اخر الاخبار

الصفحة الأولى

تصريح المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي.. العار لمرتكبي مجزرة الرشاد النكراء

بغضب واستنكار عارمين استقبلت جماهير شعبنا منذ مساء امس الثلاثاء اخبار المذبحة المروعة التي اقترفتها عصابات داعش الارهابية في قرية الرشاد (الهواشة) بقضاء المقدادية التابع لمحافظة ديالى.

وتعاقبت المعلومات حول تزايد اعداد الضحايا بعد وفاة بعض الجرحى، وبلوغها حتى صباح اليوم الاربعاء، 13 شهيدا و25 جريحا، اصابات بعضهم حرجة. وفيما عمت الاحزان القرية المنكوبة بالاعتداء الغادر والمحافظة بأسرها، ظلت التساؤلات ترتفع في عموم الوطن، مستغربة ومستهجنة غياب الحماية الضرورية عن منطقة تعج بالنشاط الارهابي، وكثيرا ما كان اهاليها المدنيون العزل هدفا لجرائم الارهابيين الغادرة، وضحايا لهجماتهم الوحشية.

ولم تفت الكثيرين الاشارة بألم وغضب الى ان الارهاب الداعشي، اختار لاقتراف جريمته الشنيعة الجديدة هذه المرة ايضا، الوقت المناسب له، الوقت الذي انغمرت فيه القوى السياسية المتنفذة والبعض من التشكيلات المسلحة المعنية، في صراع لا نهاية له بشأن نتائج الانتخابات وحصصها من مقاعد البرلمان ومواقعها في السلطة مستقبلا.

لقد قلناها مراتٍ سابقا ونكررها اليوم، ان المنظومة السياسية القائمة، المبنية على المحاصصة والتي ينخرها الفساد، أعجز من ان تعالج المشكلات الكبرى التي يواجهها شعبنا وبلدنا، السياسية منها والامنية والاقتصادية والمعيشية والاجتماعية وغيرها، وبضمنها مشكلة الارهاب وخلاياه النائمة.

وليست الدماء البريئة المسفوحة ظلما لمواطني قرية الرشاد الآمنين الا آخر دليل على ما نقول، والا دعوة لتصعيد الجهود من اجل دحر المنظومة المتنفذة واقامة البديل المدني الديمقراطي المنشود.

الرحمة والخلود لشهداء قرية الرشاد وخالص العزاء لاهاليهم

والشفاء والصحة والسلامة للمصابين.

المكتب السياسي

للحزب الشيوعي العراقي

27/10/2021

*******

تضامناً مع الشعب السوداني لدحر الانقلاب العسكري

نفّذت القيادة العسكرية في السودان صباح اليوم انقلابا مدعوما من قوى الثورة المضادة وبقايا نظام البشير الدكتاتوري لانهاء التحول الديمقراطي، ودشنته بحملة اعتقالات طالت قيادات سياسية ومدنية وبقمع التظاهرات الشعبية التي انطلقت ضد الانقلابيين واعلان حال الطوارىء.

ويمثل هذا الانقلاب تتويجا للمؤامرات الداخلية والخارجية للالتفاف على شعارات ثورة الشعب السوداني في كانون الأول (ديسمبر) 2018 وضرب مكتسباتها، وكان آخرها المحاولة الانقلابية التي قام بها نفر من العسكريين الشهر الماضي. وهو يأتي بعد ما يقرب من عامين على تشكيل هياكل السلطة الانتقالية في السودان، وتعمق الأزمة الاقتصادية، وعلى خلفية تقليص مساحة الحريات وانتهاك الحقوق والإبقاء على القوانين المقيدة لها، ومحاولات إفراغ شعارات الثورة من محتواها ومصادرة أدوات التغيير المتمثلة في المجلس التشريعي والحكم الشعبي المحلي، إلى جانب الإبطاء في تحقيق العدالة والاقتصاص للشهداء وفي التحقيق في جريمة فض الاعتصام، ومحاكمة رموز النظام السابق. وجرى التنكر لمطالب قوى الثورة بإقامة سلطة انتقالية تتصدى لقضايا عاجلة خلال فترة لا تتجاوز أربع سنوات، من ضمنها إعلان تشكيل المجلس التشريعي كخطوة مهمة في طريق تدعيم السلطة المدنية الكاملة، ووضع مبادئ الدستور الدائم وإجراء انتخابات حرة نزيهة وترسيخ مبدأ التداول السلمي للسلطة، من أجل بناء دولة المواطنة والقانون الوطنية الديمقراطية.

واذ يعلن حزبنا استنكاره الشديد لهذا الانقلاب العسكري، فانه يؤكد تضامنه الكامل مع الشعب السوداني وقواه المدنية الديمقراطية وفي مقدمتها الحزب الشيوعي السوداني، ويدعو الى تصعيد التضامن العالمي مع مقاومتها الباسلة لدحر الانقلاب، فانه يطالب بوقف عمليات القمع واطلاق سراح جميع المعتقلين فورا والغاء حال الطوارىء، والرضوخ لارادة الشعب التي عبّرت عنها “ثورة ديسمبر”  واهدافها في الحرية والسلام والعدالة.

كل التضامن مع الشعب السوداني وقواه المدنية الديمقراطية

المكتب السياسي

للحزب الشيوعي العراقي

٢٥-١٠-٢٠٢١

*******

الحزب الشيوعي الكردستاني يعقد مؤتمره السابع

اربيل – طريق الشعب

انطلقت صباح امس الاربعاء في اربيل اعمال المؤتمر الوطني السابع للحزب الشيوعي الكردستاني، بحضور المندوبين المنتخبين وعدد كبير من قيادات الاحزاب السياسية الكردستانية وممثلين عن حكومة اقليم كردستان والقنصلية الصينية في اربيل. وشارك في جلسة افتتاح المؤتمر وفد من الحزب الشيوعي العراقي تصدره الرفيق رائد فهمي سكرتير الحزب الشيوعي العراقي والرفيق حميد مجيد موسى سكرتير الحزب السابق.

وفي بداية اعمال المؤتمر حيا الرفيق رائد فهمي مندوبي المؤتمر ونقل تحايا الشيوعين العراقيين الى رفاقهم في الحزب الشيوعي الكردستاني متمنياً لاعمال مؤتمرهم  النجاح. (نص الكلمة ستنشر في العدد المقبل).

والقى سكرتير الحزب الشيوعي الكردستاني الرفيق كاوة محمود كلمة افتتاح المؤتمر وقد جاء فيها « نؤكد في هذا المؤتمر على علاقتنا النضالية الخاصة مع الحزب الشيوعي العراقي، الحزب الأم الذي نستمد من نضالنا التاريخي المشترك افقا للعمل من اجل التغيير الاجتماعي والـتقدم» واضاف « لقد عمل حزبنا مع أطراف في الحركة الشيوعية العالمية من خلال التنسيق لصياغة مشروع أممي لمواجهة هجمة الليبرالية الجديدة وشرور الرأسمالية العالمية. وتتجلى مفردات هذا المشروع في قضايا حماية الصحة البشرية و البيئة و ايقاف سباق التسلح وبؤر التوتر والحرب في العالم، والنضال ضد الفقر و البطالة والعمل من أجل التنمية المستدامة وايجاد الحلول السلمية للقضايا الدولية وتحقيق حقوق الشعوب و مستقبلها وفق ارادتها الحرة وتوفير الارضية المشتركة لتأسيس مجتمع المصير المشترك للبشرية»

واستمع المؤتمر ايضا الى كلمات رئيس اقليم كردستان نيجرفان البرزاني ورئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود البرزاني وكلمة مسجلة للحزب الشيوعي الصيني. كما وصلت برقيات تحية من احزب شيوعية شقيقة واحزاب كردستانية.

ومن المقرر ان يواصل المؤتمر اعماله في اليومين المقبلين، لدراسة ومناقشة التقارير المقدمة الى اليه.

(معلومات اوفى عن المؤتمر في العدد المقبل).

*********

العراق يحصد الذهب في بطولة عربية

بغداد ـ طريق الشعب

حصد العراق، أمس الأربعاء، ذهبية وفضية واربع برونزيات في البطولة العربية للسباحة المقامة حاليا في دولة الامارات.

وقال رئيس اتحاد السباحة العراقي، خالد كيبان، في تصريح صحافي تناقلته وكالات الأنباء، إن “السباح العراقي حسن صاحب ظفر بميدالية ذهبية اولى للعراق بفئة 50 متر صدر، في البطولة”.

وأضاف، أن “العراق حصد اربع ميداليات برونزية وفضية، حيث تقلد الفضية السباح محمد عصام بفئة 100 متر ظهر، وحصد فيلبس العراق حسن برونزيتي 200 و100 صدر، فيما حاز بكر سلام برونزية 400 متر منوع”.

ولفت كيبان إلى “الحصول على ثلاثة اوسمة برونزية في اليوم الثاني للبطولة العربية للسباحة 25 مترا (المجرى القصير)، فضلا عن حصول البطل بكر سلام 400 متر منوع”، مبينا أن “آخر البرونزيات كانت لمحمد عصام بفئة 200 متر فراشة”.

********

راصد الطريق.. ازمة المياه .. الى تفاقم!

اكد وزير الموارد المائية في تصريح صحفي التوصل الى تفاهمات مع تركيا بشأن الحصة المائية العراقية، بينها ما يخص تفعيل مذكرة التفاهم بين البلدين الموقعة عام ٢٠٠٩ “ودخولها الى حيز التنفيذ “. واضاف انه مثلما مع تركيا “نتمنى التفاهم قريبا مع الجارة  اَيران” .

معلوم ان قطع انهار وروافد وتحويل مجراها الى داخل الأراضي الإيرانية، سببا للعراق ضررا كبيرا، خصوصا في محافظتي البصرة وديالى اللتين لم تشملهما الخطة الزراعية للموسم الجديد بسبب شحة الماء، وحيث بالكاد يتوفر ماء الشرب .  

ساخن هو ملف المياه عندنا، وتركيا وايران تتحكمان فيها، فيما  تتواصل التحذيرات مؤشرة الجفاف القادم، والاضرار التي سيلحقها بأمننا الغذائي. يتجلى ذلك هذه المرة في تقليص مساحة الأراضي المسموح بزراعتها الى النصف ، والذي اثار استياء واسعا في اوساط الفلاحين والمزارعين .

فمتى تفي دول المنبع بوعودها وتنصف العراق وشعبه؟ ومتى  نرى عندنا إدارة  سليمة لهذا الملف الساخن قبل فوات الأوان، والانطلاق في ذلك أولا وأخيرا من مصلحة العراق؟  

**********

الصفحة الثانية

“الاتحادية” تقضي بعدم دستورية 6 مواد في قانون أسس معادلة الشهادات

بغداد ـ طريق الشعب

قالت نقابة الأكاديميين العراقيين، أمس الأربعاء، إن المحكمة الاتحادية قضت بعدم دستورية عدد من المواد الواردة ضمن قانون أسس معادلة الشهادات. 

وجاء في تدوينة لنقابة الأكاديميين، أن “المحكمة الاتحادية العليا تقضي بعدم دستورية ٦ مواد جوهرية في قانون اسس تعادل الشهادات رقم ٢٠ لسنة ٢٠٢٠”، مشيرة الى ان ذلك أعاد “الأمور إلى نصابها”.

وقالت النقابة، ان قرار المحكمة الاتحادية “حفظ للمؤسسات الأكاديمية في العراق هيبتها”.

وأثار القانون الذي أقره مجلس النواب السابق في العام الماضي، جدلا كبيرا بين أوساط علمية سجلت تحفظها على طريقة تمريره، وعبّرت عن قلقها من بعض المواد الواردة في متن القانون، مؤكدة أنها “لا تؤسس سياقا رصينا لمؤسسات الدولة.

***************

كل خميس.. طريقان لتشكيل الحكومة المرتقبة

جاسم الحلفي

.. طريقان لا ثالث لهما، اما حكومة أغلبية او حكومة توافقية. ولكل خيار منهما احكامه الخاصة، وتأثيره على الوضع السياسي.

وينطلق تشكيل الحكومة وفق هذا الخيار او ذاك من قدرة المتنفذين على استيعاب العوامل التي دفعت العراقيين الى الانتفاضة، والاهداف التي كافحوا وضحّوا من اجلها. وهو في الوقت ذاته يدلل على تفهمهم دروس الانتخابات واحترامهم لنتائجها، وان لا مناص من اخراج البلد من عمق الازمة الخانقة، التي تدفع البلد الى حافة الهاوية.

خيار حكومة الأغلبية يوفر نوعا من الامل بان هناك خطوة في اتجاه الافتراق عن نهج المحاصصة الطائفية، مهما رافق ذلك من تعثر. ويتطلب تشكيل حكومة كهذه وجود تحالف حكومي، اذ لا يمكن لأية كتلة مهما بلغ عدد مقاعدها ان تشكل الحكومة لوحدها. ولكي يكون التحالف حقيقيا، ويتحمل مسؤولية النجاح والفشل، عليه الا يعيد صورة الاتفاقات التي شكلت في ضوئها حكومات المحاصصة، التي ابتلي العراق بها منذ التغيير حتى الآن، بحيث لا يتحمل أي طرف مساهم في الحكومة أي نوع من المسؤولية. فهو مشارك في الحكومة ومعارض لها في الوقت نفسه، او كما يقول العراقيون تندرا: رجل بالحكومة ورجل بالمعارضة. ولكي تكون حكومة اغلبية حقا وفعلا، فمن الضروري اتفاق أطرافها على منهاج وبرنامج حكومي واضح و ملزم لهم.

بطبيعة الحال لا يهتم المواطنون بأسماء الوزراء وعشائرهم ومناطقهم، بقدر تطلعهم الى الخلاص من عدم الاستقرار والازمات الخطيرة التي تعصف بالبلد والقلق ازاء قادم الأيام. وهو ما يمكن ان يبدده بصيص الامل، عندما يتلمس المواطن إنجازات حقيقية ملموسة، تنتقل بالبلد الى طريق الاعمار والتنمية. 

ويبقى نجاح حكومة الاغلبية مرهونا ايضا بحسن اختيار أعضائها على اساس  معايير الكفاءة والنزاهة، وبالحرص على تطبيق البرنامج الحكومي، وان تكون الحكومة فعالة وتتسم بالصدقية في تنفيذ الوعود الانتخابية، التي ما اكثر ما نكثت  بعد كل انتخابات.

يعلق المواطنون على الحكومة القادمة آمالا بتحقيق العديد من المستحقات، سيما العاجلة منها والمتعلقة بتحسين الوضع المعيشي للمواطنين. وفي هذا السياق لا بد من إعادة النظر في سعر صرف الدينار وتقويته، بعد ان أضعفه الخنوع لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي، ولا بد من تنويع اقتصاد البلاد، وتسريع الإجراءات التي تدعم الصناعة والزراعة، وإطلاق برنامج تنمية مستدامة.

 وبطبيعة الحال لا يتسع مجال حكومة الأغلبية الى اشراك جميع الفائزين فيها، وبهذا المعنى لا يمكن لكل القوى ان تساهم في هذه الحكومة، وان هناك منهم من سيختار المعارضة، وللحديث عن المعارضة البرلمانية مجال آخر.

 اما الخيار الثاني، والذي يبدو انه المرجح، فهو تشكيل حكومة توافقية والسير على نفس النهج القديم، نهج المحاصصة المقيت الذي تشكلت على أساسه الحكومات العراقية السابقة.

وهذا يعكس إصرار طغمة الحكم على إبقاء الازمة مفتوحة، وكأنهم لم يفهموا شيئا من دورس الانتفاضة التي جسدت الرغبة الشعبية العارمة في التغيير، ويؤكدون ان لا معنى للانتخابات ما دامت نتائجها لا تترك أي اثر. وانها انما تضعهم  أنفسهم امام الشعب، وبهذا تكون خيارات الشعب مفتوحة للتعبير عن غضبه، وعدم قبوله تدوير الازمة ومسببيها، وعن تطلعه الى التغيير الحقيقي.

**************

العراقيون يحيون الذكرى الثانية للانتفاضة بشعار “كل تشرين واحنا احرار”.. ساحات الاحتجاج تتساءل: متى تكشفون عن القتلة؟

بغداد ـ طريق الشعب

تزامنت الذكرى الثانية لانتفاضة تشرين مع موعد محاكمة قتلة الشهيدين الاعلاميين احمد عبد الصمد وصفاء غالي في محافظة البصرة، ولم يفُت المحتجين الفرصة احياء المناسبة، للتذكير بمطالبهم المشروعة في انهاء منظومة المحاصصة والفساد، ومحاسبة قتلة المتظاهرين والكشف عن الجهات الداعمة لهم.

المجلس التشاوري

اعلن المجلس التشاوري لقوى تشرين عن تنظيم مهرجانا شعريا ومسرحيا على  حدائق (ابو نؤاس) يوم السبت ٣٠/١٠/٢٠٢١ الساعة الثالثة عصرا، وذكر المجلس ان الفعاليات ستكون جماهيرية لغرض التذكير بأهداف الانتفاضة وشهدائها الشجعان.

امام منزل عبدالصمد

وفي محافظة البصرة، احتشد مئات الشباب امام منزل عائلة الشهيد احمد عبدالصمد للمطالبة بانزال القصاص العادل بحق القتلة.

وقال مراسل “طريق الشعب”، ان “اعدادا كبيرة من المحتجين تجمعوا قرب ساحة البحرية وسط البصرة، موقدين الشموع لاستذكار شهداء البصرة، ولا سيما الشهيدين احمد عبدالصمد وصفاء غالي”، مشيرا الى ان “المتظاهرين توجهوا صوب منزل عائلة الشهيد احمد عبدالصمد للتأكيد عل مطالبهم بأنزال القصاص العادل بحق القتلة والكشف عن بقية مرتكبي الجرائم بحق شهداء البصرة”.

وحضرت والدة الصحفي الذي اغتيل مع زميله المصور صفاء غالي على يد “فرقة الموت”، وفق البيانات الرسمية، إلى مبنى محكمة استئناف البصرة بالتزامن مع الجلسة التي خصصت للاستماع إلى إفادات المتهمين وتوجيه التهم.   

وذكرت بالتزامن مع جلسة المحاكمة، إنّ “أحمد لم يكن يقول سوى الحق، وقد دفع حياته ثمناً لذلك”، مطالبة بـ”إعدام الجناة المتورطين بقتل ولدها، وناشطين آخرين في البصرة”.   

هذا ووجهت السلطات القضائية في البصرة يوم الاثنين الماضي تهمة القتل بدواعي إرهابية (4 / إرهاب) لأحد المتهمين بقتل الصحفي أحمد عبد الصمد وزميله المصور صفاء غالي اللذين اغتيلا برصاص مسلحين، في العاشر من كانون الثاني 2020.

وحددت محكمة الاستئناف الأول من تشرين الثاني المقبل موعداً للنطق بالحكم ضد أحد المتهمين الذي وجهت إليه “تهمة القتل العمد بدوافع إرهابية”.   

اين قتلة قدوس وامجد؟

وجدد متظاهرو محافظة ميسان مطالبتهم بالكشف عن قتلة رفاقهم المتظاهرين، والكشف عن مصير الناشطين المغيبين، خلال تظاهرة امام ديوان المحافظة.

وطالبت منسقية تظاهرات تشرين في ميسان وفقا لبيان طالعته “طريق الشعب”، بكشف مصير قضايا مقتل عدد من المتظاهرين والناشطين في ميسان والبالغة أكثر من 20 قضية تنوعت بين دعاوى قتل وشروع بالقتل، مؤكدين عدم تراجعهم عن مطالبهم الرامية للقصاص من مرتكبي جرائم القتل والاغتيال بحقهم.

ورفعت خلال التظاهرة صور للشهداء امجد الدهامات، وعبدالقدوس قاسم، وجاسم الهليجي، فضلا عن صورة للمحامي المغيب علي جاسم.

ماذا عن مصير سجاد العراقي؟

وفي ساحة الحبوبي وسط الناصرية، توافد الالاف من المتظاهرين لاحياء الذكرى، والمطالبة بالكشف عن مصير الناشطين المغيبين، ومحاسبة قتلة المحتجين.

وقال الناشط المدني ميثم حمزة، لـ”طريق الشعب”، ان “متظاهري الناصرية يؤكدون استمرار احتجاجاتهم المطالبة بمعاقبة الفاسدين، والكشف عن قتلة المتظاهرين، ومعرفة مصير الناشطين المغيبين وعلى رأسهم سجاد العراقي، وحصر السلاح بيد الدولة والعمل على إصلاح الوضع الخدمي والاقتصادي”.

فيما شهد قضاء الشطرة تظاهرة كبيرة شارك فيها المئات من المحتجين، للتأكيد على مطالب الانتفاضة المشروعة.

“كشف القتلة واجبي الاهم”

من جهتهم، شدد المئات من المواطنين في محافظة واسط خلال استقبالهم للمتظاهرين الوافدين من محافظة بابل، على ضرورة محاسبة القتلة والكشف عن الجناة ومن يقف وراءهم.

وتعهد المرشح الفائز في الانتخابات عن المحافظة سجاد سالم خلال التظاهرة، بأن “قضية محاسبة المتسببين في مقتل المتظاهرين، ستكون هي الواجب الأهم له خلال عمله تحت قبة البرلمان”.

من يقف وراء القتلة؟

الى ذلك، شارك المئات من المحتجين في محافظة بابل في مسيرة احتجاجية، للمطالبة بالقصاص من القتلة والفاسدين.

وأفادت مراسلة “طريق الشعب”، مائدة جميل، ان “اعدادا كبيرة من المحتجين في المحافظة، يتقدمهم عوائل الشهداء، احيوا الذكرى السنوية الثانية للانتفاضة، مرددين هتافات تطالب بالقصاص من قتلة المتظاهرين وكشف الجهات الداعمة لهم، عاقدين العزم على تجديد احتجاجاتهم”.

“كل تشرين واحنا احرار”

وبشعار “كل تشرين واحنه أحرار” حشّدت جموع المحتجين في محافظة النجف، لاحياء الذكرى في ساحة الصدرين.

وذكر مراسل “طريق الشعب”، احمد عباس، ان “المتظاهرين المتجمهرين في الساحة هتفوا بالردة (كل تشرين واحنه أحرار، نطلع بالشارع ثوار، ضد الظالم والأشرار، والفاسد ما يهنه بليلة)”، مشيرا الى “إقامة معرض (صنع في تشرين) للفن التشكيلي وتنظيم مهرجان (عرس الوطن تشرين) امام بوابة جامعة الكوفة”.

كربلاء والديوانية

والى كربلاء، حيث توافدت اعداد كبيرة من المحتجين الى فلكة التربية وسط المدينة، للتأكيد على مطالب الانتفاضة المشروعة، وللمطالبة بالكشف عن مصير قتلة المحتجين.

وطالب المحتجون في المحافظة بالإسراع في الكشف عن قتلة نشطاء الحركة الاحتجاجية في المحافظة، لاسيما الشهداء فاهم الطائي، وايهاب الوزني، وعلاء مشذوب.

وفي الاثناء، شهدت ساحة الساعة وسط مدينة الديوانية تظاهرة كبيرة شارك فيها المئات من المحتجين للمطالبة بالقصاص من القتلة.

واشار مراسل “طريق الشعب”، ميعاد القصير، الى ان “المتظاهرين حملوا نعوشاً رمزية للشهداء، حاملين صورهم وبمشاركة عوائلهم المطالبة بالقصاص من القتلة”، مبينا ان “المنتفضين في المحافظة اكدوا على استمرارهم في نهجهم الرافض لنظام المحاصصة والفساد”.

في المثنى

وأحيا ناشطون في المثنى الذكرى الثانية من خلال تنظيم مهرجان شعري وخطابي ومسرحي حضره المئات من المواطنين.

وتخلل المهرجان معرضا للكتاب وصورا للشهداء للتعبير عن الوفاء لمن قدم التضحيات الجسام في سبيل الوطن.

ورغم قرار المحتجين عدم تنظيم تظاهرة في العاصمة بغداد بسبب الأوضاع الحالية، احيا عدد من شباب مدينة المعامل الذكرى من خلال مسيرة للسيارات شارك فيها عدد كبير من المواطنين، فيما رفع عدد اخر من المحتجين لافتات لتمجيد الذكرى.. كما نظم يوم امس فعالية واسعة في قاعة مسرح الرافدين لاستذكار شهيد الانتفاضة “ صفاء السراي”.

تضامن في الخارج

ولم يقتصر احياء الانتفاضة على داخل العراق، حيث نظم عدد من العراقيين في بريطانيا، وقفة صامتة في ساحة الطرف الأغر في لندن، شارك فيها العديد من بنات وأبناء الجالية العراقية الذين رفعوا لافتات تحمل صور الشهداء، وشعارات تطالب بوقف قتل المتظاهرين السلميين، ووقف ممارسات الخطف والتغييب.

ووزع المشاركون في الوقفة بيانا جاء فيه: إن “مظاهرات شعبنا هو احتجاج على تردي الأوضاع الاقتصادية للبلد، وانتشار الفساد الإداري والبطالة وإنعدام الخدمات التي يعاني شعبنا منها منذ عام 2003 بسبب الحكومات الفاشلة المتعاقبة وأحزابها الطائفية الفاسدة”.

ونظم عدد من المنظمات المدنية والفعاليات الاجتماعية العراقية في الدنمارك، وقفة تضامنية واحتجاجية امام مبنى السفارة العراقية في كوبنهاكن، للمطالبة بمحاسبة القتلة وتنفيذ مطالب المحتجين.

فيما دشنت الجالية العراقية في كندا المناسبة مهرجاناً تضامنياً، القى فيه عدد من ممثلي الجالية العراقية، وكذلك الاستاذ محمد فتيح من الجالية المصرية، كلمات واشعارا تحيي انتفاضة تشرين وتمجد شهداءها.

وعلى هامش المهرجان، جرى عرض بعض اللوحات الفنية، وتمت استضافة والدة الشهيد مهند القيسي بواسطة منصة الزوم التي اسالت كلماتها الحزينة دموع معظم الحاضرين.

****************

الشيوعي العراقي يستقبل وفد حزب جبهة النضال الديمقراطي

بغداد ـ طريق الشعب

استقبل الرفيق رائد فهمي سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي يوم الاثنين الماضي، الأستاذ ارام ابراهيم رئيس حزب جبهة النضال الديمقراطي والوفد المرافق له.

وناقش الجانبان أخر تطورات الوضع السياسي وامكانية اعتماد نهج المحاصصة في تشكيل الحكومة الجديدة.

كما ناقش الطرفان موضوعة جمع القوى الديمقراطية و المدنية في التيار الديمقراطي

وكان في استقبال الضيوف إلى جانب الرفيق السكرتير الرفيقان علي مهدي وفاروق فياض عضوا اللجنة المركزية للحزب والرفيق فاضل الموسوي عضو لجنة العلاقات الوطنية.

كما رافق السيد ارام، السيد اسعد العبادي مسؤول العلاقات في الحزب والسيد سعدون شهاب عضو لجنة الاعلام و السيد يوسف اسعد عضو لجنة الشباب.

***************

الصفحة الثالثة

إدانات وتضامن دولي مع العراق في حربه ضد الإرهاب العراقيون ينعون شهداء مجزرة الهواشه

بغداد ــ طريق الشعب

أعلنت القوات الأمنية، أمس الأول، عن تعرض قضاء المقدادية شرقي بعقوبة إلى هجوم إرهابي نفذته عناصر تنظيم داعش الإجرامية، وأدى إلى مجزرة كبيرة.

وفي الوقت الذي توجه وفد أمني رفيع المستوى الى المحافظة لغرض الوقوف على تفاصيل الحادث، أصدرت عدد من الدول بيانات استنكرت هذه الجريمة المروعة، وأكدت دعمها للعراق.

ذوو الضحايا

وتجمهر العشرات من اهالي واقارب ذوي شهداء مجزرة قرية الرشاد او ما يعرف بقرية الهواشه والتي يبلغ عدد بيوتها اكثر من 70 منزلا، غالبيتهم من بني تميم، قرب طوارئ مستشفى المقدادية.

وقال المواطن محمد التميمي، إن ثلاثة من اقاربه من بين جثامين الضحايا “انها كارثة ومجزرة بحق البشرية”، معربا عن صدمته مما حدث وهو يجهش بالبكاء.

فيما اشار غزوان علي، وهو يقف قرب جثمان ابن عمه قائلا “انه وحيد اسرته، ماذا اقول لزوجته واطفاله الذين يتصلون بي الان، كيف ابلغهم بان اباهم ضحية من ضحايا الموت المجاني في ارض ديالى”.

أما علاء حسن، وهو طالب جامعي فقد كان يرثي ابن عمته الذي كان يأمل ان يتخرج بعد عامين من الجامعة، الا ان رصاصة في راسه انهت حلمه قائلا: “لا مستقبل في ارض الموت”.

وأظهرت مقاطع فيديو تداولها ناشطون على نطاق واسع في مواقع التواصل الاجتماعي، عددا من المواطنين وهم ينعون شهداءهم بالصراخ والبكاء في مشاهد مؤلمة، تبين مدى الضرر الذي يلحقه الإرهاب بين حين وآخر بحق الأبرياء.

بيان العمليات المشتركة

وأصدرت قيادة العمليات المشتركة بياناً شجبت فيه الاعتداء الارهابي الذي تعرضت له قرية الهواشة التابعة لقضاء المقدادية في محافظة ديالى.

وجاء في بيان للقيادة طالعته “طريق الشعب”، “مرة أخرى يحاول مجرمو تنظيم داعش الارهابي الرجوع إلى اساليبهم اليائسة في استهداف المواطنين الآمنين الابرياء بعد عجزهم عن مواجهة قواتنا العسكرية والأمنية على امتداد التراب الوطني وبعد هزائم فلولهم وتخاذلهم من جراء الضربات الموجعة في معارك تطهير الأرض العراقية من دنسهم اين ما حلوا”. 

وأضاف البيان “لقد اقدم المجرمون على تنفيذ اعتداء إرهابي على قرية الهواشة في المقدادية بمحافظة ديالى وسقط جراء الاعتداء ١١ شهيدا بينهم امرأة وعدد من الجرحى من المدنيين العزل”، مبينا أن “العراق قيادة وشعبا وقوات أمنية وعسكرية عقدوا العزم بأن لا يبقوا لهؤلاء الشراذم من باقية وسيتم تعقبهم سواء في العراق وخارجه”. 

وأكد بيان العمليات المشتركة أن “هذا الفعل الجبان سيزيد الإصرار على تعقب المجرمين وإنزال أشد العقوبات بهم قصاصا لدماء الشهداء”.

اجتماع أمني طارئ

ووصل وفد أمني رفيع المستوى، يوم أمس، إلى ديالى على خلفية الخرق الأمني.

ونقلت وكالات الأنباء عن مصدر أمني قوله أن “الوفد الأمني وصل إلى ديالى وعقد اجتماعا امنيا حول الأحداث، وهو يضم كلا من مستشار الامن الوطني قاسم الاعرجي ورئيس اركان الجيش ونائب قائد العمليات المشتركة وقادة أمنيين كبارا”.

وأضاف المصدر أن “المجتمعين اتفقوا على 4 نقاط مهمة وهي اجراء تحقيق موسع في المجزرة واتخاذ كل الاجراءات لحفظ دماء المدنيين وتعزيز النقاط المرابطة وتفعيل الجهد الاستخباري”.

وتصاعد عدد الشهداء صباح يوم أمس بعد أن أفاد مصدر في دائرة صحة ديالى أن حصيلة الهجوم بلغت 13 شهيدا و 25 جريحا، اغلبهم تم نقله الى بعقوبة لإجراء التداخل الجراحي بسبب حالاتهم الصحية. فيما شهدت المحافظة حملة تبرع بالدم لإنقاذ حياة الضحايا.

واظهرت مقاطع فيدوية قيام شيوخ عشائر برفض زيارة بعض السياسيين وحملوهم مسؤولية ما حدث من انفجارات متتالية.

تضامن دولي

وفي أول رد فعل دولي على الجريمة، دانت المانيا، أمس الأربعاء، الهجوم الإرهابي.

وقال السفير الالماني في العراق، مارتن ييغار، بتغريدة نشرها على حسابه الرسمي في موقع “تويتر” واطلعت عليها “طريق الشعب”، “ندين الهجوم الشنيع على المدنيين الأبرياء في الرشاد في ديالى الليلة الماضية”.

وأضاف: “قلوبنا مع الضحايا وعائلاتهم ونتمنى لجميع المصابين الشفاء العاجل”.

وتابع: “سوف تستمر المانيا في تقديم الدعم للعراق في مكافحة الإرهاب”.

أما أمير الكويت الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، فقد أعرب بحسب وكالة الأنباء الكويتية عن إدانة بلده للهجوم “الذي طال الأبرياء”.

ووجه الأمير ببرقيتي تعزية إلى رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء، أعرب فيهما “عن التعازي والمواساة بضحايا الهجوم الذي أودى بحياة عدد من المواطنين واصابة آخرين”.

وعلى صعيد ذي صلة، دانت جمهورية مصر الهجوم أيضا.

وذكرت وزارة الخارجية المصرية في بيان لها، أن “دولة مصر تقدمت بخالص تعازيها وصادق مواساتها لجمهورية العراق الشقيق، حكومة وشعبًا، ولذوي الضحايا الأبرياء في هذا الهجوم الغاشم، مُتمنية سرعة الشفاء للمصابين. وأن مصر تؤكد وقوفها التام مع العراق ضد كل ما يُهدد أمنه واستقراره”، مشددة على ثقتها في أن “مثل هذه الحوادث الإرهابية اليائسة التي تستهدف مدنيين عُزَّل لن تنال من عزيمة العراق في استكمال مسيرته الوطنية في الاستقرار والتنمية، وتحقيق الرخاء والازدهار للشعب العراقي الشقيق”.

كما دانت الخارجية البحرينية “الهجوم الإرهابي المروع على قرية الرشاد في ناحية المقدادية بمحافظة ديالى”، معربة عن تعازيها إلى أهالي وذوي الضحايا، وتمنياتها بالشفاء العاجل للمصابين، جراء هذا العمل الإرهابي الآثم.

وأكدت الخارجية “تضامن مملكة البحرين مع جمهورية العراق الشقيقة فيما تتخذه من إجراءات وتدابير للحفاظ على أمنها واستقرارها”.

************

تظاهرات مطلبية حاشدة في 5 محافظات

بغداد – طريق الشعب

تتواصل الفعاليات الاحتجاجية بشكل يومي في مختلف مناطق العراق للمطالبة بالحقوق المشروعة “ خدمات، فرص عمل، مكافحة الفساد، وقضايا مطلبية اخرى”، وشهدت خمس محافظات مؤخرا، تظاهرات حاشدة طالبت بقضايا مختلفة.

الفلاحون يتظاهرون

ونظم الاتحاد المحلي للجمعيات الفلاحية التعاونية في كربلاء المقدسة، تظاهرة أمام مبنى المحافظة للمطالبة بحقوق الفلاحين والمزارعين وإصلاح الواقع الزراعي.

وأصدر المتظاهرون بياناً جاء فيه: “بالنظر للقرارات المجحفة من قبل الحكومة والتي سحبت البساط عن الدعم للواقع الزراعي ومحاربة الفلاحين والمزارعين في العلن مما أدى إلى الخروج بتظاهرة سلمية للمطالبة بحقوقنا المشروعة”.

وفي وقت سابق، هدد الاتحاد العام للجمعيات الفلاحية في القيام بفعاليات احتجاجية واسعة في حال عدم الاستجابة لمطالبه التي اعلن عنها في مؤتمر صحفي ببغداد.

المحاضرون في السليمانية

وعلى صعيد آخر، جدد محاضرون مجانيون في محافظة السليمانية تظاهراتهم لليوم الثامن عشر على التوالي، للمطالبة بتحقيق العدالة والإصلاحات وتعيينهم على الملاك الدائم.

وقال المحاضر سربست في تصريح صحفي: “إن مدارس الاقليم بحاجة إلى أضعاف أعداد المحاضرين المجانيين بسبب زيادة عدد المدارس والطلبة إضافة إلى توقف عملية التعيين منذ عام 2014”. وأضاف المحاضر “على حكومة الإقليم أن تجد سبيل لحل هذه المشكلة التي قد تنعكس على العملية التعليمية سلبيا”.

إضراب في النجف

أما في محافظة النجف، فقد واصل عمال وموظفو البلدية من ذوي العقود تظاهراتهم. وأفاد مراسل “طريق الشعب”، بأن التظاهرة والاعتصام الذي نظم أمام مديرية البلدية جاءت للمطالبة بتطبيق القرار 315 وتثبيتهم على الملاك مثلهم مثل بقية الموظفين في الدوائر الأخرى.

ميسان.. طلبة الدراسات العليا

من جانب آخر، تظاهر العشرات من طلبة الدراسات العليا أمام مديرية تربية ميسان للمطالبة بمنحهم كتب عدم ممانعة إكمال دراستهم خارج البلاد أسوة بإقرانهم في محافظات مجاورة. وقال عدد منهم لوكالات الأنباء إن هذه التظاهرة ليست الأولى وإنهم نظموا تظاهرة في وقت سابق أمام وزارة التربية في بغداد وتم توجيههم لمراجعة مديريات التربية في المحافظات إلا أن تربية ميسان لم تكن جدية في التعامل مع مطالبهم بحسب تعبيرهم.

منتسبو الحشد في البصرة

وفي البصرة، جدد عدد من الجرحى المنتسبين لوزارة الداخلية والحشد الشعبي وقفتهم الاحتجاجية أمام ديوان المحافظة وطالبوا بشمولهم بتخصيص قطع الأراضي السكنية. ونقلت وكالة “المربد” عن البعض قولهم: إن قطعة الأرض تعد من حقوقهم المشروعة. يجب على الحكومة المحلية توزيع قطع اراض تماثل اقرانهم من المدنيين وبمواقع جيدة.

قطع الطرق بذي قار

من جانب آخر، قطع العشرات من اصحاب وسائقي مركبات الحمل في محافظة ذي قار الطريق الرابط مع محافظة البصرة، عند سيطرة تل اللحم مطالبين بإعفائهم من الخضوع الى فحص جهاز السونار واصدار “باجات” دخولية خاصة بهم بعد تسجيل اصابات ووفيات بأمراض سرطانية على خلفية تعرضهم إلى أشعة جهاز فحص السونار لعدة مرات يوميا. وبحسب أحد المحتجين، فأنهم قطعوا الطريق العام في تصعيد احتجاجي لإيصال صوتهم بعد عدة مراجعات للجهات الحكومية والأمنية دون الحصول على استجابة لهم. وأشار إلى أن التظاهرات سوف تستمر لحين الاستجابة وتحقيق المطالب، مناشدا الجهات الجهات الحكومية العليا النظر في مطالبهم.

*- ***************

جهة سياسية متنفذة وراء قرار نقل وبيع كلية الزراعة بيع الصروح التعليمية.. تجارة يعتاش عليها الفاسدون

بغداد ـ محمد التميمي

اثار قرار وزارة التعليم العالي ببيع كلية الزراعة بعد أعوام من نقلها الى جامعة بغداد في الجادرية، تساؤلات عديدة حول جدية تصريحات المعنيين في الوزارة حول اهتمامهم بالرصانة التعليمية. فيما عده ناشطون قرارا يستهدف البنى التحتية للقطاع التعليمي. وتعتبر كلية الزراعة من الصروح العلمية التي لها تاريخ يمتد الى عقود طويلة، حيث تم تأسيسها في العام 1952، بينما يقاسي طلبتها الان معاناة كبيرة بسبب نقل الكلية الى جامعة بغداد، وعدم كفاية المباني. وفي هذا الصدد اجرت “طريق الشعب” حوارا مع طلبة ناشطين ومصدر من داخل الكلية، تحدثوا لنا عن موقفهم من هذا القرار.

رفض وتحذير

وقال عضو اتحاد الطلبة العام في جمهورية العراق أيوب عبد الحسين في حديث لـ”طريق الشعب”، “بات واضحاً توجه وزارتي التربية والتعليم العالي، في خصخصة المنشآت التعليمية والغاء مجانية التعليم ايضاً، ونلاحظ في الآونة الاخيرة تصاعد حالات بيع المباني التعليمية من جامعات ومدارس الى المستثمرين”.

واكد “نحن الان بحاجة ماسة الى توسيع وتطوير البنى التحتية التعليمية لاستيعاب الزيادة الحاصلة في عدد الملتحقين بسلك التعليم سنوياً”، مشددا على ضرورة مواجهة “تغلغل الفاسدين في وزارتي التربية والتعليم، اذ ان كل المباني التي يتم عرضها للاستثمار، تباع الى مستثمرين مرتبطين بجهات سياسية معروفة في ايغالها بالفساد، وما حدث في كلية الزراعة في جامعة بغداد خير مثال على ذلك”.

واكد عبد الحسين في حديثه على “نحن في اتحاد الطلبة العام نرفض وبشدة هذه الممارسات، التي تتعارض مع الدستور والقوانين النافذة، ونحذر من التداعيات الخطرة على العملية التعليمية ومغبة الاستمرار بهذا النهج، ونتساءل على أي الاسس القانونية تتم هذه الإجراءات، ونطالب الجهات المعنية بالعدول عن هذه الاجراءات الخطرة، وعلى الحكومة فتح تحقيق عاجل مع القائمين على هذه العملية ومحاسبتهم”.

ملفات فساد

وكشف مصدر مطلع لمراسل “طريق الشعب”، عن ملابسات القضية التي تم التحضير لها قبل خمس سنوات قائلا: “بدأ الحديث عن نقل الكلية قبل سنة من دخول تنظيم داعش الى العراق”، مشيرا الى ان عمادة الكلية تبرر الموضوع “بهدف التوسيع وإقامة المشاريع، على الرغم من ان الحجة أصبحت في ما بعد هي بداعي الخوف على الطلبة من تنظيم داعش”.

وأضاف المصدر الذي طلب حجب هويته: انه جرت محاولات ضغوطية على عميد الكلية السابق حمزة الزبيدي من اجل الموافقة على قرار نقل الكلية الى جامعة بغداد، لكنه لم يرضخ لتلك الضغوطات، بالتالي تمت تنحيته من منصبه وتنصيب عميد آخر”.

ولاحظ المصدر، ان هناك مجاميع كانت تعمل على تحريض الطلبة من اجل الخروج للتظاهر في حال لم تتم الموافقة على قرار النقل.

واكد المصدر، ان “كلية الزراعة تستحوذ عليها جهة سياسية متنفذة، وملفات الفساد فيها كثيرة حين كانت بناية الكلية في أبو غريب”، موضحا ان واحدا من تلك الملفات هو البساتين العديدة التي تضم كل أنواع التمور لتدريب وتدريس الطلبة، حيث تم الاستحواذ على البساتين بحجة بناء مجمع سكني، وان صاحب المشروع هو شخصية تابعة لنفس الجهة السياسية المتنفذة، علما أنهم لا يمتلكون سندات ملكية”.

وأشار الى ان “السرقة لم تتوقف على البساتين، بل طالت مفاصل الكلية الاخرى، التي تقدر أسعارها بالملايين، وكانت تفتح لجان تحقيقية وتغلق، وتم استدعاء عميد الكلية من قبل النزاهة، لكن الملف أغلق في ما بعد”.

اعتقال وتخويف

ويزيد المصدر في حديثه “بعد تنحية العميد الزبيدي، أصبح الحديث عن نقل الكلية واقعا، وكانت الحجج تافهة، بعضهم يقول نريد “تشييع” الكلية والآخر يتحجج بداعش، وان الطلبة الشيعة لا يرغبون في التقديم على الكلية لأنها تقع في أبو غريب. الكثير من الأساتذة كانوا ممتعضين من التلويح بقرار النقل، وكان من يتحدث بالضد من القرار يتم اعتقاله وتم بالفعل اعتقال 4 اساتذة وقفوا ضد القرار، وتم احتجازهم في الفرقة القريبة على الكلية، وبعد 3 ايام أفرج عنهم”.

ويقول المصدر ان “من يؤيد قرار النقل يتم منحه منصبا، ومن يعارضها تتم محاربته”.

ويبين المصدر، ان “ما يحدث الان هو مهزلة حقيقية؛ اذ ان 14 قسما حصرت ببنايتين منفصلتين عن بعض، ومتباعدتين، ولا تكفيان لان تغطيا اقسام الكلية، مثل قسم المحاصيل، قسم الثروة الحيوانية، قسم البستنة وقسم الصناعات وقسم المكننة وقسم التربة وقسم التصحر وقسم الاقتصاد وقسم الإرشاد الزراعي وقسم وقاية المزروعات”، لافتا الى ان هناك 20 طلبا قدمت من طلبة الدراسات العليا الى البرلمان من اجل التدخل، لكنها لم تلق اية استجابة.

رصانة ولكن!

من جانبه، قال الناشط محمد علي ان “المشكلة لا تقتصر اليوم على كلية الزراعة فقط بل بدأت تتوسع أكثر، فقد تم بيع مدرسة في منطقة الغدير الى مستثمر قبل أيام معدودة بعد فشل وزارة التربية في تذويب مدرستين ابتدائيتين فيها، وتم تجاهل مصر التلاميذ الذين يبلغ عددهم أكثر من 530 طالبا الى جانب 32 معلما”.

ولفت الى انه “دائما ما نسمع تصريحات لمسؤولين في الوزارتين عن الرصانة في العملية التعليمية لكن ما نراه على ارض الواقع يستهدف الرصانة بشكل مباشر، ويناقض تلك التصريحات، وحتى قرارات الوزارتين على مدار 4 سنوات هي دائما ما تكون بالضد من مصلحة الطالب”.

*********

الصفحة الرابعة

الحلقة الرابعة

تقليص المساحات المزروعة يؤثر على مفردات البطاقة التموينية شح المياه يهدد 7 ملايين مزارع

بغداد - طريق الشعب

تنشر “طريق الشعب” سلسة حلقات حول شح المياه والتغييرات البيئية والمشاكل التي يواجهها العراق جراء ذلك

كشف وزير الزراعة محمد كريم الخفاجي، أن إقرار الخطة الزراعية يكون وفقاً للإيرادات المائية الموجودة، وان وزارة الموارد المائية هي المعنية بتحديد حجم المساحات التي تزرع. فيما أشار إلى أن شح المياه الحالي يهدد حياة 7 ملايين عامل في القطاع الزراعي، قد يدفعهم الجفاف الى هجرة قراهم.

من جانبها، بررت وزارة الموارد المائية، تلك الشحة بانحسار الامطار في المنطقة، مؤكدةً أن الأزمة طالت بلدانا مجاورة مثل سوريا وتركيا وايران، ودفعتها الى تقليص مساحتها الزراعيّة.

ويأتي حديث الوزارة في أعقاب الإعلان عن الخطة الزراعية الشتوية التي قلّصت المساحات المزروعة في العراق، إلى 50 في المائة. فيما أكدت ان مياه الشرب مؤمنة بالكامل.

الخطة الزراعية

وقال الوزير الخفاجي في لقاء متلفز تابعته “طريق الشعب”، أن “الخطة الزراعية عندما يتم وضعها تبدأ من الشعبة الزراعية التي تتكون من قائممقام ومدير الشعبة الزراعة، ومدير شعبة الري في القضاء او الناحية، ثم يرفع تقرير الى اللجنة الزراعية في المحافظة، والتي بدورها ترفع تقريرها الى وزارتي الزراعة والموارد المائية، من أجل إقرار الخطة الزراعية للموسم”.

وأضاف أن “إقرار الخطة الزراعية يكون وفقاً للإيرادات المائية الموجودة”، مبينا ان “العام الماضي كان سنة جفاف، وهذا العام يتوقع ان يكون الشيء ذاته”، مبيناً أن “تقليص المساحات المزروعة الى 50 في المائة، سيؤثر على الامن الغذائي بنسبة 100 في المائة، خاصة في موضوع تأمين مفردات البطاقة التموينية”.

وأوضح الخفاجي، أن “العام الماضي سوقنا من المحاصيل الاستراتيجية 3 ونصف المليون طن، وان العام الذي سبقه سوقنا 5 ملايين طن. في العام المقبل نتوقع ان انتاجنا لا يتجاوز الـ 2 مليون طن من المحاصيل الاستراتيجية”.

وأكد أن “تكاليف انتاج الحنطة زادت اربعة اضعاف؛ حيث ان دعم البذور قل بنسبة 50 في المائة، ودعم الأسمدة قل بنسبة 35 في المائة، فضلاً عن ان المواد الأولية اغلبها مستوردة، وبالتالي فان التكاليف زادت على المزارع”، منبهاً إلى أن “المزارع الذي لا ينتج في الدونم الواحد اكثر من 600 كيلوغرام، فانه لا يمكن له سداد تكاليف الإنتاج. وبالتالي تقدر خسارته بـ 200 الف دينار بالدونم الواحد”.

ولفت الوزير إلى أن “اللجنة المالية البرلمانية تعطي 50 الف دينار زيادة على سعر الحنطة، للطن الواحد، وطلبنا ان تحولها الى وزارة الصناعة، اذ تبلغ اقيامها بما يعادل 250 مليار دينار، بعد ان أسست وزارة الصناعة خطا جديدا لإنتاج الأسمدة، وهذا ما يجعلنا نؤمن انتاجنا قبل 1 تشرين الأول، ولكن اللجنة المالية لم توافق على ذلك”.

وتابع بقوله: انه في نيسان الماضي “وقعت وزارة الزراعة عقداً مع وزارة الصناعة لتجهيزها بالأسمدة، ويشترط العقد ان تجهز الصناعة وزارة الزراعة بالأسمدة قبل شهر آب، ولكن الصناعة لم تكن تملك أجرة العمال او رواتب موظفيها، ما دفعنا إلى تحويل 100 مليار دينار الى الصناعة، على ان يتم تجهيزنا بالأسمدة في موعد 15 تشرين الثاني”.

السلة الغذائية

وعند سؤاله عن اخر مستجدات الامن الغذائي، قال الخفاجي، أن “المنتجات المحلية زاد انتاجها في الفترة الأخيرة، حيث ان الطماطم زاد انتاجها في موسم 2020 - 2021 بنسبة 150 في المائة، والبطاطا زادت بنسبة 200 في المائة، والباذنجان زاد بنسبة 70 في المائة، وكذلك بقية مفردات السلة الغذائية”.

وأضاف الوزير، ان هذا حصل بسبب ان “رئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي ضبط الحدود، وانهى عملية التهريب، وبالتالي هذه الإجراءات أدت الى حماية المنتجات المحلية”.

 وأوضح “أننا حققنا منجزا على مستوى صناعة الدواجن، ودخل 5 الاف حقل دواجن حيز العمل في هذا العام. كان منها 3 الاف حقل معطل”، موضحاً أن “العراق كان يستورد منتجات الدواجن من الخارج بكلفة قدرها 6 مليارات دولار، في حين ان انتاجنا المحلي من البيض بلغ  3 مليارات ونصف المليار بيضة، فيما تبلغ حاجتنا 4 مليارات بيضة”.

وبرر وزير الزراعة ارتفاع سعر البيض بمرض إنفلونزا الطيور الذي اجتاح بعض الدواجن، مبيناً ان “70 في المائة من تكاليف انتاج البيض هي الاعلاف وهذه الأخيرة جميعها استيراد. وبالتالي فإن تغيير سعر الصرف ساهم ايضاً برفع سعر البيض”.

تغيير ديموغرافي

 وبالعودة الى قرار تقليص الأرضي المزروعة الى 50 في المائة، قال الخفاجي، ان “وزارة الموارد المائية هي المعنية بتحديد نسبة الأراضي المزروعة، ولكن في حال هطول امطار بين 1 تشرين الثاني و15 كانون الأول، قد نعيد النظر بنسبة الـ 50 في المائة”.

وذكر الوزير في معرض حديثه، أن “شحة المياه تهدد حياة  7 مليون عامل في القطاع الزراعي وهؤلاء يمثلون 20 في المائة من نسبة السكان، وفي حال استمرار الازمة سيضطر المزارعون الى استبدال عملهم بمهن أخرى، وهذا ما يجعلهم يتركون قراهم، بالتالي فإن شح المياه يدفع نحو تغيير ديموغرافي، ويجعلنا في موضع انهيار في الامن الغذائي”.

وأكد أن “العراق من اكثر البلدان تعرضاً الى التغير المناخي وخصوصاً في الجنوب، وعندما تجاوزت درجات الحرارة الـ 50 مئوية اثر ذلك سلباً على الثروة الحيوانية وطال التأثير الاهوار والثروة الحيوانية فيها”.

وتواجه وزارة الزراعة تحديات كثيرة، وضعت الوزير بموقف الندم على قبوله التكليف بهذا المنصب، بحسب ما قاله. وأكد أن “تخصيصات وزارة الزراعة من الموازنة العامة حددت بـ640 مليار دينار، لم استلم منها سوى 112 مليارا، وهذا ما وضعنا في موقف صعب امام المزارعين وأصحاب حقول الدواجن”.

وفي سياق اخر، أشار الوزير إلى أن “هناك سبع طائرات لرش المبيدات موجودة في قضاء الصويرة معطلة منذ سبع سنوات”، مبيناً أن “هذه الطائرات تم استيرادها عام 2010، ولكنها معطلة منذ عام 2015”، موضحاً ان “تكلفة شرائها كانت 30 مليار دولار من شركة ايرباص الفرنسية”.

 ونبه الوزير إلى أن هناك “جهات تحاول احالة تصليح هذه الطائرات الى شركة في جنوب افريقيا بمبلغ قدره 20 مليار دولار، ولكن عند الذهاب الى الشركة المصنعة وبعد ان تفاوضنا معها تمكنا من الحصول على عرض لاصحالها بمبلغ قدره 3 مليارات ونصف المليار دولار، بالإضافة الى تدريب الطيارين، ولكن شركة ايرباص انسحبت بعد ذلك من هذا العرض لأسباب مجهولة”، مضيفاً انه “في ما بعد طلبت من وزير الزراعة الفرنسي اصلاح الطائرات ولبى لنا هذا الطلب”.

وختم حديثه في القول ان “وزارة الزراعة تسعى لتأمين الخضار بالدرجة الأساس، لأنها تتداخل مع الخطة الشتوية، بالإضافة الى اننا سنطور منظومات الري لتأمين زراعة المحاصيل الاستراتيجية، بالتعاون مع شركة الخريف السعودية التي تجهز بمنظومات ري بالرش (محوري وثابت)، هذه المنظومات تخفف من استخدام المياه بنسبة 40 في المائة”.

انحسار الامطار

من جهته، قال وزير الموارد المائية، مهدي رشيد الحمداني، “أننا امام ازمة مائية جاءت نتيجة انحسار الامطار للموسم الثالث على التوالي، وهذه الازمة استشعرت بها الوزارة منذ اكثر من سنة”، مبيناً أن “الإجراءات القاسية التي اتخذتها الوزارة في حكومة الكاظمي جاءت تحسباً لمثل هذه المواقف”.

وأضاف الوزير في لقاء متلفز تابعته “طريق الشعب”، أن “استمرار انحسار الامطار اثر على المنطقة بالكامل، والتأثيرات طالت سوريا وتركيا وايران، ولذا هذه السنوات هي استثنائية”، مشيراً إلى أن “المؤشرات والمقاييس العالمية تؤكد ان مثل هذه السنوات يأتي بعدها انفراج بالأمطار”.

وأوضح، أن “تأمين مياه الشرب أولوية بالنسبة لنا، وهو ضمن مهام عمل الوزارة، بالإضافة الى تأمين المواسم الزراعية وهذا ما حصل في الموسمين الشتوي والصيفي الماضيين”.

وأشار إلى أن في ظل استمرار انحسار الامطار “كنا مضطرين لان نتخذ قرارات قاسية ومنها تقليل المساحات المزروعة، ونحن نعلم ان هذا سيصيب بعض المناطق والفلاحين بالضرر”، مؤكداً أن “هذه ليست الازمة الأولى التي حدث فيها شح مائي، انما سبقتها خمس أزمات حصلت في السنوات الماضية، وان الازمة جاءت نتيجة التغيرات المناخية التي يعاني منها العالم وليس العراق وحده”.

وأضاف أن “الإجراءات التي اتخذتها الوزارة، ساهمت بتوفير مياه تكفي لموسم زراعي نسبة 100 في المائة، وهذا بالنسبة للموسمين الصيفي والشتوي الماضيين”.

وأكد الحمداني، أن “الوزارة لديها إمكانية خزن اكبر كمية من المياه، ولا ينقصنا سوى استكمال سد مكحول الذين باشرنا العمل فيه”، لافتاً إلى أن “تقليص المساحات المزروعة الى 50 في المائة، كانت تحسباً للأسوأ لأننا نفكر في تأمين مياه الشرب في حال استمرار انحسار الامطار لموسم اخر”.

“مياه الشرب مؤمنة”

ونفى الوزير وجود أزمة في مياه الشرب، قائلاً إن “هذه نظرية لا يمكن تطبيقها، وأن مياه الشرب مؤمنه بالكامل”.

وأردف بقوله “ما يحصل الان من ازمة مياه هو في حسابات الوزارة منذ قرابة عام ونصف، ولذلك نظمنا مؤتمرا مع مستشارية الامن القومي للنقاش حول خطر الامن الغذائي والمائي”.

وتابع الحمداني، أن “تقليل المساحات الزراعية إلى 50 في المائة، سوف يجبر الحكومة ويثقلها بتعويض هذا النقص من خلال الاستيراد”، مبيناً أن “المحاصيل التي ستدخل حيز التقليص هي المحاصيل الاستراتيجية، أما بقية المحاصيل الأخرى فهي لا تستهلك كميات كثيرة من المياه، ومياهها مؤمنة بالكامل”.

واستطرد الوزير بقوله، ان “تركيا قلصت الأراضي الزراعية بسبب انحسار الامطار، وسوريا منعت بعض المناطق من الزراعة مطلقاً، أما نحن في العراق فنسعى الى تقليل الضرر على الفلاح، لكن الموضوع خارج عن ارادة البشر”.

شكوى ضد ايران

وعن السياسة المائية لدول الجوار تجاه العراق ـ وتحديداً تركيا وايران ـ فالأولى بنت سدوداً على نهر دجلة، والثانية غيرت مجرى الروافد لدجلة، قال الحمداني: “اننا في انتظار إجراءات وزارة الخارجية لتقديم شكوى على ايران لدى محكمة العدل الدولية ومنظمة حقوق الانسان العالمية، لأنها لم تشاركنا الضرر مثل تركيا وسوريا”، مضيفاً أن “ايران احتفظت بالمياه داخل خزاناتها، ثم تعرضت هذه المياه الى التبخر نتيجة ارتفاع درجات الحرارة”.

وأضاف أن “مسألة تقاسم الضرر تتبع المواثيق الدولية، وإيران لم تلتزم بذلك، ما دفعنا لرفع دعوى لمحكمة العدل الدولية، وهذا كان اخر الحلول لدينا”، مؤكداً “طلبنا عقد اجتماعات ولقاءات مع الإيرانيين ولكننا لم نلتمس أية استجابات منهم”.

وأكد الحمداني، أن “محافظة ديالى اكثر المدن تضرراً من الجارة ايران ولم نسمح منذ الصيف الماضي بالزراعة ولم نمنحها حتى حصة الـ 50 في المائة، في الموسم الشتوي المقبل”.

وبيّن الوزير أن “قيام ايران بتحويل مجاري الأنهر والروافد الصغيرة داخل أراضيها تسبب بضرر للأهوار وتحديداً هور الحويزة، وساهم ذلك ايضاً بارتفاع نسبة الملوحة في شط العرب”، مشيراً إلى أن “ايران قامت بتحويل مجرى نهر الكرخ ونهر الكارون، فضلاً عن انها حفرت انفاقا لتقليل مياه نهر سيروان الذي يغذي ديالى، وحولت الروافد التي تغذي نهر الزاب الأسفل الذي يغذي سد دوكان، وهذا يؤثر سلباً حتى في مواسم الوفرة المائية”.

 العودة الى اتفاقية الجزائر

وذكر الوزير في معرض حديثه، “أننا خلال الزيارات الرسمية الى ايران، يطلب الايرانيون المختصون في مجال المياه، العودة الى العمل بموجب اتفاقية الجزائر 1975، وهذا يناسبنا نحن في الوزارة، رغم انها تحتوي على شمولية في الكثير من الفقرات، وهي لا تخص فقط وزارة الموارد المائية”.

وأكد أنه لا توجد اتفاقيات “تتيح لإيران ان تقوم بتحويل مجرى الأنهر، ووفقاً لاتفاقية الجزائر، فإن شط العرب قناة ملاحية تصب فيها الروافد، ولذا فإن ايران لا تملك أحقية تحويل مجرى الأنهر داخل أراضيها”.

وذكر الوزير، أن اتفاقية الجزائر فيها “محاور أخرى تخص الحدود وتخص القضايا السياسية، لكننا في الوزارة نرى ان الاتفاقية فيها فقرات مهمة فيما يخص الموارد المائية”.

العراق في الاتفاقيات الدولية

وكشف الحمداني، أن “العراق دخل في كل الاتفاقيات الدولية التي تخص موضوع المياه، مثل معاهدة عام 1997 للأمم المتحدة الخاصة بالمياه العابرة، واتفاقية هلسنكي للمياه”، مؤكداً أن “هذه الاتفاقيات غير ملزمة للدول غير المنضمة لها مثل تركيا وايران، وعدم انضمام هذه الدول للاتفاقيات الدولية تضع مؤشرا امام المجتمع الدولي مفاده ان هذه الدول لا تنوي مساعدة دول المصب”.

 وأوضح أن “هدف العراق من دخول هذه الاتفاقيات هو إيصال صورة للجميع اننا لسنا لوحدنا، وإن المجتمع الدولي يلعب دورا ساندا للعراق في حقوقه المائية”.

 وأشار إلى أن “عدم اشتراك ايران وتركيا في الاتفاقيات الدولية، لا يعني رفض هذه البلدان لبنود الاتفاقيات”، موضحاً أنهم “يعلمون ان دخولهم في هذه الاتفاقيات سيرتب عليهم التزامات تجاه دول المصب”.

مذكرة تفاهم

ومن جانب اخر، بحسب الحمداني، فإن “العراق يتعامل وفق بنود هذه الاتفاقيات مع دول المنبع، وان هذه السياسة اوصلتنا مراحل ممتازة من التفاهمات مع تركيا”، مؤكداً أن “مذكرة التفاهم بين العراق وتركيا التي دخلت حيز التنفيذ، تحتوي على مجموعة التزامات أهمها التزام تركيا بإطلاق حصص مائية منصفة وعادلة للعراق، فضلاً عن تطوير قطاع الارواء وتبادل الخبرات بين الطرفين، لافتاً إلى ان “الحصة العادلة والمنصفة ستحددها لجان فنية مشتركة بين الطرفين”.

ولفت الى أن “العراق يتأثر في تطوير مشاريع المياه لدى دول أعالي المنبع، ويكون التأثير بكمية ونوعية المياه، لذلك كل الاتفاقيات الدولية تلزم دول المنبع بالمحافظة على كمية ونوعية المياه لدول المصب”.

ووضّح الوزير مصطلح نوعية المياه بقوله: “عندما تقوم دول المنبع بتطوير مشاريعها الاروائية والصناعية والزراعية بالتأكيد سوف تدخل مواد كيمياوية للمياه، ولذا فإن الاتفاقيات الدولية الزمت دول المنبع بإعادة تنقية المياه قبل إعادة رميها للنهر”، مبيناً “لدينا محطات رصد عند الحدود العراقية تعمل على متابعة المياه الداخلة للبلاد”.

 مخرجات مؤتمر المياه

وتابع الحمداني، أن “واحدا من مخرجات مؤتمر المياه الذي عقد مؤخراً في بغداد، هو مصادقة الجانب التركي على مذكرة التفاهم، والتي اعلنها المبعوث الخاص للرئيس التركي اثناء المؤتمر”.

وأشار إلى أن “نتائج مذكرة التفاهم بدأت تظهر الان حيث ان الجانب التركي اطلق لنا كميات اكبر من الضرر الذي حصل عندهم، وجزء من الاطلاقات كان من الخزين التركي لمساعدة العراق في هذه الشحة، التي ساهمت باحتواء الازمة الحالية”.

وأردف الوزير كلامه بالحديث عن سياسة تركيا وايران المائية مع العراق قائلا: أنه “لا توجد مقارنة بين كميات المياه الواردة من تركيا وتلك الواردة من ايران، لان الواردات من الأخيرة تكاد تكون نسبتها صفراً. اما واردات تركيا فإنها طبيعية في ظل هذه الشحة”.

خارطة طريق

وذكر ان “الوزارة عدّت استراتيجية تمثل خارطة طريق لغاية عام 2035 ولديها مؤشرات عن الموقف المستقبلي، وهذه استراتيجية تحتاج الى تخصيصات مالية ضخمة، تصل الى 80 مليار دولار، وتشترك فيها بعض الوزارات وهي ايضاً تحتاج لمبالغ مشابهة، وقد يصل مجموع المبالغ الى 150 مليار دولار”، مستدركاً أن “الوضع المالي في البلاد لا يسمح بذلك!”.

وتوجهت الوزارة، بحسب الحمداني، إلى “تحديث هذه استراتيجية مع مؤسسة هولندية، لغرض تجنب دفع المبالغ المالية الضخمة، ومن ضمن قضايا هذه الاستراتيجية، هي قضية الري”.

وأكد الوزير أن “العراق قطع شوطا كبيرا في تحسين مشاريعه الاروائية لغاية عام 2014، ولكن ما حصل بعد هذا العام، ساهم في خراب المشاريع التي نفذتها الوزارة مسبقاً”.

ولفت الوزير الانتباه إلى أن “الهدر الموجود في العراق هو نتيجة الطرق القديمة في الري التي تعتمد بعد أن دمرت التنظيمات الإرهابية مشاريع عديدة، بالتالي غير المعقول ان تحاسبنا دول المنبع على هذا الهدر”.

وختم الحمداني حديثه بالقول “الوزارة استثمرت مياه الامطار في المواسم السابقة، ولو لم تفعل ذلك، لم نستطع مقاومة مواسم الجفاف الان”.

*********************************************

الصفحة الخامسة

لا تقلُ خطورة عن داعش المخدرات.. سلاح مدمّر يهدد العراقيين

بغداد – وكالات

تفاقمت خلال السنوات الأخيرة في العراق، ظاهرة الاتجار بالمخدرات وتعاطيها، الأمر الذي يهدد المجتمع العراقي وحياة ومستقبل أبنائه.

وتشير مصادر أمنية، إلى ان الكثيرين من سالكي طريق المخدرات في عموم العراق، يتم القبض عليهم بين فترات متقاربة “إذ يصل عدد الذين يقعون في قبضة الأجهزة الأمنية، من هؤلاء، إلى العشرات في اليوم الواحد” – وفقا للمصادر الأمنية.

إيران ولبنان

في تصريح لوكالة أنباء “شفق نيوز”، يؤكد مصدر أمني في مديرية الاستخبارات العسكرية، أنه من خلال التحقيقات مع الأشخاص الذين يتم القبض عليهم بتهمة المخدرات، تبين أن دولتين، إحداهما مجاورة للعراق، هما المصدر الرئيس لتوريد هذه المواد إلى البلد، ومنه إلى دور مجاورة أخرى.

ويلفت المصدر الذي لم تعلن وكالة الأنباء عن اسمه، إلى أن “أولى الدولتين هي ايران، التي تصل المواد المخدرة منها إلى محافظات ميسان وذي قار والبصرة، ليتم توزيعها بعدها إلى بقية محافظات الجنوب، ثم الى الكويت والسعودية. أما الدولة الثانية فهي لبنان. إذ ان مناطق جنوب لبنان والبقاع شهيرة بصناعة المواد المخدرة، التي تصل منها إلى سوريا ثم إلى مناطق غرب العراق، وتحديدا محافظة الأنبار”.

وبحسب مراقبين وباحثين أمنيين في الأنبار، فإن منطقتي الرطبة والقائم الحدوديتين، أصبحتا ممرا لتهريب المخدرات التي تصل من لبنان وسوريا.

حدود منفلتة 

من جهته، يقول قائم مقام قضاء الرطبة، عماد الدليمي، أن “القضاء يعد ممراً لتجار المخدرات، كونه حدوديا مع ثلاث دول مجاورة، هي السعودية والأردن وسوريا. وبما أن الحدود منفلتة بين العراق والأخيرة، أصبح من السهل على تجار المخدرات تهريب بضاعتهم وإدخالها إلى المحافظات الغربية”.

ويرى الدليمي، أن “الظروف المعيشية الصعبة التي يمر بها سكان الرطبة، دفعت العديد منهم نحو هذا المسلك الخطير”، محذرا من هذه الظاهرة التي يصفها بأنها “سلاح يدمر المجتمع، وخطورته لا تقل عن خطورة تنظيم داعش والمجاميع الإرهابية”.

منفذ غير رسمي

اما في قضاء القائم، فيعزو مصدر أمني ظاهرة انتشار المخدرات فيه وفي عموم محافظة الأنبار، إلى كون المنطقة حدودية محاذية لسوريا، مشيرا إلى أن “المواد المخدرة تنتقل من لبنان ثم إلى سوريا فالعراق، عبر منفذ لوجستي غير رسمي تديره فصائل مسلحة”.

ويلفت المصدر الذي لم تذكر وكالة الأنباء اسمه، إلى أن “هناك انتشارا كبيرا للمخدرات في قضاء القائم. إذ لا يمر أسبوع واحد من دون إلقاء القبض على تاجر أو تاجرين في الممنوعات، وبحوزتهم كميات كبيرة منها”.

أخطر من داعش

يقول الباحث في الشأن الأمني العراقي، العميد الركن أعياد الطوفان، أن “بعض المواد المخدرة يدخل الى العراق عن طريق تجار المخدرات. فيما البعض الآخر يدخل عن طريق ميليشيات لا تخضع للتفتيش او للقانون حتى، وبالتالي تكون هذه المواد موردا رئيسا لتمويلها”.

ويبين الطوفان في حديث صحفي، أن “التنظيمات الارهابية تعمل على كسب الشباب وتوريطهم عن طريق المخدرات. إذ يتم منحهم الجرعات المخدرة في بادئ الأمر بالمجان، وبعد ان يصبحوا مدمنين في فترة وجيزة يتم بيعها عليهم بعشرات آلاف الدنانير”، لافتا إلى أنه “لديّ شواهد وادلة كثيرة على جرائم نفذها مدمنون ليتمكنوا من شراء المخدرات. ففي كربلاء قام أحد المدمنين بقتل أمه وأبيه وخمسة من اخوته واخواته لهذا السبب. وهناك الكثير من الشباب انتحروا لعدم تمكنهم من شراء المخدرات. لذلك نرى أن هذه الظاهرة أخطر من داعش”.

ويتابع، أن “القيام بغلق عدد من محال بيع المشروبات الكحولية، كان سبباً أساسيا وراء لجوء الكثيرين الى تعاطي المخدرات، وهو ما ادى الى تفاقم هذه الظاهرة في عموم محافظات العراق”.

الدور الأمني ضعيف

وعن إمكانية محاربة الظاهرة ومكافحتها، يرى الطوفان أن “دور الحكومة وقوات الأمن في محاربتها لا يرقى الى مستوى معالجتها او الحد من تفاقمها، خاصة أن الكثيرين من تجار المخدرات لا يخضعون للتفتيش في النقاط الامنية، ولا حتى في منازلهم او اماكن تواجدهم، كونهم مرتبطين بجهات خارجية”.

***************

أگـول.. مشروع المدارس الحديدية هل يطويه النسيان!؟

شاكر القريشي

أطلقت وزارة التربية في العام 2008 مشروعا لبناء 200 مدرسة سريعة باستخدام الهياكل الحديدية، في عموم محافظات العراق عدا إقليم كردستان. وأبرمت الوزارة عقدا مع شركة إيرانية لغرض إنجاز المشروع، الذي بلغت كلفته 1 مليون و700 ألف دولار، على أن يتم الإنجاز في مدة أقصاها 14 شهرا.

إلا أن الشركة الإيرانية تلكأت في إكمال تنفيذ المشروع، ما دعا الوزارة في العام 2010، إلى التعاقد مع شركة عراقية “رصينة” تابعة إلى وزارة الصناعة والمعادن، وهي “شركة الصقور”، لغرض إتمام المشروع.

وبالفعل، باشرت الشركة عملها، وأنجزت ما نسبته 30 في المائة من المشروع. لكن العمل توقف عام 2014 إثر احتلال داعش المحافظات الغربية، وعدم توفر التخصيصات المالية، وكان ما تم إنجازه -40 مدرسة فقط في عموم العراق.

في العام 2015 استأنفت “شركة الصقور” عملها، واستطاعت انجاز نسبة 80 في المائة من المشروع، ثم توقف العمل مجددا بسبب عدم صرف التخصيصات المالية، الأمر الذي أضر بما تم إنجازه. إذ وصلت نسبة الأضرار إلى 50 في المائة.

اليوم يطالب الكثيرون من المواطنين وأولياء أمور التلاميذ وزارتي التربية والمالية والحكومة المركزية بالإسراع في إطلاق المبالغ المخصصة للمشروع لغرض إكماله، ليساهم – وإن جزئيا – في التخفيف من الزخم الحاصل في المدارس. كما يطالبون بمحاسبة الفاسدين والفاشلين الذين تسببوا في تأخر إنجاز المشروع وفي اهدار المال العام.

**************

مواساة

  • تنعى اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في النجف، الرفيق المناضل عبد الله عبد نور الفتلاوي (ابو نجم)، الذي افنى عمره في خضم النضال في صفوف حزبه كادرا فلاحيا شجاعا مقداما، وتعرض لشتى صنوف الاضطهاد من الملاحقة والسجون والتعذيب.

وكان منزل الفقيد في منطقة الهارمية في ريف المشخاب، ملاذا للرفاق الهاربين من الاضطهاد.

له الذكر الطيب ولعائلته الكريمة وحفيده الرفيق فؤاد الصبر والسلوان.

  • ببالغ الاسى والحزن تنعى اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في ديالى، الرفيق جليل حسن حمادي (ابو نور)، الذي توفي اثر جلطة قلبية.

 للفقيد الذكر الطيب ولعائلته في بعقوبة الصبر والسلوان.

  • بمزيد من الاسى والحزن، تنعى اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في بابل، الشاب واثق مردان الجبوري، سكرتير اتحاد الشبيبة الديمقراطي في بابل، الذي فارق الحياة نتيجة اصابته بجلطة دماغية لم تمهله طويلا.

 والفقيد من عائلة شيوعية مناضلة لها تاريخ حافل بالنضال، وقدمت الشهيدين انور واركان سعود المشهد في مواجهة النظام الصدامي. وكان جد الفقيد، المناضل سعود المشهد، احد الاعمدة النضالية في الحركة الفلاحية في العراق، ومن المساهمين في تطبيق قانون الاصلاح الزراعي. ووالده الرفيق الراحل مردان سعود المشهد، مرشح الحزب في الانتخابات البرلمانية السابقة.

كما أن هذا الشاب، كان من ابطال انتفاضة تشرين الذين صمدوا في مواجهة القمع، وساهموا في فعاليات الانتفاضة وفي تهيئة الدعم اللوجستي لها. وبرحيله خسرنا رفيقا مخلصا عمل بجد واخلاص من اجل شعبه ووطنه.

له الذكر الطيب ولعائلته ورفاقه واصدقائه ومحبيه خالص المواساة والعزاء.

  • الرفيقة العزيزة ماجدة الجبوري

بالحزن تلقينا نبأ رحيل الرفيق واثق مردان وهو في ذروة نشاطه مع شبيبة انتفاضة تشرين. وفي هذا المصاب الأليم نشاطرك الأسى ونتضامن معك ونشد على يديك.

الذكر العطر للفقيد، والسلوان والصبر الجميل لعائلته الكريمة المناضلة ولكل ذويه ومحبيه.

مكتب إعلام الخارج

  • تتقدم منظمة الحزب الشيوعي العراقي في الشامية بالتعزية والمواساة للرفيق صالح ظاهر (أبو بدر) بوفاة ابن عمه، الذي فارق الحياة اثر نوبه قلبيه مفاجئة.

للفقيد الذكر الطيب دوما ولعائلته وذويه الصبر والسلوان.

  • تعزي اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في بابل، بوفاة الشيوعي المقدام والمربي الأستاذ فاضل مطلك الربيعي، ابن مدينة الشطرة، الذي شد رحاله الى مدينة الحلة بعد انقلاب شباط الدامي، وعشقها لأنها شكلت لديه مرحلة جديدة من مراحل النضال، حتى رحل وهو لم يزل ناقما على الشر وصانعيه.

له الذكر الطيب ولعائلته وللشاعر ناهض الخياط وابنائه خالص العزاء.

*****************

الصفحة السادسة

تحذيرات من خصخصة المصرف.. مختصون: يحذرون من انهيار «الرافدين» وتهديد الامن الاقتصادي للبلد

بغداد - علي شغاتي

أثار رضوخ وزارة المالية لضغوط ومطالبات صندوق النقد الدولي بإعادة هيكلة المصارف الحكومية العراقية، من خلال قرارها الأخير إعادة هيكلة مصرف الرافدين، الذي اثار جملة من الانتقادات، وسط مخاوف من تحويل المصرف الى القطاع الخاص وجعله اشبه بالمصارف الاهلية التي اعتاشت لسنوات على فساد مزاد بيع العملة.

إيضاح من المالية

وكشفت وزارة المالية، مؤخرا، تفاصيل قرار إعادة هيكلة مصرف الرافدين تطبيقاً لما جاء في البرنامج الإصلاحي للحكومة.

وذكرت الوزارة، في بيان طالعته “طريق الشعب”، أنها أقرت حزمة من الإجراءات الإصلاحية المتعلقة بإعادة هيكلة مصرف الرافدين وفقاً لمتبنيات الورقة البيضاء.

وأضافت، أن حزمة الإصلاحات تتألف من محاور عديدة منها: تهيئة نظام داخلي جديد للمصرف يمتثل إلى دليل الحوكمة الصادر عن البنك المركزي العراقي تكون فيه إدارة المجلس مستقلة عن إدارة المصرف وتعضيد استقلالية عمله، ودعم جهود اتمام تطبيق النظام المصرفي الشامل، إضافة إلى تعزيز علاقة المصرف مع مقدمي الخدمات المصرفية وتنظيمها.

وتابعت الوزارة، أن حزمة الإجراءات شملت كذلك إعادة النظر بسياسات وإجراءات المصرف وجعلها أكثر مواكبة لتطورات النظام المصرفي الحديث بما يكفل تقديم أفضل الخدمات وأجودها عبر اعتماد نظام تقني لتسهيل العمليات المصرفية والقيام بالأنشطة المصرفية ذات الجدوى الاقتصادية في القطاعات المختلفة وبما يخدم النشاط الاقتصادي ويضمن حقوق المودعين وأصحاب المصالح.

وأكدت، أنها تدعم امكانية نقل بيانات عملاء المصرف الموطنة رواتبهم لدى المصرف وممن تقاضوا السلف والقروض من الجهة المقدمة للخدمات إلى النظام المصرفي الشامل.

وبما يتعلق بالموارد البشرية، بينت الوزارة، أنه جرى التأكيد وفق الحزمة الإصلاحية على ضرورة التعاقد مع ذوي الخبرة والاختصاص في القطاع المصرفي والمالي لتعزيز جانب الخبرات الهادفة إلى رفع مستوى الخدمات المصرفية ذات الجودة العالية، وانسجاماً مع الأداء المتطور للقطاع المصرفي على مستوى العالم.

ولفتت إلى أن إجراءات الهيكلة تأتي في إطار الإصلاحات المصممة لجعل القطاع المصرفي الحكومي متوافقًا مع معايير حوكمة البنك المركزي العراقي.

جملة من المخالفات

من جانبه، أشر عضو مجلس النواب السابق عمار طعمة في بيان تلقت “طريق الشعب”، نسخة منه، جملة من المخالفات جاء فيها: ان “خصخصة المصارف الحكومية وإخضاعها لمبدأ الشراكة مع القطاع الخاص في الملكية يتعارض مع المادة (٢٩) من قانون الاستثمار لسنة ٢٠٠٦ الذي منع أنشطة الخصخصة في مجالات استخراج النفط والغاز وقطاع المصارف الحكومية”، مشيرا الى ان “نقل ملكية هذا المصرف الذي يمثل سيادة الدولة المالية من الدولة الى القطاع الخاص او إشراكه بملكيته ينتزع حقا سياديا حصريا للدولة وينقله لتجار ورجال اعمال وهو توجه خطير يهدد بنية الدولة الاقتصادية”.

وأضاف ان “المبررات المطروحة لهذا المشروع من قبيل خسائر المصرف من الديون الخارجية التي بذمته، وخسائر تعديل سعر الصرف وخسائر الحرب ونهب فروعه كلها نشأت من سياسة الدولة او ظروف لم يكن للمصرف كمؤسسة حكومية خيار او إرادة في وقوعها وترتب اثارها، والصحيح ان تتم مراجعة سياسة الدولة في المجال المذكور وليس الذهاب لقرار فيه تضييع وتفريط لأقدم مؤسسة وطنية مصرفية ومالية”، مؤكدا ان “هذا القرار الخاطئ سينقل هيمنة الدولة على اكثر من (٨٠٪) من موجودات السوق العراقية المصرفية الى سيطرة وتحكم شخصيات او جهات سياسية متنفذة من خلال دخولها في عملية التحول نحو الخصخصة والشراكة في ملكية المصرف! وهو ما يشمل السيطرة على أموال الدولة السيادية وودائع وزارات الدولة ومؤسساتها الحكومية”.

وكشف طعمة، ان “احد مقترحات مايسمى بهيكلة مصرف الرافدين يتضمن بيع اسهم المصرف وإنشاء ملكية مشتركة مع التجار والمستثمرين، ووفقا للظروف التي تسود البلاد فان نفس الجهات المتحكمة بالمشهد السياسي والمستحوذة على المال العام ستعود وبمال الدولة العام المسروق لشراء الاسهم وتتملك هذه المؤسسة الحيوية السيادية!”، محذرا من “تسريح كثير من كوادر وموظفي المصرف وفروعه، اذ ان قرارات مجلس ادارة المصرف سيشارك في صياغتها الشركاء في ملكية المصرف من التجار والمستثمرين وهم يبحثون عن تقليل الكلفة الإنتاجية بطبيعة الحال لغرض زيادة مردوداتهم وأرباحهم”.

مخاوف عديدة

وتابع ان “المخاوف الشديدة من هذا القرار تتعلق بانشاء شركة مختلطة للمصرف الجديد بمشاركة مصارف أهلية شاهد وتابع العراقيون دورهم السلبي في مزاد العملة واستنزاف احتياطي البنك المركزي في أصعب الظروف الاقتصادية التي مرّت بالبلاد دون أية أنشطة تنموية إيجابية للاقتصاد الوطني”، مبينا ان “تجارب نفس الدول المعتمدة لمنهج الاقتصاد الحر لجأت الى خيارات معاكسة لما طرحته وزارة المالية العراقية إذ أن بريطانيا عملت على إنشاء مصرف حكومي بعد الأزمة المالية ٢٠٠٧ - ٢٠٠٨، تعود ملكيته للدولة”.

وبيّن ان “الهدف من المشروع الحوكمة وفصل الجهة المالكة عن الجهة التي تتولى الإدارة، وهذا الإجراء ممكن اتخاذه مع الحفاظ على بقاء ملكية المصرف للدولة ومنح الإدارة مرونة في الصلاحيات وليس الذهاب للخصخصة وإشراك المصارف الأهلية بتملك حصة من اسهم مصرف الرافدين، فلا ربط ولا تلازم  منطقي بين الفكرتين الاّ ان يكون ذلك مبررا تحت هذا العنوان لتمرير نهج الخصخصة الذي سيبتلع من خلاله المتنفذين والمستحوذون على المال العام لمؤسسات الدولة الاقتصادية السيادية”، مشيرا الى ان “المصارف الأهلية الخاصة ستحظى وفق مشروع الخصخصة هذا بتحصيل عائدات من إصدار النقد، ولا يقف الأمر عند هذا الحد، فأي إصدار تلجأ اليه الدولة لسد عجز الموازنة سيعود بالفائدة على هذه المصارف المشاركة لملكية مصرف الرافدين وهو ما قد يفتح الباب لتدخلات هذه المصارف وتأثيرها حتى في صياغة الموازنة العامة للدولة وتحميلها بإنفاق مبالغ فيه وفجوة عجز تزداد لكي تتم تغطيته من خلال إصدارات نقدية تستحصل هذه المصارف الشريكة (في الخصخصة) مزيدا من أموال الدولة وبما يحمل الدولة ديونا جديدة لصالح هؤلاء المتنفذين”.

تحذيرات جدية

من جهته، حذر الخبير الاقتصادي احمد خضير من تحويل مصرف الرافدين الى القطاع الخاص، مشيرا الى ان هذا الاجراء سيحول أموال الدولة ومواردها الى الجهات الفاسدة المسيطرة على المصارف الخاصة.

وقال خضير لـ”طريق الشعب”، ان “مصرفي الرافدين والرشيد مرتبطان بشكل وثيق بالدولة العراقية منذ زمن طويل، ويمكن تطوير عملهما من خلال انتهاج أساليب تقنية وتكنولوجيا تساهم في تطوير عمل المصرف”، محذرا من ان “تحويل هذه المصارف الى القطاع الخاص يعني تسليمها للأحزاب المتنفذة والشخصيات الفاسدة التي قامت على مدار سنوات باستغلال المصارف الاهلية لنهب ثروات البلاد”.

وأضاف خضير، ان “محاولات الدولة في رفع يدها من كل شيء وخضوعها لتعليمات صندوق النقد الدولي سيجلب الويلات للعراق، ومن الممكن الاستدلال بذلك على تبعات رفع سعر صرف الدينار وما خلفه من اثار سلبية على العراقيين”، مؤكدا ان “اغلب المصارف الخاصة بنيت من أموال الدولة وفي النهاية لا تقدم أية خدمات تذكر للمواطنين على عكس المصارف الحكومية”.

وتابع ان “مقترح فصل مجلس الإدارة وتشكيله من خارج المصرف اجراء يهدد الاسرار المصرفية ويعرض امن البلاد الاقتصادي للخطر، فضلا عن عدم إمكانية اختيار مجلس مهني ومستقل لادارته اسوة بباقي مفاصل الدولة”، مؤكدا ان “الوزارة كان عليها إعادة النظر في تقليص فروع المصرف وتطوير قدراته بدل تسليمه على طبق من ذهب للمتنفذين، ما يمكن ان يحول المصرف الى ايدي تعبث بأمن العراق، خاصة في ظل الظروف الإقليمية المتوترة، وما تعانيه بعض دول الجوار من انهيار في الاقتصاد نتيجة للعقوبات الدولية”.

اجراء خاطئ

اما الخبير المالي جواد فاضل، فاعتبر القرار “خاطئا جملة وتفصيلا” من خلال اعتراضه على ورقة الحكومة البيضاء والتي وصفها بـ”الكارثية” على الاقتصاد العراقي.

وذكر فاضل لـ”طريق الشعب”، ان “اصلاح المصارف الحكومية يتم من خلال اعتماد التكنولوجيا الحديثة وتغيير التعليمات المصرفية وتقليل البيروقراطية وحذف الحلقات الزائدة وتفعيل النظام الشامل، وتقليل عدد الفروع وفتح فروع جديدة في دول يكون التبادل التجاري معها بشكل مستمر”، مبينا ان “تغيير مجلس إدارة المصرف وفصله عن المدير العام للمصرف إجراء غير صحيح لمؤسسة حكومية عريقة مثل الرافدين”.

وأضاف ان “الحديث عن زيادة رأس مال المصرف وتشجيع المواطنين على وضع الأموال في المصارف، لا يكون بهذه الطريقة، كون القطاع المصرفي في العراق لا يحظى بثقة المواطنين، وان هذا الاجراء سيشجع العراقيين على سحب عوائدهم المالية من المصرف والبالغة 23 مليار دولار كون اغلب من اودع في هذا المصرف يعرف ان عاديته للدولة، ولذلك السبب يثق فيه المواطنون”، محذرا من أن عمليات سحب العوائد “ستعرض المصرف للانهيار حال فك ارتباطه عن الدولة”.

خطة قديمة

واكد المستشار الاقتصادي لرئيس الوزراء، مظهر محمد صالح ان خطة إعادة هيكلة المصارف؛ كانت موضوعة، منذ عام 2006، إلا أن مصاعب كبيرة واجهت عملية التغيير، بينها اعتماد الصيرفة الحديثة كأساس لعمل المصرف، ما يقتضي التعاطي بعدد أقل من العاملين وتكنولوجيا أكبر، الأمر الذي لاقى مقاومة سلبية داخلية من المصرف نفسه، مشيرا إلى ان “هناك ما يُسمى بإعادة الهيكلة المالية، وهذا يتطلب تخليص المصرف من إرث هائل من الخسائر تحمّلها عن ديون النظام السابق، التي يفترض أنها جرت تسويتها ضمن: اتفاق نادي باريس 2004، إضافة إلى خسائر الحروب”.

وأوضح صالح ان  الحرب الأخيرة على إرهاب (داعش) وتعرض الكثير من فروع المصرف إلى السلب والحرق يتطلب وضع رأسمال جديد، أو رافعة مالية أوسع تمتلك القدرة على امتصاص الخسائر، وتشكل في الوقت نفسه دعمًا في مواجهة مخاطر عمليات المصرف مثل الائتمانات الرديئة التي منحها المصرف في أزمنة مختلفة وباتت صعبة التحصيل وتحولت إلى خسارة”.

ويلفت إلى “وجود ضرورة للهيكلة القانونية، التي لا بد من منح مجلس إدارة المصرف القوة القانونية والاستقلالية الكافية من هيمنة وزارة المالية، التي أصبحت حتى حركة الملاك الوظيفي اليوم في المصرف، على سبيل المثال تتم من خلالها، وليس إدارة المصرف ما أضعف مجلس الإدارة وهذا يقتضي حوكمة أكبر بفصل الإدارة عن الملكية لضمان كفاءة ومرونة أنشطة المصرف لبلوغ غاياته وتطبيق سياساته المصرفية السليمة”.

وعلى صعيد الصيرفة الدولية، يقول إن “المصرف بحاجة إلى معايير عمل مصرفية أوسع في مجال الإمتثال والحوكمة والمحاسبة والرقابة، كي يرفع من مستوى التعاطي مع البنوك المراسلة الدولية ويستعيد عافيته في تمويل التجارة الخارجية للقطاع الخاص”، مشيرا إلى أن الإصلاح ليس بالأمر السهل وهو بحاجة إلى إرادة قوية.

يذُكر ان مصرف الرافدين تأسس بموجب القانون رقم (33) لسنة 1941 وباشر أعماله في 19/ 5/ 1941 برأس مال مدفوع قدره (50) خمسون الف دينار، ويبلغ عدد فروع المصرف حالياً (164) فرعاً داخل العراق، إضافة الى (7) فروع في الخارج وهي: القاهرة، بيروت، أبو ظبي، البحرين، صنعاء، عمان، جبل عمان.

 **************************************

خارج النسق.. أزمة النقل في بغداد والحلول المؤجلة

 ابراهيم المشهداني

شوارع بغداد المكتظة بملايين السيارات، والبيئة الأشد خطرا على حياة الناس بفعل هذا الكم المرعب من الوسائط التي تنفث سمومها الهيدروكربونية القاتلة التي تنشر الأمراض بين المواطنين، وتزايد عدد سكان العاصمة الذي يربو على سبعة ملايين نسمة وقد يتضاعف هذا العدد في السنوات العشر القادمة إذا استمر معدل النمو السكاني الذي يقترب من 3 بالمائة وهي أعلى نسبة في العالم مما تضع الحكومة العراقية أمام مشكلة خطيرة غير قابلة للانتظار لها بدايات ولكن نهاياتها تظل مفتوحة إلى أجل غير مسمى.

  إن التحدي الأكبر لمعالجة أزمة النقل في مدينة بغداد يتمثل في غياب الإرادة الحكومية والافتقار إلى الجدية من قبل  وزارة النقل وأمانة بغداد في وضع الخطط الكفيلة بمعالجة هذه الازمة عبر مشاريع استراتيجية ترتقي إلى مستوى دول الجوار الاقليمي ،  وعلى سبيل المثال  فان الخطوات الأولى لمشروع المترو بدأت في عام 1981 ووقتها كان الوضع الاقتصادي والوضع المالي يسمح بوضع التصاميم التي وضعتها الشركات الفرنسية وقتذاك إلا أن الاستمرار بالحرب وتكاليفها الباهظة والحصار الاقتصادي حال دون تنفيذ هذا المشروع الحيوي وظل في دهاليز امانة بغداد لا كثر من عقدين، لكن الاخيرة  أعلنت في عام 2007 إعادة النظر بتفعيل هذا المشروع وأكدت حينها أن هذه السنة ستكون سنة تنفيذ المشروع، وتكرر الحديث عنه في عام 2008 لتعلن عن خطط لتنفيذ المشروع بكلفة مليار دولار لكن يبدو ان كلفته هذه هي نفس كلفة عام 1981 بدون حساب للمتغيرات التي طرأت على مدى ثلاثة عقود من حيث الكلفة ومقاييس الاسعار واختلاف التعديلات على التصاميم التي فرضتها الظروف الجديدة. وفي نيسان من عام 2013 عادت الأمانة لتخرج ملف المشروع من أدراجها لتعلن أن شركة سيسترا الفرنسية قد باشرت بتطوير التصاميم القديمة لتقفز الكلفة التخمينية إلى 7,5 مليار دولار وبغض النظر عن هذه التقديرات المبالغ فيها فإن الوضع المالي كان ملائما لتفعيل المشروع فضلا عن الوضع الامني. لكن الإرادة الحكومية كانت أضعف من خيط العنكبوت بسبب ضغط السياسيين لحسابات الربح والخسارة التي غالبا ما تكون هذه الحسابات على الطاولة في تقرير المشاريع، ليعود المشروع في ادراج الامانة مرة اخرى.

  ولكن على الرغم من هذه الخيبات المتكررة فان فكرة المشروع ما زالت تحتفظ بحويتها بسبب تفاقم الأزمة المرورية التي تتحول مع الوقت إلى ازمة اجتماعية عامة في العاصمة خاصة وأن المشروع سيأتي بالنفع لكافة الشرائح الاجتماعية في بغداد ليشمل مناطق الصدر والاعظمية والمنصور والكرادة والوشاش والبياع.

وكانت الانظار تتوجه إلى ما سيسفر عنه اللقاء الذي جرى بين أمينة بغداد والسفير البريطاني بحضور رئيس هيئة الاستثمار وهيئة المستشارين في عام 2018 لبحث سبل التعاون الثنائي وتنفيذ مشروع المترو بعد اكمال شركة سيسترا الفرنسية الاستشارية الهندسية جميع التصاميم والمتطلبات الخاصة ومن ثم البحث في آلية تنفيذ المشروع بأسلوب الاستثمار إلا ان الفتور قد عاد إلى أمانة بغداد لأسباب مجهولة، لهذا نرى أن الوقت قد حان لدعوة مجموعة من الشركات العالمية العريقة في مثل هذه المشاريع وهي نفس الشركات التي سبق وان تقدمت بطلبات التنفيذ وهي شركات نمساوية والمانية وفرنسية وامريكية وروسية وكورية بالإضافة إلى الشركات البريطانية مع الأخذ ينظر الاعتبار الافضلية للشركات الراسخة الغنية بخبرتها في مثل هذه المشاريع  بعد الأخذ بنظر الاعتبار مستوى الكلف.

 إن تنفيذ هذا المشروع هذا المشروع على الرغم من أهميته الاستراتيجية ودوره الاقتصادي والاجتماعي والخدمي، ليس كافيا لوضع حد لازمة النقل المتفاقمة ما لم تتخذ الحكومة إجراءات أخرى ومنها وضع استراتيجية رشيدة تحد من التدفق العشوائي في استيراد السيارات فضلا عن الحد من التوسع السكني العشوائي من خلال الحد من الهجرة إلى العاصمة وتفعيل القوانين الخاصة بذلك بالإضافة إلى الاولوية في المفاضلة بين المشاريع التي تؤدي نفس الهدف كمشروع القطار المعلق مثلا.

 **********************************

الصفحة السابعة

دعوات الى «تظاهرات مليونية» السبت السودان.. احتجاجات متواصلة ضد سلطة الانقلاب

متابعة ـ طريق الشعب

تتواصل الفعاليات الاحتجاجية في السودان للتنديد في الانقلاب العسكري الذي قام به قائد القوات المسلحة السودانية الفريق أول عبد الفتاح البرهان، فيما تتواصل ردود فعل المجتمع الدولي حول الموضوع. في المقابل اعلنت الاحزاب الشيوعية والتقدمية العربية والعالمية تضامنها مع الشعب السوداني.

ودعا الحزب الشيوعي السوادني واحزاب وتجمعات اخرى، الشعب السوداني إلى الخروج للشوارع وإغلاقها بالمتاريس ونشر المقاومة السلمية والإضراب السياسي والعصيان المدني الشامل.

حملات اعتقال

وكثفت القوى الامنية، أمس الأربعاء، حملة التوقيفات التي تستهدف ناشطين ومتظاهرين محتجين على الانقلاب، وانتشرت في كل أنحاء الخرطوم في محاولة لوضع حد للتحركات الرافضة لقرارات عبد الفتاح البرهان الذي أعلن حالة الطوارئ وحل مجلس السيادة والحكومة.

وفي الخارج تتصاعد الضغوط؛ إذ أعلن الاتحاد الإفريقي تعليق عضوية السودان فيه، بينما جمّد البنك الدولي مساعداته للسودان.

وفي بيان مشترك صدر، أكدت بعثة الاتحاد الأوروبي في الخرطوم ومجموعة دول الترويكا في السودان، “التمسك بالاعتراف برئيس الوزراء وحكومته كقادة دستوريين للحكومة الانتقالية”.وطالبوا “الإفراج الفوري عن جميع المعتقلين السياسيين”.

وفي الوقت الذي تتواصل فيه محاولة إسكات المعارضة، فقد تمّ توقيف مساعد رئيس حزب الأمة صديق المهدي، وأحد قياديي ائتلاف قوى الحرية والتغيير المطالب بتسلم المدنيين السلطة، وفق ما أفادت أسرته.

وشهدت شوارع العاصمة السودانية انتشارا أمنيا مكثفا من الجيش وقوات الدعم السريع، لا سيما في شارع المطار.

ودعا ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي الى “تظاهرة مليونية” السبت ضد الانقلاب.

ويوم الاثنين، اعتقل الانقلابيون رئيس الوزراء عبدالله حمدوك هو وزوجته، ليطلقوا سراحهما في اليوم التالي، لكن الانباء تؤكد ان العديد من الوزراء والسياسيين لا يزالون قيد الاعتقال في اماكن مجهولة.

قتلى وجرحى في الاحتجاجات

ويواصل السودانيون احتجاجاتهم لليوم الرابع (امس) على التوالي،وتناقلت وكالات الانباء عن مسؤول في وزارة الصحة، قوله إن سبعة قتلوا، فيما أصيب أكثر من  140 آخرين اثناء الاحتجاجات على الانقلاب العسكري في السودان.

وافادت ىوكالة “سبوتنيك” بأن القوات المسلحة أطلقت النار في الهواء لتفريق مئات المتظاهرين على مدخل جسر شمباط الرابط بين مدينتي أمدرمان والخرطوم بحري، موضحة أن اشتباكات مستمرة بين الطرفين يستخدم فيها المتظاهرون الحجارة.

إطلاق سراح حمدوك

وأعلن مكتب رئيس الوزراء عبدالله حمدوك، أن الاخير أعيد إلى منزله، بعد يوم من الضغوط الدولية المكثفة التي أعقبت اعتقاله، يوم الاثنين. وقال المكتب، إن حمدوك موجود “تحت حراسة مشددة”، مضيفا أن “عددا من الوزراء والقادة السياسيين لا يزالون قيد الاعتقال في أماكن مجهولة”، بعد اعتقال الجيش جميع القيادات المدنية في السودان وحل المؤسسات. وتأتي عودة حمدوك إلى مقر إقامته بعد ساعات من إعلان قائد الجيش عبد الفتاح البرهان أن حمدوك موجود معه في منزله.

وسبق وان دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس إلى “الإفراج الفوري” عنه، معربا عن أسفه “لتعدد الانقلابات” و”الإقصاء الكامل” الذي ينتهجه العسكريون.

وعلى المستوى الدولي، عقد مجلس الأمن جلسة طارئة مغلقة بناء على طلب المملكة المتحدة وإيرلندا والنروج والولايات المتحدة وإستونيا وفرنسا، لكن المجلس لم يتمكن من الخروج بموقف موحد.

وقال أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس في مؤتمر صحفي، إن الانقسامات الجيوسياسية الكبيرة، التي تمنع “مجلس الأمن من اتخاذ تدابير قوية” والوباء والصعوبات الاقتصادية والاجتماعية تجعل “القادة العسكريين يعتبرون أن لديهم حصانة كاملة، وأن بإمكانهم فعل ما يريدون لأنه لن يمسهم شيء”.

تبريرات الانقلابيين

ويسعى عبدالفتاح البرهان بعدما انقلب على السلطة المدنية تبرير افعاله بادعائه ان الانقلاب جاء للمحافظة على الثورة السودانية. 

وقال البرهان في مؤتمر صحفي، أن الجيش السوداني يسعى إلى إعادة البريق للثورة الشعبية، بعد رفض قوى الحرية والتغيير كل اقتراحات الحل، مما اضطر الجيش لاتخاذ إجراءات عاجلة.

وقال مكتب حمدوك في بيان، رداً على حديث البرهان: “على الانقلابيين أن يطلقوا سراح رئيس الوزراء وجميع من معه فوراً وعليهم أن يعلموا أن رئيس الوزراء يحميه شعبه الذي قاد ثورة سلمية طويلة الأجل دون أن تراق قطرة دم واحدة”. 

وأضاف: “لن تنطلي على الشعب السوداني وعلى العالم دعاوى رأس الانقلاب بأن ما يقوم به هو حماية للثورة ولرئيس وزرائها، فالكل يعلم أن التحالف الذي يتشكل الآن للإجهاز على البلاد والثورة السودانية هو تحالف ظاهره قيادة الجيش، وباطنه مليشيات متنوعة، وكتائب الظل، وقادة سياسيين محدودي القدرات”.

اضرابات وعصيان مدني

وفي السياق، أعلن أطباء السودان، الإضراب السياسي العام في جميع مستشفيات البلاد، ما عدا الحالات الطارئة، احتجاجا على قرارات القائد العام للقوات المسلحة عبد الفتاح البرهان.

كما أعلنت لجنة أطباء السودان المركزية في بيان لها “الانسحاب الكامل من كل المستشفيات العسكرية”.

وفي الاثناء، أعلنت الهيئة النقابية لأساتذة جامعة الخرطوم “العصيان المدني”، ودعت السودانيين إلى “إعلان العصيان المدني الشامل في كل المؤسسات المهنية والخدمية. وفي وقت سابق، أعلنت اللجنة التسييرية لاتحاد الطيارين السودانيين الإضراب العام والعصيان المدني.

ودعت اللجنة، جميع الطيارين والعاملين في قطاع الطيران للخروج الى الشوارع و”حماية ثورة الشعب السوداني”.

الى ذلك، قال عمال في شركة النفط السودانية الوطنية “سودابت”، إنهم سينضمون إلى حركة العصيان المدني على مستوى البلاد، التي دعت إليها نقابات العمال، ردا على إطاحة الجيش بالحكومة.

وقالت شركة النفط في بيان نقله تجمع المهنيين السودانيين: “نعلن الانضمام إلى العصيان المدني تأييدا لقرار الشعب الداعم للتحول الديمقراطي المدني، وحتى يتحقق هذا المطلب”.

دعوات الى تضامن عالمي

وفي المقابل، وجه الحزب الشيوعي السوداني دعوات الى الاحزاب الشيوعية واليسارية، وكل القوى العالمية، الى اقامة حملة تضامن عالمي عاجلة، في اعقاب الانقلاب.

الحزب ناشد في دعواته، كل القوى الحية وكل القوى التي تقف ‏مع السلطة المدنية كاملة اعلان الاضراب السياسي والعصيان المدني حتى هزيمة هذا ‏الانقلاب.‏

 ******************************************

بيان شيوعي مشترك: متضامنون مع شعب السودان

بغداد ـ طريق الشعب

دان بيان مشترك للأحزاب والشيوعية والعمالية في العالم الانقلاب العسكري في السودان، وعبّر عن التضامن الكامل ‏مع الشعب السوداني والحزب الشيوعي السوداني، ومع التظاهرات الشعبية لدحر الانقلاب. ‏

ويحمّل البيان الذي صدر امس الاربعاء تواقيع 37 حزبا شيوعيا وعماليا (حتى لحظة إعداد هذه الصفحة) من بينها ‏الحزب الشيوعي العراقي.

وفيما يلي نص البيان:‏

ندين نحن الأحزاب الشيوعية والعمالية الموقعة على هذا البيان المشترك الانقلاب العسكري الذي حدث في الأيام ‏الماضية في السودان‎.‎

نحيي نضال الشعب السوداني الدؤوب من أجل الحرية والتقدم الاجتماعي ضد مستغليه وضد التدخل الإمبريالي الذي ‏يسعى لاستغلال الموارد الطبيعية واستخدام السودان في استراتيجيته من أجل الهيمنة على المنطقة‎.‎

ونعرب عن تضامننا الكامل مع شيوعيي السودان وشعبه الذين شرعوا منذ كانون اﻷول‎) ‎ديسمبر‎(‎‏ 2018 بنضال ‏بطولي لتحرير بلدهم من الدكتاتورية والاستبداد. وهم اليوم ينظمون ويشاركون في تظاهرات حاشدة ضد محاولات ‏إلغاء نتائج الانتفاضة الشعبية في 2018 ويناضلون من أجل استعادة حقوقهم وحرياتهم السياسية والنقابية، من أجل ‏فتح الطريق لمستقبل خال من الظلم والاستغلال‎.‎

إن شعب السودان سينتصر‎!‎

لن يمر الانقلاب‎ !‎

 *********************************

احزاب شيوعية ويسارية عربية تدين الانقلاب وتتضامن مع الشعب السوداني

متابعة ـ طريق الشعب

اعلنت الاحزاب الشيوعية واليسارية في البلدان العربية إدانتها للانقلاب العسكري الغاشم في السودان، وأكدت تضامنها مع الشعب السوداني وقواه المدنية الديمقراطية والشيوعيين السودانيين في التصدي للانقلاب والدفاع عن مكتسبات “ثورة ديسمبر 2018” وتحقيق اهدافها في اقامة دولة مدنية ديمقراطية.

الشيوعي الاردني

وقال المكتب السياسي للحزب الشيوعي الاردني في بيان اصدره الاثنين الماضي، ان الانقلاب العسكري “سيفاقم الأوضاع السياسية المتوترة أصلاً ويدفع البلاد نحو تعمق الصراع الذي لم يهدأ منذ الإطاحة بنظام البشير بين المؤسسة العسكرية والتيارات السياسية المدنية سواء حول ترتيبات المرحلة الانتقالية أو المرحلة اللاحقة، والتي كان من المفترض أن يجري في ظلها تفكيك النظام السياسي والاقتصادي والعسكري - الأمني السابق، والانتقال بالبلاد الى نظام ديمقراطي ودولة مدنية تنتشل البلاد من أزماتها السياسية – الاجتماعية والاقتصادية – المالية”.

ودان البيان إقدام المؤسسة العسكرية السودانية على تدبير انقلابها على الوثيقة الدستورية والهياكل السياسية المؤقتة، مشيرا الى ان الشعب السوداني والشعوب العربية، التي اكتوت بلسعات نيران الانقلابات العسكرية، خبرت تبعاتها الكارثية وعواقبها الوخيمة.

.. واللبناني

وعبّر المكتب السياسي للحزب الشيوعي اللبناني “عن تضامنه الكامل مع الحزب الشيوعي السوداني والشعب السوداني عموماً بمواجهة الانقلاب العسكري الهادف إلى الإطاحة بنضالات الشعب السوداني وقواه التقدمية والوطنية، بقيادة عبد الفتاح برهان، المعادي لمطالب الشعب السوداني بالدولة المدنية والحرية والعدالة والمساواة، وهو نفسه الذي قاد مسار التطبيع مع العدو الصهيوني”.

وأكد الحزب في بيان اصدره الاثنين الماضي “دعمه الكامل للحزب الشيوعي السوداني وكافة القوى الوطنية والتقدمية في السودان بمواجهة هذا الانقلاب وحملة الاعتقالات الواسعة التي تلته، وحل الحكومة وإعلان حالة الطوارىء والعودة إلى الحكم العسكري”.

كما دعا كافة القوى الديمقراطية واليسارية والشيوعية حول العالم لمساندة الشعب السوداني الشقيق في ظلّ ما يتعرّض له من تآمر داخلي وخارجي.

الحركة التقدمية الكويتية

واعلنت الحركة التقدمية الكويتية “تضامنها الكامل مع جماهير الشعب السوداني وقواه الحيّة والثورية وفي مقدمتها الحزب الشيوعي السوداني في تصديها المشهود لهذا الانقلاب ومقاومتها الباسلة له”.

 كما طالبت الحكومة الكويتية في بيان اصدرته الاثنين بـ”عدم الاعتراف بنظام الحكم العسكري الغاصب في السودان”.

الشيوعي المصري

كما أكد الحزب الشيوعي المصري إدانته للانقلاب العسكري الغاشم في السودان.

وقال في بيان له: انه “يتابع باهتمام شديد تطورات الأحداث الجارية في السودان”، مؤكداً “ثقته في وعي وعزيمة وقدرة الشعب السوداني على هزيمة الانقلاب، وإقامة حكم مدني ديمقراطي واستكمال ثورته”.

كما اعلن “تضامنه الكامل مع الحزب الشيوعي السوداني وتجمع المهنيين وكل القوى التي تقف مع السلطة المدنية في دعوتهم الشعب السوداني للإضراب العام والعصيان المدني حتى إسقاط الانقلاب”.

ودعا الحزب “قوى التحرر والتقدم المصرية والإفريقية والعربية والعالمية لدعم قوى الثورة السودانية التقدمية لإسقاط الانقلاب من أجل استقرار وأمن وسلام السودان ودعم مسيرة شعبه لاستكمال تحقيق أهداف ثورة ديسمبر 2018”.

حزب الشعب الفلسطيني

فيما عبّر حزب الشعب الفلسطيني عن إدانته للانقلاب العسكري، معلناً تضامنه التام مع الشعب السوداني، و”مع الحزب الشيوعي السوداني وتجمع المهنيين وكل القوى التي تقف مع السلطة المدنية في دعوتهم الشعب السوداني للإضراب العام والعصيان المدني حتى إسقاط الانقلاب”.

وأكد ان “أي رهان على أن الانقلاب سيحقق استقرار ووحدة السودان هو رهان خاسر، ويفتح الباب لعودة فلول النظام السابق والقوى الظلامية التي عملت على تمزيق وحدة السودان، وتهديد الشعب السوداني وتطلعاته الى الحرية والتقدم، وفتحت المسار نحو التطبيع مع الاحتلال الاسرائيلي”. كما حذر “من الاعيب الادارة الامريكية والثقة بوعودها”.

ودعا كل قوى التحرر والتقدم العربية والعالمية لدعم قوى الثورة السودانية التقدمية المناهضة للانقلاب والمكافحة من أجل استقرار وأمن وسلام السودان.

الشيوعي السوري الموحد

واصدر الحزب الشيوعي السوري الموحد بياناً جاء فيه “إن الإنقلاب العسكري الذي وقع صبيحة الإثنين في السودان، والذي رافقه اعتقال القيادات السياسية المدنية والوزراء، يشكل تهديداً خطيرا لمستقبل السودان المدني والديمقراطي، وتحدياً لإرادة السودانيين بحياة حرة كريمة”.

واعلن تضامنه مع الحزب الشيوعي السوداني والشعب السوداني في مواجهة الإنقلاب العسكري، “ومن أجل سودان ديمقراطي مدني موحد، يحقق طموحات الشعب الشقيق”.

حزب التقدم والاشتراكية المغربي

وفي بلاغ صحفي عن اجتماع لمكتبه السياسي، عبّر حزب التقدم والاشتراكية في المغرب، الثلاثاء، عن تضامنه مع الشعب السوداني في مواجهة الانقلاب العسكري.

وجاء في البلاغ ان الحزب “يتابع بقلق بالغ التطورات السلبية والخطيرة التي يشهدها السودان، والتي تُعتبر تراجعاً بيّناً عن الالتزامات التي اعتُمدت من جميع الأطراف لإنجاز الانتقال السياسي السلمي الذي يتوق إليه السودانيون”.

وأكد “تضامنه الكامل مع الشعب السوداني الشقيق في تطلعه المشروع نحو الديموقراطية والكرامة والتقدم”. كما عبر عن أمله “في أن يعود الهدوء والسلم والطمأنينة سريعاً إلى هذا البلد الإفريقي الشقيق، بما يخدم مستقبله ويصون وحدته ويحفظ تماسك شعبه”.

اللقاء اليساري العربي

وقال بيان اصدرته لجنة تنسيق اللقاء اليساري العربي ان “الانقلاب العسكري الذي نظمته قوى الثورة المضادة جاء لينقل الصراع في السودان إلى مرحلة جديدة من المواجهة بين القوى الثورية الشعبية وفلول نظام البشير التي حاولت الاندساس والتخفي متحينة الفرصة للانقضاض على ثورة الشعب السوداني”.

واضاف “نحن في اللقاء اليساري العربي نعلن رفضنا التام لهذا الانقلاب الرجعي الذي يهدف إلى إجهاض ثورة الشعب السوداني والعودة إلى انفراد العسكريين بالسلطة، ونعبّر عن تضامننا الكامل مع جماهير الشعب السوداني وقواه الحيّة والثورية وفي مقدمتها الحزب الشيوعي السوداني في تصديها لهذا الانقلاب ومقاومتها له”.

الاشتراكي المصري

فيما دان الحزب الاشتراكي المصري الانقلاب العسكري “والانقضاض على مضامين المرسوم الدستوري، وإعلان حالة الطوارئ، وحل مجلس السيادة الانتقالي، ومجلس الوزراء، والانفراد بالسلطة لإجهاض كل التحولات والمكاسب التي ترتبت على التحركات الثورية للشعب السوداني في الفترة الأخيرة”.

وطالب في بيانه “بالإفراج الفوري عن المعتقلين، وإعادة الاعتبار للمرسوم الدستوري وما ترتب عليه من إجراءات، والذي أطاح به الانقلاب العسكري الغاشم”.

كما عبّر عن ثقته بقدرة الشعب السوداني “على التصدي لتلك المخططات الاستبدادية اليمينية المؤيدة من قبل قوى رجعية محلية وقوى إقليمية منزعجة من ثورة الشعب السوداني، ومن أي نظام ديمقراطي في المنطقة يفضح استبدادها”.

بيان مشترك

واعلنت تنظيمات واحزاب عربية في بيان مشترك ادانتها للانقلاب العسكري السافر “الذي يهدف إلى الاستفراد بالحكم والعودة إلى مربع الاستبداد والقمع والقهر الذي عاشته شعوب السودان ومكوناته العرقية والدينية والثقافية”.

ومن بين الموقعين على البيان: حزب الوحدة الشعبية الديمقراطي الاردني، الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، حزب النهج الديمقراطي في المغرب، حزب العمال في تونس، حزب الشعب الديمقراطي الأردني، حركة نستطيع- موريتانيا، حزب التحالف الشعبي الاشتراكي في مصر.

وأكد البيان “التضامن المطلق مع السودان الشقيق وقواه السياسية والاجتماعية والمدنية الثورية التي تلتحم بالجماهير وتقود حركة واسعة مناهضة للانقلاب وللطغمة العسكرية الفاسدة سليلة نظام البشير التي قذفت بالسودان في أتون المحاور الإقليمية الرجعية وطبّعت مع العدو الصهيوني وواصلت نفس الاختيارات القائمة على التبعية والتفقير والاستغلال”.

******************************************

الصفحة الثامنة

حول أزمة الديمقراطية وآلياتها هل تعيش فرنسا لحظة ما قبل الفاشية؟

رشيد غويلب

تنشغل وسائل إعلام اليسار الأوربي بالمؤشرات الراهنة لما تسفر عنه الانتخابات الرئاسية الفرنسية في نيسان 2022، انطلاقا من تشتت قوى معسكر اليسار، وفرصه الشحيحة. وهيمنة اليمين على المناقشات الجارية في البلاد بشأن الهوية والهجرة. وفي حوار أجرته مجلة “جاكوبين” الأمريكية اليسارية مع وزير التعليم الفرنسي الأسبق، ومرشح الحزب الاشتراكي للانتخابات الرئاسية السابقة، ورئيس حزب “الجيل” اليساري الصغير، وعضو برلمان منطقة باريس الكبرى الحالي بينوا هامون، أكد أن ورقة اليسار الرابحة في هذه المعركة الصعبة هي التركيز على قضية عدم المساواة. وقدم هامون كذلك تصورات عن أسباب ابتعاد الشبيبة عن المشاركة بالانتخابات، وعجز النظام السياسي الحالي في فرنسا على طرح أو استيعاب بدائل ممكنة تخرج البلاد من مخاطر لحظة ما قبل الفاشية.

في ما يلي عرض للموضوعات الهامة التي احتواها الحوار.

أزمة الديمقراطية الفرنسية   

قال هامون أن هناك درسا أساسيا من الانتخابات المحلية التي جرت أخيرا، وهو أن هناك قدرًا كبيرًا من التعب تجاه الديمقراطية التمثيلية. لا يرفض الناس الديمقراطية، بل يطالبون بقوة بمزيد من الديمقراطية خلال احتجاجات المطالبة بالعدالة المناخية، وفي النشاط المناهض للعنصرية والنشاطات النسوية. لكنهم لا يرون في الانتخابات بشكلها الحالي فرصة للمضي قدماً بهذه النضالات.

هذا الاغتراب مأساوي بالنسبة لليسار. لأن الترابط بين قوى اليسار السياسي والحركات الاجتماعية مثل دائمًا مصدر قوة مهم. وعندما لا تجد هذه الحركات في الانتخابات وسيلة لتحقيق أهدافهم، يعاني اليسار من ضعف المشاركة السياسية. وهذا يعني أن الديمقراطية الفرنسية في أزمة.

الانتخابات لا تؤدي فقط إلى انتصار معسكر وخسارة آخر، بل هي أحد عوامل تراكم هيمنة ثقافية. وتكمن الصعوبة الحقيقية التي يواجهها اليسار في فرنسا وأماكن أخرى، في أن النظام السائد شكلته هيمنة ثقافية للأفكار المحافظة. وهي أفكار يمينية تكون أحيانًا رجعية وعنصرية وعسكرية ومناهضة للمساواة.

في ضوء ذلك، تبدو المطالبة بالمساواة والعدالة الاجتماعية والديمقراطية، غير منصفة للهيمنة السائدة. هذه حقيقة سياسية واجتماعية تتفاقم بسبب شيخوخة السكان، فكلما تقدم العمر، لعبت مخاوف مختلفة دورًا في قرار الناخب. وهذه عوامل هيكلية مهمة. ولكن اليسار يتحمل مسؤولية في ذلك لعدم لعبه الدور المطلوب. في فرنسا، يمكن إرجاع جميع المشاكل إلى أزمة عدم المساواة. في مواجهة هذه الأزمة، كان بإمكان اليسار أن يبتكر برنامجًا لنظام التعليم يجعل التحرر الفردي والتقدم الاجتماعي، من خلال الوصول إلى المعرفة مرة أخرى ممكنا. لكن في هذه القضية، كما هو الحال مع قضايا أخرى، يسير اليسار نائماً. الوضع مشابه فيما يتعلق بالاقتصاد أو بمسألة الديمقراطية.

لا شك أن الديمقراطية في فرنسا تمر بأزمة اليوم. و ردود اليسار ما زالت محصورة بملف المؤسسات، يقول اليسار: “علينا تغيير الدستور، علينا تغيير قانون الانتخابات، علينا تغيير الشروط المرتبطة بالمناصب الرئيسة”. يمكن أن تكون مثل هذه الإجراءات مطلوبة، ولكن يجب ان يسير التفكير في التحول الديمقراطي إلى أبعد من ذلك، ليشمل معالجة اختلال توازن القوى بين مالكي الشركات والأسهم من ناحية، والعاملين بأجر، وجميع الأطراف ذات الصلة مثل الإدارات المحلية والمواطنين من ناحية أخرى. لكن اليسار لا يطرح اليوم، إضفاء الطابع الديمقراطي على الاقتصاد بالقدر الكافي.

مرحلة ما قبل الفاشية

هناك العديد من المؤشرات التي تشير إلى الافتتان بالاستبداد. وأقوى وسيلة سياسية لذلك هو اليمين المتطرف. إن اليمين المتطرف في فرنسا ليس مثل دونالد ترامب، لأنه مرتبط تاريخيًا بمختلف التيارات الفاشية أو التيارات الدينية المتطرفة. وهو مقلق في حال اغتصابه للسلطة الكبيرة التي يوفرها دستور الجمهورية الخامسة. فإذا انجرفت فرنسا إلى اليمين غدًا، فستكون آليات الرقابة على السلطة أقل بكثير مما هي عليه في الولايات المتحدة.

في الولايات المتحدة، منع الدستور ترامب من فعل كل ما يريد. لكن الرئيس في فرنسا يتمتع بسلطات واسعة جدا. تحت حكم ماكرون، وباسم مكافحة الإرهاب، تم بشكل عام، تحويل القيود المفروضة على الحريات الأساسية إلى قانون قابل للتطبيق، مما يمنح الرئيس سلطة أكبر. لا يحتاج عندها تغيير الدستور أو القوانين. يضاف إلى ما توفره التكنولوجيا اليوم من امكانيات المراقبة الجماعية.

هناك عدة أسباب تقف وراء الاعتقاد بان فرنسا تعيش حالة ما قبل الفاشية. لقد تغير المشهد الإعلامي. وهناك صراعات قوية بين الأجيال، حتى وان كان ذلك مطمئنًا إلى حد كبير على المدى المتوسط إلى الطويل. هناك إعادة ترتيب في قضية المناخ، في النضالات النسوية، وفي مواجهة نمط الإنتاج السائد، ارتباطا بمناهضة العنصرية. وفي الوقت نفسه، نرى نوعًا من الكتلة البرجوازية التي تستعيد قوتها الثقافية والاقتصادية حول ماكرون وفي مقاومة مطالب التحرر والمساواة والاعتراف بالآخر.

لا يمكن إنكار أن قوى السلطة، في حالة خوف غير مسبوقة حاليا، على فقدانها السلطة، لذلك فهناك  خطر اغراء الاستبداد، الذي ينعكس، على سبيل المثال، في نسبة التصويت لصالح مارين لوبان، أو ربما للإعلامي والكاتب اليميني المتطرف إريك زمور.

يتحمل ماكرون مسؤولية كبيرة عن الوضع السياسي الراهن. لقد شيطن طيلة 5 سنوات اليسار، سواء من خلال وصفه بالخطر على الجمهورية أو اتهامه بالتواطؤ مع الإرهاب الإسلامي، في حين قلل من   خطر اليمين المتطرف. 

حظوظ اليسار في الانتخابات المقبلة

يكمن جوهر اليسار في تعزيز العمليات الديمقراطية القائمة على الذكاء الجماعي بدلاً من عبقرية حكومة واحدة. والجمهورية الفرنسية الخامسة هي نوع من الملكية الانتخابية. فالمنتخَب هو ملك، لكنه لا يحصل على سلطته بالوراثة أو الولادة، بل بحصوله على أصوات الناخبين. ورئيس الجمهورية المنتخب يتمتع بسلطة كبيرة.

في ظل هذه الظروف، يكون فوز اليسار أكثر صعوبة. وفوزه مرتبط بالتخلي عن جزء من جيناته السياسية، ودخول لعبة المؤسسات. هذه هي أول صعوبة هيكلية حقيقية تواجه اليسار.

إن من الضروري تجاوز تشتت اليسار الموروث، واعتماد خطاب مشترك بشأن القضايا المتفق عليها في انتخابات 2022. ويجب ان يكون مرشح واحد لقوى اليسار والخضر ليضمن الوصول إلى جولة الانتخابات الثانية، بحصوله على 20 في المائة من أصوات الناخبين على الأقل.  إن تعدد مرشحي اليسار يعني عدم الوصول إلى جولة المنافسة النهائية. وتحقيق الأهداف المشتركة اجتماعيا وبيئيا ممكن فقط بالاتفاق على مرشح مشترك لقوى البديل. بالإضافة يجب ان تكون إجابة اليسار والخضر على أسئلة أزمة المناخ مقنعة.

جميع قوى اليسار تعلم أن هناك تهديدًا فاشيًا. هناك تقوية للمفكرين الرجعيين والمحافظين والفاشيين الذين يتعاونون مع اعلاميين يشاركونهم التفكير، وانفتاح لا يصدق على التحريض العنصري. وفي لحظة مواجهة هذا الخطر الحقيقي الملموس، هل تقرر قوى اليسار دخول السباق الانتخابي كلا على انفراد؟ واستنادا إلى ما تقدم على قوى اليسار ان تتحج في اختيار مرشح مشترك، لا سيما وان برامجها جميعا، باستثناء الحزب الاشتراكي، تطالب بقيام الجمهورية السادسة، وبالتالي تغيير قواعد ممارسة السلطة، وليس مهما شخص من يحقق ذلك، فجميع قوى اليسار تستطيع المشاركة في ممارسة السلطة. يمكن لليسار أن يفوز. وهناك لحظات في تاريخ اليسار نجح فيها مثل هذا التحالف.

********

يهدف للوصول إلى أدوات الدولة.. التمرد الراهن لليمين الاستبدادي في ألمانيا وجذوره التاريخية *

عادل محمد

بدايات النازيين الجدد

لا ترتبط البداية بحدث بعينه، بل يعود الأمر إلى حد كبير إلى العمل على إحياء التقاليد النظرية، لمجموعة الأفكار الأساسية، التي ترفض مبدأ المساواة لصالح مجتمع قومي استبدادي قائم على مناهضة الليبرالية السائدة. لقد تمت صياغة هذه الأفكار في العشرينات من القرن الماضي، إبان بدايات صعود النازية بقيادة هتلر. والمرحلة المهمة، لبدايات الصعود الجديد في ألمانيا الغربية، أتت بعد فشل الحزب القومي الألماني NPD في الانتخابات البرلمانية العامة 1969. وقد مثل الحزب البداية الملموسة الأولى لتأسيس نازية بثوب جديد تغزو مؤسسات الدولة. بعد ذلك   تم البحث عن طريق يتوسط الحنين إلى الماضي النازي والمحافظة الديمقراطية. وفي وقت لاحق كانت هناك محاولات تأسيس أحزاب جديدة، مثل “حزب الشعب الألماني” وحزب “الجمهوريين”، حققت هذه الاحزاب نجاحات محدودة على صعيد برلمانات بعض الولايات.  حتى تأسس „حزب البديل من أجل المانيا”AFD في عام 2007، مستفيدا من عدد عوامل خارجية أهمها: الأزمة المالية التي عصفت بالنظام الرأسمالي السائد، وموجات توافد اللاجئين عبر البحر الأبيض المتوسط، بالإضافة إلى دعم مالي ملحوظ عبر متبرعين، وخصوصا الأموال القادمة من سويسرا. وعلى الرغم من أن الحزب لم ينجح في دخول البرلمان الألماني الاتحادي في انتخابات عام 2013، إلا أنه حقق في السنوات التالية نجاحات متتالية على صعيد برلمانات الولايات، بحيث مثل في برلمان 14 ولاية من أصل 16 ولاية تشكل المانيا الاتحادية. وفي انتخابات عام 2017 حقق نجاحه الأكبر بحصوله على قرابة 13 في المائة من أصوات الناخبين، ويصبح بذلك القوة الثالثة في البرلمان الاتحادي.

الحركات الاحتجاجية

ونشوء أحزاب سياسية جديدة

الحركات الاحتجاجية عادة ما تعمل كمحفزات. والديناميكيات التي تطورها، أما تتجه للاندماج بالمؤسسات بأشكال مختلفة، أو تصبح شيئا من التاريخ. وبقدر ما يتعلق الأمر باليمين المتطرف، فان حركة بيغيدا المعادية للأجانب وخصوصا المسلمين ظل تأثيرها بحدود ولايات بعينها، ولم تنجح بالتحول إلى حركة جماهيرية على مستوى عموم البلاد. في حين أنتجت تيارات في الحركات المناهضة للأسلحة النووية وحركات السلام وحزب الخضر لترجمة أفكارها إلى سياسات ملموسة. لقد احتوت الحياة البرلمانية حزب الخضر، بينما تميل الحركات في معسكر اليمين إلى استمرار تطرفها. اندلعت حركة بيغيدا في عام 2014، وفي عام 2019 ألقى مؤسسها لوتس باخمان خطابًا قسم فيه المجتمع إلى “مبدعين” و”منحطين” و “طفيليات”. وبهذا أصبحت بيغيدا، في النهاية تيارا دافعت رموزه عن الأيدولوجية النازية فكريا وفي لغة الخطاب أيضا. والغريب أن باخمان ظل بعيدا عن المسائلة القانونية التي ينص عليها الدستور الألماني.

أوجه تشابه

يمكن الإشارة إلى التشابه بين تيارات التطرف الأوربي والتطرف الإسلامي. ان كلا التيارين محافظان جدا، ويتمسكان بردود فعل كلاسيكية تجاه التحديث الاجتماعي والتطور العالمي. إن وجود حركات ناجحة للمساواة بين الجنسين أو من أجل حقوق الأقليات، يدفع هذه القوى لمعاداتها. لقد تصاعدت معاداة السامية السياسية بسرعة بعد المساواة القانونية لليهود في الرايخ الألماني. وعندما يناهض اليوم الإسلام السياسي عالم الدولة العلمانية والأفكار التحررية، فانه يتصرف بشكل مشابه.

والحركات التي تستند إلى إثارة صراع الهويات استفزازية وفي جوهرها تدميرية، وهذا ليس بالشيء المستحدث، فلقد اجاد فاشيو ونازيو القرن الماضي في فترة ما بين الحربين ممارسة الدعاية الحديثة. لكن ورثتهم الجدد أصبحوا أكثر ذكاءً واستراتيجية، وساعدهم ذلك في البداية على جذب انتباه وسائل الإعلام.  وفي هذه الاثناء أصبح معروفا أن أنصار صراع الهويات يبيعون النبيذ القديم في قناني جديدة.

مخاوف مشروعة

يتجاوز اليمين المتطرف العديد من الحواجز، ليس على صعيد الخطاب السياسي فقط، بل أن المانيا شهدت في السنوات الأخيرة عددا من الأحداث التي تؤشر تصاعد مخاوف مشروعة من استمرار النازيين الجدد في غزو ديمقراطية ما بعد الحرب العالمية الثانية. ويمكن هنا الإشارة إلى مقتل عضو الحزب الديمقراطي المسيحي وحاكم منطقة كاسل في ولاية هسن، فالتر لوبكه في 2 حزيران 2019، في شرفة منزله على أيدي يمينيين متطرفين، بسبب مواقفه المؤيدة للاجئين. وكذلك اكتشاف مخابئ سلاح وشبكات يمينية متطرفة في الجيش والشرطة الألمانية، بما في ذلك تشكيلات القوات الخاصة، ولايزال التحقيق في بعضها مفتوحا. والموقف الرسمي بخصوص هذه الملفات يتركز على الإشارة إلى حالات فردية، وينفي وجود منظم للنازيين الجدد في هذه المؤسسات. وسياسيا تزداد المخاوف من لجوء اليمين التقليدي إلى حزب البديل من أجل المانيا، لتامين بقائه في السلطة، كما حدث في ولاية تورنغن في ربيع 2020، عندما جرت محاولة انتخاب رئيس وزراء يميني بمساعدة نواب اليمين المتطرف في برلمان الولاية، لحرمان رئيس وزراء الولاية من حزب اليسار للحصول على دورة رئاسية ثانية. لقد فشلت هذه المحاولة، وشكل تحالف حكومي بزعامة حزب اليسار يقود حكومة الولاية حاليا.

قوى الأمن واليمين المتطرف

هناك مقولة متداولة في أوساط قوى اليسار الجذري، والقوى المناهضة للفاشية في المانيا مفادها ان الشرطة “لا ترى في العين اليمنى” في إشارة إلى غض نظر أجهزة الامن الألمانية في كثير من الحالات عن تجاوزات وعنف اليمين المتطرف، فيما تكون شديدة وقاسية بحق من تصفهم بـ”اليسار المتطرف”. ومع ذلك فان التحدي الذي يمثله اليمين المتطرف هو مهمة مجتمعية مشتركة، ولا يمكن حصرها بنشاط أجهزة الأمن ومؤسسات الدولة. وذلك يجب الانتباه إلى المشاكل الداخلية، وعدم التسامح مع نشر الدعاية النازية، في حوارات عبر منتديات المحادثة الحديثة بين منتسبي المؤسسات الأمنية، بحجة الزمالة المسلكية. ومن الضروري عدم التقليل من خطر النازيين الجدد، باعتبار أن ثقافتهم ثانوية ولا تميل للعنف. وعلى الرغم من كل الخطاب “المتطرف”، فإن الهدف بعيد المدى ليس محاربة الدولة بقدر ما هو الوصول إلى أدواتها. وفي هذا السياق يجب أن تدرك جميع الأجهزة الأمنية أنها هدف جذاب للتأثير عليه وفيه. ومن الجدير بالانتباه أن العدد الكبير من الفاعلين في أوساط النازية الجديدة ينحدرون من خلفيات عسكرية. وفي النهاية يجب التشكيك والبحث في عقيدة التطرف، التي تنطلق في الغالب من قوى وسطية غير مثقلة بسوابق.

لا شك ان قدرات المتطرفين في الكثير من بلداننا أوسع واشد ضررا، فهذه القوى إما تكون مشاركة فعلية في السلطة، او تستند على “دولة عميقة” مسلحة ولا تملك للعنف بديلا.

ـــــــــــــــــــــــــــــــ

*- تمت الاستفادة من حوار مع المؤرخ الألماني الدكتور فولكر فايس نشر أخيرا في جريدة “نيوزدويجلاند” اليسارية.

*********

الصفحة التاسعة

تغير المناخ: الأمم المتحدة تطلق «صرخة مدوية»

لإنقاذ العالم من مخاطر الاحتباس الحراري

مات ماكغراث*

حذر تقرير لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة من أن خطط الدول الخاصة (الخطط الوطنية) الحالية لخفض انبعاثات الكربون أقل بكثير مما هو مطلوب للمساعدة على تجنب التغيرات المناخية الخطيرة.

ويقول التقرير الذي جاء حول فجوة الانبعاثات الكربونية، إن تعهدات الدول ستفشل في إبقاء زيادة درجة الحرارة العالمية بمعدل أقل من 1.5 درجة مئوية هذا القرن.

ويتجه العالم إلى ارتفاع درجة حرارة حوالي 2.7 درجة مئوية، وهو ما سيتسبب في تأثيرات مدمرة للغاية، بحسب تحليل برنامج الأمم المتحدة للبيئة.

ولكن يبقى هناك أمل بكبح جماح درجات الحرارة بشكل كبير، إذا ما تم الوصول إلى الهدف الطويل الأجل للأمم المتحدة بتحييد أثر الكربون، والوصل بالانبعاثات الكربونية إلى صفر، بحلول منتصف القرن الحالي.

وقبل أيام قليلة من افتتاح قمة المناخ 26 في غلاسغو، هناك تقرير علمي آخر حول تغير المناخ وهو بمثابة “صرخة إيقاظ مدوية أخرى”، حسب تعبير الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش.

وهذا الأسبوع، أظهرت دراسة من المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، أن غازات الاحتباس الحراري وصلت إلى مستوى مرتفع جديد العام الماضي، على الرغم من تفشي وباء كورونا.

والآن في عامه الثاني عشر، يبحث تقرير فجوة الانبعاثات الكربونية في المساهمات المحددة وطنيا أو خطط خفض الكربون التي قدمتها البلدان إلى الأمم المتحدة قبل مؤتمر غلاسكو.

الدول المعرضة لآثار تغير المناخ تحذر من أنها قد تواجه خطر الانقراض

فيضانات أوروبا المدمرة ربما نتجت عن ارتفاع درجات الحرارة غير المسبوق

وتمتد هذه التعهدات حتى عام 2030 وقدمتها 120 دولة. كما أخذ برنامج الأمم المتحدة في الحسبان الالتزامات الأخرى بخفض غازات الاحتباس الحراري التي لم يتم تقديمها رسميا حتى الآن في مساهمات الدول.

ويخلص التقرير إلى أن الخطط تخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري في عام 2030 بنحو 7.5 بالمئة عند جمعها معا، مقارنة بالتعهدات السابقة التي تم التعهد بها قبل خمس سنوات.

ويقول العلماء الذين قاموا بتجميع الدراسة، إن تحقيق هذا الهدف لا يبدو قريبا حتى الآن للحفاظ على درجة الحرارة المراد تخفيضها إلى 1.5 درجة مئوية.

وسيتطلب الحفاظ على هدف كبح جمتح زيادة درجة حرارة الكوكب، خلال القرن الحالي عند 1.5 درجة مئوية، حدوث تخفيضات بنسبة 55 بالمئة، بحلول نفس التاريخ 2030. وهذا يعني أن الخطط الحالية ليست كافية وستحتاج إلى سبعة أضعاف مستوى الطموح الحالي للوصول إلى هذا الحد.

وأوضح إنغر أندرسن، المدير التنفيذي لبرنامج الأمم المتحدة، أنه لكي نحصل على فرصة الحد من الاحتباس الحراري وخفض الحرارة 1.5 درجة مئوية، لدينا ثماني سنوات لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري إلى النصف تقريبا، وهناك ثماني سنوات لوضع الخطط ووضع السياسات وتنفيذها وبالتالي الحصول على التخفيض المطلوب في النهاية .

وحذر أندرسن من أن “الساعة تدق بصوت عال”.

ووفقا لمؤلفي الدراسة، فإنه رغم التعهدات الحالية فإن ارتفاع درجة حرارة العالم سيزداد بمقدار 2.7 درجة مئوية قبل نهاية هذا القرن، وهو السيناريو الذي يسميه أنطونيو غوتيريش “كارثة مناخية”.

ويُعتقد أن التقرير يسلط الضوء على إخفاقات القادة السياسيين.

وقال مدير برنامج الأمم المتحدة عند الإعلان عن الدراسة إن “فجوة الانبعاثات الكربونية هي نتيجة فجوة في القيادة بدول العالم”.

وأضاف: “لكن لا يزال بإمكان القادة جعل هذا نقطة تحول نحو مستقبل أكثر اخضرارا بدلا من نقطة تحول إلى كارثة مناخية.”

فقد تعهدت حوالي 50 دولة بالإضافة إلى الاتحاد الأوروبي بالعمل على الوصول لهدف صفر انبعاثات كربونية بحلول منتصف هذا القرن.

تغطي هذه الاستراتيجيات أكثر من نصف انبعاثات غازات الاحتباس الحراري.

كما وجد تحليل برنامج الأمم المتحدة، أنه إذا تم تنفيذ هذه الخطط بالكامل، فقد يؤدي ذلك إلى خفض 0.5 درجة مئوية من ارتفاع درجة الحرارة بحلول عام 2100.

وسيؤدي هذا إلى خفض مستوى زيادة درجة الحرارة العالمية إلى 2.2 درجة مئوية، وسيكون خطوة في الاتجاه الصحيح، لكنها لن تكون كافية وستؤدي أيضا إلى آثار دراماتيكية وقاتلة من الاحترار العالمي.

ومع ذلك، فإن المشكلة تكمن في أن العديد من أهداف الوصول إلى صفر انبعاثات مازالت غامضة، كما يقول المؤلفان، لا سيما بين أغنى 20 دولة في العالم، حيث إن عشرات الخطط طويلة الأجل غامضة تماما.

تؤجل الكثير من الدول التخفيضات الكبيرة في الانبعاثات إلى ما بعد عام 2030، وهو ما يثير شكوكا جدية حول ما إذا كان بإمكانهم تحقيق صفر ابنعاثات بعد 20 عاما فقط.

علامة أخرى تبعث على الأمل تتعلق بغاز الميثان. ويقول التقرير أيضا أن هناك إمكانات كبيرة لإحراز تقدم بشأن هذه الانبعاثات، والتي تعد ثاني أكبر مصدر للاحترار.

يمكن كبح ما يصل إلى 20 بالمئة من هذه الانبعاثات من الوقود الأحفوري والنفايات ومن الزراعة بتكلفة منخفضة أو بدون تكلفة.

ومع ذلك، فإن فرصة تطوير عالم أكثر خضرة مع تعافي العالم من كوفيد ستعاني من مشاكل كبيرة، كما يقول المؤلفان.

ووجدوا أن حوالي 20 بالمئة فقط من استثمارات العالم للتعافي من آثار كورونا، ستدعم مصادر الطاقة المتجددة والاقتصاد الأخضر.

وقال برايان أوكالاغان، مدير مشروع الانتعاش الاقتصادي بجامعة أكسفورد ، ومؤلف تقرير برنامج الأمم المتحدة للبيئة، إن “المبالغ الضخمة التي يتم إنفاقها لتعافي الاقتصادات من وباء كورونا هي فرصة تحدث مرة واحدة في الجيل لتعزيز التقنيات والصناعات منخفضة الكربون. لكن في معظم الحالات، لا يتم اغتنام هذه الفرصة”.

وأضاف: “هذه صفعة خاصة على وجه الدول الضعيفة التي تعاني من أسوأ عواقب تغير المناخ، ما زلنا بدون التزام من الدول الكبرى المسببة للانبعاثات لتغطية الخسائر والأضرار التي تسببت بها في العالم.”

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

*مراسل شؤون البيئة

“بي بي سي” – 27 تشرين الأول 2021

عازفات أفغانيات يُعدن الحياة لموسيقى بلدهن من خارج الحدود

بعد توقف لأشهر، عادت بعض عضوات أوركسترا “زهرة” الأفغانية الشهيرة للعزف من جديد، لكن أمام جمهور محدود في الدوحة، وعلى آلات مستعارة بعدما تركن آلاتهن خلفهن في أفغانستان لدى هروبهن خوفاً من حركة طالبان.

عزفت مرزيا أنوري (18 سنة) برفقة زميلاتها وموسيقيين أفغان آخرين الأسبوع الماضي أمام دبلوماسيين وسكان مجمع للاجئين في العاصمة القطرية.

وقالت أنوري لوكالة الصحافة الفرنسية، “معظم فتيات أوركسترا (زهرة) معي هنا في قطر، لكن بعضهن ما زال في أفغانستان. آمل أن ينضممن إلينا هنا في أقرب وقت ممكن حتى نكون معاً ونعيد بناء الأوركسترا”.

سعادة الهروب ومرارة الفقد

تضم أوركسترا “زهرة” التي انطلقت في عام 2016 خمساً وثلاثين فتاة بين سن 14 و21 سنة، بعضهن من أوساط متواضعة جداً.

وقدمت هذه الفرقة التي كانت تلقى دعماً من البنك الدولي وأطراف أجنبية مانحة للمرة الأولى عرضاً في الخارج خلال منتدى دافوس الاقتصادي في سويسرا في كانون الثاني 2017.

وعلى غرار العديد من الفرق الرياضية والثقافية وغيرها، تسببت سيطرة طالبان على أفغانستان في تفكك الأوركسترا النسائية الشهيرة، غير أن معظم اللواتي تمكنَّ من الهرب تركنَ أثمن ما لديهن خلفهن.

تقول أنوري إنها تشعر بالسعادة لهروبها من بلدها، لكن أيضاً بالمرارة لتركها وراءها عائلتها وأصدقاءها وأحد أغلى ممتلكاتها: آلة الكمان الخاصة بها.

وقالت الشابة البالغة من العمر 18 سنة “أنا هنا الآن وسعيدة، لأنني بعيدة عن طالبان، لكنني قلقة على الفتيات اللواتي ما زلن في أفغانستان، وحزينة على شعبي وأصدقائي وعائلتي الذين ما زالوا هناك”.

وأضافت “بشكل عام، في أفغانستان يعتبرون كل شيء حراماً بالنسبة إلى النساء، بخاصة الموسيقى”.

حظرت الموسيقى عندما حكمت طالبان أفغانستان من عام 1996 إلى عام 2001. ومنذ عودتها إلى السلطة، بدأت الحد من حريات المرأة والتعليم مرة أخرى، ما دفع بعشرات الآلاف إلى الفرار فيما لا تزال أخريات تنتظرن من يخرجهن.

وكان من الصعب على مرزيا بالفعل العمل في مجال الموسيقى، في مجتمع محافظ لا يزال المتعاطفون فيه مع حركة طالبان يتمسكون بمعتقدات اجتماعية تقول إن الفتيات مكانهن المنزل.

وقالت أنوري، “عندما نذهب إلى الخارج، كان الناس يسموننا بالراقصات أو الفاسقات وأشياء أخرى من هذا القبيل”.

استولت طالبان على السلطة في أفغانستان في آب تزامناً مع إسدال الولايات المتحدة الستار على حرب استمرت 20 عاماً، بانسحاب عسكري تضمن عملية إجلاء جوية لأجانب وأفغان اتسمت بالفوضى.

وتشتكي الحركة من أن عمليات المغادرة المتواصلة للعديد من مواطني الطبقة الوسطى المتعلمة وموظفي الحكومة السابقة التي كانت مدعومة من الولايات المتحدة، هي هجرة أدمغة تقوض جهودها في تحقيق الاستقرار في البلاد.

وتسعى طالبان إلى نيل اعتراف دولي بشرعية سلطتها في أفغانستان والحصول على مساعدات، لتجنيب البلاد كارثة إنسانية وتخفيف الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تعانيها.

وإلى الآن، لم يعترف أي بلد بشرعية حكم طالبان في أفغانستان.

موسيقيات “زهرة”

تقول العازفة شغوفا صافي، (18 سنة)، إن أحداث هروبها المروع لا تفارق مخيلتها، وهي تترقب في الدوحة ما قد يحمل لها المستقبل.

وقالت “كان الوضع في أفغانستان خطيراً حقاً، وكان مخيفاً للراغبين في المغادرة. لم يعرفوا (طالبان) أننا موسيقيون، لو علموا لقتلونا”.

تستضيف قطر التي باتت تنظم رحلات إجلاء منتظمة بين كابول والدوحة، نحو 100 طالب ومعلم من المعهد الوطني الأفغاني للموسيقى، بينهن عازفات أوركسترا “زهرة”، حتى مغادرة بعضهم إلى البرتغال.

ومن بين هؤلاء قائد الأوركسترا الوطنية الأفغانية، محمد قمبر نوشاد، الذي عبر عن سعادته للعزف من جديد أمام الجمهور برفقة موسيقيات “زهرة”. وقال “لم نتمكن من العزف لمدة ثلاثة أشهر في الأقل منذ أن سيطروا على كابول. لذلك كانت فرصة رائعة لتحقيق أحلامنا من جديد”.

واضطر الشاب البالغ من العمر 25 سنة إلى ترك زوجته وطفليه في أفغانستان، وقال وهو يبكي “أحب قطر وأحب شعبها، لكنني لن أحبها أبداً مثلما أحب كابول”، آملاً في أن يجتمع بعائلته قريباً في قطر أو في البرتغال.

قالت أنوري إنها “حزينة” لفقدان آلتها الموسيقية، وأضافت “حتى عندما كنت أنام، كنت أضعها فوق رأسي تماماً”.

وعلى غرار زملائها، أكدت الشابة أنها ستواصل عزف الموسيقى لتبقي موروث بلدها الثقافي على قيد الحياة ولو “من خارج الحدود”.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أ ف ب – 27 تشرين الأول 2021

 *******************************************

في ذكرى ميلاده الـ 140.. بيكاسو: لماذا أصبحت شيوعيا

إن انضمامي الى الحزب الشيوعي هو خطوة منطقية في حياتي وعملي ويمنحهما معناهما. من خلال التصميم واللون حاولت التوغل عميقا في معرفة العالم والناس حتى تحررنا هذه المعرفة. لطالما قلت بطريقتي الخاصة ما أعتبره الأكثر صحة،  والأكثر عدلاً والأفضل، وبالتالي، الأجمل. لكن خلال القمع والانتفاضة شعرت أن ذلك لم يكن كافياً، وأنه كان علي أن أكافح لا بالرسم حسب، وانما بوجودي كله. ولم يتوفر لي في السابق، بسبب نوع من “البراءة”، أن أفهم هذا الأمر. لقد أصبحت شيوعيا لأن حزبنا يسعى، أكثر من أي حزب آخر، الى معرفة العالم وبنائه، لجعل البشر أكثر وضوحا في التفكير، وأكثر حرية وأكثر سعادة.

لقد أصبحت شيوعيا لأن الشيوعيين هم الأشجع في فرنسا، في الاتحاد السوفيتي، كما هم في بلدي إسبانيا. لم أشعر مطلقا بمزيد من الحرية والاكتمال منذ أن انضممت الى الحزب. وبينما أنتظر الوقت الذي تتمكن فيه إسبانيا من عودتي اليها ثانية، فإن الحزب الشيوعي الفرنسي هو الوطن بالنسبة لي. ففيه أجد، مرة أخرى، كل أصدقائي: العالمان العظيمان بول لانجفان وفريدريك جوليو كوري، والكاتبان  العظيمان لويس أراغون وبول إيلوار، والكثير من الوجوه الجميلة لمتمردي باريس. أنا، مرة أخرى، بين إخوتي.

تشرين الأول 1944

ــــــــــــــــــــــــــــ

*ولد بيكاسو في 25 تشرين الأول 1881

****************************************************

الصفحة العاشرة

فضاء شعبي

طارق ياسين .. “وضوح أول“

(مفتتح تعريفي)

ريسان الخزعلي

وضوح أول ، مجموعة الشاعر الراحل / طارق ياسين / تمتلك الكثير من الجماليات الفنية الخاصّة بتجربة الشاعر الحياتية والابداعية ، والشاعر من المجددين الاوائل بعد التجربة النوابية ، لفحته ُ هذه التجربة برياحها في البدايات ، لكنه سرعان ما امتلك خصوصيته المغايرة بعد ذلك . وقد اضفى هو الآخر ملامح تجديدية :  الابتعاد عن الفورة الرومانسية والانشغال بما هو فكري وفلسفي حيث ثقافته العالية ، اسقاط الهم الوجودي القادم من هذه الثقافة في تشكيلات قصائده ، الاكثار من ( نثر الشعر ) بتوازيات مع الايقاع القادم من موسيقى الشعر العروضية ، الالتفات الى التحولات الجديدة في الشعر العربي والعالمي ، الميل الى المعنى الصادم في توليد قصائد قصيرة ، تطويع النكته والطرافة في صياغات شعرية غير مسبوقة ، الاشتغالات الحسيّة / النفسيّة ، هموم يوميات المدينة ، التحولات السياسية والاجتماعية والاقتصادية وانعكاساتها  ، الحلم والثورة والمستقبل ، الكشف عن سريّة التعب والملل والضِيق ، معنى الحُب  والمعنى القصي في الحُب والصداقات الذاهبة الى الفراق القسري ، الضجر من ايقاعات حياة بلا حياة ، الانحياز لبطولات يتمناها بعيداً عن سلطة الايدلوجيات ، التفاعل مع نصوص الآخر ، الاسئلة الوجودية الملتبسة ، الغنائية الغائمة ، البُعد الآخر في اسباب الوجود والاندحار..، هذه هي معظم ملامح التجربة الشعرية في قصائد ( وضوح أول ).

كَتلك هاك ..هاك الإبرَه..

هاك الخيط شد جرحك

إوما مدّيتلك ايدي إوكَمت اضحك

إو شفت الحيره بعيونك سؤال ..

اكبر إمن الإبره والخيط إو عقلك إو نصحَك

والسكته عذاب إوياك

وأَخذت ايدي الأخرى وسكتت ويّاك

إو من بين الدمع كَتلك :

لاتحتار بالمرّه..

أنَه جرحي ابضميري ماتلوحه إبره

ولا يندل عذابه الخيط من برَّه ..

طارق ياسين شاعر مدينة  ومفردات مدينة واشتغالات فكرية وفلسفية ومعرفية ، هكذا كان في وضوحه الأول ، الوضوح الذي تطامن ب ( حلب بن غريبة ) مثالاً ، وحلب بن غريبة قصيدة طويلة وتكاد تكون اطول قصيدة في الشعر الشعبي العراقي الحديث ، وهي مستقاة من قصة للقاص المبدع فهد الاسدي- مجموعة طيور السماء :

حلب يا بن غريبه ..

ياغريب الكَلب ..

يامصلوب فوكَ اثبات كل ردّه .

حلب يلّي سوادك سفن زنجيّه..

ركَّص بيها الخليج إو مانكَص مدَّه .

 واخذ من كل جرف مركب..

تجاره إوكَاع المحمره .

حنين امّك لچه ابدمك

خبز فقره ولبن فقره .

 أبيض مثل كل ثوره واسود مثل كل ردَّه .

وضوح أول ، التي صدرت عام 2013 أي بعد رحيل الشاعر المُبكّر بمايزيد عن ثلاثة عقود ، أعادت الشاعر إلى حضوره الأوّل ، وما كان هذا ليحصل لولا جهود القاص والروائي/  سلام ابراهيم/ ومَن تعاون معه .

في هذا المفتتح التعريفي ، أردت ُ الإشارة لاغير ، والكثير من التفاصيل له وقفة أُخرى في كتاب عن كل شعر طارق ياسين ...

*************

بغداد وسمير والصور

علي قاسم الموسوي

ولادة شعر الشاعر سمير صبيح مع المعاناة

كان العام ١٩٧٠ على موعد مع ولادة هرم شعري عراقي كبير، من رحم العوز والفقر والضيم العراقي وبين أفنان البساتين والماء والطين ولد الشاعر سمير صبيح ماهي إلا سنوات قليلة ليكون مع موعد الحرب العراقية الايرانية فكان واحد من بين ملايين العراقيين الذين عاشوا تلك الأيام الموجعة والموغلة بالحزن ولكنه يستشعرها بإحساس الشاعر المرهف، ويختزنها بداخله لتصنع منه شاعر مستقبليا، لم يكن سمير من أضراب الشعراء الذين يلاحقون الشعر والصورة والخيال فلقد ولد الشاعر بداخله ليكبر معه عبر الزمن ويكون أنيسه وسميره يشكو له همه ويبث له أحزانه التي لا تنتهي، هناك في الجيش قادته الصدف ليتعرف على شعراء من مدينة العمارة تلك المدينة الشاعرة بطبيعتها وانسانها، سمع منهم فأعجب شيطان الشعر الذي يسكنه بهذا الرفيق ليكون جوادا له ورفيق يشق به طريقه الطويل الذي ينتظره. كان سمير يستمع إلى الأغنية العراقية التي كانت تبث في الثمانينات ويعكف على تدوينها كتابة ليقوم بحفظها دون ان يعرف شعراءها، لا يحتاج الأمر وقت طويلا فالشاعر الشاب يكبر أكبر من صاحبه ويسابقه إلى إعلان نفسه يبحث عن مكان وزمان مناسبين فليس كل الأماكن تعجبه لأن خياله الجامح مزاجي الطبع ومشاكس ومغامر لا يهوى الجلوس ولا يحب الهدوء لا يزال هكذا حتى يجد ضالته في “الثورة” مدينة الفقر والغنى، تلك الازقة العجيبة والمليئة بالتناقضات حيث الفقر والجوع والحرمان والوجع والإبداع في كل حقول العلم والمعرفة والموهبة التي تولد تكوينيا مع أهلها تسبقها الطيبة والكرم ويطغى عليها الحزن السومري السرمدي المرسوم على جباه أهلها السمر، الذي لم ينساه الجنوبيون عندما نزحوا.

الشاعر سمير صبيح مع كبار الشعراء

كازدحام أزقتها كانت المدينة تزدحم بأسماء كبيرة في الشعر كان يضمها المنتدى الذي كان بمثابة ملتقى ومنجم لتفجير الطاقات كان كاظم أسماعيل الكاطع وفالح حسون الدراجي وحمزة الحلفي وطالب السوداني وطالب الدراجي والعربي ومحمد الغريب وجبار الفرطوسي وجبار محيسن ورحيم المالكي وغني محسن وغيرهم من الأسماء المهمة، مما زاد التحدي أمام الشاب المغامر. شب بين هذه الأسماء بين زميل وأستاذ، وساهم المنتدى في صقل موهبته وتنمية شاعريته وفي ذات الوقت تزداد صعوبة إعلانه للشاعر في ساحة مليئة بالشعراء الكبار يحتاج إلى جناحين ليطير بهما محلقا فكيف له أن يطير؟

جنح بيه انكسر والثاني مخلوع

وطرت كوة على عناد اليكرهون

إعلان واضح لقبول التحدي وأستعداد للمعركة يظهر فيه عصاميته وتقديسه لكرامته وعزة نفسه بكل كبرياء، معركة الزمان غير المتكافئة التي أختار ان يواجهها:

زهكت الزمن طلعت روحه شلون

شرب دمي وأكله أشرب عوافي

يبدو أن لا هوادة فيها ولا مجال للاستسلام رغم الجروح الغائرة التي تلحقها به يكفيه شرف المواجهة وعدم الرضوخ:

وسحب سيفه الزمن هل من منازل صاح؟

أعزل ما خفت والزمن نازلته

ما لحته نعم لكن ترسني جروح

بس عدي المهم ما عفته قاتلته

بداية تألق شعر الشاعر سمير صبيح في مهرجان الرباط

في مهرجان الرباط الذي كان أول مناسبة رسمية يشارك بها بحضور كبار شعراء العراق ومنهم عبد الرزاق عبد الواحد والراحلين الكبيرين عريان والكاطع أربك سمير صبيح الحضور وقلب المفاهيم والموازين فلم تكن مشاركته الأولى ارشيفية ولا ليعلن نفسه كشاعر مبتدأ كما كان المتوقع فلقد سبق الزمن وعبر المراحل الطبيعية التي يجب ان يسلكها كل موهوب ليصل الى حد الشهرة والنجومية، صعد الشاعر المنصة التي تهوى مشابكة يديه وقرأ: قصيدة (انه همومي جهال وترضع دموع) تعد نقطة انطلاق وتحول في مسيرة الشاعر سمير صبيح الشعرية. لم تكن قصيدة عابرة او ثمة كلمات مقفاة تلقى في الأمسيات والمهرجانات بل كانت أوجاع روح عراقية مرسومة بدقة لا متناهية تحاكي الواقع الذي يستشعره الأنسان ولكنه لا يستطيع ان يعبر عنه بخطاب ، قرأها فأستحقت تصفيق الكبار ونالت أستحسانهم وأثارت عجبهم وأعجابهم ونال سمير صبيح لقب أفضل شاعر في نفس المهرجان وهو في العشرينات من عمره فكانت هذه القصيدة سندباد أحلامه الذي حمله محلقا به في سماء الأبداع وهويته التي يعرف نفسه بها.

رحيل الشاعر سمير صبيح

اثر حادث سير مؤسف

طريق الشعب - خاص

توفي الشاعر الشعبي الشهير سمير صبيح، صباح يوم الجمعة الماضي، اثر حادث سير مؤسف في محافظة واسط ونعى الوسط الشعري في العراق، الشاعر الشعبي سمير صبيح، الذي توفي عن 51 عاماً،. ويعد من الشعراء البارزين، الذين كتبوا  العديد من الأغاني العراقية، وقدم برامج شعرية خاصة. وشكلت وفاة سمير صبيح صدمة لدى الأوساط الشعبية والأدبية والإعلامية في العراق. وحدثت الوفاة فجر الجمعة، على طريق بدرة – كوت السريع، ثم نقل جثمانه إلى منزله في مدينة بسماية السكنية شرقي بغداد، وجرى تشييعه بحضور شعبي كبير.

ونعى سمير صبيح العديد من الشعراء والأدباء، وعدداً من رجال السياسة في البلاد، وعبّروا جميعا عن حزنهم برحيله. والشاعر “صبيح” ينحدر من محافظة واسط، لكن ولادته كانت في مدينة الصدر شرقي العاصمة بغداد عام 1970، وتوفي الجمعة عن عمر ناهز 51 عاماً. وكانت انطلاقة سمير صبيح إلى الجمهور إبان مشاركته في مهرجان الرباط للشعر في المغرب، مطلع التسعينيات. ولدى سمير صبيح مئات القصائد الشعرية، ومن أهمها لدى الجمهور، هي “حجيك عالگلب، يا روحي كتابة، احركني، واشلع ما أسد”. كذلك قدم الشاعر العراقي العديد من البرامج التلفزيونية الشعرية، ومنها: “قوافي، السوالف، ثالثنا الهوى، شعراء الطريق، وراديو الجيل”. وقدم “صبيح” أحد تلك البرامج عبر التلفزيون العراقي الرسمي، ما دفع بمجلس أمناء شبكة الإعلام العراقي، لنعيه رسمياً. وبرحيل الشاعر “صبيح”، يكون الشعر الشعبي العراقي، قد فقد واحدا من الشعراء الشعبيين البارزين في العراق.

**************

جــواز و نــار

 

جواد الدراجي

أجيتك

والندم ماكل جلد عمري

أجيتك .. وين أروح؟؟

ليا درب مدري

چنت أندل گلب واحد

لمن گدّرني ما گدّر ..

عليّ .. زغري

گلب .. غالي بضميره

ولا رخص قدري

شريد أحچي

وعلى أشفافي

تبدّه الحيل البعذري

اليدفيه الدمع يبرد

وأنه الرديت تحرگني الندامه

وشابگ بجمري

وصفنت أعله العمر من گام

عوچيته ...

جدمها بساعدي و خصري

وحنتنه سنين يوسف

يا .. عشگ يعگوب

أجس تعبي گزاز ويشخط بصدري

وما بين الصبر والموت

مهدومه مناره لثار

ومابين الصدگ والحيف

طشينه وطن ثوار

من شفنه الثلج ..عریس

واجساد .. الضحایه تلوج

وچتاف المگابر دار

من ضاگت توالي الجوع

وادمنه

آضحکت للنار

صحنه لهيبة السياب

حدكم وين ..

وجروح القصايد عار

تبچي مرورة الغربه

ونسيت محاضن العشار

وين البرحي من دمعك

مافزلك بغبشه وگام

عالشرفه .. ورسملك دار

أشرب .. سفسطه التاريخ

مابين الكتب .. وعيون أهالينه

التدث زنجار

وأحنه هناك

نطلگ وجع بردينه

ونزيز الهور بينه أحتار

مازال الشرب مسموح

لا يلفي العطش ويبدي كاساته

خل نلحگ .. الغيم طراد

من يفتح شراعه ...

ورفع مرساته

شراويك الصور ..

مطبوعه بظلوعي

وصداهن ماتنام براسي مأساته

أجيتك ياوطن ..

عالجنه سولفلي

الرماد ولا تلوگ وياك صفناته

أجيت بخاطر مفرّع

ولا اريدك جواز

 ونار (مالك) ... خضبت ذاته

مثل أمي ..

يلون الماي

أريدنك وطن ماكو فجر فاته

وأشگگ شكوتي گبالك

وأفك طوگ الندم

وفروض نكساته

*************

بغداد

علي الجبر

بغداد بلّلها المطر

وروحي عليله وخايفه

تعبان والدنيا سفر

بس گلبي يمكم عايفه

حزن وقهر

ليل وسهر

اعصر خدودي الناشفه

بغداد هم مثلچ گمر 

بعيوني يضوي وشايفه

ياريتني نسمه وامر

يم الشجر

ويـّه النهر

فوگ الجسر

واشبع محبتي بـ سالفه

مشتاگ والموعد عبر

وايّامي ميته وتالفه

***************

يا حلاتك

منـــذر زكــــي

ياحلاتك..

يا حلات المزنه

من تغفه ابلهاتك

ويادلاله الراد يتنخه اعله طولك

ورگه وي فيت ودادك

هاك اخذني

اليا جزيره.. اليا رمل حسنك دواير

 وانته چويات اوهمس

ضيعت رمشي اعله شوفك

 وانته شمام وشمس

ياحلاتك..

من تميل اعله الضلع چرچف شتاك

وياحلات

الليل من يلبس ضواك

ياترف لف اعله طولي ..واكتل الشوگ اليوزني

وكتب اترابك بجدمي..وخل اسيرنك نهر

وياكثرهن

وانته ادره.. ابروحي لو فاض السهر

ياحلاتك

زخت ابروحي الطوايف

 لاهي مريم

لاهي هزي اعله الشجر.. ينزل رضاك

 وفزعتهن.. دمعه دمعه

وكل مناره.. روج.. وشراع.. وغرب

وكل تصاويرك تمرني

كله مفتاح اومدينه

وأنه شطان اودرب.

***************

الصفحة الحادية عشر

جديد اتحاد الادباء

اصدر الاتحاد العام للادباء والكتاب في العراق عدداً من منشوراته الجديدة التي باتت المكتبة العراقية تكتنز بها، وكان من بينها:

- نباهة الطير، غواية الغابة/ كولاج تأويل تقانة الكتابة الشعرية/ تأليف الشاعر علي شبيب ورد.

- كما صدر ديوان الشاعر عادل مردان بعنوان “مواسم لحمار الاسفار”.

- وفي فرع الاتحاد، اصدر اتحاد ادباء ديالى مجلته المرموقة “تامرا” وقد ضمت العديد من الدراسات والنصوص بينها دراسة لحاتم الصكر ونص مسرحي لصباح الانباري ونصوص لعلي فرحان وسهيل نجم واحمد رافع وغيرهم.

***********

من الأدب الساخر

المؤجل ..

نسينا الحياة بحجة الحرب، وانتظرنا قدومها.. المؤجل بسبب الحرب

د. احمد جارالله ياسين

اغلبنا نظر الى الحروب بوصفها استثناء في الحياة ..ولم ننتبه الى ان الاستثناء عندما يدوم زمنا طويلا يصير اصلا ..وتصير الحياة استثناء.. نحلم به ولانصل اليه ..ابدا ..

فقد حفرنا الخنادق والملاجيء اكثر من اسس البيوت

ولمسنا البنادق والشظايا اكثر من الاقلام

واصغينا لازيز الطائرات اكثر من البلابل

وارتدينا الخاكي اكثر من الالوان الاخرى

ووضعنا الخوذ فوق رؤوسنا اكثر من القبعات الرياضية

ولاحت رؤوس الحراب في افقنا اكثر من رؤوس النوارس والعصافير

ومشينا للحرب اكثر مما مشينا للعشق

وتعالت هتافاتناالحماسية اكثر من همسنا للحبيبات ..والورود ..والفراشات

والتهمنا الاناشيد بدل ..اغاني فيروز

وراينا من الدبابات  والمفخخات اكثر مما راينا من الغابات

واحسسنا بالخوف والرعب اكثر من الحب

وحضرنا مجالس عزاء اكثر من حفلات العرس

وبكينا اكثر مما ضحكنا

وصرخنا ها خوتي ها ..اكثر من ها حبيبي ها

وتنفسنا البارود اكثر من الشبو الشجري

وحفظنا اسماء الاسلحة الثقيلة والخفيفة اكثر مما حفظنا اسماء المنتجعات السياحية

واعجبنا بغرندايزر ..ولم نعجب ب( ساندي بل)

واحتمينا في الطفولة من البرد بالبطانيات الخضر العسكرية من حوانيت الجيش ..بدل احتمائنا ببطانيات ميكي ماوس…

لقد نسينا الحياة بحجة الحرب

وانتظرنا قدومها ..المؤجل بسبب الحرب

وما علينا الان بعد هذه العقود من السنين ..الا ان نبحث عن حياتنا التي ضاعت ..

فمن راى منكم حياتي ..

ليتصل بي فورا…

*********

سيرة الصّباح

أمير الحلاج

في أحْلامي

لم أرَ غير الصّباح

يوزّعُ سيرته

ويحنو على المنكسرين

عسى بعض حروفٍ

تعين الصَّبرَ المرَّ

وتسندُ انحناءَ الهواءِ

لتستويَ القاماتُ المتراصفةُ .

في يقظتي

أنظر الى الصّباحِ

 وأنتظر السّيرةَ المرتجاة

بأجنحةِ الرّفقِ

تمطرُ القُبلَ المنعشةَ

عسى الأفئدةُ الساكتةُ

بأفواهها

 تخضرُّ ابتساماتُ الشّفاه.

في شرودي

أبحثُ عن الصّباحِ

وعن حروفِ السّيرةِ

وعن قُبلٍ لفَظَتْها الغيومُ

وغادرها المشهدُ

وانزوت في جحورها الطّرقات.

في خروجي من الصّورة

بكفّيَّ الى اللّيلِ

ألَوّحُ

ليُبقي النّجومَ

تغازلُ الأحلام.

*********

مبدأ التأدُّب في الخطاب السجالي

د. نادية الزقان

الخطاب السجالي هو استخدام اجتماعي للكلام، وبهذا فهو يتطرق لمختلف الخلافات والاختلافات التي يكون الغرض منها مناقشة القضايا الاجتماعية والفكرية والسياسية...التي تشغل بال المجتمع.

هذا الخطاب يقع عادة على الحدود المتغيرة باستمرار بين العنف والمؤسسات التي تحاول تنظيم وسائله والتحكم فيه، إنه خطاب مائع، لا يمكن ضبط حدوده، ينتقي بعض مقوماته من الحجاج وبعضها من الجدل، على اعتبار ذلك البعد التأسيسي للعلاقات الإنسانية التي لا تستقر على حال، فما يميزه عن الخطاب الحجاجي  هو أنه خطاب عدائي، يسعى إلى الغلبة ودحض  أقوال وأفكار الآخر، عن طريق استقصاء الأخطاء والهفوات والمغالطات ... فإذا كان تقديم الحجج المنطقية وشبه المنطقية وما يعرف بالاتفاق المسبق في الخطاب الحجاجي البلاغي الغرض منه الاقناع بالدعوة، ففي الخطاب السجالي يتم استحضار تلك البراهين والدلائل والحجج لأجل إفحام المساجل والغلبة عليه.

هذا الضرب من الحوار السلبي القائم على أساس إبراز عدم نجاعة حجة الخصم، وردها عليه، يكون الهدف هو إحداث تأثيرات خطابية في طرف ثالث يتابع سيرورة المساجلة ويشهد أطوارها ويحكم على وقائعها وهو الجمهور ثم بعده المتلقي والقارئ...

في البداية نؤكد أن للتأدب أدوارا محورية في حياة المرء وفي ثقافته وسلوكه وفي خطابه، وما له من أدوار رئيسة في إنجاح الخطاب برمته، حتى يكون خطابا واعيا ذي رسالة واضحة بأغراض ومقاصد محددة...

 هنا تدخل استراتيجية مبدأي التعاون والتأدب اللغويين ضمن ما يصطلح عليه بالتواصل الإنساني والتعامل الأخلاقي، فلما كان التخاطب يقتضي إشراك جانبين عاقلين في إلقاء الأقوال وإتيان الأفعال، فقد لزم أن تنضبط هذه الأقوال بقواعد تحدد وجوه فائدتها الإخبارية، أو قل فائدتها التواصلية، نسميها بقواعد التبليغ، كما لزم أن تنضبط هذه الأفعال بقواعد تحدد وجوه استقامتها الأخلاقية، أو قل التعاملية نسميها بقواعد التهذيب.

وقد عرف المبدأ التداولي الأول للتخاطب باسم مبدأ التعاون، وورد نص هذا المبدأ في اللسانيات الحديثة عند الفيلسوف الأمريكي بول غرايسPaul Grice  . هذا الأخير الذي فرع مبدأ التعاون هذا إلى قواعد تخاطبية مختلفة، قسمها أربعة أقسام، انطلاقا من صيغة “ ليكن انتهاضك للتخاطب على الوجه الذي يقتضيه الغرض منه”، بمعنى أن يتعاون المتكلم والمخاطب على تحقيق الهدف المرسوم من الحديث الذي دخلا فيه لقد فرع غرايس على مبدئه في التعاون قواعد تخاطبية مختلفة قسمها أربعة أقسام، يندرج كل قسم منها تحت مقولة مخصوصة وهي: الكم – الكيف – الإضافة – الجهة.

***********

قصة قصيرة.. حلم النورس

د. ناظم علاوي

مثل نورس ضل تائهاً لا يعرف طريق البحر، حين همست: كل شيء انتهى؛ ماذا ؟ أجابت: ستبقى نوارسك شريدة، ومضت. حينها غلفت أيامي كوابيس ثقيلة تركت في صدري حسرة بفقدان الأمل.

أذكر شدوي، وكأنه الآن أمامي، عرفتها وأنا طالب جامعي، أغراها زهو النساء الفارغ، هي مثل كل النساء؛ تبحث عن “المظهر، الوسامة، المال”.

كنت أتناول فطوري عندما قالت أمي:

- أتعلم بني لقد أصبح لدينا جيران جدد! هَمهَمتُ. كعادتي بالذهاب إلى الجامعة سائراً أمرُّ من أمام دار جيراننا الجدد.

***

في جبهة القتال، في الخندق المتقدم في الميدان، والمرابط أمام العدو في منطقة “آغ داغ”... أجلس الآن وحدي، الساعة الثانية عشرة ليلاً، آخر يوم لسنة ألف وتسعمائة وست وثمانين، المذياع مزدحم بأنواع الأغاني الفرحة.

نظرت إلى السّماء السّوداء المدلهمة والمثقلة بالغيوم، وبين فينة وأخرى، يشع من خلال الغيوم الموزعة شعاع القمر، ليعلن أسفه وخجله، لم أدر لم خطر ذلك ببالي، هذا أول عام يمر عليَّ وأنا عسكري أخدم بلادي من موقع آخر، أنا جالس (أعاتب نفسي على أخطائي وذنوبي وأمدح نفسي على حسناتي) ماذا فعلت في ذلك الكم الهائل من الليالي والساعات.؟

- في الشهر الأول؛ عند عودتي من الجامعة عرف نورسي طريق البحر، رأيتها جميلة لم يشك الجمال يوماً بجمالها، بيضاء، سوداء العينين، رشيقة القد (ارتبط كل شريان في جسدي بكل شريان في جسدها)، قلتُ لَها من دونَ أن تَدري بأني أخاطبُ روحي:

- إني أرى صورة قلبي، ابتسمت.!

مرّت الأيام ونحن نزرع الأرض بأنواع الورود ونطعم كل الطيور الجائعة ونساعدها على التحليق، ولا نعرف احتباس روحينا إلا عند الفراق، لكن اللقاء يُطلقها ويوحدها، أول الأمر كانت تخجل حين ألتقيها أو عندما تَهمُس أخَتها سِرًا عن أمها وأبيها:

-أتُحبينَهُ؟ وهل تَلتقينَ معهٌ؟ ُيَعلُوا ويزَينُ وَجهَهَا الإحمرار، تَضطِرب، وتَرتَبك، وبخَفَرٍ تُتَأتئ وتزداد تلعثماً؛ وتسقط في مطبات؛ كسقوط الفراشات في النار ليلاً، لكِنها الآن تَهفو بإسمي وما أن تراني مقبلاً حتى تنساب روحانا من مساماتنا لتمتزج وتعلن انتصار الطبيعة وعودتها إلى الأصل تاركة أجسادنا على العشب الأخضر، وتتراقص روحانا مبتهجتين، كفرحة الأرض اليابسة بسقوط المطر.

في الشهر الثالث؛ انتقلت حياتي من لغز إلى لغز، ومن دهشة إلى دهشة، عَرفتُ طيب المعاني وقوة الإرادة وعمق الحب، مستقبلي أصبح فرحا يتراقص بانتظام، لهذه الحياة الجديدة التي مرّت بجسدي، وفي الشهر نفسه تزوج أخي وكنت امنّي النفس بِمُتعة معها وأن يجمعنا سقف وبيت واحد.

في الشهر السادس؛ تَخرجتُ في الجامعة وكانت تخاطبني بلهجة شيطانية:

-هل ستَتطوع لتصبح ضابطاً أو ستلتحق للخدمة كجنديّ؟ لم أجبها! فكانت تبتسم بدلال لتبرز عن شفتين مكتنزتين، طالما كنت أسقي ظمأ شفتي منهما وعن تصلبات نهدين بُتُّ أعرف بأن حجم كفّي وهو مقعر يكون بحجمهما وكأنني قد صنعتهما، وتلثغ بدلال أنثوي جميل لرؤية عينيّ وهي متجهة بالنظر نحو صدرها قائلة:

- ألا تشبع ؟ فأجيبها بابتسامة خبيثة: كلا.!

في الشهر الثامن؛ طاردَ أحلامي حرّ الصيف اللاهب وتغيرت معالم وجهي بعد أن حلقت شعري للإلتحاق بالخدمة العسكرية وصار كوخ السعادة الذي اخترعته لأفراحي وشبابي كشعري تذروهُ الرياح فقد بدأت تعصف بحياتي أسباب تقوِّم أركان بيتي الجميل، رأتني ببزتي العسكرية فأنكرتني أول الأمر، صارعَت في داخلها زهوَ النساء الجميل الفارغ وحبي، فقالت:

- لو تكون ضابطاً أخشى أهلي سوف لا يوافقون على...!  لم أتَكلم فذهبتُ مسرعا.

في الشهر العاشر... أرهقني تعب الأيام القليلة الباقية، حيث سيكون المرء لأول مرة في مواجهة أمام الموت، وسيكون كل جزء من جسده في مواجهة الشظايا والعدم.! ولأول مرة أعرف قيمة الحياة الحقيقية وطعم أن تبقى فوق ثراها، وتمشي على قدميك وتستنشق عبق هوائها الجميل، وما هي إلا لحظات حتى سطرنا أروع قصة لم يتخيلها العقل، وأعدنا الماضي بأمجاده فأنساني زهوَ الإنتصار لوهلة طعم الهزيمة الوجدانية، فقد كانت تعاقبني نفسي وأنا أراها تسير متكئة على ذراع رجل آخر يدعى (خطيبها) لحظتها أحسست بأن وريدي قد انفصل من جسدي، وبأن قلبي قد غادر وقفل من دون رجعة .

في الشهر الحادي عشر؛ تاهَ عن طريق البحر نورسي، بقي شارداً، ذبحه الترحال فركن فزعاً فغطَّ في أعماق البحر يبحث عن عالم جميل كان يحلم به، فقد تزوجت وجلب ذلك (المضمون المستقبل) حياتها؛ وأبناءها، وحفرت في ذلك القلب التعيس آلاماً مبرحة وأنطفأ القمر وراح شعاعه، ما كنت أصدق أن المقاتل الذي يدافع عن الحب والسلام تذبحه حمامة السلام .

رجعت بعد أن أقفلت المذياع قلت: أي حسنات وذنوب أحصيها، نهضتُ من الموضع تاركاً نقطة الحراسة لرفيقي الذي استلم الواجب بعدي.

ولم يبق من ذلك الجندي غير رجل........ بلا ظل.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* الجمل بين الأقواس تضمين من قصة لعبد الستار ناصر

*********

الصفحة الثانية عشر

إصدار 

بغداد تحت شجرة الدردار

للشاعر جبار ياسين صدر اخيرا كتاب جديد بعنوان “بغداد تحت شجرة الدردار”.

صدر الكتاب ضمن منشورات الاتحاد العام للادباء والكتاب في العراق، وهو يقع في 150 صفحة من القطع المتوسط. وعلى غلافه الاخير نقرأ الجملة الاخيرة :”هل هي بغداد التي ظلت في ذاكرة الطفل، بيتا فبيتا، شارعا فشارعا، مقهى فمقهى، والوجوه الكثيرة؟ ما زال القلب يتلفت بعدما اختفت الطلول عن العين!”.

***************

تحت اسم الفنان الراحل عزيز علي

“الموسيقى والباليه” تحتفل بتخرج دورة جديدة

بغداد - تضامن عبد المحسن

أقامت مدرسة الموسيقى والباليه في بغداد، أخيرا، حفلا في مناسبة تخرج دورتها للعام الدراسي 2020 – 2021، والتي حملت اسم الفنان الراحل عزيز علي.

الحفل الذي شهد حضورا رسميا وجماهيريا كبيرا، أدى خلاله الطلبة المتخرجون مقطوعات موسيقية من الموسيقى الشرقية والغربية، فضلا عن باقة من الأغنيات التراثية، ورقصات باليه.

وفي كلمته اثناء افتتاح الحفل، قدم مدير المدرسة عدنان نزار نبذة تاريخية عن بدايات تأسيس مدرسته، وذلك على يد الراحل عزيز علي، مضيفا أن المدرسة، ومنذ تأسيسها، تتولى بناء تلاميذها منذ طفولتهم، وحسب هيكلها التنظيمي الذي يبدأ من الروضة ثم الابتدائية فالثانوية. ومن خلال هذه المراحل يتم تأهيل الطلبة علميا وفنيا.

وكانت لوكيل وزارة الثقافة، عماد جاسم، كلمة خلال الحفل أكد فيها أن هناك خطة للنهوض بواقع مدرسة الموسيقى والباليه، مشيرا إلى أن “الاحتفالات التي تواصل المدرسة إقامتها، لا بد أن تؤسس لمرحلة جديدة من مراحل النهوض بواقع المدرسة”.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

في ستوكهولم

الجمعية المندائية تقيم مهرجانها التشكيلي الـ 11

ستوكهولم - عاكف سرحان

افتتحت الجمعية المندائية العراقية في العاصمة السويدية ستوكهولم، يوم الجمعة 22 تشرين الأول الجاري، مهرجانها السنوي الـ11 للفنون التشكيلية، وذلك برعاية الاتحاد الصابئي المندائي وبالتعاون مع “دائرة السينسوس” وبلدية منطقتي هسلبي وفلنكبي شمالي العاصمة. 

حضر المهرجان الذي احتضنته قاعة الجمعية في فلنكبي على مدى يومين، ممثلون عن سفارة جمهورية العراق في السويد، فضلا عن جمهور من أبناء الجالية العراقية.

وشارك في المهرجان 18 فنانة وفنانا بالإضافة إلى 6 من الموهوبين الشباب دون سن الـ 20 سنة. وقد تنوعت الأعمال المشاركة بين الرسم والسيراميك والبرونز والتصوير الفوتوغرافي والأعمال اليدوية.

وكان ضيفا المهرجان كلا من التشكيلي ياسين عزيز علي والخطاط عمر العاني، اللذين عرضا لوحات خصا بها المهرجان.

وثمّن العديد من الفنانين الحضور، جودة الأعمال المشاركة في المهرجان، وتنوعها وكميتها، مشيرين إلى قدرتها على نقل نسيج فني متجانس من الأفكار والرؤى.

وتلقت إدارة المهرجان باقات ورد من منظمات وشخصيات، بينها منظمة الحزب الشيوعي العراقي في ستوكهولم، وجمعية المرأة المندائية و”جمعية زيوة” المندائية وجمعية الفنانين التشكيليين في ستوكهولم، فضلا عن الفنان نوري عواد حاتم.

وفي حفل الختام، تم تكريم المساهمين في المهرجان بشهادات تقدير وهدايا. كما أحيا الفنان عمر نيسان فقرة غنائية بمصاحبة العازف تحسين البصري.

*************

في الهندية

“الطائفية السياسية إلى أين!؟”

الهندية - غانم الجاسور

احتضنت “قاعة تشرين” في مقر منظمة الحزب الشيوعي العراقي بقضاء الهندية شرقي كربلاء، أخيرا، ندوة بعنوان “الطائفية السياسية إلى أين!؟”، قدمها الرفيق خليل الشافعي بحضور جمع من الشيوعيين والمهتمين في الشأن السياسي.

أدار الندوة التي عقدتها اللجنة الثقافية التابعة لمنظمة الحزب، سكرتير المنظمة الرفيق هادي الكفري. فيما استهلها الرفيق الشافعي بالحديث عن “الطائفية السياسية”، مبينا أنها تنتمي إلى ميدان السياسة وليس إلى ميدان الدين والعقيدة، وهي تشكل سوقا سوداء موازية للجانب السياسي أكثر مما تعكسه من إرادة أو قيم أو مبادئ أو مذهب ديني لجماعة معينة.

وأشار إلى أن منطق الطائفية السياسية يحتم على طائفة ما إلغاء طائفة أخرى (النقيض)، على اعتبار أن الأولى هي المرجع الأساسي الذي يحدد الوعي الطائفي “لذلك أن الطائفية تعكس صورة لمجتمع مأزوم، وهي لا تبحث عن حل للأزمة، بل انها تقود المجتمع إلى الانتحار الذاتي، كونها لا ترى الحل إلا في التقاتل الطائفي، أي في انتصار طائفة وهزيمة أخرى”.

ولفت الرفيق الشافعي إلى أن “النخب السياسية الطائفية تعمل على تعميق التخندق الطائفي، وإلغاء مفهوم الشعب والمواطنة والوطن”، مؤكدا أن “مشكلة العراق اليوم طائفية وليست سياسية او اجتماعية، وان حلها يعني حل كل مشكلات البلد الأخرى”. 

وخلص إلى أنه يتوجب أن يتم قطع الطريق على الطائفيين المتمترسين وراء خنادقهم، ومنعهم من قيادة البلاد نحو الكارثة. عندها لن يكون هناك غالب أو مغلوب. ومن هنا فإن الطائفية لن تكون خيارنا تحت اية ظروف”.

هذا وعرّج المتحدث على الانتخابات الأخيرة، وموضوع مقاطعتها وتداعياتها. ثم عقّب على مداخلات وأسئلة طرحها العديد من الحاضرين.

**************

تضمنت فقرات فنية وأدبية وفكرية فعاليات معرض البصرة الدولي للكتاب تتواصل

البصرة – باسم محمد حسين

تتواصل فعاليات معرض البصرة الدولي للكتاب، الذي انطلق الأربعاء قبل الماضي على أرض المعارض في ميناء المعقل بمدينة البصرة، بمشاركة عشرات دور النشر المحلية والعربية والأجنبية.

وأقيم المعرض من قبل “مؤسسة المدى” للإعلام والثقافة والفنون، وبرعاية رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي وبالتعاون مع الحكومة المحلية واتحاد الأدباء والكتاب العراقيين واتحاد الأدباء والكتاب في المحافظة وجمعية الناشرين العراقيين.

ويشهد المعرض الذي يستمر عشرة أيام لغاية بعد غد السبت، مساهمة نخبة من المفكرين والكتاب والمثقفين والفنانين، في تقديم محاضرات وورش عمل تتناول مختلف ميادين الإبداع الفكري والثقافي والفني.   حفل الافتتاح، استهله الشاعر عمر السراي بكلمة قصيرة. ثم دعا الحاضرين إلى الاستماع للنشيد الوطني، الذي عزفته فرقة البصرة السيمفونية بقيادة المايسترو علي قاسم.   بعدها ألقى محافظ البصرة أسعد العيداني، كلمة بالنيابة عن رئيس الوزراء، قال فيها أن “البصرة تتقدم الصفوف دوماً برفد الوطن بكل ما يحتاجه. فهي نزفت الدماء الزكية من ابنائها في الحرب على الارهاب الداعشي عندما ناداها الوطن”. وكانت للاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق، كلمة في الحفل ألقاها الشاعر منذر عبد الحر، ووصف فيها البصرة بأنها “واحة الأصالة والجمال وينبوع الطيبة والمحبة”، ناقلا إلى البصرة وأهلها “تحيات فرسان الكلمة الصادحة المتطلعة للإنسان الحر الكريم”.

ثم ارتقى المنصة رئيس اتحاد الأدباء والكتاب في البصرة، د. سلمان كاصد، ليلقي كلمة يرحب فيها بالحاضرين باسم البصرة “صانعة المعرفة والثقافة، وإطلالة العراق على العالم، وإشراقة التجديد في الشعر والعلوم”.

المعرض والانتخابات ضدّان

وكانت للقاص المعروف محمد خضير، كلمة باسم المثقفين العراقيين، وصف فيها المعرض بأنه “حدث ثقافي فارق في الدرجة المعرفية والقسمات الفردية، متقاطع مع الحدث السياسي الذي انتهى تواً، وهو الانتخابات”، مضيفا أن “المعرض والانتخابات شكلا موقفاً متناقضاً لما يحدث في المرحلة الراهنة. وهما ضدان تقليديان يتسابقان بذخيرة مختلفة الصور والدلالات”. وأشار خضير إلى أن “الثقافة تتقدم السياسة بقدرتها على التنوع والفائدة والمتعة. وأنا أعد معرض الكتاب تمثيلاً أسمى بكثير من صندوق الانتخابات”. وألقيت خلال الحفل كلمة باسم شركة آسيا سيل، الراعي الاقتصادي للمعرض، وأخرى باسم مدير شركة موانئ العراق.

وعلى هامش الحفل، عزفت فرقة البصرة السيمفونية مقطوعات عالمية وعراقية. 

**************

في الذكرى الثانية لانتفاضة تشرين

فنانون تشكيليون يتحدثون عن القيم الفنية والتعبوية للرسوم التشكيلية على جدران ساحة التحرير، وهم:

معراج فارس

قاسم العزاوي

ابتسام الناجي

لمياء حسين

المكان / منتدى بيتنا الثقافي / ساحة الاندلس

الزمان  : الخميس ٢٨-١٠-٢٠٢١  /  الساعة : 11 صباحا

****************

المحاويل

قصائد في ذكرى

انتفاضة تشرين الخالدة

الحلة – محمد صادق

احتضنت قاعة منتدى الشباب في قضاء المحاويل بمحافظة بابل، الأحد الماضي، حفلا في مناسبة الذكرى الثانية لانطلاق انتفاضة تشرين الخالدة.

حضر الحفل جمهور من الناشطين والشعراء فضلا عن عدد من ذوي شهداء الانتفاضة. وقد زينت القاعة بملصق كبير يحمل صورا للكثير من الشهداء.

وشهد الحفل قراءات شعرية ساهم فيها العديد من الشعراء، وعبروا عن مطالب الانتفاضة واستذكروا شهداءها.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

في ذكرى انتفاضة تشرين

«العمّالية» تطالب بالكشف عن قتلة المتظاهرين

بغداد – عامر عبود الشيخ علي

في مناسبة الذكرى السنوية الثانية لانتفاضة تشرين، نظمت اللجنة المحلية العمالية في الحزب الشيوعي العراقي، فعالية إعلامية ميدانية.

وتضمنت الفعالية تعليق لافتات في العديد من الأماكن العامة وسط بغداد، تحمل شعارات تطالب بالكشف عن قتلة المتظاهرين والناشطين وتقديمهم للعدالة، وأخرى تدعو إلى تشكيل الحكومة الجديدة بعيدا عن نهج المحاصصة.

وخلال الفعالية، تحدث فريق اللجنة المحلية مع العديد من المواطنين، حول انتفاضة تشرين، مؤكدا استمراريتها لحين تنفيذ المطالب التي رفعتها جماهير الشعب، وأبرزها الكشف عن قتلة المتظاهرين.