اخر الاخبار

الصفحة الأولى

 

تقرير بعثة الاتحاد الأوروبي: إقبال منخفض وإشكاليات عديدة رافقت الانتخابات

بغداد ـ طريق الشعب

 

أصدرت بعثة الاتحاد الأوروبي لمراقبة الانتخابات النيابية في العراق، تقريرا مفصلا عن الاشكالات القانونية والسلوكية والنتائج التي رافقت العملية الانتخابية، مؤشرة تباينات في تطبيق القوانين وغموض الكثير منها، فضلا عن عدم تكافؤ الفرص بين المرشحين واستمرار استغلال المال العام والنفوذ في أجواء انفلات السلاح، مؤكدة أن المشاركة في الانتخابات التي جرت قبل أيام “هي الأضعف”.

 

إقبال منخفض وإشكالات عديدة

وذكر التقرير، أن الانتخابات النيابية في ظل القانون الجديد “أجريت بشكل جيد من الناحية الفنية، وكانت الحملات الانتخابية التنافسية هادئة. ومع ذلك، فرض التشريع بعض القيود غير المبررة على الحقوق الانتخابية، وقد أثر الإنفاق غير المنظم للحملات الانتخابية بشكل سلبي على تكافؤ الفرص ولم يتم ضمان حرية الإعلام والتعبير بصورة مناسبة أثناء الحملة, حيث سجلت الانتخابات إقبالا منخفضا”.

أما في ما يخص التصويت، أكد التقرير أنه “كان سليما ومنظما إلى حد كبير، وكان وكلاء كل حزب حاضرين في الغالبية العظمى من محطات الاقتراع, حيث تم تقييم السلوك العام للتصويت بشكل إيجابي في 95 في المائة من محطات الاقتراع التي زارها راصدو بعثة الاتحاد الأوروبي. ومع ذلك، لم يتم ضمان سرية التصويت دائًما ولم يتم تنفيذ إجراءات التحقق من بصمات الأصابع بشكل متسق, ما أدى إلى حرمان بعض الناخبين من حق التصويت, وبلغت نسبة المشاركة المعلنة رسميا 41 في المائة (منخفضة)”، مبينا أنه وعلى الرغم من أن الدستور يكفل الحقوق والحريات الأساسية اللازمة لإجراء انتخابات نزيهة “يفرض التشريع الانتخابي بعض القيود غير المبررة على الحقوق الانتخابية التي تتعارض مع التزامات العراق الدولية، مثل الأهلية القانونية للحق في التصويت؛ ومتطلبات السن والتعليم واجتثاث البعث عند الترشيح. علاوة على ذلك، فإنه يحتوي على العديد من الثغرات وعدم الدقة مع ترك العديد من جوانب العملية الانتخابية دون تنظيم، مما يعرض اليقين القانوني للخطر. ففي حالة عدم وجود بيانات سكانية موثوقة فمن غير الممكن التأكد فيما إذا كانت المساواة في التصويت مضمونة من خلال الترسيم الحالي للدوائر الانتخابية”.

إنفاق كبير واستغلال المال العام

وأضاف تقرير الاتحاد الأوروبي “روجت الحملات الانتخابية بشكل أساسي للمرشحين والكتل السياسية التي هيمنت بالفعل على الانتخابات السابقة، في حين قاطعت أحزاب تابعة لحركة تشرين الاحتجاجية الانتخابات. وكانت الحوادث العنيفة المتعلقة بالانتخابات أثناء فترة الحملات نادرة. ومع ذلك، وفقا للعديد من المحاورين، فأنه من الممكن لقوى مسلحة خارج إطار الدولة والتابعة لأحزاب عملت على تخويف كل من الناخبين والمرشحين مما قد يؤثر على اختيار الناخبين ونسبة المشاركة”.

وأما في ما يتعلق بالمبلغ الذي يمكن لحزب سياسي أو مرشح إنفاقه على الحملة الانتخابية فهو “غير منظم. وكان له تأثير سلبي على تكافؤ الفرص بين المتنافسين والقدرة التنافسية للانتخابات”. وأفاد المحاورون أنه “على الرغم من الحظر الصريح، فقد استخدم العديد من شاغلي المناصب الحكومية الأموال العامة للقيام بحملات انتخابية”.

 

المفوضية ووسائل الإعلام

وتابع التقرير “اختلف تصور أصحاب المصلحة حول استقلال مفوضية الانتخابات بشكل ملحوظ. حيث كانت الشفافية في عمل المفوضية محدودة على الرغم من بعض التحسينات الأخيرة. المعلومات المهمة كانت متاحة على موقع المفوضية العليا المستقلة للانتخابات باللغة العربية فقط، ومع ذلك، كان النشر المنتظم للنص الكامل لقرارات المفوضية وأنظمتها وتعليماتها باللغتين العربية والكردية غير موجود. علاوة على ذلك، تبين أن التوعية العامة وخاصة المشاركة مع أصحاب المصلحة غير كافية. وأشار جميع أصحاب المصلحة تقريبًا إلى عدم وجود برنامج رصين لتوعية الناخبين”.

كما قررت وسائل الإعلام العامة “عدم تقديم أي تغطية للمرشحين والأحزاب السياسية في البرامج الإخبارية وتغطية الحملات الانتخابية، وبدلا من ذلك تم تقديمهم في برامج انتخابية محددة. وهنا قيد حق المواطن في الوصول إلى الحملات الانتخابية, وتغطية الحملة الانتخابية التعددية, كان يُنظر إلى الحملات على القنوات التلفزيونية الخاصة الرئيسية بشكل عام على أنها حيوية ولكنها حزبية. لم يتم ضمان حرية وسائل الإعلام خلال الحملات بصورة مناسبة بعد بعض التهديدات بالقتل للصحفيين وإغلاق مؤقت لبعض القنوات التلفزيونية. في إقليم كردستان العراق، أثرت قضية ثلاثة صحفيين ُحكم عليهم مؤخرا بالسجن لمدة 6 سنوات سلباً على بيئة الحملات الانتخابية”. وأورد التقرير “قيدت حرية التعبير على الإنترنت من خلال العديد من بنود قانون العقوبات والأحكام الجنائية الغامضة، مثل تلك القوانين المدرجة في قانون إقليم كردستان لمنع إساءة استخدام معدات الاتصالات. أبلغ المحاورون في جميع المجالات عن انتشار المعلومات المضللة والتدخلات الملفقة عبر الإنترنت التي تشوش على صفو الفضاء عبر الإنترنت. قامت أطراف بحملات على وسائل التواصل الاجتماعي، بما في ذلك الإعلانات السياسية المدفوعة. كذلك أعاقت التهديدات والإهانات والهجمات المتكررة على الإنترنت شمولية النقاش السياسي. وتبين أن المرشحات النساء كن عرضة لحملات التشويه”.

 

الكوتا وذوو الاحتياجات الخاصة

وأشار تقرير البعثة إلى أن “تنفيذ المطلب الدستوري بتمثيل المرأة بنسبة 25 في المائة على الأقل (الكوتا) في مجلس النواب تعوقه صعوبات كامنة في نظام الحصص داخل نظام يغلب عليه طابع هيمنة الأغلبية، فضلا عن عدم وضوح الأحكام القانونية ذات الصلة. علاوة على ذلك، تم تفسير الأحكام ذات الصلة لتنفيذ الحصة (الكوتا) على أنها حد أقصى وليس كحد أدنى”.

وأردف “لا يتطرق التشريع الانتخابي إلى طرق ضمان ممارسة الحقوق السياسية من قبل الأشخاص ذوي الإعاقة، وبالتالي لا يفي بالالتزامات الدولية. فشلت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في إظهار نهج استباقي من خلال متابعة المقترحات التي من شأنها تمكين الأشخاص ذوي الإعاقة من الإدلاء بأصواتهم بطريقة تحترم سرية تصويتهم”.

وبخصوص التمثيل السياسي للمكونات، أشار التقرير إلى أن “قانون الانتخابات يكفل تسعة مقاعد محجوزة لبعض الأقليات الوطنية، لكن تنفيذه فشل في تحقيق تمثيلها السياسي الهادف بشكل كامل. من جانب آخر, انخفضت أعداد النازحين داخليًا بشكل كبير لكن مشاركتهم لا تزال تمثل تحديًا، حيث أن أقلية منهم فقط مسجلة في المخيمات وبالتالي يمكن أن تستفيد من أحكام التصويت الخاصة”.

تتمة ص3

*********

راصد الطريق.. ويتحدثون عن التزوير !

 

 

 

 

يكاد الكل يتحدث عن سرقة اصواته والتلاعب بإرادة ناخبيه، وحصول تزوير واسع في هذه الانتخابات! وهو الامر  المؤسف الذي  حصل باشكال متعددة في كل الانتخابات السابقة، وانتخابات تشرين 2021 على ما يبدو حتى الان  ليست استثناء، رغم كل الإجراءات التي جرى الحديث عن  اتخاذها، ولكنها لم تقنع، إضافة الى عوامل أساسية أخرى، جمهرة واسعة من المواطنين، ما تجسد عمليا في هذه النسبة العالية من العازفين والمقاطعين.

السؤال هنا من يقوم بالتزوير، ومن تتوفر له إمكانات ذلك ؟! من المؤكد ان هذا لا يتوفر الا عند القوى التي لها وجود فعلي ومؤثر، مالي وسياسي  وغيره، داخل السلطة وخارجها.

فمن يلام على عدم احترام القانون عبر التلاعب  باصوات الناخبين وشراء الأصوات والذمم  وبطاقات الانتخابات، وامتلاك السلاح والتهديد به كما يحصل الان، والاستخدام غير المحدود للمال السياسي  الذي عجزت الحكومة والمفوضية عن الحد منه، هم المتنفذون، والذين ذاتهم الان عموما يتحدثون عن التزوير؟!

 فلهذا وغيره  يبقى التطلع الى التغيير الشامل على جدول العمل.

**********

 

الصفحة الثانية

 

عضو في حزب الخضر الألماني: العسكرة لا تصنع مجتمعا ديمقراطيا في العراق

 

بغداد ـ طريق الشعب

نشرت نائبة البرلمان الأوربي هانا نيومان، من حزب الخضر الألماني، رأيها بالانتخابات العراقية على حسابها في التلغرام باللغتين الانكليزية والعربية، بعد مشاركتها ضمن الوفد البرلماني الاوربي لمراقبة الانتخابات: في الانتخابات العراقية لهذا العام تم تنظيم العملية الفنية بسلاسة تامة، لكن إقبال الناخبين كان منخفضا مما يدل بوضوح على عدم ثقة المواطنين العراقيين في المؤسسات السياسية. وأفاد عدد من المرشحين أن جماعات مسلحة قامت بشن هجمات. تفشت حملات التخويف والافتراء على وسائل التواصل الاجتماعي.  منذ يوم الخميس كنت جزءا من بعثة الرصد الرسمية للاتحاد الأوروبي في العراق. لقد تحدثنا إلى أعضاء البرلمانات والمرشحين والمرشحات الجدد ومنظمات المجتمع المدني ومسؤولي الانتخابات والزعماء الدينيين لفهم السياق السياسي لهذه الانتخابات بشكل أفضل. كما في يوم الانتخابات راقبنا عملية الانتخابات داخل وخارج بغداد. كان وفدنا من البرلمان الأوروبي جزءًا صغيرًا من بعثة الاتحاد الأوروبي الأكبر لمراقبة الانتخابات. اليوم قدمنا بياننا حول الانتخابات وذلك مع كبير المراقبين والمراقبات السيدة فيولا فون كرامون (Viola von Cramon). بالنسبة لي فإن الجزء الأكثر أهمية في البيان هو: “لا يمكن للعنف أو مجرد التهديد به أن يكون أداة لتحقيق مكاسب سياسية في الديمقراطية. لا ينبغي للجهات المسلحة غير الحكومية أن تكون جزءًا من الحياة الديمقراطية في البلاد وذلك بما يتماشى مع الدستور نصًا وروحًا. يحتاج المجتمع العراقي إلى الابتعاد عن المجتمع المُتعسكر والتوجه نحو دولة جيدة التنظيم تُغذيها المواطنة النابضة بالحياة .”

 

 

****************

 

كل خميس.. نتائج الانتخابات: تعزيز للاستقرار ام زيادة للتوتر؟

 

جاسم الحلفي

 

لم تسلم نتائج الانتخابات الحالية من التشكيك، مثلما حدث لسابقاتها. فبالرغم من اشادة القوى المتنافسة بيوم الاقتراع، وبينها إشادات لزعماء القوى المتنفذة بسير عملية التصويت، سرعان ما تراجع الخاسرون منهم، وأصدروا بيانات تطعن بالنتائج الأولية التي أعلنتها المفوضية الاثنين الماضي ١١/١٠/٢٠٢١، وترفضها بشدة، وتؤكد عدم قبولهم او اعترافهم بها. وجاء ذلك بلغة تصعيدية خطيرة وغير مألوفة، أسهمت في توتير الوضع السياسي، وزادتها القرارات القاطعة التي تسربت من الاجتماع المنعقد مساء اليوم نفسه ١١/١٠/٢٠٢١ في منزل السيد نوري المالكي، وامتد الى فجر اليوم التالي.

وقد ارتفعت درجات شك الخاسرين وارتيابهم بحدوث تلاعب في نتائج الانتخابات، بعد ان أعلن عدد من المرشحين رفضهم لنتائج الانتخابات، ولجوء بعضهم الى الاحتجاج والتهديد. ذلك انهم استغربوا من عدد الأصوات التي حصلوا عليها بعد اعلان نتائج الاولية، وهي اقل حسب قولهم من حاصل جمع أصواتهم بالمحطات الانتخابية التي أحصوها من خلال الأشرطة، التي وزعت على وكلائهم بعد اغلاق صناديق الاقتراع. وهذا ما عزز من حجج المعترضين على النتائج.

وما زاد الطين بلة، كما يقال، هو نتائج العد والفرز اليدويين لـ ٨٥٤٧ محطة انتخابية، والتي أحدثت تغيرا في١٠ مقاعد!  وهناك ٣٦٨١ محطة اخرى بانتظار العد اليدوي أيضا، وربما ستغير النتائج بدورها. وقد تكون الارتباكات في حساب الأرقام وفي إعلان النتائج من دون تدقيق كاف، حجة اضافية للخاسرين، ما يصعّب قبولهم بالخسارة التي لم يتوقعوها، بعد ان اتسمت حملاتهم الانتخابية بالتفاؤل المفرط.

هناك أسئلة رقمية عديدة تبحث عن إجابات وتفسير منطقي من المفوضية، منها وجود فرق كبير في الأرقام بين عدد المقترعين التي أعلنته المفوضية وهو (٩،٠٧٧،٧٧٩) ناخب، وبين عدد الأصوات التي حصل عليها جميع المرشحين والبالغ (٦،٩٤٧،٦٣٩) صوتا فقط، اذ يتضح ان هناك فرقا كبيرا هو (٢،١٣٠،١٤٠) صوتا. وإذا طرحنا منه عدد الاصوات الباطلة، والبالغة (٤٤٩،٢١١)، يكون السؤال الحسابي عن الرقم (١،٦٨٠،٩٢٩)، قائما ويتطلب تفسيرا شافيا! ففي ضوء توضيح امر هذا الرقم يمكن ان تتحرك كراسي عديدة!

وليست هذه الأرقام وحدها التي سببت إشكالية تحتاج الى تفسير وتوضيح دقيقين، انما السؤال يبقى مفتوحا حول حساب نسبة المشاركة. حيث إرادت المفوضية ان تحسبها وفق معادلة عدد المقترعين نسبة الى مستلمي البطاقة البارومترية. وقد اعترضت على ذلك بعثة الأمم المتحدة، نظرا لمخالفته المعايير الدولية والدستور العراقي وقانون الانتخابات. لكن المفوضية اعتمدت رقما مبهما هو (٢٢١١٦٣٦٨)، وقسمته على عدد المقترعين البالغ (٩٠٧٧٧٧٩) لتعلن نسبة ملتبسة هي (٤١بالمئة)، وهي قطعا نسبة غير دقيقة. وقد سبق للمفوضية ان أعلنت في احد بياناتها، ان عدد المقترعين الكلي هو (٢٥١٨٢٥٩٤)،  وعند اجراء المعادلة الحسابية باعتماد هذا الرقم تكون النسبة ٣٦بالمئة.

 وبعودة سريعة الى الأرقام: اذا كانت هناك بوادر ازمة جراء عدم قبول النتائج من قبل كبار الخاسرين، وما قد يترتب على ذلك من تداعيات سياسية وازمة تطال طبيعة تحالفات السلطة ومسألة تشكيل الحكومة، حيث ان عدد المقاعد بالنسبة اليهم، يعكس حجم حصة كل منهم في المحاصصة. واذا كانت هذه النتائج تعكس صراع المتنفذين على السلطة، فان في المقابل الحجم الذي شكلته المقاطعة التي بلغت نسبتها ٦٤ بالمئة، وهي نسبة كبيرة جدا لها ابعاد سياسية والاجتماعية وثقافية، وتصعب الإحاطة بها سريعا، لكن اثارها المتوقعة ستعلب دورا مهما في زيادة مساحة المعارضة لنهج المحاصصة والفساد المستشري في سلطات الدولة ومؤسساتها.

 

*****************

 

قرابة 4 الاف حادث في عموم المحافظات منظمات رقابية: تعطيل القوانين زاد الخروقات في يوم الاقتراع

 

 

بغداد ـ طريق الشعب

أشّرت منظمات غير حكومية معنية بمراقبة الانتخابات، خروقات عديدة رافقت عملية الاقتراع في العاشر من تشرين الاول، مقترحة اجراء تعديلات قانونية تجعل العملية الانتخابية اكثر عدالة.

ورافقت المنظمات عملية الاقتراع منذ افتتاح المراكز الانتخابية حتى اغلاقها. وأكدت أنها غطت تلك العملية في أغلب المحطات الانتخابية في عموم البلاد.  

 

قرابة 4 الاف حادث في يوم الاقتراع

وفي تقرير تحالف الشبكات والمنظمات الوطنية المراقبة لانتخابات مجلس النواب، فقد أشّر تقريره الأولي عن عملية الاقتراع العام 3847 حادثا، رصدها أكثر من 10 الاف و500 مراقب في عموم المحافظات. وقال تحالف الشبكات ان مراقبيه عملوا على تغطية 83 دائرة انتخابية، بنسبة تصل لأكثر من 80 في المائة  من المراكز الانتخابية، من خلال (8191) مراقبا، وصل عدد تقاريرهم على فترة التصويت العام (من السابعة صباحا الى السادسة مساء)، الى (10560) تقريرا.

 

نسبة المشاركة 38 بالمئة

وبيّن التقرير ان نسبة المشاركة في الانتخابات بلغت 38 في المائة  من عموم العراق، وفقا لعدد الناخبين العراقيين.

ووثق التقرير أبرز الحوادث والمخالفات، التي تم تسجيلها في محطات ومراكز الاقتراع، والتي شملت المحطات التي شهدت مشاكل فنية، واستبعاد المراقبين وخرق سرية الاقتراع وغير ذلك.

ومن ضمن التوصيات التي ضمنها تحالف الشبكات والمنظمات الوطنية في تقريره، طالب بـ”محاسبة المقصرين من العاملين في المفوضية، والذين لم يلتزموا بالمهنية والاستقلالية في عملهم”.

كما طالب بـ”العمل على اعلان النتائج الأولية وعدم تأخيرها، وفقا للقانون”، مشددا على ضرورة “ملاحقة من ثبت قيامه بشراء الأصوات في الانتخابات، على أن يتم استبعاد أو حجب أصوات من يثبت تورطه في تلك الخروقات، وفقا للأدلة القانونية”.

 

375 خرقا

اما تقرير نهائي لمنظمة تموز للتنمية الاجتماعية، صدر الاثنين الماضي، أعلن رصد 375 خرقا، الى جانب ما تم تأشيره من ملاحظات جرى تصنيفها أيضا. وعلى أثر التقرير، طرحت المنظمة مجموعة من التوصيات والاقتراحات، قالت انها تستهدف “تقويم العملية الانتخابية”، إذ أوصت بـ”اجراء تعديلات قانونية وايجاد تشريعات تنظم العملية الانتخابية بشكل اكثر عدالة وانصافا”، مشددة على ضرورة “معاقبة المخالفين للقوانين والانظمة والحد من تكرار هذه المخالفات وزيادتها”.

واشارت الى “ضرورة اجراء إحصاء عام يثبت تعداد الناخبين ومناطق سكناهم، بقصد تحقيق ضمان أفضل وتقسيم مناسب لتوزيع الناخبين، وضمان عدم حرمان أي من المواطنين من حقه الانتخابي وتوفير قاعدة انتخابات رصينة مقرونة بتسجيل بايومتري كامل ودقيق لكل المواطنين”.

 

قانون الاحزاب

وشددت على “تفعيل مواد قانون الأحزاب الذي ينظم مصادر تمويلها، ويلزمها بالتقيد بتعليمات المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، وبالأخص عدم استخدام ممتلكات الدولة لصالح أي كيان متنافس في الانتخابات، وتحديد مصادر التمويل والمال الانتخابي، كي يكون هناك توازن معقول بين المتنافسين، كما يضع ضوابط لمن يحق له المشاركة في التنافس الانتخابي”.

إقبال ضعيف

التقرير المفصل لشبكة سفراء السلام، حول عملية الاقتراع، أشّر “اقبالا ضعيفا من قبل الناخبين على المراكز الانتخابية في جميع المحافظات”.

واكد “تكرار عطل الأجهزة الالكترونية في كل المحافظات، وتوقف التصويت في بعض المراكز لأكثر من ساعة”. ورصد التقرير منع المراقبين من الدخول الى المراكز الانتخابية في بعض المحافظات أثناء افتتاح تلك المراكز، فضلا عن طرد بعض المراقبين في محطات انتخابية اخرى.

واشار الى تواجد مسؤولي الأحزاب والتيارات والقوائم الانتخابية بالقرب من المراكز الانتخابية للتأثير على قرار الناخب في أغلب المحافظات.

 

******************

 

تشرينيات نجفية ٢ الخيمة بيتنا الثاني

 

سهاد الخطيب*

 

كانت خيمة (المرأة ثورة) في ساحة الاعتصام مقراً للنساء والشابات المتظاهرات، من عضوات رابطة المرأة العراقية فرع النجف وغيرهن الأخريات ممن انضممن إلى الحراك الاحتجاجي، وشاركن في التظاهرات اليومية في ساحة الاعتصام. وفي شهر تشرين الثاني 2019 بدأ تجمع النساء يزداد ويتسع ليشمل شرائح جديدة من الشابات والنساء وبمختلف الأعمار والتوجهات والمهن، من ربة البيت إلى الإعلامية إلى أستاذة الجامعة والتربوية والمعلمات وطالبات الجامعة.

وبدأنا بتنظيم برنامجنا اليومي حيث نخطط يومياً لما سنقوم به في اليوم التالي من الفعاليات والنشاطات الإضافية بعد المشاركة اليومية في التظاهرات، فقررنا أن نقيم ندوة تتحدث فيها النساء عن سبب حضورهن للساحة والمشاركة في التظاهرات مع أخوتهن وأبنائهن الشباب في الساحة.

كانت البداية معي، تكلمت أنا عن الأسباب السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي وفرت الأرضية لانطلاقة الانتفاضة، وعن مساهمات رابطة المرأة العراقية والمنظمات الأخرى في خلق تراكم الحراك الاحتجاجي منذ عام 2011 في النجف والعراق. بعد ذلك فُتح باب النقاش وبدأنا نسمع آراء النساء الموجودات واسباب وجود كل واحدة منهن، وكانت الآراء مختلفة ولكنها تجتمع تحت مظلة استعادة الوطن من الفاسدين وتأمين حياة حرة كريمة للناس.

 من ضمن الفعاليات أيضاً أن النساء يحضرن للساحة مع بناتهن وأبنائهن الصغار، ففكرنا بإقامة مرسم حر للأطفال على الرصيف الذي تتواجد فيه خيمتنا، ووفرنا لهم أٌقلام تلوين وكارتات ملونة، وبدأ الأطفال الرسم على الرصيف وبرعايتنا لهم، وعلقنا نتاجاتهم على جدار خيمتنا والخيم المجاورة، وكانت أغلب الرسومات تعبر عن حب الوطن والبلد، كانت فعالية جميلة أفرحت الأطفال وعوائلهم.

اقترحت علينا إحدى الشابات المشاركات في الاحتجاج، وهي طالبة فنون جميلة تحضر يوميا مع شقيقتها برفقة والدهما إلى الساحة والخيمة، أن تشارك بمعرض خاص لنتاجاتها، رحبّنا بالفكرة ووفرنا لها ما تحتاجه، وبعد بضعة أيام أكملت 15 لوحة جميلة مواضيعها عن التظاهرات والانتفاضة في بغداد والنجف، ومعاناة الشباب واستخدام الغاز المسيّل للدموع ضدهم، وتم تعليق اللوحات على جدران خيمتنا والخيم المجاورة، وشاهد المعرض المحتجون في الساحة من الشباب المنتفض ومن يشاركهم، وجرت تغطية المعرض من قبل بعض الفضائيات، التي أجرت بعض اللقاءات مع بعض الشابات والنساء اللواتي أوصلن صوتهن الاحتجاجي عبر وسائل الإعلام.

 وصادف في 13 تشرين الثاني 2019 عيد ميلاد إحدى الشابات المتظاهرات، واقترحت علينا إقامة فعالية عيد ميلادها في الساحة امام الخيمة، ورحبنا كثيرا بالفكرة، وجلبت هي كيكة عيد ميلادها وعليها صورتها وشموع المناسبة، من جانبنا في رابطة المرأة العراقية وفرنا الحلوى وهدايا لها، واحتفلنا معها في الساحة أمام خيمتنا، وشاركنا الاحتفال كثير من النساء، وشاهد الفعالية من كان موجداً في الساحة. لقد كانت مبادرة جميلة حملت كمية كبيرة من الفرح للجميع، وتحقق ما كنا نعتبره ان الخيمة هي بيتنا الثاني، وبدلا من أن نقيم فعالياتنا في البيت نشارك الآخرين معنا في الخيمة وساحة الاعتصام. من الجدير بالتأكيد هو اننا كنا نراعي العادات والتقاليد الموجودة ونتصرف بالتحفظ المطلوب، لأن المكان مفتوح ويوجد فيه الشباب، ولذلك كانت فعالياتنا مصدر احترام وتقدير من جميع الموجودين من الرجال والنساء والشباب في الساحة، وكانت الفعاليات أيضاً مصدر قوة وفرح لنا وللجميع.

يتبع

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 * سكرتيرة رابطة المرأة العراقية فرع النجف

 

 

****************

الصفحة الثالثة

تقرير بعثة الاتحاد الأوروبي: إقبال منخفض وإشكاليات عديدة رافقت الانتخابات استياء عام وإشكالات قانونية

وأكد التقرير أن “الانتخابات أجريت في ظل النظام الانتخابي الجديد الذي غيّر بشكل كبير استراتيجيات الأحزاب السياسية، وسط تزايد الاستياء العام من النخب السياسية وانتشار اللامبالاة بين الناخبين, حيث كانوا يرون التنافس بين الكيانات السياسية التقليدية التي هيمنت على المشهد السياسي العراقي منذ عام 2003ُ. سُمح للمستقلين لأول مرة بالترشح، لكن العديد منهم انسحبوا بسبب الترهيب ونقص الأموال، أو تم استقطابهم من قبل الأحزاب الكبيرة. كما تؤدي القيود والثغرات وعدم الدقة إلى انعدام اليقين القانوني والحماية الفعالة. لا يزال من غير الواضح ما إذا كانت المساواة في التصويت مضمونة من خلال ترسيم الدوائر الانتخابية الحالية. ويعد العراق دولة طرف في الصكوك القانونية الدولية الرئيسية ذات الصلة بحقوق الإنسان وإجراء انتخابات ديمقراطية. تشمل التشريعات الانتخابية الرئيسية قانون الانتخابات 9/2020، وقانون المفوضية العليا المستقلة للانتخابات 31/2019 وقانون الأحزاب السياسية 36 /2015. وبينما يكفل الدستور الحقوق والحريات الأساسية، يتضمن التشريع الانتخابي قيودا لا داعي لها على الحق في التصويت والترشح لانتخابات لا تفي بالالتزامات الدولية. بالإضافة إلى ذلك، فإنه يحتوي على العديد من الثغرات وعدم الدقة. يمنح حق التصويت للمواطنين العراقيين الذين بلغوا الثامنة عشر عاما على الأقل في سنة الانتخابات، والمسجلين في سجل الناخبين، وبحوزتهم بطاقة تصويت إلكترونية ووثائق ثبوتية محددة. بالإضافة إلى ذلك، يجب أن يكونوا “مؤهلين تماما”، أي يجب أن يتمتعوا بالأهلية القانونية الكاملة. ويتعارض مثل هذا التقييد مع أحكام اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، لا سيما في ضوء القانون المدني الذي يسمح بالحرمان الواسع من الأهلية القانونية”، مضيفا “يترك القانون العديد من الجوانب الحاسمة للعملية الانتخابية غير منظمة. الأمور المتعلقة بالأحزاب السياسية وتسجيل المرشحين، وإلغاء الترشيح، والحملات الانتخابية في وسائل الإعلام، والمواعيد النهائية وإجراءات حل النزاعات الانتخابية تخضع إلى حد كبير - وفي بعض الأحيان حصرا - للوائح الصادرة عن المفوضية العليا المستقلة للانتخابات. مثل هذه الممارسة لا تضمن اليقين القانوني، ولا تضمن الحماية الفعالة للحقوق الانتخابية”.

 

إدارة جيدة وشفافية محدودة

وعلى صعيد الانتخابات، أفاد التقرير بأنها جرت إدارتها “بشكل جيد ولكن الشفافية المحدودة والمشاركة مع أصحاب المصلحة قوضت الثقة في المفوضية العليا المستقلة للانتخابات. اختلف تصور أصحاب المصلحة حول المفوضية العليا المستقلة للانتخابات بشكل ملحوظ. أعرب بعضهم عن عدم الثقة في استقلالية المفوضية، والتصور المحتمل للتعرض للضغط وتدخل السياسيين. مع ذلك، أشارت بعض الأحزاب السياسية إلى شرعية أعلى للمفوضية الجديدة. وبالرغم من أن مجلس المفوضين الجديد للمفوضية المؤلف من سبعة قضاة من الدرجة الأولى واثنين من المرشحين المعينين من مجلس الدولة، أكد على استقلاليته واحترامه للقانون، لكن أصحاب المصلحة يعتبرونهم مرشحين سياسيين. ولا بد من الإشارة إلى أن شفافية عمل المفوضية كانت محدودة، ولم يكن التواصل الجماهيري معها فعال، ولم تكن المشاركة مع أصحاب المصلحة في شرح قرارات المفوضية واستخدام التقنيات كافية. وبالإضافة إلى ذلك، لم يتم نشر تقارير عن نتائج المحاكاة. ولم يتم تنفيذ تدابير الشفافية، مثل نشر أوصاف الأنظمة الإلكترونية، بما في ذلك التفاصيل المتعلقة بالمكونات التقنية للأجهزة والبرمجيات، ولم تتم إتاحة نتائج شهادة التدقيق للجمهور.”

 

نظام تسجيل خامل

ووصف تقرير الاتحاد الأوروبي نظام التسجيل لدى المفوضية بـ”الخامل، فمن بين 25 مليون ناخب مؤهل، تم تسجيل 17 مليونا بايومتريا، في ظل مشاركة منخفضة للناخبين لأول مرة. وخمول النظام متعلق بأنه لا يطلب من الناخبين التسجيل في كل حدث انتخابي. إن سجل الناخبين وإسنادهم الجغرافي إلى المواقع مستمد من برنامج النفط مقابل الغذاء التابع لوزارة التجارة. لم يتم تصميم هذا النظام ليكون بمثابة سجل للناخبين. ومع ذلك، في ظل عدم وجود تعداد محدث لقاعدة البيانات السكانية المستخدمة من قبل المفوضية, تبقى البيانات السكانية غير موثوقة”.

 

بيئة الحملات الانتخابية

وبيّن التقرير أن “الحملة الهادئة مكنت الناخبين من اتخاذ قرار مستنير على الرغم من التخويف من قبل الجماعات المسلحة ومزاعم إساءة استخدام موارد الدولة وشراء الأصوات. دعا الرئيس العراقي قادة القوى السياسية العراقية الرئيسية للتوقيع على مدونة السلوك الانتخابية التي على الرغم من كونها وثيقة سياسية بحتة، إلا أنها شددت على أهمية تجنب النزاعات والتأكيد على قبول نتائج الانتخابات وجرت أحداث مماثلة لتوقيع المدونة في جميع المحافظات. مع وجود بعض التقارير القادمة عن الترهيب من إقليم كردستان العراق بشكل رئيسي يحق للمرشحين والأحزاب السياسية. ويشدد بعض المحاورين على أنه قد تمكنت الجهات المسلحة خارج إطار الدولة والتابعة للأحزاب من ترهيب كل من الناخبين والمرشحين مما يؤدي إلى تأثير لا شعوري على اختيار الناخبين ومشاركتهم. لقد كانت إحدى القضايا الأكثر إثارة للجدل في الحملات هي الجماعات التي “تحمل أسلحة لا تخضع لسيطرة الدولة” المرتبطة بأحزاب مشاركة في الانتخابات على الرغم من الحظر القانوني لذلك. كما أعرب العديد من المحاورين عن أسفهم لتعرض بعض المرشحات للتهديد والابتزاز بهدف إجبارهن على الانسحاب. الحملات الانتخابية كانت أقل حدة مما كانت عليه في الماضي، وعزت العديد من المصادر انخفاض اهتمام الناخبين خلال فترة الحملات إلى عدم وجود بدائل للأحزاب التقليدية ونظام الحصص الاثنية والطائفية لتقاسم السلطة - المحاصصة - التي يمثلونها. هذا النظام انتقدته حركة تشرين، إلا أن أحزاب تشرين التي تأسست مؤخرا قررت مقاطعة الانتخابات والأسباب المقتبسة هي: اغتيال عدد من الشخصيات القيادية وتهديدات مزعومة وقلة الوقت والموارد وعدم إضفاء الشرعية على النظام الحالي”.

وتابع التقرير إن “شبكة العلاقات العشائرية القائمة على روابط النسب والتقاليد ذات أهمية كبيرة للحملات الانتخابية في المناطق الريفية، حيث ورد أن شيوخ العشائر يسيطرون على أتباعهم. وأفاد معظم المحاورين أن موارد الدولة والأموال العامة كثيرا ما يساء استخدامها من قبل المرشحين الحاليين، ما أدى إلى عدم تكافؤ الفرص حيث كانت الأمثلة التي تم ذكرها مرارا والمتمثلة بأعمال البنية التحتية، مثل رصف الطرق وإمدادات المياه أو الكهرباء التي بدأت قبل يوم الانتخابات بفترة وجيزة في دائرة المرشح، على الرغم من أنها كانت موجبة التنفيذ قبل مدة طويلة. كذلك فإن توزيع المواد الغذائية والأموال من الأمور الشائعة خلال التجمعات الانتخابية، وهو ما يعد انتهاكا للأحكام التي تمنع شراء الأصوات”.

 

تمويل الحملات الانتخابية

أما بشأن تمويل الحملات الانتخابية، فقد ذكر محاورون أن “الحكومة عمليًا لا تمول الأحزاب وحملاتها الانتخابية. ويجب على الأحزاب تقديم تقرير سنوي عن أوضاعها المالية؛ ومع ذلك، فإن الحكومة لا تراقب بشكل كاف كيفية حصول الأحزاب والمرشحين على الأموال لتمويل حملاتهم. ولا يتم نشر التقارير المالية للأحزاب، مما يعيق الشفافية الشاملة. هناك العديد من الثغرات الأخرى في تشريعات تمويل الحملات الانتخابية: المتمثلة بعدم وجود حد للمبلغ أو المساهمة العينية التي يمكن أن يقدمها المانح لحزب سياسي أو مرشح”.

 

الاعلام

وأشر التقرير ملاحظات على الوضع الاعلامي جاء فيها: “سمح مشهد إعلامي شديد الاستقطاب بتغطية نشطة ولكن حزبية في الغالب للحملات؛ ومع ذلك، لا تزال هناك مخاوف جدية بشأن حرية التعبير. أن المشهد الإعلامي العراقي، الذي يضم 70 قناة تلفزيونية ومحطة إذاعية مرخصة، ثري وحيوي لكنه لا يزال مستقطبا بعمق عبر الخطوط الطائفية والعرقية، مع قلة وسائل الإعلام المستقلة. في حين يضمن الدستور حرية التعبير، يحتوي قانون العقوبات على العديد من الأحكام والتعريفات الغامضة، بما في ذلك التشهير والسب والمعلومات الكاذبة والمتحيزة، والتي يمكن استخدامها أيضا لتقييد حرية وسائل الإعلام بما في ذلك أثناء فترات الانتخابات. طبقا لنقابة الصحفيين العراقيين فإن (ما لا يقل عن 10 إلى 15 صحفيا) يحققون في قضايا فساد وأحزاب سياسية ، قد تعرضوا للتهديد من قبل مصادر غير معروفة، وبالتالي أجبروا على الفرار، ومن ضمنها الى الخارج. وأفادت وكالة مراسلون بلا حدود بأن بعض القنوات التلفزيونية تعرضت مؤخراً إلى الغلق المؤقت بسبب انتقادات مزعومة لقوات الحشد .وفي إقليم كردستان العراق، تعرضت حرية التعبير أيضا لضغوط في أعقاب قرار محكمة أربيل في فبراير بإصدار أحكام بالسجن لمدة ست سنوات ضد ثلاثة صحفيين متهمين بالسعي لتقويض أمن واستقرار الدولة، وبعد عدد من القضايا والحوادث العامة الحاصلة مؤخراً”

وتابع التقرير “صرحت هيئة الاتصالات والإعلام قبل مدة بأنها أصدرت تحذيرات بشأن انتهاكات مزعومة لتنظيم الحملات الانتخابية لحوالي عشر وسائل إعلام، دون فرض أية عقوبات. ولم تُنشر أسماء هذه الوسائل الإعلامية. هناك نقص في الشفافية في عمل الهيئة، حيث لا تنشر التحذيرات والعقوبات المفروضة على موقعها الإلكتروني”.

 

**********

وسط ارباك وشكوك مفوضية الانتخابات تواجه انتقادات وضغوطا من خاسرين

بغداد ـ سيف زهير

 

وُجّه خلال اليومين الماضيين الكثير من الملاحظات الى أداء مفوضية الانتخابات، بشأن الإرباك وضعف الاجراءات التي رافقت إعلانها نسبة المشاركة والنتائج النهائية، على وفق المواعيد التي ألزمت نفسها بها. وما زاد المشهد تعقيدا، تلك التهديدات التي أطلقتها جهات سياسية بالضد من المفوضية، بعد أن خسرت الكثير من مقاعدها في ظل قانون انتخابي، شاركت فيه وروّجته طيلة الأشهر الماضية، لتعلن الآن رفضها النتائج.  تزايد القلق من تأثيرات هذه التهديدات، التي تزامنت مع تأكيد المفوضية بأن النتائج ما زالت غير نهائية.

 

أمر غير طبيعي

وأعلنت المفوضية بعد الانتهاء من التصويت العام، أنها ستكشف عن نسبة المشاركة خلال ساعتين فقط. وأتى هذا الاعلان بعدما وردت أرقام تفيد بأن نسبة المشاركة لا تتجاوز 30 في المائة وفقا لتحليلات أجراها مختصون ومراقبون لأرقام المفوضية، التي كانت تصدرها بشكل متواصل على موقعها الالكتروني.

ورغم الانتظار والترقب الشعبي الواسع للكشف عن نسبة التصويت وفقا للوعد الذي قطعته المفوضية، إلا أنه لم يجر الإعلان عن ذلك، ولم توضح المفوضية أسباب ذلك؛ ما جعل الكثير من المراقبين يتوقعون بأن أمرا غير طبيعي يجري، وقد يكون الإعلان في اليوم التالي عن نسبة مشاركة تصل إلى حدود 40 في المائة، جاء تلافيا للإحراج الذي فرضته المقاطعة الشعبية الواسعة للانتخابات، وهذا ما حصل فعلا.

فعلى الرغم من سلاسة الاجراءات التي نظمتها المفوضية لعملية الاقتراع، والتحسن على المستوى الفني قياسا بالتجارب السابقة، إلا أن عملية اعلان نتائج التصويت ونسبة المشاركة كانا ومحط انتقادات وشكوك واسعة.

وشهد مؤتمر إعلان النتائج الذي عقدته المفوضية ارباكا كبيرا، فلم يجر الكشف عن النتائج الكاملة بعد 24 ساعة من انتهاء الاقتراع وفق تأكيداتها السابقة، ولم تكشف نسبة المشاركة بعد ساعتين أيضا، في حين بقيت نتائج آلاف المحطات محجوبة بسبب الخلل الذي تعرضت له الأجهزة الالكترونية داخلها، علاوة على ذلك، فإن موقع المفوضية الالكتروني لم يكن واضحا من حيث نشر نتائج التصويت، وجرى حذف القوائم منه وتعطيله لأكثر من مرة، وسط مطالبات واسعة بأن تكون الاجراءات أكثر شفافية من ذلك، تجنبا للتشكيك في نتائج الانتخابات التي تواجه أساسا اتهامات لا حصر لها ودعوات واسعة لمقاطعتها.

 

تغيير في الخارطة الانتخابية

وشهدت نتائج التصويت تغييرا كبيرا طرأ على الخارطة الانتخابية التقليدية، حيث حصلت بعض الكتل السياسية على مقاعد إضافية وبنسبة كبيرة، في حين مُنيت أخرى بخسارة كبيرة جدا، مع الاشارة الى وصول عدد من المرشحين المستقلين وأطراف أخرى لها علاقة بالحراك الاحتجاجي التشريني إلى قبة البرلمان، رغم أن جزءا كبيرا من المحتجين لم يشاركوا في التصويت.

وأشرت أرقام تقارير منظمات الرقابة المحلية والدولية الى مشاركة ضئيلة في عملية التصويت؛ بضمنها تقرير الاتحاد الأوربي الذي أكد أن الانتخابات التي جرت شهدت أقل نسبة مشاركة في تأريخ الانتخابات التشريعية بعد العام 2003 لأسباب قد تعود إلى الفساد وعدم الثقة بالنظام السياسي واستمرار استغلال المال العام والسلاح في الحملات الانتخابية.

 

ضغوط على المفوضية

من جانب آخر، وجهت إلى مفوضية الانتخابات اتهامات واسعة أطلقتها أطراف سياسية متنفذة خسرت الكثير من مقاعدها، مفادها بأن المفوضية غير مستقلة وأن نتائج الانتخابات غير نزيهة.  وشنت الأطراف الخاسرة تصعيدا خطابيا وصل إلى مستوى التهديد لمفوضية الانتخابات التي راحت من جانبها تؤكد أن النتائج ليست نهائية، ما أثار الرأي العام بشكل أكبر وزاد من الشكوك التي تحذر من رضوخ المفوضية ومحاولتها ترقيع بعض النتائج لتجنب الضغوط.  وكشفت المفوضية يوم أمس، عن نتائج جديدة للانتخابات التشريعية. عززت حظوظ بعض الكتل الخاسرة. وأكدت أن النظر في الطعون وإعلان النتائج النهائية سيكون بعد 20 يوما، وفقا لتقديراتها.

************

 

الصفحة الرابعة

 

خلافات بشأن نتائج الانتخابات سياسيون: ترجيحات بتشكيل معارضة سياسية في البرلمان

بغداد ـ عبدالله لطيف

 

أسدل الستار على الانتخابات العراقية المبكرة الاولى من نوعها بعد سقوط النظام الدكتاتور، والتي تخللتها خروقات مختلفة، لكن معنيين عدّوها هي الافضل من الناحية التقنية.

إحصائية جديدة

وعلى أثر انجاز الجزء الاكبر من الفرز والعد اليدوي، جرى الاعلان عن نتائج أولية للانتخابات، والتي جاءت بحسب الآتي: الكتلة الصدرية: 72/ تقدم: 37/ دولة القانون: 35/ الحزب الديمقراطي الكردستاني: 33/ تحالف الفتح: 17/ تحالف كردستان: 16/ عزم: 12/ امتداد: 9/ حراك الجيل الجديد: 9/ اشراقة كانون: 6/ العقد الوطني: 5/ قوى الدولة: 5/ تصميم: 4/ جماهيرنا هويتنا: 3/ المشروع الوطني العراقي: 2/ حركة حسم للإصلاح: 2/ حقوق: 1/ حركة بلادي الوطنية: 1/ قادمون: 1/ تيار الفراتين: 1/ تجمع السند الوطني: 1/ كتلة الوفاء والتغيير: 1/ النهج الوطني: 1/ الجماهير الوطنية: 1/ جبهة تركمان العراق الموحد: 1/  جماعة العدل الكردستانية:1/ التحالف العربي في كركوك: 1/ تحالف الآمال الوطني: 1/ اقتدار وطن: 1/ حزب الوطن: 1/ تجمع أهالي واسط المستقل: 1/ مستقلون ( أفراد): 37. ونوّهت مفوضية الانتخابات بأن هذه النتائج “قابلة للتغيير”.

 

معارضة محتملة

وفي الحديث عن شكل البرلمان القادم، يرى باحثون في الشأن السياسي أن هناك إمكانية ان تقوم القوى الجديدة بتشكيل معارضة سياسية داخل البرلمان، فيما اشترط آخرون الحفاظ على مقاعد القوى الجديدة بـ “تقديم أداء يلبي طموح الناس”.

 ودعي نحو 25 مليون شخص يحق لهم التصويت لانتخاب البرلمان الجديد من بين أكثر من 3500 مرشح. لكن نسبة المشاركة الأولية بلغت نحو 41 في المائة، وفق ما أعلنت المفوضية العليا للانتخابات، في أعقاب الانتخابات، مستندةً إلى نتائج 94 في المائة من مراكز الاقتراع.

وتمثّل هذه النسبة مقاطعة قياسية في خامس انتخابات يشهدها العراق منذ سقوط النظام الدكتاتوري في العام 2003. وفي العاصمة بغداد، تراوحت نسبة المشاركة بين 31 و34 في المائة وفق المفوضية. وفي مراكز الاقتراع كان حضور الناخبين ضعيفاً، وفقا لوسائل اعلام دولية ومراقبين.

وفي العام 2018، بلغت نسبة المشاركة 44,52 في المائة، وفق الأرقام الرسمية، وهي نسبة اعتبرها البعض مضخمة حينذاك.

 

خلافات

وطبقا لمصدر مطلع، ان هناك جدلا بخصوص نتائج الانتخابات، وخلافا كبيرا بين بعثة الأمم المتحدة ومفوضية الانتخابات، حول العديد من القضايا، على رأسها نسب المشاركة والنتائج.

وتكمن وجهة اعتراض بعثة الأمم المتحدة ـ بحسب المصدر ـ في كون عدد المصوتين هم أقل من النسب التي أعلنت عنها المفوضية.

وفي مساء يوم أمس الاول، قامت مفوضية الانتخابات برفع نتائج الانتخابات من موقعها الالكتروني.

 

خروقات بسيطة

وقال رئيس مفوضية الانتخابات الأسبق، عادل اللامي، لـ”طريق الشعب”، إن “أداء المفوضية على المستوى التقني كان جيداً”، مبيناً ان “الشكاوى والخروقات التي حصلت في يوم الانتخابات، كانت بسيطة جداً”. 

وأضاف أن “التقييم الحقيقي للمفوضية يكون بعد المصادقة على النتائج، وكيفية تعاملها مع الطعون”، مشيراً إلى أن “اعلان المفوضية المقتضب الذي وجه الجميع بأن يذهبوا الى الموقع الالكتروني لرؤية النتائج لا يمكن اعتباره اعلانا رسميا او مصادقة”. 

وأوضح أنه “بعد المصادقة على النتائج النهائية تفتح المفوضية لمدة ثلاثة أيام امام المرشحين حق الطعن في النتائج، والطعون تكون على قرارات مجلس المفوضين”، موضحاً أن من حق الناخبين ان “يقدموا شكاواهم قبل المصادقة على النتائج الانتخابية”.

 

الانتخابات الافضل

من جهته، قال المنسق العام للتيار الديمقراطي العراقي، احمد إبراهيم، أن “الانتخابات جرت بشفافية، ونستطيع ان نقول عنها كانت نزيهة، وأن مفوضية الانتخابات قدمت ما مطلوب منها بشكل جيد وواضح”.

وأضاف أن النتائج “لم تأت بشيء مختلف تماماً عما كانت عليه في السابق، لكن هناك تغيير حصل، تمثل في العدد غير القليل للمستقلين الذين فازوا بمقاعد برلمانية، إضافة إلى الانتصار الذي حققته قوى تشرين، ومدنيون اخرون”، لافتاً إلى أن “القوى الجديدة اذا استطاعت ان تتوحد فبإمكانهم ان يشكلوا كتلة برلمانية مؤثرة، يتناغم عملها مع الحركة الجماهيرية خارج البرلمان”.

ورهن إبراهيم حصول القوى الجديدة على مقاعد اضافية في الدورات البرلمانية اللاحقة بـ”تقديم نشاط متميز يلبي طموح الناس”.

ورأى أن “العزوف عن الانتخابات سبب ضررا للقوى المدنية، لأن المقاطعين هم ليسوا من جمهور أحزاب المحاصصة الموجودة في السلطة، بالتالي المقاطعة قللت من حظوظ القوى المدنية في التنافس على الانتخابات”.

 

سقوط مدوي

وأشار إلى أن “السقوط المدوي لكتل سياسية كان لها حضور بارز في الدورة السابقة، جاء بفعل العقاب الشعبي من قبل الناخبين صوب الكتل التي لم تقدم أداء مطلوبا او تلك التي اتخذت الخطابات الطائفية منهاجا لها”.

وأردف قائلاً: ان “الناس رفضت المنهج المتطرف الذي يعتمد من قبل بعض القوى السياسية الذي يركز على بقاء الميليشيات، وكان على هذه القوى ان تنتبه لهذا الرفض الشعبي للنهج الميليشياوي”.

 

قوى وطنية جديدة

بدوره، قال المحلل السياسي جاسم الموسوي لـ”طريق الشعب”، أن “هناك إمكانية لتشكيل معارضة برلمانية جديدة داخل البرلمان، تكون نواتها الاساسية هم القوى الوطنية الجديدة”، مؤكداً ان “الاحتمالات جميعها واردة. الاقرب ان تكون هناك كتلة برلمانية معارضة على اعتبار ان الكتل السياسية الفائزة، تشهد في ما بينها صراعا حادا جدا”.

ونبه الموسوي إلى أن في حالة “وجدت القوى السياسية ان مصالحها تتطلب ان تقدم تنازلات فقد نعود الى تشكيل حكومة توافقية، كما حدث في السابق، ويعزز ذلك الفلسفة التوافقية للنظام السياسي”.

واعتبر أن هذه الانتخابات “هي الأفضل، كونها تميزت بالشفافية والحيادية، والأخطر لان بعض الكتل أعلنت مسبقاً انها تستعد للاستحقاق التشريعي من أجل الحصول على مناصب تنفيذية”.

وعن نسب المشاركة المتدنية قال الموسوي، انه من الواضح ان الشارع العراقي “وصل الى مرحلة كبيرة من اليأس، وهذه ادانة للنظام السياسي الذي وصل الى طريق مسدود، ويبدو ان المواطن العراقي هذه المرة كان يبحث عن الكفاءة ومغادرة الكلاسيكية في النظام السياسي”.

 *******************************************

اهتمام دولي بالانتخابات العراقية الصحف والمواقع العالمية تركز على خيار المقاطعة وأسبابه

بغداد ـ طريق الشعب

واصلت الصحف والمواقع العالمية تغطيتها لانتخابات مجلس النواب العراقي، والتي ركزت في مجملها على نسبة المشاركة الضعيفة لاعداد لناخبين، والتي عكست استياء العراقيين من سيطرة الأحزاب المتنفذة على مقدرات البلاد.

 

نيويورك تايمز

وقالت صحيفة «نيويورك تايمز» في تقرير لمراسلتها جين عراف الاثنين الماضي ان نسبة المشاركة في التصويت حسب مسؤولي مفوضية الانتخابات بلغت حوالي 41 في المائة، وهي نسبة متدنية كثيرا تعكس استياءً عميقا من قبل العراقيين تجاه سياسيين وزعماء حكوميين جعلوا من العراق من بين اكثر البلدان فسادا في العالم.

وأضافت الصحيفة، أنّ المنظومة السياسية، التي يتم خلالها تقسيم المناصب الحكومية الكبرى بين زعماء سياسيين، وفقا لمنهج طائفي إثني، لم تتغير حتى الآن.

وجاء في التقرير، أن مشاعر الاستياء التي عبّر عنها تدني المشاركة في الانتخابات تعكس الاستياء بشكل خاص بين المصوتين الشباب الذين يواجهون مستقبلا ليس فيه فرص لهم، الذين يمثلون حوالي 60 في المائة من نفوس العراقيين.

 

الغارديان

اما صحيفة الغارديان، فقالت على لسان مراسلها في الشرق الأوسط، مارتن شولوف، في تقرير عن الانتخابات: إن العراقيين خرجوا بأعداد منخفضة في الانتخابات حيث قاطع كثيرون اقتراعا «يخشون أنه قد يعزز نظاما سياسيا قد خذلهم»، مشيرا الى ان «نسبة الإقبال على مستوى البلاد في الاقتراع السادس منذ الإطاحة بصدام حسين في عام 2003 منخفضة إلى نحو 25 في المائة، مع بقاء الشباب والطبقات الوسطى المحبطين في البلاد في منازلهم إلى حد كبير».

وأشار إلى أنه قبل الاقتراع، كانت هناك آراء واسعة النطاق بأن التصويت لطبقة سياسية متهمة بفعل القليل لتوفير الخدمات الأساسية أو تأمين مواطني البلاد، من شأنه أن يحافظ على الوضع الراهن، منوها الى انه «يُنظر إلى التصويت (المنخفض) إلى حد كبير على أنه عدم ثقة في النظام الديمقراطي، الذي تم تقديمه بعد الغزو الأمريكي».

وتوقع التقرير أن تستغرق مفاوضات تشكيل الحكومة عدة أشهر، وهي عملية من المحتمل أن تؤدي إلى تقسيم الوزارات مرة أخرى بين الكتل.

ورأى مراسل الصحيفة أنه «في ظل هذه الظروف، ستتمتع الحكومة الجديدة بالقليل من الشرعية، ولن يكون لديها بالتأكيد إجابات على المشاكل السياسية والاقتصادية المزمنة التي يواجهها العراق»، مؤكدا انه «إذا حاول المجتمع الدولي النظر إلى هذه الانتخابات على أنها نجاح، فإنهم يتجاهلون العنف الذي أعاق الحملة ورفض الشباب - الذين يشعرون بالعزلة - للمشاركة».

 

سبوتنك

فيما سلّط موقع «سبوتنك» الضوء على أسباب ضعف المشاركة والاقبال من قبل المواطنين العراقيين من خلال استضافة اكاديمية.

وقال المحلل السياسي عبد الملك الحسيني، ان التقارير الاستقصائية والاستبيانات التي أعدتها وكالات رصينة وبعض المنظمات الدولية نوهت إلى أن نسبة المشاركة لم تتجاوز الـ 20 في المائة»، مشيرا الى عدم قناعة العراقيين بالأوضاع السياسية والاقتصادية والأمنية».

ويرى نائب رئيس لجنة العلوم السياسية في المنتدى العراقي للنخب والكفاءات، قحطان الخفاجي، أن نسبة المشاركة التي ظهرت عبر الجهات الرسمية مبالغ فيها، وهو أمر متوقع، وتكرار للحالة السابقة في العام 2018، حيث تم الإعلان وقتها عن نسبة مشاركة تخطت 40 في المائة، لكن بعد أيام تأكد أن المشاركة لم تتجاوز 18 في المائة، وهي النسبة التي ذكرها المقاطعون.

وأضاف ان «التقديرات التي تصدر عن الجهات المقاطعة هي أكثر دقة من الجهات المعنية، لا سيما وأن الجهات الرسمية والمفوضية هي من دعت إلى الانتخابات، وترغب في إظهارها بصورة مرضية بالنسبة لها وللعالم».

وتابع ان «ما يدل على تدني نسب المشاركة وزيادة نسبة المقاطعة هو عملية استخدام المساجد من أجل تحفيز الناس على المشاركة، لكن تلك الدعوات قوبلت بعدم الاستماع، وكل الدلائل تؤكد أن مقاطعة انتخابات 2021 هي أكبر بكثير من مقاطعة العام 2018».

وذكر أستاذ العلوم السياسية في جامعة بغداد قيس النوري، إن من أبسط شروط الانتخابات النزيهة والشفافة هو اتسام بيئتها بالحرية وانتفاء الحالات القسرية التي تجبر الناخب على الانحياز بالإكراه.

وأضاف أن «الشروط السابقة غابت تماما عما يجري في العراق، حيث غابت بل وانعدمت حرية المواطن، رافق ذلك انتشار السلاح خارج إطار الدولة، بل وصل الأمر إلى تواجد مسلحين داخل مكاتب الاقتراع، الأمر الذي دعا الكثير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي إلى التنبيه ضد هذا الخرق الفاضح عبر تغريدات وثقت تلك الحالة».

 

سكاي نيوز

بدوره، تحدت موقع سكاي نيوز عربية عن نتائج الانتخابات، وما صاحبها من خسارة لبعض الشخصيات والكتل المتنفذة.

وحذر أستاذ العلوم السياسية مهند الجنابي في حديث للموقع من الوقوع في فخ لعبة المستقلين التابعين لأحزاب سياسية.

وأضاف ان «بعض الأحزاب السياسية ركبت هذه المرة موجة المستقلين، عبر دعم مرشحين مستقلين بالاسم فقط، فيما هم مرتبطون عضويا وماديا بأحزاب، ومن ثم ليلتحقوا بكتلتها البرلمانية بعد الفوز».

وختم قائلا: «المستقل الحقيقي والمعبر عن نبض الشعب ومطالب التغيير والإصلاح، هم بالدرجة الأولى أصحاب حراك تشرين».

 ***********************************************************

لمناسبة بدء العام الدراسي الجديد اتحاد الطلبة: انحدار التعليم مستمر والإهمال الحكومي متعمد

بغداد ـ طريق الشعب

اصدر اتحاد الطلبة العام في جمهورية العراق، أمس الاول، بياناً لمناسبة بدء العام الدراسي الجديد، وسط اجواء مشحونة تشهدها البلاد، نتيجة لاستعصاء الحلول السياسية والاقتصادية والاجتماعية، بفعل ممارسات نظام المحاصصة والفساد الذي سيطر على المؤسسات التعليمية والتربوية، وجعلها غنيمة سياسية.  

وقال الاتحاد في بيانه الذي تحصلت “طريق الشعب”، على نسخة منه، أن “المشاكل تفاقمت خلال الفترة الماضية نتيجة لفشل وزارتي التعليم العالي والتربية في اداء مهامهما”، مبيناً أن ذلك جرى “بالتزامن مع استمرار الاحزاب المتنفذة في السيطرة على المؤسسات التعليمية والتربوية، وجعلها غنيمة سياسية في الوقت الذي كان من المفترض إبعاد هذه المؤسسات عن الصراعات والمصالح والمحاصصة الحزبية”.

وأضاف الاتحاد، أن “مشكلة الابنية المدرسية تفاقمت بسبب الفساد، واصبح العراق في حاجة لبناء اكثر من ٢٠ الف مدرسة من اجل سد النقص الكبير في المدارس، ما القى بظلاله على نسبة تسرّب الطلبة في المراحل الابتدائية والثانوية من المدارس التي وصلت الى أرقام مقلقة”.

وأكد الاتحاد ضرورة “عودة الدوام بصورة كاملة، بعد ان اثبتت تجربة  التعليم الالكتروني انها لم تحقق اي هدف مرجو، مع الاخذ بكافة الاحتياطات الصحية والوقائية لمواجهة الجائحة”.

وأبدى الاتحاد رفضه القاطع لـ”استمرار التذبذب في التعليم للعام الثالث على التوالي”، مطالبا بـ”توفير المناهج الدراسية، وإيقاف ممارسات الفساد في عملية طبع المناهج، وبيعها في السوق السوداء”.

وعلى مستوى التعليم الجامعي، أشار الاتحاد الى أن “نظام القبول المركزي، لم يعد يلبي طموحات الطلبة، ويعرضهم لظلم كبير”، معتبرا اياه “من ابرز المشاكل في هذا المجال”.

ودعا الاتحاد إلى “خطة حكومية عاجلة لتوفير فرص دراسية مناسبة، تضمن مستقبلا للخريجين في سوق العمل بمختلف القطاعات، وعدم تركهم يواجهون مصيرهم وحدهم”.

ولفت الانتباه إلى أن “محاولة وزارة التعليم العالي زيادة نسب القبول لدى التعليم الموازي، ما هي الا خطوة باتجاه الغاء مجانية التعليم في الجامعات الحكومية”، مطالباً بـ”ايقاف محاولة خصخصة التعليم في الجامعات الحكومية”.

وتوقع الاتحاد في بيانه “اكتظاظ المباني الجامعية بالطلبة، وعدم القدرة على استيعابهم”، مؤكداً على ضرورة “عودة الدوام بشكل كامل للجامعات، وعدم الاكتفاء بالتعليم المدمج او الالكتروني، في ظل توفر اللقاحات بشكل مجاني”.

وطالب الاتحاد، بـ”إيجاد حل لمشكلة انتشار دكاكين التعليم الاهلي (الجامعات والمدارس)؛ التي اصبحت بابا من أبواب تمويل الاحزاب الفاسدة، فهي لا تهتم مطلقا بالرسالة العلمية، ولا يعنيها شيء سوى جني الاموال”.

 ********************************************************

 

الصفحة الخامسة

“طريق الشعب” تستطلع اوضاع عتالي الشورجة ضنك العيش يرغم شبانا كثيرين على العمل بأجور هزيلة

بغداد- عزيز الرصافي

 

مع تفاقم وارتفاع نسب البطالة في البلاد اصبحت مهنة العتال (الحمال) ملجأ للكثير من الشباب ، سواء ممن اكملوا دراسته بمختلف التخصصات والمراحل، او من لم يكملوا الدراسة.

 

المواطن ابو حيدر (40 عاما) يعمل حمالا في اسواق الشورجة ويقول لـ “طريق الشعب” ان “هناك ما يقرب من 3000 عامل عتال يعملون في اسواق الشورجة،  وتتراوح اعمارهم بين 14 -70 عاما”.

مشددا على ان “العمال العتالين يعملون مقابل اجور تتراوح بين 10 و 20 الف دينار يوميا، ولساعات عمل غير قليلة تبدأ مع ساعات الصباح الاولى”.

وبخصوص أشكال المعاناة في العمل يذكر ان” ابرزها يتجلى في تحميل العتال المسؤولية في حال حصول سرقة، ما يعني الحاق ضرر غير متعمد، وبناء عليه يتوجب ان يدفع مستحقات مالية”.

وتطرق ابو حيدر الى ابرز مطالب العتالين - الحمالين فقال: “كلنا نعمل بدون ضمان اجتماعي او تأمين صحي، وقد اصبح العمل على تأسيس صندوق للعمالة غير المنظمة ضرورة ملحة لتأمين الحياة مستقبلا”.

كذلك طالب زميله مصطفى خالد( 34 عاما ) “بضرورة انشاء صندوق خاص بهم، يدار من قبل وزارة العمل او احدى الجهات المستقلة والمعنية بحقوق العمال، ويودع فيه العمال مبالغ مالية شهرية لضمان حصولهم على رواتب في حال عجزهم العمل”.

وبخصوص آلية عملهم يذكر خالد ان هناك فرقا تجري ادارتها من قبل اقدم العتالين في الشورجة، وتتولى توزيع بقية الحمالين في السوق حسب الحاجة، فضلا عن حل المشاكل التي قد يتعرض لها العتال اثناء العمل سواء مع التاجر او المواطن.

ونتيجة للازمة المالية وقلة فرص العمل، غدت مهنة العتال يوما بعد آخر هدفا للباحثين عن عمل، خاصة من فئة الخريجين.

المواطن حسين احد عتالي الشورجة خريج معهد الفنون الجميلة عام 2017 وكان احد العشرة الاوائل في المعهد وهو يقول لـ”طريق الشعب” انه “منذ تخرجي لم احض بأية فرصة عمل ضمن اختصاصي، مما اجبرني على العمل بصفة حمال مقابل اجور تصل الى 15 الف دينار يوميا”.

واشار الى انه “بالرغم من مهنة المتاعب هذه، الا انها افضل من الجلوس دون عمل في انتظار من يقدم المساعدة المالية”.

وانتقد في الوقت نفسه أداء الجهات الحكومية، وندد “بفشلها في احتواء الخريجين ضمن الدوائر الحكومية، وإخفاقها في تقوية وتطوير القطاع الخاص لزج الشباب في عمل منتج داعم للاقتصاد المحلي”.

 

**********

العمال.. صوت انتخابي تنتهي صلاحيته مع اعلان النتائج

بغداد ـ طريق الشعب

لم تعد الانتخابات تشكل فارقاً مهماً في حياة العمال والكسبة؛ اذ يدرك هؤلاء أن المرشحين طالما تعاملوا معهم على انهم صوت انتخابي، تنتهي صلاحيته مع اعلان النتائج.

يقول أحمد جبار (30 سنة) وهو عامل في محل انشائية في بغداد، ان «اخر مرة ذهبت فيها الى المركز الانتخابي للأدلاء بصوتي كانت في انتخابات 2010، ومنذ ذلك الحين عرفت ان الاحزاب لا تقدم لنا اي خدمة».

ويضيف في حوار مع «طريق الشعب»، أن  كل «الذين التقينا بهم اثناء فترة الانتخابات، قطعوا لنا وعوداً لم يفوا بها؛ حيث انهم في ايام الانتخابات يوافقون على اي مطلب من مطالب الناخبين، وبمجرد حصولهم على المقعد البرلماني يتناسون وعودهم للناخبين والمواطنين».

ويؤكد جبار أن «المرشحين الى البرلمان طالما تعاملوا مع الانسان على انه صوت انتخابي تنتهي صلاحيته مع اعلان النتائج».

ويقول العامل في هذه الانتخابات «سمعت من اصدقائي ان هناك مرشحين يشترون بطاقة الناخب، وعلمت ان سعرها وصل الى 200 دولار، مع ذلك انا رفضت بيعها، لأن بيع الاصوات لا يقدم شيئا جديدا للبلد، كما إني لا استطيع ان اساعد السراق على الوصول الى مقعد البرلمان».

ويشير الى انه قاطع الانتخابات «لم يصادفني مرشح وفر لي القناعة التي تفيد بأنه من الممكن ان يقدم شيئا للبلاد. منذ 2003 الى غاية الان لم تقدم كل البرلمانات التي تعاقبت اية اضافة ملموسة للبلاد».

وما يريد جبار من البرلمانيين الجدد «ان يكونوا مخلصين في عملهم».

وفي نهاية حديثه، يرى العامل احمد جبار أن «الاداء الذي قدم من قبل الحكومات المتعاقبة جعل خيارات الشباب في الحياة محدودة جداً، على كافة المستويات الاقتصادية والتعليمية والصحية».

ويأمل «ان تتوفر للشباب فرص عمل، وان تعيد الحكومة فتح المعامل والمصانع المغلقة التي من شأنها ان توفر الاف فرص العمل».

*********

عمال الحرف يشكون غزو المستورد والتهميش الحكومي

بغداد- طريق الشعب

يشكو عمال الحرف المختلفة من محدودية الطلب الناجم عن غزو السلع المستوردة للاسواق المحلية، ومن دخول العمالة الأجنبية الى البلاد، فضلا عن ضآلة الدعم الحكومي للورش التي يعملون فيها.

المواطن عادل احمد عامل نجارة لانتاج غرف النوم يذكر لـ»طريق الشعب» ان «عمل ورش النجارة قبل عام 2003 كان افضل مما هو عليه اليوم، حيث فوضى الاستيراد الخارجي وعدم سيطرة الحكومة على نشاط التجار».

ويضيف ان «هناك كثيرا من اصحاب ورش النجارة الذين اضطرو الى اغلاق ورشهم وتسريح عمالهم، بسبب محدودية الطلب على منتجاتهم  وارتفاع اسعار المواد الاولية الضرورية لانتاجهم».

ويشير عادل احمد الى ان «اغلب المواطنين يفضلون غرف النوم المستوردة على الرغم من افتقارها الى عنصر المتانة، مقارنة بتلك التي تصنع محليا، فضلا عن رخص ثمنها وتنوع التصميم الذي يجذب المواطنين».

وبخصوص واقع حال عمال النجارة يؤكد عادل احمد تدهوره «رغم  سعي العديد من المنظمات وحتى المؤسسات الحكومية الى فتح دورات للشباب لتعليم فن النجارة، نظرا الى ان اجور العمل قليلة ارتباطا بمحدودية الانتاج»، ويشدد على ان اغلب عمال النجارة  باتوا يفضلون العمل المصاحب للبناء على العمل لتنفيذ التصاميم داخل ورش.

ومثل عمال النجارة في معاناتهم يواجه عمال الصباغة والطلاء المصاعب بعد ان باتوا يقضون ساعات غير قليلة من النهار في انتظار من هو بحاجة الى عمليات طلاء الى الجدران. المواطن حازم عبد الله العامل الصباغ يرى ان «السماح للعمالة الأجنبية بالعمل داخل البلاد اثر كثيرا على مهنة الصباغين، كذلك أثّر اللجوء الى التغليف الجاهز للجدران».

ويقول مضيفا لـ»طريق الشعب» ان مهنة الصباغين «لم يعد لها شئ يذكر في هذا البلد الا ما ندر،  نظرا لكون اغلب الدوائر الحكومية واصحاب المكاتب وحتى المواطنين يفضلون تغليف جدران بيوتهم على طلائها».

ويشير الى ان هناك اعدادا كبيرة من الصباغين وانه نتيجة لضعف الاقبال على الطلاء صار هؤلاء يتجهون الى العمل في مجال تغليف الجدران».

ويتحدث عبد الله عن العمالة الاجنبية التي غزت اغلب المؤسسات الحكومية والاهلية، والتي اثرت سلبا هي الاخرى على مهنة الصباغين. «ذلك ان المؤسسات تكلفهم بدلا عن العمال العراقيين بانجاز مهام العمل داخلها».

وقال انه مضطر الى الوقوف ساعات طويلة يوميا امام محل لبيع الاصباغ في منطقة الزعفرانية ببغداد، عارضا استعداده للقيام باعمال الطلاءعلى المواطنين القادمين شراء علب الطلاء.

موضحا انه «نادرا ما احصل على عمل في هذا المجال، فاضطرللعمل حمالا في احد الاسواق القريبة».

*******

عمال العقود والاجور اليومية يطالبون ..

بغداد- طريق الشعب

يعاني عمال الاجور اليومية والعقود في القطاع الحكومي منذ  سنوات من طول ساعات العمل وارهاقها، مقابل اجور قليلة وعدم إيفاء  بالوعود الكثيرة التي يطلقها المسؤولون الحكوميون بتثبيتهم او تحويلهم الى عقود وزيادة مخصصاتهم المالية عبر الموازنات السنوية.

والمواطن أحمد رزاق مثال لشريحة كبيرة، تعمل بصفة أجر يومي في أحدى دوائر البلدية، منذ 6 سنوات.

في تصريح اطلعت عليه “طريق الشعب” يقول احمد رزاق : “عمري تجاوز 30 عاماً ولم أتزوج بسبب وضعي المادي، ولم احظ حتى اليوم بفرصة عمل فيها ضمانات لمستقبلي، فضلا عن ان لدي مخاوف كبيرة من طردي من العمل في اية لحظة لكوني أعمل بأجر يومي، وعندها ساكون بلا عمل”

وأضاف أحمد أن هناك “القرار 315 الصادر من الحكومة منذ ثلاث سنوات، والذي لم يتم العمل به حتى الآن رغم التصريحات التي تؤكد رصد التخصيصات المالية في موازنة هذا العام”.

ويتضمن هذا القرار آليات لمعالجة وضع العاملين بصفة عقود او أجر يومي في مختلف المؤسسات الحكومية، وقد صوت عليه مجلس الوزراء عام 2019

وكانت اللجنة المالية في مجلس النواب العراقي قد أكدت عقب إقرار موازنة 2021، أن المحاضرين والإداريين والحرفيين سيتحولون جميعهم إلى عقود.

فوفقا لتصريح ادلى به عضو اللجنة عباس الجابر فأن “أصحاب العقود والاجور اليومية خصص لهم في الموازنة مبلغ 500 مليار دينار، لكن الحكومة طعنت بالفقرة أمام المحكمة الاتحادية”.

وتابع يقول: “لهذا السبب لم يتم صرف استحقاق هذه الشريحة بشكل كامل”. ولفت إلى أن “السياسة العشوائية من قبل الحكومة وعدم الرؤية الصحية لدى وزارة المالية، يعطلان مفاصل الحياة”.

******

اصحاب البسطات.. معاناة لا تنتهي والحلول غائبة

عامر عبود الشيخ علي

 

معاناة كبيرة واحلام كثيرة باتت معلقة في نفس كل شاب يعيش في ظل اوضاع اقتصادية صعبة، نتيجة شحة فرص العمل واستشراء البطالة، مما ادى الى تفشي ظاهرة البسطات التي لا يخلو منها سوق او رصيف. فقد جذبت هذه البسطات شتى صنوف العاطلين، وبضمنهم الخريجون الذين لم يحصلوا على وظيفة. وللوقوف على معاناة هذه الشريحة الاجتماعية الكبيرة  التقينا بعدد من اصحاب البسطات.

 

الشاب محمد باقر بيّن لنا ان حالته الصحية لا تسمح له بمزاولة اعمال صعبة، حيث اصيب عموده الفقري إثر سقوطه من (السكلة) اثناء عمله في البناء، ونظرا الى عدم قدرته على مواصلة عمله السابق، لجأ الى العمل في بسطة لبيع المواد المنزلية المستعملة في سوق هرج، والتي يجني منها ما يسد بالكاد قوت يومه مع عائلته المكونة من اربعة افراد.

واضاف في حديث لـ “طريق الشعب” ان معدل ما يحصل عليه خلال الشهر هو اربعمائة الف دينار، وهو مبلغ لا يكفي لسد احتياجات العائلة، مما دفعه الى زج ابنائه الاطفال للعمل في الشارع ببيع قناني المياه، نادبا حظه لكونه ولد في بلد يطفو على الخيرات فيما لا يتمكن هو من تامين قوت عائلته، ثم ان وضعه يتراجع من سيء الى اسوأ “بسبب الحكومة التي عملت عن قصد على تراجع الصناعة والزراعة” حسب قوله.

 المواطن نعيم شاكر خريج كلية الادارة والاقتصاد وصاحب بسطة لبيع الملابس في الباب الشرقي قال لنا: “اعمل في هذه البسطة منذ الصباح الباكر لاحصل في احسن الاحوال على خمسة عشر الف دينار في اليوم، لشراء الطعام لعائلتي وهو عادة خال من اللحم”. ويضيف انه “بجانب صعوبات العيش نحن مهددون يوميا من قبل امانة بغداد التي تشن الحملات لرفع التجاوزات. والواقع ان امانة بغداد على حق، ولكن على الحكومة قبل محاربتنا ورفع البسطات ان تجد لنا اماكن بديلة وبايجارات رمزية، والاهم ان تجد حلولا للبطالة المستشرية خاصة وان اغلب اصحاب البسطات هم من الشباب الخرجين، القادرين على الانتاج والعطاء. مضيفا “ان سبب انتشار ظاهرة البسطات هو عدم وجود قطاع عام صناعي او زراعي او قطاع خاص يستقطب العاطلين عن العمل.

اما  ابو انور، وهوصاحب بسطة لبيع الاواني الزجاجية، فيقول: “رغم ان هذه البسطات لا تدر علينا ارباحا كبيرة الا اننا قانعون بما نحصل عليه، ولكن خلال فترة كورونا والشهور التي تلتها شهد السوق تراجعا كبيرا، واكثر ما اثر علينا هو زيادة سعر صرف الدولار وزيادة اسعار السلع التي نشتريها من تجار الجملة. كذلك حملات امانة بغداد لرفع التجاوزات والتي بدأت بنا نحن الفقراء، تاركة التجاوزات الكبيرة على املاك الدولة من قبل المتنفذين”. واستدرك قائلا: “اضم صوتي الى اصوات زملائي الذين اكدوا ان الحل الوحيد لانهاء معاناتنا هو اعادة الصناعة وتشغيل المعامل المتوقفة واعادة تدوير عجلة الانتاج لكل القطاعات”.

واعرب من تحدثنا اليهم جميعا على ضعف دور النقابات العمالية في المطالبة بحقوق هذه الشريحة الواسعة والدفاع عنها والوقوف بجانبها لمنع ازالة بسطاتهم الا بعد ايجاد البدائل.

جدير بالذكر ان بيانا لأمانة بغداد في 25 آب الماضي ذكر أن “أمين بغداد وجه بتشكيل لجنة لإعداد دراسة وتصاميم متكاملة لتطوير الشوارع التي تمت إزالة التجاوزات عنها”، وانه شدد على “ضرورة جرد اصحاب البسطات وعدم المساس بقوتهم اليومي”.

******

 

الصفحة السادسة

 

نواب سابقون يحددون أسبابا تمنع تمريرها موازنة 2022.. مهمة أولى للحكومة الجديدة

بغداد ـ طريق الشعب

كشفت الحكومة عن إنجاز مسودة موازنة 2022، التي تضمنت عجزا افتراضيا، تخطط لمعالجته من خلال ارتفاع اسعار النفط، وعدم اللجوء الى خيار الاقتراض.

وحددت الحكومة، التي تحولت الى حكومة تصريف الاعمال، بعد انجاز مهمة الانتخابات المبكرة في 10 تشرين الاول، 50 دولارا كسعر تقديري لبرميل النفط.

 

اولى المهام

وستكون أول مهمة أمام الحكومة الجديدة هي اقرار موازنة العام 2022.

ويستبعد نواب سابقون ان يجري تمرير موازنة العام المقبل، اذا ما طرحت نسخة مشابهة لما تضمنته موازنة العام الحالي، مرجحين ان يكون هناك تغيير لسعر صرف الدولار. 

وكشف المستشار الاقتصادي لرئيس الوزراء، مظهر محمد صالح، امس الأربعاء، عن إنجاز مسودة موازنة العام المقبل، موضحاً أن الموازنة ستتضمن عجزاً افتراضياً يسدد من أموال فرق بيع سعر النفط.

 

اكمال المسودة

وقال صالح: إن “مسودة موازنة 2022 اكتملت، إلا أنها لم تناقش في مجلس الوزراء، لأن الحكومة الحالية في طور تصريف الأعمال”، لافتاً إلى أن الموازنة ستعرض على الحكومة المقبلة لتقوم بتثبيت ملاحظاتها عليها، ثم تحول إلى مجلس النواب.

وفي موازنة العام 2022، حددت وزارة المالية سعر 50 دولاراً لبرميل النفط الواحد. لكنها تنوي تغطية العجز الافتراضي من فروقات أسعار النفط.  وقبل استقالة حكومة عبد المهدي كانت قد أعدت موازنة العام 2021، لكن حكومة الكاظمي أجرت تعديلات كثيرة عليها، قبل تقديمها الى البرلمان واقرارها في نهاية آذار الماضي، والتي تضمنت مواد تعسفية لم تراع أوضاع الناس من ذوي الدخل المحدود، لا سيما ما يتعلق برفع سعر صرف الدولار امام الدينار. 

ويشير صالح الى ان “رفع حجم الاقتصاد في البلاد يعتمد على حجم المشاريع الاستثمارية، إذ كلما زادت هذه المشاريع، يرتفع معدل التشغيل أكثر ويتحسن الدخل”.

ويذكر أن “تفعيل قانون الشراكة بين القطاعين العام والخاص معروض على مجلس النواب، وفي حال تفعيله، فإن الكثير من مشاريع الدولة تتحول إلى المشاركة مع القطاع الخاص أو الشركات الأجنبية، وبالتالي ستعمل على تحسين الاقتصاد في مجالات مختلفة، وستكون هناك حركة أعمال كبيرة”.

 

قيمة الموازنة

ويرجح عضو سابق في اللجنة المالية البرلمانية، ألّا تقل موازنة العام المقبل عن 80 مليار دولار بسبب وجود نفقات تشغيلية ومرتبات ومستحقات مالية ستجد الحكومة الجديدة ملزمة بتسديدها.

كما يشير الى وجود كثير من الإشكاليات المالية التي قد تؤخر إقرار الموازنة عدة أشهر بعد استئناف عمل البرلمان الجديد، وفي مقدمتها سعر بيع النفط في الموازنة، وكذلك سعر صرف الدولار الذي رفعته حكومة تصريف الأعمال الحالية من 1200 دينار للدولار الواحد في موازنة العام الحالي إلى 1450، ما تسبب باعتراضات سياسية وشعبية واسعة.

صعوبات كبيرة

وفي وقت سابق، أعلن وزير المالية، علي عبد الأمير علاوي، إنجاز مشروع موازنة عام 2022، وقرب عرضه على مجلس الوزراء، مؤكداً أنّ السياسة المالية للعراق مرّت بصعوبات كبيرة.

وقال الوزير، إن “موازنة عام 2022 أُنجِزَت، وستُعرَض خلال 3 أسابيع في مجلس الوزراء”، مشيراً إلى أن “سعر برميل النفط في موازنة 2022 سيكون 50 دولاراً، وأن أوبك ستضيف 450 ألف برميل لإنتاج العراقي”.

وأشار إلى أن “سياسة العراق المالية خلال السنة ونصف السنة مرت بـ5 ظروف استثنائية، فقد دخلنا في بداية عمل الحكومة دون أي صمام أمان مالي، والاقتصاد العراقي تغير منذ 2019 والتزامات الحكومة السابقة”.

وأضاف: “عملنا كسياسة حكومية على ضبط النفقات التي انعكست على إيرادات الدولة”، مشيراً إلى أن “أزمة كورونا أدت إلى انهيار أسعار النفط وزادت من البطالة”.

وعن سعر صرف الدولار أمام الدينار، قال الوزير: “كان يجب تغيير سعر صرف الدولار منذ سنين، وهو عكس أمراً مفيداً لإصلاح النظام الاقتصادي في العراق”، مبيناً أن “سعر الصرف يعكس قضايا عديدة، وارتفاعه فيه فائدة لبعض القطاعات الاقتصادية”.

 

لاحاجة للقروض

وبشأن القروض، أكد الوزير أنّ “العراق اليوم ليس بحاجة إلى قروض من صندوق النقد الدولي بعد تحسن الوضع المالي، في حين كنا نحتاج إلى قرابة 4 مليارات دولار تحت خانة الإصلاح الاقتصادي”، مبيناً أن “علاقتنا مع صندوق النقد جيدة جداً”.

وفسّر نواب سابقون وخبراء ماليون ونقديون، حديث الوزير بأنه يمثل “تطبيقا عمليا للورقة البيضاء”، التي تمثل “خططا ووصفات” طرحها صندوق النقد الدولي، على الحكومة العراقية.

ويقول الخبراء، إنّ تلك الوصفات كانت “فاشلة”، إذ زادت من نسب الفقر والبطالة، مفندين حديث الوزير عن تحسن الوضع المالي للبلاد، إثر تغيير سعر صرف الدولار.

ويذكر عضو اللجنة المالية النيابية السابقة، أحمد حمه إن “مشروع قانون موازنة 2022 سيكون تطبيقا عمليا للورقة البيضاء”، مشيرا الى أن “إعداد مشروع موازنة 2022 من قبل وزارة المالية، سيكون وفق بنود الورقة البيضاء”.

ويرجح النائب عرقلة تمرير القانون في مجلس النواب اذا ما جرى اعتماد ذات البنود التي تضمنتها موازنة العام الحالي، متوقعا أن تلجأ الحكومة الجديدة الى “استخدام قانون الإدارة المالية بصرف 1/12 من النفقات الفعلية الجارية، من أجل تجاوز مشكلة عند إقرار القانون”.

 *****************************************

 

اقتصاديون كلاسيكيون ومعاصرون..  توغان – بارانوفسكي (1865 – 1919)

 

اعداد: د. صالح ياسر

 

اقتصادي برجوازي روسي/ و “ ماركسي شرعي “ في تسعينات القرن التاسع عشر. وقد وصف في كتابه “ المصنع الروسي في الماضي والحاضر “ الصادر عام 1898 تطور الراسمالية في روسيا، وهو مؤلف احتوى على مادة قيمة لنقد الشعبيين. أما كتابه “ الازمات الصناعية “ فقد وقف توغان – بارانوفسكي ضد النظرية الماركسية المتعلقة بتجديد الانتاج. انه ذهب الى نفي وجود الاملاق في المجتمع الرأسمالي، وفصل مسألة الاستهلاك عن مسألة الانتاج، وارجع سبب الالزمات الاقتصادية الى اختلال التناسب، والى حركة الرأسمال الاقراضي. وحاول في “ اسس الاقتصاد السياسي “، وفي مؤلفات اخرى، أن يجمع ميكانيكيا بين نظرية القيمة – العمل ونظرية “ النفع الهامشي “، ونفى التناقض في توزيع المنتوج الاجتماعي في الراسمالية، وتهجم على الماركسية، وناهض الصراع الطبقي. وكان توغان – بارانوفسكي في فترة الحرب الاهلية والتدخل الاجنبي، وزيرا في حكومة “ رادا “ المركزية المعادية للثورة في مدينة كييف.

 **********************************************

 

بين الراتب والأسعار عتاب ولوعة أقدار

د. حيدر عبد الامير الغريباوي/ كاتب عراقي

يبدو أن العلاقة التلازمية بين النمو الاقتصادي وارتفاع الرواتب والأجور قد انهار في الاقتصاد العراقي، وثمة شواهد تدل على تباطؤ وتيرة زيادة الأجور رغم تعافي الاقتصاد، وهذا يعني أن الدخل الحقيقي في بعض الحالات، إذا وضعنا في الاعتبار تأثير التضخم على القوة الشرائية، لم يشهد أي ارتفاع، وربما لم يصل الدخل الحقيقي إلى هذا المستوى من الركود منذ سنوات عديدة.

ومن المتوقع أن يرتفع معدل الفقر إلى 40 في المئة من سكان البلاد البالغ عددهم 40 مليون نسمة، يتزامن ذلك مع تشكيل مجموعة من الإجراءات المدرجة في مسودة ميزانية 2021، وفي مقدمها، تخفيض قيمة العملة الرسمية من 1190 دينارا عراقيا في مقابل الدولار الأميركي إلى 1450 دينار، وهي أول إجراء من هذا النوع منذ نصف عقد.

ويعد القطاع العام هو أكبر صاحب عمل في العراق مع نحو أربعة ملايين موظف، فضلا عن ثلاثة ملايين متقاعد ومليون شخص يتقاضون مرتبات الرعاية الاجتماعية.

 حيث أن مصطلح الراتب يستخدم عادة عندما تحصل شهريًّا على مبلغ ثابت (راتب شهري). وفي مقابل ذلك، تُذكر اللفظة أجر عندما يتقاضى العامل أتعابه نظير العمل بالساعة (الأجر بالساعة)، ولذلك تتحدد قيمة الأجر الشهري بعدد الساعات التي عملتها خلال الشهر. 

وقد أدى وجود الثروة النفطية في منطقة الخليج إلى اعتقاد الكثير من الناس بأن زيادة الرواتب هو استحقاق في حالة زيادة إيرادات الدولة، حتى لو لم تتحسن إنتاجية الموظف، والمعروف في دول العالم بأن ملكية الثروات الطبيعية، التي منها الثروة النفطية، ليست محصورة بمنسوبي الدولة ولا مقصورة عليهم، ولكنها ملك للمجتمع ككل، كما أنها ليست حكرا لجيل واحد، وإنما تشارك في ملكيتها الأجيال القادمة.

ولا يخفى أن يعاني العراقيون في يومياتهم صعوبة الحصول على السلع الأساسية، وكذلك مشقة الوصول إلى الخدمات الملحَّة وتفاقم كل ذلك مع خسارة قيمة مدخراتهم، وفي ظل هذا الواقع أصبحت زيادة الرواتب أمرا ضروريا جدا حتى يتمكن المواطن من تلبية حاجاته الملحة، في ظل الغلاء الفاحش وارتفاع الأسعار اليومي ورفع الدعم عن السلع الذي يأتي تباعا بصورة مقنعة، فظهرت دعوات من أجل إعادة النظر في سياسة الرواتب”. لتتماشى مع ارتفاع أسعار المواد الغذائية إلى أكثر من 30 بالمائة بسبب ارتفاع سعر الدولار، مبينا أن دخل الموظف في المحافظة تضررت قيمته الشرائية بقيمة 50 بالمائة.

يذكر أن أسعار المواد الغذائية ارتفعت إلى أكثر من 30 بالمائة عن سعرها السابق، أن هذا الارتفاع تسبب بفقدان الموظف إلى نحو 50 بالمائة من القيمة الشرائية لمرتبه.

مع الاشارة إلى أن هذا الارتفاع في الأسعار يترافق مع ارتفاع سعر برميل النفط فوق الأسعار المحددة في الموازنة يتطلب من الحكومة مراجعة سعر الصرف وإرجاعه إلى سابق عهده، حيث أن السوق شهد ركودا فضلا عن هجرة التجار ورؤوس الأموال.

وكون التعاملات بالدولار فقد اختلفت كل الأسعار، فكلما يرتفع، ترتفع معه المواد الغذائية، الانشائية، والملابس”، مما يشير إلى أن صعود أسعار السلع في المحال يرتبط بالارتفاع في صرف الدولار.

وبرغم اتفاق الجميع على أن ظاهرة الغلاء تتعدى حدود ميزانيات العائلات والأفراد أصبحت تعاني من الظاهرة نفسها تحت ما يسمى «بالتضخم» إلا أن مظاهر الغلاء تختلف وتتنوع أشكالها حتى اعتدنا دون إرادة منا على دفع أي زيادات تطلب دون أن نسأل عن سبب الزيادة أو مصدرها، حتى نجد أنفسنا أمام متطلبات عديدة ومستلزمات أسرية متعددة الاشكال بدءًا من أقساط المصارف وسيل الفواتير للكهرباء وطلبات الأسرة التي لا تنتهي.. أرقام وأرقام ومعدلات حسابية تبحث عن ممول ليس في ميزانيته حد أدنى للمنطق والمعقول، فغلاء المعيشة ظاهرة على المجتمع كله. وبالنسبة لمجتمعنا فمن الطبيعي أن تكون الأسعار مرتفعة لأننا نعتمد في كل متطلباتنا في الحياة على الاستيراد من الخارج من مأكل ومشرب وكماليات وكل مسببات الحياة الترفيهية والكمالية، وبالتالي فعندما يتم استيراد تلك البضائع تكون تكلفتها أعلى من بلد المنشأ وهنا فنحن نستورد التضخم نفسه من تلك البلاد المصدرة لسلعها إلى بلادنا. ومن أسباب غلاء المعيشة في مجتمعنا: أن الشعب لديه نزعة استهلاكية شديدة وواضحة مما يشكل زيادة في الطلب على السلع والبضائع المستوردة، وبالطبع فعندما يزيد الطلب ترتفع الأسعار وذلك نتيجة لغياب الوعي الاستهلاكي لديهم، ولعدم تحديد ميزانية لكل أسرة بين الدخل الشهري ومعدل الإنفاق فنجد أن الإنفاق الشهري الاستهلاكي أكثر من الدخل لدى شريحة كبيرة من الأفراد، وهذا الغلاء لا ينحصر في سلعة معينة دون أخرى، فنراه في المواد الغذائية والملابس والسكن والعقارات والادوية والأثاث والمفروشات والمواصلات وخدمات الاتصال والخدمات الترفيهية وغيرها. فمثلاً في المواد الغذائية نجد أن المستهلك مضطر إلى شرائها بأي سعر كان مع علمه التام بأنها أغلى من سعرها الأصلي، والغريب اننا نجد تواطؤاً أو اتفاقا شبه كامل بين التجار لرفع أسعار السلع واجبار المستهلك على الشراء في كل الأحوال وبأي سعر يحددونه، فهم يعلمون ان المستهلك محتاج للشراء وفي نهاية الأمر سيخضع للقبول بالسعر ويقبل على الشراء ولو كانت امكانياته المادية محدودة ولا تسعفه لسداد جميع حاجاته.

إذن لابد من التحكم في ارتفاع الأسعار والتخفيف من وطأته على المستهلكين، مما سيساهم في استقرار الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية ويزيد من استقطاب المزيد من الاستثمارات للأسواق الخليجية من خلال رفع قدراتها التنافسية.

وبالتالي، مطلب الزيادة محق وضروري، ولكن هناك استحالة في تحقيقها، لأنها قد تؤدي إلى المزيد من التضخم وتآكل القدرة الشرائية وتحقق عكس ما هو مأمول منها في ظل اقتصاد منهك ومدمر.

في ظل هذا الواقع الصعب وحجم الهوة الكبير بين الدخول وتكاليف المعيشة يبقى السؤال الأكثر إلحاحاً هو: هل باستطاعة الحكومة أن تسير بالخط البديل لزيادة الرواتب ألا وهو خفض أسعار السلع والمواد لتناسب قدرة المواطنين الشرائية حالياً؟ هل بإمكانها تحقيق هذه الخطوة في ظل الظروف الاقتصادية الراهنة وخاصة إذا علمنا أن الفجوة كبيرة جداً بين الدخل وبين متطلبات المعيشة،

حيث يشكو المواطنون من أن دخل الفرد العراقي لا يتناسب ومتطلبات الحياة اليومية في ظل ارتفاع أسعار المواد الأساسية.

 إن الأسعار عالية جدا ومرتفعة وأن دخل المواطن محدود فضلاً عن أن غالبية المواطنين يشكون من الوضع الحالي السائد ولا توجد رقابة فعلية.  إن الأسعار بشكل عام عالية جدا وإذا ما قورنت بالرواتب فإن الرواتب بحاجة إلى تعديل جذري لكي تتناسب وارتفاع الأسعار على أن يؤخذ بعين الاعتبار ما يشهده السوق من ارتفاع في الأسعار وخاصة المواد الأساسية، حيث نلمس يوميا أن هناك ارتفاعا للأسعار وبالتالي فإن ما هو مطلوب تحديد الأسعار وأن تفرض رقابة صارمة على السوق بحيث يتقيد الجميع دون استثناء بالتعليمات الرسمية ومنع انفلات الأسعار بهدف الوصول إلى استقرار حقيقي لها. وإذا تطلعنا إلى المدى البعيد فإنه يجب العمل على زيادة الرواتب بشكل تدريجي لكي تتناسب وزيادة الارتفاع في الأسعار ونتمنى على الحكومة أن تعمل على زيادة الرواتب بشكل مستمر وان لا تكون الزيادة لمرة واحدة فقط.

في الخُلاصة، إنّ زيادة الرواتب والأجور صارت واجبًا على الحكومة وحقًّا للمُوظّفين بمُختلف فئاتهم، لكن أيّ إقرار لهكذا خُطوة مُهمّة، من دون تحضير الأجواء المناسبة لها، يعني التسبّب تلقائيًا بانهيار جديد لقيمة العملة الوطنيّة وبارتفاع جديد للأسعار. وبالتالي، يجب في المرحلة الراهنة وقف النزف الحاصل، ومنع ازدياد وتيرة التضخّم، على أن تتمّ زيادة الرواتب والأجور للقطاعين العام والخاص في مرحلة لاحقة، وتحديدًا بعد الوُصول إلى استقرار داخلي على مُختلف المُستويات السياسيّة والاقتصادية والمالية، وخُصوصًا بعد استعادة الثقة، وكلّ ما عدا ذلك، عبارة عن هرطقة فارغة، هو بمثابة جريمة إضافية بحقّ الوطن والمواطنين.

 

**************************************

الصفحة السابعة

 

 نادي القلم الدولي يحتفل

بذكراه الـ100

عندما أسست الشاعرة والكاتبة المسرحية البريطانية كاترين إيمي دارسون سكوت (1865–1934) “نادي القلم الدولي” (pen club) في لندن، لم تكن ربما تتوقع أن يتشعب ناديها إلى كل أنحاء العالم في هذه الصورة الحالية، وأن تتطور أهدافه وتبتعد نوعاً ما عن الهدف الذي أنشأته من أجله. ففي 5 تشرين الأول من عام 1921 أسست تلك الكاتبة ذلك النادي، وربما كان هذا الإنجاز الأكثر شهرة ضمن ما قامت به أو كتبته، من أجل “تعزيز العلاقات والتعاون الفكري بين الكتاب في جميع أنحاء العالم”.

ولكن عاماً بعد عام، وبسبب النزاعات والديكتاتوريات في العالم، صار الهدف الأوضح لهذا النادي هو حماية الكتاب جسدياً، أو الدفاع عن الكتاب المضطهدين في العالم. وهذا ما جعل في النادي قسماً هو الأكثر حيوية وعملاً، وهو القسم الخاص بالكتاب في السجون، أو إيجاد الملجأ للكتاب المضطهدين من حكوماتهم.

وإضافة إلى هذه الأقسام التقليدية، “الكتاب في السجن” و”الكتاب المضطهدون” و”الكتاب في المنفى”، تمت إضافة أقسام جديدة على مر السنين؛ مثل “حقوق الكاتبات” و”مكافحة التمييز على أساس الجنس”، و”الدفاع عن حقوق الترجمة والنشر”. ومع تقدم الحالة الرقمية برزت تحديات جديدة هدفها مواجهة الرقابة التي تمارسها الجهات الحكومية وكذلك “الشركات الرأسمالية” الدولية، عطفاً على فقدان الخصوصية وازدياد خطاب الكراهية والأخبار المضللة في حق الكاتبات والكتاب. وبذلك تعتبر هذه المنظمة غير الحكومية من أقدم المؤسسات المدافعة عن حقوق الإنسان، ومن أقدم المنظمات المهتمة بالأدب والكتاب، وأوسعها انتشاراً مع امتلاكها مواقع في أكثر من 100 دولة.

وقد اكتفى نادي القلم في لندن بإصدار بيان وزع على كل النوادي في العالم، يدعو إلى تذكر الكتاب الذين يضطهدون الآن في العالم والتفكير بهم والعمل على دعمهم. وجاء في البيان “100 عام على إنشاء (نادي القلم). هذه مناسبة للاحتفال، ولكنها أيضاً مناسبة للتذكر والتفكير والحزن. كم هو عدد الكتاب، النساء والرجال، الشجعان الذين دفعوا حياتهم مقابل حقوقهم الإنسانية؟ وكم هو عدد الذين يتعرضون الآن للاضطهاد في جميع أنحاء العالم، ويحتاجون إلى دعمنا في نضالهم من أجل حرية التعبير؟”.

وهذا الموقف يذكر بالحملات التي نظمها “نادي القلم الدولي” طوال عقود من أجل دعم كتاب مثل الشاعر الإسباني فيديريكو غارسيا لوركا (1898–1936)، والكاتب النمساوي شتيفان تسفايغ (1881–1942)، والكاتبة الألبانية موسين كوكالاري (1971–1983)، والكاتب النيجيري وول سوينكا (1934)، والكاتب البريطاني من أصول هندية سلمان رشدي (1947)، والكاتب الكيني نغوجي وا ثيونغو (1938)، والصحافية الروسية آنا بوليتكوفسكايا (1958– الاغتيال 2006)، والصحافي التركي الأرمني هرانت دينك (1954– الاغتيال 2007)، والصحافية والكاتبة البيلاروسية سفيتلانا أليكسييفيتش (1948) الحائزة جائزة نوبل في الأدب في عام 2015.

“نادي القلم الدولي”، الذي تترأسه حالياً الكاتبة الأميركية جينيفر كليمنت، ضم ويضم كتاباً مشهورين، وكذلك كتاباً مغمورين، ومن بين أبرز الأسماء التي حملت عضوية نادي القلم: خورخي لويس بورخيس ومارغريت أتوود وجي إم كويتزي وجوزيف كونراد وإليزابيث كريغ وهيرمان فريدمان ونادين غورديمير وغلوريا غوارديا وتوماس مان وتوني موريسون وأوكتافيو باث وهارولد بينتر وجورج برناردشو وسواهم.

وترأس “نادي القلم” كتاب كبار أيضاً في بعض الفترات، ومنهم من حصل على جائزة نوبل في الأدب، مثل ألبرتو مورافيا وهاينريش بول وآرثر ميلر وماريو فاراغاس يوسا وسواهم.

أما في العالم العربي فقد برز “نادي القلم الدولي” كثيراً من خلال بياناته الداعية إلى إطلاق سراح كتاب في بلدان عدة، ونادى في بلدان بتوسيع هامش الحريات، بخاصة حرية التعبير والرأي. ولكن كانت أكثر تلك البيانات تأتي من المركز في لندن. وعاماً بعد آخر صار هناك وجود لـ”نادي القلم الدولي” في لبنان والمغرب. وأسهم هذان الناديان في محاولة حماية العديد من الكتاب العرب من الرقابات الحكومية، وكذلك من القرارات التعسفية بمنع النشر هنا أو هناك، وكذلك بالمساهمة في تأمين منح كتابة أو لجوء، في أمكنة آمنة لبعض الكتاب العرب المضطهدين. لا بل إن “نادي القلم” في لبنان أصدر بياناً يدعم فيه الانتفاضة الشعبية اللبنانية التي انطلقت في 17 أكتوبر من عام 2019، وأعلن أعضاؤه انخراطهم الكامل في الانتفاضة، فـ”لحظة التغيير ليست لحظة سياسية اجتماعية فقط، بل هي أيضاً لحظة ثقافية كبرى. سقوط الطائفية وخطابها ولغتها هي مؤشر على التغيير...”.

ومع صعود الديكتاتوريات في العالم العربي، وفرار الكثير من الكاتبات والكتاب العرب إلى المنفى الأوروبي، حصل العديد منهم على عضوية نادي القلم الدولي في فرنسا وألمانيا وإنجلترا والسويد وبلجيكا والنرويج وفنلندا وغيرها من البلدان، ومنهم كتاب شباب لم يعرفوا الشهرة في بلدانهم الأم.

ويبدو أن معظم بلدان العالم باتت تحتاج إلى هذا النادي، لا سيما إزاء الانتهاكات التي تزداد في عصر التقدم العلمي والحضاري. وهذا ما يجعلنا نستحضر ما قاله الكاتب الأميركي أرثر ميلر الذي قال متأسفاً “لن نعيش ذلك اليوم النبيل حيث سيكون (نادي القلم) غير ضروري”، لكننا “لن نفقد الأمل” كما تنتهي عادة بيانات النادي الدولي.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

“اندبندنت عربية” – 9 تشرين الأول 2021

(مقتطفات ضافية)

 

 

50 عاما على «رأس» كارل ماركس

احتفل أهالي مدينة كيمنتز الألمانية (كان اسمها كارل ماركس شتاد، أي مدينة كارل ماركس)، السبت الماضي، التاسع من تشرين الأول الحالي، بالذكرى الخمسين لازاحة الستار عن نصب “رأس” كارل ماركس. 

وهذا النصب الضخم، الذي أبدعه النحات السوفييتي ليف كيربيل، هو رأس بطول 7 أمتار، ويبلغ مع المنصة ارتفاعا يزيد على 13 مترا ويزن حوالي 40 طنا. وعلى جدار خلف النصب مباشرة ، نقش شعار “يا عمال العالم اتحدوا!” بأربع لغات هي الألمانية والإنجليزية والفرنسية والروسية.

وهو النصب الأكثر شهرة في مدينة كيمنتز، وثاني أكبر تمثال نصفي في العالم، بعد “رأس” لينين الذي يبلغ ارتفاعه 14 مترا في مدينة أولان أودي بروسيا.

 **************************************

 

أنت لا تكره يوم الاثنين بل تكره الرأسمالية ! الأيام طويلة والسنوات قصيرة

                ديفيد هارفي*

 

لقد كنت أنوي كتابة بعض الملاحظات عن العمل منذ فترة لكن.. حسنًا.. يظل العمل يعطلني. تحل الإجازات لكنها تنتهي سريعا، ثم نعود للعمل. بالاستخدام المتكرر، تعاش الحياة عند الحد اﻷدنى وتبدأ بإيقاع من الحقد. لست وحدي، إنما هو شعور معتاد لأي شخص سبق له الوقوع في فخ العمل المأجور. لكن ربما زادت حدة شعوري بهذا الأمر مؤخرا، من المرجح أنه نتيجة للتقدم في السن والاقتراب من خط النهاية يكثر التفكير في الموت (ولنتجنب الحديث عن المعاشات).

أتذكر عندما كانت الحواسيب باكورة عصر “وقت الفراغ من العمل”؟ لكن كما ندرك جميعا، أننا نقضى عددا من الساعات في العمل أكبر عن ذي قبل. من السهل أن نفكر في الرأسمالية كنظام اقتصادي مبني على الحاجة لتوليد الربح، لكن في الحقيقة الأمر أكثر من ذلك. الرأسمالية نوع من الإنتاج يتحكم ويسيطر على الجنس البشري ويجبرنا على العمل سواء أكان مأجورا أم لا، حرا أم إجباريا. بإعادة صياغة السطور الأولى من كتاب (رأس المال) لكارل ماركس، تظهر ثروات المجتمعات التي يسود فيها النمط الرأسمالي من الإنتاج على هيئة “تجمع هائل من الوظائف”. إما أن يكون رأس المال وحش يجب إطعامه أو ربما يمكننا أن نقلب هذا رأسا على عقب ونفكر في البشر كوحوش يجب ترويض رغبتهم في الحرية والتحكم بها وتوجيهها وإخضاعها. لكن إذا كان العمل يمثل مشكلة، لا يزال تخيل عالم بدون عمل شديد الصعوبة، وهذا جزئيا- حسنا- سببه العمل، لأنه يشكل حياتنا وأجسادنا ومن نكون، كما أنه يقوض خيالنا. منذ سنوات مضت، أتذكر اجتماعا بشأن التغير المناخي، وعدد قليل منا يجادل أن رفض العمل يجب أن يكون في صميم المناقشة. كانت هناك مقاومة، وجادل البعض بشغف كبير بأن العمل الذي أدوه في وظائفهم اليومية مفيد اجتماعيا إلى حد كبير، وهنا تكمن المشكلة، حيث تخلط فكرة “العمل” مجموعة من الأشياء معا: يوجد العمل والشغل والنشاط اﻹنساني الهادف والأشياء التي نحتاج القيام بها لنبقى على قيد الحياة. وهذا لا يعني أن هذه الأنشطة منفصلة عن بعضها، لكن دوامي الكامل من العمل المأجور عادة يضم الأربعة. وهذه ليست صدفة.

لا يتعلق الفرض المتواصل للعمل بضم البشر لقوة العمال المأجورين من خلال إجبارهم على الانتقال من أرضهم للمدن، ولا يتعلق فقط بجعل الموظفين يعملون لوقت أطول وبكد أكبر، لكن أيضا يتعلق بالطريقة التي يحاول بها رأس المال سحق النشاط الإنساني بأكمله وتحويله إلى شيء يتبع نمط وضعه العمل المأجور، وما “وقت الفراغ” إلا مثال نموذجي، حيث أنه يتعلق بالوقت الذي نقضيه بعيدا عن قيود العمل المأجور. سواء تعمل مدرسا، أو ممرضا، أو بنّاء، فرض وقت الفراغ ليكون طريق هروبك: يصبح عملك هو ما تقوم به لسد احتياجاتك الأساسية وما يتيح لك إشباع رغباتك. تعيش من أجل الإجازة الأسبوعية، لكن كصورة معاكسة للعمل، ليست فكرة “وقت الفراغ” أقل استلابا. إن فصل “الحاجة” عن “الرغبة” بهذه الطريقة سينتهي دائما بعلاقة مختلة مع الواقع. كيف نعيدهم معا مرة أخرى بطريقة تجعل يوم الأحد غير مختلف عن يوم الاثنين؟

 ************************************************

 

إذا أردنا أن ننقذ العالم علينا أن نتوقف عن العمل

                 ديفيد جريبر**

 

إن مجتمعنا مدمن على العمل، وإن كان هناك شيء يبدو أن اليمين واليسار يمكن أن يتفقا عليه معا، فهو أن الوظائف جيدة، وينبغي على كل شخص أن يحصل على وظيفة، ﻷن العمل وسام المواطنة الخلوقة. ويبدو أننا أقنعنا أنفسنا كمجتمع أن أي شخص لا يعمل بجد كما ينبغي له أن يعمل -حتى لو كان شيئًا لا يستمتع به- هو شخص سيء وعديم الفائدة. ونتيجة لذلك يمتص العمل جزءا كبيرا من طاقتنا ووقتنا.

الكثير من هذا العمل غير مجدٍ إطلاقا. توجد دائما صناعات كاملة (على سبيل المثال التسويق الهاتفي، قانون الشركات، الأسهم الخاصة) وخطوط كاملة من العمل مثل (الإدارة الوسطى وتخطيط الماركات وكبار مديري المستشفيات والمدارس ومحرري مجلات الشركات) لتوهمنا أن هناك سببا لوجودها، عمل غير مجدٍ يزاحم عملا نافعا (فكر في المدرسين والمدراء المنهكين بالعمل الورقي)، كما أنه يكاد أ، يكون عائده المادي أفضل، وكما رأينا في وقت الحظر، كلما كان عملك مفيدا للناس قل مقدار ما يُدفع لك.

إن النظام غير منطقي، وهو يدمر الكوكب كذلك. وإذا لم نكف بسرعة عن هذا اﻹدمان سنترك أبناءنا وأحفادنا ليواجهوا كوارث تجعل الجائحة العالمية تبدو تافهة مقارنة بها.

إذا لم يكن هذا واضحا، فالسبب الرئيسي هو أننا دائما مدفوعون للتفكير بالمشكلات المجتمعية باعتبارها أسئلة شخصية أخلاقية. كل هذا العمل وكل هذا الكربون الذي ننفثه في الغلاف الجوي لا بد وأن يكون ناتجا عن استهلاكنا. اذن لنتوقف عن أكل اللحوم وحلم السفر للشواطئ البعيدة. لكن هذا خاطئ تماما. ليست متعتنا السبب في تدمير الكوكب، بل إنه تزمتنا وشعورنا بأننا يجب أن نعاني لنستحق تلك المتع. إذا أردنا أن ننقذ العالم سيتحتم علينا أن نتوقف عن العمل.

تصدر أعمال البنية التحتية سبعين في المئة من انبعاثات الغازات الدفيئة عالميا: الوقود والمواصلات والبناء، والبقية تأتي معظمها من التصنيع. بينما يشعر سبعة وثلاثون بالمائة من العمال البريطانيين أن وظائفهم غير ضرورية، فلو اختفوا في المستقبل لن يصبح العالم مكانا أسوأ. قم بالحساب ببساطة، لو أن هؤلاء العمال على حق يمكننا أن نقلل التغير المناخي بشكل هائل فقط بإلغاء الوظائف الهرائية. وهذا هو المقترح الأول.

المقترح الثاني: البناء غير المبرر. هناك عدد مهول من المباني خاضعة للمضاربة تماما، في جميع أنحاء العالم تتواطأ الحكومات مع القطاع المالي لتشييد أبراج لامعة لا تُسكن أبدا ومكاتب عمل فارغة ومطارات لا تستخدم أبدا. توقفوا عن هذا، فلن يفتقدهم أحد.

المقترح الثالث: التقادم المخطط. أحد الأسباب الرئيسية لوجود معدلات مرتفعة من الإنتاج هو أننا نصمم كل شيء ليتعطل أو ليبلى ويصبح بلا فائدة خلال سنوات قليلة. إذا صممت آيفونا ليبلى خلال ثلاث سنوات فيمكنك تحقيق ربح مضاعف خمس مرات مقارنة بتصميمه ليدوم 15 عاما، لكنك أيضا تستخدم ضعف الموارد خمس مرات، وتنتج ضعف التلوث خمس مرات. إن المصنعين قادرون بكفاءة على صناعة هواتف (أو جوارب أو مصابيح) لا تبلى. في الحقيقة، إنهم يصنعونها ويطلقون عليها “منتجات على مستوى عسكري”، فلنجبرهم على صناعة تلك المنتجات للجميع. يمكننا بذلك أن نقلل نسبة هائلة من انبعاث الغازات الدفيئة ونحسن من جودة حياتنا.

هذه المقترحات الثلاثة مجرد بداية. وبالتفكير فيها نجد أنها أشياء بديهية. لماذا ندمر العالم طالما لسنا مضطرين لذلك؟

إذا كانت محاولة الحديث عنها تبدو غير واقعية، ربما يجدر بنا أن نفكر جديا في ما يجبرنا هذا الواقع -كمجتمع- على سلوكه بطرق مجنونة بالفعل.

ـــــــــــــــــــــــــــ

*منظّر ماركسي أميركي **انثروبولوجي أميركي

ترجمة: سارة علاء

“الاتحاد” الحيفاوية” – 8 تشرين الأول 2021

 ****************************************************

 

 

الصفحة الثامنة

 

في زمن الفاقة والبطالة

العراقيون يتوجهون إلى مهن الماضي المرهقة

 

بغداد – وكالات

 في ظل الأزمات الاقتصادية المتلاحقة التي يشهدها العراق، ومعها أزمة كورونا وما خلفته من أضرار جسيمة في البلاد، فضلا عن آفة البطالة المتفشية في صفوف الشباب، في ظل ذلك كله اضطر الكثيرون من المواطنين إلى استعادة مهن الماضي المرهقة من أجل توفير لقمة العيش لعائلاتهم، الأمر الذي أعاد إحياء أسواق البالة ومهنتي الإسكافي والخياط.

ومنذ بدء انتشار كورونا في العراق، فقد أكثر من 2.5 مليون شخص وظائفهم في القطاع الخاص. وقد شمل ذلك مهناً أوقفتها إجراءات حظر التجول. ورغم عودة هذه الأعمال تدريجاً بعد نحو عام، إلا أن أضرار الإغلاق لا تزال جلية على نسبة كبيرة من مزاوليها.

 

البالة تجذب الجميع

تنتشر اليوم في بغداد ومدن مختلفة، أسواق لبيع الثياب المستعملة (البالة)، والتي يقبل عليها غالبا الفقراء وذوو الدخل المحدود، لغرض شراء ملابس أو حقائب أو أحذية تباع بأسعار زهيدة مقارنة بتلك الجديدة.

يقول الطالب الجامعي حسن عيسى، الذي يساعد والده في بيع الملابس المستعملة في سوق الباب الشرقي، ان “ملابس البالة باتت مرغوبة لدى قسم واسع من شرائح المجتمع، ولم تعد تقتصر على الفقراء، بعدما عمّ الضرر الاقتصادي كل الفئات”.

وتحتل ملابس رجالية ونسائية وأطفال مكدّسة فوق طاولات خشبية، مساحة من رصيف اتخذه والد حسن متجراً له، على غرار باعة متنقلين آخرين يعرضون بضائع مستعملة توفر لهم “مصدر رزق جيدا، كونها وسيلة إغراء للزبائن الذين يستطيعون شراء عدد من القطع المختلفة بمبلغ يناهز نصف سعر قميص جديد” - بحسب عيسى، الذي يؤكد في حديث صحفي، انجذاب زملائه وزميلاته في الجامعة إلى شراء كل ما يحتاجونه من ملابس من أسواق البالة.

ويوضح، أن “بعض ملابس البالة من ماركات عالمية معروفة، وأن زملائه الطلبة يقبلون على شراء هذه الملابس كون معظمهم لم يعد قادرا اليوم على الانفاق على احتياجاته الخاصة بالطريقة ذاتها التي اعتاد عليها قبل أكثر من عامين”.

وفي إطار الاستعداد للعام الدراسي المقبل، باشرت عائلات كثيرة تجهّيز أبنائها للالتحاق بالمدارس التي سوف تستقبلهم حضورياً.

وبهذا الصدد تقول فاطمة عليوي، انها اشترت لأبنائها أربع حقائب جيدة من سوق البالة بسعر ألفي دينار للواحدة، مشيرة في حديث صحفي، إلى أن سعر حقيبة جديدة من النوع الرديء، لا يقل عن عشرة آلاف دينار.

وإلى جانب الحقائب، اشترت فاطمة لأبنائها 27 قطعة مختلفة تضمنت أحذية وملابس وأطقما رياضية بمبلغ 53 ألف دينار. وعن ذلك تقول: “كنت سأنفق أكثر من 400 ألف دينار لو اشتريت هذه القطع جديدة. فهنا وفرّت مالا كثيرا عليّ وعلى زوجي الذي يعمل في مجال البناء، والذي تأثر عمله كثيراً بسبب قلة الفرص”.

 

عودة الاسكافي والخياط

وفيما تُعَدّ مهنة الإسكافي من بين مهن قديمة كثيرة شهدت تراجعاً كبيراً في عدد مزاوليها العراقيين منذ أكثر من 15 عاماً، ظهرت مجدداً في الأسواق على شكل بسطات وأكشاك ومتاجر صغيرة.

وكانت هذه المهنة قد تأثرت بالاستيراد العشوائي بعد 2003، والذي وفر مختلف أنواع السلع بأسعار تنافسية، من بينها المصنوعات المختلفة التي تدخل في صلب عمل الإسكافي، ما أجبر عددا كبيرا من مزاولي المهنة على إغلاق متاجرهم.

يقول الإسكافي الشاب زيد حساني، أنه تعلم المهنة من والده الذي كان يمتلك محلاً في سوق شعبي شرقي بغداد، قبل أن يتوقف عن العمل بسبب تدهور صحته، ما جعل أبناءه يتحملون مسؤولية معيشة الأسرة.

ويوضح أنه “لم أزاول هذه المهنة وقتها، لأنني حصلت على وظيفة جيدة في شركة سياحية قبل خمسة أعوام. لكن عمل الشركة تأثر كثيراً بتداعيات أزمة كورونا، وتمّ تسريحي من الوظيفة، ما اضطرني الى مزاولة مهنة والدي السابقة”.

ويشير حساني في حديث صحفي إلى أن عمله يحقق مدخولاً مالياً جيداً لأسرته الصغيرة المؤلفة من زوجة وطفل واحد، مضيفا أن “مرتادي محلي غالبيتهم أشخاص بسطاء وفقراء لا يملكون ما يوفّر قوتهم اليومي”.

ويتابع قوله، أن “زبائني يؤكدون لي أنهم كانوا يستغنون عن أحذيتهم التي تتعرض الى تلف يمكن تصليحه، ويشترون أخرى جديدة بدلاً عنها، لكن حالهم اليوم لم يعد يسمح بذلك”.

كذلك عاد الخياطون إلى إعادة تصليح الملابس لتناسب أشخاصا بمختلف الأعمار. وقد كان هذا العمل رائجا خلال سنوات الحصار الاقتصادي، نتيجة الفقر الشديد الذي عاشه حينها قسم كبير من المواطنين.

يقول شاكر الهاشمي، وهو خياط يزاول مهنته منذ أكثر من 30 عاماً، إن “التداعيات التي شهدها اقتصاد البلد والضرر المالي الكبير الذي لحق بفئات المجتمع عموماً، جعلا الوضع يشبه كثيراً ما عشناه خلال سنوات الحصار. إذ بدأ الناس يقبلون على تصليح ملابسهم وترتيبها كي تتناسب مع الأبناء والبنات الأصغر سناً.”

 

****************

 

بيت طيني متهالك بديلا عن مبنى مدرسي!

 

بعقوبة – وكالات

شكا أهالي ناحية خان بني سعد في محافظة ديالى، حال مدرسة ابتدائية في الناحية اتخذت من بيت طيني "متهالك" مكانا بديلا لتقديم الدروس للتلاميذ.

ونقلت وكالات أنباء عن المواطن حسنين السلامي، أحد سكان الناحية، قوله أن "مدرسة التفوق" الابتدائية انتقلت إلى بيت طيني متهالك مستأجر، بعد أن تم هدم مبناها الرئيس في العام 2011 لغرض إعادة بنائه، مشيرا إلى أن المبنى بقي مهملا منذ ذلك الحين.

وتابع قائلا، أن أهالي الناحية يناشدون الجهات المعنية إيجاد حل لمشكلة هذه المدرسة ووضع حد لمعاناة أبنائهم التلاميذ، خاصة أن العام الدراسي الجديد على الأبواب، وسيكون حضوريا.

وأشار السلامي إلى أن هذه المدرسة ليست الوحيدة التي هدمت في المنطقة ضمن مشروع إعادة بناء المدارس. إذ ان هناك العشرات غيرها هدمت وبقيت على حالها.

 

----------------

ضرائب على طرق وجسور خربة!

 

بغداد – وكالات

حمل مواطن بغدادي كاميرته مع فاتورة ضريبة الطرق والجسور المترتبة عليه، وتوجه إلى العديد من الشوارع العامة في العاصمة، لغرض التجول والتقاط الصور للطرقات المتضررة.

وظهرت في نحو 400 صورة ملتقطة نشرها المواطن على مواقع التواصل الاجتماعي، مطبات وحفر وتخسفات كثيرة ومعها فاتورة الضريبة، التي لم يفت المواطن حملها بيده لتظهر هي الأخرى!

وفي تعليقه على الصور، قال المواطن أنه دفع مبلغ 60 ألف دينار كضريبة للطرق والجسور، اثناء تجديد إجازة السياقة تبعه في إحدى مديريات المرور.    

وأضاف متسائلا: “أين هي خدمات الطرق والجسور؟ وأين تذهب الأموال التي يدفها العراقيون لأجل البنية التحتية؟”.

 

***************

 

“المحبطون”.. أكبر شريحة قاطعت الانتخابات العراقية

 

بغداد – وكالات

اعتبر موقع "ميدل ايست آي" البريطاني، ان الناخبين العراقيين "المحبطين" الذين لم يدلوا بأصواتهم في الانتخابات البرلمانية، هم في الصدارة ويشكلون الشريحة الاكبر.

وذكر الموقع في تقرير ترجمته وكالة "شفق نيوز"، أن "العديد من الناس خرجوا يوم الاحد للمشاركة في خامس انتخابات عراقية منذ 2003، لكن بعد ظهور النتائج بدا ان غالبية المواطنين اختاروا البقاء في منازلهم، وفي المقاهي".

ونقل التقرير مشاهد من أجواء يوم الاحد، في مقهى بحي الكرادة. حيث تلعب مجموعة من الرجال الورق، وآخرون يدخنون الأرجيلة أو يشربون القهوة، مؤكدين أن ذلك أفضل استغلال لوقتهم من المشاركة في ما يعتبرونه "عملية سياسية فاسدة وليست مجدية".

 

في طريقها إلى الجحيم!

ونقل التقرير عن طالب الطب مرتضى قوله: "لقد رميت بطاقتي الانتخابية جانبا.. البلد يجري بيعه، وليس هناك من يصوت لصالحه. هذه الدولة في طريقها الى الجحيم"!

وأضاف أن عددا من اصدقائه ذهبوا الى مراكز الاقتراع لـ "بيع اصواتهم" مقابل حوالي 50 الى 100 ألف دينار "فهم فضلوا ألا يتضوروا جوعا على التصويت في انتخابات ميؤوس منها" – على حد تعبير مرتضى.

واشار التقرير الى ان مرتضى في هذه المرحلة العمرية كان مؤهلا للتصويت مرتين، لكنه لم يقم بذلك. فهو يرى أنه من دون المحسوبيات لن يحصل على وظيفة بعد التخرج، ويتابع: "تبذل جهدك وتدرس، لكنك في النهاية لا تحصل على شيء".

فوضى!

وبحسب التقرير، فإن المواطن أمير جاسم كان قد صوّت في الانتخابات مرة واحدة فقط منذ العام 2003، ووقتها كانت مراكز الاقتراع تتعرض للقصف بشكل منتظم واطلاق النار، لكنه تعهد بعدم الادلاء بصوته مجددا حتى يسود العراق حكم القانون.

ويؤكد جاسم، أنه لم ير أي جدوى من المشاركة في الانتخابات، طالما أن الجماعات العشائرية والمسلحة القوية تواصل التصرف فوق القانون، مضيفا قوله: "انها فوضى"!

كلهم أشرار

ونقل التقرير عن عبد الله محمد، قوله انه "لا فائدة من الانتخابات. ففي السابق صوّتنا ولم يتغير شيء"، مشيرا إلى أن آخر مرة صوّت فيها أفسد ورقة الاقتراع "لأن جميعهم أشرار" – على حد تعبيره.

ويدرس محمد تخصص إدارة الأعمال، في المرحلة الثالثة من الجامعة، بينما يدير كشكا لبيع البرغر على الرصيف، لكنه لا يتوقع ان دراسته ستؤدي الى الكثير. ويقول: "لن أحصل على اي شيء من شهادتي، لأنني لست منتميا إلى الدول التي تدين لها الحكومة العراقية بالفضل"!

 

****************

مواساة

 

  • بمزيد من الحزن والالم تنعى اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في الرصافة الثالثة، ومعها منظمة الحزب في مدينة الشعب، الرفيق العزيز عبد الزهرة بدن (ابو وسام)، الذي توفي إثر مرض عضال.

لروح الفقيد السلام والطمأنينة والذكر العطر، ولعائلته ورفاقه مزيد من الصبر والسلوان.

 

***************

 

الصفحة العاشرة

 

 

جبار الغزي .. محنة الاغتراب في (غريبة الروح )

 

راضي المترفي

 

ماتت عشيقة الملك الفرنسي في ليلة ممطرة واخبروه صباحا فرثاها قائلا : ( مسكينة جان قررت ان ترحل بليلة ممطرة كهذه ) وانتهى الامر فلم يعد يذكرها او يهتم لموتها او يدفعه الشوق لزيارة قبرها على الاقل وهكذا كان موت الشاعر جبار الغزي في ليلة جادت بها السماء بكل غيث تلملم في اطرافها وشحت الارض بدفقة دفء او لمسة حانية او حتى كلمة مواساة من غريب وهو يجود بنفسه على احد ارصفة بغداد في ليل الغرباء , وربما في اللحظة التي كان يعاني فيها الغزي الالم وكثافة المطر والجوع والحاجة للدفء ومكان يقيه شر تلك الليلة كان البعض يبحر مع حسين نعمة وهم يترنم بـمرثية الغزي لنفسه (غريبة الروح ) بين المدن والقرى التي تغفو بوداعة على جانبي (الغراف) ذلك النهر الذي لايروي العطش فقط وانما يسقي العذوبة وحلو الكلام ويفلق افواه الناس على ضفتيه ليصبح اغلبهم شعراء عذوبة وكلامهم يشبه الموسيقى . ان جبار عبد الرضا الغزي المولود في ناحية الفجر من قضاء الرفاعي عام 1946 تنقل بين الناصرية والسماوة والبصرة وعين موظفا في وزارة الشباب اوائل السبعينات في بغداد وكان همه الوحيد بأن يكون قريبا من الاذاعة والتلفزيون لغرض تحقيق حلمه الذي راوده سنين طويلة ليرفد الفنانين بنتاجاته من الشعر الغنائي وليساهم ايضا في كتابة البرامج الاذاعية الخاصة بالريف وبقي في بغداد حتى وافاه الاجل عام1985 على عكس ما اشاع البعض انه هرب الى بغداد بعد ان فشل من الاقتران بالمراة التي عشقها , والغزي مثل اي ريفي اخر يدخل العاصمة فتدهشه اضوائها ونيونها الملونة وليلها الساهر حتى تباشير الفجر وبدلا من العودة منها الى مدينته الغافية على ضفاف نهر حالم تاه في دروب العاصمة وبين حاناتها يعب من خمرها وينام جائعا على ارصفتها حتى خارت قواه ونهك جسده وهده السكر والمرض ثم ارتحل في ليلة ممطرة مثل تلك الليلة التي رحلت بها عشيقة الملك من دون رثاء من ملك او من رعية . الغزي الذي سقى عروقه ماء الغراف حد الارتواء نطق بالشعر مبكرا وكان مجايلا  لكاظم الركابي وزامل سعيد فتاح وغيرهم وكانت عذوبة شعره توزن بالقراريط كان يشابه ذياب كزار بكمية الحزن المبثوثة في القوافي ويقترب من الرويعي في غنائيته ويتقدم شعراء محافظته بالشجن وبما ان مأساة الشاعر الشخصية ضخمة الحجم فقد الفت الحكايات وحيكت الاساطير, ومما يلاحظ على الغزي انه لم يكن غزير انتاج الشعر ولم يشتهر له اكثر من قصيدتين مغناة احداهما هي الاشهر بصوت حسين نعمه (غريبة الروح ) والاخرى بصوت قحطان العطار ( يكولون غني بفرح ) وغريبة الروح هي القصيدة التي بنيت عليها الاساطير التي ألفت عن الغزي وقضية حبه وعشقه لامراة من منطقته وكيف وقفت الاعراف حائلا بينهما وزوجت لشخص اخر فاضطر للهجرةالى بغداد ليدفن نفسه في غربته عنها ..

غريبة الروح لا طيفك يمر بيها

ولا ديره التلفيها

صفت وي ليل هجرانك ترد وتروح

عذبها الجفه وتاهت حمامة دوح

ان محنة الاغتراب لايعرف وجعها الا من يعانيها وقد يزداد الم الغربة عندما تكون مسببة وغير قابلة للانهاء وصعوبة اهتداء صاحب الغربة الى سبيل ينسيه هموم غربته حتى لوكانت بنت الحان كما فعل الشاعر جبار الغزي الذي تحولت معه الخمرة الى غربة وضياع اخر ..

تحن مثل العطش للماي

تحن ويلفها المكابر ويطويها

 وانت ولا يجي ببالك

تمر مرة غرب بيها

واهيسك جرح بجروحي

يمرمرني وتحن روحي

والحنين شعور مؤلم لايمكن للانسان الخلاص منه يجعلك شات الذهن لاتشعر بوجود الاشياء سواء كان هذا الحنين لشخص او مكان او زمان مما يربك حياتك اليومية حد دهورتها ويغلبك على امرك ..

جم اهلال هلّن وانت ما هلّيت

جثيرة اعياد مرّن وانت ما مرّيت

سنين الصبر حنّن وانت ما حنّيت

ترف ما حسبت بيه

وآنه وغربتي وشوكي

نسولف بيك ليليه

نكول يمر.. نكول يحن

وتظل عيونه ربيّه يلمامش الك جيّه

متعبة هي المقارنة بين زمن تعيشه وزمن مضى تحن اليه خصوصا يوم يكون التوسل غير نافع والتمني عقيم وليس هناك من يسمع ما تطلب او يعني به. ان قصيدة غريبة الروح هي اختزال لحياة عاشها الشاعر وشابهه بها كثيرون وقد اجاد الشاعر الوصف وتسلسل الصور الشعرية وكانت وحدها تكفي لوضع شاعرها بمصاف الشعراء الشعبيين الكبار واجاد الملحن الكبير محسن فرحان صياغتها فبدت اشبه بلؤلؤة تزداد مع الايام توهجا باعذب صوت انجبه الجنوب في المئة عام الماضية الفنان حسين نعمه . رحم الله الشاعر جبار الغزي ذلك الشاعر الضائع في دروب بغداد وتناساه عمدا او سهوا كل من له علاقة بالكلمة .

 

******************

ربيع التحرير

 

امير شمران

 

هذولة الترسوا التحرير مثل الغيم

شفت حسين بيهم ماشفت مندس

برمح السلطة صعدوا والنحر بي صوت

نفسه الباك شعبك بايكك  محبس

شفت عيونهم تنطي الربيع الوان

بلون اصدورهم كل كمرة تتونس

مو بسلاح طلعوا جوري من يمشون

دمهم لسه حار وعالشمس هوس

صعد صيت المناير والشذر والطين

من كل شاب طوله ودمه يتحمس

يطش صوت الرفض يم كرسي اليحكمون

بسمار اوجوهم كل ثورة تتأسس

شفتهم ماي ترسوا كل فطر بالطين

كمرة اوجوهم والظلمة  تتحسس

طش دمهم ضوه من طاحوا اعله الكاع

وشفت نسوان يمهم طاشه ملبس

او وحدة تكل للاخرى شمالج تونين

تكلها وليدي مات وبعده ماعرس

اخذ حقي نازل هيج جان يصيح

واخذ حقه رصاصة من المجنس

يكطع وردة وردة بجليته القناص

ويبوك الهوه من الكوه يتنفس

اليحرك بالخيم راجع يوج كلوب

والجر التراجي يريد يتريس

بس حسين واكف والقميص يصيح

اليلبس ثوب ذلة غيره مايلبس

اليخاف من الرمح لايحجي بالتغيير

اليخاف من الشمس معروفة يتخنس

مواقف روسهم تستاهل التاريخ

ضحكوا للنخل مابيهم العبس

 

***************

رسالة مهمة ( إختار العراقي )

 

حسين البهادلي

 

من يوم إحتلالك يا شعب لليوم

سولفلي السياسي إلي إجه إشقدم

 

نفس ذيچ البنايه الما علت شبرين

ونفس شارعنا ذاك ونفس ذاك الهم

 

وإجو ثوبين ثوب إسلامي بإسم الدين

وعلماني بأسم هالفقره يتكلم

 

وإحنا إبين هذا وبين ذاك الثوب

صبحنا عرايه وجسد خلص دم

 

دول فقره .. وبنت مترو اعله خد الغيم

وبعدنا إحنا بجسر مگرود وتهدم

 

وعبرتنا الشعوب بعلم وبتطوير

وأبد ما چن حضارة بابل الأقدم

 

وصلت بينا نحسد شعب موزنبيق

بسبب عقليه شنهو تريده ما نفهم

 

وإلا أحنا بعصر طب واحد وعشرين

وشعب يلزم سره إعله النفط المصخم

 

وميزانيته متأخره بسبب توقيع

والماليه بأيد الخال وإبن العم

 

وخلصناها من إثمانيه وخمسين

ولهسه إمنيتنه بعيشه نتنعم

 

ويا هو إلي يجي يخلصها بس تنظير

ولو عالشعب لو عالجار يتهجم

 

وشعب خلوك تتحسر على التعليم

إبوكت چانت دول من عدنا تتعلم

 

وقبلة علم چانت جامعة بغداد

الدرست علي الوردي وطلع منها أعلم

 

مـيّز ناسك وخلي العقل يختار

العواطف ذله من إتزيد ما ترحم

 

وبالك تنتخبهم من جديد إنوب

شعب خلوك عالطاغوت تترحم

 

صوتك هسه سيف وإفهم المقصود

وطن يردونه قوميات يتقسم

 

ما يدرون إذا ضاق النفس بأربيل

هوه البصره الجنوبي إمن الصبح يلتم

 

ويتحول إعذيبي إبريت كوردستان

وأبد ما يرضى غيره إبهاي يتقسم

 

المهم راجع حساباتك على التصويت

وأريدك من صدگ وياي تتحزم

 

ولو ما قصرت من علنــّو إستفتاء

سويت العليك وحتى لا تندم

 

وإستقتلت خاطر توصل الصندوگ

ومقابل هذا دخلوك إبنفق أظلم

 

تعبنا إمن الحروب وريحة البارود

كافي إمن السلام وخل ورد نشتم

 

باچر عشره عشره وثبت التصويت

وإختار العراقي الما اجه إملثم

 

 

***************

مرثية فرح ..

 

ريسان الخزعلي

 

الزمن لا يتكرر إلّا في الذاكره ..

 

ولا تنطُر

ولا تنطُر ، ولا تتنَه ، ولاتحلَم ..

بعد مامش زمن جاي ،

الزمن بس الراح موش اكثر .

زمن وسط الكتُب خدران والبوم الصوَّر .

.

.

بعد مامش لِعب ..

يترس اثيابك عشب بالطيحات

لاشوفة نهر ..،

تغسل سواد العين

لا بالكَمر خيط اعلَه الخصر ينزَر

ولا امرايَه ..

بعد بيها الوجه يغمز وجه ثاني ..

إو تدوّر ع المشط والريحه ، وابعشكَك

سمار إو دايرَه اعلَه اشكَر

لا ضحكة طفل تكبر ابفيّ البيت ../

شجْرة ظِل علَه الشبّاچ تتخصَر

لا ركضَه اعله طيّارة ورق والغيمه أنصه اتصير

لا صوت الجرس بالمدرسه يندَه كل سكون الكون

لا عصفور طول السنبله  ابعينه تجفْلَه الصبح ..،

ينكَر سكتة البيدر .

.

.

لا غمزة رمش ثكَلان من كحل السهر ..،

والموعد المخبز واشوفك آخر التالين ..

- ياحلوه طويل السره مانكَدَر .

.

.

ولا شارع تسبكَه العصر بالرغبات ..

واللفتَه لذيذه اشكَد ../

تشمر ورد ..،

شَد الروح ، كل خيط ابقميصك ينفتل بأْحمر .

.

.

لادوخة سُكر نص الليل واتغني أنا الياويل ..

“ أريد أسهر واسوّي الليل الك منطَر “ ..

موش انت ، ولا انت .. الرصيف الكَام يتعثّر..!

.

.

ولا ذاك الدرب ع البيت ..

چان اكَلوَب واحد وانفضحتوا اثنين ../

طولك والخِيال اتشابهن يم طوف المحجَّر

كَصَر طولك ابساع ابساع وازاك الحرس صوفَر

ولا حايط تطفره ابخوف ..،

كل عذرك نسيت ابيتهم دفتر .

.

.

بعد مامش زراكَ البالسمَه ايغطي البياض البيك ..،

وابنومة عوافي اعله السطح ..،

من حَزّ الحِجل حد الصدر ينشَر

لا كسرَه اعله ثوب النوم وايكشكش مثل ماچان ..،

ثوبك چان ويّه أوّل حلم يكَصَر .

.

.

بعد مامش

ولا شجْره تفيي اعله النهر باْخضر

عليشك ..

وانت بستان الصبح فيّك ولا ينطَر ..؟! ...

 

**************

 

الصفحة الحادية عشر

التنزاني عبد الرزاق قرنة/ نوبل 2021

“نظراً لاختراقه آثار الاستعمار ومصير اللاجئ في الخليج بين الثقافات والقارات” منح الروائي التنزاني عبد الرزاق قرنة (1948) جائزة نوبل العالمية لعام 2012.

وكان قرنة هجر من بلاده قسراً ولم يعد الى بلده الاصلي زنجبار الا عام 1984. وتعد رواياته انموذجاً في تسليط الأضواء على التعدد الثقافي في افريقيا.

اصدر رواياته: “ذاكرة المغادرة” 1987 و “دوتي” 1990 و “الاعجاب بالصمت” 1996 و “عن طريق البحر” 2001.

*************

يوسفيّات

 

 

علي فرحان

 

لم أتعثر بالحرب

لم اهرب من مائدة الجوع

خرجتُ حيّاً من مصيدة القنابل الذكية

نجوّت أيضاً  من معركة “الجمل” في الفيسبوك

لكنكِ

تعلقين قلبي دامياً

على بابكِ

الآن .

*****

كتابة قصيدة النثر لا توّرث الكوليسترول

ولا العرق ُ يفتك بالكبد

فقط أنت

تعقدين

ليِ

صفقةً

مع عزرائيل.

*****

أصدقاءٌ كثرٌ

يقيمون مع حبيباتهم في صفحات الفيسبوك

وحدي

يدفنني الكونكريت المسلح

أمامكِ.

*****

البوصلة التي أدهشتني جداً

تفشلُ بالإشارة

لكِ.

*****

لعبة الإختناق تحت بطانيةٍ ما

في الصيف

والشتاء أيضاً،

قادماً من جبلٍ ما

أو

حبٍ ما ...

لم تجعل مني نبياً.

*****

في النهاية

قمصاننا .....

تفشلُ

مع عمليات الليزر

كلها.

 

 

وطن يعشق قاتله!

 

 

سالم سالم

 

 

أهدأ  ياموت قبل ان تنتزع  الروح من الجسد

لنناقش الأمر  بهدوء دخن سيجارتك

ايها النادل.. اجلب لنا قهوه بطعم السكر

 لعله الموت يحب الحياة

ولي بعض من السؤال 

هل ماقالته جدتي  التي تزوجت جدي عن غير حب

 ان حبيبها ابن الجيران   الذي ذهب الى الحرب

 وغدر بها  ستلتقيه فى السماء  حينما يعودون صغارا؟

هل هناك فى الجنة(ميكي ماوس سبونج بوب) دكان يبيع البسمة للأطفال. اڛئلة غبيه

لاعليك لعلها ليست وظيفتك فى الجواب  ام  تخاف ان يطردوك هل لديك ابناء وزوجة وهل يشتعل الرأس شيبا من شدة الملل

نكذب نتشاجر..  نصطاد الأسماك ام لا شيء  هناك يموت

لاتقلق فلن اعترض، على، انتزاعك جسدي

فانا  مثل وطني يعشق قاتله .

************

ولد موفق محمد ابو خمرة

رعد كريم عزيز

 

موفق بن محمد ابو خمرة

يمسح باطن كفه بشعره الاشيب

فتتحول الى ورقة بيضاء

يؤنس جلاسه على ضفاف شط الحلة بنكاته السود

‏الى ان جاءت الحرب

‏فضاعت الورقة

‏وقلبه احترق

‏وشعواط يأكل الجسد

‏...احترق البلد

‏وضاع الولد

‏...ينهض موفق بن محمد ابو خمرة

كل  ‏فجر متمنيا لو ان ماجرى كان حلما

وان الولد بقي نائما في حضن بيته

وان موفقا يحمل دخان سيكارته وهو يمشي ليرى صورة ايامه في مويجة نهر الحلة.. يمشط اشعاره ويهدهد مخاوفه

 ..لو ان الولد بقي نائما في حضن امه او حتى يرفس في رحمها

...لو ان كل الذي جرى واقعا وقدرا

..الا خروج الولد كان حلما

..ام  ان الاحزان تقود الاولاد الى مجهول المقابر

والاباء الى الجنون؟

جاء المنادي صارخا

يا اهل البلد ..من شاف منكم ولد؟

احمر كالشفق فوق راسه غيمة احلام عادية..فيه رائحة  ام ولهفة والد بما ولد.. يا اهل البلد

..

..احترقت البيوت

والانهار والمدارس والمستشفيات وحافلات النقل ...

وموفق بن محمد ابو خمرة

لايشم الا شعواط روحه الملتهبة

يرمى شباكه لنهر الحلة يصطاد احزانا وطينا

..طينا يصنع منه اولادا

وحزنا يلطخ به وجوههم

لعلهم يدركون ان البلدان باقية مثل جدار اخرس

والاولاد حلم مستحيل

**********

قراءة جمالية للريل وحمد

محسن ناصر الكناني

 

قصيدة (للريل وحمد) للشاعر المجدد، مظفر النواب، ذات التسعة مقاطع ضمن ديوانه بالاسم نفسه، الذي صدرت طبعته الأولى العام 1969 تناوله القارىء، بحب وشغف، ليس كونه شاعراً، مدافع عن الحرية بل، لأن الديوان ينطوي على ثيمات العشق والهوى، وألم الهجر الممتزجة بعشق الأرض والأنسان.

 

 

1- العنوان .. أول العتبات

العنوان، أول العتبات النصية الذي يحمل اشارة دالة، للدخول الى (لازمته الغنائية) التي تتكرر في المقاطع التسعة كلها .

(للريل وحمد) خطاب موجه الى عاشق، اسمه (حمد) اي ان الشاعر كتم اسم العاشقة، متقنعاً بها، ولم يفصح باسمها في النص كله. الخطاب لم يكتب في رسالة خطية بل نقل عن طريق (الريل – القطار) محولاً الريل، الى كائن يحسُ، ويتألمُ، ويصيحُ، ويصرخُ. اي أن الشاعر قد نقل الى الجماد، صفات انسانية، اي: (أنسنَهُ) وبثه شجنه ولوعته، وعشقه، نيابة عن شخصية العاشقة، التي تناجي حبيبها (حمد) الساكن في قرية (أم الشامات)، التي مرٌ بها (القطار) ليلاً، شاقاً طريقه في ليل الصحراء. أي ان مرور القطار، بمكان الحبيب، قد أشعل جذوة الحب الداخلية للعاشقة.

لنقرأ المقطع الأول

(مرينة بيكم حمد، واحنه بقطار الليل، أسمعنه دگ اگهوة، وشمينه ريحة هيل

 ياريل صيح ابقهر

صيح إبعشك ياريل

هودر هواكم، ولكْ حدر السنابل كطة)

المقطع، بدأ بفعل سردي (مرينة) في مكان محسوس (الريل) وزماني (ليل القطار). والنداء موجه الى عاشق بعيد، وقريب معاً، بعيد، يحفه القطار (قرية أم الشامات) قرية الشاعر العاشق، وقريب في جوانحها، إذ تسمع دقات قهوته، وتشم رائحة الهيل. اي تتضافر، مندمجة، الحواس كلها: السمع، البصر، الشم، معمقة الأحساس الداخلي، ويتصاعدُ الصراع الداخلي، الى أقصى ذروات العشق والهيام، توازي هدير القطار، الذي لم يتقطع هديره، تاركاً (قمر الهجر) في ليل الصحراء. القصيدة حسية، شيئية، مؤنسة.

 

2- العتبة الثنائية – القطعة النثرية، بعد العنوان

بعد العنوان مباشرة، مهد الشاعر بدخول البيت الشعري بقطعة نثرية مكتوبة بالفصحى (على ماء الليل، كان للهجر قمر، ومر قطار ) هذا التمهيد، يحوي فضاء القصيدة: مكانها، وزمانها، وثيمتها. (الهجر) ولولا ثيمة الهجر، لكان المكان والزمان عادياً، لا يلفت نظر القارىء. ولكن كان القمر شاهداً، على مناجيات العاشقة الولهانة.

 

3- اللازمة الغنائية:

(هودر هواهم  ولك حدر السنابل كطة)

تتكرر اللازمة في المقاطع التسعة كلها. مشكلة بؤرة غنائية – صورية – سردية) عالية التأثير، بعد أن هودر القطار ولم يقف في محطة، بل إندفع هادراً، مُبقياً (قمر الهجر) في الليل. يعني ان هدير القطار = الهوى المهودر، لدى العاشقة. فماذا تفعل ـ أمام الحبيب البعيد، القريب، لم يبق شيء سوى قمر الهجر، تواسي نفسها به، تبثه شجنها، وتذكر العاشق (حمد) بالقطا، الذي يحتمي بالسنابل الندية، وهو مكان العشق الطفولي الأول، الذي لا يغيب عن ذاتها. وربما كانت السنابل تحيل الى الكصايب المنسرحة على صدرها، الذي يخفي ثدين، يثبان، مثل وثوب، واختفاء طائر القطا، تحت السنابل.

وهذه المقارنة بين الصورتين الاولى والثانية، تكشف عن ارتباط، ومعادل نفسي – موضوعي، زمكاني مؤنسن، خالقاً قصيدة حسية موحية، مركبة، يعني ان الشاعر قد منح الجمال للعنوان، والمقدمة النثرية، واللازمة في نص يتفاعل معه القارىء محافظاً على ديمومته، وسحره.

*********

جفاف المملكة

 

محسن ناصر الكناني

 

بعد أن عمَ الجفاف في المملكة ، ولم يجد الحمار

ما يأكله ، قرر صاحبه ، ان يبتاع له نظارة

خضراء ، في عيد ميلاده الثلاثين !

تفاجأ الحمار ، فردَ ساخراً :

- وهل يُصير التبن عشباً في

عيد ميلادي!؟

وأضاف محتداً :

- تجازيني بهدية بخيل ، غبي مثلك ، بعد ثلاثين عاماً؟

غادر الحمار صاحبه ، صوب البرية الشاسعة، جرى طليقاً

حراً ، بحثاً عن ورقة عشب ، يسد بها رمقه، بينما ظل

صاحبه مُسهداً ، قلقاً ، يلوم نفسه. ولم يعرف أحدٌ مصير الحمار

هل افترسته حيوانات البرية الجائعة ، أو وقع أسير فخ الصيادين؟

******

انبرى ملك المملكة ، شبعان بن يقطان ، إذ أبى

ان تذهب حكاية الحمار أدراج النسيان

فنبه الناس في الديوان :

- ساخلد الحمار الذي عاش جوعانا ً في مملكتي

بوضع نصب تذكاري في ميدان المدينة.

وأمر أن تكتب رقعة أسفل قاعدة التمثال تقول:

- تمثال الحمار من سلالة الحمر الصابرين ، في عهد

الملك شبعان بن يقظان من سلالة ملك الملوك حمير خان ،

الذي يعيش في مملكته الأنس والطير والجان ، في أمان وسلام

منذ ألف عام .

*********

تفاجأ الناس فجر أحد الايام ، بالحمار من سلالة الحمر الصابرين ،

عرفوه من نهيقه الذي أيقظ النيام . ينهق ، وينهق ، فأحتشدوا حول النصب.

يتصاعد نهيقه ضاحكاً كاشفاً عن أسنان ناصعة البياض ، مطلقاً دفقات

بوله ، غامرة أسفل قاعدة التمثال ، ثم تتصاعد مناسيب بوله ، غامراً

قاعدة التمثال !

*****

ثمة سؤال كتمة الناس ، ظل يؤرقهم ليل نهارً

- لماذا لا يقرأ الحمار الذكي الأصيل ، الرقعة أسفل التمثال ؟

هل يريد أن يغرق ببوله الرقعة في واقعة تظل ماثلة أمامهم ، يشهد

عليها الناس ، ولا تبرح ذاكرتهم على مر الازمان !

 

**********

 

الصفحة الثانية عشر

 

إصدار

 

الوضع البشري المعاصر

 

عن “دار الحوار للنشر والتوزيع” في اللاذقية - سوريا، صدر أخيرا كتاب بعنوان “الوضع البشري المعاصر”، من تأليف إيريش فروم وترجمة نبيل باسيليوس ويوسف نبيل.

يتساءل المؤلف في كتابه: “أي نوع من البشر يحتاجه مجتمعنا ليعمل بسلاسة؟”. ويرى أن “المجتمع المعاصر يعمل بوجود بشر يتعاونون بسهولة في مجموعات كبيرة، ويريدون أن يستهلكوا أكثر وأكثر، وأذواقهم موحدة ويمكن بسهولة توقعهم والتأثير بهم”.

ويرى أيضا أن “البشرية تحتاج إلى جرعات أكبر من التواضع والحب، وان الأنانية هي العدو الذي يجب التغلب عليه”.

 

*****************

 

وداعاً.. رفيقنا الغالي فاروق بابان*

 

ها قد حانت ساعة الوداع مع رفيقنا الغالي فاروق بابان. صعبة هذه الساعة. لا اشق منها. كيف يطاق غياب من كان حاضرا ابدا،  في كل مكان وفي كل وقت، حاملا الراية خفاقة في كل شارع وفي كل ساحة، حيث الناس، حيث حراك الجماهير الساخطة المحتجة.

في المقدمة كان فاروق بابان دائما. في الطليعة قبل الكل. للناس، للجماهير، للشعب، لحزبه الشيوعي، نذر ابو عامر نفسه. فكان الماثل دائما، الشامخ، صاحب الصوت الهادر. نسمعه مدويا حيث الناس، حيث الكفاح، حيث الانتفاض والثورة، وحيث الدعوة الى الثورة من اجل العدالة ومن اجل الحرية ومن اجل الحياة الافضل للكادحين.

كأننا إزاء بطل شعبي من ابطال وثبة كانون 48 ، وانتفاضات الاربعينات والخمسينات تجترحها جماهير العمال وجماهير الفلاحين وجماهير الشعب، وثورة 14 تموز المجيدة وجماهيرها الثائرة. فاروق بابان من طينة اولئك الابطال. وهو سليلهم. كأننا ازاءه في وثبة كانون يهتز تجاوبا مع الجواهري الكبير وهو يهتف في الجموع المتوثبة:

 يقولون من هم أولاء الرعاع

فافهمهمُ بدم من هم  

وافهمهم انك اشرف من خيرهم

وكعبك من خده اكرمُ

ستفتقدك بغداد، مدينتك الحبيبة يا ابا عامر. ستفتقدك شوارعها وساحاتها ، ميادين الانتفاضات والتظاهرات. سيفتقدك المتنبي وتفتقدك ساحات التحرير والفردوس وبقية سوح النضال في بغدادك المعذبة المكافحة ..

 وستبحث عنك وتجدك في رفاقك وابناء شعبك الآخرين المكافحين. فهؤلاء سيواصلون مسيرة حزبك وشعبك، مسيرتك انت المضيئة. يحملون راية حزبك التي رفعتها عاليا على الدوام. لتبقى مرفرفة خفاقة. لا لن تنتكس الراية. وستستمر المسيرة مجيدة منتصرة.

نم مطمئنا يا ابا عامر، فالرسالة في ايادٍ امينة. رفاقك سيشقون الدرب الى الامام وانت في قلبهم. وصوتك سيبقى عاليا مدويا هادرا، يستحثهم وينير دربهم.

 لا نقول وداعا يا ابا عامر. فانت معنا اليوم وفي كل يوم ..

ـــــــــــــــــــــــــــــ

  • كلمة الرفيق مفيد الجزائري في وقفة توديع الرفيق الراحل فاروق بابان، التي احتضنتها قاعة بيتنا الثقافي في ساحة الاندلس قبل ظهر امس الأربعاء.

 

******************

 

في “مهرجان المحبة” الفنلندي.. يوسف أبو الفوز يسرد هموم مهاجر عراقي

 

هلسنكي – طريق الشعب

شارك الكاتب العراقي المغترب، يوسف أبو الفوز، في فعاليات “مهرجان المحبة” الثقافي السنوي، الذي أقيم يوم السبت 2 تشرين الأول الجاري في العاصمة الفنلندية هلسنكي.

وتشرف على هذا المهرجان، الذي توقف العام الماضي بسبب جائحة كورونا، مجموعة من منظمات المجتمع المدني الثقافية والاجتماعية، وذلك بدعم من مؤسسات حكومية وغير حكومية. 

وتضمنت فقرات المهرجان ورش رسم للأطفال وطاولات حوارية، فضلا عن عروض موسيقية وغنائية وقراءات شعرية وقصصية.

وفي لقاء مباشر مع الجمهور في طرف من ساحة المهرجان، قرأ الكاتب أبو الفوز باللغة العربية مقاطع من قصة قصيرة له تسلط الضوء على هموم مهاجر من العراق، ترافقه الفنانة سيلا فالي بقراءة ترجمة للنص باللغة الفنلندية.

وبعد أن قدمت الفنانة التشكيلية مينا هينريكسون السيرة الأدبية للكاتب أبو الفوز، جرى بينه وبين الحاضرين حوار مفتوح. وقد تحدث فيه عن مهمة الأدب في نشر المحبة والتعايش بين الناس، مؤكدا أهمية التفاعل بين الثقافات كأساس للتعايش والسلام.

وأشار إلى أن “المهاجر أو اللاجئ يبقى مرتبطا بجذوره وثقافته وهموم بلده الأول، وعلينا التعامل مع الناس مثلما هم وليس كما نريدهم”، لافتا إلى أن تعلم اللغة وإيجاد فرصة عمل ليس كافيا للمهاجر أو اللاجئ كي يعيش حالة اندماج وتعايش مع الآخرين، إن لم يبذل جهده ليتفهم ثقافة الآخر المختلف، ويحترمها”.

وتجاذب أبو الفوز مع العديد من ضيوف المهرجان، الحديث حول قضايا سياسية وثقافية تخص العراق، ومنها تطورات انتفاضة تشرين.

 

****************

 

عرَض 200 عنوان .. اتحاد أدباء العراق يتـمّ مشاركته في معرض الرياض للكتاب

 

بغداد – طريق الشعب

أتم الاتحاد العام للأدباء والكتّاب في العراق، بواسطة منشوراته، مشاركته في معرض الرياض الدولي للكتاب، الذي أقيم في الفترة من 1 إلى 10 تشرين الأول الجاري في العاصمة السعودية الرياض، بمشاركة نحو ألف دار نشر ومكتبة.

وجاءت مشاركة الاتحاد في هذا المعرض “المهم”، إيماناً منه بـ “ضرورة إيصال نتاج أعضائه إلى القارئ العربي والعالمي، وتعميم المعرفة” – بحسب بيان صادر عن المكتب الإعلامي للاتحاد.

واستطاع الاتحاد إيصال 200 عنوان من إصداراته، إلى المعرض. وقد لاقى الجناح المخصص لمنشوراته، حضورا جيدا من الجمهور العربي. كما وفّق الاتحاد في إيصال عناوين كتبه إلى أبرز المكتبات العامة في السعودية، لتكون متاحة للدراسة والمراجعة والاعتماد – بحسب البيان، الذي أكد أن الاتحاد سيقوم بشحن كتبه المرتجعة من جناحه في معرض الرياض، إلى الشارقة، كي يشارك في معرضها الذي حجز لمنشوراته مساحة وافية، والذي من المقرر أن يقام في الفترة من 3 حتى 12 تشرين الثاني المقبل.

كما سيسعى الاتحاد إلى شحن منشوراته الجديدة التي صدرت أخيرا، عبر النقل الجوي لتنضم إلى الكتب المتبقية الأخرى، وتعرض جميعها في معرض الشارقة. 

 ولفت الاتحاد في بيانه، إلى أن منشوراته تستعد حاليا للمشاركة في معرضين محليين مهمين، هما: معرض البصرة الدولي للكتاب ومعرض النجف الدولي للكتاب، المقرر عقدهما متزامنين في الفترة من 20 لغاية 30 تشرين الأول الجاري.

يشار إلى أن منشورات الاتحاد، ومنذ انطلاقها عام 2017، وصلت لما يزيد على 400 إصدار. ويؤكد الاتحاد ان عزمه قائم على عدم تفويت فرصة المشاركة في المعارض الخارجية المهمة. فهو يواصل الاستعداد للمشاركة في معرض الدوحة الدولي للكتاب، ومعرض القاهرة الدولي للكتاب، وينتظر فتح باب المشاركة في المعارض المتبقية الأخرى.

 

******************

 

عمرها 85 عاما .ز مكتبة الحلة.. لا كتب جديدة لا كهرباء ولا قرّاء!

 

قاعة المكتبة تخلو من روّادها طول الوقت

 

الحلة – وكالات

تضم رفوف المكتبة المركزية العامة في مدينة الحلة، أكثر من 21 ألف كتاب باتت اليوم تكافح من أجل البقاء أمام هجرة القرّاء، الذين توجهوا في الغالب إلى المكتبات الالكترونية.

وتحوي المكتبة، التي تأسست عام 1936، عناوين في الأدب والتاريخ والسياسة وغيرها، وتقدم خدماتها للطلبة وعامة الناس بالمطالعة الداخلية فقط، عدا أساتذة الجامعات الذين تتاح لهم الاستعارة الخارجية.

غير أن المكتبة تعاني نقصا في الكتب العلمية الحديثة التي تخدم الطلبة، وهي لا تحتفظ سوى بالكتب القديمة، التي تتضمن معلومات متأخرة عن التطور العلمي الراهن.

أمينة المكتبة رفاعة السعدي، تقول في حديث صحفي ان “أكثر العناوين المتوفرة لدينا تقتصر على الشعر والسياسة والتاريخ والجغرافية، فيما نفتقر إلى  الكتب العلمية الحديثة”، لافتة إلى أن العناوين القديمة لا تكون ذات فائدة للطلبة.

وتضيف، أن هذه “المكتبة المنسية”، تفتقر إلى ما يقوّم عملها ويجدد خدماتها ويجعلها جاذبة لروّادها “فهي عاجزة عن تجديد وادامة كتبها، فضلا عن ذلك أن الكهرباء والماء لا يتوفران فيها، ما تسبب في هجرة القراء”.

من جانبه، يقول مدير قسم المكتبات العامة في بابل، جاسم حمزة صالح، ان “هناك مخاطبات رسمية للدوائر المعنية في المحافظة لتوفير الكهرباء والماء في المكتبات العامة، لكن دون جدوى. لذا أصبح إقبال الطلبة على تلك المكتبات قليلا جدا، وصار الكثيرون يلجأون إلى المكتبات الالكترونية”.

إلى ذلك، يرى الطالب الجامعي كاظم عبد، أنه “في الآونة الأخيرة زاد إقبال الطلبة على المكتبات الإلكترونية بسبب توفرها على معظم الكتب الحديثة”.

غير أن كاظم لم يخف الحنين  لنكهة الكتب الورقية، مؤكدا في حديث صحفي، أن “لها خصوصية ومتعة في القراءة”.

 

******************

 

في لقاء مع برلماني هولندي الشبيبة الديمقراطي يلقي الضوء على انتفاضة تشرين

 

أمستردام – طريق الشعب

التقى وفد من اتحاد الشبيبة الديمقراطي العراقي في هولندا، يوم 1 تشرين الأول الجاري، بعضو البرلمان الهولندي عن الحزب الاشتراكي، ياسبر فان دايك، وذلك على هامش الفعاليات التي أقامها الاتحاد في مناسبة الذكرى الثانية لانطلاق انتفاضة تشرين.

وقدم وفد الاتحاد للسيد دايك، الذي هو عضو لجنة التعاون التنموي والدفاع والهجرة واللاجئين في البرلمان، عرضا مستفيضا للوضع العام في العراق، والتحديات التي تواجه التحول الديمقراطي، ملقيا الضوء على انتفاضة تشرين وأسبابها وما تعرضت له من قمع على أيدي القوات الحكومية وأطراف أخرى. من جانبه، أكد السيد دايك أن الحزب الاشتراكي يدعم نضالات الشعب العراقي، مذكراً بالحملة الكبيرة التي أطلقها ضد الحرب على العراق والاحتلال الأمريكي.

ولفت إلى أنهم يسعون إلى استجواب وزير الخارجية الهولندي عن جدوى السياسات الهولندية المتبعة في العراق، وعن مخرجات مشاريع الدعم التي تقدمها الحكومة الهولندية للبلاد.

وفي ما يخص الانتخابات العراقية، أوضح الوفد أن القوى المتنفذة التفت على مطالب المحتجين بإجراء انتخابات حرة نزيهة، وعمدت إلى تشريع قانون انتخابي يعزز تجذرها في مفاصل الدولة، الأمر الذي قلل فرص تحقيق التغيير المنشود، وأصاب الشباب المنتفضين بخيبة أمل، أفقدتهم الإيمان بالانتخابات كأداة للتغيير، خاصة ان مفوضية الانتخابات قائمة على المحاصصة، والدعاية الانتخابية تتم باستخدام المال السياسي في شراء الأصوات. وعلى الصعيد الأمني قدم الوفد للبرلماني احصائيات عن عمليات قمع المتظاهرين والاغتيالات التي استهدفت الناشطين المدنيين، مطالبا بالمساءلة الدولية للكشف عن قتلة المتظاهرين، وانقاذ حياة المختطفين الذين لا يزال مصيرهم مجهولا، ووقف عمليات الاغتيال والملاحقة وترهيب الناشطين السلميين.

وفي ختام اللقاء تم توجيه مذكرة للحكومة الهولندية، تطالب بوضع بدائل مدنية عن الوجود العسكري الهولندي في العراق، فضلا عن تبني مطالب المحتجين العراقيين بالتحقيق حول الممارسات التعسفية التي وجهت ضدهم. 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

العثور على 500 قطعة أثرية بابلية في الكوت

 

الكوت – وكالات

أعلنت مديرية مفتشية آثار واسط، السبت الماضي، عن عثور البعثة الإيطالية المكلفة بالتنقيب في “تل البقرات” غربي مدينة الكوت، على 500 قطعة أثرية وزقورة تعود للعصر البابلي الحديث. وقال مدير المفتشية حسنين الموسوي، ان الفرق التابعة للبعثة الإيطالية باشرت منذ العام 2013 التنقيب في الموقع الكائن في ناحية الأحرار غربي الكوت، وذلك بالتنسيق مع وزارة الثقافة وبإشراف الهيئة العامة للآثار والتراث ومفتشية آثار واسط. وأضاف قائلا في تصريح صحفي، أن البعثة تمكنت من اكتشاف أكثر من 500 قطعة أثرية تتضمن أختاما أسطوانية وأواني وأقداحا وجرارا فخارية ورقما طينية، فضلا عن زقورة ومعبد ووحدات سكنية، مبينا أن جميع هذه الآثار المكتشفة تعود إلى العصر البابلي الحديث.