اخر الاخبار

الصفحة الأولى

حراك احتجاجي يجتاح إقليم كردستان.. قرارات تعسفية تحاصرهم.. الفلاحون يهددون بالتظاهر

بغداد ـ علي شغاتي

تصاعدت حدة الاحتجاجات الشعبية في مناطق واسعة من البلاد، احتجاجا على ارتفاع أسعار البنزين، ونقص امدادات المياه، وعدم توفير فرص العمل. فيما هدد الاتحاد العام للجمعيات الفلاحية في مؤتمر صحفي، بتنظيم تظاهرات واعتصامات مفتوحة في مختلف مدن البلاد، في حال عدم الاستجابة لمطالبهم.

اجراءات حكومية غير مصنفة

وذكر الاتحاد في مؤتمر صحفي عقده في مقره ببغداد، وحضره مراسل «طريق الشعب»، ان «الحكومة قامت برفع اسعار البذور والسماد وفرضت طريقة الدفع النقدي ‏المباشر رغم انها تؤخر مستحقات الفلاحين في كل موسم زراعي»، متسائلاً «كيف ‏سيقوم الفلاح بالبذار لهذا الموسم وانتم ترفعون اسعار البذور والسماد وهو لم يتسلم ‏مستحقاته اصلاً؟».

وأكد الاتحاد أن «هذا النهج يهدف الى تدمير الزراعة ‏والمستوى المعيشي للفلاح وزعزعة الامن الغذائي الوطني العراقي».

وطالب الاتحاد، رئيس الحكومة بان «يوعز ‏لوزارة المالية بتسليم مستحقات الفلاحين كاملة بالاضافة الى مبلغ الخمسين الف دينار ‏المضافة لكل طن»، داعيا وزارة التجارة إلى «توفير مخازن لمحصول الشلب للموسم ‏القادم وتجنب خسارة عشرات الآلاف من الاطنان من هذا المحصول الاستراتيجي ‏والتسبب بخسائر مالية فادحة للفلاحين».

وأكد الاتحاد، انه في حالة «عدم الاستجابة السريعة خلال اسبوع واحد من هذا البيان سنتجه ‏نحو المظاهرات السلمية والاعتصامات وحتى العصيان المدني في عموم العراق، إنْ تطلب ‏الامر».‏

امتناع عن صرف المستحقات

وفي السياق، قال عضو المكتب التنفيذي لاتحاد الجمعيات الفلاحية التعاونية في العراق، ضياء عيدان الربيعي، لـ»طريق الشعب»، إن «عملية الانتاج الزراعي التي يقوم بها الفلاحون، تتم عن طريق الاقتراض، من الحراثة وصولاً الى الحصاد»، مبيناً أنه «دائماً ما يبقى الفلاح ينتظر الحكومة ان تسلمه امواله من أجل سداد القروض التي في ذمته».

وأشار الى أن «ارتفاع اسعار المستلزمات الزراعية مثل البذور والاسمدة واليوريا وغيرها، وعدم تسديد الحكومة لمستحقات الفلاحيين تزيد من مصاعبهم»، مبينا ان «الحكومة تطالب الفلاحين بسداد ايجار الأراضي الزراعية والقروض الحكومية، في الوقت الذي تمتنع هي فيه عن صرف مستحقاتهم».

وكشف الربيعي عن «هبوط مستوى محصول الحنطة للعام الحالي الى 3 ملايين و500، بعد ان كان 5 ملايين و500 طن».

قطع للطرق في الاقليم

من جانبهم، قطع العشرات من سائقي الشاحنات وسيارات الأجرة في قضاء دربندخان، طريقا رئيسا في السليمانية، احتجاجاً على ارتفاع أسعار الوقود.

وأفاد مراسل «طريق الشعب»، بأن «المحتجين قاموا بقطع طريق (دربنديخان - السليمانية)، احتجاجا على ارتفاع اسعار الوقود وانعكاس ذلك على حالتهم الاقتصادية»، مشيرا الى ان « العشرات من أهالي ناحية باني مقام في السليمانية قاموا بقطع الطريق الرابط بين المدينة وكركوك».

وبين ان «المحتجين طالبوا بتدخل الجهات الحكومية في المركز والإقليم لحل مشكلة ارتفاع أسعار الوقود»، فيما هددوا «باستمرار هذه الاحتجاجات لحين تحقيق مطالبهم».

وقطع العشرات من سائقي الشاحنات وسيارات الأجرة الغاضبين في كلار الطريق الرابط بين القضاء ومحافظة السليمانية، احتجاجا على ارتفاع أسعار الوقود ووصولها الى مستويات قياسية، فيما اغلق اصحاب المخابز في مدينة دربندخان مخابزهم احتجاجا على ارتفاع سعر الغاز السائل حيث بلغ سعر القنينة الواحدة منها 15 الف دينار.

احتجاجات المحاضرين

وتتواصل في السليمانية احتجاجات المحاضرين المجانيين، بعد ان تظاهر المئات منهم امام مكتب برلمان إقليم كردستان، للمطالبة بالتثبيت على الملاك الدائم.

من جانبهم، نظم العشرات من الخريجين في خانقين شمال شرقي ديالى، تظاهرة احتجاجية للمطالبة بتوفير فرص العمل.

ووفقا لمراسل «طريق الشعب»، فان «المتظاهرين من خريجي الكليات التربوية والاختصاصات الاخرى، نظموا تظاهرة امام مبنى مديرية تربية خانقين، للمطالبة بشمولهم في عقود التعيين اسوة بالمحاضرين».

تظاهرات في الناصرية والبصرة

في المقابل، واصل أهالي قرى ومناطق قضاء سيد دخيل في محافظة ذي قار، مطالباتهم بايصال مياه الشرب الى قراهم.

وتجمع العشرات من أهالي قرى العبودة وال بوزياد وال ابراهيم امام قائممقامية قضاء سيد دخيل، للمطالبة بايصال المياه الصالحة للشرب، مشيرين الى ان السكان يعتمدون في توفير مياه الشرب على الابار الارتوازية التي وصلت درجة الملوحة فيها الى مستويات قياسية تجعلها غير صالحة للشرب.

وتظاهر العشرات من خريجي المعاهد التقنية وكليات القانون في المحافظة، للمطالبة بتوفير فرص العمل.

وقال مراسل «طريق الشعب»، ان «العشرات من الخريجين من مختلف الاختصاصات، نظموا تظاهرة امام ديوان المحافظة للمطالبة بتوفير فرص العمل».

الى ذلك، تظاهر العشرات من أهالي قضاء القرنة في محافظة البصرة احتجاجا على تعاقد الشركة التركية المشرفة على تنفيذ مشاريع البنى التحتية في القضاء، مع شركة غير رصينة على إنجاز مشاريع خدمية، وبالتالي تحولت شوارع القضاء الى ركام، بحسب مواطنين.

**************

الشيوعي العراقي يستقبل وفد حزب الأمة العراقية

بغداد ـ طريق الشعب

استقبل الرفيق رائد فهمي سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي امس الأربعاء، الأستاذ محمود العكيلي الأمين العام لحزب الأمة العراقية والوفد المرافق له.

وناقش الجانبان آخر تطورات الوضع السياسي وموضوعة الانتخابات وتداعياتها وما شابها من إشكاليات واعتراض بعض الكتل على النتائج.

وتوقف الطرفان عند أهمية التعاون والتنسيق بين قوى الحراك التشريني وتأكيد مطالب الحركة الاحتجاجية، والاتفاق على الصيغ المناسبة للاحتفاء بالذكرى الثانية ليوم 25 أكتوبر في بغداد وبقية المحافظات.

وتناول الجانبان التحضيرات الجارية لعقد المؤتمر الثالث للتيار الديمقراطي، وشددا على استكمال مستلزمات نجاحه.

ورافق السيد العكيلي كل من السيدة إخلاص ألشمري  سكرتيرة حزب الأمة والسيدين حسن هادي وغسان المشهداني عضوي مكتب العلاقات.

فيما شارك في استقبال الضيوف الرفيقان علي مهدي عضو اللجنة المركزية للحزب وفاضل الموسوي عضو لجنة العلاقات الوطنية.

***********

خطاب الكتل السياسية المكوناتية الفائزة يعاود انشاد لحن “الحكومة التوافقية”

عند متابعة تصريحات قيادات الكتل السياسية  ذات الهوية المكوناتية الاكبر عددا  ( “الشيعية” و”السنية” و”الكردية”)، نجدها جميعا تشترك  في الدعوة الى “التوافق” و”التعالي وتشكيل حكومة ائتلافية واسعة” (توافقية)، ويقال ذلك تصريحا او تلميحا ورغم الخلافات  المحتدمة الظاهرة على السطح. ويأتي نصح وحث  اقليمي ودولي للكتل الفائزة للاتفاق على حكومة لا بد وان تكون توافقية بالضرورة.

في المقابل غاب كليا الحديث عن ادانة المحاصصة وضرورة مغادرتها، في خطاب جميع الكتل الفائزة.

ويؤشر هذا تزايد احتمالات اعادة تشكيل الحكومة وفق ذات المسارات والسياقات  و”الحوارات” والمفاوضات لتقاسم المواقع والحصص.

وبالتالي اعادة انتاج ذات العوامل المتسببة في الازمات الحادة التي تشهدها البلاد.

نعيد التأكيد بان لا اصلاح ولا تغييرا ولا محاربة للفساد ولا حصرا للسلاح بيد الدولة ولا  معالجات جذرية لمشاكل البلاد وانعكاساتها على الاوضاع المعيشية المتردية لاوسع القطاعات الشعبية، مع وجود حكومة محاصصة توافقية.

ـــــــــــــــــــــــــــــــ

من صفحة الرفيق رائد فهمي.. سكرتير الحزب الشيوعي العراقي

**********

راصد الطريق.. .. ويستمر تدفق العراقيين الى الخارج !

قبل أيام أعلنت هيئة الإحصاء التركية ان 944 شقة بيعت الى مواطنين عراقيين خلال أيلول الماضي. وبالمثل تقول إحصاءات منشورة ان العراقيين يتصدرون مشتري العقارات السكنية في الأردن. وقد لا يختلف الحال في دول أخرى.

هذه الظاهرة الملفتة والآخذة بالاتساع  ليست مما يشغل بال المتنفذين الذين يتصارعون اليوم على مقاعد برلمانية، لا لأجل خدمة الناس ، بل لمزيد من المال والنفوذ والتسلط.

 والظاهرة تقول ان العراقيين يترددون في الاستثمار في بلدهم بسبب عدم الاستقرار وغياب الأمان، وبسبب الابتزاز متعدد الاشكال، إضافة الى الإجراءات الادارية المعقدة ، ما يحوّل العراق الى بيئة غير آمنة للاستثمار.

كذلك تقول الظاهرة ان بلدنا غير آمن للعيش الحر الكريم، ولذا يستمر تدفق العراقيين وخاصة من الشباب على المهاجر، وكلنا نتابع ما يحصل اليوم للعراقيين في بيلاروسيا ودول البلطيق.

فياأيها المتصارعون على كعكة السلطة، تشبثكم بالكراسي والامتيازات لن يؤدي الا الى استمرار الخراب والدمار، والى المزيد من هجرة العراقيين بعيدا عن وطنهم.

********

الصفحة الثانية

يونادم كنا: قانون الانتخابات مجحف بحق المسيحيين

بغداد ــ طريق الشعب

وصف رئيس كتلة الرافدين، النائب السابق يونادم كنا، يوم أمس، قانون الانتخابات الحالي بالمجحف بحق المكون المسيحي، لأنه حرمهم من أكثر من 60 في المائة من أصواتهم الانتخابية.

وقال كنا في تصريح صحافي طالعته “طريق الشعب”، إن “جميع الكتل السياسية اشتركت في صياغة قانون غير منصف ومجحف بحق المكون، ثم منعت الحق الانتخابي في الخارج والذي نتج عنه حرمان 60 في المائة من ناخبي المكون حيث كان ذلك بالضد من مواد دستورية ضامنة لحقوقه في المشاركة في الانتخابات”، مبينا أن “القانون انتج عدم تمثيل حقيقي للخصوصية القومية الدينية والثقافية وأوجد تمثيلاً لخصوصيات سياسية معينة لا علاقة لها بطموح المكون”.

وتابع كنا ان “المكون لا يطالب بإعادة العد والفرز اليدوي لصناديق الاقتراع لأن ذلك لن يغير شيئاً في نتائج الانتخابات. سنسعى خلال المرحلة المقبلة لتعديل قانون الانتخابات بما يخدم تطلعات المكون بالتمثيل الحقيقي في مجلس النواب العراقي”.

*************

كل خميس.. إشارات سريعة بشأن نتائج الانتخابات

جاسم الحلفي

من يرصد نتائج الانتخابات البرلمانية التي تعاقبت منذ التغيير، بدءا بأول عملية اقتراع في ٣٠ كانون الثاني ٢٠٠٥ لانتخاب أعضاء الجمعية الوطنية، يكتشف تراجع معدلات المشاركة طرديا، حتى وصلت في انتخابات 10 تشرين الأول ٢٠٢١ الى نسبة ضئيلة جدا بكل الحسابات، في وقت كان ينبغي فيه ان تحظى بمشاركة واسعة باعتبارها مطلبا شعبيا رفعته انتفاضة تشرين، وجعلته في أولوياتها كمطلب رئيسي، لكن اغلب المنتفضين سرعان ما اعلنوا مقاطعتها، لأسباب سبق وان جرى التطرق اليها.

واكدت نتائج انتخابات هذا الشهر حقائق عديدة، أولاها عدم ثقة المواطنين في النظام السياسي، اذ عكست ارقام المقاطعة اتساع الفجوة بين الشعب والقوى الماسكة بالسلطة. وتحدثت لغة الأرقام ليس فقط عن تراجع واضح في حجم المشاركة، انما كذلك عن تراجع كبير للقوى التصويتية لكل الأطراف المتنفذة وحتى الفائزين منها، حيث لم يحصل أي منهم على ما حصل عليه من الأصوات في انتخابات ٢٠١٨. وبهذا المعنى فقد لحقت بجميعهم خسائر تصويتيه فادحة، عكست تراجع ثقة ناخبيهم التقليديين بهم. ويبدو انهم حتى الان لم ينظروا في هذه النتيجة، ولم يتمعنوا في معانيها وتداعياتها على المستوى القريب والبعيد ايضا. فالمقاعد التي حصل عليها بعضهم، هي فوز خادع لا يعكس حقيقة الحجوم التصويتية. بمعنى آخر لو قسمت الأصوات التي حصل عليها الفائزون في هذه الانتخابات وفق أية الية توزيع أخرى للمقاعد، غير هذه المنصوص عليها في قانون الانتخابات الحالي، لأتضح بشكل جلي حجم الخسارة الفادح.

ويعني تراجع اعداد المشاركة في نهاية المطاف، ان المواطنين فقدوا ثقتهم تماما بإمكانية التغيير عبر آلية الانتخابات، فالشعور بلاجدوى المشاركة كانت له الغلبة في هذه الانتخابات. كما تجدر الإشارة الى التصويت العقابي الذي جرى لبعض القوى التقليدية، حيث منيت بخسائر تصويتية لافتة وغير متوقعة، ما اصابها بأغماء لا يبدو انها ستفيق منه بيسر وسهولة. ولا تخفف من هول الخسارة حملة التشكيك بالإدارة الانتخابية واتهامها بالتزوير، كما ان عدم الاعتراف بالنتائج لا يغير طعم مرارة الخسارة التي لحقت بهم.

لقد كانت نتائج الانتخابات بمثابة كاشف جديد لأزمة نظام الحكم الذي يتصارع المتنفذون على مركز القرار فيه، وتأكد للمواطنين ان الانتخابات في نظر الطغمة ليست الا صراع على كراسي تؤمن لهم التمترس في مواقع السلطة، وليس في وارد أي منهم احداث التغيير المنشود، وبث الامل بتحسن الأوضاع المعيشية التي فاقمها تراجع قيمة الدينار امام الدولار.

ان المتابع للاجتماعات واللقاءات الكثيرة بين رؤوسهم لا يسمع غير ما يتسرب من اخبار تشير الى تفاهماتهم، وسعي كل طرف منهم الى تشكيل الكتلة النيابة الأكثر عددا، والانكباب على توليفة التوافقات لتقاسم السلطة. وهذا كله  يؤكد حقيقة لا تدحض، حقيقة  عدم وجود أية نية عندهم لمغادرة طريقة الحكم المبنية على الاصطفافات الطائفية، وتمسكهم بنهج المحاصصة المقيت رغم كل نتائجه الكارثية.

***************

هل هي ديمقراطية بلا  ديمقراطيين؟ نتائج الانتخابات الاخيرة .. استعصاء جديد؟

بغداد ـ طريق الشعب

فور اعلان مفوضية الانتخابات النتائج الأولية التي اضعفت وجود كتل سياسية في البرلمان طالما اتخذت من المحاصصة الطائفية منهاجاً لها، توجهت هذه القوى إلى تصعيد خطابها تدريجياً، حتى وصلت مرحلة التلويح باستخدام السلاح، الامر الذي خلق أجواء متوترة جداً في الشارع العراقي، وبيّن هذا أن الديمقراطية في العراق يراد لها ان تكون في اتجاه واحد .

وشهدت بضع محافظات، منها العاصمة بغداد، والبصرة، وواسط وغيرها، احتجاجات متقطعة يقوم بها أنصار قوى سياسية ومسلحة، والى جانبها  دعوات للتهدئة يطلقها سياسيون ومسؤولون.

ديمقراطية بلا ديمقراطيين

وقال أ.د. قاسم حسين صالح، الباحث في سيكولوجيا الناخب، أن ما يحصل الان من حالة ارباك يعيشها العراقيون بعد اعلان نتائج الانتخابات هو “نتيجة حتمية لسيكولوجيا الفوضى والبارانويا، الناجمة عن صراع قوى سياسية استفردت بالسلطة والثروة عبر 18 سنة، عاش فيها المواطن العراقي مرعوبا يسكنه قلق من المستقبل المجهول. وما يحصل الآن هو احد مشاهد هذا المستقبل”.

وأضاف صالح لـ”طريق الشعب” أن “المشكلة ليست في ان يرفض الخاسرون نتائج الانتخابات، فهذا امر طبيعي له مبررات اعتبارية وسياسية، لكن ان يجري شحن العدوان في نفوس انصار الخاسرين وتحشيد الشارع بتظاهرات تربك المواطن وتصور له اننا سائرون في طريق الدم، فهذا ما يحتاج الى صوت العقل والاستماع لرأي حكماء القوم”.

وأوضح أن اهم سبب في ما يحصل هو اننا “لم نتعلم السلوك الديمقراطي ولم نؤمن بأهم مبدأين في الديمقراطية: التداول السلمي للسلطة، والعدالة الاجتماعية. فمشكلتنا هي اننا لدينا ديمقراطية ولكن بلا ديمقراطيين”.

فرض إرادات 

وفي السياق قال رئيس مركز التفكير السياسي احسان الشمري، لـ”طريق الشعب”، ان التلويح باستخدام السلاح “ يؤكد وصولنا إلى حافة الهاوية”، مبيناً أن “القوى التي تهدد بالسلاح تحاول الضغط على السيد  مقتدى الصدر من أجل العودة الى البيت السياسي الشيعي والذهاب نحو التوافق. والتوافق في نهاية الامر لا يعني بالضرورة ما حصلت عليه هذه الأطراف من مقاعد، بقدر ما يعني ان الأطراف المعترضة تسعى الى ان يكون هناك قرار شيعي اكثر مما هو انتخابي”.

وأضاف ان “ بعض القوى السياسية تريد فرض ارادتها من جديد، خصوصاً وانها تدرك ان غيابها عن الواجهة السياسية لن يوفر لها الحصانة السياسية، وهذا ما يدفعهم لفرض إرادة السلاح على حساب الآلية الديمقراطية”.

وأوضح الشمري، أن على “المفوضية الا تذعن لضغوط القوى السياسية الخاسرة، لأنها على المحك وهي تعرف ان أي عملية تغيير من خارج صناديق الاقتراع سيعرّض العراق الى الخطر، خصوصاً وان هذه الانتخابات خضعت للمراقبة الدولية”.

“انقلاب على إرادة العراقيين”

في غضون ذلك قال الخبير في الشأن العراقي علي البيدر، في تصريحات تابعتها “طريق الشعب”، إن “ اللجوء إلى الشارع، والتلويح  بالسلاح، يمثل انقلابا غير مباشر على إرادة العراقيين، ومصادرة إراداتهم. وان هذا المسار يأتي لتعزيز مكاسب بعض القوى في السلطة، وأيضا لتعزيز ضمانة رموزها من المحاكمات، وإحاطتهم بنوع من الحصانة”.

وأضاف البيدر، أن “هذه الأحزاب تسعى حاليا لخلق وضع هلامي، لا سلم ولا حرب، لتجبر الأطراف الأخرى على الانصياع إلى أوامرها؛ ما يؤكد ضرورة وقوف القائد العام للقوات المسلحة، بشكل صارم أمام هذا المسار، وهو الدور ذاته الذي يُلقى على عاتق المجتمع الدولي “.

ضائقة اقتصادية

وخلفت نتائج الانتخابات وحالة الاستعصاء السياسي التي يعيشها العراق اضرارا على الواقع الاجتماعي والاقتصادي.

وقال الخبير الاقتصادي نبيل جبار العلي لـ”طريق الشعب”، ان “صلاحيات حكومة تصريف الاعمال في الانفاق محدودة جداً، ولذا سيتوقف الانفاق المتعلق بالمشاريع الاستثمارية، فضلاً عن اننا ننتظر ان تكتمل الاستحقاقات الدستورية، مثل تكليف رئيس الجمهورية والوزراء، وهذا ما سيستغرق وقت طويلاً، يؤخر إقرار الموازنة”.

وتوقع العلي، أن “يشهد اقتصاد الدولة نوعا من الركود نتيجة توقف الانفاق”، مؤكداً أن “هذا سوف ينعكس على الشارع لان الناتج المحلي الإجمالي للعراق يعتمد على الانفاق الحكومي، وان انخفاض مبيعات البنك المركزي العراقي ناجم عن انخفاض النشاط التجاري”.

وأوضح ان “الركود الان في الأسواق سيدفع الكثير من أصحاب المشاريع الى اغلاق أعمالهم، مما يسبب زيادة حالات الاستياء لدى المواطنين، ويدفعهم نحو الاحتجاج ان توفرت له الظروف المناسبة ، علما ان هذه هي  الأسباب ذاتها التي دفعت الناس للاحتجاج في تشرين 2019”.

***************

تشرينيات نجفية ٣ تضامن النقابات

سهاد الخطيب*

منذ أشهر الانتفاضة الأولى اتسعت مشاركة الفئات المجتمعية المختلفة وانضمت مجاميع جديدة إلى ساحة الاعتصام شملت نقابات مهنية وتجمعات اجتماعية مختلفة، كل يريد أن يكون صوته مشاركاً مع مطالب الشباب العادلة، ومضيفاً لها مطالب جديدة ذات طابع تخصصي. من هذه الفئات كانت نقابة المعلمين المعروفة بمواقفها الوطنية، فأعلن مركز النقابة العام بعد اجتماع للمجلس المركزي وموافقة جميع الفروع على إعلان يوم 3 تشرين الثاني موعداً للإضراب العام لمدة أسبوعين، وبالتأكيد شارك فرع النجف في هذا الإضراب، ولتأمين تبليغ أسرع وشامل استخدمت صفحات التواصل الاجتماعي لذلك، ووضعت على صفحتي صورة لي وأنا أحمل بطاقة كُتب عليها (بدأ الإضراب)، وكانت الاستجابة من قبل المعلمين كبيرة، فأغلقت المدارس، وامتنع طلبة المدارس عن الحضور، وكان هذا موقفا مشرفا لنقابة المعلمين المركز العام وفرع النجف وشجاعة من الهيئات الإدارية للنقابة في باقي المحافظات، ورغم كل الضغوطات التي مورست ضدهم، امتنع المعلمون عن الدوام واستمر الإضراب.

في بداية انطلاقة انتفاضة تشرين، تشكلَ تجمع للنقابات والاتحادات والجمعيات، يجتمع ممثلوهم أسبوعيا، وتصدر عن هذه الاجتماعات بيانات تضامنية مع المنتفضين والمتظاهرين، ولكوني عضوا في نقابة المعلمين حضرتُ عدة اجتماعات معهم بتكليف من نقيب المعلمين حينها، واتفقنا بعد أحد الاجتماعات في نقابة المهندسين الزراعيين، على إقامة تظاهرة اسبوعية تشمل كل النقابات وتنطلق من المجسر قرب نقابة المعلمين على شكل كراديس، يمثل كل كردوس نقابة بذاتها منها نقابات المعلمين، الأطباء، المحامين، المهندسين، المهندسين الزراعيين، اتحاد نقابات العمال والجمعيات الفلاحية، ولذلك كانت تلك تظاهرات ضخمة جداً تضم آلاف المشاركين، وعند الوصول إلى ساحة اعتصام النجف تنحى كل نقابة بجهة خاصة بها وتلقي البيانات من إحدى المنصات أو التجمعات وبمكبرات الصوت. يُذكر أنه تم نصب خيمة كبيرة باسم (خيمة الاتحادات والنقابات)، وهناك بعض النقابات قد نصب خيما خاصة به مثل خيمة الأطباء وخيمة الأطباء البيطريين، وكذلك خيمة الهلال الأحمر التي كانت تقدم الإسعافات الأولية للشباب الذين يتعرضون إلى اعتداءات الميليشيات.

ما يميز مشاركة نقابة المعلمين انها كانت تضم المعلمين والمعلمات والمشرفين والمشرفات التربويين ومدراء المدارس، لقد كان حضورا مشرفا لهم، وكانت الردات والهتافات التي يكتبها أحد المعلمين، ردات جميلة تتكلم عن واقع التربية ومطالب التربويين في الانتفاضة، وكان لي الشرف أن أقود هذه التظاهرات، ووفرت النقابة لي مكبرا للصوت لاستخدمه وأنا أقرأ الردات والهتافات وصولا إلى الساحة.

ومنذ أولى أيام تشرين الأولى وبدء حملة اعتقالات ضد الشباب بادرت نقابة المحامين إلى تبني الدفاع عن الشباب، وتطوع عدد من المحامين لمتابعة قضاياهم عند الأجهزة الأمنية الحكومية والسلطات القضائية من أجل إطلاق سراحهم لعدم ارتكابهم عملا غير قانوني، وواصل أعضاء النقابة عملهم هذا طيلة أشهر الانتفاضة بروح متفانية عالية، عبرت عن تلاحم هذه الفئة مع الانتفاضة ومطالبها العادلة، وكان موقفهم هذا مشرفاً لهم ولمهنة المحاماة.

ــــــــــــــــــــــــــــــــ

* سكرتيرة رابطة المرأة العراقية - فرع النجف

**************

الصفحة الثالثة

مواطنون: عيش الفقراء خارج حسابات منظومة المحاصصة

بغداد ــ محمد التميمي

يعكس ما تتمتع به البلاد من ثروات طبيعية وبشرية هائلة، آثارا سلبية على الواقع المعيشي للعراقيين، بسبب سوء الإدارة تلك، وتجيير الخيرات لصالح فئات معينة، وحرمان بقية الشعب منها.

وبحسب الأرقام التي نشرتها وزارة التخطيط، فإن الفقر في العراق تحول إلى مأزق يواجه المستقبل، ولم يعد مشكلة يمكن حلها بسهولة.  ويعتبر يوم السابع عشر من تشرين الاول من كل سنة، يوما عالميا لمكافحة الفقر المدقع. واختارت منظمة الأمم المتحدة للعام 2021 شعار “جميعا لبناء المستقبل لنضع حدا للفقر المستمر باحترامنا للبشرية والبيئة”. ويؤكد الخبراء والمختصون، أن فساد نظام المحاصصة هو المغذي الأكبر لهذه الآفة المدمرة، فلم يقدم أية حلول رغم الموازنات الانفجارية والثروات الهائلة التي يتمتع فيها البلد.

أرقام مرعبة

وتزامنا مع اليوم العالمي لمكافحة الفقر، تجدر الإشارة إلى أن العراق يسجّل أرقاما غير طبيعية توضح استفحال هذه الظاهرة وتحولها إلى سمة أساسية لشكل النظام السياسي والاقتصادي القائم. وتضاعف معدل الفقر في العراق خلال عام 2020، حيث بات 40 في المائة من السكان البالغ عددهم 40 مليونا تقريبا، هم فقراء. وفي السنة الحالية، وصل ارتفاع مؤشرات “تحت خط الفقر” في البلد إلى 27 في المائة، أي أن هناك أكثر من 10 ملايين مواطن يعيش تحت خط الفقر.

أما بالنسبة لخارطة الفقر في العراق، فبحسب التخطيط تبدأ من النسبة الأعلى في المحافظات الجنوبية، ومن ثم تتوالى الأرقام المأساوية في بقية المناطق.

وفي مقابل كل ذلك، يحتل العراق الترتيب التاسع عالميا في الثروات الطبيعية، حيث يحتوي على نحو 11 في المائة من الاحتياطي العالمي للنفط، و9 في المائة من الفوسفات، فضلا عن الموارد الثمينة الأخرى، لكن الفساد والحروب وسوء الإدارة وإهدار الثروات كانت أبرز أسباب هذا الوضع المأساوي، وفق ما يشخصه الخبراء والاقتصاديون.

نحن آخر حسابات الحكومة 

يقول المواطن علي غاوي: انه يقاسي وضعا معيشيا مترديا على كافة الصعد “هناك أزمات متعددة. وهي تتفاقم يوما بعد اخر. وفي المقابل لم نجد الحكومة تولي أي اهتمام بنا”.

ويعيل غاوي اسرته وعددا من اخوانه.

ويضيف في حديثه لـ “طريق الشعب”: ان قرار تغيير سعر صرف الدولار ساهم في تضخم ثروات الاغنياء، لكنه أنهكنا. ارتفع سعر كل شيء، بينما مداخيلنا تتآكل يوما بعد آخر”.

وفي وقت سابق، حاول غاوي أن يشمل نفسه وعائلته براتب الرعاية الاجتماعية لكنه لم ينجح “سنوات وأنا أنتظر أن أقرأ اسمي في قوائم الشبكة. مللنا الوعود”.

الفقر يحاصرنا

هادي علي، شاب آخر يعمل في مطعم شعبي، منذ سنوات، يقول إن دخله ثابت لكن التزاماته تتزايد بشكل يومي تجاه عائلته.

يقول علي لـ”طريق الشعب”، انه ترك الدراسة مبكرا ليعيل أسرته، وهو الان بعمر الـ16 عاما، ويتحمل مسؤولية عائلة كبيرة.

وقاطع علي الحديث عن الوعود الحكومية: “لا نعول عليها وعلى المنظومة السياسية الحالية. طالبنا باستمرار بتحسين الأوضاع او تقديم رواتب للرعاية. ولم يتقدم نحونا سوى الفقر الذي صار يحاصرنا من جميع النواحي: صحيا، خدميا، بيئيا”.

العشوائيات تتزايد

اما المواطن ساجت علاوي، فيقول: “مرت 18 عاما، والى الان لم تحل ازمة السكن، فالعشوائيات تتزايد، والى الان لم نحصل على سكن لائق، ولم يتم تقديم أية حلول لمن لا يمتلك القدرة على شراء او بناء منزل. فالمصارف قروضها ثقيلة، لا تتحملها دخولنا المحدودة، التي لا تكفي حتى لتوفير لقمة العيش”.

وبسبب الظرف المعيشي اضطر علاوي، الى جعل ابنائه يهجرون مقاعدهم الدراسية، والزج بهم في سوق العمل مبكرا، بسبب “سوء وضعي المعيشي”.

ما هو الفقر؟

ويعلق الباحث في الشأن الاقتصادي، أحمد خضير، على نسب الفقر في العراق والأرقام التي تصدر بشأنه، مبينا أن الأزمة مركبة ولها أبعاد خطرة ستظل مستمرة نتيجة الدمار الذي حلّ بالعراق.

ويقول خضير لـ”طريق الشعب”، أنه “يمكن القول بأن مفهوم الفقر المبسط يعنى به التدني لمستوى المعيشة للأفراد أو الأسر، أو بعبارة أخرى هو الحرمان المادي الذي تتجلى أهم مظاهره في انخفاض استهلاك الغذاء كمًّا ونوعًا، وتدني المستوى الصحي والتعليمي والوضع السكني، وكذلك الحرمان من امتلاك السلع المعمرة (أو الدائمة) والأصول المادية الأخرى، وفقدان القدرة على مواجهة الحالات الصعبة كالمرض والإعاقة والبطالة والكوارث والأزمات.

أي أنه يتجلى في عدم القدرة على تحقيق مستوى معين من المعيشة المادية يُمثِّل الحد الأدنى المعقول والمقبول في مجتمع ما”.

 ************************************************

التربية تدعم المستوى العلمي للطلبة بالدوام الحضوري.. أساتذة وأولياء أمور يرحبون بعودة الدوام الحضوري

بغداد ـ سيف زهير

حددت وزارة التربية، مؤخرا، الاول من تشرين الثاني المقبل، موعدا لبدء العام الدراسي الجديد، الذي سيكون حضوريا لمدة أربعة أيام.  وأبدى عدد من الأساتذة وأولياء الأمور ترحيبهم بقرار الوزارة، معربين عن مرارة التجربة التي فرضتها المنصات الالكترونية في الفترة الماضية. ويأمل الأساتذة أن تجري معالجة النتائج الوخيمة التي تسبب بها غياب الطلبة لعامين عن مقاعدهم الدراسية.

جدل الموعد والجدوى

وقررت هيئة الرأي في وزارة التربية أن موعد انطلاق العام الدراسي الجديد سيكون في الأول من شهر تشرين الثاني لعام 2021.

وأكدت الوزارة في بيان لها، طالعته “طريق الشعب”، أن “دوام الطلبة يكون حضورياً لأربعة أيام في الأسبوع، مع تعليق عطلة يوم السبت.

وفي قرار لاحق، سمحت التربية بانتقال تلاميذ المراحل الأربعة الأولى من الدراسة الابتدائية إلى الصفوف التي تليها.

وعلّق التدريسي في محافظة ذي قار، عقيل يوسف، على القرارات التي أصدرتها الوزارة، مبينا أن هناك تخبطا وارتباكا واضحين.

وقال يوسف لـ”طريق الشعب”، إن القرار بجعل الدوام حضوريا لأربعة أيام فقط “أمر غريب وغير مفهوم تماما. لأن الفيروس مستمر بكل الأيام، لذلك على الوزارة أن تعيد الدوام الحضوري كالسابق، أو أن تتجنب إرباك الوضع الذي لا يتحمل المزيد من المشاكل. والسؤال الأهم في هذا كله، أن العراق لا يشهد أي حظر أو إغلاق للمؤسسات، والحياة طبيعية في الأسواق والمولات التجارية وكافة الأماكن المزدحمة، ولا أعلم ما الهدف من غلق المدارس والجامعات التي تعتبر أهم جزء حيوي للدولة”. وأضاف أن “عبور طلبة الصفوف الأولى الأربعة في الدراسة الابتدائية له مضار كبيرة فهنالك فئات عمرية كبيرة جدا ستنجح دون أن تفهم مواد العام السابق، بل هنالك من لم يستوعب حتى قضية الكتابة والقراءة والحساب بالشكل الصحيح. الحقيقة أن هذه النتائج مخيبة لكنها فرضت على الوزارة والكوادر التدريسية بسبب الوضع المعقد الذي أنتجته الجائحة وعززه عدم استعداد الدولة ومؤسساتها”.

وفيما يتعلق بتحديد موعد الدوام الرسمي، أشار يوسف إلى أنه “سوف يبدأ يوم 1/11/2021 بينما الامتحانات الوزارية للصف السادس الإعدادي تنتهي يوم 9/11/2021 وهذا سيجبر عدد من المدارس على عدم المباشرة كونها مراكز امتحانية”.

مساوئ التعليم الالكتروني

وتحدث عدد من الطلبة والتدريسيين عن أبرز التحديات التي واجهتهم في فترة الدراسة الالكترونية، مشددين على ضرورة الاستفادة من التجربة وعدم تكرارها.

ويوصف الطالب في الصف السادس الإعدادي، أبو الحسن صباح، تجربة التعليم الالكتروني بـ”الفاشلة وغير المجدية”.

صباح الذي يدرس في القسم الإحيائي، أكد لـ”طريق الشعب”، إن الطلبة وبشكل كبير جدا “لم يستفيدوا من هذا الأسلوب التعليمي بسبب عدم استعداد غالبية الأطراف المعنية من تدريسيين وطلبة لتأدية العام الدراسي، بعيدا عن الصفوف. وكان أغلب التدريسيين ينشرون المحاضرات الالكترونية ويذهبون، ومن ثم أجد صعوبة في الإجابة عن أسئلتي التي ترافقها مشاكل في الانترنت وتفاصيل أخرى مثل غياب المنافسة والتفاعل”، منوها بأن “التعليم الحضوري والقرار الأخير للوزارة جاء بمثابة الإنقاذ من مستقبل مجهول ومرعب للطلبة”.

ويشير الطالب إلى أن أغلب زملائه “لم يتقبلوا التعليم عبر الإنترنت لصعوبة فهم المحاضرات، كما أن بعض المواد الدراسية تحتاج لجهود من المدرسين وإيضاحات معمقة”.

ويعتقد أن هذا النوع من التعليم “سلب المواد الدراسية قيمتها العلمية، خصوصا لمواد الرياضيات والفيزياء والكيمياء والإحياء”، مبينا أن “أوقات النشر أيضا لم تكن منظمة بسبب رداءة الانترنت”.

الاستفادة من الأخطاء

من جانبه، أفاد المواطن محمد الخزرجي، (ولي أمر طالبين في المرحلة الإعدادية)، بأن الكثير من أولياء الأمور كانوا “يفضلون خلال الفترة الماضية التعليم الالكتروني لأنهم متخوفون من الوباء وكانوا حريصين بنفس الوقت على مستوى أبنائهم وبناتهم العلمي”.

ويقول الخزرجي: “عملت قدر المستطاع على دفع أولادي للتعلم على المنصة الالكترونية، لكن مستواهم لم يكن مثلما في الدوام الحضوري والسبب عدم تقبلهم الفكرة بسهولة. الأمر الآخر المهم هو أن المدارس غير مهيأة لمثل هذا النوع من التدريس والبنى التحتية متهالكة، ما جعل التعليم خلال السنتين الماضيتين أمرا مأساويا”.

ويرى أن “التعليم الالكتروني كان أمرا مفروضا بحكم الواقع، لكنه لم يحقق الهدف الرئيسي. يجب أن يعاد النظر بهذه التجربة وخصوصا أن العراق معرض إلى أن يعود للدوام الالكتروني بحال تفاقم الوضع الصحي مع ضعف الإقبال على اللقاحات. الوضع الوبائي لم يحسم ونحن معرضون لأكثر من احتمال، لكن هذا لا يمنع من التوجه إلى مقاعد الدراسة والالتزام بشروط السلامة والأمان”.

من جانبه، أوضح أستاذ مادة الفيزياء، اياد جبار أن “الانترنت كان عائقا كبيرا أمام أساتذة المواد العلمية الذين يحتاجون إلى تسجيل محاضراتهم بشكل فيدوي ومن ثم نشرها على الصفحة الخاصة بذلك”.

ويبين جبار لـ”طريق الشعب”، أن “محاولات كثيرة فشلت خلال تحميل الفيديو الدراسي إلى الانترنت، ما اضطر بالبعض منا إلى اللجوء لخيار البث المباشر وهذا أيضا فيه من المساوئ التي لا حصر لها”، مضيفا ان “تداعيات تفشي الوباء وظروف الدراسة التي رافقته ستؤثر لفترة طويلة قادمة في القطاع التعليمي والتربوي. لذلك يجب على وزارة التربية أن تدرس الأمر بشكل شامل وتضع خطة لمعالجة الكوارث التي حصلت وحالات الطوارئ التي يمكن أن تحصل مستقبلا”.

 *****************************************

معنيون يتحدثون عن تفعيله بداية العام المقبل.. قانون الضمان الصحي يدخل نفق النسيان؟

بغداد ـ عبد الله لطيف

مع مرور الوقت تتزايد المخاوف من دخول قانون الضمان الصحي، الذي شرع خلال العام الحالي، حيز النسيان، شأنه شأن قوانين كثيرة شُرعت ولم تر النور بعد.

بينما تؤكد أطراف معنية ان مضامين هذا القانون هي ما تؤجل تفعيله كونها أقرت تشكيل هيئة خاصة، تكون مسؤولة على تنفيذ القانون، متوقعين ان يدخل حيز التنفيذ في بداية العام القادم.

ويهدف القانون الى ضمان جودة الخدمات الصحية وحصول المواطن عليها في كل مكان، ولتخفيف الأعباء المالية عن المواطنين والحد من الفقر وتحقيق مبدأ التكافل والعدالة الصحية المنصوص عليها في الدستور العراقي وفصل دوائر الصحة عن المحافظات وإرجاعها للوزارة لتتمتع المحافظات بخدمات صحية متساوية.

ويفرض القانون على الجميع دفع اشتراكات تتراوح بين 10 الاف إلى 100 الف دينار، واستقطاع 1 في المائة، من مجموع الراتب الشهري للموظف عن خدمات الاستمرار بالاشتراك، ويعد ذلك إلزامياً، فضلاً عن دفع 10 في المائة من قيمة الخدمات الصحية (أجور المراجعة) ودفع ما يعادل 25 في المائة، من أجور الأدوية والمختبر والأشعة والأسنان.

ويكلف هذا القانون الموظف او المشترك بدفع 10 في المائة من أجور الخدمات التي تقدم في المستشفيات الحكومية و25 في المائة من الأجور عند مراجعة المستشفيات غير الحكومية. كما ألزم أرباب العمل وأصحاب الشركات الخاصة والقطاع المختلط بدفع 1 في المائة، من أجور العمال والموظفين لتمويل صندوق الضمان الصحي وتحميل أرباب العمل وأصحاب الشركات غرامة مالية قدرها 2 في المائة من قيمة بدل الاشتراك عن كل شهر، في تأخير تسديد المساهمة، أي أن الغرامة تصل إلى 24 في المائة سنويا، عند عدم التسديد لعام واحد.

تأجيل وفقاً للبنود

وقال عضو لجنة الصحة البرلمانية السابقة عبد عون العبادي، ان “تفعيل القانون لم يتم تأجيله، لكن بنود القانون تفرض فقرة مفادها انه خلال ستة اشهر من تاريخ اقرار القانون في البرلمان، يتم تشكيل هيئة خاصة تعمل على تنفيذ مضامين قانون الضمان الصحي”.  وأضاف النائب السابق لـ”طريق الشعب”، أنه “يجري الان تأسيس الهيئة بصورة مدروسة ووفق ما ينص عليه القانون، ولكنها تحتاج الى مزيد من الوقت”، مضيفاً ان “القانون سوف يدخل حيز التنفيذ في بداية العام القادم”.

وأوضح أن “البنى التحتية الصحية في العراق ليست جاهزة للتعامل مع هذا القانون بنسبة 100 في المائة، لكن عند اعداد القانون في المجلس كنا نراعي هذا الجانب، وبالتالي فإن القانون سد الثغرات التي يمكن ان تعرقل عمله”.

وأكد أن “هذا القانون هو من افضل القوانين التي شرعت في هذه الدورة البرلمانية، بالإضافة الى ان كل البلدان المجاورة تمتلك قانونا مشابها لهذا”.

وأشار العبادي إلى أن “القانون يعمل على توفير خدمة للمواطنين الذين لا يملكون قدرة مالية على مراجعة المؤسسات الصحية الاهلية التي أصبحت باهظة التكاليف، بالتالي انه سيضمن توفير علاجات للمواطنين في المؤسسات الحكومية والأهلية بأسعار رمزية جداً”.

صرف الدواء الكترونياً

ويقول نقيب الصيادلة مصطفى الهيتي، ان “صندوق الضمان الصحي كان من المفترض أن يبدأ تطبيقه من 1/8، لكنه سيتم اعتماده بداية السنة المقبلة، وستتم تسعيرة الأدوية وفحصها، ولا يمكن لأي صيدلية معتمدة من قبل الصندوق أن تكون صيدلية (أصولية) إلّا إذ كانت الأدوية فيها مسعرة ومفحوصة”، لافتاً الى أن “نسبة الخدمات والأدوية التي سيدفعها المواطن ستكون 25 في المائة”.

وأضاف أن “النظام الجديد سيعتمد صرف الدواء إلكترونيا من قبل الأطباء المعتمدين في صندوق الضمان، والصيادلة سيكون التعامل معهم بصرف الدواء ليس بالوصفة الورقية، وإنما من خلال هذا النظام الالكتروني (الحاسوب) حيث إن الوصفة ستنطلق من الطبيب وتصرف في أي مكان وصيدلية في العراق داخلة ضمن نظام التأمين أو صندوق الضمان الصحي”، مؤكداً أن “القانون يشمل أيضاً الخدمات الصحية المقدمة في المستشفيات، وستكون نسبة الخدمات أقل من سعرها الحقيقي بنسبة 75 في المائة”.

وفي ما يتعلق بنسبة اشتراك الدرجات العليا في قانون الضمان الصحي، فقد أوضح الهيتي أن “الدرجات العليا سوف تكون نسبة الاشتراك معينة وحسب الرواتب”، مشيراً الى أن “هناك فئة من المعفيين من هذا الاشتراكات، لكنهم مضمونون وهم أصحاب الأمراض المزمنة والسرطانية والأمراض النادرة والمشمولون بالضمان الاجتماعي”.

وتابع أن “تسعيرة الأدوية تعتمد على أساس سعر 1470 دينارا عراقيا للدولار الواحد، وهذه التسعيرة ثابتة فهي معتمدة من قبل وزارة الصحة”.

 ****************************************

الصفحة الرابعة

الحلقة الثانية

مستقبل العراق ساخن وجاف.. خبراء: التغيرات المناخية سبب رئيسي في تناقص تدفق المياه

بغداد - طريق الشعب

تنشر “طريق الشعب” سلسة حلقات حول شح المياه والتغييرات البيئية والمشاكل التي يواجهها العراق جراء ذلك

تلعب التغيرات المناخية كارتفاع درجات الحرارة وندرة تساقط الامطار دورا اساسيا ومضافا في ازمة شح المياه بالعراق؛ حيث تشكل الامطار ثلاثين في المائة من موارد البلد المائية، فيما تشكل مياه الأنهار السبعين في المائة الباقية.

ويؤدي تفاوت كمية المياه الواردة الى البلد من النهرين بين زيادة مفاجئة قد تسبب في حدوث فيضانات أو شح يؤدي إلى الجفاف، عند انخفاض معدل سقوط الأمطار كما حدث في شتاء 2017 -2018 حيث انخفض إلى أقل من ثلث المتوسط.

والتغير المناخي هو ارتفاع درجات الحرارة إلى ما فوق معدلاتها، فارتفاع أكثر من 3 درجات مئوية عن المعدل يسهم في زيادة تبخر مياه الأنهار بنسبة 20%، ما يضاعف خطر الجفاف في البلد المميز بجفاف صيفه.

ويشير تقرير لموقع “المونيتور” الأميركي الى أنه “في وقت ترتفع درجات الحرارة في مناطق عديدة بالعراق إلى 50 درجة مئوية، ستنخفض مستويات المياه في نهري دجلة والفرات بشكل كبير وبدرجة تثير مخاوف من جفافهما بالكامل”. 

الجدير بالذكر من مؤشرات تأثير ظاهرة الاحتباس الحراري على العراق، هو تعاقب فترات شح كبيرة، كان الأسوأ منها ثلاث سنوات متتالية هي 1999 و2000 و2001، ويتكرر الحال المأساوي منذ عام 2008 وبشكل متذبذب، بسبب ندرة سقوط الأمطار.

مستقبل أكثر سخونة وجفافا

ويشهد العراق حاليا موسم جفاف حاد بفعل المتغيرات المناخية، يصنف بالاكثر جفافا على مدى الاربعين عاما الاخيرة، وذلك لندرة موسم الامطار في عام 2020 - 2021، ما تسبب بتناقص حاد في تدفق المياه لنهري دجلة والفرات، بلغت نسبته 29% و73% على التوالي.

وجاء في تقرير لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف)، أن “موسم هطول الأمطار في العراق لعام 2020 - 2021، هو الثاني من حيث الجفاف خلال الأربعين عاماً الماضية”.

ويقول المهندس مهدي رشيد، مدير عام السدود والخزانات المائية في وزارة الموارد المائية، إن “انخفاض منسوب مياه الأنهار سببه انحسار الأمطار للموسم الثاني على التوالي، وارتفاع درجات الحرارة” التي تتجاوز عادة الخمسين درجة خلال موسم الصيف.

اما عن انعكاسات ارتفاع درجات الحرارة على شحّ المياه وقلة تساقط الأمطار، والكمية التي يحتاجها العراق من المياه، فيتوقع الخبير الإستراتيجي بالسياسات المائية رمضان حمزة محمد “أن يشهد العراق والمنطقة ارتفاعا كبيرا في درجات الحرارة وباستمرار موسم الصيف لنهاية موسم الخريف، لتزيد هذه الضغوط المناخية من احتمال مستقبل أكثر سخونة وجفافا في البلاد، وستزيد حالات التبخر من المسطحات المائية العراقية سواء الطبيعية كالثرثار وبحيرة الحبانية أو خزانات السدود مما يقلل من الخزين الإستراتيجي الذي يعتمد عليه العراق في تغطية نقص التصاريف الواردة من تركيا وإيران”.

أكبر الخاسرين

ويقرّ كبير خبراء السياسات المائية بأنّ العراق هو الطرف الخاسر في المعادلة المائية إذا استمر الجفاف لأكثر من موسم، مع استمرار تحكم دول الجوار المائي بالمياه، والتقاسم غير العادل لها.

خطورة عالية

وأظهرت التقارير الدولية ان الدول المسجلة بأعلى معدلات لدرجات الحرارة المرتفعة في العام 2010 كانت 19 دولة متضررة، وكان من ضمنها العراق، وأن ارتفاع درجات الحرارة أدى إلى جفاف بعض الروافد المغذية للأنهار بسبب التبخر العالي للمياه.

يشار ان العراق أدرج ضمن قائمة الدول المُصنفة بأن لديها “خطورة عالية” فيما يتعلق بالشح المائي ومخاطره، حيث تبلغ درجة الإجهاد المائي فيه 3.7 من 5 بحسب المؤشر العالمي، فيما تقف عدة عوامل وراء هذا الوضع المائي الحرج، من أهمها التغيرات المناخية المتمثلة في قلة سقوط الأمطار وجفاف الأنهار وارتفاع درجات الحرارة، إضافةً إلى عوامل أخرى تؤثر سلبا على واردات المياه من النهرين.

انخفاض مستمر في الأمطار

أستاذ هندسة الموارد المائية بجامعة لوليو السويدية الخبير نضير الأنصاري قال: “إن منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا من أكثر المناطق تعرُّضا للتأثيرات المحتملة لتغير المناخ. وبالفعل تعاني المنطقة من الجفاف وندرة المياه وزيادة متوسط درجات الحرارة، وانخفاض هطول الأمطار”.

وأشار إلى أن “تحليل سجلات هطول الأمطار ودرجات الحرارة في أجزاء مختلفة من العراق، يشير إلى أنه سيكون هناك انخفاض مستمر في هطول الأمطار، وزيادة في درجة الحرارة، مما يؤدي إلى انخفاض السعة التخزينية للخزانات والإنتاجية الزراعية، واستنزاف موارد المياه الجوفية بسبب قلة إمدادات المياه”.

الهدف السادس من التنمية

ووفق تقرير للأمم المتحدة ستتأثر إمدادات المياه في كثير من دول العالم بسبب تغيّر المناخ، وسيظهر التأثير بشكل أكبر في المناطق الاستوائية والجافة حيث البلدان النامية، مع تأثيرات محتملة يصفها التقرير بالـ”مروعة” على “الدول الجزرية الصغيرة التي يحتمل أن تختفي من خريطة العالم”، كما ستتأثر أحواض الأنهار، مثل حوض النيل في أفريقيا، ودجلة والفرات في العراق.

ويتوقع التقرير “أن يؤدي التدهور في موارد المياه إلى إعاقة تحقيق الهدف السادس من أهداف التنمية المستدامة التي أقرتها الأمم المتحدة لعام 2030”، اذ يشدد هذا الهدف على ضرورة ضمان الحصول على مياه الشرب المأمونة والصرف الصحي للجميع في خلال عشر سنوات.

ويؤكد تقرير الأمم المتحدة تدهور نصف المناطق الزراعية في مصر والعراق والمغرب واليمن مع ارتفاع الحرارة 4 إلى 5 درجات.

7 ملايين عراقي مهددون

وقد أصدر المجلس النرويجي للاجئين، تقريرا يحذر من تفاقم الكارثة مع ارتفاع درجات الحرارة، وانخفاض مستويات الأمطار والجفاف في جميع أنحاء المنطقة، مما يؤدي لحرمان الأهالي من مياه الشرب ومياه الري، ولعرقلة عمليات توليد الكهرباء نتيجة شح ونفاد مياه السدود، وهذا يؤثر بدوره في عمل المرافق العامة الأساسية، بما في ذلك قطاع الخدمات الصحية.

واشار التقرير إلى أن “أكثر من 7 ملايين مواطن في العراق مهددون جراء فقدان الوصول لمياه الفرات”.

وأفادت اليونيسيف بأن “أكثر من مليوني طفل وأسرهم في العراق سيواجهون عجزا كبيرا في المياه المنزلية عام 2030، إذا لم يتم اتخاذ أي إجراء”.

في هذا الصدد، قالت شيما سين غوبتا، ممثلة اليونيسيف في العراق: “إن مستوى شح المياه في العراق ينبئ بالخطر، فالأطفال لا يستطيعون النمو ليبلغوا كامل طاقاتهم بدون الماء”.

وأضافت قائلة: “آن الأوان للقيام ببعض الأعمال بشأن التغير المناخي، وضمان الوصول للماء الآمن لكل طفل”.

فالطلب المتزايد على الغذاء، والنمو الحضري، والإدارة السيئة للمياه، فضلا عن التغير المناخي، تضافرت جميعها لتهدد الأطفال والفقراء والمهمشين.

بينما ليس التغير المناخي السبب الوحيد لشح المياه، إلا أنه تسبب في تناقص في مياه الأمطار للزراعة، وتدهور في جودة احتياطي المياه العذبة نتيجة للتدفق العكسي للمياه المالحة القادمة من الخليج العربي نحو طبقات المياه الجوفية العذبة، وتركيزات التلوث المتزايدة.

فيما حذرت دراسة “التنمية والتغير المناخي في العراق” من تأثيرات التغيرات المناخية على انخفاض نصيب الفرد من المياه العذبة على نحوٍ غير مسبوق يقدر بحوالي 865 مترا مكعبا سنويا.

إذ يبلغ متوسط نصيب الفرد من المياه الصالحة للشرب في العراق 397 لترا في اليوم، بفجوة عن الحصة الواجب توافرها (وهي 450 لترًا في اليوم) تبلغ 53 لترا في اليوم، وفق تقرير خطة التنمية الوطنية العراقية.

وفي الإجمال، تضرّر “سبعة ملايين عراقي” من 40 مليوناً، من “الجفاف والنزوح الاضطراري”، وفق ما ذكر رئيس الجمهورية برهم صالح في تقرير أصدره عن التغير المناخي.

وتقول الباحثة شذى خليل، ان “الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (IPCC)، التي تضم أكثر من 1300 عالم من الولايات المتحدة ودول أخرى، تتوقع ارتفاعا في درجات الحرارة يتراوح بين 2.5 و 10 درجات فهرنهايت خلال القرن المقبل”.

الحرارة في ارتفاع مستمر

وتضيف أنه “بالنسبة الى العراق يقع جغرافيا في منطقة شرق المتوسط، ملزمة جنوب الأناضول في الشمال، وإيران في الشرق والشمال الشرقي، وسوريا والأردن في الغرب؛ يفتح على المملكة العربية السعودية والكويت والخليج في الجنوب، يضيف هذا الموقع الجغرافي إلى تضاريس السطح المتنوعة للعراق، العديد من عناصر الطقس المتغيرة التي تظهر بدرجات متفاوتة”.

وتشير خليل في مقال نشره موقع الروابط للبحوث والدراسات الاستراتيجية، الى ان “الضغوط المناخية في العراق تهدد الآن بمآسٍ جديدة، بما في ذلك ارتفاع درجات الحرارة وانخفاض هطول الأمطار، وتزداد الضغوط المناخية في العراق سوءا، مما يزيد من احتمالية مستقبل أكثر سخونة وجفافا لبلد شهد بالفعل دمارا واسع النطاق، حيث تعرض الى الغزو والقصف، وسيطرت الجماعات الإرهابية على ثلث أراضيه، وقتل مئات الآلاف ودُمر جزء كبير من بنيته التحتية”.

وتلفت الى أن “الجفاف المطول ودرجات الحرارة المرتفعة أديا في وقت سابق من هذا العام إلى تدمير المحاصيل”.

وتنبه الى أن “تغيرات المناخ بشكل عام، بمثابة عامل مضاعف للتهديد، مما انعكس على الضعف الاجتماعي والسياسي والاقتصادي، وتقويض سبل العيش، وتضخيم خطر الصراع وجعل من الصعب على الناس البقاء في الموقع”.

وتشير دراسات مستقبلية، بحسب خليل، إلى “انخفاض هطول الأمطار على نهر دجلة وأحواض الروافد في العراق مع نتائج مقلقة”. كما أشارت هذه الدراسات إلى أن هطول الأمطار أظهر بالفعل انخفاضا عاما في العقود 1980-1990 ،1990-2000 و 2000-2010 مع اتجاه مكاني متناقص من المنبع إلى المصب ومن شرق إلى غرب الحوض.

وتوصي عدد من الدراسات والبحوث العلمية بـ”معالجة الآثار السلبية لتغير المناخ واتخاذ إجراءات للتكيف معه لضمان الأمن الغذائي، وتركيز البحث العلمي على استشراف الآثار المستقبلية للتغيرات المناخية وكيفية مواجهتها، والاتجاه إلى الاستثمار الجاد في المياه الجوفية، خاصةً في مناطق الخزين المتجدد التي تتميز بخصوبة أراضيها”.

****************************************

الصفحة الخامسة

أسبابها معروفة.. والحلول؟!.. الاختناقات المرورية مشكلة مزمنة ترهق البغداديين

بغداد – وكالات 

من يدخل بغداد اثناء توجّه الموظفين والطلبة إلى دواماتهم، أو عند انتهاء الدوام، يحتاج الى وقت طويل ليقطع مسافة بين منطقة وأخرى، وذلك بسبب الاختناقات المرورية التي باتت إحدى سمات العاصمة، بعد أن أصبحت الشوارع مكتظة بالعجلات على اختلافها، فضلاً عن الدراجات النارية والتكاتك والستوتات.

وعلى الرغم من الإجراءات العديدة التي اتخذتها مديرية المرور العامة، ومنها فتح الطرق المغلقة ومنع سير العجلات الكبيرة داخل المدن إلا بعد الساعة السادسة مساء، إلا أن ذلك لم يحد من الزخم المروري، الذي لا يقتصر على المناطق في مركز العاصمة، إنما يشمل الطرق السريعة والحولية.

فما الحل؟ وكيف يمكن القضاء على هذه الظاهرة المزمنة؟ وهل أن مديرية المرور تتحمل وحدها مسؤولية معالجة هذه الظاهرة أم أن هناك جهات أخرى يقع على عاتقها إيجاد حلول مناسبة؟ تساؤلات يضعها المواطنون أمام الجهات المعنية.

الإجراءات لا تفي بالغرض

مدير إعلام مديرية المرور العامة، العميد محمد الزيدي، يقول أنه تم اتخاذ العديد من القرارات والاجراءات للحد من الزحام المروري في بغداد “لكن تلك الإجراءات أحيانا لا تفي بالغرض”.

ويضيف في حديث صحفي، أن “من بين القرارات المتخذة في هذا الشأن، هو قرار تسقيط المركبات القديمة، الذي لا يزال العمل به جاريا، إلا أن التسقيط اختياريا وليس إجباريا”، مشيرا إلى أن “بغداد تضم اليوم أكثر من 3 ملايين و400 ألف سيارة، بالرغم من كون شوارعها لا تستوعب هذا العدد الكبير من المركبات”.

ويؤكد الزيدي أن رجل المرور يقع على عاتقه الثقل الأكبر وهو يحاول تنظيم السير وتسليكه “إلا أن المشكلة تبقى في الشوارع التي تحتاج الى توسعة وجزرات إضافية وطرق وجسور جديدة، فضلا عن إكمال بناء الجسور والأنفاق المدمرة، وهذا ضمن مسؤوليات أمانة العاصمة”.

ويلفت إلى أن “هناك نية لإنشاء أكثر من 23 مجسراً للتخفيف من الزحام، لكنه حتى الآن لم ينجز إلا 11 منها، ولا زلنا نحتاج إلى 12 مجسرا أخرى للتخفيف من الضغط الحاصل على الشوارع والتقاطعات”.

لا طرق بديلة

من جانبه، يقول عميد المرور حيدر عبد الكريم، أن “مديرية المرور اتخذت إجراءات عدة للتخفيف من الزحام مع انطلاق العام الدراسي، لكن المشكلة لا تزال قائمة بسبب عدم توفر طرق بديلة”، مبينا في حديث صحفي، أن “هناك انتشاراً واسعاً ومكثفاً لرجال المرور في أغلب التقاطعات والساحات المهمة، من أجل انسيابية الطريق. كما أن مديرية المرور تشجع على النقل الجماعي، لغرض تقليل حركة المركبات”.

من المسؤول؟

محافظ بغداد محمد جابر العطا، يقرّ بأن “المحافظة مسؤولة عن الطرق الخارجية التابعة للعاصمة، فيما تتحمل أمانة بغداد مسؤولية الطرق الداخلية”، موضحا في حديث صحفي سابق، أن “توسعة الجسور والطرق داخل العاصمة، من مهام أمانة بغداد، وأن هناك خطط عمل مع وزارة الاسكان لبناء عدد من الجسور”.

الى ذلك يشير مدير دائرة الطرق والجسور، حسين جاسم كاظم، إلى أن “هناك طرقا عدة ستكون كفيلة بمعالجة مشكلة الزخم المروري، مثل طريق الدورة – اليوسفية، الذي وصل به العمل إلى مراحل متقدمة خلال الشهور الماضية”، مضيفا في حديث صحفي، أن “هذا الطريق سيشكل مدخلاً إضافياً لجنوبي العاصمة ويربط الطريق السريع بطريق الدورة، ثم بجانب الرصافة من خلال جسر الطابقين، وبالتالي سيخفف من العبء الموجود على مدخل الحلة – بغداد الجنوبي”.

ويؤكد كاظم أن “هذا الطريق سيتم إنجازه في الثلث الأخير من العام المقبل، ليشكل نقلة نوعية في هذا الاتجاه، كونه طريقا سريعا لا يتضمن تقاطعات أرضية”. فيما يلفت إلى أن التخصيصات المالية المقررة هذا العام لمشاريع الطرق والجسور “قليلة جدا ولم يطلق منها سوى 30 في المائة”.

*************

أگـول.. ودّع أحبّتك قد لا تعود سالما!

محمد قاسم عناد

إذا  كنت  تنوي السفر إلى محافظة أخرى عبر الطرق الخارجية السريعة، عليك توديع أحبتك بحرارة، فربما لن تعود سالما مرة أخرى، كونك ستسير على طرق رديئة صار يطلق عليها اليوم “طرق الموت”!

قبل أيام، كنا أنا ومجموعة من أصدقائي متوجهين لزيارة محافظة النجف. ولأن الوقت كان ليلا، عمد سائق المركبة التي تقلنا إلى السير ببطء شديد. فبادرت إلى سؤاله عن السبب؟ أجابني بأن “الحوادث أصبحت كثيرة هذه الأيام، وبالنسبة لي أسير ببطء حفاظا على أرواح الناس”.

وما أن أخذتنا غفوة اثناء الطريق، حتى صحونا على صوت فرامل، فكان حادث سير مريعا. إذ اصطدمت سيارتان مع بعضهما البعض، إحداهما كانت تقل عائلة مؤلفة من رجل ونساء وأطفال.

نزلنا مسرعين من سيارتنا في سبيل إنقاذ الركاب. فأخرجنا النساء والأطفال بصعوبة من السيارة، ومن حسن الحظ كانوا سالمين، إلا أن السائق (رب الأسرة) كان في حالة حرجة جدا، ما يتطلب نقله إلى المستشفى.

انتظرنا على الطريق عسى أن تقف لنا سيارة ننقل فيها المصاب إلى المستشفى، لكن أحدا لم يقف لنا. فالناس تخشى التورط في مشكلات مثل هذه، قد تصل إلى نزاعات عشائرية!

اضطرت العائلة إلى انتظار وصول سيارة الاسعاف، التي تأخرت كثيرا بسبب بعد المستشفى عن موقع الحادث.

غادرنا المكان مجبرين، وقلوبنا بقيت مع هذه العائلة التي قد تفقد معيلها بسبب رداءة الطريق. واثناء مسيرنا شاهدنا حادثا كارثيا آخر. إذ اصطدمت سيارة بصبات كونكريتية كانت مرصوفة وسط الطريق السريع من دون إنارة وعلامات تحذير! فأي مركبة تأتي مسرعة لن تستطيع تدارك الموقف، ولن يلحق سائقها الضغط على الفرامل إلا بعد أن يجد نفسه مصطدما بالكتلة الكونكريتية!

نتساءل: لماذا هذا الإهمال، وإلى متى يتم استرخاص أرواح الناس!؟

***************

السماوة.. مبنى مدرسي يهدد حياة 200 تلميذ

السماوة – وكالات

شكا أهالي منطقة الصياغ في مدينة السماوة، تدهور حال أحد المباني المدرسية في المنطقة، مشيرين إلى أنه آيل للسقوط، ما يهدد حياة أبنائهم التلاميذ.  وأوضح الأهالي في حديث صحفي، أن هذه المدرسة، وهي “مدرسة ابن زيدون الابتدائية” للبنين، تم بناؤها عام 1975، ومنذ ذلك الحين لم يطرأ عليها أي ترميم، حتى تقادمت وأصبحت آيلة للسقوط، مؤكدين أن مديرية التربية كانت قد أبلغتهم بتوقف الدوام في تلك المدرسة التي تضم اليوم نحو 200 تلميذ، لكنها لم توفر بالمقابل مبنى بديلا يواصل فيه التلاميذ دراستهم، على الرغم من قرب انطلاق العام الدراسي الجديد. وطالب أولياء أمور التلاميذ، مديرية التربية بالإسراع في توفير مبنى مدرسي آخر.

***************

أهالي "سيد دخيل" يحتجون على شح المياه

الناصرية – وكالات

جدد العشرات من اهالي قضاء سيد دخيل في محافظة ذي قار، تظاهراتهم الاحتجاجية على خلفية شح المياه في "شط آل إبراهيم" الذي يغذي القضاء، مطالبين الجهات الحكومية بالتدخل واطلاق كميات اضافية من المياه في الشط، بعد تبطينه.  وقال عدد من المحتجين الذين تجمهروا أمام مبنى القائم مقامية، أن العديد من القرى التابعة للقضاء تعاني شحا في مياه الشرب، وبات السكان غير قادرين على سقي مزروعاتهم وتوفير الماء لحيواناتهم، مؤكدين في حديث صحفي، أن الأزمة مستمرة منذ أسابيع عدة، وأن الجهات المعنية لم تتخذ أي إجراء لمعالجتها، بالرغم من المناشدات والاحتجاجات المتواصلة.  وشارك في التظاهرة العشرات من أهالي قرى العبودة وآل بوزياد وآل إبراهيم، الذين أكدوا أنهم اعتمدوا طيلة الفترة الماضية على مياه الآبار الارتوازية "وهذه مالحة جدا ولا يستطيع الانسان تحمّلها". فيما هددوا بالتوجه إلى مدينة الناصرية للتظاهر أمام ديوان المحافظة، في حال لم تتم الاستجابة لمطالبهم.

****************

البصرة.. أهالي “المشراق الجديد” يشكون طفح المجاري

البصرة – وكالات

شكا أهالي منطقة المشراق الجديد في مركز محافظة البصرة، طفح المجاري “بصورة كبيرة” في العديد من أزقتهم.

وقالوا في حديث صحفي، ان مياه المجاري تحولت إلى برك واسعة في الأزقة، ما شلّ حركة المارة والمركبات، موضحين أن سبب المشكلة هو ان شبكة مجاري المنطقة التي تم تأسيسها منذ سنوات، متهالكة ولم تشمل بمشروع إعمار جديد، حتى امتلأت الشوارع بالحفر والمطبات نتيجة تعرضها باستمرار للمياه الآسنة.

مديرية مجاري البصرة، أرجعت من جانبها مشكلة المجاري في المنطقة، إلى حدوث تخسفات في أحد خطوط المجاري الرئيسة، بعمق أكثر من 5 أمتار، ما أثر على العديد من المناطق السكنية، بضمنها “المشراق الجديد”.

**************

فلاحو العظيم يستبدلون مركباتهم بالأسمدة!

بعقوبة – وكالات

حذر مسؤول حكومي سابق في محافظة ديالى، من انهيار قطاع الزراعة “بوتيرة متسارعة” في أكبر ناحية زراعية في المحافظة، مشيرا في حديث صحفي، إلى أن الفلاحين صاروا يبيعون مركباتهم من أجل تأمين نفقات شراء الأسمدة الزراعية.

وقال رئيس مجلس ناحية العظيم السابق، محمد ضيفان العبيدي، ان “الناحية تمثل سلة خبز المحافظة، وهي من اكبرالمناطق الزراعية فيها، لكنها تعاني اوضاعا مزرية، وزراعتها باتت تقترب من الانهيار جراء شح الدعم الحكومي”.

واضاف قائلا، أن البعض من الفلاحين اضطروا إلى بيع مركباتهم من اجل تأمين نفقات الأسمدة، بعد أن قفز سعر الطن الواحد منها إلى مليون و500 ألف دينار في الأسواق”، متسائلا عن سبب عدم توفير الحكومة الأسمدة للمزارعين بأسعار مدعومة “في وقت يعد فيه العراق من الدول المتقدمة في احتياطيات الفوسفات (المادة التي تدخل في صناعة الأسمدة)”.

ونوّه العبيدي إلى أن ناحية العظيم كانت تحقق سنويا انتاجا وفيرا من محصولي الحنطة والشعير وغيرهما “لكنها الآن في وضع صعب للغاية” – على حد تعبيره.

يشار إلى أن وزارة الزراعة استبعدت محافظة ديالى بشكل كامل من الخطة الزراعية الشتوية للموسم الحالي، نتيجة انخفاض منسوب المياه في سد حمرين، ما يلحق ضررا كبيرا بآلاف الأسر التي تعتمد في معيشتها على الزراعة.

*****************

المواطنون احتجوا .. مشروع تجاري يغلق شارعا رئيسا في كربلاء

كربلاء – وكالات

تظاهر العشرات من سكان منطقة الحيدرية في كربلاء، اليومين الماضيين، احتجاجا على إغلاق الشارع الرئيس للمنطقة جراء إقامة مشروع لبناء مول ومدينة مائية. وقال عدد من السكان في حديث صحفي، أن منطقتهم التي تقع خلف مدينة الألعاب القديمة، تضم قرابة 1500 بيت، وانهم كانوا قد حصلوا على موافقات من البلدية والمحافظ، لإبقاء الشارع الرئيس على حاله دون أن يتأثر بالمشروع، مستدركين في حديثهم “لكن المقاول الذي ينفذ المشروع، قام بإغلاق الطريق بعد مباشرته بالعمل”.

ودعا الأهالي بلدية كربلاء والمحافظ إلى التدخل لحل هذه المشكلة، مؤكدين أنه لا يوجد طريق آخر يؤدي إلى المنطقة، ما يعيق وصول العمال والموظفين إلى أماكن عملهم، والطلبة إلى مدارسهم.

*************

مواساة

* تعزي اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في النجف، الرفيقتين  سهاد وملاذ الخطيب، بوفاة خالهما الحاج صبري عبد الله الخطيب.

للفقيد الذكر الطيب ولأهله الصبر والسلوان.

كما تعزي الرفيق ازهر نعمة نجم الابراهيمي، بوفاة والده الشيخ نعمة.

الذكر الطيب للفقيد والصبر والسلوان لعائلته.

***************

الصفحة السادسة

مع تخمة السوق بالنفط.. العراق يهمل الغاز ويطور الآبار النفطية!

بغداد ــ طريق الشعب

خلال السنوات الماضية أبرم العراق عدة اتفاقيات لاستكشاف آبار وحقول النفط مع العديد من الشركات العالمية، كان آخرها توجهه لإبرام اتفاقية مع شركة “شيفرون” (Chevron) الأميركية الهادفة لتطوير 4 رقع استكشافية لإنتاج النفط والغاز، ليُثير بذلك الكثير من التساؤلات، أبرزها ما جدوى زيادة أعداد حقول النفط في وقت أن إنتاج العراق محدد بقرارات منظمة “أوبك” (OPEC) ولا يمكنه تجاوزها إلا بخروجه منها؟

في حين لا يلجأ العراق إلى استغلال الغاز المصاحب أو استكشاف حقول غازية في ظل طلب عالمي متزايد عليه. وما بين النفط والغاز، أيهما يُشكل حاجة ماسة للبلد في المرحلة الحالية؟

خمس جولات تراخيص

وشملت الاستكشافات حتى الآن 5 جولات تراخيص، وهي: الحقول الرمادية أي الحقول نصف المستصلحة (نفطية) عام 2009. والحقول الخضراء وهي غير المستصلحة (نفطية) عام 2009. والحقول الغازية (عام 2010) وهي عكاز الغازي والمنصورية وسيبة، غير أن العمل لم يتم لا في المنصورية ولا في عكاز بسبب ظهور داعش عام 2014.

ثم حقول الرقع الاستكشافية وهي 12 رقعة استكشافية تمت إحالة رقعة واحدة هي رقم 12 عام 2012. والحقول الحدودية، وقد تضمنت هذه الجولة إحالة 6 حقول للاستثمار الأجنبي، 4 منها نفطية وحقلي غاز في ديالى (شرقي البلاد) عام 2019 وتمت المصادقة على الإحالة في عام 2020.

في الرابع من تشرين الاول الجاري، أعلن المجلس الوزاري للطاقة عن دعمه الحوار مع شركة شيفرون لتطوير 4 رقع استكشافية في محافظة ذي قار، لإنتاج النفط والغاز.

جاء ذلك في وقت كانت فيه الحكومة قد وقعت عقدا مع شركة “هانيويل” (Honeywell) الأميركية لمعالجة الغاز الطبيعي من حقل أرطاوي النفطي.

العراق ثانيا

وكان العراق أيضا قد وقّع في أيّار 2020 اتفاقا نهائيا بقيمة 1.07 مليار دولار مع الشركة الصينية للهندسة والإنشاءات البترولية من أجل بناء وتشغيل مرافق لمعالجة الغاز الطبيعي المستخرج مع النفط الخام في حقل الحلفاية العملاق (في محافظة ميسان جنوبي البلاد)، وغيرها الكثير من الاتفاقات الأخرى الخاصة بتطوير حقول النفط والغاز.

وبحسب التقديرات، يحتوي حقل عكاز في محافظة الأنبار (غربي البلاد) على 5.3 تريليونات قدم مكعب من الغاز الطبيعي، لذا يعد من أكبر حقول الغاز في العراق.

ويعد العراق - وفقا لتقديرات عالمية - ثاني دولة بعد روسيا في حرق الغاز المصاحب، وقد قدرت إدارة معلومات الطاقة الأميركية أن العراق أحرق 629 مليار قدم مكعب من الغاز الطبيعي بسبب عدم كفاية خطوط الأنابيب والبنية التحتية لغاية الآن، مؤكدةً أن هذه الكمية المحترقة من الغاز تكفي لإمداد 3 ملايين منزل بالطاقة.

أهمية الاستكشافات

وتُساعد الاستكشافات النفطية الدول على معرفة احتياطها النفطي، ويعني الاحتياط أن واردات ستدخل إلى ميزانية الدولة، وأنها ستعمل على تنفيذ مشاريع توفر فرص عمل كثيرة، كما يقول الخبير النفطي بلال الخليفة.

وتُساهم العمليات الاستكشافية أيضا في بيان الحجم المؤكد للاحتياطي، وقد سجل العراق بعد عمليات التنقيب والاستكشافات زيادة ملموسة في احتياطاته المؤكدة.

وتُغطي عقود الجولات حوالي 67 مليار برميل، أو ما يشكل 58% من احتياطات البلد المؤكدة في ذلك الوقت، حسب الخليفة، ويقول أيضاً إن عدد الحقول المحالة إلى الاستثمار كثيرة بل أكثر من المفروض، لأن إنتاج العراق محدد بسقف يحدده قرار من أوبك، فلو أن كل الشركات بلغت إنتاج الذروة لبلغ إنتاج العراق أكثر من 7 ملايين، وهذا غير مسموح به.

وبشأن ما إذا كان الاهتمام بالاستكشافات النفطية أهم في الأولوية من الغازية، قال الخليفة: إن استثمار الحقول النفطية غير سليم والأفضل الاعتناء بالحقول الغازية ومعالجة الغاز المصاحب فقط، مُطالبا باستكشاف وترك الحقول النفطية الآن وجعلها ضمانة لمستقبل أبناء البلد.

ويُشير الخبير النفطي إلى أن الاهتمام الكبير كان موجها لقطاع الاستخراج النفطي، ولم يعط الغاز الأهمية المطلوبة، علما أن الغاز المصاحب للعمليات النفطية في العراق يشكل أكثر من 70% من الغاز الكلي العراقي.

ويقدر الغاز الذي يتم استهلاكه لإنتاج الطاقة الكهربائية وفي العمليات النفطية يوميا بحدود 1500 مليون قدم مكعب، في حين أن الذي يحرق يقدر بـ1300 مليون قدم مكعب، إذ يحرق العراق ما نسبته 11.5% من محروقات هذه المادة في العالم، رغم أن حرق الغاز يعني خسائر اقتصادية وتلوثا بيئيا واحترارا في الجو.

الغاز أم النفط؟

من جانبه يرى الباحث الاقتصادي عبد الرحمن المشهداني: أن الاهتمام باكتشافات الغاز في هذه المرحلة أهم من النفط بالنسبة للعراق، مشيرا إلى حاجة ماسة للغاز في الأسواق العالمية.

ويضيف أنه في حال الاستثمار بالغاز يمكن أن يصبح العراق من أكبر المنتجين والمصدرين، مما قد يحقق موارد كبيرة إضافية.

ولفت المشهداني إلى أن العالم يشهد تحولا في استخدام الطاقة من الطاقة الثقيلة إلى النظيفة، ومن النفط إلى الغاز الذي يعد أقل تلويثا للبيئة، لافتا إلى أن العراق مقيد بحصته في إنتاج النفط تبعا لأوبك، والأجدى له التوجه نحو الغاز.

ويُحمّل المشهداني الفساد المشتري في البلد والظروف الاستثنائية الأخرى عدم دخول محطات العزل الأربع في العراق منذ عامي 2014 أو 2015 في إنتاج الغاز، رغم أن إنتاجها من الغاز يكفي لتشغيل محطات توليد الطاقة الكهربائية بدلا من استيرادها من إيران.

ويرى الخبير النفطي حمزة الجواهري: أنه رغم وجود الاستكشافات الكثيرة للنفط، فإن البحث الآن يتم من أجل الغاز، وأن على العراق أن يسعى جاهدا من أجل أن يحقق اكتشافات غازية بالشكل المطلوب، لكن هذا لا يعني بالضرورة توقف الحاجة للنفط.

ويقول: إن ذلك يأتي ضمن التخطيط المستقبلي لوصول الإنتاج اليومي للبلد من النفط إلى 9 ملايين برميل يوميا.

ويقرّ في الوقت ذاته بأنه ليس من الضروري أن يكون حفر الآبار واكتشافها من أجل النفط فقط، إذ يمكن أن يكون قسم منها لضخ المياه التي تكون عادةً أعمق من الآبار التي تنتج النفط أو غير ذلك، مع استمرار علميات التطوير في 13 شركة لعقود جولات التراخيص.

********************

رؤية قانونية.. المحددات القانونية لتكليف المرشح بتشكيل مجلس الوزراء

د علي مهدي*

ظهر عدد من التصريحات المتضاربة حول الكتلة النيابية التي لها الحق بتشخيص المرشح لتشكيل مجلس الوزراء، بعد إعلان النتائج الأولوية لانتخاب مجلس النواب التي جرت في العاشر من تشرين الأول من هذه السنة.

إن مرد ذلك للتباين في القراءات المختلفة للمادة القانونية المستحدثة التي تعني بتشكيل الوزارة من قانون انتخاب مجلس النواب رقم 9 لسنة 2021.

وكما هو معروف، أن المحددات لفهم واستيعاب أية إشكالية مرتبطة بتنظيم سلطات الدولة، لابد من الرجوع إلى القواعد القانونية المنظمة لهذه الإشكالية، والتي تبدأ من الدستور الذي له العلوية على كل القواعد القانونية الأخرى، ومن ثم قرارات المحكمة الاتحادية العليا التي تعنى بالرقابة على دستورية القوانين والأنظمة النافذة وكذلك في تفسير نصوص الدستور، ومن ثم القوانين التي تصدر عن مجلس النواب.

الدستور العراقي لسنة 2005

اختصت المادة 76 من الدستور، بالتطرق إلى المرشح بتكليف تشكيل مجلس الوزراء، وذلك وفق النص الأتي:

أولاً: يكلف رئيس الجمهورية مرشح الكتلة النيابية الأكثر عدداً، بتشكيل مجلس الوزراء خلال خمسة عشرَ يوماً من تاريخ انتخاب رئيس الجمهورية.

تفسير المحكمة الاتحادية

قُبيل الإعلان النهائي لنتائج انتخابات مجلس النواب العراقي لسنة 2010 والتي فازت بها القائمة العراقية بالمرتبة الأولى وقائمة دولة القانون بالمرتبة الثانية، طُلب من المحكمة الاتحادية بتفسير المادة 76 من الدستور، وبالأخص ما المقصود بالكتلة النيابية الأكثر عددا التي كانت مثار نقاش وتأويلات متعددة، وقد حسمت المحكمة ذلك بالتفسير الأتي:

(الكتلة التي تكونت بعد الانتخابات من خلال قائمة انتخابية واحدة، دخلت الانتخابات باسم ورقم معينين وحازت على العدد الأكثر من المقاعد، أو الكتلة التي تجمعت في قائمتين أو أكثر من القوائم الانتخابية التي دخلت بأسماء وأرقام مختلفة، ثم تكتلت في كتلة واحدة ذات كيان واحد في مجلس النواب، أيهما أكثر عددا، فيتولى رئيس الجمهورية تكليف مرشح الكتلة النيابية التي أصبحت مقاعدها النيابية في الجلسة الأولى لمجلس النواب أكثر عددا من الكتلة أو الكتل الأخرى بتشكيل مجلس الوزراء استنادا إلى أحكام المادة 76 من الدستور[1]).

قانون انتخابات مجلس النواب العراقي رقم 9 لسنة 2020

المادة 45

لا يحق لأي نائب أو حزب أو كتلة مسجلة ضمن قائمة مفتوحة فائزة بالانتخابات الانتقال إلى ائتلاف أو حزب أو كتلة أو قائمة أخرى، إلا بعد تشكيل الحكومة بعد الانتخابات مباشرة. دون إن يخل ذلك بحق القوائم المفتوحة أو المنفردة المسجلة قبل إجراء الانتخابات من الائتلاف مع قوائم أخرى بعد إجراء الانتخابات.

إن هذه المادة منعت النواب والأحزاب والتحالفات التي خاضت الانتخابات، تحت اسم قائمة ورقم محددين، الانتقال إلى أي تحالف أخر، حتى تشكيل الوزارة، لكن في نفس الوقت، سمحت للنواب المستقلين أو الكيانات السياسية والتحالفات التي خاضت الانتخابات باسمها وفازت في الانتخابات أن تتحالف فيما بينها، لأجل تشكيل الكتلة النيابية الأكثر عدداً، وبالتالي لها الحق باختيار المرشح بتشكيل مجلس الوزراء.

خلفية صياغة المادة 45

بعد تجارب الانتخابات السابقة، التي تميز قسم منها  بانتقال بعض النواب والكتل السياسية التي خاضت الانتخابات في قائمة إلى كتل نيابية أخرى قبل تشكيل الوزارة لأجل تشكيل الكتلة النيابية الأكثر عددا عند انعقاد الجلسة الأولى لمجلس النواب، مما خلق حالة من التشظي والاختلال  داخل القوائم الفائزة، وعلى ضوء ذلك تصاعدت الأصوات من المعنيين في الشأن السياسي والقانون الدستوري، بالمطالبة ببعض الإجراءات والضوابط للحد من هذه الانتقالات التي تساهم في عرقلة تشكيل الوزارة لفترات غير قليلة وتشويه العملية الانتخابية، وتضعف من حالة الاستقرار السياسي في البلد[2]. وفي العادة تجري هذه التنقلات جراء الإغراءات أو تحت الضغوط المختلفة. وحسناً، فعل مجلس النواب بصياغته هذه المادة، للحد من حالة الاختلال والإرباك التي تنتاب عملية تشكيل الوزارة بعد إعلان نتائج الانتخابات.

وعلى أساس هذه المادة ومن النتائج الأولية للانتخابات يحق للكتلة الصدرية الفائز الأول، التحالف مع قائمة تقدم أو قائمة الحزب الديمقراطي الكردستاني أو قائمة دولة القانون، وكذلك لها الحق التحالف مع بعض القوائم الفائزة الأخرى، وأيضا لها الحق في التحالف مع عدد من النواب المستقلين، لغرض تشكيل الكتلة الأكثر عددا.

وبنفس الطريقة يحق لقائمة تقدم ولكتلة دولة القانون، أو أية قائمة أخرى فائزة، التحالف مع القوائم المذكورة أعلاه لتشكيل الكتلة الأكثر عدداً.

وان من يظفر بتشكيل الكتل النيابية الأكثر عددا من القوائم الفائزة عند انعقاد الجلسة الأولى لمجلس النواب هو المعني بترشيح المكلف بتشكيل الوزارة من قبل رئيس الجمهورية.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

  • نائب رئيس مركز بغداد للتنمية القانونية والاقتصادية

19/ 10 /2021

[1]- الرأي التفسيري للمحكمة الاتحادية العليا العدد 25/ اتحادية/2021 في 29/3/2010).

[2]- د. عبد الله العامري. الانشقاقات الحزبية وإجراءات المعالجة، مجلة دراسات انتخابية الصدارة عن المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، العددان الثالث والرابع، 2019.

د. علي مهدي، إشكالية انتقال النواب من حزب إلى أخر، طريق الشعب، العدد 44 بتاريخ 9/10/2019.

 

*****************

الصفحة السابعة

الخطيب: الرأسمالية الطفيلية تشكل خطورة على وحدة السودان

الخرطوم ـ الحاج عبدالرحمن

جدد الحزب الشيوعي السوداني موقفه الداعي لإسقاط الحكومة الحالية بمكونيها المدني والعسكري، معتبراً المكونين صورة لعملة واحدة وإنهما يدافعان معاً عن الرأسمالية الطفيلية ويمثلانها.

وأعلن السكرتير السياسي للحزب الشيوعي، محمد مختار الخطيب في المؤتمر الصحفي الذي عقده أمس حول الراهن السياسي، أن الحزب يطرح الآن الوثيقة البرامجية التي تمثل بديلاً عن الوثيقة الدستورية في سبيل توحيد كافة القوى الثورية، وسيعمل على تطبيقها عند سقوط الحكومة الحالية.

اتصالات الحزب

وأشار إلى اجتماعات عقدها مع منظمات المجتمع المدني وقوى سياسية أخرى. ولفت إلى أن الحزب يتواصل مع الجميع باستثناء المؤتمر الوطني وحلفائه الذين بقوا معه في السلطة حتى سقوط رأس النظام البائد. وحول الاتصالات مع الحركة الشعبية شمال بقيادة عبدالعزيز الحلو، قال إن هناك مشتركات وهناك خلافات وأن الشيوعي يعمل على تقريب المواقف.

وطرح الخطيب في المؤتمر الصحفي الدعوة لمشروع السلام الشعبي في مناطق النزاعات وشرق السودان.

وأشار إلى أن الدعوة تشمل جميع الساعين من كافة المجتمعات في مناطق النزاعات والشرق إلى السلام الاجتماعي وتماسك النسيج الاجتماعي والحفاظ على وحدة السودان، وأن تعقد المؤتمرات لبلورة مطالب واحتياجات التنمية في مناطقهم وتثبيت حقوقهم بشكل سلمي وصولاً لعقد المؤتمر الدستوري القومي بمشاركة الطيف السياسي والمجتمعي للتوافق حول كيف يحكم السودان.

ولفت السكرتير السياسي للحزب الشيوعي إلى أن طرفي الصراع يتنافسان على الوقوع في أخطاء الغرب ووكلائهم الإقليميين. وأشار إلى أن لكل شيء ثمنه عند الأنظمة الرأسمالية يدفعه المستجدي.

تساؤلات

وتساءل عمن يدفع ثمن التعجيل بالتطبيع مع اسرائيل، وأكد أن الثمن أيضاً هو مساعي الطرفين معاً الى الاستمرار في المحاور والإبقاء على القواعد والتفريط في السيادة الوطنية وتنفيذ مخططات الرأسمالية العالمية في الإقليم. 

وأبان السكرتير العام بأن الدوائر الرأسمالية لا تكترث لاستبدال نظام شمولي بآخر مدني ديمقراطي شكلي خاضع لهم، ويتبع ذات سياسات الاقتصاد الحر والخضوع لإملاءات البنك الدولي، وأن تبقى الدولة تحت هيمنة ونفوذ الرأسمال العالمي، وأن تسمح بنهب الموارد والثروات دون عوائق وألا يكترث لفقر شعبه، وأن يعمل على قمعه.

وأشار إلى أن التوقيع على اعلان سياسي ووثيقة دستورية، أتى بحكومة حافظت على مكتسبات طفيلية، وعطلت آليات ومطلوبات الفترة الانتقالية ومررت القوانين عبر مجلس تشريعي، يمثل المكونين فقط، ما أثر في مبدأ الفصل بين السلطات.

وأشار أيضاً إلى تعطيل تحقيق العدالة ومحاربة الفساد والخروج عن خارطة السلام الشامل المتفق عليها.

ولفت إلى مفاوضات جوبا وما تمخضت عنه من محادثات جزئية ومسارات كانت كارثة.

وانتقد تبني الحكومة سياسة تحرير السوق والتخلي عن رعاية الدولة الاجتماعية، ما حرم أغلبية أهل السودان من القدرة على تعليم ابنائهم وبناتهم وتوفير العلاج مما تعارض مع مبدأ المواطنة والمساواة وازدياد الأثرياء ثراء والفقراء فقراً.

الثورة والتغيير

وأكد المهندس الخطيب السكرتير العام للحزب الشيوعي أن أنظمة الرأسمالية الطفيلية، سواء تدثرت بالدين أم أدعت الليبرالية والحداثة، فأنها تشكل خطراً على السودان ووحدته وتقود إلى إفقار الشعب ورهن إرادة الدولة مما يستدعي استئصال النشاط الطفيلي في المجتمع.

وأكد أن لا حل للأزمة العامة والتخلف والفقر والتبعية إلا بإسقاط الرأسمالية الطفيلية التي تسلمت حكومة الفترة الانتقالية.

ودعا الخطيب إلى العودة للثورة والتغيير الجذري وتنصيب حكومة بديلة ملتزمة بالثورة وشعاراتها وأن تتبنى الاعتماد على الذات وسد حاجة الشعب والتعليم بشفافية ومفارقة التبعية للخارج وأن تهيئ الظروف بإيقاف الحرب وعودة النازحين وجبر الضرر وعقد المؤتمر الدستوري القومي بجانب فتح الطريق لترسيخ الديمقراطية واستدامة السلام.

وحول اتفاقية جوبا أشار السكرتير العام للحزب الشيوعي إلى إعلان قوى الحرية والتغيير التي تخلص إلى عقد مؤتمر دستوري قومي باعتبار أن مسألة القوميات جزء لا يتجزأ من الأزمة العامة، وأن يتم الحل في إطار الحل الشامل لنظام الحكم مع الأخذ في الاعتبار خصوصية كل منطقة والتمييز الإيجابي لمناطق النزاعات باعتبار أن هذا هو الطريق لاستدامة السلام والنهوض بالوطن عبر تنمية متوازنة قطاعياً وجغرافياً وتكامل أقاليم وأسواق السودان.

وأكد أن ما يجري في شرق السودان يتحمل مسؤوليته المصممون والمنفذون بجانب تداعيات مسار الشرق القومية بين مجتمعات أمنية، خاصة وأن المسارات قادت لاستقطابات جهوية في الوسط والشمال وزادت وتائرها دعوات تقرير المصير، كما أن السلام لم يتحقق في دارفور والمنطقتين رغم مرور عامين أو أكثر من عمر الثورة. وأشار في الصدد إلى استمرار معاناة النازحين وما يتعرضون له من انتهاكات ما زالت مستمرة.

 ***************************************************

تعامل بشكل غير مسؤول مع أزمة كورونا.. اتهامات خطيرة تحاصر الرئيس البرازيلي

ساوباولو ـ وكالات

يواجه الرئيس البرازيلي جايير بولسونارو الذي تشير استطلاعات الرأي إلى تراجع شعبيته، موقفا صعبا من جديد، أول من أمس الثلاثاء، مع نشر تقرير أعدته لجنة تحقيق في مجلس الشيوخ حول سياسته التي اعتبرت غير مسؤولة في معالجة أزمة كوفيد-19.

وكان معد التقرير رينان كاليروس، أعلن لائحة تضم إحدى عشرة تهمة على الأقل، بينها «قتل بالإهمال» و»شعوذة» و»جريمة ضد الإنسانية».

ويرى المحللون أن هذا التقرير المنتظر سيكون له تأثير «رمزي» فقط على الأمد القصير، بينما لا يزال الرئيس اليميني المتطرف يتمتع بالدعم اللازم في البرلمان لعرقلة أية تدابير محتملة تؤدي إلى عزله.

لكن العواقب السياسية قد تكون كارثية بالنسبة للرئيس الذي لا تبدو إعادة انتخابه بعد أقل من عام مؤكدة، نظرا لتراجع شعبيته وتقدم الرئيس البرازيلي اليساري الأسبق لويس إيناسيو لولا دا سيلفا عليه بفارق كبير.

ممارسات مروعة

وكشفت مشاهد جلسات الاستماع للمحكمة الجنائية الدولية، التي بثها التلفزيون على الهواء مباشرة لأسابيع متتالية أبرز حالات «الإهمال» من قبل الحكومة خلال الأزمة الصحية التي توفي فيها أكثر من 600 ألف شخص.

وحاول أعضاء مجلس الشيوخ خصوصا تحديد المسؤول عن أوقات عصيبة مثل وفاة العشرات من المصابين اختناقاً في كانون الثاني، بسبب نقص الأوكسجين في مشافي ماناوس في منطقة الأمازون.

كما تنظر لجنة التحقيق في مجلس الشيوخ أيضا في وقائع أخرى، مثل التأخير في الحصول على اللقاحات، بعد الاستماع إلى وزراء وبرلمانيين وممثلين عن شركات خاصة.

لكن جلسات الاستماع كشفت فضائح صادمة تتعلق خاصة بقضايا فساد. وتشتبه لجنة التحقيق في مجلس الشيوخ في أن بولسونارو قد غض الطرف عن قضية لقاحات تم تضخيم ثمنها، الأمر الذي دفع النيابة إلى فتح تحقيق بالفعل.

كما تُتَهم الحكومة بالترويج لـ «علاجات مسبقة» غير فعالة ضد الفيروس، لا سيما استخدام عقار الهيدروكسي كلوروكوين المثير للجدل والذي لطالما أشاد الرئيس بمزاياه.

لكن ما صدم البرازيليين بشكل خاص هو اتهامات في غاية الخطورة بحق مستشفى بريفينت سينيور الخاص الذي يشتبه في أنه أجرى تجارب سرية مع هذه العلاجات على مرضاه من دون اخبارهم وأعلن عن عدد وفيات بكوفيد-19 أقل من الواقع.

وقالت برونا موراتو وهي محامية 12 طبيبا قالوا إن بريفينت سينيور أجبرتهم على المشاركة في التجارب، لوكالة فرانس برس إنها «ممارسات مروعة، لم يسبق لها مثيل في المستشفيات منذ الحرب العالمية الثانية».

مهزلة

وقال رئيس لجنة التحقيق في مجلس الشيوخ عمر عزيز، لفرانس برس «اكتشفنا الكثير من الأمور. ارتكب بولسونارو والمحيطون به الكثير من الجرائم، وسيتعين عليه الرد عليها، في البرازيل كما في الخارج كذلك».

ويصر بولسونارو الذي يواجه فعليا خمسة تحقيقات أمام المحكمة العليا والمحكمة الانتخابية العليا، على تشويه سمعة لجنة مجلس الشيوخ، معتبراً أنها «مهزلة».

في الوقت الحالي، يبدو بولسونارو «محصنا» بفضل حليفين يشغلان منصبين رئيسيين، هما المدعي العام أوغوستو أراس ورئيس مجلس النواب آرثر ليرا.

ويعد أراس الشخص الوحيد المخول توجيه اتهام إلى الرئيس بارتكاب جرائم تخص القانون العام، وهي خطوة من «غير المرجح» أن يقوم بها، بحسب دي سوزا.

أما بالنسبة إلى ليرا، فيعود إليه البت في عقد جلسة تصويت للبدء في اجراءات العزل. وقد تم تقديم أكثر من 130 طلب عزل، لكن رئيس مجلس النواب تجاهلها.

 **************************************************

أمير الكويت يطلق عملية للعفو عن معارضين

الحركة التقدمية الكويتية: تمثّل عنصراً رئيسياً في تحقيق الانفراج السياسي

متابعة - طريق الشعب

مهّد أمير الكويت الشيخ نواف الأحمد الصباح، أمس الاربعاء، الطريق لإصدار عفو عن معارضين وهي القضية التي شكلت شرطا رئيسيا لنواب المعارضة لإنهاء المواجهة المستمرة منذ شهور مع الحكومة.

ورحّب الأمين العام للحركة التقدمية الكويتية، د. حمد الأنصاري، بالتوجه نحو العفو عن بعض المحكومين في قضايا الرأي والتجمعات... ويحيي المهجّرين.

انفراج سياسي

وقال الأنصاري، في بيان تلقت “طريق الشعب” نسة منه، إن “العفو عن المحكومين في قضايا الرأي والتجمعات والقضايا السياسية يمثّل عنصراً رئيسياً لتحقيق الانفراج السياسي، وذلك بالترافق مع استحقاقات أخرى تتمثّل في إطلاق الحريات العامة وإلغاء القوانين والإجراءات المقيدة لها، وضمنها قانون حرمان المسيء، وقرار سحب جنسية المواطن أحمد الجبر وعائلته، وتمكين مجلس الأمة من ممارسة صلاحياته الدستورية في الرقابة والتشريع، وإلغاء أي تحصين لأي مسؤول حكومي تجاه المساءلة الدستورية، وإصلاح النظام الانتخابي”.

ويأمل الانصاري، “فتح الطريق نحو تحقيق الإصلاحات السياسية الديمقراطية المنشودة، وتحقيق إصلاح اقتصادي عادل اجتماعياً، وحلّ المشكلات المزمنة المتصلة بالسكن والعمل والمقترضين المعسرين والكويتيين البدون، وإلغاء كافة أشكال التمييز ضد المرأة، والتوجه نحو بناء الدولة الكويتية المدنية الحديثة القائمة على أسس المواطنة الدستورية المتساوية وتكافؤ الفرص”.

ضوابط وشروط

وأعلن وزير شؤون الديوان الأميري أن أمير البلاد كلف رئيس مجلس الأمة (البرلمان) ورئيس الوزراء ورئيس المجلس الأعلى للقضاء باقتراح الضوابط والشروط للعفو عن بعض الكويتيين المحكومين بقضايا خلال فترات ماضية تمهيدا لاستصدار مرسوم العفو.

ولم يذكر البيان أية تفاصيل عن أولئك الذين سيشملهم العفو .

وتأتي هذه الخطوة بعد أن دخلت الحكومة وممثلون عن المعارضة في حوار وطني دعا له الأمير لتخفيف الاحتقان السياسي بين البرلمان والحكومة وحل القضايا العالقة.

وأصدر نحو أربعين نائبا يوم الثلاثاء بيانا التمسوا فيه من أمير البلاد “الموافقة على البدء بأولى خطوات المصالحة الوطنية الشاملة بإقرار العفو عن أبناء الكويت المحكومين لرأي أو موقف سياسي.

افرح الشعب

من جهته، قال النائب المعارض مهند الساير في تصريحات صحفية، إن قرار الأمير “أفرح الشعب وأفرحنا وهو بداية بصيص أمل ان يكون هناك تعاون (بين البرلمان والحكومة)”.

وأضاف الساير أن “العفو بوابة من بوابات كثيرة تحقق الإصلاح. قد تكون بوابة صغيرة لكنها البوابة الأولى”.

ودعا الساير الحكومة إلى الالتزام بما أثاره النواب من قضايا في الفترة الماضية ومنها سحب الحكومة لقرار تأجيل الاستجوابات المزمع تقديمها لرئيس الوزراء وأن يتبنى برنامجها الكثير من المقترحات التي قدمتها المعارضة في الفترة الماضية.

 *********************************************

بعد الهزيمة في الانتخابات البرلمانية الأخيرة.. ما هو المسار اللاحق لليسار التشيكي؟

رشيد غويلب

نتائج الانتخابات البرلمانية في جمهورية التشيك، وضعت قوى اليسار، ويسار الوسط خارج البرلمان، لأول مرة منذ تأسيس البلاد بشكلها الحالي في عام 1993. وهي هزيمة ثقيلة ستكون لها عواقب بعيدة المدى لا يمكن توقعها اليوم. لم يستطع الحزب الشيوعي والحزب الديمقراطي الاجتماعي تجاوز العتبة الانتخابية (5 في المائة)، وحصل الحزبان على 3.6 و4.6 في المائة على التوالي.

ولم يكن حال حزب القراصنة الذي يطرح نفسه كبديل يساري أفضل من سابقيه، فقد حصل الحزب على 15,6 في المائة فقط. والمعروف ان الحزب كان قد دخل الانتخابات بتحالف انتخابي مع أحزاب صغيرة، والنظام الانتخابي النافذ، يغير تسلسل المرشحين في القوائم المشاركة على أساس ما يحصلون عليه من أصوات. فكانت النتيجة حصول الحزب على 4 مقاعد، بخسارة 18 مقعدا مقارنة بالانتخابات السابقة.

اوضاع اليسار

بدأت تراجعات الحزب الشيوعي، في انتخابات البرلمان الأوربي في عام 2019، انطلاقا من عدم اهتمام ناخبي الحزب التقليديين بالاتحاد الأوربي. وكان التحدي الكبير الذي واجه الحزب حينها تجميع ناخبيه ودفعهم للتصويت له. وعلى الرغم من الظروف المضادة استطاعت كاترينا كونينا ان تشغل مقعدا واحدا للشيوعيين في البرلمان الأوربي، في حين فشل الحزب الديمقراطي الاجتماعي في دخول البرلمان الأوربي. وفي العام الماضي تعمقت خسارات قوى اليسار في الانتخابات المحلية في تشرين الأول 2020 .

جاء نجاح الحزب حينها لتشكيله قائمة انتخابية يسارية مع المنظمات اليسارية غير الحزبية. وقد صاحب تشكيل القائمة جدلا داخل الحزب، الذي اعتمد طيلة السنوات السابقة استراتيجية الاعتماد على جمهور ناخبيه الثابتين. شكلت هذه القائمة الانتخابية انقطاعًا مهمًا مع الاستراتيجية السابقة للحزب الشيوعي، الذي تعامل بصعوبة مع عمليات التجديد لفترة طويلة. توقفت استراتيجية الانفتاح الجديدة هذه فور انتهاء الانتخابات الأوربية. وعاد الحزب إلى أسلوبه السابق، حيث يرى الخبراء الاستراتيجيون في الحزب أن هذه هي أكثر الطرق أمانًا للدخول إلى البرلمان، انطلاقا من ان قانون الانتخابات البرلمانية النافذ قد يؤدي في القوائم المفتوحة إلى تقدم المرشحين غير الحزبيين على ممثلي الحزب. والآن يشير هؤلاء الخبراء إلى ما حل بمرشحي حزب القراصنة.

فاستراتيجية الحملة الانتخابية للحزب، لم تأخذ بنظر الاعتبار التغيير في نظرة الناخبين تجاه الحزب بسبب دعمه لحكومة رئيس الوزراء أندريه بابيش، بعد ان كان الحزب دوما حزبًا احتجاجيًا وابتعد عن جميع الفضائح الحكومية. لقد حمل الناخبون الحزب جزءا من المسؤولية عن القرارات الحكومية. واستراتيجية التواصل التي طورها الحزب لاحقا، والتي ركزت على مفردات برنامجه، أصبحت ذات تأثير محدود في ظل الاستقطاب الذي ساد الحملة الانتخابية مع أو ضد رئيس الحكومة. لقد شهدت الحملات الانتخابية استقطابا غير مسبوق طرفاه حزب رئيس الحكومة، وتحالفان معارضان، في حين ضاعت الأحزاب التي دخلت السباق الانتخابي بقوائم منفردة، في مسار احتدامه. انعكس هذا الواقع سلبا على الحزب الشيوعي، ولم يعد مفيدا للحزب انهاء دعمه للحكومة في نهاية الدورة البرلمانية، وأدى الاستقطاب أن يكسب الحزب الحاكم، وسطا واسعا من ناخبي الشيوعيين في معاقلهم التقليدية. وأصاب الاستقطاب أيضا الحزب الديمقراطي الاجتماعي الذي كان شريكا أصغر في التحالف الحكومي. 

نتائج اولية

وعندما أعلنت النتائج الأولية في مناطق البلاد المختلفة، أصبح واضحا أن الحزب خارج البرلمان الجديد، وان استراتيجية الحزب الانتخابية لم تكن منتجة. وبناءً على ذلك، استقالت قيادة الحزب بالكامل.  وسيعقد الحزب مؤتمرا استثنائيا في 23 من الشهر الحالي سيقرر مستقبله. ويعتقد العديد من المراقبين الآن أن مهمة قوى اليسار اصبحت أكثر صعوبة. وفي مساء إعلان النتائج، أعلنت كاترينا كونينا، عضوة البرلمان الأوربي، عن استعدادها لتولي قيادة الحزب، لتطوير أدائه، وشددت على موضوعة التحالف اليساري العريض، ولكن يبقى السؤال ما هي الآليات التي يمكن اعتمادها في المستقبل؟ إن التعامل مع الهزيمة الانتخابية أكثر صعوبة، من الظروف التي سبقتها. وبسبب الأغلبية الليبرالية المحافظة، التي ستحدد مسار السياسة التشيكية في المستقبل، سيتم تهميش القضايا التي يتبناها اليسار.

 *************************************************

الصفحة الثامنة

لوبي نسوي في مجلس النواب ؟

هيفاء الامين

في الظروف الطبيعية للبلدان الديمقراطية المستقرة يكون الجواب نعم ، ولكن نظرا لخصوصية المنظومة السياسية في العراق القائمة على أساس المحاصصة الطائفية والقومية والحزبية، فان الأمر يبدو صعباً بل وربما مستحيلاً، تضاف اليه طبيعة النائبات القادمات الى مجلس النواب عبر الكوتا النسوية، والتي بدلاً من أن تضيف ملمحا إيجابياً الى النظام السياسي عبر هذا التمييز الإيجابي للمرأة ، صارت ثقلاً وحجر عثرة في وجه انشاء هذا اللوبي الداعم لقضايا المرأة .

أن إيصال نسوة قليلات الخبرة السياسية، وينعدم لديهن الايمان بمساواة المرأة مع الرجل، ويتم ترشيحهن على أساس القرابة والتبعية المسبقة لزعيم الكتلة ولغرض إكمال العدد لا أكثر، قد زاد الصورة تعقيدا. كما ان أغفال الحكومات المتعاقبة منذ ٢٠٠٣ وأحزابها لقضية التدريب المستدام، والتدرج في المهام على اساس الأمكانية في التطور والإبداع، لغرض إعداد كوادر نسوية كفوءة تتبوأ المناصب العليا، ساهم في تدني مستوى أدائهن البرلماني .

في بدايات عمل مجلس النواب الذي انتهت ولايته يوم الخميس السابع من الشهر الحالي، كان من ضمن السياقات الدولية الداعمة لعمل النساء كعضوات في مجلس النواب، ولتمكينهن من تشكيل تجمع برلماني نسوي او ما يسمى “لوبي”، عقد ورش واجتماعات لهن، ودعوة نائبات مجربات لتصدر تجمعهن، ووضع نظام داخلي له، والتحضير لانتخاب قيادته.

غير ان الشهور والسنوات مرت وانتهى عمر مجلس النواب في دورته البرلمانية الرابعة، من دون ان يتم التصويت على النظام الداخلي لتجمع البرلمانيات، ولا انتخاب رئيسة وهيئة قيادية لهذا التجمع البرلماني النسوي. وظل الصراع بديلاً عن الاتفاق، وبقي الانقسام سيد الموقف، بل وساهم الكثير من عضوات البرلمان في تعطيل إقرار قانون تجريم العنف الاسري، فظلَّ مركوناً في ادراج اللجنة القانونية للدورة البرلمانية الجديدة، بالاضافة الى مشروع تعديل المادة ٥٧ من قانون الأحوال الشخصية، والرامي الى سلب الحضانة من الأم.

ولا يمكن في هذا الخصوص نسيان المواقف المؤسفة وغير المشرفة لبعض البرلمانيات المذكورات، اللواتي ايّدن التعديل الظالم المقترح، ثم رشحنَّ أنفسهن مجددا في الانتخابات الاخيرة.

واليوم توجد 97 نائبة في البرلمان الجديد، وهن من أطياف وألوان مختلفة يجمعهن الانتماء الجندري، وينتظر منهن الوقوف صفاً واحداً لدعم التشريعات والقوانين الخاصة بحقوق المرأة، واسناد مساواتها وتمكينها اقتصادياً وسياسياً وفي مجالات الحياة الاخرى .كما يتوقع منهن العمل الجاد للخروج بتجمعهن البرلماني النسوي الى النور، ليباشر نشاطه وينهض بدوره في اسناد قضايا المرأة العراقية وحقوقها، ودعم التشريعات الخاصة بذلك.

 ****************************************************

آراء متباينة بشأن دور عضوات البرلمان في تمرير التشريعات المنصفة للمرأة.. حضور اكبر للنساء في مجلس النواب الجديد

بغداد ـ طريق الشعب

من المؤمل ان تنهض البرلمانيات الفائزات في الدورة الانتخابية الحالية بدور اكثر فعالية، في ما يتعلق بالقضايا التي تخص المرأة والاسرة، خصوصاً وان هناك تشريعات مُرحّلة من الدورة السابقة تتطلب مجهودات لتفعليها، ومنها قانون العنف الاسري، الى جانب الحيلولة دون تعديل  المادة 57 من قانون الاحوال الشخصية.

يمثلنّ كافة الشرائح

وقالت الباحثة في الشأن السياسي، نور الهدى سعد، لـ»طريق الشعب»، أن «الفارق بين المرشحات لانتخابات 2021 وللانتخابات السابقة، هو ان المرشحات هذه المرة مثّلن مختلف شرائح المجتمع العراقي، وللمرة الاولى تشهد الانتخابات وجود كم كبير من المرشحات المستقلات».

واعتبرت أن «وجود مرشحات من احزاب تشرينية يحملن فكراً ثورياً، وهن يتحدثن عن مطالب الشعب التي خرجت من أجلها الانتفاضة في تشرين 2019، أمر ايجابي جداً».

وقالت سعد ان «الانتخابات الحالية افرزت وجوها نسائية جديدة من فئات عمرية مختلفة، نصفهن من شريحة الشباب، وهن يحملن بالتأكيد تطلعات الشباب، وهذا عكس ما كان يحدث في الماضي، عندما كانت النساء الفائزات كلهن من سن ما بعد الشباب».

وأضافت أن «قسما كبيرا من النساء الفائزات في الانتخابات يحملن افكارا سياسية مختلفة،  وان التنوع في مجلس النواب القادم هو تميز جديد».

وأكدت أن «اداء النساء في هذه الدورة البرلمانية سيكون مختلفا، بسبب أن معظمهن من الاحزاب السياسية الجديدة، او مستقلات، وهناك احتمال ان يكنّ جزءا من المعارضة السياسية الجديدة».

وأشارت سعد إلى أن «النساء الفائزات بأصواتهن لن يكنّ اسيرات الاحزاب او الكتل السياسية التي تعمل معهنّ، مثلما كان يحدث في السابق»، مؤكدةً أنه في هذه الدورة البرلمانية «تتمتع النساء باستقلالية سياسية ستغير الواقع السياسي نحو الافضل».

وترى الباحثة نور الهدى سعد أن «العديد من الفائزات الجديدات سيعملن على تشريع قانون العنف الاسري، ومنع تعديل المادة 57 من قانون الاحوال الشخصية، القاضي بسحب حضانة الاطفال من الام». وتشير إلى أن «بعض النائبات لديهن مشاريع مختلفة مثل العمل على قانون جرائم المعلوماتية الذي يحمي المرأة من الابتزاز، وقوانين تعزيز من المساواة بين الذكور والاناث في الحياة العامة، بالإضافة إلى تعزيز مكانة المرأة اقتصادياً».

وفي وقت سابق حمّلت عضو مجلس النواب ريزان دلير، البرلمان العراقي مسؤولية تزايد حالات العنف الأسري في ‏المجتمع‎.‎

وقالت دلير، إن «سبب تزايد العنف الأسري ضد المرأة والطفل تحديداً هو النقص في ‏القوانين التي تعالج قضايا اضطهاد الطفل والمرأة في المجتمع».‏

وأضافت أنه «كان هناك عدد كبير من النواب في الدورة البرلمانية المنتهية ممن يعارضون تشريع قوانين مناهضة العنف ‏الأسري لأسباب دينية وبحجة المحافظة على كيان الأسرة».‏

وتابعت أنه «في كل دورة برلمانية يطرح قانون العنف الأسري على مجلس النواب وتتم معارضته من جانب بعض ‏الأعضاء» مشيرة إلى أن «المشكلة ستستمر في حال تكررت الوجوه في الدورة البرلمانية الجديدة».‏

وفي السياق علقت الناشطة المدنية هيمان رمزي، في تصريحات صحفية بقولها أن «الأحزاب لو كانت جادة بتمكين النساء، لدفعت بنصف مرشحيها على الأقل ليكونوا من النساء بدون مراعاة نظام الكوتا، لكن الأحزاب تفكر بالأرقام، وليس بالنساء».

وتضيف رمزي، أنها اطلعت على الكثير من البرامج الانتخابية للأحزاب والكتل السياسية، وقد تضمنت جملا عن دعم المرأة دون أية تفاصيل، مشيرة الى أن «هناك برامج انتخابية لا تشير إلى المرأة من الأساس، وأخرى دعمت قوانين وتشريعات تؤثر على النساء بشكل سلبي تماماً، مثل قوانين تنظيم الأسرة، أو مشاريع قوانين تسمح بالزواج المبكر».

لا يعترفون بقضايا المرأة

من جهتها ترى الناشطة النسوية عواطف رشيد، أن «النساء الفائزات في الدورة البرلمانية الحالية لن يعملن على عناوين تخص حياة المرأة، لان معظمهنّ يعملن مع احزاب لا تتعامل مع قضايا المرأة كأولوية، هذه النساء لن يكنّ صاحبات اي استقلالية».

وأضافت رشيد لـ»طريق الشعب»، عن قانون العنف الاسري الموجود في البرلمان وتعديلات المادة 57 «اعتقد انها ستبقى مغيبة عن جلسات المجلس، ولن يتم التحرك بخصوص قضايا المرأة إلا بعد فوز نساء مستقلات حقاً، رغم ان الامم المتحدة والمنظمات الدولية ستحث كل الاطراف على حل القضايا المتعلقة بملف المرأة والاسرة».

وأوضحت مضيفة: «نحن نريد ان تكون النائبة واعية للتحديات والصعاب التي تواجه المرأة، وهذا غير متوفر في كل الفائزات في هذه الدورة الانتخابية»، مشيرةً إلى أنه «في الدورة السابقة كانت هناك برلمانيات عملن من أجل تشريع قانون العنف الاسري، ولكن قوتهن وحضورهن في المجلس لم يؤهلن لحسم القضية لصالح النساء».

 هذا وتشير إحصاءات وزارة التخطيط العراقية، إلى أن النساء يشكلن ما يزيد مجموعه قليلا على نصف مجموع التركيبة السكانية العراقية.

 ****************************************

رغم محاولات التهميش.. المرأة تقود نقابات واتحادات

عامر عبود الشيخ علي

لعبت المرأة دورا فاعلا في تحقيق انجازات كبيرة، سياسية واقتصادية واجتماعية، من خلال مشاركتها في الاتحادات والنقابات المهنية المختلفة، ومساهمتها في الوقفات والاحتجاجات المطالبة بحقوق العاملين في المهن التي تنتمي اليها، كنقابات الاطباء والمحامين والمهندسين، والاتحادات العمالية المختلفة. ولكن نرى بوضوح غيابها كقيادية في تلك الاتحادات والنقابات، بالرغم من المشاركة الكبيرة للنساء في سوق العمل واقتحامهن لوظائف عديدة.

وللوقوف على الواقع التقينا بعدد من اعضاء النقابات.

المحامية علياء الحسني عضو نقابة المحامين في العراق قالت:

 “تعتبر تجربة النساء في قيادة النقابات تجربة ناجحة، كما ان دخول المرأة والترشيح للهيئات الادارية في النقابات المهنية، فتح الباب امام النسوة للتنافس مع الرجل وكسر احتكاره لرئاستها، كنقابة المحامين ونقابتا المهندسين والاطباء. وقد شهدت الساحة اسماء بارزة كنقيب المحامين السيدة احلام اللامي ونقيب المهندسين الدكتورة ازهار حسين.

ورغم هذا النجاح وما حققته المرأة الا ان هناك معرقلات ومحاولات لتهميشها، ومنها ان عددا من المحامين لا يبرزون هوية النقابة في السيطرات بسبب ان اسم النقيب هو اسم امرأة، كذلك استشهادهم باحاديث واقوال دينية تقلل من مكانة المرأة، وهذا التعصب الديني والفكري هو الذي يشكل حجر عثرة امام تسلم النساء مناصب قيادية. الا انه رغم هذه التحديات فقد عملنا كنسوة في نقاباتنا ونجحنا في جعل زملائنا يطالبون بان نترشح لعضوية المجلس”.

كذلك بينت السيدة علياء ان “لا تأثير للسلطة على المرأة في انتخابات النقابات والاتحادات المهنية لانها مستقلة تماما، لكم من الممكن ان يكون هناك دعم معين من قبل بعض السياسين لبعض النساء”.         

وفي السياق ذاته قالت عضو المكتب التنفيذي في الاتحاد العام لنقابات عمال العراق سميرة ناصر ان المرأة في الاتحادات والنقابات “لاقت متاعب كثيرة وتعرضت الى مشاكل عديدة في مجرى المساعي لتهميشها، مثلما هو الحال في كل المجالات التي يسيطر عليها الرجال. واذا ما استطاعت ان تشق طريقها بنضالها وكفاحها للوصول الى مركز القيادة، فانها تتعرض الى محاولات لافشالها مما يؤدي الى الاحباط وعدم الرغبة في الاستمرار”. واضافت ان الحال يكون اصعب عندما تكون المرأة مستقلة وغير مرتبطة بحزب او حركة سياسية.

واشارت سميرة ناصر الى ان المرأة “لم تأخذ استحقاقها الكامل في قيادة النقابات رغم تعددها، ما عدا البعض منها كنقابة الاطباء البيطريين. وايضا هناك اتحادات نقابية حديثة استطاعت المرأة ان تكون فيها قيادية بفضل عملها الميداني الجاد، وما تلمسه شريحة اعضاء هذه النقابات من تطور العمل المهني فيها”.  لكنها استدركت تقول ان “هناك تاثيرا لبعض الجهات التي ترفض تبوأ النساء مناصب قيادية، علما بان اغلب النساء مستقلات، وهذا الاستقلال للاسف يشكل عائقا امامهن، لذا يلجأ بعضهن الى تشكيل نقابات واتحادات تقودها نساء، وانا ضد ذلك لانه يشتت العمل النقابي ويفتح الباب لمحاربة النساء ومنعهن من التصدر والقيادة”.

 ******************************************

الاطفال والنساء اول ضحايا ظاهرة التسول في البلاد.. الآلاف يشحذون في الشوارع وتقاطعاتها مع بداية العام الدراسي الجديد

بغداد - نورس حسن

مع قرب حلول العام الدراسي الجديد يحتضن العديد من الشوارع الرئيسية والتقاطعات، أطفالا من مختلف الأعمار اتخذوا من التسول مهنة للكسب المادي.

مختصون عزوا ارتفاع نسب التسول بين الاطفال الى شكلية مجانية التعليم، والى ضعف القوانين المعنية بحماية الطفل، فضلا عن ارتفاع نسب الفقر في البلاد.

المختصة في شؤون الطفل د. علياء محمد تذكر لـ «طريق الشعب» ان «ارتفاع ظاهرة التسول بين الاطفال باتت واضحة خلال السنوات الثلاث الاخيرة، وهي مرتبطة بوقائع عديدة منها تردي الحال الاقتصادي للعديد من الاسر، والذي استفحل كثيرا مع اجتياح جائحة كورونا البلاد، اضافة الى تهاون السلطة التشريعية في إقرار قانون حماية الطفل في العراق، مما تسبب في استغلال العديد من الاطفال سواء من قبل ذويهم او من قبل مافيات التسول، وحتى تعرضهم للاعتداءات البدنية والمعنوية».

مضيفة ان « العراق وعلى رغم مصادقته على الكثير من الاتفاقيات الدولية المعنية بحماية الطفل، الا انه لا يلتزم بتطبيقها على ارض الواقع».

من جانبها تشير المحامية سماح عبد الله الى الوضع القانوني للاطفال المتسولين، وتذكر القانون رقم 76 لسنة 1983 وقانون اصلاح الاحداث المادة 24، كذلك قانون العقوبات رقم 111 لسنة 1969، وتقول لـ»طريق الشعب» ان «اغلب تلك القوانين والمواد بحاجة الى مراجعة وتعديل».

وتضيف موضحة «ان الاطفال المتسولين يعاملون وفق القوانين الدارجة معاملة الاطفال المشردين، وذلك وفق المادة 24 من قانون اصلاح الاحداث. وحال القاء القبض عليهم يتم ايداعهم في المؤسسات الخاصة بالمشردين التابعة لوزارة العمل بقرار من القاضي، وفي حال وجود عائلته فانها ملزمة بدفع غرامة استلام المتسول، و حال تكرار ذلك يحجز الاب ويغرم مبلغا من المال، فاذا استمرت ممارسته التسول تسحب الوصاية من الاب ويودع في مؤسسات الدولة». واستدركت تقول: «لكن مع ذلك يشير الواقع الى الضعف في تطبيق القانون وفي آليات التنفيذ».

وتحفل تقاطعات الشوارع الرئيسية بالاعداد غير القليلة من الاطفال المتسربين من المدارس، والتي عجزت وزارتا التربية والتخطيط عن إحصائها.

وترى التربوية باسمة عزت ان «ترك العديد من الاطفال للمدارس ليس ناجما صعوبة الاوضاع الاقتصادية فحسب، بل لانه حتى التعليم لم يعد مجانيا، وهناك الكثير من العوائل غير القادرة على توفير اجور التعليم الالكتروني لابنائها، فضلا عن مافيات الدروس الخصوصية».

وتشير عزت الى ان «هناك ما يقارب 92 بالمائة من الاطفال يلتحقون بالتعليم الابتدائي سنويا، الا ان هذه النسبة تنخفض الى 42 بالمائة في الدراسة المتوسطة».

وطالبت «بضرورة اعادة تفعيل دور الباحثين الاجتماعيين مع الاطفال في المدارس، فضلا عن العمل على تعزيز التعليم الحكومي، ومراقبة تسرب التلاميذ من المدارس وملاحقة الاسباب الكامنة وراء ذلك».

ويذكر مصدر في الشرطة المجتمعية لـ»طريق الشعب»ان «هناك الكثير من حالات العنف الجسدي التي يتعرض لها الاطفال المتسولون يوميا، كما ان الاطفال المتسولين هم اكثر من يقعون ضحايا لجرائم تجارة الاعضاء».

وفي خصوص الإحصائية الخاصة  باعداد هؤلاء الاطفال، بيّن المصدر انه ليس من السهل جرد اعدادهم «خاصة وان البلاد تعاني حتى الان من عدم الدقة في احصاء النفوس». ونبه الى ان «اعداد المتسولين في ارتفاع يوما بعد اخر، وان التسول لا يقتصر على الاطفال، اذ ان النساء ايضا من اكثر الفئات تعرضا للاستغلال في التسول من قبل مافيات لم تحدد الجهات الامنية حتى الآن هويتها».

*************************************************

الصفحة التاسعة

نحو المؤتمر الحادي عشر للحزب الشيوعي العراقي:   فرص جديدة للعمل من تحت

ماجد الياسري

لتحقيق الأهداف السياسية تستخدم الأحزاب تكتيكات وآليات لإدارة النشاط وبهدف الاستفادة القصوى من الظروف المتاحة، مثل إمكانات العمل العلني والسلمي والجماهيري وتوازن القوى وشكل ومحتوى الأزمة العامة التي يعيشها النظام والدولة ودرجة استعداد الجماهير لخوض نضالات سياسية ومطلبية، وتحت أي شعارات، وخاصة بين أوساط الطلبة والشبيبة والنساء.

وبشكل عام هناك مستويان: الأول هو العمل من فوق، وميدانه هو مؤسسات الدولة الرسمية من سلطة تنفيذية أو تشريعية أو قضاء، ويتخذ اشكالا عديدة. فمثلاً شارك الحزب الشيوعي في مجلس الحكم بعد الاحتلال، وشغل أيضا وزارة الثقافة وبعدها وزارة العلوم والتكنولوجيا وشارك أيضا في عدد من الدورات البرلمانية حتى استقالة نائبيه في أواخر 2019 احتجاجاً على إجراءات الدولة القمعية ضد الثوار التشرينيين. بالإضافة إلى لقاءات الحزب الرسمية مع الرئاسات الثلاث وعدد لا يحصى من اللقاءات الرسمية وتقديم المذكرات. وسيبقى هذا شكلا مهما من إدارة العمل السياسي ولكن بدون المبالغة في دوره وما يمكن أن يحققه. مع جدلية الربط الثوري مع الشكل الثاني، وهو العمل من تحت عبر أدوات وآليات العمل الجماهيري الذي يمتلك الحزب رصيدا كبيرا يمتد إلى بدايات تأسيس الحزب في 1934 والذي يعتمد الدعاية والتحريض والتنظيم والتعبئة من أجل تحقيق أهداف سياسية واقتصادية ومجتمعية عبر النشاط المباشر مع الأوساط الشعبية والمجتمعية وتنظيمات نقابية ومنظمات المجتمع المدني وأية اشكال يفرزها وضع داخلي محدد. فعلى سبيل المثال فتحت انتفاضة تشرين مجالات واسعة لأن تمارس منظمات الحزب أشكالا عدة من العمل الجماهيري والسياسي من تحت. وتبقى المهارة للاستفادة القصوى واستثمار نتائجها هو في الربط السليم المتوازن وبروحية هجومية للعلاقة الجدلية بين العمل من فوق ومن تحت. وإذا فُقد هذا الوضوح والتوازن ستكون النتيجة هي الانعزالية أو مبادرات لا تستند على أرضية موضوعية.

ويتحقق التوجه الصحيح عندما تُرسم السياقات والتكتيكات (من مبادرات أو مباغتة او هجوم أو تراجع أو مناورة) وفق الوجهة العامة التي يرسمها الحزب عبر وثائقه المقرة في المؤتمرات الوطنية العامة. ومنها الاستحقاق القادم لعقد المؤتمر الحادي عشر وضمن التوقيتات الزمنية المتفق عليها، مصحوبة بتقييم موضوعي دوري لإدارة المخاطر وما يترتب على ذلك من تدقيق في الأولويات والتكتيكات. لأن الحزب يناضل في ظروف تتميز بالمتغيرات السريعة وبالغة التعقيد وباحتدام في الصراع الطبقي ونظام سياسي طائفي مأزوم يعتمد المحاصصة، واقتصاد ريعي منهار وفساد وسرقة للمال العام والتدخلات الإقليمية والدولية في الشأن العراقي مستفيدة من أذرعها المسلحة.

هذا أيضا يتطلب إدارة عالية المستوى للعمل الحزبي الداخلي، خصوصا في اتباع سياسات المتابعة والاشراف كجزء من منظومة حوكمة داخلية لضمان تنفيذ القرارات والخطط الحزبية بشكل متناسق وموحد في عموم الجسد الحزبي ويتماهى مع حركة الواقع السياسي. وهناك شبه اتفاق أن العراق يمر بمرحلة انتقالية بالغة التعقيد ومفتوحة على احتمالات عديدة ومفاجئة، كان أحد تجلياتها انفجار الوضع الداخلي وخروج مئات الآلاف من الشباب والنساء والطلبة والمهمشين والعاطلين من العمل في انتفاضة ثورية من أجل الإصلاح والتغيير، لم يشهدها العراق منذ ستينات القرن الماضي وفتحت آفاقا لم توجد قبل انبثاقها. فقد أحدثت فرزا مجتمعيا وعلى شكل صراع سياسي حاد بين جبهتين أساسيتين: الأولى محافظة ورجعية داعمة للفساد والمحاصصة وسرقة المال العام وتبييض الأموال، يدعمها السلاح المنفلت الذي تمسك به الميليشيات وعصابات الجريمة المنظمة ولها وشائج مع الأنشطة الإرهابية. وفي مواجهتها تحالف سياسي ومجتمعي من القوى المدنية ومنظمات المجتمع المدني والنقابات والقوى التشرينية التي أفرزت بعض الأطر التنظيمية وعددا كبيرا من غير المنظمين. وجميعها تمثل تيارا ضاغطا من تحت، من أجل الإصلاح والتغيير وبناء دولة المواطنة على أنقاض سياسات المحاصصة والهويات الفرعية المكوناتية.

وشكل موقف الحزب بمقاطعة الانتخابات الخامسة “المبكرة” في 10 تشرين الأول 2021، والذي عكس مزاج عموم الجسد الحزبي، منعطفا مهما في التعبير عن موقف متميز يستجيب للظروف الموضوعية والمزاج الشعبي، وعزز من مكانة الحزب السياسية وفتح آفاقا لتوسيع مجالات العمل من تحت، كقوة مجتمعية ضاغطة.

وتشكل منظمات المجتمع المدني الحقيقية أحد المعالم الإيجابية في البيئة المجتمعية لدورها في إدخال عنصر التنظيم والتعبئة على قضايا تتعلق مباشرة بواقع المواطن العراقي، مثل تقديم المساعدات الإنسانية، وتمكين المرأة ومكافحة العنف الاسري، وحماية البيئة، او بناء القدرات في مجالات القيادة والإدارة. ومن سماتها المميزة الدور الريادي للشباب والنساء في قيادتها. ولذا فإنها إحدى الأدوات المهمة في التحالف من أجل الإصلاح والتغيير.

ومن المهمات الآنية التي ستفرزها الانتخابات مضمون وشكل الرقابة على الأداء الحكومي، ونوعية القوانين التي يتم تشريعها، والتي لا يمكن تركها لمؤسسة عاجزة بنيويا عن أداء مهماتها. ولضمان التوازن وصواب الوجهة هناك حاجة إلى عنصر رقابي من نوع جديد. وهذا لا يتحقق إلاّ عبر تطوير آليات للرقابة الشعبية المجتمعية على صعيد العراق ككل والمحافظات، والتي ستعزز وتعمّق، موضوعيا، الأسلوب السلمي للوصول إلى الإصلاح والتغيير. وكي يكون هذا الشكل الجديد فاعلا فانه يجب ان يكون مؤسساتيا وعلى أسس ديمقراطية وقانونية ويعزز دور الكتلة المدنية في المجتمع والدولة الاتحادية.

ولو نظرنا إلى تجارب الشعوب نجد أن هذا الشكل من الرقابة المجتمعية موجود في الدول الأوروبية ومشرعن ويحظى بدعم من الأجهزة التنفيذية، ويعتبر من الجهات ذات العلاقة التي يؤخذ رأيها وملاحظاتها في قطاعات معينة، كالتربية او الصحة او عند إقرار مشروع استثماري جديد. على سبيل المثال، أحد مكونات جهاز الصحة البريطاني على صعيد الاقضية والمدن هو تنظيمات مجتمعية تعكس الرأي الشعبي ويتم استشارتها في حال إقامة مستشفى أو غلق منشأة معينة. وهي تعتبر عضوا فعالا في اللجان المشكلة لمراجعة هذه المقترحات ومعترف بها قانونيا، ويُدار عملها على أساس ديمقراطي، وتُعرف باسم “المجلس الصحي”.

ورغم أهمية التظاهرات والاعتصامات السلمية فإن سقفها يبقى محدودا إذا لم يتم دعمها بمبادرات أخرى.

وفي تقديري، يتعين تنويع الآليات، ومنها تنظيم وإدارة لجان رقابية شعبية لتقديم الرأي والمشورة والرقابة على الأداء الحكومي، وكجزء من منظومة الحوكمة.

فكرياً تنسجم هذه الوجهة مع مفهوم الهيمنة بالمنظور الغرامشي. وهي تمثل شكلا للنضال الجماهيري شهدته انتفاضات وثورات في مراحل تاريخية سابقة، مثلا في انتفاضة 1905 وثورة اكتوبر1917 في روسيا، ولو أنها جرت في ظروف نوعية مختلفة. فنحن الآن في القرن الحادي والعشرين المعولم والانفجار الهائل للثورة الرقمية، وفي بلد يمر بأزمة ثورية بنيوية ولكن لم يتطور العامل الذاتي بعد إلى المستوى الذي يخلق حالة ثورية. كما ان الأسلوب السياسي الرئيسي هو النضال السلمي (وهو أوسع من البرلماني) لإصلاح وتغيير النظام السياسي، وعبر الضغط من فوق ومن تحت.

 ************************************

ليكن المؤتمر الحادي عشر تأكيدا لمبادئ النضال الهادف إلى تحقيق حرية وسعادة شعبنا

عادل كنيهر حافظ

يتهيأ الشيوعيون العراقيون لعقد مؤتمرهم في ظروف غاية في التعقيد السياسي، لاسيما اصرار القوى الحاكمة على إعادة إنتاج نفسها، واعتماد عين الطريقة ( المحاصصة الطائفية ) في الحكم، على الرغم من الدمار الهائل الذي لحق بالعراق وشعبه، وجعل الفساد يضرب أطنابه في كل مناحي الحياة الاجتماعية للبلاد، الأمر الذي عسر إمكانيات توصيف عناصر التغيير، وجعل البحث في ممكنات التغيير الجذري عاصية على الفهم والاستيعاب، لذلك ألقت مجريات الظرف الراهن على الشيوعيين في مؤتمرهم مسؤولية بحثها وتقديم الحلول المناسبة لها، وهنا يتحتم على مندوبي المؤتمر التداول في :

١- تشخيص ماهية مرحلة التطور الاجتماعي الراهن في العراق؟

٢- إيلاء أهمية استثنائية لرص صفوف الحزب، وجعله أكثر صلابة وكفاءة وقابلية لجولات الصراع القادمة في البلاد، خصوصاً وان الناس في العراق ما بات الرهان على صبرها وتحملها مضموناً، لاسيما وأنها تعلمت الكثير من دروس انتفاضة تشرين وتمارينها العملية

٣- تقييم ومناقشة سياسة الحزب منذ المؤتمر العاشر، ودوره ومواقفه السياسية العامة، وتجربته في التحالفات الوطنية، وما هي الجوانب الإيجابية والسلبية في هذه التجربة ومن يتحمل مسئوليتها، لكي تكون هناك شفافية في التقييم ودرس للعمل الحزبي القادم، خصوصاً وان الحزب مر بتجربة المساهمة في انتفاضة تشرين ودوره المشرف فيها، والموقف من الانتخابات حيث وجد نفسه في وضع يحتاج التأمل كثيراً بخصوص المشاركة في الانتخابات، التي تنظمها وتديرها جهات تسعى لتأهيل وتدوير ذاتها الأمر مما يدعو للشك في نزاهتها وشفافيتها. 

٤- مناقشة أوضاع ما بعد الانتخابات وما هي السياسة التي ينتهجها الحزب. وهذه أهم فقرات النقاش لأنها تحتاج الوقوف أمامها لعظم أهميتها، حيث تحتاج إلى توخي الدقة والحذر، والجهد النظري الاستثنائي من قبل الرفاق أعضاء المؤتمر، حيث مطلوب صياغة توجهات وأهداف لمرحلة صعبة وخطيرة ربما تشهد أحداثا غير متوقعة أو غير متخيلة، وهنا تقتضي الضرورة حساب حلفائنا وقدرتنا سوية على التأثير في الأحداث، ثم ماهي القوى الفاعلة في الموازين السياسية والاجتماعية، لذلك لابد أن يصوغ الرفاق أعضاء المؤتمر شعاراً للمؤتمر يكون جامعاً للقوى الحليفة ومقبولا لأبناء الشعب، ويمكن أن يكون ( من أجل وطن خال من المحاصصة الطائفية والفساد والسلاح المنفلت).

 **************************************

الانتخابات والديمقراطية والتداول السلمي للسلطة

لفته عبد النبي الخزرجي

العراق وطن الحضارة والانبياء والرسالات الاصلاحية والقانون، فقد شهدت بابل أول قانون عرفته الإنسانية في حياتها، حيث تعتبر مسلة حمورابي أول تشريع مدني لقانون يعالج مشاكل المجتمع بروح جديدة وحاكمة.

وبعد آلاف من السنين يحاول العراقيون أن يصنعوا لبلادهم نظاما يتمسك بأحكام قانونية، ويتحرك بسياقات مشرعة تضعهم بمصاف الشعوب المتقدمة والتي سارت في الأنظمة الدستورية والتداول السلمي للسلطة واحترام الحريات العامة والخاصة وصيانة السيادة الوطنية وإبعادها عن المساومات والولاءات والخلافات.

وقد شهدت الساحة العراقية أربع دورات انتخابية على مدى ثمانية عشر عاما، وفي العام 2019، أعرب الشباب العراقي عن رغبتهم في دولة مدنية ديمقراطية، تفرض سيادتها، وتحمي شعبها، وتحرر ثرواتها، وتبني البلاد وتحرم الفساد، وتستعيد البلاد ارادتها السياسية وتمنع التدخلات الاجنبية، وتخلق المناخات والسياقات المشروعة في توفير الأمن والسلم المجتمعي بعيدا عن السلاح غير القانوني.

ورغم النسبة المتدنية للعدد المشارك في الانتخابات، ورغم ما شهدته فترة الدعاية الانتخابية من بذخ كبير وسطوة المال السياسي، والكثير من مظاهر الابتزاز والترغيب والترهيب، لكن كثيرا من الذين شاركوا بالانتخابات عبروا بشكل واضح عن خياراتهم بطريقة وطنية عابرة للطائفية، فمنحوا أصواتهم بشكل مغاير لما كانت تنتظره القوى المتمسكة بالكراسي والتي لم تقدم للبلاد والعباد إلا التخلف والتراجع والبطالة وتخريب التعليم وتعطيل المصانع والفساد والمحاصصة وتقاسم المغانم، وعراق منقوص السيادة.

يتصور البعض أن الخسارة في الانتخابات يجب أن لا تكون من نصيب المتنفذين، وأن المتمسكين بالكراسي يجب ان تنتخبهم الناس مهما كانت الأحوال والظروف والاختلافات، وهم لن يتزحزحوا عن كراسيهم ابدا.     

هذا الموضوع يتعارض تماما مع النظام الديمقراطي، ولا يتفق مع قانون الانتخابات والدستور والمسار الديمقراطي الذي كرسه الدستور الذي صوت عليه شعبنا عام 2005، رغم المآخذ الكثيرة التي سجلناها على بعض مواد الدستور.

لا شك أن التداول السلمي للسلطة، يعتبر المحور الأول للانتخابات التي ثبتها الدستور كل أربع سنوات، ويجب أن تبتعد القوى السياسية عن كيل التهم للآخرين، واتباع السياقات القانونية في تقديم الشكاوى والطعون وبالشكل الذي يعكس الرغبة الحقيقية في ترسيخ القيم الديمقراطية والتعامل معها بأسلوب حضاري وقانوني يحترم رأي المقترعين وخياراتهم.

ونحن نطمح أن نرى من الذين لم يحالفهم الحظ في هذه الانتخابات، أن لا يتسببوا بزعزعة الامن والسلم المجتمعي، وأن يعبروا عن آرائهم من خلال تقديم الطعون ضمن المدد القانونية، وأن يتمسكوا بالقيم الديمقراطية والقانونية، ولا شك أن القانون من افضل ما يمكن اللجوء اليه في توفير ألأمن والأمان وصيانة الحقوق واحترام الرأي والرأي ألآخر، وأن يسود نظام المؤسسات وان ينتهي نظام المحاصصة وتقاسم المناصب والمكاسب، ونتخلى عن التعالي السياسي لأن المسؤولية في الدولة ليست ترفا أو نزهة او منصبا سياديا،  المسؤولية الوظيفية ليست إلا خدمة للمواطن والوطن.

ولكي نعكس لدول العالم أننا شعب يمتلك تاريخا حضاريا عريقا وعظيما، وأننا متمسكون بالخيار الديمقراطي في التداول السلمي للسلطة، فلابد أن نحترم خيارات شعبنا، ونحتكم للسياقات الشرعية في مواقفنا.

 ***********************************************

الصفحة العاشرة

الذكرى الستون لمجزرة الجزائريين في باريس:قصة المذبحة المغيبة منذ عقود

أحمد روابة

يتذكر الجزائريون، بعد 60 عاما، أحداث 17 تشرين الأول 1961، التي ذهب ضحيتها «المئات» من أهاليهم في العاصمة الفرنسية باريس، على يد الشرطة الفرنسية.

فقد دعت جبهة التحرير الوطني الجزائرية، التي كانت تقود وقتها حربا على سلطات الاستعمار الفرنسي، العمال الجزائريين إلى الخروج في مسيرات سلمية بباريس احتجاجا على حظر التجول، المفروض عليهم تحديدا، من الثامنة والنصف مساء إلى الخامسة والنصف صباحا، من قبل مدير الشرطة وقتها، موريس بابون.

وخرج عشرات الآلاف من المتظاهرين السلميين الجزائريين، بينهم نساء وأطفال، من الأحياء العشوائية إلى شوارع وسط باريس، استجابة لنداء جبهة التحرير الوطني.

ولكن أجهزة قمع المظاهرات كانت في استقبالهم في مداخل الشوارع الكبرى، حسب المؤرخين، الذين نقلوا روايات الشهود والمشاركين في المظاهرات، فاندلعت مواجهات دامية بشارع سانت ميشيل، وحي سانت سيفرين، وتكررت المشاهد الدامية في أحياء أخرى من باريس وضواحيها.

قمع وحشي

وكان القمع غاية في الضراوة والوحشية، حسب المؤرخين البريطانيين، جيم هاوس ونيل ماكماستر، اللذين وصفا ما تعرض له الجزائريون يوم 17 تشرين الأول في كتابهما «الجزائريون، الجمهورية ورعب الدولة»، بأنه «أعنف قمع لمظاهرة في أوروبا الغربية في التاريخ المعاصر».

ويقدر المسؤولون الجزائريون ضحايا قمع مظاهرات 17 تشرين الأول 1961 من 300 إلى 400 قتيل، ألقي بجثث العشرات منهم في نهر السين، فضلا عن المفقودين. ويرى الكاتب الجزائري، عبد القادر ذهبي، أن أجهزة الأمن الفرنسية، بقيادة موريس بابون، الذي تعاون مع النازية، كانت تعرف أن أغلب الجزائريين في فرنسا كانوا يناضلون، طوعا أو كرها، في صفوف جبهة التحرير الوطني، ولم يكونوا وقتها يُسمون مهاجرين لأنهم كانوا فرنسيين بالنسبة للسلطات الفرنسية، وعلى هذا الأساس فُرض عليهم وحدهم حظر للتجول.

أما السلطات الفرنسية فتقول في تقاريرها الرسمية إن ضحايا الأحداث 3 أشخاص فقط، توفي أحدهم بسكتة قلبية.

تغييب رسمي

ويطرح مؤرخون، مثل الفرنسي جون لوك إينودي، مؤلف كتاب (معركة باريس) أول من أماط اللثام عن دور الشرطة الفرنسية في أحداث 1961، تساؤلات عديدة بشأن «تغييب رسمي» لهذه الأحداث في وسائل الإعلام والجامعات والكتب التاريخية.

ويرون أن السلطات الفرنسية والمسؤولين عن الأحداث تحديدا سعوا إلى فرض الصمت بشأن القضية، ولذلك سقطت جميع التحقيقات القضائية التي فتحت وقتها، وعددها نحو 60 تحقيقا، كما مُنع الصحفيون من زيارة المراكز التي كان يحتجز فيها الجزائريون.

ويتحدث المؤرخ الفرنسي، جيل مونسورون، في حوار مع صحيفة لوموند الفرنسية، عن «تضليل تاريخي متعمد من أجل طمس ذاكرة أحداث 17 تشرين الأول، ومحاولة ترسيخ أحداث أخرى في الذاكرة الجماعية وحتى لدى العائلات الجزائرية».

جرائم «لا تُغتفر»

لم تعترف الدولة الفرنسية إلى اليوم بمسؤوليتها عن مقتل المتظاهرين الجزائريين في أحداث 17 تشرين الأول 1961، ولكن حصل تقدم في نظرة المسؤولين المحليين إلى الأحداث، إذ دشن رئيس بلدية باريس في عام 2001، بيرترون دولانوي، نصبا تذكاريا في جسر سانت ميشيل تخليدا لذكرى ضحايا 17 أكتوبر.

وفي عام 2011، وضع الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، إكليلا من الزهور في جسر كليشي، على نهر السين أيضا الذي ألقي منه جزائريون في الأحداث.

وفي عام 2012 ، أقر هولاند بحدوث المجزرة، وهي المرة الأولى التي يفعل فيها رئيس فرنسي ذلك.

وفي بيان بمناسبة الذكرى الستين للمجزرة، قال الرئيس إيمانويل ماكرون إن الجرائم التي ارتكبت تحت سلطة قائد الشرطة «لا تغتفر». لكن على الرغم من ذلك لم يرق كلاهما إلى مستوى توقعات أولئك الذين طالبوا بالاعتذار والتعويضات، خاصة وأن أيا منهما لم يقر بعدد الأشخاص الذين لقوا حتفهم في تلك المجزرة، أو بدور الدولة فيها.

ولعل أهم خطوة داعية إلى اعتراف الدولة الفرنسية بالمسؤولية عن قتل مئات المتظاهرين الجزائريين في أحداث 17 أكتوبر 1961 في باريس، هي التي قام بها النائب عن الحزب الاشتراكي الحاكم، بارتيك بانوتشي، إذ عرض مشروع قانون يعترف بمسؤولية فرنسا عن مجزرة 17 تشرين الأول.

وجاء في النص الذي نشرته صحيفة لوموند: «تعترف فرنسا علنا بمسؤوليتها عن المجزرة التي تسبب فيها قمع مظاهرات 17 تشرين الأول 1961، لجزائريين يطالبون باستقلال بلادهم».

يذكر أن الدولة الفرنسية لم تعترف بحرب الجزائر، من 1954 إلى 1962، إلا في عام 1999، وكانت تسميها «عمليات فرض الأمن».

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

«بي بي سي» – 17 تشرين الأول 2021 (مقتطفات ضافية)

 ***************************************

كيف يمكن أن يصل البشر إلى السعادة؟

فريدة النقاش

حين كتب “نجيب محفوظ” روايته “الطريق” طرح على القراء والمثقفين والحياة الفكرية عامة الأسئلة التي يمكن أن نصفها بالخالدة, وهي التي طرحتها البشرية على نفسها ولا تزال تطرحها, وعلى رأسها سؤال السعادة. كيف يمكن أن يصل البشر جميعا إلى السعادة التي يتمنون؟

نشط المفكرون والفلاسفة والكتاب في البحث عن إجابة ولا أظن أن أيا من الباحثين قد توصل إلى ما يمكن أن نسميه الاجابة الشافية.

فهل هناك إجابة شافية حقا؟

أظن أننا جميعا سوف ننفي انه يمكن ان تكون هناك أي إجابة شافية. ولكن بالقطع هناك إجابات متنوعة ولو جزئية.

انشغل مفكرون وباحثون وكتاب علي مر التاريخ وفي كل البلدان تقريبا بمحاولات الاجابة عن هذا السؤال. ونشأت في هذا السياق عشرات المدارس والاتجاهات الفكرية برزت من بينها الاشتراكية بكل التباينات والاختلافات بين المدارس والبلدان وان تأسست جميعا على مفهوم شامل للعدالة.

وكان هذا البروز ناتج صراع ممتد ومتعدد الاشكال بين القوى الاجتماعية التي طالما انقسمت عموما الى قسمين: الاول يضم الملاك وأصحاب النفوذ أي الثروة والسلطة, والثاني يضم المنتجين العاملين بأجر لدى هؤلاء الملاك مع تباينات هنا وهناك داخل كل منهما.

وانتج هذا الصراع اشكالا متعددة من ردود الافعال التي دافع عبرها كل طرف عن مصالحه, وبالتالي عن أفكاره ورؤاه. ووصف المفكرون والباحثون، عبر التحليل والمتابعة، ردود الأفعال هذه برؤى العالم المبنية على مصالح كل طرف.

واستغرق تعريف رؤية العالم وقتا وجهدا فكريا متنوعا ومازال.

لقد انخرطت البلدان- كل بطريقتها- في محاولات البحث عن الاجابة الشافية المنشودة، وقامت نظم كانت تسعي الى بلوغ المثل الاشتراكي وسقطت أخرى على الطريق إلى ان حدث الانهيار الكارثي لمنظومة البلدان الاشتراكية بعد سبعين عاما من صعود اول تجربة في تاريخ العالم لبنائها.

وعرف الاشتراكيون على امتداد المعمورة صورا من التشفي والشماتة حتي ان بعض المفكرين الرأسماليين بشرونا بنهاية التاريخ, حين اعتبروا ان التاريخ الانساني قد وصل الى غايته القصوي بانتصار الرأسمالية انتصارا نهائيا لا رجعة فيه.

ولكن التاريخ نفسه هو الذي سرعان ما كذبهم, فبعد هدوء بدا كأنه النهاية انطلقت مجددا صور شتى من النضال العملي الشعبي ضد ظلم الرأسمالية بحثا عن العدل, وهو ما دفع بالرأسماليين الى اطلاق نظم تنهض على قدر من العدالة تفاديا لانفجار غضب الكادحين الخاضعين للاستغلال.

وبالتفاعل بين سعي الكادحين لتغيير الاوضاع واقامة العدالة الحقيقية وفزع الملاك مما يمكن ان يلحق بهم لو انفجر الغضب، تولدت صور شتي مما يمكن ان نسميه التسويات الاجتماعية, ولكن مثل هذه التسويات- على اهميتها- لم ترض الطموح الاساسي لملايين الاشتراكيين عبر العالم الذي يمكن تلخيصه في انهاء استغلال الانسان للانسان, وتوجيه الفائض لا الى جيوب كبار الملاك وانما الى المنفعة العامة للملايين, هذا اذا شئنا ان نختزل الهدف الاساسي للاشتراكية في جملة واحدة.

ندرك جيدا ان التاريخ الانساني لم يعرف أبدا الطريق الواحد الممهد والمستقيم الي هدف ما, لان مسيرة التاريخ كانت صراعا دائما بين قوى اجتماعية وافكار ومدارس واتجاهات.

ولكننا ندرك ايضا ان البشرية لم تصل بعد الي حلمها الذي يصفه المحافظون علي الوضع القائم باليوتوبيا اي الحلم الخيالي, وبالتالي المستحيل التحقيق.

ونعرف جميعا الشماتة التي سادت في اوساط المحافظين على الوضع القائم دفاعا عن مصالحهم حين انهارت التجربة الاشتراكية الاولي وعادت روسيا القهقرى الي النظام الرأسمالي.

ولكن هذه الوقائع، على مأساويتها ودلالتها العميقة، لم تفلح في دفن حلم الانسانية باقامة العدالة كما قال أو بالاحرى حلم دعاة نهاية التاريخ. فالتاريخ لم ينته ولم يتوقف.

هناك فروق اساسية بطبيعة الحال بين مستوى تطور البلدان المتقدمة ومستوي تطور البلدان النامية. وهي الفروق التي كانت موضوعا لدراسات معمقة قام بها مفكرون وكتاب من هذه البلدان وتلك بحثت، من ضمن ما بحثت، عن خصائص موحدة (بكسر الحاء) لهذه البلدان. واستغل بعض العنصريين هذه الخصائص المكتشفة لتعميم افكار غير علمية تحط من شأن البلدان النامية. واتضح في هذا السياق ان النزعة الاستعمارية لا يختص بها فقط بعض مفكري البلدان الاستعمارية وانما انتقلت الى بعض مثقفي البلدان المستعمرة ذاتها (بفتح الميم). وهو الوضع الذي نشأ على اثره علم التبعية, وعرفت بلدان المستعمرات انتاجا سخيا في ميدان هذا العلم الذي اسسه مفكروها.

ولا تخفي علينا الالتباسات التي حدثت بين ما يمكن ان نسميه بالتفاعل الثقافي وبين التبعية، اذ طالما تخفت الاخيرة وراء ادعاء التفاعل بينما يمارس حاملوها الاستعلاء على الآخرين.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

«الأهالي» المصرية – 15 تشرين الأول 2021

 ******************************************

تغييب معالم الدولة بتسلط الزعامات المرجعيات

موريس نهرا

مع ازدياد تسلّط الزعامات والمرجعيات على الدولة، يزداد تضاؤل معالم هذه الدولة ودور مؤسساتها الشرعية. وهذا التسلط يصبح نمطاً متبعاً في ظل سلطة النظام القائم، ويترك انعكاساته السلبية على مشكلات شعبنا ووضع بلدنا. وحتى المجلس النيابي، وهو المؤسسة الأم للتشريع والمحاسبة، لا يقوم بدور فاعل في معالجة المشكلات التي يتخبط بها شعبنا من جراء الكوارث والانهيار وأثره الشديد في ضيق مجالات العيش.

وإذا ما قام هذا المجلس بمنح الثقة للحكومة الحالية، فليس ذلك أكثر من دور شكلي كان يقوم به إزاء الحكومات المتعاقبة، التي أوصلت الشعب والبلاد الى ما نحن فيه من فقر وإذلال وانحدار مريع. والمجلس النيابي الذي يفتقد أصلاً لثقة الشعب، ليست ثقته للحكومة كافية وإن كانت قانونية، فالشرعية هي ثقة الشعب. وهي لا تُستعاد بوعود برّاقة وكلام معسول سئم الناس سماعه. فهذه الحكومة التي وُلدت من رحم النظام الطائفي وطبقته السلطوية، وبنفس المعايير التحاصصية طائفياً وسياسياً، ستستمر كما غيرها. فرغم شتم  الفساد ومكافحته لم نجد فاسداً واحداً وراء القضبان. وفوق ذلك تطلب الحكومة من اللبنانيين بلسان رئيسها شد الحزام، وتدفيع الناس ثمن انهيار هم ضحاياه وليسوا صناّعه. فالمتحكمين بالسلطة يسخّرون كل قوى الدولة ومؤسساتها، لحماية فسادهم وطبقتهم السلطوية ونظامهم العقيم، فيضعون سياجاً من الباطون المسلّح والحديد حول مبنى المجلس النيابي والقصر الحكومي، وتدابير مشددة حول مساكن الوزراء، وصولا إلى القصر الجمهوري، خوفاً من الشعب الذي هو المالك الحقيقي لجميع مقرّات الدولة. بينما استخدموا أسلوب القمع العنيف ضد انتفاضة الشعب التي شملت البلاد، وارتكبوا جرائم موصوفة وفقأوا عيون شباب وصبايا بطلقات محرمة من الخردق. علماً أن المنتفضين ليسوا هم من سرق مال الشعب، واحتكر المحروقات والدواء، وحليب الأطفال.. الخ. بل هم يطالبون بحلول للمشكلات الحادة التي يشكون منها، وبينها محاسبة فساد السلطويين. ويجهد القابضون على مفاصل السلطة، سواء في المجلس النيابي الذي تنام في أدراجه مشاريع قوانين منها مثلاً “كابيتال كونترول” أم في مواقع وزارية وغيرها، إلى عرقلة ومنع رفع الحصانة عن فاسدين أو مهملين مطلوب حضورهم الى القضاء. “ويكتمل النقل بالزعرور” بمشهد إقدام المرجعيات الروحية للطوائف على إقحام نفسها بإعلانها أن المُستدعى من طائفتها الى القضاء هو خط أحمر. وان المساس به يمسّ الطائفة.

إن هذا الوضع المستهجن الذي لا مثيل له في العالم، يعطي صورة للخارج والداخل، أن لبنان غابة والشريعة فيها للأقوى. “لشاطر بشطارتو” إحتيالاً أو قرصنة كما تفعل المصارف بأموال المودعين. وكأننا لسنا في دولة لها دستور وقوانين.. لقد كان لبنان مشروع دولة، لكن النظام وطبقته السلطوية المتمسكة به، رغم التناقضات والانقسامات العامودية التي يفرزها، حالت دون إقامة دولة كاملة المعالم، فوجد السلطويون فيها ما يناسب استغلالهم وجشعهم ومصالحهم الخاصة. وعندما تنامى وعي الناس وتحركاتهم أخذت تتحد في مواجهتهم كل قوى ومواقع السلطة، التشريعية والتنفيذية والروحية، وتقوم بأدوار تكاملية، ليس لإصلاح الوضع وإنهاء المعاناة، وإنما لضرب الحركة الشعبية ومطالبها باستخدام وسائل مختلفة منها القمع المفرط السلطوي والميلشيوي. وتتواصل الآن حملات الضغط والتدخل ضد استقلالية القضاء، لتعطيل الوصول إلى كشف الحقيقة في جريمة العصر بتفجير مرفأ بيروت، واستخفافاً بدم الضحايا وحقوق جميع المتضررين، ومنعا لمحاسبة المسؤولين والمتسببين.

إن الإتيان بحكومة أقل من عادية في ظروف استثنائية، يظهر عدم جدية المعالجة الضرورية للأوضاع، ليس حصراً من الحكومة، بل من الطبقة السلطوية. وإذا ما حصروا مهمتها بجرعة أوكسيجين من الخارج، وبإجراء الانتخابات النيابية في الأشهر المقبلة كما يقولون، فهل بوسع هذه الحكومة اعتماد قانون انتخاب جديد نسبي ولا طائفي وفي الدائرة الواحدة أو دوائر كبيرة لتصحيح التمثيل الشعبي ولجعل النائب والمجلس يمثل الأمة لا هذه الطائفة أو تلك؟

لم تعد المسكنات مجدية، ولا الترقيع حلاً. فقد بات التغيير ضرورة وطنية انقاذية. ويستدعي توحيد طاقات جميع القوى والهيئات الديمقراطية الداعية الى التغيير، لتخلق ميزان قوى جديد قادر على النجاح في مواجهة المنظومة السلطوية، وتحقيق الإرادة الشعبية في بناء لبنان جديد بدولة ديمقراطية علمانية قادرة على حماية الوطن ومصالح الشعب الاجتماعية.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

“النداء” اللبنانية – 8 تشرين الأول 2021

********************************************************

الصفحة الرابعة عشر

فضاء شعبي

شاكر التميمي 

و الغنائية الشعرية

علوان السلمان

للشاعر....

(يمته انذب الاسود ما خلص عاشور؟؟؟؟

سوينه الرمش للدمعه مرجوحه) 

الشعر نتاج معرفي يلامس هموم المجتمع ويعيد صياغة التعبير بأسلوب يرفعه عن الكلام اليومي العادي.. انه نسيج لغوي يطمح إلى أن يحلق في فضاءات الجمال ومهارة التعبير، انه موهبة تمتزج بالتجربة والحرفية التي تنتج عن وعي المنتج ( الشاعر) وثقافته وطبيعة تعامله مع القصيدة،

صوتي مو للبيع لتحاول وياي

شما يضكني العوز يثبت موقفي

شوف مرت چم سنه وهاي البلاد

نارهه بكيفك توج ... وتنطفي

 فالنص عند الشاعر يعتمد الموقف والرؤية التي تزاوج بين ما هو ذاتي وما هو موضوعي باعتماد الحوار وتصوير الذات في صراعاتها مع كينونتها..بتطويع اللغة في انزياحاتها عن مساراتها المألوفة كي تمنح النص جمالية وعمقا مضمونيا يستفز الذاكرة المستهلكة (المتلقية)...

يا بو العيون الناعسه

وياابو الچفوف الدافيه

ميلوگلك لون الحزن

وانت الصغت ثوب الضوه

من الشمس چانت طافيه

گوه الله حيلك يا وطن

ما بيك غير العافي

فالشاعر يتخذ من المناجاة النفسية تقنية فنية عبر درامية (الانا والهو) فيكشف عن خزينه الفكري الخاضع لسلطة الآخر..اضافة الى توظيفه الطبيعة  بموجوداتها.. ليشكل ملمحا جماليا ومحورا رمزيا بدلالالته التي تدور حولها عوالم النص.كونها من عناصر البناء الفني بما تحمله من دلالات نفسية واجتماعية  مقترنة بالرؤية الشعرية الكاشفة عن احساس المنتج (الشاعر) والتعبير عن العمق العاطفي والجوهر الفكري..

بعدنه زغار شبسرعة كبرنه

 وغفلة انباگ منعدنه عمرنه

 بعدنه نسابگ الريح

 ونتعب المراجيح

 ذبلنه وعلدرب ضل بس عطرنه

 ..................................

بعدهي الروح غيمة وتمطر اشواگ

 وبعدنه نواعد ونحلم ونشتاگ

 متغيرنه لسنين

 من نحب مجانين

 ننوم الليل اذا مره سهرنه

 ...........................................

علينه استعجل الشيب واجانه

 ونضحك للهوه ليمر لگانه

 اجه ومانعرف شلون

 وصحيح اتغير اللون

 وتعبنه الوكت بس احلى صرنه

فالنص يعتمد السردية الشعرية مع اضفاء نبرة غنائية مموسقة بتوظيف الفاظ يومية اسهمت في انسيابيته الجاذبة وهو يعكس الحالة الوجدانية للمنتج (الشاعر) بتلمس الواقع والتعبير عن متناقضاته وفق رؤية واعية ساعية لخلق مضمون مكتنز بانسانيته..

وبذلك قدم المنتج (الشاعر) نصوصا مستفزة للذاكرة بتوظيف لهجة يومية موحية تستجيب لافق التجربة وتعبر عن جوهر الفكرة..

***************

الشعر الشعبي .. بين النظم باللهجة العامية .. والانسلال المتناغم عن الفصحى

نايف عبوش

الشعر الشعبي، هو ذلك النمط من الشعر الذي ينظم باللهجة العامية المحكية المتداولة بين الناس منطقة معينة، حيث يستلهم الشاعر مفردات كلماته ومعانيها، مِن واقع الحياة الشعبية اليومية العامة لمجتمعه ، التي اعتاد أن يعيش تفاصيلها، ويتفاعل وجدانيا معها، بدلاً من استخدام اللغة العربية الفصحى في النظم .

ولأن الشعر الشعبي، في بنيته ، يزخر بتوظيف المفردة الشعبية في محكياتها اليومية، بماهو تعبير عن حركة الحياة اليومية، وحيث ان الشاعر الشعبي وهو يتحدث باللهجة العامية للقوم من سكان منطقته، أو بلده، ويقرض نظمه بها، بدلاً من الفصحى ، معبرا بذلك عن لسان حالهم، وأسلوب حياتهم اليومية باللهجة العامية المتداولة، كبديل عن اللغة العربية الفصحى، فإنه يمتاز بالتلقائية، والسلاسة، في النظم وقوّة التأثير في الوسط المتلقي، لاسيما وان الشعراء الشعبيين المبدعين الذي اعتادوا نظمه، إنما يُعبّرون عن حقيقة الحياة وطبيعتها، وجمالها، وبساطتها، بكامل وجدانية حسهم المرهف، وفي لحظة انثيال النظم .

والشعر الشعبي بصفته من الفنون الأدبية الشعبية، شاع في الاستخدام ، شعرا عموديا كان، أم زهيريا أم عتابة، أم نايلا، بسبب سهولة مخاطبته عامّة الناس، ومن خلال جنوحه نحو استخدام اللغة العربية في لهجاتها العاميّة، حيث حظي بهذا المنحى، بقبول واسع بين جمهور المتلقين، فاحتل مكانة خاصة، بين أنواع الشعر الأخرى، لاسيما وأنه لا يعدم استخدام قواعد، وأصول الشعر العربي الفصيح، في النظم.

وقد امتاز بعض الشعراء الشعبيين المبدعين ،بقدرتهم العالية على نظم الشعر(العمودي، والشعبي) معا، بتلقائية سلسة، وانسيابية رشيقة،وحس مرهف، وبتناص مدهش، في دس بعض المفردات الفصحى،حيث مكنتهم موهبتهم الفطرية، من استنبات مرموزاتهم الشعرية المتنوعة،في قريضهم الشعري في العتابة،والزهيري،والقصيد، من خلال اقتدارهم العجيب على التقاط المفردات التراثية الشعبية الدارجة ، ومهاراتهم العالية في توظيفها بكل دلالاتها، الايحائية، وتجلياتها المتدفقة ، في نصوصهم الإبداعية ببلاغة عالية، تستفز وجدان المتلقين من اصحاب الذوق الرفيع من الجمهور ،وتشدهم للتفاعل الذوقي الحي مع تلك المفردات، بوجدانية عالية.

ويأتي الشاعر المبدع أحمد علي السالم ابو كوثر، في مقدمة أبرز الشعراء المعاصرين في ديرة ريف جنوب الموصل، الذين أبدعوا نصوصا شعرية رائعة ،في الفصحى والعامية، على حد سواء ، والتي حظيت بتفاعل وقبول واسع في التلقي، والتداول بين مختلف أوساط الجمهور في عموم الديرة .

ولعل بإمكان المتلقي ان يتلمس، على سبيل المثال،اقتدار الشاعر أبو كوثر العالي، في توظيفه الخلاق، للمفردة التراثية (مساريب)، في نظمه الشعر بالعامية، لتعطي معاني راقية من مراداته، من وراء توظيفه المبدع، والبليغ لها في نص هذه العتابة، ناهيك عن رهافة حسه :

افراگك فاج بكبودي مـــــــساريب

اودمعي فوگ وجناتي مــــساريب

إرحلوا واسأل على حيهم مساريب

ٱلگـطا والطير لــــــو حـام ٱلضحى…

وهكذا يلاحظ أن الشعر الشعبي، قد أخذ ينتعش بجانب الشعر الفصيح، لسهولة نظمه، وسرعة هضم وتمثل مضمونه، وبات اليوم،يحتل مكانة متميزة في النظم، والإلقاء، و التلقي، في الوسط الشعبي العام، ويحظى بقبول، وتداول واسع، في المجالس، والامسيات الأدبية.

*****************

مطر تشرين

حيدر جليل الخرساني

اجا تشرين يشعل بعض الافكار

والدخان يفضح كومت أسرار

برز وجه الحقيقة بفكر تشرين

وطلع وعي البعض مجموعة اعذار

شرب ماي النصر واتعنه للموت

غالب بالشهادة وموش خطار

ينهاب الشعب لو وحد الصوت

وتگلگل من وگفته الداگ بسمار

نعم تشرين اطا درس الابطال

وخله الثلج بأيده ينگلب حار

شعل نار الضماير هز الأركان

ومطر تشرين نازل يغسل العار

تشيم يا شعبنا وحگك بهاي

راعي الدار انت وموش إيجار

غضب تشرين ثورة ورافع الصوت

وصارت للنصر و الرفض معبار

حمزة وصفعتك بوجوه فساد

وعريهم بعد طغمت الفجار

سراق الوطن ما بيهم اشراف

دگهم يا شعب لادگ الإنذار

ارعد منك يخافون و الله

مترهي تعال واطلب الثار

زلزال التظاهر مالة مقياس

يرعبكم لأنكم كومة احجار

وابد متفيدكم كل الحمايات

نجيكم مو شعب ندخلكم إعصار

وحق تشرين نقسم ما تظلون

وبدم التظاهر نكتب أخبار

انا الشعب العراقي اصحوا ياهيه

گبلكم ساحل هواي من الأشرار

*************

الشمس چذبة

ضياء محسن

اعله ياذمه انبعت يهلال

شمسوي ابثلاثينك..

ومنو اليگدر يسد فرگاك ونطيحهن اسنينك...

ولك يهلال ديرتنه العطش ضكها

ورضت بأول نزيز اتموت

يهلال الشمس جذبه اعله كد الناس

بس يبدي الظلام اتطيح

 طيحات الگمر بسكوت..

ولك يهلال

مايصهل مهر للكيف ويصوغ النهار ابتوت

ما يوكف زلف عالباب تيجان الحكم ياقوت

يهلال السلف يهلال موته ورايده الزاتوت

مامش حيل بحلوگ الزلم عالصوت

يهلال الكراسي اتريد

واحنه انريدلك تابوت..

خرسان السلف يبني وحدرنه الماي ظل ايفوت

غشمه اهلك رضو تنباع جنك ما الك داعي

يوليدي السلف نيام انت المن عشت واعي

يبني الذيب مابي صوج

دم الشاة كله برگبة الراعي..

يبني الموت مو فشلة اعله كيفك موت

عرف يبني الزمور الثارن ابصدرك

لمن ثارن عرفنه الصوت..

وجرعنه الدم جمر ليك وعرفنه اتموت

عرفنه اتموت من صوتك عله اعله التاج

كلنه انبعت للكرسي وعرفنه اتموت

بس والدم ضمير الما خضع للعار

ما يطفة ابجبين اهله الوهج ويموت

يوليدي الزمور الضحكت اتصدي

وصليب الفشلة ما ينشال

عالتاج الذهب  منحوت.

****************

دار دور .. دار دور

علاء الماجد

دار دور .. دار دور

ساعة وبـ (الهنادس) يعتلك نور

ساعة وينكسر سيف الظلم والجور

ساعة والشهيد يهدم السور

ساعة و (يبرج) البلور

ونحاسب شهود الزور

ويوكف بالثنيه  يهوس الناطور

ويطلع كل نخل بغداد

متحزم ابردي الهور

وتطلع وي نخل بغداد كل الحور

الحور العراقيات ،. مو كل حور

الحور الي كحلهن لافتات

وصوتهن منشور

الحور اليشبهن خبزة التنور

وتغني الطفولة بصوتهه المأثور

دار دور .. دار دور

ونكشف زيفكم ونطلع المستور

ونهتف للحضارة ، لسومر وآشور

وبدم الشهيد نزخرف الدستور

ونخط لافته بطول العراق

تكول:

 لاللظلم ،لا للبوك ، لا للقاتل المأجور

ونرجع من جديد نغني بالتحرير

منصور الشعب منصور

دار دور .. دار دور

******************

طشرني هواك

سامي عبد المنعم

طشرني هواك...

وچنت ملموم

يلطيفك لذيذ

وألذ من النوم

يل دمعك نبيذ

إيصحي النجوم

بلبل من عسل تينه رگص

ضاع إويه الغيوم

وإينث النعاس..

إعله المخده

وتجفل إطيور

وأظل إبروحي أفتر

خلگ ناعور

إمساهر والليالي إتدور

أركض والدروب حفور

كل ليله أعلگ إعيوني

عالشباچ ناطور

أدخن كل أصابيعي..

جگاير...

وأشعل نذور

مثل صفنة خرابه

أو وحشة إگبور

مثل حيرة حمامه

إمذايرتها صگور

مثل سعفه...

ويبس بيها الفرح

ومتانيه التنور

*************

الصقحة الخامسة عشر

١٠٠ عام على نشأة القصة في النجف الاشرف

يجري العمل حاليا في اتحاد الأدباء والكتاب في النجف الاشرف لعقد مؤتمر مئوية القصة في النجف الاشرف في 28 من الشهر الجاري.

وقال المحامي محمود جاسم عثمان النعيمي رئيس الاتحاد..

ان المؤتمر يعقد لغرض التعريف بتاريخ القصة في النجف الاشرف الممتد على مساحة قرن من الزمان. عندما سطر جعفر الخليلي قصته الأولى.. التعساء. ولنثبت ان جنس القصة هنا قد شكل العمود الفكري والادبي الثالث للمدينة مع عمودي الفقه والشعر.. وقد تمت دعوة ١٠٠ شخصية فكرية وادبية من العراق للمشاركة .. ويتضمن

معرضاً للكتاب وآخر للخط العربي للخطاط علي الحساني وحلقة نقدية عن جعفر الخليلي يشارك فيها د. حسن الحكيم و د. سعيد عدنان ود. ماهر الخليلي.

***********

حُبّ

جبار ياسين

قُبلةٌ، لمنْ نثرَ الوردَ على رأسِ غريبٍ قادمٍ مِنْ بلادٍ بعيدةٍ

لمنْ سقى شجرةً في الصّيفِ حينَ شحَّ المطرُ

لمنَ زرعَ الأرضَ دونَ أنْ يُفكّرَ في مردودِها

لمنْ باعَ عرقَ الجبينِ كي يوفرَّ لقمتَهُ.

 قبلةٌ للغنّي الذي وزّعَ مالهُ على الفقراءِ

كي يصيرَ غنيّ النّفسِ

قبلةٌ، لمن لم يبع ماء وجهِهِ،

للذي تبسّمَ لشمسِ النّهارِ

وتابعَ طيرانَ الفراشةِ

وأنقذَ دعسوقةً مِن ماءِ بِركةٍ

أو غزالاً جريحاً في حقلِ قمحٍ.

قبلةٌ للباسطِ وجهِهِ للمساءِ تحتَ نورِ القمرِ

يُصغي لعزفِ البيانو

مُفكّراً بمنْ نامَ دونَ عشاء

أو سجيناً مِن أجلِ حُرّيتِهِ.

 قبلةٌ، لمنْ عَشِقَ الجمالَ وأفنى شبابَهُ في حُبِّهِ

لمنْ تنزّه وحيداً فغنّى أُغنيةَ حُبٍّ لأُمّهِ. 

 قبلةٌ، لمنْ أحَبَّ فوفّى.

قبلةٌ، لمنْ خانَ زوجتَهُ في ليلةٍ عابرةٍ

مِنْ أجلِ اِمرأةٍ أجمل.

قبلةٌ، لمنْ ناغى حبيبهُ في الغيابِ

فسطّرَ قصيدةَ حُبٍّ يائسةٍ

أو لوحةٍ بقلمِ الرّصاصِ.

قبلةٌ للذي أحَبَّ ونسي ليُحِبَّ مرّةً ثانيةً

لمنْ ذاقَ خمراً وتذكّرَ صَحبَهُ

لمنْ أرسلَ في الهواء

قبلةً لمعشوقةٍ كلّلت وجهَها حمرةُ الخجلِ.

قبلةٌ لمنْ ودّعَ معشوقتهِ تحتَ جُنحِ الظّلامِ

ومضت عيناهُ تُرافِقُها حتى السّرير ليدخُلَ في أحلامِها.

 قبلةٌ، لمعشوقةٍ تلتفتُ حينَ تغادرُ معشوقَها

وتُطلِقُ، في ألمٍ، تنهيدةً، حينَ تعلو كَفّها للوداعِ.

 ومليون قُبلة لمنْ أفلحَ في الحُبِّ

ولو على عجلٍ

قبلَ ساعةٍ مِن يومِ القيامةِ.

***********

إشارات في سلطة الجمال

رعـد فاضل

  • عندما يكون المحمول الدلاليّ كُثاريّاً وعميقاً، سيكون فائضاً كثيراً عن حاجة كلّ قراءة تُعنى بالواحديّة والتلقّي السطحيّ ينشأ لدى هذه القراءة نوع من التّعثر والمشقّة نتيجة للنقص في أدوات تسلّمها للخطاب. ذلك هو السبب الرئيس لكلّ قطيعة ما بين كلّ نصّ من هذا النّوع وقارئه. العمق لا يعني الباطن كما تخدعنا دائماً كلمة (عمق) بما تتوفّر عليه من سمعة شهيرة مهيبةٍ، إذ إنّ لكلّ عمقٍ بواطنَ، وما هذه البواطن إلّا طبقات تمتدّ عموديّاً. الباطن هو ما يجب أن يخضع للعيادة والفحص والدّرس أيضاً، وما القول بسبْر عمقٍ ما كليّاً، لا أظنّه، إلّا ضرباً من طوباويّة نقديّة. سبْر أيّ عمق إذاً لا بدّ أن يعني مجموعة من الأسبار لبواطن ذلك العمق باطناً.. باطناً وطبقةً.. طبقة. مع مثل هذه المحمولات يشتغل التأويل ويتعثّر، إن لم يتعطّل، التفسير.
  • إذا كان ياسبِرز دقيقاً عندما نبّه إلى أنّ الشّعر من جهة كونه ((فلسفة جمال سلطةٍ، هو وحده من يجيد التّعبير الكامل عن ثراء الروح وشفافيّتها وامتلائها من سحر الكلمات ومشاهدها الطقوسيّة، إلى صورة مصائر الإنسان)) إذاً يمكن القول إنّ حركات الحداثات الشعريّة العربيّة بتجلّياتها المعروفة ليست ترفاً فكرياً وفنيّاً كما كان يشاع، وإنّما هي نتاج منطقيّ للروح الشعريّة والفكريّة الفعّالة، وقبلها للعقل الشعريّ والنقديّ الفعّالينِ من التراث، وتجاوزٌ للثابت المستقيل منه في الآنِ نفسه. كما أنّ كلّ محاولات النَّـيل من هذه الحركة إنّما هي عمقيّاً ايديولوجيّة ارتداديّةٌ للحطّ من فاعليّة هذه الروح وهذين العقلين، وذلك عِبر الايحاء بأنّ كلّ حداثة أو تحوّل هما ليسا من طبيعة هذا التّراث أو هو بالمعنى الآخر ليس قابلاً لذلك، إلى جانب تمتّع هذه الايديولوجيا بثقافة التّشكيك والتأثيم بذريعة الدّفاع عن الأصالة والخصوصيّة، ثقافةِ اقصاء والغاءٍ في باطنها وأصيلة منافحةٍ في ظاهرها، ذلك أنها ترسّخ لكلّ قديم ثابت وتروّج لكلّ استلهاميّ معاصرٍ مؤتلف، ولا تهاجم إلّا كلّ متحوّل مختلف كونه يسعى إلى خلخلة ثوابت الأشياء ناقلاً إيّاهما من منطقة الكسل والببّغاويّة إلى فَلك التفكير والتأمّل والتّساؤل والتّعدّدية، وفي ذلك طبعاً خلخلة لسلطة العقل المؤسّساتيّ السياسيّ والفكريّ والاجتماعي الشّمولي. فأن يظلّ العقل الثقافيّ العربيّ سياقيّاً معناه بالمقابل مواصلة الخضوع لسلطة المؤسسة السياسيّة واحديّة التفكير والنّزعة. من هنا يظلّ أصحاب هذه السّياسات ودعاتها والمروّجون لها مصرّين على أنّ أصالة الشاعر الثقافيّة شرطها الأساس أن لا تصدر إلّا عن هذه الواحديّة سياقاً وتفكيراً وطرق تعبيرٍ، وما الأصالة هنا إلّا كما يراها العقل الثـقافيّ الجمعيّ. أصالة الشّاعر الحقيقية دروس مفتوحة أبداً على الاجتهاد المتفكّر المتسائل المتحوّل. من هنا ظلّ كلّ نوع شعريّ خارج على السياق الشعريّ العربيّ القديم المتداول نوعاً من ((الذّواء والتـّلف))، فهذا النوع ((بمنزلة الرّيحان يُشمّ يوماً ويذوي، فيرمى على المزبلة، وأشعارُ القدماء مثل المِسك والعنبر، كلّما حرّكته ازداد طيباً)). ابن الأعرابيّ لا يصدر هنا إلّا عن مضاددةدة الحقيقة، ذلك أنّه يُضادد حركة التاريخ نفسها، كونه يزيِّف حاضر الفهم العربيّ وقتذاكَ قياساً بأشعار القدماء، ومستقبلَ هذا الفهم (فهمنا نحن الآن) مما يعني أنّ الزمن العربيّ لا يتقدّم إلّا إلى وراءٍ، وما الشّعر حسب فهمه هذا إلّا حركة مربوطة بمثل هذا التقدّم- القَهقرى، وأنّ العقلين الشعريّ والنقديّ العربيينِ جامدان مستقيلان تماماً عن التغيّر والتّجدد والتطوّر. وبذا لا بدّ على الشّعر أن يكون مربوطاً هو الآخر بحركة هذه القهقرى، في الوقت الذي نتطلّب فيه شعراً لا يقنّن تِبعاً لمثال شعريّ سبقه، شعراً عابراً للعادات الشعريّة التي تحوّلت إلى قوالب محنـِّطة للفكر والأسلوب الشعريين، نتطلّب شعراً فاعلاً لا ردّاً على فعل ((فما الفرق بين تقليدكَ، وبين من قلّـد غيرَ الذي قلّدتَ أنت))؟ كما تساءل ابن حزم في (الأحكام) قبل عشرة قرون تقريباً.
  • اللغة الشعريّة ليست سياقاً ولا عُرفاً ذا أبعاد قياسيّة نهائيّة، وإنما اشارات مُلتبـِسة مقارنةً باللغة. من هنا نفهم واحداً من أهمّ أسباب استبدال دريدا لمفهوم الخطاب البنيويّ بمفهوم الأثر، لأنّ الأثر الأدبيّ ((محكوم بقوّتين الأولى تـثبّـته والثانية تلغيه)). إنّ للغة الشعريّة طاقة سحريّة لا تحدّها أيّةُ وضعيّة معرفيّة للغة بعامّةٍ، لأنّ هذه الأخيرة نفسها هي ((شكل مرِنٌ وليست مادّة)) أي متحرّكة تظلّ تتشكّل وتبرز عبر أشكال جديدة. وبما أنّ الشكل قوّة تنسج العلاقة ما بين الكلمات، وبما أنّ المادّة هي هذه الكلمات نفسُها فلا يمكن الجزم بأنّ هنالك حدوداً نهائيّة لطاقة كلّ لغة وفقاً لهذا التوصيف. اللغة شعرياً ليست ممارسة بقدر ما هي حساسيّة تحوِّلٍ فعّالةٌ متجدّدة.
  • أوّلياً: لكلّ نظام أعراف تنشأ بتقادم الزمن والاستخدام في ظلّ هذا النظام. عمقيّاً: الثّباتُ غالباً ما لا يكون في النّظام نفسه بوصفه مجموعة أو منظومةَ رؤى وأفكار وتقاناتٍ، وإنّما في هذه الأعراف نفسها التي تتحوّل بفعل هذا التقادم والتراكم إلى أصل، فيما يتحوّل النظام الذي تكوّنت منه هذه الأعراف إلى تابع ظلّ لها. وهذا في الغالب ما ينطبق على الثقافة والحياة العربيّتين بعامّة.*

*************

(اسمح  لتسقط!)

كزال احمد

ترجمها عن الكردية: آرام محمد أمين

حلق عالياً كي تسقط..

فمتعة التدهور على القمم

لا مثيل له.

كلذة التحليق في غور ملأ بالصخب،

نحو فضاء ساكن وشاسع.

منذ زمن،

أصبح السقوط في المرتفعات

عمل الشجعان.

دعك تسقط مختلفاً

ستقع في حضني!

اسمح لتقع..

من لم يذق طعم الوقوع أرضاً

احسبه لم يعش،

ولا مات يوماً أبداً!!

(للجحيم تلك الذكريات)

للجحيم

ذكرى أولئك الذين أحببناهم حد الجنون

لو صدقوا في البارحة،

لما بقينا اليوم وحيدين!!

إلى المزبلة تلك الذكريات الدونكيشوتية

وأيضا التي كانت تصارعنا

حد اختراق عظامنا

لو كانوا فرسانا آنذاك،

لما أخلوا هكذا،

ساحة القتال!

ما الذي تفعلينه أيتها القصيدة العظيمة؟

كي يتحدث عنك صغار وجلاء كثر

وأن يحسبوك مُلكهم؟

وما الذي تفعله أنت أيها الشاعر

حيث رأوك تستاهل أسماء أزقة وحدائق هذه المدينة لا غير؟!

ما الذي تفعله أيها القارئ،

هلاَّ أخبرتني ماذا تفعل؟

* من ديوان - تطفئني كي أشتعل-

*************

رولان بارت: من الصورة إلى بلاغة السيرة الذاتية

عبد الغفار العطوي

بول ريكور في سيرته الذاتية المعنونة (بعد طول تأمل) كتب في مقدمة الفصل الأول، “السيرة الذاتية الفكرية” قال فيه : الحديث عن ترجمة ذاتية لا يجعلني أغفل عن مطبات وعيوب هذا الجنس من الكتابة، ذلك أن الترجمة الذاتية هي أولاً، حكاية لوقائع حياة ما، ومن حيث هي كذلك انتقائية ككل عمل سردي، ومن ثمة كانت، ولا مناص من ذلك، محكومة بجوانب شتى من النظر والاختيار هذا، ولبلاغة السيرة عند ريكور صدى في الصورة التي تختزنها الذاكرة وقد امتلأت بقصص الحياة التي عاشها هو سواء أ كان ذلك في الحرب والأسر، أم في عالم الفلسفة، والأفكار والتيارات الفلسفية المتصارعة في حياة الجامعة أو خارجها، ولعل بول ريكور قد جمع بين الفلسفة والسرد (الكينونة والسرد) فهو صاحب فلسفة الإرادة، وله كتابه المهم (محاولات في الهارمنيوطيقا من النص إلى الفعل) واحتشدت حياته بصورة السرد كبارت التي تعلم الناس معنى الهوية والتماسك، وكذلك كانت كتابة ريكور كثيراً أيضاً عن حقيقة الوجود الإنساني، والبحث دوماً عن سرد يزودنا بذاكرة تاريخية أو مستقبل، فالسؤال الذي يوجه لريكور : هل يعتقد إن السرد ينطوي على طاقة إيجابية علاجية ؟ هذا أكيد، فحنة أربدت الفيلسوفة الألمانية يقول ريكور إنها تدعي إن الأحزان تشعر لو وضعناها في قصة أو حكينا قصة عنها، وهذا يعني إن السرد له علاقة بالصورة السردية التي تخزنها الذاكرة لحين ظهور الحاجة إليها، فالصورة هنا تنغرس في عمل الكينونة الأساسية وتتسرب كالجوهر، بجذورها في نسغ العالم الذي تحيا فيه والسيرة الذاتية (أو الترجمة الشخصية) من أقدم وأمتع الأجناس الأدبية في الآداب الإنسانية على الإطلاق، ومنذ العصر الحديث أصبح كاتبها ينشد مواجهة حقيقة ذاته الخفية في مرآة الحق واليقين وسواء تطابق هذا القول على بارت أم على ريكور، فالموقف نفسه يتجدد في إن لبلاغة السيرة الذاتية (الشخصية) أثراً فعالاً مثل الصورة التي يحددها البعد البصري أكثر ما يعمقها الفعل اللفظي، خاصة إذا تعلق الأمر بالزمان (كما سنرى في صورة حديقة الشتاء لبارت) فغاستون باشلار في كتابه (حدس اللحظة) قد خطا أول خطوة عام 1932 في طريق الكشف عن ماهية الزمان بعد تحليل دقيق متأن لتصور برجسون عن حدس الديمومة بما يعني إننا نتلقى العالم بالصور أي نعرفه بسيل من الصور، والعالم الذي نراه هو عبارة عن نوع من الأمكنة، يقول بارت في إجابته عن سؤال عن انشغالاته الآن، فكان جوابه : لقد كنت اهتم دائماً بما يمكن تسميته بالوظيفة الخاصة بالأشكال التي تتحدد بالصورة، لذا علينا أن نفهم تقنيات الصورة البصرية، وعلاقتها ببنية الخطاب البصري في مقاربة تحليل سيميولوجي لـ(صورة حديقة الشتاء) لنربط بين الصورة البصرية والسيرة الذاتية لبارت التي اظهرها ناستالوجياً العلاقة الوطيدة بينه وبين أمه، وكتب عنها كثيراً في يوميات الحداد. وكان بارت قد اعتمد على آليات وتقنيات تجسيد الصورة البصرية للمنظر الكئيب والمأساوي لصبيين (امه وأخيها وهما وحيدان يقفان على جسر خشبي بترتيب يرسم الوضعة الأمامية أمام آلة الكاميرا (الشعور لبارت بالوحدة أمام عين الكاميرا لأمه وأخيها بقوله بالمنظور اللفظي إنهما يعانيان من طلاق والديهما) هنا الخطاب البصري يوفر إمكانيات تواصلية، لكي يكون التركيز على التجربة السيميولوجية، وتعاملها معه على اعتباره نسقاً تواصلياً وإيحائياً، فعندما تكون الصورة (من جملة صور قديمة يفرزها بارت) باهتة المعالم، فالخطاب البصري يساعد الناظر إليها، في كيفية استخلاص لغة الجسد (عند الصبيين أم بارت وأخويها) التي تركز الصورة فيها على استشفاف  حالات تعبيرية موغلة في التفرد والخصوصية (تفسرها السيرة الذاتية لبارت وحدها) في أشكال الوضعة والاستخدام الاستعاري لليدين (ام بارت) ودلالات النظرة (خاصة في الوضعة الأمامية لأم بارت) وشكل الوقوف، ونمط اللباس والنحافة البادية على جسدها، والشحوب الذي يملأ الصورة كأنه الشتاء ! لماذا أختار بارت هذا البعد البصري ؟ كأنه يسرد قصة طالما كررها في يوميات الحداد الربط الناستالوجي بين ماضي أمه المأساوي وبين العالم بعدها، بعد تحولها إلى جزء من بنية خطاب بصري، هو يبتدئ: مضيت هكذا في البيت الذي توفيت فيه (أمه هنرييت بينجر عام 1977) لتوها، ناظراً إلى صور أمي تحت ضوء المصباح واحدة تلو أخرى صاعداً مع الزمن رويداً رويداً، باحثاً عن حقيقة الوجه الذي أحببت، ولقد اكتشف هذا الاستهلال أو المقدمة المنفصلة عن الصورة التي هي في الأساس الزمن الديمومي البرجسوني أو الباشلاري الذي قال عنه ريكور: إن حنه أربدت وصفته كونه سرداً لمكان هو في النظام البروكسيمي سلوكاً بروكسيمياً، يأتلف مع الصورة اللفظية (الكلام) الذي استحضر الصورة البصرية في حديقة الشتاء، الارتباط بين السيرة الذاتية لبارت، وبين صورة (حديقة الشتاء) هي إن الصورة هنا هي واقعة بصرية تدرك في فضاء التشكيل اللغوي، لكنها تنفصل عن معالم ذلك التشكيل إلى صورة إشهارية، في الخطاب الإشهاري الذي قام رولان بارت بنزع دلالاته التعبيرية في اللفظي، وإلباسه بعداً استعاريا في الصورة التي تمسكت بقدرتها على الإحالة اللسانية..

******************

الصفحة السادسة عشر

إصدار

الماركسية والأدب

عن “دار ابن النديم للنشر والتوزيع” في الجزائر و”دار الروافد الثقافية” في بيروت، صدر حديثا كتاب بعنوان “الماركسية والأدب – في النقد الأدبي والنظرية الثقافية”، من تأليف ريمند وليمز وترجمة عهود بنت خميس المخيني.

في كتابه هذا الذي أصدره قبل نحو 40 عاما باللغة الانكليزية، يناقش وليمز، المنظّر المعروف بتأثيره داخل مدارس الفكر اليساري الجديد، نظريته في المادية الثقافية التي مهّدت الطريق لنهج جديد للمبادئ الماركسية والنقد الماركسي للفنون والثقافة.

وكان هذا العمل قد ظهر في فترة شهدت الكثير من مشاريع إعادة قراءة الأفكار الماركسية، ما أكسبه أهمية مضاعفة، خصوصا انه يحلل المساهمات السابقة في نظرية الأدب الماركسية، من بينها مساهمات التوسير وغولدمان ولوكاتش.

***************

على حدائق أبو نؤاس اتحاد الطلبة العام يقيم مهرجان بدء العام الدراسي

بغداد _طريق الشعب

نظم اتحاد الطلبة العام في جمهورية العراق، أمس الأربعاء على حدائق ابو نؤاس قرب نُصب شهرزاد وشهريار ، مهرجانه لمناسبة بدء العام الدراسي الجديد، الذي تضمن مجموعة من الفعاليات  الغنائية، والشعرية، والرياضية وقدمها عدد من الشباب والطلبة المبدعين.

بدأ المهرجان بعزف النشيد الوطني، وبعده القى سكرتير فرع بغداد لاتحاد الطلبة العام كلمة اللجنة التنفيذية بمناسبة بدء العام الدراسي الجديد.

واستعرض المشاركون في المهرجان مواهبهم في بازارت شاملة عرضوا من خلالها اعمالهم اليدوية والحرفية واللوحات الفنية.

وضمن فقرة الغناء قدم فريق ميلودي معزوفات موسيقية وأغانٍ عراقية اصيلة، تلاها عزف للغيتار قدمه الفنان الشاب عمر كيتارا. وارتقى المنصة في ما بعد مجموعة من الشعراء. وقدمت الطفلة روزا وهي أصغر مشارك في الحفل، اغنية ميحانة للفنانة لميعة عباس، تلاها الشاب محمد تقي بعرض غنائي رافقه عزف كيتار.

وفي الفقرة الرياضة قدم فريق بايكداد ماراثونا لرياضة الدراجات الهوائية، تلاها عرض رياضي قدمه فريق نمور الكرادة للفنون القتالية “الكيوكشنكاي”، واستعرض خلاله ابرز مهارات هذه الرياضة.

وكان مسك ختام الحفل عرض غنائي قدمته فرقة “أصدقاء الصدفة” وهم مجموعة من الأطفال الموهوبين المحاربين للسرطان والمصابين بمتلازمة داون.

****************

في مقر شيوعيي كربلاء.. فنان شاب يعرض رسوما زجاجية 

‏كربلاء - طريق الشعب

افتتح الفنان الشاب منتظر عبود، أخيرا على قاعة مقر اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في كربلاء، معرضه الشخصي الأول للرسم على الزجاج.

ضم المعرض رسوما منجزة على لوحات زجاجية تم تثبيتها على قاعدة مزودة بإضاءة، ما منح اللوحة بعدا جماليا عبر الانسجام بين اللون والضوء.

وحضر المعرض جمع من متذوقي الفن التشكيلي، بضمنهم سكرتير اللجنة المحلية الرفيق سلام القريني.

وفي لقاء قصير مع “طريق الشعب”، تحدث الشاب منتظر، القادم من ناحية الحسينية، عن أسلوب الرسم على الزجاج، مشيرا إلى أن الاشتغال عليه ليس ذا صعوبة كبيرة، لكنه يحتاج إلى الدقة في العمل وبعض الأدوات الأساسية.

وعن طموحه، قال أنه يسعى للحصول على فرصة للدراسة في أكاديمية الفنون الجميلة، من أجل تطوير هوايته وصقلها، معربا عن سعادته بالفرصة التي أتاحتها له منظمة الحزب الشيوعي العراقي في الحسينية، بعد أن دعته لإقامة معرضه الأول في مقر شيوعيي كربلاء، وعلى مدى ثلاثة أيام.

****************

انطلاق موسم صيد الصقور في ديالى

بعقوبة – وكالات

أعلن مسؤول محلي في محافظة ديالى، الأحد الماضي، عن انطلاق موسم صيد الصقور، التي تعد من أغلى أنواع الطيور في العالم.

وقال مدير ناحية قزانية شرقي المحافظة، مازن الخزاعي، أن الصقور، ومنها ما يطلق عليه “الطير الحر”، تنتشر سنويا خلال هذه الفترة في بادية قزانية والتلال والمنخفضات قرب الحدود العراقية – الإيرانية، على اعتبار أن هذه المنطقة تقع على مسار الهجرة الموسمية لتلك الطيور القادمة من آسيا ومن مرتفعات روسيا، قاطعة آلاف الكيلومترات.

وأضاف قائلا، أن الصقور البرية، خاصة النوع الحر، يصل سعر الواحد منها إلى عشرات ملايين الدنانير، وصيدها يعد من الهوايات المتوارثة منذ عقود طويلة، ما يجذب عشرات الصيادين من ديالى وبقية المحافظات.

وأوضح الخزاعي، أن “موسم صيد الصقور يستمر قرابة شهرين وربما اكثر حسب الاجواء المناخية”، مشيراً إلى أن “موسم الصيد الماضي كان جيدا، وأن الصقور تتفاوت أسعارها حسب نوعياتها. فهناك مميزات كثيرة لأنواع نادرة تباع بأسعار عالية جدا”.

*****************

صنع رادارا لكشف اللصوص.. فتى من الناصرية يبدع في ابتكار أجهزة إلكترونية

الناصرية – وكالات

في غرفة صغيرة لا تتعدى مساحتها 5 أمتار، يقضي الفتى علي عصام، من مدينة الناصرية، أغلب وقته في ابتكار أجهزة الكترونية قد تكون ذات قيمة مستقبلا.

ويصر علي الذي لا يتجاوز عمره 15 عاما، على أن يحقق طموحه في ابتكار تلك الأجهزة، والذي بدأ معه مذ كان طفلا. وبعد ان كبر قليلا ازداد اهتمامه بالأجهزة الإلكترونية، وقاده شغفه في حب الاكتشاف إلى ابتكار أجهزة قد تنفع الناس فيما لو تم تطويرها.

ويحظى هذا الفتى بتشجيع أسرته ومساعدتها، رغم أن المحيط الذي يعيش فيه لا يزال غير قادر على استيعاب الابتكارات التي يطرحها فتيان أو أطفال.

ولم تبعد الأجهزة الإلكترونية علي عن دراسته. فقد أظهر تفوقا في الصف الثالث المتوسط، وأصبح من الطلبة الأوائل على مدارس الموهوبين في العراق.

يقول علي في حديث صحفي، أن "الاطلاع على مواقع البرمجة كان يأخذ كل اهتمامي. وحينما بدأت دراسة المواد البرمجية وقفت عائلتي إلى جانبي ووفرت لي احتياجاتي من أدوات وكتب وحاسوب وبيئة مناسبة".

وتمكن علي من صناعة رادار إلكتروني يمكن الاستفادة منه في السفن والمطارات، أو في المنازل لرصد اللصوص. ويربط هذا الرادار بجهاز إنذار داخل المنزل، ثم يتم إيصاله بالحاسوب عبر برمجية خاصة، ليقوم برصد الأجسام الغريبة التي تكون على مقربة منه بمسافة 40 سنتيمترا.

ويمكن تطبيق هذا الجهاز أيضا على مسافات أكبر، كما أنه يتحرك بزاوية تصل إلى 180 درجة يسارا ويمينا.

وابتكر علي جهازا آخر قادرا على فتح الأبواب باستخدام رمز، كما تمكن من تصميم حسّاس إلكتروني يوضع على الكتف أو في اليد، ويرتبط بسلك مع الهاتف النقال، ومهمته تحسس وجود الأشخاص القريبين.

ولدى علي ذراع إلكترونية، يتم التحكم فيها عبر البلوتوث، ويمكن استخدامها في المصانع التي تكون فيها درجة الخطورة عالية. كما أن لديه فكرة لابتكار بدلة سباحة تعمل على تحريك عضلات مرتديها لتمكنه من السباحة بشكل تلقائي.

وبحسب علي، فإنه يعمل هذه الفترة مع بعض معلميه في المدرسة، على ابتكار برنامج للكشف عن أمراض القلب.

*****************

معرض دائم للكتاب  في هيأة الآثار

بغداد – طريق الشعب

افتتحت الهيأة العامة للآثار والتراث أخيرا في مقرها وسط بغداد، معرضا دائما للكتاب.

ودعت الهيأة في بيان المواطنين والباحثين والأكاديميين والطلبة، إلى زيارة المعرض، وشراء الكتب بشكل مباشر، مشيرة إلى أن العناوين المتوفرة خاصة بقطاعي الآثار والتراث.

من جانبها قالت مديرة قسم المخازن في الهيأة، إلهام سبتي، أن المعرض يبيع الكتب بأسعار زهيدة قياسا لما موجود في المكتبات والأسواق المحلية.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الخميس القادم.. حاتم العراقي يحيي أولى حفلات مهرجان بابل الدولي

بغداد – وكالات

يستعد الفنان حاتم العراقي لإحياء أولى حفلات مهرجان بابل الدولي، الذي من المقرر انطلاقه يوم الخميس القادم 28 تشرين الأول.

وعبّر العراقي، خلال حساباته الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي، عن سعادته بالمشاركة في هذا “المهرجان العريق”، الذي كان قد شارك فيه آخر مرة قبل 20 عاما.

وقال: “قريباً، وبعد غياب طويل، نلتقي في أحضان وطننا الغالي العراق، وفي مهد الحضارات بابل الحبيبة”، موضحا أنه بدأ من الآن الاستعداد للحفل برفقة فرقته الموسيقية التي ستضم عازفين عراقيين مهمين.

ولفت إلى أن برنامجه سيتضمن أغنيات عديدة من أرشيفه، وأخرى من جديده، مؤكدا أنه يعد حاليا أغنيات سيقدمها لأول مرة في هذا المهرجان الذي يعتز بالمشاركة فيه – على حد تعبيره.

*******************

تهنئة

 

نهنئ الرفيقة حنان خضير مطلك في مناسبة نيلها درجة الدكتوراه بتقدير امتياز، في مادة الفيزياء، وذلك عن أطروحتها الموسومة “تصنيع وتشخيص متراكبات الشيتوزان النانوية لتطبيقات الإزالة”، والتي جرت مناقشتها يوم الأربعاء 6 تشرين الأول الجاري في الجامعة المستنصرية.

أشرف على الأطروحة كل من د. وسام