل إلى 31.7، لكنها انخفضت قليلا هذا العام لتصل إلى 30 في ‏المئة.‏

وتابع الهنداوي أن “وزارة التخطيط تعمل حاليا على الانتهاء من إتمام مسح ‏لسوق العمل العراقية من المؤمل أن يعطي لنا مؤشرات جديدة عن البطالة ‏والفقر”.‏

وكان الهنداوي قال في تصريح آخر أن حكومته وضعت خطة للتعافي من تداعيات كورونا، تمتد من عام 2021 إلى 2023 وتشتمل على ثلاثة محاور أساسية.

المحور الأول، وفقا للهنداوي، يتضمن “تحسين مستويات الاقتصاد ودعم القطاع الخاص والاستثمار الخارجي. والثاني اجتماعي يركز على مجالات الصحة والتعليم والفقر وتمكين المرأة وعودة النازحين. والثالث يتعلق بالتنمية المكانية ويستهدف معالجة الفجوات التنموية الموجود في عموم البلاد”.

ولم يكشف الهنداوي عن حجم الأموال التي تحتاجها هذه الخطة، لكنه أشار إلى أنها تحتاج لجهود مجموعة من المؤسسات الحكومية، مضيفا أن موضوع الأموال “متروك للجهة التي سيكون لها دور في تنفيذ الخطة، ومدى توفر التخصيصات اللازمة لذلك من ميزانياتها”.

**************

أهمية الفلسفة في الاقتصاد العراقي

د.حيدر عبد الامير الغريباوي*

علم الاقتصاد كما جاء في الكتب المنهجية، هو دراسة كيفية تحديد المجتمع لما سينتجه وكيفية انتاجه والمستفيد من هذا الانتاج.

من ناحيةٍ أخرى، تُوجدُ داخل الاقتصاد فلسفة ميادينُ تخصّصية تُقدّم بعضًا من التقاطُعات: كنظرية المؤسّسات، وتحليل الحُكم والسّلطة، دراسة العقلانية، دراسة أشكال وإجراءات التعاون الاجتماعي، العدالة في التوزيع والوقف، الحيطة والحذر في التعامل مع البيئة أو النظم التقنية، إلخ.

أن ثمةَ “تبادُل للإشكاليات” بين الفلسفة والعلوم الاقتصادية، هذا التبادل الذي يدلّ بوضوح على ثمرة الانفتاح على الفلسفة، من وجهة نظر الاقتصاديين. وهذا على الأرجح هو ما يهمّ أكثر إن كنا نتساءل عمّا يُمكن أن تمنحه الفلسفة للاقتصاد اليوم. في الواقع، قد منح بعض الفلاسفة مادّة خام للعلوم الاقتصادية. فالنظرية الفلسفية للقياس كانت هامة في تطوير النظرية الاقتصادية لدالاّت الرّفاهية. ولننظر أيضا لنظرية الأعراف/التقاليد لديفيد لويس، الذي كان مصدر إلهام بالنسبة لعلماء الاقتصاد. الأسئلة الفلسفية العميقة المُثارة بانتظام من هربرت سيمون في سياق أعماله لها روابط مُباشرة بإسهاماته على الاقتصاد وما أعقبها.

وتساهم فلسفة الاقتصاد بطريقتها الخاصة في الفهم السليم لهذا التنوع وإقامة جسور بين رؤى العالم. تُساهم كذلك في إدخال المزيد من التنوع الثقافي داخل عالم الفكر الاقتصادي أو عالم الفكر السياسي المُرتبط بالاقتصاد.

ومن المفيد تقسيم فلسفة الاقتصاد بهذه الطريقة إلى ثلاث موضوعات يمكن اعتبارها على التوالي فروعًا لنظرية العمل والاخلاق أو الفلسفة الاجتماعية والسياسية المعيارية وفلسفة العلوم والنظريات الاقتصادية من العقلانية، الرعاية الاجتماعية والدفاع عن الموضوعية الفلسفية تشكل أطروحات في كثير من الأحيان أبلغ من الأدب الفلسفي ذات الصلة والتي تهم واضحة للراغبين في نظرية العمل، وعلم النفس الفلسفي، والفلسفة الاجتماعية والسياسية.

وقد طرحنا أسئلة في الصميم في مقالنا حول أسباب ذلك النقص الواضح، هل المسألة راجعة لموقع الفلسفة في المنظومة الاقتصادية وحيثيات تدريسها أم أن المسألة مرتبطة بنظرة المجتمع للفلسفة وللمشتغلين بها؟ أم أن الأمر مرتبط بالمنشغلين بالفلسفة أنفسهم من حيث تكوينهم ومراميهم من وراء الاشتغال بالفلسفة؟

بداية نسجل بكل أسف غياب دراسات حول الفلسفة الاقتصادية في العراق عموما وحول النصوص الفلسفية العراقية على وجه الخصوص، عدا بعض المقالات أو الكتب المخصصة لدراسة بعض أعلام الفلسفة الاقتصادية في العراق، وهذا الغياب برأيي موجع لأنه يطيل في معاناة الفلسفة الاقتصادية من التهميش والازدراء ومن ثم يغلق باب الاستفادة مما تتيحه من آليات تفكير ومبادئ منهجية أساسية للتفكير السليم والتخطيط الفعال.

ان غياب الفلسفة عن الاقتصاد العراقي ينذر في الانهيار الكبير للاقتصاد العراقي عندما ينهار سعر النفط في السوق العالمية مما يهدد بعواقب اقتصادية واجتماعية كبيرة على العراق حكومة وشعبا، وقد يهدد هذا التطور السلم الاجتماعي الذي استثمرت فيه السلطة عائداتها البترولية لضمان الاستقرار وحكمها أيضا.

حيث يتخوف معظم العراقيين من المخاطر الاقتصادية التي ستواجهها البلاد عند تدهور أسعار النفط في السوق العالمية، في بلد يعتمد اقتصاده بنسبة 99 بالمائة على عائدات تصدير الذهب الأسود، رغم تطمينات الحكومة بأن احتياطاتها من العملة في وضع جيد، إلا أنها في الوقت ذاته اتخذت جملة من الاجراءات التقشفية في النفقات العمومية، تمس بصورة مباشرة المواطنين محدودي الدخل والخدمات التي يستفيدون منها، بما في ذلك الشباب العراقي، الذي طالما انتظر وعود الحكومة وحل مشاكله المرتبطة خصوصا بموضوعي البطالة والسكن.

أن النفط في العراق أصبح يشكل مصدر قلق العراقيين، وأضحى لعنة عليهم في ظل غياب العقلانية والرشادة والفلسفة في تسيير موارد هذا القطاع الحيوي لبناء قاعدة اقتصادية قوية.

وقد ساهمت انتفاضة تشرين الخالدة في اتجاهاتها ومضامينها الاقتصادية في إعطاء الأولوية للإصلاحات الاقتصادية على الإصلاحات السياسية، وأكثر من ذلك، جرّد برنامج الإصلاح الاقتصادي الذي طبّقه رئيس الوزراء الحالي الكاظمي التوجهات الاقتصادية التي كان من المزمع اتخاذها ويأتي في مقدمتها الاتفاقية الصينية لرئيس الوزراء السابق عادل عبد المهدي بإيعاز من المؤسسات المالية الدولية، والكاظمي في جهوده تلك يهدف إلى مساعدة الاقتصاد العراقي على الوقوف على قدمَيه من جديد، لكن إدارة الكاظمي وجدت نفسها في وضع غير مريح تُضطَرّ معه إلى تمويل برامج اقتصادية تتعارض مع مبادئ السوق الحرّة لغياب فلسفتها الاقتصادية حيال ذلك.

لكن لن يكون من السهل تغيير فلسفة النظام الاقتصادي في العراق فيما لو تم الإبقاء على التوجّه الاقتصادي للنظام القديم، حتى ولو كان ذلك التوجّه نقطة مشرقة في إرث الكاظمي على الأصعدة الأخرى. والتحوّل نحو منظومة سوق حرّة تؤمّن بيئة مؤاتية للاستثمارات الأجنبية ومندمجة في الاقتصاد العالمي. فقد كشفت بهذا الخصوص مجلة “غلوبال فاينانس” المختصة بتصنيف دول العالم، أن معدل نمو الناتج المحلي الإجمالي في العراق لعام 2020 يلغ 4.372 فيما بلغ معدل نمو للناتج المحلي الإجمالي في العراق لعام 2019 عند 3.914 %”. وبينت ان “أعلى ارتفاع لمعدل نمو الناتج المحلي الاجمالي في العراق كان في عام 2016 حيث بلغ 15.199 %”، مبينة ان “معدل التغيير لمعدل النمو للناتج المحلي في العراق خلال عشر سنوات والتي تبدأ من 2011 ولغاية 2020 بلغت 4.345%”.

وننوه أن الناتج المحلي الإجمالي لبلد ما يعرف على أنه إجمالي القيمة النقدية للسلع والخدمات المنتجة داخل حدودها في السنة، ويتم التعبير عن نمو الناتج المحلي الإجمالي كنسبة مئوية.

وربما لا مفرّ من تقديم قروض إلى العراق من أجل تمويل الإعانات المالية بالرغم من تعافي اسعار النفط العالمية، لكن ينبغي على صانعي السياسات الاقتصادية الالتزام في وضع خطط أكثر استدامة من أجل إعادة إطلاق عجلة التنمية والإصلاح.

صحيح أن محاكمة الفاسدين خطوة مهمّة نحو إرساء عملية سياسية أكثر شفافية ومساءلة، لكن من غير الواقعي الاعتقاد بأن مصادرة المليارات الضائعة وإعادة توزيعها ستحلاّن المشاكل البنيوية الخطيرة التي يعاني منها العراق. علاوةً على ذلك، يتعيّن على الحكومة تقديم معالجة بديلة وناجعة عن تأمين وظائف حكومية لكلّ الخرّيجين الجامعيين، والتي من شأنها أن تلقي بأعباء لا تُحتمَل على كاهل الحكومات في المستقبل. ما يحتاج إليه العراق الآن هو خطّة عمل جديدة للتنمية المستدامة، على أن تضم سياسات لمعالجة عدم المساواة البنيوية وإصلاحات شاملة لإنعاش نظام تربوي متعثِّر فشل في إبراز قوى عملية فنية وادارية لسوق العمل والتي تزداد تنافسية.

قد لا تُحقِّق برامج الإصلاح الاقتصادي الاستدامة إلا إذا ترافقت مع تحسينات موازية في الظروف السياسية وسيادة القانون. ربما كانت منافع الإصلاح الاقتصادي البنيوي في العراق لتصل في نهاية المطاف إلى المواطنين في أسفل الطيف الاقتصادي الاجتماعي لو أن الوقت لم يداهم البرنامج بسبب التململ الشعبي المتعاظم من الفساد وهدر المليارات.

يأتي دعم وتنشيط الاقتصاد العراقي في إطار خطاب حكومي وإعلامي رسمي يعكس عقد الحكومة العراقية لآمال وتوقعات كبيرة على نجاح جذب الأموال التي يحتاجها الاقتصاد للخروج من أزمته المالية، هذا في الوقت الذي تحتاج مجموعة الأسس الإستراتيجية التي تقوم عليها نظرة الدولة إلى الاستثمار، إلى مراجعة تهدف من ناحية إلى إدارة الأزمة المالية للدولة، وتهدف من ناحية أخرى إلى مواجهة المشكلات الهيكلية الموروثة من الماضي،  في إطارٍ غياب قواعد الديمقراطية والمشاركة والشفافية والمساءلة، التي تشكل العقد الاجتماعي الأكثر رصانة بين الدولة والمجتمع.

لقد ظلت فلسفة استهداف النمو كمؤشر وحيد لقياس أداء الاقتصاد الوطني حاكمة للإدارة الاقتصادية لفترة طويلة، ومن ثم الدفع بالمزيد من الاستثمارات عن طريق الحوافز الضريبية والحوافز المتعلقة بتسعير الأصول المحلية وتخصيصها، وحماية المستثمر، وهي الفلسفة ذاتها التي انعكست في المسودات التي تم تداولها في قانون الاستثمار، والفلسفة الضريبية المصاحبة له، التي اعتمدت على تخفيض سقف الضريبة، هذا مع الإبقاء على دعم الصادرات في ظل عدم تمتع هذا الدعم بأية شفافية حول الصناعات المستفيدة حقيقةً، ومدى فاعليته، وحاجته إلى مراجعةٍ من حيث الهيكل والمنتفعون، ولكن دون تنوع أو انعكاس على التنمية والعدالة والتشغيل، وهو ما يثير أسئلة متعددة حول نوعية الاستثمارات ومدى قدرتها على خلق تنمية حقيقية .

هنا ينبغي التوقف للمراجعة، فإن زيادة الاستثمارات في الدولة من المفترض أن تنبني على فلسفة تضمن تحقق وخلق فرص عمل مرتفعة الجودة، وزيادة الحصيلة الضريبية، بالإضافة إلى زيادة موارد النقد الأجنبي وتخفيف الضغط على العملة الأجنبية.

حيث يعد استقرار الاقتصاد الكلى شرطا ضروريا من أجل التنمية والنمو، ومع ذلك فإن التوصيات المتداولة من المنظمات الدولية حول الشروط التي تشكل ادارة جيدة للاقتصاد الكلى لتحقيق الاستقرار، كانت ضيقة إلى حد بعيد. وفى الواقع، قد أدت في العديد من الدول النامية إلى نتائج على عكس ما كان مرجوا منها.

من الضرورة التركيز الواضح الذي تضعه الأمم المتحدة والمجتمع الدولي على تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية والحاجة لتأمين تمويل كاف لعمليات التنمية قد دلت على الحاجة إلى تغيير التركيز في أساليب إدارة الاقتصاد الكلى في الاقتصادات النامية المفتوحة على النحو التالي:

- تطوير سياسات الاقتصاد الكلى ضمن إطار منسق، وبحيث تكون السياسات المالية والنقدية وسياسات سعر صرف العملة المحلية وإدارة حساب رأس المال في ميزان المدفوعات متجانسة مع بعضها البعض.

- يجب أن يكون الأفق الزمنى متوسط المدى، تنظم استراتيجيات الاقتصاد الكلى والانفاق العام.

- خلق فرص العمل بأهمية خاصة، وأن لا يتم التضحية بها من خلال التركيز الضيق على استقرار الاقتصاد الكلى والسيطرة على التضخم.

- الاقرار بأهمية الإنفاق العام وتوجيهه نحو القطاعات الحيوية لبناء رأس المال الاجتماعي.

- يجب أن تتماشى السياسة النقدية مع السياسة المالية، وليس العكس، ويجب أن تكون آلا السياستين موجهة نحو اهداف اقتصادية حقيقية مثل خلق فرص عمل وحماية أسباب المعيشة وتوسيعها وتقليص رقعة الفقر.

ــــــــــــــــــــــ

* كاتب عراقي

************

الصفحة السابعة

واجهت احتجاجات في أكثر من 250 مدينة في العالم قمة غلاسكو للمناخ على خطى سابقاتها

عادل محمد

منذ الأول من تشرين الثاني 2021، بدأت اعمال قمة المناخ، والمعروفة أيضا بالمؤتمر السادس والعشرين للموقعين على الاتفاقية الإطارية بشأن التغير المناخي، في مدينة غلاسكو الأسكتلندية. وشارك في أعمالها وفود تمثل نحو 200 دولة، لبحث سبل التقليل من الانبعاثات، والمساعدة في تحسين الحياة في كوكبنا. وقد طالب العلماء باتخاذ اجراءات عاجلة لتفادي كارثة مناخية مرتقبة. وفي هذه المساهمة سنتناول طبيعة مواقف المراكز الرأسمالية، والآثار الاجتماعية والاقتصادية للتغير المناخي والاحتجاجات التي رافقت انعقاد القمة.

وعود متكررة

تقترب اعمال القمة من نهايتها، ويبدو انها تسير على خطى سابقاتها، فلا شحة في الوعود، مثل أن الاتحاد الأوروبي مستعد للتعامل مع الغاز والطاقة النووية باعتبارهما “طاقة انتقالية” يمكن تمويلها من خلال برامج الاستثمار “الخضراء”. بالإضافة إلى ذلك، خصصت دول مجموعة العشرين، التي تلعب بلدان الاتحاد الأوروبي دورا رئيسيا فيها، أخيرا، 3300 مليار دولار للوقود الأحفوري، وكأنها تستثمر لمستقبل قد يطول.

والتزم أكثر من 100 رئيس دولة وحكومة بتكثيف مكافحة التدمير العالمي للغابات، ووفقا لمجريات المؤتمر، وفي سياق مكافحة الاحتباس الحراري، وبحلول عام 2030، يجب وقف إزالة الغابات. وحسب حكومة المملكة المتحدة، فان الاتفاقية تشمل أكثر من 85 في المائة من غابات العالم، بما في ذلك غابات الصنوبر في كندا والغابات الاستوائية في منطقة الأمازون البرازيلية، وفي حوض الكونغو. ويتم دعم هذا مشروع بما قيمته 17 مليار يورو. ولكن الامر ليس بجديد، ففي قمة المناخ في نيويورك في عام 2014، أعلن عن التزام 200 دولة بتخفيض عمليات إزالة الغابات، حتى عام 2020 الى النصف، وبحلول عام 2030 إيقاف تدمير الغابات، ولكن شيء من هذا لم يحدث، وبلا هوادة استمرت عمليات إزالة الغابات لأغراض التصنيع.

وفي ثاني أيام المؤتمر أعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين عن “اتفاقية عالمية” مع الولايات المتحدة لخفض انبعاثات غاز الميثان، بحلول عام 2030، بنسبة 30 في المائة. وان أكثر من 100 دولة انضمت الى الاتفاق، ولكن سرعان ما نأت 8 دول اوربية مؤثرة، بنفسها عن الاتفاق، مؤكدة انها لا توافق على التدخل في تحديد عمليات انبعاث الميتان.

وقدّم الرئيس الأمريكي بايدن، في المؤتمر، وعودا كبيرة للعالم لخفض انبعاثات الكربون في الولايات المتحدة، بحلول عام 2030، بنسبة 50 في المائة، وانهائه بالكامل في عام 2050، وفي الوقت نفسه، قام أعضاء مجلس الشيوخ المختلفين مع الرئيس من الديمقراطيين، بحذف “برنامج الكهرباء النظيفة”، الذي يهدف إلى استبدال محطات الطاقة التي تعمل بالفحم والغاز بمصادر طاقة متجددة، من قانون إعادة البناء بشكل أفضل، ما يعني عرقة تنفيذ الرئيس لوعوده.

في افتتاح قمة المناخ، أعلنت المستشارة ميركل في آخر خطاب لها بهذه الصفة، ان “عقدا من العمل” قد بدأ الآن. ولم تقل لماذا يجب أن يبدأ هذا العقد فقط عندما تودع منصب المستشارة. ولكن إعلانها يتماشى مع سلوك معظم الحكومات، التي تعد بالحياد المناخي في عام 2050 لكنها لا تفعل الكثير لتحسين أهدافها قصيرة المدى، حتى عام 2030. إن الوعد بتحقيق أهداف مناخية طويلة الأجل ليس التزاما بالعمل بقدر ما هو التزام بالتدابير خلال السنوات التسع المقبلة. بالإضافة إلى ذلك، بحلول منتصف القرن، سيغادر معظم القادة مناصبهم، ولن يُحاسبوا، إذا ارتفعت حرارة الأرض بمقدار ثلاث درجات أو أكثر، كما يخشى غالبية خبراء الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، وليس بمقدار هدف الـ 1.5 درجة مئوية المثبتة في اتفاقية باريس للمناخ.

في عام 2009 وعام 2015، وافقت الدول الغنية على تخصيص 100 مليار دولار أمريكي للدول النامية التي تعاني آثار تغير المناخ دون أن تكون مسؤولة عنه، وحتى الان لم يتحقق الهدف. ولم يتم حتى جمع 80 مليارا منها. وفي غلاسكو، عرضت المملكة المتحدة خطة تمويل مناخية، بمبادرة ألمانية – كندية لتوفير، حتى عام 2023، 100 مليار دولار، في حين تقدر الأمم المتحدة حاجة فعلية قيمتها ألف مليار دولار، لتمويل عملية الانتقال المناخي.

وليس غريبا أن العديد من الدول الناشئة لا تثق في الدول الغنية، لأنها تخشى أن تقدم حكومات المراكز الرأسمالية وعودا بلا تنفيذ، لغرض دفع البلدان الفقيرة والناشئة الى التعلم من “سخاء” البلدان الغنية والتضحية بمصالحها الوطنية وتحمل مسؤولية أكبر في خفض حجم الانبعاثات.

ويبدو أن مناشدة البابا فرانسيس لقادة العالم اتخاذ “قرارات جذرية” في قمة المناخ في غلاسكو، قد مرت دون اهتمام المهيمنين، والشيء نفسه ينطبق على مطالب الملايين لحماية المناخ والحضارة.

الآثار الاجتماعية والاقتصادية لتغير المناخ

يشير بحث نشرته مؤسسة روزا لوكسمبورغ الألمانية، إلى أن التغيرات المناخية، التي سببها الانسان قد زادت من شدة تلوث البيئة وأن هذه التغييرات ستستمر في مناخ يتصاعد فيه الاحتباس الحراري.

وبين أحدث أطلس للمنظمة العالمية للرصد الجوي عن الوفيات والخسائر الاقتصادية الناجمة عن الظواهر الجوية والمناخية والمائية، أنه من بين 22.326 ألف كارثة تم تسجيلها في جميع أنحاء العالم بين عامي 1970 و2019، كان أكثر من 11 الف كارثة بسبب الطقس والمناخ والمخاطر المرتبطة بالمياه. وتسببت هذه الكوارث في مقتل 2.06 مليون انسان وخسائر مادية بقيمة 3.64 تريليون دولار. وان قرابة 44 في المائة من الكوارث كانت مرتبطة بالفيضانات و17 في المائة بالأعاصير المدارية. وكانت الأعاصير المدارية والجفاف أكثر التهديدات شيوعًا، وأدت الى ما بين 34 – 38 في المائة من الوفيات. أما بالنسبة للخسائر الاقتصادية، فقد ارتبط 38 في المائة منها بالأعاصير المدارية، بينما كان 31 في المائة منها مرتبطًا بأنواع مختلفة من الفيضانات. وعلى الرغم من ان الكوارث المسجلة تضاعفت 5 مرات خلال هذه الفترة، انخفض عدد القتلى ثلاثة أضعاف تقريبًا. ويرجع ذلك جزئيًا إلى أنظمة الإنذار المبكر الأفضل لمختلف المخاطر التي تعمل على تحسين الوقاية والتأهب وسرعة الاستجابة.

لقد تركزت النسبة العالية من الوفيات في البلدان النامية، بينما حدثت أكبر الخسائر الاقتصادية في البلدان المتقدمة. ويؤثر التغير المناخي سلبا على تحقيق اهداف خطة التنمية المستدامة حتى عام 2030. على أساس سبعة مؤشرات مناخية (درجة حرارة السطح، والمحتوى الحراري للمحيطات، وتركيز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي، وتحمض المحيطات، وارتفاع مستوى سطح البحر، وتوازن كتلة الأنهار الجليدية وتوسع جليد البحر)، توصلت الدراسة إلى الاستنتاج بشيء من اليقين بأن تغير المناخ خطير، ويشكل تهديدا للتنمية المستدامة، ولا سيما التنوع البيولوجي، ما يؤدي إلى تحديات محتملة للأمن الغذائي، الذي يمثل الهدف الثاني للتنمية المستدامة، والحد من الفقر (الهدف 1) وحفظ السلام (الهدف 16). ويؤدي التأثير المتتابع لزيادة تركيزات ثاني أكسيد الكربون على تحقيق أهداف التنمية المستدامة إلى زيادة أوجه عدم المساواة القائمة ويهدد الاحتياجات الأساسية للتغذية وإمدادات المياه والرعاية الصحية والمأوى والأممن الاقتصادي والسلام الجماعي في جميع أنحاء العالم.

إن فهم تعقيدات تغير المناخ والتنمية الدولية يمثل تحديًا مستمرًا. ومع ذلك، هناك حاجة إلى تعاون دولي أقوى لتحقيق أهداف التنمية المستدامة والحد من ظاهرة الاحتباس الحراري إلى أقل من 2 درجة مئوية أو حتى 1.5 درجة مئوية بحلول نهاية هذا القرن. لا شك أن تسريع الحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري هو أحد أكثر التدابير المتعلقة بالمناخ فاعلية وضرورية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.

احتجاجات واسعة

عادة ما تصاحب قمم المناخ بحركة احتجاج واسعة، وقبل انعقاد هذه الدورة، ومع انطلاق اعمالها، استمرت حركة احتجاج شملت 250 مدينة في جميع انحاء العالم، شارك فيها مئات الآلاف للمطالبة بالمزيد من حماية المناخ والعدالة المناخية، ونظمت احتجاجات السبت الفائت، في إطار يوم الاحتجاج العالمي، نزل خلاله أكثر من 100 ألف الى شوارع غلاسكو وحدها. وجاء في نداء التحالف لمواجهة قمة المناخ 26: ان “العدالة لا تمنح من قبل رؤساء الدول أو الحكومات أو الشركات”. و”نحن ننظم تعبئة جماهيرية لامركزية في جميع أنحاء العالم ونجمع الحركات سوية لبناء قوة من أجل تغيير النظام، من نضالات السكان الأصليين (الهنود الحمر) إلى نقابات العمال، ومن المجموعات المناضلة في سبيل العدالة العرقية إلى الشباب المضربين”. لأنه بدون تغيير النظام لن تكون هناك حماية فعالة للمناخ ولن تكون هناك عدالة مناخية.

وكتب على العديد من اللافتات الكبيرة عبارة “تغيير النظام، وليس تغير المناخ!”، وكتب على لافتات أخرى “أنقذوا البيئة، أنقذوا الأرض” أو “أنقذوا مستقبلنا”. وكان من أشهر شعارات الحركة المناخية هتافات: “ماذا نريد؟ عدالة مناخية! متى نريدها؟ الآن!”.

وشكلت مجموعات السلام “كتلة السلام ونزع السلاح” لأن “الحرب هي أحد أكبر أسباب التلوث البيئي وتغير المناخ. بدون سلام لا يمكن أن يكون هناك عدالة مناخية”.

**********

مطالبات دولية بوقف العنف والاعتقالات في السودان

بغداد - وكالات

دعت منظمتا هيومن رايتس ووتش والعفو الدولية، أمس، السلطات السودانية إلى الإفراج الفوري عن المحتجزين منذ الانقلاب العسكري في الخامس والعشرين من الشهر الماضي، والتوقف عن استخدام ما وصفتاه بالقوة المفرطة في مواجهة التظاهرات السلمية.

وطالبت المنظمتان في بيان مشترك طالعته “طريق الشعب”، بـ”إطلاق سراح جميع المعتقلين الذين يصل عددهم إلى 30 من القادة السياسيين والوزراء، والكف عن المزيد من الاعتقالات”. وأضاف البيان ان “الأبحاث تظهر أن ما لا يقل عن ثمانية من المعتقلين محتجزون في أماكن غير معلنة، دون السماح لهم بمقابلة عائلاتهم أو محامييهم في ظروف قد ترقى إلى الاختفاء القسري”، لافتا إلى أن “قوات الأمن السوداني استخدمت القوة المفرطة وغير المبررة لقمع الاحتجاجات السلمية ضد الانقلاب العسكري مما أدى إلى مقتل 14 شخصا على الأقل بالذخيرة الحية”، مبينا أن “تعطل خدمات الإنترنت منذ الخامس والعشرين من أكتوبر/تشرين الأول يحد من وصول الناس إلى المعلومات الدقيقة في الوقت المناسب وينتهك قدرة الناس على التعبير عن آرائهم السياسية، كما يقيد الإبلاغ عن قضايا حقوقية، بما في ذلك ما يتعلق بالاعتقالات”.

***********

قرارات دولية تدين الاستيطان وتطالب بحماية الفلسطينيين

نيويورك - وكالات

اعتمدت الأمم المتحدة مؤخرا، قرارات متعلقة بالقضية الفلسطينية بأغلبية ساحقة. وعلى رأس القرارات، القرار المعني بالدعم للاجئي فلسطين، الذي يشمل ولاية “الأونروا” وحاز على دعم 160 دولة، في حين صوتت ضده إسرائيل فقط وامتنعت 9 دول منها الولايات المتحدة. أما القرار الآخر فهو إدانة الاستيطان الإسرائيلي الذي حصل على دعم 142 دولة، في حين صوتت ضده 7 دول (إسرائيل، والولايات المتحدة، وكندا، وهنجاريا، وجزر المارشال، وميكرونيسيا، وناورو) وامتنعت 16 دولة.

ويدين القرار النشاطات الاستيطانية الإسرائيلية، ويؤكد على عدم شرعيتها ويطالب بوقفها ويؤكد عدم شرعية سياسات الضم الإسرائيلية وعدم الاعتراف بها، بما في ذلك ما يتعلق بالقدس الشرقية. فيما دان البعد العنصري لهذه السياسات، بما في ذلك بناء المستوطنات وهدم البيوت الفلسطينية، وعرقلة الشعب الفلسطيني على ممارسة حقوقه الأساسية، كما ورد في القرار. ورحب القرار، لأول مرة، بتوصيات الأمين العام بشأن توفير الحماية للشعب الفلسطيني، بما في ذلك تلك المتعلقة بتعزيز آليات الحماية الموجودة.

وشكر ممثل دولة فلسطين لدى الأمم المتحدة السفير رياض منصور الدول على موقفها المبدئي ورفضها وإدانتها الصريحة لسياسات الاحتلال، وشدد على أن هذا التصويت هو بمثابة رسالة دولية واضحة من قبل الجمعية العامة تأتي بعد يوم واحد من اجتماع مجلس الأمن الذي عبر عن مواقف مماثلة.

وطالب منصور بترجمة هذا الإجماع الدولي إلى خطوات على أرض الواقع وبتنفيذ القرارات الأممية، بما في ذلك قرار مجلس الأمن 2334، وأخذ إجراءات عملية لوقف الاستيطان وإنهاء الاحتلال وتوفير الحماية للشعب الفلسطيني ومؤسساته ومقدساته، والاستمرار في توفير الدعم للاجئي فلسطين، بما في ذلك من خلال “الأونروا”، ودعم تحقيق حقوقه غير القابلة للتصرف، بما في ذلك حقه في تقرير المصير والعودة.

وتأتي هذه القرارات عقب الاجتماع المغلق لمجلس الأمن الدولي الذي ركز على موضوع الإعلان الاستيطاني الإسرائيلي الأخير وعلى تصنيف ست مؤسسات فلسطينية كمنظمات “إرهابية”، والذي شهد موقفا واضحا لأعضاء المجلس ضد هذه القرارات.

كما وتجلى هذا الموقف في بيان للدول الأوروبية الأعضاء في المجلس، وهي: فرنسا، ايرلندا، استونيا، النرويج، وألبانيا (التي ستنضم للمجلس العام المقبل)، أكدت فيه هذه الدول عدم شرعية الاستيطان ورفضها للتوسع الاستيطاني ومطالبتها إسرائيل بالتراجع عن قراراتها في هذا الشأن، ووقف البناء الاستيطاني في الضفة الغربية بما في ذلك القدس الشرقية، وعدم اعترافها بأي تغيير لحدود ما قبل 1967 بما في ذلك في القدس، بخلاف تلك التي يتفق عليها الطرفان.

*******

الصفحة الثامنة

شيء عن مسودة التقرير السياسي

رشيد غويلب

طرح الحزب الشيوعي العراقي مسودة التقرير السياسي المقدمة الى المؤتمر الوطني الحادي عشر للحزب للمناقشة العامة، وبودي تسجيل ملاحظات محددة، مرتبطة بالتغيير المنشود الذي افردت له الوثيقة مساحة ضافية.

في البدء لا بد من الإشارة الى سعة وغنى الوثيقة في جانبي التوثيق لاهم الاحداث والمنعطفات التي شهدتها البلاد، مع عرض تفصيلي للازمة الاقتصادية – الاجتماعية المتعمقة في البلاد. لقد أدى ذلك الى التعامل مع نص طويل بشكل غير مسبوق يصعب على المتابع مناقشته في مساهمة محدودة، كما ان مهمة مندوبي المؤتمر سوف لن تكون سهلة في تقديم خلاصات مكثفة في الدقائق المتاحة للمتحدث في مثل هذه الفعاليات.

ليس غريبا ان تعتمد لجنة اعداد المسودة على وثائق الصادرة في السنوات التي أعقبت انتهاء اعمال المؤتمر الوطني العاشر، ولكن اعتقد ان اخذ فقرات بالكامل كتبت قبل حدث مفصلي كالانتفاضة، يجب ان يصحبه إعادة  في صياغة هذه الفقرة او تلك، ارتباطا المتغيرات التي شهدتها سياسة الحزب وخطابه، على الأقل منذ تعليق مشاركته بالانتخابات، ومقاطعته إياها لاحقا، فضلا عن انه حتى المواقف الصحيحة تتطلب إعادة صياغتها وفق احدث المتغيرات، ويمكن الإشارة الى ما ورد في الجزء الأخير من الفقرة  77 : « وضرورة اليقظة والحذر من محاولات قوى الفساد والمحاصصة، الهادفة إلى حرف الانتفاضة عن أهدافها وسلميتها، وتأليبها ضد الأحزاب والقوى والشخصيات التي وقفت إلى جانبها وشاركتها في الفعل والقول، وقدمت التضحيات والشهداء على طريق تحقيق أهدافها العادلة» لقد حدث تغيير إيجابي في مواقف أوساط ليست قليلة من المنتفضين بهذا الخصوص.

لقد شكلت الانتفاضة حداً مفصلياً في مسار العملية السياسية والصراع السياسي والاجتماعي الدائر منذ 18 عاما على شكل ومضمون الدولة في العراق، وهذا يستدعي، وفق رايي المتواضع، مراجعة سياسة الحزب المعتمدة منذ الغزو واسقاط الدكتاتورية، واستخلاص الدروس مما هو إيجابي، وتجاوز عدم المنتج منها، فالتغيير الذي يسعى الحزب لتحقيقه بالاشتراك مع قوى المجتمع الحية، ستوجب هذه المراجعة لتعزيز خطاب الحزب ومواقفه. ولم يعد كافيا، كما هو معتاد، مراجعة وتدقيق سياسة الحزب ما  بين مؤتمرين فقط، فالتغيير المنشود يتطلب اعتماد الدقة والوضوح وتجنب الصياغات القابلة للتأويل وهي إشكالية عانت منها سياسة الحزب وخطابه طيلة هذه السنين.

من المفيد التأكيد على ان الحزب ساهم بشكل أساس في إعادة ثقافة الاحتجاج الى الشارع العراقي، ولعب دورا اساسيا في احتجاجات 25 شباط 2011، وكذلك في احتجاجات 2015، ويمكن القول ان الحزب من القوى السياسية المنظمة ذات المشاركة الفاعلة في الانتفاضة، والتي قدمت شهداء وجرحى ومتضررين، وبالتالي، فان إحلال فكرة «الانحياز لانتفاضة شعبنا» بالمشاركة الفاعلة فيها، وابدال مفردة الانحياز أينما وجدت في النص بما يعكس فعل المشاركة. ومن الضروري ان يوثق التقرير السياسي أسماء شهداء الحزب. ويمكن ان يأتي ذلك في سياق استكمال الفقرة 70 في نص المسودة.

تحالف سائرون

شكل تحالف سائرون تجربة استثنائية، ووفق قناعتي بنيت على موضوعات نظرية مغرية، كان يفترض ان تؤدي الى فتح في السياسية العراقية، ولكن المسار العملي للتحالف طرح حقائق أخرى لا يمكن تجاوزها بالركون الى القراءات النظرية، او طبيعة البرنامج السياسي الجيد الذي تبناه التحالف. لقد جاءت مجريات الانتفاضة ومشاركة الشيوعيين فيها، ونقدهم الصريح لعجز البرلمان امام العنف الذي مورس ضد شبيبة الانتفاضة وتسبب في استشهاد العديد منهم، الى استقالة الرفيقين رائد فهمي وهيفاء الأمين من البرلمان العراقي، ومغادرة الحزب عمليا تحالف سائرون.  وقد جاء في الفقرتين 17 و19 في المسودة سرد الى المآل الذي انتهى اليه التحالف، والذي يعني عمليا فشله في الاستمرار والتطور. ولا يلغي هذه الحقيقة رؤية ان تجربة سائرون بكل ما لها وما عليها يمكن ان تكون مادة للدراسة، في حال تبلور ظروف جديدة للأقدام على تحالفات واسعة بين قوى متباينة فكريا. لذلك أجد ان من المفيد ان يشير التقرير السياسي الذي سيصدر من المؤتمر الى فشل التجربة، الذي لا يعني باي حال من الأحوال الدعوة لمواقف متطرفة، او الى حالة من الانغلاق على القوى الأخرى، ولكنه يخلق وضوح مطلوب لكي ينسجم مع مسعى تجميع قوى التغيير الذي يسعى أليه الحزب مع قوى الانتفاضة وقوى التغيير الأخرى.

موضوعة في غاية الأهمية

جاء في الفقرة ( 27) ما يلي:  « وأحد اهم الدروس في تجربة سائرون ان هناك قضايا معينة يمكن التنسيق والتعاون بشأنها، من دون دفع ذلك إلى أطر تحالفية، لأنها تحتاج إلى مقاربات أخرى لها علاقة بمنهج الأداء السياسي وطبيعة الأطراف ونمط ادارتها، ولا يكفي في هذا الشأن تشابه المنحدر الاجتماعي لطبيعة جمهور القوى المتحالفة»، تكمن أهمية هذه الفقرة ليس فقط في تأكيد ما اشرت اليه فقط، بل يمكن ان تشكل أساس لمناقشة آنية ومستقبلية للخروج من ذهنية  ثنائية الاختيار، وعدم السعي لبديل ثالث التي طبعت سياسة الحزب في العقود التي تلت انقلاب شباط الأسود 1963 ، أي التفكير في احتمالين متضادين واختيار افضلهما، والمثال الأقرب تاريخيا  هو ثنائية المشاركة في مجلس الحكم، كخيار افضل من المشاركة في المقاومة المزعومة للاحتلال الذي مارسته بقايا البعث المتحالفة مع منظمة القاعدة الإرهابية، وقد كنت حينها مؤيدا بقوة للمشاركة في مجلس الحكم، في حين ان اهمال الخيار الثالث،، وهو المعارضة السلمية للنظام السياسي. ففي اطار ذهنية الثنائيات حرم الحزب من إمكانية بناء تراكم لبديل ثالث، ربما كان سيكون منتجا اكثر من تجربة المشاركة التي عشناها، ولعل تجربة الرفاق السودانيين التي لا تزال حاضرة بقوة خير مثال على ذلك. وبالمناسبة ان هذه الثنائية طبعت أداء الكثير من الأحزاب الشيوعية قبل وبعد انهيار التجربة الاشتراكية.

وقفة مع الانتخابات البرلمانية

جاءت النتائج لتؤكد صحة موقف الحزب في مقاطعة الانتخابات، الذي جاء منسجما مع حالة الرفض الشعبي، الذي يعكس مرارات الملايين خلال 18 عاما هي عمر نظام المحاصصة والفساد. ، رغم الحراك الذي عكسه حصول بعض قوائم المنتفضين على نتائج لافته، حملت معها وجوه يسارية وديمقراطية الى البرلمان الجديد.

ان هذا الحراك المتحقق لا ينفصل مطلقا عن تأثيرات انتفاضة تشرين 219 البطلة. وهنا لابد من الإشارة الى ان فعل المقاطعة كان واضحا، ضمن أمور أخرى، في تحديد، مساحات حركة القوى المتطرفة، في استخدام اساليبها السابقة على نطاق واسع، بمعنى آخر لا يمكن فهم الحراك السياسي، بالنسبة لحزبنا، بعيدا عن فعل المقاطعة، الذي مثل انتقاله سياسية نوعية ومنظمة للتعامل مع النظام السائد.

من الضروري ان تحظى هذه الحقيقة بالدراسة من قبل الحزب وقوى معسكر التغيير، في اطار مراجعة تفصيلية واسعة وشفافة لتجربتها السابقة، لان الدرس الهام الذي افرزته الانتخابات، ان الناخب العراقي الساعي للتغيير مختلف اليوم كليا، ولم تنجح الأساليب النخبوية، والآليات والذهنيات التقليدية في الحصول على صوته، وان على من يسعى لكسب صوت هذ الناخب ان يجدد من أساليبه وخطابه وسياساته، على أساس قراءة فكرية، وتجديد شباب الهيئات القيادة، وعموم كادر الحزب.

ما حدث، على تنوعه  سلط الضوء على الإمكانيات التي يمتلكها مشروع الحزب ، وقوى اليسار والقوى المدنية الديمقراطية ، ويفتح افاقا جديدة للحزب، وقوى التغيير، شريطة قدرتها على الوصول الى خطاب يؤكد على المشتركات ولا يلغي التنوع وعلى أساس من التساوي في التعامل مع بعضها البعض، فالانتخابات اكدت خسارة كل المتنفذين لقواهم التصويتية السابقة، بنسبة تراوحت بين 50 – 80 في المائة، أي ان هذه القوى فقدت شرعيتها الجماهيرية، رغم تصدر بعض الكتل المشهد الانتخابي، لامتلاك بعضها مساحة تكتيكية واسعة، وفرها قانون الانتخابات المعتمد، فيما استفادت كتل أخرى من الاستقطاب والشخصنة، داخل الإسلام السياسي «الشيعي».

 *****************************************************

حول مسودة التقرير السياسي

ياسين النصير

انهيت اليوم قراءة الجزء الاكبر من التقرير السياسي الذي سيقدم لمؤتمر الحزب، واعتبره من اهم الوثائق السياسية التي تناولت كل مفاصل الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والتعليمية والثقافية وغيرها في العراق، وليس غريبا على حزب متمرس بديباجة برامج وطنية يسعى عبر  المؤتمرين على انجازها ودراسة ما لم ينجز منها، هذه الحيوية الفكرية والنشاط الايديولوجي والمعرفي قائم على تماس مباشر ويومي مع قضايا الشعب، ومما يزيد الأمل بنجاح المؤتمر هو ماضخته انتفاضة تشرين بعموم شرائحها في المناخ السياسي والاجتماعي في العراق، ومن ابرز نتائج هذه الانتفاضة هو التراجع لقوى الاسلام السياسي في الانتخابات مما يعني ان طروحات الحزب خلال السنوات الماضية كانت المحرك الفاعل للشارع العراقي والميدان الفعلي لنضج التوجهات الشبابية للتغيير، امنيات من القلب لنجاح المؤتمر وتوصية صغيرة الرجاء قراءة هذا البرنامج السياسي ففيه الكثير الكثير مما تتطلبه رؤية المثقفين وعامة الشعب لمستقبل العراق، مرة اخرى تحية لحزب الكادحين في مؤتمره الحادي عشر.

 ************************************************

مقترحات لمسودة التقرير السياسي المقدم الى المؤتمر الوطني الحادي عشر للحزب الشيوعي العراقي

عادل عبد الزهرة شبيب

 1) اقترح اضافة الى نهاية  الفقرة رقم ( 2 )وبعد ((ولم تستأصل شأفة الارهاب بعد )) : - ( حيث أن العمليات العسكرية وحدها لا تكفي لدحر الارهاب نهائيا وانما لا بد من مقاربات سياسية واجتماعية واقتصادية وثقافية وتعليمية .).

2) اقترح اضافة الى نهاية الفقرة ( 5 ) من المسودة : ( وبلغ بها الأمر تهديدها للحكومة ولرئيسها ومحاولة اغتياله ).

3) اقترح اضافة الى نهاية الفقرة رقم ( 6 )  : ( وتتجلى أزمة الحكم في العراق من خلال سوء ادارة البلد و الأداء غير الكفوء لمؤسسات الدولة بسبب بناءها وفق نهج المحاصصة  الطائفية – الأثنية الذي يفرط بالكفاءات الوطنية المخلصة والمؤهلة في اسناد الوظيفة العامة . ).

4) وفي محور ( ملامح اجتماعية – طبقية ) الفقرة ( 13 )  اقترح اضافة الى نهاية الفقرة : ( وتحول العراق الى بلد استهلاكي , استيرادي , غير منتج بامتياز , يستورد كل شيء بما فيه سلة غذائه )

5)  اقترح اضافة الى نهاية الفقرة (14 ) من محور ( ملامح اجتماعية – طبقية ) : ( ولابد من وضع حد لسياسة اغراق السوق العراقية بالمنتجات المستوردة الزراعية والصناعية المختلفة ).

6)  كما اقترح اضافة الى نهاية الفقرة رقم ( 17 ) : ( ومن الضروري بهذا الصدد التخلص من الاقتصاد الريعي والعمل على تنويع مصادر الدخل الوطني لا وتفعيل الصناعة والزراعة والتعدين والسياحة وغيرها  , الى جانب السيطرة على الموارد المالية للمنافذ الحدودية والموانيء والمطارات ومكافحة الفساد والاستفادة من هذه الموارد الكبيرة في بناء المشاريع المختلفة والخدمات وتحقيق النهضة الاقتصادية – الاجتماعية ) .

7) اقترح اضافة  الى نهاية الفقرة ( 41 ) من محور ( الفساد ): ( واصبح الفساد والارهاب  في العراق  وجهان لعملة واحدة ).

8) وفي الفقرة رقم ( 217 ) ضمن محور المديونية , اقترح اضافة الى نهاية الفقرة : ( وبهذا الصدد ينبغي  تنويع مصادر الدخل الوطني والسيطرة على موارد العراق ومكافحة الفساد لـتأمين المزيد من الموارد المالية على ان تكون القروض آخر الحلول ) .

9) وضمن محور ( سياسة اقتصادية بديلة ) اقترح اضافة فقرة عن ( غسيل الأموال  في العراق وضرورة وضع حد لذلك ) .

*******************************************

الصفحة التاسعة

العاملون في النجارة: مهنتنا تحتضر بسبب الاستيراد العشوائي وارتفاع اسعار الاخشاب

عامر عبود الشيخ علي

مهنة النجارة واحد من القطاعات الحرفية المهمة، وهي تشكل مصدرا مهما للبلد يساهم في انعاش الاقتصاد، وفي استقطاب اعدادا كبيرة من الايدي العاملة. الا ان هذه المهنة تراجعت بشكل كبير بعد عام 2003، بسبب الفوضى الاقتصادية وما يسمى بالسوق الحر، الذي فتح الحدود على مصراعيها امام دخول حتى السلع الرديئة. ومهنة النجارة بعد ان كانت قبل التاريخ المذكور مزدهرة ويعمل فيها الاف العمال، بدأت بعد ذلك بالتراجع مما زاد من معاناة العاملين فيها.

وللتعرف على هذه المعاناة تجولنا في منطقة الصالحية، التي تعتبر مركزا رئيسيا لانتاج الاثاث المنزلي وغرف النوم المصنوعة من الخشب، والتقينا عددا من اصحاب الورش والعاملين فيها ليبينوا لنا تلك المعاناة. 

اهمال القطاع الخاص وفتح الحدود

لم تعد منطقة الصالحية في بغداد كما كانت سابقا، معروفة بين المواطنين بمحلاتها وورشها النجارية، والتي كانت تضج بحركة المناشير واصوات الطَرْق على المسامير، كخلية نحل تحرك ارباب العمل والعمال الحرفيين المهرة وغير المهرة.هذا الحي الذي كان يقصده كل من ينوي الزواج لشراء غرفة نوم او لتاثيث منزله من اجود انواع الاخشاب. ولكن اليوم لم يعد هذا المكان كالسابق حيث توقف الكثير من الورش عن العمل، واغلقت المحلات واصبحت تعد على اصابع اليد، مما دفع اصحاب الورش الى ترك مهنتهم والعمل في مهن اخرى.

 كما ان البطالة نالت من اغلب العاملين في هذا القطاع، وهذا ما بيّنه النجار ابو احمد، قائلا ان السبب في ذلك وفي توقف اعمالهم يعود الى  وضع البلد بعد 2003، وما ساد من فوضى واهمال للقطاع الخاص ولكل الورش الصغيرة التي كانت منتجة، اضافة الى فتح الحدود بصورة غير مدروسة وعدم فرض ضرائب على المنتج الاجنبي. يضاف الى ذلك دخول اخشاب وغرف نوم  جاهزة وإن كانت رديئة، مما يدفع اغلب المواطنين الى شرائها بسبب رخص اثمانها. لكنها لا تدوم طويلا وسرعان ما تستهلك، بعكس الانتاج المحلي الذي يتميز بالمتانة وجودة الاخشاب المستخدمة في صنعه.

وقال ابو احمد مضيفا “ان العمل الان في ورشة النجارة متوقف، وقد تم تسريح العاملين الثلاثة فيها وعرض الورشة للبيع، لانني لم استطع تسديد الايجار ودفع اجور العمال”.

ارتفاع الاسعار سبب للاحتضار

من جهة اخرى بيّن الشاب سجاد ان السبب في انحسار المهنة وتركها من قبل اصحابها، هو ارتفاع اسعار الخشب المستورد والمواد الاولية الاخرى المصاحبة لعملهم، كذلك قلة اقبال العوائل على شراء الاثاث المحلي نظرا لارتفاع اسعاره مقابل المستورد الجاهز والذي يكون عادة بتصاميم حديثة ولو بنوعية رديئة. واكد ان المستورد لا يمكن ان يضاهي المنتوج المحلي والذي من الممكن تفكيكه ونقله من مكان لاخر ولاكثر من مرة، بعكس الاثاث المستورد الذي لا يمكن تفكيكه ونقله، مضيفا انه “لم تتخذ الحكومة اية اجراء لايقاف الاستيراد العشوائي وفرض الضرائب على المستورد، مقابل تخفيض اسعار الخشب المستورد والمواد الاولية التي نستخدمها في صناعتنا، والسبب المهم هو الانقطاع الدائم للتيار الكهربائي والاعتماد على المولدات الاهلية التي تضيف اعباء مالية تثقل كاهلنا، في ظل ركود الاسواق وتوقف الطلب على بضاعتنا.

الدخلاء على المهنة سبب آخر

وللاسطة الستيني ابو خالد رأي اخر في اندثار مهنة النجارة، يقول انه زحف الدخلاء من الطارئين على هذه المهنة، هربا من البطالة ومن عدم تعيين الخريجين في مؤسسات الدولة، حيث ادى الى فتح ورش للنجارة من قبلهم في منازلهم او في محلات صغيرة مستأجرة. مستدركا بالقول “لو كانت هناك معامل ومصانع حكومية او اهلية لاستطاع هؤلاء العمل فيها وعدم مزاحمتنا، مثلما كان  الحال في السبعينيات من القرن الماضي، حين ازدهرت الصناعة والزراعة والمهن المختلفة ومن ضمنها مهنة النجارة، وبشكل كبير”.

ويضيف قائلا ان رفع سعر صرف الدولار أخيرا ادى الى ارتفاع اسعار الخشب المستورد، مما اضطر اغلب النجارين الى شراء الاخشاب القديمة وخاصة السكيبات، وهي الالواح خشبية التي تحمل عليها البضائع المستوردة، رغم انها ارتفع سعرها ايضا من 2500 دينار الى 6 آلاف دينار للقطعة الواحدة. وقد  اجبرنا هذا بالطبع على رفع زيادة اسعار منتجاتنا.

ويختتم الاسطة خالد اجابته لـ “طريق الشعب” قائلا ان “كل هذه الاسباب تكفي لاعلان نهاية مهنتنا، لا سيما وان عدم الاهتمام الحكومي يدعمها، وهو الذي نعتقد انه اهمال متعمد ولمصلحة دول الجوار التي تستفيد منه بزيادة تصدير سلعها الى العراق، فيتحول الى سوق لبضاعتها”.

***************

شركة النسيج والجلود.. تحيل عمالها المتظاهرين الى التحقيق!

بغداد- طريق الشعب

اصدرت الشركة العامة لصناعات النسيج والجلود، في 9 تشرين الثاني الجاري، امرا داريا ينص على "تشكيل لجنة تحقيق حول تجاوزات العمال المتظاهرين في مقر الشركة يوم 7 تشرين الثاني"، اي قبل ذلك بيومين، بحسب كتاب اطلعت عليه "طريق الشعب".

وفي هذا الخصوص صرح الأمين العام للاتحاد العام لنقابات عمال العراق عدنان الصفار ان "العمال المذكورين لم يرتكبوا أية تجاوزات تمس الشركة، وانهم تظاهروا مطالبين بالحد من الفساد المستشري في اقسام الشركة، فضلا عن مطالبتهم بانعاش الصناعة الوطنية وحماية المنتج الوطني وبمنحهم حقوقهم المسلوبة".

وفي الوقت نفسه اعتبر الصفار إجراءات الشركة بحق عمالها مخالفة للدستور، الذي يشدد على حق التظاهر السلمي، وطالب بإلغاء الامر الإداري وعدم إحالة العمال الذين كانوا يمارسون حقا من حقوقهم الى أية لجنة تحقيقية.

*****************

10 ضحايا تقريبا كل أسبوع عمّال العراق يشتغلون في بيئات عمل غير آمنة

بغداد – وكالات

بالرغم من الوعود التي اطلقتها الحكومات المتعاقبة بتحسين أحوال العمّال في العراق، ومنها إلزام أصحاب العمل والمشاريع بتوفير معدّات الحماية والأمان اللازمة للعاملين، إلا أن الحوادث المميتة التي تطال العمال في بيئات العمل، لا تزال تُسجَّل بشكل يومي.

10 ضحايا في الأسبوع

ويقول مسؤول في وزارة الداخلية في تصريح صحفي، ان “ما لا يقلّ عن 10 وفيات بين العمال العراقيين تحدث بشكل أسبوعي، وكثير منها ناجم عن فقدان اشتراطات السلامة في بيئة العمل”.

واضاف المسؤول الذي لم يكشف عن هويته، أنّ “حوادث الوفاة في معظمها تُطوى بتسوية عشائرية بين أهل الضحية وصاحب العمل. ويتم ذلك من خلال تقديم تعويض لذوي الضحية الذين هم في العادة من الفقراء. ذلك إنّ القانون العراقي لا يعوّضهم أو يضمن لهم راتباً. وهكذا يفضّل هؤلاء تعويضاً من صاحب العمل مقابل اضطرارهم الى التنازل عن الشكوى”.

إقرار بالتقصير

وزارة العمل والشؤون الاجتماعية، تقرّ من جانبها بـ “التقصير” في قضية حماية العاملين في معظم الأنشطة الاقتصادية للقطاعَين العام والخاص.

وفي هذا الصدد صرّح معاون مدير المركز الوطني للصحة والسلامة المهنية في الوزارة مشرق عبد الخالق، أنّ فرق التفتيش التابعة للمركز رصدت حوادث مميتة وإصابات بين العمال “نتيجة افتقار بيئة العمل في القطاعَين الخاص والعام إلى اشتراطات السلامة، فضلا عن قلة الوعي بأهمية تلك الاشتراطات للحفاظ على حياة العمال”.

ويلفت عبد الخالق، إلى أن “رصد وتسجيل إصابات العمل في مختلف القطاعات والأنشطة الاقتصادية، يتمّ من خلال التعاون مع الجهات الصحية المخوّلة بموجب قانون العمل”، مضيفا أن “من شأن نشر ثقافة الصحة والسلامة المهنية تقليل الإصابات للحفاظ على عناصر الإنتاج، وفي مقدّمتها العنصر البشري. بيد أنّ أغلب المشاريع لا تعير هذا الجانب الاهتمام المطلوب، ما يعرّض حياة العاملين إلى الخطر”.

*****************

عاملون  أنهيت خدماتهم يحتجون في البصرة وأصحاب  حوانيت مدرسية يتظاهرون بكربلاء

بغداد- وكالات

شهدت محافظة البصرة، مؤخرا، تظاهرة نظمها عشرات من العاملين إثر انهاء خدماتهم، ورفعوا فيها شعارات تطالب بـحقوقهم.

وافادت تقارير صحفية ان العشرات من العاملين في شركة خطوط الانابيب النفطية في منطقة الشعيبة بمدينة البصرة خرجوا في تظاهرة قرب مقر الشركة، طالبوا فيها بالغاء قرار حكومي يقضي بانهاء خدماتهم.

واضافت إنهم ناشدوا في التظاهرة رئيس الوزراء ووزير النفط ومدير خطوط الانابيب النفطية ونواب البصرة، ان يقفوا الى جانبهم لإلغاء قرار الحكومة الخاص بإنهاء خدمات موظفي الاجور اليومية الذين أكملوا ثلاثة أشهر.

وفي كربلاء نظم العشرات من أصحاب "الحوانيت المدرسية" تظاهرة أمام تربية كربلاء، مطالبين "باسترجاع أموالهم التي تم دفعها خلال السنتين الماضيتين".

وقال عدد من المتظاهرين في تصريحات صحفية إن تربية المحافظة لم تسمح لهم بفتح الحوانيت دون ان تذكر الأسباب، وبيّنوا أن عدد العوائل التي تعيش بفضل هذه الحوانيت في المحافظة يقدر بنحو 1300عائلة موزعة في عموم كربلاء.

****************

إلى أنظار وزارة العمل والشؤون الاجتماعية تسريح بالجملة خلافاً للقانون في مصرف الجنوب الاسلامي

بغداد- طريق الشعب

قامت إدارة مصرف الجنوب الاسلامي الذي يقع مقره قرب ساحة الواثق في بغداد، بتسريح ما يزيد على 50 من العاملين لديها دون مبررات قانونية وبطريقة مخالفة للقانون.

وافاد بعض المسرحين ان ضغوطا من جانب المصرف مورست عليهم كي يقدموا استقالات من عملهم بدلا عن انهاء خدماتهم، ما ادى الى حرمانهم من حقوقهم.

وذكر مصدر مطلع لـ "طريق الشعب" أن "إدارة المصرف استغلت فترة شهري تدريب لهؤلاء العمال مع وعد بتشغيلهم في المصرف بعد ذلك، ثم قامت بتوقيع عقود عمل معهم دون منحهم نسخا منها ومن دون اطلاعهم على نصوصها. ولم يمض أكثر من شهرين حتى قامت تسريحهم بشكل غير قانوني".

وتابع المصدر ان ذلك تم بأن طلبت الادارة منهم تقديم استقالاتهم كي لا يتحمل المصرفالمسؤولية القانونية وفق قانون العمل العراقي رقم 37 لسنة 2015".

واوضح المصدر ان من واجب لجان التفتيش في وزارة العمل والشؤون الاجتماعية تدقيق الاجراءات غير القانونية المذكورة، التي اقدمت عليها ادارة مصرف الجنوب الاسلامي.

***************

ضنك العيش ينعش الحرف المنزلية.. والنساء ابرز من يزاولونها

بغداد- نورس حسن

فرضت الظروف المعيشية الصعبة وقلة فرص العمل على الكثير من النساء، العمل في حرف منزلية لمساعدة ازواجهن وتأمين الحدود الدنيا من العيش الكريم لاسرهن.

المواطنة اخلاص علي التي تخرجت من معهد الفنون الجميلة عام 2017 ولم تحض بفرصة عمل، تقول لـ”طريق الشعب” ان “مواقع التواصل الاجتماعي فتحت اليوم فرصا غير قليلة للترويج وبيع مختلف أنواع السلع والمنتجات، وان الحرف اليدوية هي ابرز ما يجذب المواطنين”. وتضيف انها بعد انهاء دراستها وفقدانها الامل “في الحصول على عمل ضمن تخصصي، بدأت العمل في انتاج الاكسسوارات للفتيات، ونشر صور لما انتج على صفحتي الخاصة في (الفيس بوك). وقد لاقيت مقبولية وجاءتني طلبات شراء من عدد من السيدات، وعندها تشجعت وعملت على توسيع نشري واليوم هناك الكثير من طلبات تصاميم الاكسسوارات تصلني للعمل عليها”.

وبخصوص معوقات عملها قالت “لا يوجد عمل دون معوقات ومصاعب، لكن اغلب ما يعيقنا هو ارتفاع أسعار المواد الأولية مؤخرا، نتيجة رفع سعر الدولار مقابل الدينار”.

وطالبت السيدة اخلاص في الوقت نفسه الجهات المعنية بتوفير الدعم الكافي للعاملين مثلها في مجال الحرف المنزلية.

ولم تختلف آية علي التي تعمل في حياكة الخيوط بواسطة السنارة عن اخلاص في مسعاها لتطوير مهنتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وذكرت آية لـ”طريق الشعب” انها بدأت تعلم حرفة الحياكة عبر موقع اليوتيوب الذي ساهم كثيرا في تطوير مهارتها.

وقالت مستطردة: “على الرغم من امتلاء الأسواق بمختلف أنواع المنتوجات الصوفية الا ان الكثير من المواطنين يفضلون ما ينتج بمهارات يدوية”. وتابعت: “ بدأت عملي بحياكة ملابس للأطفال، وبعدها طورت عملي وبدأت حياكة الحقائب فوجدت اقبالا كبيرا من المواطنين”، مشيرة الى انها تروّج لاعمالها على صفحتها الخاصة في الفيس بوك والتي دعمتها مؤخرا بفتح صفحة خاصة باعمالها ومنتوجاتها.

وبخصوص الدافع الى ممارستها الحياكة ذكرت آية ان زوجها يشتغل عامل توصيل في احد المطاعم، وان الايراد المالي الشهري الذي يتقاضاه غير كافٍ لسد متطلبات الاسرة التي تضم ثلاثة أطفال.

ونبهت الى ان ممارسة الحرف المنزلية توفر للعديد من النساء إمكانية رعاية الأطفال والاهتمام بهم الى جانب الانتاج والكسب المالي.

بدورها تمكنت المواطنة فانت محمد من توسيع عملها بانشاء محل صغير ضمن دارها في منطقة الامين، والعمل على انتاج المعجنات المنزلية وبيعها الى المواطنين.

وهي تقول لـ”طريق الشعب” انها بدأت انتاج المعجنات لمن يرغب من جيرانها ولمن يطلب منها ذلك من اقاربها.

وتابعت تقول: “مع مرور الايام ازداد الطلب، خاصة من قبل النساء اللواتي يعملن في الدوائر الحكومية ولا وقت عندهن لاعداد المعجنات لاسرهن”، وهذا ما دفعها إضافة الى خدمات توصيل الطلبات الى فتح محل صغير لبيع ما يمكن بيعه من المعجنات الى سكان منطقتها.

ولفتت المواطنة فانت الى ان ضنك العيش واضطرارها الى رعاية اطفالها بنفسها، دفعاها الى العمل في المجال الذي تتمكن من اتقانه، خاصة وانها لم تكمل دراستها الابتدائية.

وشددت على ان “الظروف الصعبة التي مررت بها لا أتمنى لابنائي المرور بمثلها، لذلك اسعى بكل جهد الى توفير كافة المتطلبات لهم لاتمام دراستهم”.

**************

الصفحة العاشرة والحادية عشر

اهم حدث في فرنسا بعد ثورة 14 تموز 1789

في الذكرى الـ 150 لكومونة باريس

اعداد شوقي العياش

قبل البدء في تحليلها، وتوضيح اهميتها التاريخية، علينا التعمق في استرجاع جذورها وانعكاساتها تزامنا مع نضالات الطبقة العاملة العالمية ووعيها المتجدد في كل مرحلة من مراحلها.

ان كيفية نشوئها, وتأثرها وتأثيرها بشكل جدلي مع أو داخل الحركات السياسية، والاجتماعية، وحتى الفلسفية والروحانية آنذاك, جعلت من الطبقة العاملة، مركز صدارة المجتمع, وكذلك قادتها ومحلليها على اختلافاتهم الفكرية، والسياسية والإقتصادية.

ظهر أسلوب الإنتاج الرأسمالي منذ بداية القرن السادس عشر، وكانت المرحلة الأولى هي مرحلة (المانيفاكتورة)، ودامت بحدود قرنين من الزمن.

وفي أواخر القرن الثامن، بدأت ثورة التكنولوجيا، واستبدال العمل اليدوي بعمل ممكنن، ما أدى الى تطوير القوى المنتجة, وظهور الصناعة الآلية والمراكز الصناعية في المدن، ما أدى الى ترسيخ الرأسمالية كتشكيلة إجتماعية إقتصادية.

كان العائق الرئيسي امام تطور العلاقات الرأسمالية هو انظمة الحكم الإقطاعية، التي خرجت من رحمها البرجوازية والرأسمالية.

لذلك, إقترن هذا الإنتقال التدريجي من الإقطاعية الى الرأسمالية بصراع طبقي حاد, وثورات اجتماعية حادة.

فمثلاً دشنت الثورة الفرنسية عام 1789 عصراً جديداً في التأريخ العالمي هو إنتصار الإسلوب الرأسمالي في الإنتاج. وهذا ما حتم ظهور طبقتين كبيرتين في المجتمع:

1 – الطبقة العاملة: أُناس محرومون من ملكية وسائل الإنتاج، ويعيشون على بيع قوة عملهم المدفوعة الأجر بشكل زهيد زائدا (قوة عملهم الزائد) بلا أجر ويذهب ريعها الى الرأسمالي والتاجر وصاحب البنك.

2 – البرجوازية الرأسمالية، صاحبة إسلوب الإنتاج وقواه المنتجة التي اغتنت وجمعت ثرواتها الطائلة من قوة العمل الزائدة، أي ما يسمى بـ(فائض القيمة، هذا ما جعل - إضافة لعوامل أُخرى - ان يكون التناقض والصراع بينهما تناحريا، واتسم هذا الصراع، وبأشكاله المبكرة، بنضال الطبقة العاملة بـ:

العفوية: عدم الفهم الواضح لأهداف نضالهم الجوهرية.

النضال من اجل تقليص يوم العمل.

زيادة الإجور الزهيدة.

تحسين ظروف العمل والسكن.

كان طابعها النضالي محليا أي محصور في مؤسسات ومناطق محدودة.

ومع مرور الزمن، وتعاظم القهر الإجتماعي لها والعنف المسلط عليها من قبل الرأسمالية، بدات الطبقة العاملة بإنشاء تنظيمات نقابية. وكان هذا انعطافا له أهمية كبرى في تأريخ الطبقة العاملة العالمية، حيث أصبحت قوة جماهيرية، لها تأثيرها مع تزايد نضالها وفعالياتها، مما ساعد على تطوير تنظيمها ووعيها الطبقي المتجدد، حيث اختلفت عن باقي الحركات السياسية والإجتماعية الداعية الى بناء المجتمع على اساس تغيير شكل الملكية فحسب حيث يبقى إستغلال الإنسان للإنسان دون تغيير، متجاهلة أو غير واعية أساسا لماهية الصراع الطبقي المحتدم، الكامن والظاهر، حينذاك.

أما الطبقة العاملة، وبعد تطور وعيها وتجدده، فأصبح هدفها هو تصفية الملكية أساسا وليس تغييرها من شكل لآخر.

أما كيف تطور هذا الوعي، ليصل الى درجات عليا من فهم جوهر الصراع الطبقي التناحري لتحقيق أهدافها؟

هذا ما اهتم به كثير من المفكرين وكذلك المؤرخين بعد دراساتهم المستفيضة لتأريخها، وتطور وعيها باستمرار من انها مرت بأدوار يمكن تصنيفها الى ثلاث مراحل:

1 - جنينية.

2 - طفولية.

3 - سن الرشد ان جاز لنا هذا التعبير.

المرحلتان الأوليتان، امتدتا لحقبة تأريخية طويلة نسبياً، وسنذكر لاحقا تفاصيلها.

أما المرحلة الثالثة، فكانت مرحلة مخاض ثوري، توضحت معالمها وأبعادها ونضوجها، بظهور حركة طبقية ثورية متفاعلة معها، تنيرها وتستنير منها، وهي (الشيوعية العلمية)، كونها حركة ذات ايديولوجية متميزة، ظهرت كتيار جديد، ورسخت جذورها الفكرية في المجتمعات، في خضم المعارك الطبقية (السلمية والعنفية في آن)، في ذلك العالم البرجوازي الرأسمالي.

نرجع الى المرحلتين الاولى والثانية.

ففي الثلاثينيات واربعينيات القرن التاسع عشر، قامت في فرنسا مثلا:

انتفاضتان لعمال النسيج في ليون (1831 - 1834)، ساهم فيها آلاف العمال من ورشات واتحادات مختلفة، وكان من أهم مطالبها:

- تحسين ظروف عملهم القاسية وحياتهم المعيشية.

واستطاعوا ان يستولوا على السلطة المحلية للمدينة، إلا إنهم:

- لم يصدروا نداءاتهم الى عموم الفلاحين في القرى والمدن القريبة، للتحالف معهم ومساندهم، إلا بشكل آني ومتأخر.

- افتقارهم لبرنامج اجتماعي محدد، يوطد سلطتهم، وعدم إدراكهم لأهدافهم الإستراتيجية، والنضال من أجلها.

- لم ينظموا حماية المدينة بالشكل الجيد، ما جعل القوى المعادية، تنظم قواها، وتتسلم الإمدادات من باريس، ثم الزحف الى مدينة ليون.

ان هذه الاخطاء قد استغلها أعداؤهم الطبقيون، وتمكنوا ان يسقطوا هذه المدينة الثائرة، بعد مقاومة بطولية، لكنها غير متكافئة. كذلك الحال في بريطانيا :

ظهور الحركة الشارتية، وتعتبر أول حركة سياسية على نطاق انكلترا (1836 - 1837). وكان من ضمن مطالبها اصلاح برلماني جذري.

وفي تموز – آب هب عمال بريطانيا للدفاع عن حقوقهم بإضرابات شاملة، سيطرت على معظم المؤسسات الإنتاجية، لكنها جوبهت بكل ما تملكه السلطة من عنف، وقمعت ولم تحصل الا الزهيد من مطالبها.

وفي ألمانيا:

انتفاضة عمال النسيج في (سيليزيا) عام (1844)، وخمدت من قبل القوات العسكرية.

ومن خلال هذه النضالات، وجدت الطبقة العاملة العالمية، ان رصيدها الفكري، ما زال يعوزه النضج والبعد الايديولوجي، وتفتقر الى نظرية ثورية تعلل (علمياً) نضالها البروليتاري، وتساعدها في فهم المستجدات الحاضرة والمستقبلية، وبناء مجتمع خال من الإستغلال الطبقي والمجتمعي.

في هذا الخضم من الصراعات الطبقية والفكرية، خاض ماركس ورفيق دربه إنجلز، معارك ايديولوجية عنيفة ومتشعبة مع المنظومة الرأسمالية من جهة، ومع الإشتراكيين الطوبائيين من جهة أخرى.

وما كان هذا سهلاً بالتأكيد، لكنهما استطاعا، بما فرضته تلك الحقبة التأريخية، والعقود المتتالية خلفها، ان يحللا ويحددا برنامجهما النظري في:

- تحويل الإشتراكية الطوباوية الى اشتراكية علمية.

- التركيز على ان جوهر الصراع الإجتماعي الرأسمالي هو صراع طبقي بحت.

- الكشف عن الجوهر الأساسي – بكل أشكاله - للرأسمالية، وضرورة وحتمية استبدالها بالاشتراكية.

وهذا لا يتم إلا بالتحول الجذري لكل الاسس السياسية - الإقتصادية - الاجتماعية والفكرية للمجتمع.

ففي عام (1836) ظهرت أول منظمة عمالية تحت اسم (اتحاد العادلين) في باريس، ورغم كونها اشتراكية طوباوية وشعارها (كل الناس اخوة)، أي يتجاهل انقسام المجتمع الرأسمالي الى طبقتين أساسيتين، وان التناقض بينهما تناحري ومستعص، ألا ان هذه المنظمة كان لها تأثيرها السياسي والتنظيمي على مجمل الحركة العمالية العالمية. وهذا ما أثار انتباه ماركس وأنجلز، بضرورة الانضمام اليها، والعمل الثوري الدؤوب لتغيير أو تعديل شعاراتها، وتحويلها من اشتراكية طوباوية، الى اشتراكية علمية. ففي المؤتمر الأول، الذي عقد في لندن (حزيران 1847)، كلفا بكتابة (البيان الشيوعي)، وغيرا اسمها من (اتحاد أو عصبة العادلين) الى (اتحاد أو عصبة الشيوعيين)، وتعتبر أول حركة بروليتارية مستقلة، تستند الى (الشيوعية العلمية) [لكي تكون البروليتاريا في اللحظة الحاسمة قوية لدرجة كافية، ولكي تنتصر، من الضروري لها أن تشكل حزبا خاصاً منفصلاً عن جميع الأحزاب الأخرى، ومواجهاً لها ومدركاً لنفسه كحزب طبقي…]، وغيرت شعار (كل الناس اخوة) الى (يا عمال العالم اتحدوا). وأكدت على ضرورة تغيير علاقات الإنتاج من رأسمالي الى إشتراكية، وسيطرت البروليتاريا على السلطة السياسية، وبناء مجتمع جديد، خال من إستغلال الانسان للإنسان. وقد مارس ماركس وأنجلز القيادة النظرية والسياسية فيها.

لقد حلل (البيان الشيوعي) المراحل المختلفة التي مرت بها البروليتاريا في تطورها التأريخي ونضالاتها منذ نشأتها ضد عدوها الطبقي، وما يحتمه من تضامن أُممي عريض لتأمين انتصارها.

في خضم تطور هذه الاحداث، والطروحات المستجدة، دخلت الحركة العمالية العالمية، مرحلة جديدة من تأريخها، تميزت بـ:

* تطور عاصف لأسلوب الإنتاج الرأسمالي، حيث ازداد الإنتاج العالمي خلال 20 عاماً، ابتداءً من عام 1850 بنسبة 100% وتصاعد الى 200%.

* تغلغل الرأسمالية عميقا في جميع الميادين الإقتصادية، وعززت سيطرتها السياسية في جميع النواحي، خاصة في انكلترا، أميركا، فرنسا وإيطاليا.

ورافقتها في ذات الوقت:

تطور الحركة العمالية سياسيا وتنظيميا وكذلك فكريا، وتزايد عددها كماً.

تنامي المنظمات السياسية والمهنية بما فيها النقابات والتعاونيات والنوادي العمالية.

وفي أواخر الخمسينيات وأوائل الستينات ظهرت على السطح، وبشكل جلي:

في عام 1857 بدأت أزمة اقتصادية شملت العديد من البلدان الرأسمالية، وتحولت الى أزمة عالمية أدت الى تردي أحوال الشغيلة، واشتداد الحركات الإضرابية في البلدان الأوربية (بريطانيا، فرنسا، سويسرا، بلجيكيا والمانيا).

ورغم العنف والقمع البوليسي، وهذه المستجدات، فقد عرفت الحركة العمالية العالمية انتعاشا جديداً وكذلك الديمقراطية بشكلها النسبي.

الأممية الأولى

كل هذه الاحداث والمتغيرات، مهدت الى ظهور أول منظمة عالمية في عام 1864، فقد عقد اجتماع علني في لندن بقيادة مؤسسي (الشيوعية العلمية) ماركس وأنجلز ووضعا الوثائق المنهاجية أي (البيان التأسيسي والنظام العام) لها.

كان هدفها النضال في سبيل الإشتراكية، وعبرت عن المصالح الطبقية للطبقة العاملة العالمية، والتي تتلاءم مع متطلبات تطور الحركة الثورية آنذاك، ووطدت التضامن الأممي بين عمال العالم الرأسمالي، ودافعت عن مصالحهم اينما كانوا.

ففي الحرب الفرنسية – البروسية في تموز 1870، وقفت الأممية الأولى موقفها المبدئي ضد هذه الحرب التآمرية البرجوازية، وأصدر أعضاؤها الباريسيون بيانا الى عمال فرنسا وألمانيا واسبانيا، الوقوف بحزم ضد هذه الحرب التي هي مصدر لمضاربة جديدة لمصلحة الأسر المالكة.

ان هذا البيان وجد له صدىً كبيراً لدى العمال الالمان، الذين عقدوا على أثره اجتماعا ضخما في مدينة (براونشويغ) أعربوا عن تضامنهم الاممي الكامل مع عمال فرنسا، وبيانهم التأريخي، وناشدوا الطبقة العاملة الالمانية بأسرها للوقوف بحزم ضد تكرار هذه (المصيبة الاجتماعية الهائلة) كما أعلن فرع الاممية الأولى في برلين تأييده لبيان عمال باريس.

أيضا عقد اجماع في (خيمنتس) ضم مندوبين يمثلون 50 الف عامل من (سكسونيا) واتخذ الحاضرون بالإجماع القرار الاتي:

(…. نعلن ان الحرب الراهنة ليست إلا حرب أسر مالكة.. ونحن نشد بسرور على اليد الاخوية التي يمدها لنا العمال الفرنسيون.. واننا إذ نعي شعار (يا عمال العالم اتحدوا) لن ننسى ان عمال جميع البلدان هم اصدقاؤنا، وان طغاة جميع البلدان هم اعداؤنا).

وكتب ماركس بهذا الخصوص [ان الطبقة العاملة الانكليزية تمد يد الصداقة الى العمال الفرنسيين والالمان.. وفي الوقت الذي تندفع فيه فرنسا الرسمية في صراع يقتل الاخ اخاه، يتبادل العمال الالمان والفرنسيون، رسائل السلم والصداقة.. (ماركس – الحرب. الاهلية في فرنسا ص - 25 26).

وأثناء حوادث كومونة باريس البطولية لعبت الاممية الاولى دوراً بارزاً، لدرجة ان الحكومات الاوروبية الرأسمالية، وصحافتها المأجورة آنذاك، اعلنتا ان السبب الرئيسي لجميع المصائب هو (جمعية الشغيلة العالمية) (اي الاممية الاولى)، وإن اجتثاث جذورها يجب ان يكون الواجب الرئيسي لكل حكومة في بلد متمدن.

كومونة باريس

كتب ماركس: [في صباح 18 آذار عام 1871، صحت باريس على صيحة كقصف الرعد.. عاشت الكومونة... فما هي يا (ترى الكومونة؟ ابو الهول ذاك الذي طرح هذا اللغز الصعب على العقول البرجوازية] (الحرب الاهلية في فرنسا ص 63).

أشار انجلز في مقدمة هذا الكتاب الى [انه بفضل التطور الاقتصادي والسياسي الذي طرأ على فرنسا منذ عام 1789، أصبح من المعتذر ان تنشب في باريس ثورة دون ان ترتدي طابعا بروليتاريا].

عند اعلان الإمبراطورية الفرنسية في تموز 1870، الحرب على بروسيا، والتي انتهت بهزيمتها، ومحاصرة الجيوش البروسية لباريس، انتفض العمال الباريسيون - كما ذكرنا سابقا - في 4 ايلول، واعلنوا تشكيل جمهوريتهم، وكونوا الميليشيا الشعبية المسلحة.

ويذكر ماركس في هذا الصدد انه [عندما اعلن الباريسيون جمهوريتهم، استولت عصابة من المحامين الوصوليين على السلطة، ذلك ان باريس المحاصرة، وان قادة العمال الحقيقيين، كانوا في سجون الإمبراطورية المنهارة، والباريسيون يزحفون على المدينة بسرعة، قد سمحت لهؤلاء ان يأخذوا السلطة شرط استخدامها لأغراض الدفاع الوطني، الا انها سرعان ما تحولت الى حكومة خيانة وطنية حين ادركت ان تسليح باريس، معناه تسليح الثورة، وانتصار باريس على المعتدي البروسي هو انتصار للعامل الفرنسي على الرأسمالي الفرنسي وعلى طفيليي دولته، ففضلوا استسلام باريس لبروسيا] (ماركس – الحرب الأهلية في فرنسا).

عندئذ، أعلن العمال الباريسيون ثورتهم في 18 آذار عام 1871 وأسسوا كومونتهم، وتعتبر أول ثورة بروليتارية في التأريخ.

أما حكومة الخيانة، فقد هربت الى فرساي، مخلفة وراءها وثائق مهمة تثبت خيانتهم.

لكن الكومونة، لم تلاحقهم الى فرساي والقضاء عليهم. وهذه من احدى اخطائها، وكذلك لم تستول على البنوك في باريس.

أصدرت الكومونة بياناً وجهته الى الأقاليم الفرنسية معلنة فيه ان الحكومة السابقة أرادت تحويل باريس الى كومة من الأنقاض وإغراقها في بحر من الدماء, ثم اصدرت اللجنة المركزية للكومونة أيضا بياناً جاء فيه: [ان بروليتاريي باريس أدركوا، إذ رأوا إخفاقات الطبقات السائدة وخيانتها، انه قد أزفت الساعة التي يترتب عليهم فيها، ان ينقذوا الوضع بأن يأخذوا بأيديهم ادارة الشؤون العامة.. أدركوا ان هذا الواجب ملقى على عاتقهم ومن حقهم الأكيد، ان يجعلوا أنفسهم سادة لمصائرهم الخاصة، ويأخذوا السلطة بأيدهم] (ماركس - الحرب الأهلية في فرنسا - ص 63).

في 26 آذار جرت في باريس - ولأول مرة جرت الإنتخابات الديمقراطية للكومونة على الشكل التالي:

- كانت الأغلبية فيها (65 من أصل 86 مقعدا) تعود للمنظمات الثورية.

- انتخبت الكومونة 26 عاملا في تشكيلتها.

- المقاعد الباقية للمستخدمين والمعلمين والاطباء والصحفيين والمحامين وممثلين من قبل الاممية الاولى.

- وتضم هذه التشكيلة (البلانكيين والبرودونيين) رغم اختلافاتهم الفكرية والسياسية، وحتى الفلسفية.

هذا يعني ان هذه التشكيلة تمثل أغلبية المجتمع الفرنسي، وكانت في الوقت نفسه أممية بكل معنى الكلمة. فقد عينت العامل الهنغاري (ليو فرانكل) وزيراً للعمل، وترأس الوطنيان البولونيان (دمبروفسكي وفروئيليفسكي) القوات المسلحة. وحارب مع الفرنسيين الروس، البولونيون، التشيكيون والالمان.

حينها كتب ماركس ان الكومونة قد منحت جميع الاجانب شرفا للموت من أجل قضية خالدة.

الاهمية التأريخية لكومونة باريس:

* إسقاط الدولة البرجوازية، وبناء دولة تقودها البروليتاريا، والقوى المجتمعية الوطنية.

* تشكيل حرس وطني لحمايتها.

* فصل الكنيسة عن الدولة.

* تعميم وسائل الإنتاج.

* تحسين أوضاع الشغيلة.

* فصل المدارس والجامعات عن الكنيسة.

* تطبيق التعليم الالزامي المجاني.

كانت هذه من القضايا المهمة التي طرحتها الكومونة.

مع هذا اللهب المتصاعد لأول ثورة بروليتارية، لبناء مجتمع إشتراكي بحماس ما عرفه التأريخ من قبل، لكنها كانت شبه غافلة عن أعدائها.

البرجوازيتان الفرنسية والألمانية، بل برجوازيو العالم الرأسمالي أجمع، كانوا مرعوبين من هذا الرعد المدوي، فراحوا يخططون للقضاء على هذا المد الثوري، والخطر الذي يهدد مصالحهم الطبقية بكل السبل والتدابير التي ما عرف التأريخ حينذاك، خسة وبشاعة وإجراما مثلما حدث في 28 أيار من العام نفسه، حيث باعت البرجوازية الفرنسية حقوق شعبها، الى الامبراطورية الالمانية حفاظا على مصالحها الطبقية، واتفقت البرجوازيتان على أن يجهز (بيسمارك) جيش أسرى الحرب الفرنسيين، الذين أسرهم في تموز عام 1870 بما يقارب 100 ألف عسكري، وإرسالهم بكامل عتادهم واسلحتهم وبشكل مضاعف الى فرساي، لتحضير مجزرة دموية للقضاء على كومونة باريس.

كتب ماركس بمرارة وألم : [ان باريس العمال الهادئة، باريس الكومونة، تتحول فجأة الى جهنم على أيدي كلاب حراسة (النظام) المتعطشة الى الدماء.. ان شعب باريس يضحي بنفسه بكل حماس من أجل الكومونة. ان معركة من معارك التأريخ لم تعرف مثل هذا القدر من التفاني ونكران الذات..] (نفس المصدر - ص 98). وحسب احصائيات - ربما غير دقيقة جداً - فقد اعدم وقتل ما بين 30 الى 40 ألف ثوري دون محاكمة.

رغم كل الظروف والصعاب التي رافقت الكومونة، الا انها وفي فترة قصيرة جداً لا تتجاوز 71 يوما، أوجدت نمطا جديدا للدولة هو دولة البروليتاريا، التي غيرت وجه باريس، وأعطتها وجهها الحقيقي. فلم تعد ملجأ للدعارة وملتقى اصحاب الملايين، ولا جرائم نهب ولا حوادث سرقة؛ فمنذ يومها الاول، وحتى سقوطها، ظلت ثورة البروليتاريا خالية من العنف الذي اتسمت به الثورات المضادة التي تقوم بها الطبقات العليا، لدرجة ان اعداءها لم يستطيعوا ان يجدوا أية ذريعة لإستيائهم سوى اعدام جنرالين قد أوعزا لجنودهما ان يطلقوا النار على الناس العزل في شارع (بيكال)، فرفض الجنود اطاعة أوامرهما، ونفذوا فيهما حكم الاعدام رمياً بالرصاص.

هكذا إتحدت (اوروبا العجوز) وحكوماتها البرجوازية القومية، في حلف مقدس ضد كومونة باريس، خاصة (بروسيا)، وقد وصفها ماركس: [قامت بدور قاتل مأجور لأنها اشترطت مقدما دفع ثمن القتل الدموي وقدره 500 مليون فرنك فرنسي بسقوط. باريس] (نفس المصدر ص 98).

كتب انجلز لاحقا : [ان الكومونة التي اعتبروها قد ابيدت، والاممية التي اعتبروها قد سحقت، والى الأبد، انهما بيننا، انهما حيتان، وأقوى بعشرين مرة منها في عام 1871] (ماركس / انجلز المجلد 33 ص 538).

هذه المقولة لأنجلز، أكدتها الاحداث جليا عبر الزمن، فكانت ملهمة لجميع الثورات في العالم الرأسمالي، وبالأخص ثورة أكتوبر الإشتراكية في روسيا، التي جاءت بعد سلسلة من الثورات البروليتارية في بلدان اوروبا، حيث خنقتها البرجوازية العالمية، ابتداءً من كومونة باريس، وانتهاءً بثورة (1905- 1907) في روسيا.

وقد أغنت هذه الكومونة بروليتاريا العالم الرأسمالي بتجارب وخبرات عظيمة. وكان (لينين) يؤكد مراراً، انه لولا كومونة باريس لإستحال انتصار ثورة اكتوبر الإشتراكية.

بعد القمع الوحشي لكومونة باريس التي تعتبر الوليد الروحي للأممية الاولى، انهالت الملاحقات البوليسية على اعضاء وقادة الأممية الاولى ومعظم منظماتها، ظل ماركس وانجلز على رأس حركتها، وكانت مهامها آنذاك:

* تعزيز الوحدة العالمية للطبقة العاملة.

* البدء في تنظيم أحزاب سياسية وطنية.

* دراسة وإستيعاب دروس كومونة باريس.

* تسديد الضربات المتلاحقة للإشتراكية الطوباوية السابقة.

* آمنت بانتصار الاشتراكية على أُسس الشيوعية العلمية.

* الوضع التاريخي الجديد، يستوجب تأسيس أحزاب سياسية ايديولوجية تؤمن بالشيوعية العلمية

الاممية الثانية وإفلاسها:

العقود الاخيرة من القرن التاسع عشر، تميزت بجلاء بـ:

- ازدياد حجم الإنتاج الصناعي العالمي من (40 % الى 50 %).

- إزدياد تمركز الرأسمال.

- بداية تكوين إتحادات احتكارية.

- إشتداد التوسع الاستعماري.

كل هذه العوامل، أدت الى تطور صناعي هائل، صاحبه في نفس الوقت توسع وتنامي الطبقة العمالية العالمية. حيث بلغ تعدادها في ثمانينات ذلك القرن (20 مليون) نسمة. وفي أواخر الثمانيات (30 مليون) نسمة في البلدان الرأسمالية وبالأخص أميركا، أوروبا بشقيها الغربي والشرقي، روسيا، اميركا اللاتينية، اليابان واستراليا. وأنشأت الحركة العمالية في هذه البلدان أحزابها ونقاباتها، واتخذت أغلبيتها منهاجا ماركسيا في التطبيق.

وفي هذه الظروف الجديدة، أبدى ماركس وانجلز إهتماما كبيرا بمسائل وأشكال الثورة البروليتارية، حيث أشارا الى انه لا يمكن نقل خبرة معارك المتاريس عام 1848 بصورة جامدة الى نضال البروليتاريا الحالي.

وعلى هذا الضوء، ازداد الطموح الى تأسيس (أممية ثانية) تقوم بالمهام المستجدة التي تتناسب مع المرحلة، بعد ان أدت (الاممية الاولى) مهامها ودورها التأريخي.

افتتح أول مؤتمر لها في باريس في (14 تموز 1889) تيمناً بالذكرى المئوية للثورة الفرنسية، والإستيلاء على سجن الباستيل.

حضر المؤتمر (391) مندوبا من 20 بلداً. وعالج الأسس المبدئية لإستراتيجية وتكتيك النضال البروليتاري بما يناسب الظروف الراهنة. كما أكد ان النضال الاقتصادي والنقابي غير كاف ين، ما لم يتم تطويرهما الى نضال سياسي.

عقد المؤتمر الثاني في بروكسل عام 1891، وأكد فيه على:

* ان النضال الطبقي هو المبدأ الاساسي للطبقة العاملة.

* ان تصفية السيطرة البرجوازية الرأسمالية شرط اساسي لنضالات الطبقة العاملة.

وبعد عامين عقد المؤتمر الثالث في مدينة (زيورخ) 1893، نوقش فيه أساليب النشاط السياسي، وإحراز الحقوق السياسية للطبقة العاملة في هذه الحقبة، وأكدت قراراته على ضرورة الاستيلاء على السلطة السياسية من قبل البروليتاريا.

ان هذه المؤتمرات الثلاثة أكدت جميع قراراتها على ان:

* الرأسمالية هي منبع الحروب.

* الجيوش النظامية هي أداة للعدوان.

* ربط النضال في سبيل السلام بالنضال في سبيل الاشتراكية.

* شجب السياسة الاستعمارية والاعتراف بحق جميع الامم في تقرير مصيرها.

في أواخر القرن التاسع عشر، أخذ دعاة التحريفية – الاصلاحية ينشطون بشكل متزايد خاصة في الحزب الاشتراكي الالماني، للتخلي عن أهم قرارات الاممية الثانية.

أدرك انجلز حينها، خطورة هذا التيار، فناضل منفردا بعد ممات ماركس، بلا هوادة، لكنه لم يستطع ايقاف هذا الانحراف وتشويه تعاليم قرارات الاممية الثانية وخرجوا بتعاليم لا تمت لمتغيرات الوضع الراهن بصلة. من ضمن هذه الانحرافات وبشكل ملخص هو:

* تشويه مفهوم التناسب الصائب بين اشكال الكفاح السلمي وغير السلمي حيث شغلت مكان الصدارة التعاليم الخاصة باستخدام اشكال النضال السلمي العلني فحسب، أياً كانت الظروف ومستجداتها.

* الايمان بان الرأسمالية تتحول تدريجياً الى الاشتراكية، دون اللجوء الى الصراع الطبقي.

* إهمال المسألة الزراعية واهمال ضرورة تحالف الطبقة العاملة مع الفلاحين.

شهدت بداية القرن العشرين دخول الرأسمالية مرحلة من تطورها الى (الامبريالية)، وذلك بعد المتغيرات الاقتصادية والسياسية والعلاقات الاجتماعية في البلدان الرأسمالية.

هذا ما لم يدركه قادة الاممية الثانية.

لعب (لينين) دوراً أساسيا ومهما في الحفاظ على نقاوة التعاليم الماركسية وتطويرها بما يتناسب والمرحلة الجديدة، وكشف زيف العناصر الانتهازية داخل الاممية الثانية، التي شوهت هذه التعاليم بين العمال تحت شعار الماركسية نفسها.

وحلل (لينين) المرحلة الجديدة للعالم الرأسمالي الى ثلاث خصائص:

* رأسمالية احتكارية.

* رأسمالية طفيلية.

* رأسمالية متحضرة.

وهذه الخصائص، كفيلة بتعزيز تناقضات البلدان الرأسمالية واشتدادها في ما بينها، بما فيها الحروب.

وهذا ما لم يفهمه قادة الاممية الثانية الانتهازيون، بل تجاهلوا هذه التطورات أساسا. وكمقارنة بسيطة بين مواقف الاممية الأولى – والثانية في مؤتمراتها الثلاثة من الحروب، لوجدنا بوضوح الموقف الانتهازي للأممية الثانية في الحرب العالمية الاولى (1914 - 1918)، حيث وقف زعماؤها (كاوتسكي، بليخانوف وآخرون)، موقفاً شوفينيا، وأعلنوا ضرورة تحالف البروليتاريا الوطنية مع برجوازيتها الوطنية في محاربة شعوب العالم، متناسين ان هذه الحرب الطاحنة هي حرب امبريالية هدفها تقسيم العالم واستلابه، ومتناسين قرار المؤتمر الاشتراكي الأممي الذي انعقد في عام 1912، والذي صاغه (لينين) [ان العمال سيعتبرون من باب الاجرام الاشتراك في الحرب والتذابح المجرم لصالح الرأسماليين، أو ما فيه غطرسة الأُسر المالكة من أجل تنفيذ المعاهدات الدبلوماسية السرية] (راجع مقررات بالافلاس الاممية الثانية ص 12 لينين).

برر (كاوتسكي) الحرب الامبريالية بحجة ان [جميعهم يحق لهم ويجب عليهم ان يدافعوا عن وطنهم، فالأممية الحقة تتقوم في إقرارها بهذا الحق الاشتراكي لجميع الامم، بما فيها الامم المتحاربة ضد امتي …] (نفس المصدر ص 22).

وكذلك (بليخانوف) الذي أعلن: [من الملائم تماما اخضاع القلب للعقل، وعلى الاممية، بإسم قضيتها الجليلة، ان تأخذ بعين الاعتبار الندم المتأخر …].

وكتب (فكتور ادلر) أحد قادتها ايضا: [متى ولت هذه المرحلة القاسية، سيكون واجبنا الاول ان لا نلوم بعضنا بعضا …]. هذا هو تفكيرهم الشوفيني للحرب الامبريالية.

اما (لينين) فقد حذر بروليتاريا العالم، بانه لا يمكنها ان تكون إشتراكية ان قبلت أقل عمل من اعمال العنف ترتكبه أُمتها ضد الأمم الاخرى، وسخر من تبريرات العناصر الانتهازية - الشوفينية داخل الاممية الثانية، التي تدل على التعصب القومي وخيانتهم لقضية البروليتاريا العالمية. ويستشهد (لينين) بالموقف البطولي الاممي الذي وقفه العمال الانكليز والالمان عام 1908، حين دفعت مصالح رأسماليي البلدين لشن حرب بينهما، حيث قرر العمال الانكليز ارسال وفد الى برلين ليعرب عن عزم وتضامن البروليتاريا الإنكليزية مع البروليتاريا الالمانية ضد الحرب. (نفس المصدر - ص 22).

الاممية الثالثة (الكومنترن)

بعد افلاس الاممية الثانية، وانتهازيتها، بات تأسيس منظمة عمالية تعبر عن مصالح البروليتاريا وأمميتها، لا قولا ولا خطابات، بل عمل دؤوب يناسب المرحلة، بات ضرورة ملحة وفورية. وكان تأسيسها في موسكو عام 1919.

في العام نفسه وفي شهر آذار، عقد المؤتمر الاول لها في موسكو، وحضره 52 مندوبا عن 35 منظمة من 21 دولة. اهم قراراته كانت:

* حتمية الثورة البروليتارية.

* اقامة تحالف متين مع الفلاحين.

* اقامة صلات واسعة بين الحركات العمالية في البلدان المتطورة وبين حركات التحرر الوطني.

عقد المؤتمر الثاني عام 1920، وساهم في اعماله 217 مندوبا عن 67 منظمة من 37 دولة.

من اهم قراراته كانت:

* اقرار مبدأ المركزية الديمقراطية.

* العمل على تأسيس فروع لها.

* انتخاب هيئة قيادية لها.

* وضع استراتيجية لها وتكتيك يناسب المرحلة.

* الاهتمام بدور الاحزاب الثورية في نضالها البروليتاري الطبقي.

* مناقشة المسالة الزراعية ومسألة القوميات، والنضال الدؤوب ضد الاستعمار اينما كان.

عملت هذه الاممية الثالثة (الكومنترن) وحتى انحلالها 1943 بهدى تعاليم الماركسية – اللينينية، وتبنت نضالات ومصالح عمال العالم، واستنتجت موضوعات مهمة لتطوير العملية الثورية، ودافعت عن حركات التحرر الوطني العالمية. كما أكد (لينين) للمنظمات الشيوعية لشعوب الشرق انه : [ينبغي لكم ان تستندوا في الميدانين النظري والعملي، على التعاليم الشيوعية العامة، وان تأخذوا بعين الاعتبار الظروف الخاصة غير الموجودة في البلدان الاوربية كي يصبح بإمكانكم تطبيق هذه التعاليم النظرية والميدانية]. (نفس المصدر ص 219).

*************

الصفحة الثانية عشر

إنعطافة في الفيزياء المعاصرة ؟

صدر كتاب جديد للدكتور جواد بشارة بعنوان” ألغاز ميكانيك الكموم العجائبية وملامح أولية  لنظرية الكوانتوم”، نشر  في بابل ــ الحلة ــ العراق عن دار الفرات في أكتوبر 2021 وبلغت عدد صفحاته 498 صفحة وهو معد عن أبحاث نخبة من العلماء الغربيين.

يبدأ الباحث في مقدمة الكتاب في تساؤل هل ستحدث انعطافة في الفيزياء المعاصرة؟ حيث يستعرض جهود مجموعة من العلماء الشباب وسعيهم لتجاوز معوقات الفيزياء الكلاسيكية من خلال تطويرهم لمحتويات ومنهجيات فيزياء النسبية الآينشتاينية وميكانيك الكموم الكوانتوم المتنافرتين والمكملتين لبعضهما البعض واللتين يصعب أن لم نقل يستحيل جمعهما وتوحيدهما في الوقت الحاضر رغم انتشار هذه الفيزياء الجديدة ونتائجها الباهرة التي تبلورت من خلال الاختبارات والتجارب والمشاهدات المختبرية. ومنذ بداية الكتاب يرافقنا المؤلف في مدخل لفيزياء الكموم حيث تختلف المعايير وتأخذ معاني أخرى كما هو الحال على سبيل المثال مع مفهوم دالة الموجة fonction d’onde  في معادلة إروين شرودينغر التي وضعها سنة 1927 والتي لا تصف الجسيمات الأولية للمادة على أنها نقاط مادية ملموسة بل كدالة موجية أو نوع من شبح الجسيم بطريقة ما خاصة عندما يكون هناك انهيار لدالة الموجة حيث توجد منطقة محددة باحتمالية غير صفرية من المحتمل العثور على الجسيم فيها، ما يعني أن فيزياء الكموم هي نظرية احتمالية وليست حتمية كما هو حال الفيزياء الكلاسيكية. ثم يعرض في الفصل الأول المسار الطويل الذي قطعه علم الفيزياء من الفيزياء الكلاسيكية إلى الفيزياء الكمومية بدءاً بنظرية الجسيم الذري التي كانت متداولة منذ العهد الإغريقي ومروراً بالميكانيك الموجي. وكان أول من دعا وروج لنظرية الكموم هو ماكس بلانك سنة 1901 من خلال دراسة لإشعاع الجسم الأسود عند تسخينه بدرجات حرارة متغيرة ومتصاعدة. يصحبنا الكاتب في الفصل الثاني في رحلة داخل الكون الخاص جداً لفيزياء الكموم حيث نستكشف عالماً جديداً وغريباً وهو أبعد من مخيلتنا المحدودة حيث نطلع لأول مرة على ظاهر كالتشابك الكمومي والتراكب الكمومي والانتقال الآني الكمومي ومبدأ اللادقة وعدم اليقين الخ ....ونتعرف على آثار وتأثير ثورة الكموم وهيمنتها على الوسط العلمي إبان القرن العشرين والربع الأول من القرن الحادي والعشرين كما جاء في الفصل الثالث من الكتاب. وفي الفصل الرابع يقدم الباحث  مقاربات مختلفة لعالم الكموم، ومنه يتحول إلى عرض علم الكونيات من منظور الكوانتوم وليس من منظور النسبية كما جرت العادة  في الفصل الخامس، أما في الفصل السادس فهناك عرض مفصل للعلاقة بين النسبية والكوانتية. يتابع الكاتب رحلته مع  هذه الفيزياء الثورية خطوة خطوة متقدماُ إلى الأمام في الفصول اللاحقة ويتعرض لأحداث وإنجازات عملية كثيرة مثل خلق السائل ذي الكتلة السالبة في المختبر بفضل فيزياء الكوانتوم ما قد يقود العلماء إلى فهم بعض السلوكيات الغريبة التي تحدث داخل الثقوب السوداء. ومحاولة إدراك واستيعاب مقومات الكون الكمومي عبر حكايات الكوانتوم الغرائبية واستكشاف دعائم الفيزياء المعاصرة وجسر الهوة القائمة بين الواقع الحياتي المادي والواقع الكمومي الاحتمالي، ومعرفة الخصائص الكمومية في الأنظمة الفيزياية في النطاق اللامتناهي في الصغر. يحتوي الكتاب على تسعة عشر فصلاً وخاتمة تلج إلى حقيقة الكموم بعيون آينشتاين وكشف ببعض المصطلحات الواردة في متن الكتاب. ونخرج بحصيلة تقول إن فيزياء الكموم أو الكوانتوم تستند على مبدأ يسمى التكميم، أي عملية الانتقال من فهم ظواهر فيزيائية يمكننا رؤيتها في النطاق العياني إلى أشياء لايمكننا رؤيتها أو لمسها تقع في نطاق مادون الذري، بمعنى آخر أن فيزياء الكموم هي عالم اللامتناهي في الصغر في الكون المرئي وكيف تتفاعل مع الأشياء من حولها. وتنحصر دراسة  علماء الكموم بالجسيمات ما دون الذرية ـــ الفوتونات والإلكترونات والنيوترونات والكواركات الخ ـــــ  على عكس المنطق السائد الذي يقول كيف يمكننا دراسة شيء لايمكننا رؤيته؟ من هنا تأتي أهمية معرفة فيزياء الكموم.

إن فيزياء الكم فهي هي فيزياء الجسيمات الصغيرة جدًا والمعروفة بلغة الفيزياء باللامتناهي في الصغر. هذه الجسيمات هي لبنات بناء أساسية لكوننا. وفي حين تركز الفيزياء الكلاسيكية على الطبيعة العادية للأشياء التي يمكننا رؤيتها ولمسها دون الحاجة لأدوات إضافية وهو ما يعرف باللامتناهي في الكبر، فإن ميكانيكا الكم تدرس الأشياء أو الظواهر الطبيعية التي لا يمكن رؤيتها، أو رصدها بأدواتنا الحالية، بينما تقوم فيزياء النسبية بدراسة الأشياء والأجسام الكبيرة مافوق الذرة التي نشاهدها ونرصدها بأدواتنا العلمية كالتلسكوبات وغيرها.

فالكون المرئي بدأ كمومياً من نقطة لامتناهية في الصغر عرفت بالفرادة أو التفرد وهي أصغر كيان مادي توصل إليه العلماء بحساباتهم العلمية.

ظهرت فيزياء الكم، المعروفة أيضًا باسم ميكانيكا الكم، في المجتمعات العلمية في أوائل القرن العشرين عندما نشر ألبرت أينشتاين نظريته عن النسبية. ومع ذلك، لا يمكن أن ينسب هذا المجال إلى أي عالم واحد. ففي عام 1900، وجد الفيزيائي ماكس بلانك نفسه في مواجهة معضلة. فوفقًا لقوانين الفيزياء في ذلك الوقت، إذا تم تسخين صندوق في بيئة لا يمكن للضوء الهروب منها، فإنه ينتج كمية لا حصر لها من الأشعة فوق البنفسجية. لذا افترض العلماء أن الضوء هو موجة مستمرة. لكن عندما لم ينجح تسخين الصندوق كما توقعوا، بدأ بلانك في الاعتقاد بأن الضوء لم يكن موجودًا كموجة، ولكن كمقدار صغير من الطاقة يُعرف بالكميات. كذلك وضع أينشتاين في وقت لاحق نظرية مفادها أن الضوء موجود كجسيمات فردية، والتي سميت في عام 1926 بالفوتونات. فأول جسيم دون ذري اكتشفناه هو الإلكترون، بسبب تأثيرات تفريغ الكهرباء في بعض الغازات. ثم جاءت البروتونات، ونواة الذرة والنيوترونات.

جلبت لنا الثلاثينات من القرن الماضي أولى مسرعات الجسيمات، وعلى الرغم من أنها لم تكن عالية التقنية أو متطورة مثل تلك التي نستخدمها اليوم، إلا أنها مكنت العلماء في ذلك الوقت من تسريع حزم البروتونات وقياس حجم نواة الذرة. وتعمل مسرعات اليوم على نفس المبادئ، وتنتج حزمة من الجسيمات المشحونة يمكن للعلماء استخدامها لدراسة المكونات دون الذرية الأخرى. كما يمكنهم اكتشافها مباشرة أو اكتشاف وجودها بسبب تفاعل الجسيمات المشحونة.

مبدأ  اللادقة أو عدم اليقين الكمومي

فيزياء الكموم ليست سهلة بل صرح ريتشارد فاينمان أشهر أستاذ فيزياء في أمريكا بأنه لايوجد من يستطيع فهمها ولو أدعى أحدهم ذلك فهو كذاب. في عام 1927، افترض أحد أقطاب فيزياء الكموم فيرنر هايزنبرغ الألماني أنه من المستحيل قياس كلا من موضع  جسم في نفس الوقت. عُرفت هذه النظرية فيما بعد باسم مبدأ اللادقة أو مبدأ عدم اليقين لهايزنبرغ، وهي واحدة من أسس ميكانيكا الكم الحديثة.

لا تعمل ميكانيكا الكم مع العناصر التي يمكننا رؤيتها. على سبيل المثال يمكنك بسهولة معرفة سرعة وموضع سقوط تفاحة من شجرة، بناءً على قانون الجاذبية – ولكن ليس من السهل تحديد أي من هذه الأشياء عندما تتحدث عن جسيم مستحيل مشاهدته بالعين المجردة. حيث ستؤثر أي محاولة لقياس سرعة أو موضع جسيم دون ذري على كلا القياسين بطريقة لا يمكن معها إجراء تحليل فعلي. فمجرد فعل الملاحظة يغير نتيجة التجربة. هذا ما يجعل فيزياء الكم صعبة للغاية كمجال علمي يعتمد مبدأ الاحتمالية.

ربما كان هناك وقت استطاعت فيه الفيزياء أن تشرح بشكل جيد معظم سلوك عالمنا المحيط بنا. ونقول معظم لأن هناك الكثير من الظواهر الموجودة لم تستطع أية نظرية أن تفسرها بشكل صحيح وهي التي تعرف بألغاز الكون. على سبيل المثال، يمكننا استخدام قوانين نيوتن للحركة لدراسة حركة الأجسام السماوية مثل الكواكب ومسارات الأجسام الأرضية مثل الصخور على الأرض. لكن قوانين نيوتن بها القليل من النقص عندما يتعلق الأمر بالمدار الإهليجي لعطارد على سبيل المثال، فلا يمكنها تفسير ذلك تماماً.

قد تكون كلمة “كمّية” مخيفة، لكنها تصف فقط أن كل الأشياء الصغيرة تأتي في شكل “أجزاء”. الضوء، على سبيل المثال، ليس شيئاً مستمراً حيث يصعب تحديد مقدار ما هو موجود. بدلاً من ذلك، يتم تقسيمها إلى قطع أو حزم أو كوانتا كما قرر علماء الفيزياء تسميتها. الكم الواحد هو أصغر كمية ممكنة من الضوء، أو أي شيء آخر، صغير جداً.

الآن يمكننا عد تلك الأشياء الصغيرة التي نتعامل معها. لكن ما زلنا لا نستطع أن نقول كيف سيتصرفون في ضوء التكوين الأولي. بل اكتشفنا أنه يمكننا التنبؤ باحتمالية سلوك معين. فأحياناً يهبط الفوتون، جسيم الضوء الأولي، هنا وهناك وهناك، لذلك حسبنا احتمالية مكان هبوطه، 13٪ هنا، 25٪ هناك، 34٪ هناك، وهكذا.

وبعد مراقبة المكان الذي هبطت فيه الفوتونات، تطابقت النتائج التجريبية بدقة مع الاحتمالات المتوقعة! إن ميكانيكا عالم الكم غريب، لكن على الأقل لدينا نظرية عمل تصف ميكانيكا الكم بدقة.

*********************************************

قراءة في كتاب "مائدة كورونا"

فراس زوين

في كتابه (على مائدة كورونا) يرى الكاتب والصحفي علي حسين بأننا “عندما نتحدث عن وجودنا فإننا نقصد به وجود البشرية ككل، فالقضية لم تعد مصير الانسان الفرد كما في روايات دوستويفسكي، فالإنسان أصبح سيدا للطبيعة إلى الحد الذي أصبح فيه يستطيع أن يمحو كل أثر للحياة،”.

هل سيتمكن الانسان من اتخاذ القرار المناسب الذي يحفظ وجوده؟ سؤال يحاول الكاتب علي حسين الإجابة عليه في كتابه “على مائدة كورونا” والصادر من دار الكتب العلمية ب ١٨٥ صفحة، من خلال الاستعراض الفكري والفلسفي ل ٢١ من أهم الفلاسفة والادباء والمفكرين المعاصرين، مثل فوكوياما، وسلافوي جيجيك، وامارتيا سِن، ونعومي تشومسكي، وأمين معلوف، والآن تورين، وادغار موران، واورهان باموق، واليف شافاك، وغيرهم من أرباب الفكر والفلسفة والثقافة والأدب، المعاصرين والذين تناولوا فكرياً وفلسفياً جائحة كورونا وتأثيرها على المجتمع العالمي بشكل عام وعلى المواطن بشكل خاص، بصفته المستهدف الرئيسي سواء من الوباء أو من الإجراءات الاحترازية على حد سواء.

يتناول الكتاب هذه النّخَب ممن عاصروا وعايشوا أزمة كورونا، ويسلط  الضوء على نقدهم للفكر العالمي الذي واجه هذه الأزمة والمتمثل غالباً بالفكر الرأسمالي المهيمن في الدول الكبرى، وسقوطها المدوي في “الاغراء النفعي” كما يصفه الكتاب والذي يعني به تفضيل وترجيح كفة الاستقرار الاقتصادي واعتبار أهميته أكبر من أهمية قدرة النظام الصحي على توفير الرعاية الصحية للأعداد الهائلة للمرضى، وبالتالي تزايد معدلات الوفيات في هذه الدول، بالرغم من كون الانسان يفترض أن يمثل أعلى أولويات هذه الحكومات، وخصوصاً بالنسبة للسياسات الكبرى لتلك الدول التي طالما تبجحت بالإنسان وحقوقه المفترضة، وأراقت بتلك الذريعة انهار من الدماء والدموع، فهل كان الانسان وصحته وسلامته في أعلى قمة هرم أولويات الفكر الرأسمالي باعتباره الايدلوجية الاقتصادية والسياسية السائدة في تلك الدول؟؟ ولعل هذه الصورة المشوهة للأسس الاقتصادية والاجتماعية والإنسانية التي تحكم العالم الآن بالفعل أخرجت ماركس من قبره كما يصف علي حسين لإعادة النظر بالأخلاقيات التي تسير العالم اليوم، والتي أودت بالمؤسسات الحكومية أن تضع المصلحة الاقتصادية ليس فقط فوق مصلحة الانسان بل فوق وجده اصلاً.

يصور كتاب “على مائدة كورونا” للقارئ التبدل الحاصل في الفكر الإنساني تحت ضغط الجائحة، ووضع العالم امام إشكالية متنوعة من عدم اليقين فهذا الفيلسوف الفرنسي “ادغار موران” الذي استبق الأحداث بإصدار كتابه “هل نسير إلى الهاوية” عام 2007 ليعلن في وقتها أن العالم أصبح محكوماً بمصير جماعي موحد، يعود ليقف وهو في عمر التاسعة والتسعين حائراً وعاجزاً عن إدراك وجهة الانسان القادمة” فنحن لا نعلم شيء عن مصدر الفايروس، سوق الحيوانات بمدينة ووهان أو مختبر مجاور؟ ولا علم لنا بالتحولات التي حدثت او ستحدث على هذا الفايروس خلال انتشاره، ونحن لا نعلم متى تتراجع الجائحة وما إذا كان هذا الفايروس سيظل قاتلاً؟”، إن هذه الحيرة الفكرية دفعت بالأسئلة الفلسفية بعيداً عن وجهتهما التقليدية ووجهها التاريخي، كما عند الفيلسوف الفرنسي “ريجيس دوبريه” الذي بدل ملامح سؤاله من “كيف يجب أن يحيا المرء؟ أو ماذا عليه ان يفعل؟ “ إلى سؤال ذي وجهة ثانية بعيدة كل البعد وهو “كيف يمكن أن يحيا المرء”؟ وغالباً ما تكون الإجابة بالعودة إلى منابع المعرفة الاصلية والمتمثلة بالوعي والادراك الإنساني الخالص، والقائم على الاستنباط والاستقراء العقلي، والذي قاد المسيرة المعرفية للإنسان منذ ادراكه الأول ولغاية اعلان موت الفلسفة على يد “ستيفن هوكنج”.

لعل الكاتب علي حسين الكاتب الذي اهتم بالأدب وانشغل بالفلسفة، وعاش معظم حياته متنقلاً بين صفحات الكتب وطيات الاوراق، عاشقاً لرؤية دوستويفسكي وثورية ساتر، واوهام دون كيخوت،  قد اثار في هذا الكتاب العديد من الأسئلة التي يمكن ان نصفها بالأسئلة الحية النابعة من حيرة الانسان اليومية في مواجهة خطر الموت الجماعي فهو يرى “ان مسألة الوجود الانساني لم تعد مقتصرة على نصوص الروائيين وقصائد الشعراء وتنظيرات الفلاسفة، والغازهم في الوجود والعدم، وانما اصبح الوجود الانساني موضوعا يناقش على المائدة في البيت وسط حالة من الذعر أصابت البشر بعد انتشار فايروس كورونا”، في الوقت الذي اعتقد فيه الكثيرون بموت الفلسفة بمفهومها التقليدي وانحسار تأثير رجالها، امام التقدم العلمي والمعرفي الهائل الذي سحب البساط من تحت اقدام الطرق التقليدية للتفكير والتأمل والبحث العلمي للإنسان، ولكن الازمة الصحية التي ضربت العالم بأسره أعادت للفلسفة اعتبارها كما يرى الفيلسوف الفرنسي “جان لوك نانسي” الذي سبق وكتب أن الفلسفة تصبح وثيقة الصلة للغاية بين الناس في حالات الازمات، حيث تزدهر الأسئلة العميقة التي تناقش البوصلة الأخلاقية للأفراد والسلطات”، وبشرت بقرب ولادة فكر جديد يولد من رحم المعاناة الانسانية كما يرى الفيلسوف والمفكر “سلافوي جيجيك” الكهل الذي بلغ 71 عاماً، بمظهره البسيط وتيشيرته الملون وطريقة كلامه وقصة شعره التي جعلت البعض يشبهونه ب “الفيس بريسلي”، والذي تنبأ بولادة هذا الفكر الجديد انطلاقاً من فكرة اليأس، فعلى العالم كما يراه جيجيك ان يجمع قواه لتّحمُل اليأس والاعتراف بأن الضوء في نهاية النفق يأتي من مصباح في قطار آخر يقترب، وأن علينا الادراك بأن التغيير الاساسي يمكن أن يكمن في زاوية أخرى من تفكيرنا، ففي ظل عجز الرأسمالية عن بناء المدينة الفاضلة حتى بعد مرور عقود على سقوط جدار برلين، يرى جيجيك أن الفوضى القادمة هي المخاض الاخير للإنسانية، والذي سينتج عنه التفكير في مجتمع بديل خارج الدولة القومية، مجتمع يحقق نفسه بأشكال التضامن والتعاون العالمي.

ويبقى سؤال أخير، في أي خانة نضع كتاب على مائدة كورونا لعلي حسين؟ إذا اخذنا بالاعتبار نصيحة الفيلسوف البريطاني فرنسيس بيكون “بعض الكتب للتذوّق، وبعضها للبلع، والقليل منها للمضغ والهضم”. 

سأترك الاجابة على هذا السؤال للقارئ، واكتفي بالإشارة إلى رأي “كولين كولتر” الناشر بدار “بلومزبري” للنشر “إذا قرأت الكتاب المناسب في الموضوع المناسب وفي اللحظة الحاسمة، ستضمن إحراز النجاح، ولا شك أن الكاتب قد تناول موضوعا مصيريا في لحظة حاسمة من الوجود الانساني، حيث العالم لايزال تحت تهديد فايروس كورونا وتطوراته التي لاتزال تهدد عشرات ومئات الملايين من البشر.

 **************************************************

الصفحة الثالثة عشر

تشومسكي: للولايات المتحدة أسوأ سجل مناخ في العالم

شهدت بداية هذا الشهر انعقاد قمة المناخ في غلاسكو بأسكتلندا، حيث ناقش زعماء العالم الحاجة الملحة لوضع حد لارتفاع درجة حرارة الأرض، بسبب انبعاثات الوقود الأحفوري، ويحذر العلماء من أن إجراء عاجلا مطلوب من أجل تفادي كارثة مناخية. وقد ظل المفكر والفيلسوف الأميركي البروفيسور نعوم تشومسكي، واحداً من أكثر الأصوات قوة وإقناعاً في مواجهة التهديد الذي تشكله الفوضى المناخية التي يسببها الإنسان على الحضارة والأرض. وطرحت عليه مجلة (جاكوبين) الأميركية، ربع السنوية، عدداً من الأسئلة لمعرفة آرائه حول جذور المأزق الحالي المؤلم الذي يمر به العالم، وآفاق البشرية للخروج من هذه الأزمة من أجل مستقبل ملائم للعيش. وفي ما يلي مقتطفات من المقابلة:

*معظم الدول التي اجتمعت في غلاسكو في مؤتمر الأمم المتحدة الـ26 لتغير المناخ في الفترة من 31 أكتوبر إلى 12 نوفمبر 2021، قدمت تعهدات بخفض الانبعاثات. إلا ان تلك التعهدات غير كافية لإنقاذ الكرة الأرضية. ما هي في رأيك المبادئ التي يجب أن توجه الجهود المبذولة لمنع كارثة المناخ؟

-كان المبادرون إلى اتفاقية باريس يعتزمون الحصول على معاهدة ملزمة، وليس اتفاقيات طوعية، ولكن ظل هناك عائق، وهذا العائق هو الحزب الجمهوري. كان واضحاً أن الحزب الجمهوري لن يقبل أبداً بأي تعهدات ملزمة. هذا الحزب يكرس نفسه لرفاهية الأثرياء وقطاع الشركات، ولا يهتم مطلقاً بالسكان أو مستقبل العالم. لم تكن المنظمة الجمهورية لتقبل المعاهدة أبداً. ورداً على ذلك، خفض المنظمون هدفهم إلى اتفاق طوعي.

الولايات المتحدة لديها واحد من أسوأ السجلات في العالم في ما يتعلق بالمناخ، ما حد من تأثير اتفاقية باريس قبل أن يتولى الرئيس السابق دونالد ترامب منصبه، والذي في النهاية تسبب في انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاقية تماماً.

*الكارثة البيئية تقترب منا إلى حد كبير، لأن النظام الاجتماعي والاقتصادي يعتمد بأكمله على الإنتاج من أجل الربح. بالنظر إلى حالة الطوارئ التي نواجهها، هل تعتقد أن حكومة الولايات المتحدة ستكون قادرة على تبرير فرض قيود على الموارد الوطنية، مثل إصدار قواعد لتخصيص الموارد أو تقنين الحصص العادلة، والسياسات التي تحد بالضرورة من حرية المجتمعات المحلية والأفراد في ممارسة أنشطتهم المادية؟

-علينا أن نواجه بعض الحقائق، أود أن أرى تحركاً نحو مجتمع أكثر حرية وعدالة - الإنتاج من أجل الحاجة بدلاً من الإنتاج من أجل الربح - وأن يكون لدينا عمال قادرون على التحكم في حياتهم بدلاً من خضوعهم لأرباب العمل طوال حياتهم. لكن الوقت المطلوب لنجاح مثل هذه الجهود هو أكبر من أن يعالج هذه الأزمة. وهذا يعني أننا بحاجة إلى حل هذا في إطار المؤسسات القائمة، والتي يمكن تحسينها.

كان النظام الاقتصادي في الـ40 عاماً الماضية كارثياً بشكل خاص. لقد تسبب في مصاعب كبيرة لمعظم السكان، ما أدى إلى زيادة هائلة في مستوى عدم المساواة والهجمات على الديمقراطية والبيئة. ومع ذلك يمكننا أن نصنع مستقبلاً قابلاً للعيش. لسنا مضطرين للعيش في نظام يدفع فيه أصحاب المليارات معدلات ضريبية أقل من العاملين. لسنا مضطرين للعيش في شكل من أشكال رأسمالية الدولة، حيث تتم سرقة ما يقرب من 90 في المائة من أصحاب الدخل الأدنى لمصلحة جزء بسيط من السكان يشكلون 1 في المائة. أعتقد أنه يجب عليهم التغيير، لكن يجب أن يكون على مدى زمني أطول. السؤال هو: هل يمكننا منع كارثة مناخية في إطار مؤسسات رأسمالية حكومية أقل وحشية؟ أعتقد أن هناك سبباً للاعتقاد بأننا نستطيع ذلك. ولكن هناك حواجز خطيرة تتمثل في صناعات الوقود الأحفوري، والبنوك، والمؤسسات الكبرى الأخرى، والتي تم تصميمها لتعظيم الأرباح وعدم الاهتمام بأي شيء آخر. وغالباً ما تصور شركات الوقود الأحفوري، مثل إكسون موبيل، نفسها على أنها عاطفية وخيّرة، وتعمل ليلاً ونهاراً من أجل الصالح العام. وهذا ما يسمى بـ«الغسيل الأخضر»، وهو طرح بعض الشركات منتجات بحجة التزامها بحماية البيئة من أجل كسب التعاطف والمال.

*هل تعتقد بأن هناك أي أمل لحل مشكلة المناخ؟

-في سبتمبر كان هناك إضراب دولي من أجل المناخ، خرج مئات الآلاف من الشباب للمطالبة بوضع حد للتدمير البيئي. وألقت الناشطة البيئية، غريتا تونبرغ، أخيراً في اجتماع دافوس للعظماء والأقوياء، حديثاً رصيناً لما يجب عليهم أن يفعلوه. قالت: «كيف تجرؤون». «لقد سرقتم أحلامي وطفولتي بكلماتكم الفارغة»، لقد تعرضنا للخيانة. تلك هي الكلمات التي تحرك وعي الجميع، لاسيما أبناء جيلي الذين خانوهم واستمروا في خيانة شباب ودول العالم.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

موقع “الامارات اليوم” – 9 تشرين الثاني 2021

ترجمة: عوض خيري عن مجلة “جاكوبين”

 ******************************

حول دور النشر العمالية في أوروبا

نشأ وضع معقد في مجال نشر الكتب عالمياً بتأثير مجموعة من العوامل، لذلك نطرح السؤال الآتي: ما هو مصير دور النشر التقليدية؟

أدت الأزمة الرأسمالية أولاً، وظروف الوباء الحالي ثانياً، بالإضافة إلى الظروف السياسية والاقتصادية الخاصة بكل بلد، إلى حدوث تراجع عام في سوق الكتب. فالمكتبات البريطانية شهدت تراجعاً عاماً خلال العامين الماضين على سبيل المثال.

وجرى انزياح في عالم عمالقة النشر العالميين، فالعمالقة الستة المعروفون لم يعودوا عمالقة لأن عمالقة رأسماليين آخرين فرضوا الهيمنة عليهم من الأعلى مثل منصة أمازون وشبيهاتها. وصار العملاق الأكبر يقتطع من أرباح العملاق الأكبر السابق رغم التراجع العام في المبيعات.

وظهرت دور النشر الذكية في عدة أشكال، منها الشكل الذي تسمح به منصة أمازون ويمكن لصاحب الكتاب نشر كتابه مباشرة وبيعه دون الحاجة إلى «دور النشر». كما ظهرت المنصات الإلكترونية التي تسمح بإخراج الكتب مجاناً أو لقاء مبالغ معينة. بالإضافة إلى ظهور منصات بيع أكواد حقوق الملكية. أما في الصين فشكل دور النشر الذكية التي بدأت تظهر مختلف قليلاً. وبدأ الصينيون ينشرون إعلانات مخصصة في منصات الكتب، ويجري طبع الكتاب في حال طلبه فقط. مع ملاحظة أن هذا الشكل لم يصبح سائداً بعد.

وفي أوروبا ظهرت بعض المشاريع التي سمت نفسها دور النشر العمالية، ولكنها أبعد من أن تكون كذلك في الوقت الحالي. بل إن دور النشر العمالية الحقيقية لم تظهر بعد.

ما هو شكل الكتاب في العصر الراهن الذي يعطي المؤشرات الأولى لاختلاف شكله اليوم؟ فالكتاب الورقي سيتحدد دوره على الأقل إن لم يكن أكثر من ذلك. والكتاب الإلكتروني يشهد صعوداً عالمياً. ولعل من أطرف أشكال صعوده هو مقاومة قراء الكتب للتسليع وانتشار ظاهرة الكتب المجانية بالتوازي مع الظهور الأولي لدور النشر الذكية. وقد يظهر الكتاب المرئي مستقبلاً بشكل واسع.

بالعودة إلى دور النشر العمالية التي ستظهر حتماً خلال اشتداد الصراع الطبقي. يستطيع أربعة أو ثلاثة أشخاص محترفين تشكيل دار نشر ذكية، إذ يتطلب ذلك محرراً ومخرجاً ومدققاً لغوياً، ثم يجري رمي الكتاب على شبكة الإنترنت لأوسع القراء. مع ضرورة تجاوز التسليع لكسر الهيمنة الثقافية الرأسمالية من الأسفل. ولضرورات النضال الشجاع ضد مختلف أشكال الرقابة في بلدان العالم في حال تعذر تعديلها.

ونصل هنا إلى سؤال مهم: من الذي سيكتب ويحرر وينشر هذه الكتب؟ الجواب بسيط رغم تعقّد الأوضاع في هذا المجال: الناس سيحررون ويكتبون وينشرون هذه الكتب في المستقبل عندما تنضج الظروف. وهي الفكرة التي تحدّث عنها أنطونيو غرامشي حول المثقف. وهذا يتطلب حتماً تغيير أشكال التعليم التي ستؤمن للناس (للطبقة العاملة) ما يحتاجونه من تعليم تكنولوجي يناسب التغييرات التي تدقّ الأبواب في العالم.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

“قاسيون” – 8 تشرين الثاني 2021

 ********************************

انطلاق الدورة 14 للمهرجان الدولي لفيلم المرأة في المغرب

افتتح الفيلم السويسري «الأمر الإلهي» من تأليف وإخراج بيترا فولبي عروض الدورة الرابعة عشرة للمهرجان الدولي لفيلم المرأة في مدينة سلا بغرب المملكة المغربية أمس الاثنين.

وتحل السينما السويسرية ضيف شرف المهرجان الذي تنظمه جمعية أبي رقراق ويستمر حتى الثالث عشر من تشرين الثاني الجاري.

وخلال حفل الافتتاح الذي أقيم بالمركز الثقافي والسينمائي «هوليوود» في حي كريمة في سلا، استعرض المهرجان لجان التحكيم المختلفة ثم قدم فقرة غنائية أدتها المطربة صباح زيداني برفقة الفرقة الموسيقية.

وكرم المهرجان في الافتتاح الممثلة والمخرجة سامية أقريو من المغرب، حيث تسلمت درع التكريم من وزير الشباب والثقافة الجديد محمد مهدي بنسعيد.

يعرض المهرجان في هذه الدورة 10 أفلام ضمن مسابقة الأفلام الروائية الطويلة وخمسة أفلام ضمن مسابقة الأفلام الوثائقية إلى جانب نافذة على الفيلم المغربي القصير من إخراج مواهب نسائية شابة ونافذة على الفيلم الروائي المغربي الطويل.

ومن أبرز الأفلام المشاركة بمسابقة الأفلام الروائية الطويلة «كوستا برافا» للمخرجة منية عقل من لبنان الذي عرض لأول مرة بمهرجان البندقية في لأيلول و«كارلا سولا» للمخرجة ناتالي ألفاريس ميسن من كوستاريكا الذي عرض لأول مرة بمهرجان كان في تموز.

كما يشمل برنامج المهرجان ندوات وورش عمل ومحاضرات وكذلك «حوار السينمائيين» الذي سيجمع المخرج عبد السلام الكلاعي والمخرجة جميلة عناب للحديث عن مسألة النوع في السينما.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

“رويترز” – 9 تشرين الثاني 2021

 ********************************************

الأمم المتحدة تسجل زيادة حادة في اعداد من يواجهون الجوع

قال برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، الاثنين الثامن من تشرين الثاني، إن عدد الأشخاص على حافة المجاعة في 43 دولة ارتفع إلى 45 مليوناً، مع تصاعد الجوع الحاد في أنحاء العالم.

وأوضح البرنامج أن ارتفاع العدد من 42 مليون شخص في وقت سابق من العام يعود إلى حد كبير إلى تقييم للأمن الغذائي وجد أن ثلاثة ملايين شخص إضافيين يواجهون مجاعة في أفغانستان.

ونقل بيان للبرنامج عن مديره التنفيذي ديفيد بيسلي، قوله إن “عشرات الملايين من الناس على شفا الهاوية. النزاعات وتغير المناخ وكوفيد-19 تزيد أعداد من يعانون الجوع الحاد”.

وأضاف بعد رحلة إلى أفغانستان حيث يزيد برنامج الأغذية العالمي من دعمه لنحو 23 مليون شخص، “تظهر أحدث البيانات أن هناك الآن أكثر من 45 مليون شخص يسيرون نحو حافة المجاعة”.

وأضاف بيسلي أن “أسعار الوقود ترتفع، وأسعار المواد الغذائية ترتفع، والأسمدة صارت أغلى، وكل ذلك يغذي أزمات جديدة مثل الأزمة التي تتكشف الآن في أفغانستان، وكذلك حالات الطوارئ الطويلة الأمد مثل اليمن وسوريا”.

خيارات مدمرة للعائلات

وأوضح البرنامج الأممي أن كلفة تجنب المجاعة على مستوى العالم تبلغ الآن سبعة مليارات دولار، مقارنة بـ6.6 مليار دولار في وقت سابق من العام، محذراً من أن مصادر التمويل التقليدية تجاوزت طاقتها.

وأشار إلى أن العائلات التي تواجه انعدام الأمن الغذائي الحاد تُجبر على “اتخاذ خيارات مدمرة” مثل تزويج الأطفال مبكراً أو إخراجهم من المدرسة أو إطعامهم الجراد أو الأوراق البرية أو الصبار.

وأردف، “في غضون ذلك، تشير تقارير إعلامية من أفغانستان إلى أن أسراً أجبِرت على بيع بناتها في محاولة يائسة للبقاء على قيد الحياة”.

وأضاف البرنامج أن موجات الجفاف المتعددة في أفغانستان تزامنت مع الانهيار الاقتصادي ودفعت عائلات إلى حافة الجوع، في حين لا يعرف نحو 12.4 مليون شخص في سوريا من أين ستأتي وجبتهم التالية، وهو عدد مرتفع أكثر من أي وقت خلال النزاع المستمر منذ عقد.

وأشارت الوكالة، التي تتخذ من روما مقراً، إلى زيادة الجوع الحاد في إثيوبيا وهايتي والصومال وأنغولا وكينيا وبوروندي.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أ ف ب – 8 تشرين الثاني 2021

****************************************

الصفحة الرابعة عشر

الشاعر كاظم العطشان.. للفترة السبعينية خصوصية خالدة ومتوهجة  تطفو على سطح الذاكرة

من الشخصيات الأدبية العراقة التي برزت وتألقت على الساحة المحلية والعربية واضافت الى المشهد الإبداعي وأعطت الكثير...وعرفت بالمثابرة والعمل الجاد في حقل الصحافة والإعلام والأدب والشعر.. الشاعر كاظم العطشان، تولد ١٩٥٨ صحفي وشاعر فصيح وشعبي وحاصل على البكالوريوس في العلوم السياسية / جامعة بغداد كلية القانون والسياسة لعام ١٩٨٤ م. والماجستير علوم سياسية. حصل على التكريم من عدة جهات بالأضافة الى عشرات الشهادات التقديرية محلية. التقته “ادب شعبي” واجرت معه هذا الحوار:

* الشاعر كاظم العطشان اريد ان اقدمك للقراء الأعزاء عن طريق بيت شعر شعبي فما هو هذا البيت؟

- ومن كبر واهس خضاري

طلگت الضحكه سنابل

والوكت موسم حصاد

* كيف كانت مشاعرك والكبير عريان السيد خلف يقرأ من ديوانك الشعري بحدود عشرة نصوص في برنامج (تل الورد)؟

- عند صدور ديواني الشعبي الثاني (شذر الگلايد) وصل لعميد الشعر الشعبي... وبدأ بقراءة السيرة الذاتية كاملة... ثم انطلق رحمه الله بصوته الشجي يرتل قصائد الديوان المذكور..... قطعا هي فرصة تأريخية ومحطة سعيدة وحظ وافر أن يترنم شاعر بمكانة عريان السيد خلف بقصائدي... وهي عبارة عن جواز بأن مضمون الديوان يرقى لقناعة هذا النهر الخالد....

* حين نذكر الصحافة والاعلام فهذه مهنتك ‘ اذكر لنا اهم محطاتك الصحفية والإعلامية؟

- عملت مديرا لاعلام محافظة النجف الاشرف سنوات طويلة ثم ولجت حقل الصحافة فعملت رئيسا لتحرير صحيفة الوفاق الناطقة بإسم حركة الوفاق الوطني... بعدها أسست مجلة النهضة الديمقراطية.... وفي المحطة الثالثة عملت رئيسا لتحرير صحيفة الكوثر النجفية، إضافة إلى الإشراف على عدد من الصحف والمجلات المحلية.....وانتقلت عربيا كمحرر في صحيفة صدى المستقبل الليبية، ثم بحثت عن ضالتي فوجدتها في الانطلاق لربوع المشهد الثقافي العربي وحاليا اعمل مديرا لتحرير مجلة النيل والفرات الورقية المصرية التي تصدر في القاهرة والتي تصدر عن مؤسسة النيل والفرات للطبع والنشر والتوزيع المصرية  وتوأمتها منظمة صدى المستقبل الليبية.

* ماهو العامل المشترك بين المبدعين؟

- الجمال هو وحدة قياس الابداع.... كالنباتات والأشجار كلها تشترك بجذور الحياة ٠ وهي الطاقة التي تمثل القاسم المشترك في النبض الجمالي ٠

* الثقافة للشاعر والمتلقي و وجود نقد حقيقي واعلام حقيقي واعي ومتخصص.. هل هي ماجعلت القصيدة السبعينية ارصن و اعمق وأطول عمرا عمن سواها؟

- الاعلام لم يكن حاضرا بتوهج يومذاك ولم يكن مقوما ساندا في تلك الفترة مقارنة مع الثورة الإعلامية والاتصالاتية التي تسودنا اليوم.... للفترة السبعينية خصوصية خالدة ومتوهجة وطافية على سطح الذاكرة، ومازالت تلقي بضلالها وجمالها واصالتها وتأثيرها حتى الساعة.... في تلك الفترة اغنت التجربة السياسية العقيدية ملامح الابداع... وغاب الاسفاف تقريبا لان لا ناصر له وسط التنافس الخلاق في جمالية الانتاج، كما ان ارتفاع مناسيب الذائقة الخلاقة جعل المبدع يحرص بقلق على عرض بضاعته... في تلك الفترة كان الارهاص الحقيقي في الاحساس والمعاناة أثر مهم في مصداقية النتاج الأدبي الذي غاب عنه الوازع التجاري٠

* ماهي مقومات النص الحقيقي لتجعل منه قريبا الى الكمال؟

- الكمال مسألة نسبية وهي هدف وطموح، وأولى مقومات النص الحقيقي الناجع هو احتضان القضية... فالشعر اولا قضية، ثم تأتي الموهبة والحرفنة واستكمال الأدوات الصحيحة المتقنة، وعامل الثقافة اضافة الى سلامة وصواب المحتوى الفني والتركيب المتقن ٠

* ماهو النظم و المباشرة والتقريرية وماهي عوامل طغياتها في الساحة الشعرية التي امتلأت بالمتشاعرين؟

- للمباشرة... جمهور.... وكذلك للحداثوية جمهور... وللثقافة الجماهيرية بوصلة الميول ٠ ربما المباشرة يسمو جمهورها  كقاعدة لانها سهلة تلامس الأحاسيس وتطرق الذائقة وتطرب النفوس لانها لهجة الناس وفيها تراكيب ومفردات لها وقع في صياغة الصورة.... بينما الرمزية تطور بلغته الحاجة ووجد فيها الشاعر وسيلة تفتح له الآفاق الرحبة في التعبير للتطور الحاصل في مناحي الحياة.... والاعتراض  هو عدم الايغال بالمباشرة وكذلك الرمزية اذا اكتنفها الغموض والطلاسم عصي بها الفهم ونفرت منها النفوس....

* مابين البراغماتية و العولمة والبولتارية انحرفت بوصلة الاعلام واثر بشكل واضح على نوع المنجز الفني والادبي والثقافي بصورة عامة هل تؤيد هذه الرؤية؟

- لايمكن إنكار ان التطور حاصل في كل ميادين الحياة... والشعر وغيره كائن حي يواكب هذه النقلات الحياتية....  والموضوع يخص الهوية... فلايمكن التجرد من كل الخصوصية والارتماء في براثن هذه المسميات... التوازن سيد الموقف و الإبداع ولابد من الاعتراف ان الانسياق الحاصل في المنجز الفني بدواعي التطور هو انغلاق عن ينابيع التجارب المتوارثة  التي لابد من بقاء خطوط التماس معها  والمبدع هو من ركب حصان التجديد ولكن برسن الاصالة ٠

* الشعر الشعبي حي ونابض ومتجدد ..كيف نحافظ على توقده؟

- الإبداع ميراث الشعوب وهويتها وخصوصيتها ومعلم من معالم الجمال...  وعلى هذا الافتراض لن يموت الشعر.... ممكن يمرض... يخبو.... يصيبه الاسفاف تبعا للمراحل الحياتية وضغوطات التجارب والمراحل التي تمر بها الشعوب سلبا أو إيجابا، نحافظ على توقده بالثقافة الرصينة والذائقة الواعية السليمة الشفيفة... والنقد البناء التقويمي وليس الانتقاد وهو مهمة العاطلين..

* كلمة أخيرة تود اضافتها؟

- كان هذا اللقاء جلسة استرجاع فكري قيم، منحني الفرصة في ايقاظ الرفوف الغافية في الذاكرة.... لكم اخي الشاعر المبدع ولصحيفة طريق الشعب كل الشكر المقرون بالامتنان ٠

**************

ايامي غفلة مشت

حيدر جليل الخرساني

كبران واتغيرت يا دنيا اعذريني

 يجرحني حتى الهوى ودمعي بطرف عيني

راح الشباب و عبر

وعذبني مر الصبر

اداين انا عمر من هو الي يطيني

صاير بروحي تعب اذكر وانسه

وگلبي يحن للامس و لرفگة الونسه

ايامي غفلة مشت

واجروحي هسة انتشت

ما اظنه باقي العمر يگدر يشافيني

اسف انا واعتذر منج ياحلامي

ما حقيقتج لان غلبتني آلامي

كل الحصل ضدي

وبس الامل  عندي

ياخذني ورقة بهوى و بالنار يرميني

**************

مابيهم وفه

محمد العزاوي

انا الكلشي بحياتي صار اليه اوجاع

وحتى الي يسرني هسه اذاني

الكبل عاشو بخيري بظهري هسه ارماح

بس الأذى منهم زين ما جاني

بزين اذكرهم انه لمن يغيبون

ولسنتهم مدافع هدمت اركاني

صرتلهم ورد ويفوح منه اعطور

وتالي من مشو كسرولي اغصاني

حتى الكال اكفلك دوم وبكل عوز

وهذاك الي انتخه اكبال صحباني

اشو وكت الصدك ماشفت منه افعال

ضم راسه ومشه ووحيد خلاني

وذاك الي جنت دوم انه ازامط بي

حسافه اكبال عينه طحت ماجاني

الجنت بجفوف اديه اسكيهم انه الماي

والعاشو كبل من خير بستاني

ما بيهم وفه كلهم ترى يخونون

بانو بالفشل واحد ورى الثاني

ناس بلا هويه ودوم متلونين

يواسي المجني تالي يطلع الجاني

يحسدني البعض ما يعرف به الروح

منتظره الرحيل الموتها اتاني

**************

 

خيوط الجفن

 إلى سمير صبيح شاعرا

خضير الزبيدي

يملج  الموت

اخذت اعزاز

خبير

او تعرف اتلكط

فتكت الجروح

الطابن من اسنين

شنهي السالفة

ما تعرف اتخيط

سمير اشاف

من دنياه

يلولي للحزن

كل عمره ويكمط

جذب ننسى الكتبته

وصوتك الفتان

ندى شعرك علينه

بعده اينكط

**************

صباح الغربة

علي الجبر

صباح العشره والحسره

وطعم الخبزة السمره

والجمّار والنفّاش والطلّيع

والخرّيط

والبستان والگطّان والريحان

والخضره

صباح البردي والمردي

وحسبه تجيب وتودّي

والمشحوف والمسگوف

والتمره

صباح السوگ والگرمه

والحمّار والشطره

وشربت نوميّ البصره

والناعور والتنور والناطور

وثوب الحزن البعاشور

وعرس القاسم المغدور

وفرحة فاطمه الزهره

صباح الغربة المرّه

 

*************

چوادر

هيفا العامري

شوكت نرفع

جوادرنا

وننصب جادر

الافراح

ونگل للحزن

لتعود

خل

نعيش يوم بلا بجي

وصياح

كافي الراح منا

وراح

عمرنا

الما فرح بالعيد

جا

گلي شوكت

يرتاح

ويشوف

 الحياة بعينه

ورديه

 حلوه بلا

لطم

وانواح

وكل ذاك المضى

ينزاح

من اگلوب طاحت والقهر

وماطاح

بلكي

اتضمد اجروحه

بعطر كافور

ويطيب ويضل

فواح

عالدنيا

 ورد

 ومفتح

القداح

ــــــــــــــــ

أمريكا

 

*************

د. حسن حنفي.. وداعاً

فقدت الأوساط الثقافية والمعرفية العربية، المفكر د. حسن حنفي (1935 - 2021).

عرف الفقيد بكتابه “علم الاستغراب” الى جانب تأليفه (130) كتاباً فكرياً في الحضارة العربية الإسلامية ويعد احد القامات المعنية بالفكر التقدمي في (تأويل الظاهرات).

عمل في السوربون لمدة عقد كامل، وترأس الجمعية الفلسفية العربية.

انتمى للاخوان المسلمين، الا انه سرعان ما تحول الى الفكر اليساري وصنف في امن داخلية مصر كونه (اخواني شيوعي) وتحول بعدئذ الى ابرز المفكرين العرب في الإسلام السياسي التنويري.

**********

بلقيس خالد/ الإيهام نشاط منتج للشعر

أنصب الرجاء خيمة وأنا انتظر طرق الباب

جبار النجدي

تحتمل مجموعة (امرأة من رمل) التسليم بان الإيهام هو نشاط منتج للشعر، وان ما تقدمه الشاعرة بلقيس خالد في نصوصها ما يلبث أن يشغلنا بالإيهامي ويحتفظ بالفعلي في حوزته، لذا فان المعنى والدلالة لا نجدهما في الشعر نفسه بل بسواه ايضاً ، وبذا فأن الشاعرة قادرة على تضليلنا. إلى ما ترمي الوصول اليه ذلك الذي يقع في مكان آخر. متسربا من معناه ودلالته الفعلية إلى الإيهامية ، علينا إذن ان ننظر للحدث الشعري وهو يرفل بكامل أناقته المجازية، عبر نصوص بلقيس خالد التي لا يسير الشعر فيها سيراً معتاداً، وهو أمر يحسب للشاعرة التي بمقدورها ان تخبئ الشعر في الجزء غير الماثل في الشعر ذاته.

ان الشاعرة في نص (انتظار) مثلا تحاول إيهامنا ببناء خيمة عبر بنيتين متغايرتين تتكونان من بنية حاضرة وأخرى غائبة، غير ان البنية الحاضرة لا تدلنا على اي اثر مادي لبناء خيمة، لذا فمن الواضح أنها تمثل أمنية فحسب، ولكن هذه البنية وان بدت أنها تحيلنا إلى ( اللاشيء). فأنها في ذات الوقت تنقلنا من الحالة الإيهامية (انصب الرجاء خيمة) الى حالة فعلية مفتوحة النهاية (وأنا انتظر طرق الباب) وبذلك تتحول الجملة الشعرية من وضعية الإيهام المقترنة بالأمنيات إلى وضعية الحضور المتمثل بالتمظهرات المرئية للخيمة، ان هذه التمظهرات الناجمة عن انتظار (طارق) ما . من شأنها ضمان الوقت اللازم لبقاء خيمة الأوهام:

انصب

الرجاء

خيمة

وأنا انتظر

طرق الباب.

وإذا كان الأمر كذلك، فان النص لا يفترض وجودا فعليا لعملية بناء خيمة، لكنه يبتدع وجودا فعليا لها بإحالتها إلى (الطارق) الذي سيأتي يوما، وما علينا سوى الانتظار، بل ان لعبة الانتظار توهمنا هي الأخرى بوجود خيمة، وتمنعنا من الاعتراض على عملية( طرق الباب). وتلك ميزة اشتغالية هامة في شعر (بلقيس خالد). وعلى غرار آخر يستطيع الإيهام في نص (ومضة) أن يجعل من الربيع فصلاً عابراً من جهة الزمان من دون ان يعني مكاناً مزدهراً، ونتيجة لذلك يقودنا إلى دورة كاملة من التحولات المتسارعة في حياة إمرأة، لينتهي (النص) بعدة نقاط متتابعة يوحي شكلها ألطباعي بنوع من الإحالة إلى النهاية والخسران:

في الربيع

بين وردة وشذاها

صرت:

زوجة..

وأم..

و…. أرملة

……..!

بالمقابل فان فصل الربيع لا يؤدي عملا إنتاجياً بإزاء أحداث متسارعة للغاية، انه من جهة الوقت زمن ضائع لا غير، غير ان الدلالة المكانية لفصل الربيع المتمثلة (بالوردة وشذاها) هي التي تقوم بأداء هذا الدور الإنتاجي بدلا عنه، وإذا كانت (الخيمة الكاذبة) قد هيأت موطنا لبيت إيهامي فان نص (هو) بوسعه إيهامنا بان الشعر بإمكانه ان يحول الزمن إلى عالم مادي بامتياز، اذ ان الشاعرة في نص (هو) تحاول إعادة تشكيل الصفات المتداولة للزمن ولعل ايسر السبل في الكشف عن ذلك ما نلمس من إمكانية تسمح للشعر أن يتحدث عن الوقت بصورة اخرى غير صورته المعهودة، فثمة شيء مادي في النص يماثل البرزخ بمقدوره أن يشطر الوقت إلى نصفين ويحيله إلى مادة ملموسة بوسعها تحويل الافتراض الزمني إلى افتراض فعلي:

كالبرزخ: شق وقتي

ليوحدني في اثنين

انتظاره…. ولقياه.

ان عملية الإيهام التي تحدث في نص (هو) تحيل إلى لا تناهي الإيهام نفسه، طالما ان الأمر سيؤول في النهاية إلى لقاء مؤجل على الدوام، انه لقاء موصول بروابط ذات صلات متبادلة بين (اللقيا والانتظار)- انتظاره ولقياه- ان عمليات الإيهام في شعر (بلقيس خالد) تتجلى بأندر صورها في حالة الإيهام الناجمة عن صورة سمعية افتراضية يحيلها وهم السامع الى شبح وبالشرط الذي يلزمه في ان يكون شبحا فعليا ولكن من دون العدول عن إيهامية نص (هدير) حتى وان جرى ذلك عبر ضروب من ألوان (الهدير) الصامت:

القوقع البحري: يوهم نفسه

بهدير البحار

ليطرد شبح التصحر.

وعلى العكس مما يجري من اشتغالات إيهامية للشاعرة على صعيد استبدال الزمني بالفعلي، فان قصيدة (قلب) تعتني وبموجب غرار فريد باستبدال المادي بالزمني، ان القصيدة تنطلق من مقطع مكاني مليء بالحركة وبالقدر المناسب من التضليل ( تركل/ تضرب/ ترتشف/ تسترجع/ تهز جدار أضلعي/ مثل كرة الشكواس). ولو قدّرنا على سبيل الفرض ان (العزاء) هو نوع من أنواع ( الإيهام) يحدث غالبا لتفادي شدة الحزن إزاء صدمة ما، فانه يقوم في قصيدة (قلب) بدور تحويل لعبة (كرة الشكواس) بكل ضرباتها الى عامل من عوامل إدامة الحياة، هذا لو سلمنا بحقيقة إن الحياة تماثل الزمن بوصفها مجموعة لحظات زمنية، فان الافتراض الفعلي سيؤول بالتالي الى افتراض زمني:

تركل..

تضرب..

ترتشف..

تسترجع..

تهز جدار أضلعي

مثل كرة (الشكواس)

فاعزي نفسي..

يجب ان أحيا بضرباتك.

وهكذا تتكشف وظيفة الإيهام التي تتحكم بها الضرورة الاشتغالية في شعر (بلقيس خالد)، لدرجة ان جاهزية المفترض في بعض الحالات تفوق جاهزية الفعلي. وإذا كان ثمة دور آخر إضافي في اشتغالات الشاعرة الإيهامية، فانه يماثل الدور الذي يداني بالشبه وظيفة المادة المطاطية في امتصاص التوتر، وليس أدل على ذلك ما تشف عنه حزمة المشاعر في نص (وحشة) التي لم يتسنى لها العيش في جو من الطمأنينة وبالتالي يصار إلى كسر الشعور بالوحشة وما يلازمها من أنوثة معطلة بوسائل الإيهام المتولدة عن الأداء الشجي لصوت بعينه، وفي هذه الحالة تصبح (امرأة من رمل) بارعة في التعبير عن أنوثتها:

لا ضوء…

يجمع سرب فراشاتي..

هي ظلمة خانقة

وثمة جندب يعزف لانثاه

فيشجيني..

………..

إذن ليس هناك ثمة مناص من اعتبار مستويات الإيهام جزء من هبات الشعر غير المصرح بها في المجموعة، ان الشاعرة بلقيس خالد وهي تقدم مستخرجاتها الإيهامية تواصل البوح بان الايهام يبعد عن الشعر ويتضامن معه في آن، وبالتالي لا يمكن عزل شيئين متوازيين بوسعهما ان يجعلا قفل النص يدور ويدور ولا يحكم إغلاق نفسه على الدوام.

*********

نصوص

بتول الدليمي

يا هروب الصامتين

يا لعنة دارت وحلَّت بالْوَتين

كفّكِف الفِكْر المُسهّد

 وأمحُ آثار السنين

واغمدْ سيف الوَرى

تحت اللُّجين

ياحمامات النَّوى

 وغيث اليَقين

إسرِج الحلم المعنًى

نحو ساحات الأمل

وأدخل الفرح المؤزَّر

في لبِّ عيني

والحَنينْ..

سليل الوجع..

يا سليل الوجع

لِمَ أراكَ تنحت الدمع

على خد الأمنيات

يا حزناً أتنفسه

منذ الولادة حتى الممات

هِبْ ليَّ الأمل

ودعْ جسدي يُحلقْ

كفراشة في كنيسة الراهبات

أشدُّ لي أغنيةً

وقعها يبثُ فيَّ

الرغبة في لملمة الرفاتْ

مُدَّ لنا جسر المحبة

قَوِّ أواصر الوِد

لأيامنا القادمة..

صَخِبَ الذاكرة..

أهوَ وهْم؟

أم حلم..

أو ربما حقيقة موجعة

لم أحتمل كتمانها

هكذا مرَّت صورك

كلَمْح البصر..

أخذت كل الضجيج

 في رأسي..

وتركت الفراغ يبعثر

ما عبأته الذاكرة

قد يعود الصخب

 يطرق نافذتي

لأُعْلِم منْ حولي

 إني هنا..

ما زِلْت أغزل

ضفائر الفجر

وأحيك الصمت

رداءً ليومي..

*******

الرواية والشعر في «ترياق الذاكرة»

داود سلمان الشويلي*

“أنّ الشعر ممَّا تتقبّله النفس أكثر ممّا تتقبل النثر؛ لأنّه أدلُّ على الطبيعة، ومن حيّز التركيب، أما النثر فأدلُّ على العقل، لأنّه من حيّز البساطة. ولا يخلو الشعر من النثر ولا يخلو النثر من الشعر.” (أبو حيان التوحيدي)

لا أعرف ان كنت قد اطلعت على رواية تضم في متنها شعرا، مهما كان نوعه،  عدا السرديات التراثية، كالسيرة الشعبية التي تحفل به، وكذلك حكايات ألف ليلة وليلة، وفي وقتنا الحاضر قرأت رواية “ترياق الذاكرة” للروائية نور علي الرماحي، وقد حمل متنها السردي بعضا من الشعر، قصائد نثرية.

ومن المعروف ان الشعر جنس أدبي سابق لكل الأجناس الأدبية الأخرى، وقد استقرت قواعده التعبيرية، والبلاغية، والايقاعية، فيما الرواية، كجنس أدبي سردي آخر، تبلور ونضج في القرنين التاسع عشر والعشرين. وكذلك فان الشعر جنس أدبي يتصف بالتكثيف، والايحاء، والاقتصاد، والاستعارة اللغوية، فيما الرواية تتصف بالاسهاب، الى حد ما، في كل عناصرها. وأيضا فان الشعر يهتم بالمشاعر والأحاسيس، فيما الرواية تهتم بتصوير العالم الذي نعيشه. الشعر بأغلبه ذاتي، وغالب الرواية موضوعي. إذن الشعر شعر، والرواية رواية. أما عندما ينفتح فن سردي كالرواية على أجناس أدبية أخرى كالشعر، مهما كان نوعه، يكون الشعر فيها عبارة عن أبيات من قصيدة سابقة عن كتابة الرواية، أن كان هذا الشعر من تأليف الكاتب أو من غيره، فتكون عملية التداخل هذه عبارة عن تناص إبداعي قد تم حسب معادلة حضور نص سابق “القصيدة” في نص لاحق “الرواية”. أما اذا كان الشعر هذا من أساس الكتابة السردية “الرواية” أي أن الروائي هو كاتب هذه الأبيات، كما في نصنا الروائي، لما يتطلبه الموقف الروائي من الشعر، فيعدّ  الحضور الشعري هنا عبارة عن تداخل بين الأجناس الأدبية.

صحيح ان الرواية فن سردي بإمتياز، وله لغته، التي تتكون من أساليب سردية ووصفية، وهي تقدم الواقع في الحياة، وفي المجتمع، وكذلك في دواخل النفس البشرية. لهذا فاننا نراها توظّف باقي الأجناس الأدبية، في بناء عالمها السردي الخاص. وتوظيفها للشعر في بنيتها السردية جاء لتكتسب بعض صفات لغته الجمالية، والعاطفية، والوجدانية الحاملة للأحاسيس والمشاعر.

ويتجه استخدام الشعر، قديمه وحديثه، في السرد باتجاهات مختلفة، فهو يأتي على لسان الشخصيات في حوار داخلي أو خارجي، أو يأتي عند الوصف السردي، بشرط ان لا يمس البناء السردي للرواية، أو القصة القصيرة، وأيضا أن تكون المقطع الشعري منسجم وأفكار المقطع السردي الذي يضمه، وان لا تنزل كفة الشعر عن كفة السرد، بل هي أخف منها بكثير.

العاطفة المطلوية في الشعر ليست هي العاطفة السردية، والصور في الشعر ليست هي صور السرد، والمخيال الذاتي الذي يشتغل أثناء كتابة الشعر ليس هو مخيال النص السردي، هذا ما يمكن أن يكون في كلا الجنسين.

أمامنا الآن رواية “ترياق الذاكرة” التي تضم بعض المقاطع الشعرية، فلنفحصها نسبة لما قلناه سابقا، وهذا ليس معناه ان ما سوف نقوله هو رأي يراد اعمامه على قراء الرواية والنقاد انما هو واحد من آراء كثيرة ستقال عن الرواية، والآخرين غير ملزمين به.

***

الشعر في رواية “ترياق الذاكرة” مفهوم من قبل القاريء، ان كان هذا الترياق قد أتى من “عشبة” يبحث عنه بطل الرواية في شمال الوطن، أو من شيء آخر، أقول ان الشعر في هذا الرواية يأخذ عدة مسارات في الاستخدام، والمسار الأساس هو  ان لغته لا تختلف عن لغة الرواية، تلك اللغة التي تحمل بين ألفاظها بوح البطل والبطلة الداخلي والخارجي.

المسار الأساس:

لو تفحصنا السرد على صفحة 16، والمقطع الشعري فيها، سنجد أن فرقا بين الاثنين من ناحية اللغة، لغة المقطع السردي لغة سردية، شبه جافة، فيما لغة المقطع الشعري لغة ايحائية، مكثفة، طرية، انها لغة شعر، ويمكن القول على جميع المقاطع الشعرية في الرواية.

يقول المقطع السردي على صفحة 16: ((أَرجوكَ أنثَّنِ عن قَرارِكَ ولا تَرْحَلُ فلا طاقةَ لي على ٱستنشاقِ هواءً لا يَمُرُّ بِكَ قبل أن يَصلَني، ألا تَعْلَمُ إنني لا أُطيقُ نِصْفَ يومي من دُونِك، فكيف حالي بعد أن تَرْحَلَ، لا أُريدُ شيئاً سوى وجودكَ معي، عندها أشعرُ إنني ٱمْتَلَكْتُ كُلَّ شيء، لأَنَكَ فِعْلاً كُلُّ شيء، بالأمس عندما قُلتَ لي انّكَ تُفكر في ٱلرحيلِ، أخْتَنَقْتُ وَاظلَمَ كُلُّ شيء، باتَتْ عيناي لا تُبصران، هذا ما كنتُ أَتَوَقَّعُهُ، فليس لي من ٱلدنيا إلّا الوجع، كنتُ أَتوجَّعُ لأنَّكَ تُفَكِّرُ بالرحيل فكيف إن رَحَلتَ؟ رُحماك ربيّ.)). ويتبع هذا المقطع شعرا فيقول:

((رويدكَ لا تَرْحَل

فمازِلتُ في حُبِّكَ بُرْعُما

لا تَكسِرُ صغيراً بك تَعَلَّقَا

أحتاجُكَ جدّاً ... يااااانا)).

وهذه الملاحظة يمكن أن نعممها على مساحة الرواية. فاللغة في المقطع الشعري، لغة ايحائية، اقتصادية، مكثفة، فيما لغة النثر في المقطع السردي لغة تأخذ من لغة السرد مواصفاتها كلها/ خاصة جفافها.

المسار الأول:

يستخدم الشعر في هذه الرواية كعتبة أولى، في مدخل الرواية، وأخرى نهائية، على الغلاف الثاني، ويتم فيه اعتراف البطل بأنه ضد النسيان، هذه الآفة التي سيطرت على الرواية، لكن الرواية تنضح في البحث عنه، وهذا شيء جميل في مفارقة الشعر لما يقوله السرد. إذن هي عتبة يجب أن يجتازها القاريء ليدخل في عالم الرواية متسلحا بمعرفة ما كان يفكر فيه البطل.

((أعترفُ إنني ضِدَّ ٱلنسيان

ولا أنوي ٱلأقترابَ منه يوماً

وان أَعْيَتنْي ٱلذاكرة

فما أحمل من آلألمِ يحتاجُ إلى ذكريات جميلة

وما ذاكرتي إلّا صدمة كهربائية

تُعيدُ ٱلحياة إلى قلبي كلّما ٱستسلمَ للموت

فكيف يمكنني ٱلعيشُ من دونِ

ذِكراكَ..

من دوني

لأَنْكَ أنا)) ص5

في نهاية الرواية، وعلى الغلاف الثاني، كان هذا المقطع الشعري، وفيه تعترف الشخصية بان النسيان، الذي كان يطلبه، لم يحدث في مسارات السرد الروائي، بل حدث العكس.

((عُذراً إن كانت كلماتي

قد أدمَعَتُ عيناً قرأتها

أو آلمَتْ قلباً أحسَّ بها

فما هي إلّا قصصٌ حقيقيّة

حَدَثَ أغلَبُها وشَهدِتُ حدوثَها

ذَكَرتُها عسى أن لا يُعيدُها ٱلزمن

على قلوبٍ تألمتْ

حين عَشَقَتْ

فَكُلّ ما كَتَبتُ كان حقيقةً أَضَفتُ إليها ٱلأوهام

لِتختفي ملامحُ أبطالها

هي حقيقة مَزَجتُها بالوهم

لأثبِتُ

أَنّ للحُبِّ بَقِيّةٌ

وأنُّه ما زالَ

على قَيدِ ٱلحياة

فما هي إلّا ذِكرى

إنْ نَفَعَتْ ٱلذِكرى)).

المسار الثاني:

في هذا المسار راح الشعر كبنية تابعة لبنية السرد، ومكمل له. فالكاتبة على لسان أحد شخوصها، إذ تتداخل أصواتهما، تخاطب الآخر بألفاظ النثر، والفاظ الشعر، إلّا ان الفرق بينهما واضح كوضوح شمس الضحى في سماء صافية، وهذا المسار قد انتشر على طول الرواية، على الصفحات11،16،28،123،125،126،140.

قال الشخص الذكر:

((مالي ومالُ نسيانها طارقاً لبابي

فَرَّطْتُ بِكِ وبذاتي قبلكِ

ألا ليتني عرفت أليوم

من أنتِ

و أين أنتِ

و ...)). ص 11

وتقول الأنثى:

((رويدكَ لا تَرْحَل

فمازِلتُ في حُبِّكَ بُرْعُما

لا تَكسِرُ صغيراً بك تَعَلَّقَا

أحتاجُكَ جدّاً ... يااااانا)). ص16

ان رواية “ترياق الذاكرة” وهي تستخدم الشعر في انهاض عناصرها التشويقية، والتخيلية، والتكثيفية، كانت عبارة عن سرد طويل، ولا يقع في فصول، بل ظل على “نَفَس” واحد من البداية الى النهاية، وهذا السرد المطرد مما تمتاز به هذه الرواية.

ــــــــــــــــــــــــــــ

*روائي وناقد عراقي/ يُعنى في شؤون الادب الشعبي.

**********

الصفحة السادسة عشر

إصدار

غريزة الوعي

عن “دار التقدم العلمي للنشر” في الكويت، صدر أخيرا كتاب بعنوان “غريزة الوعي: كشف اللغز الكامن وراء صنع الدماغ للعقل”، من تأليف مايكل غازانيغا وترجمة د. عبد الرحمن سوالمة.

“كيف يعي البشر أنفسهم ويدركونها؟ وما هو الوعي تحديداً؟ وما العقل؟”..

هذه الأسئلة وغيرها يحاول المؤلف الإجابة عنها من منظور جديد، متناولا رؤية الإنسان الخاصة بالوعي والعقل والروح، منذ بدء تفكيره فيها وحتى يومنا هذا.

كما يقدم الكتاب عرضا لكيفية تفكير الإنسان في الوعي، وكيف تغير ذلك منذ أيام اليونان الذين نظروا إلى الإنسان كجزء من الطبيعة، مروراً بعلماء الفيزياء والجينات خلال القرنين الماضيين، وصولاً إلى المتخصصين بفيزياء الكم.

 

************

ليس مجرد كلام

لو ألعب ..

 لو أخرّب الملعب ..

عبدالسادة البصري

عندما كنا صغاراً كان جل اهتمامنا ينصب على كرة القدم، كنا فتياناً نزقين نحمل كل شقاوة الصغر، دائماً ننقسم الى أكثر من فريق لنمارس اللعبة بكل فرح، وكان معنا فتيان أكبر منا هم المسيطرون على تقسيم الفريق واختيار اللاعبين وإعطاء التعليمات في التمرين والمسابقات مع المناطق  الأخرى.

 كانت مناطقنا عبارة عن أحواز ــ الحوز هو الأرض اليابسة المحصورة بين نهرين ــ ، وكنا قبل السباقات نجري تمارين ومباريات في ما بيننا. كان الأولاد المسيطرون يتشاطرون علينا دائماً ، وإذا حدث بين اثنين منهم بعض الخلاف حول اختيار اللاعبين وآلية اللعب، نجد الساحة في اليوم التالي مليئة بالزجاج المتكسر والأشواك ، بحيث لا نستطيع اللعب إلا بعد تنظيفها، وإذا لعبنا بعدها يصاب أكثر من واحد منا بجروح وكدمات نتيجة المتبقي من الزجاج بين التراب. والأولاد الكبار كانوا كلما تخاصموا لأتفه سبب، نصبح نحن بين مطرقة أحدهم وسندان الآخر، وقد عانينا من هذه الخلافات كثيراً ودفعنا ثمنها دماً نتيجة الجروح والكدمات وبعض الأحيان حتى نُحرم من اللعب لفترة .

وحتى بعدما كبرنا وصرنا في صفوف متقدمة دراسياً لم تفارقنا هذه الخلافات أبداً ، كما لم تفارقنا الجروح والكدمات الجسدية والنفسية نتيجة عدم اتفاق الكبار في ما بينهم .

ودخلنا الحياة المهنية فلحقتنا هذه الأزمات التي تبتعد كلياً عن معاني الإيثار وحب التعاون بين الجميع، حيث  في كل مرة يظهر شخص يريد السيطرة والاستحواذ على كل شيء، فتدب الخلافات بينه وبين آخرين يريدون ما لا يريد فيدفع الباقون الثمن .

أذكر عندما كنا في سجن الرضوانية سيء الصيت عام 1992 كان المراقب يسيطر على القاعة وبيده كل شيء ، من توزيع الأكل وأماكن النوم ووقت الذهاب إلى الحمّام والتدخين ويشترط أن تكون له الحصّة الكبرى في كل شيء ، وهو الآمر الناهي. فإذا اختلف مع أحدنا نتيجة معارضة الآخر لسطوته وفساده، كنا نُحرم من التدخين والراحة وفي بعض الأحيان يشي بنا لننال عقاباً دون ذنب ارتكبناه.

اتذكرت تلك الاحداث وأنا أسمع وأشاهد وأقرأ وأعيش  ما يفعله سياسيونا الكبار حينما يختلفون على المصالح والمحاصصة ، إذ تجد البلاد تدخل في سلسلة من الأزمات والمشاكل التي يدفع الشعب ثمنها كل يوم ، وبها صار الفساد هو الآمر الناهي ، كذلك سفك الدماء دونما سبب سوى المطالبة بالحقوق وإبعاد الفساد عن وجه البلاد .

أتمنى أن يعي سياسيونا ما يحدث في البلاد من نزيف لم ينقطع وخراب أكل  وسيأكل الأخضر واليابس. وإذا ظلت الأمور كما هي فسيضيع كل شيء ويظل نزيف الدم جاريا ، ويؤول الوطن إلى الخراب التام والضياع الأبدي. عليهم أن ينتبهوا إلى أن الوطن للجميع والكل فيه متساوون في الحقوق والواجبات، وليس هناك أفضل من إنسان يضع الوطن والناس بين حنايا قلبه وروحه ليقدم لهما ما يليقً، لا أن يظل المثل السائر: لو ألعب ...لو أخرب الملعب ..!

*******************

على هامش “المربد” الـ 34

“جيكور” يكرّم الشاعر الراحل إبراهيم الخياط

البصرة – باسم محمد حسين

أقام “ملتقى جيكور” الثقافي البصري، السبت الماضي، أمسية خطابية – شعرية تكريما للشاعر والإعلامي الراحل إبراهيم الخياط، بحضور شقيقيه د. عمران ود. محمود، إلى جانب عدد كبير من الأدباء والمثقفين من البصرة ومختلف المحافظات.

وجاءت هذه الأمسية على هامش “مهرجان المربد” الشعري السنوي الـ 34، الذي اختتم الأحد الماضي في البصرة، والذي حملت دورته هذه اسم الخياط.

الأمسية التي أقيمت على “قاعة الشهيد هندال” في مقر اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في البصرة، ابتدأت بعرض فيلم يسلط الضوء على جوانب من مسيرات الفقيد الثقافية والسياسية والوظيفية، فضلا عن مساهماته في الاحتجاجات المطلبية التي كان يلقي فيها الخطب والأهازيج الوطنية ليرفع معنويات المتظاهرين ويبث الحماس بينهم. كما تضمن الفيلم صورا فوتوغرافية شخصية للفقيد وأخرى تجمعه بأصدقاء ورفاق. 

بعد ذلك تعاقب الكثيرون من الحاضرين على إلقاء كلمات وقصائد في ذكرى الفقيد، كان أولهم شقيقه د. محمود، الذي أعرب عن شكره لـ “ملتقى جيكور” وكادره على الجهود المبذولة في إقامة الأمسية. كما تحدث عن “مهرجان المربد” وعن علاقات الفقيد الطيبة مع رفاقه وأصدقائه من الأدباء وغيرهم.

وساهم في الأمسية كل من السيدة نصيرة، حسين رشيد، رؤوف زهير، ثامر كلاّز، معن الموسوي، عباس الجوراني، ناجح ناجي، علي الامارة، خضر خميس، برهان الجزائري، د. رحيم العراقي، كريم القيسي، عبد الوهاب الحمداني، ساطع العاني، سمير كهية أوغلو، خالد نعمة الشاطي، نعمت حلاّت حجي، جبار الحمداني، مهدي سهم الربيعي، نديم المظفر، جلال الشرع، عبد العظيم الكرادي، حمدي العطار، كمال عبد المجيد الجميلي وخالد البهرزي.

وكان آخر المتحدثين في الأمسية سكرتير اللجنة المحلية الرفيق جمعة الزيني، الذي استذكر الفقيد ومساهماته الثقافية والحزبية.

وفي الختام أهدى الملتقى شقيقي الراحل سجادة محاكة يدويا عليها صورة شقيقهما.

***************

شيوعيو الكاظمية يساعدون الطلبة الايتام والمتعففين

بغداد – طريق الشعب

في مناسبة بدء العام الدراسي الجديد، زار وفد من منظمة الحزب الشيوعي العراقي في مدينة الكاظمية/ اللجنة المحلية في الكرخ الأولى، أخيرا، مدرستي “السندس” الابتدائية و”الكاظمية” المتوسطة للبنين، وذلك لتقديم مساعدات عينية للتلاميذ والطلبة الأيتام والمتعففين.

واستقبلت إدارتا المدرستين الوفد بحفاوة وترحاب، مشيدتين بمواقف الحزب النضالية والإنسانية.

ووزع الوفد المساعدات على التلاميذ والطلبة الأيتام والمتعففين، آملا أن يساهم ذلك في التخفيف من حدة الظروف الصعبة التي يعيشونها.

***************

احتفاء بـ كتابها “وجع الذكريات”

الرفيقة عفيفة ثابت في ضيافة شيوعيي المحمودية

بغداد - مهدي العيسى

ضيّفت لجنة شاكر محمود الأساسية للحزب الشيوعي العراقي في المحمودية/ اللجنة المحلية في الكرخ الثانية، السبت الماضي، الرفيقة عفيفة ثابت (أم دريد)، احتفاء بصدور كتابها الموسوم “وجع الذكريات” الذي تتناول فيه مسيرة زوجها المناضل الراحل سامي أحمد، بعيون محبيه.

حضر الجلسة التي التأمت على قاعة اللجنة الأساسية في المحمودية، سكرتير الأساسية وأعضاؤها إلى جانب جمع من المثقفين والفنانين.

وبحسب ما جاء على غلافه الأخير، فإن هذا الكتاب مثلت عملية إصداره تجربة ممتزجة بالنضال والتضحيات، “ترجمتها أم دريد، الزوجة الوفية والمرأة المناضلة والمضحية بولديها الشهيدين ورفيق دربها، إلى مدونة وشاهد للأجيال”.

وفي حديثها إلى الجمهور، أشارت الضيفة إلى أنها سردت في الكتاب حكايات عن السنوات الصعبة التي عاشتها عقب فراق زوجها، بين صبر ووجع ودموع ومكابدات وتضحيات.

وفي سياق الجلسة، أدى الفنان علي بحر على العود، مجموعة أغنيات من كلماته وألحانه.

************

جلسة حوارية في الموصل

حول “الشباب

والمعرفة السياسية”

د. طارق القصار (إلى اليسار) وسيف الوزان

الموصل – طريق الشعب

عقد “ملتقى الكتاب” الموصلي، أخيرا، جلسة حوارية حول “الشباب والمعرفة السياسية”، ضيّف فيها عميد كلية العلوم السياسية في جامعة الموصل، د. طارق القصار.

حضر الجلسة التي احتضنتها قاعة الملتقى في منطقة “المجموعة الثقافية”، جمهور من المثقفين والمهتمين في القضايا السياسية والشبابية والمجتمعية. فيما أدارها الناشط الشاب سيف الوزان.

وركزت الجلسة في محاورها، على تنوير الشباب وتعريفهم بدور شريحتهم في قيادة الدول على مر التاريخ، وبمكانتها المهمة في المجتمع. وقد أشار د. القصار في مطلع حديثه، إلى أنه من الضروري استثمار الشباب وطاقاتهم لصالح الوطن، وحثهم على المشاركة الفاعلة في الحياة السياسية.

وفي حوارات جرت بين الضيف والحاضرين، تم التطرق إلى التحديات التي تواجه الشباب في العراق، والمهام التي يتوجب على هذه الشريحة الاضطلاع بها، وأبرزها مكافحة الفساد بكل أشكاله، والمساهمة في إيجاد الحلول للمشكلات العامة.

وخلص المتحاورون إلى أهمية إشاعة القيم الديمقراطية بين الشباب، وتعرفيهم بمفاهيم حقوق الإنسان وثقافة تقبل الرأي والرأي الآخر، وغير ذلك من المفاهيم التي تمثل الديمقراطية الحقيقية.

يشار إلى أن “ملتقى الكتاب” عمد منذ تأسيسه عقب تحرير الموصل من إرهاب داعش، إلى دعم الحركة الثقافية والفنية في المدينة.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

500 كتاب وزعت مجانا

مهرجان للقراءة في قضاء الحسينية البغدادي

بغداد - طريق الشعب

احتضن قضاء الحسينية شرقي بغداد، الجمعة الماضية، “مهرجان الحسينية تقرأ”، الذي أقيم بجهود شبابية سعيا إلى حث الناس على القراءة ومطالعة الكتب.

وأقيم المهرجان في الهواء الطلق على إحدى الساحات وسط القضاء، وحضره جمهور كبير من العائلات والأطفال والشباب من كلا الجنسين.

وبالإضافة إلى معارض الكتاب التي عرضت نحو 500 عنوان بمختلف الاختصاصات وزعت مجانا على الحاضرين، تضمن المهرجان فقرات فنية بين معارض رسم وفوتوغراف، بالإضافة إلى بازارات وعروض رياضية.

كما وزعت على الحاضرين، شتلات نباتية لغرض زراعتها بما يساهم في الحد من آفة التصحر.

وفي سياق المهرجان، تم الإعلان عن تأسيس “النادي المعرفي للكتاب” في الحسينية، الذي سيواصل نشاطاته قريبا.

من جانبه، قال مصطفى رحيم، وهو أحد القائمين على المهرجان، أن هذا النشاط يهدف إلى تشجيع الناس على قراءة الكتب، مبينا في حديث لـ “طريق الشعب”، أن هناك عددا كبيرا من شباب القضاء يهوى المطالعة.

ولفت إلى أن الفعاليات من هذا النوع تساهم في تعزيز الوعي لدى المواطنين، ما ينعكس بشكل إيجابي على حياتهم.