اخر الاخبار

الصفحة الأولى

بيان الحزب الشيوعي العراقي.. لا اصلاح ولا تغيير مع بقاء نهج المحاصصة

تلقت جماهير شعبنا بمزيج من الترقب والقلق نتائج الانتخابات التي أعلنت يوم أمس، السادس عشر من تشرين الأول 2021 ، والتي كشفت عن طائفة من الحقائق ذات الدلالات الهامة.                                                                                                        وجاء تدني نسبة المشاركة، التي اعتبرتها جهات ومؤسسات دولية يركن اليها الأدنى منذ عام 2005، وهي في كل الاحوال أدنى من النسبة الرسمية المعلنة، جاء ليؤكد صحة التوقعات بشأن عمق الهوة الفاصلة بين الشعب ومنظومة الحكم، وانعدام ثقة الناس بقدرة هذه المنظومة على رسم وتطبيق نهج سياسي، يستطيع تغيير الواقع المأساوي القائم.

في حين أثار صدور تصريحات من بعض القوى المعترضة على النتائج، ارتباطا بانفلات السلاح، قلقا من احتمالات اللجوء الى ما هو خارج عن الأطر القانونية.

ومن جانب آخر، وعلى الرغم من بعض الاجراءات الايجابية التي اتخذتها مفوضية الانتخابات، مترافقة مع دور القوات الأمنية في تأمين أجواء انتخابية أكثر أمنا، بما سد بعض منافذ التزوير، فان حقائق ووقائع كشفت عن خروقات في العملية الانتخابية وثغرات جدية في عمل المفوضية.

وكان أبرز ما أفرزته الانتخابات بنتائجها المعلنة، أنها سحبت التأييد من بعض القوى المتنفذة، ومنحت حصة للمستقلين والتشرينيين، وان هذا جاء مصداقا لحقيقة أن الانتفاضة ما زالت فاعلة ومؤثرة في المشهد السياسي.

كما انه عكس بوضوح الرسالة البليغة التي وجهها الملايين من أبناء الشعب الى القوى المتنفذة الحاكمة، من خلال المقاطعة التي بقيت واسعة، رغم كل ما بُذل من جهود وضغوط ومناشدات من طرف قوى مختلفة داخلية ودولية. ومما له دلالة عميقة أن القوى المقاطعة شملت فئات اجتماعية مختلفة، أي أنها كانت عابرة للحدود الطائفية والاثنية.

وكان حزبنا الشيوعي وهو يتخذ قرار المقاطعة، يربط بين العملية الانتخابية ومتطلبات التغيير السلمي الديمقراطي، لتسليط المزيد من الضغط الشعبي في اتجاه تقويم العملية الانتخابية. وخلال ذلك أوضح بجلاء، أن المال السياسي والسلاح المنفلت وعدم كشف قتلة المتظاهرين، فضلا عن الملاحظات الجدية العديدة على العملية الانتخابية، أن هذا كله من شأنه أن يعيد انتاج المنظومة الحاكمة لنفسها.

وفي خضم الأوضاع القائمة المتحركة والتفاعلات والتدخلات الخارجية المحتملة، يتوجب تأكيد حقيقة أن تغليب التفاهمات والتوافقات في سياق منهج المحاصصة ذاته، لابد أن يؤدي الى تخادمات متقابلة لن تعني سوى تكريس الأزمة العامة المستعصية، وتعظيم حالة السخط الشعبي جراء ذلك.

ومن نافل القول إن الأمر ينبغي أن لا يتوقف عند حدود تشكيل حكومة، بل لابد من الاجابة على الأسئلة الملحة حول ماهية هذه الحكومة، وتركيبتها، ومشروعها، وبرنامجها، وقدرتها على اتخاذ خطوات عملية في اتجاه التغيير. علما ان تشكيل هذه الحكومة ينبغي أن ينطلق من مبدأ الأغلبية السياسية، وان يجسد حقيقة الرسالة البليغة التي وجهها ملايين العراقيين الى القوى المتنفذة الحاكمة.

وقد بيّن سير عملية الانتخابات أن الحاجة مازالت قائمة وملحة لاصلاح المنظومة الانتخابية، بما يجعلها أكثر استقرارا ومهنية وكفاءة، وأقدر على حفظ أصوات الناخبين وخياراتهم. 

من ناحية أخرى فان وجود كتلة في البرلمان متمسكة بخيار التغيير، وساعية الى تحقيق أهداف الانتفاضة، يمثل اختراقا مؤثرا يأتي كثمرة لانتفاضة تشرين الباسلة وللضغط الشعبي المتعاظم الذي تمثل المقاطعة أحد أبرز تجلياته، فضلا عن دور المرشحين الفائزين وجهودهم التي أكسبتهم ثقة الناس. ومن المؤكد أن تأثير كتلة كهذه يكون أكبر اذا ما نسقت عملها مع الحراك الاحتجاجي خارج البرلمان، وهو ما يتعين على دعاة التغيير القيام به، وتوحيد جهودهم على أرضية المطالب الشعبية لاحداث التغيير المنشود.

لقد بات اليوم جليا أنه ما من اصلاح وتغيير من دون إنهاء نهج المحاصصة الطائفية والاثنية، ومحاربة الفساد، وتلبية حاجات الناس الأساسية، ومن دون الكشف عن قتلة المتظاهرين ومن يقف وراءهم وانزال القصاص العادل بهم، الى جانب انهاء السلاح المنفلت وضمان السيادة الوطنية. فهذا وحده هو السبيل الى تحقيق التغيير الشامل، واقامة البديل المتمثل بدولة المواطنة والقانون والمؤسسات والعدالة الاجتماعية.

اللجنة المركزية

للحزب الشيوعي العراقي

17/10/ 2021

************

مختص: قانون الانتخابات يهدد استقرار مجلس النواب

قال المختص في الشأن الانتخابي استبرق قاسم، ان “قانون الانتخابات الساري مليء بالثغرات التي تهدد السلم الأهلي والاستقرار السياسي، نتيجة لوجود نصوص قانونية تتعلق بعملية استبدال الأعضاء”، مشيرا الى ان “المادة 15 خامسا نصت في حال شغور أي مقعد في مجلس النواب يحل محله المرشح الحائز على أعلى الأصوات في الدائرة الانتخابية”. 

واضاف قاسم في تصريح لـ”طريق الشعب”، ان “هذه الفقرة سوف تهدد استقرار مجلس النواب وتخل في التوازنات السياسية للكتل حتى اخر جلسة يعقدها”، مبينا ان “البلاد ونتيجة لانتشار السلاح المنفلت والعناصر الخارجة عن القانون، ربما تشهد موجة استهدافات لمرشحين فائزين في الانتخابات، من اجل تمكين بعض المرشحين الخاسرين من الدخول للبرلمان”.

*********

التربية تحدد موعد الدوام وتعلّق عطلة السبت

بغداد ـ طريق الشعب

أعلنت وزارة التربية، أمس الأحد، عن موعد بدء العام الدراسي الجديد والتفاصيل المتعلقة بشأنه.

وذكرت الوزارة في بيان تلقت “طريق الشعب”، نسخة منه، أن “هيئة الرأي في وزارة التربية تقرر انطلاق العام الدراسي الجديد في الأول من شهر تشرين الثاني لعام 2021، ويكون دوام الطلبة حضورياً لأربعة أيام في الأسبوع، مع تعليق عطلة يوم السبت”.

وأضافت الوزارة في بيانها “تقوم المديرية العامة للتعليم العام والأهلي والأجنبي والمديرية العامة للأشراف التربوي، فضلاً عن المديريات العامة للتربية في المحافظات كافة، بوضع آليات الدوام الرسمي”.

**********

أسعار النفط ترتفع.. وخبراء يدعون لاستثمار الفرصة

بغداد ـ طريق الشعب

قال المتحدث باسم الوزارة، عاصم جهاد في بيان صحفي، تابعته “طريق الشعب”، إن “ارتفاع أسعار النفط إلى أكثر من 80 دولاراً يعد مؤشراً ايجابياً لكن ذلك يتطلب استقراره لمدة طويلة”، مبيناً  أن “تسعيرة النفط العراقي والدول المنتجة تعتمد (التسعيرة الشهرية) للنفط المصدر وغير خاضعة للمتغيرات اليومية”.

من جانبه، دعا المتهم في الشأن المالي رشيد ناطق، الى استثمار ارتفاع أسعار النفط وزيادة العوائد المالية في مشاريع تنموية تسهم في رفد الموازنة العامة بمصادر إضافية تمكنها من سد العجز في حال انهيار أسعار النفط.

وشدد ناطق في حديث لـ”طريق الشعب”، على “ضرورة استثمار عوائد النفط في مشاريع تنموية في قطاعات الصناعة والزراعة والسياحة من أجل تمكينها من المنافسة في الأسواق المحلية، ما يعني إمكانية توفير فرص عمل وزيادة العوائد الماليّة للدولة”.

**********

راصد الطريق.. حتى لا تضيع هذه الفرصة مرة اخرى

ارتفعت أسعار النفط من جديد متجاوزة ما كانت عليه قبل ثلاث سنوات، ومتخطية  حاجز 85 دولارا للبرميل. واخذا في الاعتبار ان زيادة دولار واحد في السعر يقابلها دخل إضافي للعراق  يصل الى مليار دولار سنويا، وان سعر البرميل في موازنة 2021 مقدر بـ 45 دولارا ، يمكن تصور المبالغ الإضافية التي دخلت خزينة بلدنا!

ورغم هذه الطفرة في أسعار النفط وزيادة الكميات المصدرة منه، يصر المسؤولون على مواصلة الاقتراض الداخلي والخارجي، ولا يكترثون لحقيقة ان فوائد القروض كلفتنا في 2021 ما يبلغ 9 تريليونات دينار!

وبالنسبة الى  مشروع موازنة 2022 يقول مسؤولون ان سعر البرميل سيتراوح فيه بين 52 و55 دولارا. فلمصلحة  من هذا الإصرار على بقاء العجز  الكبير في الموازنة؟ ثم الاستناد اليه في تبرير استمرارالاقتراض!

وياترى متى يتوقف هذا العبث باموال الشعب، ويجري توظيف العوائد جميعا  لتنمية البلاد بمختلف قطاعاتها، وعدم إضاعة فرصة ارتفاع أسعار النفط  مرة أخرى؟!   

**********

الصفحة الثانية

مؤسسة الشهداء توقف آلاف الرواتب بسبب التزوير

بغداد ـ طريق الشعب

أعلنت مؤسسة الشهداء، أمس، إيقاف صرف رواتب 4593 معاملة بسبب التلاعب والتزوير. 

وقال مدير عام دائرة شهداء ضحايا الإرهاب في المؤسسة، طارق المندلاوي، إن “مؤسسة الشهداء والدوائر الأمنية المختصة كشفت عمليات تزوير في محافظات الأنبار ونينوى وديالى وصلاح الدين وغيرها”. 

وأضاف، أن “التزوير شمل الآلاف من المعاملات المروَّجة، التي يقوم بترويجها معقبون وضعاف نفوس وعصابات”، مبينا أن “قائد عمليات الأنبار أشار إلى جزء مهم من عملية النصب والاحتيال، وأن مؤسسة الشهداء تلقت المعلومات وأعدت برنامجا علاجيا دقيقا وشاملا، بدأ بإغلاق نافذة تسريب المزورين وإيقاف إصدار أيَّة معاملة، إلَّا عن طريق الضوابط النافذة، وتم اعمامها على اللجان الفرعية”.

وتابع “تم إيقاف العمل في اللجان الفرعية في الأنبار لحين ترشيح موظفين على الملاك الدائم ممن يتحلون بالخبرة والنزاهة”، مؤكدا “إيقاف صرف الرواتب لأكثر من  4593 معاملة في الأنبار، إضافة إلى إبطال القرارات الصادرة عن آلاف المعاملات لإرهابيين ومتلاعبين ومزوّرين”.

*************

اضاءة.. جدل متواصل حول انتخابات تشرين (٣ )

محمد عبد الرحمن

 

لم تضع الانتخابات “ المبكرة “ اوزارها بعد ، فالجدل بشان مخرجاتها متواصل وصاخب جدا وقد غطى او يكاد على مدخلاتها، التي سجل عليها الكثير  من نقاط الضعف، ولا يفترض ان تنسينا حالة عدم القبول المصحوب بالتهديد المدجج بالسلاح ظروف اجرائها ، وهي بالأساس من صنع من ترتفع أصواتهم اليوم .

ومن الخطأ البيّن عزل نتائجها عن مقدمات  اجرائها ، كذلك الظرف السياسي العام في البلد وتاثيرات مختلف العوامل الفاعلة فيه ، وهي داخلية وخارجية .

يتعجب البعض كونه لم يحصل على مقاعد تتناسب مع الأصوات التي حصل عليها، ناسيا او متناسيا  انه السبب الأراس لذلك بموافقته على قانون الانتخابات الذي يعتمد الدوائر الصغيرة المتعددة في المحافظة الواحدة . القانون الذي اشرنا مرارا الى انه غير مناسب للعراق بتعدديته ، وانه يكرس النزعات الطائفية والمناطقية والقومية ، ويوفر فرصا اكبر لمن يملك النفوذ والجاه ويتخاطب بالسلاح ويستخدم موارد وإمكانات الدولة، وهو ما حصل بالفعل .

وفي هذه الانتخابات كما في سابقاتها ، لم يقدم المرشحون برامج ملموسة قابلة للتنفيذ، خصوصا الكتل السياسية المتنفذة او ما تسمى بالكبيرة ، واقتصر الامر على  وعود بتقديم خدمات محلية، بل ان البعض باشر في ذلك فعلا فراح يبلط ويضع “ السبيس “ ومحولات واعمدة الكهرباء، والتي اشارت تقارير الى قيام هذا وذاك من خاسري الماراثون الانتخابي برفعها وحرمان المواطنين منها عقابا لهم على عدم انتخابه، فأية عقلية صغيرة هذه التي تريد ان تتحكم بمصير بلد مثل العراق ؟!

وفي هذه الانتخابات بالذات لمسنا أمرا مخيفا ومقلقا حقا ، حيث لا يريد الخاسرون التسليم بخسارتهم واغتنام الفرصة لمراجعة مواقفهم وتقويم سلوكهم وخطابهم، بل ومراجعة منهجهم الذي حكموا البلد بموجبه وثبت فشله الاف المرات.  هذا باستثناء بعض الأصوات ربما، التي اتسمت بالواقعية وقالت ان الشعب عاقبها وليس المفوضية، التي هي الأخرى ظهر الارباك واضحا في عملها. وهناك أصوات  أخرى محدودة نأت بنفسها عن التصعيد والضرب تحت الحزام  الجاري الان، دون أي اعتبار لمصالح البلد وإمكانية ان تنزلق الأمور نحو الأسوأ ليكون الخاسر الأكبر في ذلك هو الوطن والمواطن .

المواطنون عموما  يحبسون الآن انفاسهم ، ويتساءلون بقلق عما تحمله الأيام القادمة إذ لا يسمعون الا التهديدات والتهديدات المقابلة ، وهي في الباطن والعلن تلوّح بما تحوز من سلاح، يفترض ان معظمه سلاح عائد للدولة ولا يمكن التصرف به الا بامر القائد العام للقوات المسلحة، بحكم التكليف الدستوري.

من جانب اخر حدث اختراق ولو بحدود في هذه الانتخابات، تمثّل بفوز عدد من المدنيين والمستقلين، رغم ان مفهوم “ المستقلين “ بحاجة الى تدقيق لمعرفة المستقل فعلا ومن دخل الانتخابات تحت هذا الاسم للتغطية على انتمائه السياسي الحقيقي .

ويلفت الانتباه ايضا بدء مارثون تشكيل  الكتلة الأكبر، وهي الإشكالية الدستورية الكبرى ، حيث تصر المحكمة الاتحادية على تفسيرها الذي  حرم القائمة العراقية بعد انتخابات ٢٠١٠ من تشكيل الحكومة . ومنذ ذلك الوقت يتجدد الركض لكسب هذه القوة او تلك ، صغيرها وكبيرها ، من اجل الوصول الى الرقم الذهبي . وهذا يترك من دون شك تاثيره السلبي الكبير على  اية حكومة قادمة، جراء التوافقات والتنازلات التي تقدم للكتل والتخادم الزبائني وتقاسم المناصب، والاغراءات التي تقدم الى هذا الطرف او ذاك لكسب وده وصوته في البرلمان .  كل هذا على حساب تشكيل حكومة قادرة فعلا على انجاز مهامها بكفاءة ومهنية ونزاهة ، وان يقوم مجلس النواب بدوره التشريعي والرقابي المكلف به .

وستُلقي هذه المقدمات غير  المشجعة اطلاقا المزيد من ظلال الشك على قدرة التصدي  الناجح للفساد وحصر السلاح بالدولة ومؤسساتها الدستورية المخولة ، وعلى تحقيق ما يتطلع اليه العراقيون من فرص عمل وخدمات عامة  واستغلال افضل لموارد البلد من اجل بناء تنمية مستدامة على طريق تحقيق حياة حرة وكريمة

ويبقى مهما مدى التعامل مع الرسائل المتعددة التي وجهتها هذه الانتخابات، ولعل أهمها رفض المنهج الفاشل المتبع  حتى الان، منهج المحاصصة والطائفية السياسية، ووجوب اخلاء مكانه للبديل المنشود  بفارغ الصبر .

 

*****************

العام الدراسي ينطلق .. “اتحاد الطلبة” : نرفض استمرار التذبذب في التعليم دعوات واسعة لعودة الدوام الحضوري

بغداد ــ طريق الشعب

مع انطلاق العام الدراسي الجديد في الجامعات، حذرت وزارة الصحة من احتمالية عدم سيطرتها مجددا على وباء كورنا، فيما اكدت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي التزامها بمقررات خلية الازمة ومجلس الوزراء وعدم سماحها للهيئات التدريسية والطلبة بالدوام الا بعد جلب بطاقات اللقاح او فحص pcr.

من جانب اخر، دعت منظمات طلابية ومهتمون بالشأن التعليمي الى عودة الدوام بشكل حضوري، وعدم اخذ موضوع جائحة كورونا حجة لتجنب الاحراج الذي من الممكن ان تتعرض له وزارة التعليم العالي، نتيجة لعدم قدرة الجامعات على استيعاب اعداد الطلبة، فيما تحدث عدد من الطلبة عن أبرز المشاكل التي تواجههم.

 

اللقاح

واكدت وزارة الصحة، عدم السماح بالدوام للهيئات التدريسية والطلبة في كافة الجامعات الحكومية والاهلية، الا بعد ابراز شهادة التطعيم باللقاح أو نتيجة فحص سالبة لكورونا أسبوعيا.

وكشف المتحدث باسم الوزارة حيدر العبودي عن “التزام حوالي 75 في المائة من الهيئات التدريسية والطلبة بأخذ اللقاحات”، مؤكدا ان وزارته “ملتزمة بتوجيهات وزارة الصحة من خلال عدم السماح بالدوام لمن لا يمتلكون بطاقات لقاح كورونا، او فحص pcr”.

وبيّن العبودي ان “الوزارة اعتمدت آلية الدوام الحضوري للاختصاصات الطبية والصحية وخاصة للمراحل النهائية”، مشيرا الى ان “الوزارة اعتمدت الدوام المدمج في بقية الاختصاصات، وخولت الجامعات تحديد نسب الدوام الحضوري في الاختصاصات الهندسية والعلوم، فيما سوف يقتصر الدوام في الدراسات الإنسانية على يومين في الأسبوع”.

 

عودة الدوام حضوريا

من جانبه، شدّد الأكاديمي علي إبراهيم على ضرورة عودة الدوام الحضوري للجامعات في جميع الاختصاصات، وعدم التعكز على جائحة كورونا.

وقال إبراهيم لـ “طريق الشعب”، “لا اعلم ما هو سبب رفض وزارتي الصحة والتعليم العالي عودة الدوام الحضوري في ظل توفر اللقاحات بشكل مجاني، وانتشار فرق التلقيح في الجامعات”، منوها الى ان “السبب ربما يكمن في تخوف وزارة التعليم من عدم قدرة الجامعات على استيعاب اعداد الطلبة في ظل توسعة مقاعد القبول في التعليم الموازي”.

وأضاف الأكاديمي ان “اعتماد التعليم المدمج اثبت فشله خلال السنوات الماضية، ولا بد من العودة الى الدوام الحضوري وإيجاد وسيلة علمية لتطوير التعليم الالكتروني، وفق معايير عالمية”، مؤكدا ان “فشل تجربة التعليم الالكتروني لا تتحملها وزارة التعليم العالي فقط لكنها مشكلة مركبة يتحملها النظام السياسي بشكل كامل بالإضافة الى الطلبة واولياء امورهم”.

 

رفض التذبذب

بدوره، أبدى عضو اللجنة التنفيذية لاتحاد الطلبة العام في جمهورية العراق، عبد الله غالب رفضا قاطعا لـ”استمرار التذبذب في التعليم للعام الثالث على التوالي”.

وبيّن غالب في حديث لـ”طريق الشعب”، ان “هناك مشاكل عديدة تواجه طلبة الجامعات من ابرزها نظام القبول المركزي، الذي لم يعد يلبي طموحات الطلبة، ويعرضهم لظلم كبير”، داعيا الى “خطة حكومية عاجلة لتوفير فرص دراسية مناسبة، تضمن مستقبلا للخريجين في سوق العمل بمختلف القطاعات، وعدم تركهم يواجهون مصيرهم وحدهم”.

ونوه غالب إلى أن “محاولة وزارة التعليم العالي زيادة نسب القبول لدى التعليم الموازي، ما هي الا خطوة باتجاه الغاء مجانية التعليم في الجامعات الحكومية”، مطالباً بـ”ايقاف محاولة خصخصة التعليم في الجامعات الحكومية”.

وشدد عضو الاتحاد على “ضرورة إيجاد حل لمشكلة انتشار دكاكين التعليم الأهلي، التي اصبحت بابا من أبواب تمويل الاحزاب الفاسدة، فهي لا تهتم مطلقا بالرسالة العلمية، ولا يعنيها شيء سوى جني الاموال”.

 

معاناة الطلبة

وفي السياق، دعا الطالب علي قاسم وزارة التعليم العالي الى إلزام الجامعات الاهلية بـ”تخفيض الأجور الدراسية ومنح الطلبة فترة سماح من اجل تسديد الأقساط الدراسية، ومعاقبة الجامعات والكليات الاهلية التي تقوم بمنع الطلبة من حضور الحصص الدراسية بحجة عدم تسديد الأقساط الدراسية”.

فيما تستغر الطالبة هدى كاظم، الطالبة في الدراسة الموازية من عدم قبول الجامعة مباشرتها الا من بعد تسديد القسط بشكل كامل”، مشيرة الى ان “العام الدراسي لا يزال في بدايته ولا بد للجامعات من إعطاء فرصة لطلبتها من اجل تسديد الأجور”.

اما الطالبة انفال عقيل فطالبت عبر “طريق الشعب”، بـ”ضرورة تطوير المختبرات العلمية وتوفير المواد الأولية لإجراء التجارب العلمية”، مؤكدة ان “المناهج العلمية في الجامعات لا تزال قديمة وغير ملبية للطموح”.

ويستغرب الطالب محمد نصيف في حديث لـ”طريق الشعب”، من استمرار نظام القبولات المركزي الحالي، مطالبا برعاية الطلبة المتفوقين ممن تزيد معدلاتهم على 90 في المائة.

*******************

قطع للطرق وغلق للدوائر في السليمانية وذي قار

 

بغداد ـ طريق الشعب

شهدت محافظتا السليمانية وذي قار، ثلاث تظاهرات احتجاجية تخللها قطع للشوارع.

وواصل المحاضرون في المجان، تظاهراتهم لليوم الثاني على التوالي في السليمانية، للمطالبة بتثبيتهم على الملاك الدائم.

وقال مراسل “طريق الشعب”، ان “المئات من المحاضرين المجانيين في مدارس الإقليم تظاهروا امام مديريات التربية، للمطالبة بتثبيتهم على الملاك الدائم”، مشيرا الى ان “آلاف المحاضرين في مدارس اقليم كردستان يعملون بالمجان، في ظل وعود حكومية بتثبيتهم كموظفين، بعد تحسن الوضع المالي للإقليم”.

وذكرت إحدى المحاضرات المحتجات، وتدعى مريم احمد، من محافظة السليمانية، أنه “لا يمكن السكوت على مماطلة الحكومة والبرلمان بشأن التثبيت ومنحنا رواتب شهرية”.

واوضحت “كيف لنا أن نواصل العمل بالمجان؟ أعمل بالمجان منذ خمس سنوات، نحن نطالب بحقوقنا، وقوت أطفالنا، ولن نسكت على استمرار الظلم، ولن نتراجع عن التظاهر حتى تحقيق المطالب”.

 

قطع الطرق

في الاثناء، قطع العشرات من أصحاب سيارات الأجرة عدد من الطرق الرئيسية في المدينة احتجاجا على رفع اسعار البنزين.

وبيّن حمه غريب وهو “سائق أجرة “ في حديث صحفي “لقد سئمت من هذه الوظيفة.. أنا اضطر للذهاب إلى خانقين من أجل التزود بالوقود مقابل 450 ديناراً، وحتى في خانقين يجب أن احصل على البطاقة الوقودية في حين أن سعر اللتر في كردستان يتجاوز 900 دينار”.

وأضاف، أن “الوقود مكلف للغاية. كان السعر سابقا يتراوح بين 500 إلى 650 ديناراً، واليوم وصل إلى 900 دينار”، موضحا أن “سيارات الأجرة تحصل يوميا من 15 إلى 20 ألف دينار يوميا”.

 

غلق للدوائر

من جانبهم، أقدم العشرات من المتظاهرين في منطقة سيد دخيل بذي قار، على غلق مبنى دائرة الموارد المائية في القضاء، احتجاجاً على شح المياه الذي تعانيه مناطقهم وقراهم.

وأفاد مراسل “طريق الشعب”، بأن “العشرات من سكنة قرى عشيرة العبودة في قضاء سيد دخيل، أقدموا على غلق دائرة الموارد المائية في القضاء، احتجاجاً على شح المياه في القضاء وتجفيف شط آل ابراهيم الذي يغذي مناطقهم، الامر الذي ينذر بخطر يهدد حياة مزارعهم ومواشيهم”.

وأضاف ان “مناطق واسعة من قضاء سيد دخيل تعاني من شحة خانقة في المياه نتيجة جفاف شط ال ابراهيم، خصوصا مناطق العبودة، دون تحرك من المسؤولين او دائرة الموارد المائية”، مؤكدا أن “المتظاهرين سيواصلون غلق المبنى لحين ايجاد الحلول المناسبة لهم”.

 

*****************

تعزية

 

الرفاق الأعزاء في الحزب الاشتراكي اليمني

تلقينا بأسى عميق نبأ رحيل الرفيق العزيز أبو بكر باذيب، الأمين العام المساعد للحزب الاشتراكي اليمني.

لقد عرفنا في سليل أسرة باذيب، التي ضمت صفوة من المناضلين الثوريين، حملة رايات الوعي والتنوير والثقافة التقدمية في المجتمع اليمني، وفي مقدمتهم شقيقاه الراحلان عبد الله باذيب، مؤسس اتحاد الشعب الديمقراطي، وعلي باذيب القيادي في الحزب الاشتراكي اليمني، عرفنا فيه قائدا سياسيا ومثقفا لامعا، كرس طاقاته الكفاحية من أجل التجربة الديمقراطية في اليمن الديمقراطية، مقدما عبر سيرته الثورية الملهمة، مثالا للمناضل الذي ظل، حتى النهاية، متماسكا سياسيا وفكريا، في مواجهة الأزمات التي مرّ بها الحزب الاشتراكي اليمني والشعب اليمني. 

إن الشيوعيين العراقيين يكنون المحبة الصادقة والاحترام العميق للفقيد الراحل، رفيق حزبنا الشيوعي وصديق شعبنا العراقي، الذي وقف بروحه الكريمة ومبادئه الأممية السامية، معنا في أيام المحن والصعاب، وكان لنا خير عون في مسيرتنا.

تقبلوا، وعائلة الفقيد الكريمة وكل رفاقه ومحبيه، خالص مشاعر المواساة.

سيبقى أبو بكر باذيب ومثاله المضيء في ذاكرة الشيوعيين العراقيين.

المكتب السياسي

للحزب الشيوعي العراقي

17/10/ 2021

 

**************

الصفحة الثالثة

 

العراق التاسع عالمياً في الثروات الطبيعية و40 في المائة من سكانه فقراء! اليوم العالمي لمكافحة الفقر: ريعية الاقتصاد تفاقم الظاهرة

بغداد ــ سيف زهير

شكّل ما تتمتع به بلادنا من ثروات طبيعية وبشرية هائلة، آثارا سلبية على الواقع المعيشي للعراقيين، بسبب سوء إدارة تلك الثروات، وتجيير خيراتها لصالح فئات معينة، وحرمان بقية الشعب منها.

وبحسب الأرقام التي نشرتها وزارة التخطيط، فإن الفقر في العراق تحول إلى مأزق يواجه المستقبل، ولم يعد مشكلة يمكن حلها بسهولة.

ويؤكد الخبراء والمختصون، أن فساد نظام المحاصصة هو المغذي الأكبر لهذه الآفة المدمرة، فلم يقدم أية حلول رغم الموازنات الانفجارية والثروات الهائلة التي يتمتع فيها البلد.

 

أرقام مرعبة

وتزامنا مع اليوم العالمي لمكافحة الفقر، تجدر الإشارة إلى أن العراق يسجّل أرقاما غير طبيعية توضح استفحال هذه الظاهرة وتحولها إلى سمة أساسية لشكل النظام السياسي والاقتصادي القائم.

ووفقا لآخر تحديثات أصدرتها التخطيط، فأن العراق أمام ارتفاع سنوي بنسب الفقر، بينما المخاطر تحاصر ملايين المواطنين في بلد يتمتع بثروات بشرية هائلة، وإمكانيات طبيعية متنوعة من اتساع الأراضي الخصبة، وتوفر المياه العذبة، فضلًا عن الثروات المعدنية المتعددة، وبالذات النفط الخام والغاز الطبيعي.

وتضاعف معدل الفقر في العراق خلال عام 2020، حيث بات 40 في المائة من السكان البالغ عددهم 40 مليونا تقريبا، هم فقراء. وفي السنة الحالية، وصل ارتفاع مؤشرات “تحت خط الفقر” في البلد إلى 27 في المائة، أي أن هناك أكثر من 10 ملايين مواطن يعيش تحت خط الفقر.

أما بالنسبة لخارطة الفقر في العراق، فبحسب التخطيط تبدأ من النسبة الأعلى في المحافظات الجنوبية، ومن ثم تتوالى الأرقام المأساوية في بقية المناطق.

وفي مقدمة المحافظات، تقف المثنى بنسبة فقر تبلغ 52 في المائة، تليها الديوانية بنسبة 49 في المائة، ومن ثم ذي قار بنسبة 48 في المائة. وفي الأنبار، فقد بلغ معدل نسبة الفقر 40 في المائة، وكذلك الحال في  صلاح الدين ونينوى. في حين بلغت نسبة المحافظات الأخرى كالتالي: “بغداد 13 في المائة، إقليم كردستان 12.5 في المائة، محافظات الوسط 18 في المائة، وكانت كربلاء والنجف الأكثر تضررا في ظل تداعيات كورونا التي عطّلت السياحة الدينية فيهما”، مع العلم أن منظمات وأرقاما دولية تقدم إحصائيات للفقر في العراق تتخطى ما رصدته وزارة التخطيط والحكومة.

وفي مقابل كل ذلك، يحتل العراق الترتيب التاسع عالميا في الثروات الطبيعية، حيث يحتوي على نحو 11 في المائة من الاحتياطي العالمي للنفط، و9 في المائة من الفوسفات، فضلا عن الموارد الثمينة الأخرى، لكن الفساد والحروب وسوء الإدارة وإهدار الثروات كانت أبرز أسباب هذا الوضع المأساوي، وفق ما يشخصه الخبراء والاقتصاديون.

 

ما هو الفقر؟

ويعلق الباحث في الشأن الاقتصادي، أحمد خضير، على نسب الفقر في العراق والأرقام التي تصدر بشأنه، مبينا أن الأزمة مركبة ولها أبعاد خطرة ستظل مستمرة نتيجة الدمار الذي حلّ بالعراق.

ويقول خضير لـ”طريق الشعب”، أنه “يمكن القول بأن مفهوم الفقر المبسط يعنى به التدني لمستوى المعيشة للأفراد أو الأسر، أو بعبارة أخرى هو الحرمان المادي الذي تتجلى أهم مظاهره في انخفاض استهلاك الغذاء كمًّا ونوعًا، وتدني المستوى الصحي والتعليمي والوضع السكني، وكذلك الحرمان من امتلاك السلع المعمرة (أو الدائمة) والأصول المادية الأخرى، وفقدان القدرة على مواجهة الحالات الصعبة كالمرض والإعاقة والبطالة والكوارث والأزمات. أي أنه يتجلى في عدم القدرة على تحقيق مستوى معين من المعيشة المادية يُمثِّل الحد الأدنى المعقول والمقبول في مجتمع ما”.

 

فقر متعدد الابعاد

ويضيف أنه “خلال السنوات الأخيرة ظهر مفهوم (الفقر متعدد الأبعاد) باعتماد ثلاثة مؤشرات أساسية هي: الصحة، التعليم، مستوى المعيشة”.

ويشير الباحث الى انه “لقد حددت معظم بلدان العالم الفقر باعتباره نقصًا في المال (فقر الدخل)، غير أن الفقراء أنفسهم اعتبروا أن تجربتهم في مجال الفقر أكثر اتساعًا. فالشخص الفقير يمكن أن يعاني من مشاكل متعددة في نفس الوقت، ومنها على سبيل المثال، قد يواجه سوء التغذية وتراجع الخدمات الصحية، أو نقص المياه الصالحة للشرب أو الكهرباء، وضعف نوعية العمل أو التعليم. فالتركيز على عامل واحد فقط هو الدخل، ليس كافيا للاعتراف بالواقع الحقيقي للفقر. وهذا بالفعل ما يحدث في العراق حاليا نتيجة الفساد الذي ابتلع مؤسسات الدولة، مقابل تعزيز ريعية الاقتصاد وتهميش بقية القطاعات الانتاجية وتحويل علاقة المواطن بالدولة إلى علاقة زبائنية تقوم على أساس الرواتب مقابل الطاعة أو القبول بالوضع العام”.

ويتحدث الخبير عن توجه الحكومة المنظم منذ عام 2003 إلى تهميش قطاعات أخرى غير النفط، حيث يمتلك العراق إمكانات تنموية جيدة في الزراعة والسياحة، فضلا عن الصناعات التحويلية والمنافذ الحدودية وغيرها، لتحسين الأوضاع الاقتصادية في البلاد، حيث راحت جميع هذه القطاعات ضحية للفساد والمحاصصة”، متابعا “تكمن الأزمة في أمرين، هما النزاهة والإدارة، اللذان لم يصل العراق إلى مستويات مقبولة فيهما. وكانت للعراق ميزانيات توصف بالانفجارية بعد عام 2008 حتى 2014، ولكن الحالة الاقتصادية والسياسية لم تتحسن حينها، وهذا دليل على أن وجود الأموال لا يكفي للقضاء على الفقر وسد حاجة المجتمع ما لم تتوفر الإرادة والتخطيط السليم”.

 

ظاهرة الفساد الممنهج

وتثبت نتائج التجربة العراقية منذ عام 2003 وإلى الآن، أن المعاناة المستمرة تعود إلى ظاهرة الفساد المالي والإداري في بنية الدولة.

وفي تقرير لمنظمة الشفافية الدولية نشرته في العام 2019، أوضح أن مستوى الفساد في العراق واسع جدا؛ إذ حصل بموجب مؤشر مدركات الفساد الذي يصدر عن المنظمة على درجة 18 من 100 وجاء ترتيبه 166 على المستوى العالمي، مما يعكس مستوى متدنيا من النزاهة، بسبب انتشار ظاهرة الفساد. وما يؤكد استمرار ذات التوجه من قبل القوى المتنفذة في القرار السياسي.

ويرى الخبير الاقتصادي عماد تويج، أن تضخم أرقام الفقر في العراق يعود إلى ما تقوم به جهات سياسية متنفذة “برعت في تحقيق الثراء من خلال الاختلاس والعقود والرشاوى وتشويه القطاع العام وربط القطاع الخاص بمصالحها، فضلا عن عمليات الاحتيال المصرفي وغيرها”.

ويبيّن تويج لـ”طريق الشعب”، أنه وعلى الرغم من كون غالبية المرتكزات النظرية المعلنة للسياسات الاقتصادية في العراق عكست بصورة عامة توجهات إيجابية وصحيحة، وإن لم تكن مثالية، فإن “مضامينها لم تُعتمَد بصورة نموذجية لتطبيق برامج وخطط اقتصادية للنهوض بالاقتصاد الوطني لمرحلة جديدة، أي أن هناك فوارق كبيرة بين ما تضمنته هذه الأسس، وما جرى تطبيقه على الصعيد العملي. كما أظهرت المعطيات الإحصائية الرسمية انتشار ظاهرة الفقر في العراق بالتزامن مع كون البلد أكبر مصدِّر للنفط بعد السعودية. لكن ذلك لم ينفع وارتفع عدد العاطلين إلى أكثر من 5 ملايين عاطل، مع انخفاض نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي، وهذا ما ادى الى زيادة نسبة فقر الدخل 20 في المائة، والفقر متعدد الأبعاد بنسبة وصلت إلى 35 في المائة حول البلاد، مما يعني أن أكثر من ثلث سكان العراق هم من الفقراء”.

ويتابع الخبير “أعتقد أن الفساد يقف قبل أي عائق آخر أمام حل مشكلة الفقر في البلاد، وهو متعلق أيضا بتعطيل المصانع والمعامل والقطاعات الإنتاجية التي لها أشكال عدة، لذلك لا يمكن للحكومة القادمة أن تتحدث عن حل مشكلة الفقر ما لم تواجه الفساد بشكل حقيقي، وأن يكون لديها خطة اقتصادية وطنية ترمم الدمار الذي خلفته الحكومات السابقة”.

 ******************************************

مؤشرات خطيرة تنبئ بعدم استقرار سياسي فقرة استبدال أعضاء مجلس النواب تثير المخاوف

بغداد ــ علي شغاتي

سرعان ما طفت سلبيات قانون الانتخابات الحالي على السطح برغم ادعاء الكتل السياسية بانه سوف يحقق شيئا من العدالة للناخبين وممثليهم، لكن الواقع اثبت العكس تماما.

وأشّر عدد من المعنين في الشأن الانتخابي، جملة من القضايا التي تهدد الاستقرار السياسي والاجتماعي في البلاد، محذرين من محاولات استهداف شخصيات فائزة في الانتخابات من اجل تمكين شخصيات خاسرة من الصعود الى قبة البرلمان.

 

ثغرات عديدة

ويقول المختص في الشأن الانتخابي استبرق قاسم لـ"طريق الشعب"، ان "قانون الانتخابات الساري مليء بالثغرات التي تهدد السلم الأهلي والاستقرار السياسي، نتيجة لوجود نصوص قانونية تتعلق بعملية استبدال الأعضاء"، مشيرا الى ان "المادة 15 خامسا نصت في حال شغور أي مقعد في مجلس النواب يحل محله المرشح الحائز على أعلى الأصوات في الدائرة الانتخابية". 

ويضيف قاسم، ان "هذه الفقرة سوف تهدد استقرار مجلس النواب وتخل في التوازنات السياسية للكتل حتى اخر جلسة يعقدها"، مبينا ان "البلاد ونتيجة لانتشار السلاح المنفلت والعناصر الخارجة عن القانون، ربما تشهد موجة استهدافات لمرشحين فائزين في الانتخابات، من اجل تمكين بعض المرشحين الخاسرين من الدخول للبرلمان".

ويتابع ان "القانون الحالي سوف يخلق حالة كبيرة من الارباك لعمل مجلس النواب نظرا لاحتمالية التغيير المستمرة في اعداد اعضاء الكتل السياسية بسبب شغل المناصب التنفيذية او الوفاة والقتل"، مؤكدا ان "هذه التحديات ربما تساهم في زعزعة السلم الأهلي نتيجة لوجود دوائر مشتركة تضم طوائف وقوميات متعددة".

 

تغيير عدد مقاعد الكتل

ووفقا لدراسة أعدتها وكالة "ناس" الإخبارية، فإن "الاوزان البرلمانية غير ثابتة"، ومن الممكن ان تتغير في أي لحظة في حال تسلم بعض النواب لمناصب تنفيذية، مشيرة الى ان الحديث عن صعود نحو 30 نائبا خاسرا لتسلم مقاعد برلمانية بصفة بدلاء، سيكون أمراً منطقياً، بالنظر إلى أعداد الشخصيات المطلوبة لشغل مناصب في الكابينة الوزارية.

وبينّت الدراسة انه في حال تسلم أي من المرشحين الفائزين في الدائرة الثانية عن محافظة بغداد مناصب تنفيذية، فأن النائب الخاسر عن حركة صادقون سيضمن مقعدا في مجلس النواب، فيما ينتظر وزير الدفاع الأسبق خالد العبيدي، شغور مقعد من أصل أربعة في الدائرة السادسة من اجل الحصول على فرصة لدخول مجلس النواب.

وفي كربلاء، ينتظر المرشح ضياء الهندي شغور أحد المقاعد الأربعة في الدائرة الثالثة، ليؤهله لان يكون أصغر عضو في مجلس النواب، فيما ينتظر المرشح حسين اليساري تسلم طارق الخيكاني منصبا تنفيذيا ليحل مكانه.

اما في محافظة كركوك ذات التنوع القومي والديني، فإن المرشح الخاسر "مؤيد الداوودي" ينتظر شغور مقعد أحد الفائزين الخمسة في الدائرة الأولى، وتنتظر النائبة السابقة آلا طالباني، شغور مقعد النائبة الفائزة "ديلان غفور زنكنة" واختلال نسبة التمثيل النسائي، لتحل محلّها. 

ويبدو ان النائب الخاسر خالد المفرجي لن يستفيد من خلو مقعد النائب الفائز أرشد الصالحي، نتيجة وجود مرشحين اثنين يفوقانه في عدد الأصوات، فيما يتوجب على المرشح وصفي العاصي انتظار فراغ احد مقاعد الرجال في دائرته الانتخابية. وفي الموصل سيكون على النائب السابق مختار الموسوي المرشح عن الدائرة الرابعة، انتظار شغور أي من المقاعد الرجالية ليستعيد مقعده البرلماني. 

ويحتاج القيادي في ائتلاف دولة القانون والمرشح الخاسر عن محافظة ذي قار كاطع الركابي، شغور مقعدين من أصل ثلاثة، فيما يحتاج مرشح حركة "حقوق" لإزاحة مقعدين من أصل ثلاثة في نفس المحافظة. 

وسيكون على النائب السابق عن محافظة النجف عدنان الزرفي الانتظار لشغور أحد المقاعد للنواب الأربعة عن دائرته، وهم كل من: المستقل محمد عنوز، أو حسن العذاري الدلفي عن الكتلة الصدرية، أو المستقل هادي السلامي، أو عقيل الفتلاوي عن دولة القانون. 

وفي الدائرة الثالثة عن محافظة الانبار، سيتعيّن على النائب عن تقدم هيبت الحلبوسي البقاء في البرلمان، لأن شغور مقعده سيعني صعود فارس الفهداوي عن تحالف عزم إلى البرلمان.

 

مخاوف من أساليب ملتوية

وحول هذه المعطيات، يعلق المحلل السياسي نعمة المطيري بالقول: ان "مجلس النواب السابق فشل في أداء مهامه، وخاصة في عملية تشريع القوانين ذات الأهمية البالغة ومنها قانون الانتخابات الحالي"، مشيرا الى انه "كان بالإمكان إيجاد صيغة أفضل لعملية استبدال الأعضاء تضمن المكاسب الانتخابية للكتل السياسية، وبالتالي تقدم ضمانة للناخبين وتعزز من ايمانهم في العملية الديمقراطية".

ويحمل المطيري في حديث لـ"طريق الشعب"، "المشرع في مجلس النواب مسؤولية الخلل في القانون الذي سيؤدي الى أساليب معيبة نتيجة لانتشار السلاح المنفلت، وامتلاك الكتل السياسية أموالا طائلة تمكنها من تقديم اغراءات مالية لبعض النواب الفائزين من اجل تخليهم عن مقاعدهم، او اللجوء الى العنف والقتل والتهديد"، لافتا الى ان "القانون لم يحقق العدالة المنتظرة للناخبين وخير دليل على ذلك حصول احدى الحركات على حوالي 133 الف صوت، مكنتها من الظفر بخمسة مقاعد فقط، فيما تمكنت كتلة أخرى في نفس المحافظة من الحصول على 52 الف صوت، جعلتها تضمن الحصول على حوالي 8 مقاعد داخل مجلس النواب".

 

صيغ أفضل

بدوره، يقول الخبير القانوني محسن كريم لـ "طريق الشعب"، ان "القانون يحتوي على مشاكل عديدة من ناحية التوزيع الجغرافي للمناطق، كما انه ضمّ مناطق غير مترابطة جغرافيا الى نفس الدائرة وتوزيعها على أساس قومي وطائفي".

ويشير كريم في حديث لـ "طريق الشعب"، الى ان "الصيغة الحالية غير مناسبة اطلاقا لإجراء انتخابات بصورة تضمن التمثيل العادل للناخبين".

ويعتقد كريم، ان "النتائج التي افرزتها الانتخابات الحالية ستعزز من عملية الانقسام والتناحر بين أعضاء الدائرة الانتخابية الواحدة"، داعيا الى "إيجاد صيغة لقانون انتخابات يضمن حصول المواطنين على ممثلين حقيقيين لهم"، مبينا ان "سبب عزوف المواطنين عن الانتخابات هو عدم ايمانهم بإمكانية تحقيق تغيير حقيقي عن طريق صناديق الاقتراع".

 ****************************************

خروقات كثيرة رافقت العملية الانتخابية مواطنون: انتشار مظاهر السلاح دفعتنا الى المقاطعة

بغداد ــ محمد التميمي

 

استند قرار مقاطعة الانتخابات، الذي تبنته جهات عدة، من بينها الحزب الشيوعي العراقي، الى مبررات كثيرة، كان في مقدمتها السلاح المنفلت، الذي بدأت تداعياته ظاهرة للعيان، إثر اعلان نتائج الانتخابات!

ولا تزال الإشكالات التي رافقت التصويتين العام والخاص محط جدل ونقاش مستمر، بسبب الكثير من الخروقات التي رافقتهما، من بينها عملية شراء اصوات الناخبين، وخرق الصمت الانتخابي، وأيضا الترويج لمرشحين قرب مراكز الاقتراع، انما وصل الامر الى مهاجمة أحد المراكز الانتخابية، وتجيير التصويت لصالح مرشح معين، بحسب أحاديث مواطنين.

وما أن أعلنت المفوضية نتائج الانتخابات، حتى انهالت التهديدات من جهات ومرشحين خاسرين يمتلكون السلاح، وآخرون يوجهون طعونا واتهامات عبر مواقع التواصل الاجتماعي الى مفوضية الانتخابات، التي حاولت التقليل من حدة تلك الهجمات بأن النتائج التي أعلنت هي “أولية” وليست حاسمة، قبل أن تكشف في منتصف ليل الاحد إنجازها لعملية العد والفرز اليدوي لأكثر من 3 الاف محطة اقتراع كانت محجورة، بسبب فشل عملية ارسال بياناتها الكترونيا في يوم الاقتراع العام، مؤكدة مطابقتها للنتائج الالكترونية المعلنة.

 

خروقات كثيرة

ويقول المواطن عبد الله كريم، ان نسبة المشاركة في الانتخابات حسب ما شاهده قد تكون أدنى مما أعلن.

ويعلل كريم في حديثه لـ “طريق الشعب”، تراجع نسب المشاركة في الانتخابات الى أن المواطنين صاروا لا يعتقدون بوجود طائل من الانتخابات، في ظل بقاء المنظومة السياسية بعد 18 عاما متسيدة على صناعة القرار الحكومي وصياغة القوانين بما يلائم مصالحها، بينما هي لا تزال عاجزة عن اصلاح الوضع العام في البلاد، على كافة الصعد اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا.

وينقل كريم أحاديث زملاء له في العمل، أن “احد مراكز الاقتراع في منطقة شارع فلسطين، تعرض لاقتحام من قبل مسلحين، وجرى تبادل اطلاق نار بين رجال أمن المركز وبين المسلحين”.

 

نسبة المقاطعة كبيرة

فيما يرى الشاب يحيى احمد ان “المفوضية تخبطت في إعلان النتائج. كما أنها لم تعلن عن نسب مشاركة دقيقة، طبقا لطريقة احتسابها الخاطئة.

ويقول أحمد لـ”طريق الشعب”، ان المفوضية أعلنت نتائج الانتخابات، لكنها عادت في وقت لاحق لتنوّه بأن هناك محطات كثيرة لم تحسب ضمن النتائج، وستتم عملية العد والفرز بها يدويا، وبالتالي فان هذا التخبط عزز شكوك الجهات الخاسرة في عملها وفي إدارة العملية الانتخابية وتنظيمها.

 

تهديدات بقطع الراتب

ويضيف أحمد أنه التقى في يوم التصويت عددا من الجنود المشاركين في الاقتراع، والذين شكوا من إجبارهم على المشاركة، مؤكدا أن احدهم طلب منه آمره أن يصور له وصل الانتخاب وإرساله الى ضابط اعلى منه حتى لا يتم قطع راتبه.

ويشير احمد الى ان “نسبة المقاطعة للانتخابات كانت كبيرة جدا. هذا ما كنا نشاهده في الشارع، وهو ليس مخفيا على احد، فالأسباب معروفة، والفضائيات المحلية أيضا نقلت تصريحات البعثة الاوربية، التي تتحدث عن ان نسبة المشاركة في هذه الانتخابات هي الأضعف منذ سقوط النظام البائد”.

 

تأثير السلاح

ويتحدث المواطن علي مصلح لـ “طريق الشعب “، ان انتشار مظاهر السلاح، دفعه الى خيار المقاطعة.

ويقول ان “التهديدات التي أطلقتها جهات خسرت السباق الانتخابي؛ بعضها صدرت عن احزاب تملك اذرع مسلحة، وأخرى خرجت من شيوخ عشائر، جعلتنا نقترب من عدم الثقة بهذه العملية ونتائجها” بحسب قوله.      

ويتساءل المواطن: “كيف يمكن ضمان عدم سرقة أصواتنا، وكل هذا يحدث امام انظار الدولة والقوات الأمنية، ولا أحد يحرك ساكنا، وسط انتشار السلاح المنفلت وسيطرته؛ فالكثير من الأحزاب المشتركة تمتلك أسلحة تهدد المواطنين وتقوض من سلطة القانون وتعمل بحرية مطلقة؟”.

 

قانون الاحزاب

وبحسب المادة الثامنة من قانون الأحزاب العراقي/ الفصل الثالث (أحكام التأسيس) ثالثا: لا يكون تأسيس الحزب وعمله متخذاً شكل التنظيمات العسكرية او شبه عسكرية، كما لا يجوز الارتباط بأي قوة مسلحة.

 

غياب المنافسة العادلة

اما المواطنة آراء محسن، فتحدثت عن تجربتها مع عملية الاقتراع قائلة: إنها “توجهت الى مركز الاقتراع، لكنني وجدت ان جهاز التصويت معطل، وانتظرت لأكثر من ساعة حتى يعود للعمل، لكن دون فائدة”.

وتقول محسن لـ”طريق الشعب”، ان كثيرا من ممثلي الاحزاب وأنصارها، كانوا منتشرين داخل المركز الانتخابي، ويروجون لمرشحيهم”.

وتجد محسن أنه وفقا لقانون الانتخابات الجديد، فان العدالة في التنافس بين المرشحين كانت غائبة مثل سابقاتها.

 *****************************************

الصفحة الرابعة

 

الحلقة الاولى.. مؤشر متخصص يحدد أسباب تفاقم أزمة شح المياه

ملامح دجلة والفرات ستختفي في عام 2025

تنشر “طريق الشعب” سلسلة حلقات حول شح المياه والتغيرات البيئة والمشاكل التي يواجهها العراق جراء ذلك

ومنذ سنوات العراق يواجه ضررا كبيرا في موارده من نهري دجلة والفرات وروافدهما، بسبب استمرار دول المنبع تركيا وإيران، في إنشاء السـدود والمشاريع الإروائية الضخمة، التي تستحوذ على غالبية الحصص المائية، ما ينجم عنها انخفاض بالإيرادات المائية الواصلة إلينا.

ووفقا لتقرير مؤشر الإجهاد المائي، فان “العراق سيكون أرضا بلا أنهار بحلول عام 2040، ولن يصل النهران إلى المصب في الخليج العربي”، مشيرا الى أنه “في عام 2025 ستكون ملامح الجفاف الشديد واضحة جدا في عموم البلاد، مع جفاف شبه كلي لنهر الفرات باتجاه الجنوب، وتحول نهر دجلة إلى مجرى مائي محدود الموارد”.

ويتميز العراق بوجود الرافدين العظيمين ـ دجلة والفرات ـ اللذين ينبعان من تركيا. ويتشارك مع سوريا في نهر الفرات، الذي يمر بأراضيها قبل دخوله مدينة القائم غرب البلاد. ويتغذى هذا النهر من روافد تنبع من تركيا. أما نهر دجلة فتغذيه الأنهار الفرعية القادمة من تركيا وإيران. والأخيرة تشترك في أكثر من 42 نهراً فرعياً تنبع منها وتصب في العراق. 

 

العراق يخسر نصف مياهه

 

وفق اوراق بحثية عراقية يُقدر التدفق الطبيعي لمستجمعات مياه الفرات ما بين 27,0 إلى 35,1 مليار متر مكعب/ السنة، في حين يصل تدفق متسجمعات مياه دجلة، بما في ذلك روافده، ما بين 41,2 إلى 58,3 متر مكعٌب/ السنة، الا ان كمية التدفق السطحي انخفضت بسبب انخفاض التدفق عند المنبع بما نسبته 30 في المائة. ومن المتوقع أن يزداد هذا التأثير في السنوات العشرين المقبلة، ما يحد من المياه المتاحة للعراق، بما تصل نسبته 60 في المائة.

وبحسب إحصائيات شبه رسمية، انخفضت معدلات إيرادات نهري دجلة والفرات بحوالي النصف عن معدلاتها الطبيعية خلال الأعوام الماضية.

في هذا السياق، يقول وزير الموارد المائية، مهدي رشيد، إن “منسوب المياه في نهري دجلة والفرات، اللذين ينبعان من تركيا انخفض بنسبة تصل إلى 50 في المائة “.

واضاف أن “إيران خفضت تدفق المياه إلى سد دربنديخان إلى “الصفر” وخفضت كمية المياه المتدفقة إلى سد دوكان بنسبة “تصل إلى 70 في المائة”. ويقع كلا السدين في إقليم كردستان العراق”.

فيما يشير الباحث الاقتصادي محمد الحمداني إلى أن “العراق خسر 30 في المائة من كمية المياه التي كان يحصل عليها من نهري دجلة والفرات”، مشيرا الى أنه “سيخسر خلال سنوات 50 في المائة من حصته المائية، دون أن تشمل هذه النسبة الخسارة المتأتية من التأثيرات المناخية والاحتباس الحراري”.

وتؤكد لجنة الزراعة والمياه في البرلمان، ان “العراق خسر في السنوات العشر الاخيرة نحو (80 في المائة) من المياه المتدفقة إليه من إيران بعد قطعها نحو (35) رافداً رئيسياً، والمتبقي هو (7) روافد إيرانية فقط”.

ويقول المستشار في وزارة الموارد المائية، عون ذياب عبد الله، ان “هناك تحديات جمة تواجه العراق خاصة مع وجود مؤشرات تنذر بنقص واردات المياه، مع زيادة أعداد سكان العراق ودول الجوار، إضافة إلى المؤشرات المناخية”، لافتًا إلى أن المؤشرات الاستراتيجية لوزارته تتوقع أن يشهد العراق عام 2035 نقصا في المياه يقدر بـ 11 مليار متر مكعب.

 

أسباب شح المياه

 

وطبقا للوزارة، فقد أدت السياسة المائية التركية إلى انخفاض منسوب النهرين إلى معدلات غير مسبوقة؛ إذ انخفضت المياه أكثر من 5 أمتار، أي ما يعادل نصف ما كانت عليه المناسيب مقارنة بالأعوام السابقة.

ويعزو وزير الموارد المائية السابق عبد اللطيف جمال رشيد، السبب الرئيس الى انخفاض مناسيب مياه النهرين هو “تصرفات دول الجوار والمقصود بها الخطة التشغيلية المائية لتركيا وسورية وإيران، حين انشأت السدود ومشاريع الري، ولا تزال مستمرة في إنشاء مزيد منها”.

ويبين بالقول: “تقلّ الإيرادات المائية الحالية لنهري دجلة والفرات كثيراً عن معدلاتها الطبيعية مقارنة بالسنوات السابقة، إذ كان المعدل السنوي لـواردات عمود نهر دجـلة 19.43 بليون متر مكعب ويبلغ المعدل العام لإيراداته مع روافده 49.48 بليون متر مكعب، ولنهـر الفرات 30.3 قبل إنشاء مشروع الكاب التركي”.

ومطلع حزيران 2021 حذرت لجنة الزراعة والمياه والاهوار النيابية من انخفاض مناسيب مياه الفرات في البلاد خلال الفترة المقبلة، على ضوء اعلان مسؤول في شمال سوريا والمرصد السوري لحقوق الإنسان المتضمن “انخفاض منسوب مياه نهر الفرات بأكثر من 5 امتار، ولأول مرة في تاريخه، بسبب حجب تركيا لمياه النهر ضمن السدود، بحيث بات لا يتجاوز تدفقه 200 متر مكعب في الثانية. في حين يوجد اتفاق سابق يلزم تركيا بإطلاق 500 متر مكعب في الثانية على الأقل يتقاسمها العراق وسوريا”.

وتلك الحصة تقسم ضمن اتفاق ثان بنسبة 58في المائة للعراق، و42في المائة لسوريا، لكي يصل عند الحدود العراقية السورية في منطقة حصيبة نحو 290 مترا مكعبا في الثانية كحد أدنى.

 

«الغاب» أضخم المشاريع

 

وظهرت مشكلة شح المياه في العراق وسوريا بشكل واضح بعد بدء تركيا لمشروع جنوب شرق الأناضول (مشروع الغاب) في سبعينات القرن الماضي، حيث استحوذت على 60 في المائة من نهري دجلة والفرات، وسوف تتحكم بالمياه بشكل كامل عند الانتهاء من المشروع.

يعد مشروع (الغاب) من أضخم المشاريع في العالم من حيث الكلفة والمساحة؛ فالتقديرات تشير الى تكلفته بحدود 32 مليار دولار. اما المساحة فيشمل ثماني محافظات. ويروي ما يصل لـ 85 مليون هكتار أي نحو 19 في المائة من مساحة الأراضي المروية في تركيا. كما يوفر 106 مليون فرصة عمل جديدة في هذه المناطق ذات الأكثرية الكردية.

ويتألف الغاب من 22 سداً بواقع 14 سدا على نهر الفرات منها خمس سدود عملاقة، أبرزها سد أتاتورك، و8 سدود على نهر دجلة واكبرها سد إليسو و19 محطة للطاقة الكهربائية ومشروعات أخرى متنوعة في قطاعات الزراعة والصناعة والمواصلات والري والاتصالات.

وفقا للخبراء يعادل سد أليسو الحجم الكلي لجميع السدود العراقية، ويمنع ما يعادل 56 في المائة من كمية المياه المتدفقة إلى العراق، وسيحرمه من ثلث أراضيه الصالحة للزراعة.

سياسات إيران المائية

اتبعت إيران سياسة حجز مياه الانهار التي تنبع من أراضيها، وتدخل الاراضي العراقية عبر تحويل مساراتها في قنوات مائية الى داخل اراضيها، وأقيمت سداد لها تأثير مباشر على انسيابية حركة المياه إلى العراق.

ونبّهت جهات حكومية رسمية ومحلية الى اقدام إيران على قطع المياه عن أكثر من 35 رافدا وجدولا موسميا ودائميا، كانت تغذي الاهوار في جنوب العراق، فضلا عن تغذية النهر بما مقداره 12 في المائة ، ما أدى إلى جفاف آلاف الدونمات من الأراضي الزراعية وحرمت سكاناً من مصدر لمياه الشرب.

ومن أبرز الانهار التي قطعها الجانب الايراني نهر الوند الذي يبلغ طوله حوالي 50 كم، يدخل العراق جنوب شرق مدينة خانقين، ليتجه شمالاً ويلتقي بنهر ديالى شمال مدينة جلولاء. ويعتبر شريان الحياة لمدينة خانقين.

وتعرض النهر الى عمليات جفاف في الأعوام 2007 ـ 2009، غير ان الحكومة العراقية أعلنت رسميا في تموز عام 2011 ان “إيران أوقفت منابع نهر الوند الداخلة إلى الأراضي العراقية بشكل كامل”.

كذلك قامت إيران بتحويل مسارات أنهار الكرخة والكارون والطيب، وآخرها نهر هوشياري الذي يغذي محافظة السليمانية إلى داخل أراضيها، وبنت عليها سدوداً عدة من بينها خمسة سدود على نهر الكارون.

وأعلنت حكومة إقليم كردستان، أن “إيران غيرت مجرى نهر الكارون بالكامل، وأقامت ثلاثة سدود كبيرة على نهر الكرخة بعدما كان هذان النهران يمثلان مصدرين رئيسين لمياه الإقليم والعراق ككل”.

من جهتها، اتهمت وزارة الموارد المائية، إيران بقطع مياه نهري “سيروان” و”الكارون” عن البلاد، ما تسبب بشح المياه في محافظة ديالى، والتأثير على نوعية المياه في شط العرب أقصى الجنوب، وتراجع مناسيب سدي دوكان ودربنديخان في محافظة السليمانية إلى مستويات غير مسبوقة، وصلت إلى نحو 100 في المائة بأحد السدين.

وبشأن قطع الروافد المائية عن المناطق الشرقية للعراق، قال وزير الموارد المائية مهدي رشيد الحمداني إنها “ليست المرة الأولى التي تقوم بها إيران بذلك، وسبق أن قامت بتحويل مجرى نهر الكارون عن شط العرب وتحويله إلى منطقة بهمنشير الإيرانية”.

ومن وجه نظر وزير الموارد المائية السابق حسن الجنابي، “أن السدود الإيرانية صغيرة، لكن عددها كثير وكأنها سد كبير”.

فيما قالت الحكومة الإيرانية على لسان وزارة الطاقة التي تنفذ عمليات بناء السدود ان “عدد السدود في إيران وصل الآن إلى حوالي 550 سداً بمختلف الارتفاعات والطاقات والانجازات والتقنيات، منها خاص بالزراعة، ومنها حصر المياه للاستفادة منها وأكثر السدود المشيدة هي لانتاج طاقة الكهرباء بواسطة تحريك المضخات والمولدات الكبيرة بقدرة ضغط تدفق شلالات المياه المحصورة وراء السدود العملاقة”.

يذكر ان سد كولسه في منطقة سردشت الإيرانية تسبب بتراجع 80 في المائة من منسوب نهر الزاب الصغير الذي يصب في نهر دجلة، ما أدى إلى أزمة في توفير مياه الشرب في قضاء قلعة دزة بمحافظة السليمانية.

اما سد داريان الذي يبلغ ارتفاعه 169 مترا فيقع على نهر ديالى، قبل ان يعبر الى العراق ويعد أكبر مشروع سد في إيران، وضمن مشروع مياه إيران الاستوائية التي تضم 14 سدا آخر، تبلغ طاقة استيعابها بحدود 19 مليار متر مكعب، فضلا عن 150 كم من الانفاق تحت الأرض تحول مجرى الأنهر لمناطق قروية جنوبي إيران.

وقامت إيران على مدى سنوات ببناء عشرات السدود على الأنهار التي تتدفق إلى العراق، محولة بذلك ما يقدر بـ 7 مليارات متر مكعب من المياه لإرواء نحو 770 ألف هكتار من الأراضي المزروعة في منطقتي الأحواز وإيلام.

وتُعد إيران اليوم واحدة من الدول الخمس الكبرى في مجال انشاء السدود في العالم، حيث كان عدد السدود في إيران قبل ثلاثين عاماً 27 سداً ووصل اليوم إلى 548 سدا.

************************************

الصفحة الخامسة

 

على طريق كركوك – بغداد.. سائقو شاحنات: لن تصل وجهتك دون دفع الأتاوة!

 

كركوك – وكالات

يعد طريق كركوك – بغداد أهم الطرق الاستراتيجية الرابطة بين إقليم كردستان وبغداد ومحافظات الوسط والجنوب. ويمر هذا الطريق عبر محافظة ديالى، التي تعد نقطة مرور مهمة للوصول إلى العاصمة.

هذا الطريق تسلكه يوميا مئات الشاحنات القادمة من إقليم كردستان والمحملة بمختلف البضائع. لكن الكثيرين من سائقي تلك الشاحنات يشكون من تعرضهم لـ “الابتزاز المالي”، ويؤكدون أنهم يدفعون “الاتاوات” من أجل إكمال مسيرهم والوصول إلى وجهاتهم.

رسمياً يتوجب على الشاحنات التي تسلك طريق كركوك – بغداد، التوقف عند ناحية العظيم شمالي بعقوبة، لتزن لجنة مشتركة من المرور والشرطة ودائرة الطرق والجسور التابعة لوزارة الإعمار حمولة الشاحنة، وتستوفي منها مبلغ 5 آلاف دينار. اما إذا كانت الحمولة أكثر وزناً من المسموح به، فيغرّم السائق مبلغاً يصل إلى 500 ألف دينار عن كل طن زائد وفق وصولات رسمية، على اعتبار أن زيادة الوزن ستلحق أضرارا بالطريق – بحسب مصدر في دائرة الطرق والجسور.

ويضيف المصدر في حديث صحفي، أن “بعض الشاحنات المخالفة يتم حجزها بناءً على التعليمات والأطر الرسمية”، مشيراً إلى “وجود توجه بتفعيل ميزان آخر للشاحنات على طريق دلي عباس الاستراتيجي، وأيضاً على الطريق المار بقضاء بلدروز، لكن ذلك بحاجة إلى وقت”.

 

أتاوات بعلم أجهزة الرقابة!

على أرض الواقع، فإن “دفع الاتاوة واجب على جميع سائقي الشاحنات الذين ينقلون بضائع من الاقليم إلى بغداد عبر ديالى.. وهذا الأمر معروف للجميع” – وفق ما يؤكده أبو حمادة، وهو سائق شاحنة يعمل على الطريق المذكور.

ويضيف في حديث صحفي، ان “السائق يدفع على طول الطريق بين الاقليم وبغداد، مروراً بكركوك وديالى، ما بين 100 و150 ألف دينار اتاوة، وهذا يتم بعلم الأجهزة الرقابية الحكومية”، لافتا إلى أن “سائقي الشاحنات كانوا قد نظموا وقفات احتجاجية عدة ضد هذا الابتزاز، لكن دون جدوى. فأنت مرغم على الدفع، شئت أم أبيت” – على حد قوله.

وثائق تثبت الابتزاز

في السنوات الماضية، كانت “سيطرة الصفرة” في قضاء الخالص شمالي ديالى، مثار حديث المواطنين، بسبب ما يتم تناقله حول تعرض سائقي الشاحنات للابتزاز فيها. ووقتها أفاد نوّاب بأن تلك الأحاديث صحيحة، وانهم يمتلكون وثائق تثبت “الابتزاز”، قبل أن ترفع تلك السيطرة التي كانت تمثل نقطة كمركية بين إقليم كردستان وبقية المحافظات العراقية، ويتم استبدالها بنقاط أخرى.

وكان قائممقام قضاء الخالص، عدي الخدران، قد ذكر مرة في تصريح صحفي أن “قوة أمنية نصبت سيطرة على طريق كركوك - بغداد المار بالقضاء، وفرضت الأتاوات على سائقي الشاحنات القادمة من كردستان. وقد جاءت تلك القوة إلى هذا الموقع بعد نقلها من منطقة كهريزة شمالي ديالى”.

 

لا جدوى من الحديث!

من جانبه، أفاد النائب فرات التميمي في تصريح صحفي سابق، بأن “فرض الاتاوات على الطرق الرئيسة الواصلة بين الاقليم وبغداد، والمارة بديالى، لا يزال مستمراً في مناطق عدة. وقد أبلغت رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي شخصيا بذلك”.

واضاف قوله، أن “جهات متنفذة هي المسؤولة عن هذه الاتاوات، وانها تحصل من خلالها على ملايين الدولارات سنوياً.. هذا الموضوع قديم جديد وهو يشكل تجاوزا على القانون، ورغم حديثنا المتكرر إلا أنه ما زال موجودا وهناك نوع من غض النظر عنه”.

 

****************

أگـول.. الاستيراد وتأثيره على السوق

 

أحمد مقبل

 

جميع دول العالم، ومنها العظمى، تستورد البضائع التي تحتاجها، وبالمقابل تصدر بضائع أخرى. وهذا الأمر لا بد منه في سبيل خلق توازن اقتصادي في العالم.

على سبيل المثال لا الحصر، تستورد الصين من افريقيا موارد طبيعية، من اخشاب ومعادن وغير ذلك من المواد التي تدخل في مختلف الصناعات الخفيفة والثقيلة. لكن مشكلتنا في العراق، اننا نستورد نسبة كبيرة من المواد الاستهلاكية البسيطة، التي من الممكن انتاجها محليا بسهولة، خاصة أن غالبها لا يتطلب إنتاجه تكنولوجيا حديثة. فهي مواد قد تكون بدائية، وبالرغم من ذلك اننا ننفق سنويا مليارات الدولارات على استيرادها.

لذلك، نرى أنه من الضروري تفعيل الصناعات الخفيفة في المستقبل القريب. أقول ذلك وأنا أعمل في التجارة منذ صغري، ولدي معرفة بمشكلات الاستيراد. فحوالات أموال الاستيراد تخضع إلى رسوم. كما أن نقل البضاعة يحتاج إلى شركات عالمية متخصصة تعمل في مجال النقل بين القارات، وهذا يكبد المستورد تكلفة مالية كبيرة، ربما تصل إلى ضعف قيمة السلعة المستوردة.

وبالإضافة إلى ما تم ذكره، فإن وصول البضاعة المستوردة إلى السوق العراقية، يستغرق وقتا طويلا، بدءا من مرحلة التصنيع حتى مرحلة النقل. فكل ذلك قد يستغرق شهورا عديدة، ما يعني أن البضاعة ستكون معرضة للتلف جراء العوامل المناخية المختلفة بين القارات.  

ويجب ألا ننسى التحصيلات الكمركية في منافذ العراق. إذ يتم فرض ضريبة وترسيم كمركي مع أجور الميناء أو المنفذ، على البضاعة المستوردة. وبالنتيجة أن كل هذه المصاريف ستقع على كاهل المستهلك، وهو المواطن العراقي. فيما التاجر يضع نسبة أرباح ثابتة على مبيعاته، وبالتالي لا تؤثر عليه تلك المصاريف.

أقول أنه لا بد من تفعيل الصناعات الخفيفة، والسماح باستيراد المواد الأولية الضرورية، فضلا عن إعادة تأهيل البنى التحتية الخاصة بالصناعة، ومنح إجازات مصانع للمهندسين والمهنيين وخريجي الجامعات من ذوي الاختصاص، ما يوفر في الوقت ذاته الكثير من فرص العمل، وعندها لن نجد طبقة العاطلين في المجتمع كبيرة مثلما اليوم!

 

**************

 

أكثر من ثلث العراقيين غير مشمول بخدمات النظافة

 

بغداد – وكالات

أعلنت وزارة التخطيط، الخميس الماضي، أن اكثر من ثلث سكان العراق غير مشمول بخدمة جمع النفايات ونقلها.

وبيّن الجهاز المركزي للإحصاء التابع للوزارة، في تقرير صادر عنه، أن نسبة المشمولين بخدمات جمع النفايات بلغت 64.6 في المائة خلال عام 2020، مشيرا إلى ارتفاع نسبة السكان المشمولين بهذه الخدمة في الحضر بنسبة 89.9 في المائة.

وأضاف قائلا، أن “كمية النفايات الاعتيادية المرفوعة عام 2020 بلغت 11.8 مليون طن، مرتفعة عن سنة 2019 التي بلغت فيها الكمية 10.6 ملايين طن”، مشيراً إلى أن “معدل كمية النفايات المتولدة عن كل فرد بلغ 1.5 كيلوغرام يومياً”.

وأشار الجهاز المركزي إلى أن “اكثر المدن مخدومية بجمع ونقل النفايات جاءت النجف بنسبة 100 في المائة. فيما كانت نسبة مخدومية بغداد 90.6 في المائة، وفي اطراف بغداد 70.5 في المائة. أما نسبة المخدومية في محافظة البصرة فقد بلغت 92.3 في المائة، وفي نينوى 88 في المائة، وكربلاء 86 في المائة، وكركوك 98.2 في المائة، وصلاح الدين 66.1 في المائة، وهي أقل المحافظات مخدومية بجمع ونقل النفايات”.

 

******************

في أحد شوارع بعقوبة سعر العقار يعادل ثمن فيلا في دبي!

 

بعقوبة – وكالات

في المتوسط يبلغ  سعر المتر الواحد من الأرض في العراق مليوني دينار، وقد يصل إلى أكثر من ذلك في المناطق الراقية، خاصة في بغداد، لكن وصول سعر المتر في شارع يقع وسط بعقوبة إلى 11 مليون دينار، أمر يثير استغراباً شعبياً ورسمياً.

وقال قائممقام بعقوبة عبد الله الحيالي، ان “شارع الطابو، وهو أشهر شوارع المدينة، ويضم أبرز العيادات الطبية الخاصة والمطاعم، إضافة إلى بعض الدوائر الرسمية، أسعار عقاراته ربما هي الأغلى في الشرق الأوسط، بعد ما وصل سعر المتر الواحد لنحو 11 مليون دينار”.

ويعزو الحيالي في حديث صحفي ارتفاع أسعار العقارات في هذا الشارع إلى أسباب عدة “ربما لأن المنطقة تجارية”، لكنه يستدرك قائلاً، ان “الإقبال غير المسبوق على شراء أية قطعة أرض تعرض للبيع في هذا الشارع، يثير تساؤلات واستفهامات، خاصة أن الأسعار مبالغ بها جداً”.

 

مال سياسي غزير!

من جانبه، يقول قيس كريم، الذي يعمل في تجارة الأراضي والعقارات في ديالى، ان “جوهر قصة ارتفاع أسعار العقارات في شارع الطابو هو المال السياسي ( المال المسروق من الدولة) المتوفر بغزارة لدى بعض السياسيين وعائلاتهم. إذ يقوم هؤلاء من وراء الستار، بشراء أية عقارات تتوفر في مناطق مميزة يمكن أن تشكل استثماراً بعيد المدى”.

ويؤكد كريم في حديث صحفي، انه “لا مميزات في شارع الطابو سوى موقعه، وهو نقطة جذب لآلاف المرضى الذين يأتون إليه يومياً ليراجعوا عيادات الأطباء، وهذا ما دفع إلى زيادة الرغبة في استملاك العقارات هناك، حتى بات سعر أي عقار في هذا المكان يعادل ثمن فيلا في دبي وربما أكثر!”.

هذا وتعيش آلاف العائلات في منازل داخل عشوائيات يتراوح عددها بين 10 و 15 عشوائية متناثرة في أرجاء بعقوبة، فيما تبلغ نسبة الفقر في ديالى حوالي 30 في المائة.

 

****************

ديالى.. ارتفاع جديد في أسعار المحاصيل الزراعية

 

بعقوبة – وكالات

أكد الاتحاد المحلي للجمعيات الفلاحية في محافظة ديالى، أنه رصد ارتفاعا جديدا في أسعار المحاصيل الزراعية في أسواق المحافظة.

وقال رئيس الاتحاد رعد التميمي، في حديث صحفي، ان “اسعار الخضر في اسواق ديالى ارتفعت بنسبة 10 في المائة خلال الايام الماضية، رغم تدفق المستورد من محاور عدة”، لافتا الى ان “الارتفاع غير معروفة اسبابه حتى الآن، لكنه أصبح عبئا اضافيا على كاهل البسطاء والفقراء، الذين يشكلون اكثر من 35 في المائة من سكان المحافظة”.

وأشار التميمي إلى أن “أسواق ديالى تعتمد حاليا بشكل كبير على المحاصيل الزراعية المستوردة، أو ما يصل من بعض المحافظات”، مؤكدا أن “أزمة الجفاف القت بظلالها على الانتاج المحلي من الخضر، والذي بات شبه متوقف، خاصة مع الغاء خطة الاستزراع الصيفي”.

 

******************

 

1.4 مليون أسرة تحت خط الفقر.. هل يتم سد العجز المالي في الإعانات الواجبة لها؟

 

بغداد – وكالات

طالبت هيئة الحماية الاجتماعية، الخميس الماضي، الحكومة بـ “ضرورة الاسراع في سدِّ العجز المالي الحاصل في مبالغ الاعانات الممنوحة للأسر التي تعيش تحت خط الفقر، والبالغ عددها اكثر من مليون و400 ألف أسرة في بغداد والمحافظات”.

وقالت رئيسة الهيئة هدى سجاد محمود، في بيان صحفي، ان “قيمة العجز المالي تبلغ 107مليارات دينار. وسيظهر هذا في الدفعة الاخيرة هذا العام، ما يفرض اتخاذ اجراءات قد تلحق الضرر بالفقراء، وهو امر نسعى إلى تلافيه”. ولفتت إلى أن “اللجنة المالية البرلمانية السابقة كانت قد خفضت التخصيصات العامة لهيئة الحماية الاجتماعية في موازنة العام الحالي، ما خلق وضعا صعبا أمام قدرة الهيئة على الإيفاء بالتزاماتها”.

 واضافت قائلة، أن “هناك عددا من الحلول تم طرحها لسد العجز الحاصل في الدفعة الأخيرة، التي يصل مبلغها الاجمالي إلى 304 مليارات دينار، بما لا يلحق الضرر بتلك الأسر التي تشكل الحلقة الأضعف في المجتمع”، مبينة أن من بين الحلول المطروحة “استرجاع مبلغ 70 مليار دينار تمت مناقلتها من تخصيصات هيئة الحماية الاجتماعية إلى هيئة ذوي الاعاقة”.

 

******************

ايزيديون يعيشون أوضاعا مزرية في مخيمات بائسة

 

بغداد – وكالات

أفاد تقرير صادر عن موقع “اوبن ديمقراطي” البريطاني، بأنه “على الرغم من مرور سبع سنوات على اجتياح تنظيم داعش الارهابي مناطقهم في سنجار، ما زال الآلاف من النازحين الايزيديين العراقيين يعيشون ظروفا إنسانية سيئة جدا في مخيمات بائسة بإقليم كردستان”.

وذكر التقرير الذي ترجمته وكالة “المعلومة”، ان “حوالي 18 الفا من الايزيديين يعيشون في ظروف مزرية داخل المخيمات. ففي معسكر شاريا لا تزال 3 آلاف أسرة ايزيدية تعيش في خيمات تنتشر فيها رائحة القمامة الكريهة”، مضيفا أن المعسكر تم انشاؤه عام 2015 وتديره حكومة اقليم كردستان، ومعظم سكانه من ايزيديي سنجار، الذين فروا من حملة الإبادة الجماعية التي شنها تنظيم داعش عليهم عام 2014.

وتابع التقرير أن الظروف القاسية التي يعيشها الأيزيديون “مذهلة”، مشيرا إلى أن “هناك نقصا في تكييف الهواء وضعفا في الصرف الصحي، فيما تضيف الجداول الملوثة المحيطة بالمخيمات شعورا باليأس”.

وأوضح أن الناس يعيشون في هذه المخيمات لأنهم اما غير قادرين على العودة إلى سنجار، أو غير راغبين في ذلك، كون منطقتهم متنازعا عليها وأراضيها لا تزال تحتوي على ألغام ومقابر جماعية، فضلا عما تحمله من ذكريات مروعة.

ونقل التقرير عن النازح محسن قوله: “تخيل الشتاء عندما يكون الجو باردًا جدًا وممطرًا وعاصفًا.. خيمتك مليئة بالماء، ليس لديك كهرباء أو وقود لتجعلها دافئة قليلاً. وفي الصيف يحترق الأطفال في الخيمات نتيجة الحرارة.. الوضع مزر جدا”.

ونوّه إلى أنه “عندما تعرف أنك في مكان لن يوفر لك مستقبلًا جيدًا، سيكون ذلك مؤلما. فقد تم إغلاق المدرسة الوحيدة في المخيم منذ أكثر من عام بسبب وباء كورونا، وصار الطلبة يخشون من عدم عودتهم إلى الدراسة. لذلك صار الناس يفكرون في الهجرة إلى خارج البلاد”.

واشار التقرير الى انه “لا يوجد حتى الآن جدول زمني محدد من قبل حكومة إقليم كردستان لإغلاق المخيمات. فيما يشعر الايزيديون أن المجتمع الدولي هجرهم تماما. إذ ان مصير الايزيديين الناجين غير واضح. لكنه، إذا لم يتم فعل أي شيء، فإن المجتمع الايزيدي النازح يواجه خطر الانقراض، والانضمام إلى قائمة طويلة من السكان النازحين المهجورين في المخيمات بجميع أنحاء العالم”.

 

*******************

مواساة

 

  • تعزي اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في الرصافة الثالثة، ومعها منظمة الحزب في الأعظمية، عائلة شهداء حزبنا الاماجد الاربعة “أبناء جزعول”، بوفاة العزيز رعد عبد جزعول (ابو عادل) شقيق الشهداء، والذي فارق الحياة إثر نوبة قلبية مفاجئة.

للفقيد الذكر العطر ولعائلته المناضلة الكريمة، ممثلة بشخص العزيز أبو عمار، الصبر والسلوان.

  • تتقدم منظمة الحزب الشيوعي العراقي في الديوانية بالتعزية والمواساة للرفيق صلاح صاحب (ابو وسام) بوفاة والدته.

 للفقيدة الذكر الطيب دوما ولعائلتها وذويها الصبر والسلوان.

  • تعزي اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في بابل، الرفيق سامي الحسيني بوفاة خالته ام عدنان، التي فارقت الحياة بعد صراع مع المرض.

الذكر الطيب للفقيدة وخالص العزاء لعائلتها الكريمة.

 

****************

 

الصفحة السادسة

 

وقفة اقتصادية.. حان الوقت لمغادرة الاقتصاد الريعي

 

ابراهيم المشهداني

 

من الواضح في عموم الدراسات والأبحاث الاقتصادية المهتمة بالواقع الاقتصادي في العراق أن هذا البلد الذي يمر بدورات متموجة في حركته الاقتصادية منذ عشرات السنين بين تقدم وتراجع بسبب تركيزه على الواردات النفطية التي هي الأخرى تتذبذب بينم صعود ونزول بسبب تذبذب الاسعار متحولا إلى دولة ريعية تعتمد على مصدر رئيس في موارده المالية يقابله إهمال لقطاعات الانتاجية.

 إن طبيعة الدولة في العراق وشكل الاقتصاد واعتماده على الريوع النفطية بدلا من الانتاج المادي وخصوصا بعد عام 2003 حيث بلغت مساهمة القطاع النفطي في عام 2007 على سبيل المثال 86 في المائة من الناتج المحلي الاجمالي الأمر الذي قاد إلى تحول وظيفة الدولة إلى التوزيع بدلا من الانتاج وهو الأمر الذي يبعد المشاركة المجتمعية الواسعة في هذه العملية ومن الوجهة السياسية فإن العملية السياسية الجارية في البلاد تستدعي القيام بتحالفات توفر قدرا من الاستقرار النسبي والشكلي.

  وبسبب من ريعية الاقتصاد فإن الاقتصاد العراقي يكون في الغالب رخوا  ومستبعدا لأية أهمية للصناعات التحويلية والزراعة ومعتمدا بشكل كبير على السياسات الاستيرادية التي تنتج مجتمعا استهلاكيا تتسيد فيه التجارة على حساب الانتاج المحلي الضروري لتغطية  الطلب،  وفي هذا الاقتصاد يتم توظيف العوائد المالية المتأتية من النفط بشكل مباشر في البناء والتشييد وتوزيع الرواتب والانشطة الخدماتية التي تشكل اكثر من 20 في المائة من الإنتاج المحلي الاجمالي واستيراد كل ما تحتاجه الدولة للأغراض الاستهلاكية وتنتشر فيه المضاربات المالية خارج نطاق الاستثمار في قطاعات الانتاج.

ومن المؤشرات المهمة لريعية الاقتصاد العراقي ما يعكسه دور الدولة في الإنفاق كمحرك اساسي للاقتصاد الوطني حتى بلغت مستويات الإنفاق أرقاما كبيرة.

فعلى سبيل المثال بلغ الانفاق في عام 2012 ما نسبته 79.3 من الناتج المحلي الإجمالي أي أن الإنفاق المتولد عن الإيرادات النفطية يشكل أربعة أخماس العملية الاقتصادية يذهب جله إلى رواتب وإنفاق تشغيلي وفي النهاية ينتهي بالاستهلاك *.

  والمؤشر الاخر ذو الأهمية الكبرى في الاقتصاد الريعي يتمثل في الفجوة الاجتماعية المتزايدة باستمرار وتعمق الفرز الطبقي وارتفاع نسب البطالة بمعدلات كبيرة وظهور الشرائح الاجتماعية المهمشة، فان 20 في المائة من السكان يستحوذون على 40 في المائة من الدخل الوطني، ولعل ذلك كان العامل المباشر في تفجر التناقضات الاجتماعية المكبوتة وتداعياتها في تفجر انتفاضة تشرين الشبابية المجيدة التي قضت مضاجع الطغمة الفاسدة وغيرت  تفاعلاتها من معالم العملية السياسية، ومن هنا يمكن القول ان الفقر هو النتيجة المنطقية لتحول الثروة من الفقراء كما ينبغي وتمركزها بيد حفنة قليلة من الأثرياء التي تفرزه بنية السلطة ومنظومة علاقات الانتاج السائدة، فعلى سبيل المثال فان نتائج المسح وتقويم الفقر في العراق لعامي 2017 و2018 الذي قام به الجهاز المركزي للإحصاء في وزارة التخطيط الذي تم بالتعاون مع البنك الدولي والإدارة التنفيذية لاستراتيجية التخفيف من الفقر أظهر ان متوسط إنفاق الفرد الشهري بلغ 253 ألف دينار بسعر السوق.

ومن ذلك كله يمكن الاستنتاج أن التحول من الاقتصاد الريعي يتطلب رسم سياسات اقتصادية وفق طريقة ومنهج مختلف يقوم على أساس رسم خطط اقتصادية استراتيجية تتمثل بتنويع الاقتصاد الوطني من خلال توظيف الموارد المالية النفطية في إعادة بناء قطاعات الانتاج المادي وتنشيط النظام الضريبي وتنقيته من ظواهر الفساد والأساليب القديمة وفق خارطة إصلاح اقتصادي حقيقي ينطلق من الاحتياجات الفعلية والموضوعية للمجتمع المتمثلة بتحقيق التنمية المستدامة والعدالة الاجتماعية في توزيع الثروة والتفاعل المتكافيء مع الاقتصادات الدولية والاستفادة المثلى من إيجابيات العولمة وإيجاد توازن حقيقي بين القطاعين العام والخاص بعيدا عما يشاع من قطاع  عام خاسر وقطاع خاص رابح.

  • المصدر – د. صالح ياسر - النظام الريعي وبناء الديمقراطية الثنائية المستحيلة حالة العراق نشر مؤسسة فريدريش ايبرت مكتب الأردن والعراق تشرين الثاني 2013 دراسة منشورة على الانترنيت.

 

******************

العراق الثاني عالميا في الاحتياطي.. لماذا لا تُستثمر الفوسفات في إنعاش الاقتصاد؟

 

بغداد ـ طريق الشعب

يُصنف العراق ثانيا ضمن أكبر احتياطيات الفوسفات في العالم، إذ يقدر الاحتياطي في صحراء العراق الغربية بأكثر من 10 مليارات طن؛ وهذا يعني أنه يحتفظ بما نسبته 9% من إجمالي الاحتياطي العالمي من هذه المادة، حسب هيئة المسح الجيولوجي العراقية.

ويأتي في المرتبة الأولى المغرب باحتياطي نسبته 70%، وتأتي الصين بنسبة 5%، ثم سوريا والجزائر بنسبة 3% لكل منهما، وتليهما كل من روسيا وجنوب إفريقيا والولايات المتحدة ومصر والأردن بنسبة 2% لكل دولة. بينما تتذيل دولة البيرو قائمة احتياطي الفوسفات بنسبة 1%”.

 

معامل الفوسفات في العراق

يقول إحسان علي صالح، معاون المدير العام للشركة العامة للفوسفات: إن معامل المجمع الكيميائي ـ الذي أنشئ عام 1978 على مساحة 3 ملايين متر مربع بعقد أولي قيمته مليار دولار ـ يضم معامل لإنتاج الأسمدة الفوسفاتية كمنتج نهائي، ومنها معامل استخلاص الخامات من المنجم، وتركيز الخامات، وحمض الكبريتيك، وحمض الفسفوريك، ووحدات الخدمات الصناعية، ومعامل الأسمدة والأمونيا وأملاح الفلورين، ووحدة التداول.

وصممت تلك المعامل ـ وفق صالح ـ لإنتاج مليون و250 ألف طن سنويا من سماد أحادي الأمونيوم و”سوبر فوسفات”، والأسمدة المركبة كمنتج نهائي، ويقوم بتجهيز خاماتها منجم عكاشات (غربي القائم الحدودية مع سوريا) من 5 مقالع رئيسية تحوي ترسبات خامات الفوسفات الكلسية على مساحة 50 كيلومترا مربعا تضم احتياطي يتجاوز 700 مليون طن، حيث يحتوي الخام الرئيسي للفوسفات على نسبة 20 – 22 بالمئة من مادة خامس أوكسيد الفسفور.

 

خطط استثمار الفوسفات

وحول التوجهات الحكومية للاستغلال الأمثل للفوسفات، يتحدث صالح عن سعي مستمر لإعادة تأهيل معامل الشركة المتوقفة عن العمل والإنتاج بشكل كامل لغاية الآن، بسبب ما تعرضت له من دمار وتخريب من قبل تنظيم “داعش” الارهابي في العام 2014.

وكشف صالح عن إعداد ملف استثماري لتأهيل الشركة ومعاملها، لكن تم التريث بالموضوع لحين إجراء بعض التعديلات على قانون الاستثمار المعدني ليناسب طبيعة الاستثمار الحديث.

 

تأهيل معمل القائم

ويكشف نائب رئيس هيئة استثمار الأنبار عبد اللطيف الحلبوسي عن سبب توقف عقد تأهيل مصانع الفوسفات الموقع بين وزارة الصناعة والمعادن، متمثلة بالشركة العامة للفوسفات مع الشركتين التشيكية والتركية في نيسان2020.

ويقول الحلبوسي، إن جائحة كورونا السبب الرئيس بتوقف الفرصة الاستثمارية لتأهيل تلك المصانع، كما هو الحال مع جميع دول العالم التي أوقفت عمليات الإعمار والاستثمار بسبب كوفيد-19.

ويضيف أن هذا العقد التشغيلي من اختصاص وزارة الصناعة والمعادن بموجب قانون الاستثمار الصناعي النافذ المرقم 22 لسنة 1997، على مبدأ تأهيل الخطوط الإنتاجية وتشغيلها مع ضمان حقوق الموظفين.

ويشير إلى أن تحريك العقد يكون عن طريق المستثمرين مع الجهات الحكومية المركزية، كاشفا عن مضي وزارة الصناعة بهذا القانون مع أغلب شركاتها الصناعية ومعاملها.

 

أسباب تلكؤ الاستثمار

وفي موازاة ذلك، هناك جملة من الأسباب والعوامل التي تعيق عمليات الاستثمار الصناعي في الفوسفات يحددها الأكاديمي الاقتصادي أحمد الراوي، منها: تقادم خطوط الإنتاج في معامل الفوسفات وتضررها جراء الاعتداءات.

ويقول الراوي، ان خسارة شركة الفوسفات الكثير من كادرها الفني صاحب الخبرة الصناعية العالية، نتيجة قانون التقاعد المعدل عام 2019 يعد سببا آخر يعيق تطوير معامل الفوسفات، عادا اياه “عاملا سياسيا يقف ضد نجاح أي استثمار”، فضلا عن التدخلات الخارجية والإقليمية بالقرار الاقتصادي العراقي.

وحول المردودات المالية من استثمار الفوسفات، يوضح المهندس الاستشاري فؤاد الدجيلي أن الإنتاج وصل لأكثر من مليون طن سنويا من الأسمدة في ثمانينيات القرن الماضي، مشيرا إلى أنه لو تم احتساب سعر طن الفوسفات الخام الذي ارتفع من 60 دولارا في فبراير/ شباط الماضي إلى 152 دولارا خلال يوليو/ تموز 2021 فإن ذلك سيدر على الموازنة أموالا طائلة، على اعتبار تقدير الاحتياطي نحو 10 مليارات طن وبالسعر المتوسط 140 دولارا للطن الواحد، فإن المخزون الاحتياطي تصل قيمته الى تريليون و400 مليار دولار.

ويبين الدجيلي، أن استخراج مادة الفوسفات بمعدل 100 مليون طن سنويا وبسعر بيع 140 دولارا للطن الواحد، سيوفر 14 مليار دولار، وهو ما يشكل من 9% إلى 12% من حجم الموازنة العامة للعراق.

ويؤكد، ضرورة الاستغلال الأمثل لمادة الفوسفات في مشتقات الصناعة والزراعة داخل العراق، مع تصدير الفائض منه إلى الخارج.

ويستدرك الدجيلي قائلا: إن سعر السماد “دي أي بي DAP” (اختصارا لفوسفات ثنائي الأمونيوم) يعد أكثر الأسمدة الفسفورية استخداما في العالم، إذ ارتفع سعر الطن الواحد من 325 دولارا إلى 705 دولارات، مما يشكل مردودا ماليا يساوي 4 أضعاف سعر طن الفوسفات الخام.

 

عوائد مالية لا تعوض

ويوضح الاستشاري الأكاديمي والصناعي مؤيد كاصد جلهوم، أن عودة معمل القائم لإنتاج الأسمدة الزراعية الفوسفاتية ـ أكبر معمل كيميائي في العراق والشرق الأوسط ـ للعمل سينتج 400 ألف طن سنويا.

ويضيف جلهوم، أن هذا قد يحقق عوائد مالية بنحو 282 مليون دولار قابلة للزيادة أو النقصان، حسب حاجة الأسواق العالمية. في حين يتوقع بأن يكون إجمالي الدخل السنوي المتوقع من هذا النشاط أكثر من 400 مليون دولار، وذلك بإضافة إنتاج حمض الفسفوريك ومنتجات تعدينية أخرى تصل لأكثر من 9 عناصر مختلفة بعضها نادر.

ويؤيد جلهوم إنتاج مشتقات زراعية وصناعية من الفوسفات وهي كبيرة نتيجة لضعف الإنتاج السنوي للفوسفات الخام.

 

الطبيعة الاستثمارية في الأنبار

وبخصوص عمل هيئة استثمار الأنبار المحلية، يقول الحلبوسي: إنها تعمل بموجب قانون الاستثمار العام رقم 13 لسنة 2006 المعدل، والذي يشمل قطاعات مختلفة، وضمن المحددات المالية التي لا تقل عن 250 ألف دولار، ولا تزيد على 250 مليون دولار.

ويؤكد أن العديد من الشركات المحلية والأجنبية تقدمت للاستثمار في المحافظة بموجب هذا القانون، وقد وصل عدد الفرص الاستثمارية المختلفة إلى 225 فرصة استثمارية، إضافة إلى طلبات كثيرة بمختلف القطاعات في طور إكمال المتطلبات.

ويجد الحلبوسي أن الأنبار أرض خصبة لجميع أنواع الاستثمار، نتيجة توفر جميع المقومات، كاشفا عن أن الحكومة المحلية الحالية في طور إعداد خارطة استثمارية وفق خطة خمسية، من أجل أن يرتقي الاستثمار إلى مستوى الطموح.

 

******************

خبراء يدعون للاستفادة منه في مشاريع تنموية.. هل يحل ارتفاع أسعار النفط مشاكل العراق المالية؟

 

بغداد ـ طريق الشعب

يبعث ارتفاع أسعار النفط في السوق العالمية، الآمال لدى العراقيين في أن تكون هناك حلول مجدية تضمن لهم الخلاص من الازمات الاقتصادية.

وفي ظل انتعاش أسعار الخام عالميا، فان صانع القرار الحكومي يلجأ الى تعزيز ريعية الاقتصاد، وليس البحث عن بدائل تنتشل خزينة من الاعتماد أحادي الجانب.

 

عوامل الارتفاع

ويحدد مستشار رئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية مظهر محمد صالح، أسباب وعوامل ارتفاع أسعار النفط، بالقول: ان “الارتفاعات الحاصلة في أسـعـار الـنـفـط الـخـام تخضع لـثـلاثـة عـوامـل؛ الأول المتوسطات السعرية على مـدار السنة المـالـيـة. والـثـانـي الـكـمـيـات المـصـدرة، والـعـامـل الـثـالـث الـتـحـوط مـن تقلبات الـسـوق النفطية لكون دورة الأصول فيها محفوفة بالمخاطر، فبمجرد ارتفاع العرض فوق الطلب يحصل ما يسمى (بالتخمة النفطية) التي تقود الى انهيارات خطيرة في أسعار النفط الخام”.

وبين، أنه استنادا الى (قانون الادارة المالية) النافذ الذي يحث على اعتماد متوسط سعر لبرميل النفط لأغراض احتساب العوائد النفطية في الموازنة بصورة عقلانية ومتحفظة، “صممت الموازنات العامة لجمهورية العراق على أسعار نفط أقل من سعر السوق وتوليد عجز احتمالي أو افتراضي تحيطه مصدة مالية تتولى تجميع الإيرادات النفطية التي تفوق سعر برميل النفط المحدد في الموازنة لتغذية المصروفات من دون اللجوء الى الاقتراض في حالة كون العجز فعليا”.

وأوضح أن “المشكلة في الموازنة دائماً في الإيرادات (غير النفطية) التي لا تصل إلى سقف التوقعات المستهدفة”، وبين “اننا إذا توقعنا على سبيل المثال (50 دولاراً) كسعر برميل لموازنة العام المقبل 2022 فيجب أن نحصل على متوسط عائد سنوي من صادرات النفط بواقع تصدير اكثر من ثلاثة ملايين برميل وبسعر لبرميل النفط لا يقل متوسطه السنوي عن 75 دولارا، وفي حال تحقق فائضات بسبب ارتفاع متوسط سعر البرميل الى ما فوق 75 دولارا كمتوسط سنوي خلال السنة المالية فيجب أن يوظف للموازنة الاستثمارية وتشغيل المشاريع في السنة اللاحقة 2023”.

 

لا يعني شيئا

ورغم التفاؤل الكبير بارتفاع أسعار النفط، لا يعتبر الخبير الاقتصادي احمد خضير، ارتفاع أسعار النفط “مؤشرا جيدا على النمو الاقتصادي”.

واشار خضير في حديث لـ”طريق الشعب”، الى ان “ارتفاع أسعار النفط لا يعني تحقيق نمو في الاقتصاد المحلي وإيجاد أبواب لتمويل الموازنة”، مشيرا الى ان “هذا الارتفاع سيؤدي كما جرت العادة الى الاعتماد على النفط كمصدر دخل وحيد للعراقيين وهذا ما سيجلب الويلات والكوارث في حال انهيار الأسعار”.

وأضاف خضير ان “الحكومات المتعاقبة عاجزة عن إيجاد مصادر تمويل أخرى للبلاد رغم وفرة الموارد الطبيعية الأخرى مثل الغاز الطبيعي والفوسفات وغيرهما، فضلا عن توفر الايدي العاملة التي بإمكانها تطوير القطاعات الصناعية والزراعية والسياحية”، محذرا من “الاستمرار في الاعتماد على الاقتصاد الريعي وعدم تأمين مستقبل وحاضر البلاد”.

 

دعم المشاريع التنموية

ويدعو المهتم في الشأن المالي رشيد ناطق، الى استثمار ارتفاع أسعار النفط وزيادة العوائد المالية في مشاريع تنموية تسهم في رفد الموازنة العامة بمصادر إضافية تمكنها من سد العجز في حال انهيار أسعار النفط.

وقال ناطق لـ”طريق الشعب”، ان “الحكومات المتعاقبة تعاملت مع الوضع الاقتصادي في البلاد بطريقة عشوائية وغير علمية، ونتيجة للفساد وسوء الإدارة وغياب الكفاءة والاختصاص عن مواقع صنع القرار هدرت وسرقت الأموال”، مشددا على “ضرورة استثمار عوائد النفط في مشاريع تنموية في قطاعات الصناعة والزراعة والسياحة من اجل تمكينها من المنافسة في الأسواق المحلية، ما يعني إمكانية توفير فرص عمل وزيادة العوائد المالية للدولة”.

وأضاف ان “الحكومة تحاول رفع يدها عن الاقتصاد وهذا امر خاطئ وخاصة في الوضع العراقي كونها تمتلك جيشا من الموظفين، عليها الاستفادة منهم وتشغيلهم بالطريقة الصحيحة، بدل محاولة غض النظر عن هذه المشكلة”، مبينا ان “العراق بحاجة ماسة الى تطوير اقتصاده المحلي وعدم الاكتفاء بالاعتماد على بيع النفط، وعلى الحكومة الاستفادة من هذا الارتفاع باستئناف العمل في المشاريع الحيوية المتلكئة”.

اما المستشار المالي للأمين العام لمجلس الوزراء، عبيد محل، فيقول: انه “غير متفائل بزيادة أسعار النفط لكونه لا يعبّر عن نمو او تنمية اقتصادية، انما كلما ازدادت الموارد النفطية وبسبب سوء الادارة يرتفع الانفاق الاستهلاكي ويزداد الفساد، اضافة الى أن أسعار النفط عبارة عن لعبة يتحكم بها الكبار من الدول ولا يؤتمن جانبها”.

 

************

مفاهيم اقتصادية مبسطة.. البناء التحتي للمجتمع

 

اعداد: د. صالح ياسر

 

* البناء التحتي للمجتمع : ويطلق علية كذلك القاعدة الاقتصادية، وهو النظام الاقتصادي، أي جملة العلاقات الانتاجية الاجتماعية القائمة في كل مرحلة من مراحل تطور المجتمع. ويعرف ماركس البناء التحتي للمجتمع كما يلي : “ إن مجموع هذه العلاقات يشكل البنية التحتية في المجتمع، يشكل البنيان التحتي الواقعي، الذي يعلوه البناء الفوقي: الحقوقي والسياسي، وتلائمه اشكال معينة من الوعي الاجتماعي”. ان طابع القوى المنتجة وتطورها هما اللذان يحددان وضع البناء التحتي في المجتمع وتطوره. غير ان البناء التحتي ليس سلبيا بخصوص القوى المنتجة. انه واياها في تفاعل متبادل ومتواصل. ومادامت العلاقات الانتاجية متلائمة مع طابع القوى القوى المنتجة فإنها تكون عاملا يدفع تطور الثانية الى الامام. اما اذا كفت العلاقات الانتاجية عن التلاؤم مع طابع القوى المنتجة المتطورة ، تتحول العلاقات الانتاجية، على العكس، الى كابح يعرقل تطور القوى المنتجة.

 

*****************

الصفحة السابعة

 

القضاء في مواجهة صراعات سياسيّة محتدمة الشيوعي اللبناني يرفض عودة البلاد الى الاقتتال الاهلي

متابعة ـ طريق الشعب

في اعقاب الاشتباكات المسلحة التي حدثت في بيروت نهاية الاسبوع الماضي، والتي راح ضحيتها ستة أشخاص على الأقل وجرح العشرات، رفض الحزب الشيوعي اللبناني إعادة البلاد إلى ‏مرحلة الصدام والاقتتال الأهلي بطابعه ‏المذهبي والطائفي.

 

وتتوجه اصابع الاتهام الى مسؤولين واحزاب سياسية في الانفجار الذي حدث في مرفأ بيروت قب اكثر من عام، وحدث الانفجار بعدما أدى حريق إلى تفجير 2750 طنا من نيترات الأمونيوم كانت مخزنة في الميناء لمدة ستة أعوام تقريبا، دون مراعاة شروط السلامة.

وطلب القاضي المكلف بالتحقيق في القضية التي تقع تحت وطأة الصراعات السياسية في لبنان، استجواب نائبين عن حركة أمل بشبهة الإهمال في قضية الانفجار.

 

رفض وإدانة

وأعلن الحزب الشيوعي اللبناني، رفضه وإدانته الصريحة لإعادة البلاد إلى ‏مرحلة الصدام والاقتتال الأهلي بطابعه ‏المذهبي والطائفي، معتبراً أن ذلك الهدف منه “‏الانتقال بالبلد المنهار إلى أجواء الحرب الأهلية والاقتتال الداخلي وفدرالية ‏الأمر ‏الواقع في زمن البؤس والخراب”.

وحمّل الشيوعي اللبناني مسؤولية ما حصل لـ”أسلوب التجييش الطائفي وزجّ ‏الشارع بمواجهة الشارع والتهديدات ‏والاتهامات بتسييس التحقيق بجريمة ‏انفجار المرفأ من قبل حزب الله وحركة امل، والتي كان بالامكان عبر ‏رفع ‏الحصانات دحض الادعاءات قضائياً بالأدلة الدامغة، اظهاراً للحقيقة ‏وتحقيقا للعدالة”.

ودان الحزب استعمال القوات اللبنانية “السلاح واعمال القنص وكذلك ادانته لكلّ الذين شاركوا في استعمال السلاح والعنف ‏وترويع الأهالي والمدنيين”، داعياً إلى “المحاسبة ‏الشديدة”، ومحذراً من “الاتجاه الصريح نحو إعادة احياء خطوط التماس”.

وأكد الحزب أن ما حصل من “اشتباك عنفي في بيروت وضواحيها راهناً يصبّ في ‏مصلحة المشاريع الأميركيّة والصهيونيّة في ‏المنطقة، ويدفع لبنان دفعا نحو ‏الفدرالية الطوائفية”.

ودعا إلى أن “القوى الأمنية إلى وقف هذا الاقتتال ‏فوراً، وإلى استكمال التحقيق ليأخذ مجراه ‏القانوني بشفافية مطلقة من ‏أجل كشف الحقيقة وضمان حقوق أهالي الضحايا، ومحاسبة كل المرتكبين ‏مهما علا شأنهم ‏وإلى أية جهة انتموا، سواء في الداخل أو الخارج”.‏

 

قصة الاشتباك

واندلع إطلاق النار الخميس أثناء تظاهرات، نظمتها حركة أمل وحزب الله احتجاجا على القاضي المكلف بالتحقيق في انفجار مرفأ بيروت العام الماضي.

وقالت مصادر وتقارير اعلامية، إن “الاشتباكات بدأت بعدما أطلق قناصة من على أسطح البنايات النار على المتظاهرين”.

واتهمت حركة أمل وحزب الله “حزب القوات اللبنانية” بإطلاق النار. لكن الحزب، ذا الجذور المسيحية، نفى ضلوعه بذلك.

وبدأت الأحداث أمام قصر العدل بتجمع مئات الأشخاص ممن يقولون إن التحقيق أخذ “طابعا سياسيا”. وطالب المتظاهرون بتنحية القاضي طارق بيطار. ولكن الوضع ما لبث أن تصاعد.

واندلع إطلاق نار كثيف بمجرد مرور المتظاهرين بميدان في منطقة الطيونة.

واضطر سكان المنطقة، إلى الهروب من منازلهم، واختبأ أطفال المدارس تحت طاولاتهم بعد تبادل رجال، يعتقد أنهم من فصائل شيعية ومسيحية مسلحة، إطلاق النار باستخدام أسلحة آلية وقاذفات هاون في الشوارع.

وتواصل الاشتباك لساعات قبل أن يعود الهدوء إلى المنطقة.

ونقلت “رويترز”، عن شاهد قوله، إن المعلمين في إحدى المدارس أمروا التلاميذ بالاستلقاء أرضا على بطونهم ووضع الأيدي فوق الرؤوس.

وأفادت مصادر طبية وعسكرية بأن بعض الضحايا أصيبوا برصاصات في رؤوسهم. ومن الضحايا امرأة أصيبت برصاصة وهي في بيتها.

ودعا رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي “الجميع إلى الهدوء وعدم الانجرار وراء الفتنة لأي سبب من الأسباب”.

وقال الجيش إنه نشر قواته للبحث عن المهاجمين، محذرا من أنهم “سيطلقون النار على أي مسلح في الشارع”. وفي وقت لاحق، أعلن الجيش اعتقال تسعة أشخاص “من الجانبين، بينهم سوري”.

استجواب نائبين

وفي وقت سابق، رفضت محكمة شكوى تقدم بها وزيران سابقان ونائبان عن حركة أمل، كان القاضي بيطار طلب استجوابهما بشبهة الإهمال في قضية انفجار الميناء.

وينفي الرجلان، وهما علي حسن خليل وغازي زعيتر، مخالفة القانون، ويتهمان القاضي بالانحياز.

ونددت عائلات الضحايا بالشكوى، التي تسببت في تعليق التحقيق للمرة الثانية في غضون ثلاثة أسابيع.

واتهمت العائلات القيادات السياسية في البلاد بمحاولة حماية نفسها من المحاسبة.

وتوجه أقارب الضحايا برسالة إلى أعضاء الحكومة في الاسبوع الماضي، قالوا فيها: “ارفعوا أيديكم عن القضاء”. وجاء هذا بعدما طالب وزراء متحالفون مع حزب الله بتنحية القاضي بيطار.

وحدث الانفجار بعدما أدى حريق إلى تفجير 2750 طنا من نيترات الأمونيوم كانت مخزنة في الميناء لمدة ستة أعوام تقريبا دون مراعاة شروط السلامة.

وكان كبار المسؤولين على دراية بوجود هذه المادة وبخطورتها، ولكنهم لم يفعلوا شيئا لتأمين تخزينها، أو نقلها إلى مكان آخر أو التخلص منها.

 

قاضي ذو شخصية غامضة

بعد شهور من توليه التحقيق في حادث انفجار مرفأ بيروت عام 2020، الذي أسفر عن مصرع أكثر من مئتي شخص وإصابة أكثر من ستة آلاف، وجد بيطار نفسه في قلب معركة محتدمة بين القوى السياسية المختلفة في لبنان.

وجاء تعيين بيطار قاضياً للتحقيق في الانفجار في شباط 2021 خلفاً لفادي صوان، الذي أمرت محكمة التمييز الجزائية بتنحيته، بعد قبول دعوى تطالب بذلك عقب طلبه استجواب رئيس الوزراء اللبناني السابق حسان دياب وثلاثة وزراء سابقين.

ويعتبر بيطار، الذي يحقق في أكبر قضية تشهدها البلاد منذ اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري عام 2005، شخصية غامضة إلى حد ما بالنسبة للبنانيين، فهو لا يتحدث كثيرا للصحافة، ولا يظهر في مناسبات عامة.

وشغل بيطار منصب قاض منفرد جزائي في طرابلس بين عامي 2004 و2010، حيث تولى النظر في قضايا جرائم مالية. ثم عين مدعياً عاماً استئنافياً في شمال لبنان حتى عام 2017، وتولى التحقيق في جرائم طالت بعض الشخصيات السياسية والإعلامية.

وإضافة إلى مهمته كمحقق عدلي في انفجار مرفأ بيروت، يشغل بيطار منصب رئيس محكمة جنايات بيروت منذ عام 2017.

وخلال توليه رئاسة المحكمة، نظر في عدد من القضايا الجنائية الكبيرة التي شغلت الرأي العام، من بينها جرائم قتل وإتجار بالمخدرات وإتجار بالبشر، ووصفت بعض القرارات التي صدرت عن محكمته بالمتشددة.

ففي أيار من العام الجاري، تم تداول اسم بيطار بشكل واسع في لبنان بعد إصداره حكما في قضية طفلة لبنانية بترت أصابعها نتيجة خطأ طبي. إذ أصدر حكماً بدفع الجهات المتسببة بالضرر مبلغ مليار ليرة (حوالي 650 ألف دولار) لعائلة الطفلة، إضافة إلى راتب شهري مدى الحياة لها، ما أثار غضبا داخل القطاع الطبي.

 **********************************

 

ضمت شخصيات سياسية وأخرى من مشاهير العالم أوراق باندورا كشفت مدى فساد النظام المالي العالمي

 

عادل محمد

 

في بداية الشهر الحالي، نشر الاتحاد الدولي للصحفيين الاستقصائيين أوراق باندورا، وهي مجموعة مهمة من السجلات المالية الخاصة التي تكشف عن الأعمال التجارية العالمية للتعتيم على الثروة والتهرب الضريبي من قبل فاحشي الثراء. التسريبات التي تضم قرابة 12 مليون ملف وتحتوي على أسماء أربعة عشر رئيس دولة، شكلت دليلا جديدا، على أن نسبة 1 في المائة المهيمنة على المال في العالم، العابرة للحدود الوطنية، تنشط بشكل متزايد الآن وفقًا لقواعدها الخاصة وتستخدم شبكة من الملاذات الضريبية والثغرات القانونية للحفاظ على ثرواتها.

وللكشف عن طبيعة الحدث وتداعياته، وارتباطه بطبيعة النظام الرأسمالي كحاضنة للفساد، أجرت مجلة جاكوبين اليسارية حوارا مع جاك كولنز مدير برنامج عدم المساواة والرفاهية في معهد دراسات السياسة ومؤلف كتاب “مكتنزو الثروة. كيف تدفع الملايين لإخفاء التريليونات”. فيما يلي خلاصة لموضوعات هامة تضمنها الحوار.

 

الخلفيات

نشر “أوراق باندورا” كشف النقاب عن استراتيجيات التهرب من دفع الضرائب لأثرياء العالم، الذين يمتلكون أصولا تزيد عن 30 مليون دولار.

لقد كان نتيجة “التعاون الصحفي الأكبر على الإطلاق”: شارك فيها 600 صحفي من 170 دولة، بتنسيق من الاتحاد الدولي للصحافيين الاستقصائيين. وبمشاركة الواشنطن بوست والغاردنيان.

تسريب أوراق باندورا أكبر بكثير من سابقتها أوراق بنما. كانت الأخيرة بيانات تخص شركة محاماة واحدة في بنما هي موساك فونسيكا، في حين تشمل التسريبات الحالية وثائق سرية لأربعة عشر مرفقا ماليا مختلفا لخدمات الأصول الخارجية في سويسرا وسنغافورة وقبرص وساموا وفيتنام وهونغ كونغ وكذلك من شركات في ملاذات ضريبية معروفة مثل بليز سيشيل وجزر الباهاما وجزر فيرجن البريطانية. تساعد هذه الشركات الأفراد الأثرياء والشركات الكبيرة على الاستفادة من جميع الحيل القانونية في البلدان منخفضة الضرائب والملاذات الضريبية.

تضمنت الأوراق قرابة 12 مليون ملف لهذه الشركات، بما في ذلك رسائل البريد الإلكتروني المسربة والمذكرات والإقرارات الضريبية والبيانات المصرفية ونسخ جوازات السفر ومخططات هيكل الشركة والحسابات السرية وعقود الأراضي السرية. وتسمية المالكين الحقيقيين لشركات صناديق البريد المبهمة لأول مرة. وستوفر مجموعات البيانات تفاصيل ومعارف جديدة.

ولا تتضمن أوراق باندورا العديد من أسماء الأثرياء الأمريكيين، لأن الوثائق تخص مرافق مالية في اثنتي عشر دولة، لا يفضل الأمريكيون الاستفادة منها لحماية ثرواتهم. وعلى الرغم من ذلك هناك أكثر من 700 شركة تم الكشف عنها ينحدر مالكوها من الولايات المتحدة. لذا فإن القصة لم تنته بعد.

 

وسائل إخفاء الثروات

الشبكات العابرة للحدود الوطنية لنخبة الثروة العالمية، وحركة رؤوس الأموال، تتيح لفاحشي الثراء سبلا لإخفاء ثروتهم منها: دفع تكاليف لتوظيف خبراء متطورين في “صناعة حماية الأصول”، محامي الضرائب، ومديري الأصول، ومراجعي الحسابات، أو لإنشاء “مكاتب عائلية” لإدارة أصول عائلاتهم الحاكمة على مدى أجيال. وعبر مجموعة من الأدوات المعروفة: الحسابات المصرفية وشركات البريد الإلكتروني المجهولة في الولايات أو الأقاليم، حيث القوانين التي تطالب بالكشف عن الملكية محدودة، وخصوصية القوانين المدنية في هذه الأماكن.

الأنظمة التي يستخدمها الأثرياء معروفة منذ فترة طويلة، ولكن الجديد هو الكشف عن هوية 206 من أصحاب صناديق الاستئمان المنشأة في بعض الولايات الأمريكية. لذلك أصبح الحديث عن أناس حقيقيين، كثير منهم ذو سمعة سيئة.

 

سبل العلاج

في النظام العالمي الحالي، حيث يمكن لرأس المال أن يختفي في الظلمة وتتنافس عشرات البلدان والأقاليم على استضافته، سيكون من الصعب فرض ضرائب فعالة على الأغنياء. ستكون هناك دائمًا أماكن مثل جزر كوك على استعداد لبيع سيادتها وخفض سقف شروطها من أجل جذب تلك الثروات. لكن من الواضح أن الولايات المتحدة تمثل حوتا اقتصاديا يتحمل مسؤولية أكبر وفرصا أكبر لإصلاح النظام السائد، اذ يمكن للقوانين الاتحادية تجاوز التساهل الكبير الذي تنطوي عليه قوانين الولايات إزاء حركة الأموال وامكانيات اخفائها، لكن يجب أن تتوفر إرادة لتذليل المعوقات.

ينبغي أن تتخذ الولايات المتحدة عددًا من الإجراءات لإغلاق ملاذاتها الضريبية الخاصة وحظر أو إعاقة تشكيل صناديق الاستئمان بأشكالها المختلفة. ويجب ضبط الصناديق التي تزيد أصولها عن مبلغ معين في سجل عام، والإفصاح عن المستفيدين منها. ويمكن أيضًا تمرير قانون اتحادي يحظر صناديق الاستئمان ذات المدة غير المحددة ويحدد امدها.

بالإضافة إلى ذلك، ينبغي أن تشارك الولايات المتحدة في صياغة المعاهدات العالمية والاتفاقيات التجارية التي يمكن استخدامها لفرض المزيد من الشفافية على الشركات، فإذا تعاونت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة لرفع المعايير (بدلاً من خفضها أكثر) وفرض الشفافية كجزء من شروط التجارة والأنشطة الاقتصادية الأخرى، فسيكون لذلك تأثير كبير.

وللوصول إلى حد أدنى عالمي للضريبة على الشركات، كما تدرس الآن دول مجموعة العشرين، ينبغي أن تكون هناك تقارير ضريبية خاصة بكل بلد. ويتعين مثلا على شركة مثل آبل الإفصاح عما تدفعه في كل دولة على حدة، ومقدار المبيعات التي تحققها، وعدد الموظفين لديها وما إلى ذلك. هذه كلها نقاط انطلاق ممكنة لبدء التغيير.

ستحرك أوراق باندورا المياه. وسيكون من المفيد الحصول على المزيد من التسريبات حول الشركات الأمريكية لكي تكتمل الصورة.

 *********************************************

الاتحاد التونسي للشغل: التدخلات الأجنبية مساس بـ «السيادة الوطنية»

تونس ـ وكالات

رفض الاتحاد العام التونسي للشغل التدخل الأجنبي في البلاد، تحت أي مبرر، وذلك بعد تخصيص البرلمان ‏الأوروبي والكونغرس الأمريكي جلسات لبحث الأوضاع في تونس، معتبراً ذلك مساسا بـ»السيادة الوطنية».

واعتبر الاتحاد أنّ «تخصيص جلسة للكونغرس الأمريكي حول الأوضاع في تونس أو التجهيز لجلسة تصويت يعقدها ‏الاتحاد الأوروبي، الثلاثاء المقبل، هو نتاج تحريض سافر من بعض المعارضين التونسيين للمسار الذي جاءت به ‏الإجراءات الاستثنائية التي أعلنها رئيس الجمهورية يوم 25 تموز».‏

ودان الاتحاد التونسي للشغل تبعية بعض الأشخاص «المرتبطين باللوبيات وببعض الأطراف السياسية على للسفارات ‏والدول»، وتحريضها ضدّ تونس «بدعوى الدفاع عن الديمقراطية التي انتهكوها كثيرا».‏

كما أعلن رفضه مساعي هذه «اللوبيات» الاستقواء بالدول الأجنبية للتدخل في الشأن الداخلي للبلاد، بهدف «عودتهم إلى ‏الحكم والهيمنة على مفاصل الدولة ومواصلة عبث عشرية من الفساد والنهب والإرهاب».‏

وشدّد الاتحاد على أنّ «التدخل في الشأن التونسي مرفوض تحت أيّ علّة»، معتبرا ذلك «مساسا بالسيادة الوطنية، ‏وتكريسا لنزعة استعمارية بائدة تسعى إلى تقديم دروس فاشلة في الديمقراطية في حين تصمت أمام ما تتعرّض له ‏تونس من تفقير، ومن تهديدات إرهابية».‏

ورحب أيضاً بتشكيل الحكومة التونسية الجديدة برئاسة نجلاء بودن رمضان، واعتبرها «خطوة أولى على طريق ‏تجاوز الأزمة»، مطالباً الحكومة «بتوضيح أولوياتها وتحديد خططها واحترام استمرارية الدولة من خلال الالتزام ‏بتعهّداتها وتنفيذ الاتفاقات المبرمة وضمان الحقوق والحريات وترسيخ مبدأي التشاركية والحوار الاجتماعي».‏

******************************

الصفحة الثامنة

قرن من الفقر في العراق

خليل ابراهيم العبيدي

 

للفقر في العراق قصة طويلة تمتد جذورها إلى حكم الدولة العثمانية، وتبلورت أشكاله ومضامينه إبان ما يطلق عليه بالحكم الوطني ليأخذ منحاه الاستغلالي بعد اكتشاف النفط الوفير. والفقر لا يتأتى كما يقول ماركس إلا نتيجة تراكم الثروة في قطب واحد من المجتمع هو في نفس الوقت تراكم الفقر والبؤس في القطب الاخر. وقد أستهل العهد الملكي حكمه بالتمييز الطبقي الناتج عن إغناء الاقطاعي الغني وافقار الفلاح الفقير من خلال قوانين ملكية الارض او توزيع الاراضي الزراعية وتسجيلها في الطابو، او تنفيذ قانون دعاوى العشائر الذي أصدره الحاكم البريطاني عام 1918لينال الشيخ الاقطاعي سلطة القاضي في إصدار الأحكام وسلطة الدرك في تنفيذها وذلك لهدف واحد الا وهو الاستغلال الأمثل للإنتاج الزراعي على حساب أجر الكفاف للفلاح. ونال عسكريو الحكم الجديد من جنرالات الجيش العثماني نصيبهم من الأراضي الزراعية ليتحولوا إلى سياسيين ورأسماليين استحوذوا على المال والسلطة بالاشتراك مع الاقطاع وبإرادات ملكية متتالية ومنها إرادة ملكية تضمن لشيوخ العشائر 25 بالمئة من عضوية مجلس الاعيان يعينهم الملك.  وقد تحول السواد الأعظم من الناس إلى فقراء يعملون لدى الاقطاعي او الرأسمالي الذي بدأ ينشئ الصناعات منذ العام 1925، أمثال اللواء السابق في الجيش العثماني فتاح باشا، أو الوصي عبد الإله خال الملك فيصل الثاني صاحب مصانع النسيج، او غيرهم من العائلات القليلة التي استحوذت على العقود مع الجيش البريطاني المحتل وبنت شركات صناعية وتجارية مشكلة قطب الأقلية في المجتمع العراقي الذي تكلم عنه ماركس. ولم يكن هناك توزيع عادل لموارد البلد بعد اكتشاف النفط، وكان راتب رئيس الوزراء مثلا في الخمسينات 400 دينار، مقابل راتب اسمي للمعلم 18 دينار و7،500 مخصصات غلاء معيشة،  أو كان راتب خريج الكلية عند التعيين 28 دينار يقابلها 13،500 غلاء معيشة، وعلاوة سنوية دينار واحد. وفي عام 1957 كان أجر خلفة البناء (البناء) دينارا واحدا، وأجور عامل الطين 400 فلس، في الوقت الذي كان اغلب الناس لا تملك دارا للسكن وان متوسط الايجار خمسة دنانير للدور في الدوريين وسوق الجديد والفحامة وغيرها من مناطق السكن البغدادية، وكانت بغداد مملوءة بالصرائف قبل ثورة تموز.   وكانت كما يقول الشاعر القاضي ابو محمد عبد الوهاب المالكي البغدادي،

دارا لأهل المال واسعة

وللصعاليك دار الضنك والضيق

اما الأجراء الآخرون من العمال في العهد الملكي فكانت حياتهم حياة من يعمل هذا اليوم ولا يجد عملا في الغد. وبفعل التقادم الزمني تكونت الحدود الواضحة للطبقية في العراق والتي أدت بدورها كتحصيل حاصل إلى سرعة نمو اليسار في العراق ليتوج بولادة الحزب الشيوعي العراقي عام 1934، ليكون المتصدي الأول للاستعمار القديم والمعبر الحقيقي عن مكوناته الطبقية من العمال والفلاحين وصغار المثقفين. وقد ظلت موارد الدولة تحدد من قبل  شركات النفط البريطانية يقابلها إعمار لم يكن ليأخذ بالاعتبار معالجة البطالة المتزايدة بنسبة اكبر بكثير من الزيادة السكانية المقدرة ب 3 بالمئة، وفي ليلة ثورة 14 تموز عام 1958، كان ما مجموعه الاجمالي من الاراضي الزراعية،، كما يذكر حنا بطاطو في كتابه الطبقات الاجتماعية والحركات الثورية من العهد العثماني حتى قيام الجمهورية ص 69، كان ما مجموعه الإجمالي 5،457،354 دوم تملكها 23 عائلة شيعية عربية و14 عائلة سنية عربية و11 عائلة كردية وعائلة واحدة يهودية اي ما يقارب نسبة 80 بالمئة من الاراضي الزراعية بيد هذه القلة القليلة من العائلات مقابل الملايين من الفلاحين الفقراء وعوائلهم، وحاولت الثورة قلب المعادلة عن طريق قانون الإصلاح الزراعي لصالح الفلاحين وفقراء الريف الذي كان عددهم يشكل 70 بالمئة من سكان العراق، لكنها جوبهت بالعداء الاقطاعي المتضامن مع دولة الاستعمار القديم.  ورغم ذلك قامت الثورة بتحسين ظروف الفلاحين والعمال وحددت الحد الأدنى للأجور، ووزعت قطع الأراضي وأنشأت الدور السكنية، وأقامت المصانع لسد حاجة البلد ومعالجة البطالة وأنشأت النقابات والجمعيات الفلاحية من أجل الدفاع عن العمال الفقراء وفلاحي الريف ولأول مرة رابطة للمرأة العراقية تدافع عن حقها في الحياة والعمل. ولها الكثير من الإنجازات الخاصة بمعالجة الفقر. غير أن مؤامرة الاقطاع والبرجوازية العسكرية وتدخل مصر الناصرية كانوا وراء انقلاب البعث في الثامن من شباط الاسود عام 1963 على الثورة ومنجزاتها، وكانت فترة حكم البعث الأول فترة مليئة بالصراعات الحزبية لعدم توفر قاعدة فكرية او منهج سياسي لحزب اعتمد أساليب القوة والتهديد في تحقيق أهدافه. لكنه ما لبث ان سقط على يد المشير عبد السلام عارف صبيحة الثامن عشر من تشرين الثاني عام 1963، ليبدأ عند هذا اليوم حكم القوميين العرب المتأثرين بأفكار عبد الناصر الإصلاحية، فأصدر المشير عارف في تموز عام 1964 قرارات تأميم الشركات والبنوك وشركات التأمين الأهلية وغيرها من المصالح الإنتاجية التي حولت إلى ملكية الدولة لتنضم إلى المصالح الحكومية الاخرى مشكلة بذلك نواة القطاع العام الإنتاجي على وفق ما اطلق عليه بالاشتراكية العربية بعيدا عن المحتوى الحقيقي للاشتراكية العلمية. وصارت الدولة مالكة للإنتاج بدلا من الرأسمالي، وصارت فلسفة الحكم تقوم على الربح دون اعادة النظر في الأجور او المساعدات للطبقات الفقيرة. وفي فترة حكم البعث الثاني توسع القطاع العام ليشمل المئات من الشركات الحكومية ولكن لم تتقلص فجوة الفقر، إذ ظل العامل الحكومي والموظف الحكومي يعملان بأجر الكفاف، دون ان تنال الطبقات الاجتماعية الكادحة نصيبا من أرباح الشركات، بل وبسبب حروب صدام صارت عوائد الشركات تحرق في أتون هذه الحروب. وأخذ الضنك يزداد يوما بعد يوم حتى أصبح راتب الطبيب الأخصائي مثلا ثلاثة آلاف دينار اي ما يعادل 100 دولار حسب سعر السوق آنذاك، وان الرواتب في القطاع العام والمختلط كانت لا تكفي لسد الرمق. وتناقل الناس رغم ظلم الديكتاتورية اخبار الفقر، وخاصة بين الموظفين فدعاهم رئيس النظام في خطاب له، دعا الموظف الحكومي للعمل في حمل طاسة الطين بعد الدوام الرسمي (العمل في مهنة العمالة). وهكذا ظل الفقر سيد الموقف حتى الاحتلال عام 2003، حيث انتقل الفقر بالوراثة جراء ظلم قادة العهد الجديد ولكن بدرجة أعلى ودون خوف او وجل ليتحول المال العام بفعل القوانين او بعامل السرقة او التزوير إلى جيوب اقلية تمردت على واقعها وتنكرت لأهلها لتتحول ببن ليلة وضحاها إلى رأسمالية جراء سرقة المال العام لتحوله إلى أرصدة في شتى دول العالم. ولو قدر لها ان توظف هذه الاموال في الداخل لكانت سببا مسكوتا عليه لتقليل نسب الفقر، ولكنها ضاعفت باختلاس أموال الدولة التي كان لها ان تجد فرص عمل وفي النهاية ارسلتها لتستفيد منه دول اخرى، حتى وصلت نسبة الفقر في العراق الى 31،7 في المائة حسب ما اعلنه وزير التخطيط في 8 تموز عام  2020 وعزا ذلك إلى جائحة كورونا، وهو تبرير لا يمت إلى الحقيقة بصلة اذ ان عملية إفقار العراق واضحة دون لبس ولأسباب يعرفها الجميع وان النسبة المعلن عنها اقل بكثير وخاصة في الريف جراء شحة المياه وقلة المحصول واستفحال البطالة المؤدية إلى الفقر. هذا وقد ازدادت مناسيب الفقر بمعدلات أعلى مما هو معلن عنه بعد أقدام حكومة الكاظمي على تخفيض سعر العملة الوطنية إلى الربع، مما دفع بأسعار المواد الأساسية والأدوية الإيجارات للارتفاع بنسب متفاوتة قد تصل إلى 35 بالمئة.

أن للفقر في العراق قصته الطويلة طوال القرن الاخير، والتي لم تلق الأذن الصاغية او العين الناظرة، ولأسباب يتصدرها قلة الوطنية وضعف النفوس، حتى صار لدى العراقيين اعتقاد راسخ من ان الحكومات المتتالية منذ التأسيس عام 1921 تتعمد افقار المواطن كي تلهيه وتبعده عن الانتباه إلى الفساد الذي ينهش ضمائر المتنفذين وخراب ذممهم.

**********

قوى التغيير ونتائج الانتخابات العراقية

رشيد غويلب

 

أسعى في السطور التالية الى تسجيل ملاحظات سياسية أولية بشأن نتائج الانتخابات التي جرت في العاشر من الشهر الحالي، تاركا الجوانب الفنية لأهل الاختصاص. لقد سميت الانتخابات رسميا بـ “الانتخابات المبكرة”، على الرغم من ان هذه التسمية فقدت معناها جراء التسويف والتأجيل المتكرر، في محاولة من الحكومة والقوى المتنفذة لترتيب أوراقها.

أشارت بعض التقييمات الموضوعية الى تميز هذه الانتخابات عن سابقتها، من حيث الإجراءات التنفيذية والأمنية، ومحدودية الخروقات الانتخابية التي شابت جميع الانتخابات التي عشناها منذ العام 2005، وهو أمر حرصت الحكومة على تحقيقه لكي تضيفه إلى قائمة “منجزاتها الفقيرة”، فضلا عن التقنية الحديثة التي منعت تنفيذ عمليات تزوير سريعة وخاطفة، وحرمت المزورين من تمديد وقت التصويت. ولكن هذا لا يعني غياب تأثير قوي للمال السياسي، والمخلفات الأخرى وهو ما تحدثت عنه منظمات المراقبة العالمية ووسائل الإعلام.

وارتباطا بالمخاوف من حدوث مقاطعة غير مسبوقة، كثرت وتعددت أشكال وأساليب دعوة الناخبين للمشاركة، واشتركت في هذه الدعوات قوى مختلفة، بضمنها مؤسسات حرصت على حيادها في السابق. بالإضافة إلى المراقبة الدولية التي كانت حاضرة كعامل طمأنة للناخب العراقي، والأموال التي انفقتها الحكومة بسخاء، لم تمارسه في توفير خدمات ضرورية للمواطن العراقي.

ان كل ما أشرنا اليه لم يحقق أهدافه المرجوة، فكانت نسبة المقاطعة الفعلية أكثر من 60 في المائة، من مجموع من يحق لهم التصويت وتصبح النسبة أكثر بكثير، إذا ما حسبت سياسيا، وفق حالة الرفض السائدة في الشارع للنظام السائد، والذي لا زال يدور في حدود الفشل.

وجاءت النتائج لتؤكد صحة موقف المقاطعين، الذين انسجموا مع حالة الرفض الشعبي، الذي يعكس مرارات الملايين خلال 18 عاما هي عمر نظام المحاصصة والفساد. والمؤشرات المتوفرة حتى هذه اللحظة، تشير إلى أن النتائج ستعيد انتاج منظومة الحكم السابقة، رغم الحراك الذي عكسه حصول بعض قوائم المنتفضين على نتائج لافتة، حملت معها وجوها يسارية وديمقراطية إلى البرلمان الجديد. ويجب ان لا ننسى المخاطر التي يشكلها غضب الخاسرين، والذين يلوحون باستخدام أساليبهم الخاصة، على الرغم من أن إمكانات نجاح هذه المحاولات محدود، ارتباطا بالتوازنات الإقليمية الجديدة، وعدم الرغبة في خلق نزاعات وبؤر توتر، تتعارض مع فكرة إنجاح المفاوضات بشأن الملف النووي الإيراني.

إن هذا الحراك المتحقق لا ينفصل مطلقا عن تأثيرات انتفاضة تشرين 2019 البطلة. وهنا لابد من الإشارة إلى أن فعل المقاطعة كان واضحا، ضمن أمور أخرى، في تحديد، مساحات حركة القوى المتطرفة، في استخدام أساليبها السابقة على نطاق واسع، بمعنى آخر لا يمكن فهم الحراك السياسي، بالنسبة لقوى التغيير، بعيدا عن فعل المقاطعة، الذي مثل انتقاله سياسية نوعية ومنظمة للتعامل مع النظام السائد.

إن الحديث عن صحة حملة المقاطعة وتأثيرها، لا يتقاطع مع خيار قوى معسكر التغيير التي اختارت المشاركة في الانتخابات، ولهذا فإن السعي لتقسيم قوى التغيير إلى مقاطع ومشارك ضار جدا، ويخدم الكتل المتنفذة في تجاوز حالة الانحسار الجماهيري الذي تعيشه. ومن جانب آخر فإن النظرة القصيرة والسطحية لبعض المدنيين الذين شاركوا في الانتخابات، ولم يحققوا نتائج مرضية، في القاء المسؤولية على قوى المقاطعة، والتسرع في كيل الاتهامات للآخرين، عمل يجب الابتعاد عنه، والتحلي بالموضوعية ودراسة أسباب عدم تحقيق النجاح، والتي تتلخص في رأيي المتواضع، في أن مرشحي تشرين الذين  فازوا بمقاعد انتخابية، حققوا ذلك بأصوات جمهور الانتفاضة، وبأساليب وأدوات وخطاب يختلف كليا عن الأساليب التقليدية التي دأبت عليها القوى المدنية في الجولات الانتخابية السابقة، بالإضافة إلى مخاوف اللحظات الأخيرة التي دفعت قسما من جمهور المنتفضين للتصويت إلى زملائهم المشاركين، ردا على تهديدات وإشارات كانت تحمل في ثناياها مخاطر جدية.

ومن الضروري ان تحظى هذه الحقيقة بالدراسة من قبل قوى معسكر التغيير، في إطار مراجعة تفصيلية واسعة وشفافة لتجربتها السابقة، لأن الدرس الهام الذي أفرزته الانتخابات هو ان الناخب العراقي الساعي للتغيير مختلف اليوم كليا، ولم تنجح الأساليب النخبوية، والآليات والذهنيات التقليدية في الحصول على صوته، وإن على من يسعى لكسب صوت هذ الناخب أن يجدد من أساليبه وخطابه وسياساته، على أساس قراءة فكرية، بعيدة عن التشبث بالماضي والعزلة عن الناس، وبالتالي البحث عن تبريرات واهية والقاء اللوم على الآخرين.

والأكثر ضررا ستكون محاولة بعض العقول المحافظة العودة إلى سياسات ما قبل الانتفاضة، وتبتعد عما تحقق، وهو كثير على طريق توفير مقدمات التغيير عبر علاقة حية ومتفاعلة مع الناس وتبني همومهم، بروح نضالية واعية وبعيدة عن “الجملة الثورية الفضفاضة”.

إن ما حدث يفتح آفاقا جديدة لقوى التغيير، شريطة قدرتها على الوصول إلى خطاب يؤكد على المشتركات ولا يلغي التنوع وعلى أساس من التساوي في التعامل مع بعضها البعض، فالانتخابات أكدت خسارة المتنفذين لقواهم التصويتية السابقة، بنسبة تراوحت بين 50 – 80 في المائة، أي أن هذه القوى فقدت شرعيتها الجماهيرية، رغم تصدر بعض كتلها المشهد الانتخابي، لامتلاك بعضها مساحة تكتيكية واسعة، وفرها قانون الانتخابات المعتمد، فيما استفادت كتل أخرى من الاستقطاب والشخصنة، داخل الإسلام السياسي “الشيعي”. اما نتائج الانتخابات في إقليم كردستان، فقد جاءت لأسباب معروفة، جوهرها الصراعات التي عصفت ببعضها، وفشل المشاريع البديلة التي مثلتها “حركة التغيير” في السنوات الأولى لانطلاقتها، ولكن الملفت هو حصول حزب “الجيل الجديد” على 8 مقاعد، الذي أشر توق الناخب الكردستاني للتغيير، على الرغم من عناصر القوة التي تتمتع بها الأحزاب الحاكمة. وهذا يطرح على القوى اليسارية والتقدمية هناك، مهمة عدم ترك الشارع الكردستاني للقوى الليبرالية التابعة لمشاريع الغرب، والعودة الأساسية الى فعل مؤثر في الشارع السياسي عبر تجميع قواها على أساس رؤية نقدية جريئة ومتجددة.

اما قوى ما يسمى بالبيت “السني”، فلا تزال تبحث عن موقع تأثير حقيقي في القرار السياسي في العراق، وسط انقسامها وصراعاتها، وهو أمر يلقي على قوى التغيير في المحافظات الغربية الخروج من عزلتها، ودخول حلبة المنافسة والصراع مع هذه القوى المحافظة والتقليدية.

 

**************

الصفحة التاسعة

«دروس في العذوبة والعذاب».. حسب الله يحيى

مآثر بطولية بعشرين درسا

منى سعيد

 

يبلغ حد السكين العظم ونتشرب علقم المرارة صفحة إثر أخرى ونحن نقرأ كتاب حسب الله يحيى “ دروس في العذوبة والعذاب” الصادر أخيرا عن منشورات اتحاد العام للأدباء والكتاب بواقع 145 صفحة

لئلا تخونه الذاكرة وليوقد شموعا لذكرى استشهاد أخيه المناضل وعد الله يحيى النجار عمد الكاتب الى  تسطير سيرته ومآثره النضالية لتبقى شاهدا على زمن لم يبخل فيه الشيوعيون الأصلاء بكل ما حملوا من نبل وعناء وما قدموه من دماء وأرواح قرابين من أجل نصرة العدالة الاجتماعية والمساواة في وطن حر وشعب سعيد.

بنيران ألم معتق اكتوت بها أغلب قوى التقدم والتحرر في بلدانا، سطر الكاتب مفردات محملة بعذوبة شفيفة وبعذاب مبرح في آن واحد وكأن الحياة لا تستقيم إلا بمزيج من قرابين الألم والمعاناة والفرح الشحيح الذي يكاد لا يُذكر.

ارتهن الكاتب لأثر الشهيد البالغ في صياغة شخصيته وزرع ووشم الكلمات في أعماقه ما دفعه لإضاءة جوانب من تلك الشخصية البطولية ولنتعلم منها جميعا مبادئ صاغها بعشرين درسا أخلاقيا ونضاليا، رسمت بغابات من المحبة وبآفاق رحبة من الألحان العذبة.

دروس حياتية تعالج الخطأ بالحوار المنيع وبحجج تضيء العقل وتقَّوم الشخصية، تعلمنا مثلا احترام المرأة وحفظ خصوصية التزاماتها الحزبية، الصبر بمواجهة الصعاب وكيفية التخلص من المواقف الحرجة بحنكة وبنكران ذات، توخي الحذر بانتقاء الكلمات “ احذر .. الكلمات بالنسبة لأعدائنا أمضى من السلاح.. نحن لا نتسلح بدماء الآخرين، نحن نضيء دروب الناس حتى يتوجهوا إلى الخير والعدالة والرفاه والمساواة..” ص 15

ويحاجج الكاتب أخيه بالقول” أنتم تؤمنون بغصن زيتون وحمامة سلام ومطرقة عامل ومنجل فلاح وغابات من الكلمات .. كل هذه العدّة التي تعملون بها هل بمقدورها مواجهة طلقة واحدة تنطلق من عدو سيء السمعة إليكم؟

ويجيبه بثقة العارف واطمئنانه بأن المقارنة صعبة وأن لابد من ملاحظة الحدائق، فكم مرة يقطعون خضرة الأرض ومع ذلك ينمو “الثيل” وكم يصطادون من أسماك أنهارنا لكن الأسماك تتكاثر من جديد..

يصف الكتاب مكابدة أهل الشهيد في متابعة ولدهم في سجون الموصل المركزي وبعقوبة والبصرة، وكيفية تجشمهم عناء توفير ما أمكن من طعام لسد حاجته رغم عناده في الإضراب عن الطعام لمدة 19 يوما في أحدى صولات نضالاته.. و يضيء أيضا مساهمته في النشاط الحزبي وإيصاله رسائل أخيه إلى خارج السجن رغم عدم انتمائه شخصيا للحزب الشيوعي، فضلا عن دوره في مؤازرة الأسرة في التحفظ على إخفاء مناضل شيوعي في المنزل لسنوات، والمساعدة في ضم طابعتين لطبع المناشير الحزبية في المنزل وتوزيعها متجاوزا خطورة الأوضاع ببسالة وإقدام.

وبتفاصيل دامية يصف الكاتب ليلة إعدام الشهيد ذاكرا “ في الوقت الذي انصرف فيه أربعة عوائل لدفن أبنائهم الذين أعدموا فجر يوم 24 - 8 - 1964 وهم (وعد الله يحيى النجار ومحمود التمي وطارق الشهواني وهاشم جعب) كنت أقبع في سراديب التوقيف الذي بني في أعلاه مركز شرطة باب الشط في الموصل..

ثم يصف كيفية تعاطف بعض رجال الشرطة مع محنته إذ يذكر له معاون الشرطة بعد أيام من التعذيب والترهيب وقبل إطلاق سراحه قائلا” ابني حسب عليك أن تفتخر بأخيك ورفاقه.. لقد ذكر الحراس إنه توجه إلى المشنقة بشجاعة.. وكان كل واحد من الأربعة يريد أن يسبق صاحبه .. وكأن الواحد منهم سيصعد سلم طائرة ويطير في أجواء بهية” ..وينسى أوجاعه ويتساءل” هل كانوا يريدون الموت بعد أن يئسوا من الحياة؟

يجيبه: لا.. لا يا ابني هذا الطراز من الثوار والمعارضين والمبدئيين، لا يريدون أن يضعفوا أمام الموت، ولا يريدون أن يساموا الموت على حساب المبادئ والأفكار التي يؤمنوا بها ويضحون من أجلها”،

ويسأله: وكيف كان موقف وعد الله..؟

يجيبه : كان أكثرهم شجاعة ، كان يتقدمهم ويشد أزرهم.. كان الإعدام بالنسبة إليه يعادل الحياة.. كانت الحياة نفسها هي التي ستجعل الآخرين يجدون في تضحيته ورفاقه سبيلا إلى حياة أفضل وأكثر إشراقا وبهاء وأبهى عطاء “ ص 86-85 - 86

في السطور التي أراد الكاتب أن ينقذها من النسيان أيضا، يوضح الكاتب نقاشاته مع الشهيد حول الدين والشيوعية، والستالينية، وعن التحالف مع الأحزاب المناوئة، وحول التجارة والأمانة وأخلاقيات المهنة وتعامله مع مهنته النجارة ومد يد العون للآخرين للحصول على رزقهم، وعن كيفية تقديم الآخرين على النفس حتى وإن كان على حساب عواطفه الشخصية.

مؤكدا القول” إننا حملة أغصان زيتون وحمامات سلام .. ونحن نزرع أفكارنا على المحبة والإقناع .. ومع ذلك يخشون وجودنا”. ص124.

*********

حين يحدق الرجل.. في بئر طفولته طويلا

عبد جعفر

 

 ضمن إصداراته المتتابعة لهذا العام، أصدر الإتحاد العام للكتاب والأدباء في العراق، كتاب (سويج الدچة) للكاتب رحمن خضير عباس المقيم في كندا.

وسويج الدچة تصغير تحبب لـ (سوق الدكة)، وهي  ناحية قريبة من الشطرة في محافظة ذي قار .

والكتاب الذي كتب بلغة سلسلة وممتعة للقارئ، يجمع بين الحكاية والتأمل ويتلمس أحداثا ووقائع لم يعد يتذكرها غير مجايليه، وذلك عبر إعادة الحياة إلى شخصيات طواها الزمن من منظار عالم طفولة، معتبرا إياه تحديقا في بئره الواسع، حيث نرى عائلته، والجيران، وأبناء المنطقة، والشخصيات العامة، والمعلمين، وأصدقاء الطفولة وغيرهم.

والكاتب في مؤلفه كأنما لا يعيد تشكيل هذا المكان العزيز عليه فقط، بل يبني نصبا له ولكائناته، ولكن ليس نصبا ثابتا نزوره ونمضي، بل متحرك وله لسانه الذي يتحدث به لنا، نتفاعل معه، نختلف، نغوص معه، ويخلق لنا تمنيا أن يكون لنا مكان بينهم. ومن هنا تكمن أهمية الكتاب وأهمية انتزاع مكان من بئر الذاكرة والنسيان إلى الوقائع وإلى البوح بكامل ما يكنه إلى الاخرين. وهو لا يكشف أسرارا عصية كالطلسم، بل يمنحنا كما يقول الكاتب رسما بانوراميا شاملا ( من خلال شرفة العمر الذي ناهز السبعين، ومن خلال عدسة الماضي التي تحاول استرجاع الصور المتشظية، ومحاولة رتقها وتعديلها لتصبح أكثر وضوحا).

وسويج الدچة، في واحد وعشرين فصلا، هو رحلة تمتد منذ خمسينات القرن الماضي حيث العهد الملكي وصولا إلى انقلاب البعثيين في عام 1968

  وبهذا لا نقول إنه يؤرخ زمنا عراقيا، فهو غير معني بالسرد التاريخي سواء لأحداث المدينة أو لتاريخ العراق عامة، ولكن يكشف لنا أثر هذه الأحداث والمتغيرات على الناس، أي هؤلاء البسطاء الذين لا يتذكر أحدهم، وكيف كانت ردود فعلهم، وحياتهم والمفارقات التي يقعون فيها، وتأملاتهم، وأحلامهم.

 والكاتب ربما يدعونا ليس للاطلاع فحسب بل هو التأمل بما وقع، وهل يمكن إعادة الأحداث كمسودة ونتجنب الأخطاء في حالة حدوثها ثانية؟ وكيف لنا أن نتكشف الكنز في هذا المتحف الذي أعاد لنا ترميمه كما يقول المؤلف من ذاكرة متشظية؟

وأعتقد وأقول جازما، إن (سويج الدچة) هو سيناريو فيلم أو عمل درامي متكامل، يمكن ان يجسد إلى عمل فني مهم عن حياة الفلاحين، والمناضلين، وأثر الخلافات السياسية عليهم وعلى أبناء المدينة، وكيف كان الطفل (رحمن) يرى ما حوله وتغوص في ذاكرته الأحداث ولا يجد لها تفسيرا في وقتها.

وهذا الإبداع يشكل أيضا، دعوة إلى جميع الكتاب بالكشف عن عوالم مدننا وقصباتنا المتنوع. وأخيرا أن (سويج الدچة) بطاقة مفتوحة ومجانية إلى التنزه في عبق التاريخ، والعيش في ماض، يعد رغم مساوئه أفضل من حاضرنا اليوم، وخاصة في محافظته المنكوبة ذي قار.

*********

صانعات السلام

شميران مروكل

 

صدر عن جمعية الامل العراقية  للباحثة في مجالات السلام والجندر ومديرة مركز النساء والسلام في كلية لندن للاقتصاد (صنم نراقي  اندرليني) كتاب بعنوان (صانعات السلام)  ما اهمية ما يفعلن ؟  ترجمة غسان مكارم وجاء في 292 صفحة من القطع المتوسط وراجعه لغويا حسن الخاقاني.

يتناول الكتاب النساء اللواتي يعملن من اجل السلام ويقدمن نظرة جديدة والتزاما بقضايا منع نشوب النزاعات وصنع السلام واعادة الاعمار. فحضور النساء في عمليات صنع القرار المؤثرة على عالمهن وبلدانهن ومجتمعاتهن واسرهن، لا يلغي حقوقهن غير القابلة للتصرف او يخفف منها. وبغض النظر عن ايجابية او سلبية تأثيرهن، فان للمرأة الحق في المشاركة مثل الرجل وهذا امر بديهي. الكتاب يسعى الى سد الهوة بين عمل النساء وجهود اللاعبين الدوليين، فالسؤال الرئيس المطروح ليس ما يمكن او ينبغي ان تفعله عمليات السلام بالنسبة للمرأة، ولكن ما الذي يمكن ان تفعله النساء في عمليات السلام لفائدة المجتمع ككل. يتعلق الامر بدراسة عمل المرأة ضمن الاطار الفعلي للمجتمع الدولي ومجموعة اولوياته المحددة واظهار كيف ولماذا تحدث فرقا ايجابيا وما هي القيود والتحديات التي لا تزال تواجهها ؟.

ان نشاط المرأة المعاصر من اجل السلام هو في الواقع ظاهرة جديدة يرتبط ارتباطا وثيقا بالطبيعة المتغيرة للحرب وطمس الخطوط الفاصلة بين ميدان المعركة والمجتمع، والضحية والجاني، والعدو والجار. انها حركة عالمية تقوم بالاتساع وذات طبيعة محلية للغاية لها خصائصها المرتبطة بالأمم المتحدة ونظام المؤتمرات والشبكات الدولية التي ظهرت منذ اوائل التسعينيات وبما ان الحروب (خاصة الحروب الاهلية) تدمر المحرمات والاعراف الاجتماعية التي تحمي النساء، فان النساء انفسهن يأخذن الموقف ويقلن ان هذا يكفي.

ان هذا الكتاب ليس عن القلة الاستثنائية (المرأة الخارقة) بل يتعلق بالنساء العاديات، المدرسات، الاخصائيات الاجتماعيات، الطبيبات، الامهات، الممثلات، الراقصات، المحاميات، السياسيات، المقاتلات، اللواتي وجدن انفسهن في اوقات غير عادية يقمن باستعادة الحياة الطبيعية. ومع اختلاف دوافعهن وايديولوجياتهن، الا ان رؤيتهن ومطالبهن للمستقبل غالبا ما تتقارب وينظرن الى السلام على انه التحرر من العنف والحصول على سكن آمن وفرص العمل والتعليم والمساواة في نظر القانون والمجتمع والحق في الملكية وعودة الحياة الى طبيعتها.

تناولت الكاتبة  ممارسة منع نشوب النزاعات مع التركيز بشكل خاص على الوقاية المبكرة من العنف والتحول اللاعنفي للنزاع وقدمت امثلة لنشاط المرأة وتأثيره والقيود المفروضة عليه، بالاضافة الى مناقشة كيف ولماذا تؤدي المعلومات الآتية من النساء وحولها على تعزيز عمليات الانذار المبكر عن النزاع كما تسلط الضوء على المعضلات المستمرة التي يواجهها المجتمع الدولي في التصدي لتصاعد انعدام الأمن داخل حدود الدول. كما تتناول كيفية تعبئة النساء من اجل السلام اثناء الحرب ومحاولات معالجة عمليات التفاوض الرسمية وتسلط الضوء على استراتيجيات وتكتيكات النساء لاسماع اصواتهن على المستويات المحلية والوطنية والدولية، وتحاول تحليل الصفات التي تجلبها النساء الى عملية وجوهر محادثات السلام يالاعتماد على العدد القليل من الحالات التي دخلت فيها المرأة في عملية المفاوضات الرسمية. وتتساءل لماذا ؟ وما الذي يعيق ادماج المرأة في عمليات السلام الرسمية ؟ كيف تتغلب النساء على التحديات ؟ ما الفرق الذي احدثته اللواتي شاركن في مفاوضات ؟ تعالجه ببعدين من مبادرات بناء السلام النسائية : جهودهن لكسب الدعم العام والسياسي لمحادثات السلام واسهامهن في مفاوضات السلام، حيث تستكشف الصعوبات التي تواجهها النساء والتكتيكات والاستراتيجيات التي تستخدمها لاكتساب التقدير والمشاركة حيث شاركت المرأة، وتدرس اسهاماتها في جوهر وعملية المفاوضات وبذلك تسلط الضوء على اوجه القصور في هياكل مفاوضات السلام القائمة في معالجة تعقيدات الحروب الاهلية. وجوابا على السؤال لماذا تغيب النساء عن محادثات السلام الرسمية ؟ تقول المؤلفة ربما هو قلة النساء في المناصب القيادية في الاحزاب السياسية او الدولة او الجماعات غير الحكومية. حتى عندما تشغل النساء مناصب قيادية في جماعات المعارضة او الحكومة يستمر استبعادهن الى حد كبير من صنع القرار على مستوى عال. وفي كثير من الاحيان يرتبط استبعادهن من محادثات السلام ارتباطا مباشرا بتهميشهن في المناصب الحكومية الرئيسة، ومن وجهة نظر النساء اللواتي يعملن على تعبئة المجتمع المدني غالبا ما يؤدي الافتقار الى التخطيط الاستراتيجي والاحجام عن المشاركة في السياسة الرسمية الى تفاقم المشكلة. وتوجد ايضا حالات ترفض فيها ناشطات السلام عن عمد المشاركة المباشرة ويخترن الانسحاب من التفاعلات مع القطاع الرسمي ( اي الحكومات او جماعات المتمردين او غيرها ) بسبب تصرفاتها والاعتقاد بأن ارضية المحادثات غير اخلاقية. ومع ذلك فان استبعاد النساء خاصة ممثلات منظمات المجتمع المدني ينجم عن عيوب منهجية في هيكل وعملية مفاوضات السلام. ولاستبعاد النساء عن المسارات الرسمية لدى صانعي السياسات اسباب وفيرة منها ان طاولة السلام ليست مكانا لمناقشة قضايا المساواة بين الجنسين او قضايا المرأة، وتضمر هذه التعليقات فكرة ان المرأة تهتم فقط بقضايا المساواة وان قضايا النساء هي الشاغل الوحيد لها. وهناك القليل من الفهم او القبول بان جميع القضايا هي قضايا النساء وهناك وعي قليل وقدرة كبيرة على الشك بقدرات النساء ومعرفتهن وخبراتهن بالمشاركة والمساهمة بفعالية في التفاوض وبناء السلام والامن. ويشكل استبعاد النساء جزءا من الثقافات المحلية وغالبا ما يتم التشكيك في مصداقية مجموعات المجتمع المدني النسائية لانها لا تمثل السكان على نطاق واسع، فهي النخبة. وتشمل اعذارا غريبة منها ان المرأة يجب الا تكون في المفاوضات لانها ستقدم تنازلات، عدا انها لم يكن لها اي علاقة بالحرب. الاسباب والاعذارالمقدمة لاقصائهن تعيق وتحبط ولكنها لا تثنيهن، يطالبن بمساحتهن ويعبرن عن ارائهن واهتماماتهن وحلولهن للمسارات الرسمية ينظرن لمفاوضات السلام كلحظة تاريخية ونافذة حاسمة للتغيير وبالنسبة للنساء اللواتي يضعن حياتهن على المحك لا تقتصر الحرية على التحرر من العنف الجنسي او حتى الاضطهاد السياسي فهي تحرر من التمييز الاجتماعي والجندري. ان تقرير المصير ليس فكرة مجردة تتعلق بالهوية الوطنبة والدولة فحسب بل يتعلق بالحق في رسم مسار الفرد في المجتمع، اما موقفهن الضمني فهو انه يجب الا تتخذ القرارات المتعلقة بمستقبلن من دون تدخلهن.

من بين العدد الذي لا يحصى من الاعلانات والسياسات التي اصدرتها الامم المتحدة بشأن حقوق المرأة كان قرار مجلس الامن رقم 1325 اول من ذكر صراحة ان المشاركين في تخطيط وتنفيذ برامج نزع السلاح والتسريح واعادة الادماج يجب عليهم مراعاة الاحتياجات المختلفة للمقاتلين السابقين اناثا وذكورا وعلى مراعاة الاحتياجات، وفتح هذا الاعلان الباب لمناقشات اوسع حول نزع السلاح والتسريح واعادة الادماج ودور المرأة. وفي عام 2002 اصدر اجتماع خبراء الامم المتحدة نتائج توصل اليها مفادها ان للمرأة دورا اساسيا في المساعدة على تهيئة الظروف لوقف الصراع العنيف في انشطة مثل مراقبة السلام والتعامل مع الصدمات.... وجمع وتدمير الاسلحة. وكانت النساء في مناطق النزاع قنوات فعالة لتعزيز نزع السلاح والحفاظ على وقف اطلاق النار وخاصة امهات المقاتلين يكن حاسمات في عملية نزع السلاح حتى لو تعرضت حياتهن للخطر وذكرت الكاتبة امثلة حية على ذلك في بوغانفيل وفي مالي وليبيريا والصومال والبانيا وكمبوديا.

من الملفت ولكن ليس من المستغرب تماما ان تبرز القيادات النسائية على المستويات المحلية والاقليمية والوطنية في البلدان المتأثرة بالعنف والقمع والانقسام عندما تدفع الحرب النساء الى المجال العام بوصفهن معيلات وامهات او الى النشاط للتعامل مع المأساة الشخصية او تعبئتهن من اجل قضية ما، فانهن سرعان ما ينخرطن في السياسة. في اعقاب الحرب وخاصة اثناء مفاوضات السلام غالبا ما يظهر استياء مرير وخيبة امل لعدم تحقيق المساواة والحقوق التي يسعى اليها الناس. وتتمثل احدى المعضلات الرئيسة التي تواجه المجتمع الدولي والمجتمعات الخارجة من الحرب في موازنة الحاجة الى اصوات ووجهات نظر جديدة ضد الاصوات القائمة والتي غالبا ما تكون راسخة وقد تؤدي لنشوب الصراعات كما تظهرفي افغانستان والصومال واماكن اخرى.

وفي العراق وسط الفوضى والبازار السياسي الذي ابقى البلاد في مأزق لعدة اشهر بعد الانتخابات البرلمانية لعام 2005 لاحظ المراقبون ان النساء البرلمانيات حتى اللواتي جئن من احزاب دينية اكثر محافظة كن اكثر ميلا للتقدم واكثر استعدادا للانخراط والبحث عن حلول مشتركة. والاهم من ذلك فقد واصلن المشاركة في جهود واجتماعات حل المشكلات التي بدأها المجتمع الدولي على الرغم من التهديدات الفعلية والمحتملة لحياتهم. ومهم الاشارة الى ان النساء في السياسة تواجه تحدي الحصول على دعم وفهم كافيين للروابط. وبعبارة اخرى يتعين عليهن اظهار ان السياسات الحكومية التي تمنع المساواة في الوصول الى الصحة والتعليم او القوانين والعادات التي تديم اقصاء النساء او تمكن مرتكبي العنف من التصرف دون عقاب ترتبط باسباب الصراع في المجتمع ككل. وبالتالي فان محاولات تغيير قوانين الزواج وممارسات الميراث على مستوى واحد لا تفيد النساء بشكل مباشر فحسب، بل يمكن ان تساعد في تبديد التوترات التي تثيرها القضايا الاجتماعية والثقافية.

***********

 

الصفحة العاشرة

 

التجربة الصينية .. مراحل التحول نحو «اقتصاد السوق»

د.صالح ياسر

 

في العقود الاخيرة اطلق “مهندس الاصلاحات الاقتصادية” في الصين (1978) دينغ سياو- بينغ محور سياسة الحكومة الصينية لبناء “الاشتراكية ذات الخصائص الصينية الخاصة”، داعيا الى اعتماد “اقتصاد السوق الاشتراكي” كطريق وحيد – حسب قوله - لتجنيب الصين الفقر والركود، وجسد ذلك في عبارته الشهيرة “لا يهم اذا كان القط رماديا او أسود ..المهم ان يلتهم الفئران”. ولكن قبل ذلك لابد من الاشارة الى ان الفترة التي شهدت التحول نحو “اقتصاد السوق” مرّت بخمس مراحل هي:

المرحلة الاولى وتشمل السنوات (1978 – 1984)

 

في هذه المرحلة تم البدء بإجراء اصلاحات في القطاع الزراعي والصناعي. وفي هذا الصدد، وعلى مستوى القطاع الزراعي، اتخذت عدة اجراءات منها الغاء الكوميونات والتعاونيات الزراعية، وتوزيع الاراضي الزراعية على العوائل الفلاحية. أما على مستوى الصناعة فإنه وعلى وفق تجربة “مناطق التصنيع المخصص للتصدير”، انشأت الصين في عام 1979 أربع مناطق اقتصادية خاصة. وبدأت في هذه المناطق بتجربة عدد من السياسات التفضيلية بهدف جذب رؤوس الاموال والتقنية الاجنبية. وسرعان ما اصبحت هذه المناطق مثل مختبرات تقاس فيها عملية اقتصاد السوق وأدائها.

 

المرحلة الثانية وتشمل السنوات (1984 – 1992)

 

ففي شهر تشرين الأول/أكتوبر 1984، صادقت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني على نظام مختلط يتعايش فيه السوق والخطـة، ويبدأ بتحرير الأسعار، ولا مركزية التجارة الخارجية، وتوسيع درجة استقلال المنشآت. وفي هذه المرحلة تم التركيز على القطاع الصناعي وذلك عبر اجراء اصلاحين:

  1. اصلاح نظام الشركات الصناعية وأساليب إدارتها؛ من خلال تحويل هذه الشركات العامة الى شركات تسير وفقا لآليات ومبادئ السوق واعتماد الربح كمعيار لكفاءة هذه الشركات.
  2. اصلاح نظام التسعير، وذلك عبر اعتماد اسلوب التسعير المزدوج، اي تحديد تسعيرين للمنتجات السلعية: فهناك اسعار للسلع تحدد من طرف الدولة لجزء من السلع المنتجة، اما الجزء الآخر فتحدده آليات السوق. ولكن التجربة أكدت ان الاسعار التي تحددها السوق كانت أعلى بكثير من الاسعار التي تحددها الدولة مما ادى الى نشوء ثغرة للفساد المالي استغلها بعض كبار المسؤولين لصالحهم وتحقيق امتيازات خاصة.

واعتبارا من عام 1984 شهدت الصين انشاء 14 مدينة ساحلية وأيضا تطبيق “استراتيجية التنمية الساحلية” التي طرحها رئيس الوزراء آنذاك زهاو زيانج. ولعل ابرز ما ميّز هذه الإستراتيجية، هو انتقال ما يزيد على 80 في المائة من الصناعات الانتاجية – في غضون بضع سنوات – من هونغ كونغ الى جنوب الصين، كما دعمت هذه الاستراتيجية تجارة الصين الخارجية وقادت الى ادماج الصين بالاقتصاد العالمي وهذا الاخير في جوهرة اقتصاد رأسمالي.

في خريـف عام 1988، ولمواجهة التضخم جمدت الحكومة الصينيـة الإصلاحـات، وفرضت الرقابة من جديد على الأسعار. وبعد أزمة شهر حزيران/يونيو 1989، صاحب هذه الإجراءات خطاب أيديولوجي وصرامة سياسية، الأمر الذي جعل التغيرات الاقتصاديـة الجارية منذ العام 1978 موضوع خصام وصراع فكري.

غير أنه وفي كانون الثاني/يناير 1992، أرسل دينغ سياو- بينغ إشارة البدء باستئناف الإصلاحات. وفي خريف العام نفسه، حدد مؤتمر الحزب الشيوعي الرابـع عشر هدفا جديداً هو “اقتصاد السوق الاجتماعي”.

المرحلة الثالثة وتشمل السنوات (1992 – 2002)

 

تضمنت هذه المرحلة اجراءين:

  1. تحويل الشركات الخاسرة الى شركات مساهمة وفي حال لم تتوفق في أدائها، عندها يتم اغلاقها. ولكن كان لهذا الاجراء انعكاسات سلبية تمثلت في تسريح عشرات الآلاف من العاملين، وتفاقمت معدلات البطالة مما طرح مجددا اشكالية التناقض بين الكفاءة الاقتصادية (وفقا لآليات السوق ومنطقه) والعدالة الاجتماعية (بحسب الاشتراكية).
  2. تضمين القطاع الخاص (بشقيه المحلي والأجنبي) ضمن المشهد الاقتصادي في الصين وتطبيق ذلك من خلال تشريع القوانين والتشريعات الضامنة لعمل آليات السوق في المناطق الاقتصادية الخاصة.

 

المرحلة الرابعة وتمتد من 2002 لغاية 2013

 

رافقت المرحلة الثالثة جملة من التحديات والآثار السلبية ذات الطبيعة الاقتصادية والاجتماعية: التركيز على النمو بدلا من التنمية، تنامي البطالة، والتفاوت في توزيع الدخول، هذا اضافة الى تفاقم حدّة الفوارق الطبقية والتفاوت بين الريف والمدينة ... الخ، الامر الذي دفع السلطات الصينية الى اعتماد مبدأ تنموي يركز على التنمية المستدامة وحماية البيئة والاستغلال الامثل للموارد المتاحة. 

 

المرحلة الخامسة وتمتد من 2013 والتي جسدها الاجتماع الكامل الثالث للجنة المركزية الـ 18 للحزب الشيوعي الصيني بإطلاق سلسة من الاصلاحات الجديدة.

 

انطلقت التحضيرات لهذا النوع من الاصلاحات من واقع ان الاقتصاد الصيني يمر بمرحلة صعبة ويعيش آثار الازمة الاقتصادية العالمية التي اندلعت في الربع الرابع من عام 2008 وما تركته من تحديات، الأمر الذي استدعى القيام بإجراءات ملموسة لمواجهة ذلك.

ومن المعروف ان لدى الحزب الشيوعي الصيني تقليد اقتراح التغيرات الرئيسية في الجلسات الكاملة منذ عام 1978 عندما قررت الجلسة الكاملة الثالثة للجنة المركزية الـ 11 للحزب الشيوعي الصيني تطبيق “سياسة الاصلاح والانفتاح” لتنهي بذلك عقودا من العزلة كما قيل في حينه. كما وافقت الجلسة الكاملة الثالثة للجنة المركزية الـ 14 للحزب الشيوعي الصيني في عام 1993 على تطبيق “اقتصاد السوق الاشتراكي” لتمهد بذلك الطريق لانطلاق الصين الاقتصادي في عقدين متتاليين.

وخلال الاجتماع الكامل الثالث للجنة المركزية الـ 18 للحزب الشيوعي الصيني، قدم الأمين العام للجنة الحزب المركزية (شي جين بينغ Xi Jinping) تقرير عمل كشف فيه النقاب عن المبادئ التوجيهية للتنمية في الصين في هذه الفترة موضوع حديثنا.

وجاء في البيان الصادر عن الاجتماع الكامل المذكور أن الهدف العام لتعميق الإصلاحات بشكل شامل هو تحسين وتطوير “نظام الاشتراكية ذات الخصائص الصينية”. كما أن تنظيم الإصلاحات وتنسيقها ضروري لتسريع تنمية “اقتصاد السوق الاشتراكي” والسياسة الديمقراطية والثقافة المتقدمة والتناغم الاجتماعي والحضارة الإيكولوجية، وجعل العمل والمعرفة والتكنولوجيا والإدارة ورأس المال تنطلق بحيوية، والعمل على نشر جميع مصادر الثروة وتمتع جميع أبناء الشعب بعوائد التنمية بطريقة منصفة. وبالنسبة لتعميق الإصلاح الاقتصادي، قال البيان إن السوق يجب أن تلعب دورا حاسما في توزيع الموارد. كما ينبغي تحسين الآلية الاقتصادية الأساسية وتسريع تنمية نظام السوق الحديث والسيطرة على الاقتصاد الكلي والانفتاح، وذلك يتطلب تغيير نمط التنمية الاقتصادية وبناء دولة مبتكرة لتعزيز استدامة واستقرار التنمية الاقتصادية.

وأكد بيان الاجتماع الكامل على العناصر التالية:

أولا: ان الصين لا تزال في المرحلة الأولية للاشتراكية، وأن التنمية هي المفتاح لحل مسائل الصين.

ثانيا: ان مفتاح التنمية هو موازنة العلاقة بين الدولة والسوق.

ثالثا: التشديد على الحاجة إلى بناء قواعد سوق عادلة ومنفتحة وشفافة !.

 وصدرت عن دورة اعمال الدورة الكاملة الثالثة الـ 18 للجنة المركزية وثيقة بعنوان “قرار اللجنة المركزية حول عدة مسائل مهمة تتعلق بتعميق الإصلاحات على نحو شامل” وجاءت الوثيقة شاملة حيث أجازت اللجنة المركزية ما يربو على 300 إجراء إصلاحي بالإجماع، من بينها:

- تحرير الأسواق بصورة أكبر لتعزيز استقرار ثاني أكبر اقتصاد في العالم. وبموجب الوثيقة المشار اليها أعلاه فإن الصين ستوسع انفتاح اقتصادها من خلال جملة من الاجراءات من بينها:

* توسيع فرص الوصول إلى الأسواق الصينية.

* تعزيز التعاون الإقليمي وانفتاح المدن الحدودية والداخلية.

- أما في ما يتعلق بالزراعة حيث يعيش هناك نصف سكان الصين، فانه من المتوقع زيادة الانفاق على القضايا الاجتماعية، ومنح الفلاحين رقابة اوسع على الأرض، والتي رغم ذلك تبقى خاضعة للتعاونيات الريفية. وسيحصل الفلاحون على “حق إدارة” الارض مما يسمح لهم بحرية اكبر في زراعتها وأيضا الحصول على القروض.

- وبالمقابل تهدف الإصلاحات التي اقرها الاجتماع الى الحد من تأثير الحكومة على الاقتصاد ويتعلق الامر بالشركات العائدة للدولة، التي يتمتع جزء منها بمواقع احتكارية في بعض قطاعات الاقتصاد الوطني. كما تضمنت الوثيقة وعودا بتوسيع مساهمة رأس المال الخاص في القطاع البنكي. وتشير الوثيقة الى انه سيكون من الممكن تأسيس “بنوك متوسطة او صغيرة” بمشاركة رأس المال الخاص ورأس المال الاجنبي.

 ************************************

 

لنقرأ ماركس وانجلز معا.. الاقتراض من هيغل

ثامر الصفار

 

بعد أطروحاته عن فيورباخ حيث أجاب ماركس على مسألة «من سيعلم المعلم؟» من خلال طرحه للممارسة الثورية، كان لا يزال يميل الى توقع أن أفكار وممارسات الطبقة العالمة ستصل بالضرورة الى القضاء على الرأسمالية. وقبل الخوض في مدى صحة هذا التوقع، أو ما إذا كانت هناك حواجز محتملة في حالة صحة هذا التوقع، دعونا ننظر الى مدى دقة المخطط التقريبي للتاريخ البشري حتى هذه النقطة واضعن في الاعتبار أن كتاب (أصل الأنواع) لداروين لم يُنشر حتى عام 1859، وأن علم الأنثروبولوجيا (دراسة المجتمعات البشرية وثقافاتها وكيفية تطورها) لم يكن موجودا حتى تلك اللحظة كنظام. إذن، كيف يمكن لماركس أن يطور مثل هذه السرد الشامل للتطور البشري؟

 

لنتذكر مؤلفيه (العائلة المقدسة، ونقد فلسفة الحق عند هيغل). هناك، انتقد ماركس مفهوم هيغل الديالكتيكي للتغيير التاريخي المدفوع بأنظمة فكرية عظيمة - انطلاقًا من الوعي، فقط ليتم التغلب عليها بالوعي الذاتي، ثم تسلسل العقل والروح والدين، قبل أن يصل أخيرا إلى المعرفة المطلقة، كما كتب هيغل، في (فينومينولوجيا الروح).

ومع ذلك، اقترض ماركس جزءا من مخطط هيغل، وبدأ في ملئه بمادة جديدة، أو إذا صح القول، بأفضل ما يستطيع من المعرفة التاريخية والاقتصادية الحقيقية التي كانت تحت تصرفه. فاستبدل أنماط فكر هيغل بأنماط الإنتاج: قبلية، قديمة، إقطاعية، رأسمالية، شيوعية. حيث يؤدي هذا الترتيب المميز للحظات الإنتاجية والثقافية والتكنولوجية إلى ظهور طرق جديدة في التفكير.

إنها رؤية جريئة، وسنرى ان هذه الرؤية قد صمدت أمام اختبارات المعرفة التجريبية الأفضل والأكثر دقة، ولكن ليس بدون عقبات.

 

الانتقال من الإقطاع إلى الرأسمالية

 

كان ماركس وإنجلز يسيران على أرضية صلبة وهما يتتبعان صعود الرأسمالية في أوروبا، وكان لاكتشاف العالم الجديد (أمريكا) وفتح طرق التجارة إلى جزر الهند الشرقية دور كبير في دعم عملية التتبع هذه. فبحلول عام 1800، انطلقت مرحلة التصنيع بالماكينات، والمعروفة باسم الثورة الصناعية، في إنكلترا. في هذه المرحلة، كما كتب ماركس وإنجلز في الأيديولوجيا الألمانية:

«المنافسة العالمية أجبرت جميع الأفراد على إجهاد طاقاتهم إلى أقصى حد. ودمرت، حيث استطاعت، الأيديولوجيا والدين والأخلاق، وما إلى ذلك، وحيث لم تستطع فعل ذلك، حولتها الى كذب بيّن. وأنشأت للمرة الأولى التاريخ العالمي لأنها جعلت تلبية حاجات كل الأمم المتحضرة وكل فرد فيها رهنا بالعالم كله، ودمرت بالتالي التفرد الطبيعي السابق للدول المنفصلة».

نلاحظ هنا ان ماركس وإنجلز أرادا التأكيد على التحولات المؤلمة التي أحدثها رأس المال. ويجادلان بأن الإمبراطورية الرومانية، بكل آثامها وشرورها، كانت شكلاً خاملًا ومحافظًا إذا ما قورنت بالآثام والشرور التي أحدثها تطور السوق العالمية. ان «المنافسة العالمية» تربط الكوكب بأسره معا تحت جرس مصنع واحد، مما يؤدي إلى انتزاع كل خصوصية سواء للأفراد أو لبلدان بأكملها.

وبعد أن أوضحا وجهة نظرهما العامة وهي أن «الحياة تحدد الوعي»، وطورا مخططا لمراحل التاريخ البشري، نجدهما يسعيان إلى دراسة تفصيلية لمدى الاختلاف الجذري لجميع المجتمعات السابقة عن رأسمالية القرن التاسع عشر. ثم يطرحان السؤال التالي: ما أنواع التشكيلات والأفكار الاجتماعية التي ستنشأ عن هذه الزوبعة؟

 

نظرية الثورة الشيوعية: لماذا وكيف؟

 

إن أحد الشرور الرئيسية لهذا الشكل الرأسمالي الجديد من التنظيم الاجتماعي هو ما يسميه ماركس وإنجلز «الاغتراب». وكان ماركس قد شرح هذه الظاهرة في (المخطوطات الفلسفية والاقتصادية لعام 1844). ويوضح كلاهما ان تقسيم العمل هذا، الذي تم ضبطه بدقة مع ظهور الرأسمالية الصناعية، له عواقب وخيمة على الأفراد:

«ذلك انه بمجرد ظهور تقسيم العمل، حتى يظهر لدى كل أمرئ مجال نشاط خاص، مجال حصري، يُفرض عليه فرضا، ولا يستطيع الهروب منه: فهو صياد بري، أو صياد سمك، أو راع، أو ناقد نقّاد، ويجب أن يظل كذلك إذا كان لا يريد أن يفقد وسائل رزقه؛ بينما في المجتمع الشيوعي، حيث لا يوجد مجال واحد حصري للنشاط، وحيث يستطيع كل أمرئ ان يترقى في أي فرع يرغب فيه، ينظم المجتمع الإنتاج كله، وبالتالي يوفر لي بالذات أن أفعل شيئا اليوم، وشيئا آخر غدا، أن أصطاد في الصباح الطرائد، ,اصطاد بعد الظهر السمك، وأقوم بتربية الماشية في المساء، وأصبح بعد العشاء ناقدا، كما يطيب لي، دون أن أصبح أبدا صيادا بريا، أو صيادا للسمك، أو راعيا، أو ناقدا».

أي طريقة بسيطة وغريبة نوعا ما لتقديم الشيوعية التي ترد للمرة الأولى في هذا المؤلف! من الواضح أن دعوة ماركس وإنجلز للشيوعية تتجاوز مجرد التوزيع العادل للثروة، فهذا مجرد شرط مسبق للهدف الحقيقي للشيوعية، وهو حرية الأفراد في الهروب من سجن تقسيم العمل.

ينتقل ماركس وإنجلز بعد ذلك من (لماذا) إلى (كيف) يتم إلغاء الرأسمالية. وقد بعثرا موقفهما في ثلاثة أقسام فرعية وفي فصول مختلفة. فبعد أن حددا، في عام 1843، الحاجة إلى «طبقة عالمية» ثورية، فانهما الآن يجادلان في أن الرأسمالية، أو «الاغتراب»:

«إذا تكلمنا بلغة يفهمها الفلاسفة، لا يمكن، بالطبع، إلغاؤه إلا في حال توفر مقدمتين عمليتين. ولكي يصبح هذا الاغتراب قوة “لا تطاق”، أي قوة يصنع الناس ثورة ضدها، ينبغي بالضرورة أن تكون قد جعلت السواد الأعظم من البشرية “بلا ملكية”، وفي الوقت نفسه، في تناقض لعالم الثقافة والثروة القائم؛ كلا هذين الشرطين يفترضان مسبقا زيادة كبيرة في القوة المنتجة، ودرجة عالية من تطورها ... إنها مقدمة عملية ضرورية للغاية، لأنه بدونها، لا يتحقق سوى انتشار الفقر بصورة عامة، وفي حال الفقر المدقع لا بد ان يبدأ من جديد النضال في سبيل الأشياء الضرورية، وهذا يعني انه لابد ان تنبعث كل الخساسة القديمة».

خلاصة القول إذا لم تكن هذه المقدمات العملية موجودة، فإن الثورة ستفشل (عدد قليل جدا من العمال)، أو ستنتصر وسنقوم فقط بتوزيع “الفقر” بالتساوي (وسائل إنتاج قليلة جدا). وباتباع هذا المنظور، أضاف ماركس وإنجلز ثلاث جمل غريبة:

«ان الشيوعية ليست بنظرنا حالة يجب أن تنشأ، وهي ليست مثالا أعلى يجب على الواقع أن يتكيف معه. نحن نسمي الشيوعية الحركة الحقيقية، الفعلية التي تلغي الحالة الراهنة للأشياء. وإن شروط هذه الحركة تخلقها المقدمة القائمة الآن». فما القصد من ذلك؟

*******************************************

الصفحة الحادية عشر

 

جديد التشكيل والترجمة

 

- بشير مهدي/ فن اللوعة والولع/ كتاب للناقد التشكيلي صلاح عباس، جمع فيه المقالات التي كتبت عن الفنان التشكيلي بشير مهدي وهم: صلاح عباس، ياسين النصير، قاسم عبد الامير عجام، فوزي كريم، حامد الهيتي، حسين السكاف، جاسم عاصي، عاصم عبد الامير، د. جواد الزيدي، مالك مسلماوي، حسين صالح مهدي.

- عن دار المأمون في وزارة الثقافة صدر عدد جديد من جريدة “المترجم” الشهرية وتضم اخبارا محلية وعالمية وأربع صور للمشرف العام، وخلا من أية دراسة او نص قصصي او شعري!

فيما صدرت عن الدار نفسها مجلة “بغداد” بالفرنسية وتضمنت عدة مقالات تشكيلية وأربع موضوعات للمصمم والمترجم ذاته!!

 

***********

حسب الشيخ جعفر: منعطفات التخييل

جبار النجدي

 

إذا كانت الجهة هي طرف الامتداد بين الموجودات، فأن الطرف في قصائد مجموعة (الفراشة والعكاز) للشاعر حسب الشيخ جعفر يبدأ من لحظة حدوث انعطافة ما تلامس الفضاءات السحرية للتخييل، وتعد ميزة مهمة في السياق النصي بما تمنحه من إمكانات إضافية من شأنها استدعاء المساحات الشعرية الكائنة خارج النص، على صورة شيء متصور بوسعه أن يستنطق الممكن واللا متجلي، بمعونة مخيلة شعرية خبيرة ببدائع الصنعة وفريدة في ملعب الشعر. وبالنتيجة فأن الشاعر يمسك بأطراف عالمين في أن واحد، فهو من جهة يدفع النص إلى تجاوز الحدود التي يصنعها، ثم يستكمل من جهة أخرى اشتغالا يظهر الشعر بصورة القصيدة التي تشطر نفسها، ومن شأن ذلك أن يؤسس الاتصال بوجهة زمنية تنزع إلى الانفتاح مما يؤمن نمطا متحولا عن سياق القصيدة ذاتها، بمعنى أن القصيدة يعاد تشكيلها في هيئة أخرى، وينشأ عن ذلك تحرير القصيدة من بيئة معنى ما، وإطلاقها في بيئة معنی آخر على النحو الذي يبيح للشاعر توظيف بلاغية التفات المعني

. وتقويل أخر للبيت الشعري غير ما يقوله ، مما يوفر استمرارا لمديات الممكن في أحضان (المابعد)

آن لحظة حدوث (الانعطافة) التخييلية في شعر حسب الشيخ تعد انقلابا في علاقته مع العالم على أوسع ما فيه من خفاء، وتبعا لذلك يعصف بنا الأفتنان لمقدرته في استدعاء ظلال الكائنات وأرواحها وأشباحها، وما ينجم عن ذلك من انفعالات جسدية عسيرة على الرصد مردها استدعاء ما ليس كائنا، ولعله فعل ابتکاري غير مسمى إيذانا بتغير المشهد الشعري بأكمله، والذي لا يوكل إلى عرف زمني بعينه، حيث كل الأشياء تتمثل إلى ممكن

شعري وهي خاصية من خاصيات العرض الشعري لدى الشاعر (حسب) غرضها تغيير اتجاه الأداء الشعري بما هو أبعد من نطاق المستقر والمتوازن، لخلق الدهشة النادرة في الشعر، التي تقوم على افتراض يقترن بوظيفة استبدلالية، بموجب انفصال القصد إلى قصد اخر والمرور من بؤرة شعرية إلى سواها، الأمر الذي يتطلب قدرا من الأداء المتضارب، والسير بالقصيدة في تشعبات الطريق الواحد، وهو نوع من اللعب الشعري المتنوع الأغراض، الذي يشتغل على انساق التأثير لا الإقناع، ويتمخض عن فاعلية (الانعطافة) الشعرية التي يمكن اعتبارها لمحو انتقالية تمهد لتشكيل وجود آخر للنص تقترح على الدوام حضوراً مفترضاً لأشياء لا تدرك أبدا، أنها لذة الشعر المتولدة عن تطابق الجنون والعقل، وما ينجم عن ذلك من تخییل زاخر ببني إزاحية فريدة، أن دلالة هذه الانعطافة تشتمل على تنويعات شعرية مختلفة، تبتدع مسارات أخر للنصوص وتجعلها تقول ما لا تقوله كاشفة عن الوجه المستور لمعنى ودلالة ما، لدرجة ان القصيدة تخرج عن نفسها قاصدة أعلى مراتب التخييل. أن القصائد لا تتدارك ذاتها لتكتمل بل لتنقسم :

عندما أيقظتني الزوابع مرعدة، ممطرة

كنت في الحافلة

عائد مثلما اعتدت بعد انقضاء النهار

إلى البيت في الحافلة

ثم ينعطف النص بمهارة عالية عن امتداده الدلالى ليأخذ مسارا آخر في اتجاه لحظة الانعطافة التخييلية:

إنما الحافلة

لم تكن في المدينة

 أو في تخوم المدينة او مداخلها المقفرة

مرهقا كنت والحافلة

في عراء من الأرض

 تجري إلى غير ما جهة

متزعزعة الجنب

 مظلمة غافلة

بينما الراكبون يغطون في

 نوم ثقيل

 قلت: (اسال سائقها، ونضيء الدليل!)

غير اني اصطدمت به نائما

واذا ما أدركنا أن (المنعطف التخييلي) هو عبارة من حالة استبدالية مشغولة بطائفة من اللعب الشعري، فإنه في ذات الوقت ينطوي على ميزة أدائية تبيح للشاعر إجادة الخلق الأسطوري بصيغة دالحلم الذي تنجبه اليقظة، ونتبين من ذلك أن الشعر هو الرحم الخالق للأسطورة وهو على هذا النحو لا يعمل على توظيفها وإنما على خلقها:

صدى السماور والتقت بين الزوايا

خيم العناكب في الدخان الرخو كالغبش البليد

وتخلل المقهى البلى، واحدودب الساقي الوحيد

واستوحشت في ضوئه الخابي المرايا

وخبت باخيله لها،

وتبدال المتعهدون

وطوى الردي صحفة

وما انفك الضيوف

يتداولون الرأي في أنبائها، ويخففون

 شاي الظهيرة في اختصام

صدى السماور، والتقت عاما فعام

حيم العناكب في الجيوب وفي الحنايا

إن ما يرثه الشاعر من الميثولوجي الشعبي مرتبط بإرث (الطفولة القروية) وهو إرث لا يجهل كل ما يسمح به الطيفي أو ما يضمره من صيغ إدهاشية في الإيصال، إنه ضرب من ضروب التخييل البدئي الذي مكث في عالم الطفولة وسبت إلى أدوار لاحقة من تجربة الشاعر مثلما تحولت مشاهد الضباب والثلوج إلى إشارات زمنية لغربته، ففي مذكراته (الخطوة الأولى) يروي الشاعر حسب الشيخ جعفر عن والده مشاهداته حول كائن (السيبة) فيقول (في الليالي المقمرة كان يراها في منتصف الليل مترصدة بعيدة، منتظرة غروب القمر البدر، وقد يحس بها قريبة منه، ويشم أنفاسها اللاهبة، غير أنه لم يكن يراها) إلا شبح. فلا غرابة إذن في أن ينشعب السياق النصي في نقطة ما تمهيدا لانعطافة المعني باتجاه التخييل، ذلك أن المتحقق في المشهد الاستهلالي لكل قصيدة يعبر عن الإنتاج التحتي لعملية التخييل التي تجري بموجب عملية تحویل بنية السياق النصي بأكمله، إن السمة الإشكالية لعملية التحويل تتبدد حالما تستكمل هذه العملية كامل مبرراتها المتمثلة بإظهار بنية دلالية عميقة، ولكن على افتراض إن العميق يعادل العالى تماما، عند ذالك تكون الأرواح العائدة من الموت هي الأكثر جدارة في تحولاتها الطيفية من الأرواح الحية، كل ذلك يجري من دون أن يحدث خللا في السياق النصي الذي يتصاعد بخط متنام، ناقلا الشفرة السرية لما انقضى من الماضي لحاضر النص وتجسداته التخييلية، لدرجة أن قيمة الفعل الشعري تتأكد في المشاهد غير الموثوق بها واللا يقينية التي تفترض ترددا في الحكم على ما تطرحه من معنی ودلالة في ظل اسطرة الواقع حيث يسمعنا الشاعر أغنية بصوت شبح من أشباحه الهائمة:

تلك أغنية

 يتغنى بها ثمل

 تستحث أصابعه الاوكرديون تحت انهمار الثلوج

وقد انتصف الليل،

 وانطفأ الضوء في أي نافذة

وتضبب في الدرب تحت الثلوج

فأكافئه باشتعالة نافذتي

وارتياح

*********

طِرْ.. ولا تُربِكْ جَناحَيْكَ بالأسئِلة!

 

 

عادل سعيد

حَلِّقْ

فالسماءُ وَهْمٌ..

إخترعَهُ المُنخَفِضون

*

لستُ من الفلاسفة..

فالفلاسفةُ لا يطيرون

ولن أوصيكَ يا عصفوري الصغير

فالوصي فاسدٌ بلِباسِ حكيم

والعصافيرُ

لا ترتكبُ الأخطاء

*

لستَ مَديناً لي في شيء ..

لستَ سوى وَديعةٍ للريح..

و كي لا تطيرَ (الوديعةُ) بجناحيْن فَجّيْن

اعتقلْتُها في بيضةٍ،

لكنَّ مِنقارَكَ الغَض

هَشّمَ

قِشرةَ العبودية!

*

الحضانةُ انتهَت ..

سأخرّبُ العُش،

فالعصافيرُ لا تورّثُ أعشاشَها..

.. لِبنيها!

*

لستُ مُدرّبَةَ طيران،

و ليسَ للعصافيرِ مَدرَجُ إقْلاع..

فابتَكِرْ..

درسَكَ الأوّل

*

إخلَعْ قلبَكَ في العُش

ثمّ اقفِزْ خلفَ الحُلمِ الذي

قفزَ قبلَك ..

سترفعُكَ الريح

حين تزعجُها

بِمُشاغَباتِ جناحَيْك الأولى

*

لا تخلَعْ جناحَيْك

حتى و أنتَ تستَحمُّ في عُشِّك

بِدمْعةِ ظِلٍّ

سقطَتْ سهواً

... مِن (عَينِ) شَمس!

*

العصافيرُ: بَدْوُ الفَضاءِ يا ولدي

ستَضمُرُ أجنحتُها

إنْ اعتصَمَتْ بِأعشاشِها،

فتقفزُ ـ إنْ هَوَتْ ـ كالضفادع

بين مٌستنقعٍ و مخْلبِ

.. قِطٍ بريّ ..

*

إذا جاوَرَتْكَ بِغالٌ

تطيرُ بكائِنات غامِضة،

عُد فوراً إلى عُشِّك،

واعْلَمْ أنّك طِرْتَ

..... في الفضاء الخَطأ!

*

مُتْ طائِراً

في فضاءٍ مَفتوح،

يَخلُدْ جناحاكَ

في إرشيف الريح ( المحْفوظ)

وحدَكَ ستتعلّم

كيف تبتني عُشّكَ

و قبرَكَ الشّخصي

في الزُرقة ..

فالعصافيرُ التي تهوي من أعشاشِها

.. تكونُ وَليمةً لـِلـ

ديدان ...

*********

بلغات الشعوب

في رواية (نار) المرشحة لجائزة «غونكور»:

ماريا بورشيه: الحب الرومانسي مهزلة!

ترجمة: عدوية الهلالي

 

مع روايتها السادسة (نار) الصادرة مؤخرا عن دار فايارد للنشر، تجسد الكاتبة ماريا بورشيه موضوع الحب العاطفي الذي لاينضب ..وتتنافس الروائية وكاتبة السيناريو ماريا بورشيه بهذه الرواية مع هوليبيك وبريت ايستون اليس على جائزة غونكور وجائزة رينو حيث تستغل موضوعا رومانسيا لالقاء نظرة لاذعة على المجتمع الغربي الذي تنتصر فيه الرأسمالية والوحشية بينما يغيب الحب عن ارواح شخوصه ويعشعش فيها الفراغ والملل والاكتئاب ..

تتناول الرواية قصة اللقاء غير المتوقع بين كليمان ، وهو رجل اعزب في الخمسينيات من عمره ،يشعر بالتعاسة وهو يقسم وقته بين اجتماعات عمله الغامضة في مكاتب شركته وكلبه ، والمعلمة الجامعية لور وهي في الاربعينيات من عمرها ، متزوجة ولديها ابنتان بينهن مراهقة متمردة ورافضة للواقع ..

ولايوجد الكثير من القواسم المشتركة بين لور وكليمان ، ومع ذلك ، وبعد اول وجبة غداء بينهما يحدث الانجذاب بينهما فتتخلى لور عن كل ماتتحلى به من ضبط النفس وتلقي بنفسها الى هذه المغامرة بينما يحاول كليمان المتشكك والمتردد ان ينأى بنفسه بعيدا في البداية ، ثم تبدأ المشاعر العاطفية مع فائض من الحياة والفرح والامتلاء والوحشية ..

ولكن شغف الحب سينتهي به الأمر إلى تدمير كل شيء في طريقه ، الحياة الأسرية لـ (لور) وتضاؤل اهتمام كليمان بعمله في مجال التمويل وتدني نسبة احترامه لذاته. فالحب العاطفي غالبا ما يكون محكوما عليه بالفشل ، حتى الموت.

لاوجود للحب هنا اذن بل هنالك لقاء بين صدمتين عبرت عنه الكاتبة بشكل سردي انجزنه بعناية اذ اختارت بورشيه اسلوب المنولوجات الداخلية لتعبر عن دواخل شخصياتها فلكل منها موسيقاها وايقاعها وتدفق افكارها ..سيبدو لنا ان لور وكليمان لايستمعان الى بعضهما ولايتفقان بل يصطدمان ببعضهما البعض من دون العثور على نقطة التقاء ،وبينما تسيطر والدة لور المتسلطة على افكارها ، يتصرف كليمان كطفل في الخمسين من عمره متهربا من كل مسؤولية او عبء ..اذن سنرى ماخلف الحب والقصة العاطفية حيث تكمن صعوبة العيش والبؤس الدفين وسينعقد الأمل فقط على المراهقة المتمردة فيرا فقط لأنها تنجح في التعبيرعن نفسها والاعلان عن افكارها محاولة البحث عن طريق ثالث تسلكه للخروج من ازمة والدتها وكليمان ..

 بهذه الصورة ، ترسم ماريا بورشيه صورة مؤلمة للمجتمع بهيئة مهزلة يائسة عندما تشير الى العالم الغربي الضيق المخدر الذي تهيمن عليه اوهام النجاح الاقتصادي والاجتماعي والعائلي والتي تتناقض مع البوهيمية الكامنة داخل كل فرد فيه ..وتقدم الروائية لقرائها هنا نصا منسوجا باحكام وهي تحرص على ملء المساحات الشاغرة دائما باستطرادات صغيرة تتخللها اقوال مأثورة داخل الجمل ذاتها مايؤهل روايتها المتألقة للفوز بالجوائز ..

ماريا بورشيه هي روائية فرنسية وعالمة اجتماع حصلت  على درجة الدكتوراه في العلوم الاجتماعية وبعد الدراسة ، التي واصلت عملها في صحيفة لورين اليومية ، ثم انتقلت إلى باريس وقامت هناك بتدريس علم الاجتماع في جامعة باريس ، ثم عملت كمستشارة ، لا سيما مع المرافق الثقافية ، ومنذ عام 2006. قامت ، كجزء من مهامها ، بالتحقيق في ممارسات القراءة والترويج للكتب. وفي الوقت نفسه ، عملت “لحسابها الخاص” للتلفزيون. وفي عام 2009 ، كتبت وشاركت برنارد فارو في أول فيلم وثائقي بعنوان: تاريخ الكتب في التلفزيون مابين (1950-2008) ، وتم بثه على القناة الفرنسية الثانية . وقد شاركت منذ ذلك الحين في تطوير العديد من المشاريع من الأفلام الروائية أو الوثائقية التلفزيونية.

بورشيه هي ايضا مؤلفة العديد من الروايات التي نشرت دار غاليمار للنشر أغلبها وقد حازت روايتها الأولى ( اريك مان كريتيان) على جائزة في عام  2013، وجائزة اخرى عن روايتها الثانية “روما في يوم واحد” ، وتم ترشيح روايتها الرابعة “نافدو الصبر “ لجائزة فرانسوازساغان لعام 2019.وهاقد تم ادراج روايتها ( نار) الصادرة مؤخرا ضمن قائمة ضمت ستة عشر كتابا تم ترشيحها للفوز بجائزة غونكور الادبية ..

*********

الصفحة الثانية عشر

 

إصدار

 

العرب في استراتيجيات

الهيمنة الأمريكية

 

عن “المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات” في بيروت، صدر حديثا كتاب بعنوان “العرب في استراتيجيات الهيمنة الأمريكية (1991 – 2008)”، من تأليف فوزية الفرجاني. تبحث المؤلفة في كتابها المقدّمات والسياقات التي هيّأت للهيمنة الأميركية مشروعًا وتجربة، متناولة الوقائع التي تجلّت فيها تلك الهيمنة في تاريخ العرب المعاصر. كما تدرس استراتيجيات هذه الهيمنة وتقيم مرتكزاتها النظرية وامتداداتها العملية، وذلك بين مستويين: أحدهما إشكالي يبحث في مواضيع متداخلة، كالهيمنة والاستراتيجيا والإرهاب والحرب، والثاني تاريخي ينظر في الوقائع التي جمعت الولايات المتحدة والعرب، مثل حرب الخليج الثانية وتفجيرات سبتمبر والحرب على الإرهاب

 

***************

 

ليس مجرد كلام

 

لماذا نكرَهُ بعضَنا ..؟!

 

عبدالسادة البصري

 

 

منذ نعومة أظافري ، وحين تفتّحت عيناي على القراءة والكتابة ، عرفت أن كلّ كلمةٍ تمنحني شيئاً من الخُلُقِ الحَسِن ، وتهذّب كلامي وتصرفاتي ومعاملتي مع الناس ، وما أن عبرتُ أشواطاً في القراءة والكتابة حتى سكنتني الطيبة وحب الوطن  والتسامح والمحبة والتواضع ونكران الذات ــ أتمنى أن لا يُحسب كلامي هذا غروراً ، أو تملّقاً ، أو تمسكناً أبدا ــ بل هو الحقيقة ، و حياتي التي أعيشها وأعمل بها مع الجميع !!

ومنذ صغري وأنا أحمل الطيبة التي زرعها في روحي ونفسي أبي وأمي ( يرحمهما الله ) ، بالإضافة لما استنشقته وشربته من فضاءات القرية وماء الشط ورائحة الأرض وطلع النخيل وسقسقة البلابل وهديل الحمام ، وما صقلتْهُ القراءة والسياحة في أدب الشعوب والأمم ، وما توارثناه من عادات وتقاليد حميدة طبعا!!

أفضْتُ بكلامي هذا ، وتحديداً هذه الأيام ، لأنني اشعر بالألم وانا اسمع ما يتفوه به البعض ممن يرفعون شعار الكلمة سلاحهم ومصباح هدى وسبيلا لحياتهم ،لأنني أقرأ هنا وهناك كلمات لا تمت للأخلاق والإنسانية بصلة وكأننا أعداء لابدّ أن نقتصّ من بعضنا !!

لماذا لا نفتح صفحاتٍ جديدةً من المحبّة والتسامح والتآخي ، ونفوّت الفرصةَ على مثيري النعرات والطائفية ومشعلي الحرائق وخفافيش الظلام ، ليسقطوا في شرِّ أعمالهم ؟!

يا أحبتي، انتبهوا الى حالكم ، وانبذوا القاتلين ، والسارقين ، والمخربين ، الأولين والحاليين ، لأن الأولين فاشست  سرقوا أعماركم بالحروب والاعتقالات والإعدامات والتشريد ،، والحاليين فاسدين سرقوا كل شيء وخرّبوا البلاد وأذاقوا العباد الهوان بعدما قتلوا الشباب بدم بارد  !!

ولأن الشباب نزلوا للساحات والشوارع يريدون وطناً خاليا من هؤلاء وأولئك ، فما علينا إلاّ أن نكون يداً واحدة وقلباً واحداً وكلمةً واحدةً وروحاً واحدةً وضميراً واحداً وعقلاً واحداً ،  لنرسم وطناً يليق بنا حتماً !!

بالحب والتسامح والإخلاص والانتماء الحقيقي سنجعل الخائن والحاقد والمندّس والمريض نفسيا في خانة الرفض والعزل بعيداً عنا ، ونبدأ بالبناء والعمران والزراعة والصناعة وقبل كل شيء التعليم  والثقافة !!

 

 

**************

بمشاركة نسوية المعرض السنوي الشامل للفنون التشكيلية في كربلاء

 

كربلاء – سلام القريني ، طريق الشعب

 

تحت عنوان “حلم قريب”، افتتح فرع جمعية الفنانين التشكيليين العراقيين في كربلاء، الجمعة الماضية، معرضه السنوي الشامل بحضور جمهور من الفنانين والمثقفين والأدباء والمهتمين في الشأن التشكيلي.

المعرض الذي أقيم على قاعة “متحف صلاح الحيثاني” وسط كربلاء، قص شريط افتتاحه أمين سر جمعية الفنانين التشكيليين العراقيين الفنان قاسم حمزة، برفقة الفنانين سمير مرزا وحيدر سالم وصباح جبار، وبحضور سكرتير اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في كربلاء الرفيق سلام القريني، وسكرتير اتحاد الأدباء والكتاب في المحافظة سلام البناي.

ضم المعرض 75 عملا فنيا موزعة بين الرسم والنحت والخزف، انجزها 42 فنانا كربلائيا من أجيال مختلفة، بينهم 7 فنانات. وقد عبرت الأعمال عن موضوعات عديدة تحاكي واقع مدينة كربلاء وتطلعاتها – بحسب ما أفاد به عدد من المتابعين.

الفنانة التشكيلية آلاء الغزالي، إحدى المشاركات في المعرض، عبرت عن سعادتها بإقامة هذه الفعالية الفنية، مشيرة إلى أن المعرض “كان مميزا جدا، خاصة وأن هناك حضورا واضحا للمرأة الكربلائية الفنانة، أكثر مما في السنوات السابقة”.    

وعن أعمالها التي شاركت فيها، قالت أنها لوحات رسم “منجزة وفق أساليب الفن المعاصر وما بعد الحداثة. وقد استخدمت فيها بعض الرمزيات مستعينة بالخطوط والألوان”.

وعبر العديد من زائري المعرض عن إعجابهم بالأعمال المعروضة. ودعوا في لقاءات صحفية إلى مواصلة تنظيم هذه النشاطات الهادفة، وإلى الاهتمام بالمواهب الفنية ودعمها.

وفي سياق المعرض، قدم أحد العازفين الشباب، مقطوعات موسيقية على البيانو.

 

************

بعد غد الأربعاء.. انطلاق معرضي البصرة والنجف الدوليين للكتاب

 

البصرة – وكالات

ينطلق بعد غد الأربعاء معرض البصرة الدولي للكتاب، الذي تنظمه “مؤسسة المدى” للنشر والدعاية والإعلان، بالتعاون مع اتحادي الأدباء والكتاب العراقيين في بغداد والبصرة، واتحاد الناشرين والكاتبين في العراق.

ويقام المعرض الذي يستمر عشرة أيام، على أرض المعارض في منطقة المعقل.

وقال مدير عام شركة المعارض سرمد طه سعيد أن المعرض “سيشهد مشاركة كبيرة، وسيكون خطوة مهمة نحو المساهمة في تبادل العلم”.

وبالتزامن مع معرض البصرة يفتتح ايضا معرض النجف الدولي للكتاب بمشاركة أكثر من 200 دار نشر من 10 دول.

وبحسب الشركة العامة للمعارض والخدمات التجارية العراقية، فإن المعرض الذي سينطلق تحت شعار “النجف حضارة وكتاب”، سيقام على أرض معرض النجف الدولي.

وقال مدير عام الشركة أن هذا المعرض الذي تنظمه “شركة صدى العارف” للتجارة العامة والنشر “سيكون دليلا على أن العراق يستعيد حياته الطبيعية في ما يخص الأنشطة الثقافية التي تساهم في الانفتاح على الثقافات الأخرى”.

وأكد سعيد، أن “المعرض يعد نافذة ثقافية مهمة يمكن من خلالها الاطلاع على اهم النتاجات التي من شأنها النهوض بالواقع الفكري والعلمي في العراق”.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

“أنامل مبدعة” في الدار العراقية للأزياء

بغداد – طريق الشعب

افتتحت الدار العراقية للأزياء على حدائقها عصر الجمعة الماضية، بازارا كبيرا للحرف اليدوية حمل عنوان “أنامل مبدعة”، وذلك دعما لتسويق نتاجات النساء العاملات في هذا المجال.

وأقيم البازار الذي يستمر حتى يوم 25 تشرين الأول الجاري، بالتعاون مع “فريق قصناع سارة” للحرف اليدوية. وهو فريق نسائي تأسس السنة الماضية 2020 بعد التوجه العام نحو العمل البيتي بسبب تفشي جائحة كورونا.

ويضم الفريق حوالي 300 مشاركة، غالبيتهن خريجات لم يحصلن على فرص عمل ثابتة، أو ربات بيوت يُعلْن أسرهن بما تشكله أناملهن من منتجات تشمل فنون التريكو والتطريز وصناعة المكرميات والحلي اليدوية.

وحضر افتتاح البازار وكيل وزارة الثقافة والمدير العام لدائرة الأزياء وكالة عماد جاسم، الذي ألقى كلمة أثنى فيها على دور المرأة الكبير في المجتمع، وعلى مساهمتها في الجانب الفني بالرغم مما تواجهه من صعوبات في الحياة.

مسؤولة “فريق قصناع سارة”، المحامية رغد الشجيري، ذكرت في حديث صحفي أن إقامة هذا البازار تأتي من أجل استثمار جهود النساء المتخصصات في إنتاج الأعمال اليدوية، وإبراز مهاراتهن في هذا الجانب، مشيرة إلى أن الفريق يسعى للحصول على دعم حكومي ومقر دائم لغرض الانتاج والتسويق، سيما وأن العديد من النساء لجأن إلى هذه المهنة كمصدر للرزق.

ويفتح البازار ابوابه يوميا من الساعة الرابعة عصرا حتى الثامنة مساء.