اخر الاخبار

الصفحة الأولى

في افتتاح المؤتمر السابع للشيوعي الكردستاني.. رائد فهمي: نحو تعزيز النضال المشترك للشيوعيين والقوى المدنية والديمقراطية

اربيل – طريق الشعب

حيا الرفيق رائد فهمي سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي مندوبي المؤتمر السابع للحزب الشيوعي الكردستاني، الذي انعقد أيام 27 - 30 الشهر المنقضي في عاصمة الاقليم، وحمّل مندوبيه في كلمة ألقاها في جلسته الافتتاحية الاربعاء الماضي، نقل التحايا إلى جميع الرفيقات والرفاق أعضاء الحزب وأصدقائه الذين يخوضون النضال في مختلف الساحات والمواقع دفاعا عن حقوق ومصالح الشغيلة وعموم أبناء الشعب في كردستان، وتطلعاتهم إلى مستقبل أفضل يحقق الحياة الحرة الكريمة ويعزز المكتسبات التاريخية التي حققتها الحركة القومية التحررية للشعب الكردي.

اهتمام كبير

واضاف الرفيق رائد فهمي قائلا: نحن نولي اهتماما كبيرا لأعمال المؤتمر متمنين له النجاح في اعماله، من مواقع الرفقة النضالية الطويلة للشيوعيين في اطار الحزب الشيوعي العراقي والتي تواصلت في اطار الحزبين الشيوعي العراقي والكردستاني.

وتناول الدور الريادي الذي لعبه الشيوعيون، منذ بدايات تأسيس الدولة العراقية، في النضال الوطني والطبقي وفي الدفاع عن الحقوق القومية المشروعة للشعب الكردي  والمشاركة والدعم لحركته التحررية. وقال انه “تعود للشيوعيين الريادة في بلورة الشعارات السياسية الأساسية المتعلقة بالحقوق القومية للشعب الكردي، والتي تبنتها الحركة الوطنية العراقية والحركة القومية الكردية، وفي مقدمتها شعار الديمقراطية للعراق والحكم الذاتي ومن ثم الفدرالية لكردستان.

وكان للشيوعيين ونضالهم الفكري والسياسي دور رئيس في مكافحة الأفكار والممارسات الشوفينية والتصدي لها ولاشاعتها جماهيريا، ووجد ذلك تعبيره الملموس في نضال الشيوعيين والديمقراطيين العراقيين ضد سياسات التمييز القومي وشوفينية الأنظمة المعادية للديمقراطية التي تعاقبت على الحكم.

وتعرض الشيوعيون والديمقراطيون العراقيون في كافة أرجاء العراق إلى صنوف الملاحقة والقمع من قبل الأنظمة الدكتاتورية. كما انهم خاضوا الكفاح المسلح في اطار الحركة الأنصارية الباسلة وسالت دماء الشيوعيين الزكية، عربا وكردا ومن سائر أطياف الشعب العراقي، على ارض كردستان في مواجهة الأنظمة الشوفينية القمعية. ولعب هذا النضال المشترك وأواصر التعاون والتضامن للحركة الوطنية الديمقراطية والحركة القومية التحررية للشعب الكردي دورا أساسيا في تحقيق المنجزات على طريق تقرير الشعب الكردي لمصيره في الظروف الملموسة، والذي مر بمراحل مختلفة وصولا إلى الفدرالية”.

سلسلة من الازمات

وخاطب الرفيق سكرتير الحزب المندوبين الى المؤتمر قائلا: “ينعقد مؤتمركم والعراق ونظامه السياسي يواجهان سلسلة من الأزمات، تشكل أزمة عامة مصدرها نهج المحاصصة وما ينتجه من فساد وفشل في بناء وأداء الدولة في توفير الخدمات الأساسية وفي تحقيق التنمية وحل مشاكل البلاد، ما يتسبب في معاناة متنامية لأوسع القطاعات الشعبية، كما ينعكس على العلاقة بين الحكومة الاتحادية والاقليم، وفي الاستعصاء المستدام في تطبيق الدستور ومواده الخاصة بالبناء الاتحادي، كاقرار قانون النفط والغاز والمادة 140 ووضع الموازنة العامة الاتحادية. وتؤكد تجربة السنوات الماضية بـأنه لا يمكن توقع تحقيق تقدم ونجاحات راسخة في الأقليم، بمعزل عن نهج الحكومة الاتحادية والأوضاع في العراق عموما، كما لا يمكن ان تقوم الحكومة الاتحادية بإيجاد معالجات لأزمات البلاد على حساب الاقليم، فأي تقدم يحدث في الإقليم هو رافعة، أو ينبغي أن يكون كذلك، لتعزيز الوضع على المستوى الاتحادي، كما يصح ذلك في الحالة المعاكسة”.

واضاف الرفيق فهمي أن “المرحلة الحالية تتطلب تعزيز البناء الاتحادي للدولة العراقية وتطبيق الدستور نصا وروحا، بما يكرس المنجزات التي تحققت في كردستان العراق ويوطدها ويوفر أساسا ومرتكزا لتحقيق المزيد مستقبلا”.

تحديات تواجه الشيوعيين

وقال الرفيق السكرتير ان “أمام المؤتمر وأعماله طائفة من التحديات السياسية والفكرية والتنظيمية التي تواجه الشيوعيين عموما على صعيد العراق والعالم، بالارتباط مع التغيرات والتحولات والتناقضات والازمات الناجمة عن العولمة الرأسمالية والتطورات المتسارعة على الصعيد العلمي والتكنولوجي، وفي وسائل الاتصال وتناقل المعلومات وانعكاساتها على عمليات الإنتاج الاجتماعي وبنية المجتمعات وواقع الطبقة العاملة وعلى أشكال التنظيم. وهذا ما يجعل من التجديد ضرورة تتطلبها مواكبة التطورات والتعامل معها بصورة سليمة استناداً إلى الفكر الماركسي المتجدد ومنهجه العلمي، بعيدا عن الجمود والدوغمائية. وان مواجهة هذه التحديات ورسم الاستراتيجيات والتكتيكات المناسبة لتغيير الواقع من جانب أحزابنا، تتطلب العمل على دراسة واقع المجتمع والتحولات في بنيته الاجتماعية والاقتصادية والطبقية بشكل دقيق وعميق، والاقتراب اكثر ما يمكن من نبض الجماهير وتحسسه، وتطوير آليات العمل الداخلية بما يعزز الديمقراطية والفاعلية”.

وبيّن الرفيق رائد فهمي في كلمته ايضا “إن طبيعة المهام التي نواجهها تتطلب تعزيز النضال المشترك للشيوعيين، والروابط الكفاحية بين الحزب الشيوعي العراقي والحزب الشيوعي الكردستاني وتطويرها، والعمل على بناء الاصطفافات السياسية التي توحد عمل القوى المدنية والوطنية الديمقراطية، من اجل إقامة الدولة المدنية الديمقراطية الاتحادية وتحقيق العدالة الاجتماعية. كما ينبغي العمل على تعزيز وتطوير العلاقة مع الأحزاب الشيوعية والقوى التقدمية في المنطقة والعالم وتقومية أواصر التضامن في ما بينها”.

****************

رئيس الجمهورية: مخاطر التغير المناخي تهدد العراق

بغداد – طريق الشعب

نشرت صحيفة “فاينانشال تايمز”، مقالاً لرئيس الجمهورية برهم صالح، بشأن التغير المناخي في العراق عشية قمة الأمم المتحدة العالمية للمناخ. 

وذكر المكتب الإعلامي لصالح في بيان صحافي “أن الصحيفة البريطانية نشرت مقالاً لرئيس الجمهورية تحدّث فيه عن أزمة التغير المناخي في العراق وذلك عشية انطلاق قمة الأمم المتحدة العالمية للمناخ (كوب 26) التي تنعقد في اسكتلندا”. 

وأوضح الرئيس صالح، إن “التأثيرات الاقتصادية والبيئية المحتملة لتغير المناخ هو خطر طويل الاجل يواجه البلد، حيث يؤثر التصحر على 39 في المائة من أراضي العراق، وأن زيادة الملوحة تهدد الزراعة في 54 في المائة من الأرض، فيما كشف عن مشروع إنعاش بلاد الرافدين لمواجهة التغير المناخي وحماية البيئة والتعاون المشترك إقليميا في هذا الصدد”.

وأضاف أن “العراق قد يواجه عجزاً مائيا يصل إلى 10.8 مليار متر مكعب من المياه سنويا بحلول عام 2035 بسبب تراجع مناسيب نهري دجلة والفرات، في حين سيقل الطلب العالمي على النفط الذي يُمثل الدخل الأساسي للعراق”. 

وشدد صالح على أن “مواجهة تغير المناخ يجب ان تكون أولوية وطنية وهي فرصة لتنويع اقتصاد العراق عبر دعم الطاقة المتجددة والنظيفة والمشاركة في أسواق الكربون، وتوفير ظروف معيشية أفضل وأكثر استدامة”.

*****************

برلمان كردستان يطالب بسحب القوات التركية

بغداد ـ طريق الشعب

قال المستشار الإعلامي لبرلمان إقليم كردستان، طارق جوهر، امس الأحد، إن القرار الأخير الذي اتخذه البرلمان التركي بشأن تمديد تواجد القوات التركية في العراق، يعد “تجاوزا على السيادة”.

وأضاف جوهر في تصريح صحفي، أن “البرلمان العراقي الجديد مطالب باتخاذ قرار يقضي بسحب تلك القوات ومعاملتها كقوة محتلة لأراضي البلد”. وزاد أن “التعامل مع تركيا ينبغي أن يتم عبر الحكومة والبرلمان الاتحاديين، لأنه قضية تتعلق بالسيادة، خاصة وأن أنقرة لم تحترم سيادة البلد بتمديد تواجد قواتها داخل العراق من طرف واحد”.

*****************

راصد الطريق.. عدوان تركي متواصل

جدد البرلمان التركي قبل ايام “ التفويض الممنوح “ للرئيس التركي “ لارسال قوات عسكرية الى العراق وسوريا لمدة سنتين “ .

تأتي هذه الخطوة العدوانية استمرارا للانتهاكات التركية لحرمة أراضي وطننا، وللاعتداءات العسكرية المتواصلة والتي تستهدف مدنا وقرى في إقليم كردستان العراق، وتأكيدا للرفض التركي لمطالب سحب قواتها من اراضينا، ووضع حد لتدخلها في شؤون بلادنا.

فقرار البرلمان التركي يعد انتهاكا فظا للقانون الدولي وللعلاقات بين بلدين جارين ، وتهديدا للامن والاستقرار في المنطقة .

 والغريب ان هذه الخطوة العدوانية التركية الجديدة تمر من دون ان نسمع ادانات صريحة لها من حكومة الإقليم والحكومة الاتحادية، في حين يتواصل منح الفرص الاستثمارية للشركات التركية، ويتصاعد حجم التبادل التجاري مع تركيا ليتجاوز عام ٢٠٢٠  مبلغ 20مليار دولار، حسب قول السفير التركي في بغداد !

كذلك لم نسمع شيئا من القوى “المتكافشة” الان على مقاعد البرلمان ، ما يعني في نهاية المطاف صراعا على  تقاسم المناصب والمواقع.

عدوان سافر هو قرار البرلمان التركي .. فهل من يوقفه ؟!

****************

الصفحة الثانية

ارتفاع معدل تركيز الغازات السامة في بغداد

بغداد – طريق الشعب

ذكر الجهاز المركزي للإحصاء التابع لوزارة التخطيط، امس الاحد، ان العاصمة بغداد سجلت اعلى معدل سنوي لتركيز غاز ثاني أوكسيد الكبريت (SO2) السام، مشيرة الى ان اربع محافظات فقط تقيس ملوثات الهواء.

وذكر الجهاز في تقرير لها، طالعته “طريق الشعب”، أن “أعلى معدل سنوي لتركيز غاز (SO2) ظهر في محافظة بغداد بواقع 0.059 جزء بالمليون، أما أقل معدل سنوي لتركيز (SO2) فقد سجل في محافظة بابل وبواقع 0.008 جزء بالمليون”.

ويعاني العراق من ارتفاع نسبة تلوث الهواء بسبب الانبعاثات الغازية من عمليات استخراج النفط الخام وتكريره، بالإضافة إلى عوامل أخرى منها عوادم المركبات والمولدات الكهربائية.

وبين الجهاز ان “عدد المحافظات التي تقيس المعدلات الشهرية والسنوية لمجموعة من الغازات والمواد الملوثة في الهواء عن طريق محطاتها، هي محافظات بغداد وبابل والمثنى وكركوك فقط”.

***************

اضاءة.. جدل متواصل حول انتخابات تشرين ٢٠٢١ (٥)

محمد عبد الرحمن

تعاملت  المفوضية مع الطعون في نتائج الانتخابات، فردت غالبيتها واخذت بالبقية وشرعت بإعادة العد والفرز اليدويين في المحطات المطعون فيها. وحتى الان بينت الحصيلة كما تقول المفوضية تطابقا بين العدّ اليدوي والعد الالكتروني، وان لا تغيير في عدد المقاعد. 

هل يكفي هذا للرد على ما قيل عن تلاعب الكتروني بالنتائج ؟ أم  سيتواصل الجدل والضغط متعدد الاشكال، وصولا الى تحقيق “التوازن” المطلوب في عدد المقاعد بين اطراف الاطار التنسيقي وبين الكتلة الصدرية؟ ام يراد المضي بالضغط  قدما حتى بلوغ لحظة تقسيم المواقع والمناصب، والأهم  هو تحقيق التفاهمات المطلوبة بشأن موقع رئاسة الوزراء وما يعنيه، وفقا للدستور، من صلاحيات وسلطات  كبيرة وواسعة ، إضافة الى كونه ايضا موقع القائد العام للقوات المسلحة؟!

وبالعودة الى نظام التصويت والفرز والعد، والتساؤل المطروح دوما : هل يكون الكترونيا ام يدويا ؟ فكما  هو معروف وجهت اتهامات خطرة سابقا الى النظام اليدوي وكونه من الأسباب الرئيسة للتزوير والتلاعب بالنتائج، رغم انه ما زال معمولا به في عدد كبير من  دول العالم، ومن بينها بعض الاقدم في الممارسة الانتخابية  . وهذا ما دفع  العديد من القوى، بضمنها القوى المعترضة والمحتجة حاليا على النتائج - وهذا من حقها طبعا ما دام سلميا وقانونيا - الى اعتماد النظام الالكتروني الذي يجري التشكيك فيه اليوم، بغض النظر عن المبالغ الطائلة التي صرفت على تأمين مستلزماته.

والحقيقة ان النظامين اليدوي والالكتروني نظامان محايدان ، تعتمد مخرجاتهما على من يقوم باستخدامهما، وعلى الظروف المحيطة بهما وفعل القوى والكتل السياسية التي لها القدرة الفعلية على التأثير في المخرجات.

 فهل تحت ضغط الإحساس بالغبن وعدم الحصول على المقاعد المتوقعة، سنشهد جولة أخرى من إعادة النظر بقانون الانتخابات؟ هذا  أمر متوقع بعد ان رأت وتلمست غالبية القوى حقيقة ان نظام الدوائر الصغيرة غير عادل، ولا يمنح مقاعد بما يتناسب مع مجموع  الأصوات التي يحصل عليها كل  كيان، سواء على الصعيد الوطني ام على مستوى المحافظة الواحدة. وعلى سبيل المثال اشارت احدى الدراسات الى ان مجموع  أصوات من جرت تسميتهم بالمستقلين تجاوز المليون، وانهم هم الفائز الأول على وفق هذا المعيار، فيما مقاعدهم لم تزد عل حوالي ٤٠ مقعدا .     

لعل  هذه المعطيات تقنع من طالب التشرينيين او غيرهم بمراجعة موقفهم  من قضية الدوائر الصغيرة والإصرار عليها .

ويبقى مهما الان بعد ان تبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود، ان يصار الى عقد الجلسة الأولى لمجلس النواب حال مصادقة المحكمة الاتحادية على النتائج. فامام المجلس  كثير من القضايا التي تحتاج الى متابعة وموقف وقوانين تنتظر التشريع، والاهم طبعا تشكيل الحكومة المنتظرة . فهل ستاتي الحكومة توافقية كما اعتدنا، وفي هذه الحالة “ يا بو زيد كنّك ما غزيت “ ام سنرى تغييرا ما تفرضه الهزات الارتدادية لانتفاضة تشرين وقوى  تشرين والأحزاب الوطنية والديمقراطية وعموم حركة  الجماهير الاحتجاجية ، وما يعلنه البعض  من مشاريع وخطط “وردية “، لا يمكن للمرء الا ان يتمنى ان تجد طريقها الى التطبيق .

الأيام القادمة حبلى بالجديد، وفي كل الاحوال يبقى اليقين راسخا بان استمرار الحال من المحال.

*****************

الشيوعي الكردستاني ينهي أعمال مؤتمره السابع

أربيل – طريق الشعب

عقد الحزب الشيوعي الكردستاني مؤتمره السابع ايام 27 -30 تشرين الاول المنصرم في أربيل. وحضر المؤتمر بالإضافة الى المندوبين المنتخبين عدد من قادة الحزب السابقين وشخصيات حزبية أخرى وبعض الضيوف.

وشارك في الافتتاح ممثلون عن الأحزاب الكردستانية وقنصل دولة فلسطين في أربيل وممثل الحزب الشيوعي الصيني عبر الفيديو، بالإضافة الى وفد من الحزب الشيوعي العراقي، ضم سكرتير الحزب الرفيق رائد فهمي وسكرتير الحزب السابق الرفيق حميد مجيد موسى ورفاق آخرين.

وقد افتتح المؤتمر بكلمة للرفيق كاوه محمود، سكرتير الحزب الشيوعي الكردستاني، تبعتها كلمة سكرتير الحزب الشيوعي العراقي الرفيق رائد فهمي “مقتطفات ضافية في الصفحة الأولى”.

وناقش المندوبون خلال الأيام الاربعة للمؤتمر الوثائق السياسية والتنظيمية وبرنامج الحزب وتقريره الإنجازي والمالي، وقدموا ملاحظاتهم بصدد الازمة العامة التي شهدها النظام السياسي والاقتصادي في الإقليم والعراق، بالإضافة الى قضايا الاقتصاد الريعي، والمادة (140) الدستورية، وهجرة الشباب، وسوء الوضع المعيشي للمواطنين خصوصاً الفقراء والكادحين.

وعرّج المؤتمر على قضايا الاستقطاع الاجباري لرواتب الموظفين والصعوبات التي يواجهها المتقاعدون، واستمرار خصخصة القطاع العام.

كما تناول الظروف التي تعاني منها النساء والطلبة والشباب وقطاعا التعليم والصحة، بالإضافة الى الوضع المأساوي للعمال والفلاحين في الإقليم.

وشدد المؤتمر على ضرورة كفالة الحريات العامة وترسيخ الديمقراطية في كردستان والعراق.

واكد المؤتمرون دعمهم للقوى المدنية الديمقراطية في العراق، من اجل بناء نظام مدني ديمقراطي، مستنكرين استمرار الاعتداءات الإقليمية على أراضي إقليم كردستان.

وصوّت المندوبون على شعار المؤتمر “الحرية - الديمقراطية – حق تقرير المصير - الاشتراكية”.

واختتم المؤتمر أعماله بانتخاب لجنة مركزية جديدة بحضور ممثلين عن المفوضية العليا المستقلة للانتخابات. وسوف تنتخب اللجنة المركزية في اول اجتماع سكرتيراً لها، بالإضافة الى نائب السكرتير والمكتب السياسي.

******************

مخابز السليمانية تغلق أبوابها احتجاجات مطلبية متواصلة.. وتجاهل مستمر

بغداد ـ طريق الشعب

تواصلت الاحتجاجات المطلبية في مناطق متفرقة من مدن البلاد، للمطالبة بتحسين الواقع الاقتصادي والزراعي وتخفيض الأسعار، فيما نظّم عدد من أصحاب المخابز والأفران في مدينة السليمانية وقفة احتجاجية أمام مبنى قائممقامية المحافظة، للمطالبة بخفض أسعار المستلزمات الأساسية التي تدخل في تصنيع الخبز.

السليمانية وديالى

وطالب المحتجون بخفض أسعار، الطحين، ومادة الغاز، والكهرباء، مؤكدين أن ارتفاع أسعار المستلزمات التي تدخل في تصنيع الخبز، ألحق بهم ضررا ماديا كبيرا، مشيرين إلى أنهم مضطرون الى عدم العودة لمزاولة أعمالهم حتى تتم الاستجابة لمطالبهم، مقررين إغلاق المخابز والأفران العائدة لهم في الوقت الراهن.

فيما واصل خريجو المرحلة الإعدادية في المحافظة، تظاهراتهم المطالبة بانصافهم في القبول المركزي.

وقال مراسل “طريق الشعب”، ان “الطلبة يطالبون بانصافهم وقبولهم في جامعات الإقليم، كون معدلات القبول في الجامعات والمعاهد كانت عالية جدا على الرغم من حصول الكثير منهم على معدلات عالية، لكن بسبب قلة المقاعد المخصصة في الكليات قد يظلم الكثير منهم”.

ويتظاهر خريجو الاعدادية في حلبجة وإدارة كرميان ورابرين منذ أيام للمطالبة بزيادة المقاعد الدراسية في جامعات إقليم كردستان، لاستيعاب أكبر عدد من الخريجين.

كما تظاهر المئات من موظفي العقود والاجور اليومية العاملين في حلبجة وفي كلار التابع لإدارة منطقة كرميان وقضاء سيد صادق، للمطالبة بتعيينهم على الملاك العام. وذكر مراسل “طريق الشعب”، أن المتظاهرين يطالبون الحكومة والبرلمان بانصافهم وتحويلهم من الملاك المؤقت إلى الملاك الدائم، وحسم ملفهم اسوة بباقي الموظفين.

وهدد موظفو العقود “بالاستمرار بالإضراب إذا لم تستجب الحكومة لمطالبهم”.

من جانبهم، أقدم عدد من أهالي محافظة ديالى على تنظيم اعتصام مفتوح للمطالبة بالكشف عن قتلة احد ضباط الشرطة، الذي سقط ضحية في أطراف قضاء المقدادية، الشهر الماضي.

وذكر مراسل “طريق الشعب”، أن المحتجين قطعوا طريق بلدروز - بعقوبة للمطالبة بإعادة التحقيق في قضية مقتل المقدم سرمد جامل العتبي، الذي قتل بهجوم مسلح على نقطة تفتيش للشرطة في أطراف قضاء المقدادية، قبل أكثر من شهر.

وجدد المحتجون مطالبهم بالكشف عن قتلة المقدم العتبي الذي تم تسويف قضية قتله وتسجيله كضحية هجوم لتنظيم داعش، فيما يصر ذوو المقدم المغدور على أن اغتياله نفذته جماعة مسلحة، وليس تنظيم داعش.

الديوانية وكربلاء

وتظاهر العشرات من الفلاحين والمزارعين في محافظة الديوانية، للمطالبة بدعم القطاع الزراعي في المحافظة.

وطالب المتظاهرون ايضا بإقرار قانون الديوانية عاصمة العراق الزراعية، وصرف مستحقات المسوقين من الفلاحين والمزارعين وزيادة حصة المحافظة من الموارد المائية وتوفير الاسمدة وغيرها من المستلزمات الزراعية.

ذي قار والمثنى

وفي غضون ذلك، نظم المئات من موظفي دوائر الماء والمجاري في محافظة كربلاء، وقفة احتجاجية أمام مبنى المحافظة. وأفاد مراسل “طريق الشعب”، بان “الوقفة جاءت على خلفية قيام الحكومة المحلية بتوزيع قطع أراضٍ سكنية دون شمولهم على الرغم من أن الكثير منهم يعيشون بالإيجار أو العشوائيات”.

الى ذلك، نظم العشرات من موظفي ديوان محافظة ذي قار، وقفة احتجاجية أمام مبنى الديوان بعد الاعتداء الأخير على احدى موظفات ديوان المحافظة.

وذكر مراسل “طريق الشعب”، أن المنظمين للوقفة اصدروا بيانا من 7 نقاط أبرزها المحافظة على كرامة موظفي الديوان، والسعي الجاد لمنحهم الحقوق كافة، وحث اللجنة الخاصة بالمجمع السكني للموظفين على المباشرة بالعمل من قبل المستثمر.

واشار الى ان المحتجين أكدوا أن هذه الوقفة الأولى، وستتبعها خطوات تصعيدية أخرى في حال عدم العمل والسعي الجاد لتلبية مطالبهم. وفي محافظة المثنى، نظم عدد من المواطنين وقفة احتجاجية أمام مبنى إحدى الشركات الاستثمارية التي تقوم ببناء مجمع سكني، احتجاجا على عدم التزام تلك الشركة ببنود العقد ورفع قيمة الوحدة السكنية من 95 مليون دينار  إلى 110 ملايين، حسب قولهم.

***************

رسالة تهنئة

الرفيقة العزيزة كاترينا كونيتشنا سكرتيرة الحزب الشيوعي التشيكي المورافي

يسرنا في الحزب الشيوعي العراقي ان نبعث اليكم والى رفاقكم في القيادة الجديدة لحزبكم الشقيق، التهاني القلبية في مناسبة نيلكم واياهم ثقة رفاقكم الشيوعيين التشيك والمورافيين في المؤتمر الاستثنائي الذي عقدتموه اخيرا في العاصمة براغ، وانتخابكم للمواقع الاعلى في قيادة الحزب.

ولا نكتمكم اننا وجدنا في هذا التطور ما يبعث على الاطمئنان ، بعد الاخبار غير السارة في وقت سابق من الشهر الحالي عن تراجع غير معهود لحزبكم في الانتخابات البرلمانية الاخيرة .

ومن الواضح ان عملا كثيرا ينتظركم والقيادة الجديدة للحزب من اجل النهوض به وبنشاطه، وللعودة به الى موقعه الطبيعي بين القوى السياسية الرئيسية في الجمهورية التشيكية، وفي الصدارة بين قوى الديمقراطية والتقدم الساعية الى العدالة الاجتماعية والاشتراكية.

ونحن على ثقة من ان النواة السليمة المجربة والصلبة في حزبكم، في قيادته وفي قاعدته، قادرة على خوض هذه المعركة الكبيرة وتتويجها بالنجاح.

نغتنم هذه الفرصة لنعبر عن تطلعنا الى مواصلة وتعزيزعلاقات التضامن والتعاون بين حزبينا، لما فيه مصلحتهما المشتركة ومصلحة قوى التقدم والاشتراكية في العالم.

رائد فهمي

سكرتير اللجنة المركزية

للحزب الشيوعي العراقي

29/10/2021

****************

الصفحة الثالثة

تتحدث عن استعدادها لمواجهة «رابعة» مع كورونا الصحة: مؤسسات الدولة لم تلتزم بتعليماتنا 

بغداد - نورس حسن

بعد أن أكدت وزارة الصحة سيطرتها التامة على الموجة الثالثة من فيروس كورونا، أخذت تعد العدة لمواجهة موجة رابعة محتمل دخولها الى البلاد، في ظل الاهمال الشعبي لضرورة التلقيح، وعدم التزام المواطنين وكذلك مؤسسات الدولة بالتعليمات الوقائية الصحية وغير ذلك.

ولم تبدِ الوزارة أي اعتراض على قرار وزارة التربية بالدوام الحضوري، لكنها نبّهت الى أن إجراءات التربية دون المستوى المطلوب، في ما يخص أعداد الطلبة داخل الصفوف المدرسية، لا سيما التلاميذ.

وفيما يؤكد تربويون وجود “ضرورة ملحة” لإعادة العمل الدوام الحضوري، لكنهم يبدون قلقا من اعداد الطلبة داخل المدارس.

اكتظاظ الطلبة

ويشير التربويون الى أن الدراسة الالكترونية فاقمت من مشكلة اكتظاظ الطلبة داخل الصفوف؛ إذ أن نسب النجاح كانت مرتفعة جدا، وبالتالي هم يعتقدون أن ذلك “ساهم في زيادة أعداد الطلبة داخل الصفوف في جميع المراحل”.

ومؤخرا، أعربت وزارة الصحة والبيئة، في بيان صحفي، عن عدم استبعادها حدوث موجة رابعة في البلاد، نتيجة تحورات جينية في فيروس كورونا، مشيرة الى وجود عدة عوامل تساعد في دخولها الى العراق، منها عدم التزام العديد من المواطنين بالاجراءات الوقائية واقامة التجمعات المختلفة، فضلا عن عزوف اعداد غير قليلة عن تلقي اللقاح حتى الان.

وتؤكد الوزارة في بيانها، ان “كل ذلك ينبئ بحدوث ارتفاع بالإصابات والتي قد تكون قاسية وتهدد النظام الصحي بصورة عامة”.

تحذير من موجة رابعة

ويشدد بيان الوزارة على ان “هناك عدة دول شهدت مؤخرا ارتفاعا غير مسبوق بعدد الاصابات والوفيات على الرغم من بلوغها مستويات مرتفعة لنسب التلقيح كدولتي بريطانيا وروسيا، الامر الذي يهدد بانتشار سلالات جديدة الى بقية دول العالم”.

وفي  السياق، افاد المتحدث لـ”طريق الشعب” باسم الوزارة سيف البدر بان “الموجة الثالثة التي اجتاحت البلاد منذ عدة شهور، تمت السيطرة عليها، ولكن هذا لا يعني ان الخطر ازيح، خاصة وان هناك بلدانا رصد لديها تحورات جينية اخرى لفيروس كورونا”.

وقال ان “هناك ضرورة شديدة بتلقي المواطنين اللقاحات اللازمة والالتزام بجميع معايير السلامة لضمان تقليل نسبة الاصابات بفيروس كورونا”.

وعن أعمار المواطنين المشمولين بتلقي اللقاح، ذكر البدر  ان “الصحة العالمية لم تصدر حتى الان اية تعليمات حول اعطاء اللقاح لمن أهم أقلّ من 18 عاما، فضلا عن أن الدراسات ما زالت قائمة من قبل خبراء وزارة الصحة”.

وحول تعليمات بدء العام الدراسي الجديد وعودة الدوام الكامل لأغلب المؤسسات الحكومية، ذكر البدر أن “خبراء الصحة بيّنوا انه لا مانع من عودة الدوام الكامل مع الالتزام بالتعليمات الوقائية”.

تجاهل تعليمات الصحة

وأردف “للأسف الشديد فإن أغلب المؤسسات لم تبد التزاما بهذا الجانب بحسب رصد وزارة الصحة، فضلا عن أن الاجراءات ما زالت دون المستوى المطلوب لفك الاختناقات داخل الصفوف المدرسية للتلاميذ”.

ويبدي أطباء “اطمئنانا” للإجراءات المتخذة من قبل الوزارة في اطار احتواء كوفيد19.

ويقول مدير مستشفى الكندي د.سالم مزهر لـ”طريق الشعب”: ان “مراكز التلقيح تشهد اقبالا لا بأس به من قبل المواطنين، وان خطوة ادخال بطاقة التلقيح ضمن المستمسكات الرسمية ساهمت كثيرا في رفع نسبة متلقي اللقاح”.  ويضيف ان “العمل على فتح مراكز جديدة للحالات التي تعاني مضاعفات شديدة جراء فيروس كورونا هي الاخرى ساهمت في تقليل الضغط على المستشفيات والمراكز الصحية”.

مؤشر ايجابي

ويعد مزهر ان انخفاض نسب الاصابات والوفيات مؤخرا “مؤشر ايجابي على تجاوز الموجة الثالثة لفيروس كورونا”، مردفا “لكن ذلك لا يلغي ضرورة تشديد الاجراءات الوقائية من خلال لبس الكمامات في الاماكن العامة وتعقيم اليدين والسعي لأخذ اللقاحات”.

وبخصوص عودة الدوام الكامل الرسمي لأغلب المؤسسات الحكومية، يرى ان “حياة المواطنين وسلامتهم اهم من المضي بالدوام الرسمي الكامل”، لكنه في الوقت نفسه يجد ان “مؤشرات جائحة كورونا في البلاد تدعو الى الاطمئنان، لذلك عودة الدوام مع الالتزام بإجراءات الوقاية لا بأس به”.  ويستدرك أنه “في حال دخلت الموجة الرابعة من الفيروس المتحول الى البلاد، فستكون هناك اجراءات وقائية، تعلن عنها خلية الازمة في حينها”. ويطالب د. مزهر بضرورة مضي الوزارة في “تعزيز الكوادر الطبية الجوالة من ناحيتي العدة والعدد لمنح اللقاحات الى المواطنين، خاصة في المناطق الشعبية التي تعاني من كثافة سكانية كبيرة”.

مدارسنا تختنق

وتعبّر انتظار قاسم، مديرة احدى المدارس الاعدادية للبنات، عن مخاوف الكوادر التعليمية من الاصابة بفيروس كورونا في حال عودة الدوام الكامل للمدارس.

وقالت لـ”طريق الشعب”: ان “هناك اعدادا غير قليلة من الكوادر التعليمية ذهبوا ضحية الاصابة بفيروس كورونا، وان عودة الدوام ضرورة ملحة الا ان الاعداد غير القليلة من الطلبة داخل المدارس يبعث على القلق لدى العديد من التدريسيين”. وتلفت قاسم الى ان “السنوات الاخيرة شهدت نسب نجاح مرتفعة ما زاد من الزخم في المدارس التي تعاني غياب الاستحداث وتطوير بناها التحتية منذ عقود”. وترى مديرة المدرسة، ان هناك “ضرورة لتعزيز الكوادر التعليمية، كما لا بد من فتح صفوف دراسية جديدة وذلك لتقليل الضغط داخل الصفوف المدرسية اسوة بإجراءات وزارة الصحة في بناء مستشفيات كرفانية”.

وخلصت الى ان “واقع الحال يشير الى أن أزمة كورونا مستمرة، وأن بقاء الواقع التعليمي على ما هو عليه الان، قد يؤدي الى انهياره لمستويات ادنى”.

 **************************************

تشرينيات نجفية ٤جدار للصد وآخر للأُمنيات وريوگ عراقي

سهاد الخطيب*

تسببت مستجدات سياسية وأمنية بإعاقة عملنا أحياناً، أو نقدّر نحن أن الوقت لم يعد مناسبا لهذه الفعالية أو تلك، مثلاً عند استعدادنا وبدء تنفيذنا لفعالية بمناسبة ال 16 يوما لمناهضة العنف ضد المرأة، استجدت أحداث مرقد الحكيم المؤلمة بسبب إطلاق الرصاص الحي وسقوط شهداء وجرحى، تدافع الشباب للذهاب للمرقد وهم غير عابئين بأنهم سيواجهون نفس المصير عند وصولهم هناك.

انبثقت مبادرة سريعة من نساء الخيمة بأن نعمل حائط صد للشباب في الساحة لمنعهم من الذهاب إلى المرقد حيث القتل والموت المحتم، كان ذلك في 2 كانون الأول 2019 وكتبنا شعاراتنا ورفعناها ونحن نشكل حائط الصد أمام الشباب، ومنها (لا تذهبوا إلى ساحة ثورة العشرين، امهاتكم بانتظاركم) و (يا شرفاء النجف الأشرف أوقفوا نزيف الدم) و (شبابنا نحتاجكم لبناء وطننا) و (تسليم قتلة شبابنا للعدالة لتهدئة وضع النجف) و (شبابنا عيشوا لأجل الوطن). 

وكانت هذه دعوة للسلام والالتزام بالسلمية وعدم الانجرار والذهاب حيث الموت، وكانت نساء الخيمة رمزا للسلام والمحبة والحياة، وحظيت هذه المبادرة بتقدير واحترام المتظاهرين في الساحة، واستجابة كبيرة منهم، وجنًبت المتظاهرين التضحية بالمزيد من الدماء.

من داخل خيمة (المرأة ثورة) انبثقت فكرة إجراء استطلاع لآراء الشباب المتظاهرين في ساحة الاعتصام من خلال إنشاء (جدار حر) يعبرون من خلاله عن أفكارهم ورغباتهم وأهدافهم من خلال الإجابة على اسئلة قدمناها لهم مثل لماذا تتظاهر؟ ماهي أهم مطالبك؟ وماهي امنياتك التي خرجت من أجل ان تتحقق؟

تكفلتُ بمهمة توفير الأوراق الملونة الصغيرة والأقلام، وشارك معنا العديد من الشابات في الترويج للفعالية بين الشباب في الساحة أو في الخيم المجاورة، وكانت هناك استجابة واسعة من المتظاهرين، وترحيب بهذه الفكرة الحلوة، وعلى اختلاف أعمار المتظاهرين كتبوا امنياتهم، أتذكر منها من أراد دولة علمانية وفصل الدين عن الدولة، ومن يريد فرصة عمل خرج من أجلها، ومن يريد أن يشعر بالحرية في بلده، ومن يريد ان يكون بلده مستقلا وغير تابع للأجنبي، وأحدهم يريد توفير المال من أجل أن يتزوج حبيبته، وهناك من خرج لإزاحة الفاسدين ومحاسبتهم.

استمرت هذه الفعالية لمدة يومين وكنا قد ألصقنا هذه الأوراق على جدار الخيمة وقمنا بتصويرها، وساهمت فضائية دجلة بتصوير الفعالية حيث تواجدت مراسلة القناة آلاء الشمري وهي إحدى المشاركات في فعالياتنا في الخيمة.

- عززت انتفاضة تشرين الروح الوطنية من أجل استقلال البلد وعدم التبعية للأجنبي ودول الجوار، والاعتماد على المنتوج الوطني وتعزيز الصناعة التي من المفروض أن يعود الإنتاج إلى مصانعنا بحيث تستقطب الأيدي العاملة، وكذلك كانت تجري عرقلة عمل الإنتاج الزراعي من أجل الابقاء على الاستيراد الخارجي بدعم من الرؤوس الكبيرة وأحزاب السلطة الحاكمة، وحيث كان الفلاح مُحاربا من قبل الحكومة بسبب إغراق السوق بالمنتجات المستوردة. وانتشرت حملة وطنية في عموم العراق تدعو إلى دعم المنتوج الوطني وعدم الاستيراد من دول الجوار.

فجاءت مبادرة (خيمة المرأة) صباح يوم 11 كانون الأول 2019 بإقامة فعالية (ريوگ عراقي)، وأعلنّا عنها قبل يوم عبر لافتة (ريوگم علينا) واستعرنا مناضد من الخيم المجاورة وجلبنا كل على انفراد، الصمون وعدة ترامز للشاي والأكواب السفري، وكذلك ماعونا كبيرا من (الگيمر العراقي) وآخر للجبن العراقي والمنتجات العراقية الأخرى، وكنا نعمل سندويجات ونوزعها للشباب صباحاً، وأتذكر أن القوات الأمنية التي كانت تحرس الساحة قد شاركتنا في تناول (ريوگ عراقي) بعد دعوتنا لها وكانت قد رحبت بالفكرة كثيراً.

كانت مبادرة جميلة وشارك فيها العشرات من شباب الساحة وكانوا فرحين بها رجالا ونساءً، وتم تغطية التكاليف من تبرعات النساء في الخيمة أو المتعاطفين مع الانتفاضة.

وتتوفر لكل فعاليات الخيمة صور منشورة في بعض وسائل الإعلام وعلى صفحات الشابات والشباب ونساء الخيمة على مواقع التواصل الاجتماعي.

سكرتيرة رابطة المرأة العراقية - فرع النجف 

 **************************************

أصحاب بسطات: لا قانون يحمينا.. ولا دولة تعيننا «الجكة» .. ظاهرة تستفحل بين الاجهزة الحكومية

بغداد ـ محمد التميمي

يضطر أصحاب البسطيات والمشاريع الصغيرة والمطاعم الشعبية، الى دفع إتاوات ورسوم غير مشروعة لجهات أمنية حكومية وأطراف مسلحة غير رسمية.

وبين فساد الاجهزة الحكومية وضعف الأجهزة الأمنية وبعض ضعاف النفوس فيها يقع المواطنون من ذوي الدخول المحدودة وأصحاب المشاريع ضحايا للابتزاز، فبعضهم يُجبر على دفع أموال تثقل كاهله من اجل المحافظة على مكان عمله، والأخر يلجأ الى القانون ليحميه ليجد ان من يمثل القانون لا يستطيع حمايته وممكن ان يبتزه أيضا وسط مطالبات من ناشطين لوضع حد بعد ما استفحلت هذه الظاهرة وتوفير بدائل تحميهم من بطش الظلاميين.

في المقابل تستمر تجاوزات اصحاب محلات كبيرة ومشاريع صناعية على الارصفة والاراضي المجاورة لهم، نظراً لما يملكونه من سطوة بين القوى المتنفذة، وكذلك امكانياتهم بدفع الرشى.

ابتزاز مستمر

يقول المواطن (س. م) وهو صاحب بسطية في سوق بغداد الجديدة، شرقي العاصمة، انه “في الوقت الذي يجب ان يحمينا القانون، يجري ابتزازنا باستمرار سواء من عناصر تمثل القانون، وجهات أخرى خارجة عن القانون والدولة”.

ويضيف المواطن الذي رفض كشف اسمه الصريح مقابل حديثه لـ”طريق الشعب”، ان دخله اليومي محدود جدا “بالكاد تكفيني الاموال لتدبير أمور المعيشة”، لكنه مجبر على الدفع لجهات أمنية وغيرها مقابل ضمان بقائه في مكان رزقه.

ويشير المتحدث الى أن “الجميع ضدنا، ويحاولون استغلالنا”.

ومن بين تلك الجهات التي تقوم بعمليات الابتزاز، هي موظفي البلدية، ومنتسبي القوات الأمنية، وعناصر جهات مسلحة خارج إطار الدولة.

كما هو صاحب البسطة هذا، يضطر الكثير من أصحاب العجلات التي تعد الوجبات السريعة في الأماكن العامة وأصحاب المطاعم وغيرهم الى دفع اتاوات أسبوعية وشهرية الى جهات أمنية مختلفة، وجهات مسلحة.

يقول أحد أصحاب المطاعم المشهورة في منطقة العطيفية، انه يدفع بشكل منتظم لجهات مختلفة حكومية وغيرها، اتاوات تصل تتراوح بين 2 الى 3 ملايين دينار شهريا، مقابل السماح له باستغلال الحديقة التي أمامه لتقديم الطعام، الى جانب الرصيف لوقوف السيارات، ناهيك عن الاموال التي تدفع بشكل رسمي ودوري الى دوائر الدولة مثل “ الصحة، الضريبة، البلدية، العمل والشؤون الاجتماعية وغيرها” 

الجكة

ويقول مراسل “طريق الشعب” انه رصد مجموعة من القوات الامنية وهي تأمر اصحاب المحال في (سوق الداخل) بمدينة الصدر برفع بضاعتهم عن الرصيف.

وطبقا لحديث أحد اصحاب المحال الى مراسلنا، ان تلك المجموعة الامنية “يغادرون سريعا بعد استلام الجكة، (ويقصد بها مبلغ من المال مقابل غض النظر عن التجاوز على الرصيف، وبقاء البضائع في مكانها)”.

تهديد ووعيد

أما الشاب (ع. ف) فيقول لـ “طريق الشعب”: انه قرر ان يفتتح مطعما، كونه شيف ماهرا، لكن مسامعه طالها الكثير من التحذيرات التي تتمحور حول الاتاوات والمضايقات وغيرها.

ويضيف المتحدث، انه لم يكن يبالي لتلك التحذيرات، حتى واجه المحذور.

وكان الشيف الشاب قد أنفق، بحسب قوله، 36 مليونا على مطعمه، الذي يقدم مختلف الاكلات الشعبية، ومنها الوجبات السريعة، “كان العمل مربحا وجيدا”، مضيفا انه بعد شهر من افتتاح مشروعه، جاءته مجموعة تابعة لمليشيا مسلحة، تنتمي الى جهة سياسية متنفذة، وطلبوا منه “دفع أموال لهم، رفضت اعطاءهم المال في بادئ الامر، لكن عندما استمرت التهديدات والوعود بإغلاق المحل، اضطررت الى الاستجابة لطلبهم”.

ويتابع قائلا: “بعد مدة طويلة جاءت مجموعة تابعة لميليشيا أخرى ايضا وتنتمي الى جهة سياسية، وطلبوا مني دفع اموال، واشترطوا ان يكون المبلغ 500 دولار، وعندما رفضت هددوني بالقتل واغلاق المطعم، وبعد رفضي لطلبهم هاجموا المطعم بالقنابل الصوتية على أثر هذا الحادث، قدم العمال استقالتهم، الامر الذي جعلني أتوجه الى الشرطة”.

ويزيد الشاب في حديثه: “بعد ذهابي إلى مركز الشرطة أبلغت المعنيين بالموضوع، وأوضح الضابط لي بانه لا أستطيع فعل شيء أكثر من توفير سيارة شرطة تقف قرب المطعم، وانه لا يستطيع أن يتدخل أكثر من ذلك”.

المال مقابل الحماية

وبسبب عدم رضوخ هذا الشيف لابتزازات تلك الجهة، “استعلموا معي أسلوبا اخر، وهو توجيه الجهات التي تمثل الدولة، حيث انهم أرسلوا لي لجنة من البلدية، وأوضحوا لي بان اجازة المطعم ستكون مكلفة واخذوا مني مبالغ عن كل عامل.

ويضيف: “أرسلوا لي في ما بعد لجنة من الصحة، وبحكم معرفتي بتعليمات وزارة الصحة فيما يخص المطاعم كنت ملتزما بها، وحرصت على تطبيقها ولم اخالفها، لكنهم هددوني بالإجازة واغلاق المطعم، فاضطررت الى اعطائهم مبلغ 750 ألف دينار لغرض اسكاتهم”.

ويردف كلامه بأن “اصدار الاجازة لا ينجز بسهولة، انما تجري العملية بالوساطات ودفع الرشاوى. كنت قد راجعت مسبقا، لأجل استحصال إجازة صحية، وطلبوا مني رشوة على كل توقيع ألف دولار”.

ويخلص المواطن في حديثه الى “طريق الشعب”، الى انه اضطر الى اغلاق مشروعه “بعد خسارتي 10 ملايين دينار بسبب تهديدات وابتزاز الميليشيات”، مؤكدا انه “حتى الشرطة إذا لم تدفع لهم ستتعرض للمضايقة، ويطلبون أموالا، تحت شعار (الحماية مقابل المال). هذه الظاهرة تطال الجميع حتى أصحاب البسطات في السوق دون أي رادع”.

ضعف القانون 

من جهته، يعلل الناشط عبد الله حسين، استفحال ظاهرة فرض الاتاوات على المواطن البسيط بـ”ضعف الدولة والاجهزة الأمنية والفساد وتوغل الميليشيات”.

ويقول حسين لـ”طريق الشعب”: أنه في أغلب الأسواق الشعبية “هناك جهات سياسية، تمتلك أذرعا مسلحة، تستحوذ على البسطيات وتؤجرها للمواطن. وهناك ميليشيات أخرى تأخذ مبالغ من أصحاب البسطات، الذين يكونون مجبرين على الدفع”.

 *************************************

الصفحة الرابعة

الحلقة الخامسة

بسبب قلة الايرادات..  استبعاد ديالى من الخطة الزراعية للموسم الشتوي سياسات خاطئة تهدر مياه العراق

بغداد - طريق الشعب

تنشر “طريق الشعب” سلسة حلقات حول شح المياه والتغييرات البيئية والمشاكل التي يواجهها العراق جراء ذلك

تقود السياسات المائية الخاطئة الى تفاقم الأوضاع، إذ أنّ تخلّف أنظمة الري والصرف الصحي وتهالك شبكات التوزيع، يؤدي إلى هدر كبير في المياه، وهو الأمر الذي تتحجج به تركيا، التي تؤكد أنها لم تقلل الاطلاقات المائية للعراق، إنما حكومة بغداد لم تملك بنى تحتية جيدة ووسائل ري حديثة، تمنع هدر المياه. 

واجتاحت السيول مساء السبت، مناطق عديدة في محافظتي اربيل والسليمانية في اقليم كردستان، بسبب انهيار  الوادي الذي تجتمع فيه المياه النازلة من الجبال، بسبب اعمال حفر في مشروع سكني استثماري، ما ادلى الى غرق العديد من الطرق الرئيسية وتضرر الكثير من المنازل، بحسب شهود عيان.

وبحسب وزارة الموارد المائية، فان مياه امطار المحافظتين توجهت لسدي الثرثار ودربندخان، فيما كشفت عن اجراء جديد لسد الموصل.

وقال مستشار وزير الموارد المائية، عون ذياب، انه “سيتم تصريف مياه امطار اربيل نحو نهر الزاب الاعلى، كما استقبلها خزان الثرثار”.

وأضاف “أما أمطار السليمانية فاستقبلها سد دوكان، لأن فيه فراغا خزنيا كبيرا”.

واشار ذياب الى “اتخاذ قرار بتقليل اطلاقات سد الموصل واستبداله بالمياه الواردة من الزاب الاعلى لعدم فقدان اي كمية من المياه في الوقت الحالي”.

وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي، ووسائل إعلام، مقاطع فيديو وصورا تظهر غرق شوارع أربيل بسبب مياه الأمطار. 

سياسة مائية خاطئة

ويقول خالد سليمان، صحفي وباحث في شؤون المياه بالعراق: “لا يجب تجاهل الدور الذي تؤديه السياسات المائية الخاطئة في تفاقم الأوضاع”، مشيرا إلى ان “أنظمة الري والصرف الصحي وشبكات توزيع المياه قديمة، وتؤدي إلى هدر كبير في المياه”.

وأضاف سليمان أن “العراق بحاجة إلى سياسات متطورة، لامركزية، تعتمد على أحدث ما توصلت إليه الأبحاث العلمية والتكنولوجية في هذا الصدد، وإنعاش البنية التحتية والسدود والخزانات المتهالكة نتيجةً للحروب العنيفة التي مر بها على مدى الـ30 عاما الماضية”.

فيما كشف عدد من المختصين بالشأن البيئي ان “سياسات النظام المباد خلفت تركة ثقيلة من التخلف والفوضى في إدارة الموارد المائية، بسبب عدم تخصيص المبالغ اللازمة لإعمار البنى التحتية والمشاريع التنموية وغياب الاستراتيجيات الواضحة، ما افضى الى تأخرها عن التطور العالمي بعقود، خاصة في فترة الحصار الاقتصادي الذي استمر سنوات عديدة، فيما معظم المشاريع الاستراتيجية الضخمة التي انشأت كانت بدوافع سياسية أكثر من كونها حلولاً فنية لواقع البلد”.

وأوضح المختصون أن “الحكومات ما بعد 2003 وعلى مدى السنوات الماضية لم تنجح بإدارة ملف المياه بشكل تخصصي علمي، بحيث يلبي حاجات المواطن من الماء ويغطي المساحات الزراعية بالري، فضلا عن تخزين المياه في أوقات الازمات، بل اتسمت سياسة الموارد المائية بالتخبط الواضح وغياب الاستراتيجيات الاروائية وقلة المشاريع التنموية المتطورة واهمال تأهيل البنى التحتية لأغلب مشاريع المياه، ما تسبب بخروج مساحات واسعة من الاراضي الزراعية عن دائرة الانتاج المحلي من المحاصيل الزراعية”.

خطة زراعية شتوية

وضمن السياق، اقرت وزارتا الزراعة والموارد المائية، منتصف تشرين الاول الماضي، الخطة الشتوية الزراعية في عموم البلاد.

وقال المتحدث باسم وزارة الزراعة حميد النايف: إن “الموارد المائية بينت بأن الخزين المائي المتاح الموجود في السدود والخزانات يكفي لسد احتياجات مليونين وخمسمائة ألف دونم اي بمقدار تخفيض 50في المائة عن المساحات المقرة للعام الماضي، والبالغة خمسة ملايين دونم وذلك نظرا لانحسار الايرادات المائية والغطاء الثلجي في العراق”.

واضاف ان “محافظة ديالى استبعدت من الخطة الزراعية نتيجة انخفاض منسوب المياه في سد حمرين بسبب قلة الايرادات المائية، واقتصرت على تأمين المياه للأغراض البستنية ومياه الشرب حصرا”، موضحا أن “الوزارتين أكدتا منع الزراعة داخل حدود الاهوار والمهارب الفيضانية في محافظات البصرة وواسط وذي قار وديالى وميسان”.

عرض دون الالتفات للطلب الكلي

وأوضح الأكاديمي الدكتور أحمد عمر الراوي أنَّ “السياسات المائيَّة في العراق ومنذ إنشاء مجلس الإعمار في العهد الملكي وحتى نهاية التسعينيات من القرن الماضي اتسمت بتنظيم عرض المياه من دون أنْ تهتم بجانب الطلب الكلي، لكي تحقق السياسة المائيَّة توازنها المطلوب، بيد أنَّ ذلك يعودُ الى المياه الواردة للعراق سابقاً بأنها مياهٌ وافرة وتحتاج فقط الى تنظيم عرضها، لا سيما قبل إنشاء تركيا وسوريا مشاريعها الخزنيَّة الكبيرة على نهري دجلة والفرات”.

في حين يقول إسماعيل كايا، المحلل السياسي التركي: إن “المشكلة ليست في الحصة التي تنبع من تركيا وإنما إدارة العراق داخليا لملف المياه، وإهداره للمياه، وعدم وجود بنى تحتية جيدة ووسائل ري حديثة”.

في ذات السياق، يكشف وزير الموارد المائية السابق عبد اللطيف جمال رشيد، ان “العراق يملك اليوم أكثر من 126689 كيلومتراً من القنوات والمبازل الرئيسية والثانوية والمجمعة والحقلية”، مستدركا ان “معظمها يحتاج إلى صيانة وإعادة تأهيل كما أن وضع عدد من محطات الضخ سيئ، ويحتاج إلى إعادة تأهيل ايضا”.

ولا يقتصر سوء التخطيط على اهمال بناء السدود او توسيع عدد منها، بل يتعدى إلى سوء إدارة ملف المياه داخليا من تلوث الأنهار المتعمد من المصانع والمستشفيات، والترسبات الطينية الكامنة في نهري دجلة والفرات، حيث يوجد في بغداد وحدها أكثر من 20 مليون طن من الترسبات الطينية في قاع نهر دجلة، ويتطلب كريها ونقلها خارج حوض النهر شمالا وجنوبا قرابة 217 مليار دينار، وغياب خطط مائية لحماية المياه السطحية والجوفية على حد سواء.

ولغاية اليوم لم تنجز الجهات المعنية، المشاريع المهمة المتوقفة، ومنها عدد من السدود الواقعة على سد دجلة والفرات. فيما تشير بعض الجهات الى وجود أسباب سياسية، تعرقل الشروع في انجازها.

مخطط لبناء السدود

وتصرّح وزارة الموارد المائية، مرارا، عن استعدادها لإنشاء سدود على نهري دجلة والفرات، بل يوجد مخطط لبناء سدود (بخمة وبادوش ومنداوة، وعلى نهر الخازر سدود باكرمان وخليكان وسد طق طق وقره علي وليتان)، وتنفيذ عدد من السدود الصغيرة في الصحراء الغربية مثل (الغدف وحامر وعرعر)، وإنهاء مشاريع الري الاستراتيجية وتبلغ المساحات المطلوب استصلاحها في الخطة الاستراتيجية المقبلة 72 مليون دونم.

ويؤكد الناطق باسم الموارد المائية عون ذياب، وجود خطة لإكمال سدي مكحول وبادوش، اللذين توقف العمل فيهما منذ حوالي ثلاثين سنة، لكنه يتوقع أن تعرقل مشكلة التخصيص المالي، البدء بالمشروعين قريباً.

فيضان السيول وجفافها وفق عوامل الطبيعة

ويبلغ إجمالي معدل الاستهلاك لكافة الاحتياجات في العراق، التي يسكنها 40 مليون نسمة، نحو 53 مليار متر مكعب سنويا، وهي نسبة مرتفعة مقارنة مع دولة مصر التي يفوق عدد سكانها بمقدار الضعف على سكان العراق.

الاستاذ الأكاديمي حسين المشهداني، يرجع السبب في الهدر بالمياه الى ان “العراق يستخدم طرق ري متخلفة في كل مناطقه تقريبا، مما يسبب هدرا كبيرا في المياه، فضلا عن عدم الاستفادة من المياه التي تدخل بحر العرب”.

اما المياه التي تدخل مياه العرب فهي الوديان ومجاري السيول والأنهار الموسمية القادمة من خارج العراق في مواسم الفيضان، حيث تزيد من ايرادات نهر دويريج والطيب السنوية بمقدار مليار متر مكعب احيانا، بعضها يحقق فوائد بيئية وايكولوجية مهمة، حيث يغطي مساحات واسعة من الأراضي الزراعية، وأحيانا اخرى يسبب اضرارا كبيرة في الممتلكات والمزارع كما حدث في أواخر العام 2012 وفي عام 2013.

ويبين الخبير بالشؤون المائية، د. حسن الجنابي أن “العراق وايران لم ينشئا أية منشآت هيدروليكية على هذه الوديان، للاستفادة من المياه الجارفة، وبالتالي فان فيضانها او جفافها يعتمد على العوامل الطبيعية، علما أن العراق قام بإنشاء سداد حماية للمدن والقرى والطرق من فيضانات السيول القادمة من الجانب الإيراني، إلا أنها لم تصمد كثيرا بسبب تهالكها وعدم استخدامها لفترة طويلة حيث تميزت المنطقة بسيادة حالة الجفاف لحوالي عشرين عاما”.

المشاريع لم تمنع العجز المائي

ووفق تقرير خطة التنمية الوطنية الصادر عن وزارة التخطيط، “تبلغ نسبة الهدر نتيجة شبكات توزيع المياه القديمة 29في المائة في بغداد، وتتراوح في بقية المحافظات بين 20 و40في المائة، إضافةً إلى غياب شبكات الصرف الصحي أو تقادُمها، مما يؤدي إلى تلوُّث المياه، وتبلغ نسبة المستفيدين من مياه الصرف الصحي 284في المائة، في حين تتجاوز نسبة الهدر في مياه الري 50في المائة”.

ويضيف التقرير أن “الحكومة العراقية قامت بإنجاز عدد من المشروعات في محاولة لسد العجز في مياه الشرب بين عامي 2013 و2016، تضمنت إنجاز 5 خزانات أرضية وإنجاز مشروع التوسع الثاني لماء شرق دجلة ومشروع ماء الرصافة، إضافة إلى إنجاز 17 مشروعا للمياه في بقية المحافظات، وإنشاء 227 محطة إنتاج مياه آبار في المحافظات عام 2015، بطاقة تصميمية بلغت 229 ألف متر مكعب في اليوم، كذلك إنشاء 409 محطات إنتاج مياه بالطاقة الشمسية في المحافظات عام 2015 بطاقة تصميمية بلغت 163 ألف متر مكعب في اليوم، وأدت هذه المشاريع إلى ارتفاع كمية الماء الصالح للشرب لمحافظة بغداد من 31 مليون متر مكعب في اليوم عام 2013 لتصل إلى 34 مليون متر مكعب في اليوم عام 2016، إلا أن هذا لم يمنع وجود عجز مائي بنسبة 18في المائة”.

حلول

واتفقت المصادر الحكومية مع خبراء مياه في الحلول للتقليص من هدر المياه عبر اعتماد تقنيات جديدة للري أقل استهلاكا للمياه كالري بالتنقيط، والبحث عن موارد مياه غير تقليدية مثل معالجة مياه الصرف الصحي، وإنشاء محطات تحلية المياه وإنشاء السدود لزيادة سعة تخزينها.

وبذات الموضوع يوضح المهندس الاستشاري عبد الكريم حسن سلومي، ان “شبكات الري المفتوح (القنوات الترابية والمبطنة) والمستخدمة للري السيحي هي الطريقة الاوسع انتشارا بمشاريع ري العراق، وهذه تعتبر اكثر الشبكات خسارة للمياه نتيجة التبخر والتسرب العميق بالإضافة لخسارة الاموال والاراضي وهي تحتاج للصيانة بصورة مستمرة، علاوة على خسائر كبيرة بالاراضي لغرض لانشاء هذه القنوات”.

ويتابع ان “طريقة الري بالرش والتي هي تشبه بخصائصها المطر الصناعي هي اكثر كفاءة من الري السيحي المنتشر بالعراق، وكذلك ان الري بالتنقيط من اكثر الطرق كفاءة وقد تصل نسبة التوفير بالمياه فيه ما بين40 - 80في المائة مع توفير بالأيدي العاملة”.

انحسار مناسيب المياه يؤثر في تلوثها

ولعل من ابرز ما تسعى اليه دول العالم المتقدم هو الاستخدام الأمثل والكفوء للموارد المائية باستخدام التقنيات الذكية في التصفية والنقل والتوزيع؛ اذ تشكل المياه الراجعة من الاستخدامات الزراعية والصناعية والمدنية، مصدرا رئيسا في تلوث مياه الأنهر، فيما يؤدي التطوير السريع والواسع في أعالي النهرين خصوصاً الفرات في كل من تركيا وسورية وكذلك في إيران، إلى تردي نوعية المياه السطحية في العراق.

ووفقا للجنابي، وهو وزير وسفير سابق، فإن “مشكلة المياه في العراق تتعلق بكون العراق بلد المصب، حيث يقع في أسفل الحوض النهري، وكلما أنشأت الدول التي تنبع منها هذه الأنهر وطوّرت مشاريع السدود والخزانات، أدى ذلك إلى ندرة المياه في هذه الأنهر”.

وقال ان “الآثار المترتبة على مخلفات الصناعات البتروكيميائية والعسكرية في الدول المتشاطئة، انعكست على شح المياه ورداءة نوعيتها”.

أرقام

ويقول د. فاضل رضا، ان “نسبة المياه العذبة في الارض محدودة، حيث تشكل المياه المالحة 97 في المائة وهي موجودة في البحار والمحيطات، وان 68.7في المائة من الثلاثة بفي المائة المتبقية، توجد على شكل انهار متجمدة، وغطاء جليدي بينما تشكل المياه الجوفية 30.1في المائة وتشكل المياه السطحية في الانهار والبحيرات 0.3 في المائة وان المتبقي وغير المعروف هو 0.9في المائة، وتبين هذه الارقام أن نسبة المياه العذبة السطحية هي 0.009في المائة وتشكل نسبة ضئيلة من المياه على الكرة الارضية”.

ويلفت الى ان “نهري دجلة والفرات هما أحد اهم الاحواض للمياه العذبة التي يبلغ عددها 26 على مستوى الكرة الارضية”.

وافاد الخبير في الأمم المتحدة قيس المياح بأن مياه نهر دجلة “غير صالحة للاستهلاك البشري، إذ ترتفع فيها نسب التلوث في مادة واحدة أكثر من 2400 في في المائة، والطبيعي يجب أن تقل عن 5 في في المائة”.

دجلة غير صالح

وقال المياح “حتى الأسماك التي تعيش في مياه دجلة قد تأثرت بالتلوث وهي رسمياً لا يمكن استهلاكها”.

ولفت إلى أنه عرض شخصياً “نتائج الفحوص على المعنيين في الحكومة والبرلمان، لكن لم يجد الأذن الصاغية لتنفيذ مشاريع إعادة تدوير المياه لتخليصها من التلوث، والتي تحتاج إلى 50 بليون دولار، وهي لا تسدد دفعة واحدة بل عبر مرحلة زمنية طويلة”.

وقد احتج العديد من الناشطين المدنيين على تلوث مياه الشرب في أغلب محافظات العراق، التي لم تعد صالحةً للشرب، بسبب وجود رواسب طينية، مما يضطر الأهالي إلى شراء الماء المعلَّب، وآخرين يتحملون المرض بسبب شرب مياه الاسالة الملوثة نتيجة ضعف حالتهم الاقتصادية.

في هذا الخصوص بينت إحصاءات وزارة الصحة، أن عدد الوفيات في العراق في مرض الملاريا بلغ 664 عام 2005، و560 عام 2006 فيما وصل عدد الإصابات بمرض التهاب الكبد الفيروسي الحاد إلى 9600 حالة، وسجلت معدلات الإصابة بمرض الملاريا 010 لكل 100 ألف شخص.

وعن تلوث المياه صرح مهدي التميمي، مدير مكتب مفوضية لحقوق الإنسان في البصرة، بأن “عدد الحالات وصل إلى 100 ألف، مع تسجيل السلطات الصحية 118 ألف حالة على الأقل في تشرين الثاني من العام 2018، واتفق الخبراء بشأن السبب المحدد للمرض يتعلق بنوعية المياه الرديئة”.

أهم أسباب التلوث

وان تلوث المياه في البصرة موجود وبنسب كبيرة واسبابه عديدة، ومن اهم الاسباب التي جعلت المياه ملوثة هي مخلفات المعامل والمستشفيات وبحيرات الأسماك والأنشطة الصناعية سواء الحكومية او الخاصة، والتي تلقى في نهري دجلة والفرات لتتركز في نهر شط العرب.

والسبب الآخر يعود إلى قلة الإطلاقات المائية الوافدة من دول المنبع، ونقصد بذلك تركيا التي اقامت العديد من السدود على نهري دجلة والفرات، وكذلك إيران التي قامت بحرف مسار نهر الكارون وبهمن شير، وبالتالي انهت عملية الإطلاقات المائية لنهر شط العرب، وهذا الأمر يعد سببا رئيسيا للازمة البيئية في شط العرب.

ملوحة شط العرب

وفي هذا الإطار، قالت وزارة الموارد المائية: إن نسبة تركيز الأملاح في شط العرب ارتفعت عن المستوى الطبيعي الذي يبلغ 1000 جزء من المليون، إلى 25 ألف جزء من المليون.

وبحسب الوزارة، فإن هذا الارتفاع في نسبة الأملاح، نتج عن قيام إيران بتصريف مياه شديدة الملوحة، ما نجم عنها نفوق ملايين الأسماك وتدهور بيئي خطير.

وبحسب المختصين بالبيئة “يجب ان لا تقل الاطلاقات المائية عن 90 مترا مكعبا في الثانية في بداية شط العرب لضمان بقاء اللسان الملحي ضمن حدود مدينة الفاو، وابتداء الخليج العربي، ولكن الإطلاقات المائية هي أقل من هذا الرقم بسبب قلتها من دول المنبع وكانت على أشدها في عام 2018 ليصل الى مناطق غير معهودة، بحيث وصل إلى شمال البصرة”.

 ******************************************

الصفحة الخامسة

مدارسنا الابتدائية والسبيل الى الارتقاء بها

بغداد - سلام السوداني

بالإضافة إلى دورها الأساس في مجالي التربية والتعليم، تعد المدرسة هيئة اجتماعية مهمة. فهي تساهم في ترسيخ قيم المجتمع وتحقيق أهدافه.

وللمدرسة دور كبير في إصلاح المجتمع وتطوره وتقدمه، على اعتبار أن بينها وبينه ارتباطا وثيقا وتفاعلا كبيرا، من خلال تعديل سلوكيات التلاميذ. ولا يمكن أن ينجح هذا الإصلاح ويكون مثمرا إلا إذا وعاه الناشئون وعيا تاما في ظل واقع تربوي – تعليمي متكامل.

وبالرغم من أهمية المدرسة كمؤسسة تربوية – تعليمية – اجتماعية، إلا انها تعاني في العراق جملة من المشكلات التي يتوجب الوقوف عندها ومعالجتها في سبيل الارتقاء بواقعنا التربوي والتعليمي. لذلك ارتأت “طريق الشعب” استطلاع آراء عدد من التربويين حول هذا الشأن.

بناية مدرسية متكاملة

ترى التربوية المتقاعدة هديل حسن فؤاد، أن “أول ما يجب أن نبدأ به للارتقاء بواقعنا التربوي، هو تطوير بناية المدرسة وأثاثها ومستلزماتها من سبورات ومقاعد ودورات مياه، فضلا عن الحانوت المدرسي. فكل هذه الأمور تشجع التلميذ وتحثه على الدراسة”.

ويؤيدها في ذلك التربوي المتقاعد سمير عادل حنتوش. إذ يرى أن “وجود صفوف دراسية مريحة لا تتطلب من التلميذ افتراش الأرض أو الجلوس على مقاعد مكسورة، محور أساسي لاستقرار العملية التربوية”، مضيفا أنه “ليس من المعقول أن يجلس أكثر من 100 تلميذ في قاعة دراسية واحدة، فهذا يعيق عملية التعليم. فالمعلم لن يستطيع في هذه الأجواء، مهما أوتي من قدرة، إيصال المادة الدراسية لتلاميذه. كما يتوجب الاهتمام بالنظافة المدرسية والتركيز على التفتيش اليومي لنظافة التلميذ وكتبه وأدواته، وتعزيز ذلك بمسابقات شهرية لاختيار أنظف التلاميذ وأرتبهم”.

معلم فعّال

من جانبه، يقول محمد سلوان فهمي (مدير مدرسة)، أن “مدارسنا الابتدائية بحاجة إلى معلم فعال مدرب ومؤهل للتعليم. فأساس نجاح العملية التعليمية هو وجود معلم قادر على اداء هذه المهمة”، مستدركا “لكن المشكلة هي أن مهنة التعليم في العراق باتت لا تجذب العناصر الجيدة القادرة على تحمل مسؤولياتها تجاه التلاميذ”.

فيما تشير ريم محمد غالي، وهي مديرة مدرسة أهلية، إلى ان “إعداد مديري المدارس وتدريبهم واختيارهم وفق أسس وشروط معينة، كل ذلك له أثر فعال في حيوية المدرسة الابتدائية”، متابعة قولها: “لذلك يتوجب عزل المديرين الفاسدين والمرتشين، بالإضافة إلى قليلي الخبرة في الادارة التربوية، كالذين يتبعون طرائق التدريس التقليدية (التلقين) التي لا تعطي اهتماماً للفروق الفردية بين التلاميذ من حيث القدرات العقلية والميول”.

بيئة تعليمية آمنة

يرى المعلم رياض محمود عذاب، ان “وجود بيئة تعليمية آمنة وجو دراسي مريح، كل ذلك يساعد على نجاح العملية التعليمية وتحقيق اهدافها. اما اذا شاب هذه العملية العنف واللامبالاة من قبل الادارة والمتعلمين، فإنها ستتعثر”، لافتا إلى أن “المعلم صار يستهلك الكثير من الجهد والوقت في سبيل المحافظة على انضباط الصف اثناء الدرس، ما يهدر جزءا كبيرا من زمن المحاضرة”.

ضعف الوسائل التعليمية

في السياق، تؤكد المعاونة المدرسية جيهان علي يوسف، ان “عدم توفر الوسائل التعليمية الحديثة والمختبرات المتكاملة داخل المدارس الابتدائية، له آثار سلبية على العملية التعليمية برمتها. فالمختبرات مثلا لها دور مهم في تطوير اداء المتعلمين ولا يمكن الاستغناء عنها بأي حال، وبالرغم من ذلك نراها اليوم تتحول إلى صفوف دراسية بسبب اكتظاظ أعداد التلاميذ”.

تغذية مدرسية ومرشد تربوي

إلى ذلك، يقترح التربوي المتقاعد سالم محسن حسون، تخصيص تغذية للتلاميذ داخل المدارس، مشيرا إلى أن لهذا الأمر أثرا فعالا في إنجاح المهمة التربوية والتعليمية، كون الكثيرون من التلاميذ هم من أبناء عائلات فقيرة غير قادرة على توفير نفقات الطعام لأبنائها خلال ساعات الدوام. لذلك ان توفر التغذية يساعد التلاميذ على التركيز والانتباه ويحد من قلقهم ويشدهم إلى الدرس”.

أما التربوية حنان مسلم كاظم، فهي ترى أن التواصل بين المدرسة والاسرة يشكل عاملا مهما لتشخيص السلوكيات السلبية بين التلاميذ، ومعالجتها. وهذا لا يتم إلا بوجود مرشد تربوي متخصص”، مؤكدة أن “مدارسنا بحاجة إلى هذه الكوادر، في الوقت الذي يوجد فيه الكثيرون من خريجي علم النفس والارشاد التربوي غير معينين، ما يتطلب تعيينهم لإشغال هذه الوظيفة”.

**************

أگـول.. صرح علمي محاط بالنفايات!

ذو الفقار صبري

لعل الجميع يعرف بابل بكونها مهدا لحضارة عريقة، ومدينة للعلم والمعرفة والفنون والآداب. لكن ما قد يكون خافيا على البعض، هو أن هذه المدينة أصبحت اليوم مثالا للمدن المهملة من مختلف نواحيها ومرافقها الخدمية. فالنفايات تتراكم في أزقتها، ومشاريع البنى التحتية غير المنجزة خربت شوارعها، فبدت عبارة عن صورة ناطقة تعبر عن حاضر مدينة بائسة تعيش وسط إهمال مريع.

ومن بين نماذج التدهور الخدمي المؤسفة في مدينة الحلة، مركز محافظة بابل، “مدرسة محمد مهدي البصير”، التي تحمل اسم علم من أعلام المدينة له تاريخ ناصع في ميادين الأدب والكفاح الوطني. هذه المدرسة تعيش اليوم وسط حقل من النفايات والنباتات الطفيلية، ومنظرها بات وكأنه يستغيث بمن يخرجها من واقعها المؤلم.

ولا نرى أن تنظيف المكان يتطلب نفقات كثيرة ترهق ميزانية العراق. فالأمر لا يكلف سوى جهد بسيط ليوم واحد، يعيد إلى هذه المدرسة صورتها السابقة الزاهية.

لكن يبدو أن إدارة المدرسة ومعها مديرية التربية تعيشان في عالم آخر لا أهمية للجمال فيه! وإلا ما معنى أن تترك هذه المدرسة على ما هي عليه اليوم، يعشعش فيها الخراب؟

طلبة المدرسة لا يودون شيئا، سوى واعز من ضمير يعيد إلى صرحهم الدراسي ألقه، ويشيع الفرحة وحب الحياة في نفوسهم.

***************

تزاول أعمالا يستصعبها الرجال.. أم عمر.. خمسينية أشعلت مواقع التواصل فأغاثها الطيّبون

الرمادي – وكالات

تداول عدد كبير من الناشطين والمدونين على مواقع التواصل الاجتماعي، أخيرا، "مناشدة" أطلقتها امرأة خمسينية من سكان محافظة الأنبار، تزاول أعمالا حرة تصعب حتى على الشباب والرجال، بهدف إعانة عائلتها. واستغاثت المرأة في مناشدتها، بمن يساعدها، ما أثار سخط المواطنين وغضبهم من غض بصر الحكومتين المركزية والمحلية عن هذه الحالات.

ظهري انكسر!

وبحسب ما تداوله ناشطون ومدونون من الأنبار، فإن المرأة التي تدعى أم عمر، تعمل عتّالة "حمّالة" في أحد أسواق مدينة الرمادي، مقابل أجر يومي قدره ألفان و500 دينار، مبينين ان "أم عمر معيلة وحيدة لخمسة أطفال، وهي تفضل هذا العمل الشاق على الحاجة للغير".

وأوضح الناشطون، أن هذه المرأة عملت حمالة بعد أن عملت سابقا في البناء "وغيرها من الأعمال التي من الصعب على امرأة بهذا العمر أن تقوم بها".

وفي مناشدتها، وفقا لما تناقله الناشطون، فإن أم عمر تقول: "والله ظهري انكسر". إذ انها كانت قد أجرت 6 عمليات جراحية في وقت واحد، لكنها واصلت العمل لأن "في رقبتها" خمسة أطفال.

وتؤكد هذه المرأة أن "يوميتي 2500 دينار، أي 75 ألفا في الشهر، وهذا المبلغ لا يكفي لسد احتياجات أطفالي، ولا أملك بيتنا أو مرتبا شهريا، ولا أدري ما الحل!".

سحب الغيث

وبعد الانتشار الواسع لمناشدة أم عمر، أعلنت إحدى المنظمات الانسانية عن تخصيص مرتب شهري لها، وتوفير بعض احتياجاتها.

وقال رئيس "منظمة سحب الغيث" للتنمية والاغاثة الانسانية، مجيد الجريصي، أنه "بعد أن علمنا بالمناشدة التي أطلقتها المرأة، سارعنا في الوصول إليها وقمنا بإجراء كشف موقعي عن حالتها. فوجدنا ان الواقع أسوأ بكثير مما تم تداوله".

وأكد الجريصي، أن منظمته خصصت مبلغاً بسيطاً للمرأة، قدره 150 ألف دينار شهرياً، ضمن برنامج لكفالة العائلات المتعففة.

وأشار، إلى أن المنظمة طلبت من أم عمر عدم العودة للعمل الشاق، مبينا أنه "وجدنا أن منزل المرأة ينقصه الكثير من الأساسيات، كقناني الغاز والطباخ وغيرها من الأجهزة المنزلية التي يصعب العيش بدونها. لذا قمنا بتجهيزها بكل هذه المواد، بالإضافة إلى سلة غذائية ستقدم إليها بشكل دوري".

وعن دور السلطات الحكومية في الانبار، لفت الجريصي إلى أنه "لا نريد أن نتحدث عن هذا الخصوص. بالنسبة لنا عرفنا الحالة من خلال مواقع التواصل، فهل ان الحكومة المحلية لم تسمع بذلك!؟".

***********

مواساة

  • ببالغ الحزن والأسى، تعزي منظمة الحزب الشيوعي العراقي في الجمهورية التشيكية، الرفيق العزيز د. أكرم مطلك بوفاة شقيقه فاضل.

وبهذا المصاب الجلل نشاطر رفيقنا أحزانه، ونتقدم له ولجميع أفراد عائلته الكريمة وأصدقاء الفقيد ومحبيه، بأحر التعازي والمواساة، راجين للجميع الصبر الجميل وللفقيد الذكر الطيب دوما.

  • تعزي منظمة الحزب الشيوعي العراقي في الديوانية، الشخصية الوطنية الصحفي الرياضي حسن ظاهر الخزاعي بوفاة شقيقه.

للفقيد الذكر الطيب ولعائلته وذويه الصبر والسلوان.

  • تعزي اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في الكرخ الثانية ومعها لجنة شاكر محمود الأساسية للحزب في المحمودية، عائلة صديق الحزب عباس جاسم مهوس السعيدي بوفاته.

للفقيد الذكر الطيب ولعائلته جميل الصبر والسلوان.

  • تعزي اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في بابل، الرفيق عباس مزهر الزيدي (ابو سلام) بوفاة كريمته.

الذكر الطيب للفقيدة وخالص العزاء والمواساة لعائلتها الكريمة.

*************

الصفحة السادسة

فشل في إنعاش القطاع رغم ثرائه وأهميته واقع زراعي متردٍ يدفع للهجرة من الأرياف إلى المدن

بغداد ـ طريق الشعب

يعد القطاع الزراعي في العراق، واحدا من أكثر القطاعات التي جرى تدميرها وإهمالها طيلة الفترات الماضية. وتناوبت عوامل مختلفة على الإضرار بالمساحات الزراعية والمناطق الريفية، منها طبيعية، وأخرى بشرية، ما دعا العديد من سكان هذه المناطق لأن يهربوا صوب المدن، بحثا عن فرص جديدة للعيش. فيما يبقى الواقع الراهن يزداد سوءا، وبات العراق على أعتاب النتائج التي يحذر منها الخبراء والتقارير الدولية، وهي التدمير الكامل لما تبقى من حظوظه في الجانب الزراعي.

مراحل تدميرية مأساوية

تؤكد التقارير الدولية أن التدهور البيئي خلال الفترة التي تلت عام 2003 وصل إلى مراحل كبيرة أضرت بشكل بليغ في القطاع الزراعي، وأصبح هذا الملف يتضمن قضايا إشكالية لا حصر لها مثل تلوث الهواء، شح المياه وسوء نوعيتها، الإضرار بالتربة، التصحر، الجفاف وغيرها من المشاكل التي تعود إلى نتائج الحروب والكثافة السكانية والتأثيرات الخارجية والفشل الحكومي في إدارة هذا الملف.

ويكشف تقرير صادر عن بعثة “يونامي” في العراق، طالعته “طريق الشعب”، إن هذا التدهور البيئي “ساهم بشكل مباشر في هجرة سكان الريف بحثا عن فرص أخرى”.

وبحسب التقرير “أجرت المنظمة الدولية للهجرة ومنظمة البحث الاجتماعي، في شهري تموز وآب 2021، دراسة استقصائية لـ 802 من السكان المحليين والمهاجرين في مدينة البصرة، لتحديد القضايا الرئيسية، التي تعيق قدرة المهاجرين على الاندماج في البيئات الحضرية الهشة بالفعل بسبب المناخ، حيث تعاني مدن جنوب العراق من سوء الأمن الاقتصادي والحوكمة، وقد لا تكون مستعدة جيدا لاستيعاب تدفقات المهاجرين”، مضيفا “أن تغير المناخ وعدم المساواة في البصرة جعل المهاجرين الذين يصلون من الريف يميلون إلى التجمع في الأحياء التي تعاني من مشاكل اجتماعية متعددة تتعلق بالأمن الاقتصادي والسلامة والحصول على الحقوق وانتقال الكثير منهم إلى أماكن الإيواء ( العشوائيات) المعرضة للإخلاء والعمل ضمن وظائف منخفضة الأجر في القطاعات غير الرسمية. كما إن معظم المهاجرين هم في الأصل من المحافظات والأقضية المجاورة وتفيد المؤشرات الرئيسية بأن التحركات ليست موسمية بل دائمة. وأن أسباب ذلك تعود إلى أن أكثر من نصف المهاجرين لا يستطيعون تسديد تكاليف المعيشة في المدن لكنهم يفضلون البحث فيها عن فرصة جديدة بعدما أعدمت الفرص في مناطقهم الريفية”.

ويؤكد التقرير الدولي أن عواقب التحديات المناخية التي يوجهها العراق، لا سيما تلك المتعلقة بندرة المياه “لها آثار بعيدة المدى وعاجلة وتتطلب اتخاذ إجراءات منسقة لتخفيف الاحتياجات وتجنب المزيد من النزوح ومنع تفاقم المشاكل الاجتماعية القائمة”.

وقالت كليمنتين فافيير، مديرة قسم العودة والانتعاش في المنظمة: “يشير هذا التقرير إلى ضرورة اتباع نهج ذي شقين لتعزيز قدرة المناطق التي تشهد تدفقا سكانيا على التكيف وفي الوقت نفسه تقديم الدعم إلى الأقضية الريفية التي تهاجر منها الأسر بسبب التدهور البيئي الشديد وانعدام الفرص الاقتصادية المتنوعة”.

ووفقاً للدراسة، أفاد أكثر من نصف الأسر المهاجرة بأنها “لا تستطيع تحمل تكاليف الغذاء أو المواد الأساسية وأن 53 في المائة منها لا تملك إمكانية للوصول إلى شبكة الأمان المالي”. ويميل المهاجرون أيضاً، بحسب الدراسة، إلى “الإبلاغ عن استبعادهم في الحصول على الخدمات العامة وغيرها من الحقوق التي قد تشمل العمل والتوظيف في الشرطة وتسوية النزاعات بشكل رسمي والضمانات المتعلقة بحقوق الملكية”.

الزراعة لم تعد كالسابق

وواجه الواقع الزراعي مصاعب كبيرة بدأت في ثمانيات القرن الماضي عندما قام النظام السابق بتجفيف الأهوار وتدمير زراعتها، حتى تسارعت الأحداث وولت الفترة الحيوية للزراعة العراقية، ليتبقى جزء بسيط لا يخلو من المعاناة ويصطدم بالصراع المائي مع تركيا وإيران على النهرين الرئيسيين في البلاد وبقية الروافد المائية.

وتسببت قلة المياه بجفاف مناطق زراعية كانت مميزة بمنتجاتها، ومن الأمور التي جعلت الكثير من المزارعين يهاجرون صوب المدن هو ضعف دعم الفلاحين واستيراد المنتجات والمحاصيل الأجنبية على حساب المحلية لأسباب تتعلق بالفساد وسوء التخطيط، فيما تحولت مساحات زراعية واسعة جدا إلى مناطق سكنية.

ويقول الباحث في الشأن الاقتصادي، صفاء الخزعلي، إن العراق يدفع ضريبة الخراب والإهمال الذي تعرض له القطاع الزراعي “وتمثل هجرة الريف نحو المدن في السنوات الحالية انعكاسا واضحا لحجم الأزمة التي لا تتضمن عواقب اقتصادية فحسب، بل عواقب اجتماعية”.

ويوضح الخزعلي خلال حديثه لـ”طريق الشعب”، أن التاريخ العراقي “تاريخ زراعي بامتياز. إن ما يجري حاليا هو تشويه الهوية الزراعية نتيجة ضعف البنى التحتية وتراجع النشاط الإنتاجي جراء الإهمال. وتمثل الهجرة من الريف إلى المدينة، والتي تتزامن مع أزمة عميقة لملف المياه، عواقب سلبية على مستقبل البلاد”، مضيفا “سوف تستمر الخسائر الزراعية التي تقدر بالمليارات، مع زيادة هائلة في نسب البطالة، الأمر الذي يترك تأثيره السلبي على الأمن الغذائي للعراق، كما سيلحق ضرراً بالثروة الحيوانية، لا سيما تربية الأسماك بسبب التصحر الحاصل تحديداً خلال هذه السنة. كما أن تقليل حصة المياه من قبل إيران وتركيا سوف يقلص قدرة البلاد على تطوير القطاع الزراعي”.

ويتابع الخزعلي، أن “العراق أصبح يستورد حتى التمور التي كان يصدرها. وتتعرض المحاصيل والمنتجات التي ينتجها إلى حرب خبيثة من قبل جهات متنفذة في الدولة، وهذا وصل أيضا إلى مستويات إنتاج القمح أيضا”، لافتا إلى أن “الأراضي التي يمكن أن تكون معقلا للزراعة وتربية الحيوانات والمواشي تواجه حاليا مخاطر أكبر من الماضي بسبب الجفاف”.

وفي حديث سابق لوكالة الصحافة الفرنسية، يصل الأمر بأحمد العيساوي، مدير الجمعية الفلاحية في النجف، إلى القول إن العراق “لم يشهد في تاريخه كارثة تشبه الكارثة الحالية في شح المياه”.

تداعيات الظاهرة

أسباب هجرة المواطنين من الريف إلى المدينة باتت كثيرة جدا، ولها تداعيات سلبية أيضا، بحسب الباحثة في الشأن الاجتماعي منى عباس.

وتقول عباس لـ”طريق الشعب”، إن “الجانب الاقتصادي هو الأساس في تنامي هذه الظاهرة خصوصا وأن الزراعة تشهد أسوأ فتراتها، فضلا عن مغريات المدينة والأمنيات بأن توفر فرص عمل مع أجور أفضل. إضافة إلى ذلك، فإن تهالك البنى التحتية في الريف سواء في الصحة أم التعليم أم النقل والمياه وغيرها وسهولة الحصول عليها بشكل أفضل في المدن تدفع بالمترددين في الريف إلى الهجرة”.

ووفقا لرأي الباحثة، فإن للأمر سلبيات عديدة أيضا تتمثل في “مساهمة الهجرة إلى المدينة في إحداث طفرة سكانية أنتجت مشاكل على الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والبيئية. ومن أهمها التأثير بشكل سلبي على الإنتاج والتنمية في المناطق الريفية، وازدياد عدد السكان بشكل كبير في المدن، والذي يُسبّب ضغطاً كبيراً على الموارد الطبيعية والمرافق والخدمات، وبالتالي ازدياد المنافسة على الوظائف والمنازل والمرافق المدرسية وغيرها من الأمور التي تسبّب نوعاً من العبء على الحكومات الغارقة في الفشل والفساد”، لافتة إلى أن “الهجرة في ظل هذا المشهد تجعل قضية تزويد السكان بأبسط الخدمات، مثل السكن وإمدادات المياه والصرف الصحي والتخلص من النفايات أمرا صعبا جدا، وبالتالي تتفاقم المشكلة أكثر مع خسارة الحظوظ بإعادة الروح إلى القطاع الزراعي. كما أن للأمر ارتباطا بظهور المناطق العشوائية في المدن، الأمر الذي خلق المزيد من المشاكل كالتلوث، والجريمة، وغيرها”.

*************

وقفة اقتصادية.. الهجرة إلى المدن انعكاس للفقر والحرمان

ابراهيم المشهداني

تبرز ظواهر الهجرة من الريف إلى المدن وظهور الأحياء العشوائية وتعاظم ظاهرة الفقرة بصورة تصاعدية كإحدى الأولويات أمام الحكومات العراقية التي فشلت سابقاتها في إيقاف هذه التداعيات والتي تعبر عن انهيار البنية الاقتصادية والاجتماعية بالرغم من وجود العشرات من التصاميم الأساسية في المدن الكبرى وتوافر الإمكانيات المالية والمادية لإيقاف هذه النزيف الذي أفرغ القطاع الزراعي من الموارد البشرية العاملة.

ومن الواضح أن هذه الظاهرة لم تعد تشكل ضغطا على الحكومات العراقية بل كذلك شكلت ملفا خطيرا من ملفات المنظمة الدولية للهجرة مدعومة من وزارة الخارجية الامريكية التي وصفتها بالظاهرة الدائمة وليست الموسمية، وقد تضمن هذا الملف الذي لم يكن مختلفا عن الدراسات والبحوث الاكاديمية في المؤسسات الجامعية العراقية وأراء الاقتصاديين وعلماء الاجتماع فقد أظهر هذا الملف العوامل المباشرة التي أدت إلى اتساع هذه الظاهرة التي تتلخص بالتدهور البيئي على مدار السنوات العشرة الاخيرة والأضرار التي لحقت بالقطاع الزراعي سواء بسبب ندرة المياه ونوعيتها انعكاسا لمواقف دول الجوار التي لم تأبه بالاتفاقيات الدولية التي تؤكد على التقاسم العادل بين دول المنبع ودول المصب فضلا عن عوامل عدم القدرة على توفير سبل العيش الكافية والمستدامة واتساع مشكلة البطالة لقلة فرص العمل في القطاع الزراعي على مستوى الفرد والجماعة للقيام بالأنشطة الاقتصادية والبحث عن فرص عمل في بيئات جديدة توفر لهم موارد مالية واجتماعية محدودة.

إن الحديث عن ظواهر الهجرة من الريف إلى المدينة غير كاف ما لم يصار إلى البحث في تداعياتها الاجتماعية والاقتصادية والسكنية والبيئية، ومن أبرزها ظهور الاحياء العشوائية التي بلغ عددها حسب احصاءات وزارة التخطيط اربعة آلاف عشوائية عدد سكانها يربو على 3،5 مليون نسمة في عموم البلاد يشكلون 10 في المائة من مجموع السكان وعدد الوحدات السكنية التي يسكنونها 500 ألف وحدة سكنية وبأشكال مختلفة بعضها أشبه بزرائب الحيوانات. ومن تداعياتها المهمة تدهور القطاع الزراعي بسبب هجرة الأيادي العاملة والضغط على سكان المدينة بحيث تؤدي إلى عدم كفاية الخدمات الأساسية وخاصة الكهرباء واكتظاظ المدارس وارتفاع الاسعار وخاصة المواد الاستهلاكية وارتفاع نسب الجرائم نتيجة العادات الاجتماعية المنقولة وخاصة الخلافات العشائرية وسننها المتخلفة وتعارضها مع الطبيعة المدنية لسكان المدن.

إن إشكالية الهجرة وتداعياتها لم تتوقف عند هذا الحد بل أيضا تشمل عدم قدرة المهاجرين على التكيف والاندماج بالبيئات الجديدة والتي تنتشر في العديد من المحافظات بينها بغداد والبصرة والموصل، فالمهاجرون يميلون إلى التجمع في الأحياء التي تعاني من مشاكل اجتماعية متعددة التي تتمظهر في الأمن الاقتصادي والسلامة والحصول على الحقوق وانتقال الكثير منهم إلى أماكن الإيواء المعرضة للإخلاء والعمل ضمن وظائف منخفضة الأجر في القطاعات غير الموسمية كما أن نصف الأسر المهاجرة لا تستطيع تحمل تكاليف الغذاء والدواء والمواد الأساسية و53 في المائة منهم يفتقرون إلى امكانية الوصول إلى شبكة الأمان المالي زد على ذلك ضعف القطاع الخاص في استيعاب الأيدي العاملة من المهاجرين لعدم  تمكنهم من الحصول على وظائف رسمية .

 إن مواجهة ظاهرة الهجرة وتداعياتها تتطلب اتخاذ التدابير الجادة لمعالجة اسباب الظاهرة مقترحا ما يلي:

  • وضع الخطط الشاملة لتحسين الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية والخدمية في القرى والاقضية الريفية بما تؤدي إلى التمسك بهذه المكاسب والالتصاق بأرضهم.
  • وفي حال العجز عن تحقيق هجرة معاكسة وفق القرارات النافذة من الضروري العمل على ايجاد الظروف المناسبة لتكيف المهاجرين مع طبيعة الحياة في المدينة ومنها تحسين الخدمات السكنية والتعليمية مع الكهرباء والماء.
  • وضع تصاميم مركزية ذات طبيعة طويلة الامد لإنشاء قرى عصرية كاملة الخدمات، البلدية، التعليمية والامنية.
  • انشاء مشاريع اقتصادية زراعية مشتركة بين مجموعة من القرى والاقضية المتقاربة وايجاد منظومات تعاونية متعددة الأهداف وأهمها الاستفادة من الانتاج الكبير فضلا عن تحقيق تكامل بين القطاعين الصناعي والزراعي.

*************

الزراعة: نخشى على الأمن الغذائي من شح الأمطار

بغداد ــ طريق الشعب

رهنت وزارة الزراعة، يوم أمس، الأمن الغذائي بمستوى موسم الأمطار خلال هذا العام. 

وقال المتحدث باسم وزارة الزراعة، حميد النايف، في تصريح صحافي، إنّ “الوزارة أوجدت هذا العام خطة زراعية بحدود 6 ملايين دونم، وتم عرضها على وزارة الموارد المائية في اجتماع مغلق بين وزارتي الزراعة والموارد المائية لكن الأخيرة فاجأتنا بعدم إمكانيّة زراعة 6 ملايين دونم بل هناك إمكانية لزراعة مليونين و500 الف دونم”. 

وأضاف النايف، أن “وزارة الزراعة تقدر الظروف التي تمر بها وزارة الموارد المائية ولذلك اذعنت لهذا الأمر، وتم إقرار زراعة مليونين و500 الف دونم لكن هناك مخاوف من عدم هطول الأمطار. وإن جاءت فمن الممكن الاستفادة من المساحات الديمية حيث لدينا بحدود 9 ملايين دونم صالح للزراعة على المساحات الديمية مضمونة الامطار وشبه الامطار وخصوصا في الموصل وكركوك والرمادي”، مؤكداً أن “هطول الأمطار يعني ان هناك اطمئنانا على الأمن الغذائي، ولكن اذا لم تكن هناك امطار وانحباس حراري ولم نحصل على مستحقاتنا المائية من الجانب التركي قد نخشى على الأمن الغذائي.

*************

الصفحة السابعة

مليونية السبت: الردة مستحيلة.. السودان.. 11 شهيداً في الاحتجاجات ضد الانقلاب العسكري

متابعة ـ طريق الشعب

يواصل الملايين من السودانيين، احتجاجاتهم على الانقلاب العسكري بقيادة قائد الجيش عبدالفتاح البرهان، الذي أطاح بالمجلس السيادي والحكومة الانتقالية، ووضع عبدالله حمدوك قيد الاقامة الجبرية.

وخرج يوم أمس الاول السبت، الشعب السوداني في احتجاجات مليونية، رفعت شعار “الردة مستحيلة”، التي دعت إليها القوى المدنية المعارضة للانقلاب العسكري، وأدت الاحتجاجات الى مقتل 3 أشخاص، في حين ان الجيش السوداني نفى استخدامه الرصاص الحي.

11 قتيلا

وبعد ان وصل عدد القتلى في احتجاجات السودان الاخيرة إلى 11 قتيلا منذ انقلاب البرهان، تعالت الأصوات الدولية التي تحذر الجيش من استخدام العنف ضد المتظاهرين، وذلك بعد أن أسفرت مواجهات اندلعت في تظاهرات سابقة ضد الانقلاب عن سقوط قتلى عدة. وقطعت السلطات العسكرية خدمات الإنترنت عن الخرطوم تحسبا للاحتجاجات.

ونفت الشرطة السودانية في بيان استخدام الرصاص الحي.

وقالت “هناك مجموعات من المتظاهرين خرجت عن السلمية وهاجمت الشرطة وبعض المواقع الهامة، ما دعا الشرطة لاستخدام الغاز المسيل للدموع لتفريقهم”. وتؤكد الشرطة أنها لم تستخدم الرصاص بل أن أحد أفرادها أصيب بعيار ناري جاري التحقق من مصدره.

وهتف المتظاهرون في جميع أحياء العاصمة السودانية “المدنية خيارنا”. ورددوا مجددا العديد من شعارات انتفاضتهم التي أسقطت البشير في نيسان 2019 مثل “حرية، سلام، عدالة” و”ثوار، أحرار حنكمل المشوار”، فيما كان بعضهم يرفع صور رئيس وزراء السودان عبد الله حمدوك الذي وضع قيد الاقامة الجبرية في منزله بالخرطوم.

كما هتف المحتجون الذين رفعوا العلم السوداني “حكم العسكر ما بيتشكر” و”البلد دي حقتنا، مدنية حكومتنا”، وساروا في أحياء العاصمة.

وفي وسط الخرطوم، انتشرت بكثافة قوات مسلحة شملت جنودا من الجيش وقوات الدعم السريع شبه العسكرية. وأغلقت قوات الأمن الطرق المؤدية إلى مجمع وزارة الدفاع والمطار، وكذلك معظم الجسور التي تربط بين الخرطوم ومدينتي أم درمان والخرطوم بحري.

وفي الأحياء، أغلقت مجموعات من المحتجين الطرق أثناء الليل بالحجارة وقوالب الطوب وفروع الشجر والأنابيب البلاستيكية في محاولة لإبقاء قوات الأمن على مبعدة.

وعلى الرغم من القمع الدامي الذي تعرضت له تظاهراتهم خلال الأيام الخمسة الأخيرة، دعا أنصار الحكم المدني إلى مظاهرات “مليونية” السبت في السودان للمطالبة بعودة العسكريين إلى ثكناتهم وتسليم السلطة إلى المدنيين لإثبات قدرتهم على تحدي انقلاب قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، وإعادة البلاد إلى عملية التحول الديمقراطي.

قلق ومساعي دولية

وفي غضون ذلك، حث الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، جنرالات الجيش في السودان على التراجع عن سيطرتهم على البلاد، بعد يوم من خروج عشرات الآلاف إلى الشوارع في أكبر احتجاج مؤيد للديمقراطية.

وقال غوتيريش في تغريدة على “تويتر”، إنه “يجب على الجنرالات أن ينتبهوا لاحتجاجات السبت”.

وأضاف “حان الوقت للعودة إلى الترتيبات الدستورية الشرعية”.

وأعرب عن قلقه بشأن العنف ضد المتظاهرين يوم السبت، داعيا إلى محاسبة الجناة.

وفي الاثناء، أعلن مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى السودان فولكر بيرتيس أنه ناقش مع رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك، السبل المتوفرة لاحتواء الأزمة الحالية في بلده.

وأكد بيرتيس على حسابه في “تويتر” أمس الأحد أنه التقى حمدوك، مشيرا إلى أنه في حالة جيدة، لكنه لا يزال قيد الإقامة الجبرية.

وتابع المبعوث الأممي: “ناقشنا خيارات الوساطة وسبل المضي قدماً بالنسبة للسودان. سأواصل هذه الجهود مع أصحاب المصلحة السودانيين الآخرين”.

الانقلاب “محاولة بائسة”

وفي مساء يوم الجمعة، قالت سكرتارية اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوداني، في بيان تحصلت “طريق الشعب”، على نسخة منه، أن “الهدف من سلسلة الانقلابات التي نفذتها اللجنة الامنية، التي بدأت في انقلاب القصر في 11 نيسان 2019، الهدف منها قطع الطريق امام استمرار الحراك الجماهيري لتحقيق اهداف وشعارات ثورة ديسمبر المجيدة”.

وأضافت السكرتارية، أن “محاولات اللجنة الامنية والقوى السياسية من فلول النظام وبعض الحركات المسلحة رفع شعار الثورة في الحرية والسلام والعدالة لا ينطلي على احد”، واصفةً ما جرى في 25 تشرين الاول هو “محاولة بائسة” لفرض تنفيذ مشروع اعداء الثورة الهادف لإجهاض ثورة ديسمبر بالكامل، وتوسيع القاعدة الاجتماعية لنظام يتبنى وينفذ مشروع الهبوط الناعم.

ودان الحزب “انقلاب 25 تشرين الاول، وما نتج عنه من اعتقال للمدنيين ومصادرة الحقوق السياسية والديمقراطية واطلاق الرصاص الحي على الجماهير في مواكبها السلمية”، مطالباً بـ”اطلاق سراح رئيس الوزراء وكافة المعتقلين السياسيين الذين تم اعتقالهم عقب الانقلاب”.

واعتبر الحزب الانقلاب “يفسح الطريق نحو الانعطاف اليميني الحاد في قمة السلطة، ويسهم في اعادة انتاج النظام الظلامي المتطرف”.

وبحسب بيان السكرتارية، فإن “الحزب يعمل مع كافة القوى صاحبة المصلحة لتشكيل اوسع جبهة لمقاومة وهزيمة الانقلاب”، داعياً “لجان المقاومة،  ولجان التسيير، واللجان المطلبية، وكافة المنظمات الجماهيرية، وتجمع المهنيين، والقوى المدنية، للاصطفاف دفاعا عن الثورة والاستمرار في طريق التغيير الجذري”.

وثمّن الشيوعي السوداني مواقف الشعوب والاحزاب الشيوعية التقدمية، والحكومات والمنظمات الاقليمية والدولية، في إدانة الانقلاب ودعم رغبات وتطلعات جماهير شعبنا.

************

بعد 10 سنوات على الاطاحة بنظام القذافي .. ما التغيير الذي حصل في ليبيا؟

خاص ـ طريق الشعب ‏

لم تعرف ليبيا، حتى الآن، الاستقرار منذ اندلاع الاحتجاجات الشعبية في أيام ‏عرفت ‏بـ”الربيع العربي”، التي جوبهت بقمع شديد من قبل الرئيس الليبي ‏السابق معمر ‏القذافي، إلا ان القوى ‏التي سيطرت على البلاد في اعقاب هذه الاحتجاجات لم تتمكن ‏من بناء نظام سياسي ‏ديمقراطي، في ظل استمرار الانقسامات بين أطراف ‏قوية مدعومة من قوى خارجية.  ‏

وقبل عشر سنوات، كشف مقاتلون مناهضون للقذافي مكان اختبائه في ‏معقله ‏في سرت في شمال البلاد، فاعتقلوه، قبل أن يعدم في اليوم نفسه.‏

النظام السابق.. دكتاتوري

ويقول استاذ العلوم السياسية، في الجامعة المستنصرية أثير الجاسور، في حديث لـ”طريق الشعب”، أن “الشعب الليبي من ‏الشعوب ‏العربية التي عانت من الخيبات ‏والانكسارات الناتجة عن ‏سياسات ‏أنظمتها التي ‏أصبحت وقود صراعاتها الداخلية ‏والخارجية، ‏والقذافي ‏واحد من هذه الأنظمة التي ‏عتمت مستقبل شعوبها، سواء ‏بقراراته التي ‏انهت ‏الحريات والحقوق، او من خلال ‏اصطفافاته التي جعلت ‏منه منبوذا”.‏

‏ويوضح أن “اعلان الحرب على ليبيا لم يتحقق الا بعد ان تم الاجماع ‏على ‏الاجهاز ‏على النظام اقليمياً ‏ودولياً بحجة حقوق الانسان ‏والديمقراطية، ‏وجاءت رغبات ‏الدول العربية تحديداً التي نادت واصرت ‏على ‏تغيير نظام ‏القذافي، متناغمة مع ‏رغبات القوى الكبرى الطامعة ‏بالسيطرة ‏والنفوذ على ‏منابع النفط، ‏بالإضافة للأهمية الجيو - ستراتيجية ‏لليبيا ‏والمنطقة برمتها، وايضاً استحصال ‏القرار ‏الاممي من قبل الأمم ‏المتحدة ‏وقرار من قبل جامعة الدول العربية، ما عزز ‏التدخل الخارجي في الشؤون الداخلية لها”.‏

ويؤكد الجاسور، أنّ “حال نظام القذافي كأقرانه من الأنظمة الدكتاتورية التي ‏لا ‏تسمح بأن ‏يتم الاعتراض على سياساتها ‏حتى وان كانت بالطرق ‏السلمية، ‏بالتالي ‏فإن أي اعتراض او مطالبة بالحقوق يُعد من قبل ‏هذه ‏الأنظمة، تعديا ‏على ‏شرعيتها بالحكم والسلطة، وهذا السبب الذي ‏منعه من استيعاب شرارة ‏الاحتجاجات الاولى”. ‏

الأسباب والإخفاقات  ‏

بدوره، قال المختص في العلاقات الدولية وشؤون افريقيا، د. هاشم سرحان ‏العوادي، إن “الاحتجاجات الليبية ظهرت في مرحلة كانت فيها اغلب الدول العربية تشهد ‏حراكاً جماهيرياً، بعد ان سئمت اغلب الشعوب في المنطقة العربية من وجود ‏الأنظمة السياسية الحاكمة لأنها أنظمة استمرت بالحكم لعقود من الزمن من دون ‏ان تشهد هذه البلدان تنمية واضحة، وبدأت تثقل بالديون”. ‏‎ ‎

وأضاف العوادي انه “رغم ان ليبيا لم تكن مديونة الا ان توجهات الرئيس الليبي ‏وسياسته التي كان يتعامل بها مع الغرب والولايات المتحدة الامريكية جعلت ليبيا ‏تعيش عزلة، كما انها صنفت من قبل الولايات المتحدة الامريكية على انها دولة ‏منبوذة، بالتالي أصدرت بحقها العديد من العقوبات، وهذه هي سياسة الاضعاف ‏الداخلي التي تمارسها أمريكا بحق الدول التي لا تتفق معها. وبالمحصلة فإن ‏سياسات النظام الليبي كانت سببا في جذب العداء الدولي لها”. ‏

‎ ‎ وذكر العوادي، ان احد أسباب فشل التغيير في ليبيا هو “غياب القيادة الموحدة ‏لها، وحالة التعددية التي وجدت بعد الاحتجاجات التي لم تمثل حالة إيجابية انما كانت ‏تعددية بالولاءات والمصالح انعكست على شكل صراعات على الأرض الليبية. ‏ولذلك اغلب الصراعات الموجودة في ليبيا هي في مناطق استراتيجية جداً”. ‏‎ ‎

وأشار إلى أن التدخلات الخارجية في الازمة الليبية “جعلت هذه الدولة ميدان ‏صراع للمصالح الإقليمية والدولية، لذلك فإن كل دولة لها مصالح في ليبيا تحاول ان ‏ترسم ملامح النظام السياسي، وفقاً لما ينسجم مع مصالحها”. ‏

وتابع أن عدم وجود “خبرة سياسية لدى من هم على رأس القرار السياسي بعد ‏الثورة، هو سبب في فشل الثورة، وهذا يعود لسبب ضعف المشاركة السياسية ‏لهم ابان حكم القذافي”. ‏

‏اين وصلت ليبيا..؟ ‏

وفي آذار الماضي، توصلت مفاوضات ليبية ـ ليبية برعاية الأمم المتحدة ‏إلى ‏تشكيل حكومة انتقالية برئاسة عبد الحميد الدبيبة أوكلت إليها مهمة ‏قيادة ‏البلاد نحو الانتخابات. وحدد موعد لإجراء انتخابات رئاسية في 24 ‏كانون ‏الأول، على أن تليها انتخابات تشريعية في وقت لاحق.‏

ويوضح الباحث هاميش كينير من مركز تحليل المخاطر ‏العالمية ‏Verisk ‎Maplecroft‏ “تحسّن الوضع بوضوح. وقف إطلاق النار الذي اتفق ‏عليه في ‏‏20 تشرين الأول لا يزال ساريا، وحكومة الوحدة الوطنية صامدة ‏كحكومة ‏ليبية وحيدة”.‏

ويضيف أن “الاستقرار السياسي يزداد هشاشة. سنعرف خلال الأشهر ‏الستة ‏المقبلة ما إذا كانت فترة الهدوء التي تلت وقف إطلاق النار فرصة ‏للفصائل ‏المسلحة لتضميد جراحها أو تقدما حقيقيا نحو حل سياسي”.‏

تعديل قانون الانتخابات

وقالت بعثة الأمم المتحدة في ليبيا، إن على البرلمان الليبي تعديل قانون الانتخابات حتى يتسنى إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في 24 كانون الاول المقبل، بما يتماشى مع خطة السلام في البلاد.

وأوضحت البعثة في بيان تابعته “طريق الشعب”، أن “احترام مبدأ الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المتزامنة في 24 كانون الاول 2021 ضروري للحفاظ على نزاهة العملية الانتخابية، وتعزيز مصداقيتها، فضلا عن القبول بنتائج الانتخابات”.

**************

بعد الهجوم على مقرات النقابات العمالية في ايطاليا 200 ألف متظاهر في روما دفاعا عن الديمقراطية

رشيد غويلب

في 16 تشرين الأول الجاري، شهدت العاصمة الإيطالية روما مسيرة وتجمعا حاشدا لمناهضة الفاشية، شارك فيها وفق المنظمين 200 ألف. وجاءت المسيرة بدعوة من النقابات العمالية. وبعد أسبوع من اقتحام مجموعة من الفاشيين الجدد مقر أكبر اتحاد نقابي عمالي في إيطاليا “الكونفدرالية العامة” وتدميره جزئيا. لقد شارك في هذا الاعتداء قرابة 30 رجلاً وامرأة، بعضهم ملثمون، ومسلحون بالهراوات، وحطموا الأثاث وأجهزة الكمبيوتر، متذعرين بإجراءات الحكومة المرتبطة باستمرار الوباء. في مشهد مشابه لاقتحام أنصار ترامب في واشنطن مبنى الكابيتول، لكن الحجة هناك كانت اتهام الديمقراطيين بتزوير نتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية.

قَدم المشاركون من جميع انحاء البلاد، للرد على حالة الذعر التي سادت الجميع، وكما ذكر جميع المتحدثين، أن البلاد لم تشهد جريمة كهذه منذ قرابة 100 عام. وشارك العديد من التلاميذ والطلبة في المسيرة والتجمع الختامي في روما. وأعلنوا: “لقد جئنا إلى روما من جميع أنحاء إيطاليا لأننا نعتبر هذه المسيرة ضرورية: نحن نعتقد أنه يجب حظر جميع المنظمات الفاشية الجديدة تمامًا وإغلاق مقراتها”. 

يحتل السادس عشر من تشرين الأول 1943 موقعا في الذاكرة الجماعية للمدينة، في ذلك اليوم، داهمت قوات الاحتلال الألمانية مع الفاشيين الإيطاليين الحي اليهودي. ونقلت أكثر من ألف مواطن بالقطار إلى معسكر الاعتقال النازي أوشفيتس في المانيا. لقد عاد 16 منهم إلى روما، ومات الآخرون في الطريق، أو تمت ابادتهم في المعتقل. لقد ذَكر جميع المتحدثين في التجمع النهائي للمسيرة بهذه المجزرة، مع تعالي الصيحات “لن تتكرر ابدا”.

 وقال رئيس “الكونفدرالية العامة” ماوريتسيو لانديني إن “المسيرة المناهضة للفاشية ليست ضد أحد”. “إنها مسيرة للجميع، سواء كانوا يتفقون معنا أم لا. إنه تجمع من أجل الديمقراطية، من أجل دستورنا، والذي كان ممكنًا فقط لأننا قاتلنا الفاشية وهزمناها. “الآن حان الوقت لوضع حد لـ “العنف السياسي “. و”يجب حظر الجماعات الفاشية الجديدة فورا”. وقال لانديني: “لم يكن هذا هجومًا على نقابة بعينها. لقد كان هجومًا على جميع النقابات، على جميع العمال وليس فقط في إيطاليا”. وأشاد بالتضامن غير المحدود بعد ساعات من الهجوم في روما. وشدد لانديني على أنه يتعين على المرء بناء شبكة ديمقراطية ومعادية للفاشية في جميع أنحاء أوروبا: “لقد تعلمنا أن الديمقراطية لا يمكن تصديرها بالأسلحة، ولكن بالعمل والحقوق. لقد تعرضنا للهجوم بسبب هذا الدور الذي لعبه العمال دائمًا عبر التاريخ “. ومن جانبه أعرب لوكا فيسينتيني، الأمين العام لاتحاد نقابات العمال الأوروبي، الذي يضم أكثر من 45 مليون عضو، في المسيرة عن تضامنه مع الرفاق الإيطاليين”.

ورد رئيس الوزراء الايطالي السابق ماسيمو داليما بشكل غير مباشر، على قوى اليمين التقليدي، التي شاركت في المسيرة، لكنها حاولت الخلط بين العنف الفاشي، وعنف من اسمتهم بـ „اليسار المتطرف: “إن العنف الفاشي ليس مجرد عنف، بل هو عنف يقوم على الشمولية التي حظرها دستورنا، الذي جاء نتيجة للانتصار على الشمولية الفاشية”.

لقد شهدت إيطاليا اضطرابات خلال الأيام والأسابيع الماضية القليلة الماضية، بسبب فرض الحكومة التطعيم أو إجراء الفحص الخاص بوباء كورونا على جميع العاملين. ولم يقابل هذا الفرض، برفض الذين يعارضون التطعيم فقط.  بل طالبت النقابات العمالية أيضًا بمجانية الفحص وعدم تحميل الشغيلة تكاليف إضافية.

وفي الوقت الذي نزل فيه المناهضون للفاشية إلى الشوارع في روما، اندلعت أعمال الشغب مرة أخرى في ميلانو، حيث خاضت مجموعات فاشية جديدة معارك شوارع حقيقية مع الشرطة. وكانت المجموعة الفاشية الجديدة التي هاجمت مقر النقابات قد تسللت من تظاهرة ضد التطعيم مماثلة لما جرى في ميلانوا، وينتمي أعضاؤها إلى حزب “فورتس نوفا” (القوة الجديدة) الفاشي الجديد، لهذا تتصاعد المطالبات بحظر نشاط هذا الحزب.

والمعروف ان هناك قانونا، منذ خمسينات القرن العشرين، نافذا في إيطاليا يقضي بحظر المنظمات الفاشية، لكن الحكومة الإيطالية بزعامة دراغي تترد في تطبيقه، مراهنة على عامل الزمن.

**************

الصفحة الثامنة

الاتحاد العام لنقابات عمال العراق.. يعقد مؤتمره الرابع بحضور عربي ودولي واسع

بغداد- طريق الشعب

عقد الاتحاد العام لنقابات عمال العراق الخميس الماضي، مؤتمره الرابع على قاعة نقابة الجيولوجيين في بغداد، تحت شعار (النضال من اجل حماية حقوق العمال ومصالحهم الاقتصادية والاجتماعية وضمان الحقوق والحريات النقابية في قطاعات الانتاج كافة).

حضور بمستوى رفيع

وحضر المؤتمر وفد من الاتحاد الدولي للنقابات، ونائب سكرتير الحزب الشيوعي العراقي الرفيق مفيد الجزائري، وممثل الاتحاد العربي للنقابات مصطفى التليلي، إضافة الى ممثل منظمة العمل الدولية نظام قاحوش، ومستشار الأنشطة العمالية للمكتب الإقليمي في بيروت مصطفى سعيد، ورئيس الاتحاد الوطني لعمال ومستخدمي لبنان كاستروعبد الله، الى جانب المشاركة المميزة من قبل عدد من رؤساء الاتحادات النقابية العراقية وممثلي المؤتمر النقابي العمالي، وحضور ممثلين عن نقابة المحامين العراقية واتحاد الحقوقيين في العراق. 

دعم العمل النقابي

وأبدى الضيوف المشاركون دعمهم الكامل للعمل العمالي النقابي في العراق من اجل ترسيخ الحقوق والحريات النقابية، والوقوف بوجه التحديات الراهنة التي يمر بها العراق وبما يخدم الطبقة العاملة العراقية. وقد جاء ذلك في الكلمات التي ألقيت في المؤتمر وتمنت له النجاح والخروج بتشكيلة نقابية قيادية رصينة،

ترتقي بواقع العمل العمالي النقابي.

واستمع الحضور في بداية المؤتمر الى كلمة الأمين العام للاتحاد العام لنقابات عمال العراق المنتخب عدنان الصفار، التي شدد فيها على التطبيق الفعلي لقانون العمل النافذ رقم 37   لسنة ٢٠١٥، لحماية حقوق العمال ومصالحهم الاقتصادية والاجتماعية، وللحيلولة دون تعرضهم الى الفصل الكيفي، ومن اجل رفع مستوى معيشتهم وتطبيق المبادىء الأساسية في توفير العمل اللائق، إضافة الى العمل على تشريع قانون جديد للتقاعد والضمان الاجتماعي للعمال وفق معايير الحماية الاجتماعية الدولية، بديلاً عن القانون رقم 39 لسنة 1971، وإلغاء القرار المرقم 150 لسنة 1987، وقانون التنظيم النقابي للعمال رقم 52 لسنة 1987.

وشدد الأمين العام في كلمته على ضمان مساواة المرأة مع الرجل في مجال فرص العمل والأجور، قانونا وفعلا وفي جميع المجالات، وتوفير بيئة وظروف عمل مناسبة لها، وضمان حقوق ومصالح العاملين بالعقود والأجور اليومية في مختلف القطاعات، وشمولهم بقانوني العمل والتقاعد والضمان الاجتماعي.

مكتب تنفيذي جديد

وفي وقت لاحق جرت عملية انتخاب المكتب التنفيذي الجديد للاتحاد، الذي ترشح 19 نقابيا لاختيار 9 منهم أعضاء في المكتب التنفيذي للاتحاد وعضوين آخرين احتياط.

 وقد تم انتخاب كل من السيد هاشم جونة عبد  رئيسا للاتحاد ، والسيد عدنان الصفار امينا عاما للاتحاد، والسيدة كوريا رياح امينا للعلاقات الدولية، والسيدة علياء حسين امينا لشؤون المرأة العاملة، والسيدة سميرة ناصر أميناً للمالية،  والسيد احمد عباس الجنابي امينا للثقافة والاعلام، والسيد صباح حسن الموسوي  امينا للتنظيم النقابي والسيد مجيد شنين امينا للمتابعة والتفتيش والسيد عبدالرزاق سعيد امينا للضمان الاجتماعي، اضافة الى السيدة ثناء مظلوم رجب والسيد عباس محمود عضوين احتيا

********************************************

«طُردت من العمل بطريقة دبلوماسية»

بغداد-طريق الشعب

اعتاد العمال في شركة بغداد للمشروبات الغازية على مختلف أنواع الانتهاكات، متوقعين في أي لحظة طردهم من العمل دون تبرير يذكر.

الشاب حسام عبد الله الذي كان عاملا في شركة بغداد للمشروبات الغازية طرد من عمله بطريقة دبلوماسية بحسب تعبيره.

قال لـ»طريق الشعب» انه توسط من اجل الحصول على عمل في الشركة كعامل صيانة لاحد الخطوط الإنتاجية، الا انه تفاجأ بعد مضي أسبوع من العمل بـ «المسؤول الخاص يطالبه بحفر مجرى مائي على ارض كونكريتية بواسطة مغرفة، وبسبب عدم استطاعتي التنفيذ طردت من العمل».

وذكر عبد الله ان «أحزاب السلطة وذوي النفوذ باتوا يهيمنون على القطاعين المختلط والخاص، وان جميع أنواع الانتهاكات التي يتعرض لها العامل لا تقوم الحكومة بردعها، ففي اغلب المؤسسات دولة عميقة من الفساد والمحسوبيات».

***********************************************

البنك المركزي يطلق قروضًا لعمال النظافة 

بغداد- طريق الشعب

اصدر البنك المركزي توجيها الى المصارف العراقية باطلاق قروض ميسرة لعمال النظافة، المشمولين بالقرار 315 لسنة 2019.

البنك المركزي أوضح في بيان ان “مبلغ القرض سبق وان تم تحديده بـ 15 مليون دينار”، منبها الى ان “القروض تمنح بشرط تقديم كفيل موظف موطن راتبه لدى أحد المصارف المجازة، على أنّ تكون لديه خدمة لا تقل عن سنتين في إحدى دوائر البلدية ومستمر بالخدمة”.

وفي هذا الصدد يرى عامل النظافة محمد علي ان خطوة منح القروض لعمال النظافة الذين يعانون التهميش منذ عقود لا بأس بها، الا ان الكثير ينقصها لتكون مناسبة.

وقال لـ”طريق الشعب” ان “اغلب عمال النظافة يعانون من قلة الأجور على الرغم من طبيعة العمل المتعبة، خاصة في الطرق التي تعاني قلة الخدمات”.

وتابع “ان هذه القروض لا تمنح الا بوجود الكفيل، الذي هو بحد ذاته شرط تعجيزي لعامل نظافة يتقاضى أجور عمل قليلة”.

وتساءل علي عن نسب الاستقطاع حال التقديم على القرض والمدة الزمنية للتسديد، وهل يجد البنك المركزي ان عامل النظافة قادر على تسديد القرض من أجور عمله، التي لا تسد شيئا من المتطلبات اليومية لمواطن واحد؟

 *****************************************

«طريق الشعب» تستطلع أوضاع العمال مطالبات بتفعيل قانون الضمان الاجتماعي وفتح ورش لاحتواء العاطلين

بغداد- طريق الشعب

يطالب عمال في مختلف القطاعات بتفعيل قانون الضمان الاجتماعي، وبالعمل على انشاء مشاريع استثمارية تتيح فرص احتواء اكبر عدد من الشباب العاطلين عن العمل، خاصة من فئة الخريجين، ويشكون في الوقت ذاته من المعاناة اليومية بسبب استغلال ارباب العمل وضعف الرقابة الحكومية.

عامل التوصيل في احد مطاعم بغداد امير ظافر يقول لـ"طريق الشعب" انه "يعمل 12 ساعة يوميا بدون استراحة تذكر، مقابل أجور يومية لا تتجاوز 12 دولارا".

ويرى امير ان "الفساد والمحسوبيات ساهمتا كثيرا في خلق فوارق طبقية كبيرة بين الشباب، فهناك من حظوا بفرص عمل في مناصب إدارية حكومية على الرغم من افتقارهم الى الكثير من المؤهلات، فيما اخرون يمتلكون كل المؤهلات التعليمية الا انهم لم يحصلوا على عمل ضمن اختصاصهم بسبب افتقارهم الى الواسطات".

من جهته طالب عبد الله محمد وهو عامل مراقبة في احدى شركات المقاولات بضرورة فتح مشاريع استثمارية صناعية لاستقطاب اعداد من الشباب العاطلين عن العمل، خاصة من فئة الخريجين ليعمل كل حسب اختصاصه.

وقال لـ "طريق الشعب" ان "اغلب العمال في القطاع الخاص يعملون لساعات عمل طويلة مقابل أجور قليلة جدا لا توازي الجهد الذي يبذلونه".

 ويسرد عامل المطبعة حسن عباس ابرز معاناتهم بعد ارتفاع سعر صرف الدولار قائلا لـ"طريق الشعب" ان "اغلب ورشنا تدهور عملها بعد ارتفاع سعر الدولار، الذي خفض الطلب كثيرا ".

وتطرق الى ضعف الرادع القانوني قائلا "ان غياب القانون أتاح الفرصة للكثير من الدخلاء بفتح مطابع ومحال لتصميم الإعلانات، مستغلين ضعف الرادع القانوني الذي سمح لهم بالتغاضي عن ضوابط فتح المطابع وشروط تصميم الإعلانات، مما اثر على عمل أصحاب المطابع الرسمية".

وفي هذا السياق أفادت الناشطة النقابية العمالية منال جبار ان "معاناة العمال في مختلف الميادين التي طرحت مشار اليها ضمن قانون العمل رقم 37 ولكن آليات العمل لإنفاذ القانون وتوفير بيئة عمل لائقة غائبة بسبب تغاضى السلطات الحكومية المعنية عن توفيرها".

وقالت جبار لـ"طريق الشعب" انه "على الرغم من المطالبات الكثيرة للنقابات العمالية بتحسين أوضاع العمال، الا انهم لا يزالون يتعرضون الى ابشع أنواع الانتهاكات، بشكل ساعات العمل الطويلة التي تتجاوز المعقول، والأجور القليلة، فضلا عن الإجراءات التعسفية التي يتخذها ارباب العمل بحق عمالهم".

واكدت ان "هناك ما يقرب من 6 ملايين عامل في مختلف القطاعات، يعانون من الانتهاكات اثناء العمل".

 *********************************************

ظاهرة عمالة الاطفال تتفاقم.. العوز والفقر يدفعان الاطفال الى سوق العمل

عامر عبود الشيخ علي

يلاحظ اليوم ازدياد اعداد الاطفال في سوق العمل وغياب الرعاية الحكومية لهم.

وتعتبر ظاهرة عمالة الاطفال ظاهرة قديمة، تعود خاصة الى فترة التسعينيات من القرن الماضي خلال الحصار الاقتصادي على العراق. ولكنها شهدت اتساعا كبيرا بعد عام 2003، واصبحت تهدد البنية الاجتماعية باعتبار ان الطفل هو الركيزة الاساسية لبناء المجتمع السليم.

ومن المؤكد ان الفقر يقف خلف زج الاطفال في العمل لمساعدة عوائلهم في مواجهة ضنك العيش نتيجة السياسات الاقتصادية المدمرة التي تعصف بالبلاد.

لا احصائيات دقيقة

ولا توجد احصائيات دقيقة لعمالة الاطفال في العراق. هناك احصائيات سابقة لوزارة التخطيط والتعاون الانمائي العراقي تؤكد ان “عمالة الأطفال للفئة العمرية البالغة 5 - 17 سنة بلغت نسبتها 4.9 بالمائة، إذ شكلت نسبة الذكور 7.1 بالمائة، ونسبة الإناث 2.5 بالمائة، وان اخر احصاء متوفر صدر عام 2018 حين  كانت النسبة 7.3بالمائة.

وتؤكد تقارير مفوضية حقوق الانسان في العراق ان “عمالة الاطفال بدأت بالازدياد بشكل كبير مع حلول صيف العام 2014، حين كان عدد العائلات النازحة بحدود الثلاثة ملايين ونصف المليون، وقد تضاعفت مع بدء المعارك ضد تنظيم داعش الارهابي وكان معظم تلك العوائل النازحة تواجه مشاكل في تأمين  مستلزمات  العيش، ما اجبرهم على الدفع بأبنائهم لمواجهة ظروف الحياة القاسية”

 احلام ضائعة لطفولة بريئة

 يعمل الطفل حسين (12 عاما) التلميذ في الصف السادس الابتدائي في ورشة لتصليح السيارات منذ اكثر من عام، وقد قال انه يعمل لمساعدة عائلته المكونة من خمسة افراد وهو الابن الاكبر فيها، حيث لا يكفي اجر والده الذي يعمل ايضا في ورشة لغسل السيارات لسد نفقات معيشتهم. وقال انه بسبب ضنك العيش وتوقف المدارس في ظل جائحة كورونا عمل مع صديق لوالده في هذه الورشة، حيث يبدأ عمله في الساعة الثامنة صباحا وينتهي في الرابعة عصرا. واضاف يقول ان العمل صعب جدا ومتعب وباجر زهيد يبلغ عشرين الف دينار اسبوعيا، تضاف اليها اكراميات الزبائن.

وقال ايضا: “انا تلميذ في الصف السادس الابتدائي وافكر بترك الدراسة والاستمرار في العمل لان والدي لا يستطيع التكفل بمصاريف الدراسة لي ولاخوتي اضافة الى مصاريف المعيشة”.

وبين مالك الورشة التي يعمل فيها الطفل حسين انه “بسبب الوضع المادي الصعب لعائلة حسين، طلب والده ان يعمل معي في الورشة، وبالرغم من صغر سنه الا اني ارى ان العمل افضل من بقائه في الشارع والانجراف الى اعمال اخرى خطيرة كالمخدرات، او تعرضه الى الاستغلال من قبل المجاميع المسلحة والعصابات، بالرغم من ان تشغيل الاطفال ممنوع في القوانين”.

مستدركا ان “على الحكومة ان ترعى الاطفال وان تعين العوائل الفقيرة ماديا، لكي لا تدفع باطفالها للعمل بسبب عوزهم”.

العوز هو الذي دفعني للعمل

وفي احدى زوايا ورشة اخرى  لتصليح السيارات تغطيها الزيوت وتنبعث منها روائح وقود البنزين وظروف مهنية قاسية، كان الطفل محمد سعد منهمكا بتنظيف احد المحركات، وهو يعيش ساعات من التعب والشقاء رغم انه في الرابعة عشر من عمره ومحروم من طفولته.

وعند الحديث عن طبيعة عمله بيّن انه يعمل منذ ثلاث سنوات في هذه الورشة في المنطقة الصناعية بعد تركه الدراسة،  ليكون المعيل الوحيد والمسؤول عن رعاية والدته وشقيقته بعد وفاة والده في حادث انفجار سيارة مفخخة، واستطرد انه “بالرغم من صعوبة العمل الا اني مجبر على ذلك لكي اوفر في اقل تقدير لقمة العيش لامي وشقيقتي، فلا راتب تقاعديا عندنا لان والدي كان يعمل في البناء، وراتب الرعاية الذي تتقاضاه والدتي لا يكفي لسد جوعنا. وعن اجره قال: “اتقاضى خمسة وعشرين الف دينار في الاسبوع، وهو مبلغ قليل جدا مقارنة بجهدي الذي ابذله، وقد طلبت من الاسطة ان يزيد اجوري الا انه هددني بالطرد من العمل اذا طلبت ذلك مجددا، وفي الحقيقة لولا الفقر والعوز لما عملت في هذه الورشة”.

قانون العمل نصوص دون تطبيق 

من جانب اخر تنص مواد قانون العمل 37 لسنة 2015 على حماية الاطفال من الزج في سوق العمل، الا اننا نرى هناك اعدادا كبيرة من ارباب العمل يشغلون الاطفال في مختلف الاعمال الصعبة وفي ظروف قاسية جدا غير ملتزمين بالقانون. علما ان المادة (11) منه تقول: يعاقب بالحبس مدة لا تزيد على ستة اشهر وبغرامة لا تزيد على مليون دينار او باحدى هاتين العقوبتين كل من خالف احكام المواد الواردة في هذا الفصل والمتعلقة بمنع تشغيل الاطفال.

**********************************

الصفحة التاسعة

كيف ايقظت انتفاضة تشرين سبات السنين لدى الجاليات العراقية

كمال يلدو

لم تعد الجاليات العراقية تجمعات صغيرة متناثرة كما كان عهدها في عقدي الستينات والسبعينات، فبعد تلك السنين أضحت تجمعات كبيرة وتوزعت حول العالم لتشكل مجتمعات عراقية مصغرة تعد بمئات الآلاف في بعض الدول. ومع هذا العدد لابد ان تكون هناك اسباب تكمن خلف هذه الزيادة الكبيرة، ويأتي في مقدمتها هروب الناس من انظمة الاستبداد التي حكمت، والحروب الداخلية والخارجية والارهاب، وفي بعض الاحيان كان الهدف هو البحث عن حياة أفضل بخيار الهجرة. لكن ما جرى بعد العام ٢٠٠٣ حمل في طياته أسبابا جديدة للهجرة كان في مقدمتها الحرب الطائفية واستهداف ابناء المكونات الصغيرة الذين وجدوا أنفسهم بلا حامٍ بين ليلة وضحاها وصاروا تحت رحمة الميليشيات والعصابات التي استشرست بغياب القانون وسيادة المحسوبية والفساد الاداري في العراق.

هذا المشهد، وتنوع اسباب الهجرة وطول مدتها تركت ابعاداً مختلفة في طريقة تفاعل أبناء الجاليات مع أحداث العراق الداخلية، فمنهم من اختار الانغماس في الحياة الجديدة ومتطالباتها، ومنهم من لم يعد مهتماً أو مبالياً، وبقي قسم غير قليل مهتماً بالحياة العراقية ويتطلع إلى الغد القادم.

مزاج الناس ارتبط كثيرا بطبيعة التغيير الذي أنهى الدكتاتورية ونوعية القوى التي أتى بها المحتل وانتهاجها الطائقية التي أضحت سيدة المشهد السياسي مضافاً لها ضعف الدولة، ناهيك عن التدخل الخارجي الفظ في الشأن الداخلي عالمياً أو من قبل دول الجوار، بالترافق مع التشتت والضعف والوهن الذي أصاب الحركة الديمقراطية العراقية وانحسار حجم تأثيرها في الأحداث، كل هذه الوقائع لم تكن لتمر مرور الكرام على أمزجة وواقع الجاليات العراقية التي مازالت تحتفظ بصلات ووشائج عميقة مع الوطن.

لقد كان لانعدام الأفق في الاصلاح الموعود دور بقتل أي بصيص أمل لدى النسبة العظمى من أبناء الجاليات الذين لم يتوانوا عن الإفصاح عن يأسهم هذا في أحاديثهم أو كتاباتهم أو حتى مستوى اهتمامهم بالعراق الذي تراجع كثيرا، حتى أن البعض صار يقول “إن الشعب العراقي راض بالوضع” وقسم اتهم العراقيين بأنهم “جبناء” أو “ خانعون” وإنهم “يستحقون هذا النظام” لأنهم يعودون وينتخبوهم في كل دورة انتخابية!

نعم هذه الصور كانت شائعة جدا حتى يوم الأول تشرين الأول ٢٠١٩، حينما استفاق العراق ومعه الجاليات في الخارج على حركة جماهيرية غير مسبوقة بحجمها شملت بغداد وعدة محافظات عراقية تطالب بكل صراحة، بإسقاط العملية السياسية وأحزابها، وتنادي بمحاسبة السراق واسترجاع الأموال المنهوبة، وتدعو الى حل البرلمان وإقامة نظام انتقالي تقوده نخبة عراقية لا نتتمي لاحزاب السلطة.

إن هذه الجرأة والوضوح بالطرح، ونوع المشاركة الشبابية وروح الفداء والتحدي التي تميزت بها انتفاضة تشرين، والصور التضامنية الرائعة التي سطرتها الجماهير وسواق (التك تك) في ساحة التحرير وسوح البطولة في المحافظات المنتفضة، والمشاركة المشرفة للمرأة العراقية والطلبة، ليس في أيامها الاولى فقط، بل حتى بعد مرور أشهر عصيبة وصعبة وسقوط مئات الشهداء وآلاف الجرحى، كان هذا كفيلا  بأيقاظ الروح الوطنية العراقية من جديد، وقد دفع نسبة عالية من أبناء الجاليات أن يعيدوا حساباتهم وموقفهم من الشعب العراقي أولا ومن شبابه ثانيا ومن فكرة التغيير ثالثا، إذ انهم تفاجأوا بالوعي العالي والتزام الانتفاضة بالسلمية وبمطالبها رغم محاولات العصابات الحاكمة شيطنتها أو جرها للمصادمة،  واصطفوا بكل ثقة خلف شعار الانتفاضة: نريد وطن!

نعم .. هذه الروح الجهادية أيقظت مجاميع هائلة من العراقيين بعد أن كانوا قد دخلوا في سبات عميق وتمكن اليأس من الكثير منهم، ففتحت أمامهم فرصاً لامكانية التغير، وعلى ضوء ذلك جاءت ردود الأفعال متنوعة ومتوازية بحجم ما كان  يجري في ساحة التحرير وشقيقاتها من سوح الحرية والتظاهر الأخرى، فظهرت كتابات التضامن وانطلقت التظاهرات والتجمعات التضامنية  حول العالم و أُنشدت القصائد الشعرية والأغاني وحتى التبرعات العينية والمادية، لا بل أن الكثير من ابناء الجاليات، سافروا للعراق لغرض المشاركة الفعلية بالانتفاضة في ساحة التحرير أو باقي السوح الثائرة.

مضت أشهر الانتفاضة التي اصطبغت بالدم والاغتيالات والخطف، فكشفت  بالملموس معدن الإجرام المتغلغل في القوى القابضة على السلطة وحجم خسة  دول الجوار والدول الاوربية وامريكا والأمم المتحدة والمنظمات المعنية بحقوق الانسان، التي التزمت الصمت المريب والمعيب تجاه ما جرى بحق المتظاهرين وأهاليهم، ولم تقدم على إدانة نظام القتلة في المنطقة الخضراء، أما الصدفة اللعينة فقد كانت بالمرصاد للثوار، إذ حدث وباء كورونا، فتوقفت الفعاليات بفعل الخوف من انتشار الوباء، وقيام السلطات والميليشيات بإستهداف سوح التظاهر وحرق خيمهم بدعوى الحفاظ عليهم من الوباء، فيما كانت كل المعطيات تشير إلى حجم الخوف والهلع والاضطراب الذي أصاب الاحزاب الحاكمة من فقدان سيطرتهم على الشارع وبالتالي سقوطهم المدوي على أيدي التشرينيين .

صحيح أن الانتفاضة بحجمها الذي انطلق قد تراجعت، لكن كل مقومات قيامها من جديد قائمة وحتى اللحظة، وهذا الأمر يعرفه المتظاهرون وأحزاب السلطة، وكل ما ينتظروه الآن هي الشرارة، وهذه قادمة لا محالة! فقتلة المتظاهرين لم يقدموا للعدالة رغم سقوط رمزهم عادل عبد المهدي، والفساد والتزوير وسرقة المال العام والبطالة وضعف الخدمات من كهرباء وماء مازال كما هو وأسوأ، اما التدخلات الخارجية السافرة فإنها تضيف للانتفاضة وقودا تستمده من أصالتها العراقية واستقلالية قرارها.

الجاليات العراقية، وعقب (البروفة) في الأول من تشرين الأول، وبعد أن شهدت بأم عينها حجم الخزين الثوري الهائل والكامن في الشعب العراقي والذي يشبه الدخان الذي يخرج من قمّة الجبل معلناً قرب انفجار البركان، مازالت تتطلع مثل أغلبية الشعب العراقي إلى التغيير الشامل وإقامة نظام ديمقراطي عادل يضمن الحياة الحرة والكريمة للعراقيين ويمنحهم أملا بالحياة والتقدم الذي يستحقه الشعب العراقي.

 *****************************************

ماذا أعدت وزارة التربية لتلاميذها بداية عامهم الجديد

خليل ابراهيم العبيدي

اليوم يلتحق الملايين من فلذات اكبادنا اليافعة، بعد انقطاع طويل جراء جائحة كورونا، بمدارسهم وهم فرحون على سجيتهم وبراءتهم المعهودة بيوم مثل هذا، وقد كان الأمل معقودا على وزارة التربية ان تستقبلهم أسوة بتلاميذ العالم بمدارس جاذبة جذابة، وأن تحول يومهم هذا إلى عيد كما جاء في كتاب قراءتي للصف الثاني الابتدائي في نشيد بعنوان مدرستي، وهو على لسان واحد من أولئك التلاميذ مرحبا بهذا اليوم وهو يقول:

أهلا بها مدرستي         أهلا بكل إخوتي        

 الله قد  علمنا            للخير قد أرشدنا

في عامنا الجديد        كأننا   في عيد        

نبني ونحمي الوطنا    فخيره يسعدنا

وكل عام نكبر             وأن نجحنا نفخر

كلمات امتزجت في ثناياها براءة الطفولة مع عذوبة اليوم الأول لبرعم صغير لا بد من ان تستقبله أسرة المدرسة بحفاوة تضاهي استقبال أبيه وأمه له لتعوضه عن لحظة فراقه الأول لهما ، وان تعد وزارة التربية مدارس تليق بمن سيكون وزيرا لها في المستقبل ، لكن كما هو معروف أن ما تقدمه هذه الوزارة لتلاميذها هو تحصيل الممكن بعد تعاقب إدارات فاشلة على وزارة التربية التي لم تخجل يوما من أن بعض مدارسها لا زالت طينية وان تلاميذ البعض الاخر يفترشون الأرض في عنفوان الشتاء وتحت رحمة الأمطار ، وهاهم أهالي خان بني سعد وهي مدينة لا تبعد عن مركز الوزارة إلا بمسافة 50 كيلومتر تقريبا  يشكوا أهاليها من قيام مديرية التربية باستئجار دار طينية لتحولها إلى مدرسة، بعد ان تم هدم مدرسة المدينة منذ سنين من أجل إعادة البناء ، أو ما نقلته صحيفة طريق الشعب بعددها الصادر يوم الخميس الموافق 21 تشرين اول، من أن أهالي حي الصياغ في محافظة المثنى يناشدون  مسؤولي التربية لإنقاذ أولادهم من احتمال سقوط  بناء المدرسة الآيل للسقوط، أو شكوى إدارات المدارس من التجاوزات على مدارسهم ومن العشوائيات التي انتشرت حولها أو المعامل والورش التي تثقل سمع تلاميذها وتعكر صفو تعليمها، والكثير والكثير من التشويه الذي أخذ تدريجيا يلحق بمنظومة التعليم التي كانت سابقا تعد الأولى من بين دول الشرق الأوسط وشمال افريقيا، والتقصير حكومي بحت فلقد كانت ميزانية وزارة التربية في موازنة عام 2021 على سبيل المثال لا تتجاوز ال 2،315 تريليون دينار من أصل 128 تريليون دينار، أي اقل من نسبة 2 بالمئة من إجمالي الموازنة العامة ، في حين أن الاردن الفقير يخصص ما يقارب 12،2 بالمئة من موازنته لعام 2020 لأغراض التعليم في هذا البلد العربي القريب من العراق ، هذا ونود أن نشير إلى أن بؤس التعليم الابتدائي والثانوي كان وراء تدني المستويات العلمية والمعرفية إلى حد تفشت فيه ظاهرة النقل والغش  وسرقة الاسئلة وتدني مستوى التصليح مما تسبب في تخرج أجيال لا تعرف حتى أصول لغتها العربية ، وكان للفساد دوره في وأد التعليم وجعل منه مادة تجارية تباع وتشترى في أسواق سوداء اضافة إلى انحراف واضح في السلوك الإداري التربوي الذي دفع بالبعض لنقل او إزالة هذه المديرة او ذلك المعاون لأسباب مادية بحتة،  أو أن وزيرا يقف في قمة وزارته وهو يتحين الفرصة تلو الاخرى لتمرير نجاح أخيه الفاشل دراسيا .

إن التربية الأساسية التي تتصدى لها وزارة التربية في العراق بحاجة ملحة للإصلاح على وفق معادلة إصلاح التعليم الاساسي = إدارة مدرسة صالحة + هيئة تدريسية ناجحة + إصلاح المناهج وأبعادها عن الفكر الطائفي + مدرسة جاذبة ومختبرات حديثة وتخصيصات مالية وأيد نظيفة تعمل على تحسين المناخ التربوي سيما وأن الاطفال بحاجة إلى عوامل مساعدة لتمكينهم من تلقي المواد بيسر وقبول. وتوفير مستلزمات النظافة والتنظيف وتعقيم الصفوف بما يؤمن سلامة التلاميذ، وأخيرا وليس آخرا، إبعاد وزارة التربية عن المحاصصة تلك التي كانت وراء كل ما أصاب هذا المرفق العتيد من سلبيات راح ضحيتها براعم العراق المحتفل تجاوزا بعيد دوامهم اليوم بعد انقطاع مرير، مناشدين وزارة الصحة بالعمل مع وزارة التربية من خلال المراكز الصحية التابعة لها بمساعدة المدارس على توفير كل أسباب السلامة وتجنب انتشار جائحة كورونا والسلامة الدائمة لأحبتنا التلاميذ بيومهم الدراسي الجديد.

 *****************************************

العراق ليس استثناء 

هذا هو المسار الديمقراطي 

لفته عبد النبي الخزرجي

التجربة الديمقراطية في العراق، مضى عليها أكثر من 18 سنة، وهناك خمس دورات انتخابية مرت على البلاد، وهناك خاسرون وفائزون، ولم نسمع عن الخاسرين أنهم رفعوا السلاح بوجه الدولة، رغم أن الانتخابات السابقة كانت تعج بعمليات التزوير الفاضحة، لكن الخاسرين قبلوا بها ولم يهددوا المفوضية وجهازها الاداري، وانما قدموا طعون الاعتراض على نتائج الاصوات التي حصلوا عليها بشكل قانوني ومسار سلمي دون أن يعرضوا الساحة الوطنية لخطر الانزلاق نحو حافة الهاوية.

وحيث أن الجميع قد اجتمعت ارادتهم على النظام الديمقراطي والتداول السلمي للسلطة والقبول بمخرجات العمل الديمقراطي السلمي المستند إلى القانون والمؤسسات الدستورية، فلابد أن تتجه الإرادة السياسية نحو الإيمان بالمسار الديمقراطي وتعزيز دوره في ترسيخ القانون واحترام النتائج والمخرجات التي تطرحها الانتخابات في إطار الديمقراطية، بما يتناسب مع موقع العراق الحضاري وعمقه التاريخي في امتلاكه أول شريعة قانونية عرفتها الانسانية، في زمن التخلف والحكومات المستبدة والمستندة للسيف والظلم والجبروت.

إننا أمام تحد كبير وهو يضعنا في خانة الشعوب التي تسعى لترميم وضعها الداخلي وسط  أكوام من المشاكل والتحديات والصعوبات ،  وهو ما يشكل أبرز التحديات في وضع سياسي مأزوم ومتوتر ، وليس هناك ما يشير إلى أن القوى التي تعرضت لعقوبة في هذه الانتخابات، من خلال إعراض المقترعين عن منحهم أي فرصة للعودة لنظام التحاصص وتقاسم النفوذ ، ولابد أن يفهموا اللعبة الديمقراطية ومساراتها ، ويتخلوا عن سياسة لي الاذرع والابتعاد عن العودة لنظام التوافق ، وهو النظام الذي حكم البلاد أكثر من 18 عاما ولم يقدم لشعبنا سوى مزيد من الفساد ونهب المال العام والتراجع في التربية والتعليم وعدم احترام الدستور ، وسوء الخدمات والبطالة والقائمة تطول .

لذلك فنحن نرى أن سياسة التوافق سياسة عفا عليها الزمن ،وهي كانت طريقا للتخريب ولم تقدم للبلاد والعباد سوى التراجع الخطير في جميع المجالات ، فقد توقفت آلاف المصانع ، وتعطلت الزراعة ، وتضخمت دوائر الدولة بالبطالة المقنعة، بينما نحتاج إلى دوائر نظيفة من الفاسدين، لتكون على مقربة من المواطن، وأن تتراجع الهويات الفرعية لصالح المواطنة العراقية وهوية الوطن، وان نشهد تقدما في بناء المدارس لاستيعاب الأعداد الكبيرة التي يشهدها كل عام دراسي جديد ، حيث تؤكد احصاءات وزارة التخطيط على أن أعداد الطلبة الجدد  تزيد على نصف مليون طالب ..وهو ما يرسخ القناعة بأن المدارس المتهالكة أصبحت غير قادرة على استقطاب هذه الأعداد التي تتوسع سنويا .

ولذلك فلابد من حكومة موالاة ومعارضة، لتصحيح المسار الديمقراطي، ومراقبة السلطة التنفيذية وأداء مجلس النواب وتشريع القوانين المعطلة، ورسم سياسة تحرك عجلة الصناعة وتعمل على امتصاص البطالة، وتحقيق العدالة الاجتماعية.

كما نحتاج إلى حكومة تستطيع أن تمنع الفاسدين من التلاعب بأموال وثروات البلاد، وتكرس القانون والنظام والمؤسسات، وتضع البلاد على سكة الإصلاح والتغيير والبناء. وتحاسب قتلة المتظاهرين، وتقدمهم للقضاء لينالوا جزاءهم العادل.

 ******************************************

الصفحة العاشرة

كيف أعاد ريموند ويليامز تعريف الثقافة

لولا سيتون

حين خطف الموت المفكر والكاتب الاشتراكي ريموند ويليامز فجأة قبل الأوان في كانون الثاني 1988 في سن السادسة والستين امتلأت مراثي الفقيد بعبارات الإعجاب الشديد. فقد قال روبن بلاكبيرن في مقال نشر في مجلة نيو ليفت ريفيو إن اليسار البريطاني خسر “صوته الأكثر صدقية وثباتا وراديكالية” وفجعت الثقافة بفقدان “ناقدها الأكثر فطنة”. وفي حفل تأبيني جرى مساء في العام التالي قال المنظّر ستيورات هول للحضور عن ويليامز “لا شك أنه من وجهة نظري أهم ناقد ومؤرخ ومنظّر ثقافي لفترة ما بعد الحرب”.

جرى الاحساس بفداحة الخسارة أيضا من وجهات نظر شخصية غير عادية. ففي حفل التأبين الذي أقيم في 1989 برئاسة هول، قالت المحللة النفسية والنسوية الاشتراكية جولييت ميتشيل إنها ما تزال مصدومة من وفاة وليامز: “ذلك أن ريموند بالنسبة لي يمتلك أهمية أسطورية تقريبا. أما أعماله فما تزال حاضرة”. كولن مكابي، الذي عرف وليامز جيدا في السبعينيات، وهيلاري وينرايت التي التقت بوليامز أثناء عملهما المشترك في الجمعية الاشتراكية في الثمانينيات كلاهما تحدث عن قوة “حضور” وليامز. وكان بالنسبة لتيري إيغلتون، صديق وليامز وطالبه السابق وزميله في قسم اللغة الإنجليزية في كامبردج (حيث درّس ويليامز من 1961 إلى أن تقاعد في 1983)، “شخصية أب في معظم الأحيان، ليس لي فقط. كان أبويا جدا، بمعنى ما”.

نشأت السلطة الأخلاقية لأعمال وليامز الفكرية والارتباط العاطفي الذي ألهمته من ضغوط حياته والالتزام السياسي لكتابته. وأشار فرانسيس مولهيرن محرر ويليامز في منشورات نيو ليفت بوكس (فيرسو الآن) بعد موته إلى “المشاعر القوية لفرد مفكر وشاعر ومتحدث” والتي تكمن وراء كلماته. وأسرّ لي إيغلتون بأنه “كان اشتراكيًّا من النوع الذي عاش حقيقة معتقداته على مستوى حياته الشخصية”. وفي 2018 قال إيغلتون راثيا إنه بعد ثلاثة عقود من وفاة ويليامز “تراجع تأثيره إلى حد كبير”.

احتوت طبعة 1979 من المقابلات المهمة مع ويليامز الصادرة تحت عنوان “سياسة وآداب”، والتي هي نوع من السيرة الذاتية الشفهية، على مقدمة استهلت بالإشارة إلى عدد قراء ويليامز الكبير وإلى أنه يحتل “موقعا فريدا بين الكتاب الاشتراكيين في العالم الناطق بالإنجليزية”. لكن مقدمة جيوف داير للطبعة الجديدة من الكتاب في 2015 أشارت إلى “التقلص المتواصل والتدريجي لميراث وتأثير كانا جليّين”. وعلى عكس الكاتب الاشتراكي جون بيرغر الذي كان شبه معاصر له وشوهدت كتبه في احتجاجات حركة “احتلّوا” بدا ويليامز كأنه “الأثر القديم القيّم من بريطانيا متلاشية ما قبل تاتشرية”.

صحيح أن وليامز بدا نوعا ما من الطراز القديم، فقد وصفه إيغلتون بأنه يشبه “سيدا من العالم القديم”، يرتدي سترة من النسيج الصوفي الخشن ويدخن غليونا بيد أن المقارنة ليست دقيقة، ذلك أن بيرغر عاش حتى عام 2017 بينما توفي ويليامز حين كانت تاتشر ما تزال على رأس السلطة والاتحاد السوفياتي ما يزال قائما.

إذا بدا ويليامز بعيدا عنا فليس السبب أنه يتحدث من عالم مختلف ومتلاش فحسب، بل أيضا الطريقة الخاصة التي أصّل بها أعماله في ذلك العالم. فقد كان انخراطه النقدي في الثقافة الإنجليزية “الرسمية” متأصلا بشكل مثابر في عناق للتجربة المعيشة: ذلك أن تجربته الحياتية ألهمت استقصاءاته الفكرية المتبحرة في الثقافة وحفّزتها. وكان مشروع ويليامز، كما كتب إيغلتون في 1976، “نتاجَ الحياة وليس مجرد نتاج فترة حياة، كانت أعماله تستند إلى تجربة فرد تاريخي”. ثمة مفارقة تكمن هنا في الطريقة التي يمكن أن تجعل بها تجربته الحياتية وسيرته الذاتية كتابته تبدو نائية عنا فيما يتراجع العالم الذي حدثت فيه.

بدأت الحياة التي ارتبطت بها أعماله بهذه الطريقة منذ 100 سنة في باندي، وهي قرية زراعية تقع في جنوب ويلز قرب الحدود مع إنجلترا. كان جدّا وليامز عاملين في مزرعة، وعمل والده في السكك الحديدية كعامل إشارة وانخرط بقوة في سياسة الطبقة العاملة. ولم يكن وليامز قد بلغ سن الخامسة حين فُصل والده من العمل لمشاركته في الإضراب العام في 1926. ورغم أنه أعيد إلى عمله فقد كان هذا حدثا أثّر في ابنه الذي تخيل بعد عقد الحادثةَ في روايته الأولى “بلد الحدود” (1960). “نبدأ بالتفكير في المكان الذي نعيش فيه”، كتب ويليامز مرة، وواصل المشهد الطبيعي للجبل الأسود لشبابه إحداث تأثير عميق فيه.

تشكّل الطبقة العاملة الريفية المترابطة نقطة مرجعية دائمة في أعماله ومصدرا لتشديده طيلة حياته على التضامن والجماعة. وساهمت هذه النقطة أيضا في تكوين موقفه النقدي من الثقافة الإنجليزية الرسمية خاصة كما صادفها في كامبردج في البداية كطالب في كلية اللغة الإنجليزية.

في كتاب “سياسة وآداب” يروي ويليامز قصة طريفة عن محاضرة حضرها للناقد النخبوي إل. سي. نايتس الذي يعد من أتباع ليفيس: “حين قال نايتس إنه لا أحد قادر الآن على فهم المعنى الذي يقصده شكسبير من كلمة جار لأنه في حضارة ميكانيكية فاسدة لا يوجد جيران، نهضت وقلت: أعرف بشكل جيد جدا من حياتي في ويلز ما الذي تعنيه كلمة جار”.

ثمة تقليد نقدي يقول إن “قارئا مدرَّبا” ينبغي أن يستبعد تجربته الذاتية حين يتعلق الأمر بدراسة المواضيع الثقافية وخاصة المقدسة كمسرحيات شكسبير. لكن استحضار ويليامز المعتاد للسيرة الذاتية شكل جزءا من جهد لم يتوقف لتطبيق قيمه على جميع مجالات حياته وعمله سواء كانت رتيبة أو أكاديمية رفيعة. وحين ناقش عدم ذكر العمال العاديين في قصائد البيت الريفي في كتاب “سياسة وآداب” سأل ويليامز: “إذا لم أشعر بإهانة حقيقية من إغفال بين جونسون لذكر العامل في قصيدته فما معنى انتمائي الآن للعمال؟ إذا لم تشعر بالإهانة من هذا التعتيم التقليدي فما هو معنى التضامن إذن؟”.

حين وصل إلى كامبردج في 1939 بعد أن حصل على منحة دراسية في كلية النحو في أبرجافيني، انخرط ويليامز في الجماعة الثقافية للجناح اليساري التي كانت موّارة بالحياة وانضم إلى النادي الاشتراكي وإلى الحزب الشيوعي. وأثناء تلك الفترة التي اتسمت بحيوية كبيرة للنشاط السياسي (وربما بدرجة من الإهمال الأكاديمي) التقى بزوجته المستقبلية جوي دالنغ التي كانت طالبة في كلية لندن للاقتصاد والعلوم السياسية التي أُخليت ونُقلت إلى كامبردج عند نشوب الحرب. جُند في 1941 في نهاية عامه الثاني وبعد كثير من التدريب والانتظار شارك وليامز في عملية الإنزال في النورماندي في 1944 وقاتل في فوج مضاد للدبابات ساعد في تحرير بروكسل. عاد إلى كامبردج بعد الحرب التي كانت تجربة “مريعة” ومخيفة قوّت ميوله السلمية (رفض استدعاءه للخدمة في كوريا في الخمسينيات) واستأنف وليامز دراساته المتقطعة بتعصب جديد، وكتب أبحاثا حول جورج إليوت وهنريك إبسن (الجنود السابقون أُعفوا من الامتحانات). وبعد التخرج في 1946 التحق بتعليم الكبار. قضى 15 سنة من عمره كمدرس للرابطة التربوية للعمال، يدرّس مساء ويكتب بانتظام حديدي في الصباحات. باستثناء فترة قصيرة عمل فيها كأحد محرري المجلة قصيرة العمر “بوليتكس آند ليترز” (التي أخذ منها كتاب 1979 عنوانه)، عمل وليامز على نقده خارج الجامعة وفي نوع من العزلة البطولية في أواخر الأربعينيات والخمسينيات وتتوج هذا بكتابه الرائد “الثقافة والمجتمع” (1958). ومن خلال سلسلة من القراءات الهادفة لأعمال مفكرين اجتماعيين إنجليز من إدموند بيرك إلى توماس كارلايل، ومن ماثيو أرنولد إلى ت.س. إليوت، طوّر وليامز مفهوما للثقافة أكثر شمولا من التقليد الرجعي المهيمن. كانت الفكرة النخبوية لأولئك الكتاب عن الثقافة بحسب ويليامز رد فعل على “الميول التفكيكية” للتصنيع.

كان ويليامز يكتب هنا ضد الناقد المؤثر ف. آر. ليفيس الذي آمن بأن الثقافة الرفيعة لأقلية محاصرة هي آخر ملاذ للقيم المتحضرة المنقذة من القوى الفوضوية المنحطة للحداثة الصناعية والمجتمع “الجماهيري”. كانت وجهة نظر ليفيس عن الحداثة الصناعية بسيطة جدا كما قال وليامز، فقد تجاهل مثلا المكاسب التي حققتها الطاقة البخارية والطاقة الكهربائية. وكان حنينه إلى الماضي في غير محله: لم يكن العدو هو النزعة الصناعية بل الرأسمالية. ذلك أن وليامز الذي رأى وعدا لا سببا لليأس في وسائل الاتصال الشعبية الحديثة (التلفزيون والراديو والفيلم) اعتقد أن ما أفسد الجماهير ليس وسائل الإعلام الجديدة بل الانقسامات الطبقية وسوء توزيع الثروة الناجمين عن دافع الربح والملكية الخاصة.

لم تستهدف مقاربة وليامز الجديدة للثقافة ليفيس فحسب بل استهدفت أيضا نوع الماركسية السوقية التي اختزلت الثقافة إلى مساعد للاقتصاد. وعلى غرار الماركسي الإيطالي أنطونيو غرامشي عرّف وليامز الثقافة كحقل جوهري فيه يُعَبَّر عن القوة وتُجرَّب وتُجادل. وكما قال: “تحافظ طبقة معينة على هيمنتها الجوهرية في المجتمع ليس فقط من خلال القوة، وإن كان هذا ضروريا، وليس فقط من خلال الملكية، وإن كان هذا دائما. تحافظ عليها أيضا وبشكل حتمي من خلال ثقافة معيشة: من خلال التشبع بالعادة والخبرة والنظرة”.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ترجمة أسامة إسبر عن مجلة “نيوستيسمان”

موقع “جدلية” – 16 أيلول 2021

 ********************************************

عن المساواة

فريدة النقاش

يري بعض الذين يختزلون مبدأ المساواة في القوانين وحدها أن هناك تزيدا من قبل المدافعين عن حقوق النساء والذين يرون ان البشرية لم تقطع كل الطريق بعد في اتجاه انعتاق النساء وتحررهن. واتهمنى اصدقاء بالمبالغة في الدفاع عن النساء والانحياز لهن وعادة ما كنت ارد بأن الطريق لايزال طويلا لتحقيق ما تحلم به نساء ورجال يؤمنون بأن المساواة حق اساسي من حقوق الانسان غير القابلة للتصرف كما يقول اللغويون.

ورغم أن البشرية قطعت شوطا طويلا في ميدان الثقافة بخاصة نحو تعميق مفهوم المساواة وتوسيعه فى كل المجالات, فماتزال قضية تحرير النساء واستقلالهن موضوع جدل واسع في كل انحاء العالم تقريبا.

وكنت حين بدأت العمل بالصحافة اعتقد- دون نقاش- ان تحرر المرأة الاقتصادي هو الركيزة الأساسية لتحررها الشامل, الي أن علمتني التجربة أن القضية اعمق كثيرا جدا من ذلك, اذ تصادف ان عرفت نساء يشغلن وظائف مرموقة ذات اجور عالية الا ان نظرتهن لأنفسهن لا تختلف كثيرا عن نظرة جدتي التي علمتنا المثل القائل “ضل راجل ولا ضل حيطه”. وهو المثل الذي تعتقد بصحته حتى الآن ملايين النساء.

وكما يقولون فإن التعليم في الصغر كالنقش على الحجر, فإن أحد اسس التعليم التى تلقيناها جميعنا تقريبا من الحياة  ومن أسرنا تحديدا هي تفوق الذكر على الانثى, ولاتزال الاسر التي تنجب البنات دون الصبيان منكوبة في نظر البعض أو على الاقل تستحق الشفقة.

وفي اطار التشهير بمبدأ المساواة نشأت فكرة المرأة المسترجلة, وهي نمط مكروه من النساء لأنها تتشبه بالرجال, وهو موضوع عالجته السينما الوطنية والعالمية كثيرا, ومازال حتى الان يثير الجدل كلما دار النقاش حول حقوق النساء.

وناضلت المنظمات النسوية والحقوقية طويلا- ولاتزال- من اجل ادراج حقوق النساء في المنظومة العالمية لحقوق الانسان, وهو ما استجابت له الامم المتحدة والمنظمات العالمية الاخري. كما اخذت الدول تستجيب بالتدريج.

وتري نساء كثيرات- في كل انحاء العالم- انه برغم كل النجاحات التي جرى تحقيقها فلايزال الطريق طويلا, اذ تعلمت البشرية من كل تجاربها ان التغير المادي في وسائل الانتاج, وما انجزه الانسان من تقدم هائل فى مجال العلم والتكنولوجيا لم يواكبه تقدم مشابه فى مجال الثقافة والوعي. وهي قضية معقدة ينشغل بها كل من علم الاجتماع وعلم النفس.

ونذكر في هذا الصدد انه حين ظهور مصطلح الذكورية اثار جدلا واسعا في الاوساط العلمية, وفي اوساط حركات التحرر على مختلف منطلقاتها وغاياتها حتي ان البعض استنكره الى ان اثبتت تجارب البشر انه تعبير دقيق وواقعي عن حالة ثقافية شائعة في كل المجتمعات تقريبا طالما قال البعض ان الزمن سوف يعالجها.

لكن المراهنة على مرور الزمن وحده تنطوي على قدر من الكسل العقلي, ولمواجهته علينا أن نبحث الموضوع من كل زواياه.

وقد اعتادت بعض المنظمات النسائية والحقوقية على فصل قضايا النساء عن قضايا المجتمع الاشمل الى ان عرف الجميع بعد ذلك – عبر العلم والتجربة- ان كل الاشياء مترابطة, وانه سيكون من المفيد للنساء الباحثات عن الحرية أن تندرج قضيتهن ضمن اطار حقوقي وانساني اشمل, وهو ما تتجه له غالبية المنظمات النسوية والحقوقية التي تدرج حقوق النساء ضمن اولوياتها علي الصعيد العالمي, طالما تطلعت المدارس الاشتراكية على اختلاف مناهجها ومنطلقاتها الي ادراج حقوق النساء ضمن اولويات الحقوق التي تدعو اليها وتدافع عنها, وان كانت قد جاءت للاعتراف متأخرة.

وعلى هذا الطريق الطويل وقعت بعض الاخطاء, لكنها لم تعطل المسار المتجه عامة الى التقدم. اذ نشأت بعض الافكار المتطرفة التي نادت بالتفوق العقلي وحتى الجسدي للنساء, وتبارت مع الافكار الذكورية حول افضلية جنس على الاخر, الى أن وصلت بعد ذلك الى المفهوم الاشمل للمساواة. ومضمونه الانساني الاعمق.

وحين اعتدلت الامور بعد تعثر اخذت الصورة المنطقية تشق طريقها الى الوعي الانساني, فمع التقدم العلمي والتكنولوجي والثقافي تكشفت للنساء قدراتهن وطاقاتهن التي كانت ثقافة التمييز – عبر العصور - قد لوثت بها الضمير الانساني.

ورغم كل التقدم الذي احرزته البشرية على هذا الطريق فماتزال تنشأ افكار ومدارس وحركات اجتماعية تسعي الى الاطاحة بمفهوم المساواة استنادا الي الدين حينا وحتى الى العلم, وهو ما يدلنا علي ان طريق التغيير الثقافي هو اطول واكثر تعرجا من اي طريق آخر.

ولكن هذه الحقائق كلها لا تنفي ان الانسانية تتقدم بانتظام على طريق التخلص من كل اشكال التمييز وأثاره وفي اتجاه المساواة.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

“الأهالي” – 27 تشرين الأول 2021

 *********************************************

فلاسفة ومفكرون.. أفلاطون (428/427 – 347 ق.م)

اعداد: د. صالح ياسر

فيلسوف مثالي يوناني وتلميذ لسقراط ومؤسس المثالية الموضوعية ومؤلف اكثر من ثلاثين محاورة فلسفية. وأفلاطون بتحديده للنظرة المثالية للعالم حارب بفعالية التعاليم المادية في ذلك الوقت.

ولكي يتمكن من تفسير الوجود أنشأ نظرية عن وجود الصور الخالدة للاشياء التي سماها «المثل» او الافكار. ووحد بينها وبين الوجود، ووضع في مقابل «المثل» العدم الذي وحده بالمادة والكون.

وفي رأي أفلاطون ان العالم الحسي الذي هو نتاج «المثل» و»المادة» يشغل مكانة متوسطة. ووضع أفلاطون بين «المثل» والاشياء المحسوسة الموضوعات الرياضية التي يمكن احرازها بالمعرفة العقلية. ومنهج المعرفة هو «الجدل» الذي فهمه أفلاطون على انه عملية مزدوجة: الجدل الصاعد بالطلوع من المفاهيم العامة الى ارقاها، والجدل الهابط بالنزول مرة اخرى من اشد التصورات عمومية الى اقلها تعميماً.

لقد كان أفلاطون ممثلاً للارستقراطية الاثينية، وتصور تعاليمه عن المجتمع دولة ارستقراطية مثالية قاعدتها العمل العبودي (محاورة القوانين) والدولة يحكمها «الفلاسفة – الحكام»، ويحرسها الجنود أو «الحرس». ويأتي بعد هؤلاء المواطنون الاحرار «الحرفيون «.

والدولة الخيالية التي رسمها افلاطون هي حسب تعبير ماركس التمثل الاثيني لنظام الطبقات المغلقة في مصر. وقد لاحظ ماركس ان أفلاطون قد فهم فهما تاماً دور تقسيم العمل في تكوين المدينة – الدولة. وقد لعبت تعاليم أفلاطون دورا هاما في التطور اللاحق للفلسفة المثالية.

 ****************************************

الصقحة الحادية عشر

صورة انسانية فذة

 

على الرغم من اصابته بالغازات السامة في مدينة ادلب السورية وتعرضه للعوق، حمل طفله المعوق هو الآخر، فرحاً ببقائه حياً.

هذا الذي دمرت حياته الحرب.. منذر النزال وابنه مصطفى. التقطت لهما صورة حية، فكانت الأفضل من بين آلاف الصور الفوتوغرافية التي شاركت في مسابقة عالمية جرت في إيطاليا، فكانت الأولى لتجسيدها وضعاً انسانياً متفائلاً جديراً بالانتباه.

*********************************

بلغات الشعوب.. المؤامرة على المارد

جابريل جوسيبوفيتشي

ترجمة: جودت جالي

صدرت نداءات التجمع ظهرا. تجمعنا تحت إمرة “الرجل الرائع”. جرى في كل مطبخ إنتزاع “الدليل” من الحيطان. تبين عند التفتيش بأن “عُدتنا” على وفق النظام وأننا جاهزون ﻟﻟــ “تنفيذ”. كنا نتحرق شوقا، وقد تدربنا جيدا وتجهزنا جيدا وحظينا بقيادة جيدة، الى “اليوم الكبير”. سرنا، سرية سرية، على شكل رتل مفرد، خلال “الغابة”، ملازمين دائما أسفل “الجبل”، وملتقين أخيرا عند “الأرض مقطوعة الشجر” حيث يستلقي المارد مستغرقا في النوم. مددنا “حبالنا” و أخرجنا “أوتادنا” من دون أية كلمة، لأننا نعرف ما يتوجب عمله، ، وكُلفت سرية ﺒـ “الرأس” فيما كُلفت أخرى ﺒـ “الأكتاف” وهكذا وصولا الى القدمين. كُلفت سريتنا بالقدم اليسرى والكاحل. تنفس العملاق بعمق وثبات وصدره يرتفع وينخفض مثل جبل عال فوقنا. كان الهواء، بينما نحن نشرع بالعمل، ثقيلا بأنفاسه.

تقدم العمل بسرعة. جرى “فرز” بعضنا وأُمروا بالتسلق الى الصدر جاذبين “الحبال”، ومن ثم رميها للذين ينتظرونها في الجانب الآخر، وتم فرز آخرين ليشعلوا نيرانا للحام الأغلال، وآخرين ليجعلوا رؤوس الأوتاد حادة، وآخرين  ﻟـ “مطبخ الميدان”. عملنا للمدة التي تتطلبها المهمة فلا مجال للراحة أو التأجيل، وحالما اكتملت أعدنا “تشكيلنا”، و “سددنا السلاح”. عمَّنا شعور بالإرتياح عظيم فلم نعد عبيدا للمارد، ولم نعد مساقين برغبات لا يمكن إشباعها، بالأحلام والفنطازيات المستحيلة، سنكون أخيرا أحرارا لنكون أنفسنا، وقد تم مسبقا التخطيط للإحتفالات. رفعت “الأمهات” الرايات فيما نجر النجارون “الدواليب”، وفي الأشجار أخفيت “الفوانيس” بانتظار أن تعود الحياة الى العالم. في مطابخ البلدية تمت تهيئة “الديك” ليشوى و “السمكة” لتقلى، وكانت الحلوى تُخرج من الأقبية، حيث تم إبقاؤها باردة خلال سني عبوديتنا.

لكن فجأة، تنحنح المارد، وتوقف عن التنفس أنفاسه المنتظمة العميقة. إزداد الجو هدوءه، ووُجه أمراً لكل من كان يعمل عليه أن ينسحب. فتح عينيه على سعتهما وحاول أن يتحرك ولكنه وجد أنه لا يستطيع. بلغت قلوبنا الحناجر. التفت المارد الى جهة ثم التفت الى الجهة الأخرى. من كان منا في الجهة اليسرى رأى عينه اليسرى مفتوحة، على وسعها، ينظر الينا مليا، ثم وببطء، انتصب ونفض عنه أغلاله، وعمَّنا شعور بالإرتياح هائل كما لو أننا كنا ننتظر أن يفعل هذا بالضبط، وكأن المؤامرة وتنفيذها لم تكن سوى، تمثيلية حزورات، أو طقسا لم نعد نملك مفتاحه، وهكذا أصبحنا من جديد عبيدا للمارد، وكان ارتياحنا، وأكاد أقول سعادتنا، ملموسة للجميع.

*مصدر القصة Heart’s Wings & other stories

GABRIEL JOSIPOVICI* ولد سنة 1940 في باريس لأب روسي-ايطالي وأم رومانية مشرقية. عاش في مصر للفترة 1945-1956 . أستاذ جامعي في بريطانيا حتى 1998. لديه ثلاث مجاميع قصصية و أكثر من اثنتي عشرة رواية، وفي 2001 نشر سيرة أمه الشاعرة ساشا رابينوفيتش.  

 ****************************************************

في السرد اللا زمني اسماعيل

ابراهيم عبد

عندما انضج العلماء والمفكرين , ممن اختصوا بالعلوم السردية , صارت مفاهيم  السرد وبيئته واضحة , كالزمن واللازمن , لذا يمكننا متابعة الطبيعة الفنية الغنية لأثر السرد اللازمني وتجاوز التعريف بالمبادئ والمفاهيم المصنفة له. ان بيئة السرد اللازمني ما تزال غير واضحة المعالم بسبب الاختلاف الكبير بين علماء السرد حول ماهية السرد ونظريات النقد السردي .

لدي هنا محاولة لفهم لا زمنية السرد , اود تقسيم  الفهم فيها الى :                      

لازمن الكتابة : اننا عند ملاحقتنا للفهم , لما يخص القص , سنلاحظ بأن هناك  ما ينعكس من المأثور الاجتماعي الى النص القصصي , وهنالك ما سيغيب زمن الفعل ليصير واقعاً لا زمنياً , أي يمكن ان ننسبه لأي زمن نشاء , إذ ان الجملة السردية لن يكون لها زمن , ولا طفولة لزمنها كذلك , ولا يمكن اعادة زمن حدثها او العودة إليه بأي وسيلة , ولن يؤلف ملاذاً فنياً راكزاً . ثمة وجود لكتابه عن بطل كاتب لن يمت , يعيش حياة طويلة .                   

ونتيجة للاستحالة ثبوت فعل السرد اللازمني , يكون الفعل الأهم هو التذكير بتوقف الزمن على لحظة لا زمنية , ليس لها ماضٍ ولا حاضر ولا تكهن مقنع للمستقبل .                تُرى ما الغرض من جمل السرد اللازمني هذا؟ . نرى انه يحقق الآتي :      

1 ـ بث تراكيب جملٍ لها وعي ثقافي جمالي ممتع .    

2 ـ التأكيد على المحتوى الباراسيكلوجي المعتم للسرد .   

3 ـ اثبات بان القول القصصي يقترب من حكمة الفلسفة العدمية .

4 ـ يجد الكاتب ـ بلذة الكتابة ـ عبوراً لحاجز الخوف من موت المؤلف .                                        

* ان القص اللا زمني يعطي للفعل السردي طاقة تهديم المنطق بتخصيب المرويات الهامشية للعلاقة الأهم في منطق القراءة , اي المتعة المطلقة .

لا زمنية القراءة : نرى ان لا زمنية الكتابة وَفَرَّ للقراءة خصوصية المتعة المطلقة لما نسميه بـ (التلقي العام) . أي ان قراءة المتعة هي التي يقوم بها الجمهور , وفيها يكون التلقي حراً والمتعة مطلقةً . يمكننا جس طبيعتها بالآتي :  

1 ـ لقراءة المتعة المطلقة أهمية دلالية تقع بين النص الرصين والقُرّاء الكثيرين , متوسطي الثقافة , فضلاً عن فصائل المتلقين الشباب والموظفين وباعة الصحف , ومديري دور النشر , والقراء عابري التخصص! .. الخ ..

2 ـ أولئك مساهمون في خلق ثقافة الروي القصصي دون التخطيط للثراء الريعي                ولا للتسويغ السوقي .

3 ـ ان علاقة (اللازمن النصي) تبني جسراً قويماً سليماً بين الذائقة العريضة للقراء والجودة الحاذقة للكاتب , عبر التبادل المعرفي للاختلاف في الفهم .

4 ـ قد تكون قراءة التخصص متأثرة بنظريات القراءة الشائعة , وما ان تمس هذه النظريات بما يخرج عن توصيفاتها حتى يعدّه النُقّاد عملاً قليل الأهمية .

* لا زمنية قُرّاء المتعة المطلقة , أُولئك! تبيح حرية تجاوز النظريات نحو الفعل والنفع المعنوي , انما فعلهم هو التأثر المنحاز للإنجاز الانساني .  

* وقد تتعاضد زمنية الاتجاهين ليؤلفا لا زمنية الأثر . 

لا زمنية الأثر : حين يناور الكاتب بأدواته فأنه يحاول تغيير زوايا رصد الصورة القصصية . ولان الصورة مبنى مقيد بمشد هيكلي لنوع معين من  الدلالات , لذا فلن يتغلب على مقيداته الصورية إلّا بثنائية (الوعي ، ووعي الذهال) , وفي كلا الحالين فأن نمواً رحمياً يتمدد في حاضنة الإيقاع اللا زمني ، خاصة من زاوية دراما الحدث المتحرك في سجال ((صراع)) ذاتي مع العالم او مع الأشياء المحيطية بالفاعل . هذا السجال الذهني ساعة زمنية مفتوحة اللحظات , ضمن سياقات سردية نصية متوافقة متقاطعة , بحسب متطلبات لحظة القراءة .

ان ظرف القراءة قد يتيح للقارئ اعتبار القص نبوءة دراماتيكية تميل لتكوين ذروة تكامل سردي يدعو  الى خواتيم تتوزع على جسد الأثر النصي عبر فواصل أو سواكن درامية غير مقصودة . اما الأحداث ـ المفترض سرديتها- فقد هيأت الفهم ليفسح مجالاً حيوياً لصدام الوعي بين المنتج والمتلقي , بان يوفق بين أجزاء الصورة القصصية وايقاعاتها الدلالية .

* ان لا زمنية الأثر تتأتى من خلوده في وجدان قارئه .

 **********************************

حُرّاسُ الأَبـديـة

سعد جاسم

الشهداءُ

نزيفُ الارضِ

الشهداءُ

قناديلُ السماواتْ

* * *

الشهداءُ

قلوبُ الآباءِ والأُمَّهاتْ

والشهداءُ

 دموعُ اليتامى والأَرملاتْ

* * *

الشهداءُ

شهودُ الحروبِ والهزائمْ

الشهداءُ

رواةُ المسكوتِ عَنْهُ

والتاريخِ الدمويِّ الكاذبْ

* * *

الشهداءُ

ليسَ هُم القَتلى المَغدورينْ

الشهداءُ

هُم الذينَ يرثونَ الأَرضَ

وجنائنَ اللهِ الموعودة

* * *

الشهداءُ

ليسوا خونةً

الشهداءُ

ضمائرُ أَوطانٍ

وشعوبٍ مقهورة

* * *

الشهداءُ

نزيفُ الذاكرةِ

وقرابينُ البلادِ المهدورة

* * *

الشهداءُ

هُم الخالدونَ الابديونْ

ونحنُ ضحايا الطُغاةِ

والخوفِ والقهرِ والجنونْ

******

في الشرقِ النائمْ

والمظلومِ والظالمْ

الشُهداءُ مُجرَّدُ أَمواتْ

وفي فراديسِ السَمَواتْ

هُمْ ملائكةُ الحكمةِ والرحمةْ

وهُمْ جنودُ اللهِ والقياماتْ

* * *

الشهداءُ

ليسوا ضحايا التُرابِ والخَرابِ

 وأَوهامِ وحماقاتِ الجنرالاتْ

الشهداءُ

حُرّاسُ خزائنِ السماءِ

وبُسْتانيو فراديسِ الأَبديَّة

 ********************************

بين بعقوبة والسليمانية .. قريبا.. أول مهرجان دولي للمسرح الصامت

بعقوبة - طه رشيد

بمبادرة من مؤسس “فرقة مسرح ديالى” ورئيسها، المخرج الرائد سالم الزيدي، وبالتنسيق مع “بيت المسرح” في الاتحاد العام لأدباء وكتاب العراق وجمعية الفنون الجميلة في السليمانية، ينطلق يوم الأحد 7 تشرين الثاني الجاري أول مهرجان مسرحي دولي صامت (بانتومايم) في العراق.

المهرجان الذي من المقرر أن تتوزع عروضه بين ديالى والسليمانية، جاءت فكرته من مدينة بعقوبة، التي كانت قد احتضنت ثلاثيا مسرحيا مميزا تربطه علاقة تجمع بين الصداقة والإبداع، وهو يتألف من المخرج سالم الزيدي والكاتب المسرحي الراحل محيي الدين زنكنه فضلا عن الكاتب والفنان المغترب صباح الأنباري، الذي اشتهر بنصوصه المسرحية الصامتة، والذي تقرر تكريمه في هذه الدورة من المهرجان.

وستحمل الدورة اسم الراحل زنكنه، الذي عاش طويلا في بعقوبة، ولم يغادرها إلا بعد أن تعرض للتهديد من قبل الإرهاب، ليضطر إلى قضاء بقية أيامه في السليمانية، حتى رحيله عام 2010.

عن مغزى إقامة المهرجان قال المخرج الزيدي لـ “طريق الشعب”، أنه يتأتى من كون المسرح الصامت “أكثر الأساليب المسرحية تأثيرا على العلاقات الإنسانية، حيث يعتمد على لغة الجسد والحركات التعبيرية في إظهار المشاعر”.

وأشار إلى أن المهرجان “ يقام لأول مرة بالشراكة بين محافظتين عراقيتين، ما يؤلف توأمة إبداعية، ويشكل بعدا وطنيا يهدف إلى الترويج للمحبة والتسامح”.

وأوضح أن المهرجان سيكرم الفنان والكاتب صباح الأنباري (البعقوبي المنشأ) لكونه رائدا من رواد المسرح الصامت عراقيا وعربيا.

واشار الزيدي الى تشكيل لجنة تحضيرية وأخرى لاختيار النصوص المشاركة، ولجان اخرى، مبينا أن 10 مسرحيات ستعرض في المهرجان.  

وأضاف أنه سيتم تكريم مجموعة من الفنانين الرواد على هامش المهرجان، كما أن هناك جوائز وشهادات تقدير للأعمال الفائزة في مسابقات المهرجان ولبقية المشاركين.

وسيقام حفل افتتاح المهرجان في بعقوبة، حيث يقدم عرضان مسرحيان، لينتقل المهرجان في اليوم ذاته إلى السليمانية، حيث يكمل بقية العروض التي ستستمر حتى التاسع من الشهر.

وبحسب إدارة المهرجان، فإن هناك عروضا صامتة ستقدمها فرق من الأردن وليبيا وكردستان إيران، بالإضافة إلى عروض محلية من ديالى والسليمانية وبابل والنجف والبصرة. كما أن هناك ندوات فكرية سيساهم فيها أكاديميون اختصاصيون، وورشات تدريبية فنية.

 **********************************

قصص قصيرة جدا

كامل الدلفي

خطوبة

أنّى لي أن أمنع ميتاً عن زيارتكِ في الحلمِ..؟

أحقاً، أن أبي طلب يدكِ لي عدة مراتٍ..؟

لا أعرف، كيف قرأ قلبي ؟!

لو أنه عادني مرةً في المنامِ، لأبلغته بأنكِ متزوجة .

الحائط

انتبهتُ الى السُلّم المركون في ساحة البيت، فاتني أن اعرف بعد ان رأيت آلاف السلالم ،انه مجرد آلة طفيلية لا تعمل الا بالإتكال على غيرها . تأففتُ : آه منك ايها الحائط كم تمنح غيرك أهمية و وظيفة وحياة..؟

القبعة

- يا صديقي الا يحتفظ التراث بصورة للفقيه الذي حرم التصوير ، اعتقد بعبقرية فذة تنطوي عليها شخصية الرجل؟

- أ يعقل أنكَ تشاركه الرأي؟

- من زاوية معينة أشاركه الرأي..

- و ما هي الزاوية ؟

-  ان الصورة هي الإكراه الأبدي لوجوه المستبدين على رؤوسنا في الشرق..

فقد كان محقاً في تخمين قدرتها على التأليه..

-أرفع قبعتي.

***********************************

الصفحة الثانية عشر

إصدار

عنكاوا من قرية الى مدينة

صدر اخيرا في اربيل كتاب “عنكاوا من قرية الى مدينة” لمؤلفه فاروق حنا عتو هبي، والذي يروي قصة هذه القرية القديمة التي كانت جزءا من اطراف مدينة اربيل، وتطورها هي نفسها الى مدينة.

يضم الكتاب سبعة فصول يلقي الكاتب فيها اضواء على ازقة عنكاوا وشوارعها واحيائها وسكانها وتوسعها وادارتها وعوائلها ووجوهها ومختاريها. وقد ارفق به خرائط وصورا مختلفة.

***************

ليس مجرد كلام.. أيّ ضمانٍ صحيٍّ هذا ..؟!

عبد السادة البصري     

وأنا اسمع وأقرأ ما يدور حول استقطاع نسبة من رواتب الموظفين بحجة الضمان الصحي ، أخذتني سرحة فتذكرت حديث صديقي عن معاناتِهِ في المستشفى ساعةَ ولادة طفلته التي انتظرها ثماني سنوات. قال : إذا كانت كل ولادة عندنا بهذا الشكل،  فلا أريد أطفالاً إلى الأبد !! تعجبت من كلامه وقلت له : لماذا؟ .. البنون زينة الحياة فأجابني : ما رأيته  في المستشفى ليلة البارحة أصابني باليأس!! وأخذ يسرد حكايته :  يوم أمس بدأت علامات الولادة  على زوجتي ، فأخذتها إلى المستشفى التي تعمل فيها إحدى قريباتنا،  لتهتم بها وتيسر الولادة علما ان زوجتي لم تحمل منذ ثماني سنوات. ويا ليتني لم أذهب ، حيث بدأت عمليات  استنزاف ما في الجيب منذ اللحظة الأولى لدخولنا.

قطعت تذكرة الدخول للمستشفى ــ الحكومي طبعا ــ  مقابل 25 ألف دينار، وبعد دقائق اخبروني أنها تحتاج إلى عملية  وتذكرة إجرائها 50 ألفا، وما أن جاءت الفرّاشة بالكرسي المتحرك حتى طلبت 10 آلاف  وأجرة دفعه 10 آلاف أيضا.  ثم بدأت الطلبات الأخرى :  أبر التخدير من خارج المستشفى، والقطن والشاش ومحلول التعقيم  والمغذّي و قناني الدم .. الخ.

وهكذا روح وتعال ، وكأنني جالسٌ على خزانة مصرف،  حتى زهقت  روحي وقلت : ياليتني لم أتزوج أبداً وليتها لم تحبل، فالطلبات والأوامر ظلت تتوالى حتى صرخت : الله يساعد من لا يملك درهما! بالتأكيد ستموت زوجته وجنينها، ولا من يراعي حالها؟!

لهذا أقول : أيّ ضمان صحي ونحن نعاني من مشاكل وأزمات وسوء خدمات ونقص في العلاجات الطبية وغيرها ؟!

قبل كل شيء علينا ان ندرك بجدٍ وانتماءٍ حقيقيٍّ للناس أنّ الحروبَ والموتَ المجانيّ والأزماتِ والفسادَ أكلت الأخضر واليابس، فلنُبقِ على شيءٍ صغيرٍ جداً يجعلنا نُحبُّ الحياة ، ألا وهو الضمير الإنساني. فإذا صرنا بلا ضمير فستؤول حياتنا إلى جحيمٍ لا يطاق ، وسنأكل بعضنا البعض !!

وليعلمَ الجميعُ إنّ التأريخ لن يرحم أحدا ، ولنتّعظَ من سِيَر من سبقونا في الجلوس على الكراسي ، ولا نترك الشعب يُعاني شظفِ العيشِ والحرمانِ والأمراض والأزماتِ المتزايدة، ليصرخ في النهاية : لا نريد أطفالاً ،،  فالمستقبل اسوأ من حاضرنا وهو مجهول ومخيف.

***************

مهرجان شعري – مسرحي في ذكرى انتفاضة تشرين

بغداد – طريق الشعب

تحت شعار “معا من أجل شهداء انتفاضة تشرين الباسلة”، أقام المجلس التشاوري للحراكات التشرينية والقوى الوطنية، عصر أول أمس السبت، مهرجانا شعريا – مسرحيا احتفاء بالذكرى الثانية لانطلاق الانتفاضة.

حضر المهرجان الذي أقيم  على حدائق شارع ابونؤاس جمع من الناشطين وذوي شهداء الانتفاضة وأصدقائهم.

وبعد الاستماع للنشيد الوطني والوقوف دقيقة صمت في ذكرى الشهداء، اعتلت المسرح مجموعة من الشعراء الشعبيين، لتصدح حناجرها على التوالي بقصائد استذكرت شهداء الانتفاضة ومآثرهم، وأكدت المضي في إكمال المسيرة النضالية التي سطرها المنتفضون وهم يضحون بأنفسهم من أجل الوطن.  

 وتفاعل الحاضرون، من جانبهم مع قصائد الشعراء، وأكدوا ثبات موقفهم الداعم للانتفاضة الباسلة.

 

****************

انتصار لجودة التعليم العالي.. ولكن!

محمد الربيعي

رحبت أوساط علمية وأكاديمية بقرار المحكمة الاتحادية العليا الأخير، القاضي بعدم دستورية بعض فقرات قانون اسس تعادل الشهادات والدرجات العلمية العربية والأجنبية رقم (20) لسنة 2020، ما عُدّ انتصارا للتعليم العالي وللجامعات واساتذتها، كون ذلك سيخفف من الآثار الكارثية للقانون. لكن هذا لا ينفي عدم دستورية هذا القانون ككل، لان مجلس النواب عندما سنّه قد خرق مبدأ الفصل بين السلطات، سالبا من السلطة التنفيذية اختصاصها.

ان قرار المحكمة يحمل في طياته بعض الالتباس، ويجب ان لا نحيد عن مطالبتنا بالطعن بعدم دستورية القانون ككل وليس بعض فقراته. فالقرار سيسمح بتعديل القانون وليس بإلغائه من الأساس، وهو مطلبنا الذي لا نحيد عنه. كما اننا نعلم ان الذي يقره قانون لا بد ان يزال بقانون أيضا.

ولم تمس قرارات المحكمة الاتحادية بعض الصلاحيات المجحفة في القانون، والتي تتعلق بـ:

- جواز حصول الموظفين المدنيين من حملة الشهادات العليا، ومن غير موظفي الجامعات، على اللقب العلمي. وهذا اغرب قرار في العالم، لكون الالقاب العلمية خاصة بالجامعات والمؤسسات التعليمية فقط.

- منح أعضاء مجلس النواب والدرجات الخاصة، صلاحية الدراسة اثناء التوظيف أو الحصول على إجازة دراسية. وهذه الفقرة أطاحت بمبدأ عدم جواز الجمع بين الدراسة والوظيفة، ما يضر المصلحة العامة.

- عدم سريان النقض بأثر رجعي، بحيث لا يمس ذلك “الحقوق المكتسبة” لمن استغل القانون وحصل على شهادة غير معترف بها في فترة انقطاع المحكمة الاتحادية.

أمامنا فرصة لا يجب تفويتها لقبر هذا القانون، ولا بد من الطعن بعدم دستوريته ككل وليس فقط بعض فقراته.

*****************

على قاعة شيوعيي البصرة.. حول إنعاش ثقافة الطفل في العراق

البصرة – باسم محمد حسين

احتضنت “قاعة الشهيد هندال جادر” في مقر اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في محافظة البصرة، الثلاثاء الماضي، ندوة بعنوان “محاولات لإنعاش ثقافة الطفل في العراق”، تحدث فيها النائب الثاني لمحافظ البصرة د. ضرغام الأجودي، بحضور جمهور من الأدباء والمثقفين والإعلاميين.

استهل د. الاجودي حديثه بالتشديد على ضرورة الاهتمام بثقافة الطفل كي ينشأ متمتعا بعقل مفتوح وخيال واسع، يتيح له تطوير قدراته ويساهم بالتالي في النهوض بالمجتمع.

وتابع حديثه قائلا: “كلما غرسنا في الأطفال قيم المحبة والجمال والتميز، كلما أهلناهم لتحقيق مستقبل أفضل”. 

بعدها تناول الاصدارات الدورية التي تعنى بثقافة الطفل، مشيرا إلى دورها في بث الوعي الثقافي والتربوي بين الأطفال.

وعرّج المتحدث على تجربته في إعادة إصدار بعض قصص الأطفال المروية القديمة، بأسلوب درامي حديث يتناسب مع متطلبات العصر. وبهذا الصدد ألقى ضوءا على مجلة “سندباد” الموجهة للأطفال، والتي يترأس تحريرها هو نفسه، مبينا أن العديد من الكتاب والرسامين المعروفين يساهمون في هذه المجلة التي توزع في غالبية المحافظات.

ولفت أيضا إلى إسهامه في إصدار دروس تعليمية وقصص للأطفال المكفوفين، مطبوعة بـ “طريقة برايل”، وهي نظام كتابة يساعد المكفوفين على القراءة من خلال كتابة الحروف بصيغة رموز بارزة.

وتخللت الندوة مداخلات قدمها عديد من الحاضرين، بضمنهم الشاعران علي الامارة ومنذر عبد الحر والقاص والروائي حسن البحار والكتّاب أحمد البزوني وباسم محمد حسين وجاسم محمد، فضلا عن الرسامة رزف أسامة.

****************

بالشعر والمسرح.. السماوة تستذكر أمجاد انتفاضة تشرين

السماوة – وكالات

أحيا ناشطون في مدينة السماوة، أخيرا، الذكرى الثانية لانطلاق انتفاضة تشرين، وذلك في مهرجان خطابي – شعري – مسرحي حضره المئات من مختلف الشرائح الاجتماعية.

وأقيم المهرجان على قاعة مركز الشباب في المدينة، وتضمن قراءات شعرية وكلمات في المناسبة فضلا عن عرض مسرحي ومعرض للكتاب وآخر لصور الشهداء.

وعبّرت الفعاليات في مجملها عن أمجاد الانتفاضة، وجددت الوفاء لدماء الشهداء والإصرار على استمرارية الحراك الجماهيري السلمي.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

شيوعيو ميسان يحيون ذكرى انتفاضة تشرين

العمارة – مهند حسين

اقامت اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في ميسان، عصر الجمعة الماضية، ندوة في مناسبة الذكرى الثانية لانطلاق انتفاضة تشرين.

حضر الندوة التي التأمت على قاعة مقر اللجنة المحلية في مدينة العمارة، جمع من الشيوعيين والناشطين.

وبعد أن وقف الحاضرون دقيقة صمت في ذكرى شهداء الانتفاضة، ألقى رئيس “حركة القاسميين” في ميسان، السيد عبد الواحد، كلمة في المناسبة. أعقبه سكرتير اللجنة المحلية الرفيق جاسم محمد، بتقديم مداخلة عنوانها “انتفاضة تشرين تغيير لميزان القوى في العراق”.

وشهدت الندوة نقاشات ومداخلات ساهم فيها العديد من الحاضرين.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الشيوعيون ضيوفا على مهرجان رياضي في الكاظمية

بغداد – طريق الشعب

بدعوة من نادي الكاظمية الرياضي، حضر وفد من منظمة الحزب الشيوعي العراقي في مدينة الكاظمية، ممثلا بسكرتيرة المنظمة الرفيقة نسرين حسين وعدد من رفاقها، مهرجانا رياضيا منوعا.

تضمن المهرجان ألعابا ومسابقات رياضية منوعة جرت بين فرق من الكاظمية والأعظمية، وشملت الفنون القتالية والمصارعة الحرة للرجال والنساء، فضلا عن لعبة الزورخانة التراثية.

من جانب آخر، شكلت خليتا صاحب مهدي وسعيد متروك التابعتان إلى منظمة الحزب، فريقين إعلاميين جوالين، وزعا على المواطنين وأصحاب المحال التجارية في باب الدروازة وعدد من الأماكن في المدينة، عشرات النسخ من “طريق الشعب” ومن بيان صادر عن اللجنة المركزية للحزب يتحدث عن واقع الكهرباء في البلد.

***********