اخر الاخبار

الصفحة الأولى

تراجع الزراعة وتهميش الصناعة يفاقمان نسب الفقر.. ثلاثة أسباب تهدد الأمن الغذائي

بغداد ـ طريق الشعب

أصدرت منظمة الأغذية العالمية، مؤخراً، تقريرا عن الامن الغذائي صنفت فيه العراق ضمن 7 دول هي الأشد جوعاً في العالم، الامر الذي دفع وزارة التخطيط للقول إن نسبة الهشاشة الغذائية في العراق تبلغ اقل من 2 في المائة من مجموع السكان.

والى جانب الوزارة استبعد مختصون ومراقبون أن يكون التقرير الاممي قد استند الى عوامل موضوعية وحقيقية في تقييمه، لكنهم أكدوا وجود خطر ومشكلات تخص الامن الغذائي، فاقمتها ثلاثة أسباب: تزايد معدلات الفقر، تفاقم مشكلة البطالة، وارتفاع تكاليف الغذاء.

وذكر التقرير أن ثلث الشعب العراقي ينام جائعاً، ووضعه إلى ‏جانب بلدان شديدة الفقر، مثل الصومال ومدغشقر والكونغو وغيرها، مشيرا الى ان 35 في المائة من سكان الدول السبع يعانون الجوع الشديد.

رد حكومي

وذكرت الوزارة في بيان تلقته “طريق الشعب”، أن “العراق لم يواجه أزمة غذائية يمكن أن تسبب تهديدا بالجوع للفئات الهشة في المجتمع، حتى خلال ذروة انتشار جائحة كورونا، التي شهدت فيها الكثير من البلدان أزمات غذائية، بسبب الاجراءات الحكومية التي اسهمت في توفير المواد الغذائية، سواء المنتجة محليا او المستوردة، بالإضافة الى التكافل الاجتماعي”.

وتابع أن “نسبة الفقر عام 2020 ارتفعت إلى 31 في المائة، وهذا لا يعني ان هذه النسبة تمثل السكان الجائعين مطلقا، انما هذا يدخل في إطار ما يعرف بـ”الفقر متعدد الابعاد” الذي يشمل الصحة والتعليم والسكن، والدخل، وارتفعت النسبة نتيجة جائحة كورونا وتداعياتها الاقتصادية”.

وتعقيبا على ذلك، يؤكد عضو لجنة العمل البرلمانية السابقة، وهو أحد المرشحين الفائزين في الانتخابات الأخيرة، حسين سعيد لـ”طريق الشعب”، ان “منظمة الغذاء العالمي اعتمدت في تصريحاتها على إحصائيات وبيانات سابقة”.

مليونا عائلة “تحت الخط”

وبحسب قياسات وزارتي العمل والتخطيط، يقول سعيد ان هناك 2 مليون عائلة “تحت مستوى خط الفقر”.

أما المستشار المالي لرئيس الوزراء، د. مظهر محمد صالح، فيرجع ارتفاع نسب الفقر الى “تراجع الواقع الزراعي، نتيجة للجفاف، وتهميش الصناعة، التي أدت الى ارتفاع نسب البطالة”.

وضمن السياق، تقول الخبيرة الاقتصادية سلام سميسم: انه “خلال السنوات القادمة من المتوقع ان ترتفع نسب الفقر كثيرا عما هي عليه اليوم، نتيجة لتقويض المساحات الزراعية بسبب شح المياه، وبالتالي الهجرة غير القليلة من الريف الى المدينة”.

برامج ترقيعية

وتصف سميسم في حديث خصّت به “طريق الشعب”، البرامج التي تعمل عليها السلطات لأجل خفض نسب الفقر، بانها “برامج ترقيعية، تساهم في حل المشكلة مؤقتا”.

وتجد أن من الضروري أن يصار الى “تفعيل القطاع الصناعي لاحتواء العاطلين عن العمل، فضلا عن تعزيز مفردات البطاقة التموينية”.

ويشير د. صالح في حديث لـ”طريق الشعب”، ان “هناك 11 مليون مواطن، أي ما يعادل 2.7 ملون عائلة، لا يمتلكون دخلا ثابتا، وان اغلبهم يعتمدون على سوق العمل غير المستقر في توفير غذائهم اليومي”.

ولأجل مكافحة الجوع والفقر، يقترح صالح ان يجري العمل على تعزيز مفردات البطاقة التموينية، “لأن ارتفاع الدولار امام الدينار العراقي فاقم كثيرا من معاناة مواطني الدخل المحدود، فكيف بالمواطنين الذين يفتقرون الى دخل ثابت”.

أسباب التصنيف

من جهتها، قالت المختصة في الامن الغذائي، عائدة فوزي: “مؤكد أن العراق يعاني من خطر الجوع، مع ارتفاع معدلات الفقر وتفاقم مشكلة البطالة وارتفاع تكاليف الغذاء الذي يحقق الامن الغذائي”.

وأضافت أن “انخفاض معدلات نمو الانتاج الزراعي في العراق يعود لعوامل عديدة منها طبيعية مرتبطة بالمناخ وارتفاع درجات الحرارة وشحة المياه وانحسار الامطار”.

وأردفت فوزي، أنه “لا يمكن اعتبار العوامل الطبيعية وبالرغم من كثرتها هي السبب في انخفاض مستوى الانتاج الزراعي في العراق، فالسياسات الاقتصادية والزراعية وحتى الاجتماعية هي من الاسباب الهامة والمؤثرة سلبا على النمو الزراعي”.

***************                                                                                                                                                                     

حراك احتجاجي فلاحي متصاعد

بغداد ــ طريق الشعب

نظم مئات الفلاحين والمزارعين في عدد من المحافظات وقفات احتجاجية على قلة الدعم الحكومي، وزيادة أسعار المستلزمات الزراعية، مطالبين بتسديد مستحقاتهم المتأخرة التي قادت الى تردي أوضاعهم المعيشية.

وفي وقت سابق، هدد الاتحاد العام للجمعيات الفلاحية بتنظيم احتجاجات فلاحية واسعة في عموم البلاد، وخلال الايام الماضية، تظاهر المئات من الفلاحين في مناطق مختلفة، للمطالبة بتوفير مطالبهم. واشارت التصريحات الحكومية الى ان الخطة الزراعية قد قلصت هذا العام الى 50 في المائة بسبب شح المياه. ويأتي ذلك بسبب فشل الحكومات المتعاقبة في ايجاد الحلول مع الجارتين “ايران وتركيا” اللتين قلصتا كميات المياه الواردة الى العراق.

ونشرت “طريق الشعب” في الايام الماضية سلسلة تقارير اخبارية بينت فيها حجم المخاطر التي تواجه العراق، بسبب ارتفاع درجات الحرارة وسوء استخدام المياه والادارات السيئة لملف المياه والزراعة.

***************

انتقاد دولي لموقف السلطات من معاناة الايزيديين

بغداد ـ طريق الشعب

دعت منظمة العفو الدولية، أمس الأول، السلطات العراقية إلى بذل المزيد من الجهود لتلبية احتياجات جميع الناجين الإيزيديين.

وذكرت المنظمة في بيان أن "اللوائح الجديدة التي أقرها البرلمان العراقي مؤخراً بشأن قانون الناجين الإيزيديين، تمثل تقدما بالنسبة للكثيرين ممن عانوا من فظائع الإرهاب، لكن الجهود المبذولة في معالجة ملف الإيزيديين ضعيفة."

واشار البيان الى ان "السلطات العراقية تجاهلت إلى حد كبير التوصيات الهامة التي قدمتها منظمات المجتمع المدني العراقية بشأن اللوائح، مما يعني أنها لا تركز على الناجين وتفشل في إنشاء آليات وعمليات مسؤولة".

وبحسب البيان "قالت نيكوليت والدمان، الباحثة منظمة العفو الدولية، أن اللوائح الجديدة لسن قانون الناجين الإيزيديين هي خطوة أساسية نحو تحقيق العدالة للمجتمع الإيزيدي. مع ذلك، فإن الأطفال الذين ولدوا نتيجة للعنف الجنسي من قبل أعضاء داعش الإرهابي لم يتم الإشارة إليهم في القانون، ولا احتياجات أمهاتهم". واختتم التقرير بالقول "إن المجتمع المدني ساعد على تحويل القانون إلى حقيقة، لكن لسوء الحظ أضاعت السلطات العراقية فرصة رئيسية لإدراج توصياتها في لوائح القانون".

***************

قمة غلاسكو: تعهدات عالمية بشأن تغيير المناخ

متابعة ـ طريق الشعب

أعلن 80 بلدا توقيع تعهد بخفض انبعاثات الميثان وهو أحد الغازات الدفيئة الرئيسية المسببة للاحترار العالمي، بنسبة 30 في المئة بحلول العام 2030. ومن بين هذه الدول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، فيما أكد الرئيس الأمريكي جو بايدن أن موقعي هذا الالتزام يمثلون 70 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي. وفي قمة المناخ 26، التي تستضيفها مدينة غلاسكو الاسكتلندية، والتي تستمر لأسبوعين، لمناقشة سبل تقليل الانبعاثات الحرارية، حيث تشارك فيها نحو 200 دولة، التزمت أكثر من 100 دولة بإنهاء إزالة الغابات، مع نهاية العقد الحالي، فضلاً عن تخصيص اموال لحماية الغابات واستعادة غطائها النباتي.  وفي المقابل، حذر مساعد مدير برنامج الأغذية العالمي في مدغشقر أدوينو مانغوني، من أن الاحترار المناخي الناجم عن الأنشطة البشرية هو المسبب للمجاعة التي تضرب مدغشقر، مشيرا إلى أنها الحالة الأولى من نوعها ولكنها لن تكون الأخيرة. وقال مانغوني خلال إحاطة في مقر الأمم المتحدة في جنيف، أن “30 ألف شخص يعانون حاليا من المجاعة في القسم الجنوبي من الجزيرة التي تشهد جفافا غير مسبوق منذ 40 عاما، كما يعاني 1,3 مليون شخص من نقص حاد في التغذية”.

****************

“الكتلة الشعبية” كتلة برلمانية تناهض المحاصصة والفساد

بغداد ـ طريق الشعب

أعلن عدد من المرشحين المستقلين الفائزين في الانتخابات النيابية، أمس، عن تأسيس “الكتلة الشعبية المستقلة”، وتسمية منسق لها، وناطق رسمي باسمها. 

وذكرت الكتلة في بيان صحافي، أنه “تم الاتفاق بين عدد من المرشحين المستقلين الفائزين على تشكيل (الكتلة الشعبية المستقلة) وهي كتلة نيابية منفتحة على المرشحين الفائزين، جماعات وأفرادا بغض النظر عن الانتماء القومي والديني والمذهبي، والانضمام إليها وفق آليات عمل ترعى المشاركة الكاملة في قرارها السياسي”. 

وأضاف البيان، أنّ “الكتلة تتبنى بناء دولة المواطنة وتنبذ نهج المحاصصة وتقوم بمهام الرقابة الفعالة والتشريع الرصين وتكافح الفساد المالي والإداري وتدافع عن حقوق المواطنين في الثروة الوطنية وتحافظ على القرار الوطني المستقل”.

وأشار البيان الى أنه تم “الاتفاق على أن يكون محمد عنوز منسقاً لهذه الكتلة، وسجاد سالم ناطقاً رسمياً”.

*****************

راصد الطريق.. .. أفلا يتعظون !

تتواصل التعبئة والتحشيد من طرف المتنفذين الفائزين خصوصا، ومن غيرهم وبضمنهم قوى خارحية، لحسم مسألة الكتلة الأكبر.

وفي الاثناء نسمع تصريحات عن عدم الاعتراض على تولي هذا  السياسي المتنفذ او ذاك  رئاسة الوزراء. والغريب ان أصحاب هذه التصريحات يعرفون قبل غيرهم ماذا فعل هؤلاء الساسة عندما كانوا  في موقع المسؤولية، وقد سبق لهم ان اقسموا اغلظ الايمان على ان لا يمدوا لهم يدا !

البعض الآخر راح  يستقبل بالاحضان سياسيين لم تتوقف المطالبة الشعبية باحالتهم الى المحاكم. فهم متهمون على نطاق واسع  بالمسؤولية، على الأقل بحكم موقعهم الدستوري، عما حصل للمنتفضين ونشطاء الحراك الاحتجاجي ولم يتم اخلاء ساحتهم بعد، او بملفات فساد يتحدث عنها الناس من دون ان تتوفر حتى الآن الإرادة الكافية لفتحها .

وتثبت تصرفات هؤلاء الى درجة اليقين، انهم لم يستوعبوا او لا يرغبون في استيعاب دروس الانتخابات الأخيرة.

فهم اليوم ايضا بعيدون كليا عن هموم الناس ومعاناتهم وتطلعاتهم، وهم بتصرفاتهم وسلوكهم الراكض وراء مصالحهم الخاصة، انما يقرّبون لحظة الانفجار الشعبي الجديد .

**************

الصفحة الثانية

انضمام العراق الى اتفاقية باريس للمناخ

بغداد ـ طريق الشعب

أكدت وزارة البيئة، أمس الاربعاء، استكمال كل الخطوات القانونية والدستورية، لأجل حصول العراق على عضوية اتفاقية باريس.

المخول بإدارة وزارة البيئة عضو الوفد العراقي المشارك جاسم الفلاحي أكد في بيان تحصلت “طريق الشعب”، على نسخة منه، أن “اعلان مكتب الأمين العام للأمم المتحدة خلال مؤتمر غلاسكو عن انضمام العراق رسميا الى اتفاق باريس للتغيرات المناخية وايداعه صك الانضمام وله حق التصويت والدخول إلى آليات التمويل العالمية”.

وأضاف الفلاحي، ان “العراق عمل بشكل جاد وفعال من خلال اللجنة الوطنية للتغيرات المناخية”، مؤكدا “العمل على اعداد المساهمة العراقية التي قدمت الآن إلى الكوب 26 في مدينة غلاسكو في المملكة المتحدة والتي تضمنت خارطة طريق عليا لمجابهة تأثير التغيرات المناخية بتخفيف الانبعاثات وتكييف البنية التحتية بالإضافة إلى المساهمة الفاعلة مع المجتمع الدولي لمواجهة مشاكل التغيرات المناخية وظاهرة الاحتباس الحراري”.

*************

كل خميس.. العراق وأزمة المناخ  “نقطة زرقاء باهتة”

جاسم الحلفي

يصعب تفهم الاحراجات التي تواجه الفاعلين الاجتماعيين العراقيين، الذين ينشطون في مساحات أوسع من الحدود الوطنية، في اطر اممية كالمنتدى الاجتماعي العالمي وحركات مناهضة الجشع الوحشي للنظام الامبريالي العالم، وفي ظل هيمنة تمركز المال والسلطة على المستوى العالمي، وما يترك من اثار وخيمة على حياة الانسان والطبيعة.

احراجات كبيرة تواجه الناشطين العراقيين الذي لهم نظرة خاصة الى الصراع في العالم، حينما تضعف اسهاماتهم على المستوى الخارجي في تعضيد نشاط زملائهم من مختلف بلدان العالم في مواجهة التصحر والجوع والحروب والامراض وفقدان العدالة، وفي توزيع لقاحات كورونا، والهوة التي تتسع باضطراد بين بلدان الجنوب من جهة وبلدان الشمال من جهة أخرى، وتمركز الرأسمال المالي العالمي بيد حفنة من المرابين العالميين، الذين يدفعون العولمة الى التوحش، بدلا من ان تكون منتجا ثقافيا ومعرفيا وعلميا انسانيا.

لا شك في ان هذه القضايا وغيرها التي يواجهها الفاعلون الاجتماعيون من اغلب بلدان العالم، هي قضايا مصيرية تهم البشرية جمعاء، ويتطلب تحشيد الجهود والامكانيات لمعالجتها والكفاح من اجل العدالة والسلام وإتاحة العلم والمعرفة والصحة للجميع.

ويكاد ان يكون امر الكفاح على هذه المستويات بالنسبة للنشطاء في العالم طبيعيا الا في العراق المبتلي بمصائب وازمات تجعل الناشط الذي يتحدث عن القضايا الكونية وكأنه خارج الزمن، او انه (بطران). فقضايا الفساد، وازمة قبول نتائج الانتخابات، وصراع المتنفذين حول طبيعة تشكيل الحكومة، وشكل المعارضة الرسمية وطبيعتها، والمعارضة البرلمانية المتوقعة وعلاقتها بالمعارضة الشعبية، والتوتر في محافظة ديالى وتهديد الامن المجتمعي، هذه القضايا هي التي تفرض نفسها كأولويات في العراق، وكأن لا مكان في جدول الكفاح لازمة المناخ والتغير المناخي التي تشغل العالم اليوم.

هناك من يعتبر ان القضايا الكونية والقضايا الوطنية منفصلتان لا جامع بينهما! وهذا خطأ شائع، وقبل أيام أصدر برنامج الاغذية العالمي التابع للأمم المتحدة تقريرا، صنف العراق فيه واحدا من سبع دول في العالم هي الأشد جوعا. وقد نشر التقرير بهذا الشأن على موقعه الإلكتروني يوم ٢٩الشهر الماضي، وقال فيه ان٣٥ بالمائة من سكان الدول السبع المذكورة، التي بينها ايضا الصومال ومدغشقر والكونغو وكوريا الشمالية، يعانون من الجوع الشديد.

ولم تفلح ردود الحكومة العراقية في تغيير شيء من التقرير، حيث ان بيانات وزارة التخطيط تعترف بان “نسبة الفقر ارتفعت عام ٢٠٢٠ الى ٣١ بالمائة، ويدخل في إطار ذلك ما يعرف بالفقر متعدد الأبعاد، الذي يشمل الصحة، والتعليم، والسكن، والدخل”.

يخطئ من يتصور أننا نعيش في جزيرة منعزلة عن العالم، بل ان التدخل الخارجي في اوضاعنا الداخلية، سياسيا واقتصاديا، أصبح كارثيا، وإذ تستحيل علينا الإحاطة بكل جوانب ذلك، نكتفي بالإشارة الى دور صندوق النقد الدولي والبنك الدولي في الضغط لخفض قيمة الدينار العراقي امام الدولار، وبشروط قاسية زادت من أعباء الطبقات الفقيرة والهامشية وأصحاب الدخل المحدود، وكانت سببا في ارتفاع معدلات الفقر في العراق. كما تجدر الإشارة الى اعتداءات تركيا وإيران على حصتنا المائية، وسياساتهما المائية العدوانية بتجفيف الأنهر الرافدة لنهر دجلة، هذه السياسات التي تطال عواقبها مساحات أوسع من العراق، في ما يعده الناشطون الامميون عاملا إضافيا يفاقم أزمة المناخ على مستوى العالم. وهذا مشهد آخر يوضح ارتباط الازمة الداخلية مع الازمة على المستوى العالمي. لذا فنحن جزء من الشعوب التي لا بد من وقفتها في وجه كل متسبب بأزمة المناخ، فكوكب الأرض هو بيتنا، وهو يصرخ اليوم طالباً العون.

من يقرأ كتاب” نقطة زرقاء باهتة” لعالم الفلك الدكتور كارل ساجان، يشعر كم ان امنا الأرض موجوعة من امراض التصحر والفقر وأزمة المناخ. يشعر كم هي ضئيلة، ويلونها لون ازرق باهت. ويرى كم هي صغيرة هذه الارض التي يتناهشها الجشع، بحيث لا تكاد الا بصعوبة بالغة ان تجد لنفسها مساحة في الفضاء اللانهائي.

 يقول ساجان في كتابه (من تلك البقعة البعيدة لا تبدو لكوكب الأرض أية أهمية خاصة، ولكن بالنسبة لنا يختلف الأمر. انظر مرة أخرى إلى هذه النقطة، إنه هناك: الوطن، ها نحن عليه، حيث يوجد كل من تحبه، كل من تعرفه، كل من سمعت عنه، كل إنسان كان موجوداً  في أي وقت، هي جملة أفراحنا ومعاناتنا).

****************

الاحتجاجات تتواصل.. الفلاحون والمزارعون يتصدرون

بغداد ــ طريق الشعب

شهدت ست محافظات عراقية، خلال اليومين الماضيين، تظاهرات حاشدة، انطلقت للمطالبة بحقوق الفلاحين والقضايا الخدمية وغيرها.

فلاحو المثنى

وأغلق فلاحون في محافظة المثنى، مركز توزيع البذور الواقع شمال المحافظة، احتجاجا على زيادة الأسعار وقلة الدعم الحكومي للقطاع الزراعي.

وأوضح المحتجون أن مطالبهم ومناشداتهم السابقة لم تتحقق حتى الآن لاسيما في ما يتعلق بصرف المستحقات المالية وتخفيض أسعار الوقود والأسمدة والبذور.

واشاروا إلى أنهم سيستمرون بالتظاهر بشكل أسبوعي وتنظيم الاحتجاجات إلى حين تحقيق مطالبهم والالتفات الى معاناتهم، منها ما يخص الخطة الزراعية.

وقفة في واسط

وفي محافظة واسط، نظم الفلاحون في منطقة الشحيمية وقفة احتجاجية أمام مكائن الضخوخ التي جرى إطفاؤها بشكل غير مدروس، وتزامن ذلك مع حلول الموسم الشتوي.

وأفاد الفلاحون بأن المشروع يمتد مع 11 قرية، تضم 40 الف نسمة من ضمنها مركز ناحية الشحيمية، وأن كلّ هذه المسافات والقرى تستفيد من الضخوخ والمكائن لسقي الأرض والاستخدام البشري للمياه، وتم ايقافها من قبل الجهات ذات العلاقة بالموارد المائية دون دراية أو دراسة، ما سبب عطشا لكل القرى البعيدة عن المشروع، وكذلك لمركز الناحية أيضا.

وأوضح المحتجون أن كل هذه المساحات المتضررة يضاف لها المساحات المستصلحة والتي تحتاج إلى المياه لهذا الموسم الشتوي، وهذا ما أجبر الفلاحين لأن ينظموا وقفة احتجاجية، ليضعوا الأمر أمام الجهات ذات العلاقة.

حقوق متأخرة في النجف

من جانب آخر، شهدت محافظة النجف وقفة احتجاجية نظمها فلاحون ومزارعون طالبوا خلالها بحقوقهم المتأخرة والتي أدت إلى “تردي أوضاعهم”.

وأفاد مراسل “طريق الشعب”، بأن المحتجين طالبوا بصرف مستحقاتهم المالية المتأخرة التي أدت إلى تردي وضع الفلاح وتراجع مستوى الانتاج الزراعي؛ حيث قاموا بتنظيم وقفة احتجاجية للمطالبة بإدخال الخطة الزراعية كاملة بنسبة 100 في المائة.

وعلى صعيد آخر، نظم طلبة الاقسام الداخلية في جامعة الكوفة، تظاهرة داخل الحرم الجامعي، مطالبين بتوفير الشروط الصحية والانترنيت والكهرباء لهم، لمواصلة دراستهم بسهولة.

وفي النجف أيضا، أفاد مراسل “طريق الشعب”، أحمد عباس، بأن كوادر مركز الفرات الاوسط للأورام، من دفعتي ٢٠١٩ و٢٠٢٠ نظموا وقفة احتجاجية صباح يوم ٣١ تشرين الاول الجاري، للمطالبة بإرجاع مخصصات الخطورة الإشعاعية.

استياء فلاحي في البصرة

إلى ذلك، نظم فلاحون ومزارعون في قضاء الزبير غربي البصرة وقفة احتجاجية للمطالبة بإعادة الدعم الحكومي وتوفير المستلزمات الزراعية المطلوبة، ومنها سماد الداب واليوريا، فيما بيّن عدد منهم أن وزارة الزراعة قامت بقطع حصة سماد الداب وتخفيض حصة سماد اليوريا ورفع أسعار الأسمدة إلى الضعف.

وطالب مدير الجمعية الفلاحية في الزبير رياض شداد، الحكومتين الاتحادية والمحلية بضرورة دعم المزارعين من خلال توفير المستلزمات الزراعية بأسعار مدعومة.

وأشار في تصريح صحافي إلى أن “الوقفة الاحتجاجية ستتوسع إلى اعتصامات واحتجاجات في حال عدم تنفيذ المطالب. إنّ المزارعين يتعرضون إلى خسائر كبيرة في التكلفة والإنتاج، نتيجة لانعدام الدعم وارتفاع الأسعار في الأسواق”.

وأكد مراسل “طريق الشعب”، أنّ تظاهرات فلاحية حاشدة شهدتها البصرة، بسبب غلاء أسعار الأعلاف والأسمدة.

وبيّن أن “فلاحي البصرة في الاقضية والنواحي وخصوصا مربي الجاموس والابقار تظاهروا وقاموا بقطع الطريق الذي يربط المحافظة ببغداد، تحديدا في منطقة الشنافة التابعة لناحية الشافي في قضاء الدير.

وقال رئيس الاتحاد المحلي للجمعيات الفلاحية، عبد الحسن كاظم العبادي: ان “سعر طن النخالة وصل إلى ٦٥٠ الف دينار، بينما كان ٢٠٠ الف دينار. كذلك بلغ طن الشعير ٦٠٠ الف دينار بعد أن كان سعره ٢٥٠ الف دينار، الى جانب ارتفاع اسعار كافة الاعلاف (الذرة الصفراء، الصويا، البروتين) ما أدى إلى خسائر فادحة للثروة الحيوانية ونفوقها.

وفي نفس السياق، أكد رعد كريدي عضو المكتب التنفيذي للاتحاد المحلي للجمعيات الفلاحية التعاونية في البصرة، أن الحكومة يجب عليها أن تهتم بدعم المزارعين وتوفير الأسمدة بأسعار مدعومة، وكذلك توفير البذور والأغطية البلاستيكية لأنه في الآونة الأخيرة أصبح الدعم الحكومي للقطاع الزراعي شبه معدوم بشكل نهائي.

الخريجون في ذي قار

إلى ذلك، جدد العشرات من خريجي الكليات والمعاهد اعتصامهم أمام مبنى شركة نفط ذي قار للمطالبة بتوفير درجات وظيفية لهم.

وقال أحد المتظاهرين في تصريح صحافي، إنهم مستمرون في تظاهراتهم منذ عدة أسابيع دون وجود استجابة من قبل الجهات الحكومية، مشيرا إلى أنهم سيواصلون الاعتصام لحين الاستجابة لمطالبهم.

وفي السياق الاحتجاجي داخل المحافظة، تجمع اهالي قضاء سوق الشيوخ وكوادر المؤسسات الصحية للمطالبة بمستشفى اخر للقضاء، والضغط باتجاه احالة المستشفى الموعود به والمباشرة بالعمل فيه بأسرع وقت ممكن. هذا وقد أعلن المتظاهرون في الشطرة عن شروعهم بالاعتصام المفتوح الذي يأتي لغرض إقالة مدير بلديات ذي قار.

السليمانية

وفي السليمانية، واصل الموظفين المتقاعدين احتجاجاتهم لليوم الرابع على التوالي، مطالبين بتحسين وضعهم المعيشي، ونقلت مواقع التواصل الاجتماعي صوراً للمتعاقدين وهم يفترشون الاراضي الرئيسي في السلمانية.

************

النزاهة: هدر 16 مليار دينار في عقد محطة كهربائية

بغداد ـ طريق الشعب

شخَّصت هيئة النزاهة، مخالفات في عقد إنشاء محطة توليد كهربائية، فيما كشفت عن تسبُّبه بهدرٍ قيمتُهُ أكثر من (16,000,000,000) مليار دينار.

وذكرت دائرة التحقيقات التابعة للهيئة في بيان طالعته “طريق الشعب”، أنَّ “الفريق الميدانيَّ لمكتب تحقيق ذي قار بتحرُّكٍ سريعٍ، بعد توافر معلوماتٍ تفيد بوجود هدرٍ للمال العام ومُخالفات في عقد إنشاء محطة توليد الطاقة الكهربائيَّة في المُحافـظة”، مُبيّـنةً أنَّ “التحرُّك أسفر عن ضبط الأوليات الخاصَّة بالمشروع، فضلاً عن تقرير ديوان الرقابة الماليَّـة الاتحادي الذي تضمن جملةً من الملاحظات التي تحول عن تسليم المشروع”.

وأضافت الدائرة، أنَّ “الفريق شخَّص إهمالاً وتقصيراً من قبل الدائرة المُستفيدة (شركة أور) والجهة المُنفِّذة للمشروع (الشركة العامة للصناعات الكهربائية) أدَّى إلى هدرٍ في العقد البالغة قيمتُهُ ( 16،637،600،000) مليار دينارٍ”، مشيرا إلى أن أن “المشروع لم يكتمل رغم إحالته في عام 2011 بمُدَّة إنجازٍ تبلغ (14) شهراً بسبـب التلكُّؤ في التنفيذ وعدم وجود إشرافٍ ومُتابعةٍ جديَّةٍ لعملية التنفيذ”.

وتابعت، أنَّ “المُخالفات تمثلت بدفع ما نسبته (90 في المائة) من قيمة العقد عند التوقيع، وعدم تقصير أيَّة جهةٍ نتيجة تضرُّر المحطة بعد تعرُّضها للاحتراق، إضافة إلى عدم المُطالبـة بالغرامات التأخيـريَّـة المُتـرتِّبـة بذمَّـة الشـركـة المُحال إليها الـمشـروع البالغة (3,327,520,000) مليارات دينارٍ، فضلاً عن التسلُّم الأولي الجزئي للـمشروع، بالرغم من أنَّ العقد ينصُّ على تسلُّم المشروع بعد إنجازه بالكامل (تسليم مفتاح)”.

ولفتت الدائرة إلى “وجود (46) ملاحظةً تحول دون تسلُّم المشروع حـسـب ما أشار إلـيه تقـريـر ديوان الـرقابـة الـماليَّـة الاتحادي، بضمنها عدم توفر مُستلزمات وشروط السلامة المهنيَّة ومواد الإطفاء، وكان ذلك أحد أسباب احتراق المحطة، فيما عُرِضَت الأوراق التحقيقيَّة على قاضي التحقيق المُختصِّ؛ الذي قرَّر تدوين أقوال المُمثل القانونيِّ لوزارة الصناعة والمعادن، وإجراء التحقيق الإداريِّ من قبل الوزارة”.

**************

الشيوعي العراقي يزور جبهة النضال الديمقراطي

بغداد – طريق الشعب

زار وفد من لجنة العلاقات الوطنية للحزب الشيوعي العراقي برئاسة الرفيق مفيد الجزائري نائب سكرتير اللجنة المركزية، يوم امس الاول الثلاثاء، المقر العام لحزب جبهة النضال الديمقراطي في بغداد، وكان في استقباله عضو الهيئة القيادية للحزب ورئيس لجنة بغداد السيد اسعد العبادي وعدد من أعضاء الهيئة. وبحث الجانبان خلال الزيارة آخر تطورات الوضع السياسي في البلاد، خاصة تداعيات نتائج الانتخابات، حيث اكدا ضرورة اتباع الطرق القانونية في معالجتها. كما شددا على تجاوز نظام المحاصصة الطائفية والقومية، وهو السبب الاساس للازمة التي تعصف بالبلاد، عند تشكيل الحكومة القادمة.

واكد الطرفان ايضا ضرورة العمل المشترك للقوى المدنية والديمقراطية والحركات الاحتجاجية من اجل اقامة الدولة المدنية الديمقراطية على اساس العدالة الاجتماعية.

وكان ضمن المستقبلين السادة فيصل غازي و سعدون شهاب، وعضوا لجنة الشباب يوسف اسعد وسارة محمد.

في حين ضم الوفد كذلك الرفاق على مهدي، حيدر مثنى، فاروق فياض، وسام الخزعلي، والرفيقة منال جبار عضو لجنة العلاقات الوطنية.

*********

الصفحة الثالثة

في اليوم العالمي لانهاء الإفلات من العقاب في الجرائم ضد الصحفيين.. إجراءات حكومية لاتخيف.. قتل الاعلاميين ما زال سهلا

بغداد - علي شغاتي

تزامن صدور قرار الإعدام بحق قاتل الزميلين (احمد عبد الصمد، وصفاء غالي)، مع اليوم العالمي لانهاء الإفلات من العقاب في الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين. وبرغم الترحيب الكبير بالقرار من قبل ذوي الضحايا والاوساط الشعبية ودعواتهم للإسراع في تنفيذ الاحكام، ترى منظمات معنية بحقوق الصحفيين ان هذا الملف ما يزال يترنح مع استشراء السلاح المنفلت وضعف الإجراءات الحكومية.

الإعدام للقتلة

وأصدرت محكمة جنايات البصرة حكما بالاعدام شنقا حتى الموت بحق مجرم اقدم على قتل المجنى عليهما (احمد عبد الصمد) الذي كان يعمل مراسلا في قناة دجلة الفضائية، و(صفاء عبد الحميد) الذي عمل مصورا في القناة نفسها اثناء تغطيتهما لتظاهرات تشرين عام 2020، في محافظة البصرة.

وذكر المركز الاعلامي لمجلس القضاء الاعلى في بيان طالعته “طريق الشعب”، أن “المجرم اعترف بكافة تفاصيل هذه الجريمة والهدف منها زعزعة الامن والاستقرار واشاعة الرعب في نفوس الناس تحقيقا لغايات ارهابية “.

وأضاف المركز الاعلامي أن “الحكم بحق المجرم يأتي استنادا لاحكام المادة الرابعة / 1 وبدلالة المادة الثانية / 1و3 من قانون مكافحة الارهاب رقم 13 لسنة 2005”.

فرح مع غصة في القلب

وتوجه المحتجون المتواجدون قرب المحكمة بعد سماعهم بقرار الحكم صوب منزل الشهيدين، وسط هتافات تطالب بسرعة تنفيذ الاحكام.

وتناقلت وسائل التواصل الاجتماعي مقطعا مرئيا لوالدة الشهيد احمد عبد الصمد، وهي تهتف وسط المحتجين، وسط غصة كبيرة وحزن رسم على ملامح تلك الام المفجوعة.

وطالبت والدة الشهيد بـ”سرعة تنفيذ القرار وعدم المماطلة من اجل تنفيذ القصاص العادل”، مشيرة الى ان “سبب قتل ولدها هو قول كلمة الحق التي ازعجت المجرمين”.

ودعت ام احمد “الحكومة العراقية الى الكشف عن قتلة المتظاهرين في عموم العراق والجهات التي تقف وراءهم”.

اما علاء غالي شقيق المصور صفاء غالي، فقال: ان “الحكم اثلج صدورنا وخفف من معاناتنا ولوعتنا على مقتل شهدائنا”.

وأضاف غالي، ان “المتهم حمزة كاظم خضير اعترف بوجود توجيهات خارجية ومن شخصيات من داخل العراق بتصفية الشهيدين، وبقية نشطاء الحركة الاحتجاجية”.

وطالب غالي الجهات الأمنية بـ”القاء القبض على الجهات المحرضة والداعمة للقتلة وكشفهم للرأي العام”، مشددا على “ضرورة مصادقة محكمة التمييز على قرار الحكم وعدم تسويفه”.

92 صحفيا ضحية العنف

من جانبها، كشفت جمعية الدفاع عن حقوق الصحفيين بمناسبة اليوم العالمي لانهاء الإفلات من العقاب في الجرائم ضد الصحفيين، عن مقتل 92 صحفيا خلال العقد الأخير.

وذكرت الجمعية في بيان تلقت “طريق الشعب”، نسخة منه، ان “ملف انهاء الإفلات من العقاب في الجرائم ضد الصحفيين ما يزال يترنح مع استشراء السلاح وضعف الاجراءات الحكومية العلاجية لمواجهة ذلك”.

وانتقدت الجمعية عدم الكشف عن الجهة التي خططت ونفذت وخلقت فرق الموت المتورطة بقتل الصحفيين وتهديد العشرات منهم، مؤكدة ان “اصدار حكم الإعدام بحق جان واحد من اصل فريق الموت المكون من أربعة اشخاص، لا يعني تحقيق العراق أي تقدم في هذا الملف الحساس”.

وأشارت الى ان “صدور الحكم بحق منتسب امني يمثل أداة صغيرة من أدوات فرق الموت، لا يعني تحقيق أي تقدم”، معربة عن اسفها “لفشل الحكومات المتعاقبة بملاحقة المتورطين بقتل الصحفيين منذ 2003، وعدم كشف الجهات التي تقف وراء عمليات الاغتيال والتغييب، ان كانت سياسية ام خارجة عن القانون او إرهابية، وهو ما فاقم الوضع، وجعل من عمليات قتل الصحفيين وتهديدهم امرا سهلا للقتلة، اذ فقد العراق في العقد الاخير 92 صحفيا”.

ونوه البيان الى ان “المنظمات الأممية عملت على متابعة هذا الملف بالتنسيق مع جهات حكومية وقضائية عراقية منذ عام 2015، لكنها فشلت في تحقيق أي شيء يذكر بخصوص هذا الملف”.

العراق في المرتبة الثالثة

وتصدرت 3 دول عربية رأس قائمة الدول في المؤشر العالمي “للإفلات من العقاب” لعام 2021، الصادر عن لجنة حماية الصحفيين. 

وجاءت الصومال وسوريا والعراق، ضمن إجمالي 12 دولة تتركز بها النزاعات، والتي تلجأ بها جماعات إجرامية وسياسية ومسؤولون حكوميون وجهات فاعلة قوية أخرى على اتخاذ العنف كوسيلة لإسكات التقارير النقدية والاستقصائية. ووجدت لجنة حماية الصحفيين أن الفساد غير الخاضع للرقابة والمؤسسات غير الفعالة والافتقار إلى الإرادة السياسية لمتابعة التحقيقات القوية، هي عوامل ينتج عنها الإفلات من العقاب. 

 ****************************************

تشرينيات نجفية (5) رغم الأحزان عزيمتنا قوية

سهاد الخطيب*

 بعد احداث مرقد الحكيم وسقوط عدد كبير من الشهداء والجرحى وكان أغلبهم يرقدون في مستشفى الصدر التعليمي، تشاورنا في مقترح زيارة الشباب الجرحى، شكلنا وفداً وأخذنا معنا حلوى وباقات ورد وأعلاماً عراقية صغيرة. لاقت هذه الزيارة استحسان الشباب الجرحى وذويهم، وعبروا عن ذلك بدموعهم عند تواصلنا معهم في اماكن تواجدهم في الطوابق المختلفة. وبعد نشرنا عنها في مواقع التواصل الاجتماعي لاقت الفعالية استحسان الناس، وكذلك الشباب في الساحة. بعد ذلك بادر شباب الإنتفاضة وبعض المنظمات بزيارة الجرحى أيضاً، وتجنبنا التقاط صور داخل المستشفى حفاظاً على سلامة الجرحى، لأن الأحداث والوضع كان متشنجا جداً وصعبا.

طبعنا في يوم 18 كانون الثاني 2020 ملصقات صغيرة، تضمنت صور شهيدات ثورة تشرين والعلم العراقي. وشارك في توزيعها اطفال بعض نسائنا المشاركات في الخيمة، مع لافتة كبيرة تحوي صور الشهيدات، وفي الاسفل كُتب شعار (شهيدات ثورة تشرين خالدات في ذاكرة الوطن). وكُتب أيضاً (اذكروهن). رفعنا اللافتة وتجولنا بها في ساحة الاعتصام وامام الخيم، وتم توزيع الكارتات خلال ذلك، وجرى التوثيق عبر التقاط الصور، ولاقت الفعالية تضامنا واسعا من الناس.

وتكررت الفعالية من جديد بعد أحداث أو مجزرة 5 شباط، ودخول الميليشيات الى الساحة واستباحتها واستشهاد عدد من خيرة شباب الساحة على ايدي الميليشيات، وجُرح وعوّق عدد غير قليل، وتمت استباحة المدينة بأكملها ليومين تقريباً، على الرغم من وجود القوات الأمنية. على أثر ذلك اضطر أغلب الشباب الى الاختفاء بعد وصول معلومات عن وجود قوائم بأسمائهم وتهديدهم، وتركت هذه المجزرة أثرا كبيرا في نفوسنا.

في 8 شباط قررنا في (خيمة المرأة ثورة) اقامة تأبين لشهداء المجزرة في خيمتنا وهي من الخيم التي لم يتم تخريبها، فحضرنا نحن مجموعة من النساء وبدأت أكبر النساء في الخيمة بتلاوة آيات من القرآن، واشعلنا الشموع ورقعنا لافتة تحوي صور شهداء 5 شباط، وكتبنا (شهداء مجزرة 5 شباط.. الرحمة والمجد والخلود لهم. شهداؤنا فخرنا).

كان حضورنا الى الساحة بعد ثلاثة أيام من سقوط الشهداء واستباحة الساحة، موقف تحدٍ كبير، وتعبيرا عن شجاعة النساء، وذلك لأن الميليشيات لم تزل تسيطر على اغلب مناطق الساحة. وقبل التأبين قمنا بزيارة جرحى المجزرة في المستشفى وحملنا معنا الحلوى والورود واعلاما عراقية أيضاً، وكانت مبادرة شجاعة ولاقت استحسان أهالي الجرحى وايضا المنتفضين. وكما في المرة السابقة لم نلتقط صوراً للجرحى، ولكن التقطنا صوراً عند بوابة المستشفى ونُشرت تحت عنوان (نساء خيمة المرأة ثورة).

لم تُضعف هذه الأحداث من عزيمتنا، بل شجعتنا على مواصلة برنامج نشاطاتنا في الخيمة ومنها الثقافية، فقد أقمنا في شهر كانون الثاني 2020  حلقتين حواريتين امام الخيمة، بعد ان استعرنا كراسي من الخيم المجاورة، الأولى حول دور المرأة في انتفاضة تشرين. والثانية بعد اسبوع حول مناهضة العنف ضد المرأة ودور المرأة في المجتمع، وأهم المشاكل والصعوبات التي تواجهها وكيفية معالجتها. شارك في الحلقتين الشباب من ساحة الاعتصام وكذلك رجال ونساء من خيم أخرى مثل الخيمة الطبية التي تواجد فيها منتسبون من الصليب الأحمر، وخيمة اخرى للمحامين والحقوقيين، إضافة الى حقوقيات ومحاميات من خيمتنا ايضا. وشكلت هذه الحواريات فرصة للتواصل وإبداء الآراء والمناقشة، ساهمت في تعميق مفاهيم بناء مجتمع عدالة اجتماعية، يحكمه القانون والتحديات التي تواجهها النساء في النجف وعموم العراق.

يتبع

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

*سكرتيرة رابطة المرأة العراقية فرع النجف

 ******************************************

الدوام الحضوري يتعثر..  نقص في الكتب واكتظاظ في الصفوف

بغداد- محمد التميمي

 

بعد عامين من الدراسة الالكترونية وما رافقها من مشاكل عديدة، مرتبطة بالبنى التحتية لقطاعي التربية والتعليم، استقبل التلاميذ والطلبة عاما دراسيا جديد، قُرر له أن يكون حضوريا.

ذهاب الطلبة الى المدارس، والى الجامعات أيضا، سيكون محفوفا بالمخاطر، إذ أن الصفوف مكتظة بأعداد تفوق قدرتها الاستيعابية، كما لا توجد جدية في تطبيق الإجراءات الوقائية من فايروس كورونا.

ولمناسبة عودة الدوام الحضوري الى المدارس، أجرت “طريق الشعب” حوارات مع العديد من الطلبة أولياء أمورهم، الذين تحدثوا عن مشاكلهم ومخاوفهم، وكيف استقبلوا العام الدراسي الجديد.

حملة إعمار بدل الدوام

وتقول زينب فاضل، وهي أم لأربعة تلاميذ، اثنان منهم في مدرسة (خديجة الكبرى) في منطقة الزعفرانية، شرقي بغداد، التي دشنت حملة إعمار مع بداية العام الدراسي الجديد في الأول من تشرين الثاني.

وبحسب فاضل، فإنّ مديرة المدرسة أخبرت التلاميذ وأولياءهم بأنّ قرار الإعمار جاء بأمر من الوزارة، وليس لإدارة المدرسة أيّ دخل في الموضوع.

ونشرت مدرسة خديجة الكبرى تنويها على صفحتها في موقع “فيسبوك”، ذكرت فيه أن الاعمار جاء بقرار من الوزارة، وان مديرية التربية تبحث عن بديل للطلبة، كما أن الادارة ستنشر في صفحتها عن استئناف الدوام في المدرسة، فور انجاز حملة الاعمار.

وأثار هذا التنويه ردود فعل غاضبة من أولياء أمور الطلبة، بحسب ما لاحظت “طريق الشعب” في حساب المدرسة على مواقع التواصل الاجتماعي.

أثر سلبي

ويتحدث الطالب علي حسين فلاح لـ “طريق الشعب”، عن استعداد الطلبة لاستقبال العام الدراسي قائلا: “بعد عامين من الدراسة الالكترونية، نشعر بالفرح لعودة الدوام الحضوري. نحن متفائلون بالعام الدراسي الجديد. قمنا بغسل المدرسة وصفوفنا وعقمناها بشكل جيد”.

ويكمل فلاح حديثه عن مشاكله وزملائه قائلا: “لا اتمنى عودة الدراسة الالكترونية، اذ يصعب جدا فهم المادة. نتمنى ان يكون الدوام حضوريا بشكل دائم”.

وشكا فلاح من ارتفاع سعر القرطاسية المدرسية، مؤكدا وجود نقص في الكتب المنهجية التي تسلمها. كما ان بعض الكتب مهترئة.

اكتظاظ وعدم جدية

أما الطالب حسين سامر، فأبدى خشية من عودة الدوام الالكتروني، قائلا لـ”طريق الشعب”: “لا نريد تحويل العام الدراسي إلى الكتروني. أنا في الصف الخامس الاعدادي حاليا. لم نفهم شيئا من الدراسة في العامين الماضيين”.

وكما الطالب السابق شكا سامر من ارتفاع أسعار القرطاسية. كما أنّ المدرسة لم تسلمه جميع الكتب المنهجية للخامس الإعدادي.

وعن الإجراءات الوقائية المتبعة داخل المدرسة، يشير الطالب الى وجود “توجيهات من إدارة المدرسة بخصوص لبس الكمامة، وضرورة وجود المعقم”، مردفا “لكن لا يوجد حزم وجدية في تطبيق التعليمات الوقائية، والصفوف مكتظة بالطلبة”.

كتب مهترئة وناقصة

ويقول الطالب محمد اياد لـ “طريق الشعب”، ان “الكتب التي تسلمها من المدرسة قديمة جدا، وبعضها قد يكون غير صالح للاستخدام، إضافة الى انها ناقصة وغير مكتملة”، مضيفا ان الادارة تكتفي بعبارة “دبّر أمرك” ردا على تساؤلات نقص الكتب المنهجية.

ويتابع اياد حديثه قائلا: “هناك مشكلة نواجهها منذ زمن، وهي اكتظاظ الصفوف بالطلبة. من غير المعقول أن يجلس 30 طالبا في صف واحد، ويفهمون المادة، إضافة الى اننا الان نواجه ازمة الفيروس، ويجب ان تعي إدارات المدارس أهمية هذا الموضوع وخطورته”.

وحاولت “طريق الشعب” نقل شكاوى الطلبة وأولياء أمورهم الى إدارات المدارس، والمتحدث الرسمي باسم الوزارة حيدر فاروق، لكنها لم تلق أي رد من الاطراف الحكومية، بل واجهها البعض بالرفض.

 ************************************

الصفحة الرابعة

الحلقة الاخيرة

انخفاض مياه الرافدين يوجه ضربة موجعة للقطاع الزراعي تنبؤات بسنة «شحيحة» تعزز ظاهرة التصحر

بغداد - طريق الشعب

تنشر “طريق الشعب” اليوم الحلقة الاخيرة في السلسلة المكرسة لشح المياه والتغييرات البيئية والمشاكل التي يواجهها العراق جراء ذلك

شهد العراق في الفترة الماضية تراجعا كبيرا في مناسيب نهري دجلة والفرات، حيث تقلصت الإيرادات المائية بأكثر من الثلث منذ الربع الأخير من القرن العشرين، ما دفع بمنظمات حقوقية ونقابات إلى التحذير من الآثار السلبية على القطاع الزراعي، واحتمال توقف بعض محطات مياه الشرب في المحافظات، لكن وزارة الموارد المائية أكدت أن لديها خزينا مائيا مناسبا لهذا الموسم.

وقال  رئيس الجمهورية برهم صالح في مقال نشرته وكالات الانباء، ان “بناء السدود على نهري دجلة والفرات أدى إلى نقص متزايد في المياه، بات يهدد إنتاجنا الزراعي وتوفير مياه الشرب. وقد يواجه البلد عجزاً يصل إلى 10.8 مليار متر مكعب من المياه سنوياً بحلول عام 2035”.

86 بالمئة من المياه تذهب للزراعة

ويؤكد المختصون بالشأن الزراعي ان القطاع الزراعي في العراق من أكثر القطاعات استهلاكا للموارد المائية المتوفرة؛ ففي عام 2011 مثلت الاستهلاكات الزراعية حوالي (76 %) من مياه نهر دجلة و(91 %) من مياه نهر الفرات بمعدل عام يبلغ (80 %) من الموارد المائية الكلية لنهري دجلة والفرات وروافدهما، ولذا يجب العمل على هذا القطاع ليكون أكثر اقتصادا في استخدام المياه والحد من الفواقد.

إحصاءات وزارة التخطيط اشارت الى أنَّ الزراعة استحوذت على نسبة (86)  في المائة من المياه المستخدمة خلال السنة المائيَّة (2013 – 2014)، وهذا ما يوضح أهمية الأنهار للتنمية الزراعيَّة في العراق، نتيجة لما يتسم به مناخه من موسم جفاف طويل نسبياً وقلة أمطاره قياساً بدول الجوار.

وحسب تقارير محلية رسمية انخفض إسهام القطاع الزراعي في الناتج المحلي من 4.2 في المائةعام 2013 إلى 3.1 في المائةعام 2016، كما انخفض حجم الخزين المائي من 157 مليار متر مكعب إلى ما يقارب 50 مليار متر مكعب عام 2015.

وقد سجل الموسم الزراعي 25 مليار متر مكعب في عام 2017، لكنه انخفض عام 2018 بسبب شح المياه إلى 17 مليار متر مكعب. وبالتالي فان نقص مليار متر مكعب من حصة العراق المائية يعني بالمحصلة خروج 260 ألف دونم من الأراضي الزراعية من الإنتاج الزراعي.

الجفاف يضرب 16 ناحية في ديالى

وفي محافظة ديالى التي تحوي 7,500 كيلومتر مربع من الأراضي الزراعية، لا يمكن توفير مياه الري خلال الموسم الزراعي الصيفي المقبل سوى لما يغطي “أقل من 500 كليومتر مربع”، وفقا لمدير زراعة المحافظة صفاء الجنابي.

وذكر نائب رئيس المجلس المحلي لناحية مندلي سابقا، في محافظة ديالى، أن “الإيرادات المائية باتت معدومة في مندلي من مصادر عدة، إلى جانب خروج سد مندلي عن الخدمة بسبب الترسبات الطينية وغياب عمليات الكري والتطهير، ما جعل كميات المياه فيه لا تتجاوز نصف متر فقط”.

واضاف أن “كميات الماء الموجودة بسد مندلي والبالغة ثلاثة ملايين وخمسمائة ألف متر مكعب والمخصصة لإرواء البساتين، لا تكفي لشهر واحد فقط لقلة طاقته الاستيعابية”.

وأعلن رعد التميمي، رئيس نقابة مزارعي ديالى، مطلع حزيران 2021، أن “الجفاف الشديد ضرب 16 ناحية في المحافظة”، مضيفاً ان “انخفاض منسوب المياه في الجداول وروافدها أدى إلى نفوق نصف أسماك المقاطعة”.

اما في قضاء خانقين، المحاذي لإيران، فقد انحسرت الزراعة بشكل كبير جدا لشح المياه وقلة تساقط الأمطار، منذ أربع سنوات.

وطال التصحّر “نسبة 69  في المائةمن أراضي العراق الزراعية”، وفق ما يقول مدير قسم التخطيط في دائرة الغابات ومكافحة التصحر المهندس الزراعي سرمد كامل.

وبحسب تقارير عراقية، فإن سد اليسو في تركيا تسبب بتشريد نحو 80 ألف شخص من 199 قرية، إضافة إلى التسبب بحظر زراعة الأرز، كونها تستهلك كميات كبيرة من المياه، ما دفع عدداً كبيراً من المزارعين الى هجر أراضيهم.

وبذات الموضوع حذر تقرير صادر من جمعية “المياه الأوروبية” من أن نهر دجلة وحده سيفقد 33 مليار متر مكعب من المياه سنوياً بسبب سياسة تقليل المياه التي تتبعها أنقرة.

البصرة الأكثر تضررا

الكارثة البيئية المتجسدة بشح المياه، كانت بشكل أكبر في المحافظات الوسطى والجنوبية؛ إذ تعد الزراعة هي المصدر الرئيسي للدخل بالنسبة للمجتمعات الريفية. وبسبب انخفاض المناسيب أو الري بالمياه المالحة خسر المزارعون خلال العقد الماضي اراضيهم، ما اضطر بعضهم لهجرة الزراعة والاتجاه الى عمل اخر لتأمين مصدر عيشه.

وفقدت محافظة البصرة حوالي 87  في المائةمن الأراضي الزراعية كليا أو جزئيا، بسبب تسرب مياه البحر المالحة، الى الاراضي الزراعية.

والبصرة ليست هي المحافظة الوحيدة التي تأثرت بهذه الطريقة. وفقا لـ “برنامج الأمم المتحدة للبيئة”، يفقد العراق يفقد حاليا نحو 25 ألف هكتار من الأراضي الصالحة للزراعة سنويا، معظمها في الجنوب.

أحد مزارعي محافظة البصرة يقول ان “كل ما نزرعه يموت، أشجار النخيل، البرسيم، وهي عادةً نباتات تحتمل المياه المالحة، كلها تموت”.

ضربة قاضية

يقول المهندس الزراعي علاء البدران من محافظة البصرة: “هذا العام، وللمرة الأولى منذ نيسان وبدء الموسم الزراعي، ارتفعت نسبة المياه المالحة”.

وتعدّ ملوحة المياه، مرفقةً بالارتفاع الشديد في درجات الحرارة، ضربة قاضية للقطاع الزراعي العراقي الذي يشكّل نسبة 5 في المائةمن إجمالي الناتج الداخلي، ويوظّف 20 في المائةمن إجمالي اليد العاملة في البلاد.

وتشكل الملوحة على طول نهر الفرات نسبة أعلى مما هي على طول نهر دجلة وروافده بسبب الخصائص الجيولوجية، وإدارة الأراضي، وري الأراضي الزراعية، وممارسات تصريف المياه العادمة في مستجمعات نهر الفرات. فيما يعاني شط العرب من أعلى نسب ملوحة بسبب التقاء الأنهار وقنوات الصرف الصحي ذات الملوحة العالية به، وانخفاض كميات تدفق المياه، وتأثير المد والجزر من الخليج، مما يؤثر على مناطق المصب في البصرة.

سنة شحيحة

وطبقا للمتحدث باسم الوزارة الموارد المائية، علي راضي، أن “كل معطيات السنة المائية الحالية شحيحة، حيث انخفضت الإيرادات في نهري دجلة والفرات، وكذلك في مصادر سدي دوكان ودربندخان، وفي سيروان وديالى”.

وأضاف أن “محافظة ديالى أكثر تأثرا بشح المياه، لأنها من المحافظات التي يكون مصدر تغذيتها بالمياه نحو 80  في المائةمن نهر ديالى، و20  في المائةمن نهر دجلة”.

 مياه لنحو 12 مليون دونم

ويرهن الأكاديمي الدكتور أحمد عمر الراوي تطوير مستقبل الزراعة في العراق بـ”الاهتمام بالسياسة المائيَّة في البلد والتي تستهدف توفير المياه لنحو 12 مليون دونم من الأراضي التي تزرع رياً، وهي تشكل أكثر من نصف المساحة التي تزرع في العراق”.

ويشير الى “اهتمام السياسة الزراعيَّة في العراق بإنشاء العديد من مشاريع الري التي يبلغ مجموعها أكثر من (35) مشروعاً رئيساً، منها مشروع ري الجزيرة الشمالي، الذي يأخذ مياهه من بحيرة سد الموصل ويروي مساحة تقدر بنحو (1.3 مليون دونم). أما المشاريع الإروائيَّة المقامة على نهر الفرات فيقدر عددها بنحو (16) مشروعاً تتفرع عنها نحو (131) جدولاً فرعياً لإرواء مساحة تقدر بنحو (4.84 مليون دونم)، في حين أنَّ المشاريع الإروائية التي تعتمد على مياه دجلة والمقدر عددها بنحو (12) مشروعاً إروائياً، يتفرع منها (16) جدولاً إروائياً، تروي نحو (3.95 مليون دونم)”.

وتابع الراوي أن “المشاريع الإروائيَّة التي تعتمد على مياه ديالى التي يقدر عددها بـ(4) مشاريع، فتروي نحو (1.15 مليون دونم) من الأراضي المزروعة سنوياً، أما المشاريع التي تعتمد على مياه الزاب الكبير والمقامة في منطقة اسكي كلك فتقدر بنحو (4) مشاريع، تروي ما يقارب (1.3 مليون دونم)”.

وبحسب الأمم المتحدّة، فإنّ 3,5 في المائةمن الأراضي الزراعية في العراق فقط مزوّدة بأنظمة ري.

الجفاف يهدد الاهوار

وتعدت تأثيرات شح المياه في العراق لتشمل الاضرار بالمسطحات المائية الاكبر في البلد ما يهدد وجودها في لائحة التراث العالمي لاكبر المحميات الطبيعية في البلد. حيث تتعرض اهوار محافظة ذي قار، الى موجة جفاف كبيرة بسبب تراجع تدفق مياه القنوات المغذية له من نهري دجلة والفرات.

يقول علي عبد الخبير مدير مركز شؤون الأهوار، وهو منظمة متخصصة برصد التغيرات البيئية في المنطقة إن “نقص الإمدادات المائية سيؤدي إلى كارثة فيما يتعلق بالتنوع الأحيائي من ناحية انقراض أحياء برية أو مائية، فضلا عن نقص الموئل وفقدان مكان استراحة الطيور المهاجرة”، مضيفا “يهدد هذا التغير وجود الأهوار على لائحة التراث العالمي التي تحدد أهمية الأهوار بهذين العاملين”.

وتبلغ مساحة الأهوار ما يقارب 38 ألف متر مكعب وهي تمتد في محافظات البصرة وميسان وذي قار، ولا توجد إحصائية دقيقة عن أعداد السكان الذين يعيشون في تلك المناطق والتي يعتمدون في حياتهم بشكل أساسي على المياه والقصب والحيوانات.

ويعتقد جمعة الدراجي، عضو الجمعية العراقية لإحياء وتطوير الأهوار، أن “الجفاف الحالي هو الأشد في تاريخ الأهوار”.

ويؤكد أن “الأمور وصلت الآن لدرجة عدم الحصول على مياه كافية للشرب، لا للسكان ولا حتى للحيوانات”، مضيفا “لم يتبق سوى منخفضات وبرك ماء متناثرة”.

في حين يتوقع متابعون في مجال البيئة، أن انحسار المياه عن مناطق الأهوار قد يفقد الغالبية العظمى منهم مصدر رزقهم، كما يهدد حياة آلاف الحيوانات سيما الجاموس الذي يعد جزءاً حيوياً من معيشة سكان الأهوار.

ويروي أحد مربي الجاموس بأنهم “كل شهرين أو ثلاثة أشهر، علينا النزوح لنجد المياه”، مضيفاً “إذا شربت الجواميس المياه المالحة، تتسمم، وتتوقف عن إنتاج الحليب ثمّ تنفق”.

وعلى الصعيد ذاته أبدى ناشطون مختصون بالبيئة قلقهم حيال ما تتعرض له الأحياء المائية في الاهوار من مخاطر جمة نتيجة جفاف مساحات واسعة منها ما يهدد حياة الكثير من تلك الأحياء ويعرضها لخطر الموت والانقراض. “شحة المياه الواصلة إلى مناطق الاهوار قد تؤدي بطريقة او بأخرى الى الضرر بالأحياء المائية والبرمائية على حد سواء والتي تعيش في تلك المساحات وموت الكثير منها وهجرة الباقية الى مناطق يتواجد فيها الماء”، حسب الناشط البيئي احمد صالح نعمة.

ولم يدم انتعاش سكان الأهوار من المياه، التي غمرت مناطقهم بعد سنوات من الجفاف التي شهدتها بين عامي 2015-2018، والتي خسرت فيها تلك المناطق أعدادا كبيرة من الجاموس والأسماك؛ لكن مصيرهم مع الجفاف لا ينتهي، فالتحذيرات هذه المرة تبدو مخيفة أكثر من أي وقت مضى.

“تصريحات غير حقيقية”

على الرغم المخاوف الشديدة، التي أطلقها الناشطون بمجال البيئة، حول خطر جفاف الأهوار، إلا أن مدير الموارد المائية في ذي قار، غزوان عبد الأمير، أكد أن الانخفاض قد حصل في الأيام الماضية بسبب أن الإطلاقات المائية كانت لمياه الشرب وبعض الاستخدامات الأخرى.

ويؤكد عبد الأمير على أنه رغم انخفاض التصاريف الواردة للمحافظة، لا تقل حصة الأهوار عن 70 في المائةمن الكميات الواردة، وتصاريف نهر الفرات هذه الأيام تجاوزت الحصة المقررة ضمن الخطة السنوية لتشغيله بمقدار 35%، حيث ستشهد الأيام المقبلة عودة المناسيب إلى ما كانت عليه قبل الانخفاض الأخير.

ومؤخرا، وصلت مناسيب مياه الأهوار إلى أقل من 130 سنتيمترا، وما تزال تشهد انخفاضا متسارعا بدرجة مخيفة.

يقول رعد الأسدي، رئيس منظمة الجبايش للسياحة البيئية والناشط البيئي: “كل التصريحات المطمئنة لوزارة الموارد المائية هي غير حقيقية، وبعيدة عن أرض الواقع، فهي عاجزة عن إيجاد حل، والأيام المقبلة ستكون صعبة على سكان الأهوار”.

ويلوم الاسدي الحكومة كونها “لا تمتلك توجها حقيقيا بالاهتمام بمعالجة مشكلة المياه الواردة إلى الأهوار، بل العكس هناك أصوات داعمة لترشيد المياه الواردة إلى تلك المناطق بدعوى أن ذلك يعتبر هدرا في المياه بسبب التبخر للمسطحات المائية، غافلين عن تأثير المسطحات على التوازن البيئي وتلطيف الجو، فضلا عن كونها مصدرا اقتصاديا مهما جدا لعشرات الآلاف من السكان”.

ويضيف “لعل إهمال ذلك تجلى بشكل كبير في المؤتمر الدولي الأول للمياه في بغداد منتصف شهر آذار هذه السنة، ولم تذكر فيه مفردة الأهوار في توصياته، أما الحكومة المحلية فهي ليست بأفضل من المركزية” بحسب قوله.

إدارة وقوانين غير مجدية

ويقول رمضان حمزة، كبير خبراء الإستراتيجيات والسياسات المائية، وعضو هيئة التدريس بجامعة دهوك: “تتعرض النظم البيئية للمياه العذبة لخطر جسيم من تدفقات المياه المنخفضة من دول الجوار المائي للعراق، تركيا وإيران، وارتفاع درجات الحرارة، وتتفاقم مشاكل جودة المياه بسبب زيادة تركيز الأملاح والملوثات وانخفاض مستويات الأوكسجين، كما ويؤدي نقص المياه السطحية للزراعة إلى مزيد من ضخ المياه الجوفية، ويؤدي استمرار السحب على المكشوف إلى هبوط الأرض، وتجفيف الآبار المائية، والاخلال بتخزين ونسب المياه الجوفية”.

ويستطرد “حان الوقت لتتبنى الحكومة العراقية ترجمة خطط الأمن المائي لإجراءات ملموسة، ويجب أن تتوافق هذه الخطط مع الموارد المناسبة، وتوفير التمويل المستدام لمشاريع الري والمياه، وتأسيس الأطر التنظيمية الفعالة غير التقليدية، وزيادة الوعي المجتمعي بأهمية الأمن المائي من أجل التنمية المستدامة، لأن الهياكل الإدارية الحالية لكل من أنظمة مياه الشرب والري تتميز بضعف الإدارة وقوانين المياه غير المتسقة”.

**********************************************************

الصفحة الخامسة

فيروسات ومواد سامة تفتك بالثروة السمكية .. من يقف وراء الكارثة؟

بغداد – وكالات

خلال السنوات الأخيرة بدأت ظاهرة نفوق الأسماك تتفاقم في العراق، مسببة كوارث بيئية واقتصادية لم يألفها العراقيون من قبل.

وانخفض إنتاج الأسماك إلى الحد الذي جعل البلد مستوردا لها، بعد أن كان إنتاجه منها يصل إلى مليون طن سنوياً - بحسب تقديرات اختصاصيين في هذا الشأن.

وتسببت ظاهرة نفوق الأسماك لسنوات متتالية، في انخفاض انتاجها لأقل من النصف، ما رفع أسعارها في السوق المحلية لأكثر من الضعف. كما مني مربو الأسماك بخسائر فادحة لفقدانهم آلاف الأطنان منذ ظهور الأزمة بشكل لافت عام 2018.

الديون تتراكم

يقول مربي الأسماك عدنان خلف، إن “ظاهرة نفوق الاسماك على مدار السنوات الأربع الأخيرة، تسببت في مشكلات مالية للكثيرين من مربي الأسماك، بسبب الديون التي تراكمت عليهم جراء شراء الأعلاف والعلاجات والمواد الأخرى اللازمة”، مؤكداً في حديث صحفي، أن “الظاهرة أدت أيضاً إلى تسريح مئات العمال، بعد أن تعرض أصحاب البحيرات إلى خسائر كبيرة جعلتهم غير قادرين على تأمين أجور عمّالهم”.

ومنذ عام 2018 يتحدث مسؤولون حكوميون عن صرف تعويضات وإيجاد حلول لهذه المشكلة، لكن مربي الأسماك يقولون إنه وباستثناء تشكيل اللجان، لم يحدث شيء على أرض الواقع. ويقدر الشيخ جبار المعموري، الذي يمتلك أحواضاً لتربية الأسماك منذ عام 1983 ، خسائره بمليار دينار.

وفضلاً عن الخسائر الاقتصادية على المستويين الفردي والوطني، برزت مشكلة التلوث البيئي وتداعياتها السلبية على صحة المواطنين، لامتلاء الأنهر والجداول بكميات كبيرة من الأسماك النافقة.

إبادة موسمية في كربلاء

ويبدو أن أسباب الظاهرة تختلف بين محافظة وأخرى. ففي الأهوار تنفق الأسماك بسبب ارتفاع ملوحة المياه إثر إقدام إيران على قطع الأنهار التي تغذيها. وفي بابل برزت أسباب أخرى عزاها بعض الاختصاصيين لانتشار فيروس يصيب الأسماك. فيما يعتقد آخرون أن السبب يعود الى تسمم المياه بمادة “الكلوريدين”. لكن ما يحدث في كربلاء ويتكرر سنويا في توقيت متشابه، يثير استغراب المواطنين، الذين يرون الظاهرة “إبادة موسمية”.

بهذا الصدد يقول الناشط البيئي د. محمد الطائي، ان “تلوث المياه في كربلاء يحدث سنويا، ولم تضع الحكومة المحلية ولا وزارة البيئة أية حلول له”، مبينا في حديث صحفي، أن “الأمر لا يقتصر على نفوق الاسماك، بل يتعدى ذلك إلى تلوث المياه التي تصل الى المواطنين”.

فيما تؤكد مسؤولة وحدة الأسماك في مستشفى الطب البيطري بكربلاء، د. أفكار عباس، أن “ظاهرة نفوق الأسماك تحدث سنويا خلال شهري محرم وصفر من كل عام في كربلاء، وذلك بسبب ضخ المياه الثقيلة إلى الأنهار والمبازل، كون أعداد الزائرين تفوق الطاقة الاستيعابية لخدمات المجاري في المحافظة”.

فيروس متحوّر

وللسنة الرابعة على التوالي، تعرضت محافظة بابل لهذه الكارثة. ويرى اختصاصيون أن هلاك مئات الأطنان من الأسماك في المحافظة يعود لمرض “تعفن الغلاصم”. فيما يرى آخرون أن السبب يعود لفيروس يدعى “كوي هيربس”.

يقول الاختصاصي في مجال البيئة، هيكل الجبوري، ان “نفوق الاسماك بهذا الشكل يهدد بكارثة بيئية وصحية، خاصة أن الفيروس الذي يصيبها من الممكن أن يطور نفسه ويتحول إلى فيروس يصيب الإنسان”.

وضعف إنتاج الثروة السمكية في بابل بشكل كبير، بعد أن كانت المحافظة تحتل مراتب متقدمة في مستويات الإنتاج على الصعيد الوطني.

ويرى رئيس الجمعية العراقية لمنتجي الأسماك، إياد الطالبي، ان “الأمر بات يهدد الأمن الغذائي لقطاع الأسماك. وان المتضرر الوحيد من ذلك هو المواطن”.

قطاعات مستفيدة 

واستنكر مواطنون نفي بعض المسؤولين بلوغ ظاهرة نفوق الأسماك مستوى “كارثة بيئية”، رغم الأضرار التي خلفتها. وكان مدير زراعة بابل، صلاح مهدي، قد ذكر لأحد المواقع الإلكترونية، ان “نفوق مئات الأطنان من الأسماك أمر طبيعي”، ملقياً باللائمة على “مربي الأسماك الذين انشأوا أعدادا كبيرة من الأحواض غير المرخصة، ما تسبب في نقص الأوكسجين في الماء”. لكن خبراء في مراكز بحوث عراقية يعزون نقص الأوكسجين إلى تلوث المياه بمادة “الكلوريدين” السامة، متهمين “جهات مجهولة” لها مصلحة بانقراض الثروة السمكية، بالقيام بمثل هذه الأعمال.

ويبدي مربي الأسماك أحمد مجيد، قناعته بأن “هناك قطاعات مستفيدة من ظاهرة نفوق الأسماك، خاصة مع تكرارها في مقابل غياب أي إجراء لمعالجتها”.

بينما يرى مربٍّ آخر، أن “الظاهرة تحدث بفعل فاعل، وليس جراء الإصابة بفيروس”، مؤكدا أن “نفوق السلاحف والطيور وبقية الأحياء المائية إلى جانب الأسماك، دليل على تسميم ماء النهر بشكل متعمد”.

*************

السماوة

سرقة أغطية المنهولات لماذا؟

السماوة – وكالات

دعا مواطنون في مدينة السماوة إلى مكافحة ظاهرة سرقة أغطية المنهولات، والتي باتت تنتشر بشكل كبير، مطالبين في حديث صحفي الجهات الحكومية المعنية، بالإسراع في التصدي لتلك الظاهرة تفاديا للأخطار الناجمة عنها.  وأوضح المواطنون، أن ترك المنهولات بلا أغطية يهدد السابلة بالسقوط فيها، خاصة الأطفال، ما يتطلب وضع أغطية جديدة بدل المسروقة، ومكافحة الظاهرة من الأساس، مؤكدين أن الفترة الماضية شهدت تناميا لتلك الظاهرة “غير الحضارية” – على حد وصفهم. ولفتوا إلى أن هذه السرقات سجلت في الغالب في الشوارع الرئيسة والتقاطعات وسط المدينة.

**************

مزارعو الميمونة: حلّوا مشكلة جفاف الأنهار!

العمارة - وكالات

طالب عدد من المزارعين في قضاء الميمونة بمحافظة ميسان، المؤسسات المعنية بالتدخل لحل مشكلتي الجفاف والتلوث في الأنهر التي تغذي القضاء بالمياه.

وقال المزارعون في حديث صحفي، أنهم أنفقوا أموالا طائلة على حراثة الأرض وتهيئتها للموسم الزراعي الشتوي، لكن الإحباط أصابهم بعد أن وجدوا أن بوادر الجفاف لا تبشر بخير – على حد تعبيرهم.

وأكدوا أن العديد من سكان الأهوار والمناطق الزراعية في القضاء، اضطروا إلى النزوح نحو مدينة العمارة، وذلك هربا من الجفاف وتراجع الواقع المعيشي، وعدم القدرة على زراعة الأراضي لموسمين متتاليين.

***************

عبر رسائل تسلمتها “طريق الشعب”.. مواطنون يثنون على خدمات “مستشفى الأمل” الوطني

بغداد ـ طريق الشعب

تلقَت “طريق الشعب” أخيرا، رسائل واتصالات عديدة من مواطنين تشيد بأداء كادر “مستشفى الامل” الوطني لعلاج الأورام السرطانية في بغداد، وتثني على حسن التعامل ونوعية الخدمات المقدمة في المستشفى.

والتقى مراسل الجريدة بمدير المستشفى د. مصعب كاظم العبودي، ونقل إليه رسائل المواطنين، ليعلق عليها الأخير بقوله أن “هذا حافز كبير لنا، يخلق لدى ملاكاتنا الطبية رغبة كبيرة في التفاني والعمل من أجل تقديم أفضل الخدمات لمرضانا”، مضيفا قوله: “نحن نحرص على ديمومة خدماتنا واستمراريتها حتى في أيام العطل”.

ويتابع العبودي القول، أن “المستشفى، وبأقسامه كافة، يقدم خدمات متكاملة ونوعية تخص شريحة مهمة، هم مرضى السرطان”.

وعن أقسام المستشفى، يقول أنه “يوجد لدينا أقسام للطب النووي والعلاج الكيمياوي والعلاج الاشعاعي”، مؤكدا أن هذه الأقسام “غير موجودة في بقية المستشفيات والمراكز كخدمات متكاملة مثلما لدينا. وهذا بفضل الجهود التي تبذلها ملاكاتنا الطبية”.

أما عن الصعوبات التي تعترض عمل المستشفى، فيلفت العبودي إلى أن “طبيعة الخدمات المميزة التي نقدمها، تضعنا أمام زخم من المرضى الذين يتوافدون علينا لتلقي العلاج. وبسبب هذا الزخم نضطر إلى تأجيل معالجة بعض المرضى، أو توجيههم للذهاب إلى مراكز أخرى، لكنهم يرفضون الأمر، ونحن من جانبنا نفخر بإصرار المرضى على تلقي العلاج لدينا، إلا أن ذلك يؤدي إلى تزاحم المراجعين، وبالتالي عدم حصولهم على الخدمة المرجوة”.

وبالنسبة للدعم، يشير العبودي إلى أن “المؤسسات الصحية كافة تدعمنا، خاصة وزارة الصحة. ولدينا خطط للتوسيع سيتم تطبيقها على أرض الواقع. كما اننا نمتلك أجهزة متطورة، وقريبا ستزودنا الوزارة بأجهزة حديثة، لنواصل المضي في تقديم أفضل الخدمات للمرضى”.

****************

تحذير من استهداف البطاقات الائتمانية

بغداد – وكالات

حذّر مركز الاعلام الرقمي من حملة منظمة عبر الانترنيت ضد حاملي البطاقات الائتمانية في العراق، لغرض الاحتيال والسرقة.

وقال المركز في بيان له أول أمس الثلاثاء، انه رصد خلال الفترة الماضية انتشار روابط على مواقع التواصل الاجتماعي تدعي إطلاق مكافآت او مبالغ مالية تعتزم الحكومة دفعها للموظفين عبر بطاقاتهم الائتمانية.

وبين انه “بمتابعة الروابط من قبل فريق المركز، ظهر انها وهمية وتهدف الى إقناع الناس بالكشف عن معلومات حساسة ومهمة في بطاقاتهم الائتمانية، ما يتيح للجهات المهاجمة سحب أموال من هذه البطاقات دون موافقة أصحابها”.

ونبه المركز من ان “عمليات التصيد الاحتيالي ما زالت تتصاعد في العراق، ومن الممكن ان تتطور في المستقبل القريب، وذلك عقب انتشار استخدام البطاقات الالكترونية واتجاه الدولة نحو رقمنة القطاع المصرفي”، مؤكدا ان “هذا الامر يحتم على الجمهور اتباع عدداً من النصائح والإرشادات الخاصة بحماية بطاقاتهم الائتمانية، وأهمها عدم الكشف عن معلومات البطاقة او الشراء عبر الانترنيت الا من الجهات الموثوقة”.

وشدد المركز على “تأمين حماية الاجهزة وشبكات الانترنيت المستخدمة في التعاملات المالية، ومراجعة الانشطة الاخيرة للحساب بين وقت وآخر وابلاغ البنك عن اي نشاط مشبوه”.

***************

مواساة

  • تعزي منظمة الحزب الشيوعي العراقي في الكاظمية/ اللجنة المحلية في الكرخ الأولى، الرفيق فيصل محمد علي الملا (أبو وائل) بوفاة شقيقته (أم زياد) إثر مرض عضال لم يمهلها طويلا.

الذكر الطيب للفقيدة والصبر والسلوان لعائلتها.

  • تتقدم منظمة الحزب الشيوعي العراقي في الشامية، بالتعازي والمواساة للرفيق محمد جواد عبد الرضا بوفاة شقيقه جراء وعكة صحية مفاجئة.

للفقيد الذكر الطيب ولعائلته وذويه الصبر والسلوان.

****************

الصفحة السادسة

بحجة تطوير المعامل والمصانع .. “ الفساد” يهدر 30 مليار دولار توجه حكومي لخصخصة المصانع المعطلة وخبراء يذكّرون بتجارب فاشلة

بغداد ـ عبدالله لطيف

تعتزم وزارة الصناعة والمعادن، تدشين خطط جديدة أعدتها لتأهيل المعامل والمصانع في البلاد، ما يتطلب ان تقوم الوزارة بإعادة تأهيل الكوادر الفنية التي اصبحت بلا مهارات بعد ان توقفت عجلة الانتاج الوطني طيلة السنوات الماضية.

 ويملك العراق وفرة من المهندسين، والكوادر العليا من الفنيين، لكنه في الوقت ذاته يعاني من نقص كبير في الكادر الوسطي والعمال والفنيين، ويعود ذلك الى ضعف مؤسسات التعليم المهني التي فقدت الكثير من الورش، التي كانت تلعب دوراً في صقل مهارات الطلبة.

خطط استثمارية

وقالت وزارة الصناعة ان خطتها الاستثمارية ستكون “قصيرة ومتوسطة وطويلة المدى”، وفقا لوكيل الوزارة لشؤون التخطيط، يوسف جاسم الجنابي.

وقال الجنابي إن الخطة “التي تم رصد التخصيصات المالية لها ضمن الموازنة الاتحادية لعام 2021 تهدف إلى دعم شركات الوزارة للنهوض بواقعها الصناعي وإنتاج سلع جديدة”.

واكد الجنابي تأييد الوزارة “فكرة خصخصة القطاع الحكومي لكن باستثناء الشركات الإستراتيجية التي لا تحتاج لدعم حكومي مستمر، أما الشركات الأخرى التي يمكن للقطاع الخاص الاستثمار فيها، فيمكن إحالتها إلى المستثمر سواء كان محليا أم أجنبيا شرط مراعاة حقوق الموظفين بتلك الشركات”.

ويشير وكيل الوزارة إلى أن حجم المنتجات الصناعية “يشكل نسبا متفاوتة منها ما حقق الاكتفاء الذاتي الكامل محليا كصناعة الإسمنت، ومنها ما حقق جزءا من الاكتفاء كالصناعات الكهربائية والأدوية والأسمدة”.

ويبلغ العدد الكلي للمصانع التابعة لشركات القطاع العام في العراق نحو 227، لكن أعداد المعامل المستمرة بالعمل هي 140 فقط، بحسب بيانات وزارة الصناعة والمعادن.

ووفقا لتلك البيانات، فإن نحو 18 ألفا و167 مشروعا صناعيا متوقفة عن العمل لأسباب مختلفة.

تجارب سابقة خاطئة

ويذكر الخبير الاقتصادي، مصطفى حنتوش لـ”طريق الشعب”، أن “العراق ‏بدأ بعد العام 2006 خطة لإعادة تطوير المعامل والمصانع المملوكة لوزارة ‏الصناعة، وبعض المعامل المملوكة للوزارات الاخرى. هذا الخطة كلفت العراق،  من سنة 2007 لغاية سنة 2019، ما يقارب 30 مليار دولار، لم ينتج ‏عنها سوى اعادة تأهيل اقسام من بعض المعامل”.

ويقول حنتوش، ان “المصانع والمعامل الموجودة في العراق، اصبحت متهالكة ومتقادمة، لا يمكن للدولة بشكلها ‏الحالي، ووفق منظومة الفساد الحالية ان تتعاقد على انشاء معامل جديدة، ‏فضلاً عن ذلك نحن بحاجة الى ايقاف الاستيراد ووضع نظرية تسويقية ‏جديدة، ودعم المنتج الوطني”.

ويضيف، أن “مجموعة ورش عقدها مختصون ومهتمون في هذا الميدان، نضّجت الافكار باتجاه أن تعيد الدولة بعض المعامل غير المتهالكة الى العمل، في حين أن البعض ‏الآخر من المصانع والمعامل، كان التصور ان تتحول الى مشاريع صغيرة ومتوسطة، ‏تجارية وصناعية”.

ويردف حنتوش كلامه بأن “الدولة لا يمكن لها اعادة اكثر من سبعة مصانع الى العمل”، لافتا الى افتتاح بعض المصانع التي تخص صناعة ‏الالمنيوم وتقطيع الحديد، والمياه والثلج.

ويتوقع حنتوش، انه في حال تعذر على الدولة اعادة تأهيل تلك المصانع، قد يكون التوجه الحكومي نحو ‏الاستثمار، منبها الى أنه “في ظل وجود قانون الاستثمار، ‏رقم 55 المشوه، الذي انتج تجارب فاشلة، سيكون من الصعب ان ينجح أي مشروع معه، بل سنكرر اعادة تجارب ‏الاستثمار التي فشلت في السابق، من بين ذلك طرح الاسواق المركزية ‏للاستثمار منذ 4 سنوات”.

بلا رأس مال فكري

من جهته، يقول الخبير الصناعي، باسم جميل أنطوان، أن وزارة الصناعة تشكل “ركنا أساسيا من المؤسسات الحكومية التي تخلق ‏فرص عمل للعاطلين”.

ويشير أنطوان في تصريح لـ”طريق الشعب”، الى أن “هناك فريقا عمل على  استراتيجية التعليم والتدريب المهني، وهو مشروع كان بالتعاون ‏مع منظمة اليونسكو والاتحاد الأوربي”.  ‏

وبحسب أنطوان، فان هناك أيدي عاملة كثيرة “لكنها غير ‏مؤهلة للالتحاق في القطاعات الإنتاجية، خصوصاً اننا فقدنا خلال السنوات ‏الماضية، امهر العمال عن طريق الهجرة، او عن طريق التقاعد من العمل”. ‏

ويذكر أن العراق “لا يملك رأس مال فكري رغم وجود معهد التدريب والتطوير في ‏وزارة الصناعة لكنه لا يسد الحاجة، إضافة الى وجود أربع جامعات في ‏العراق تخرج فنيين وحرفيين مثل جامعة التقنية الوسطى في بغداد، ‏وجامعة التقنية الجنوبية في البصرة وجامعة الفرات الاوسط في النجف ‏والجامعة التقنية في الموصل”، مشيرا الى عدم وجود “قطاعات تستثمر مخرجات هذه الجامعات”.  ‏

ويضيف الخبير الصناعي، “أننا نملك درجات عليا من الفنيين لكننا لا نملك الكادر الوسطي، حيث ان هناك وفرة في عدد المهندسين وقلة في عدد العمال الفنيين”. ‏

ويؤكد ان مخرجات التعليم المهني في العراق “لا تصل حتى الى 20 في المائة من ‏مجموع التعليم. بينما في العالم تكون النسبة مناصفة بين التعليم المهني ‏وباقي الاختصاصات”. ‏

ايجاد كادر وسطي

وفي السياق، يتحدث مدير امتحانات التعليم المهني السابق، حسين علاوي، عن أهمية التعليم المهني واستفادة العراق منه في فترات سابقة، قائلا: ان الهدف الرئيسي للتعليم المهني هو “إيجاد كادر وسطي في المعامل والمزارع وغيرها من مجالات الانتاج”.

ويقول علاوي لـ”طريق الشعب” انه “في العراق ولدت منذ فترات طويلة اعداديات الصناعة ومن ثم الزراعة ولاحقا التجارة، لتتوسع التخصصات المهنية شاملة الحاسوب والبرمجيات وأقساما عديدة. وتعتمد جميعها على ما يسمى بالعمود الفقري للتعليم المهني وهي الورش المدرسية”، لافتا إلى ان “الورش تعتبر أساس نجاح هذا التعليم وتحقيق الغاية منه؛ ففي عام 1979 أسست شركة (زبلن) عشر إعداديات مجهزة بالورش المتكاملة بكل ادواتها العملية والنظرية وحتى ادوات الخدمة للمدرسين ولهذا نضج التعليم المهني في ذلك الوقت. وأصبح خريجو المدارس المهنية يعملون في قطاعات الدولة أو يتوجهون لفتح ورش العمل”.

ويشير المدير العام إلى ان “التعليم المنهي حاليا يحاول النهوض وإعادة نشاط ورشه مجددا ولكن النتائج دون المستوى المطلوب. والأمر المؤسف أن مخرجاته باتت لا تلبي حاجة سوق العمل الذي يتحمل القائمون عليه مسؤولية ذلك، بسبب النمط الاقتصادي الاستهلاكي السائد. فلا توجد معامل أو مصانع أو قطاع خاص حيوي للاستفادة من مهارات التعليم المهني”. 

تجربة التعشيق

ويواصل علاوي حديثه بأنه “قبل عام 2003 فكرنا كمختصين أن ننضج دور التعليم المهني بشكل أكبر، وأتينا بفكرة تسمى (التعشيق) والتي كانت ذات نتائج مجدية للبلد على الصعيد الدراسي والانتاجي”، مبينا أن “فكرة التعشيق تقتضي التنسيق مع كافة الوزارات ومعاملها التي تشهد مشاكل فنية أو حاجات تخصصية، وأن لا تتعامل هذه الوزارات مع السوق لتلبية حاجاتها، وإنما تعتمد على طلبة واساتذة التعليم المهني، وأحدثت تلك التجربة نقلة مهمة وحققت نتائج رائعة بعدما زجت الطلبة بميدان العمل وضاعفت خبراتهم ومهاراتهم. ومثال على ذلك، قيام اساتذة وطلبة من التعليم المهني بتصليح كابسات لشركة الزيوت النباتية، كانت كلفة تصليحها آنذاك تتراوح بين 300 – 400 ألف دينار وهو مبلغ كبير، حيث أنجزت عملية تصليحها بحوالي 125 ألف دينار فقط. ويمكن للمرء أن يتخيل من هذا المثال أهمية دور التعليم المهني للبلد”.

ويلفت علاوي انتباه ”طريق الشعب”، إلى ان أبرز مشاكل قطاع التعليم المهني حاليا تتعلق بوجود “كوادر في وزارة التربية تدير القطاع ولكنها غير مختصة به. بينما تغيرت الكفاءات السابقة التي كانت على دراية بالأمور. وأما الجانب الآخر فإن إدارة الدولة اعتمدت على الخصخصة الميتة التي أنهت الصناعة والزارعة في القطاعين العام والخاص، وهذا أثر كثيرا على التعليم المهني لأن مخرجاته أصبحت لا تجد مكانا في سوق العمل. وحولت الإدارة الخاطئة للاقتصاد الكثير من طلبة هذا القطاع إلى خريجين غير ماهرين. وبالإضافة إلى ذلك، فإن المدارس المهنية كانت تتلقى في السابق تخصيصات مالية عبر المديرية العامة للتعليم المهني، ولكن بعد إناطة مهمة صرفها بمسؤولية المحافظات التي أصبحت مسؤولة أيضا عن هذه المدارس، أصبحت الأموال والتخصيصات تذهب إلى غير أماكنها الطبيعية وهذا أمر غير منطقي وجائر”.

**************

رهان   الخصخصة

ثامر الهيمص

ازدهر هذا الرهان ، بثلاثة أعمده لا رابط تكاملي أو موضوعي بينهما، فكل  واحد من هذه الأعمدة له ظرفه التاريخي وعوامله الموضوعية ، فبعد انهيار الاتحاد السوفيتي انبرى فوكوياما الامريكي شامتا بكتاباته مبشرا بفجر جديد للرأسمالية اللبرالية بطابعها المتوحش في بداية تسعينات القرن الماضي، من أن الرأسمالية هي الأصح ايديولوجيا واقتصاديا واجتماعيا، واكب هذا الاندفاع موجه رأسمالية أشرس في المحيط الامريكي أي في جواره لممارسة التطبيق الحي لهذه القفزة، فبعد إنشاء منطقة التجارة الحرة لامريكا الشمالية (نافتا) والتي ضمت كلا من :الولايات المتحدة الأمريكية، المكسيك، كندا قصد إنشاء منطقه للتبادل الحر، سارت عملية الخصخصة إلى الأمام بخطى متسارعة وعلى وفق السراط المستقيم لصندوق النقد الدولي  وما حمله من( بشائر) . فقد خفضت اعداد الموظفين في قطاع الدولة إلى النصف في الفترة بين 1988و1994. ومع حلول العام 2000 كان عدد الشركات التي تملكها الدولة قد انخفض إلى 200 شركة مقارنة مع ما كان عليه هذا الرقم وهو 1100 قبل عام 1982. وقد وضعت شروط الخصخصة بأسلوب يشجع تملك الاجانب. (د. صالح ياسر حسن /الخصخصة والاصلاحات الاقتصادية بين خيبات العقيدة ورهانات الواقع /ص402/ 2016). هذا غيض من فيض يتميز كونه مع جار يبني الآن جدارا عازلا لمنع فقراء المكسيك هربا من الفقر باتجاه امريكا بحيث حجزوا الأطفال وحدهم بمخيمات. هذا حصاد مر.  

أما العمود الثالث بعد التجربة السوفيتية ثم الأمريكية، قفزت الصين معززة لدافع إعادة النظر من وجهة نظر صينية وحسب تجربة العملاق الاصفر، حيث الخصخصة طوع بنان حزب شيوعي يشذب ليرفع الإنتاج بدون جروح صندوق النقد الدولي والنافتا وما نسج في ضوئها عالميا. وهكذا باتت الصين ثانيا إلى حين اقتصاديا في العالم. حيث مؤمل الأولوية وفق التوقعات قريبا.  

مما يعني أولا وأخيرا أن المفاهيم الرأسمالية مأزومة في ضوء التجربة كما إنها ليست حلا وليست عصى موسى كما يلوح بها طبقة ال 1% من بارونات الرأسمالية العالمية، فاقتصاد السوق بمقوماته لا يعني أنه يسعى للمعقولية او الأنسنة في توجهاته عموما كما لمسناها من هشاشة النظام الصحي في كورونا، اذ يمثل سكان أمريكا 4% من سكان العالم توفى منهم 25% من عدد وفيات العالم، لأن الدولة غير معنية حيث تركت الأمر لاقتصاد السوق. 

إن العديد من مقومات السوق لا تتوفر اوتوماتيكيا بفعل السوق نفسه وانما من خلال تدخل الدولة، فالمنافسة لا تستمر إلا بفضل السلطة العامة، والتبادل السلعي لا يتم إذا لم تتوفر معايير الجودة والمواصفات الفنية التي توضع أو تعتمد من قبل هيئات رسمية أو مهنية لا علاقة لها بقوى السوق (المصدر اعلاه ص 549). 

فخيار أو رهان الخصخصة ليس مرفوضا مبدئيا، وانما مقبول في ضوء الحجم الحقيقي بتوسطه بين الدولة والمجتمع بدون التفافات عقائدية أو تقويض الهدف العام لاي مجتمع هو لبسط العدالة بتقليل وحصر التفاوت الطبقي الحاد لتصبح الاقلية القليلة تتحكم بالدولة والمجتمع.

اذن رأس رمح اللبرالية المنفلتة في العالم هو صندوق النقد الدولي الذي تملك غالب اسهمه بلدان رأسمالية وتتبنى سياساته التي شرعتها له اعتبارا من بعد الحرب العالمية الثانية. فمن خلال تجربتنا مع صندوق النقد الدولي نستطيع أن نرى الصورة أوضح والموقف ادق، نعم كان موقف الصندوق في اتفاق باريس بعد 2003 في خفض 80% من ديون العراق أغلبها اسلحة للحرب وبسببها مع إيران والدول الخليجية لم توافق لحد الآن وسميت ديونها بالبغيضة. ومضينا مع الصندوق مقابل ذلك بشروط لقاء التخفيض أعلاه.  وكانت: على العراق إطلاق حرية التجارة، وفق التوجه الرأسمالي بتحرير تجارته المحلية والخارجية من القيود، وفتح الحدود أمام السلع المتدفقة إلى العراق، وكانت النتيجة، ووفقا لما صرح به أمين عام مجلس الوزراء، ان حجم العملة المتسربة أعذار واهية تقدر ب 180 مليار دولار بين عامي (2003--- 2012) ولم يخرج من هذا المبلغ بصفة شرعية غير 5% فقط. (د. عودة ناجي الحمداني /صندوق النقد الدولي (خصوصية العراق) ص85 / 2014).   

 وترتب بموجب هذل السياق بقيادة وتوجيه صندوق النقد الدولي، وحسب آخر إحصائية دولية في أواخر الشهر العاشر لعام 2021 ان ثلث العراقيين يباتون جياعا، هذا ناجم عن بطالة بلغت بين الشباب بنسبة 6/22% و3/56% بين الاناث، (عادل عبد الزهرة شبيب /اغتيال الاقتصاد العراقي /ص161 / 2020).   وان تقديرات دولية بلغت نسبة ذوي الاحتياجات الخاصة 5% من مجموع السكان في العراق، هذا بعد الشراكة الدولية الرأسمالية من خلال صندوقهم، فهذه الغمامة والحصاد المر لا تزيحها الخصخصة كأحد أبرز شروط النقد الدولي وادواته المحلية من شرائح الفساد التي هي نتاجه الحتمي، كما ان ذريعة رأس المال جبان لم تسر على رساميل مؤسسي صندوق النقد الدولي.  

 كل هذا لا يعني ان الديمقراطية كانت غطاء للخصخصة الكلاسيكية، ولكن تجاوز الخصخصة وامتدادها لرسم السياسات وتكيفها بلي عنقها بعيدا عن العدالة هنا الاشكال الاساس ’ انها أي الديمقراطية اداة حقيقية للعدالة التي ترسم معالم خارطة طريق التنمية السياسية والاجتماعية. 

فالخصخصة التقليدية ضمن أطر الدول الرأسمالية حدودها معروفة من حيث العموم، أهمها وأبرزها أن لا تكون خدمة الخصخصة واقعة ضمن الوظائف العامة الأساسية   للدولة، وهي الأمن والدفاع، والعدالة والسياسة الخارجية (د. ربيع صادق دحلان /الاتجاهات المعاصرة في ادارة المشروعات العامة /ص 250 /1981). إذن الخطر هو تغول الخصخصة سيما إذا كانت دولية بحيث تتحول الأطراف الأضعف لحدائق خلفية للدول ذات العلاقة التجارية، فتدمر الانتاج المحلي العام والخاص، كما نلمسه وبعد مرور18 عاما على تجربة اقتصاد السوق نتيجة التغول الناجم ليس من مساهمي الصندوق فحسب بل من استثمر بالانفتاح في فتح الحدود والتحويل الخارجي مع تراجع الوظائف الأساسية للدولة.  

الصورة القاتمة لها انفراجات نلمسها الآن من خلال انتفاضة تشرين، حيث اثبتت بشكل قاطع أن تغول الإثنيات والمذهبيات لم تصنع ديمقراطية حقيقية التي هي المعبرة عن عدالة تحسم من خلالها.  اذ يتوقف نجاح الديمقراطية في الدول المتعددة إثنيا على عدة عوامل، من أهمها: القدرة على خلق الانقسامات المتقاطعة، التي تقلل حدة الانتماءات الإثنية، عملية التنشئة الاجتماعية والسياسية، حجم الاتصالات الإثنية المختلفة وسعتها. (سهام فوزي / التحول الديمقراطي في المجتمعات الاثنيه / دراسة مقارنة/ العراق وجنوب افريقيا ص 315/ط 1 /2019).   

هذه الديمقراطية التي تضع مسارا للخصخصة والعدالة كما نجحت في جنوب افريقيا   وهذا فرقها عن ديمقراطية صندوق النقد الدولي بشروط قروضه وهيمنة مستفيديه في الخارج والداخل ليصبح الفساد بكل انواعه قاسما مشتركا لهم.  

فالخصخصة العراقية كمشروع مواكب لصندوق النقد الدولي لا نتوقع الفكاك منه ومنها حتى لو بلغ سعر النفط أكثر من مئة دولار للبرميل اذ سبق ان بلغ 120 دولار، لان العراق لا زال بعيدا عن خلق الانقسامات الافقية المتقاطعة مع التقسيمات ما قبل الدولة الحديثة، وفكر الخصخصة الحالية يجد جذوره في هذه الأرضية.  

فالأولوية تكون بالمطالبة بالحاجات الاساسية سلميا من البطالة إلى الخدمات الكهرباء والصحة والتعليم، سيما وان ملف المياه لا زال بدون حل حقيقي الذي بدأ تهديده كما أعلمتنا وزارة الري بخفض حصة زراعة الحنطة والشعير إلى النصف، التي يستحيل على اقتصاد السوق المنحرف انجازها، خصوصا وان البطالة في تزايد يومي وما يرافقها من كوارث.  لذلك ينبغي نشر الوعي الثقافي الذي يعيد تجسير العلاقة بين الاثنيات والمذهبيات التي هي حقل اقتصاد السوق المنحرف لنذهب لاقتصاد السوق الاجتماعي الذي يهدف لتلبية الحاجات الاساسية للإنسان.

***********

الصفحة السابعة

تعهدات بخفض انبعاثات غاز الميثان وإنهاء إزالة الغابات.. قمة غلاسكو: التغييرات المناخية وراء مجاعة مدغشقر

متابعة ـ طريق الشعب

في قمة المناخ 26، التي تستضيفها مدينة غلاسكو الاسكتلندية، والتي تستمر لأسبوعين، لمناقشة سبل تقليل الانبعاثات الحرارية، حيث تشارك فيها نحو 200 دولة، اعلن 80 بلداً منها توقيع تعهد بالمشاركة في خفض انبعاثات غاز الميثان، احد مسببات الاحترار العالمي. فيما التزمت أكثر من 100 دولة بإنهاء إزالة الغابات، مع نهاية العقد الحالي، فضلاً عن تخصيص اموال لحماية الغابات واستعادة غطائها النباتي، كان للاحترار المناخي دور كبير في زيادة المجاعة التي تضرب مدغشقر.

خفض غاز الميثان

وأعلن 80 بلدا، أمس الاول، توقيع تعهد بخفض انبعاثات الميثان وهو أحد الغازات الدفيئة الرئيسية المسببة للاحترار العالمي، بنسبة 30 في المئة بحلول العام 2030. ومن بين هذه الدول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، فيما أكد الرئيس الأمريكي جو بايدن أن موقعي هذا الالتزام يمثلون 70 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي.

وأعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، إلى جانب الرئيس الأمريكي جو بايدن ان “الميثان هو أحد الغازات التي يمكننا خفضها بشكل أسرع” من غيره، مشيرة إلى أنه “مسؤول عن نحو 30 في المائة من احترار الكوكب منذ الثورة الصناعية”.

وعقّب جو بايدن أنه “أحد أقوى الغازات الدفيئة”، مؤكدا أن موقعي هذا الالتزام يمثلون 70 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي.

إنهاء ازالة الغابات

وقبل ذلك، التزم أكثر من 100 زعيم عالمي بإنهاء “إزالة الغابات وانحلال التربة بنهاية العقد الحالي، بدعم من أموال عامة وخاصة حجمها 19 مليار دولار للاستثمار في حماية الغابات واستعادة غطائها النباتي”.

ويقول معهد الموارد العالمية، إن “الغابات تمتص نحو 30 في المائة من انبعاثات غاز ثاني أوكسيد الكربون من الغلاف الجوي بما يحول دون تسببها في زيادة درجة حرارة الأرض”، لكن هذا الحائل الطبيعي دون تغير المناخ يختفي سريعا.

ووعد قادة أكثر من مئة دول حول العالم، بينها فرنسا والولايات المتحدة والصين، بإنهاء إزالة الغابات وانحلال التربة بنهاية العقد الحالي. ولاقى البيان المشترك في محادثات المناخ كوب26 في غلاسغو دعما من زعماء دول منها البرازيل وإندونيسيا وجمهورية الكونغو الديمقراطية، التي تمثل مجتمعة 85 في المائة من غابات العالم.

وذكر بيان من مكتب رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون نيابة عن زعماء القمة أن إعلان غلاسغو بشأن الغابات واستخدام الأراضي سيغطي غابات تبلغ مساحتها الإجمالية نحو 21 مليون كيلومتر مربع.

مجاعة مدغشقر

وفي المقابل، حذر مساعد مدير برنامج الأغذية العالمي في مدغشقر أدوينو مانغوني، من أن الاحترار المناخي الناجم عن الأنشطة البشرية هو المسبب للمجاعة التي تضرب مدغشقر، مشيرا إلى أنها الحالة الأولى من نوعها ولكنها لن تكون الأخيرة.

وقال مانغوني خلال إحاطة في مقر الأمم المتحدة في جنيف، أن “30 ألف شخص يعانون حاليا من المجاعة في القسم الجنوبي من الجزيرة التي تشهد جفافا غير مسبوق منذ 40 عاما، كما يعاني 1,3 مليون شخص من نقص حاد في التغذية”.

وأضاف أن “هذه المجاعة هي الأولى الناتجة عن الاحترار المناخي الناجم بدوره عن أنشطة بشرية”.

ولفت مانغوني إلى أن هذه المجاعة هي “الأولى المتصلة بالتغير المناخي على الأرض”.

وشدد قائلا: “الوضع مقلق للغاية”، واصفا أطفالا أصبحوا “جلدا على عظم” التقاهم في مركز للتغذية خلال رحلته الأخيرة إلى المنطقة الأكثر تضررا، مضيفا “الأمر يفطر القلب”.

وحذر من أن “موعد موسم الحصاد المقبل لن يحين قبل ستة أشهر، وأن الوضع حتى ذاك الحين سيستمر بالتدهور”، مذكرا بأن “500 ألف طفل يعانون حاليا من سوء التغذية، بينهم 110 آلاف يعانون من سوء تغذية حاد وهم على بعد خطوة من الموت”.

 **********************************************

حمدوك: اطلاق المعتقلين السياسيين قبل اي حوار

الخرطوم ـ وكالات

اشترط رئيس الوزراء السوداني، عبدالله حمدوك، إطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين وإعادة وضع المؤسسات الدستورية لما قبل انقلاب 25 تشرين الأول، قبل الدخول في أي حوار لتسوية الأزمة.

وأفاد المتحدث باسم رئيس الوزراء السوداني، عبد الله حمدوك في منشور على فيسبوك، بأن «حمدوك متمسك بإطلاق سراح جميع المعتقلين وإعادة وضع المؤسسات الدستورية لما قبل الانقلاب العسكري في 25 تشرين الأول قبل الانخراط في أي حوار للتوصل لتسوية للأزمة»، مضيفاً ان  «الجيش لا يزال يتفاوض معه للتوصل إلى اتفاق يعيده رئيسا للوزراء».

وسيعقد مجلس حقوق الانسان التابع للأمم المتحدة، جلسة طارئة بشأن السودان يوم الجمعة القادم، بطلب من بريطانيا ودول أخرى في أعقاب الانقلاب العسكري الذي وقع الأسبوع الماضي.

وتم إرسال الطلب البريطاني يوم الاثنين نيابة عن 18 دولة عضوا، بينها السودان، وهو أكثر من الثلث اللازم لعقد جلسة خاصة للمجلس الذي يتخذ من جنيف مقرا، ويضم 47 عضوا. وأيدت القرار 30 دولة لها وضع مراقب بالمجلس بينها الولايات المتحدة.

 *********************************************

الاتحاد التونسي للشغل يطلب من سعيّد سقفا زمنيا 

تونس ـ وكالات

دعا الاتحاد التونسي للشغل، وهو أكبر منظمة نقابية في تونس، أمس الأربعاء، الرئيس التونسي قيس سعيّد إلى وضع سقف زمني لرفع الإجراءات الاستثنائية الأخيرة، مطالبا إياه بتوضيح رؤية مستقبلية للبلاد في علاقة النظام السياسي بالملفين الاقتصادي والاجتماعي.

وشدد أمين عام اتحاد الشغل، نور الدين الطبوبي، في تصريحات مع «صحيفة الصباح» التونسية، على أنه «لا يمكن تحديد رؤية لمستقبل البلاد خارج الأحزاب والمجتمع المدني»، مؤكدا أن «تونس تعيش اليوم في مفترق طرق».

وكان الأمين العام المساعد للاتحاد التونسي للشغل في تونس، محمد علي بوغديري، قال إن تونس تشهد فترة انتقالية استثنائية لكنها تنطبق مع الدستور، مشيرا إلى أن ما أقدم عليه الرئيس التونسي في 25 تموز الماضي، هو في «إطار الدستور ويواصل فيه، في ظل الخطر الذي يداهم الشعب والبلاد».

وأضاف بوغديري في حديث لـ»راديو سبوتنيك»، أن «الفترة الانتقالية ستنتهي وسنجد أنفسنا في إطار المؤسسات الدستورية وستكون هناك انتخابات قادمة وعودة للحياة الطبيعية ولكن لا عودة لما قبل 25 تموز».

وأكد ما جاء في بيان الاتحاد التونسي العام للشغل الرافض للعودة إلى ما قبل 25 تموز «نظرا للصعوبات والعراقيل والتشويه للبلاد الذي نريد الخروج منه والذهاب لوضع دائم من خلال انتخابات ومؤسسات وهذا سيكون في أقرب الآجال».

 *********************************************

طرفا الحرب في اثيوبيا متورطان في ما قد يرقى الى «جرائم حرب»

جنيف ـ وكالات

قالت منظمة الأمم المتحدة، أمس، إن الحرب في إثيوبيا المستمرة منذ عام اتسمت بـ»الوحشية المفرطة»، ودعت إلى محاسبة مرتكبي الجرائم في هذه الحرب من الطرفين. وأشارت مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، ميشيل باشليه، إلى أن «خطورة الانتهاكات والتجاوزات التي وثقناها تؤكد الحاجة إلى محاسبة الجناة من كلا الطرفين». واتهم تحقيق مشترك بين مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان ولجنة حقوق الإنسان الإثيوبية التي شكلتها الحكومة، في الفظائع المزعومة، جميع الأطراف بارتكاب انتهاكات، لكنه تجنب تحديد الجهة التي تتحمل المسؤولية الأكبر.

وأضافت باشليه، في تصريحات صحافية، أن «التعاون كان ضروريا لفريقها كي يصل إلى إقليم تيغراي المضطرب، ومنعت السلطات الإثيوبية الصحفيين والمنظمات الحقوقية والمراقبين الخارجيين الآخرين من دخوله إلى حد كبير».

وقال التحقيق إن جميع الأطراف، بما في ذلك قوات من إقليم أمهرة المجاور، ارتكبت انتهاكات قد ترقى إلى جرائم ضد الإنسانية، وجرائم حرب.

وتضمنت النتائج التي خلص إليها التحقيق استخدام عدة معسكرات تابعة للجيش الإثيوبي لتعذيب عناصر قوات تيغراي المحتجزين، أو المدنيين المشتبه في دعمهم لتلك القوات.

وأسفر الصراع، الذي اندلع في إقليم تيغراي الإثيوبي، عن مقتل آلاف الأشخاص منذ سماح حكومة رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد، لجنود من إريتريا المجاورة بغزو تيغراي، والانضمام إلى القوات الإثيوبية في قتال قوات تيغراي التي هيمنت لفترة طويلة على الحكومة قبل وصول أبي أحمد للسلطة.

 **************************************************

جسدت انسجاما شكليا.. قمة مجموعة العشرين.. اتحاد غربي ضد الصين واتفاق حد أدنى بشأن المناخ

رشيد غويلب

سعت الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي، خلال قمة العشرين التي استضافتها العاصمة الإيطالية روما أيام 29 -31 تشرين الأول الفائت، تنظيم تحالف عابر للأطلسي ضد الصين. واتفق الجانبان على حل وسط جزئي في الخلاف حول العقوبات الكمركية الأمريكية على تصدير الصلب والألومنيوم من الاتحاد الأوروبي. وبالتالي ستبقى التعريفات سارية، وبالمقابل ستحصل شركات الاتحاد الأوروبي على إعفاءات من الرسوم الكمركية. وقررت بروكسل عدم زيادة التعريفات العقابية على بعض المنتجات الأمريكية إلى 50 في المائة. وكان الرئيسان الأمريكي جوزيف بايدن والفرنسي إيمانويل ماكرون قد حسما، على الأقل في العلن، الخلاف المحتدم بين البلدين بشأن صفقة القوارب النووية الملغاة.

خيبة أمل

وبشكل عام، كانت نتائج قمة مجموعة العشرين مخيبة للآمال. لقد قرر رؤساء الدول والحكومات، كما هو متوقع، حدا أدنى لضريبة عالمية بنسبة 15 في المائة. لكن الإعلان عن ضرورة تلقيح ما لا يقل عن 40 في المائة من السكان “في جميع البلدان”، بحلول نهاية عام 2021، ضد كورونا، و70 في المائة على الأقل بحلول منتصف عام 2022، قوبل بانتقادات، فلا تزال الدول الغنية تحتفظ بكميات هائلة من اللقاحات. ووفرت 77 في المائة من جرعات اللقاح لسكانها، ولم يستفد حتى 1 في المائة من سكان البلدان الفقيرة من الخزين المتوفر. ولهذا دعا الرئيس الصيني شي مجموعة العشرين للتخلي عن تحفظاتها على الإطلاق الجزئي لحقوق ملكية انتاج اللقاحات؛ وتعد المانيا أكثر البلدان المعنية بذلك، لإعاقتها تأمين لقاح فايزر الذي تنتجه شركة بونتيك في مدينة ماينز الألمانية، لتحقيق أكبر قدر من الأرباح. وأشار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي شارك أسوة بنظيره الصيني، عبر دائرة تلفزيونية، إلى أن دول مجموعة العشرين تواصل منع “ الاعتراف المتبادل باللقاحات”، على أرضية “ذهنية المنافسة”.

التزامات فضفاضة

وجاء تعهد الدول المشاركة في القمة بشأن العمل على ضبط ارتفاع درجة حرارة الأرض، بصياغة عامة، ودون التزامات محددة، حيث أشار البيان الختامي إلى ضرورة مواصلة الإجراءات “الهادفة والفعالة” لقصر الزيادة في درجة حرارة الأرض على 1.5 درجة مئوية. وينطبق الشيء نفسه على القول بضرورة “الإجراء الفوري”. وجاءت القرارات غامضة للغاية فيما يتعلق بالتوقف عن بناء محطات الطاقة التي تعمل بالفحم وإلغاء دعم استخراج الفحم. وقبل نهاية الجلسات بوقت قصير، أفاد مطلعون بأن الوقت المناسب لتحقيق الحياد المناخي لن يكون عام 2050، بل سيكون وفق صياغة غامضة “منتصف القرن”. من جانبها التزمت الصين بالحياد المناخي بحلول عام 2060. ورفضت الهند، التي تنتج 70 بالمئة من احتياجاتها من الكهرباء بواسطة الفحم، الالتزام بموعد محدد.

خلافات مستمرة

إن الأجواء الدبلوماسية خلال جلسات القمة، لا تخفي حقيقة استمرار الخلافات العلنية بين بلدانها الرئيسة، فعلى الرغم من اتفاق الرئيس الفرنسي ماكرون ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، على هامش أعمال القمة تسوية الخلاف بشأن حقوق الصيد المتصاعدة بينهما في أسرع وقت ممكن. أثارت تعليقات ماكرون، الذي ألقى باللوم من جانب واحد على بريطانيا العظمى، الشكوك حول نجاح التسوية، وهذا ما أكدته التقارير الإعلامية في الأيام الأخيرة، التي تشير إلى استمرار الحرب الإعلامية بين البلدين. وكذلك التفاهم بشأن العقوبات الكمركية، جاء بسبب خسارة قطاع الصناعة الأمريكية لنسبة كبيرة من أرباحه، لارتفاع أسعار الصلب. وتريد واشنطن معالجة هذه المشكلة بواسطة محاصصة متبادلة على أساس أولوياتها.

احتجاجات عديدة

امتازت الاحتجاجات ضد قمة العشرين هذه المرة باللامركزية والتعدد، فمن تنظيم تجمع لقطع الطريق المؤدي إلى مقر انعقاد القمة، إلى دعوة لجنة “ لا لدراغي” إلى تظاهرة احتجاجية ضد سياسات رئيس الوزراء الإيطالي دراغي وضيوفه، ومن ثم التجمع في ساحة قرب “الهرم القديم” جنوب روما، الذي شارك فيه، وفق جريدة مانفستو اليسارية 6 آلاف من المناهضين للرأسمالية، تلبية لدعوة اتحاد نقابات “كوبيس” للمنظمات القاعدية. ومثلت دعوة الحركات الاجتماعية إلى عقد “جمعية وطنية”، بموازاة جلسات القمة بيومها الأخير، لمناقشة سبل تطوير النضال من أجل العدالة الاجتماعية، ذروة النشاطات البديلة.

وكانت حركة “جمعة للمستقبل” المناضلة من أجل حماية المناخ، قد دعت خلال أيام انعقاد القمة إلى إضرابات وتظاهرات طلابية شبابية، وقد دعمت هذه الأنشطة قوى اليسار السياسية والاجتماعية، بالإضافة إلى العاطلين عن العمل والمتقاعدين.

وبالمقابل تم نشر قرابة 6 آلاف من القوات الأمنية والجنود، لمواجهة الاحتجاجات. وتمت إحاطة منطقة انعقاد المؤتمر بالعجلات المدرعة. وحظر الطيران في سماء روما، وتم تعليق حركة المترو في المركز. بالإضافة إلى تحليق طائرات الهليكوبتر فوق المدينة ونشر القناصة على أسطح البنايات.  

 ***************************************

الصفحة الثامنة

في كتاب جديد .. رضا الظاهر يتساءل: ماركس .. هل كان على حق ؟

كمال فهمي

بـكتابه الجديد (ماركس .. هل كان على حق ؟)، الصادر، مؤخرا، عن دار (الرواد)، يضيف الكاتب رضا الظاهر مساهمة جديدة متميزة الى انجازاته الابداعية متمثلة بكتبه وأبحاثه الهامة.

ويضم الكتاب، الذي صمم غلافه الجميل د. فلاح حسن الخطاط، وأخرجه فنيا حسين مهدي، 14 فصلا تتناول القضايا الأساسية في الماركسية التي يتصدى الباحث الى اعادة قراءتها، اذ يكشف عن حقائق ساطعة وذات دلالات عميقة عن العودة الى الماركسية وعن راهنيتها، ويضيء موضوعات نقد الرأسمالية، والاغتراب، ومنهجية تحليل الواقع، وموقف الماركسية من اضطهاد وتحرير النساء، وجماليات الأدب والفن. ويناقش في الفصل الثالث عشر كتاب الباحث الماركسي البريطاني الهام الموسوم (لماذا كان ماركس على حق)، بينما يختتم الظاهر كتابه، الذي استند في تأليفه على مصادر كثيرة هامة باللغتين العربية والانجليزية، بفصل يتحدث عن سيرة حياة ماركس الملهمة، وينهيه بالقول: “يطيب لنا أن نختتم هذا الفصل بقول ماركس الشهير”لا أحسب أن أحدا قط كتب عن النقود، وجيوبه خاوية الى هذا الحد !”

في الفصل الأول، وهو بمثابة مقدمة للكتاب، يقول المؤلف إنه “على الرغم من التباينات في تقييم الماركسية والتجارب التي اعتمدتها، ومآل هذه التجارب، فان الباحثين الماركسيين يتفقون على أنها ظلت التحليل الأشمل للتاريخ والواقع ومصائر الرأسمالية ونتائج الصراع الطبقي.

وفي التحليل علينا أن نتمسك بمنهج ماركس نفسه، أي النظر الى الظواهر في حركتها لا في سكونها. ويتعين أن نتذكر هنا حديث انجلز، عميق الدلالة، عن الأشياء التي تشيخ في الحياة، وضرورة التجديد ومواكبة التطور.

اذا أردنا لماركس، الذي اعترف خصومه، في الذكرى الـ 200 لميلاده، بأنه “المفكر الأعظم المقبل”، أن يبقى حياً، أي أن نعيده من الصقيع الجامد الى دفء الحياة، فعلينا أن نفعل، كما فعل هو مع ديالكتيك هيغل، أي أن نوقف ماركس على قدميه بعد أن أوقفناه طويلاً على رأسه.

ينبغي أن نعود الى جوهر المنهجية الماركسية، الى الينابيع بعد أن اكتشفنا أننا ابتعدنا عن المياه الصافية ..علينا أن نقرأ ماركس، ونعيد قراءته .. أن نتأمل في راهنية الماركسية، وأن نجيب على سؤال: لماذا كان ماركس على حق !”. وهو ما سعى رضا الظاهر اليه في كتابه هذا عن “معاصرنا ماركس” !

ومن بين الاضاءات المهمة في الكتاب اشارة المؤلف الى ان “الماركسية، في الجوهر، نظرية لنقد الرأسمالية، ومنهجية ضد تأبيد الواقع والثقافة السائدة، وهو التأبيد الذي يستخدمه الخصوم للحفاظ على امتيازاتهم، ومن هنا الأهمية الفائقة لموضوعة ماركس حول أن الفلاسفة فسروا العالم بينما المهمة تكمن في تغييره.

والماركسية، النظرية العلمية التي توفر أداة لتحليل الواقع الاجتماعي والصراع الطبقي وترسم آفاق التغيير، هي سلاح نظري بيد الطبقة العاملة وسائر المستغَلّين، ودليل عمل يدعو الى الكفاح الثوري من أجل الاطاحة بعالم رأس المال، عالم الظلم والاضطهاد.”

ويقول الكاتب إنه “اذا ما نظرنا الى راهنية ماركس ارتباطا بالتناقضات البنيوية المتأصلة في الرأسمالية، بوسعنا أن نرى، في ضوء هذه الحقائق، الاضطرابات واسعة الانتشار في سائر أنحاء عالمنا. ويتعين علينا أن نعتبر أن الواقع الاقتصادي، اليوم، في ظل الرأسمالية تفسره النظرية الماركسية على نحو جلي.

ولعل من بين أفكار ماركس التي يؤكدها واقع اليوم أن رأس المال هو أساس تيار اغتراب البشر. وتتجلى صحة هذه المسألة، في الوقت الحاضر، اذا ما أخذنا بالحسبان طائفة المشكلات التي نواجهها وعجز المجتمع البرجوازي عن معالجتها، في ضوء حقيقة أن التكنولوجيا المعاصرة هي مفاتيح مجتمع ما بعد الرأسمالية الذي تخيله ماركس.

ويضيف: “كتب ماركس وانجلز قبل حوالي 170 عاماً في (البيان الشيوعي): “ان ما تخلقه البرجوازية، قبل كل شيء، هم حفارو قبرها. ان سقوطها وانتصار البروليتاريا أمران حتميان”. غير أن ما هو معروف اليوم: أن الرأسمالية سائدة. وبصيغة المفارقة التاريخية التي سماها الفيلسوف هيغل مكر العقل، فان الرأسمالية عوّمت حفاري قبرها لكي تبقى حية.

فهل انتهى ماركس ؟ كلا، على الاطلاق. ان ما يجعل ماركس جديراً بالقراءة في أيامنا هو ليس تنبؤاته “المتفائلة”، وانما تشخيصاته التي تتردد أصداؤها في عالم اليوم”.

ويشير الكاتب قائلا: “لقد أعادت أزمات الرأسمالية العميقة ماركس، المفكر العبقري والقائد الثوري اللامع، الى الواجهة، وجعلت استفتاء (بي بي سي) يمنحه لقب (فيلسوف الألفية الثانية).

أما أولئك “المعاصرون” الذين يتحدثون عن “موت” ماركس، فنعلم أن لديهم الكثير من الأسلاف، وسيكون لديهم الكثير من الأحفاد. ويكفينا أن نحيلهم الى ما يعترف به خصوم ماركس الذين يتحدثون عن “عودته” .. الى (النيويوركر) التي وصفت ماركس في تشرين الأول 1997 بأنه “المفكر الأعظم المقبل”، و(الفايننشيال تايمز) التي ذكّرت بتحليل ماركس العميق للرأسمالية ورسمه طريق الخروج من أزماتها، مشيرة الى أنه وصف الاقتصاد العالمي في (البيان الشيوعي) على نحو أكثر شبهاً باقتصاد عصرنا منه باقتصاد عام 1848”.

وللكاتب رضا الظاهر، المعروف بعموده النقدي الأسبوعي (تأملات) الذي ظل ينشر كل ثلاثاء على مدى تسع سنوات في صحيفة (طريق الشعب) وصدر في كتب عدة، العديد من الأبحاث والدراسات والمقالات في الثقافة الجمالية ونقد الرواية، فضلاً عن أربعة كتب مترجمة في هذا الميدان هي: “الدون الهادىء ليس هادئاً”، “جماليات الصورة الفنية”، “الوعي والابداع – دراسات جمالية ماركسية”، و”الثقافة الروحية والتفكير الجديد”.

وفي إطار مشروعه النقدي درس العلاقة بين المرأة والأدب، ككاتبة وكشخصية في الرواية، وله في هذا المجال ثلاثة كتب: (غرفة فرجينيا وولف .. دراسة في كتابة النساء) و(الأمير المطرود .. شخصية المرأة في روايات أميركية) و(أمير آخر مطرود .. شخصية المرأة في روايات بريطانية).

وفي إطار بحثه في الماركسية والثقافة لديه كتابه الصادر عام 2005 والموسوم (موضوعات نقدية في الماركسية والثقافة).

وأصدر كتابا عن روزا لوكسمبورغ هو (النسر المحلق .. تأملات في مثال روزا لوكسمبورغ)، كما أسهم في إضاءة الحراك الاحتجاجي من خلال كتابه الموسوم (اقتحام السماء .. تأملات في الحراك الشعبي).

 *********************************************

الدكتور حسين إسماعيل الأعظمي وكتابه الجديد..  اعتراف الأمم المتحدة بالمقام العراقي

جواد وادي

بصدور الكتاب الجديد لسفير المقام العراقي والباحث الرصين الدكتور حسين الأعظمي، والذي يعتبر إضافة جديدة للجهد المتواصل والحثيث والذي ما انفك حرصه وعشقه وتعلقه بالمقام العراقي الذي يعتبر بحق صاحب المبادرات العلمية في البحث والتقصي والنبش في تاريخ هذا الفن الخالد المتجذر في الوجدان العراقي الذي يعتبر رافدا من روافد الوعي العراقي بشتى صنوفه الحضارية والفكرية والثقافية والفنية، هذا الفن الملازم للوجدان العراقي والذي يعتبر بحق مفخرة لكل عراقي يتباهى بإنجازات باحثي ومفكري ومتابعي بلده،  ليجعل الدكتور الأعظمي من خلال دراساته وكتبه العديدة التي تناولت المقام العراقي، فنا وتاريخا وحضارة وابداعا ومؤدين وقرّاء مقام وعازفين خالدين، لبنة حقيقية يعتز بها العراقي بتنوع مشاربه وانتماءاته لعشقه واعتزازه بهذا الفن الخالد.

وهذا ما وجدناه في المؤلَف الجديد، الذي يعتبر وبامتياز مرآة حقيقية لفن المقام العراقي، لا باعتباره فنا موسيقيا بعبقرية رواده وكل من له علاقة به، بل صفحة مشرقة في تاريخ العراق الحديث عبر مراحل عديدة مر بها هذا البلد، رغم نكباته وعواثره وما مر به من مراحل كارثية مزلزلة، ليبقى فن المقام صخرة صلدة وبصمود نادر بوجه المتغيرات التي طرأت على حياة العراقي ووطنه الممتحن بالكوارث. والتي غيّرت بوصلة العراق الذي كان من المفروض أن يحقق إنجازات حضارية بقفزات نوعية تبهر المراقب حيث يكون، حدث العكس وحصل تراجع خطير في كل مناحي الحياة العراقية المأسوف على غياب وهجها الذي كان مثار إعجاب القاصي والداني، بسبب السياسات الهوجاء لحكامه والمتسلطين على رقاب العراقيين، بعد أن خنقوا كل محاولات الإبداع من أي نوع كان، ذلك الإبداع الذي كان يتسم به العراقي عبر حقب وأزمنة ظلت شاخصة في تاريخه قبل أن يأتي مغول السياسة الجدد ليوقفوا كل جميل وخيّر في هذا البلد المعطاء وتعتمل الحسرات في نفوس العراقيين الطامحين للتطور والاشعاع الفكري والعلمي والفني والثقافي، ويحدث التحول الخطير وتتغير البوصلة ويبدأ الانحدار بشكل خطير.

وهنا يطفو على السطح الجهد العراقي الأصيل من لدن مبدعين أحرار، لم ينساقوا إلى الخراب المخيف الذي سببته السياسة بلعناتها المتلاحقة وما أقترفه السياسيون عبر عقود المحن والويلات. لتصبح هذه الجهود الخيّرة وسيلة انقاذ للإبداع العراقي الذي حاول المراؤون وأنصاف الجهلة مسخه وتعطيله.

عنوان الكتاب الجديد هو (اعتراف الأمم المتحدة بالمقام العراقي)، حكاية البحث والغناء الحائز على جائزة الماستر بيس “Masterpiece” العالمية.

الأمم المتحدة/ منظمة اليونسكو

United Nations Educational scientific and cultural Organization/ UNESCO

Iraqi Maqam

The masterpiece of the Oral and intangible of heritage and humanity

بقلم الدكتور حسين إسماعيل الأعظمي

هذا ما جاء في واجهة غلاف الكتاب معززا بصورة للفنان الباحث حسين الأعظمي وهو يحمل وسام الاستحقاق الرفيع.

إن هذا الجهد الكبير، لم يأت من فراغ وليس من باب الترف أو البحث عن الشهرة، وكل هذا النزوع لا يتصف به الدكتور الأعظمي، بل بسبب إيمانه بالفن الذي يعشقه وبوطنيته الصادقة والنبيلة من خلال خلق حاضنة حقيقية لفن المقام العراقي لحمايته من النسيان والتلف والإهمال، مثلما أبتلت الحياة العراقية وتفاصيل عيش العراقيين بمثل هكذا مثالب.

ودون أن يغفل الباحث شخصيات تركت لمسات في مسيرته الغنائية والبحثية، يقدم في إهدائه للكتاب، الشكر لأساتذته الأفاضل، كلا من:

المرحوم الدكتور فهد سالم الشكرة، والدكتور علي محمد حسين المشّاط، والمرحوم الدكتور مازن عبد الحميد السامرائي وغيرهم الكثير.

ثم إلى شقيقه الحبيب على قلبه، محمد واثق إسماعيل العبيدي

ويسترسل في ثنائه لأعضاء اللجنة الوطنية العراقية للتربية والثقافة والعلوم متمثلة برئيسها الشهيد كمال رفيق الجراح، وموظفي دائرته العامة بوزارة التربية.

وإلى الإعلامي حسن عبد المجيد القيسي.

ثم يتواصل الإهداء لزملائه من مغنين وعازفين ونقاد وباحثين في غناء المقام العراقي ومن أبرزهم: الحاج هاشم الرجب، أحمد شاكر سلمان، عبد الجبار العباسي، سامي عبد اللطيف، فاروق الأعظمي، عبد المجيد العاني، محمود السمّاك، محمود حسين، إبراهيم العزاوي، محمد زكي، داخل أحمد، سامي عبد الأحد.

وإلى روح المخرج التلفزيوني المرحوم جاسم الذهب.

إليهم وإليكم أعزائي القراء أهدي هذا الكتاب. يضيف المؤلف.

آلينا أن نستشهد في تغطيتنا للكتاب بهذا الإهداء ليتبين القارئ الكريم مدى الوفاء الذي يكنّه الباحث لكل من عمل وتعامل معه، كعربون وفاء ومحبة، وهذه من خصال الانسان الأصيل، فتحية إكبار له.

يقع الكتاب في 376 صفحة من الحجم الكبير ومحتوياته عديدة للغاية تتخللها صور توثيقية كثيرة لشخصيات لها علاقة من قريب أو بعيد بفن المقام العراقي، مما يضفي قيمة معرفية واطلاع واسع بأهم الشخصيات التي قد لا يعرفها القارئ. والحقيقة أن هذه الصور التوثيقية المرفقة تشكل متعة كبيرة للقارئ والمتابع على حد سواء، لثرائها وقيمتها التاريخية والمعرفية والفنية وسواها من التوصيفات الرائعة والتي نثمّن من خلالها جهد الباحث وحرصه في الاحتفاظ بها وتوثيقها باعتبارها محطات توثيقية في غاية الأهمية.

في تصوري أن الكتاب يعتبر سِفرا حقيقيا يعرّج بالقارئ إلى مديات عليا ويتماهى مع تأريخ وحيثيات هذا الفن الخالد، تلك المحطات التي تعتبر غذاء روحيا ورحلة فائقة المتعة من خلال حضور مديات من بواطن هذا الفن وتأريخه وفرسانه بعلاقة وطيدة مع موروث بلاد الرافدين دائمة العطاء والرفد في كل مناحيه الفكرية والثقافية والعلمية وغيرها من ابداعات ما أنفك العراقي يمدها للباحث عن شغف المعرفة وبواطن الثقافة وما أفرزته من نتاجات أبهرت العالم. والباحث الأعظمي بجهوده ومثابرته وبحثه المتواصل عبر مجموعة من الكتب والبحوث والدراسات والمقالات المتواصلة، يضيف لبنات جديدة وغير مألوفة للقارئ العراقي والعربي، بل والعالمي. وما كتابه هذا إلا دليل يستحق كل الثناء والتنويه والتقدير، وهذه دعوة للباحث عن بواطن هذا الفن أن يسافر بفرح غامر مع هذا السِفر الخالد.

واعتبارا وتذكرا لشعراء مروا في مسيرة الباحث الغنائية، باعتباره سفيرا بحق للمقام العراقي، يستشهد بالعديد من الأسماء من الشعراء الخالدين والذين تركوا أثرا بارزا في مسيرة قارئ المقام العراقي بامتياز الفنان الدكتور حسين الأعظمي، نذكر من هؤلاء الشعراء: الشاعر عبد الغفار الأخرس، الشاعرة عاتكة وهبي الخزرجي، الشاعر أحمد محمود اليزدي، الشاعر أحمد الصافي النجفي، الشاعر أبو مظفر الأبيوري، شاعر العرب الأكبر محمد مهدي الجواهري، الشاعر حفظ جميل، وغيرهم الكثير.

وهنا ينبغي أن نؤكد بشكل لا يقبل التردد والتماهل، بأن هذا الكتاب وما يتضمنه من توثيق علمي مدروس ومؤرشف، أن يتحول إلى متحف خاص بالمقام العراقي، وهذا مطمح كل من يعشق هذ الفن الخالد، متحف يليق بهذا بالمقام العراقي وما قدمه من إنجازات خالدة بقرائه وعازفيه وباحثيه ورواده وكل من له صلة به من قريب أو بعيد. وإن تحقق هذا المطلب الوطني سيكون إنجازا وطنيا خالصا واعترافا ووفاء لما قدمه هذا الفن بكل فرسانه الخالدين، الأحياء منهم والأموات، ويقينا يكون معززا بالصور التوثيقية والتسجيلات الصوتية وتماثيل أهم الرواد وسواها من التأثيث والتأطير والتجهيز، وغيرها، ليتحول إلى مزار وطني شأن ما يلاقيه المتحف الوطني العراقي من اقبال من لدن العراقيين وغيرهم، وسيخلّد حقا من يبادر إلى الاسهام بهذا المنجز أسمه ويضيف لبنة جديدة للترات العراقي الذي يعتبر قبلة للجميع، عراقيين وغير عراقيين.

يتوزع الكتاب على بابين وكل باب يحتوي على عدة فصول بشروح واضاءات وتحاليل وقراءات متعددة الجوانب والاهتمامات بتغطية وافية للعناوين التي تحملها الفصول، بحيث أن الباحث لم يترك لا شاردة ولا واردة إلا واقتنصها وأشبعها بالشرح  والإفاضة الممتعة، ليشعر القارئ بأنه في حضرة محراب الباحث، يشاركه ذات الهموم وذات لحظات الانتشاء وهو يغترف من مخزون فن المقام الخالد الكثير من تفاصيله ومكوناته وأصوله ومناحيه وما يتعلق به من شخوص وذكريات ومحطات هامة معززا بالعديد من الصور لشخصيات لها علاقة بالمقام، بما فيها شخصيات سياسية ومسؤولة مرت على العراق، منها من ودّع الدنيا ومنها من لا زال على قيد الحياة، دون أن يستميل لهذا الشخص دون ذاك، لا من حيث الانتماء الطائفي أو العرقي أو السياسي أو الديني أو المذهبي. فالكتاب هنا جامع لكل العراقيين بشتى مشاربهم وانتماءاتهم، مما اضفى على الكتاب مصداقية كبيرة وحرص في الحفاظ اللحمة العراقية، ليصيح الكتاب ملك لكل العراقيين دون استثناء ولا تمييز.

 *******************************************

الصفحة التاسعة

وثائق تكشف تحريض الانكليز على ابادة الشيوعيين في أندونيسيا

ميان مساعد

كشفت صحيفة الغارديان البريطانية عن وثائق سرية تؤكد ضلوع الاستخبارات البريطانية في حملة دعائية ضد الحزب الشيوعي الاندونيسي، أحد أكبر الاحزاب في العالم حينها، والتي نجمت عنها مجزرة فظيعة ذهب ضحيتها الالاف من المناضلين الحزبيين والمناصرين وحتى العائلات غير المنخرطة بالسياسة بشكل مباشر. هذه الجرائم ليست وحيدة في تاريخ الاستخبارات والجيش البريطاني، فهي واحدة من بين جرائم لا تعد ولا تحصى في سجلات “الامبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس”. نعطي في هذا المجال أمثلة كثيرة من ايرلندا وقمع الحركات التحررية هناك خصوصاً في اواسط السبعينيات مع “السجن بلا تهم”، الى الهند  مروراً بمصر وصولاً الى مؤامرة وفاة الاميرة دايانا... كلها محطات دموية في تاريخ العرش البريطاني.

وقد نجم عن الحملة الدعائية التي شنتها بريطانيا، ما يعد من احدى المذابح الأكثر وحشية في القرن العشرين. إذ قام مسؤولون بريطانيون بتفعيل “الدعاية السوداء” في الستينات لحث الإندونيسيين على التخلص من “السرطان الشيوعي”.

من المقدر ان حوالي الـ 500,000 شخص من ذوي الصلات مع الحزب الشيوعي الإندونيسي قد لقوا حتفهم ما بين عامي 1965 و1966.

في وثائق تم الإفراج عنها تابعة لوزارة الشؤون الخارجية البريطانية، يظهر أشخاص كُلفوا بالعمل على الترويج لمعاداة الشيوعية، من بينهم قياديون في الجيش الإندونيسي، مهمتهم القضاء على الحزب الشيوعي. وتظهر الوثائق أن هذه الحملة ضمت عملية الإبادة الجماعية” العفوية”، التي تبين لاحقاً أنها كانت من تدبير الجيش الإندونيسي.

مع بدء المذابح في تشرين الأول عام 1965، دعا المسؤولون البريطانيون للقضاء على المؤسسات الشيوعية وعلى الحزب تباعاً، محذرين من خطر الشيوعيين على الأمة ان لم يوضعوا عند حدهم ويُعاقبوا>

شنت بريطانيا حملتها الدعائية الهجومية ضد إندونيسيا، رداَ على معاداة الرئيس سوكارنو للمستعمرات السابقة في اتحاد الملايو، ما أدى الى بعض الإشتباكات الخفيفة في عام 1963 على الحدود الإندونيسية. بعد ذلك بعامين، تم إرسال مختصين بالحملات الدعائية من قبل وزارة الشؤون الخارجية الى سينغافورة لإنتاج مواد دعائية من شأنها التشكيك بحكم الرئيس سكارنو، الذي كان حائزاً على دعم الحزب الشيوعي وحركة المواجهة آنذاك.

في منتصف العام 1965 كانت العملية في أوجها. إلا أنه تمت محاولة إنقلاب نتج عنها مقتل سبعة قياديين في الجيش الإندونيسي. وهذه المحاولة كان لها الأثر الأكبر في تغيير مجرى الأحداث.

محاولة الإنقلاب هذه تم دحضها من قبل رئيس اندونيسيا القادم الجنرال سوهارتو، الذي أقدم بعد ذلك على تسلم زمام الحكم تدريجياً من سوكارنو، ومن ثمة القضاء على الحزب الشيوعي الإندونيسي.

دعا مروجوا البروباغندا الى “ضرب الحزب وكل ما يمثله، والقضاء عليه أبداً، كونه يؤدي الى دمارنا.”

 تلا ذلك أسابيع من القتل المتعمد للأفراد المنتسبين للحزب الشيوعي ولأشخاص آخرين يساريين.

ليس هنالك أي مكان للشك بمدى معرفة الدبلوماسيين البريطانيين بحقيقة ما كان يجري، حيث أن مقر خفر السواحل البريطاني كان يقاطع البرقيات التي تصل الى الحكومة الإندونيسية ويقوم بقراءتها، كذلك مركز المراقبة في سنغافورة مكّن البريطانيين من تتبع الوحدات العسكرية المسؤولة عن كبح الشيوعيين.

كذلك تبعاً لما يقوله الدكتور دنكان كامبل، صحافي استقصائي ومختص بقوات خفر السواحل البريطانية، أنه كان لدى البريطانيين تكنولوجيا تمكنهم من تحديد مواقع القياديين في الجيش الإندونيسي والوحدات التي يتم أرسالها.

في رسالة الى السفير البريطاني في جاكارتا من منسق للشؤون الحربية السياسية ومختص في الدعاية السياسية في وزارة الخارجية البريطانية يدعى نورمان ريدواي، وكان قد وصل الى سنغافورة عقب محاولة الإنقلاب، تم الكشف أن هذه السياسات كانت تهدف الى إخفاء حقيقة أن هذه المجازر تمت بتشجيع من القياديين.

تقول تاري لانغ، التي كانت حينها في سن المراهقة في اندونيسيا، والتي تم سجن والدها ووالدتها كارمل بوديارجو وهي ناشطة في حقوق الإنسان، أن الوثائق مروعة وعلى الحكومة البريطانية تحمل مسؤولية بعض ما جرى. كذلك تعبر لانغ عن غضبها جراء ما فعلته حكومتها، الحكومة البريطانية. ولعدم وقفهم العنف بمجرد أن  بدأ.

يعتبر ريدواي أن سقوط سوكارنو من أعظم إنتصارات البروباغندا البريطانية. وفي رسالة كتبها بعد سنوات، قال “إن تشويه سمعة سوكارنو تمت بنجاح سريع، مواجهته كانت قد كلفتنا 250 مليون جنيه إسترليني سنوياً. بينما العمل على إزالته تم بأقل تكلفة بعد البحث وفي ستة أشهر.”

ووفقاً للبروفيسور سكوت لوكاس، فإن الوثائق التي رفعت عنها السرية “تظهر كيف إستمرت الدعاية المركزية والبروباغندا السوداء في السياسية الخارجية البريطانية في فترة ما بعد االحرب وفي عملياتها الخارجية”. مضيفاً “كانت هذه طريقة غير مكلفة تسمح  لبريطانيا بإظهار نفوذها، حتى ولو كان هذا التأثير لا يمكن الإعتراف به علناً.”

ختاماً، يمكننا التوسع بعد هذا العرض لربط ما كشفته الغارديان، من صفحات جديدة في سجل الممارسات الاستخباراتية البريطانية الطويل، بواقع حالنا في لبنان وخاصة في موضوع الرقابة الاستخباراتية على الجماعات السياسية. صدر في هذا الخصوص كتاب من اعداد حسن خليل وعلي مزرعاني عنوانه “الحزب الشيوعي اللبناني في اوراق الأمير فريد شهاب”. يتفرد هذا الكتاب بالكشف عن مستندات الامير فريد شهاب (مدير الامن العام السابق بين عامي ١٩٤٨ و١٩٥٨) الشخصية المتعلقة بالحزب الشيوعي.

تنكشف أمامنا تقارير كثيرة مكتوبة بخط اليد أو على الداكتيلو هي عبارة عن تقارير استخباراتية لبنانية عن الحزب الشيوعي ونشاطه ومنتسبيه وإجتماعاته التي كان من المفترض ان تكون سرية. هذا يظهر لنا مدى ترابط الممارسات الاستخباراتية والبوليسية حول العالم المبنية على القمع والترهيب والترغيب والملاحقة ودس الدسائس والعملاء والمخبرين. يكاد المرء يصاب بالصداع من كثرة الاسماء والتنويهات على الهامش والاسهم والملاحظات. كان رجال المخابرات يعملون كخلية نحل لمراقبة اصغر تحرك يقوم به الحزب.

كان الخطر “البلشفي” شغل الاستخبارات الشاغل في حينها مدعومين من جهات غربية في اطار المشروع العام لردع الشيوعية. ويجدر بنا الذكر أنه كان لشهاب صداقات كبيرة في الولايات المتحدة الاميركية ودول الغرب عموماً، كيف لا، وهو وكيلهم المعتمد وعينهم الساهرة في جمهورية الحرية الزائفة ؟. ها يمكننا الاستخلاص اذن ان الدول تتعدد والممارسة واحدة، من لندن الى بيروت نهج استخباراتي واحد وعقلية قمعية رجعية واحدة. لكن من أحياء “ايست اند” الى احياء بيروت المفقرة، إرادة تحرر موحدة ستهدم الانظمة القائمة وترفع فوق ردمها أنظمة حرة يكون فيها الانسان حرا طليقا لا عصفوراً “حرا” أن يتنقل ضمن “القفص”.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

“النداء” اللبنانية – 21 تشرين الأول 2021

 *******************************************

المباني الخضراء والعمارة المستدامة

نيرمين علي

مع تنامي الاهتمام بمواضيع البيئة والتنمية المستدامة وارتفاع الأصوات المنادية بتقليل الآثار البيئية السلبية الناجمة عن الأنشطة البشرية المختلفة وخفض المخلفات والملوثات والحفاظ على قاعدة الموارد الطبيعية للأجيال المقبلة، بدأ العالم يعترف بالارتباط الوثيق بين التنمية الاقتصادية والبيئة. وقد تنبه المتخصصون إلى أن الأشكال التقليدية للتنمية الاقتصادية تنحصر في الاستغلال الجائر للموارد الطبيعية. وفي الوقت نفسه، تتسبب في إحداث ضغط كبير على البيئة نتيجة ما تفرزه من ملوثات ومخلفات ضارة.

تبعاً لذلك، فإن القطاعات العمرانية لم تعد بمعزل عن القضايا البيئية الملحة، التي أصبحت في السنوات القليلة الماضية تهدد العالم. فهذه القطاعات، من جهة تعتبر واحدة من المستهلكين الرئيسيين للموارد الطبيعية، كالأرض والمواد والمياه والطاقة، ومن جهة أخرى فإن عمليات البناء والتشييد الكثيرة والمعقدة تنتج عنها كميات كبيرة من التلوث والضجيج.

قمة الأرض

ومنذ انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة المعني بالبيئة والتنمية (قمة الأرض) عام 1992، أصبح السعي من أجل تحقيق التنمية المستدامة ينطوي على السعي لتوفير المدن المستدامة أيضاً. وهذا يمثل تحدياً لمصممي المدن والمخططين والمستثمرين على حد سواء. فالمدن باعتبارها مواقع للصناعة والتجارة والمال، تمثل عناصر أساسية لاستهلاك الموارد، نسبة إلى كم الضرر الذي تلحقه الأنشطة العمرانية والبنيان من تأثيرات بيئية واضحة. من هنا، طرح مفهوم “العمارة الخضراء” كمطلب أساسي، إذ تعزز العمارة المستدامة الارتباط بين البيئة والاقتصاد.

فلسفة العمارة الخضراء

تدعو العمارة الخضراء أو العمارة الصديقة للبيئة، إلى تصميم مبان تتفق مع النظم البيئية الطبيعية ومع التقاليد الثقافية والاجتماعية، مع الأخذ بعين الاعتبار أخطار التلوث الناتج عنها في كل مراحل البناء، بدءاً من التخطيط إلى التنفيذ والتشغيل والصيانة، للوصول إلى تحقيق ترشيد استهلاك الموارد الطبيعية وتوفير الأمان من الكوارث الطبيعية أيضاً.

وتعتمد العمارة الصديقة للبيئة على تشكيل المباني بطريقة مسؤولة بيئياً، تراعي العوامل بأقل استهلاك للطاقة والموارد وأقل آثار ناتجة عن الإنسان والتشغيل، مع تحقيق أقصى توافق مع الطبيعة. الأمر الذي سيساعد في تأسيس ركائز فكر معماري جديد أكثر اتساقاً مع المحيط والطبيعة.

فالعمارة المستدامة تعد أحد الاتجاهات الحديثة في الفكر المعماري، الذي يهتم بالعلاقة بين المبنى وبيئته، انطلاقاً من التفكير في المبنى كنظام بيئي مصغر يتفاعل ويتداخل مع النظام البيئي الأكبر.

الاستدامة في القطاع العمراني

يشير المعماري جيمس واينز في كتابه “العمارة الخضراء”، إلى أن المباني تستهلك سدس إمدادات الماء العذب في العالم، وربع إنتاج الخشب، وخمس الوقود والمواد المصنعة. وفي الوقت نفسه تنتج نصف غازات ما يسبب ظاهرة “الصوبة الزجاجية” الضارة. ويضيف أن مساحة البيئة المشيدة في العالم ستتضاعف خلال فترة وجيزة تراوح بين 20 و40 سنة المقبلة. وهذه الحقائق تجعل من عملية إنشاء المباني وتشغيلها واحدة من أكثر الصناعات استهلاكاً للطاقة والموارد في العالم.

وبحسب الدراسات، فإن نحو 50 في المئة من الاستهلاك العالمي للوقود الأحفوري له علاقة مباشرة بخدمات المباني واستخدامها، من تبريد وتسخين وتهوية وإضاءة وغيرها، إضافة إلى الطاقة المستخدمة في صناعة مواد البناء، وصولاً إلى تبعات تشغيل البناء.

أخيراً، إن مفهوم العمارة الخضراء يرمي إلى تحقيق التوافق والتناغم بين احتياجات الإنسان ومعطيات بيئته المحيطة من خلال محاور مترابطة تشمل، حسن استخدام الموارد وجودة توظيفها والتعامل الأمثل مع المتغيرات البيئية والمناخية واختلاف الظروف الجغرافية والاجتماعية للوصول إلى تحقيق راحة الفرد وتأمين احتياجاته المادية منها والروحية.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

“اندبندنت عربية” – 2 تشرين الثاني 2021 (مقتطفات)

 *********************************************

فريدريك شوبان .. ضمن باقة «المعاجم العاشقة»

من بين تقاليد الصناعة المعجمية في فرنسا إنتاج ما يعرف بـ”المعاجم العاشقة”، والتي تنتظم ضمن خطّ ذاتي يعتمده كاتب حول موضوع أو مكان أو شخصية ما. وضمن هذا التقليد ظهرت معاجم عاشقة شتى مخصّصة لأدب أميركا اللاتينية ولمدينة البندقية وللتحليل النفسي وغير ذلك.

منذ سنوات تخصّص منشورات “بلون” سلسلة للمعاجم العاشقة وتدعو في كل مرة كاتباً كي يتحدث من زاويته عن شخصية، وآخر هذه الإصدارات كتاب “المعجم العاشق لـ شوبان” وقد وضعه الكاتب أوليفييه بيلامي، والذي سبق له أن وضع ضمن نفس السلسلة “المعجم العاشق للبيانو”.

في المعجم المخصّص لشوبان، يبدأ بيلامي بمدخل غريب: مطار Aéroport، ويفسّر هذا الخيار الغريب (على اعتبار أن شوبان الذي عاش في القرن التاسع عشر لم يكن يعرف المطارات) بأنه وجد أن شوبان من أكثر من تعزف أعماله على البيانو المفتوح الذي يتواجد في المطار، حتى أن البعض وجد تصنيفاً يسمّى موسيقى المطارات لتلك الأعمال الذي يحبّذها العازفون قبل أن يستقلوا طائراتهم.

يرسم العمل سيرة شوبان من دون اعتماد الخط الكرونولوجي، من ذلك يتقصى بيلامي من خلال مدخل “جورج صاند” حكاية العلاقة الغرامية التي جمعت بين الموسيقار البولندي والكاتبة الفرنسية، وأكثر من ذلك يبحث في أثرها على تأليفاته الموسيقية.

هناك مداخل أخرى تتيح لبيلامي أن يبحث في مسائل قد لا تستطيع كتب السيرة العادية أو الدراسات الفنية أن تبلغها، من ذلك محاولة التفكير إن كان شوبان يحب العزف في الفضاءات العامة أم لا. كما يعالج المؤلف في بعض المداخل مسائل طريفة مثل الورود التي كان شوبان يحبها أو علاقته بالشوكولاتة.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

“العربي الجديد” – 24 تشرين الأول 2021

 ****************************

طبعات «البيان الشيوعي»

صدرت طبعات جديدة من «البيان الشيوعي» الشهير لكارل ماركس وفريدريك إنجلس خلال العام الحالي، حيث صدرت 3 طبعات مختلفة باللغة الإنكليزية خلال شباط وتموز وأيلول. وتتميز الطبعات الثلاث بأنها طبعات ذكية وفق نظام كيندل الذي وضعته شركة أمازون لسوق قراءة الكتب الإلكترونية عبر موقعها. كما صدرت طبعة ألمانية إنكليزية مزدوجة وطبعة ألمانية منفصلة قبيل أيام بتاريخ 26 تشرين الأول، وطبعتان فرنسيتان في شهري نيسان وآب الماضي، بالإضافة إلى طبعات باللغات الأخرى.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

قاسيون – 1 تشرين الثاني 2021

*******************************************

الصفحة العاشرة

التراث الشعبي بين التلاشي والاضمحلال

عباس رضا الموسوي

مازلت اتذكر جيدا كيف كنت طفلا قرويا الوذ خلف عباءة امي وهي تصنع من خوص النخل وجريده ادوات تفيدها في المنزل مثل (الجلة) لخزن الملابس و (الگفة) لتخزين القوت كالشاي والسكر و (الطبگ) الذي نضع فيه وجبة الطعام او اقابلها وهي تدير بكفيها السمراوين (الرحة) لتطحن ما تيسر من حبات الحنطة وغيرها من أدوات تتسم بالبساطة والجمال للاسف باتت الان غير موجودة الا في الذاكرة، اكل عليها الدهر وشرب نتيجة التطور التكنولوجي واهمال الانسان لها.

أشياء من الماضي

غارق في الصمت المطبق، يداعب لحيته البيضاء باصابعه النحيفة، وينظر بين عيني مستذكرا ذاك الماضي البعيد بتفاصيله التي باتت لا مقر لها غير ذاكرة متعبة، ثم تحسر قبل أن يشاركني الحديث حول ما حل بتراث الآباء والاجداد قبل هذا التطور، قال عبدالله مجيد السعيدي (71 سنة): لقد اندثر ذلك التراث الشعبي تدريجيا وتزامنا مع التطور الذي اخذ يخيف البشرية خصوصا وان اغلب العلماء والخبراء لم يخفوا مخاوفهم من قدوم اليوم الذي تسيطر فيه التكنولوجيا على الحياة برمتها ويصبح الانسان رهينة صناعته.

واضاف هذا الكهل الذي انتقل من القرية الى المدينة في وقت متأخر: ان تراثنا قد قضينا عليه بأيدينا بعد أن هيمن التطور برفاهيته على عقولنا، فمثلا اتذكر ان اخي الاصغر رمى في الشط (رحة الطحن) التي ورثتها امي عن جدتي وقمت انا بتحويل (المحراث الزراعي) الى حطب عندما صرنا نجلب اكياس الطحين من المدينة واستبدلنا (سجاد المضيف) المصنوع يدويا بالفرش الحديثة وحتى (الهاون) هجرناه بعد ان وجدنا سهولة الحصول على القهوة المطحونة صناعيا وغيرها من اخطاء اشعر بالأسف عندما اتذكر فعلتنا بها.

لجنة شعبية لحماية التراث

وبما يخص الدور الذي تلعبه اللجنة الشعبية لحماية الآثار والتراث اكد الباحث جميل غركان نعاس: إن حماية التراث تقع على عاتق الدولة والمجتمع في آن واحد لاهميته لكليهما حيث على الدولة وضع سياسة معينة لحماية التراث من خلال برامجها وخططها السنوية لاعطاء التراث وظيفة في حياة المجتمع والتصدي للاخطار التي تهدد التراث بعد تحديد مواقعه بوسائل علمية وتقنية حديثة وتدريب الكوادر المختصة لهذا الغرض، مضيفا: إن التراث يسهم في تعزيز الاقتصاد الوطني والمحلي خاصةً من خلال تنشيط السياحة الداخلية والخارجية، مشيرا الى ان التراث يتعرض حاليا الى العديد من التهديدات التي تسبب له الدمار لذا لابد من مواجهة هذه التهديدات من خلال تضامن دولي وقوانين اممية خصوصا اننا امام تهديد التطور الصناعي والتكنولوجي الذي ادى الى اضمحلال كثير من الجوانب التراثية وادى الى اختفائها مثل الصناعة اليدوية. مشددا على ضرورة المحافظة على التراث الذي يعد مجموعة تقاليد وآثار وثقافة موروثة منها ما يدخل الانسان في ايجاده مثل الابداع الفني والمعماري والادبي وآخر يكون تراثا طبيعيا مثل المكونات الفسيولوجية والجيولوجية.

نجاحات متواضعة

وعن الدور الذي يلعبه مركز الذاكرة الموسوعية في محافظة الديوانية بالحفاظ على التراث الشعبي وما استطاع تحقيقه خلال السنوات الماضية قال مدير المركز علي نوري: ان الجهود المضنية التي بذلها مركز الذاكرة الموسوعية في الديوانية بخصوص جمع ما امكن من التراث الشعبي والثقافي تكللت بنجاحات وان كانت هذه النجاحات متواضعة مقارنة بالمفقود من تراثنا الذي لا يقدر بقيمة مادية، مضيفا ان المركز تمكن من الحصول على المئات من الكتب والصور والآلات والاواني القديمة من بينها المدفع الوحيد الذي غنمه الثوار في ثورة العشرين من القرن الماضي من الجيش الانكليزي وعدد من الراديوات التي تعود الى فترة اكتشاف الراديو وصور ووثائق ورسائل نادرة لشخصيات سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية عمرها اكثر من قرن وغيرها من متعلقات تراثية تحكي تاريخ الديوانية عبر مراحل مختلفة. وشدد نوري على ضرورة أن تكون هناك خطوات سريعة واجراءات قوية لتوثيق التراث العراقي والمحافظة عليه من كل التحديات التي تحيط به خصوصا تحدي التكنولوجيا وعبث غير العارفين باهمية هذا الموروث الشعبي العراقي الاصيل.

إصدار أول موسوعة  في الديوانية

وعن ابرز ما حققه المركز مؤخرا قال نوري: ان الجهود التي بذلت من قبل المركز بخصوص توثيق تاريخ الديوانية تكللت بموافقة محافظ الديوانية زهير علي الشعلان على اصدار موسوعة تعنى بتأريخ الديوانية السياسي والاجتماعي والاقتصادي والاعلامي والثقافي والرياضي وستكون هذه الموسوعة التي حملت اسم ( موسوعة الديوانية الحضارية) هي اول موسوعة تصدر عن هذه المدينة الغنية بتاريخها. مشيرا الى أن اللجان التي تشكلت لكتابة تاريخ الديوانية ضمت شخصيات تتمتع بشهرة واسعة في اختصاصاتها ولها اصدارات إبداعية ومطبوعات تعنى بالتراث الشعبي وقد عقدت عدة اجتماعات لوضع الآليات التي من خلالها تتم كتابة (موسوعة الديوانية الحضارية) واخراجها الى الضوء لتكون المرجع الاهم للباحثين وطلبة العلم.

حملة لحماية التراث

اما بخصوص الحلول التي تحقق الرغبة بحماية التراث الشعبي من الضياع والاندثار خصوصا ان اغلب مقومات البقاء اخذت تتلاشى فان مدير اذاعة الديوانية الاعلامي عيسى الكعبي اكد امكانية تحقيق الحماية الكافية لتراثنا الشعبي من دون اتخاذ خطوات سريعة منها مباشرتنا باطلاق حملة اعلامية واسعة لتثقيف الناس باهمية الحفاظ على تراث الآباء والاجداد وانشاء متحف نظامي لعرض هذا التراث والترويج الفعلي لموروثنا ومطالبة المنظمات والمؤسسات الدولية والمحلية بمد يد العون والمساعدة لتحقيق هذا الهدف ودعوة المواطنين الذين يحتفظون بتراث اسرهم الى التبرع به لعرضه في المتحف، مضيفا: ان العديد من الاسر العريقة في محافظة الديوانية تحتفظ باشياء مهمة تعود لحقب زمنية بعيدة تذكرهم بتاريخ اسرهم ومن الافضل أن تجد لها مكانا افضل كالمتحف الذي ننشده.

**************

عش الوفه

خضير الزبيدي

وره رايك

مشيت وعفت كلشي

وعلى نايك

عزفت احلى المواويل

بجيت بلا دمع

خافنك اضوج

وجمدت الدمع

بهداب رمشي

شلتك وسط روحي

وبين الظلوع

وبنيت أعلى الوفه

وياك عشي

كتلي الآخر الدنيا

انا وياك

ماكصر خطوتي

وأظل امشي

شجاك تبدلت

من حال الى حال

جنت مثل الغزال

وصرت وحشي

بس شفت النبض

بالكلب متعوب

نخيت أهل الشماتة

اشيل نعشي

************

آنه همومي

الشاعر الراحل سمير صبيح

ﺍﻧﻪ ﻫﻤﻮﻣﻲ ﺟﻬﺎل ﻭﺗﺮﺿﻊ ﺍﺩﻣﻮع

ﺍﻛﻀﻲ ﺍﻟﻴﻞ ﺍﻟﻠﻮﻟﻲ ﻭﻣﺎ ﻳﻬﻴﺪﻭن

 ﺍﻏﻔﻲ ﺍﺑﻬﺬا ﻳﻜﻌﺪ ﺫﺍك ﻭﻳﻠﻮع

ﻭﻳﻔﺰﻭن ﺍﻋﻠﻰ ﺻﻮﺗﻪ ﻣﺎﻳﻨﺎﻣﻮن

 ﺍﻟﻜﺒﺮ ﻣﻨﻬﻢ ﻓﻄﻤﺘﻪ ﻭﻳﺎﻛﻞ ﺍﺿﻠﻮع

ﺷﺴﻮي ﺍﺷﻠﻮن ﻟﻮ ﻛﻠﻬﻢ ﻳﻜﺒﺮﻭن

 ﺟﻨﺢ ﺑﻴﻪ ﺍﻧﻜﺴﺮ ﻭﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻣﺨﻠﻮع

ﻭﻃﺮت ﻛﻮه ﻋﻠﻰ ﺍﻋﻨﺎد ﺍﻟﻴﻜﺮﻫﻮن

 ﺑﺲ ﺍﺳﻤﻚ ﻧﻬﺮ ﻭﺍﻟﻤﺎي ﻣﻜﻄﻮع

ﻭﺍﻧﺔ ﺍﻋﻠﺔ ﺍﻟﺠﺮف ﺍﻟﻬﺚ ﺑﻠﻌﻴﻮن 

ﺍﻭن ﺑﺴﻜﻮت ﻣﻮش ﺍﺑﺼﻮت ﻣﺴﻤﻮع

ﻭﺍﻧﻪ ﺍﺟﺮﻭﺣﻲ ﻋﻠﺞ ﻭﺍﻟﻮﺍﺩم ﺍﺳﻨﻮن

 ﻣﻦ ﻋﺮگه ﺍﻟﻔﺮح ﻣﻦ ﺭﻭﺣﻲ ﻣﺸﻠﻮع

ﻭﺷﺘﻞ ﺣﺰﻧﻪ ﺍﻟﺰﻣﺎن ﺍﺑﻨﺺ ﺍﻟﻌﻴﻮن

 ﻋﺸﺖ ﻋﻤﺮي ﺃﺑﻴﺘﻢ ﻭﻣﻜﻤﻂ ﺍﺑﺠﻮع

ﻭﺭﺿﻌﺖ ﺍﻟﻈﻴﻢ ﻣﻦ ﺩﻭن ﺍﻟﻴﺮﺿﻌﻮن

 ﻭﻳﻤﺮﻧﻲ ﺍﻟﻌﻴﺪ ﻭﺍﻧﻪ ﺍﺑﺜﻮب ﻣﺮﻛﻮع

ﻭﻋﻴﺪﻳﺘﻲ ﺟﺮح ﻋﻜﺲ ﺍﻟﻴﻌﻴﺪﻭن

 ﺗﻤﻨﻴﺖ ﺍﻟﻮﻛﺖ ﻟﻮ ﻳﺮﺟﻊ ﺍﺭﺟﻮع

ﻭﺍﻧﻪ ﺍﻣﺴﻮﺩن ﻭﻛﻮﻟﻦ ﻳﺮﺟﻊ ﺍﻟﻜﻮن 

ﺑﻌﺪه ﺍﺧﻀﺮ ﻋﺸﻜﻨﻪ ﻭﺗﻮه ﻣﺰﺭﻭع

ﻭﺍﺟﻮ ﺭﺑﻌﻲ ﺍﺑﻤﻨﺎﺟﻠﻬﻢ ﻳﺤﺼﺪﻭن

 ﻳﻮﻧﺲ ﺯﻳﻦ ﻋﻤﻲ ﺍﺑﺤﻮت ﻣﺒﻠﻮع

ﻭﺍﻧﻪ ﺍﺑﺤﻠﻚ ﺍﻟﺸﻤﺎﺗﻪ ﺍﻟﻤﺎﻳﺮﺣﻤﻮن

**************

وحدك

سامي عبد المنعم 

وحدك ..

إمچودر حزن

وإتمر الايام

لا طاوعاك السهر

لا جفنك إينام

تحسب إسنين العمر

وتعد خسارات

ما انصفوك البقو

ولا ريحاك المات

يابس ولا خضرت

بالبچي إتسكت الالم

جدامك إتمر سفن

ونهرك بلايه بلم

يردوك بس تنحني

الچنت إبسماهم علم

ولو زره وياك الوكت

يتناهشوك إبنهم

وما تدري من يا كتر

غفله ويجيلك سهم

ملعون هذا الوكت

غراب ويذاير صگر

والذيب صاير صخل

وضل يسرح ويه الغنم

وشلون أگضي الوكت

والليل شيليله

من غير كاس ونغم

**************

قصيدة الأب

رضا العبادي

امنيتي اغلط وجي

ومثل ابهات الخلك تكعد تحاسبني

وعرف بروحي مهم من امي تغلط  علي

مالج غرض ببني

شيرجعه ذاك الوكت

 تصيح علي جي وكح

وشبگ فراشي برعب وتغطه من خوفي

وگلبك يردك علي

جوه المخده الصبح عايفلي مصروفي

بويه الگبر من خذك دبرت العيشه صدك بس عازتك عازه

الشايل حملنه عمر ينشال بجنازه

تذكر بيوم الردت اطلع وياك وگلت

البس هدومك عدل بالباب راح انتظر ثاريك تصرفني

جيب ليسكت البچي من البس هدومي ركض ولگاك عايفني

تقبل تحبلك بشر مالازم چفوفه

تقبل يعوفك لحد ماتوصل المرحله توكف گبال المري

وتموت من البچي وگلبك يگلك جذب مانگدر نعوفه

من كورت بالنجف ولله ماناوي اجي

اتفقن جدامي علي وثنينهن صيحن خل ناخذه يشوفه

كلولك الماعدهم ابو متمردين ومالهم رداد

ونت بفشلتك رديت

جذابين لهسه انضم شجكايرنه احترام

الصورتك بالبيت

عفتنه اربع اولاد مدللين وام

وماگلك العوز اشسوه بس مجبور حطلي خيط وبره وجايب اعبه ويا

وگال اتنحه اذا يلضم

ومن عدهه وعرفت الاعمه مايلضم

ماتترس مكانك زلم بالديوان ولامگعدك ينسد من نحط الزاد

عرسنه وكبرنه والايام اركاض وطفال الگبل بشارع يلعبون

زلم صارت وعدهه أولاد

**************

الصفحة الحادية عشر

نخلة في ام البروم

فيصل جاسم

للفراتين هذين رمل له طعم روحي

و طعم روحي بنفسجة

أثبت العمر ان لها رائحة لا تمل

و ان لالوانها كوكبا يستنير به الجند

يا رمل دجلة من ذا يعبئني

بين كيس و أخر

حصنا لابناء امي

و فرشا و ثيرا لأحلامهم

ايها الرمل

هل للفراتين هذين من سعة في المكان

الى برج زقورة

نستظل باشجارها

ام تراك استرحت الى رشقة الماء

تأتيك من موجة عاشقة

يتها الطرق الباسقة

خذيني الى نخلة في السماوة

يا نخلة في السماوة

انتظري

جاءك الغيث اذا الغيث همى

يا زمان الوصل بالبصرة

و الشطأن

و القمر الذي ما انفك يطلع كل ليل

من فراتين الى سبع

افرقها على ابواب قلب

ليس يعرف غير حامله هواه

 ********************************

نقد.. «رمية نرد» وموقعها من سياق تطور الحداثة الشعرية

عباس عبد جاسم *

تمتلك قصيدة “ رمية نرد “ للشاعر الفرنسي ستيفان مالارميه من الحيوات التعبيرية  بما يجعلها متجددة مع قوانين تطور حركة العصر(1) ، لهذا كانت ولا تزال تتحدى وعي القارئ لسببين : طبيعتها الطباقية المركبة أولاً ، وطبيعتها الاجناسية المتداخلة ثانيا ً .

اذن هل هي قصيدة نثر أم شعر أم كتابة جديدة ؟

قبل الاجابة . تضع هذه القصيدة – القارئ – أمام إشكاليات عدة ، منها :

الغموض الذي بحاجة الى وضوح ، البياض الذي بحاجة الى إمتلاء ، السواد الذي بحاجة الى تأويل .

وقبل ذلك كلّه ، إن “ رمية نرد “ عمل مركب من مستويات متعّددة ؛ أن لم نقل ذات رموز تعبيرية معقدة ، لهذا نعد هذه القراءة ضربا من المغامرة في الكتابة عنها ، لهذا هناك خيارات مفتوحة : ماطبيعة هذه القصيدة ؟ ونعني بذلك ما لغز الكتابة فيها ؟

فالقصيدة تشتغل على ألغاز الكلمات وليس معانيها بحساسية مضادة للوضوح ، وتُعنى بفكرة العدم أكثر من الوجود ، والانهمام بفضاءات البياض والسواد / أشكال الثريات والنجوم / أنماط الهوامش والمتون/ التوزيع الموسيقي والسامفوني .

ولعل أهم ما يهم مالارميه فيها هو: العلاقة بين “ الكلمات والصمت “ .

وإن كنا إزاء حداثة شعرية ، فهل نحن بحاجة الى “ بخت “ أو “ حظ “ في الوصول الى كنه القصيدة ، وما  تضمره من قوانين عمل جديدة في الكتابة الشعرية ؟

من هذا المنطلق ؛ وبغية عدم تشتيت ذهن القارئ امام امتحان القصيدة : فما سُرّة القصيدة ؟ هل نبدأ من حيث إنتهى مالارميه في القصيدة أم من حيث إبتدأت القصيدة ؟

اذن ماطبيعة العالم في “ رمية نرد “ ؟ أهو “ عالم افتراضي عرض حادث - خاضع للصدفة – يمكنه ان يوجد ولا يوجد في آن واحد أو عالم شتات وهاوية لا ثبات فيه ( ... ) كالحُطمة والكاووص الأصيل ، فراغ لا يمكن لرمية نرد ان تحكمه

( N’Abolirajamais) أبداً لن تبطل “ (2) .

يمكن القول ان “ رمية نرد أبدا ً لن تبطِل الزهر “ تمثل من حيث ( تطور الشكل)    و( تغيّر اللغة ) ثورة شعرية “ تتلخص (...) في سعيه داخل اللغة الى نسف ثنائية نظم/ نثر” (3) ، وذلك من خلال تدمير النظام المنطقي للاشياء بنظام جديد يتشكل من فضاء بصري قائم على ( التوزيع الطباعي والتنويع الحروفي ) ، فالشكل تتبعثر فيه وحدة القصيدة وتتفكك الى صور وجمل وبياضات وفراغات وفجوات شاغرة ، غير ان “ القصيدة كلها – بتعبير عبد الواحد لؤلؤة – جملة واحدة ، يتخللها عدد من الجمل المعترضة وأشباه الجمل ، دون علامات تنقيط ولا فواصل ولا علاقة مباشرة بين الصفه والموصوف ، ولا بين الفاعل وفعله “ (4) .

ورغم ان “ رمية نرد “ تعتمد “ الوزن الاسكندراني “ ، فإن مالارميه يقول” لا أخرق هذا الوزن “ وانما “ فقط أبعثره “ (5) ، وبذا فان هذه القصيدة “ لا هي من النظم ولا هي من النثر، وانما هي كتابة مركبة تركيبة شعرية جديدة مغايرة لكل منهما .

لهذا تقوم “ رمية نرد “ بتحطيم نظام القصيدة المألوف ، وذلك باستخدام نظام جديد من الكتابة الشعرية ، يتشكل  بقوانين عمل جديدة ، أحدثت قطيعة عنيفة مع تقاليد الارث الشعري  برمته ، وبذا “ لا يمكن لهذه القصيدة أن تقوم ، لأن الميزان الشعري المسمى ( AleXandrin) قد حُطِّم  تحطيما ً من طرف “ الشعر الحر” ، والقصيدة الموزونة قد اختل ميزانها من طرف “ قصيدة النثر” فباتت إشكالية مالارمي هي: أيمكن اختراع ميزان ( metrique ) دقيق وضروري مثل الاسكندراني “ وإتفاقي صُدَفي مثل “ الشعر الحر” (6) .

إذن نحن إزاء قصيدة تقوم بتفكيك الشعري المألوف من خلال زحزحة الحدود الاجناسية القائمة بين ( النظم/ النثر) ، بما في ذلك تقويض نظام اللغة بالكلمات المبعثرة ، وتنويع مستويات الفضاء البصري بدلالات متعدِّدة على وفق حيوات شعرية تتحّرك بأفق مفتوح من حيث الأفكار المشذّرة والثيمات المبعثرة .

لهذا إنبنت القصيدة على كيفية مبتكرة في تصفيف ابياتها إبتداءً من الكلمة ، وإنتهاءُ بالبيت ، ومرورا ً بالجملة ، وثمة خيط خفي ناظم بين نثار هذه الكلمات ، مما استند التوزيع فيها الى بناء موسيقي هارموني متحرِّك بحركة ( سفينة عائمة في لجة البحر “ مهّددة بالغرق) ، وتتحكم في عملية التوزيع آلية تقطيع اللغة ، وذلك لتخليق:  فراغات ، فجوات ، شواغر ( تشكل فيها البياضات بنية مهيمنة ) لتفتيت نواظم الشعري فيها بالنثري تعبيرا ً عن سطح مترجرج ، تتعايش عليه متناقضات متعدِّدة ، ذلك هو سطح البحر بوصفه رمزا ً لوجود مضطرب غير مستقر، وبذا فان كل ما قيل في القصيدة “ يميل الى النفي ، ولكنه نفي توكيدي “ لن تبطل أبدا ً “ الصدفة : أي تؤكد وجود الصدفة أو وجود الزهر” (7) ، ثم تتفك القصيدة الى كلمات، والكلمات الى نجوم ، والجمل الى ثريات عبر مغامرة مفتوحة على المجهول ، تتماهي بين العدم والوجود ، حيث يتعرّض فيه الكلام الى التدمير، ويتعرّض معه الوزن الاسكندراني – Alexandrin الى التحطيم والتفكيك ، أي ثمة دال تائه يبحث عن مدلول له عبر إزاحات مستمرة .

وان كان التوزيع الطباعي لا يخضع الى أي نظام خطي أو قاعدي له في “ لعبة النرد “ ، فإن “ البياض والسواد “جزء من اللعب الحر في تأويل اللا معنى من الفراغ أو العدم بوصفه معنى مضمرا ً ، بدلالة إندماج البياض بالصمت .

ويتسع الفضاء المفتوح لإحتواء بنى مستوياتية متعدِّدة تمتزج فيه قصيدة النثر بالشعر الحر، وكثافة الشعري بالتبعثر النثري باستخدام “ قصائد في قصيدة متشذِّرة “ (8) لتتشعب الرؤية وتنفك الى وجهات نظر متعدِّدة الى الحياة والموت / النسبي والمطلق ؛ حيث ينبني فيها المعنى ضد المعنى شكلا ً ودلالة .

وإن كنّا إزاء متاهة مفتوحة ، فمن أين تبدأ هذه المتاهة ، وأين تنتهي ؟

لم يسع مالارميه الى “ وصف الاشياء ، وانما الى معرفة الوقائع المؤدية إليها “ ، وذلك بعد أن مرّ بتحوّلات قلقة من الشك الى الغموض ، وقد قاده الغموض الى الرمزية ، لهذا يواجه القارئ صعوبة في فك شفرات الغموض في شعره ، لأنه غموض مقصود بذاته ، من أهم سماته الاضمار والمجاز والتوَرية .

وقد كان مالارميه يسعى الى” الحفر في الكلمات “ لتكون أكثر امكانية في التعبير عن العدم ، لهذا اتخذ من “ الحفر في الكلمات “ طريقا في الوصول الى الشعر الخالص ، ولكن هل كان مالا رميه  شاعرا ً عدميا ً ؟ .

لقد تجاوز مالارميه في “ لعبة نرد “ الزمان والمكان ، حيث المطلق الشعري ، ليضعنا في اللامتناهي من الوجود ، فقد قام بتجريد اللغة من دلالتها على الواقع بدلالة ميتافيزيقية ، وصولا ً الى النقطة التي تشفّ عن العدم ؛ عدم الذات والكائن والعالم .

لقد تلقّف مالارميه المعني الميتافيزيقي المطلق ، بعد أن أحدث قطيعة عنيفة مع كل ما هو مألوف ، بدلالة ان القصيدة تتجه نحو ذاتها ، نحو كنهها الغامض ، أي “ ان القصيدة لاتمضي الى ذاتها ، لا الى جمهور جاهز ، ولا الى قارئ محدّد ، كل شيء منفي حولها ، وورإءها ، فلنقل انها لعبة المستحيل “ (9) ، لأن مالارميه عاش في عصر مضطرب ، متقلِّب ، ملتبس ، فاتجه نحو تدمير الذات وتفكيك النظام المنطقي للاشياء كرد فعل على إنهيار البنية التحتانية التي كان  ينتمي إليها ، مما جعله أكثر إنهماما ً باللغة واللعب بدلالاتها الحافة ، لهذا فالقصيدة مركبة تركيبة     لاشعورية بحساسية مضادة لتمثيل الطبيعة وتغريبها برؤية عدمية .

ولهذه السببية إنبنت قصيدة “ رمية نرد “ على سلالم معقّدة من الغموض بلغة رمزانية قائمة على بنى طباقية متقطِّعة متشذّرة من الكلمات والصور والتذهينات    اللاشعورية .

وإن “ كل فكرة – كما يقول مالاراميه – هي رمية نرد “ ، أي ضربة “ حظ “ أو      “ بخت “ أو مغامرة غير مضمونة لحظة إنوجاد أو انعدام ، يتحكم فيها اللعب الحر بالكلمات والفراغ ، أي بكلمات متفجرّة بالصمت الدال على الذات المطبوعة فيه .

ورغم انه لاتوجد قواعد ثابتة في اللعب الحر بـ “ البياض والسواد “ أولا ً ، وفي كيفية تكسير الأبنية الخطية بآليات تشذيرية ثانيا ً، فإن التقطيع الذي تنتمي إليه القصيدة    ( رمية نرد أبدا ً لن تبطل الزهر) قائمة على مبدأ ( نفي النفي) ، وذلك للدلالة على ذاتها اللا - دلالية ، التي يتساوى فيها النفي والاثبات .

ولكل ذلك ، فالقصيدة كتابة مركبة تركيبة لا شخصية ، قائمة على تقويض النظام الشعري المألوف برمته ، وبناء أسس  جديدة ، تنطلق من أسفل القاع الى أعلى نقطة في الرؤية الى العالم .

  • احالات

(1) نشرت قصيدة “ رمية نرد “ في مجلة (cosmopolis ) سنة 1897 ، ثم نشرت بعد وفاته في مجلة (nouvelle  revue  francaise ) سنة1914 .

(2) إدريس كثير/ الشاعر مالارمي /https://ueimag.blogspot.com                     

 (3) عبد القادر الجنابي / الافعى بلا رأس ولا ذيل/ دار النهار ، بيروت/ ط 1/ 2001 / ص 47 .

(4) د.عبد الواحد لؤلؤة / ألوان المغيب / دراسات ومترجمات نقدية/ المؤسسة العربية للدراسات والنشر/ بيروت/ 2009/ ص 32 .

(5) د.عبد الواحد لؤلؤة / ألوان المغيب/ مرجع سابق / 34 .

(6) إدريس كثير/ الشاعر ما لا راميه/ مرجع سابق .

(7) إدريس كثير/ الشاعر ما لا راميه/ مرجع سابق .

(8) محمد بنيس/ التأثير العربي- الأسلامي في “ رمية نرد “ :

http://www.jahat.com/ar/jahatAlkalab/pages

(9) بول شاؤل/ مالاراميه – سحر الغموض / مجلة العربي/ مايو 1999 .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* ناقد وقاص عراقي/ رئيس تحرير جريدة “الاديب الثقافية”

بلغات الشعوب.. هرتا مولر: كنت اعلم ما اريد

كتابة : سوزانا فورَر

ترجمها من الألمانية : د. ماهر حوني

 

قبل حصولها على جائزة نوبل للأداب بعشر سنوات وقبل مفارقتها اقسى حالة ازعاج عاشتها منذ 30 عاماُ تحدثنا مع هيرتا مولر حول كتاباتها الأدبية في ظلِ الرعب والصلب.

عندما مات الدكتاتور بكت، هيرتا مولر. قبل ثلاثين عاماً وبالتحديد في الخامس والعشرين من شهر كانون الأول من عام 1989  أُعدم الدكتاتور الروماني نيكولا تشاوشيسكو. كانت وقتها الكاتبة الألمانية - الرومانية في برلين ، عندما سمعت بخبر إعدامه ، هو واتباعه ، الذين كانوا يضايقونها معظم حياتها. فقد وصفت ردة فعلها على ذلك بـقولها :كنت اخوضُ معركة بكاء مذهلة ، وكنت في حقيقة الأمر آمل ذلك. لكنني كنت في قرارة نفسي ضد عقوبة الإعدام. ولكن يجب تحمل ذلك وإدراكه تماماً

فقبل عامين من حدوث ذلك غادرت مولر جمهورية رومانيا الشعبية -كما كان يطلق عليها انذاك- الى جمهورية المانيا الأتحادية. تقول مولر : رومانيا كانت البلد الاكثر قتامة في أوربا الشرقية ، بدءاً من سياسة الأفقار و التشريد للشعب بسبب العوز. لكن اضطهاد اجهزة الدولة كان اشد ضراوة من الفقر. الجميع في البلد كان خائفاً. فالدكتاتوريون يستخدمون الخوف سلاحاً حتى يصبح رهاباً كامناً في قلوب الناس. فهو يتسلل الى الجسد وعليك بعدها أن تتعامل معه.

الوحدة والخوف يجعلان لك عينين واسعتين

بالنسبة لهيرتا مولر أنها تنتمي الى الأقلية الألمانية في رومانيا وهي تتذكر وقتها فتقول: لطالما كانوا ينعتوننا بالنازيين الصغار ، لقد حَطمت رومانيا تأريخها الحقيقي ، لأنها كانت لفترة قريبة من انتهاء الحرب حليفة لالمانيا النازية. كانت عائلة هيرتا مولر تعيش حالة من الضياع ، فوالدها كان من رجال الأمن الخاص واصبح مدمناً على الكحول والأم كانت اسيرة في معسكرات العمل السوفيتية وعادت بعد سبعة عشر سنة من انتهاء الحرب. كانت هيرتا طفلة وحيدة وهي عرضة للعنف المنزلي. تقول هيرتا: كنتُ وحيدةً وكان علي دائماً العمل كثيراً. فالوحدة والخوف يجعلان لك عينين واسعتين.

كانت هيرتا تعيش طفولة قاسية في القرية. قد تجد هيرتا بفكر الناس البسيط وهي تعود بذاكرتها شعراً كانت تكتبه الذي لم يكن يخلو من السذاجة. أنه من الجميل ان تكون البراءة في الشعر ، لأنها براءة جاهلة ولا تدرك الاشياء بذاتها. انتهت عزلتها عندما اخذت تدرس في المدينة ، بيد انها اصبحت تحت رقابة أمن الدولة . لقد كونت صداقات مع الاشخاص الخطأ وكان ذلك كافياً لجعلها في دائرة الشبهة. فالذين كانوا يفكرون بشكلٍ مختلف كانوا يقرأون لكُتاب غربيين. شعرت معهم بالراحة وكأني في جزيرة داخل البلاد كما تقول مولر.

لكن رجال الأمن لم يتركوها بسلام. في البدء حاولوا تجنيدها كمخبر ، لكنها رفضت. كان والدي في الامن الخاص ، وهو نازي ، وقلت له ذات مرة ليس بالضرورة الانخراط بذلك ومصاحبة الدكتاتورية. لأني شعرت بالاشمئزاز الشديد مِن هذا النظام ومِن هؤلاء المسؤولين. يطلق عليهم نظام إلا انهم مجرد اناس عاديين. لقد عاملها رجال الأمن معاملة مرأة رخيصة. وراحوا يشهرون بها وينعتوها بالعاهرة. كانوا متسلطين، ينظرون الى المرأة بوصفها قاذورة. لقد اشعروني بذلك دائماً.

عندما كانت هرتا مولر ترفض التعاون دائماً ، تعرضت الى التهديد بالقتل: كنت افكر بالانتحار وقتها. عندما هددتني الاستخبارات ، شعرت أن في الانتحار راحتي. وهذا ما لم ادركه مسبقاً.

على السُّلَّم  كانت اولى كتاباتي

وبقت وظيفتي هي الأعمال الانتقامية. ففي احد الايام إختفى ببساطة مكتبها من الشركة التي كانت تعمل بها كمترجمة للغة الالمانية. فجلست في بئر السلم ، وكان علي العمل لأيصال رسالة لهم بأنني لازلت موجودة. وهنا بدأت بالكتابة : بدأت بالكتابة على السُّلَّم بين الطوابق.

وأخيراً تقدمت هيرتا بطلب الخروج من البلاد. في أول الامر لم يجلب ذلك سوى مشاكل جديدة مع السلطات. لكن بعدها ارادوا التخلص منها ومن عائلتها. ففي عام 1987 انتقلت هيرتا مولر للعيش في المانيا الاتحادية – وهنا حدثت الصدمة الثقافية: لقد اتيت من بلدٍ رمادي خرساني لا حياة فيه وها هي عيني تؤلمني بسبب الالوان العديدة والوميض والحركة الدؤوبة لهذا العالم ومن وهج الأضواء ، وجدت كل شيء يتنفس الحرية. فعندما ذهبت ذات مرة الى احد المطاعم بكيت عندما قرأت مامكتوب في قائمة الطعام ، عندها ادركت كم سرقت الحياة منا. قالت هرتا بالفعل الحياة تُسرق لأن رومانيا لازالت في ذاكرة هيرتا.

لا يزال كل هذا عالقاً في ذاكرتي ، وليس لي من خيار سوى الكتابة عنه ، الحديث عن الدكتاتورية في بلد حر وما كان يحدث للناس تحت نير الدكتاتورية هذه. ماكان بأمكاني فعل شيء وقتها ، فلم امتلك الحرية كي افعل شيء. لم اكن كاتبة وقتها وانما كنت اعيش حالة كانت بديهيتي.

عندما اخرج لأشتري البطاطس من السوق لا احمل صفة كاتب حاصل على جائزة نوبل

 ربما كان هذا هو سر نجاح هيرتا مولر ككاتبة. ففي عام 2009 حصلت على جائزة نوبل في الأدب. كان ذلك اعتراف ، لكن لم يتغير شيء في حياتها، حيث قالت: اشعر اني ذات الشخص الذي كنت عليه. فلن احصل على جائزة نوبل في الأدب كل مرة ولن اشتري البطاطس بوصفي كاتب حائز على جائزة نوبل. تنتقد في رأيها النقاد الذين يتهمونها بأيلاء اهتمام كبير بالجماليات اللغوية عند وصف اهوال ومساويء الدكتاتورية. وهي تقول : أن الرقة والشعر لايصنعان الاشياء البشعة والمهولة ، بل يعززانها.

تشعر هيرتا بالقلق الشديد لتنامي الشعوبية اليمينية في المانيا واماكن أخرى. تقول هيرتا مولر: قبل عشرين سنة لم اتوقع قط ان يكون الحديث مجدداً عن النازيين وان يطلق على مجموعة بالفاشيين الذين جلسوا ذات يوم في البرلمان. ربما هي اكثر دراية من الأخرين فيما يخص من عاش الدكتاتورية.

عندما تكون الديمقراطية منهكة يصبح الأمر خطراً

كنت على دراية تامة بما لا اريد ، فعليك معرفة ما لاتريد ففي الحالات العدائية بين الناس يفترض بالمرء معرفة ما لايريده وما لايريد إن يصبح وما لا يريد أن يفعل ومن لاينتمي اليه . يجب على المرء ايضاً معرفة ما يجب أن لا يكون. لهذا السبب تحذر هرتا مولر بقولها: اذا أٌنهِكت الديمقراطية يصبح الأمر خطيراً و يمكننا أن نرى ذلك الأن.

 ***********************************

لمن هذا الهدوء ؟

علي شاهين

انتبهي أيتها الرياح

فأنت تُجعدينَ قميص

البحر ،

انتبهي أيتها الغيوم

فإنك تتخلين

عن ملامحك ،

انتبها :

فالطيور تصفف شعرها

المبعثرَ من ثرثرة

الرياح

في مرآة الماء ،

والسنادين مُدللة

في السُفن

والمسرحيات التراثية

كانت حداثوية آنذاك

والماء تعلّم الخِداع

فهو يبتكرُ جناحين

ولا يهرب

عندما نوبخهُ بصفعات

مَرِحة !

والنوافذ اكتشفت

اللعبة أيضًا

وباتت تفكّ

أُذنيها

لتفشي أسرار الرياح

في داخل البيت،

ولا زالت

الدوائر لا تستريح

في الجلوس !

ولا زال الثلج الناصع

الوديع

قلبه مرعب

كوادٍ مهجور ،

      اصبري أيتها القُبَلُ

الهوائية

فنحن في زمن

الاختناق ،

وأنت ايضا

أيها الصفصاف

لا ترتجف

من أكذوبة الرياح

حتى لا يُستخف بكَ

وتكون مُهملاً

كأغانٍ هابطة ،

       تريثوا جميعا

فلم تعد الرمال

عذراء

ولا أسنان العقل

تمحو غباءها

باللهوِّ في مضغ

المشمش

اليانع ،

ولا الليل

ينام قليلا

لأنه أعتاد

على الأختفاء نهارا ،

هنا

كلُّ شيءٍ

تعلم الخداع

حتى القرى

لم تكن حلوة

منذ أسوداد قلبها

بالأسفلت

والمدينة

خرافية الجمال

باتت تخدعنا

منذ أن تعرَف

النهر على

مفاتنها ,

لكن واعجبا

لمن هذا الهدوء

وأنا صامت هكذا ؟

**************************************

الصفحة الثانية عشر

إصدار

الخفض المتدرّج

عن “شركة التقدم العلمي للنشر والتوزيع” في الكويت، صدر أخيرا كتاب بعنوان “الخفض المتدرج – أشمل الخطط المقترحة على الإطلاق لعكس ظاهرة الاحترار العالمي”، من تحرير بول هاوكين وترجمة آية علي.

يستعرض الكتاب، الذي عدّ الأكثر مبيعا في قائمة “نيويورك تايمز”، الحلول المائة الأكثر جوهرية لعكس الاحترار العالمي، اعتمادا على ابحاث معمقة لعلماء بارزين وصانعي سياسات في العالم.

وكانت تلك الحلول قد صدرت عن تحالف دولي ضم باحثين ومهنيين وعلماء عملوا معا لتقديم خطط واقعية للتغيير المناخي. 

وفي هذا الكتاب، يوضح المؤلف تلك التقنيات والممارسات المختلفة لعلاج مشكلة الاحتباس الحراري، مثل استخدام الطاقة النظيفة واستغلال الأراضي في عزل الكربون عن الهواء.

**************

خارج النسق

أجراس تشرين

تقرع في بابل

محمد علي محيي الدين

قبل شهور أعلنت محافظة بابل عن إقامة مهرجان بابل الدولي بنسخته الفنية الـ15. وشكلت لهذا الغرض لجنة للإشراف والإعداد بدعم مباشر من المحافظ، وعلى أن تكون نفقات المهرجان من تبرعات جهات داعمة دون الاستعانة بأموال الدولة. وقامت اللجنة بالتعاون مع المنظمات الثقافية والفنية بالتحضير للمهرجان. وجرى التعاقد مع فنانين عرب وعراقيين وفرق شعبية وفنية من مختلف دول العالم للمشاركة في المهرجان.

وقبيل الانطلاق بأيام طفت على السطح أصوات ناشزة تطالب بإلغاء الفقرات الفنية والغنائية، لتعارض ذلك – بحسب ما تعتقد - مع “قدسية محافظة بابل”، ما جعل المحافظ ورئيس اللجنة يتراجع ويرضوخ لتلك المطالب. وأثار هذا الأمر موجة من السخط الجماهيري، فاشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي بمنشورات تندد بهذه الأصوات الناشزة وممارساتها المرفوضة، ورفع الكثيرون شعار “لن تكون بابل قندهار ثانية”.

لكن تدخل وزارة الثقافة ورئيس الوزراء، وموقفهما القوي، اضطرا الجهات المعارضة الى التراجع، على اعتبار أن الأرض التي يقام عليها المهرجان (المسرح البابلي) تخضع للإدارة المركزية ولا علاقة للمحافظة بها.

وانطلق المهرجان يوم الخميس 28 تشرين الأول الفائت بصيغته المقررة، رغم اعتراضات  تلك الجهات. وتوافد على المهرجان المدعوون من فنانين وفرق فنية للمشاركة فيه، فحقق نجاحاً منقطع النظير بالرغم من العراقيل التي وضعت في طريقه، وما رافقه من هفوات فنية. حيث لم يؤثر ذلك على الروح المعنوية للقائمين عليه، ولا على الجمهور المتلهف لما ينمي ذائقته الجمالية بعيداً عن هموم الحياة.

وكان لتفاعل هذا الجمهور أثره في لجم الأصوات الناشزة التي أثار حفيظتها هذا التفاعل الممتزج بالروح الوطنية الوثابة. حيث صدحت الحناجر بالغناء للوطن ولثورة تشرين الظافرة التي قلبت الموازين وغيرت المفاهيم التي اعتاش عليها اعداء الخير والجمال.

وكان للفنانين المشاركين في المهرجان دورهم الرائد في التغني بالوطن وثورته العظيمة وشبابه الثائر. وتبين للجميع أن الشعب العراقي يعشق الجمال ويغني للحياة وللغد الجميل البسام، بعيداً عن قعقعة السلاح والاصوات الناشزة التي تغذي الفرقة والعنف والدمار، وتحاول اعادة عقارب الساعة إلى الوراء.

****************

ارفدوها بالكتب

مبادرة “أنا عراقي.. أنا أقرأ” للمرة الثامنة

بغداد – طريق الشعب

تتواصل الاستعدادات لتنظيم الدورة الثامنة من مبادرة “أنا عراقي.. أنا أقرأ”، التي من المقرر أن تحتضنها حدائق أبو نؤاس وسط بغداد، يوم 27 تشرين الثاني الجاري، بعد توقف دام سنتين جراء تفشي وباء كورونا، وقبله الاحتجاجات الجماهيرية.

وكشف القائمون على المبادرة، من مثقفين وناشطين ورواد مكتبات وهواة مطالعة، عن مواصلتهم التحضير لمبادرتهم التي تركز على عرض الكتب وتوزيعها مجانا بين الزائرين، بالإضافة إلى الفعاليات الثقافية والفنية المنوعة.

ووجه أصحاب المبادرة، من خلال مواقع التواصل الاجتماعي والحملات الميدانية، دعوات إلى أصحاب المكتبات والمثقفين وهواة المطالعة، لرفد مبادرتهم بتبرعات الكتب، معلنين عن تخصيص عدد من الصناديق لاستقبال التبرعات، احدها في شارع المتنبي قرب “دار عدنان” للطباعة والنشر، وآخر في مقر الاتحاد العام للأدباء والكتاب بساحة الأندلس، فضلا عن صندوق ثالث في مقهى “كهوة وكتاب” بمنطقة الكرادة.

وكان الإعلامي علي الجاف، أحد منسقي المبادرة، قد ذكر في تصريح صحفي سابق أن “النسخة  الثامنة ستتضمن فقرات جديدة مختلفة عما في النسخ السابقة”، مؤكدا أنهم لا يسعون إلى إقامة المبادرة بفعاليات تقليدية “ففي الموسمين السابقين استطعنا جمع نحو 35 ألف كتاب، وهذا الموسم نسعى إلى دخول موسوعة غينيس للأرقام القياسية، من خلال تجاوز عدد الكتب المعروضة 50 ألف كتاب”.

وتابع قائلا: “سمعنا أن مهرجانا مخصصا للكتاب أقيم في نيوزلندا أو كندا، وصل فيه عدد الكتب المعروضة إلى 50 ألف كتاب. لذلك نحن نسعى إلى كسر هذا الرقم وتجاوزه. كما نحاول دعوة لجنة مرتبطة بموسوعة غينيس لمتابعة مبادرتنا”.

وتشهد المبادرة التي كانت تنظم سنويا على حدائق أبو نؤاس قرب نصب “شهريار وشهرزاد”، حضور جمهور كبير من مختلف شرائح المجتمع، مثقفين وأدباء وفنانين وإعلاميين وناشطين وهواة مطالعة. وبالإضافة إلى “موائد الكتاب” التي تحتل ركنا بارزا من أرض المبادرة، تقام فعاليات فنية وأدبية وثقافية منوعة في الهواء الطلق، بين مراسم حرة للكبار والصغار، ومعارض تشكيلية وفوتوغرافية، وحفلات غنائية وجلسات أدبية ونشاطات اجتماعية مختلفة. 

ونظرا لما حققته هذه المبادرة من نجاح كبير وشهرة واسعة، تمت إعادة استنساخها في العديد من المحافظات، ما جذب الكثيرين من الشباب إلى الكتاب، وغرس فيهم حب المطالعة.

***************

عمرها 2700 عام

اكتشاف معاصر نبيذ وجداريات آشورية في دهوك

دهوك – وكالات

أعلنت بعثة مشتركة من علماء آثار إيطاليين وآخرين من مديرية الآثار في دهوك، الأحد الماضي، عن اكتشاف آثار جديدة تعود إلى عهد الملك سرجون الثاني وابنه سنحاريب (721 – 705) قبل الميلاد.

وعثر العلماء على معاصر نبيذ تعود لأكثر من 2700 عام وجداريات ضخمة في موقعين أثريين في دهوك.

ووفقا لما أفاد به عالم الآثار من جامعة أوديني الإيطالية والمدير المشارك للبعثة الإيطالية، دانييلي مورداني بوناكوسي، فإن معاصر النبيذ التي تم اكتشافها قرب “قرية خنس” تعود لحقبة سنحاريب.

ويضيف أنه تم العثور على 14 منشأة كانت تستخدم في عصر العنب لاستخراج النبيذ، متابعا قوله أن “هذا أول اكتشاف من نوعه في العراق”.

وفي “موقع فايدة” قرب دهوك، اكتشف المنقبون كذلك قناة ري يبلغ طولها 9 كيلومترات، بدأ بناؤها في عهد سرجون الثاني. وقد نقشت على أطرافها 12 جداريةً “هائلةً” يبلغ عرض الواحدة منها 5 أمتار وطولها مترين.

**************

“أوروبا” فيلم يمثل العراق في الأوسكار

بغداد – وكالات

أعلنت وزارة الثقافة والسياحة والآثار، الاثنين الماضي، اختيار فيلم “أوروبا” للمخرج حيدر رشيد لتمثيل البلاد في التسابق على جائزة “أوسكار”، ضمن فئة أفضل فيلم أجنبي في الدورة المرتقبة خلال آذار العام المقبل.

و”أوروبا” هو أحد الأفلام الروائية الطويلة الخمسة المدعومة من “منحة بغداد لدعم السينما العراقية” لعام 2021، المقدمة من وزارة الثقافة.

وذكرت الوزارة في بيان لها، أن اختيار الفيلم المذكور “جاء تتويجاً للمسار المتميّز والإيجابي الذي مرّ به” منذ اختياره ضمن برنامج “نصف شهر المخرجين” في الدورة السابقة لـ”مهرجان كانّ” السينمائي الدولي، حين حاز “جائزة بياترتيشي سارتوري”. كما حصد الفيلم جوائز عدة أخرى بينها “جائزة الشريط الفضي” من “جمعية نقّاد وصحافيي السينما الإيطاليين”.

ويروي “أوروبا”، وهو الفيلم الطويل الخامس لـ رشيد، ثلاثة أيام مأساوية من حياة الشاب العراقي “كمال”، الذي يحاول الوصول إلى أوربا سيراً على الأقدام عبر الحدود التركية - البلغارية، ويقع فريسة لشرطة الحدود البلغارية والعصابات الفاشية التي تطارد المهاجرين، ليجد نفسه وحيداً في غابة شاسعة لا نهاية لها.

وتُرشح كل دولة فيلماً لتمثيلها في المنافسة على الجائزة التي تقدمها “أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة” الأميركية، على أن تُعلن القائمة المختصرة في كانون الأول، ثم القائمة النهائية في شباط.

ومن المقرر أن تقام النسخة المقبلة من حفل الجوائز، في 27 آذار بمدينة لوس أنجلوس.

***************

شيوعيو ألقوش يزورون الأبرشية الكلدانية

ألقوش – طريق الشعب

زار وفد من منظمة الحزب الشيوعي العراقي ورابطة الأنصار الشيوعيين في ناحية ألقوش بمحافظة نينوى، صباح الأحد الماضي، أبرشية ألقوش الكلدانية، وذلك لتقديم التهاني إلى المطران مار بولس ثابت، في مناسبة تعيينه أسقفا معاونا للأبرشية.

وكان في استقبال الوفد، المطران مار ميخائيل مقدسي والمطران بولس ثابت والآباء سالار بوداغ وغزوان شهارا ورودي الصفار.

وقدم الوفد التهاني إلى المطران ثابت، وتمنى له التوفيق والنجاح في مهامه الجديدة، داعين الجميع إلى تغليب المصالح العامة على أية مصلحة أخرى، من أجل المساهمة في معالجة المشكلات السياسية والاقتصادية والمعيشية والاجتماعية والصحية وغيرها.

ضم الوفد كلا من سكرتير اللجنة المحلية للحزب في نينوى الرفيق فلاح القس يونان، وسكرتير منظمة ألقوش الرفيق عامل قودا، وسكرتير رابطة الأنصار الشيوعيين في الناحية الرفيق سمير توماس، إلى جانب مجموعة من الرفاق الآخرين. 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

في النجف.. رابطة المرأة تقيم مرسما للأطفال

النجف – ملاذ الخطيب

أقامت رابطة المرأة العراقية في محافظة النجف، الأسبوع الماضي، مرسما حرا للأطفال في ريف منطقة العباسية.

وشارك في المرسم عدد من الصغار بحضور عائلاتهم. وقد هيأت الرابطة جميع مستلزمات الرسم للمشاركين.

وفي تصريح لـ “طريق الشعب”، أوضحت الرابطة أن الهدف من هذه الفعالية هو إشاعة حب الفن بين الأطفال، وتشجيعهم على مزاولته، خاصة الرسم الذي يعد من الفنون الجميلة التي تحفز الخيال وتعزز صفة البراءة لدى الأطفال.

وأكدت، أنه لا بدّ من تنمية حب الرسم لدى الصغار “فمن يتعلم رسم الورد والفراشات، لن يعرف الكراهية”.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

هاني شاكر من المسرح البابلي: ليس غريبا على العراقيين حب الفن والثقافة

الحلة – وكالات

عبّر المطرب المصري المعروف هاني شاكر، عن سعادته بعودة مهرجان بابل الدولي بعد توقف دام سنوات، وذلك خلال إحيائه حفلا غنائيا على المسرح البابلي في ثاني أيام المهرجان، الخميس 29 تشرين الأول الفائت.

وقال شاكر لنحو 5 آلاف متفرج حضروا حفله: “وحشتوني جدا”، مبديا اعتذاره عن تأخر انطلاق الحفل بسبب مشكلة طارئة في الهندسة الصوتية.

وأضاف قائلا، أن “وجودي معكم يفرحني جدا.. أنا سعيد بعودة مهرجان بابل من جديد لشعب عظيم كالشعب العراقي”.

وأشار إلى أنه “ليس غريبا على العراقيين حب الناس والفن والثقافة”، معربا عن أمله بأن يعود العراق إلى انفتاحه الفني والثقافي، ليزوره الفنانون من جميع أنحاء العالم.

وحرصت القوات الأمنية على تأمين حماية المطرب شاكر، نقيب الموسيقيين المصريين، خلال ذهابه إلى المسرح لإحياء الحفل.