اخر الاخبار

الصفحة الأولى

ذوو الشهداء: لن نتنازل عن أولادنا.. ولن نحيد عن دربهم تشرينيون يحيون الذكرى الثانية للانتفاضة

بغداد ـ محمد التميمي

جدد آلاف المحتجين في بغداد، الجمعة الماضية، العهد لانتفاضة تشرين مؤكدين استمرار حراكهم الاحتجاجي، لحين الخلاص من منظومة الفساد والمحاصصة. 

وفي الذكرى الثانية للانتفاضة، طرح ذوو الضحايا سؤالا على الحكومة التي قالوا انها لم تف بوعودها: “أين قتلة أبنائنا؟”، مؤكدين أنهم لن يحيدوا عن درب أولادهم الشهداء، حتى تحقيق المطالب.

وطبقا لناشطين، ان احياء ذكرى تشرين ليس استذكارا للانتفاضة، انما هو “تجديد العهد على الثبات والاستمرار لحين إقامة الدولة المدنية على قاعدة العدالة الاجتماعية، والقصاص من القتلة والفاسدين”.

وأحيا آلاف العراقيين في ميادين مختلفة بالمحافظات، الذكرى السنوية الثانية لانتفاضة تشرين، يوم الجمعة الماضي. فيما نظم نشطاء الجالية العراقية، في الايام الفائتة فعاليات مختلفة في العواصم الاوربية. (تقارير مفصلة في الصفحات الداخلية)

وانطلقت المسيرة في بغداد من ساحة الفردوس. ورفع فيها المحتجون رايات تحمل صور شهداء الانتفاضة، رافقتها الاهازيج والهتافات الوطنية، التي تؤكد مطالب الانتفاضة، وتستذكر بطولات شهدائها، حتى استقرت أخيرا في ساحة التحرير ليستقبلها هناك عدد كبير من المنتفضين.

وطبقا لناشطين، فإن إحياءها لم يكن للاستذكار فحسب، بل من اجل تجديد العهد، والاستمرار حتى الخلاص من منظومة المحاصصة والفساد.

وحضر المسيرة ذوو الشهداء. بينما شاركت فيها قوى سياسية مختلفة، من اللقاء التشاوري لقوى تشرين، بالاضافة الى جمهرة واسعة من شباب وبنات الانتفاضة ونشطاء ومثقفين ونقابيين.

 

فخور بولده

يقول والد الشهيد مرتضى الزبيدي (محمد خلف): “انا فخور بولدي مرتضى، فهو وسائر الشباب استشهدوا من اجل الوطن. من اجل الخلاص من المنظومة السياسية الحالية، التي تفننت بقتل المنتفضين في تشرين. هم لم يطالبوا الا بوطن”.

ويضيف خلف، ان تشرين كانت “حركة احتجاجية ثورية. لم يكن من المفترض ان يفجع الاهل بفقد ابنائهم”.

وفي حديثه عن محاسبة القتلة، يتساءل خلف لـ “طريق الشعب”: “اين القتلة؟ لم نر أي التزام من قبل الحكومة بتنفيذ وعودها. لم يجر عمليا تحقيق مطلب محاسبة القتلة، وهي غير قادرة على ذلك، لان الجهات المتنفذة اقوى بكثير، بل ونحن منبوذون عند مراجعة الدوائر الحكومية، لأن أولادنا من شهداء الانتفاضة”.

ويخلص خلف في حديثه الى “طريق الشعب”، أنه “لمناسبة الذكرى السنوية الثانية وبعد عامين على اندلاع الانتفاضة، أطالب بالقصاص العادل من قتلة الشباب المنتفض، وليس فقط ولدي مرتضى”.

 

ثبات واستمرار

وفي السياق ذاته، تؤكد الناشطة المدنية رند رائد، ان تواجدهم في المسيرة هو “استذكار لانتفاضة تشرين الباسلة، وتجديد العهد على الثبات والاستمرار لحين تحقيق المطالب، وإقامة الدولة المدنية على قاعدة العدالة الاجتماعية، والقصاص من القتلة والفاسدين”.

وتوضح الناشطة في حديثها لـ “طريق الشعب”، أنه “لم تتحقق غالبية مطالبنا. نحن مقبلون على انتخابات، بينما الامن الانتخابي غائب، بوجود السلاح المنفلت وعدم محاسبة قتلة شبابنا المنتفضين”.

 

“لن نرضخ”

الى ذلك، يؤكد الشاب المتظاهر مؤمل جاسم لـ “طريق الشعب”، ان “هذه الاعداد التي أحيت الذكرى السنوية الثانية للانتفاضة، هي خير دليل للقوى المتنفذة، بأن قصة تشرين لم تنته، والغليان الشعبي مستمر في داخل كل بيت عراقي”.

ويقول ان أسباب اندلاع الانتفاضة لا زالت قائمة، “ولا زلنا نردد شعار “نريد وطن””.

ويتابع قائلا: “لن نرضخ بمجرد إزالة الخيم، او باستخدام القمع الممنهج، والاغتيالات. سنبقى نطالب بحقوقنا، وحقوق 800 شهيد، وهذا اليوم هو وطني، وإرث ويوم لكل الاحرار العراقيين”، مشيرا الى ان” الحكومة لم تلتزم بوعودها، وتمارس أسلوب اللغط والمباغتة والضحك على الذقون مع الشعب”.

 

مستمرون.. حتى ازالتهم

وعلى صعيد ذي صلة، يؤكد الناشط المدني حسنين العميدي، ان “إحياء تشرين ليس استذكارا فقط بل رفض للطغمة الحاكمة في العراق، وللتأكيد على مطالب تشرين الحقة، ومحاسبة قتلة المتظاهرين والجهات التي تقف وراءهم وتحميهم، ومحاسبة الفاسدين وفتح ملفات الفساد الكبيرة والصغيرة منها”.

ويتحدث العميدي لـ”طريق الشعب” عن سبب رفضهم المنظومة السياسية الحالية قائلا: “طالبنا بقانون انتخابات عادل ومنصف؛ فجاء البرلمان بقانون فصل على مقاس الكتل السياسية المتنفذة، ولم يطبق قانون الأحزاب، الذي يمنع كل حزب سياسي يمتلك فصيلا مسلحا من المشاركة في الانتخابات”.

**************

فهمي في حفل استذكار الرئيس طالباني: بلادنا تواجه أزمات وتحديات كبرى

بغداد ـ طريق الشعب

شارك سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي الرفيق رائد فهمي، في الحفل السياسي الذي اقامه رئيس الجمهورية الدكتور برهم صالح، لمناسبة مرور أربعة اعوام على رحيل رئيس الجمهورية الأسبق جلال الطالباني.

والقى الرفيق فهمي كلمة قال فيها: أن الفقيد كان “مساهما فاعلا ومؤثرا، ومناضلا ثابتا في اطار الحركة القومية التحررية للشعب الكردي، والحركة الوطنية العراقية في مراحلها المختلفة”.

وقال مضيفا ان الاستذكار يحل “وبلادنا تواجه أزمات وتحديات كبرى على مختلف الصعد السياسية والإجتماعية والاقتصادية”، مشيرا الى أن “العملية السياسية تعاني من إخفاقات وانسدادات بحاجة ملحة إلى مراجعة وتصويب”.

وزاد قائلا “ما أحوج العراق إلى مام جلال في مثل هذه الظروف العصيبة والدقيقة، نظرا لقدرته المتميزة على تجميع القوى ولملمة الصفوف وتذليل الصعوبات والإشكالات وإزالة بؤر التوتر والاحتقان”.

واشار الى انه “كان لشخصية الراحل سمات شكلت عناصر قوة، عززت دوره وتأثيره في المجال السياسي، كالانفتاح الفكري والثقافي والكرم والتفاؤل الذي لا يفارقه في أحلك الظروف وأقسى الشدائد”.

*********

رائد فهمي يتحدث في ذكرى الانتفاضة

في العدد الماضي من “طريق الشعب” قدمنا ملخصا للحديث الضافي الذي ادلى به الرفيق رائد فهمي، سكرتير اللجنة المركزية لحزبنا الشيوعي العراقي، الى المركز الإعلامي للحزب. وكنا قد وعدنا قراء صحيفتنا بتقديم نص الحديث في العدد الحالي.

الرفيق فهمي استهل حديثه بالقول:

تحل هذه الايام الذكرى الثانية لانتفاضة تشرين الباسلة، وفي هذه المناسبة المجيدة والابرز ربما في تاريخ الدولة العراقية الحديثة، لابد أن نتوجه بالتحية والاجلال لذكرى شهداء هذه الملحمة، الذين خاضوها دفاعا عن مطالبهم وكتبوا مجدها بدمائهم. نحن اليوم نحيي ذكراهم المنيرة، ونتمنى لعوائلهم الصبر على فقدانهم وهم احبتها. لكننا أيضا نتوجه الى كل محبي هؤلاء الشهداء، الى الشعب العراقي وكل من وجد في هؤلاء الشهداء رموزا وشموعا ساطعة في سماء العراق، وندعوهم الى ان يرفعوا عاليا المطالب التي استشهدوا من اجلها، وان يعززوها ويجسدوا بذلك الارادة الشعبية.

كما نتطلع الى ان تكون عوائل هؤلاء الشهداء قد حصلت على ما هي جديرة به من حقوق، وان تكون الذكرى الثانية للانتفاضة اليوم مناسبة تحييها كل القوى والجماعات والاوساط الشعبية على اختلاف انتماءاتها، والتي آزرت انتفاضة تشرين ووجدت في تضحيات مناضليها تعبيرا عن الاصرار  على المطالب المشروعة. وعلى أن يستذكر هذا بصورة موحدة، ليس فقط لاحياء ذكرى شهداء وابطال الانتفاضة، وانما ايضا لتجديد مطالبهم وما ضحوا بارواحهم من أجله، وتجديدا للنضال من اجل الهدف الاسمى وهو التغيير باقامة دولة المواطنة، دولة العدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص لجميع ابناء شعبنا، وللخلاص من منظومة المحاصصة والفساد. ومن اجل ان يكون هذا عنصر تآزر وتوحيد لكل القوى المذكورة، كي يكون الاحتفال بالذكرى الثانية للانتفاضة اكبر ما يمكن، وان يجد الصوت الذي انطلق في تشرين 2019  اصداءه باقوى ما يمكن في هذه المناسبة.

***********

قوى وحراكات وطنية: تشرين.. حراك ثوري لم ينتهِ

بغداد ـ طريق الشعب

أصدر المجلس التشاوري للقوى والحراكات الوطنية، بيانا لمناسبة الذكرى الثانية لانتفاضة تشرين من العام 2019، مشيرا الى انه تعبر “عن حراك ثوري لم يكتمل بعد”. وقال البيان الذي تنشر “طريق الشعب” نصه كاملا في الصفحة الثانية، ان “لتشرين دروسا عديدة، أغنت تجربة الثوار الذين لم يبخلوا بعرقهم ودمائهم لتحقيق الأهداف النبيلة المشروعة”، مبينا انه طوال العامين الماضيين كانت هناك مساع “لاحتواء الحراك الشبابي عبر أساليب ووسائل متنوعة من الاغراء والترغيب والتمويه، إلى جانب أعمال الترهيب والترويع من اغتيال واختطاف واعتداء، اشتركت فيها او ساندتها الكتل السياسية الحاكمة التي تشكل منظومة المحاصصة والفساد، لاختراق هذا الحراك الشبابي واحتوائه وتفتيته”.

*-************

راصد الطريق.. تزوير مسبق لانتخابات ١٠ تشرين!

 

لا نعرف على اية  مادة دستورية او قانون نافذ استندت مفوضية القضاة  في قرارها القاضي  باحتساب نسبة المشاركة في الانتخابات وفقا لعدد من يساهم فيها من الذين حدثوا بياناتهم واستلموا بطاقاتهم الانتخابية بخلاف ما كان يجري سابقا من احتساب ذلك بالاستناد الى  نسبة المشاركين من مجموع العراقيين الذين يحق لهم  الانتخاب.

المفوضية ووفقا لقرارها المبهم ،والذي وضعته تحت باب “اعتماد  الشفافية”،  وهبت ما لا تملك فقد اضافت تلقائيا ما لا يقل عن 15 في المائة الى نسبة المشاركة، وهي نسبة الذين لم يراجعوا ولَم يحدثوا بياناتهم، كما أعلنت المفوضية.

وفي وقت اكدت  فيه المفوضية بان هناك اكثر من مليوني بطاقة بايومترية  لم تستلم بعد،  أعلنت عن اتخاذ قرار  تقديم (مكافأة!) لمن يستلمها قبل 5 تشرين الأول قيمتها تتراوح بين 15-10 الف دينار تذهب كرصيد الى الهاتف الشخصي!

ما هكذا تورد الابل يا مفوضية، ولا هكذا على المكشوف يجري زيادة نسبة المشاركين مسبقا بقرار غير مفهوم ، وغير معلل، ويثير المزيد من الشكوك بشأن مخرجات  الانتخابات. 

ماذا يقول مجلس القضاء الأعلى، وماذا تقول  الأمم المتحدة وبعثة الاتحاد الأوربي، وغيرها من منظمات المراقبة العراقية والأجنبية؟!

****************

الصفحة الثانية

بالرصاص.. قوات الأمن تفرق تظاهرة طالبت بكشف مصير سجاد العراقي

بغداد ـ طريق الشعب

فرقت قوة أمنية، تظاهرة في مدينة الناصرية بمحافظة ذي قار، وذلك عبر إطلاق النار في الهواء.  

وأظهر مقطع مصوّر، تناقلته مواقع التواصل الاجتماعي، تفريق متظاهرين طالبوا بكشف مصير الناشط المختطف سجاد العراقي. 

وتجمع عشرات الناشطين، في المحافظة، ترافقهم والدة الناشط العراقي، للمطالبة بالكشف عن مصيره.   

واختفى أثر سجاد العراقي في أيلول من العام الماضي من مدينة الناصرية، في خضم الاحتجاجات الشعبية المناهضة للطبقة السياسية النافذة، المتهمة بالفساد.

وتعرض عشرات الناشطين العراقيين للاغتيال والاختطاف في خضم الاحتجاجات التي انطلقت في تشرين الأول 2019، وأطاحت بالحكومة السابقة برئاسة عادل عبد المهدي، أواخر العام ذاته.

 

************

اضاءة.. جدل  متواصل حول  انتخابات تشرين 

محمد عبد الرحمن

انتخابات ١٠ تشرين الثاني  ٢٠٢١ التي لم يعد يفصلنا عنها سوى ايام، ما زالت تثير الكثير من الأسئلة والجدالات والتقاطعات .   

فهي اولا لم تعد مبكرة كما طالب المنتفضون التشرينيون، بل تأتي بعد عامين من المطالبة بها في انتفاضة تشرين ٢٠١٩ الباسلة. كما انها لا تقام وفق الشروط التي شدد المنتفضون على توفيرها ضمانا لنزاهتها وعدالتها، ولتحقيق أوسع مشاركة فيها كي تكون واحدة من الرافعات على طريق التغيير. التغيير الذي بات ملحا جدا، ولم يعد هناك بديل عنه لوقف التدهور على مختلف الصعد، ووضع البلد على سكة التعافي. فقد ماطل المتنفذون وسوّفوا، وحرصوا على تحديد موعد للانتخابات في وقت تراجع زخم الانتفاضة بفعل القتل العمد والقمع الوحشي غير المسبوق، وشرّعوا قانون انتخابات بائسا يكرس احتكارهم للسلطة ، ويطلق العنان لتمدد العناوين الفرعية، مثلما نلحظ ونتلمس الآن في الواقع، على حساب المواطنة العراقية الجامعة .

وفيما  تدعي  مؤسسات رسمية  وأحزاب وكتل مشاركة، وهيئات وجهات أخرى داخلية وخارجية، ان الانتخابات ستأتي بالتغيير، نلاحظ ان الظروف التي تجري فيها، وطبيعة اغلب القوى المشاركة، وما تعلنه في دعاياتها الانتخابية، هذا كله وغيره يقود الى الاستنتاج انها  لن تفضي  الى ما تطلع اليه التشرينيون وغالبية العراقيين. وحتى لو حصل  تغيير ما فسيقتصر على  إعادة توزيع محدود  لمقاعد القوى المتنفذة، واستبدال بعض الوجوه. ومن غير المتوقع حصول تغيير جدي في موازين القوى وتشكيلة مجلس النواب القادم، او في النهج وطبيعة السلطة وفي السلوك العملي، وستبقى المنظومة الحاكمة منذ ٢٠٠٥ هي ذاتها عموما في المشهد العراقي.     

من جانب آخر ستكون هذه الانتخابات الأولى في العراق منذ ٢٠٠٥، التي تواجه مثل هذه المقاطعة المنظمة المعلنة على امتداد الوطن، والتي تشمل شرائح وفئات متنوعة، يضاف اليها العازفون اصلا. لذا فان الوقوف على الحياد في هذه الانتخابات، الذي يقول به البعض، يتوجب ان لا يتجلى في عدم  الانحياز الى اي من المرشحين، لأن في ذلك اهمالا  لرأي واسع جدا يقول به مقاطعو الانتخابات والعازفون عن خوضها.  فكما ان هناك حقا  دستوريا في المشاركة في الانتخابات والترويج لها، هناك حق في مقاطعتها والعزوف عنها. ولا يجوز بأية حال الزام  المواطن باتخاذ موقف معين في الانتخابات بعكس قناعاته،  أيا كانت الاعتبارات والدوافع:  عشائرية او دينية او مذهبية او قومية  او مناطقية او غيرها .

والشيء الاخر الذي يكثر الحديث عنه هذه الأيام هو القول ان لا طريق سلميا غير الانتخابات يقود الى التغيير. وإذ لا اعتراض على العملية الانتخابية الديمقراطية أصلا، فان من غير الممكن الحديث عن الانتخابات بصورة عامة مجردة،  باعتبارها انتخابات وحسب. فهي لكي تحقق الغاية منها لا بد من توفير مقدمات ومستلزمات، والا غدا اجراؤها غير ذي  اثر في تحقيق آمال وتطلعات الناس   .  

كذلك لا يمكن  باي حال من الأحوال حصر العمل النضالي بوسيلة واحدة، ومثال ذلك تقدمه الانتفاضة ذاتها ، فهي من اسقطت الحكومة وفرضت اجراء الانتخابات ، وليس مجلس النواب المنتخب الذي ظل عاجزا عن أي فعل مؤثر !

والاغرب ان يقول البعض بان عدم المشاركة سيبقي الفاسدين في مواقعهم. فهنا يتم تجاهل حقيقة ان هؤلاء تحميهم قوى متنفذة، وفي الاغلب مدججة بالسلاح والمال وقوة السلطة، وذلك ما وفر ويوفر الحماية لهم.

ثم لماذا يسمح للفاسد بان يترشح اصلا؟ هل القانون يسمح بذلك؟  ولماذا هو – هذا الفاسد - طليق يصول ويجول، ولماذا انتظار الانتخابات لابعاده عن موقعه ؟

 يبدو ان انتخابات  تشرين يراد لها ان تجري بغض النظر عن كل ثغراتها ونواقصها الجدية. وتلتقي هنا ارادات قوى نافذة داخلية وخارجية ولدوافع متعددة. ولكن، وكما هو متوقع،  سيجد أغلب العراقيين في اليوم التالي ان الخلاص من منظومة المحاصصة والفساد والمال السياسي والسلاح المنفلت ، ما زال على جدول العمل .

**************

ناشطون لـ “طريق الشعب”: انتفاضة جديدة بشكل جديد

بغدادـ طريق الشعب

لمناسبة الذكرى السنوية الثانية على اندلاع انتفاضة تشرين، أجرت “طريق الشعب” حوارات مع ناشطين بشأن محصلات تلك الانتفاضة وكيف تحولت الى درس ملهم للعراقيين المطالبين بحقوقهم. كما ركّزت الاسئلة والإجابات على الوعود الحكومية، وما جرت الاستجابة له من مطالب تشرينية حتى الآن.

وقال المتحدثون، إن مطالب الانتفاضة تحقق منها اشياء مهمة، لكن المطالب المحلة لا تزال غير منفذة، ويقاسي الجرحى والمقعدون بسبب الإهمال الحكومي.

قوة لا يستهان بها

يتحدث الناشط علي محسن فيقول لـ “طريق الشعب”، ان “تشرين اصبحت حدا فاصلا: فما قبلها ليس كما بعدها”.

ويضيف محسن، ان الانتفاضة “حققت أشياء مادية عديدة، شملت فضح المنظومة الفاسدة، وازاحة الفيتو عن كل شخص يدافع عن تلك المنظومة وتحت اي مسمى، وعرّت كل من يدعي الوطنية، وهو مشارك في منظومة الفساد، اضافة الى انها أعطت درسا لكل من شارك فيها، بأن السلمية والاساليب التي لازمت الانتفاضة، هي الأدوات الحقيقية لإصلاح ما دمرته السياسات الخاطئة”.

ويتابع قائلا: ان “أكبر تيار موجود الان في الساحة العراقية هو تيار تشرين، لكن ينقصه التنظيم الرصين. وان حجم تأثيرها على قوى السلطة واضح، من خلال تغيير خطاباتها تجاه الشعب”.

 

تشرين جديدة

ويجد محسن أنه من الممكن ان تعود الانتفاضة في اي لحظة “اقوى مما كانت، لان كل القضايا والأسباب التي انطلقت من اجلها تشرين لا تزال قائمة، لذلك غير مستبعد انطلاق تشرين جديدة، بطرق اخرى ووتيرة متصاعدة”.

ويشير الى انه قبل ان يكون لتشرين فعل سياسي، يجب تنظيم الفعل الشعبي وتشكيل معارضة شعبية واسعة، من اجل ديمومة الضغط على الحكومات.

 

عرّت المنظومة السياسية

الى ذلك، تقول الناشطة المدنية دينا الطائي لـ “طريق الشعب”، ان “انتفاضة تشرين كشفت عورات المنظومة السياسية القائمة على نهج المحاصصة والفساد، وزعزعت المنظومة السياسية الحالية، كما اجبرت الحكومة السابقة على الاستقالة، واستطاعت تشرين تشكيل أحزاب سياسية ناشئة، تطرح نفسها كبديل سياسي، بعضها قرر المشاركة في الانتخابات، والآخر مقاطع لها”.

وتضيف ان “فعل تشرين السياسي يتجلى واضحا بالخط الاحتجاجي، وخارطة الطريق التي حددت مطالب الانتفاضة”.

وطالبت دينا بـ”الكشف عن مصير الناشطين المغيبين قسرا، وملاحقة كل من تورط بقتل المنتفضين”.

ونوّهت بـ”ضرورة إيلاء جرحى الانتفاضة أهمية كبيرة، خصوصا المقعدين منهم”.

وأشارت الطائي الى انها تستشعر “غليان الشارع العراقي، خصوصا مع اقتراب الانتخابات، وتتوقع انطلاق شرارة جديدة لانتفاضة جديدة بشكل جديد”.

وعللت الطائي الحراك المرتقب بـ”الوعي الذي يتنامى لدى المنتفضين والحركة الاحتجاجية، وارتفاع نسبة الفقر، وتزايد اعداد الخريجين العاطلين عن العمل، بل ان الأسباب التي أدت الى اندلاع الانتفاضة، تفاقمت أكثر”.

 

**************

بيان المجلس التشاوري للقوى والحراكات الوطنية  (تشرين.. ناقوس للحرية والتغيير)

نطلُ اليوم على الذكرى الثانية لانتفاضة شعبنا في تشرين من عام ٢٠١٩ التي كانت ولا تزال تعبيراً عن حراكٍ ثوريٍ لم يكتمل بعد، لكنه – قطعاً - لم ينتهِ. حراكٌ عبَّر عن وعيٍّ احتجاجيٍّ أشدُّ جذريةً وتمسكا بالتغيير مما سبقه من احتجاجاتٍ انطلقت طيلة العقدين الماضيين. تفاعلت في هذا الحراك مشاعر الامتهان والإحساس بالسيادة الوطنية المنقوصة “نريد وطن” وعلى نحوٍ شديد الوضوح يفوق سابقاته، يتطلع فيها المنتفضون الى استرداد الوطن، لا بوصفه كيانا لتحنيط الفساد والحرمان والعبودية والطائفية، بل بوصفه كيانا محفوظ السيادة بشروط المواطنة المتساوية والعدالة الاجتماعية والكرامة الفردية.

 ولتشرين دروس عديدة، أغنت تجربة الثوار الذين لم يبخلوا بعرقهم ودمائهم لتحقيق الأهداف النبيلة المشروعة.. دروس تمثل أولها بأن: السلوك السياسي لأنظمة الحكم، المغلقة بأقفال الاستبداد والفساد، لا يخضع للتعلم الجاد من التجارب الفاشلة والإخفاقات، ما دفع هذه الأنظمة الى إنكار التحديات الماثلةِ أو الاعتراف الصريح بفشلها، الذي قاد العراق وشعبه الى سلسلة من الكوارث السياسية والاقتصادية والاجتماعية، أضحت معلماً مأساويا في تاريخ البلاد المعاصر، وجعلها - لا تنفك - عن السعي الى قمع الانتفاضة وتأثيم وشيطنة شبابها وشاباتها المنتفضين. ليصل حد: أن خيار “المواجهة” مع ماڨيات الفساد وجماعات ما قبل الدولة - الذي كان منتظراً من حكومة “الكاظمي” التي جرى تشكيلها بفعل الحدث التشريني الهائل، سرعان ماتم العزوف والتراجع عنه منذ الأيام الاولى، ليستبدل بسياسة الاحتواء الفاشلة. وإحلال الوعود اللفظية المجانية، محل الأفعال الملموسة المكلفة. بل كان لها مساع حثيثة طيلة العامين الماضيين لإحتواء الحراك الشبابي عبر أساليب ووسائل متنوعة من الاغراء والترغيب والتمويه، إلى جانب أعمال الترهيب والترويع من اغتيال واختطاف واعتداء، اشتركت فيها او ساندتها الكتل السياسية الحاكمة التي تشكل منظومة المحاصصة والفساد، لاختراق هذا الحراك الشبابي واحتوائه وتفتيته. إن هذا الدرس المهم رسَّخَ لدى ثوار الانتفاضة  اليقين بأن: تكلفة بقاء واستمرار النظام السياسي القائم، والذي سلبت منه الحركة الاحتجاجية شرعيته، أصبحت أكثر بكثير من تكلفة إزالته، رغم الدماء الزكية والتضحيات الجسيمة التي قدمتها الحركة الاحتجاجية الباسلة.

    أما درس الانتفاضة الثاني والأهم من دروسها العديدة هو: أن المدّ الثوري التشريني - وطوال العامين الماضيين - ظلَّ ناقصاً بحكم افتقارهِ لوحدة الرؤية والتنظيم، فضلاً عن النزعة العدمية السياسية عند قطاعات - ليست بالصغيرة - من مجتمعنا التي أدمنت ثقافة تأثيم الضحية وعدم المبالاة بالجلاد، والتي حالت دون مشاركتها الفاعلة في الحراك الجماهيري، ناهيك عن المؤثرات السلبية لانتشار وباء كورونا. ولذا كان ظهور “المجلس التشاوري - ومعه كل الحراكات والتنظيمات التشرينية الأخرى - كشكل واقعي وملموس من التنظيم، هو ضرورة لتفادي الانتكاس المتوقع  للحراك الاحتجاجي عن بلوغ أهدافه، والتي هي تعبير عن تطلعات   وطموحات شعبنا في استعادة الهوية الوطنية الجامعة، وتحقيق قيم المواطنة الحقة والحرية والعدالة الاجتماعية.

لقد أظهرت المسيرات الحاشدة التي انطلقت هذا اليوَم في العديد من محافظات بلدنا المنتفضة، عزم جماهير شعبنا على مواصلة النضال والكفاح حتى التحقيق الكامل للمطالب المشروعة للانتفاضة في التغيير المنشود..

فألف تحية لهذه الجموع التي عبّرت براياتها وشعاراتها وهتافاتها عن وفائها لكل شهداء الحركة الاحتجاجية وجرحاها ومغيبيها، وحرصها على اللحمة الوطنية وسيادة العراق وكرامة شعبه.

إنّ كل هذا الجديد الذي بشرت بهِ انتفاضتنا المجيدة، لن يتراجع أو يموت... وسيتكفل حتماً - ورغم كل الآلام التي رافقت الإنتفاضة- بإيداع “القديم”، الفاقد لشرعية بقائهُ واستمرارهِ، والذي لم يعد صالحاً لإدارة الدولة - الى متحف التاريخ.

- عاشت انتفاضة تشرين المجيدة.

- المجد والخلود لشهدائنا الأبرار.

- الشفاء العاجل للجرحى والمصابين.

- الحرية للمعتقلين والمختطفين والمغيبين.

- الخزي والعار للقتلة والفاسدين أعداء الشعب.

 المجلس التشاوري

للقوى والحراكات الوطنية

بغداد - الاول من تشرين الاول ٢٠٢١

****************

تصويب

 

حدث خطأ غير مقصود في نص التعزية بوفاة الرفيق صاحب جليل الحكيم، الذي نشرناه على هذه الصفحة من العدد الماضي لجريدتنا الصادر يوم الخميس الماضي. فقد جاء فيه ان الفقيد توفي في دمشق والصحيح انه فارق الحياة في بغداد.

وهذا ما اقتضى التنويه.

 

*************

الصفحة الثالثة

وسط تأييد المواطنين وتفاعلهم

الشيوعيون يواصلون توضيح أسباب مقاطعتهم الانتخابات

طريق الشعب – خاص

تتواصل الفعاليات والنشاطات الميدانية التي ينظمها الشيوعيون العراقيون في بغداد والمحافظات، لتعريف المواطنين بموقف الحزب من الانتخابات وأسباب مقاطعته لها.

وقوبلت تلك الفعاليات التي تتواصل منذ أكثر من شهر، بتفاعل كبير من المواطنين، الذين أبدى الكثيرون منهم تأييدهم لموقف الحزب، وعزمهم على عدم التصويت في “انتخابات تجرى في ظل قانون انتخابي غير عادل ووسط تفشي الفساد وانتشار السلاح المنفلت”.. هذا ما لمسه منظمو الفعاليات خلال لقاءاتهم المباشرة بالمواطنين.

 

الكرخ الأولى

 

منظمة الحزب في المنصور/ اللجنة المحلية في الكرخ الأولى، شكلت اليومين الماضيين فرقة جوالة رفعت في العديد من الأماكن العامة بمنطقة المنصور، لافتات تحمل شعار “لا مشاركة في الانتخابات في ظل السلاح المنفلت والفساد والتزوير”.

 

الكرخ الثانية

 

واصلت اللجنة المحلية للحزب في الكرخ الثانية بواسطة المنظمات التابعة لها، حملاتها الميدانية للتعريف بموقف الحزب من الانتخابات وأسباب قراره القاضي بمقاطعتها.

وعلقت المنظمات في العديد من الأماكن العامة ضمن الرقع الجغرافية لنشاطاتها، عشرات اللافتات التي تحمل شعارات تعبر عن قرار مقاطعة الانتخابات. كما وزعت على المواطنين في الشوارع والأسواق، نسخا من البيانات الصادرة عن الحزب في الشأن ذاته.

وساهم في تلك الفعاليات، كل من لجان سعدون وكامل شياع وشاكر محمود وسلام عادل الأساسية.

الرصافة الثانية

 

اللجنة المحلية للحزب في الرصافة الثانية، شكلت الأيام الماضية فريقا إعلاميا شبابيا جاب الشوارع والأسواق في أحياء المعلمين والرئاسة والأمين، سيرا على الأقدام.

ورفع فريق الهيئة الشبابية ، لافتات تحمل شعارات مقاطعة الانتخابات، في العديد من الأماكن العامة.

 

المحلية العمالية

 

وفي السياق، واصلت اللجنة المحلية العمالية للحزب نشاطاتها الميدانية. ورفعت في العديد من الأماكن العامة وسط بغداد، لافتات تحمل شعار “لا مشاركة في الانتخابات في ظل السلاح المنفلت والمال الفاسد والتزوير”.

وتوزعت اللافتات على مناطق الصالحية والعطيفية والحرية وساحة عدن، فضلا عن شارعي النضال و14 تموز.

 

هيئة المقرات

 

من جانبها، نظمت هيئة المقرات للحزب، الخميس الماضي، جولة راجلة في ساحة الأندلس وسط بغداد.

ووزع المشاركون في الجولة على المواطنين وأصحاب المحال التجارية وسائقي المركبات، نسخا من فولدرات تحمل بيانات صادرة عن الحزب في شأن قرار مقاطعة الانتخابات.

كما تبادلوا الحديث مع جمهور من المواطنين، حول الأسباب التي دعت الحزب إلى اتخاذ هذا القرار.

 

 في الكوت

 

وفي مدينة الكوت، شكلت اللجنة الأساسية للحزب فريقا إعلاميا تجول في العديد من الأحياء والشوارع العامة والأسواق، والتقى الكثيرين من المواطنين بهدف تعريفهم بموقف الحزب من الانتخابات وإيضاح الأسباب التي دعته إلى مقاطعتها.  ووزع الفريق على المواطنين وأصحاب المحال التجارية، مئات النسخ من بيانات مقاطعة الانتخابات. كما تجاذب أطراف الحوار مع جمهور واسع من الناس حول مواقف الحزب السياسية الراهنة، مشيرا في حديثه لهم، إلى أن الحزب مدرك أن الانتخابات التي تجرى في ظل انتشار السلاح المنفلت والاستيلاء على المال العام وعدم وجود قانون انتخابي عادل، لا يمكن أن تنتج برلمانا يمثل إرادة الشعب.  ووفق ما ذكره ممثلو الفريق الإعلامي لـ “طريق الشعب”، فإن الكثيرين من أبناء الكوت تفاعلوا مع موقف الحزب، وكشفوا عن عزمهم على مقاطعة الانتخابات.

 

في الناصرية

 

اللجنة المحلية للحزب في مدينة الناصرية، واصلت هي الأخرى فعالياتها ونشاطاتها الميدانية الهادفة إلى إيضاح أسباب مقاطعة الانتخابات للمواطنين.

وتجول فريق إعلامي من اللجنة المحلية، في مناطق البهو وجسر النصر وشارع بغداد وجسر الزيتون في المدينة. والتقى الكثيرين من المواطنين، ونقل لهم وجهة نظر الحزب في الانتخابات المقبلة، وأوضح الأسباب التي دعته إلى مقاطعتها.  وساهم فرع رابطة المرأة العراقية في الناصرية ومعه فريق نسوي من الحزب الشيوعي، في تلك الفعاليات. إذ تجولت رفيقات ورابطيات عديدات في مناطق سكنية ومراكز تسوق عدة في المدينة، ووزعن على المواطنين نسخا من فولدرات تتضمن بيانات صادرة عن الحزب في شأن موقفه من الانتخابات.  ووفقا لما ذكرته الرابطية أمل هليل لـ “طريق الشعب”، فإن الكثيرين من المواطنين أبدوا تأييدهم لقرار مقاطعة الانتخابات، مؤكدين رفضهم التوجه إلى صناديق الاقتراع “في ظل قانون انتخابي غير عادل يكرّس الطائفية والمناطقية، ومع انتشار السلاح المنفلت”.

في ميسان

 

شكلت اللجنة المحلية للحزب في محافظة ميسان، فرقا جوالة قامت بتعليق لافتات تحمل شعارات تعبر عن قرار مقاطعة الانتخابات، في العديد من الأماكن العامة بمركز المحافظة.

وكان أبرز الشعارات التي تم رفعها، هو “لا مشاركة في الانتخابات في ظل السلاح المنفلت والفساد والتزوير”.

 

البصرة

 

وفي البصرة، انطلقت مؤخراً، فرق جوالة في “ ابو الخصيب، القرنة، الزبير، شط العرب، البصرة القديمة، العشار، القبلة، مركز المدينة، كوت الحجاج، منطقة الشعيبة – حي السكك في الزبير” لتعريف المواطنين بموقف الحزب من الانتخابات الحالية، واجرى الرفاق المشاركون في هذه الفرق حوارات مباشرة مع المواطنين، الذين ابدوا ارتياحهم لموقف الحزب ومقاطعة الانتخابات.

والى جانب الفرق الجوالة شكلت لجنة العمل الديمقراطي حملة طرق الابواب في مناطق مختلفة.. بالاضافة الى ندوة جماهيرية عامة في شارع الفراهيدي.

 

في النجف

 

من جانب متصل، واصلت الفرق الإعلامية الجوالة التابعة إلى اللجنة المحلية للحزب في النجف، جولاتها الميدانية للتعريف بموقف الحزب من الانتخابات المقبلة.

وتجولت الفرق في عموم مدن المحافظة وقصباتها، ووزعت على المواطنين نسخا كثيرة من البيانات الصادرة عن الحزب بخصوص موقفه من الانتخابات، ورفعت لافتات تحمل شعارات في هذا الشأن.

كذلك، توجه فريق من شيوعيي النجف إلى العديد من المواكب الحسينية المتوزعة على طريق كربلاء وفي مناطق العباسية والحرية والمشخاب والجمعية والحيدرية والهارمية، وذلك للقاء بالمواطنين وتعريفهم بموقف الحزب من الانتخابات المقبلة. 

وبحسب مراسل “طريق الشعب” في النجف، أحمد عباس، فإن “الكثيرين من المواطنين أعلنوا عن تأييدهم لموقف الحزب، وتفاعلهم معه، مبدين عدم رغبتهم في المشاركة في انتخابات غير مستندة إلى قانون عادل.. انتخابات تجرى في ظل التردي الأمني وتفشي الفساد، وعلى ضوء المحاصصة الطائفية”.

 

في بعقوبة

 

اللجنة المحلية للحزب في محافظة ديالى، شكلت الأيام الماضية فريقا إعلاميا جاب شوارع مدينة بعقوبة وأسواقها سيرا على الأقدام، لتعريف الناس بموقف الحزب من الانتخابات وقراره القاضي بمقاطعتها.

ووزع الفريق على المواطنين وأصحاب المحال التجارية نسخا من البيانات الصادرة عن الحزب في هذا الشأن.

 

في نينوى

 

وفي محافظة نينوى، واصلت اللجنة المحلية للحزب نشاطاتها الميدانية للإعلان عن موقف الحزب من الانتخابات المقبلة.

وتجولت فرق إعلامية تابعة للجنة المحلية، في العديد من الشوارع العامة والأسواق بمدينة الموصل وقضاء الحمدانية وناحيتي بعشيقة وألقوش. ووزعت على المواطنين وأصحاب المحال التجارية، نسخا من البيانات الصادرة عن الحزب، والتي يوضح فيها أسباب مقاطعته الانتخابات.

كما رفعت الفرق في العديد من الأماكن العامة، شعارات تعبر عن قرار المقاطعة. 

 ***************************************

الصفحة الرابعة

في محافظات مختلفة فعاليات احتجاجية في ذكرى انتفاضة تشرين

بغداد ـ طريق الشعب

في مناسبة الذكرى الثانية لانطلاق انتفاضة تشرين، جدد العراقيين رفضهم لنظام المحاصصة والفساد من خلال احياء المناسبة في عدد من المحافظات، مشددين على ضرورة كشف قتلة المحتجين ومصير المغيبين، ومحاسبة الفاسدين وحصر السلاح في يد الدولة.

كما أكد المتظاهرون رفضهم القاطع لتسويف مطالبهم من خلال اجراء انتخابات، وصفوها بالـ”صورية”.

 

سجاد العراقي

وفي معقل الاحتجاجات ومدينة الشهداء الناصرية، توافد الالاف من المحتجين الى ساحة الحبوبي للتأكيد على مطالب الانتفاضة، والكشف عن مصير الناشط المدني المغيب سجاد العراقي. وقال مراسل “طريق الشعب”، حسين علي ان “المحتجين توافدوا على ساحة الحبوبي عن طريق شارع النيل”، مشيرا الى أن “الآلاف منهم جددوا رفضهم للمحاصصة والفساد”.

وأضاف ان “المحتجين رفعوا صورا للشهداء والمغيبين للمطالبة بمحاسبة قتلتهم ومعرفة مصير المغيبين منهم”.

 

حسين وسارة

وفي محافظة البصرة، تظاهر المئات من المحتجين في ساحة البحرية امام مبنى المحافظة. وحمل المحتجون صورا للشهداء، تتقدمها صورة الشهيدين (حسين وسارة) اللذين جرى اغتيالهما عشية انطلاق الاحتجاجات.

ورفع المحتجون لافتات وشعارات تندد بالفساد والقتل والتبعية للدول الإقليمية والدولية.

 

علي جاسب

وفي محافظة ميسان، تجمع المئات من المحتجين امام مجلس المحافظة، حاملين معهم صور شهداء الانتفاضة، والمغيب علي جاسب.

وذكر مراسل “طريق الشعب”، مهند حسين، ان “المحتجين انطلقوا في مسيرة راجلة في شارع دجلة وسط مدينة العمارة، للمطالبة بالكشف عن قتلة المتظاهرين والكشف عن مصير الناشط المدني المغيب علي جاسب”، مشيرا الى ان “المحتجين حملوا الحكومة مسؤولية الإخفاق في كشف القتلة، رغم تعهدها بتقديمهم للقضاء”.

ثائر الطيب

وصوب الديوانية، احيا المحتجون الذكرى الثانية من خلال مسيرة جابت وسط المحافظة.

وسار المحتجون من جامع المصطفى نحو ساحة الشهداء، وسط مدينة الديوانية، رافعين الأعلام العراقية وصور شهداء المحافظة في الانتفاضة، تتقدمها صورة الشهيد ثائر الطيب، مؤكدين قرب استئنافهم للاحتجاجات، للمطالبة بالكشف عن قتلة المتظاهرين وإنهاء المحاصصة والفساد.

وفي محافظة المثنى، صاحبة اعلى نسبة فقر في البلاد، توافد المئات من المحتجين على كورنيش مدينة السماوة، لتجديد رفضهم للقتل والمحاصصة والفساد.

وأفاد مراسل “طريق الشعب”، عبد الحسين السماوي، ان “التظاهرة تقدمتها صور لشهداء المحافظة، وهتافات تطالب بإجراء انتخابات نزيهة، بعيدا عن التزوير والمحاصصة الطائفية والقومية”.

 

إيهاب الوزني

والى محافظة النجف، توافد المئات من المحتجين لبى مجسرات ثورة العشرين قبل الانطلاق صوب ساحة الشهداء.

وردد المحتجون هتافات تطالب بانهاء المحاصصة والفساد، ومحاسبة القتلة المسؤولين عن استهداف المحتجين في المحافظة.

اما محتجو محافظة كربلاء، فقد نددوا بفشل الحكومة بتقديم المتورطين بقتل وقمع المحتجين الى القضاء.

ورفع المحتجون صورا للشهيد إيهاب الوزني وعدد اخر من شهداء المحافظة، خلال تجمعهم في فلكة التربية وسط كربلاء.

 

حيدر القبطان

في غضون ذلك، نظم المئات من المحتجين في محافظة بابل، مسيرة احتجاجية انطلقت من تحت مجسر الثورة صوب مبنى المحافظة.

وأشار مراسل “طريق الشعب”، محمد علي محيي الدين، الى ان “المشاركين في المسيرة رفعوا صورا لشهداء الانتفاضة، تقدمتها صورة للشهيد حيدر القبطان، ولافتات تندد بالفساد”، منوها الى ان “المتظاهرين القوا بيانا امام مجلس المحافظة، شددوا فيه على ضرورة القصاص من القتلة وتقديمهم للقضاء، وأن تأخذ الحكومة دورها الفاعل في محاسبة الفاسدين وتوفير الخدمات”.

وكان ختام الفعاليات من محافظة واسط، حيث تجمع المئات من المحتجين في ساحة العامل وسط مدينة الكوت.

وانطلق المحتجون صوب مبنى مجلس المحافظة، مطالبين بانهاء نفوذ الأحزاب الفاسدة، ومحاسبة قتلة المحتجين.

************

«طريق الشعب»  تحاور قيادات سياسية في مناسبة ذكرى تشرين

البريسم: الأسباب لم تعالج

ألمح فوزي البريسم، عضو المكتب السياسي لحزب التيار الاجتماعي، الى أن ‏الأسباب التي اندلعت من أجلها تشرين ما تزال قائمة.

وقال البريسم لـ”طريق الشعب”، إن “قيام انتفاضة جديدة مسألة واردة جداً في ظل استمرار الاسباب التي كانت شرارة انتفاضة تشرين، حيث لم يتم تحقيق العديد من مطالب الانتفاضة الى الان”.

وفي ذكراها الثانية، أشار البريسم إلى أن “الانتفاضة فاجأت العالم وقدمت دروسا عظيمة، بالإصرار ‏والقوة وعدم الرضوخ والخنوع، وبمطالبها الوطنية، وأصبحت جرس انذار لكل ‏الفاسدين، لكل الذين دمروا البلد طيلة الفترة الماضية، ولم يقدموا للشعب أي شيء”.‏

 

الغرابي: تشرين عابرة للطوائف

 

قال الأمين العام لحزب البيت الوطني، حسين الغرابي، لـ”طريق الشعب”، إن “تشرين هي ثورة اجتماعية قبل أن تكون انتفاضة سياسية، وحققت الكثير، فضلاً عن انها غيرت من المعادلة السياسية، بالإضافة الى التغييرات الاجتماعية، وعلى رأسها المشاركة الفعالة للمرأة.

وأضاف الغرابي، أن “انتفاضة تشرين كانت عابرة للطوائف وجمعت العراقيين تحت سقف الوطنية في ساحة التحرير”.

واشار الى انه “على المستوى السياسي تمكنت تشرين من اسقاط حكومة عبدالمهدي، واستبدال مفوضية الانتخابات، بغض النظر عن الحكومة التي جاء بعد عبدالمهدي او المفوضية الجديدة اللتين لم يلبيا طموح تشرين”.

وأشار إلى أن “جزءا من مخرجات تشرين انها افرزت أحزابا سياسية جديدة، قرر قسم منها مقاطعة الانتخابات، والآخر ذهب نحو المشاركة. ونحن في البيت الوطني، نرى ان الانتخابات التي تجري الان، بعيداً عن الشروط التي طالبت بها الانتفاضة”.

العكيلي: الانتفاضة ما زالت موجودة

 

أكد الأمين العام لحزب الامة محمود العكيلي لـ”طريق الشعب”، أن “انتفاضة تشرين جاءت تعبيرا عن المعاناة الكبيرة للشعب العراقي، وانها خرجت ضد ‏الفاسدين، الذين عاثوا وأفسدوا ودمروا البلد”. وتابع قائلا ان “الانتفاضة ما زالت موجودة، وقد تتصاعد خلال الأيام القادمة، بشكل ‏مخيف وكبير، لان دماء الشهداء وتضحيات الجرحى لم يجر احترامها من قبل الطبقة ‏السياسية والحكومة، لا من ناحية قانون الانتخابات المجحف، ولا على مستوى الأداء ‏السياسي، ومحاسبة القتلة ومن يقف خلفهم. لذلك نحن شاركنا الشباب يوم الجمعة من ‏اجل احياء هذه الذكرى العظيمة، التي كانت ولا تزال شوكة في عيون قوى السلطة”.‏ وأشار العكيلي الى أن “ما قبل تشرين كان القتلة والمجرمون والفاسدون وأحزاب ‏السلطة، هم أصحاب القرار والسطوة والسلطة، إذ عملوا على تغييب الأصوات الحرة، ‏والشخصيات الوطنية، لكن تشرين هزت عروش المتنفذين، ودمرت منظومة سياسية فاشلة، ‏اعتاشت على المال العام لفترات طويلة”.

 

الفريجي: الوعي الجماهيري أبرز نجاح

 

ذكر الأمين العام لحركة نازل اخذ حقي الديمقراطية، مشرق الفريجي، أن “اللحظات الاولى لانطلاقة انتفاضة تشرين لا يمكن ان ‏تغيب عن المخيلة”، مبيناً أن “الشعب العراقي استطاع ان يثبت نفسه ويفرض كلامه، على هذه السلطة، ‏وتمكن من تغيير المجريات، الحياة السياسية، بالضغط الشعبي”.  وأضاف الفريجي لـ”طريق الشعب”، أن “طموحنا كان عند خروجنا، ان نجد هذا الوعي الجماهيري لدى الناس، حيث كانت ‏تطلق علينا مختلف التوصيفات التي تستخف بنا، لكن الانتفاضة توجت ‏تلك الوقفات اليوم بخروج واسع للمواطنين، وهو ما أعدّه انتصارا”.‏ وفي حديثه عمّا حققته الانتفاضة، يقول الفريجي إن “الوعي الجماهيري اول وأبرز ‏منجز للانتفاضة، الى جانب الرقابة الشعبية، حيث أصبح الناس يتكلمون عن السيئ، وينبذون ‏السلطة بكل ادواتهم المتاحة، وهو ما يثير مخاوف قوى السلطة”.‏

**********

الخميس المقبل تنتهي صلاحيته ناشطون: البرلمان لم يؤد واجباته

بغداد ـ طريق الشعب 

أبدى مواطنون وناشطون وطلاب ومتظاهرون، استياءهم من الأداء “السيئ” لمجلس النواب الذي يستعد لحل نفسه الخميس المقبل، معتبرين ان أكثر من ثلاث سنوات من عمره النيابي انقضت وراء السعي لضمان مصالح المتنفذين، وتجذير المنهج المحاصصاتي في تقاسم المناصب وغيرها. وأكد الناشطون مقاطعتهم للانتخابات المرتقبة، في ظل تغول المال السياسي والسلاح المنفلت، وغياب البرامج الانتخابية الجدية للمرشحين، أو هزالتها.  وآخر جلسة عقدها مجلس النواب كانت في 13 تموز الماضي، وبعدها لم يتحقق أي نصاب قانوني، مع أخذ عطلته التشريعية لشهرين.

تقييم نهائي للدورة الرابعة

وأصدر المرصد النيابي التابع لمؤسسة “مدارك”، تقييماً نهائياً لأعمال مجلس النواب بدورته الأخيرة، قبيل موعد الانتخابات المقبلة. 

بحسب التقرير، فأن المجلس خالف أكثر من مرّة نظامه الداخلي في مادته 22 الفقرة ثالثا التي تُلزمه بعقد 8 جلسات في الشهر الواحد، مؤكدا انه “لم تنعقد أي جلسة من جلسات المجلس في وقتها المعلن عنه في جدول الاعمال من بداية عمل المجلس الى غاية اعداد التقرير وكانت الجلسات الاقرب الى موعدها هي (1,2,3,4,6,7,10,12,15). اذ انعقدت بعد الوقت المحدد لها بساعة. 

ووفقا للمركز، ان البرلمان عقد “149 جلسة فقط، منذ عقد أول جلسة له في 3 أيلول 2018، وصوّت على 92 قانوناً خلال دورته الحالية”. فيما أخفق بعقد جلسة نيابية واحدة خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة.

وفي وقت سابق، أشارت تقارير صحفية إلى أن الدورة البرلمانية الحالية هي الأسوأ والأقل فاعلية مقارنة بالدورات البرلمانية الثلاثة السابقة، كما أنها لم تكن بمستوى الطموح في انجاز القوانين وتمريرها.

إصرار على نهج المحاصصة

ويقول الناشط في الاحتجاجات، عبد الله صفاء، إنّ الدورة البرلمانية الحالية فشلت فشلا ذريعا في تأدية واجباتها.

ويبيّن صفاء لـ”طريق الشعب”، إن البرلمان الحالي ونوابه “لم يشرّعوا أية قوانين لخدمة مصالح الشعب، ولم تتم متابعة تنفيذ البرنامج الحكومي. انّ البرلمان لم يكن مساندا لناخبيه ومواطنيه، بل كان مثل الدورات السابقة، وسار على ذات النهج التخريبي الذي يعتمد المحاصصة الطائفية والحزبية”، مضيفا “لا نتأمل أن يتحسن وضع البلد، خصوصا في ظل انتخابات تعيد في كل مرة انتاج ذات المنظومة الفاشلة”.

 

برامج عشوائية

من جانبها، ترى الناشطة في المجال الطلّابي، بسمة رياض، أنّ غالبية المرشحين في الانتخابات البرلمانية “لا يملكون برامج انتخابية واضحة؛ فهناك من يتحدث بشكل عشوائي وهناك من لا يملك برنامجا على الاطلاق، وهم ومنشغلون بكسب رضا المواطنين عبر ملف الخدمات العامة التي هي ليست من ضمن مهامهم أو صلاحياتهم، مثل إكساء الشوارع وتوزيع المحولات الكهربائية، بعيدا عن أي برنامج حقيقي”.

وفي سياق حديثها تؤكد رياض لـ”طريق الشعب”، انها ستقاطع الانتخابات القادمة: أنّ “التغيير الذي نطمح إليه لا يتحقّق بمجرد المشاركة، خصوصا وأنّ الأحزاب المتنفذة التي تملك السلاح والمال السياسي، لن تترك الساحة لغيرها، وأنّ ما يجري اليوم هو تبديل للوجوه والأشخاص، بينما يبقى النهج ذاته”.

 

ثقة مهزوزة

وفيما يتعلق بثقة المواطنين بالنظام السياسي الحالي، يلفت الطالب الجامعي يحيى أحمد، إلى أنها “مهزوزة”.

ويشير أحمد خلال حديثه لـ”طريق الشعب”، إلى أن البرلمان “لم يمثل الشعب، بل مصالح القوى المتنفذة المهيمنة على السلطة، وفشل بحماية المتظاهرين في احتجاجات تشرين 2019، وبمساعدة المواطنين الفقراء”. 

ويتابع أحمد أنه “لا يمكن الوثوق بعد هذه التجارب المريرة بنتائج الانتخابات القادمة، ولا يمكن الحديث عن تغيير في ظل انتشار السلاح المنفلت، ونشاهد اليوم خروقات كثيرة يرتكبها المرشحون، تتمثل بشراء بطاقات الناخبين، فيما يفلتون من المحاسبة القانونية، وهذا يعني أنّ المتنفذين سيرجعون مجددا إلى مصدر القرار، فكيف لنا أن ننتخب في ظل هذه الظروف؟”.

 

أين صوت الشعب؟

أما المتظاهر الشاب، عبد العزيز مصلح، فيعبّر عن خيبة امله لما وصلت إليه المنظومة السياسية في البلد.

ويؤكد لـ”طريق الشعب”، أن البرلمان الحالي “عجز عن تقديم أية خدمات للمواطنين، وأغلبية النواب انشغلوا بالمصالح الحزبية الضيقة، وزيادة الثروة، وتوسيع النفوذ، ونسوا دورهم، ومن انتخبهم”، مشددا على ضرورة” عدم المشاركة في الانتخابات القادمة جرّاء الفشل النيابي الذريع والتسبب بسوء أوضاع المواطنين والبلد بشكل عام”.

 

لن تكون رافعة

وعلى صعيد ذي صلة، يشدد الإعلامي ابراهيم الأسدي على أن الانتخابات القادمة “لن تكون رافعة للخلاص أو بوابة للتغيير؛ حيث السلاح المنفلت وشراء الذمم ومشاركة الفاسدين والقتلة في الترشيح”.

ويرى أن الدورة البرلمانية الحالية “فقدت الشرعية منذ سكتت عن تكالب المتنفذين على مقدرات الوطن وسرقة خيراته وقتل أبنائه وبناته”.

أما الناشط عمر سامي، فيشير أثناء حديثه لـ”طريق الشعب”، الى أن مقاطعة المواطنين للانتخابات هي “نتيجة حتمية لفشل قوى السلطة في قيادة البلد”، لافتا الى انه “بعد 18 عاما لا تزال أحزاب السلطة تحاول تدوير نفسها بكل الطرق، متناسية تجاربها الفاشلة: الطائفية، الموت، الفساد، السرقة، انتشار العشوائيات، وتهالك البنى التحتية لقطاعات التربية والتعليم والصحة وغيرها من القطاعات المهمة”.

ويجد أنّ “برلمان 2018 أخفق على كافة الصعد بتأدية دوره، ومن المخجل أن نشاهد أعضاءه الحاليين في دورة برلمانية جديدة، فهم لم يقدموا شيئا للشعب”.

من ناحية القوانين أو فشله بعقد الجلسات، اذ مرت فترات طويلة ولم يتمكنوا من عقد جلسة واحدة، فكيف يثق المواطن بمسلسل الفشل الذي شاهده”.

**********

الصفحة الخامسة

الجاليات العراقية في 10 بلدان تحيي الذكرى الثانية للانتفاضة

بغداد ـ طريق الشعب

نظمت الجاليات العراقية وعدد كبير من المنظمات والأحزاب والتجمعات في عشر دول، وقفات احتجاجية إحياءً للذكرى الثانية لانتفاضة تشرين. فيما قدمت بيانات ورسائل ومذكرات احتجاجية لجهات رسمية عدة، دعت إلى الضغط على السلطات العراقية من اجل الكف عن ملاحقة وقتل الناشطين، واستخدام الوسائل القمعية لفض تظاهراتهم.

ملف الانتهاكات يعرض في ألمانيا

ونظّم تجمع دعم الانتفاضة والتغيير في العراق/ ألمانيا، الجمعة الماضية، وقفة احتجاجية في برلين، للتضامن مع المنتفضين العراقيين، وإحياءً لذكرى الانتفاضة الثانية.

والقيت خلال الوقفة كلمة للتجمع في هذه المناسبة، فضلا عن البيان المشترك للحملة العالمية التضامنية مع الانتفاضة. فيما رفع المحتجون شعارات منددة بجرائم قتل المتظاهرين.

وطالبت الوقفة بالكشف عن القتلة ومن يقف خلفهم، وتحقيق المطالب العادلة للانتفاضة التي سوفتها الحكومة الحالية أيضا.

وعقب ذلك، توجه وفد من التجمع إلى مقر ممثلية الاتحاد الأوروبي في ألمانيا الاتحادية، وقام بتسليم المسؤول الاداري للقسم السياسي فيه، هلموت هايك، ملفا باللغتين العربية والألمانية حول الانتهاكات الاجرامية ضد ناشطي وثوار الانتفاضة في العراق، مع مذكرة التجمع التي تسلط الضوء على أزمات البلد بسبب طغمة المحاصصة والقتل والفساد ومحاولاتهم بإعادة إنتاج أنفسهم في الانتخابات القادمة.

 

وقفة تضامنية في بريطانيا

من جانب آخر، جددت الجالية العراقية في بريطانيا تضامنها مع انتفاضة تشرين وخرجت في وقفة تضامنية أمام مبنى مجلس الوزراء البريطاني (داون ستريت).

واشترك في الوقفة التي نظمتها شخصيات مدنية وديمقراطية عراقية في بريطانيا، عدد من بنات وأبناء الجالية الذين أكدوا تضامنهم التام مع المنتفضين، وادانتهم لكل الجرائم التي تعرضوا لها.

ورفع العراقيون الذين تجمهروا أمام مبنى مجلس الوزراء البريطاني شعارات باللغتين العربية والانكليزية مع صور الشهداء، وطالبوا بكشف قتلتهم.

وقدمت مذكرة لرئاسة الوزراء البريطاني، صادرة عن الحملة العالمية، المكونة من منظمات وتنسيقيات وتجمعات الجاليات العراقية في أكثر من 17 دولة بمناسبة الذكرى الثانية لانتفاضة، جاء فيها: “إننا ندين قمع حرية التعبير والفكر والتظاهر المكفولة بالدستور العراقي، ونحمل الرئاسات الثلاثة مسؤولية حماية المواطنين وتطبيق الدستور. ونطالب بما يلي: محاسبة قتلة المتظاهرين، التوقف عن ملاحقة واعتقال واغتيال المحتجين، تعويض ذوي الشهداء والاهتمام بالمعوقين، إطلاق سراح المختطفين، تحسين الخدمات وحل مشكلة البطالة، إنهاء المحاصصة الطائفية والاثنية والحزبية، مكافحة الفساد، تفعيل قانون الأحزاب، اختيار مفوضية مستقلة للانتخابات، احترام التنوع الديني والقومي والمذهبي والفكري في المجتمع، حل مليشيات الأحزاب وسحب السلاح منها، التعامل بجد وحزم مع دول الجوار ومنع تدخلها في شؤوننا الداخلية، حماية المنتوج الوطني والمياه والبيئة، الاستغلال الرشيد للثروات الطبيعية الوطنية”.

 

الشيوعيون العراقيون يتعهدون

وفي سياق متصل، نشرت صحيفة “مورنينغ ستار” البريطانية تقريرا صحفيا بعنوان “الشيوعيون العراقيون يتعهدون بتعميق الثورة فيما تحيي الاحتجاجات الذكرى الثانية لانتفاضة تشرين”. وذكر أن “الآلاف أحيوا الذكرى الثانية للانتفاضة، مع دور بارز للشيوعيين في احتجاجات جماهيرية تطالب بتغيير سياسي والاقتراب من انتخابات عامة دعا الحزب الشيوعي إلى مقاطعتها لأنها تفتقر الى الشرعية بسبب النظام القائم على الفساد فيما تستمر اعمال العنف والاعتداءات والاغتيالات لمحتجين سلميين، مع إفلات المجرمين من العقاب”. 

 

بيان عراقي مشترك من استراليا

وفي استراليا، أصدر المنتدى العراقي لمنظمات حقوق الإنسان بيانا بشأن الذكرى الثانية للانتفاضة الباسلة.

وذكر المنتدى في بيانه أن “التظاهرات السلمية الحاشدة التي شاركت فيها النساء والشباب بشكل خاص، جوبهت من قبل الحكومة والأحزاب الحاكمة المتنفذة بالقوة والقنابل المسيلة للدموع التي اطلقتها الأجهزة الأمنية رغم ضمان حقوق العراقيين التي يطالبون بها دستوريا”، مضيفا أن “إصرار السلطات والأجهزة الحكومية باللجوء إلى قمع الحراك الشعبي خوفا ودفاعا عن مصالحھا الخاصة أدى إلى اعتصام الشباب في الساحات لكنهم جوبهوا باستخدام بالقوة أيضا وبالأسلحة المحرمة دولیا. إننا في المنتدى العراقي لمنظمات حقوق الإنسان نستذكر ھذه المناسبة التاريخية، وندعو السلطات الحكومية لمحاسبة قتلة المتظاهرين وإطلاق سراح المختطفين والإعلان عن مصیر المغیبین والجھات التي تقف خلفھم ووضع حد فوري للسلاح المنفلت في البلاد”.

ووقع على البيان 11 جمعية ومنظمة وهيئة منضوية في تنسيقية المنتدى العراقي.

 

احتجاج في الدنمارك

من جانب آخر، نظّم عدد من ممثلي منظمات المجتمع المدني العراقية العاملة على الساحة الدنماركية وبعض الشخصيات الاكاديمية والصحفية امام مبنى البرلمان الدنماركي في العاصمة كوبنهاكن، وقفة احتجاجية استذكرت الانتفاضة في عامها الثاني.

وقدّم المحتجون مذكرة الى البرلمان والحكومة الدنماركية بهذا الخصوص جاء فيها: “بعد الانتفاضة الشعبية والقمع الذي تعرضت له، يمكن تلخيص المشهد الآن في العراق بسيطرة الميليشيات واتباع الاحزاب الطائفية والذين يسرقون الوطن وينهبون ثرواته دون عدالة ويتقاسمون النفوذ والوظائف ويخدعون ويسرقون أصوات الناخبين بالقوة والارهاب.

يُذكر أن تسع منظمات وجمعيات وقعت على المذكرة المشتركة.

 

الجالية العراقية في مدن السويد

أما في السويد، فقد أحيت الجالية العراقية الذكرى الثانية، وجددت مساندة مطالبها العادلة.

وفي مبادرة من قبل تنسيقيات التيار الديمقراطي العراقي وشبكات التضامن مع الشعب العراقي التي تشكلت في مدن السويد تحت شعار (الشعب يريد وطن)، أحيت الجالية العراقية في السويد وقفات تضامنية في ذكرى الانتفاضة، واستذكرت بطولات المنتفضين وتضحياتهم. ونظمت الوقفات في مدينة ستوكهولم في الساحة المجاورة لمبنى البرلمان والحكومة السويدية، وفي الساحات العامة الرئيسية لمدن (غوتنبرغ، مالمو، لوند)، وفي وسط مدينة لينشوبنك، كما القيت الكثير من الكلمات والأشعار والأناشيد التضامنية باللغتين العربية والسويدية.

وطالبت منظمات وتنسيقيات وتجمعات الجالية العراقية في السويد (49 منظمة وجمعية وتنسيقية) في نداء وجهوه للرئاسات العراقية، بمحاسبة قتلة المتظاهرين، وتعويض الشهداء والجرحى، وإطلاق سراح المختطفين، وتنفيذ مطالب تشرين بتنظيم انتخابات نزيهة وتفعيل قانون الأحزاب ومفوضية انتخابات مستقلة حقاً. كما تضمن النداء الدعوة لمكافحة الفساد وفرض سلطة الدولة وتحسين الخدمات، فضلا إنهاء التدخلات الأجنبية في البلاد.

 

رسالة احتجاج عراقية من أميركا

إلى ذلك، زار وفد من المنظمات العراقية في أميركا، القنصلية العراقية في ديترويت لتقديم رسالة احتجاج حول قمع انتفاضة تشرين السلمية.

ودان وفد المنظمات “قمع حرية التعبير والفكر والتظاهرات المكفولة بالدستور العراقي”.

وطالب بـ”محاسبة القوات التي أطلقت النار على المتظاهرين السلميين العزل وتقديمهم للمحاكم، وتعويض ذوي الشهداء وعلاج الجرحى، وحمل الرئاسات الثلاثة مسؤولية حماية المواطنين وتطبيق الدستور”.

وقدم الوفد رسالته والتي جرى توقيعها من قبل 14 منظمة وجمعية واتحاد وشخصيات مستقلة عديدة.

وجاء ذلك بعد أن خرجت هذه المنظمات في وقفة احتجاجية في ميشكان امام القنصلية العراقية هناك يوم الأول من تشرين الأول الماضي”.

منظمات كندا تحيي الذكرى

وشارك ممثلو منظمات الجالية العراقية في كندا، في تنظيم فعاليتين تضامنيتين في العاصمة اوتاوا، والثانية في مدينة مونتريال.

ورفع المشاركون في الوقفتين صور الشهداء، ولافتات باللغة العربية والإنكليزية تندد بالفساد وقتل المتظاهرين العزل، وتطالب بكشف ومحاسبة قتلة المتظاهرين ومن وراءهم.

وألقي البيان المشترك للحملة العالمية للتضامن مع انتفاضة تشرين، مع المذكرة التي ستقدم الى وزارة الخارجية الكندية وأعضاء البرلمان الكندي، والتي تتضمن شرحا لمعاناة شعبنا مع مطالب المنتفضين.

ووقع على البيان المشترك 13 منظمة وتجمعاً للجالية.

 

تضامن عراقي من هنغاريا وهولندا

وعلى غرار الفعاليات التي اجرتها الجاليات في أوروبا، نظمت لجنة التنسيق بين الأحزاب والمنظمات والشخصيات الديمقراطية والمدنية في هنغاريا تجمعا أحيى الذكرى السنوية الثانية للانتفاضة. وشهد التجمع الذي عقد يوم السبت الماضي أمام بوابة اكبر محطة سكك حديد في بودابست رفع الشعارات باللغات المجرية والإنكليزية والعربية، التي نددت بنظام المحاصصة والفاسدين والقتلة وتضامنت مع المنتفضين في نضالهم من أجل تحقيق العدالة الاجتماعية وإقامة الدولة المدنية الديمقراطية.

وفي هولندا، أفاد مراسل “طريق الشعب”، مجيد إبراهيم خليل بأن أبناء الجالية العراقية استذكروا هذا الحدث المهم أمس الأول، أمام مبنى البرلمان الهولندي في العاصمة لاهاي، معبرين عن دعمهم وإسنادهم للثوار السلميين، المطالبين بحقوقهم المشروعة في وطن، تصان فيه كرامة الإنسان وحريته.

ورفع المتضامنون الشعارات التي تندد بالمحاصصة، وتطالب بمحاسبة قتلة ثوار الانتفاضة، وتدين القمع وملاحقة الثوار وخطفهم وقتلهم، كما حملوا صورا عديدة للشهداء الذين أسقطهم سلاح الطغمة الحاكمة الفاسدة.

 

وقفة في باريس

وشاركت مجموعة من ابناء الجالية العراقية في باريس بوقفة احتجاجية في ساحة الجمهورية دعما للانتفاضة.

ورفع الحاضرون الاعلام العراقية وشعارات تطالب بالكشف عن قتلة المتظاهرين والكف عن ملاحقة النشطاء وكذلك شعارات تمجد الانتفاضة. كما القيت كلمة بالمناسبة ووزع بيان باللغة الفرنسية.

****************

فنانو الانتفاضة: أعمالنا ما زالت تتظاهر ضد القتلة والفاسدين

 

بغداد ـ طريق الشعب

يحيي المنتفضون هذه الأيام، الذكرى الثانية لانطلاق انتفاضة تشرين 2019 التي مثلت أكبر فعل سياسي واجتماعي بعد العام 2003 ضد نظام المحاصصة وقواه المتسلطة. ومن بين الفئات الواسعة التي انخرطت في هذا الحدث المدوي، جاءت مشاركة الفنانين وطلبة الفنون الجميلة في صدارة المشهد، وكانت الأكثر تأثيرا على زخم التظاهرات؛ حيث يؤكد بعض الفنانين هذا الرأي استنادا الى أهمية ونوعية الأعمال الفنية التي قدمت في ساحات الاحتجاج، والتي ولّدت بحسبهم تأثيرات على الصعيدين السياسي والاجتماعي، فضلا عن ارتقائها بمستوى الوعي.

 

ترحيب بالفنانين وأعمالهم

ويتحدث قصي الزهيري، طالب دراسات عليا في كلية الفنون الجميلة عن التأثير المتبادل الذي حدث بين المتظاهرين والفنانين الذين التحقوا بهم بعد أيام قليلة من انطلاق “أكبر انتفاضة شعبية شهدها التاريخ السياسي الحديث للعراق”.

يقول الزهيري لـ”طريق الشعب”، إن الأيام التحضيرية والترويجية التي سبقت الانتفاضة “لم نشارك فيها، لأننا لم نكن نعتقد بأننا مقبلون على حدث ثوري عظيم، فضلا عن عدم وضوح الرؤية بشأن التظاهر، لكن بعدما خرج المئات من الشباب وواجهتهم الحكومة بالقتل والأساليب الإجرامية والانتقامية، اعتبرنا أن الحدث يخصنا، وخرجنا في الأيام التالية”.

ويضيف الزهيري “انخرط في صفوف المنتفضين عدد كبير من الفنانين وطلبة الفنون الجميلة، ودفعوا ضريبة مكلفة نتيجة موقفهم الوطني المشرف. أنا كنت أحدهم، خسرت مقعدي الدراسي في الدراسات العليا لقسم التصميم الصناعي نتيجة موقفي السياسي من قوى نظام المحاصصة الطائفية، فبعد أن التحقت بالإضراب الطلابي ومساهمتي الاحتجاجية البارزة في خيمة طلبة كلية الفنون في ساحة التحرير، تم فصلي من الدراسة بسبب الغياب، وبعد أن رجعت بصعوبة لاحقا قام الموظفون الإداريون بمضايقتي، وبالتالي رسبت في دروسي لأسباب غير منطقية، بل هي جائرة. وقالوا لي ان هذا ما جنيته على نفسك بالتظاهر ضد الحكومة”، مبينا أن “الفنانين أعطوا الاحتجاجات زخما كبيرا، لأن ساحات الاحتجاج زينت بالرسوم والخطوط والتصاميم، فيما أصبحت العائلات تأتي من كل المدن لسماع الموسيقى والغناء والأعمال المسرحية والسينمائية”.

ويتابع المتحدث “رغم أني ما زلت أحاول العودة إلى مقعدي الدراسي بعد ترقين قيدي، وسواء تمكنت من ذلك أم أخفقت، فأنني فخور بما قدمته مع الفنانين في ساحات التظاهر. أعتقد أن أسباب الانتفاضة ما زالت قائمة، وستكون لنا صولة جديدة ضد قوى الفساد”.

 

وعي عال

وأبدى الشباب المنتفضون في ساحات الاحتجاج وعيا عاليا في كافة الجوانب، وتميزوا كثيرا بالفنون الهادفة التي كانت جميعها تدور حول إطار الفنون وموقفها السياسي والاجتماعي.

ومارس هؤلاء المبدعون نشاطات كثيرة حتى أضحت ساحات الاعتصام مكانا ثقافيا ومعرفيا من طراز فريد، وأظهروا أن العراق هو ذاته بلد الإبداع والقيم المعرفية.

ويقيم الفنان المسرحي، حمزة عسكر، تجربة الفنانين في الانتفاضة بـ”الايجابية والمؤثرة”.

ويوضح عسكر لـ”طريق الشعب”، أن شريحة الفنانين في المجتمع كبيرة جدا، وتعاني نتيجة الإهمال في ظل حكم قوى رجعية وفاسدة لا تريد من الفنون سوى أن تكون أداة للسلطات والمتنفذين. وبعد أن شهد البلد زخما احتجاجيا هائلا، رفع مطالب جوهرية، انخرط بنات وأبناء هذه الشريحة في دوامته، وأعلنوا موقفهم الصريح بشأن ما جرى، خصوصا وأنهم يتفقون تماما مع رفض مظاهر الجهل والتخلف والعنصرية، وينطلقون من فهمهم الفني المعبر عن ذات الإنسان قبل أي انتماء”، لافتا إلى أن “الشباب المبدعين في مسرح الشارع قدموا أعمالا وأوصلوا رسائل سياسية واجتماعية مهمة جدا”.

أما الحضور النسوي، فيؤكد عسكر أنه كان بارزا في الاحتجاجات “وكانت هناك نقلة نوعية للموهوبات والفنانات اللاتي شاركن بقوة بلمساتهن وعبّرن بطريقتهن عن التكاتف مع المتظاهرين. إن المقولة الشهيرة (أعطني خبزا ومسرحا.. أعطيك شعبا مثقفا) تجسدت في انتفاضة تشرين، وشاهدنا الخبرات المسرحية والطاقات الشبابية الواعدة تقدم أعمالا عكست مأساة الجمهور الذي تلقف الرسائل بسرعة كبيرة”.

 

نقلة نوعية

وفي ما يتعلق بالمتغيرات التي فرضتها مجريات “تشرين” الفنية والثقافية، يشير الباحث في الشأن السياسي، أحمد جميل إلى أن الانتفاضة “مهدت الطريق لخلق نقلة نوعية في الوعي لمسنا بوادرها، لأنها مثّلت الطموح الوطني العراقي من أجل تغيير نظام المحاصصة.

ويؤكد جميل خلال حديثه لـ”طريق الشعب”، إمكانية “عودة الروح إلى الانتفاضة مجددا في ظل الفساد والقتل المستمرين، وأعتقد أن مؤشرات مشاركة الفنانين في (تشرين) كانت الضربة القاصمة للفاسدين، لأن البلد عانى قرابة العقدين من ترسيخ مفاهيم الطائفية والكراهية، وتلاشت جميعها بلحظة واحدة عندما وحّدت الفنون الرأي العام ضد قوى المحاصصة، وجعلت من القضية الوطنية هي الأساس في كل خطاب أو هتاف يردده المتظاهرون”.

 

أعمال فنية شبابية

ورغم الأسماء الفنية الكبيرة التي حضرت إلى ساحات التظاهر، إلا أن الفنانين الشباب كانوا في صدارة المشهد، وخطفوا الأضواء بسبب طموحهم الكبير بالتغيير. هذا ما يعتقد به الممثل الشاب محمد الموسوي.

ويضيف الموسوي لـ”طريق الشعب”، قائلا: “كانت مشاركتنا كفنانين شباب كبيرة وحماسية، لكن الأساليب الوحشية التي قامت بها حكومة عادل عبد المهدي وقمعها حرية التعبير واستخدامها السلاح الحي أسهم في عرقلة جزء كبير من أعمالنا التي لم تر النور”.

ويبيّن أن الأعمال اللا مهنية التي قامت بها فضائيات الأحزاب الفاسدة، واستخدام التلفزيون والمنصات المؤثرة ضد المتظاهرين، لم تصمد أمام شباب مبدعين عرضوا أعمالهم في الهواء الطلق، وبثوها عبر مواقع التواصل الاجتماعي”، منوها بأن “ضغوطا كثيرة تعرض لها هؤلاء الشباب، فضلا عن التهديد بالقتل والضرب المبرح، لكنهم نجحوا بشكل مبهر، وأسسوا لرؤية ثقافية وفنية عاشها الملايين من طلبة وشباب الانتفاضة اليافعين”.

 

************

الصفحة السادسة

أگـول.. الشيوعي عملة نادرة

حسين علوان

 

الرفيق شيحان المالكي، واحد من الشيوعيين الذين لم يثنهم كبر السن والمرض وقساوة الظروف وشقاء الحياة، عن مواصلة دعم حزبهم والحرص على تقدمه وتحقيق أهدافه الوطنية.

ويعاني الرفيق المالكي، منذ فترة طويلة، أمراض الشيخوخة، ومنها مرض السكري الذي تمكن من ضرب عينيه، فأفقده بصره وأعاق حركته وجعله يلازم غرفته طول الوقت، حتى اقتصر تواصله مع رفاقه على المكالمات الهاتفية.

قبل أيام، شكلت اللجنة المحلية للحزب في الرصافة الثالثة، وفدا ضم 12 رفيقا (كنت بينهم)، ليزور الرفيق المالكي في منزله ويتفقد وضعه الصحي. وحين طرق الوفد باب المنزل، تلقى استقبالا حارا جدا من الرفيق، الذي نادى زوجته أم علي بصوته الجهوري “وينج؟ أجاني الحزب والرفاق بالباب.. افتحوا لهم الأبواب فهم أهلي وعشيرتي ورفاق دربي الطويل”.

دخلنا إلى رفيقنا وكان مستلقيا على سريره، لا يرى أحدا منا. فبدأ الرفيق كريم الغراوي يعرّفه بنا واحدا واحدا، فيما كانت دموعه تنهمر وهو يصرخ “الآن أرى الكون.. عادت إلي عيوني.. أنا أسمع صوتكم فأنتم حياتي وروحي يا رفاقي.. زوروني فأنتم الدواء، كونوا قريبين مني، فدونكم لا وجود لي”.

جلسنا مع الرفيق المالكي، فبادر إلى سؤالنا عن موقف الحزب من الانتخابات المقبلة، وأبدى اعتزازه بقرار مقاطعة الانتخابات وبكل مواقف الحزب الوطنية. ثم أوصانا بأن ننقل تحياته إلى جميع رفاقه، ليس في اللجنة المحلية وحسب، إنما في عموم العراق، وكان يردد “الشيوعي عملة نادرة في هذه الحياة، يجب الحفاظ عليه بكل الوسائل كي لا يعم الخراب في الوطن”.

وحين ودعنا رفيقنا ظل يبكي بحسرة، لتنهمر معه دموع الجميع. ظل يحضننا واحدا واحدا ويقبلنا بحرارة وهو يشدد على المضي قدما لتنفيذ سياسة حزبنا “فهي الصواب لمواجهة العملاء والفاسدين والمتحاصصين”.

**************

قتل آلاف أشجار الرمان..  الجفاف يحاصر بساتين ديالى ويهدد بتصحرها 

 

بعقوبة – وكالات

لا تُبشر أوضاع المياه في محافظة ديالى بموسم آمن لبساتين المحافظة وأراضيها الزراعية، التي كانت منذ عقود طويلة تتصدر سلة الإنتاج الزراعي العراقي.

وبدأ الجفاف يضرب مساحات زراعية واسعة من المحافظة، بعد خطوات إيران الأخيرة بتحويل عدد من مجاري الأنهار الحدودية إلى داخل أراضيها، ومنع وصولها إلى العراق، فضلاً عن انخفاض مناسيب نهري ديالى ودجلة وبحيرة حمرين.

وبات اثر الجفاف واضحا بشكل مبكر على بساتين الرمان التي تشتهر بها المحافظة. إذ يؤكد  مزارعون موت الآلاف منها خلال الأسابيع الماضية، وفشل محاولات إنعاشها.

 

خسائر مالية طائلة

وفقاً لمسؤول محلي في ديالى، فإن الخطوات الإيرانية الأخيرة في حجب المياه عن العراق، كبدت المزارعين خسائر مالية طائلة تصل إلى مئات ملايين الدنانير، وباتت تهدد بتصحر مناطق زراعية كاملة، مضيفا في حديث صحفي، ان “المحافظة تنتظر إجراءات فعلية من قبل الحكومة الاتحادية، إزاء حالة الجفاف التي تضرب ديالى، وفي حال لم ينزل مطر مبكراً هذا الشتاء، فإن الوضع سيكون أسوأ من المتوقع”.

وأشار المسؤول، الذي لم تعلن وكالات الأنباء عن اسمه، إلى أن “أشجار الرمان كانت الأكثر تضرراً، كونها لا تتحمل ملوحة الأرض التي ارتفعت بعد انحسار المياه”، لافتاً إلى أن الخسائر المالية الكبيرة تدفع المزارعين إلى الهجرة نحو المدن بحثاً عن رزق آخر.

 

تهديد بالموت

غانم غيدان (62 عاماً)، وهو صاحب بستان في قضاء شهربان شرقي ديالى، ذكر في حديث صحفي، أن “القضاء يحتضن سلسلة من غابات الرمان تمتد لعشرات الكيلومترات، كانت ترفد محافظات العراق بأكثر من 100 ألف طن سنوياً، لكنها هذا العام، باتت غير قادرة على إنتاج 10 في المائة من هذه الكمية، نتيجة الجفاف”.

وأضاف قائلا، أن الجفاف جاء ليكمل حلقة المشكلات التي تواجه القطاع الزراعي في ديالى، بدءا من نزوح السكان جراء التردي الأمني، مرورا بحرق البساتين وتحويل مساحات كبيرة منها إلى سكنية، وانتهاء بمغادرة الكثير من الفلاحين مهنة الزراعة بحثا عن وظائف أو مهن أخرى، جراء ضعف الدعم الحكومي وغزو المحاصيل المستوردة الأسواق”.

وتابع غيدان قوله: “قضيت أكثر من 30 عاماً من حياتي في مهنة الزراعة، ويمكنني القول إن محصول الرمان فقد مذاقه ولونه، وقبل كل شيء وفرة إنتاجه. ولم يعد لغابات الرمان وجود بسبب الإهمال الذي طالها، خاصة في العقد الأخير”، مؤكدا أن “جفاف نهر ديالى هذا العام تسبب في كارثة زراعية جعلت العديد من البساتين أثرا بعد عين!”.

وكان رمان ديالى لعقود طويلة، الأكثر جودة في العراق، إلا أنه تراجع كثيرا خلال الفترة الأخيرة، خاصة بعد أن تحولت بساتين وغابات كانت تمتد على مد البصر، إلى أراض قاحلة – بحسب المزارع أنمار عباس (48 عاماً).

ويستذكر عباس أيام طفولته، ويقول: “كان والدي يصطحبني وإخوتي إلى بستاننا في منطقة الصدور السياحية التابعة إلى قضاء شهربان. وكانت أشجار البرتقال والرمان حينها تزين بساتين تلك المنطقة، وكان ثمرها يعد الأجود على مستوى العراق. بينما اليوم، بسبب ارتفاع حرارة الجو وشح المياه، مات أغلب أشجار الرمان، حتى الشتلات الصغيرة. إذ إن ما يصلنا من ماء لا يكفي لسقي ربع مساحة بستاننا البالغة 5 دونمات”.

 

بغداديون يأسفون

تجار فاكهة في بغداد، يأسفون لانقطاع الفاكهة التي كانت تصل إليهم من ديالى، والتي حلت اليوم بدلا عنها الإيرانية والتركية.

وقال تاجر الفاكهة أحمد خليل (57 عاماً): “كنا في السابق نعتمد على رمان ديالى. وبمجرد أن يعرف المتبضعون أننا نبيع رُمان شهربان، كانوا يأتون خصيصاً لشرائه، وإن كان سعره مرتفعاً في بداية موسمه”. وأضاف في حديث صحفي قائلا، أن جودة الرمان العراقي تراجعت بشكل كبير خلال العقد الأخير، وفقد المحصول الكثير من ميزاته ومذاقه، مشيراً إلى أن اتساع استيراد المحاصيل الزراعية زاد من الضغوط التي يتعرض لها المزارعون العراقيون.

 

**************

إلى وزارة المالية ومصرف الرافدين

 

إني المواطن المتقاعد حبيب زيدان عطية، تسلمت من مصرف الرافدين قبل أكثر من سنتين سلفة قدرها 5 ملايين دينار. وقد بلغت الفوائد على هذه السلفة، أكثر من مليوني دينار، ما يعني انني يجب أن أسدد مبلغ 7 ملايين دينار للمصرف.

ومعلوم أن غالبية المتقاعدين يعيشون اليوم ظروفا صعبة بسبب قلة رواتبهم وارتفاع الأسعار.

 لذلك أطالب مكتب وزير المالية/ قسم شؤون المواطنين، ومكتب رئيس هيئة التقاعد الوطنية، ومصرف الرافدين، بأن تكون نسبة الفوائد على سلف المتقاعدين كافة 2 في المائة بدلا من 7 في المائة مثلما يحصل اليوم، على أن يتم ذلك اعتبارا من تاريخ استلام السلف.

 

**************

الفاو.. آلاف الدونمات الزراعية تتحول إلى صحراء!

 

البصرة – وكالات

أكد قائم مقام قضاء الفاو جنوبي البصرة، وليد الشريفي، أن القضاء يعاني منذ 13 عاما مشكلة ارتفاع نسبة الملوحة في مياه شط العرب.

وأوضح في حديث صحفي الأحد الماضي، أن “القضاء يعتمد بشكل رئيس في سقي أراضيه الزراعية على مياه شط العرب، إلا أن الـ 13 عاما الأخيرة شهدت انحسارا في المساحات المزروعة، بعد أن تقدم اللسان الملحي إليها من الشط”، مضيفا أن “هذه المشكلة أدت إلى تحول آلاف الدونمات الزراعية إلى صحراء وأراض مهجورة غير قابلة للزراعة”.

وأشار الشريفي، إلى أن “عودة الزراعة إلى تلك الأراضي مرهونة بإنشاء سد على شط العرب، يمنع تمدد اللسان الملحي”، مؤكدا أنه “تم الكشف على أكثر من موقع لغرض إنشاء السد، لكننا لم نر أي حركة جدية لتنفيذ المشروع، الذي بقي منذ سنوات حبيس الرفوف لدى إحدى الشركات الأجنبية”.

 

*****************

هاجمت مواطنين كثيرين الكلاب السائبة تغزو أحياء سكنية في السماوة

 

السماوة – وكالات

شكا مواطنون في مدينة السماوة، انتشار الكلاب السائبة في العديد من أحياء المدينة. وفيما أشاروا إلى تعرض الكثير من السكان واطفالهم إلى مهاجمة تلك الحيوانات، طالبوا بإطلاق حملات بيطرية لمكافحتها.

وأوضح المواطنون في احاديث صحفية، أن أكثر الأحياء التي تنتشر فيها الكلاب السائبة، هي تلك التي تقع في أطراف المدينة، مشيرين إلى أن هذه الظاهرة باتت تثير قلقهم وتشكل خطورة كبيرة على حياتهم سيما أن معظم الكلاب السائبة تحمل أمراضا معدية تنتقل إلى الإنسان.

 

***************

إلى مؤسسة السجناء السياسيين.. تعويضاتنا متوقفة منذ 7 سنوات.. متى تُصرف!؟

 

نحن لفيف من السجناء والمعتقلين السياسيين، نشكو توقف صرف مستحقاتنا المالية التعويضية منذ عام 2014.

ومعلوم اننا وعائلاتنا شريحة متضررة من النظام البعثي المقبور، تعرضت إلى الملاحقة والسجن والتعذيب والاقصاء بسبب معارضتها سياسة النظام.

وأقر قانون مؤسسة السجناء والمعتقلين السياسيين، التي تأسست بعد التغيير، بتعويضنا ماديا ومعنويا. وبالفعل تم ذلك، إلا أن التعويضات توقف صرفها منذ العام 2014.

في العام 2019 أطلقت المؤسسة استمارة خاصة يقدم فيها السجين أو المعتقل السياسي معلوماته ويعيدها إلى مؤسسة السجناء السياسيين وفروعها في المحافظات، وذلك لغرض الحصول على التعويضات. وعلى إثر ذلك قام السجناء والمعتقلون بملء تلك الاستمارة، لكنهم منذ ذلك الحين وحتى الآن لم يحصلوا على حقوقهم.

نطالب مدير المؤسسة بصرف تعويضاتنا عاجلا، خاصة ان غالبيتنا من كبار السن، ونعاني ظروفا اقتصادية صعبة ولدينا التزامات مالية.

  

عن لفيف السجناء والمعتقلين السياسيين

شاكر كاظم ناهي القريشي

 

*****************

مواساة

  • ببالغ الأسى والحزن، تعزي اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في ديالى، رفيق الحزب في السبعينيات سعد عبد عيسى، بوفاة زوجته (ام علي) اثر جائحة كورونا.

 للفقيدة الذكر الطيب ولعائلتها ومحبيها في بعقوبة الصبر والسلوان.

  • بألم وحزن شديدين تنعى اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في ميسان الرفيق علي حميد حسين روله، الذي توفي يوم 30 أيلول الماضي إثر سكتة قلبية.

 الذكر الطيب للفقيد والصبر والسلوان لعائلته ورفاقه.

  • ينعى مكتب الشام للحزب الشيوعي العراقي، رفيقته المناضلة أسماء صالح تقي العيداني (ام مهند)، زوجة الرفيق نافع عبود ضمد، والتي توفيت صباح الجمعة 24 أيلول الماضي في ديار الغربة، وبصورة مفاجئة.

وكانت الراحلة رفيقة مناضلة تشهد لها منظمات الحزب الديمقراطية. كما كانت ملتزمة بواجباتها الحزبية، حتى وهي في مغتربها بالشام. وعرفت عنها أيضا مساعدتها رفاقها ومعارفها في غربتها.

خالص العزاء لرفيقنا ابو مهند ولأبناء الفقيدة وبناتها وكل أقاربها ورفاقها، ولها الذكر الطيب على الدوام.

 

**************

الصفحة السابعة

 

الحزب الشيوعي يطالب بأنهاء الشراكة مع العسكر .. صراع مدني ـ عسكري على السلطة في السودان

متابعة ـ طريق الشعب

في اعقاب المسيرات الحاشدة التي خرجت، مؤخراً، في الخرطوم والتي دعمت “التحول المدني”، ورفضت أي محاولة انقلابية، وتأييدا لعمل اللجنة الوطنية المكلفة بتفكيك نظام الإخوان، تواصل حركات اخوانية متطرفة ترتبط  بنظام المخلوع عمر البشير، مساعيها للانقلاب على الحكومة الانتقالية في البلاد.

 

إنهاء الشراكة مع العسكر

وخرج المئات من أنصار الحزب الشيوعي السوداني بالخرطوم، الأربعاء الماضي، في موكب يطالب بإنهاء الشراكة مع العسكر وفرض مدنية الحكم.

وانطلق الموكب من منطقة صينية القندول وسط الخرطوم متجها صوب مكتب والي الخرطوم أيمن نمر في شارع الجامعة، وذلك لتسليم مذكرة اشتملت على جملة من المطالب، يقول الحزب إنها خاصة باستكمال مهام الثورة. وردد المشاركون في الموكب هتافات مثل “بالدم بالدم تسقط شراكة الدم”، و”حرية سلام وعدالة مدنية خيار الشعب”. كما حملوا لافتات بذات المضمون، دون أن يخلو الموكب من هتافات تدعو إلى “تمزيق فاتورة البنك الدولي التي تعمل بها الحكومة لإصلاح الاقتصاد الهش”.  ويُعد الحزب الشيوعي السوداني واحدا من أعمدة تحالف قوى الحرية والتغيير الذي قاد الحراك الثوري لإسقاط نظام الرئيس المعزول عمر البشير، لكن الحزب انسحب من التحالف لاعتراضه على ما اعتبره انحرافاً في مسار الثورة، محملاً المكونين العسكري والمدني المسؤولية.  

وطالبت مذكرة الحزب والي الخرطوم، بإلغاء القوانين والأوامر التنفيذية السارية للنظام البائد، وإلغاء نظام المنسقين والتعيين السياسي بالمحليات، إضافة لتوفير المياه الصالحة للشرب والبيئة الصالحة للعيش، واعتماد ميزانيات لتسيير المدارس من قبل المحليات، وكذا إصدار القوانين المحلية النافذة لتحسين إدارة المركبات العامة، وتأهيل الطرق وإنارتها، وإيصال الكهرباء للمناطق خارج الشبكة واستقرار إمدادها، وإنشاء شبكات الصرف الصحي ومحطات التدوير للنفايات، عدا عن إجازة قانون الحكم المحلي الديمقراطي، وزيادة عدد المستشفيات والمراكز الصحية.

وسبق أن أصدر الحزب الشيوعي بياناً عقب المحاولة الانقلابية الأخيرة، اتهم فيه الحكومة بالتفريط في السيادة الوطنية والسماح بتدخلات دول الإقليم كوكلاء للنافذين دولياً، وعبر وكلاء محليين للسير في نفس الطريق بالتفريط في موقف السودان المستقل.

 كما اتهم المكون العسكري بالهيمنة على الأمن والملفات الخارجية والاقتصاد والسلام، مشيرا إلى أن كل ذلك جرى بموافقة وسكوت المكون المدني.

وطالب الحزب القوى الوطنية والديمقراطية بضرورة النضال الدؤوب والصبور والسلمي من أجل إسقاط تلك السلطة وإقامة السلطة المدنية الكاملة التي تقود البلاد إلى إكمال الفترة الانتقالية بنجاح وتلبي مطالب وآمال الثوار في الحرية والسلام والعدالة.

 

مطالبات بـ”مدنية الدولة”

وتجمع آلاف السودانيين وسط الخرطوم في تظاهرة سلمية، الخميس الماضي، مطالبين بـ”مدنية الدولة” ورافضين “محاولات قطع الطريق أمام عملية الانتقال الديمقراطي”.

وشارك في المسيرة 85 كيانا يضم لجان مقاومة وأحزابا ومنظمات مجتمع مدني، في ظل توتر شديد بين الشقين العسكري والمدني في الحكومة السودانية.

وردد المتظاهرون الذين تجمعوا في ميدان محطة القطار الرئيسية بالخرطوم وأمام مقر اللجنة الوطنية المكلفة تفكيك نظام الإخوان، شعارات مطالبة بـ”تسليم السلطة للمدنيين وتحقيق العدالة لشهداء الثورة”، التي أطاحت بنظام البشير في أبريل 2019.

وفي حين، أعلن المجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير، الحاضنة السياسية للحكومة، دعمه للمسيرة، أعلنت مجموعات صغيرة معظمها ممن تقاسموا السلطة مع النظام السابق معارضتها لمثل تلك التظاهرات.

وتأتي المسيرات في ظل محاولات لقطع الطريق أمام إكمال التحول المدني، مع قرب موعد تسلم المدنيين رئاسة مجلس السيادة من العسكريين في نوفمبر المقبل، حسبما تنص عليه الوثيقة الدستورية التي تحكم الفترة الانتقالية الحالية.

 ************************************

الشيوعي الروسي يعزز مواقعه في انتخابات الدوما ‏

موسكو ـ طريق الشعب

‏ أعلنت لجنة الانتخابات المركزية الروسية، مؤخرا، النتائج النهائية لانتخابات البرلمان ‏الروسي لعام 2021، وقد حصل حزب روسيا الموحدة (حزب السلطة) على ‏‏49,83 في المائة. بينما حل في المركز الثاني الحزب الشيوعي الروسي بـ ‏‏18,93 في المائة. وجاء بالمركز الثالث الحزب الليبرالي الديمقراطي الروسي بـ ‏‏7,55 في المائة. ‏

وحلت تباعاً كل من حزب روسيا العادلة – من اجل الحقيقة رابعاً، وحزب الأشخاص الجدد ‏خامساً، وحزب المتقاعدين الروسي سادساً، وحزب التفاحة سابعاً، والحزب الشيوعي – شيوعيو ‏روسيا ثامناً، حزب البيئة الروسي “الخضر” تاسعاً وحزب الوطن في المركز العاشر.      ‏

وقد بلغت نسبة مشاركة الناخبين 51,72 في المائة، وهي اكثر من 56 مليون شخص، واكثر بقليل ‏من الانتخابات السابقة، لكنها كبيرة رغم المخاوف من فيروس كورونا.‏

وحصل حزب روسيا الموحدة على 125 مقعدا وفق القوائم الحزبية، وفاز مرشحوه بـ199 ‏مقعدا من مجموع 225 مقعدا وفق الدوائر الانتخابية احادية التفويض. وبالنتيجة حصل على ‏‏324 مقعدا من مقاعد البرلمان البالغة 450 مقعدا. وكان حزب روسيا الموحدة يحتل في ‏الانتخابات السابقة 343 مقعدا، اي انه فقد 19 مقعدا مقارنة بالانتخابات الحالية، ورغم ذلك ‏سيبقى يتمتع بالأغلبية الدستورية في البرلمان.‏

وعزز الحزب الشيوعي الروسي من مواقعه في البرلمان مقارنة بنتائج الانتخابات السابقة للعام ‏‏2016، وحصل على 48 مقعدا وفق القوائم الحزبية وعلى 9 مقاعد وفق الدوائر الانتخابية ‏احادية التفويض. وبالنتيجة فاز بـ 57 مقعدا من مقاعد البرلمان. وقبل الانتخابات الأخيرة كان ‏الحزب يحتل 42 مقعدا.‏

وعدا ذلك فاز بعضوية البرلمان خمسة مرشحين مستقلين وفق الدوائر الانتخابية احادية التفويض؛ ‏ثلاثة منهم في موسكو، ومرشح واحد في جمهورية أوديغيا والآخر في القرم. كما حصل على ‏مقعد واحد كل من حزب التنمية وحزب الوطن وحزب المنبر المدني.

وبهذا يكون عدد الأحزاب ‏التي ستشارك في البرلمان الروسي للدورة الثامنة ثمانية احزاب.‏

 ***********************************

الشيوعي النمساوي يفوز في انتخابات ثاني مدينة في البلاد

متابعة ـ طريق الشعب

حقّق الحزب الشيوعي النمساوي أفضل نتائجه الانتخابية، بعد ان فاز ‏بالانتخابات البلدية لمدينة غراتس ثاني اكبر مدن النمسا، وعاصمة ولاية ‏شتاير مارك، تاركاً أحزاب اليمين والوسط خلفه. وقد حصل الحزب، وفق النتائج ‏المعلنة، حتى ساعة اعداد هذا الخبر على 29,11 في المائة، بزيادة قدرها ‏‏8,77 في المائة. وبهذا توج الحزب سلسلة نجاحاته الانتخابية في المدينة، ‏التي يحققها منذ عدة سنوات. وقد قدم عمدة المدينة اسغفريد ناغل استقالته ‏بعد اعلان النتائج، حيث حصل حزبه، حزب الشعب اليميني المحافظ على 25,66 ‏بخسارة أكثر من 12 في المائة. وبهذا يمكن أن تصبح إلكه كار أول عمدة ‏شيوعية للمدينة. وتحدثت كار الى التلفزيون النمساوي، عن «نجاح هائل» «لم ‏يكن متوقعا بهذا القدر». «سوف أتعامل مع النتيجة ‏بحذر شديد وبحكمة، حتى لا تتعرض القضايا الاجتماعية في المدينة للضرر».‏ وسيحتل حزب الخضر الموقع الثالث بحصوله على 16,72 وبزيادة 6 في المائة. ‏وتراجع حزب الحرية اليميني المتطرف الى الموقع الرابع بعد ان خسر قرابة 5 ‏في المائة، وحصل على 11,28 في المائة فقط، في حين جاء الحزب ‏الديمقراطي خلفه بحصوله على 9,66 في المائة.‏

 ***********************************

تكليف نجلاء بودن تشكيل الحكومة في تونس

متابعة ـ طريق الشعب

كلف الرئيس التونسي قيس سعيّد، الاسبوع الماضي، نجلاء بودن رمضان تشكيل حكومة جديدة للبلاد، لتكون أول امرأة في تونس تسمى لتولي هذا المنصب، وعلى مستوى الشرق الاوسط.

فمن هي هذه السيدة التي ستأتي في ظروف متوترة تعيشها تونس؟

ونجلاء بودن رمضان، من مواليد 1958 أصيلة ولاية القيروان، هي أستاذة تعليم عالٍ في المدرسة الوطنية للمهندسين، مختصّة في علوم الجيولوجيا، وكانت تشرف على خطة لتنفيذ برامج البنك الدولي بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي، قبل تكليفها بمهمتها الجديدة.

وعينت بودن رمضان مديرة عامة مكلفة بالجودة بوزارة التعليم العالي سنة 2011. وشغلت ايضاً منصب رئيسة وحدة تصرف حسب الأهداف بالوزارة ذاتها، وكُلّفت بمهمة بديوان وزير التعليم العالي السابق شهاب بودن سنة 2015.

يذكر أن هذه الحكومة هي الأولى التي ستشكل بعد إقالة رئيس الوزراء السابق من قبل سعيّد وتعليقه أعمال البرلمان وتوليه السلطات منذ أكثر من شهرين.

 

لا انتماء سياسي

 

وبحسب تقارير صحفية، فإن نجلاء بودن ليست منتمية سياسيا أو مقربة من أي حزب سياسي، الأمر الذي قد يكون في صالحها، لكنه في الوقت نفسه قد يشكل مزيداً من التحدي أمامها، فالبلاد تمر في وضع سياسي استثنائي بامتياز، بعد تعطيل مؤسسات كبرى مثل البرلمان. وليس من الواضح بعد ما إذا كان المتضررون من قرار الرئيس سعيد في 25 تموز الماضي سيقفون ضدها حتى قبل أن تحصل على فرصة إثبات نفسها.

لا يعرف الشارع التونسي الكثير عن رئيسة وزرائه الجديدة، فقد خرجت فجأة إلى الحياة العامة بعد مسيرة أكاديمية وإدارية طويلة.

ويقول الذين عملوا مع بودن أو كانوا من طلابها إنها تتميز بالصرامة والدقة والمثابرة.

من جهته، أعرب الاتحاد العام التونسي للشغل عن ارتياحه لتكليف شخصية بتشكيل الحكومة “وهو ما يعدّ مؤشرا إيجابيا في حد ذاته’’ وفق الأمين العام المساعد سمير الشفي.

ورأى اشفي أنه نسجل “بارتياح تكليف رئيسة حكومة امرأة”، مضيفا: “في ذلك رسالة قوية جدا للمرأة التونسية في أن تتحمل مسؤولية على رأس الدولة’’.

 وأكد أنه ‘’من المهم اليوم أن تتوفر في رئيسة الحكومة الكفاءة والقدرة على التجميع، وأن تكون لها رؤيا وبرنامج اقتصادي واجتماعي للقضايا الشائكة، وعلى ضوء ذلك سنحدد موقفنا من هذا التكليف’’.

وشدد على أمل المنظمة النقابية في أن تكون رئيس الحكومة المكلّفة ‘’شخصية لها القدرة على صياغة تشاركية لبرنامج إنقاذ لهذه المرحلة الصعبة وعلى تنفيذ الاتفاقات المبرمة’’.

 ***************************************

بعد الانتخابات.. مفاوضات صعبة لتشكيل ائتلاف حكومي في ألمانيا

 

برلين ـ وكالات

بدأت مرحلة المفاوضات في ألمانيا، حول تشكيل الحكومة؛ إذ يباشر الاشتراكيون الديمقراطيون الذين تصدروا نتائج الانتخابات والمحافظون بزعامة أنغيلا ميركل الذين تراجعوا إلى أدنى مستوى في تاريخهم، محادثات كل من جهته الأحد سعيا لتشكيل ائتلاف والفوز بالمستشارية.

وتنطوي هذه المحادثات على رهان كبير لأول قوة اقتصادية في أوروبا في وقت لا تزال تحتفظ بذكرى مريرة عن مفاوضات 2017 التي استمرت عدة أشهر وشلت الاتحاد الأوروبي.

وقال زعيم الاشتراكيين الديموقراطيين الجديد في المانيا، السبت، متحدثا للأسبوعية «دير شبيغل» التي قدمته على صفحتها الأولى على أنه المستشار المقبل المرجح، «من الواضح في جميع استطلاعات الرأي أن الناس لا يريدون أن يكون الاتحاد المسيحي الديمقراطي ـ الاتحاد المسيحي الاجتماعي جزءا من الحكومة المقبلة».

غير أن التحالف المحافظ لم يُحسم مصيره بعد رغم أن نتائجه جاءت أدنى من 30 في المائة لأول مرة منذ 1949، ويعتزم بذل كل ما بوسعه سعيا للاحتفاظ بالمستشارية.

وفي هذا السياق، يجري المسيحيون الديمقراطيون بزعامة أرمين لاشيت الذي لا يتمتع بشعبية، محادثات الأحد مع الليبراليين قبل أن يلتقوا دعاة حماية البيئة الثلاثاء.

وكل العناصر متوافرة اذن لخوض «لعبة بوكر» كبرى وفق دير شبيغل، سعيا لتشكيل الائتلاف الذي سيحكم البلد.

لكن الواقع أن الرأي العام بتّ في الانتخابات بوضوح لصالح الاشتراكيين الديمقراطيين وزعيمهم وزير المال الحالي في الحكومة المحافظة.

واختار 59 في المائة من الالمان قيام ائتلاف «ثلاثي الألوان» بين الاشتراكيين الديمقراطيين والخضر والليبراليين، مقابل 24 في المائة فضلوا ائتلافا بقيادة المحافظين، وفق ما أظهر استطلاع للرأي أجرته شبكة «زد دي إف» العامة.

ورأى حوالي 75 في المائة من المستطلعين أن مرشح الاشتراكي الديمقراطي أولاف شولتز  يفتقر إلى الكاريزما، يجب أن يكون المستشار المقبل للبلاد، فيما يميل 13في المائة، فقط إلى أرمين لاشيت.

غير أن المفاوضات ستكون شاقة على الحزبين.

فالليبراليون لا يخفون أنهم كانوا يفضلون التعامل مع المحافظين. لكن بعد أربع سنوات على تخليهم عن التوافق مع ميركل، يبدون هذه المرة على استعداد لتقديم تنازلات.

كما أن الخضر على استعداد أيضا لتليين مواقفهم بعض الشيء من أجل تشكيل «حكومة تقدّمية» مع الليبراليين الديمقراطيين.

كما أن الحزبين اللذين تصدرا أصوات الناخبين الشباب، متفقان على المطالبة برفع الصفة الجرمية عن الترويج للإجهاض، وهو موضوع يتمسك به المحافظون.

وفي هذا السياق، أعرب الرئيس المشارك للحزب الاشتراكي الديمقراطي نوربرت فالتر بوريانس السبت عن تفاؤله معلنا «بإمكاننا بدء مفاوضات ائتلاف رسمية في تشرين الأول واختتامها بحلول كانون الأول».

 *****************************************

اليمين الهندوسي العنصري يواصل مسلسل العنف.. إرهاب منهجي ضد الحزب الشيوعي الهندي الماركسي

رشيد غويلب

 

اندلعت في مختلف أنحاء الهند، منذ بداية أيلول الحالي احتجاجات غاضبة، بعد إصابة آلاف من أعضاء الحزب الشيوعي الهندي الماركسي بجروح في هجمات فاشية متعمدة على مقرات الحزب ومرافقه الأخرى. ودان السكرتير العام للحزب سيتارام يشوريا السلوك العدواني لحزب رئيس الوزراء الهندي مودي، بهاراتيا جاناتا الحاكم في ولاية تريبورا أيضا. وشدد على أنه “يجب تصعيد المقاومة وهزيمة هذا الحزب”.

وأدت الهجمات، التي بدأت يومي 7 و8 أيلول الى إصابة الآلاف من أعضاء الحزب الشيوعي الماركسي، ودمرت 44 مقرا للحزب، و67 منزلا لكوادره وقادته. وأظهرت مقاطع فيديو اشتعال النيران في مباني الحزب وممتلكاته، وتتابعت الانباء عن اشتباكات بين أعضاء الحزب الشيوعي الهندي الماركسي وحزب بهاراتيا جاناتا وأصيب ثلاثة صحفيين في هجوم على مكاتب صحيفة “براتيبادي كلام”، في المبنى الذي يضم مكتب ديلي ديشير كاتا القريبة من الحزب. لقد وقفت الشرطة صامتة خلال الهجمات، مما يثير الشكوك في تواطؤ الشرطة مع المهاجمين.

ويقود حزب بهاراتيا جاناتا ولاية تريبورا منذ فوزه في انتخابات 2018 بـ 36 مقعدًا مقابل 16 مقعدًا للحزب الشيوعي الماركسي. وبعد الانتخابات بدأ أنصار حزب بهاراتيا جاناتا حملة عنف ودمروا، على سبيل المثال، التماثيل والنصب التذكارية الشيوعية. وفي 8 أيلول الجاري، قامت المجاميع الفاشية بتشويه تمثال داساراث ديب أحد قادة المقاومة الشيوعيين، إبان الاستعمار البريطاني للهند. وندد الحزب في بيان له، بالعنف ضد اليساريين في الولاية، قائلا إن الهجمات على مكاتبه “تم التخطيط لها مسبقا” من قبل أنصار حزب بهاراتيا جاناتا اليميني العنصري الحاكم. “إن إفلات عصابات حزب بهاراتيا جاناتا من العقاب يثبت تسامح حكومة الولاية معهم. وجاءت هذه الهجمات في سياق عمل الحزب الحاكم على قمع أنشطة المعارضة في الولاية، الذي فشل في تحقيقها. إن هذا الهجوم الوحشي على الديموقراطية والمعارضة يجب أن يدان من قبل جميع الأحزاب وأصحاب العقول الديمقراطية “.  وشدد الحزب على أن الحزب الحاكم في الولاية، والمدعوم من الحكومة الفيدرالية، “أطلق، العنان لعهد من الإرهاب والترهيب ضد جميع أنشطة المعارضة في تريبورا، حيث ركز غضبه وإحباطه على الحزب الشيوعي الماركسي والجبهة اليسارية. و”إنه لأمر مؤسف أن يكون رئيس الوزراء نفسه قد أدلى بأكثر التصريحات استفزازية والتهديدات والأكاذيب الصريحة لتبرير الهجمات ضد الحزب الشيوعي الماركسي. منذ عام 2018 وحتى الوقت الحاضر، قُتل 21 من مؤيدي وأعضاء الحزب الشيوعي الماركسي بضمنهم امرأة. ودعا الحزب الحكومة المركزية إلى التدخل الفوري لضمان استعادة سيادة القانون وضمان سلامة مواطني الولاية. ودعا الحزب جميع أعضائه إلى “تنظيم احتجاجات للمطالبة بوقف الاعتداءات على الحزب الشيوعي الماركسي وحماية الحقوق الديمقراطية في الولاية.

 

الشيوعيون في الهند

في مقابلة أجرتها جريدة الحزب الشيوعي الألماني مع “ني رجا” عضوة اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الهندي والسكرتيرة العامة للفيدرالية الوطنية للنساء الهنديات، في 5 تموز 2019، اشارت الى انه يوجد في الهند حزبان شيوعيان كبيران، وأحزاب صغيرة اخرى: الحزبان هما الحزب الشيوعي الهندي، والحزب الشيوعي الهندي (الماركسي)، نتيجة لانشقاق كبير في الحزب الشيوعي الهندي عام 1964، إثر الخلاف السوفيتي –الصيني الشهير، ولكن لا يعني هذا أن الثاني أكثر ماركسية من الأول، وجاءت إضافة المفردة بين قوسين للتميز فقط. والعلاقة اليوم بين الحزبين جيدة جدا. وفي السابق كان هناك تباين نظري بين ما كان يسمى “الديمقراطية الوطنية” و”ديمقراطية الشعب”، وقد تغير الوضع منذ زمن بعيد، وفقد الجمود العقائدي تأثيره. والحزب السياسي الذي يتمسك به يتلاشى، وقد قال ماركس مرة: إن هناك شيء واحد فقط لا يتغير، هو التغيير، ولهذا فالحزبان يعملان، منذ سنوات، معا بشكل مكثف، سواء في برلمان ولاية كيرالا وعلى المستوى الوطني، وهناك لجنة تنسيق مشتركة بينهما.

 *************************************************

الصفحة الثامنة

رائد فهمي في ذكرى الانتفاضة: تجديد النضال من أجل دولة العدالة الاجتماعية

حلت الجمعة الماضية، الأول من تشرين الأول، الذكرى الثانية لانتفاضة شعبنا الباسلة. واحياء لذكراها، وتمجيدا لشهدائها الابرار، التقت “طريق الشعب” مع الرفيق رائد فهمي، سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، وحاورته بشان الانتفاضة، أسباب انطلاقتها، ماحققته وما أحدثته من ارتدادات على مختلف الصعد، وآفاق الحركة الاحتجاجية، ومواقف الحزب منها.

في ما يأتي نص الحوار:

سؤال: الحزب الشيوعي العراقي حذر في وقت مبكر من خطورة حالة الاستعصاء، ومن حالات الشعور بالاحباط التي قد تدفع الى اعمال تفوق التوقعات. افليس هذا ما حصل فعلا في تشرين 2019؟

رائد فهمي : اولا علينا ان نضع انتفاضة تشرين في سياقها الزمني والتاريخي القريب، فهي لم تأت فقط نتيجة التطورات المتلاحقة حتى عام 2019، حيث لا يمكن عزلها عما حدث قبلها خلال السنوات السابقة بشكل خاص، فيما يتعلق بحركة الاحتجاج وابرز محطاتها في اعوام 2011 و 2013 و2015 وما بعدها. وهي جاءت ضمن هذا السياق. بأي معنى؟ جاءت حركة الاحتجاج التي انفجرت في 2019 صورة مضخمة واكثر اتساعا من سابقاتها، ولكن ليس بمعزل عن سابقاتها. كما انها عكست امورا معينة ، فأولا ارتبطت بالواقع السياسي والاجتماعي والاقتصادي في البلد. ذلك انه بعد السقوط كانت الاتجاهات السائدة هي اتجاهات الهوية والتأكيد على الطائفية، وحتى الانقسامات والتبلورات السياسية التي كانت قائمة. وكانت الاحزاب الاساسية التي هيمنت على الساحة تتصارع انطلاقا من هويات ، هذا ينطلق من هويته الدينية الشيعية وهذا من هويته السنية والاخر من الكردية الخ .. لكن عندما جاءت سنة 2011 طرحت بعض المشاكل وبعض القضايا من منظور اخر، طرحت قضايا ذات بعد سياسي ومجتمعي واقتصادي عابر للطوائف، وليست منطلقة من مشاكل طائفية ومصالح طائفية. كانت احتجاجات 2011 رد فعل على أزمة  الخدمات، وارتبطت بها لاحقا قضية الفساد، وبعدها تعمق البعد السياسي نتيجة موقف السلطة ازاء الحراكات التي قمعت، وكان ذلك موقفا حادا وشديدا جدا. وحركة 2011 كانت لديها قواها المحركة ايضا، التي لم تكن بمعزل عن القوى المحركة التي جاءت لاحقا. ولاحظنا ايضا ان للشباب حضورا كبيرا خاصة الشباب من أوساط شعبية. ولكن ليس فقط من الفئات الشعبية انما من فئات مثقفة وفئات الخريجين والفئات الوسطى. كان هناك البعد الاجتماعي الممتد افقيا، حيث الاوساط المتضررة من الوضع بشكل اساسي. وبدأت تبرز ملامح الخطاب الاخر المناهض للطائفية، بدأ يبرز بشعاراته ومواقفه، وهذا ما اعتقد انه نشّط وعيا جديدا ، كما قدم من جانب اخر تجربة ومثالا ملهما في كيفية المطالبة بالحقوق، والتعبير عن الاحتجاج، وبالتالي شكل رسالة ربما للحراك الاخر، فالمشاكل قائمة وبدأت تبرز اكثر فأكثر قوى مجتمعية وجماعات تعبر عن رفضها وتعبر عن احتجاجها بأشكال جماهيرية من خلال النزول الى الشارع. وانا اعتقد انها اختزنت وقد استندت اليها التجارب اللاحقة: تجربة 2015 كانت اكبر وعدد المشاركين فيها  كان  واسعا جدا.

وفي لحظات معينة بين 2015 و2016 جاءت فترات شارك فيها مئات الآلاف، واتسمت بالدورية المنضبطة والمنظمة كل اسبوع، كما ان المطالب تكررت ومعها قضايا الخدمات والفساد، والتقت بالمطالب السياسية، بمعنى انه بدأ تحميل منظومة المحاصصة المسؤولية، وبدأ الحديث اكثر مما في السابق عن الرموز السياسية، وكان الشعار الكبير انذاك يتعلق بالقاء المسؤولية على استخدام الدين لاغراض سياسية، وكان الابرز في الشعارات شعار “باسم الدين باكَونه الحرامية”. كانت فيه دلالة كبيرة، فهو لم يكن موجها ضد الدين بقدر ما كان موجها ضد المنظومة التي تستغل الدين، وهذا كان يؤشر درجة اعلى من الوعي، كما كان يشكل اغناء في مضامينه السياسية. وكل هذا كان يأتي ارتباطا وانعكاسا للازمات التي اشرت اليها، وقد اثبتت منظومة المحاصصة ونهج المحاصصة عجزهما عن تقديم حلول لأية مشكلة من المشاكل الحقيقية، لا بل حدث امعان في نهب الاموال العامة ، وتمادي في تكريس وجمع الثروات لدى قطب مجتمع على حساب الاقطاب الاخرى، وبدأت تبرز مشاكل العدالة الاجتماعية وغيرها من الامور، اضافة الى القضايا الاخرى. وهكذا عندما اندلعت في 2019، اندلعت بمطالب مشابهة، وايضا كان الموضوع السياسي قد كبر واشتد واتسع، وتصاعدت المشاركة الجماهيرية الغاضبة. ونتذكر كيف تعاملت السلطات مع هذه الجماهير واطلقت الاتهام بالمؤامرة الخارجية واستخدمت العنف. فالجماهير لم تكتف بالقضايا المطلبية ولم تكتف قضايا سياسية عامة واجتماعية، وانما ارتفع البعد السياسي وبدأت المطالب تنتقل الى ما يتعلق بازاحة منظومة المحاصصة، والدعوة للتغيير، وايضا طرحت قضية الانتخابات المبكرة باعتبارها رافعة للتغيير .

 

سؤال: هذا التصاعد الذي ذكرته وصل الى شعار “نريد وطن” ، فمن الواضح انه كان هناك نوعا من الاستلاب؟

 

رائد فهمي: شعار “نريد وطن”، كثف عمليا كل هذا المطالب. ماذا يقصدون بـ “نريد وطن”؟ هم يريدون وطنا يؤمن لهم ولابنائهم العيش الكريم والكرامة والحرية الحقيقية، وليس فقط الحرية الدستورية. تعرضوا الى انتهاك الحريات وضرب حقوقهم في الاحتجاج وتعرضوا الى حملة شرسة.  شعار “نريد وطن” عمليا يلخص كل هذه المطالب، التي تعني التطلع الى وطن بلا فساد، وطن بلا هيمنة من قبل فئات معينة على حساب فئات اخرى، وتعني توزيعا افضل في اطار العدالة الاجتماعية. كذلك تأمين السيادة الوطنية بعيدا عن الخضوع للارادات الخارجية. كل هذه المواضيع جسدها شعار “نريد وطن”. وكانت المشاركة ايضا واسعة ليس فقط من ناحية التكوينات المجتمعية المختلفة، حيث بقي بارزا تأثير الفئات الاكثر تضررا ، وكان حضور النساء مهما جدا، وبالتالي نتحدث عن ظواهر وتعبيرات اجتماعية واقتصادية وسياسية مهمة جدا.

 

سؤال: انتفاضة تشرين تعتبر من الاحداث البارزة في تاريخ العراق ، وقد ذكر الحزب في بيانات ومواقف كثيرة ان ما بعد تشرين لن يكون كما قبلها. فماذا ترك تشرين من ارتدادات في واقع بلدنا على الصعد المختلفة؟

 

رائد فهمي: هذا صحيح، وليس حزبنا وحده من قال هذا، بل حتى جهات اخرى واوساط عديدة اجتماعية وسياسية قالت ان هذا منعطف كبير، ويصعب ان نعيد الامور كما كانت قبل الآن.

لكن لماذا نقول هذا الكلام؟

اولا هناك الاتساع الكبير للمشاركة في الاحتجاجات، واذا وضعنا بغداد والمحافظات في حسابنا فاعتقد ان العدد تجاوز الملايين، ونحن نعرف ان الذين يشاركون وينزلون الى ساحات الاحتجاج هم العناصر الاكثر استعدادا للعمل الاكثر وعيا والاكثر اندفاعا، بمعنى ان خلف هؤلاء ملايين ممن يساندونهم ويتعاطفون معهم، ذلك ان الحركة الاحتجاجية خرجت من رحم المجتمع وبالتالي هي ليست قضية حزب سياسي او مجموعة سياسية او فئات معينة، بل هي قضية شعبية بكل معنى الكلمة، قضية فئات الشعب التي تفتقر الى الكثير، الفئات الكادحة او الفئات التي تدخل ضمان القطاع المهمش، وأوساط كثيرة من الفئات الوسطى ايضا. فهو واقع مجتمعي كبير، والرسالة قوية جدا في طريقة طرحها: اولا الشعارات قوية وتدعو الى التغيير والى محاربة الفساد والى معاقبة القتلة والى السيادة الوطنية وغير ذلك. كذلك نشير الى ان هذه الشعارات كانت خلفها ارادة هي على درجة من القوة والعنفوان بحيث برهنت على استعدادها لتقديم مئات الشهداء والآلاف المؤلفة ممن تعرضوا للاصابة وللملاحقة والتغييب وغيره .. بمعنى ان رافعي هذه المطالب عبدوا الطريق بالدم، وليس دم شخص واحد او اثنين او ثلاثة، فنحن  نتحدث عن مئات الشهداء واكثرهم شباب ابرياء. فمن الصعب عليك اليوم ان تمسح كل هذا من الذاكرة الشعبية، او تمسح تأثيراته او ارتداداته. لذلك فرضت هذه المطالب على حكومة عادل عبد المهدي ان تستقيل، وفرضت قضية تغيير قانون الانتخابات بغض النظر عن ملاحظاتنا على القانون الجديد. وفرضت تغيير المفوضية، وفرضت ايضا قضية الانتخابات المبكرة، وارتدادات ذلك كله.

هذه التغييرات التي حدثت، وحتى قسم منها بعد ان انحسر تأثير الانتفاضة بحكم الزمن وجملة من العوامل، لا توجد قوة سياسية حتى وان كانت الحكومة التي تتحدث عن اجراءات وتتحدث عن خطوات، تقدر على اهمالها او ان تتغافل عن المطالب الاساسية التي رفعتها الانتفاضة. المطالب التي لا تزال حاضرة لغاية اليوم، والحكومة تحاول التأكيد انها تريد محاربة الفساد، وتريد اجراء انتخابات حرة، وانها تريد تعزيز الاستقلال الوطني. وبغض النظر عما تحقق من نجاح فان هذه القضايا تفرض نفسها على جدول الاعمال، فهي قضايا لا يستطيع تجاهلها اي من القوى السياسية، وبقدر ما تحقق اية حكومة واية جهة تنفيذية من تقدم في معالجة هذه القضايا، تكون  قادرة على ان تستعيد ثقة المواطن وثقة الشعب.

الحركة الوطنية لشعبنا في الثلاثينات والاربعينات والخمسينات من القرن الماضي قادت انتفاضات ومظاهرات سقط فيها شهداء كثيرون. وحين وقع التغيير في النهاية بانفجار ثورة 14 تموز 1958 فانه لم يأت بمعزل عن تلك النضالات. واليوم نحن لا نريد ان تأخذ الامور منحى غير سلمي، نحن نقول وهذه نقطة مهمة جدا وقد قالتها الانتفاضة عندما طرحت مطلب الانتخابات المبكرة ، وطرحتها على اساس الطريق السلمي الديمقراطي لتحقيق المطالب. وبقدر ما تفشل الحكومات في تحقيق المطالب، مثل مطلب محاسبة القتلة وقضية السلاح المنفلت، فلا يمكن الحديث عن الحرية ، حرية الناخب او حرية المرشح في ظل وجود السلاح، لان السلاح وظيفته التخويف حتى وان لم يستخدم، واليوم نحن نعرف انه في الكثير من المحتشدات السكانية والمناطق كثيفة السكان توجد جماعات مسلحة، وانا اقول وبكل ثقة ان الناخب في تلك المناطق يقع تحت تهديد هذه العوامل جميعا. قد لا يهدد بشكل مباشر، لكنه مقيد ولا يسمح له ان يخرج عن حدود معينة في عملية التصويت، فضلا عن ان المرشح الذي يطرح برنامجا ويكون له مشروع وآراء مخالفة لآراء القوى المسيطرة في المناطق التي يرشح فيها، غير قادر بتقديري على ان يخوض العملية الانتخابية وان يخوض حملته الانتخابية كما ينبغي.

اليوم هناك قوى معروف أنها قوى مسلحة قدمت مرشحين، ودعنا نكون واضحين في القول انه لا يمكن ان تتكافأ جهة سياسية معينة تمتلك كل هذه الامور: المال والسلاح والاعلام، وتقول انها انتخابات حرة ونزيهة تفسح المجال لعكس الرأي العام. ان القضايا التي طرحتها الانتفاضة وطالبت من اجلها بانتخابات مبكرة تعكس الارادة الشعبية التي جسدها من نزلوا الى الساحات ومن أيدوهم رغم عدم المشاركة المباشرة، وهذه القضية لغاية الان حاضرة وانا اعتقد ان ما طالب به المنتفضون غير متوفر وغير متحقق.

سؤال: هل من الممكن ان نتحدث عن طبيعة القوى المشاركة في الانتفاضة وبعدها الجماهيري؟

 

رائد فهمي: هذه الاحتجاجات وربما بشكل اكبر احتجاجات 2019، والحركات التي قامت بها والتي هي ليست احزابا كما كان الحال في التاريخ العراقي السابق، هذه انطلقت من حركات اجتماعية بمعنى قوى اجتماعية مختلفة، وقلنا انها شملت اوساطا يغلب عليها طابع الشباب، وثانيا هي من فئات مسحوقة ومهمشة اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا، ولكن هناك فئات من الممكن ان تدرج ضمن الفئات الوسطى، من خريجين يبحثون عن فرص عمل، واصحاب الشهادات العليا ايضا كانوا حاضرين، كما كانت هناك مطالب خاصة لجماعات مختلفة، بمعنى شعارات واحتجاجات تطالب بالاجور والخدمات وغيرها .. وهناك ايضا قوى سياسية ومنظمات مجتمعية شاركت، اذن هذه هي التركيبة وطبيعة الجماعات التي شاركت، فهي جماعات متنوعة.

ثانيا : نتيجة هذا الطابع الجماهيري فهي ايضا تتباين وليس فيها مركز قرار، وليست لديها اشكال تنظيمية ثابتة، وليست فيها هرمية، ومطالبها متنوعة. وهذا امر فيه عناصر قوة وعناصرضعف، قوة من حيث انها امتدت الى مفاصل في المجتمع لم تمتد اليها سابقا، وهذه نقطة قوة من الناحية الجماهيرية. ونقطة الضعف تكمن في عدم وجود نوع من المركزية، عدم وجود نوع من صناعة القرار الموحد، وهناك ميل نحو العفوية.

وهذا بالتأكيد انعكس لاحقا في ما حققته وما لم تحققه الانتفاضة، وكانت هناك ثغرات استفادت منها القوى المسيطرة في النفاذ اليها واضعافها وتفكيكها والى اخره من الامور. هذا من الناحية التنظيمية ، أما من ناحية المحتوى الاجتماعي فقد قلت انها كانت فئات مجتمعية واسعة جدا، فالناس اليوم تتذمر بسبب البطالة وبسبب الاستئثار بالسلطة والثروة، وقاعدة السلطة بدأت تضيق، وانحسر تأثير الاحزاب المتنفذة، وصار لدينا نوع من حكم القلة. ثم ان الفساد الى جانب دوره التخريبي في عملية تقديم الخدمات وفي الجوانب المختلفة الاجتماعية والاقتصادية والمهنية، الفساد هو ايضا عنصر ضمن آليات اعادة توزيع الثروة ومركزتها عند الفاسدين.

 ما هو الفساد؟ هو ان تأخذ من حصة الاخر ولا تقدم في المقابل انتاجا اجتماعيا. فالفاسد اما ان يستأثر بالمال العام وهذا المال العام مخصص للمجتمع اما عن طريق رواتب واجور او عن طريق خدمات او عندما تفرض الرشاوى على المواطن المراجع والرشوة هي انتقال المال من شخص الى اخر وعمليا هي مثل الضريبة ولكن بدل ان تذهب للدولة تذهب للجيوب الخاصة. اذن هذه العمليات عندما بقيت مستمرة على مدى 17 سنة وبدأت تتطور وتتحول الى منظومات منظمة، وفي كثير من الاحيان اقوى من الدولة ، اشتدت عملية الاستقطاب في الدخل والثروة والفجوة الهائلة المتنامية وكل ما يترتب عليها من الشعور بالتهميش. وهذا بدأ يولد الضغط وهو احد العناصر الاساسية المحركة التي ربما تفسر سبب استمرار هذه الاحتجاجات، رغم ان البعد الجماهيري انحسر، فلغاية الان توجد الجماعات التي خاضت الاحتجاجات وهي لا تزال تنشط بحدود معينة. ولابد من القول هنا انه لا يمكن الحديث عن استقرار في العراق ، وانت تدفع يوميا في المجتمع اوساطا متنامية الى ما تحت خط الفقر، او تدفع بهم الى احضان الامية، او تهمشهم في مجالات معينة وتمنع عنهم ابسط الخدمات. كيف لنا  ان نتوقع تحقيق الاستقرار السياسي في اوضاع كهذه؟

من المفترض ان يكون هناك رضا مجتمعي وهذا غير موجود. لذلك فنحن اليوم عندما نتحدث عن أزمة بنيوية في البلد، ندرك انها لم تعد أزمة مرتبطة بأشخاص رغم ان الاشخاص هم جزء من الازمة. وهذه مشكلتنا في الانتخابات اليوم، وملاحظتنا ان البلد في أزمة عميقة تتطلب معالجة بتغيير في النهج السياسي ، تتطلب تغييرا كبيرا في التوجهات والسياسات الاجتماعية  المعتمدة لمواجهة عمليات الاستئثار بالدخل والثروة من قبل فئات معينة، وتوجيه الموارد نحو اهداف تنموية بالمعنى الاقتصادي والاجتماعي.

 في ظل هذه المنظومة الحاكمة لا يمكن تحقيق ذلك، نظرا لتأسيس وترسيخ مصالح اطرافها، فصارت لديهم شبكات لا ترتبط فقط بالمواقع الحكومية التنفيذية. اليوم في هيكل الدولة، في بناء الجهاز البيروقراطي للدولة، صار هناك تعشيق بين منظومة الفساد ومنظومة الاحزاب السياسية، ونتيجة للزبائنية التي اعتمدوها والتي ادت الى تضخم الدولة وترهل أجهزتها، ظهرت هذه التشابكات. لذلك نقول اليوم ان المطلوب هو التغيير، وهذا التغيير المطلوب لا يمكن ان يحدث الا اذا كانت هناك انتخابات حرة حقا ونزيهة حقا وشفافة حقا، وتعكس الارادة الشعبية.

في ظل وجود السلاح، وفي ظل عدم محاسبة الفاسدين وقطع دابرهم، اضافة الى الآليات الانتخابية  والمال السياسي الذي يستخدم بدون ضوابط، اضافة الى عدم تطبيق قانون الاحزاب .. كل هذه العوامل تمنع  وتحول دون ان تلعب الانتخابات هذا الدور. وهذا يفسر لنا العزوف الكبير للناس عن المشاركة في الانتخابات. واليوم ايضا فان الكثير من القوى المتنفذة المسؤولة عما آل اليه الوضع، مرشحة لان تمسك مرة اخرى بزمام الامور، وهي بالفعل تطلق الوعود وتعلن البرامج وغير ذلك .. لكن كيف يمكن الثقة بهذه الوعود واصحابها لديهم مصالحهم المرتبطة باستمرار هيمنتهم على هذه المفاصل؟ وقبل هذا: لماذا هي تطلق الوعود ما دامت الان ماسكة بزمام السلطة؟ لماذا لا تحقق هذه الوعود الان اذا كانت صادقة فيها؟ لذلك اقول ان الانتفاضة رفضت كل هذا، وبالتالي كل ما تم لاجل احباطها وتقييدها وجملة من الامور الاخرى، لكن كل هذه القضايا التي اثارتها الانتفاضة لا تزال حاضرة، وبالتالي اعتقد ان الانتفاضة أشرت منعطفا في الحياة السياسية.

اذن هذه العملية السياسية هي التي قادت الى الانسدادات الحالية. وليس بامكانها ان تستمر في ظل نفس البناء والتكوين الحاليين، القائمين على المحاصصة وعلى استئثار القلة .

 

سؤال: الرسالة التي اطلقتها انتفاضة تشرين، هل وصلت الى منظومة المحاصصة وقوى الفساد؟

 

رائد فهمي: علينا ان نكون واضحين، هذه المنظومة كانت في حالة رعب من الزخم الجماهيري ومطالبه ومن سعة الاحتجاجات، لذلك نلاحظ من ناحية الخطاب لم يستطع احد منهم ان يشكك في عدالة وشرعية المطالب، ولنتذكر استقالة حكومة عادل عبد المهدي، التي اضطرت هذه القوى لازاحتها، كذلك عندما جاءت حكومة الكاظمي وبرنامجها الوزاري الذي نال الموافقة رغم ان الكثير من نقاطه ترجم المطالب التي كانت قد طرحتها الانتفاضة. فهل هم كانوا جادين؟ بالتأكيد لا، وحتى البرنامج الحكومي الذي صوتوا لمصلحته لم يسعوا لتحقيقه، ولم يساعدوا الحكومة بغض النظر عن مدى جديتها في تنفيذ البرنامج. لقد كانت هذه- القوى في الاقل عنصرا معرقلا وليس مؤيدا لها.

الرسالة وصلت ليس فقط بالمعنى الذي أرادته تشرين، انما وصلت اليهم فوق هذا رسالة مفادها أن الكثير من مرتكزات قوتهم السابقة لم تعد قائمة ، وادركوا ان هناك هوة بينهم وبين هذا الشعب، وبينهم وبين من يدعون تمثيلهم، وان الكثير من رموزهم وخطابهم الذي كانت له هيبة معينة وبعض الاحيان قدسية معينة، ان كل هذا قد انكسر. اذن تشرين كسرت الكثير من القوالب الفكرية ، وبالتالي حصل تغيير جوهري في كل المعادلات السياسية، فالشعب اليوم اصبح حاضرا حتى عندما لا يوجد له تمثيل مجسد، وهو حاضر في كل مداولات هذه القوى، وهم ايضا يشعرون ان الارض تحتهم اصبحت مهزوزة، وبالتالي نلاحظ ان عمليات الاحتجاج التي حدثت منذ 2011 ولغاية الان رافقها مسار اخر. فهذه المنظومة القائمة على الاحزاب الطائفية والقائمة على تأسيس الهوية سواء الدينية او القومية، هذه الاحزاب التي خاضت الانتخابات الاولى بعد 2003 بقوائم موحدة، قائمة تخص الشيعة وقائمة تخص السنة، اليوم جميعها خضعت الى انقسامات، وهي لغاية هذه اللحظة تتعرض لانقسامات. وهذا ايضا يعبر عن مأزق سياسات الهوية، وهذا المأزق وجد تعبيراته المختلفة مع محاولاتهم للخروج منه، أولا عبر تغيير الاسماء، ومن ثم في برامجهم ومحاولاتهم ان يضمنوها شيئا من برامج ومطالب تشرين، وهم في الواقع يريدون افراغها من محتواها. فهي اذن محاولات لتغيير خطابهم ومحاولات لتغيير جلودهم. لكن الجوهر يبقى على حاله، لذلك نقول ان الواقع السياسي العراقي وعملياته اليوم ككل، وبغض النظر عن تذبذباتها، لها مسار واضح، وان النهج السياسي المعتمد والقائم على سياسات الطائفية والاحزاب المؤسسة على الهوية، مضطر الآن الى التراجع. لكنه يتشبث ويحاول ان يقدم بعض الاصلاحات، علما ان هذا التشبث يأتي بثمن مزيد من الازمات ومزيد من المتاعب.

 

سؤال: لنتحدث ايضا عن بسالة المنتفضين في تشرين، الشباب الذين خرجوا في اول تشرين، وفي يومهم الاول المذكور يسقط عشرات الشهداء، ومنذ اول تشرين حتى 25 منه، يثبتون اقدامهم في الساحة بالرغم من القنص المباشر والتصويب المتعمد في الرأس. حينها تصاعدت بسالة المنتفضين وعزيمتهم واصرارهم على فرض مطالبهم. فكيف تعاملت معهم السلطات والقوى المتنفذة؟

رائد فهمي : في البداية كانت السلطة مسكونة بفكرة كونها مؤامرة خارجية. الشباب خرجوا في اول تشرين بمطالب مشروعة، فقابلوهم بالحديد والنار، بالقتل وسفك الدماء. وكانوا يعتقدون ان هذا سيشيع اجواء من الخوف والتراجع، لكن كانت النتيجة معاكسة تماما. على العكس اقتنع هؤلاء الشباب عميقا بانهم خرجوا من اجل قضية عادلة، فلماذا يواجهونهم بالقتل، ولماذا يطعنون في وطنيتهم، ويكيلون لهم التهم الباطلة ويخوّنونهم. على مستوى الافراد والجموع جاء رد الفعل مؤججا فيهم روح التمرد السلمي. تمردوا على الظلم وعلى الفساد، لكن برؤية ناضجة جدا، وكان هناك بعد وطني عابر للهويات، ومنفتح على التنوع المجتمعي، وكانت هناك الدعوة للسلام رغم كل ذلك القمع. نعم حصلت هنا وهناك محاولات من هذا الطرف او ذاك، وفي الغالب كانت هناك علامات استفهام حول مصدرها، ولكن الاساس كان سلميا، الصمود كان سلميا بالغ الشجاعة. وهذا ربما كرس واضاف بعدا اخر وعمقا اخر لهذه المطالب، التي اصحبت عنصرا محفزا ومغذيا لاستمرار رفع المطالب ذاتها. لذلك فان الحكومة وجهات اخرى خارجها ربما كانت هي اكثر من وجد في ذلك خطورة ، خطورة على منظومة المحاصصة وخطورة على نهج الطائفية، اضافة الى مشروعهم الفكري والسياسي ومشروعية ادعائهم تمثيل مذهب. وفي تقديري ان كل ذلك عندما تعاملوا معه بالدم والعنف، فقد كرسوا القناعات بصورة اكبر، فتعمقت الفجوة وبالتالي  تبخرت تماما الثقة او متبقيات الثقة بالمنظومة الحاكمة الماسكة بزمام الامور.

لهذا اعتقد بشأن قضية التغيير، ان هذه الجماهير الواسعة تشعر في داخلها انها اسقطت الاطراف الحاكمة ولا يمكن ان تستمع الى خطابها، واذا ارادت هذه الاطراف ان تتفاعل مع شيء، فلتتفاعل مع الحقائق على الارض.

 

سؤال: التنوع الذي طرحته تشرين والمنتفضون في تشرين، هل ان القوى المتنفذة تتضرر فعلا من القبول به؟

 

رائد فهمي: في الحقيقة يوجد خطاب ويوجد فعل. هذه القوى واحزابها قائمة على الهوية واي تسييس للهوية هو عمليا تمييز عن الهوية الاخرى، وهذا ينطبق على جميع الاحزاب. كل حزب ينطلق من تسييس هوية ما، وهذه الهوية عندما تعطيها العلوية والتفوق على الاخرين تميزها عمليا عن الاخرين. وعندما نقول القبول بالتنوع فان معناه القبول بالمساواة والتكافؤ. وهم ايضا يقولون بقبول الآخر، لكن هل فعلا هم تجاوزا مسألة التراتبية في التعامل مع الاوساط الاخرى؟ والتعامل ليس بالخطاب ، التعامل بالقانون والتشريع .

تشرين قدمت تنوعا حقيقيا، مساواة حقيقية، رغم ان المشاركين بتشرين هم في اغلبيتهم من الوسط والجنوب ، فانهم بخطابهم وبممارساتهم كانوا يلقون تجاوبا كبيرا من كل المناطق بكل التنوع العراقي.

وهناك شيء اخر هو الموقف من المرأة، فقد لاحظنا ان المرأة العراقية والفتاة العراقية كانت حاضرة بقوة في هذه الاحتجاجات، وهي احتجاجات جماهيرية والكثير من الشباب قادمون من أوساط شعبية، لكن رغم كل ذلك كانت ظواهر التحرش في اقل ما يمكن. وهذه نقطة بليغة جدا، اريد ان اشير الى ان هذه الحركات الاحتجاجية في كل مراحلها أفرزت فنا وأدبا ، فن وأدب الاحتجاج، حيث لاحظنا البوستر والنشيد والاغنية والكاريكاتير، وكل هذا تطور بروح ابداعية، والادب والفن لغة مشتركة، لغة كونية.

اذن دعوات ومواقف الانتفاضة لم تكن سطحية، بل كانت لها مرتكزات ومكونات قوية تعزز هذا التنوع، وبالتالي فان تشرين وكل مراحل الاحتجاج هي حاملةٌ لمشروع عراقي وطني كبير، حاملة لثقافة وطنية عابرة لا تلغي الخصوصيات، بل على العكس تعززها لكنها تتعامل مع كل الخصوصيات ، وهذه يجب ان تصبح القيم السائدة والقيم المتبناة، والتي تأخذ طريقها على صعيد التشريع والتنفيذ، فهي التي تؤسس لاستقرار حقيقي في البلد.

 

سؤال: بعد سنتين من اندلاع الانتفاضة ما زلنا نتحدث الى هذه اللحظة عن قتلة طلقاء، لم يتم القبض عليهم، فهل حقا لا تستطيع الحكومة كشف هؤلاء القتلة ومن يقف خلفهم، وهل هناك فعلا طرف ثالث؟

 

رائد فهمي: الحكومة تعلم، والقتلة معروفين، واعتقد ان تصريحات جاءت على لسان كبار المسؤولين بأن القتلة معروفين، والحكومة اتخذت اجراءات بحق بعض المنفذين، لكن المشكلة في من يقف وراء المنفذين ومن يسندهم. ومن الواضح ان معظم علميات الاغتيال هي عمليات اغتيال سياسي، وتقف وراءها جماعات سياسية وربما مسلحة ايضا. وبالتالي فالحكومة عندما تريد ان تلاحق هؤلاء، فأما تكتفي بالمنفذين المباشرين وفي كثير من الاحيان هؤلاء المنفذون هاربون، مشخصون لكنهم خارج البلد، واذا اردت الامساك بهم فعليك ان تكتفي بمحاسبتهم دون المضي نحو محاسبة من يقف خلفهم. فاذا اردت ان تحاسب من يقف خلفهم فستصطدم بالجماعات التي تمتلك السلاح وتمتلك القوة، والحكومة تشير دائما الى أن هذا الامر قد يؤدي الى مواجهات عسكرية. اذن اليوم نحن نواجه قضية القتلة، وهي ليست جريمة جنائية فقط انما جريمة سياسية ، لذلك أذا أردت ان تعالج هذا الملف فعليك ان تعالجه بالترابط مع الجوانب الاخرى، اي مع موضوع حصر السلاح بيد الدولة، وان تكون مؤسساته العسكرية والامنية خاضعة لادارة واحدة ولفلسفة وعقيدة واحدة ووطنية. والآن الدولة التي تسمى الدولة العميقة تمسك بكثير من المفاتيح،  وفي بعض الاحيان هي أقوى من الدولة العلنية، اذن ملف الفساد وملف كشف القتلة وملف حصر السلاح، كل هذه الملفات تبدو مترابطة ومترابطة حتى مع مسألة استقلال الرأي العراقي وكل القرارات الوطنية، فالحكومة معروفة ما هي قاعدتها السياسية، وكم تمتلك من عناصر قوة. فهي ضمن هؤلاء اللاعبين الكبار، هي أحد هؤلاء اللاعبين وربما ليست اللاعب الاقوى. القضية بنيوية، والسؤال الآن: كم استعانت الحكومة بالغضب الشعبي وبالاحتجاج الشعبي الذي يشكل عنصرا ضاغطا وبالغ القوة، كم استعانت به وتوفقت معه؟ بحيث تكف عن محاولة تمرير مشاريعها من خلال التوافق فقط ومن خلال التفاوض مع هذه الاطراف، وهي كطرف غير قادرة على حسم الامور، ومن الواضح جدا ان هناك سقفا لا تقدر ان تصل اليه. أما لو عشّقت ونسقت هذا مع ذاك  فلربما حدثت أمور بشكل آخر. لذلك نقول ان قضايا التغيير لا تكمن في تغيير عدد من النواب، فحتى وان وصل افضل النواب الى البرلمان، فماذا باستطاعتهم ان يفعلوا؟

ليس باستطاعتهم ان يغيروا الا اذا كان هناك امتداد مع عنصر القوة المواجه لمنظومة المحاصصة، وهو الضغط الشعبي، هو هذه الجموع الكبيرة التي تعاني من الصعوبات والتهميش ومن الجوع والفقر والبطالة والجهل الخ .

تلك هي المعادلة الكبرى التي نتوجه اليها مستقبلا، معادلة توحيد مسارات القوى التي تنشد التغيير، سواء كانت قوى مجتمعية او قوى تستطيع الوصول الى مواقع في السلطة. بدون هذا لا يمكن القيام بشيء.

 

سؤال: هي لم تكن الفرصة الاولى، اذا عدنا بالتاريخ الى 2011 حين كانت احتجاجات تخص الخدمات ومجالس المحافظات، وكان من الممكن للحكومة ان تنهض بالخدمات، وحتى في 2015 بشأن امتيازات النواب؟

 

رائد فهمي: قلناها لكل الحكومات: اذا كنتم جادين فلا تخشوا الاحتجاجات الشعبية، انما على العكس استندوا اليها كرافعة للتغلب على الممانعات، لا تعتبروها تهديدا وانما فرصة، وهكذا الحال اليوم وفي المستقبل ايضا، هذه الاحتجاجات لا تشكل تهديدا للكيان العراقي، التهديد يأتي من مكان اخر .

 

سؤال: بالنسبة للمتنفذين الذين يسعون اليوم الى اجراء الانتخابات، يقولون أنهم استجابوا لمطلب المنتفضين باجراء انتخابات مبكرة ، فهل فعلا هذه الانتخابات هي ما اراده المنتفضون وتطلعوا اليه؟

 

رائد فهمي: ذكرت في البداية ان الانتخابات التي أرادها المنتفضون هي الانتخابات التي تكون فاتحة للتغيير بمعنى ان تكون عاكسة حقا للارادة الشعبية، وهذا يستلزم ان تكون حرة ونزيهة وشفافة ، وانا ذكرت ان عنصر السلاح والمال السياسي وعدم محاسبة القتلة  وعدم إنفاذ القانون، فالان لا الفاسد يعاقب ولا القاتل يعاقب كما ينبغي. الحكومة قالت انها تسعى لتحسين الظروف الخاصة بالانتخابات، وانا اقول انها حسنت بعض الظروف لكن القضايا البنيوية قائمة، وبالتالي فان عمل الحكومة كان في الحلقة الاخيرة، بمعنى يوم الانتخابات والبطاقات الخ .

اما الحلقات الاخرى قبلها فما زالت موجودة. فالقانون غير منفذ كما ينبغي، والسلاح وقلنا ليس فقط السلاح المنفلت، فهناك أحزاب تمتلك السلاح وتسيطر على مناطق كاملة وهذا بحد ذاته عنصر تهديد. واريد ان اشير الى ان هذا السلاح ليس فقط يهدد الحريات ، وانما تتم بواسطته عمليات ابتزاز وتتم عمليات استحواذ واستيلاء على الممتلكات والعقارات، وبواسطته توقع عقود وغيرها من الاشياء. وهذا السلاح يهدد الاستثمار الوطني والمحلي ، ويهدد حسن اداء الدولة، ويهدد كل العوامل التي من الممكن ان يستند اليها للقيام بعمل تنموي. هذا السلاح اذن هو عنصر داخل في جميع المعادلات السياسية والامنية والاقتصادية ، ونحن نعرف جيدا ان اية حكومة، هذه او غيرها، هي بالاساس منبثقة من البرلمان، وهذا البرلمان هو هؤلاء الاشخاص الذين يمتلكون الاذرع المسلحة. فالقضية اذن لا تتم الا بجمع كل هذه المسارات. وهذه الانتخابات المبكرة التي أريد لها ان تكون رافعة للتغيير، نحن نرى انها لن تكون رافعة للتغيير، أولا للاسباب التي ذكرتها وربما قسم منها اصبح اقوى. والان يأتي ايضا تأخيرها فنحن اليوم على بعد 6 اشهر فقط من الانتخابات الاعتيادية، ونحن رفعنا شعار الانتخابات المبكرة منذ اواخر 2019 ، وهذا شكل لعبا على الزمن وعلى انخفاض الحماس الشعبي. وخلال هذه الفترة جرى عمل ممنهج، أولا لتفكيك العملية الاحتجاجية وقسم من ساحات الاعتصام فكك فعلا وبأشكال مختلفة . كذلك حصل تغلغل وتوغل داخل حركات الاحتجاج، واستخدم العنف والاغتيالات، واستخدمت عملية شراء الذمم وتقديم الاغراءات، واستحدثت تنظيمات من القوى المتنفذة ودخلت ساحات الاعتصام وبدأت بعملية تشويش المشهد بحجة انها تشرينية، كل هذه العوامل أثرت على الانتخابات وما يمكن ان تفرزه من نتائج، فضلا عن امكانيات التزوير والمال السياسي والمنظومة الانتخابية، فرغم ان هناك تحسنا لا تزال كل هذه الاشياء قائمة.

 

سؤال: تحدثنا عن انتفاضة تشرين وكيف تعاملت معها القوى المتنفذة والسلطة، ولكن كيف تعاملت معها القوى المؤمنة بالتغيير؟

 

رائد فهمي: ان أي تجربة بهذا الحجم يتوجب دراستها وتحليلها حتى من أصحاب الشأن، لأنك لا يمكن ان تتقدم اذا لم تنظر الى تجربتك بعين مفتوحة وبدون غشاوة، وقد أشرنا الى انجازاتها والى قوتها، ولكن نشير ايضا الى النقاط التي ينبغي معالجتها، ونحن قلنا ان ضعف تنظيمها الداخلي كان يشكل نقطة ضعف. فهناك تعدد الشعارات ورغم ان جميع الشعارات مشروعة لكن قوتها انتشرت بالتالي على مساحة واسعة، ويراد لهذه الشعارات ان ترتبط بنظرة كاملة للتغيير ولادوات التغيير ، فليس كافيا ان تقول انك تريد التغيير وانت لا تفكر كيف تذهب بمشروعك وتوفر الادوات التي تحقق من خلالها ما تريد. كما حصل عندما طلبوا قانون انتخابات جديد، فبالنتيجة قانون الانتخابات الذي شرّعه البرلمان وضع على اساس الدوائر الصغيرة وقد جاء من المنظومة الحاكمة، وبالتالي حتى هذا القانون عندما تغير لم يأت بالصورة المرجوة بل جاء لصالحهم. انت عليك ان تعزز عناصر القوة والتماسك، وقد قلنا انها حركة واسعة وافقية، مكوناتها مختلفة وأطرها مؤقتة، وهذه كلها تشكل جوانب ايجابية عندما يكون المطلب واحد والتغيير واحد، فتسقط الحكومة على سبيل المثال وقد حققت هذا فعلا ، لكنها لم تلعب دورا كافيا في تشكيل الحكومة الجديدة وفي فرض ارادتها  خلال ذلك، هذا يراد له شكل آخر من التنظيم ورؤية اخرى. اذن هذه النواقص يجب ان تعالج سياسيا وتنظيميا ويجب التخلي عن بعض الشعارات والمواقف، ومنها قضية وضع كل الاحزاب في خانة واحدة ، كذلك استعداء اطراف من الممكن تحييدها، الى جانب الاهتمام بالخطاب والعمل الدؤوب لتجميع هذه القوى المختلفة وتوسيع مساحتها، أولا لتوحيد الاطراف التشرينية، وقسم منها تحول الى احزاب متنوعة يجب ان تتفق على مشتركات، وقد برزت داخلهم صراعات منها ما قد يكون لاسباب شخصية وهذه ينبغي تجاوزها. الان يجب ان نميز بين المشترك الاكبر المرتبط بالتغيير، وبين التكتيكات والمواقف المشتركة ومع الاحزاب ومنظمات المجتمع المدني، وبينهم وبين النقابات وبينهم وبين حتى الاشكال التقليدية، بمعنى حتى الاقسام العشائرية التي وقفت مع الانتفاضة في جوانب مختلفة. ونلاحظ المساحة الاجتماعية الكبيرة وكيف يمكن توحيدها وكيف تصبح جميعها شريكة في القرار، والشيء المبشر بالخير ان الكثير من هذه الامور والكثير من اطراف الحركة الاحتجاجية والتشرينية توصلت الى استنتاجات وخلاصات سليمة جدا بهذا الشأن، وبدأ عمل معين لتغليب عناصر الوحدة على عناصر الفرقة فيما لو انطلقت احتجاجات اخرى.

 

سؤال : في 2019 كان الطلبة وحملة الشهادات يتعرضون الى الاهانة والقسوة في التعامل أمام مقر رئاسة الوزراء في العلاوي، واليوم نحن في 2021 والطلبة في ميسان وحملة الشهادات يتعرضون لنفس التعامل. وفي 2019 كان موضوع الخريجين محركا للانتفاضة، فهل من الممكن ان نشهد الآن نسخة جديدة من تشرين؟

 

رائد فهمي: أولا السلطة لدينا مشتتة، لدينا سلطات وليس سلطة واحدة، وكثير من هذه السلطات تجد في الاحتجاجات عموما تهديدا لها، خاصة وان كل هذه الاحتجاجات بدأت تربط ما بين القضايا المطلبية المشروعة وما بين المنظومة التي تقف وراءها. لذلك نلاحظ هذا التعامل العنيف واي تعامل من هذا القبيل يغذي الاحتجاج ويغذي الرفض ويغذي اندفاعات الشباب، وليس فقط الشباب انما فئات اكبر ولكن الشباب هم بالدرجة الاولى، وبالتالي هذه الاحداث المتفرقة والمتشتتة قد يحدث اليوم حدث معين يجمعها وتتوحد الامور. الازمات وكل المشاكل ما زالت قائمة والعلاجات التي تجري هي علاجات جزئية، اذن عناصر انتاج الازمة قائمة. وكيف تولد احتجاجات مثل اول تشرين قبل سنتين؟ أنا اقول من الناحية النظرية ومن ناحية الواقع كل العناصر الموجودة من الممكن ان تحدث، اما متى تحدث فلا احد يعرف ذلك، في لحظة يمكن ان تحدث ولكن الفرق في هذه المرة انها ستكون بتنظيم افضل وبوعي افضل، وقد لاحظنا من 2011 الى 2015 الى 2019 ان هناك عملية تطور فيها.

من جانب اخر يخاف البعض ان يؤدي ذلك الى فوضى او الى حرب اهلية، وانا اتحدث الان عن السلطة النافذة. في السلطة ان كانوا فعلا يخشون ذلك فالمطلوب منهم معروف: حققوا المطلوب ، قاتلوا الفساد، اعيدوا بناء الدولة على أسس سليمة، على أسس الكفاءة والنزاهة، وجهوا أموال الدولة والموازنات نحو المشاريع التنموية، اعملوا على انفاذ القانون، فلا توجد دولة بدون قانون، هذه الخطوات المطروحة وغيرها خطوات واضحة.

الان الشعار المرفوع: نريد دولة، وهو مطروح من قوى كبيرة نافذة،  وكلها كان لها حضور ونفوذ ودور في الدولة على مدى السنوات الماضية، فماذا سيتغير؟ الا اذا كان فهمهم للدولة فهما قاصرا. وهيبة الدولة البعض يفهمها على انها سلطة عسكرية تمنع المظاهرات، وليس هيبة الدولة في قدرتها على تنفيذ القانون وعلى تحقيق الرضا المجتمعي، فالناس ترضى عن الدولة عندما تعالج مشاكلهم.

انا اعتقد ان التغيير والاصلاحات في ظل المنظومة الحاكمة لا تأتي من داخلها، وهذا لا يعني عدم وجود عناصر تريد الاصلاح. نعم توجد، وقد تصلح هذا المفصل او ذاك المفصل، لكن الجذور والعوامل البنيوية المتسببة ببقاء الازمة يراد لها ارادة اكبر، يراد لها ارادة تغيير أعمق واكثر جذرية، وكل هذا يحتاج الى اسناد شعبي.

لذلك فالمطلوب من كل مريدي التغيير اينما كان موقعهم، ان تتوحد اراداتهم، وان يتفاعل ضغطهم، وان ندفع سوية في اتجاه خطوات واضحة للتغيير، للخلاص من منظومة المحاصصة. هذه نقطة اولى، والفساد مرتبط بها، واقتصاديا يجب ان تكون السياسات موجهة لتلبية الاحتياجات الاساسية للشرائح الاوسع في المجتمع من خدمات الى قدرة شرائية وغيرهما، كذلك تعزيز السيادة الوطنية والتعامل مع كل القوى الخارجية ايا كانت على أساس المصلحة الوطنية، سواء على الصعيد السياسي او الاقتصادي او على صعيد المشاريع او الاستثمارات.

**************

الصفحة العاشرة

تتبع منشأ فيروس كورونا المستجد

د. ايوب عبد الوهاب

 

استضافت إدارة العلاقات الخارجية باللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني إحاطة عن ملف تتبع فيروس كورونا المستجد في 25 آب عبر منصة الاتصال المرئي. بمشاركة ممثلين لأحزاب ومنظمات عربية. حضر الاجتماع 28 من قادة الأحزاب والمنظمات السياسية من 13 دولة عربية، من بينها العراق ومصر وتونس وفلسطين وغيرها.  وحضرها من الجانب الصيني رئيس إدارة غرب آسيا وشمال أفريقيا في ادارة العلاقات الخارجية للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني جانغ جيان وي، ومساعد وزير دائرة العلاقات الخارجية جو ري.

جاءت هذه المبادرة، بحسب المنظمين، “ردا على التصريحات الغربية المضللة للرأي العام العالمي عن منشأ الفيروس، ومساعيها الرامية لتسييس هذه القضية واتهاماتها الخطيرة للصين، خدمة لأجنداتها الخاصة”.

اوضحت الصين:

  • ان بعض الدول (مثل الولايات المتحدة) قد استغلت مؤخرا قضية تتبع منشأ فيروس كورونا المستجد للتلاعب بالرأي العام وتشويه الحقائق، والمشاركة في فرضيات تهدف بشكل واضح وجلي، إلى تشويه سمعة الصين واعاقة الجهد والتعاون العالمي ضد الوباء.
  • الولايات المتحدة الأمريكية لم تجد دليلا حقيقيا لما يسمى بـ “تسرب الفيروس من مختبر معهد ووهان لعلم الفيروسات” ولا دعما علميا لذلك.
  • تخلت الولايات المتحدة الأمريكية عن مسار البحث العلمي بشكل واضح، وأعلنت بشكل ّصارخ طلبها لأجهزة المخابرات إصدار تقرير عن تحقيقاتها حول تتبع منشأ الفيروس في غضون 90 يوما.
  • الولايات المتحدة تسعى إلى توجيه التهم غير المبررة ضد الصين، وصرف الأنظار للتستّر على حقيقة حالات الإصابة المبكرة والمختبرات البيولوجية المشبوهة لها.
  • لم يُصب أحد من الموظفين أو من طلبة الدراسات العليا في معهد ووهان لعلم الفيروسات بفيروس كورونا المستجد، ولا يوجد ما يسمى بالفيروسات الاصطناعية.
  • تتجاهل الولايات المتحدة الأمريكية استنتاج تقرير البحث المشترك بين الصين ومنظمة الصحة العالمية، وتستند إلى المسؤولين أو المعلومات الاستخباراتية العارية عن الصحة والأدلة.
  • وإذا كان الجانب الأمريكي يهتم بمسألة تتبع المنشأ حقا، فيجب عليه الرد بشكل مباشر على شكوك المجتمع الدولي الموجهة إليه، في أسرع وقت ممكن، ونشر البيانات عن حالات الإصابة المبكرة واختبارها، ودعوة خبراء منظمة الصحة العالمية للتحقيق في مختبر فورت ديتريك وأكثر من 200 مختبر بيولوجي أمريكي في الخارج وجامعة نورث كارولينا ونشر البيانات عن حالات الإصابة للعسكريين الأمريكيين الذين شاركوا في ألعاب ووهان العسكرية، بما يقدم للعالم شرحا واضحا، ويساعدنا في حل لغز الفيروس في أسرع وقت ممكن.
  • ولغاية الآن، أعربت ما يقارب من 80 دولة عن موقفها الداعم لتقرير البحث المشترك بين الصين ومنظمة الصحة العالمية، وتأكيدها على أن مسألة تتبع المنشأ مهمة علمية، ورفضها لتسييسها، عن طريق توجيه الرسائل إلى مدير عام منظمة الصحة العالمية أو إصدار البيانات أو إرسال المذكرات.
  • ورفع أكثر من300 حزب ومنظمة اجتماعية ومؤسسة فكرية في أكثر من 100 دولة ومنطقة “البيان المشترك” إلى الأمانة العامة لمنظمة الصحة العالمية، داعية المنظمة إلى اجراء البحوث بشأن تتبع منشأ فيروس كورونا المستجد على نحو موضوعي وعادل، وأعربت عن رفضها لتسييس مسألة تتبع المنشأ بشكل قاطع.
  • وتحرص الصين على العمل مع جميع الأطراف للالتزام بالاتجاه الصحيح لتتبع المنشأ علميا، وتعميق التعاون لمكافحة الجائحة بما تقدم من اسهامات ايجابية في التغلب البشري على الجائحة في نهاية المطاف.

 

ويؤكد الصينيون: إن الموقف الصيني:

أولا يعد تتبع منشأ فيروس كورونا المستجد مسألة علمية معقدة ويجب الالتزام بالعلم كمعيار والتعاون كطريق، ولا يحق لأي دولة تجاهل الأرواح وتسييس المسألة العلمية أو تشويه صورة الدول الأخرى ومهاجمتها من أجل مصالحها السياسية الخاصة.

ثانيا، من الضروري احترام وتنفيذ الاستنتاجات والتوصيات التي تم التوصل اليها في تقرير البحث المشترك بين الصين ومنظمة الصحة ألعالمية ويتبناها المجتمع الدولي والأوساط العلمية من قبل جميع الأطراف بما فيها منظمة الصحة العالمية. ويجب المضي قدما في أعمال تتبع المنشأ في العالم على هذا الأساس فقط، بدلا من تبني نهج جديد.

ثالثا، يدعم الجانب الصيني دائما النهج العلمي لتتبع المنشأ وسيواصل المشاركة فيه. ما يرفضه هو اتباع النهج السياسي في تتبع المنشأ، والتتبع الذي يخالف قرار مؤتمر الصحة العالمي، والتتبع الذي يبدأ من الجديد تخليا عن تقرير البحث المشترك بين الصين ومنظمة الصحة العالمية للمرحلة الأولى.

رابعا، يجب على الأمانة العامة لمنظمة الصحة العالمية أن تقوم بالتشاور الوافي مع الدول الأعضاء حول خطة العمل لتتبع المنشأ في العالم وآليات المتابعة بهذا الخصوص احتراما تاما لآراء الدول الأعضاء وفقا لمطالب قرارات مؤتمر الصحة العالمي، ومن ألواجب القيام بالتشاور مع الدول المعنية عند وضع خطة تتبع المنشأ في هذه الدول وإجراء التعاون الفعال على هذا الأساس. وعلى كل الأحوال، ما تقوم به الولايات المتحدة الأمريكية وحفنة من الدول من تجاهل الحقائق وتوجيه التهم ضد الصين برفض التعاون بشأن تتبع المنشأ ليس سوى محاولة من تشويش الحقائق ولبس الحق بالباطل، إذ أن الصين لن تكون أبدا مؤهلة لتهمة رفض تتبع المنشأ.

كما اكدت الصين على انها مستعدة للتعاون والاسهام مع الدول العربية لجهة دعم وحفظ العدالة والإنصاف في العالم، وتعبئة القوى الإيجابية لمكافحة الوباء والانتصار عليه.

 

قادة الأحزاب والمنظمات السياسية

أكد قادة الأحزاب والمنظمات السياسية من الدول العربية على العديد من القضايا بينها:

  • التزام تتبع منشأ الفيروس بالمعايير الأساسية للعلم.
  • مكافحة تسييس تتبع أصل الفيروس.
  • معارضة استخدام مسألة تتبع منشأ الفيروس لتشويه الصين وكبحها.
  • الوقوف بالضد من تحويل مسؤولية إهمال بعض الدول وتقصيرها في مكافحة الوباء لنسج المؤامرات والافتراءات السياسية بالضد من دول أخرى.

 واشاروا إلى ما قدمت الصين من مساهمات كبيرة في مكافحة الوباء، وما أطلقت من مساعدات سريعة ومتنوعة في هذا المجال، وكذلك التعاون في مجال اللقاحات العالمية، وتبادل تجربتها في السيطرة على الوباء مع المجتمع الدولي، بما في ذلك العالم العربي،

 

كلمة الحزب الشيوعي العراقي: القى الرفيق أيوب عبد الوهاب كلمة الحزب، التي جاء فيها:

في ضوء التهديدات الخطيرة للبشرية الناجمة عن انتشار فيروس كورونا المستجد، لا يمكن للمجتمع الدولي أن يضمن الأمان إلا من خلال الالتزام بالرؤية المجتمعية إلى مصير البشرية المشترك، والعمل معًا على وضع هذا الالتزام موضع التطبيق. ولهذا ينبغي ان تكون المنظمات والمؤسسات الدولية (بضمنها المالية والصحية والتجارية) منابر للتعاون وليس أدوات سياسية تخضع لإرادة بعض الدول. غير ان تصرفات بعض الدول لا تتوافق مع هذه الرؤية السليمة. 

أن الفيروس لا يعرف حدودا، وأن من يحاولون التنصل من مسؤولياتهم والبحث عن (كبش فداء) مدعوون للبحث عما يخدم مصالح كل الشعوب وكل الاوطان. وان إلقاء اللوم على الآخرين لا يمكن أن يخفي الفشل الفاضح للبعض في مواجهة كورونا المستجد، ففي النهاية تظهر الحقائق ولا يمكن حجبها.

نعم، لن يحل توجيه اللوم إلى الآخرين اية مشكلة.

وفيما يتعلق بخطة المرحلة الثانية لتتبع منشأ الفايروس، التي اقترحتها أمانة منظمة الصحة العالمية في الآونة الاخيرة من جانب واحد ودون موافقة جميع الدول، بودنا الاشارة إلى أن:

  1. هناك اعتقاد واسع بأن الخطة لا تعكس أحدث نتائج البحث في تتبع المنشأ العالمي، ولا يمكن أن تشكل الأساس للمرحلة الثانية من الدراسات المشتركة في هذا الشأن. وان تقديمها يشكل مدعاة للقلق والمعارضة من جانب العديد من الدول، بضمنها الصين. خاصة وأن أمانة المنظمة لا يحق لها اتخاذ القرارات بمفردها، وأن مهمتها تنحصر بالقضايا الفنية المتمثلة بتوفير التسهيلات لإجراء التشاور والوصول إلى التوافق.
  2. المرحلة الثانية ينبغي أن تسترشد بقرار الجمعية العامة لمنظمة الصحة العالمية، وان تعتمد بشكل أساسي على رأي العلماء وعلى الأدلة، وعلى مجموعة الاستنتاجات والتوصيات التي تضمنها تقرير الدراسة المشتركة لمنظمة الصحة العالمية والصين. وهي الدراسة التي رحبت بها 80 دولة، رفضت في الوقت نفسه تسييس دراسات تتبع المنشأ.
  3. هناك حاجة إلى تعزيز أبحاث تتبع المنشأ في مختلف البلدان والمناطق حول العالم.
  4. من الضروري اتخاذ اجراءات تحقيقية في الشكوك المثارة حول مختبر فورت ديتريك البيولوجي وحالات الالتهاب الرئوي غير المبررة في ولاية ماريلاند في عام 2019.
  5. المرحلة الثانية يجب ان تكون بعيدة عن التدخل من جانب هذه الدولة او تلك.

وبودنا التأكيد ان اتهامات البعض الموجهة إلى الصين تقوض علناً حكم القانون الدولي، الذي يسعى إلى الدفاع عن العدالة ولا يجوز ان يستخدمه المسؤولون في هذه او تلك من الدول كأداة للابتزاز السياسي. وان من واجب أعضاء المجتمع الدولي حل المشاكل العالمية من خلال التشاور والتحاور، ومن غير المقبول ان يسعي طرف إلى إجبار الآخرين على الرضوخ لإرادته.

 ان الوضع الوبائي في العالم اليوم يتطلب الوحدة على المستوى الوطني، والعمل المشترك والتضامن على المستوى العالمي لإيقاف انتشار الفيروس ونتائجه المدمرة. كما يفرض عدم تسييس مسألة تعقب مصدر الفيروس، الذي يضر بالتعاون العالمي ويضعف الثقة المتبادلة بين البلدان، التي عليها الآن أن تركز الجهود للسيطرة على الوباء عبر التلقيح وعلاج المصابين وإنقاذهم.

ويبقى تتبع مصدر الفيروس قضية علمية يجب ان تترك للعلماء والباحثين، ولعل من غير الصحيح وضع معالجتها في الوقت الحاضر ضمن الاولويات..

الضغوط على منظمة الصحة العالمية والعلماء وغيرهم:

تريد منظمة الصحة العالمية بدء مرحلة ثانية من التحقيق في الصين، تشمل مراجعة عمل مختبر ووهان، لكن هذه المرة تصر الحكومة الأمريكية بشدة على العودة للكشف عن احتمالية تسريب كورونا المستجد من المختبر. ومن الملاحظ:

-1 نظرية تسرب المختبر، بدأت كإشاعة: في يونيو الماضي، كتب دومينيك دواير، أستاذ الأمراض المعدية في كلية الطب بجامعة سيدني، في صحيفة الجارديان: عن نظرية التسريبات المخبرية، انها   بدأت كإشاعة، ولكن من أجل إرضاء السياسيين، تم نشرها وتعميمها عمداً من قبل بعض الحكومات.

وللتوضيح: كان دومينيك دواير عضوًا في الفريق الذي تقوده منظمة الصحة العالمية لإجراء التحقيق في ووهان..

2- المرحلة الثانية والانحراف عن استنتاج منظمة الصحة العالمية السابق قبل بضعة أشهر فقط، طرح بعد اصرار الحكومة الأمريكية بشدة على العودة للكشف عن احتمالية تسريب كورونا الجديد من المختبر.

مع العلم ان المنظمة بدأت في أبحاثها وتحقيقاتها في ووهان وزارت معهد ووهان لعلم الفيروسات. وفي تقرير مشترك صدر في آذار الماضي، قال الفريق إن الفيروس يمكن أن ينتقل من الخفافيش إلى البشر عن طريق حيوان آخر، وأنه من غير المرجح للغاية أن يكون الفيروس قد تسرب من المختبر.

من المؤكد أن المنظمة تعرضت وتتعرض لضغوط كبيرة من بينها :  انسحاب الولايات المتحدة ( في زمن ادارة ترامب) من المنظمة ، وتوقفها عن دفع مستحقاتها للمنظمة (: وامريكا  اكبر المانحين ) على أساس أن المنظمة لم تنفذ الإصلاحات التي ترعاها الولايات المتحدة، واتهام المنظمة بانها تدافع عن الصين، بعد ان أشاد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم، في العام الماضي، بجهود الصين الناجحة في مكافحة وباء كورونا ومساعدة الدول الأخرى، وتأكيده على أن جميع الدول الأعضاء تقريبًا عبرت عن تقديرها لجهود الصين للسيطرة على الوباء.

-3 واستمرت الضغوط:

  • قال وزير الخارجية الأمريكي السابق مايك بومبيو في ذلك الوقت إن هناك أدلة دامغة على أن المرض بدأ من مختبر في ووهان بالصين، لكن بومبيو لم يقدم أي دليل حتى الآن، وبالمثل عندما سأل أحد المراسلين الرئيس ترامب، كان جواب ترامب إنه لا يمكنني إخبارك بذلك (بالدليل).
  • حث الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن وكالات المخابرات الأمريكية على تقديم تقرير عن أصل فيروس Covid-19 في غضون 90 يومًا في يونيو الماضي. كما دعا، قادة مجموعة السبع منظمة الصحة العالمية إلى بدء تحقيق جديد في الصين.
  • لا نعرف مقدار الضغط الذي تتعرض له منظمة الصحة العالمية، لكن التغيير المفاجئ للمدير العام يعكس ذلك القدر...
  • حدث الشيء نفسه لعلماء آخرين الذين وقفوا بالضد من نظرية تسرب كورونا من المختبر، مثل أنتوني فوسي، كبير المستشارين الطبيين لرئيس الولايات المتحدة. حث السيناتوريون الجمهوريون مارشا بلاكبيرن وماركو روبيو وتوم كابوني، فوسي على الاستقالة. وإذا ما تغيرت تصريحات الدكتور فوسي مرات عديدة حول التسرب المختبري، فهو ليس العالم الوحيد الذي يتعرض للضغط والتهديد. خذ ايضا دانيال اندرسون الخبيرة الأجنبية التي كانت تعمل في مختبر ووهان التي تعرضت لتهديدات بالعنف من قبل القوى السياسية المتطرفة وفقا لتقرير صادر عن وكالة بلومبرغ. كما تعرضت أنجيلا راسموسن، التي تعارض بشدة نظرية التسرب في المختبر، لسوء المعاملة والمضايقات عبر الإنترنت، حتى وصلت إلى حد التهديد الجسدي.
  • لم تكتف الولايات المتحدة باستخدام وسائل مختلفة للإكراه والضغط على أمانة منظمة الصحة العالمية والخبراء الدوليين فحسب، بل تستخدم أيضًا وكالات الاستخبارات علنًا لإجراء تحقيقات التتبع، وهو تلاعب مُسيَّس واضح.

-4 هل ظهر فايروس كورونا المستجد في العالم في وقت أبكر؟  

  • البرازيل: في 27 نوفمبر 2019، تم الكشف عن المادة الوراثية للفيروس في عينة من مياه الصرف الصحي.
  • فرنسا: في 27 ديسمبر 2019، تم اختبار عينة مسحة من الحلق من مريض فرنسي فكانت إيجابية.
  • الولايات الأمريكية: من ديسمبر 2019 إلى يناير 2020، تم اختبار 106 عينات من الدم المتبرع بها في تسع ولايات أمريكية، كانت إيجابية للأجسام المضادة المرتبطة بـ COVID-19.

 

بعد 90 يوما

في 27 أغسطس، أصدرت وكالة المخابرات الوطنية الأمريكية تقرير تحقيق جديد لتتبع فيروس كورونا. واعتقدت أنه لا يمكن استبعاد احتمالين لفيروس كورونا المستجد الناشئ من الطبيعة والتسريبات المعملية. كما زعمت أن الصين أعاقت التحقيقات الدولية، ورفض تبادل المعلومات واتهم دولا أخرى. 

 

ترى الصين

  • هذا ما يسمى بالتقرير الأمريكي هو تقرير سياسي وتقرير ملفق من قبل أجهزة المخابرات الأمريكية، وليس له مصداقية وعلمية.
  • فيما يتعلق بمسألة تتبع فيروس التاج المستجد، تعلق الصين أهمية كبيرة على التعاون العالمي في التتبع وستشارك فيه بنشاط.
  • إذا كانت الولايات المتحدة تريد حقًا تتبع المصدر علميًا، فيجب عليها إجراء تعاون دولي بطريقة علمية ومفتوحة وشفافة مثل الصين، ودعوة خبراء منظمة الصحة العالمية للتحقيق في الولايات المتحدة.
  • موقف الصين من إمكانية تتبع فيروس اكورونا المستجد ثابت وواضح.
  • ستواصل الصين بنشاط التتبع العلمي العالمي مع جميع الأطراف، وستساهم الصين في الانتصار النهائي للبشرية على الوباء.

 

كلمة لابد منها:

نصت وثيقة الدليل الاستراتيجي المؤقت للأمن القومي الأميركي، التي اعلنتها ادارة بايدن في 3 اذار 2021، على ان الولايات المتحدة “يجب أن تشكل مستقبل النظام العالمي باعتبار ذلك ضرورة ملحة الآن”. كما ذكرت أن واشنطن “لن تترد في استخدام القوة عند الحاجة لذلك من أجل الدفاع عن مصالحها”.

وهذا يعني أن “الصين ستكون الهدف الرئيسي لسياسة الأمن القومي للولايات المتحدة في الفترة المقبلة أيضا، ولجهة اضعاف الصين وقدراتها. وكل تحركها الحالي بخصوص تتبع منشأ فايروس كونا، هو شكل من الاشكال التي تصب في هذا الهدف.

************

الصفحة الحادية عشر

حول البرنامج السياسي لحزبكم المناضل

 

اشارة الى رسالتكم التي بعثتموها لنا وبرفقتها البرنامج السياسي لحزبكم المناضل ونحن اذ نثمن جهودكم المبذولة في اعداد هذا البرنامج الذي تناول جميع جوانب العملية السياسية وارهاصاتها وما تمر به من تعقيدات مركبة وتراكمات خطيرة سببها سوء ادارة الدولة والاسس الخاطئة التي بنيت عليها العملية السياسية والتي اعتمدت المحاصصة والنهج الطائفي والفئوي وتسببت في تدمير وتعطيل جوانب كثيرة من مستلزمات بناء دولة المؤسسات

نود ان نبين لكم وجهة نظرنا في موضوع تناولكم للعملية السياسية وبعض الملاحظات على البرنامج السياسي الخاص بالحزب الشيوعي العراقي

اولا / فيما يتعلق بالعملية السياسية :

‏١- نحن نعتقد ان الاحزاب التي ظهرت على الساحة منذ عام ٢٠٠٣ هي احزاب للسيطرة على الدولة والشعب وليس لادارة الدولة والشعب ولا تمتلك القدرة على بناء دولة حقيقية في كافة الجوانب ولذلك مارست هذه الاحزاب ضغطا اجتماعيا لاستخدام الدين كأداة لعمليات القتل والخطف والاعتقال والتهجير واشاعة ثقافة الفساد في عموم مفاصل الدولة لتخريب البنية الاخلاقية للمجتمع

‏٢- يجب على القوى المدنية الان ان تركز على الفشل الكبير للاحزاب الدينية في ادارة الدولة بسبب عدم اعتمادها على الكفاءات القادرة على البناء في مجال الصناعة والزراعة والتعليم والتجارة والصحة والخدمات والمحافظة على الروابط والقيم الاجتماعية ، وهناك تجارب لدول تدار من قبل انظمة اسلامية او شبه اسلامية ولكنهم يمتلكون اليات واساليب لادارة وبناء مؤسسات الدولة حققوا نجاحات كبيرة في هذه المجالات.

‏ثانيا / اما ملاحضاتنا فيما يخص البرنامج السياسي للحزب الشيوعي :

‏١- يمثل البرنامج نظرة شمولية للواقع العراقي ومعالجات علمية وعملية لهذا الواقع ويوضح المنهج الصحيح في ادارة الدولة وبناء الدولة المدنية القوية التي تستند بالدرجة الاساس على العدل والمساواة

‏٢- لاحظنا ان البرنامج أغفل موضوعا مهما هو الدستور الذي يعتبر خيمة لكل الممارسات الخاطئة في ادارة الدولة ولم يتطرق البرنامج الى تعديل او تغيير الدستور الذي اسس بشكل واضح وصريح للمحاصصة العرقية والطائفية واعطى الشرعية لما تقوم به الاحزاب الطائفية من ممارسات خطيرة منذ عام ٢٠٠٣ ولحد الان

‏٣- لم يتضمن البرنامج اي اشارة للقوى الليبرالية التي تشكل النسبة الاوسع في المجتمع العراقي وذلك في معرض تناول البرنامج لموضوع تحشيد القوى التي تتطلع الى احداث الاصلاح والتغيير وهذه تعتبر اشكالية كبيرة في رسم الاطار العام للقوى الفاعلة في المجتمع العراقي واكتفى البرنامج بالاشارة الى قوى اليسار

‏٤- تضمن البرنامج تركيزا على النظام الفيدرالي والحقوق القومية للأقليات وخاصة الاكراد وكذلك التركيز على المادة ١٤٠ من الدستور والتي تعتبر بحكم الميتة وحتى الاكراد لم يعودوا يركزوا عليها كما كانوا في السابق ومما يلفت الانتباه ان الحزب الشيوعي يغفل الحقوق القومية للعرب في العراق حيث تم تقسيمهم بعد عام ٢٠٠٣ وبمباركة الدستور على اساس مذهبي وصار العرب سنة وشيعة وصار العنوان القومي للعرب عنوانا عنصريا مرفوضا

‏ما تقدم الملاحظات التي وددنا اطلاعكم عليها متمنين لكم النجاح بما يحقق وحدة القوى المدنية والوطنية وتماسكها لمواجهة ما يتعرض له العراق من مخاطر كبيرة تهدد وحدته ومستقبل اجياله

‏وتقبلوا فائق احترامنا وتقديرنا

‏سعد عاصم الجنابي

‏ ٢١ / ايلول /٢٠٢١

 

**************

مؤتمر “ استعادة الفرصة الضائعة”

 

السادة أعضاء اللجنة التحضيرية لمؤتمر حزب الشعب الديمقراطي، الحزب الشيوعي العراقي المحترمون،

شكراً جزيلاً على التفاتتكم بإطلاعي على مشروع منهاج عمل حزبكم المناضل، وكان بودي أن أسجل ملاحظاتي بشكل تفصيلي على فقرات المنهاج، لكن وضعاً صحياً يمنعني من هذا الأسلوب، لذلك أستميحكم عذراً في أن يكون طرحي على شكل أفكار وليس مناقشة البنود بحسب تسلسلها:

كما كان وسيظل شعار حزبكم “وطن حر وشعب سعيد” يسحر العقول وقبلها قلوب المواطن الطامح في حياة لائقة بالإنسان منذ الثلث الثاني من القرن العشرين، كان برنامج الحزب يلقننا الكثير من الأفكار ويشدنا لحشد طاقات الشبان وبقية العراقيين من أجل التغيير والتقدم،

ويواجه العراق بعد خلع النظام الشمولي تحديات غير مسبوقة:

تضاؤل مناسيب مياه دجلة والفرات والأنهار القادمة من إيران، مما يؤدي إلى تعاظم الجفاف والتصحر، الناجمين عن التغير المناخي،

كما يواجه العراق هجمة سلع وبضائع وخدمات من دول الجوار وبقية العالم، في ظل دور مستحوذ على بعض مفاصل القرار، مما أدى إلى تعطيل تنمية الصناعة والزراعة المحليتين، وتحول واسع للعديد من المستثمرين من مجال الإنتاج إلى وكلاء للجوار بالأخص، وبقية العالم،

كما يعيش العراقيون أزمة سكن خانقة، حيث الأسر محدودة الموارد، تعيش في مساكن مكتظة، تتخطى كل معايير الحياة الطبيعية، بكل ما يعنيه هذا من مشاكل خطيرة على مستقبل الأسرة والحالة النفسية لتعايش المواطنين، وليس الانزلاق في مستنقع الجريمة،

وتواجه الأجيال الفتية والشابة مشكلة تدني مستوى التعليم والتعليم العالي، في ظل غياب تخطيط حقيقي يرتب بما يخدم خطط تنموية واختصاصات يحتاجها العراق، وليس مجرد تحصيل شهادات عليا من التعليم العالي الخاص والتحول إلى العمل في خارج البلاد، أو التحول إلى أجراء يوميين في اعمال غير فنية، بكل ما يعنيه هذا من استشراء اليأس وتغذية حواضن الإرهاب أو النشاطات الإجرامية والفوضوية،

وهناك حقيقة كبرى هي تهرؤ البنى التحتية والحاجة الملحة إلى تحري سبل توظيف الاستثمارات الأجنبية لمعالجة هذه الكارثة المتفاقمة، بدءاً من المدارس والمستشفيات والشوارع وحتى الأحياء السكنية،

كما يعيش العراقيون معدلات تلوث تفوق العديد من الدول الصناعية، ليس بسبب حرق غاز النفط فقط، إنما بسبب انعدام المسؤولية إزاء تلويث الأنهار والجو والمدن، سواء من المؤسسات العامة والخاصة والمواطن ايضاً،

هذا كله في ظل حقيقة اتجاه العالم للتخلي عن النفط مورداً رئيساً للطاقة، مما يعني أنقطاع المورد الرئيس للإنفاق الوطني،

لذلك فأنني أجد من الضروري تضمن المنهاج طروحات علمية، لا تعوز ملاكات حزبكم وخبراتها العلمية والعملية من أجل استعادة الفرصة المضيعة بسبب الفساد وعدم الكفاءة بعد 2003، من خلال تحقيق:

  1. ضرورة تكريس فقرات في منهاجكم تعالج بشكل واضح ومحدد سبل الحد من تأثير تراجع تدفق المياه من الجوار، بجانب السبل القانونية والعلاقات الثنائية للحد من الأثر الخطير على مستقبل الحياة في العراق، مع تفاقم تضاؤل المياه الواصلة للبلاد، حد أن بساتين النخيل في البصرة ومقترباتها باتت تموت، والأهوار التي يجري الحديث عن أحيائها هي بحكم الجفاف لاحقاً، بجانب ما يؤديه التغير المناخي من تصحير ارجاء واسعة من الأرض وبمعدلات مذهلة،
  2. إن الفقرة 19 تحدثت عن العولمة، لكنها جاءت بصياغات عمومية، ولم تشر إلى ظاهرة أتساع دور وكلاء الرأسمال الأجنبي الواضح في خنق الصناعة الوطنية، وعرقلة أية مشاريع إنتاجية في المجالات المتنوعة...من ناحية أخرى من الضروري الإشادة بالرأسماليين الوطنيين ممن يواصلون بشق الأنفس محاولة إحياء الصناعة الوطنية وإقامة مشاريع إنتاجية صناعية وزراعية، بما يكفل توفير فرص عمل، بجانب عدم استنزاف عوائدنا النفطية في الاستيراد، بل في منهج الحد من الاعتماد على الريع النفطي وحده،
  3. بالنسبة لمشكلة السكن، تاريخيا كان لكم رأي بشأن سبل حل مشكلة السكن من خلال البناء العمودي، وهنا لا بد أن يكون لكم رأياً بشأن لجوء أصحاب القرار إلى توزيع الأراضي على شرائح تعاني من شظف العيش، مما يعني لجوءها إلى بيعها لمكتنزي المال لسد رمقهم، وبقاء مشكلة السكن قائمة، ما لم يتم التعاقد مع أطراف دولية مقتدرة لتحقيق معالجة سريعة لمشكلة السكن وباقي البنى التحتية المتهرئة، لبناء مجمعات سكنية بأسعار مدعومة معقولة، وليس مثل أسعار المشاريع الحالية، بما يؤدي على مشاركة المواطن بإقباله عليها.

إن منهاج عمل حزبكم يؤكد السعي لاستكمال مرحلة بناء الدولة المدنية الديمقراطية الاتحادية بالتعاون مع جميع الأطراف ذات المصلحة، واعتقد هنا من الضروري تحديد القوى التي أمن غرامتشي (الكتلة التاريخية) بقدرتها على البناء التقدمي وإفشال مشاريع قوى التخلف والفساد كذلك دعاة استعادة الشمولية.

كنت وما زلت مؤمناً بأن حزبكم قادر على أداء دور متميز، ليس فقط بحكم تاريخه النضالي العريق، وتضحياته الجليلة، بل لما يمتلكه من خبرات رفيعة ومهارات متميزة ونزاهة وإيثار نادرين، أتمنى لكم كل التوفيق، وعسى يتوصل المؤتمر إلى أن المطرقة والمنجل لم تعوداً شعاراً للكادحين، فما عاد أحد يعمل بالمطرقة، ولا الفلاح بالمنجل، فالتكنولوجيا الآن هي التي يعمل بها العمال والفلاحون، كما لم يعد القلم أداة المثقفين، في ظل التسهيلات الكبيرة التي تقدمها الحواسيب للعمل الفكري ومراجعه. لذلك فأن الحمامة رمز للسلم الأهلي والسلم العالمي في الوقت نفسه.

إن الماركسيين في المغرب توصلوا إلى ضرورة استنباط اسم الحزب من طبيعة المرحلة الطويلة إمامهم، لذلك أصبحوا “حزب التقدم والاشتراكية”، وكثير من الأحزاب عادت إلى أسم “الحزب الاشتراكي الديمقراطي” أو “حزب الشعب الديمقراطي”، عسى يتوصل مؤتمركم إلى أن أسم الحزب ينبغي أن يكون معبراً عن بيئة محلية وليس استنباط توصيات الأممية الثالثة وما تلاها.

بالأخير هناك بعض ملاحظات الصياغة:

- الفقرة 4 تقول “استيحاء كل ما هو تقدمي من تراث مكونات شعبنا” وهذا صحيح تماماً لكن “الرصيد النضالي” هنا زائدة فهذه قد تصح عن الحديث عن صلابة النضال وليس العطاء الفكري.

- الفقرة 5 تقول بشأن الحكم الاتحادي توطيدها، والصحيح “توطيده”.

- في بناء الدولة الفقرة 22 عن المحاصصة والطائفية وردت كلمة تجلياتها، والتجلي عمل إيجابي بناء لذلك ينبغي استبدالها بكلمة سلبية وليس إيجابية مثل بكافة أشكالها.

مع خالص التقدير

المخلص: حسين فوزي

 

****************

ملاحظات حول مسوَّدة برنامج الحزب الشيوعي العراقي المقرر تقديمها الى مؤتمره الوطني الحادي عشر

 

د . ياسر البراك *

 

أفرزت المدة الماضية منذ بدء الإحتلال الأمريكي للعراق عام 2003 وحتى الآن الحاجة الماسة لإنبثاق ( حزب طليعي ثوري ) يقوم بمهمة تنظيم الجماهير وتعبئتها للوقوف بوجه النظام السياسي القائم صنيعة الإحتلال الذي إتخذ من ( الديمقراطية التوافقية ) منهجاً في الإستحواذ على السلطة والإستئثار بالمال العام وإشاعة الفساد بوصفه ثقافة مجتمعية تغذيها المظاهر المسلحة والإنتهاك المستمر لسلطة الدولة والقانون وسيادتهما . وحين نقول : ( إنبثاق ) لا يعني ذلك بالضرورة السعي الى تأسيس حزب سياسي جديد أو أحزاب أخرى كما يحصل مع كل إنتخابات جديدة – مع أهمية إنشاء أحزاب جديدة منبثقة من صيرورة النظام الديمقراطي نفسه – لكننا نقصد أيضاً إمكانية أن تتصدى الأحزاب التقليدية جميعها أو بعضاً منها، أو إحداها لهذه المهمة عبر ما تمتلكه من تاريخ سياسي وتنظيمي يمكنه أن يختزل لنا زمناً طويلاً في تكريس مفهوم ( المعارضة السياسية ) التي يمكن أن تكون على مستويين :

1 - معارضة سياسية من داخل النظام السياسي .

2 - معارضة سياسية من خارج النظام السياسي .

ولأن الحزب الشيوعي العراقي الذي يطرح مسوَّدة برنامجه العام لمؤتمره الوطني الحادي عشر على طاولة النقاش العام أحد هذه الأحزاب الفاعلة في الساحة السياسية ، فإننا يُمكن أن نقترح عليه إمكانية المراجعة الذاتية لهذين المفهومين اللذين تحدثنا عنهما في بداية ملاحظاتنا وهما: الــ (حزب الطليعي الثوري) الذي يتصدى لــ (المعارضة السياسية) تلك المراجعة التي لا ينبغي لها أن تُهمل دور الحزب وحركته وموقعه في النظام السياسي القائم منذ ثماني عشرة سنة وإلى الآن ، ولعلَّ في مقدمة تلك المراجعة موقفه من النظام السياسي الحالي الذي أثبتت التجربة العملية فشله في بناء دولة قوية مُطابقة للدستور الفيدرالي الذي تم التصويت عليه عام 2005 ، لأن تحديد الموقف من هذا النظام سيحدد بالنتيجة برنامجه القادم وآليات تنفيذه والكيفية التي سيعمل بها مع الجماهير . وإذا كان الحزب يسترشد ( في كفاحه وفي مجمل سياسته وتنظيمه ونشاطه ، بالفكر الماركسي وبدروس التجارب الإشتراكية والتراث الإشتراكي عامة ، ويسعى الى تجسيد ذلك في ظروف العراق الملموسة بإبداع ) كما ورد في مسودة برنامجه ص 7، فإن ذلك يعني عدم تقديم (تنازلات سياسية مبدأية) من أجل التحالفات الإنتخابية كما حصل في التجارب الماضية حتى لا يفقد هذا الحزب (طليعيته) بوصفه أحد الأحزاب التقدمية التي تتطلع لبناء الدولة المدنية القائمة على مبدأ المواطنة وليس مبدأ المحاصصة المذهبية والقومية والحزبية ، فضلاً عن عدم خسرانه لــ (ثوريته) عبر تحالفه مع ( القوى الرجعية) في البلد بشقيها القومي والديني ، ومشاركته الشكلية في نظام الفساد سواءاً في المؤسسة التشريعية ( البرلمان ) أو المؤسسة التنفيذية ( الحكومة ) كما حصل سابقاً ، الأمر الذي أدَّى إلى إلحاقه أو تصنيفه على ذلك النظام من قبل الجماهير الثورية خاصة بعد ثورة تشرين التحررية عام 2019 .

إن أولى المهمات التي ينبغي أن يركز عليها المؤتمر القادم هو تحديد موقفه الواضح والصارم من النظام السياسي القائم ، ولعل في مقدمة ما ينبغي إعادة النظر فيه هو رؤيته لطبيعة النظام السياسي الحالي الذي يجد في ( .... الفيدرالية ، أي نظام الحكم الإتحادي شكل الحكم المناسب للعراق ، ويدعو الى توطيدها في إقليم كردستان ، وتطوير اللامركزية في مناطق العراق الأخرى بتعزيز صلاحيات المحافظات ) كما ورد في المسوَّدة ص 8 ، فقد أثبتت السنوات الماضية فشل هذا النظام من الناحية العملية لأنه كرَّس النزعة الإنفصالية لإقليم كردستان عبر سعيه الى الإستقلال وتجاوزه للدستور العراقي حين نظَّم إستفتاء الإنفصال من دون الرجوع الى الحكومة المركزية أو البرلمان الإتحادي ، فضلاً عن أن رخاوة الدولة العراقية بعد عام 2003 وتعدد مستويات القرار فيها جعل منها دولة ضعيفة غير قادرة على تطبيق القانون في أدق مفاصله وأكبرها ، كما أن الدعوة – في مسوَّدة البرنامج – الى ( تشكيل أقاليم جديدة ، عندما تنضج الشروط الضرورية لذلك ، وفي المقدمة منها تطمين المصالح والحاجات الحقيقية لأبناء المناطق المعنية ، وأن يأتي تشكيل الأقاليم تعبيراً عن إرادتهم الحرة . ) ص 8 ، سوف يفتح الباب على مصراعيه أمام المشاريع القومية ( الكردية ، التركمانية ) والمذهبية ( شيعية ، سنية ) ، فضلاً عن الأطماع الإقليمية ( الخليجية ، التركية ، الإيرانية ، الإسرائيلية ) في تفتيت وحدة العراق وتمزيقه بدعوى ( الأقلمة ) و ( الفيدرالية ) وهو ما لن يخدم البلد على الأقل في الوقت الراهن . 

إن الدعوة الى تشكيل الأقاليم في مسوَّدة برنامج الحزب ( ص8 ) يتناقض تماماً مع الدعوة في المسوَّدة نفسها على ( ضرورة الوحدة الوطنية والتلاحم بين أبناء الشعب وسائر قواه ذات المصلحة في تحقيق الإستقلال الوطني والإنتقال الديمقراطي ) ص 9، لأننا نرى بالضرورة أن الوحدة الوطنية يُشترط فيها أمرين :

1 - وحدة الخطاب السياسي ( النظام الوطني ) .

2 -  وحدة الجغرافيا ( التراب الوطني ) .

هاتان الوحدتان لا يمكن تحقيقهما بوجود النزعة الإنفصالية عند جميع المكونات ، ليست الإنفصالية في الخطاب السياسي فقط ، وإنما تتعدى ذلك الى نزعة إنفصالية على مستوى الجغرافيا أيضاً ، ما يعني أن مسوَّدة المؤتمر الوطني للحزب ينبغي عليها أن تفصل بين الأطروحات النظرية التي يقوم عليها النظام الفيدرالي في العالم وفي الأدبيات السياسية وبين ( التجربة العراقية ) الهجينة التي تقوم بأسلبة كل إيجابيات النظام الفيدرالي وتحويلها الى حجر عثرة بوجه البناء النموذجي لذلك النظام بسبب راديكالية الأحزاب السياسية المُمسكة بالسلطة السياسية تشريعاً وتنفيذاً .   

إن المسوَّدة ينبغي أن تولي أهمية للكيفية التي يمكن عبرها ( تكوين أوسع إصطفاف سياسي وشعبي رافض ومعارض للنهج السياسي والإقتصادي لمنظومة المحاصصة والفساد ) كما ورد في ص 11 لتحقيق مبدأ المعارضة السياسية التي ننشد من هذا المؤتمر أن يضع نقاطها العريضة التي تتجاوز التنظيم الحزبي الداخلي الى فضاء أوسع هو فضاء الجماهير الثائرة على هذا النظام والتي تحتاج الى ( قيادة ثورية طليعية ) يُمكنها أن تحوّل الحراك الشعبي ومنهجه السلمي في الإتجاه الصحيح لإحداث فعل التغيير الحقيقي بعد كل هذه التضحيات الجسيمة التي قدمتها الجماهير الثائرة . إننا نرى أن تكوين المعارضة السياسية من داخل هذا النظام السياسي الفاسد لا يمكن أن يُكتب لها النجاح لأسباب عديدة في مقدمتها :

1 -  الرفض الشعبي الواسع للنظام السياسي الفاسد ببرلمانه وحكومته . 

2 -  عدم قدرة الحزب في الحصول على عدد مناسب من المقاعد في البرلمان تؤهله للعب دور المعارضة .

3 -  ضعف القواعد الشعبية للحزب من الناحية التنظيمية والعددية التي تؤهله لتحريك الشارع بشكل كبير وفعّال مثل أحزاب وتيارات أخرى .

4 -  ضعف برامج التحشيد والتوعية الجماهيرية للحزب وتخليه الواضح عن مبدأ العمل مع الجماهير وتركيزه على مبدأ الوصول للسلطة بإمكانياته الذاتية أو عبر التحالف مع القوى الرجعية .

5 -  الإنكفاء على الذات والقبول بدور ثانوي بسيط سواءاً في المؤسسة التشريعية ( البرلمان ) أو المؤسسة التنفيذية ( الحكومة ) وعدم الإدراك لحجم الحزب التاريخي وما كان يُشكله من ثقل في المعادلة السياسية منذ تأسيسه الى أواخر السبعينيات .

تذكر المسوَّدة في محور ( بناء الدولة والنظام السياسي ) ص 13 – 15 إثنتا عشرة فقرة لا يمكن بأي حال من الأحوال معارضتها أو مناقشتها لأنها يُمكن أن تُشكل ( الثوابت الوطنية ) لأي حزب سياسي يُمكن أن يصل الى السلطة ويقوم بتنفيذ هذه الفقرات عبر برامج وطنية تُسهم في تحويل القول الى الفعل ، لكن الحزب في هذا المحور تحديداً سيصطدم بعقبتين رئيستين هما : الدستور العراقي الذي يضم أكثر من 60 فقرة تحتاج الى تشريع قوانين خاصة بها ، فضلاً عن الدستور نفسه الذي يحتاج الى مراجعة وإعادة صياغة وتعديل بما يتناسب مع المطبَّات التي وقع فيها النظام السياسي الحالي منذ عام 2005 وحتى الآن . والعقبة الأخرى هي كيف يمكن للحزب أن يسعى الى تحقيق هذه الفقرات في مجال بناء الدولة والنظام السياسي في ظل دوره الهامشي في البرلمان كما حصل في الدورات السابقة ، فضلاً عن مقاطعته للإنتخابات القادمة لعام 2021 ؟

إن المحاور الأخرى في المسودة التي تشمل : ( السياسة الإقتصادية – الإجتماعية ، ص 16 – 20 ) و ( المديونية الخارجية والتعويضات وحماية أموال العراق ، ص 21 ) و ( ضوابط الإستثمار الخارجي، ص 22 ) و ( القطاعات الإقتصادية : القطاع النفطي والإستخراجي ، الطاقة والكهرباء، الصناعة، الزراعة ، التجارة الداخلية والخارجية، السياحة ، التشييد والإعمار ، شؤون العمال والشغيلة ، ص 23 – 40 ) و (المرأة ، الطفل، الشبيبة والطلبة ، ص 40 – 44 ) و ( التربية والتعليم والبحث العلمي، ص 45 – 49) و(الصحة، ص 49 – 51) و(الموارد المائية، ص 51 –52) و( البيئة ، ص 52 – 54) و (الثقافة والإعلام ، ص 54 – 57) و(الإتصالات وتكنولوجيا المعلومات، ص 58 – 60) و(النقل والمواصلات ، ص 60 – 61) و (الرياضة، ص 61 – 63) و (منظمات المجتمع المدني، ص 63 – 64 ) و (القوات المسلحة والأجهزة الأمنية، ص 64 – 65) و(حقوق القوميات، ص 65 – 66) و(العلاقات الخارجية، ص 67 – 72)، كلها برامج طموحة وفعّالة لبناء دولة قوية ونظام سياسي رصين، لكن لا يمكن في ظل النظام السياسي الحالي الشروع بأي محور من هذه المحاور في ظل الفساد المستشري أولاً ، وفي ظل عدم وجود سياسات وطنية حقيقية وجادّة يُمكنها أن تُسهم فعلاً في وضع برنامج وطني للتنمية والتطور.    

 

*كلية الإعلام – جامعة ذي قار

 

***************

الصفحة الثانية عشر

 

قراءة في كتاب (الدولة العقيمة)

د. علي إبراهيم

 

صدرت الطبعة الأولى من كتاب الدولة العقيمة عن دار المدى، 2021 للوزير السابق د.حسن الجنابي. ونبدأ من عتبة العنوان التي جسدت الموضوع بشكل واضح: “الدولة العقيمة”، وقد عكست التسمية جوهر ما جرى في العراق من عقم على جميع المستويات من 2003- 2021. واستطاع تجسيد العقم  في الدولة وكيفية التخلص منه، طامحة بالإفادة من تجارب عالمية، وفي المدخل  ربط بين العهد الدكتاتوري البائد وعهد الاحتلال الأجنبي، موضحا مساوئ العهدين .

ويطرح الكاتب استنتاجا غاية في الأهمية  عن الاحتجاجات التي تعاظمت  في 2011 أيام حكومة السيد نوري المالكي وصولا إلى الاحتجاجات  في 2019 وما بعدها فيقول: “إن  القامعين  أو على الأقل بعضهم كانوا بالأمس القريب من معارضي نظام صدام المعروف بقمعه الوحشي لأي شكل من أشكال  الاحتجاج ...” ويبدي استغرابه من معارضة الأمس وهم ينفذون الأفعال الشنيعة، والقتل العلني بالشباب المنتفضين.

وباعتقادي شخصيا أن العقم قد بدأ عند تشكيل أول حكومة  على أساس المحاصصة الطائفية والإثنية  ولن ينجو العراق من هذا المأزق إلا بالتغيير الجذري ووحدة العراق، وبمساواة جميع أطيافه في الحقوق والواجبات، تحت خيمة الدولة المدنية الديمقراطية .

ومهد الكاتب لتجربة السيد العبادي الذي على حد قوله أحدث قطيعة بينه وبين حكم السيد المالكي وأول قرار ايجابي  اتخذه هو الغاء نواب رئيس الوزراء ونواب رئيس الجمهورية ، دون فسح المجال للمناورة وأشاد بالقرارات الإصلاحية التي اتخذها وحققها ومنها اقالة عدد من الصقور والنجاحات التي حققها عسكريا والتجديد بحكومته.

وكتب عن مشاعره وموقفه من الترشيح للوزارة وكثرة الدعوات التي تلقاها لغرض الترشيح وكان معتزا بتشجيع المفكر الراحل فالح عبد الجبار.

   وذكر كلمة ثناء بحق السيد  مقتدى الصدر الذي أقدم على التحالف مع الشيوعيين والعلمانيين في تحالف “ سائرون” متجاوزا الخلاف الفكري والسياسي. كذلك أثنى على الحزب الشيوعي العراقي “ الذي  تجاوز في ذلك التحالف  محددات وعوائق فكرية وسياسية راسخة” حسب رأيه. وفي الحقيقة أن الحزب كان في كل تحالفاته يحتفظ  باستقلاليته الفكرية والسياسية والتنظيمية، وفي حال مساس اي تحالف بهذه المبادئ الثلاثة فانه لا يبقى ضمنه.

وعن حكومة العبادي أدلى الكاتب بشهادة علمية وصريحة ودقيقة جدا، “ استمر تغوّل الكتل والأحزاب، ولم يستطع السيد العبادي الفكاك منها. تعززت لدي فيما بعد ومن مراقبة أدائه عن قرب بعد دخولي عضوا في حكومته، بأنه كان قد اكتشف مبكرا عجزه عن التحرر من شراك الأحزاب والمحاصصة. ومع كل المساومات  لم ينجح في اقالة نواب رئيس الجمهورية ، لأن القضاء عدها غير دستورية.

وتناول  تجربته كرئيس لجنة تنفيذية لإدراج الأهوار على لائحة التراث العالمي  وأشار إلى الإهمال المتعمد لهذه  المنطقة منذ تأسيس الدولة العراقية عام 1921، ومشيرا  إلى عدة دراسات قيمة لكتاب عراقيين وأجانب،  أشادوا  بالقيم الاقتصادية، والتاريخية، والتراثية والثقافية  والاجتماعية إلى جانب تكريس الافكار المتخلفة والاستعلائية الناتجة عن النظرة الاقطاعية . ودور النظام السابق ومحاولاته لتجفيف تلك المساحات المائية لمنع المعارضة من اللجوء إليها لغرض النضال ضد النظام القمعي...     

        وكرس الكاتب الفصل الرابع للدولة العقيمة موردا كثيرا من الشواهد تمثل صراعات وخبايا بين المتنفذين: الخصومات والصراعات والتصرفات التي لا تمت بصلة  لمسؤولياتهم، فضلا عن التعالي والاستبداد  وغيرها من الصفات التي لا تنسجم مع مهنية إدارة الدولة.

وأكثر الحديث عن الإنجازات العسكرية في مقارعة داعش واحتلالها للمدن العراقية ... وأشار إلى الكثير من الهنات والسقطات التي رافقت حكومة السيد حيد العبادي  إلا أنه لم ينس الإيجابيات: فكتب  أن السيد العبادي “كان يقوم بنفسه بتصميم الموازنات الحكومية مع مساعدة شكلية من بعض الموظفين في وزارة المالية”  وعند استلامه للوزارة كان في ميزانية الدولة (600مليون دولار) وعند تسليمها لعادل عبد المهدي كان في  خزينة الدولة (17 ترليون دولار)، ومن جانب آخر أن المدة التي حكم فيها السيد العبادي كانت الحرب دائرة ضد داعش وتحسب له إعادة الأراضي العراقية لسيطرة الدولة.

     وتم تشخيص دقيق للفوضى في الأداء الحكومي والإداري في مجالات عديدة منها قرارات نقل الصلاحيات من المركز إلى المحافظات ونسب انجاز المشاريع المتدنية وشلل العلاقة مع المحافظين والتحالفات المتحركة اللامبدئية، مبنية على اساس  المصالح الضيقة لجهات وأفراد، وليس على أساس البرامج الحزبية والسياسية  وهذا دليل آخر على عقم أداء الدولة . وحدد الكاتب سبب التلكؤ في تنفيذ المشاريع الذي يعود إلى: انعدام التمويل والفوضى الإدارية إلى جانب أمور أخرى ذكرها السيد د. حسن الجنابي في كتابه.

وركز الكاتب على المشاكل المزمنة  التي لا يمكن تجاوزها  وإذا نجحت  الحكومة بمعالجة  احتلال داعش  للأراضي العراقية ، إلا أنها لم تنجح في محاربة الفساد المستشري على الرغم  من تبنيها لهذا الملف: “فالفساد إذن ليس فقط  بالأموال والصفقات التجارية، وهي أكثر أنواع  الفساد وقاحة، بل كذلك في عرقلة العمل الحكومي “  وعلى رغم التصريحات لغالبية المتنفذين عن امتلاك ملفات فساد لشخصيات نافذة في الحكم إلا أنهم لم يقدموا ملفا واحدا خلال سنوات حكمهم . ويتوصل الكاتب إلى أن طبيعة النظام العقيم للحكم سوف لن يسمح بتقديم هذه الملفات لا اليوم ولا في أي زمن قادم، من دون التغيير الجذري لنظام الحكم.

وكرس الكاتب فصلا بكامله عن مشاكل البصرة؛ هذه المحافظة الكبيرة وبخاصة  احتياجها إلى ماء الشرب، إلى جانب الاحتياجات الكثيرة؛ ومنها معالجة البطالة والبنى التحتية والخدمات وسيادة المجاميع المسلحة  خارج القانون،  فضلا عن المشاكل التي تعاني منها محافظات العراق جميعا بتفاوت ليس كبيرا، وتوسع  في القضية الأولى  وامكانية حلها مشيرا إلى البديل القديم وهو الاعتماد على قناة البدعة، بعد ثبت عدم صلاحية مياه شط العرب للشرب وذكر ثلاثة أسباب لعدم صلاحيته ( زيادة الأنشطة البحرية والصناعات المتعلقة بها... كثرة الغوارق من البواخر والسفن والقطع البحرية بسبب الحروب... الصناعات النفطية وما يرافقها من أعمال أنشطة لا تلتزم بالمحددات البيئة نتيجة للحروب...). ويؤكد الكاتب أن حل مشكلة ماء الشرب في البصرة  هو “اتخاذ قرار لا رجعة فيه بتحلية  مياه البحر”. بعد تلوث ماء شط العرب  بشتى أنواع القذارات التي تصب فيه.

     وتناول في فصل آخر  جميع الملابسات التي مرت على سد الموصل منذ احتلال داعش والذي  بقي في أيديهم سنتين وحاول الكاتب اعطاء صورة واضحة، وما  يتطلب  من حماية وصيانة لكي يجري الإفادة منه بشكل جيد، بعد أن تجاوز عمره السبعين عاما، وبعد مفاوضات  بين فيلق المهندسين الأمريكيين المشرف، وشركة تريفي الايطالية، فضلا عن الكادر المتخصص لوزارة  الموارد المائية. استقر السد بعد إجراء الصيانة اللازمة. ولكن لم تنقطع الدعاية باحتمال انهيار السد (كلام الصحافة وغير المتخصصين).

أخذ الكاتب منحيين في كتابة تجربته: الأول الجانب السياسي وقد استعرضنا ما تيسر من معلومات وحقائق بشأنه. والآخر يتضمن جانبا مهنيا يتعلق بالموارد المائية وتدويرها بين المحافظات وبخاصة البصرة .. وربط النقطة الثانية واخفاقاتها بالعقم في إدارة الدولة.

اعتقد أن هذا الكتاب مهم جدا وموضوعي، وقد كشف عن كثير من الأمور التي تدور في كواليس الحكومات المتعاقبة  في العراق،  وهو جدير بالقراءة والتأمل .

 ************************************

حقيقة يوم ٣ تشرين الأول ١٩٣٢!

خليل ابراهيم العبيدي      

 

خضع العراق بعد الاحتلال البريطاني له عام 1917 لنظام الانتداب الذي اقرته عصبة الأمم وحددت اقاليمه بموجب المادة 22 من عهدها وشملت المستعمرات والأقاليم التي لم تعد بفعل الحرب خاضعة لسيادة الدول التي كانت تحكمها والتي تسكنها شعوب ما زالت بعد غير قادرة على حكم نفسها في ظروف العالم الحديث المعقد، كما تقول تلك المادة.

وهذا النظام من حيث المبدأ يعني الاعتراف الدولي الصريح بشرعية استعمار الدول والأقاليم التي كانت خاضعة للامبراطورية العثمانية ودول المحور الاخرى، وانتقاص من قيمة شعوبها تحت لافتة الشعوب غير القادرة على حكم أنفسها، وهي مقولة روجتها الدول الاستعمارية آنذاك وكانت وراء تأسيس عصبة الامم، بدليل أن ثورة العشرين كانت بمثابة الاعلان الصريح عن وعي العراقيين في أمور بلدهم وبإمكانية تشكيل دولة ذات سيادة.

وفي البداية تم تكبيل العراق بعد الثورة بمعاهدة 1922، المخلة بالسيادة والتي أطلقت يد بريطانيا المحتلة في ادارة شؤون العراق تحت وصاية المندوب السامي البريطاني والمسز بيل، ليؤسس في ضوء الانتداب ما سمي بالحكم الوطني بزعامة ملك تم الاتيان به، وبرلمان كل اعضائه من شيوخ العشائر والاقطاعيين، وجنرالات الجيش العثماني المتعاونين مع بريطانيا في احتلال بلدهم العراق، وكذلك وزارات شكلها أولئك الجنرالات وكبار التجار حملة الرأسمال الاقطاعي.

 وظل البرلمان المشكل بموجب دستور عام 1925 ينتج كل سنة وزارة تقريبا بسبب صراع المصالح الذاتية للأعضاء واملاءات المحتلين، فيما هناك نمو للحركة الوطنية المعارضة للانتداب والحكومات التابعة له. وفي عام 1930 وتحت تأثير وضغط   اليسار المتنامي في العراق، اضطرت بريطانيا الى اقتراح معاهدة جديدة بأسلوب قديم لتمهد بموجب هذه المعاهدة دخول العراق إلى عصبة الامم وهو في ظل احتلالها المغلف بالاستقلال الشكلي، ولغرض إطلاع القارئ الكريم على نوعية الاستقلال المزعوم، اليكم بعض نصوص وملاحق هذه المعاهدة، حيث تركز هذه المعاهدة على أساسيين، كما ورد فيها:

1... الاعتراف بحفظ المواصلات الجوية البريطانية وحمايتها بصورة دائمة وفي جميع الاحوال.

2...دخول العراق عصبة الامم عام 1932.

ان المعاهدة، وفق تصريح المندوبين الى الصحف المحلية والعالمية، آنذاك، سوف تصبح نافذة بعد دخول العراق عصبة الامم. وعبارة بعد تشير الى عدم اكتمال السيادة بموجب عهد العصبة الدولية. ولذلك تمت الاشارة الى كلمة بعد. لأنها معاهدة مكبلة ومقيدة للعراق، وبرأينا كانت بنودها بنود اذعان، وفي المعاهدة ملاحق عديدة منها:

 

الملحق العسكري وفيه:

 

1.إقامة قوات بريطانية في معسكر الهنيدي (الرشيد حاليا) والموصل لمدة خمس سنوات تبدأ من تنفيذ المعاهدة.

2.حصول القوات البريطانية على إمتيازات في شؤون القضاء والعائدات الأميرية بما في ذلك الاعفاء من الضرائب.

3.التشديد على التسهيلات الممكنة لتنقل القوات البريطانية وتدريبها.

4.إقامة حرس يقدمه العراق لحماية القواعد الجوية البريطانية.

  1. توحيد الجيش البريطاني والعراقي في السلاح والعتاد والتدريب واللباس.

6.تعليم الضباط العراقيين في بريطانيا وشراء العراق الأسلحة من بريطانيا مع استخدام الضباط البريطانيين للأمور الاستشارية في الجيش العراقي.

7.حق القوات البريطانية في استعمال طرق العراق وسككه الحديد وطرقه المائية وموانئه ومطاراته، والسماح للسفن البريطانية في زيارة شط العرب بشرط اعلام الحكومة العراقية بذلك.

 

الملحق المالي

 

1.تلتزم الحكومة العراقية بشراء مخلفات الجيش البريطاني (الذي سيتركه في معسكري الموصل والهنيدي خلال خمسة اعوام من ننفيذ المعاهدة) بقيمة ثلث كلفتها.

2.ان بريطانيا لا تدفع إيجارا عن المطارات التي تستعملها في العراق متى كانت اميرية. لا تدفع ايجار، يعني الاستعمال بالقوة.

3.ان تعفى تلك الأراضي من الضرائب والرسوم.

4.ان تقام طرق انتقال السكك الحديد وميناء البصرة من بريطانيا الى العراق.

5.ان تعقد اتفاقيات خاصة بين الطرفين بشأن السكك الحديدية والميناء وأبقت هذين المرفقين تحت السيطرة البريطانية بصورة غير مباشرة.

 

الملحق القضائي

 

1.ألزمت الاتفاقية القضائية العراق باستخدام عدد من الخبراء القانونيين البريطانيين لمدة عشر سنوات يخولون سلطات قضائية وفقا لقوانين العراق، وذلك لغرض تسهيل تأسيس النظم القضائية الحديثة وتطبيقها، وإعطاء هؤلاء الخبراء صلاحية رئاسة المحكمة التي يكون فيها أحد الطرفين المتقاضيين من الرعايا البريطانيين او دولة اجنبية غربية.

ان هذه المعاهدة الممهدة لاستقلال العراق كما يزعم (دعاة اليوم الوطني للاستقلال في ٣ تشرين الثاني )، هي في متنها وملاحقها تكريس  للانتداب  وتفعيل  لدور المحتل المتغطرس في إذلال شعب انتفض في ثورة العشرين، وتعمية عن الدور الذي أسست من أجله عصبة الأمم ألا وهو تقنين استعباد الشعوب باسم عضوية العصبة، ولو كانت العصبة تقبل في عضويتها الدول المستقلة لما أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارها المرقم 1514( د،15 ) والمؤرخ في 14 كانون اول 1960 الشهير القاضي بمنح الاستقلال للبلدان والشعوب المستعمرة، وشكلت لجنة تصفية الاستعمار.

إن العراق نال الاستقلال الحقيقي عام 1958 بعد قيام ثورة 14 تموز، حيث تكسرت سلطة الاسترليني وتحطم حلف السنتو، المعاهدة المركزية، أو حلف بغداد وانتهت تبعية العراق للتاج البريطاني، وشلت يد السفارة البريطانية في صنع الوزارات، وليس في 3 تشرين الأول عام 1932، يوم الدخول الشكلي لدولة تحت النفوذ البريطاني الى عصبة الامم.  والحديث عن يوم الاستقلال يجب ان يجري تحت قبة البرلمان بعد مناقشة شعبية وتأريخية لهذا اليوم، وان لا يفرض من دون تشريع قانون حينما أعلنته السلطة التنفيذية عطلة رسمية واعدته يوم الاستقلال بدون سند قانوني.

ان يوم ٣ تشرين هو دخول شكلي للعراق الى عصبة الأمم ولا يمكن اعتباره عيدا وطنيا والذي تجسد في الوجدان العراقي بيوم قيام ثورة ١٤ تموز ١٩٥٨ المجيدة.

 *******************************************************

الصفحة الثالثة عشر

 

زاهد محمد زهدي.. الشاعر المناضل *

ولد لعائلة كادحة في مدينة الحي، التابعة للواء الكوت (محافظة واسط حالياً) في العام 1930. وكان منذ صغره نابهاً ذكياً يتذكر انه وهو تلميذ في المدرسة الابتدائية، كان يقرأ القرآن على مسمع والدته بطلب منها. ولعل قراءته هذه قد وسعت مداركه وجعلته متفوقاً على اقرانه. وبرغم صعوبات العيش التي كانت تواجهها عائلته كان احد الاوائل الثلاثة من تلاميذ المحافظة في نتائج امتحان البكالوريا للصف السادس الابتدائي، الامر الذي أّهّله لدخول كلية الملك فيصل، التي انشئت بادارة انكليزية في العهد الملكي لتستقطب الطلبة النابهين من جميع انحاء العراق وتأهيلهم ليكونوا من الكوادر التي تخدم النظام الملكي. غير ان نباهة طلابها وذكاءهم جعلت من الكلية بؤرة للنشاط الوطني الديمقراطي. وكان من بين منتسبيها عدد ممن اصبحوا في ما بعد من وجوه الحركة الوطنية الديمقراطية اليسارية من امثال الفقيد عامر عبد الله والشهيد حمزة سلمان ونوري عبد الرزاق حسين وشاعرنا زاهد محمد.

وبسبب من نشاط طلبة الكلية الوطني، ايام تصاعد المد الوطني الديمقراطي في النصف الثاني من اربعينيات القرن الماضي، والاضراب الذي اعلنوه، جرى اغلاق الكلية والغاؤها، وكان ذلك قبل ان يكمل زاهد مرحلة الدراسة المتوسطة.

بعد غلق الكلية عمل زاهد في مديرية السكك الحديد في الشالجية. وكان احد قادة اضراب عمال السكك في العام 1948، بعد وثبة كانون الثاني المجيدة. وتعرض وقتذاك الى محاولة اغتيال من قبل احد افراد الشرطة السرية، الا انه نجا من المحاولة الاثيمة بعد ان جرح في يده عندما صد عدوان الشرطي.

وبسبب من نشاطه البارز في الاضراب صدر امر إلقاء القبض عليه من قبل سلطات الامن الملكي، فأضطر الى الاختفاء، غير ان جهاز الامن استطاع اعتقاله وزجه في التوقيف، مما اثار عمال السكك في الشالجية، الذي خرجوا بمظاهرة ضخمة من الشالجية الى دار رئيس الوزراء المرحوم السيد محمد الصدر للمطالبة باطلاق سراحه هاتفين: “حق باطل زاهدنه انريده”! واطلق سراحه على اثر المظاهرة.

وتعرض زاهد للاعتقال خلال الحملة التي شنها الحكم الملكي على القوى الوطنية الديمقراطية، وفي طليعتها الحزب الشيوعي العراقي انتقاماً من الشعب العراقي ووثبته المجيدة.

وجرى تقديم زاهد الى المجلس العرفي العسكري، مع المئات من المناضلين الوطنيين اليساريين، وغالبيتهم من الشيوعيين، والحكم عليه بالسجن لمدة سنتين، تضاعفت الى ثماني سنوات بحجج مفتعلة من قبيل قراءة نشيد او هتاف داخل السجن او القيام بإضراب عن الطعام للمطالبة بحقوقهم، التي نص عليها القانون باعتبارهم سجناء سياسيين.

وفي سجن الكوت ونقرة السلمان وبعقوبة تفتقت قريحة زاهد الشعرية، فنظم الكثير من القصائد والاناشيد الوطنية بالشعر الشعبي والفصيح التي يضمها هذا الكتاب.

اطلق سراح زاهد من السجن في العام 1956 وجرى سوقه الى الخدمة العسكرية في معسكر الشعيبة في البصرة.

وبعد انهائه الخدمة العسكرية عمل في معمل الكوكا كولا في البصرة ليشهد ما يعانيه العمال من استغلال ارباب العمل والتعرف على حياتهم عن قرب.

ولتعلق زاهد بأهداف حركة السلم حاول السفر للمشاركة في مهرجان الشبيبة والطلبة في موسكو في العام 1957، الا انه القي القبض عليه في مركز صفوان الحدودي، واطلق سراحه بكفالة لعدم وجود ذريعة لتقديمه للمحاكمة وسجنه مرة اخرى.

وبعد انتصار ثورة الرابع عشر من تموز المجيدة في العام 1958 ذاع صيت زاهد محمد باعتباره شاعراً شعبياً متعدد المواهب. وعمل في الاذاعة وساهم في تقديم الكثير من الاغاني والأناشيد الوطنية. الامر الذي اثار حقد القوى اليمينية التي اغتنمت الفرصة لفصله من الاذاعة. وفي اعقاب فصله من الاذاعة نظم قصيدة “ تهيّب يل تهز السوط” التي يجد القارئ قصتها في موضع اخر من الصفحة.

ولعل اشهر قصائده الشعبية بعد ثورة تموز المجيدة هي قصيدة “هر بجي كردي وعرب رمز النضال” التي لحنها وغناها الفنان المشهور الفقيد احمد الخليل. القصيدة/ الاغنية التي ما زالت تلهب احاسيس ابناء الشعب وتعزز وحدة العرب والاكراد في الوطن الواحد.

في العام 1960 تزوج زاهد قريبته الفاضلة زهرة قاسم محمد حسن آل خميس، التي انجبت منه اولاده عمار وبشار وسالار والفقيد بختيار الذي توفي في حادث مؤسف.

وفي العام 1963، وفي اعقاب الانقلاب الفاشي المشؤوم في الثامن من شباط استطاع زاهد الافلات من الانقلابيين بالعبور الى ايران ومنها الى موسكو.

ومُنح الفقيد زاهد وزوجته زمالتين دراسيتين في جمهورية جيكوسلوفاكيا، فالتحقا بالدراسة في براغ ونالا شهادة الدكتوراه في الاقتصاد.

وعندما كان زاهد في براغ ساهم في اعداد برامج اذاعية لـ “اذاعة صوت الشعب العراقي” التابعة للحزب الشيوعي العراقي والتي كانت تبث برامجها من صوفيا عاصمة جمهورية بلغاريا الشعبية من صيف 1963 حتى صيف 1968. كما عمل في نفس الوقت في القسم العربي من اذاعة براغ.

عاد الى العراق في العام 1973 وعمل في وزارة التخطيط ثم في مديرية السكك الحديد. وغادر العراق في الثاني والعشرين من حزيران 1982 ولم يعد اليه.

عمل في السعودية عدة سنوات في اعمال حرة، وساهم وهو هناك في اذاعة صوت الشعب العراقي المعارضة للنظام الدكتاتوري.  ولا يفوتنا ان نذكر ان الفقيد زاهد محمد زهدي كان ينظم القريض ايضاً. كما انه كان يكتب في صحافة المعارضة العراقية في تسعينيات القرن الماضي.

وبرغم المرض الخبيث الذي اصابه في السنوات الاخيرة فانه لم ينقطع عن الاهتمام بعمل المعارضة العراقية والمساهمة فيه قدر استطاعته، ويرنو الى يوم العودة للعراق بعد الخلاص من النظام الدكتاتوري. الا ان المرض لم يمهله لتحقيق امنيته هذه إذ غادرنا في احد مستشفيات لندن في الثامن والعشرين من أيلول 2001. ودفن في مقبرة هايغيت في الركن القريب من ضريح كارل ماركس، وهو الركن الذي يضم رفات العديد من المناضلين العراقيين الذي توفوا في الغربة. وبذلك فقد الشعر الشعبي في العراق علماً من اعلامه وفقدت الحركة الوطنية مناضلاً مخلصاً قدم الكثير في مسيرته النضالية المجيدة.

عبد الرزاق الصافي

لندن تموز 2009

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* مقدمة كتيب (أغاني وأناشيد من تراث زاهد محمد) اعداد عبدالرزاق الصافي – دار الرواد 2009. وقد اعتمدت مواضيع هذه الصفحة على محتويات هذا الكتيب.

 

من اغاني السجون العراقية 1949- 1958

دأب السجناء السياسيون على تحدي سجانيهم بإنشاد الاناشيد الوطنية والاغاني الشعبية التي يغيّرون كلماتها بكلمات يكتبونها هم تشير الى صمودهم واصرارهم على التمسك بمبادئهم وادانة السلطات الدكتاتورية الفاشية.

وفي هذا المجال يشهد الكثيرون، من ارتادوا السجون ان صاحب هذه المجموعة كان له الدور الاكبر في كتابة هذه الاغاني في السجون التي دفع ثمنها محكوميات اضافية وهو داخل السجن.

وبغض النظر عن السجن الذي كانت تكتب فيه الاغنية، سواء الكوت او بعقوبة او نقرة السلمان، او العديد من محطات التوقيف، فانها كانت تنتشر الى المواقع الاخرى بمجرد انتقال احد السجناء اليها.

ومن مجموعة “اغاني الطريق” استقينا بعض ما ورد فيها من تأليف صاحب هذه المجموعة.

اغنية سالم حزبنا

هذه الاغنية كتبت بتاريخ 31/ 3/ 1950 لمناسبة قيام السجناء الشيوعيين واصدقائهم من السجناء السياسيين الوطنيين في سجن نقرة السلمان، بالاحتفال بذكرى تأسيس حزبهم. وكانت في الاساس بعنوان “سالم حزبنا” الا ان الشاعر ابدلها بـ “سالم شعبنا” لاعطائها طابعاً وطنياً عاماً يرتبط بمشاعر كل السجناء وكل الوطنيين تجاه شعبهم الذي ضحوا من اجله ووطنهم الذي أحبوه.

 

سالم حزبنا

 

سالم حزبنه.. ماهمته الصدمات .. سالم حزبنه

يخسه اليضدنه.. والشعب حي ما مات.. يخسه اليضدنه

واحنه المشينه.. عالجسر وسط النار .. احنه المشينه

نحفر بدينه .. كَبرك يالاستعمار.. نحفر بدينه

امشي نزوره .. ولنكَرة السلمان .. امشي نزوره

رمز البطوله .. شامخ عله السجّان .. رمز البطوله

سالم حزبنه .. ما همته الصدمات .. سالم حزبنه .

يخسه اليضدنه/ والشعب حي ما مات/ يخسه اليضدنه

 

نشيد انصار السلام

 

نحن ندعو للسلام  للسلام

نحن اعداء الحروب                     الحروب

سوف نمضي للامام                    للامام

نحو تحرير الشعوب                    الشعوب

نحن ندعو للسلام

نحن اعداء الحروب

يقبس المشعل منا  نوره الزاهي الجميل

عرف التاريخ عنا ثورة في كل حين

 

نحن ندعو للسلام

نحن اعداء الحروب

شعلة السلم انيري       افق هذي الكائنات

يا جموع الشعب سيري                       نحو اوكار الطغاة

واخرقي ظلّ القبور                            كي نرى نور الحياة

نحن ندعو للسلام

نحن اعداء الحروب

كلما راح شهيد            جاءنا الف نصير

لم تفرقنا قيود              او دعايات الاجير

صوتنا نور مضيء                             وشذى زاهي العبير

نحن ندعو للسلام

نحن اعداء الحروب

يلرايح للحزب خذني

 

كانت هذه الاغنية تُغنى خلال الحفل الذي اعتاد السجناء اقامته لكل سجين يحل موعد اطلاق سراحه، وهي تعبير عن رغبة السجناء في مشاركة شعبهم نضاله الدؤوب، إذ يعتبرون سنوات يجنهم بمثابة دين في اعناقهم، بل ويكلفون السجين المطلق سراحه بأن يعتذر نيابة عنهم، اذ هم في السجن عاجزون عن مشاركة شعبهم نضاله المجيد.

أبدل الفقيد كلمة الحزب حيثما وردت في الاغنية وجعلها الشعب. وقد آثرت ان ابقيها كما هي في الاصل مع اشارة الى ما اراده الفقيد. ومن المعروف ان هذه الاغنية كانت من الاغاني الاثيرة للشهيد البطل الرفيق سلام عادل عندما كان سجيناً في سجن نقرة السلمان.  

يلرايح للحزب خذني ...           وبنار المعركة ذبني

برگبتي دين اريد أوفي ...         عن أيام المضت مني

يا خي لو شبت النيران           لو حلت ساعة العدوان

لو نادى حزبك الشجعان         تقدم واعتذر عني

شعبنا يحارب العدوان            وعازم يهزم الطغيان

يا وسفة بنكرة السلمان           أظل مقيد بسجني

شعبك دوم سالم وغانم           شوكة بعين العدو الظالم

ويقوده كل بطل حازم           سعادة للشعب يبني

خل گلبك يحقد اعلى عداك

وعيهم خل يثور دماك

من دمي هاك اخذ وياك

هدية للشعب مني

 ***************************************

في ذكرى رحيل زوجي

الشاعر زاهد محمد

مؤلم جداً فقدان الزوج الذي كان يمثل كل كيان حياتي، أشعر بالحزن العميق يرافقي في كل محطات حياتي منذ رحيله. عشرون عاماً أحارب فيها حزني بتصفح شريط الذكريات التي لا يمكن أن تنسى. عشنا أحداثا مليئة بالمغامرة والتضحيات .. أشتاق لتلك الأيام التي كان فيها ثائراً بشعره الجميل ضد الطغاة، وروحه النضالية التي واجه بها أجهزة القمع .. لا أنسى أبداً صبره وتحمله معاناة الحياة وتضحياته الكبيرة وكفاحه الوطني من أجل عراقنا الحبيب.. بقلبه الحنون كان يكتب أغاني للحياة والوطن، كان يغطي كل لحظاتنا الجميلة وأماسينا بين الأحبة والأصدقاء من رموز الشعر والأدب والسياسة في مجتمعنا العراقي والعربي.

نم قرير العين يا حبيبي، لقد أديت رسالتك الإنسانية العظيمة بكل الود والمحبة، لن ننساك يوما ما حيينا، فأنت الغائب الحاضر، صورتك مشرقة في عيون محبيك، متغلغلة في مخيلتنا، يزداد شوقنا وحنيننا إليك في كل الأوقات.

الرحمة الأبدية على روحك الطاهرة، سيبقى حزني عليك إلى الأبد، أعيش على ذكراك الطيبة، أنشد أشعارك الكثيرة لأشعر بوجودك معنا، أشارك الأحباء بمآثرك وحكاياتك الجميلة التي ستبقى عالقة بذاكرة محبيك.

 

الدكتورة زهرة قاسم حسن الخميس

 ***********************************

 

تهيّب يل تهز السوط

هذه القصيدة لها قصة معروفة وطريفة لا بد من ايرادها ليكون القارئ على بينة منها، ذلك انها القيت في احتفال اقيم على حدائق (اتحاد الادباء العراقيين) وبحضور الزعيم الراحل عبد الكريم قاسم ورئيس الاتحاد الشاعر الكبير محمد مهدي الجواهري والكثير من الشعراء والادباء والجمهور.

كان الشاعر حينها قد فُصل لتوه من اذاعة بغداد، كما تم التخلص من عدد كبير من الادباء والشعراء والاذاعيين المحسوبين على الاتجاه التقدمي اليساري، وذلك بعد تفاقم نفوذ القوى التي يحركها البعثيون والقوميون المرتدون عن تأييد الثورة بدعوى ما اعتبروه تنامياً في “المد الاحمر”. اذكر هنا قول الجواهري رحمه الله: “وصنوك الثور يثأر غيضه بالاحمر”.

وقبل موعد هذا الحفل اتصل سكرتير اتحاد الادباء الدكتور الراحل صلاح خالص بالشاعر واخبره عن الحفل وطلب منه ان يهيئ قصيدة شعبية لالقائها في الحفل امام الزعيم عبد الكريم قاسم وسوف يقنعون الجواهري بأن يفتح مع عبد الكريم موضوع فصلي من الاذاعة ويطلب اليه التدخل في الامر واعادتي اليها.

ورغم اعتقادي الثابت في حينه بأن هذا الامر لا يتوقع حدوثه، لان الحملة الشرسة ضد القوى الوطنية كانت قد اتسعت الى ابعاد عريضة، وامتدت الى الكثير من اجهزة الدولة الى جانب حركة نشطة من الاعتقالات والاضطهاد وحتى التعذيب، فان الشاعر آثر الاستجابة لطلب الدكتور صلاح خالص رحمه الله ونظم هذه القصيدة، التي كان لها صدى كبير على المستمعين. واجزم الآن والجواهري بين يدي ربه، انه لو كان اطلع عليها، لما سمح بإلقائها امام الزعيم تجنباً للحرج.

واذكر هنا بعض الامور المتعلقة بهذه القصيدة:

- كان مطلع القصيدة، بحد ذاته، “استفزازيا” كما هو واضح. الامر الذي اثار استغراب واستنكار بعض ضباط الحرس المرافقين للزعيم ممن يكنون العداء للقوى الوطنية. كانت علائم الاستغراب واضحة على الجواهري رحمه الله، اذ لاحظ الشاعر انه كان يتحدث او يلتفت الى الدكتور صلاح خالص بملامح تدل على الشعور بالحرج.

للحقيقة والتاريخ فان الشخص الوحيد من الحضور بين “علية القوم” ممن لم ينفعل او يبدو عليه الانزعاج كان الزعيم الراحل عبد الكريم قاسم، الذي كانت تبدو عليه علامات الرضا الواضحة والابتسامة الهادئة. بعد انتهاء الشاعر من القاء قصيدته وقف الزعيم الوطني عبد الكريم قاسم وتقدم من مكانه خطوتين باتجاه الشاعر ليصافحه. وكان هذا الحوار السريع:

الزعيم: هاي شنو؟ انت مفصول من الاذاعة؟

الشاعر: نعم سيادة الزعيم فصلوني، ومعي عدد كبير من الكتاب.

وهنا التفت الزعيم الى احد مرافقيه او سكرتيره – لا ادري – وطلب منه تحديد موعد قريب لي لمواجهته في مكتبه بوزارة الدفاع.

تم تحديد الموعد وكان خلال اسبوع وفي يوم تصدر فيه عادة جريدة كان يحررها المرحوم شمران الياسري (ابو كاطع) فقرر الشاعر عدم الذهاب الى الموعد مع الزعيم عبد الكريم قاسم وطلب بدلا من الذهاب ان ينشر له الياسري في مكان لافت ابياتاً من الشعر لا تتجاوز المقطع الواحد تحت عنوان “ قصيدة جديدة لزاهد محمد – الاسبوع القادم – عنوانها “يفداك من راعك”. (وهي كلمة تقال لمن تعرض لاعتداء او معاملة ظالمة. وكنا نتداولها ايام الحكم الملكي لمن يجري توقيفه او سجنه ويطلق سراحه.

وهكذا تم الاتفاق ونشرت مقاطع القصيدة الجديدة. ولم يذهب الشاعر لملاقاة الزعيم الراحل رحمه الله. فقد كان رجلا مفعماً بالروح الوطنية، بحب العراق وشعب العراق، وقد اراد لعراق خيرا واراد الآخرون على اختلاف مشاربهم أمرا آخر...

اخيراً فان قصيدة “تهيب يل تهز السوط” قد فقدت سوى مقطعها الاول والاخير، وبداية احد مقاطعها الوسطى ذكرني بها احد الاصدقاء. غير ان الامل لا ينقطع بالحصول عليها كاملة، اذ كان الجواهري قد اخذها من الشاعر فور الانتهاء من القائها، ونشرها كاملة في جريدته “الرأي العام” وتحت عنوان “القصيدة الشامخة”.

واليكم  (تهيب يل تهزّ السوط):

 

عاين گلّب التاريخ

عمر الظلم ليلة ويوم

لا بد ما يشيل الرأس

لو هبّت شمال الريح

بگلوب الشعبْ واشْهر

غاد تضيّع المشراد

أعيد حچايته لسمعك

تهيّب يل تهز السوط

سرى وهز الأرض مسراه

سرى وهز الأرض مسراه

(بقية المقطع مفقودة)

واحذر غضبه المظلوم

عمر الظلم ليلة ويوم

لو عمّر ودام أجيال

مظلوم ويغير الحال

رخوه وانعشت آمال

سلاح اعلى الظلم قتّال

وتگول النذير إشگال

خاف الامر ما مفهوم

واحذر غضبة المظلوم

ضباط وجنود واحرار

مثل سيل انحدر جبّار

 

اما المقطع الأخير من القصيدة فهو:

 

يا (عبد الكريم) اسلم

صنفين (المحبة) تصير

حب مزيف وغاوي

وحب أبيض شريف وبى

ذراعك حكم خليّها

يوم اللي جرى دمها

يا (عبدالكريم( إحنه

بتراب الوطن نحلف

تهيب ! لا تهز السوط

واحذر من غدر مستور

حب صادق نقي وحب زور

بثناياه الغدر مضمور

تساوي الباطن ومظهور

بين المخلص وموتور

گلب شامت وگلب يفور

إلك دون النوايب سور

عنك ما انثنيا يوم

واحذر غضبة المظلوم

 ******************************************

 

الصفحة الرابعة عشر

 

ما الذي تغير على بنية الامبريالية بين الأمس واليوم؟

ماهر الشريف

 

كان مهدي عامل من بين المجتهدين العرب القلائل الذين حاولوا أن يقدموا مساهمات عربية متميّزة في حقل الفكر الماركسي، وأن يسعوا إلى “تمييز” المفاهيم الأساسية للماركسية عربياً.

صحيح أن أفكاره اندرجت في إطار نظريات التبعية التي اعتبر أنصارها أن تطور الرأسمالية غير المتكافئ خلق مركزاً وأطرافاً في إطار “نظام عالمي” واحد، هو النظام الرأسمالي العالمي، وأن العلاقات بين دول هذا المركز وبين دول الأطراف تقوم على أساس نهب المركز للأطراف، بما يعيق بالتالي تصنيع هذه الأخيرة وسيرها على طريق التنمية، إلا  أن مهدي عامل ساهم في إغناء نظريات التبعية هذه من خلال التمييز الذي أقامه بين البنية الإمبريالية المسيطرة في المركز والبنية الكولونيالية التابعة في الأطراف، من جهة، وبين نمط الإنتاج الرأسمالي السائد في الأولى ونمط الإنتاج الكولونيالي السائد في الثانية، من جهة ثانية، مقدّراً أن نمط الإنتاج الكولونيالي هذا يعيد إنتاج “التخلف”، وأن تحرر البلدان التي يسود فيها  من التبعية للامبريالية لا يمكن أن يحصل إلّا بالانتقال من الرأسمالية إلى الاشتراكية.

هذه الأفكار والاجتهادات بلورها مهدي عامل في السبعينيات والنصف الثاني من ثمانينيات القرن الماضي؛ ومنذ ذلك التاريخ نشأت في العالم ظواهر جديدة، من بينها انهيار النظام “الاشتراكي”، وبروز الدول الصاعدة على مسرح الأحداث والتغيّر الذي طرأ على بنية الإميريالية، الأمر الذي جعل بعض الباحثين الماركسيين يعيد النظر في الأفكار التي أنتجتها “مدرسة التبعية”، وخصوصاً بعد تطوّر عمليات التصنيع في العديد من البلدان الرأسمالية التابعة، مثل الأرجنتين أو البرازيل في أمريكا اللاتينية، أو كوريا أو الهند في آسيا، أو الجزائر أو ساحل العاج في إفريقيا.

وسأجتهد في ذكرى استشهاد مهدي عامل في تقديم بعض الأفكار حول هذه الظواهر الجديدة، وخصوصاً في ما يتعلق بالتطور الذي طرأ على بنية الإمبريالية في العقود الأخيرة.

فمنذ ثمانينيات القرن العشرين، ترافقت ظاهرة العولمة مع بروز النيوليبرالية التي باتت هي الوجه الاقتصادي للإمبريالية، بحيث صارت آليات السوق تتحكم في مصائر البشر، وصار الاقتصاد يفرض إرادته على المجتمع، ويتم انسحاب الدولة من مجال الخدمات الاجتماعية والتوزيع الاجتماعي، وتتسارع عمليات الخصخصة وتقليص حجم القطاع العام وإضعاف قوة النقابات العمالية، وتتعمق ظاهرة تدمير البيئة. وقد ساهم صندوق النقد الدولي والبنك الدولي في فرض هذه السياسات النيوليبرالية في معظم أنحاء العالم. وفي البلدان النامية، صارت المنظمات غير الحكومية، التي تحظى بتمويل من الدول والمؤسسات الغربية والبنك الدولي تسعى إلى ملء الفراغ الذي خلفه انسحاب الدولة من مجال الرعاية الاجتماعية>

وقد أدت العولمة إلى تحول حقيقي في الاقتصاد العالمي. فبحسب المقاربات الكلاسيكية تقوم الإمبريالية بدرجة عالية تمركز الإنتاج ورأس المال، واندماج رأس المال المصرفي ورأس المال الصناعي وبروز رأس المال المالي، بتصدير رؤوس الأموال على نطاق واسع إلى البلدان التابعة مع منتجاتها؛ لكن اليوم  لم تعد رؤوس الأموال تتحرك بشكل رئيسي من الشمال إلى الجنوب، بل صارت تنتقل من بلدان الجنوب إلى البلدان المتقدمة في الشمال، وخصوصاً على شكل خدمة الديون. ومن ناحية أخرى، صارت الشركات الرأسمالية الكبرى في بلدان الشمال تنقل مصانعها إلى بلدان الجنوب، حيث المواد الخام والأيدي العاملة الرخيصة، أو توزع  عملياتها الإنتاجية، من مرحلة التصميم إلى مرحلة الإنتاج  والتسليم إلى المستهلك النهائي، على عدة بلدان من الشمال والجنوب على حد سواء، بحيث باتت  صورة الاقتصاد العالمي صورة اندماج قطاعات من الاقتصادات القومية في ظل سيطرة الشركات متعددة الجنسيات، الأمر الذي ساهم في تسريع عمليات التصنيع في البلدان الصاعدة، وفي جعل العاملين في بلدان معينة يعملون لحساب شركات خاضعة لسيطرة أجنبية .

وبغية تحليل هذه الظاهرة الجديدة، أصدر الناشط  والمفكر الماركسي الإيطالي أنطونيو نيغري بالتعاون مع الأستاذ الأمريكي للأدب المقارن مايكل هاردت في سنة 2000،  كتاب “الإمبراطورية”، الذي توقفا فيه عند بروز ظاهرة جديدة تتمثل في إمبراطورية عابرة للقومية لامركزية، لم تعد امتداداً لسيادة دولة ما إلى ما وراء حدودها، بحيث صار رأس المال العابر للقوميات هو الذي يهيمن على عملية إعادة إنتاج  رأس المال في العالم، وصارت سياسات القوى الرأسمالية الكبرى توظف في خدمة مصالح رأس المال هذا. ومن هنا، قدّر البعض أن الإمبريالية الأمريكية، رغم قوتها العسكرية الهائلة وقدرتها على التدخل العسكري في جميع أنحاء العالم، باتت تندرج ضمن الإطار الأوسع لإمبريالية رأس المال المالي المعولم  الذي تخدمه الدول القومية،  حتى وإن كانت ما زالت تلعب الدور الأساسي في تعزيز وحماية مصالح رأس المال المالي المعولم هذا.

ومن المعروف أن هذا النظام واجه صعوبات خطيرة في السنوات الأخيرة، تجلت بوجه خاص خلال أزمة سنة 2008 الكبرى التي انطلقت من الولايات المتحدة الأميركية نفسها، وكشفت عن هيمنة البنوك الكبرى وطابعها الطفيلي والاستغلالي للعالم، كما فضحت “عمليات الإنقاذ” التي قامت بها حكومات الدول التي قامت بتوزيع مليارات الدولارات من الأموال العامة ومن جيوب دافعي الضرائب لإنقاذ البنوك المتعثرة. وقدّر بعض المحللين أن “الترامبية” كانت إلى حد كبير ردة فعل على الآثار المدمرة التي خلفتها أزمة سنة 2008 على قطاعات واسعة من المجتمع، معتبراً  أن أسس “الترامبية” تكمن في انقسام عميق للبرجوازية الأمريكية، بين برجوازية كبيرة معولمة، وبرجوازية صارت تعاني من تبعات العولمة، وتطمح إلى حماية السوق الداخلية وتعظيم شأن “الأمركة” على أساس شعار “أميركا أولاً”، واللجوء إلى الحروب التجارية بغية وقف تراجع الولايات المتحدة على الصعيد العالمي، خصوصاً وأن الولايات المتحدة، التي استندت هيمنتها على الإنتاج والقوة المالية والعسكرية في سنوات ما بعد الحرب العالمية الثانية مباشرة، راحت تفقد تفوقها الإنتاجي منذ مطلع سبعينيات القرن العشرين، وهي قد تفقد في المستقبل التفوق المالي بحيث تقتصر هيمنتها على القوة العسكرية.

وبغية الحفاظ على هذه الهيمنة، برز منذ مطلع الألفية الثالثة شكل جديد لها؛ فإلى جانب البنتاغون ووول ستريت وهوليوود، برز وادي السيليكون، ومعه غوغل وأبل وفيسبوك وأنستغرام ويوتوب ونتفليكس، التي أصبحت اليوم ناقلات ثقافة عالمية جديدة، جاءت لتعزز أكثر فأكثر سلامة كتابات أنطونيو غرامشي الذي أثرى فهم الإمبريالية بافتراضه أن البرجوازية تحافظ على هيمنتها من خلال سيطرتها على جميع مؤسسات الدولة، بما في ذلك المؤسسات الثقافية التي تنتج الأفكار والقيم. فإذا كانت “الرأسمالية الرقمية” تعود إلى سنوات 1980-1990، التي شهدت ظهور الكمبيوتر الشخصي والأنترنت، فإن هذه الرأسمالية الجديدة، التي أطلق عليها البعض اسم “الرأسمالية الخوارزمية”، ظهرت في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، وتزامن ظهورها مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي والهواتف الذكية والبيانات الضخمة ونشر الخوارزميات والتعلم الآلي.

ويبدو أن الولايات المتحدة الأميركية باتت تراهن على تطوير الخوارزميات والروبوتات والذكاء الاصطناعي كي تضمن استمرار هيمنتها على العالم والحؤول دون بروز منافسين لها ينقلون العالم إلى التعددية القطبية. وفي هذا الصدد، دخلت الولايات المتحدة منذ عهد ترامب في حرب تجارية مع الصين، التي تبرز اليوم بصفتها القوة المهيمنة المحتملة التالية على الساحة الدولية، إذ أصبح في إمكانها الآن، بعد أن ترسخ نفوذها الاقتصادي كقوة صناعية عظمى، أن تتفوق على الولايات المتحدة من الناحية التكنولوجية في العقد المقبل. وقد تجلى هذا التوتر المتزايد بين الولايات المتحدة والصين في محاولات الأولى الحد من انتشار شركات صينية معينة، مثل شركة الهواتف الذكية وأجهزة الكومبيوتر المحمولة Huawei ، أو وسيلة التواصل الاجتماعي TikTok التي أصبحت شائعة للغاية لدى الشباب منذ إطلاقها في أيلول/سبتمبر 2016.

فهل يمكن الاستنتاج من هذا كله أن إمبريالية القرن الحادي والعشرين ستتصف بهيمنة الاحتكارات الرقمية على الاقتصاد، وباندماج رأس المال الصناعي والمالي، من جهة، مع رأس المال الرقمي، من جهة ثانية، بحيث يصبح تصدير الخوارزميات محركاً رئيسياً للتراكم؟

ختاماً، فإنه بفضل هذا التقدم التقني والعلمي المتسارع، يمكن للبشرية القضاء على ظواهر الفقر والجوع والأمية والنزاعات المسلحة، التي ما زالت تعاني منها عشرات الشعوب والأمم على امتداد المعمورة، لكن ما هو قائم اليوم في عالم تهمين عليه الإمبريالية، بغض النظر عن أشكالها وتجلياتها، هو أن  1.2 مليار شخص يعيشون تحت خط الفقر، وأن 822 مليون شخص يعانون من المجاعة، وأن نحو 750 مليون شخص يعانون من الأمية، ويقتل 8 ملايين رجل وامرأة وطفل كل عام في نزاعات مسلحة. ولذلك يصبح النضال ضد الإمبريالية حاجة ملحة للبشرية، وهو نضال لا ينفصل عن النضال ضد الرأسمالية ومن أجل الاشتراكية، كما كان في زمن مهدي عامل.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

“النداء” اللبنانية – 6 أيار 2021

 

التاريخ عند والتر سكوت

والتر سكوت روائي إسكتلندي شهير، ترك العديد من الروايات، يسميه الكتّاب الغربيون والصحف باسم «الكاتب الإسكتلندي العظيم» و«أبو الرواية التاريخية» كما دعاه المفكرون الغربيون ووصفته الصحف في تلك البلاد. وكان ماركس يقرأ أعمال والتر سكوت بكثرة حسب ابنته إليانور، حيث عاد إلى قراءته مراراً، وأعجب به كما أعجب ببلزاك.

 

عصر والتر سكوت

 

ولد سكوت في أدنبرة بتاريخ 15 آب 1771. وأصبح سكوت في أوج حياته، نائباً لعمدة مدينة سيلكركشاير ومالكاً جزئياً لمطبعة ودار نشر. وكانت الديون المتزايدة تؤثر على كتاباته. وحقق شهرته ككاتب عبر إحدى المجموعات القصصية.

عاش سكوت في عصر الاضطرابات والتغييرات الهائلة. لقد كانت فترة الثورات في فرنسا وأمريكا الشمالية، والانتفاضات في هايتي وأيرلندا، ونشوب الحروب النابليونية، وتوسع الإمبراطورية البريطانية وتجارة الرقيق، وتسييج الأراضي لإنشاء مزارع الأغنام الكبرى، وزيادة الاستغلال الرأسمالي للريف وتصفية المرتفعات.

وفي هذه الفترة، بدأت الثورة الصناعية التي عززت من سلطة البرجوازية، ونشأت أولى المنظمات السياسية للطبقة العاملة. وحدث انتقال من مجتمع إلى آخر.

ورغم كون سكوت ينحدر من الطبقة الوسطى العليا، وهو مالك للأرض ومخلص لحزب المحافظين، فإن أعماله تجاوزت هذه الأطر.

الصراع الطبقي

 

ولكن في عام 1813 أعاد سكوت اكتشاف المخطوطة غير المكتملة لرواية ويفرلي حول انتفاضة اليعاقبة عام 1745، والتي قمعت بدموية. فنشرها بعد إكمالها دون الكشف عن هويته، واستقبل هذا العمل بحماس القراء.

صور سكوت النطاق الكامل للمجتمع الإسكوتلندي، من المتسولين وعمال المزارع إلى البرجوازية والحرفيين والأرستقراطية المالكة للأراضي، إلى جانب سكان المرتفعات الغربية. وكان تصوير سكوت للناس العاديين شيئاً جديداً في ذلك الوقت. وكذلك صور الصراعات السياسية والكنسية التي هزت إسكتلندا في القرنين السابع عشر والثامن عشر.

تشمل روائع سكوت على روايات: روب روي 1817، قلب ميدلوثيان 1818، وروايته الأكثر شهرة إيفانهو 1819. ولسوء الحظ، أثرت السرعة التي كتب بها والجهد الذي بذله على صحته وكتاباته. في عام 1831 تدهورت صحته بشكل سيئ وتوفي في أيلول 1832.

بالنسبة لسكوت، تمثل الشخصيات التاريخية البارزة حركة تضم قطاعات كبيرة من الناس، وتوحد جوانب مختلفة من هذه الحركة تطلعات الشعب. تُظهر المؤامرات التي كتب عنها سكوت كيف نشأت الأزمة ويوضح، كيف ينتج وقت معين فرداً تاريخياً، تصبح مهمته حل مشكلات محددة تاريخياً. وغالباً ما يطغى هؤلاء القادة، المرتبطون مباشرة بالشعب، على الشخصيات الرئيسية. ودمج سكوت القصص الشخصية مع الاضطرابات التاريخية.

الصراع التاريخي المركزي في رواية «إيفانهو» هو الصراع بين الشعب الأنجلو ساكسوني والطبقة العليا الإقطاعية النورماندية. ويظهر روبن هود كفرد بطل. وفي الخلفية، تظهر تأثيرات الثورة الفرنسية عند سكوت.

يصف روب روي أول انتفاضة يعقوبية عام 1715 لاستعادة سلالة ستيوارت الكاثوليكية والاستقلال الإسكتلندي. ومع روب روي ماكغريغور، يخلق سكوت بطلاً شعبياً حقيقياً. ويظهر شغفه ولغته الشعرية العميقة فشل نهوض المجتمع العشائري وهزيمته المأساوية.

وفي قلب ميدلوثيان، صور تمردات غراسماركيت في أدنبرة التي أشعلتها القوات عبر قتل مواطنين أبرياء في أدنبرة عام 1736. ويتحدث سكوت هنا عن التركيب الاجتماعي من العالم السفلي للملكة إلى الحياة الحضرية، والقيم المتضاربة للعالم الريفي القديم مع المدينة الحديثة. وصور الصراع بين الناس والجيش والكره التاريخي للإنكليز في إسكتلندا. فشخصيات سكوت التاريخية لم توجد خارج زمنها، وتصور حياة الشخص ضمن الظروف التاريخية المحددة.

 

والتر سكوت وقضايا اليوم

 

كتبت د. جيني فاريل الكاتبة في جريدة الصوت الاشتراكين جريدة الحزب الشيوعي في إيرلندا، مقالين في جريدة مورنينغ ستار البريطانية وجريدة بيبلز وورد الأمريكية عن والتر سكوت، ونورد هنا الحكمة الرئيسية في المقالين بعد دمج الفكرة التي وردت في صياغتين مختلفتين:

يجب الاعتراف بأهمية التاريخ في وقت يتلاشى فيه التاريخ من المناهج المدرسية، ويختفي الوعي التاريخي عن عمد، وتعززه الروايات التاريخية التي تصور الشخصيات على أنها غير تاريخية، وتنقل الإحساس بأن الناس لا يتطورون أبداً، وأن المجتمع لا يمكن أن يتغير. وهو تحريف للعملية التاريخية، يقول للناس أن أي جهد لتغيير المجتمع بلا جدوى وأن الناس لا يعيشون ظروفاً تاريخية.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

قاسيون – 20 أيلول 2021

***********************************

 

الصفحة الخامسة عشر

 

احدث الكتب

 

- حداثتنا الشعرية وما بعدها/ اتجاهات ثمانية/ تأليف اسماعيل ابراهيم عبد. صدر عن دار العراب/ دمشق ودار الصحيفة العربية/ بغداد. كما صدر للمؤلف كذلك كتابه: سردية وقائع القص المجردة/ عدنان القره غولي/ انتقاءً.

- للقاص والمترجم الاستاذ عبد الصاحب محمد البطيحي، صدرت مجموعة قصص من تأليف الكاتب الامريكي بن لوري. اصدار دار النخبة/ القاهرة. سبق للمترجم وان قدم للمؤلف كتاب “حكايات الليل والنهار” ويضم (40) قصة قصيرة.

- رؤى الاسلاف/ قراءة في الاساطير. كتاب للروائي والناقد داود سلمان الشويلي، صدر عن دار الورشة/ بغداد. وقد ناقش فيه الاساطير والاديان وما ورد في ألف ليلة وليلة من حكايات.

************

خربشاتٌ على جداري

 

ما عاد للأحلام مسرح مضاء.. فكل متقلب متجدد مذنب

بيداء حكمت

عادةً ما تكون الهدنةُ بين عدوّينِ،

لكنْ ما معنى تآمرِ النّعاس مع الأرقِ

كلّما فكّرتُ بالنّوم؟! 

*

إنْ كان حقاً في أعماقنا

نبعٌ يفيض بماء الأملِ

فلم إذاً يابسةُ الأجوافِ جرارُنا؟

*

قبلَ أن أنزعَ عن أسراري معطفَ الكتمانِ

عليّ أن أزور الأحلام والآمالَ كلّها

وأُفرّغَ دِنانَ العقلِ

من خمرة الوهم.

*

في ليلي البخيلِ هذا

ما عاد للأحلام مسرح مُضاءٌ

فطابورُ الأرق طوييييييل

عندَ بوّابة ليلي.

*

حين أُحصّنُ نفسي ببِدَع الصّبرِ

وأُبرِّر لثورة القلب حججَ العقلِ

وأحزمُ على ظَهر الوهمِ أحلامي

عاقدةً لسانَ الجواب بحكمة السّؤالِ

أعرف أنّي لا أزالُ

في مُفتتح كتابِ الأسى.

*

للفكرة سطوةٌ ما إن يُتكهَّن بها

يغفو حرّاسُ التأمّل

فيُرخى للكتابةِ العنان.

*

تلقّنني عيونُ الينابيعِ

وهي تمدّ من رحم الأرضِ رؤوسَها

درساً في الحريّةِ والسّخاء.

*

أن أُفكّر بكتابة سيرتي يعني أن أتصفّح كلَّ تلك الهزائمِ والخيباتِ.. فآثرتُ، رأفةً بي، أن تظلّ تتكدّسُ في صندوقها المُغبرِّ القديم.

*

لا عدالة حتى مع الفصول.

إيهٍ أيها الخريفُ المعلّقةُ في عنقهِ

كلُّ خراباتِ الطبيعةِ

وتعاسةُ الأشياءِ

لا تبتئسْ

فكلّ متقلِّب متجدِّدٍ مُذنِب!

*

غالباً ما أفتح عينيّ

على ما لم أفكِّرْ بأن أراه.

حقاً لنعمة البصرِ ضريبةٌ

تدعى النِّقمة.

***********

قراءة.. «الميزرة» للروائي راسم قاسم احداث ما بين الملكية وجمهورية عبدالكريم قاسم

محمد رشيد الدفاعي

 

“الميزرة” تعني “المجزرة” وهي المكان التي تذبح به المواشي والأغنام لتزود المدينة باللحوم وقربها أنشأت(الميزرة) وهي المجزرة وتقلب الجيم الى ياء بلهجة أهل جنوب العراق وبعض دول الخليج فيلفظون دجاج (دياي) او الرجال (الريال) وهكذا، تتحدث الرواية عن شخص اسمه (حميد) يعمل حمالا وأمين مخزن في منطقة الشورجة وهو من اهل الجنوب جاء الى بغداد مع عائلته هاربا من قسوة الاقطاع وضاقت بهم سبل العيش هناك، تدور احداث الرواية مابين العهد الملكي وحكومة الزعيم عبدالكريم قاسم، تستيقظ (الميزرة) منذ الساعات الأولى للفجر فهي المورد الثر الذي يزود المدينة بكل الطاقات المتحركة من العمال، ابتداء من عمال البناء بوجوههم التي تبدو عليها آثار النعاس والوجوه المعروقة الجافة والرؤوس الملفعة باليشاميغ والاجساد المتسربلة بملابس عتيقة متنافرة من معاطف عسكرية قديمة وبدلات عمل رثة واحذية يعلوها الطين وبقايا الجص والأسمنت المتيبس ومعهم تخرج جموع الجنود الذين يتهيأون مع الفجر للالتحاق بمعسكراتهم، تكونت الرواية من ثمان فصول و(305) صفحة، نبتت الميزرة في منتصف العقد الرابع من القرن الماضي مثل نبات الفطر خلف السدة الشرقية التي تحيط ببغداد من جهة الشرق، هذه السدة التي انشأها احد الولاة العثمانيين عندما كان العراق واكثر الدول العربية يخضعون للحكم العثماني وتضم الآلاف من العوائل النازحة من الجنوب العراقي وتحديدا من العمارة والكوت هربا من ظلم الاقطاع وسكنوا (الميزرة) التي شيدت بيوتها على عجل من الطين وعلب الصفيح الفارغة وسقفت بحصر القصب (البواري) وجذوع او الاعمدة المتوفرة وكانت متشابهة لم يشعر فيها احد بالبؤس لان كل فرد فيها يعيش البؤس نفسه لذلك لم يشعر احد منهم بما يعانيه غيره كان الجميع يسكنون في بيوت من الطين يصنعها اهل الميزرة بأنفسهم من الارض نفسها التي يسكنون عليها والكل يشارك في البناء الرجال والنساء والاطفال وكان الجميع يحمل كل امراض العالم الفقير البلهارسيا والملاريا والتيفوئيد وامراض اخرى عابرة تحل في ساكنيها وترحل عنهم دون ان يدروا وكانت الامهات تنجب الاطفال في كل عام مثل القطط وكان يموت منهم الكثير وكان ملك الموت يستدرجهم الى اماكن متعددة كغرق في المياه الآسنة في نهر شطيط او تحت عجلات الشاحنات والقطارات المارة من هناك، كانت الميزرة مدينة بلا جذور كنبتة سرخسية ولدت في فترة من الزمن واختفت في فترة اخرى لكنها ظلت تعيش في ذاكرة الميزريين لفترة طويلة من حياتهم، ويشير كاتب الرواية : في يوم من الايام نهض الزعيم عبد الكريم قاسم من نومه مبكرا كعادته وعلى غير عادته قام مسرعا كان يشغله هاجس أقض عليه ليله وجعل نومه متقطعا فقد تذكر انه اعطى وعدا لاهالي الميزرة بان يزورهم وان يبحث مشاكلهم وان يجد الحلول المناسبة لانقاذهم من واقعهم البائس، وقد اشرقت الشمس الخريفية تحمل معها دفئا محببا وتراءى موكب الزعيم بسيارته العسكرية التي كانت معروفة تقريبا لدى اغلب المواطنين لانهم اعتادوا على رؤيته وهو يستقلها مارا بشوارع بغداد خارجا من وزارة الدفاع في باب المعظم او عائدا اليها ملوحا للجماهير بيده وابتسامة محببة لاتفارق وجهه انبرى احد المارة صارخا انه الزعيم انه ابو دعير وصاح باعلى صوته صارخا:

يااهل الميزرة ..الزعيم آت ليزوركم.

وانتقل الخبر مثل انتقال النار بالهشيم وسرعان ماخرجت الجموع في ذلك الصباح المشرق مناديه (عاش الزعيم عبد الكريم) هب جميع الرجال والنساء والاطفال والشيوخ والعجائز احاطوا بسيارته من كل جانب ولم تستطيع سيارة الحماية التي لحقت به من ابعاد المستقبلين امر الزعيم سائقه ان يتوقف على السدة الشرقية المطلة على الميزرة وترجل من السيارة بطلعته البهية وملابسه العسكرية الانيقةورفع ذراعه ملوحا للجماهير الفقيرة التي هبت مرحبة بالزعيم المحبوب انبرى الزعيم مخاطبا الجماهيرالمحيطة به قائلا بصوت مسموع :ياابناء شعبنا العظيم السلام عليكم لقد وعدتكم بزيارتكم والاطلاع على احوالكم وها انا البي هذا الوعد اريد منكم ان تعرضوا لي مشاكلكم تقدم شيخ من الحاضرين وقال بصوت عال :سيادة الزعيم اهلا وسهلا بك..زيارتك على رؤوسنا انا خلف الساعي اترجى منك ان تنظر في طلبين اتصور انهما ضروريان الاول نريد كلوبات (مصابيح)بالجادة لان بالليل من نمشي نتعثر بالحفر وما نشوف دربنا والثاني نريد مزمبلة (حنفية ماء صافي) لان النسوان انقطعت ظهورهن من نقل الماء من خلف السدة ويلاقن صعوبة بالصعود والنزول من السدة وسلامتك الله يحفظك لنا التفت الزعيم الى مرافقه الذي سجل ماقاله في دفتر صغير ثم خاطب الرجل العجوز قائلا: انني اعدكم انني سوف اسكن كل عائلة هنا في دار حديثة مبنية بالطابوق ومزودة بالكهرباء والماء، سنشيد مدينة الثورة التي كملت مخططاتها وهي هنا خلفكم لا تبعد كثيرا وسوف تسكنون في بيوت حديثة تليق بكم مثلكم مثل اي انسان متحضر وسوف تكون مدينة متكاملة من حيث المدارس والمستشفيات والحدائق والملاعب الرياضية وطرق مبلطة ووسائل نقل وسوف نقيم هنا في الميزرة مستوصف مؤقت في القريب العاجل وهنا هتف خلف الساعي عاش الزعيم وتقدم للزعيم وصافحه، هذا ملخص كتاب (الميزرة) احد منشورات الاتحاد العام للادباء والكتاب في العراق للمؤلف راسم قاسم الذي ولد في بغداد - الاعظمية - منطقة نجيب باشا عام 1944 وتوفي في بغداد عام 2019 له العديد من المؤلفات وحاز على العديد من الجوائز

**********

قصة قصيرة

ملامح

 

الصورة.. تشبه ولدي الذي فارقنا بلا وداع

 

جيهان البياتي

في صباح ديسبمر البارد، واقفٌ، يقرأ الجريدةُ في محطة الانتظارِ وزخات المطر في تسارعٌ مستمر فجأةٌ، تأخذ الرياح الجريدةُ في متاهة الطرقات فتكونُ امام امرأةٌ عجوز تستند على عكازتها فيأتي مسرعاً ويأخذ الجريدة، يبتسمُ للعجوز خجلاً. تقول لهُ: هلا اعطيتني اياها لانني رأيتُ صورةٌ تشبه ولدي فيقول لها: تفضلي،وهي لكِ.. اقدار النهار بين يديك لعلها تحمل في طياتها رسالة من السماء. رجعَ مبتسماً، لانتظار الحافلة. صعدَ وجلس في المقاعد الامامية ليتمعن بلل الشوارع بالمطر، فاخذت انظارهُ على نافذةِ الحافلة والقوس قُزح. رأى الاطفال يتراقصون فرحين.  مضى لموعده ولتحتضن بين ذراعيه قبلاتٌ واصابعُ يديها الناعمة الباردة ليأخذها بين كفيه بحركاتٌ موحية لتدفئة حبيبٌ فيه لهيب العشاقِ. جلسا يتحاوران عن ادق تفصيلٌ من يوم فراقهما عن سفرها لمدريد. واثناء حديثهما، رن الهاتف.. جدتي تتصل بي؟! هلا جدتي، ماذا؟! قادمة. ماذا اخبرتك جدتك؟ _فلنذهب هناك ونفهم ما الامر؟ يصلان: انتَ مرة اخرى؟! ايها الرجل اللطيف هل أتيت لتأخذ الجريدة؟ انتما تعرفان بعضكما؟! - في صباح اليوم، التقيت بها. ياجدة ما امر الصورة تلك؟ الجدة: انها تشبه ولدي الذي فارقنا بلا وداع اخذَ كل مآقينا.. قطرةٌ قطرة، فجفت وتيبست وجوهنا واشتعل الرأس شيباً بشبابنا،والى الأن صورتهِ لا ترحل عن مخيلتها ابداً.. في تلك الليلة الممزوجة بمطر وقوس قُزح ورقصةٌ الفرح واحتضانها بشغف وبرودةٍ وتبلل ديسبمر. تنتهى بأملٌ ان يحيا ببسمته، شيخوخة الامهات المبكرة.

***********

قصة قصيرة جدا.. يا أيها الكافرون

 

كامل الدلفي

 

في اليوم التالي ليوم صدور القرار التاريخي وزعت وزارة التربية حاسبات الكترونية نوع (لاب توب) مجاناً الى جميع طلبة المدارس الاعدادية، بدعوى تطوير المستوى العلمي. أطل سلطان البلاد مساءً من على شاشة قناته الخاصة، يحدث الناس عن سر قراره التاريخي قائلاً: “لقد منعتُ الكهرباء واستخدامها في بلادنا الطاهرة، لما تنطوي عليه من معصية، وخلاف مع الشريعة مُذْ اخترعها الكافرون. (خرج الشعب قبل ان ينهي سيادة السلطان كلمته التوضيحية ليمسح آثار الكهرباء من الفضاء الوطني تماماً..).

 

********

حتى الطفولة تعرف: انتفاضة تشرين

في عيني منى صميم

 

منى صميم (11) سنة، طفلة بالكاد يضئ نجمها وبرعمها البكر ليواجه الحياة.

منى.. هذه البراءة التي تتلمس الدرب تارة، واللغة تارة اخرى، احست ان هذا العالم المحيط، ليس هو العالم الذي ينشدها لها اب حنون وام رقيقة..

لذلك وجدت ان سبيلها الوحيد هو البوح.. هو الكتابة، وان بأدوات متواضعة ولغة بسيطة ومنظور شفاف، لكنها تنم عن وعي مبكر وعن فهم لما هو عليه الحال في عالم يوئد احلامها ويطفئ الضوء عنها..

من هنا تكتب: “ 1 تشرين الاول 2019 هذا تاريخ لا ينسى ابدا، لانه تاريخ بطولي..”.

وتضيف: “اندلعت ثورة تشرين في ساحة التحرير”. وتقول: “مئات الشباب والشابات.. لم يستسلموا واستمروا يحاربون الموت بلا توقف..”.

الرسالة طويلة، والكلمات عفوية، والهدف نبيل، وموقف صادق وحميمي. شكراً منى صميم.. ابنة الحاضر والمستقبل.

*********

الصفحة السادسة عشر

 

إصدار

 

عدد جديد من “الحقيقة”

 

عن اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في الناصرية، صدر أخيرا العدد 37 من مجلة “الحقيقة”. وهي مجلة فصلية سياسية عامة.

تصدرت العدد نصوص بيانات صادرة عن اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، توضح موقف الحزب من الانتخابات المقبلة.

كما ضم العدد، الذي جاء في 48 صفحة، مقالات سياسية واقتصادية وثقافية وفنية، فضلا عن نصوص أدبية.

 

******************

 

ليس مجرد كلام

من أجل تشرين

احتفظ بصوتك ..!!

 

عبد السادة البصري

 

عندما كنت راكباً في سيارة التاكسي أخذ السائق يشير إلى صور المرشّحين ، قائلا :ــ لن أذهب للانتخابات والوجوه هذه نفسها ، لأنني قبل يومين ذهبت إلى مكتب المفوضية لاستلام بطاقتي، وبعد خروجي من المكتب سمعت أحدهم ينادي عليَّ قائلاً :ــ من فضلك عندي كلام معك !! وقفت بانتظاره فأقبل عليَّ قائلا :ــ  تبيع البطاقة بــ 750 ألف ؟! أجبته : لماذا ؟! فقال : حتى لا تتعب وتروح للانتخابات وتحتار تنتخب مَنْ ، هناك واحد ( خَيِّر )وطيّب و(خوش ) إنسان يشتريها منك !! سألته : يعني يشتري صوتي ؟! أجاب : نعم ،، فقلت له : إذا الرجل خوش إنسان ليش يشتري أصوات الناس ؟! هي الناس تنتخبه ، فقال :ــ يضمنها من الآن !! فقلت له : أفضل له أن يضمن ضميره أولاً ويجعل خدمة الناس والوطن أسمى من كل شيء !!

خلال حديث السائق كنت أفكر بالوطن وإلى أين ستؤول أموره إذا كان من يريد أن يرشّح نفسه لخدمة الناس كما يقول يفكّر بضمان الأصوات بالمال ؟! أيعقل هذا ؟! أيعقل أن نفكّر بفوزنا عن طريق شراء الذمم دون الرجوع إلى منطق العقل والضمير الحقيقي ؟!

إذا كان المرشح يبحث قبل كل شيء عن مصلحته الخاصة جدا، فكيف سيخدم الناس ومصالحهم بعد فوزه ؟!

لهذا علينا أن نفكر وبحرص شديد وضمير حي بالعراق قبل كل شيء ،، وبالناس وخدمتهم وكيفية العمل على النهوض بالبناء والأعمار ؟!!

لأن منظومة الفساد لن تنتهي والحال كما هو عليه في كل انتخابات ،ولأجل الخلاص من الفساد والفاسدين انتفض شبابنا في تشرين وقدّموا أرواحهم ودماءهم من أجل الوطن ، كان شعارهم :ــ أريد وطناً !!

وصوناً لهذا الشعار والثبات على مبادئ تشرين ودماء الشهداء أعلنّا مقاطعتنا للانتخابات ، كي لا تتكرر الوجوه نفسها ، وتظلّ سوسة الفساد تنخر في كل مفاصل البلاد ، والسلاح المنفلت يلعب بأيدي القتلة وبائعي الضمير!!  

ولأجل النهوض بقطاعات الصناعة والزراعة والتجارة وتحسين معيشة الناس، حيث صار المتسولون يملأون تقاطعات الشوارع والأسواق ، وأصبح الموظف في حال يرثى له ، والبحث عن آلية لتحسين وتطوير التعليم الذي أخذ بالتدهور.. قاطعنا الانتخابات ، لأنها لن تأتي بما نريد !!

علينا أن نفكّر بالمواطن والوطن قبل كل شيء ، وان لا نفكّر بشراء أصوات الناس ، بل بتقّبلهم لنا وثقتهم بنا وذهابهم إلى صناديق الاقتراع لانتخاب نزاهتنا وإخلاصنا ووفائنا وخدمتنا الحقيقية للشعب والوطن ؟!

علينا أن نكسب المواطن بعملنا ونقاء ضميرنا ونكران ذاتنا وسعينا الحقيقي لتحقيق ما يصبو إليه ؟!

علينا أن نفكّر بحل أزمة السكن والبطالة وسوء الخدمات الصحية والكهرباء والماء الصالح للشرب والمجاري والشوارع والنظافة قبل كل شيء ؟!

فمن أجل مبادئ تشرين قاطعنا الانتخابات !!!

 

**************

 

“لن يتغير شيء”! الانتخابات العراقية يأس ولا مبالاة في صفوف الشباب

 

بغداد – وكالات

أيام قليلة تفصل العراقيين عن الانتخابات البرلمانية، إلا أنه لا حماسة واضحة في صفوف الشباب ولا أمل في أن تكون هذه الانتخابات سبيلا للتغيير. فالغالبية ترى أن برامج المرشحين تقتصر على “وعود” لن ينفذ شيء منها.

وبينما تنتشر على الطرق الرئيسة وفي الساحات العامة صور وملصقات كبيرة للمرشحين، يرى مراقبون أن نسبة المشاركة في هذه الانتخابات ستكون أقل مقارنة بالأخيرة التي جرت عام 2018.

 

لماذا أصوّت؟!

في حديث لوكالة “فرانس برس”، يقول شاب يدعى سجاد: “أرى صور المرشحين لكنني لا أعرف أسماءهم ولا برامجهم”، مضيفا وهو يجلس بين أصدقائه في مقهى بغدادي، أن “كل المرشحين لديهم البرنامج نفسه، وكلهم يقولون اننا سنفعل كذا ونقوم بكذا، لكن كل ذلك مجرد وعود!”.

 

الأحزاب نفسها!

من جانبه، يقول الشاب محمد، وهو حاصل على البكالوريوس في الاقتصاد، انه غير مقتنع أصلا بالانتخابات، لأنها “لن تغير شيئا”.

ويتساءل هذا الشاب الذي اضطرته الظروف المعيشية والاقتصادية المتردية إلى تأجيل زواجه أكثر من مرة: “لماذا أصوّت وأنا لم أحصل حتى على أبسط الخدمات؟”.

ويضيف قوله: “انها الأحزاب السياسية نفسها منذ عام 2003، الوجوه فقط تغيرت”، لافتا إلى أن “المقترعين في الغالب، أما حاصلون على مكتسبات من المرشحين أو أنهم يصوتون لأقربائهم أو لأحد أبناء عشيرتهم”.

 

عدم مبالاة ويأس

في حين ترى الباحثة مارسين الشمري أن الانتخابات ستجرى في أجواء من “عدم المبالاة واليأس خصوصا بين الشباب”، تبيّن أن “الاحتمالات تشير إلى أن نسبة المشاركة ستكون أقل هذه المرة من المرات السابقة”.

ويتوقع المحلل السياسي صالح العلوي ان “لا تتعدى نسبة المشاركة الـ 20 في المائة”، معللا ذلك بردود أفعال الشباب ازاء القمع الذي واجهت به الحكومة انتفاضة تشرين، والذي سقط على إثره آلاف الشهداء والجرحى بين المحتجين، فضلا عن اختطاف وتغييب الكثيرين من الناشطين.

 

************

مكتبة نازك الملائكة تنتقل إلى المركز الثقافي البغدادي

 

بغداد – وكالات

تسلم المركز الثقافي البغدادي في شارع المتنبي، أخيرا، مكتبة الشاعرة الرائدة الراحلة نازك الملائكة، وذلك بمبادرة من عائلتها في بغداد.

وتضم المكتبة، التي خصص لها المركز جناحا كبيرا في قاعته التي تحمل اسم الشاعرة الراحلة، آلاف الكتب والمصادر والمراجع في مجالات الأدب والتاريخ والفن، فضلا عن دواوين الشاعرة ومؤلفاتها الأدبية، وأثاث مكتبتها القديمة، إلى جانب جزء من مكتبة زوجها الراحل د. عبد الهادي محبوبة.

 

***************

في مقر شيوعيي نينوى ..إحياء الذكرى الثانية لانتفاضة تشرين الباسلة

 

جانب من الحضور

 

الموصل – طريق الشعب

تحت شعار “تشرين خيمتنا”، أحيا الشيوعيون العراقيون في نينوى وأصدقاؤهم، الذكرى السنوية الثانية لانطلاق شرارة انتفاضة تشرين 2019 الباسلة، وذلك في حفل جماهيري منوع. 

الحفل الذي أقيم على حديقة مقر اللجنة المحلية للحزب في نينوى، استهل بوقوف الحاضرين دقيقة صمت في ذكرى شهداء الانتفاضة.

بعدها ألقى الرفيق أبو يونس، كلمة سلط فيها الضوء على الانتفاضة من حيث أسبابها وأهدافها ونتائجها، معربا عن تضامنه مع الشباب المنتفضين، الذين زينوا ساحات الاحتجاج بشعاراتهم المطلبية الحقة.

وأكد، أن “الشيوعيين وكل أبناء شعبهم في بودقة واحدة، هي الوطن الذي نناضل من أجل أن يكون حرا سعيدا”.

وتطرق الرفيق أبو يونس في الكلمة، إلى الانتخابات البرلمانية المقبلة، مشيرا إلى أنها لن تلبي طموحات المنتفضين في التغيير وبناء الوطن “لذلك هناك عزم على مقاطعة الانتخابات. وهذه المقاطعة حق يضمنه الدستور”.

وكانت للمنظمات المهنية والديمقراطية في نينوى كلمة ألقاها الرفيق أبو أمير، وعبر فيها عن الأمنيات في أن تحقق الحركة الاحتجاجية أهدافها وتنجح في قيادة البلد إلى بر الأمان.

كما كانت هناك فقرة حوارية في سياق الحفل، عنوانها “لماذا قاطعنا الانتخابات؟ وماذا نريد؟”، أغناها الحاضرون في حوارات ونقاشات هادفة، تطابقت فيها الرؤى حول صواب قرار مقاطعة الانتخابات الذي اتخذه الحزب الشيوعي العراقي. وقد أبدى الكثيرون من الحاضرين عزمهم على عدم التصويت في الانتخابات.

وكان ضيف الحفل سكرتير اللجنة المحلية للحزب في كربلاء، الرفيق سلام القريني، الذي تحدث قبيل الختام عن كتابه الموسوم “حكايات جبل النوبان”، ووقع نسخا منه ووزعها على الحاضرين.

وبثت خلال الحفل باقة من أناشيد تتغنى بانتفاضة تشرين، ما ألهب حماس الحاضرين.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

السليمانية تشم “رائحة التراب”!

السليمانية – وكالات

احتضنت “قاعة الأمن الأحمر” في مدينة السليمانية، أخيرا، معرضا تشكيليا للفنان دلشاد كويستاني، حمل عنوان “رائحة التراب”.

المعرض الذي حضره جمهور من الفنانين والمثقفين والمهتمين في الفن التشكيلي، ضم قرابة 50 لوحة تعبر عن علاقة الإنسان بوطنه وحبه لتراب بلده.

والفنان دلشاد کویستانی، فرنسي من أصل كردي، وله اهتمامات فنية متعددة، منها الغناء والشعر والرسم والتمثيل. كما ان له عشرات المعارض التشكيلية الخاصة، ومشاركات فنية في أكثر من 20 دولة.