اخر الاخبار

الصفحة الاولى

العراق يبدأ تدويل قضية حرف مسار الأنهار من جانب إيران

بيئيون: «جنة عدن» تشكو العطش.. والحكومة متهمة بالتعتيم

بغداد ـ عبدالله لطيف

حذر ناشطون بيئيون من استمرار التفكير في توفير المياه لصالح الأراضي الزراعية على حساب الاهوار، داعين الى تحقيق توزيع عادل بين الميدانين.

ويؤثر شح المياه بشكل مباشر على التنوع الاحيائي في الاهوار، الى جانب ما يتركه ذلك من ضرر على حياة السكان هناك.

ويشير الناشطون الى أن الاهوار تواجه سيناريو مماثلا لمأساة الجفاف التي حدثت في العام 2014، متهمين وزير الموارد المائية بالتوجيه بتعتيم أية معلومات تخص الحصص المائية للأهوار.

وبعد طول انتظار، نجح العراق في تفعيل مذكرة التفاهم مع تركيا، والتي وقعت في العام 2009، بشأن تأمين الحصص المائية لبلاد النهرين من دجلة والفرات؛ حيث نصت المذكرة على التزام تركيا بإطلاق حصة مائية “معقولة وعادلة” للعراق، كما ركّزت على تعاون وتبادل المعلومات بين الطرفين، وإنشاء مركز بحثي مشترك.

وطبقا لأطراف حكومية، لن يتنازل العراق عن حصصه المائية من ايران، البالغة نسبتها 15 في المائة، كونها تؤثر بشكل مباشر على محافظة ديالى.

وكشف وزير الموارد المائية مهدي رشيد الحمداني، عن تحرك لرفع شكوى دولية ضد إيران بشأن حصص العراق المائية، رداً على استمرار عمليات تحويل مسارات الأنهر وعدم التجاوب من قبل طهران. 

وقال الحمداني في حديث متلفز، ان العراق “لم يتوصل إلى أي اتفاق مائي مع الجانب الإيراني، لأن إيران مازالت مصرّة على اتفاقية العام 1975”، مبيناً أنّ “إيران تتخذ من الاتفاقية حجة لمواصلة حفر الأنفاق وتحويل مسارات الأنهر”. 

وقال الوزير، إنّ “الجانب العراقي أبلغ إيران أن الاتفاقية المذكورة لا تعني تغيير مجاري الأنهر أو إنشاء وحفر أنفاق، فلا يحق لإيران وفق الاتفاقية التي تريد البقاء عليها بأن تتصرف مثلما فعلت بتحويل مجاري أنهر الزاب الأسفل وسيروان، وقطع الحصص التي يجب أن تصل إلى العراق”. 

وبيّن الحمداني، أنّ “إيران مستمرة بتحويل مجاري الأنهر”، مشيراً إلى “بدء إجراءات حقيقية لتدويل الملف ضد إيران بعد مخاطبة الرئاسات الثلاث ووزارة الخارجية”. 

وكشف الوزير، عن “حشد كفاءات الوزارة من المختصين وبعضهم خارج الخدمة، لإعداد مذكرة حول تجاوزات إيران، أرسلت إلى وزارة الخارجية، تمهيداً لتقديمها إلى محكمة العدل الدولية”. 

ويؤمل من تفعيل مذكرة التفاهم مع الجانب التركي مؤخرا ان تؤثر ايجاباً على الوضع المائي داخل العراق، وتأمين الحصص الكافية للزراعة، بالإضافة الى اطلاق دفعات كافية من المياه الى الاهوار التي باتت تعاني الجفاف.

“معقولة وعادلة” 

وقال مستشار وزارة الموارد المائية، عون ذياب، لـ”طريق الشعب”، إن اهم نص في مذكرة التفاهم بين العراق وتركيا هو التزام تركيا بإطلاق حصة “معقولة وعادلة” من مياه نهري دجلة والفرات الى العراق، وفق تقييم مسبق لكميات المياه في حوض النهرين.

وأضاف أن المذكرة نصت ايضا على “التعاون وتبادل المعلومات بين الطرفين في ما يخص مسألة المياه، بالإضافة إلى تدريب وتطوير الكوادر العراقية في مجال إدارة الموارد المائية”.

وأوضح أن “هناك نوايا لإنشاء مركز بحثي مشترك بين البلدين، لغرض الدراسات التي تتعلق بالمياه، بالإضافة إلى أمور أخرى منها الاستفادة من خبرة الشركات التركية في تنفيذ بعض المشاريع الاروائية بالعراق”.

الأهوار تعاني الجفاف

وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي والنشطاء في مجال البيئة والمياه، صورا لهور الحويزة الذي اصبح شبه خال من المياه.

ويتغذى هور الحويزة ايضاً من نهري الكحلاء والمشرح، ولكن قلة الاطلاقات المائية لنهر الفرات، ومحدودية الخزين المائي، جعلت مناسيب المياه الواردة لهذا الهور شحيحة. بحسب قول ذياب.

الناشط في مجال البيئة والمياه، نصير باقر قال إن “كمية المياه التي يفترض ان تصل الى هور الحويزة هي 50 الف متر مكعب في الثانية، وما يصل الان هو أقل من الف متر مكعب”.

وأرجع باقر لـ”طريق الشعب”، سبب تدهور الأوضاع في الاهوار الى “عدم وجود توزيع عادل للمياه داخل الأراضي العراقية، لأن هناك مناطق في العراق تستغل كميات كبيرة من المياه للزراعة ومنها محافظة النجف، التي تحتاج الى وفرة مائية لزراعة الرز، وهذا على حساب الحصص المائية للأهوار”.

ودعا الناشط البيئي إلى “تحقيق العدالة في توزيع المياه بين المحافظات”. 

وأكد أن “قلة المياه اثرت بشكل كبير على الاهوار وهددت التنوع الاحيائي، فضلاً عن تأثيراتها الكبيرة على الحياة الاقتصادية للسكان”، مشيراً إلى أن “هذا الخطر تعرضت اليه الاهوار في عام 2014، وتجدد الان ما دفع وزير الموارد المائية الى تحذير مركز انعاش الاهوار من إعطاء أي معلومة حول أي حصة مائية تصل للأهوار”.

**************

نائب: إصلاحات الحكومة جعلت المواطن بلا ضمانات معيشية

بغداد ـ طريق الشعب

قال النائب محمد البلداوي، يوم أمس، ان سقف الطموحات الحكومية ليس لديه حدود ورؤية واقعية لظروف المواطن العراقي.

وأضاف البلداوي ان “المواطن العراقي البسيط والميسور الحال لا يملك الضمانات المالية والاقتصادية التي تجعله يكيف حاله مع المخطط الإصلاحي للحكومة”. وأشار الى انه “لا يمكن اليوم مطالبة المواطن بتنفيذ التوجيهات واتباع الإجراءات الإصلاحية التي تستنزف طاقته وتصادر قوت عائلته وتجعله في خانة المعارضين، دون توفير ابسط المتطلبات المعيشية له”.

*************

نقابة المعلمين: التربية تستغل الكوادر التربوية

في الاستعدادات الانتخابية

بغداد ــ طريق الشعب

أبدت نقابة المعلمين العراقيين اعتراضا شديدا على توجيهات وزارة التربية، الأخيرة، لكوادرها التربوية بخصوص خضوعها للعمل لصالح مفوضية الانتخابات في المدارس.

وقالت النقابة في بيان ورد لـ”طريق الشعب” يوم أمس، إنها تلقت مطالبات عديدة واعتراضات من قبل الكوادر التربوية في المدارس التي تم اتخاذها مراكز للتسجيل والاقتراع، معربة عن استغرابها من توجيهات الوزارة التي تنص على “تفرغهم للقيام بالمهام الموكلة اليهم من قبل المفوضية العليا المستقلة للانتخابات”. ونوّه نقيب المعلمين عباس كاظم عامر السوداني، بحسب البيان، بـ”عدم قانونية هذه الاوامر، وان الحق في متابعة القيام بهذه المهام هم من واجب المتعاقدين مع المفوضية حصرا، ولا يمكن اجبار الاخرين، وترتيب اجراءات قانونية بحقهم في حال عدم التنفيذ”. وأكد السوادني أنه “لا يمكن ان تكون هذه المشاركة بصيغة الاجبار، وان التخلف عنها يعرض الجميع على السواء للمساءلة القانونية”، مشددا على ضرورة “تعديل هذه الاوامر وترك الامر ليكون طوعيا”.

***********

تنويه

لمناسبة ذكرى اربعينية الامام الحسين (ع)، تحتجب “طريق الشعب” عن الصدور الاثنين المقبل، على ان تستأنف الإصدار يوم الخميس من الأسبوع المقبل.

***********

عشرات المرشحين يمولون حملاتهم من خزينة الدولة

بغداد ـ طريق الشعب

كشفت مرشحة عن محافظة ديالى، عن قيام عشرات المرشحين بتمويل حملاتهم من خزينة الدولة.

وقالت نجاة الطائي، ان “توجيهات حكومة الكاظمي بمنع استغلال المال العام والمؤسسات في الدعاية الانتخابية حبر على ورق، واغلب موارد الدولة استنزفت من قبل العشرات من المرشحين في ديالى وبقية المحافظات لدرجة ان هؤلاء يمولون بشكل علني دعاياتهم من خزينة الدولة والياتها”.

وعدت الطائي، ما يحدث “فشلا حقيقيا تتحمل وزرها حكومة الكاظمي لانها لم تتخذ اجراءات لتحصين الدوائر من الاستغلال السياسي لقوى متنفذة”، لافتة الى ان “حجم الانفاق المالي الطائل في انتخابات ديالى يثير علامات استفهام كبيرة خاصة وان بعضهم ينفق مئات الملايين من اجل كسب الاصوات”.

ولم يكبح جماح القوى المتنفذة في ديالى فإن “مأساة انتخابات 2018 ستتكرر مرة اخرى” وفقا للطائي.

**********

راصد الطريق

«تعجزون.. ولن نعجز»

هذا  هو لسان حال  شابات وشبان مجموعة دعم الانتفاضة العراقية، المجموعة الشجاعة التي تواصل عملها ليل نهار، مقدمة الدعم والاسناد للجرحى والمصابين من المنتفضين، والرعاية لعوائل الشهداء منهم.

وهكذا هو لسان حال الغالبية الساحقة من شعبنا، الرافضة للظلم والقمع والفساد والرافعة شعار “نريد.. وطن” المدوي، الذي سيبقى يلاحق المتحاصصين الفاسدين والفاشلين حتى دحرهم.

الحكومة التي اغدقت الوعود  بانصاف الجرحى والمصابين من بواسل الحراك الاحتجاجي، لم تف بوعودها، في حين اطلقتها مجموعة دعم الانتفاضة ومسانديها  بوجه المتنفذين: نحن هنا ولن نخذل اخوتنا الشجعان.

المتنفذون ينفقون اليوم ببذخ  على حملاتهم الانتخابية، ويشترون الذمم والاصوات والبطاقات الانتخابية، لكنهم يعجزون مع الحكومة عن توفير مبلغ من المال لعلاج المنتفضين المصابين خارج الوطن.

لكن كرام العراقيين وبجهود مجموعة دعم الانتفاضة المثابرة،  لبوا نداء الواجب الإنساني والضمير الوطني، وجمعوا اكثر من 282 مليون دينار لعلاج الشاب كميل قاسم.. والبقية في الطريق..

فحمدا لهم ولجهودهم، وليشرب مطلقو الوعود وعودهم!

************

الصفحة الثانية  

مستشار حكومي: لا اقتراض لسد عجز الموازنة

بغداد – طريق الشعب

أكد مستشار رئيس مجلس الوزراء للشؤون المالية مظهر محمد صالح، أمس، أن تحسن الإيرادات النفطية سمح بتمويل عجز موازنة العام الجاري، بعيداً عن الاقتراض.

وقال صالح لوكالة الأنباء الرسمية، إنّ “سقوف الإنفاق في الموازنة التشغيلية على وجه الخصوص، ما تزال عالية ومستنفذة للإيرادات العامة بما فيها الايرادات النفطية التي تحسنت لتعوض العجز المخطط في الموازنة العامة للسنة المالية 2021، وتمويله بالزيادات في إيرادات النفط بدلاً من التوسع بالاقتراض”.

وأضاف، أن “الإيرادات غير النفطية مازالت هي الأخرى دون المستوى المخطط لها في دعم إيرادات الموازنة وتنويع الإيرادات من خارج مورد النفط”، مبينا أن “ما يتم تخصيصه سنوياً لأغراض المشاريع الاستثمارية الحكومية يذهب أكثر من نصفه لاستدامة قطاع الطاقة، والجزء المتبقي تمتصه ضرورات الحفاظ على مشاريع الخدمات البلدية بالحد الأدنى”.

**************

كل خميس

انتهاكات انتخابية

لا تنقطع!

جاسم الحلفي

* “وصل سعر البطاقة الانتخابية الى 300 دولار”.

*”هناك شيوخ جوامع في منطقة (...)   باعوا ذممهم مقابل الأموال.”

*”مشاركتكم بالانتخابات زكاة”.

*”يصل إنفاق المرشح الواحد الى حوالي خمسة ملايين دولار”.

* “أحد المرشحين وزع محولات كهربائية في ضواحي (.....) وقال للاهالي: إذا ما انتخبتوني أشيلهن وره الانتخابات”

ما تحمله هذه العناوين والسطور اعلاه ليس معلومات مختلقة بشأن البيئة الانتخابية الحالية، بل هي بعض من تصريحات المرشحين وهم يصفون أجواء الحملات الانتخابية. وهو غير ما يتناوله المواطنون بالسخرية من أفعال بعض المرشحين، وهم يسعون الى حشد اكبر عدد من أصوات الناخبين بطرق لا  علاقة لها بالترويج لبرامجهم وتبليغ رسائلهم الانتخابية وإعلان تعهداتهم والتزاماتهم. وانما هم يتفننون في شراء الأصوات وتقديم الرشى بطرق يعجز عنها الشيطان، وليس آخرها ما فعل بعضهم ممن تكدست لديهم أموال طائلة جمعوها من صفقات الفساد، فراحوا يخصصون ٣٠٠ دولار لكل وكيل لكيانهم السياسي، مقابل “اتعاب” مراقبة العملية الانتخابية في يوم الاقتراع!

وهذه كلها سلوكيات تنتهك قانون الانتخابات، وتستلزم عقوبات رادعة لمن يمارسها من قبل مفوضية الانتخابات. 

والغريب انه رغم موثوقية هذه الأفعال والسلوكيات المدانة، التي نقلها الاعلام عن  نواب ومرشحين، نلاحظ سكوت جميع مؤسسات رصد الانتخابات ومراقبتها، سواء المؤسسات الرسمية ذات الشأن وشبكات المراقبة المحلية وكذلك بعثات الرصد الدولية، التي اعلنت استعدادها لمراقبة الانتخابات العراقية، وبضمنها بعثة الأمم المتحدة في العراق (يونامي) وبعثة الاتحاد الأوربي!

كذلك يلاحظ عدم صدور تقرير واحد يرصد الانتهاكات والخروقات الانتخابية التي حصلت، فيما تناست السلطات الرسمية المختصة الإجراءات القانونية الرادعة. بل على العكس غضّت النظر حتى عن الانتهاكات التي سبق وأعلنتها، ومنها ما عرف بفضائح “السيدة الخضراء” التي كانت تهدف الى التشويه والتسقيط الانتخابي والتحضير لعملية اخطر، مثلما اشير الى محاولة اختراق أجهزة حساب أصوات الناخبين! وهذا سمح بالتكهن بان عملية مساومة كبيرة قد حصلت، وأظهر ان وراء هذه الفضيحة شخصيات نافذة، لا تطالها العقوبات القانونية!

نعم، لم يترك المتنفذون وسيلة الا واستخدموها للتأثير على الناخبين بالصور غير الشرعية،  بدءا من سلاح الطائفية وتصعيد التعصب وخطاب الكراهية، مرورا بالاستخدام الفاضح للمال السياسي، واستغلال أماكن العبادة وموارد الدولة في الدعاية الانتخابية، ما يدحض كل ادعاء للمتنفذين بان التغيير الحقيقي سيكون اهم نتائج الانتخابات المبكرة!

وحينما يتصاعد سعير حرب التنافس الانتخابي بين المتنفذين، التي لا تقل ضراوة عن حروب الانتخابات السابقة، يتركز التساؤل على صدقية ادعاء التمسك بوثيقة السلوك الانتخابي، التي وقعها المتنفذون.

ان تكرار الانتهاكات والخروقات الانتخابية دون رادع، يبين مدى توهم البعض ان من الممكن تغيير الأوضاع في بلادنا واصلاحها على يد طغمة الحكم.

*************

ناشطون يحشّدون لصولة جديدة ضد نظام المحاصصة والفساد

سعي شعبي لاستعادة لحظة تشرين في ذكراها الثانية

بغداد ـ علي شغاتي

طالما حركت المياه الراكدة مجتمعيا، وزادت من وعي الجماهير تجاه زيف القوى السياسية المتنفذة، يحشد ناشطو احتجاجات تشرين لأجل استعادة لحظة الانتفاضة بالتزامن مع ذكراها الثانية.

ولا يزال متنفذون يحاولون تفتيت الحركة الاحتجاجية، من خلال زج عدد من العناصر والحركات المشبوهة في داخلها، من اجل العمل على ابعاد المحتجين عن هدفهم الأساسي في محاربة نظام المحاصصة والفساد.

وعي جماهيري

يقول الناشط المدني حسين احمد لـ”طريق الشعب”: ان “انتفاضة تشرين حركت المياه الراكدة مجتمعيا، وزادت من وعي الجماهير من خلال كشف زيف القوى السياسية المتنفذة والتي حاولت لسنوات طوال العمل على تفتيت النسيج الاجتماعي للبلاد من خلال محاولة ترسيخ منهج المحاصصة الطائفية والقومية في إدارة البلاد”، مشيرا الى ان “هذه المحاولات باءت بالفشل، وخير دليل على ذلك هو مشاركة مئات الالاف من المواطنين في انتفاضة تشرين، رغم القمع والقتل والترهيب”.

ويضيف احمد، ان “القوى المتنفذة تعتقد ان الحركة الاحتجاجية تزول مع الوقت من دون تلبية مطالبها، وهي واهمه في اعتقادها هذا، فالتجارب عديدة في هذا المجال”، مبينا ان “الحركات الاحتجاجية تمر بمراحل متعددة وتراها في مراحل متباينة، لكنها لا تنتهي ولا تتراجع ولا يمكن لاحد انهاؤها ومنعها من تحقيق أهدافها التي تسعى اليها”.

معركة شرسة

بدوره، يؤكد الناشط المدني عبدالله غالب، ان “معركة محاربة الفساد تتطلب صبرا طويلا من اجل القضاء على الظاهرة”، منوّها بوجود تحشيد شعبي لاستعادة زخم الاحتجاجات التشرينية بالتزامن مع ذكراها الثانية، الشهر المقبل.

ويشير غالب في حديث لـ”طريق الشعب”، الى ان “القوى المتنفذة عملت خلال السنوات الماضية على ترسيخ وجودها في مؤسسات الدولة، وفرضت سلطتها على اغلب الدوائر من خلال زج عناصرها في مواقع حساسة، استعدادا لمواجهة أي حركة احتجاجية تستهدفها”، مبينا ان “ايغال الأحزاب المتنفذة في الفساد والتجاوز على القانون، واستمرار سطوة السلاح المنفلت يجعل من استمرار الحركة الاحتجاجية ضرورة حتمية من اجل مواجهة هذه القوى التي تسعى الى بناء امبراطوريات مالية على حساب العراقيين”.

ويتابع غالب، أن “انتفاضة تشرين أحدثت فعلا سياسيا أثر بشكل كبير على الأحزاب المتنفذة، من خلال انهائها للرمزية السياسية، وكشف زيف تلك الأحزاب، والعناصر المسلحة”، معتقدا أن “العراقيين سيعودون بقوة في وقت قريب من اجل انتزاع حقوقهم في حال استمرار الوضع السياسي والاقتصادي والاجتماعي على نفس الحال”.

لحظة تاريخية

من جانبه، يصف المهتم في الشأن السياسي نعيم موسى، انتفاضة تشرين بأنها لحظة تاريخية لم تعش البلاد مثلها على مدار تاريخها الحديث.

ويشير موسى لـ”طريق الشعب”، الى “انفجار الغضب الجماهيري لجيل شاب ادرك ان لا احد يهتم بمستقبله، ولن يكون له مستقبل في بلده”، مبينا ان “تشرين أعطت الفرصة للعراقيين للتعبير عن آرائهم بشكل واسع ودون خوف من احد”.

ويضيف موسى، ان “القوى المتنفذة تحاول تصدير فشلها الى الشعب من خلال تحميله مسؤولية الفشل والتراجع في جميع الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، لكن هذا الامر لن ينطلي مره أخرى على الشعب الذي يدرك جيدا مكامن الفشل واسبابه”، منوها الى ان “محاولات العصابات والمنتفعين في اسكات أصوات المعترضين والمنتفضين ضد المحاصصة والفساد، لن تفلح في اسكاتهم مهما حاولت”.

توحيد المواقف

ويعتقد موسى ان “المشكلة الحالية الموجودة في النظام السياسي لا يمكن إصلاحها بشكل ترقيعي، انما هي بحاجة الى عمل جاد يحاسب من خلاله المقصرون ويقدم القتلة والفاسدون الى القضاء لينالوا جزاءهم العادل”، مشيرا الى ان “الأحزاب المتنفذة تتهرب من تطبيق هذه القضايا من اجل متشبثة بامتيازاتها الضيّقة”.

وينصح موسى القوى الاحتجاجية بـ”توحيد مواقفها وجهودها في وجه نظام المحاصصة والفساد من اجل تحقيق تطلعات العراقيين في وطن يحترم فيه الانسان وحقوقه”، محذرا من “محاولات المتنفذين بث الفرقة والاختلاف في صفوف المحتجين من اجل ضمان استمرارهم في السلطة اكبر قدر ممكن”.

*************

مقتل اثنين وإصابة ثالث في نزاع الكمالية

النزاعات العشائرية.. ظاهرة لا تتأثر بالمكافحة الحكومية

بغداد ـ طريق الشعب

شهدت مدينة الكمالية شرق العاصمة بغداد، الاثنين الماضي، نزاعاً عشائريا كبيرا تخلله ‏‏”إطلاق نار كثيف ومستمر”، و”تواجد كبير لمسلحين” لمدة يومين ‏متتاليين، بعد مشادات بين اثنين أدت إلى مقتل شخصين ‏وإصابة ثالث.

وجاء هذا النزاع ضمن سلسلة نزاعات عشائرية شهدها البلد خلال الاسبوعين الاخيرين.

وقالت وزارة الداخلية، إنها فرضت سيطرتها على الاوضاع في الكمالية، فيما اعتبرت تلك النزاعات “تهديدات رئيسية تواجه المجتمع بشكل مباشر”.

نزاع حول “بسطية”

وقال وليد علي، احد شهود العيان على معركة الكمالية، إنّ “أحد ابناء عمومة صاحب النزاع من قبيلة عكيل، أطق الرصاص نحو افراد من قبيلة شمر”.

وأضاف علي، أنّ التوترات بين الطرفين بدأت قبل مدة طويلة، لأن كل طرف يملك عمارة مجاورة للآخر، وتتوسطها بسطية، يدفع صاحبها مبلغ الايجار الى قبيلة عكيل”.

وبلغت التوترات ذروتها، عندما طالب الشخص الشمري بتحصيل مبلغ الايجار من صاحب البسطية بدلا من العكيلي.

وعلى اثر تلك المطالبات، بحسب علي، “قام افراد من قبيلة عكيل بإطلاق الرصاص على خصومهم من شمر، ‏ما الى مقتل اثنين وجرح الثالث”.

واكد أن العشيرتين لجأتا الى هدنة مرهونة بتسليم القتلة من قبيلة عكيل الى القضاء. ‏

واعلنت قيادة عمليات بغداد سيطرتها على الاوضاع في الكمالية، مؤكدة أن القوات الأمنية تفرض الأمن بعد اندلاع نزاع عشائري.

وقال قائد عمليات بغداد الفريق الركن احمد سليم بهجت في بيان طالعته “العالم”، إن “الوضع في الكمالية مسيطر عليه”.

تهديدات تواجه المجتمع

واعتبرت وزارة الداخلية، ان هناك تهديدات رئيسية على المجتمع بشكل مباشر، تسببها ‏النزاعات العشائرية، التي تحدث “قلقا وخوفا وهلعا” في ‏المناطق التي تحصل فيها.‏

‏‏وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية خالد المحنا في تصريحات صحفية، ان “وزارة الداخلية، بعد دراستها التهديدات التي تواجه المجتمع العراقي من ‏ضمنها قضية النزاعات العشائرية، باعتبارها تسبب تهديداً للنسيج الاجتماعي العراقي، لاسيما في محافظات وسط ‏وجنوب العراق، وضعت ستراتيجية لمكافحة هذه الظاهرة”.‏

‏وتابع أن “الوزارة نجحت في خفض عدد الحوادث بنسبة كبيرة، من خلال تدعيم مديريات الشرطة وحثها واعطائها ‏الاوامر بضرورة اتخاذ الاجراءات اللازمة، وايضا تكليف قوات النخبة في بعض المناطق التي كانت تحصل فيها نزاعات في وسط العراق وجنوبه”.‏

وقال المحنا ان‏ ‏‏”القوات المكلفة للتعامل مع النزاعات العشائرية، تعاملت بحزم كبير خاصة بعد ان اعتبر القضاء التهديدات العشائرية ‏تعامل وفق مواد مكافحة الارهاب”، منوها الى “القاء القبض على العديد من الاشخاص الذين حكمت ‏عليهم احكام طويلة، بسبب ممارستهم لهكذا ممارسات مرفوضة”.‏

‏‏وأوضح “عملنا على حث المديريات التي لها علاقة مباشرة بالجمهور كالشرطة المجتمعية ومديرية شؤون ‏العشائر في وزارة الداخلية من خلال تثقيف وتوعية ابناء العشائر على نبذ هكذا حالات، وبمساعدة الوجهاء والشيوخ ‏نفذت حملات واسعة في الطلب من ابناء العشائر بالابتعاد عن هذه السلوكيات التي يرفضها المجتمع”.‏

“القوة الضارية”

وأعلنت قيادة عمليات محافظة البصرة، استحداث قوة أمنية جديدة لردع النزاعات العشائرية، سميت بـ”القوة الضارية”. وقال قائد عمليات البصرة اللواء علي عبد الحسين الماجدي في بيان له، إنه “بعد دراسة الواقع الأمني لقاطع المسؤولية تبين أن البصرة من أفضل المحافظات الآمنة لتولي النزاعات العشائرية التي أصبحت الشغل الشاغل للقوات الأمنية، وعكست الصورة السلبية لمحافظة البصرة”.

وحسب اللواء الماجدي، “تقرر استحداث قوة قادرة على مجابهة تلك النزاعات والقضاء عليها أو الحد منها”. وأضاف أن “الحكومة المحلية في محافظة البصرة تعمل وبشكل جدي على نصب كاميرات المراقبة التي تعد من أهم المشاريع الأمنية”، مؤكدا أن “القوات الأمنية حريصة كل الحرص على تأمين الحماية للمواطنين خلال الفترة القادمة التي ستشهد الانتخابات البرلمانية”.

**************

تهنئة

نتقدم بالتهنئة لغبطة البطريرك مار آوا الثالث رويل البطريرك الجديد لكنيسة المشرق الاشورية متمنين له النجاح في مهامه القادمة لترسيخ مبادئ التسامح والتعايش السلمي لكافة مكونات شعبنا العراقي.

رائد فهمي

سكرتير اللجنة المركزية

للحزب الشيوعي العراقي

***************

الصفحة الثالثة

حملاتهم الإعلامية تزداد اتساعا وتحظى بتفاعل من الناس

الشيوعيون يواصلون التعريف بأسباب مقاطعتهم الانتخابات

طريق الشعب – خاص

الحملات الإعلامية والنشاطات الميدانية التي يواصل الشيوعيون العراقيون تنظيمها في بغداد والمحافظات، للإعلان عن موقف حزبهم المقاطع للانتخابات المقبلة، اتساعا وسط تفاعل المواطنين وتضامنهم وتأييدهم.

وركزت هذه الحملات المتواصلة منذ أسابيع، على إيضاح الأسباب التي دعت الحزب إلى اتخاذ قرار مقاطعة الانتخابات، وذلك من خلال اللقاء بالمواطنين والحديث معهم بشكل مباشر، وتزويدهم بالبيانات الصادرة عن الحزب في هذا الخصوص، فضلا عن رفع لافتات تحمل شعارات مختصرة تعبر عن أسباب المقاطعة. وبالمقابل، لمس المشاركون في الحملات، عزما كبيرا لدى المواطنين على عدم التصويت في الانتخابات. إذ أبدى الكثيرون منهم اليأس من القوى المتنفذة، التي تحاول إعادة تدوير نفسها مجددا.

في الأنبار

شهد العديد من الأقضية والنواحي التابعة إلى محافظة الأنبار، على مدى الأسبوعين الأخيرين، حملات إعلامية ميدانية نظمها الشيوعيون للتعريف بقرار مقاطعة الانتخابات، وإيضاح أسبابه.

وجابت فرق إعلامية من منظمات الحزب في قضائي الرمادي وهيت وناحيتي البغدادي وجبة، الشوارع العامة والأسواق وكراجات السيارات. ووزعت على المواطنين وأصحاب المحال التجارية والطلبة، نسخا كثيرة من مقالات “طريق الشعب” الافتتاحية، التي تعرّف بموقف الحزب من الانتخابات المقبلة.

ولم يتوقف نشاط الفرق الإعلامية على الجولات الميدانية في الأماكن العامة، بل أنه اتسع أكثر ليصل إلى طرق أبواب المنازل في العديد من الأحياء السكنية، بهدف شرح أسباب مقاطعة الانتخابات لعدد أكبر من الناس.

وحظيت نشاطات شيوعيي الأنبار، شأن نشاطات رفاقهم في بقية المحافظات، بتفاعل إيجابي من قبل المواطنين، الذين أيد الكثيرون منهم قرار الحزب، وأعلنوا تضامنهم معه. فيما عبر البعض عن استيائه من الأزمات العامة التي يشهدها البلد، والتردي في القطاعات الخدمية المختلفة، فضلا عن الظروف المعيشية الصعبة وعدم تعويض الكثير من المتضررين جراء الحرب ضد تنظيم داعش الإرهابي، محملين الحكومة مسؤولية ذلك كله.

الرصافة الثانية

اللجنة المحلية للحزب في الرصافة الثانية، شكلت اليومين الماضيين، فرقا إعلامية جوالة جابت شوارع مناطق العبيدي وحي النصر والأمين، سيرا على الأقدام.

ووزعت الفرق على المواطنين وأصحاب المحال التجارية، نسخا كثيرة من مقالات “طريق الشعب” الافتتاحية التي تتحدث عن موقف الحزب من الانتخابات المقبلة وقراره بمقاطعتها. كما رفعت شعارات في الأماكن العامة، تعبر عن أسباب المقاطعة.

وقوبلت الفرق الإعلامية بترحيب المواطنين، الذين أيّد الكثيرون منهم قرار مقاطعة الانتخابات. فيما تعرض الرفيقان مؤمل جاسم وعلي خالد، اللذان كانا ضمن أعضاء أحد الفرق الإعلامية، إلى المضايقة من قبل عنصر أمني في منطقة الأمين. إذ قام بمنعهما من تعليق لافتة في مكان عام، تعبر عن قرار المقاطعة.

في الطالبية وجميلة

من جانبها، شكلت اللجنة المحلية للحزب في مدينة الثورة (الصدر)، 7 فرق إعلامية جوالة، وزعت على المواطنين في منطقتي الطالبية وجميلة، مئات النسخ من المطويات التي تحمل بيانات مقاطعة الانتخابات.

وساهمت الهيئة النسوية للحزب في تلك الجولات، التي حظيت بتفاعل المواطنين وتضامنهم مع قرار مقاطعة الانتخابات.

في الكوت

اللجنة الأساسية للحزب في مدينة الكوت، شكلت الأيام الماضية فرقا إعلامية جابت الشوارع العامة والأحياء السكنية في مركز المدينة، سيرا على الأقدام.

ووزعت الفرق على المواطنين، مئات النسخ من فولدرات تتضمن بيانات صادرة عن الحزب بخصوص موقفه من الانتخابات المقبلة وقراره القاضي بمقاطعتها. كما أوضحت لهم الأسباب التي دعت الحزب إلى اتخاذ قرار المقاطعة – بحسب ما صرّح به ممثلو اللجنة الأساسية لـ “طريق الشعب”. 

وأشارت الفرق خلال حديثها مع جمهور واسع من المواطنين، إلى أن مقاطعة الانتخابات تعني عدم إعطاء شرعية للطبقة السياسية الفاسدة التي تحاول إعادة تدوير نفسها، مبينة أن الحزب مدرك أن الانتخابات التي تجرى في ظل المحاصصة الطائفية والفساد والسلاح المنفلت وعدم وجود قانون انتخابي عادل، لن تحدث أي تغيير إيجابي يصب في صالح البلد، ولن تنتج برلمانا يمثل إرادة الشعب.  

هذا وحظيت تلك الفعاليات باستحسان وتفاعل الكثيرين من المواطنين، الذين أكدوا عزوفهم عن المشاركة في الانتخابات، خاصة انهم يئسوا من الحكومات السابقة التي لم تحقق شيئا مفيدا للمواطن.

في الشطرة

وفي قضاء الشطرة، شكلت اللجنة المحلية للحزب فريقا شبابيا قام برفع لافتات تحمل شعارات تعبر عن مقاطعة الانتخابات، في العديد من الأماكن العامة.

وتفاعل الكثيرون من المواطنين مع محتوى الشعارات، وأعلنوا عن تأييدهم لموقف الحزب من الانتخابات.

في النجف

اللجنة المحلية للحزب في النجف، واصلت الأيام الماضية حملاتها الإعلامية لإيضاح موقف الحزب من الانتخابات المقبلة.

وبحسب مراسل “طريق الشعب” في النجف، أحمد عباس، فإن فرقا إعلامية جوالة عديدة انطلقت من اللجنة المحلية والمنظمات التابعة لها في مركز المدينة والأقضية والنواحي التابعة للمحافظة، نحو الشوارع العامة والأسواق والمناطق السكنية.

ووزعت الفرق على المواطنين، نسخا كثيرة من الفولدرات التي تحمل بيانات صادرة عن الحزب في شأن مقاطعة الانتخابات.

ووفقا لمراسل الجريدة، فإن الحملات الإعلامية لاقت تفاعلا ودعما من قبل المواطنين.

في البصرة

إلى ذلك، واصلت منظمات الحزب في محافظة البصرة، نشاطاتها الإعلامية في مناطق عديدة من المحافظة. إذ شكلت اليومين الماضيين، فرقا جوالة جابت الشوارع العامة والأزقة السكنية، ووزعت على المواطنين نسخا من الفولدرات التي تحمل بيانات المقاطعة، كما تبادلت معهم الحديث حول هذا الشأن. وتجولت الفرق في مناطق السيمر والقبلة والحيانية في مركز المحافظة، فضلا عن أقضية شط العرب وابو الخصيب والزبير. وعلقت في العديد من الأماكن العامة لافتات تحمل شعارات تعبر عن مقاطعة الانتخابات.

كذلك رفعت مختصة العمل الديمقراطي التابعة إلى اللجنة المحلية للحزب في البصرة، عددا من الشعارات في منطقة التحسينية بمركز المحافظة.

*************

الصفحة الرابعة

 

 *************

الصفحة الخامسة 

“لن نصوّت لمن يعتبرنا أرقاما”!

مدينة الثورة.. خزانة انتخابية كبيرة مليئة بالبؤس والخيبات

بغداد – وكالات

لا مكان للابتهاج في شوارع مدينة الثورة (الصدر) وأزقتها الفقيرة المتهالكة.. لا نشاطات تعكس حماس المواطنين وآمالهم بالتغيير من خلال الانتخابات. فهذه المدينة، التي يقطنها نحو 4 ملايين شخص، والتي تبلغ مساحتها حوالي 13 كيلومترا مربعا، تركت تحت وطأة الإهمال المزمن. إذ تتعاقب حكومات وتتغير منذ 2003 وحتى الآن، بينما تبقى المرارة واضحة على معالم المدينة، شأن الكثير من المدن الشعبية في بقية المحافظات.

وكالة “شفق نيوز” جالت العديد من شوارع مدينة الصدر، لترصد المرارة والمعاناة التي عاشها أهلها سنوات طويلة، منذ مرحلة القمع الصدامي، وصولا إلى ما حل بها من ألم وموت خلال فترة المواجهات الدموية مع القوات الأمريكية، وبعدها حقبة الصراع الطائفي وتعاقب الانتحاريين والسيارات المفخخة على أهلها وأطفالها وشوارعها، وانتهاء بتفشي المرض فيها إثر جائحة كورونا.. كل ذلك لم يمنحها فرصة لتحظى ولو باهتمام قليل من السلطات الحكومية، وحتى الحزبية التي تتصرف وكأنها لا تعترف بوجود هذه المساحة المنكوبة، سوى عندما تحين المواسم الانتخابية.

خزانة انتخابية كبيرة

يتمنى أهالي المدينة لو انهم يحظون ببعض الاهتمام، ولو بنسبة متواضعة، كي تتحسن حياتهم.. يتمنون تطوير هذه البقعة الجغرافية التي دائما ما توصف بأنها أكثر مناطق العراق فقرا، وأعلاها كثافة سكانية، وبالتالي، وللمفارقة، فإن هذه المدينة احدى أكبر خزانات الأصوات الانتخابية في بغداد.

لذلك، إن احزابا عديدة تنظر بلهفة الآن إلى مدينة الصدر، سعيا للسيطرة على الأصوات الانتخابية فيها.

لن انتخب قتلة أخواني وأصدقائي!

العشوائية صفة يمكن ملاحظتها بوضوح في مدينة الصدر، في مبانيها وشوارعها وحتى في مشاعر أهلها، وجلهم من جيل الشباب المحبطين من تراكم الخيبات.

يقول شاب من سكان المدينة، لم تكشف وكالة الانباء عن اسمه: “لن أشارك في انتخابات يقودها قتلة اخواني واصدقائي.. عندما انتفضنا على واقعنا المرير الذي نعيشه”- في اشارة الى انتفاضة تشرين، متابعا قوله: “اختطفونا والآن يأتون الى شوارعنا يمثلون دور اللطفاء، ويطالبوننا بانتخابهم بحجة تحقيق مطالبنا، وكأنما نحن مجرد سلع يأتون الينا في اوقات محددة”.

الواقع المرير الذي يشير اليه هذا الشاب مجسد في نواح كثيرة، بينها عشرات المراكز الصحية المتهالكة جراء الإهمال، والعديد من المستشفيات التي لا تلبي حاجات السكان بالمستوى اللائق، فضلا عن المدارس التي لا يستوعب الكثير منها اعداد التلاميذ، خاصة الثانوية التي أصبح دوامها على ثلاث مراحل في اليوم الواحد..لا لشيء سوى لان بعض المباني المدرسية التي جرى هدمها بداعي الترميم، لم يعاد بناؤها، فتحولت أراضيها إلى مواقف للسيارات!

مدينة السلاح والنزاعات!

يطلق البعض على مدينة الصدر، اسم مدينة السلاح المنفلت أو مدينة النزاعات العشائرية. إذ يعاني أهل المدينة مشكلات ونزاعات عشائرية شبه يومية، تصل الى حدود القتل العلني في الشوارع امام أنظار قوات الامن، التي تم تحجيم دورها. وبلغ هذا الانفلات إلى الحد الذي أتاح إنشاء أكبر سوق لبيع السلاح الشخصي في العراق. وهي تجارة لم تتمكن اي حكومة من الحكومات المتعاقبة، من السيطرة عليها، بسبب سطوة بعض الأحزاب.

وبالعودة إلى الانتخابات المقبلة، يقول شاب ثانٍ من سكان المدينة، أنه لن يشارك فيها “لأننا سئمنا وضع العراق ووضع مدينتنا..”.

ويؤيده آخر بالقول: “لن اشارك لا انا ولا عائلتي في انتخاب من ينظرون الينا على أننا مجرد ارقام يحاولون استغلالنا في مشاريعهم السياسية وصفقاتهم”.

*************

البصرة

مطالبات بصرف رواتب الأطباء والصيادلة الجدد

البصرة – وكالات

طالب اتحاد النقابات الطبية في محافظة البصرة، رئيس مجلس الوزراء بالتدخل من أجل صرف الرواتب المتأخرة للأطباء والصيادلة وأطباء الأسنان الجدد، من خريجي دفعتي 2019 و 2020، والذين تم تعيينهم قبل ما يقارب الأربعة شهور.

وقال الاتحاد في بيان صحفي، ان تأخير صرف الرواتب مخالف لقانون الخدمة المدنية رقم 24 المادة 16/1 لسنة 1960، و قانون سلم الرواتب رقم 22 لسنة 2008، مبينا انه "تم صرف الرواتب والمخصصات المالية لهؤلاء الخريجين في محافظات دون غيرها، وحتى الآن لم تتم معرفة أسباب هذا التلكؤ في صرف الرواتب".

***************

يطالبون بإعادة صيانة جسر قضاء الخضر

السماوة – وكالات

جدد أهالي قضاء الخضر في محافظة المثنى، مطالباتهم بإعادة صيانة جسر القضاء الكونكريتي، الذي شهد خلال السنوات الأخيرة سلسلة من حوادث سقوط العجلات، نظرا لاحتوائه على الكثير من الحفر والمطبات، وتقادم سياجه الحديدي.

وبيّن عدد من الأهالي في حديث صحفي، أن هذا الجسر بات يشكل بالنسبة لهم أكبر مشكلة خدمية في القضاء، نظرا لكثرة الحوادث التي وقعت عليه، مطالبين بإنشاء جسور إضافية لامتصاص بعض الزحام المروري على الجسر الكونكريتي، خاصة أن عدد سكان القضاء يصل إلى 100 ألف نسمة.

وسبق ان خرج أهالي الخضر في تظاهرات احتجاجية طالبوا فيها بإعادة تأهيل الجسر، إلا ان مطالباتهم لم تلق استجابة من الجهات المعنية.

**************

حول احتساب النسبة التراكمية 3 في المائة للمتقاعدين

إلى وزير المالية

ورئيس هيئة التقاعد

تسلمت "طريق الشعب" رسالة من المواطن المتقاعد حبيب زيدان عطية، يطالب فيها بتعديل رواتب المتقاعدين وفق النسبة التراكمية 3 في المائة بدلا من 2.5 في المائة.

وقال عطية في رسالته أنه "استنادا إلى المادة 66 من قانون الموازنة العامة رقم 32 لسنة 2021، والمتضمنة احتساب الحقوق التقاعدية وفق النسبة التراكمية 3 في المائة بدلا من 2.5 في المائة عن كل سنة مجتزئة، للمشمولين بتعديل قانون التقاعد الموحد رقم 9 لسنة 2014، والمتمثل بقانون التقاعد رقم 26 لسنة 2019، أرجو تعديل رواتب كافة المتقاعدين المشمولين بهذه المادة، مع صرف الفروقات بالراتب بأثر رجعي، اعتبارا من 1 كانون الثاني 2021".

وأرفق عطية مع رسالته، نص المادة القانونية التي تتحدث عن هذه النسبة التراكمية، والتي تمت المصادقة عليها من قبل رئيس الجمهورية برهم صالح، في سياق إقرار الموازنة العامة للسنة المالية 2021.

*************

أمام أنظار وزير التعليم العالي والبحث العلمي

نحن لفيف منتسبي منشأة التويثة للأبحاث النووية في بغداد، نلفت أنظاركم إلى معاناتنا في الوصول الى موقع العمل، بسبب عدم توفر خطوط نقل خاصة بالشركة. إذ تم إلغاؤها منذ بداية جائحة كورونا حتى اليوم. علما أن الموقع بعيد يقع في منطقة التويثة عند أطراف بغداد، وحسب توجيهاتكم الأخيرة فإن الدوام يكون بنسبة 50 في المائة، مع مراعاة إجراء بصمتي الحضور والانصراف.

وكانت الشركة قد صرفت مبلغا شهريا قدره 20 ألف دينار لكل موظف، كنفقات نقل، واستمر الأمر مدة 4 شهور، لكنه توقف بسبب عدم توفر تخصيصات مالية – وفق ما أفادت به الشركة. ونوضح لكم أنه حتى الـ 20 ألف دينار غير كافية نظرا لارتفاع كلفة النقل. إذ ان المنتسب ينفق يوميا أجور نقل تصل إلى 5 آلاف دينار. فيما الموظفون من سكان المناطق البعيدة، التي لا توجد فيها باصات نقل عامة (كيات) تصل إلى التويثة، يضطرون إلى استئجار سيارة "تاكسي" بنحو 15 ألف دينار.

نرجو من سيادتكم التوجيه بإعادة خطوط نقل المنتسبين، سيما سكان الأماكن البعيدة، أو تخصيص أجور نقل كافية، أو تقليل نسبة الدوام إلى 25 في المائة، أو غير ذلك من الحلول التي ترونها مناسبة لتخفيف العبء عن كواهل المنتسبين.

*************

مندلي تناشد: انقذوا 100 ألف نسمة من كوارث صحية

مندلي – وكالات

وجهت ناحية مندلي شرقي ديالى، مناشدة إلى منظمة الامم المتحدة والرئيس الأمريكي ورئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي والعديد من الجهات الحكومية والمنظمات الانسانية المعنية، إتمام بناء مستشفى الناحية، وذلك لإنقاذ 100 ألف نسمة من الكوارث الصحية.  ونقلت وكالات أنباء عن الناشط المدني عمر عادل، أحد سكان مندلي، قوله أن أهالي الناحية وجهوا رسالة باللغتين العربية والانكليزية إلى الجهات المذكورة، ناشدوا فيها إتمام بناء “مستشفى مندلي المجمد منذ سنوات بحجج وذرائع واهية”، مشيرا إلى أن المستشفى يسع 100 سرير، وانه يمكن أن ينقذ ناحيتي مندلي وقزانية من كوارث صحية، ويرفد أكثر من 100 ألف نسمة بالخدمات الصحية.  وأشار عادل – بحسب ما مذكور في الرسالة – إلى أن مندلي وقزانية تعانيان منذ عقود طويلة عدم وجود مستشفى متكامل، بالرغم من كثافتهما السكانية، مبينا أن “الأهالي عجزوا وهم يناشدون حكومة ديالى إتمام بناء المستشفى، والتي تتذرع في كل مرة بعدم توفر مخصصات مالية”.  ولفت الناشط المدني إلى أن أهالي الناحيتين يواجهون الموت كل يوم بسبب غياب الرعاية الصحية، وهم يجبرون على قطع عشرات الكيلومترات ليوصلوا مرضاهم إلى أقرب مستشفى”، مبينا أن الكثير من المرضى يموتون في منتصف الطريق، والكثير من النساء يلدن في المركبات، وأحيانا يمتن هن وأطفالهن قبل وصولهن إلى المستشفيات البعيدة”.

***********

مواساة

  • تعزي منظمة الحزب الشيوعي العراقي في ابو الخصيب، الرفيق فالح ياسين (ابو فواز) بوفاة اخيه باسم (ابو علي) إثر اصابته بوباء كورونا.

الذكر الطيب للفقيد، والصبر والسلوان لاهله ومحبيه.

  • هيأة تنظيم الحزب الشيوعي العراقي في قضاء الحي تقدم خالص التعازي والمواساة للرفيق القاص والاديب محسن ناصر الكناني، بوفاة ابنه الشاب علاء اثر مرض عضال.

الذكر الطيب دوما للفقيد والصبر والسلوان لعائلته الكريمة وجميع معارفه.

  • تعزي محلية واسط للحزب الشيوعي العراقي الرفيق والناشط المدني علي جبار العزاوي بوفاة خالته.

الذكر الجميل للراحلة والصبر والسلوان للرفيق واقربائه والعائلة الكريمة.

*************

الصفحة السادسة

خارج النسق

سياسة الإغراق وأثرها على الإنتاج الزراعي

أ.م .د مائدة حسين علي

تعرف سياسة، الإغراق بأنها حالة من التمييز في تسعير منتج ما وذلك عندما يتم بيع ذلك المنتج في سوق بلد مستورد بسعر يقل عن سعر بيعه في سوق البلد المصدّر، وتشكل الفروقات في الأسعار هذه تجارة غير منصفة تسبب ضرراً للإنتاج في الدولة المستوردة وقد يصل سعر المبيع في الدولة المستوردة إلى مستويات منخفضة جداً وما دون التكلفة يستهدف بشكل مقصود إزالة منافسين يصنعون منتجات شبيهة أو يؤخر قيام صناعة بسبب وجود واردات من السلعة بأسعار إغراق. وفي أغلب الحالات يجب أن تتخذ سلسلة طويلة من التحليلات المعقدة لمعرفة السعر المناسب في سوق البلد المصدر وهو ما يعرف بالقيمة العاديّة، ومعرفة السعر المناسب في سوق البلد المستورد وهو ما يعرف بسعر التصدير، وتحديد أسلوب مقارنة مناسب بين السعرين. إن، الإغراق عادة ما يحدث من دول تكون قيمة عملاتها أقل من قيمة عملة الدول المستوردة مقارنة بأسعار العملات الصعبة.

تعد ظاهرة ،الإغراق السلعي في العراق واحدة من التحديات التي تواجه الاقتصاد العراقي ولا سيما بعد 2003  حيث شهدت السوق العراقية انفتاحا كبيرا أمام السلع المستوردة من مختلف دول العالم والتي تكون ذات نوعية رديئة ورخيصة الثمن مما أدى إلى منافستها للمنتجات المحلية وكان ذلك أحد أسباب انكشاف الاقتصاد العراقي على العالم الخارجي ، اضف إلى ذلك ضعف القدرة على تكوين قاعدة وطنية لتطوير القطاعات الزراعية والصناعية والخدمية وبالتالي عدم القدرة على منافسة السلع الأجنبية من حيث النوعية والسعر، الأمر الذي أدى إلى استشراء هذه الظاهرة في السوق العراقية وساعد في ذلك غياب القوانين والتشريعات التي تحكم عملية الاستيراد مما ترتب عليه هدر في الموارد المادية والبشرية واضعاف القاعدة الصناعية للبلد وتراجع القطاع الزراعي وزيادة معدلات البطالة وزيادة الميل نحو الاستهلاك اكثر مما كان عليه سابقا .

هناك عدة اسباب لظاهرة، الإغراق السلعي في العراق منها: -

  1. تعطيل قانون التعرفة الجمركية على الاستيرادات أدى إلى انخفاض اسعار السلع المستوردة حيث لم يتم سوى فرض ضريبة إعمار العراق بنسبة (5%) باستثناء الغذاء والدواء وهي نسبة متدنية لا توفر الحماية الكافية للمنتجات الوطنية.
  2. وجدت دول الجوار خاصة والدول الأخرى عامة في العراق بعد 2003 سوقا واسعة لتسويق منتجاتها ذات النوعية الرديئة اذ غزت السوق المحلية دون أن تخضع لرقابة كافية لفحص النوعية خاصة السلع الغذائية منها التي وجد الكثير منها منتهي الصلاحية.
  3. انسحاب الجهات الزراعية من توفير مستلزمات الانتاج الزراعي من بذور واغطية بلاستيكية ومواد مكافحة الأمراض مما جعل المزارع العراقي ضحية، الإغراق لاستيراد سلع زراعية منتجة من دول الجوار.
  4. ضعف هيئات التقييس الكمي والنوعي لتحديد ومتابعة السلع والصناعات ومدى جودتها.
  5. غياب الأجهزة الرقابية وعدم كفاية المختبرات المزودة بالأجهزة والكوادر المتخصصة مما انعكس سلبا على صحة المواطن العراقي، حيث أشارت إحدى إحصائيات حماية المستهلك إلى أكثر من 50% من السلع المستوردة غير صالحة للاستهلاك البشري.

ونظرا لتدهور الانتاج الزراعي في العراق بسبب سياسات، الإغراق فقد ترك العديد من الفلاحين مزارعهم وأصبحوا عاطلين عن العمل نتيجة السياسات الخاطئة وأساليب العمل غير الكفؤة التي أدت إلى تدهور وتخلف القطاع الزراعي والذي ساعد على ذلك هو عدم تفعيل قانون التعرفة الجمركية وقانون حماية المنتج ومكافحة الإغراق الأمر الذي أضعف من قدرة المنتوجات المحلية.

***********

ملتوية وأحزاب متنفذة أساليب وراء الموضوع

عصابات تزوير ملكية العقارات تتمدد في العراق

بغداد ـ طريق الشعب

اتخذ التزوير أشكالا متعددة بعد العام 2003 في العراق، حتى صار مهنة لمافيات ومجاميع عشائرية، وعناصر حزبية متنفذة، بالاشتراك مع سماسرة العقارات.

وتضم تلك المافيات في صفوفها محامين ورجال قانون.

الأسباب

وسبّب ظهور هذه الحالات ما يسمى “الفوضى المستدامة”، التي أشاعها الأميركيون بعد دخولهم عام 2003. وعمدت الحكومة في السبعينيات إلى العمل مع جامعة الدول العربية ومنظمة العلوم الإدارية ومتخصصين من الأمم المتحدة بإدخال نظام الميكروفيلم لتوثيق كل السجلات، لكن هذا الإجراء تم التخلي عنه بعد 2003، بحجة فقدان السجلات بسبب “الفرهود” وعدم وجود قاعدة أرشيفية يمكن اعتمادها في استمرارية العمل.

وسبق للعراق أن عاصر حالة مشابهة في عام 1943 عندما حصل “فرهود” لأملاك اليهود.

وفي حينها، لم يكن استخدام التكنولوجيا الحديثة والأرشفة الإلكترونية أو الحوكمة الإلكترونية متداولاً، إلا أن التوثيق كان معتمداً بشكل ورقي.

الطرق والافكار

وعن الأفكار والطرق التي قد يلجأ لها المحتالون للاستيلاء على أملاك الغير، بأن يشتري أحدهم سيارة في مدينة من مدن العراق، وتسجل عملية البيع في المحافظة نفسها، وتصل نسخة منها إلى مديرية المرور العامة في بغداد، وينطبق الأمر نفسه على العقارات والوثائق الشخصية للمواطنين، حيث تحفظ نسخة ثانية منها في الدوائر المختصة في بغداد. وأي فقدان أو تزوير لأي وثيقة يمكن الوصول إلى النسخ الأصلية الموجودة في المحافظة أو المركز.

موقف المتفرج

أثناء “فرهود” وانتشار حالة الفوضى الحاصلة بعد سقوط النظام، اتخذت القوات الأميركية موقف المتفرج على عمليات النهب والسلب في المتحف العراقي والوزارات والدوائر والمؤسسات العراقية، باستثناء وزارة النفط والبنك المركزي.

بدأت على أثر ذلك الأحزاب التي شغلت الساحة بنفوذها بالاستيلاء على عقارات الدولة بداعي حاجتها إلى مقار، واستغلت شخصيات وكيانات حزبية المراكز التابعة للأجهزة الأمنية وحزب البعث المنحل، وأصبحت الأملاك تحت اليد لمستغليها، تبعت ذلك عملية ممنهجة للاستيلاء على أماكن أخرى، كالدوائر الخدمية مثل دائرة ضريبة الدخل، ودائرة ضريبة العقار.

إعادة العقارات

وفي أعقاب ذلك صدر توجيه من رئاسة الوزراء بوجوب إعادة العقارات المستولى عليها إلى الدولة في 2005، واستجاب عدد من الأحزاب للتوجيه، بينما امتنعت الكبيرة منها والمعروفة بثقلها السياسي عن التنفيذ، ولم يقتصر ذلك على طائفة أو قومية معينة، فجميع الأحزاب المتنفذة، كان لها نفس الموقف، وساعد في ذلك انعدام الوضع الأمني، وخاصة في بغداد.

في هذا الصدد، يتحدث رئيس هيئة النزاهة سابقاً، موسى فرج، عن تفاقم ظاهرة الاستيلاء على العقارات العامة والخاصة؛ ففي عام 2008 تطور الأمر إلى الاستيلاء على عقارات المنطقة الخضراء، وطلبوا تملكها لأغراض السكن بواسطة الأمانة العامة لمجلس الوزراء وأعضاء مجلس النواب العراقي. يقول “كنت أشغل آنذاك منصب (رئيس هيئة النزاهة) فوجهت كتاباً رسمياً إلى الأمانة العامة لمجلس الوزراء بمخالفة هذا الأمر، وبخاصة أن مدة الحكومة تنتهي بعد أربع سنوات في حينها”.

تحايل قانوني

وتطور الحال إلى أن يتم الاستيلاء على العقارات بطريقة قانونية، جسدت التحايل بعينه، إذ تشكلت لجنة لتقدير سعر العقار ويُباع أو يُستأجر، لكن بأبخس الأثمان، بحيث وصل الحال إلى تمليك أراضٍ باهظة الثمن على شواطئ نهر (دجلة) للوزراء وأعضاء مجلس النواب، تقدر قيمة المتر منها في السوق بما يعادل القيمة الكلية التي تحصل عليها المستفيد.

وتشير مصادر إلى أن 60 في المئة من عقارات الدولة، التي يقدر عددها بـ300 ألف عقار “مستغلة من قبل أحزاب سياسية نافذة وجماعات مسلحة ومواطنين مرتبطين بتلك الأحزاب من دون عقود وخارج الطرق الأصولية التي نصت عليها القوانين النافذة”.

بينما نجد أن 40 في المئة من هذه العقارات مستغلة وفق عقود أصولية، لكنها بأجور وأسعار أقل بكثير من مستوى أسعار السوق، حيث يقدر سعر بيع المتر المربع من هذه الأصول خلال الفترة بين 2006 و2014 بستة دولارات مع أن سعرها في السوق يقدر بألفي دولار.

وجرى الاستيلاء عليها عن طريق التزوير والتلاعب بالسجلات الرسمية، وتحظى غالبية تلك العقارات بمواقع استراتيجية، في بغداد والمحافظات.

وتتركز العقارات المغصوبة، بحسب المصادر في بغداد وكربلاء والنجف والبصرة وكركوك، وتقدر قيمة التابعة منها للدولة التي تم الاستيلاء عليها بما لا يقل عن ثلاثة مليارات دولار.

مافيات تزوير

وأبدعت هذه المافيات بـ”الاستيلاء على عقارات المواطنين القاطنين خارج البلاد، وبالذات العوائل الثرية، وبطرق ملتوية”.

وفي تصريح لمحمد رحيم الربيعي، رئيس شبكة النهرين لدعم النزاهة والشفافية، قال أن “العصابات المنظمة تشتري أحد العقارات الصغيرة الرخيصة الثمن من الشخص المقصود، ويحصلون على مستمسكاته الرسمية، ويسهل بذلك القيام بعملية التزوير، ومن ثم تحويل العقارات الثمينة الأخرى، تليها عملية رفع دعوى ضد المالك الأصلي في محافظة أخرى على أساس الخطف أو السرقة، وبذلك لن يتمكن منهم. وحصل ذلك لرجل يتجاوز التسعين من عمره، ورفعت ضده هذه المافيات دعاوى تسليب وسرقة من أجل الاستيلاء على أحد عقاراته، وكي لا يتمكن من الدخول إلى بغداد ومقاضاتهم أو استرداد ملكية عقاراته”.

اهوال كبيرة

وعلى خلفية هذا الموضوع يتحدث المحامي عبدالله الساعدي، “ما حدث في دائرة التسجيل العقاري من أهوال بسبب عمليات التزوير في العقارات كان بمساعدة الموظفين المرتشين في الدوائر التابعة لدائرة عقارات الدولة، ودائرة التسجيل العقاري، وهناك اثنتان من الدوائر (دائرة التسجيل العقاري في المدائن، والمنصور) حصلت فيها أعمال تزوير وصلت إلى القضاء فيما أغلقت الملفات بأمر من وزير العدل، وتم إيقاف موظفيها وحوكم قسم منهم، أما الآخرون الهاربون فزوروا سندات العقارات وباعوها”.

وعن هيمنة هذه المافيات في عدد من دوائر التسجيل العقاري بينت مديرة إحدى دوائر التسجيل العقاري، التي رفضت الكشف عن اسمها، وجود اختراق لدوائر العقاري ووجود تنسيق عالٍ يصل إلى إمكانية نقل الموظف المسؤول في حالة الاعتراض أو رفض تسيير معاملة عقارية غير سليمة، وانتخاب من لديه القدرة على تقديم مثل هذه التسهيلات، وقد يعاد الموظف إلى موقعه السابق بعد انتفاء الحاجة، واستكمال إجراءات المعاملة. هذه الأعمال تدار من قبل أفراد أو عصابات منظمة، وفي بعض الأحيان من قبل أفراد تابعين لأحزاب متنفذة.

وعن الأسباب التي سهلت عمليات التزوير تشير إلى ضعف النظام الورقي المتبع من قبل الأجهزة الحكومية في معالجة ومكافحة التزوير، كذلك سهولة إصدار الهويات والوكالات المزورة، وعدم إمكانية اكتشافها في دوائر الدولة، ضمنها التسجيل العقاري، إضافة إلى حالة الفساد الإداري والمالي المتفاقمة في مفاصل الحكومة وموظفيها.

************

خطوة متسرعة لا يستفيد منها المصنعون أو المستهلكون

قرار حكومي يهدد صناعة الإسمنت في العراق

بغداد – طريق الشعب

أعربت جمعية مصنعي الاسمنت في العراق، أمس الأول، عن غضبها بعد زيادة أسعار الوقود المدعومة في مصانعها بنسبة 66 في المائة، فيما حذرت من أن الاجراء قد يؤدي الى ارتفاع اسعار الاسمنت او اغلاق بعض المنشآت.

أسعار جديدة تهدد الصناعة

ورفعت وزارة النفط، مؤخرا، اسعار النفط الاسود المستخدم في مصانع الاسمنت من مئة الف دينار الى 250 الف دينار للطن الواحد، ما أثار غضب شركات الأسمنت في بلد غارق في أزمة اقتصادية خطرة، ما زالت تجر ندوب الحرب.

وتعليقا على ذلك، قال نائب مدير جمعية الاسمنت عمار السعدي، في بيان تلقته «طريق الشعب»، إن صناعة الاسمنت هي «الصناعة الوحيدة التي تمارس الاكتفاء الذاتي منذ 2016 وحتى الآن ولم ترفع أسعارها»، مضيفا أن «حوالي خمسين الف شخص يعملون بشكل مباشر وغير مباشر في الصناعة، باتوا مهددين مع أسرهم بالتسريح من العمل بسبب زيادة أسعار الوقود».

وحذرت الجمعية من «خسائر فادحة» للقطاع قدرها ملايين الدولارات، داعية السلطات إلى «التراجع عن قرارها».

وتقول الشركات، إن القرار يضعها أمام مفترق طرق بين إغلاق المصانع والتسبب بتسريح آلاف العاملين فيها وتضرر عوائلهم بالبقاء بدون مصدر معيشة وتهديد تجربة الاستثمار في العراق أو زيادة أسعار البيع على المواطنين بما لا يقل عن 10 دولارات للطن الواحد بسبب رفع سعر النفط الاسود.

وأوضحت الجمعية بحسب بيانها أن «هذا سيزيد العبء على السكان وعلى الدولة التي تشرع في إعادة إعمار البلاد وتريد تطوير مشاريع البنية التحتية. وتم اعتماد السعر المدعوم الذي تتمتع به مصانع الأسمنت في العراق لإمدادات الوقود مقابل التزامها ببيع الأسمنت بسعر ثابت».

من جانبه، قال أدهم الشرقاوي، الرئيس التنفيذي لشركة لافارج الفرنسية التي تملك مصنعين في العراق، ان «قرار رفع سعر النفط الاسود سيضيف تكلفة اضافية تبلغ 35 مليون يورو سنويا مما قد يتسبب بخسائر بالغة للشركة».

وأضاف في تصريح صحافي، أن «الشركة تشغل أكثر من الف موظف عراقي وان هؤلاء اصبحوا مهددين بفقدان وظائفهم بسبب عدم تمكن الشركة من دفع مرتباتهم في نهاية المطاف. وزيادة الاسعار تفتح الباب امام الاستيراد من دول الجوار ومنافسة الانتاج المحلي وتدمير اقتصاد البلد. وبحسب المسؤولين فان هذه الصناعة حققت اكتفاء ذاتيًا ووفرت عملة صعبة منذ عام 2016».

وكانت الحكومة رفعت سعر صرف الدولار بنسبة تجاوزت العشرين بالمئة اثر الازمة الاقتصادية بعد انخفاض اسعار النفط العالمية وذلك القى بثقله أيضا على الشركات العاملة في البلاد. وتعتمد ميزانية العراق بنسبة تتجاوز 90 في المائة على ايرادات النفط الخام، فيما يعاني قطاع الاستثمار في البلاد من البيروقراطية.

من المستفيد؟

وتعليقا على هذه الخطوة الحكومية، تساءل الباحث في الشأن الاقتصادي، احمد خضير، عن المستفيد من تعطيل معامل الاسمنت؟

وأوضح خضير لـ»طريق الشعب»، أن الذريعة التي تقدم بشأن تعظيم موارد الدولة من خلال هذه الخطوة هي «ذريعة باطلة وغير منطقية وستؤدي بصناعة الاسمنت في العراق الى مصير مجهول»، لافتا الى أنه «من غير المنصف أو المعقول حصر هذه الصناعة أمام خيارين يتمثلان بتعطيل المعامل أو زيادة أسعار منتجاتها على حساب المواطنين، وبسبب قرار سريع وغير مدروس».

وتابع خضير قائلا ان «توقف العمل في المعامل يعني أنها سوف تتحمل خسائر مالية فادحة، وسيتم أيضا تسريح أعداد كبيرة من العاملين الذين لا يملكون مصدر رزق آخر. وأما الخيار الثاني فيتمثل بقبولها بالزيادة الحكومية، ومواصلتها الإنتاج، وهذا يعني اضطرارها لزيادة أسعار الإسمنت بطريقة تتوافق مع المستجدات الحالية. وبهذا فإن المواطن سوف يتحمل عبئا اضافيا جديدا ليس بالقليل خصوصا وأنه يتعلق بالبناء»، منبها الى ان «الحكومة ناقضت نفسها، فوعود وزارة المالية السابقة بدعم المنتج الوطني عن طريق تغيير سعر الصرف وانعاش الصناعة الوطنية، لا تتناسب مع هذه الخطوات غير المنطقية».

************

الصفحة السابعة

محاولة لـ «إجهاض وتقويض الديمقراطية»

انقلاب فاشل في السودان قادته فلول النظام السابق

متابعة ـ طريق الشعب

استيقظت الخرطوم، فجر الثلاثاء الماضي، على محاولة انقلاب جديدة قادها مجموعة كبيرة من الضباط، يُعتقد أنهم من “فلول النظام السابق”، في محاولة منهم لـ”تقويض الديمقراطية” وإجهاض ثورة ديسمبر، فضلاً  عن اغراق البلاد في حالة من “الفوضى”.

وبحسب المعلومات، فقد شاركت 4 أسلحة في المحاولة الانقلابية هي: المدرعات، والمظلات، وسلاح الجو، وسلاح الإدارة.

ودائما ما مثل سلاح المدرعات العامل الحاسم في جميع الانقلابات التي وقعت في السودان، ويليه أهمية سلاح المظلات.

محاولة لـ”تقويض الديمقراطية”

وقالت الحكومة إن ضباطا ومدنيين مرتبطين بنظام الرئيس المخلوع، عمر البشير، حاولوا الانقلاب لكن سرعان ما سيطرت الحكومة على الأمور.

وقال رئيس الوزراء، عبد الله حمدوك، إن محاولة الانقلاب الفاشلة “كانت تستهدف الثورة وما حققه الشعب السوداني من إنجازات”.

وأضاف خلال كلمة له في اجتماع طارئ لمجلس الوزراء، أن الانقلابيين كانوا يسعون إلى تقويض النظام الديمقراطي”، مشيرا إلى أن “هذا الأمر مستحيل في ظل ما وصفه بيقظة الشعب السوداني”.

وأوضح أن “هناك علاقة بين محاولة الانقلاب والانفلات الأمني في بعض مناطق البلاد، والاحتجاجات ذات الطابع القبلي في شرق البلاد”.

وطمأن وزير الثقافة والإعلام والناطق الرسمي باسم الحكومة، حمزة بلول الأمير، الشعب السوداني بأن “الأوضاع تحت السيطرة التامة، إذ قبض على قادة المحاولة الانقلابية من العسكريين والمدنيين ويجري التحقيق معهم حاليا، بعد تصفية آخر جيوب الانقلاب في معسكر الشجرة”.

ودانت الأمم المتحدة محاولة الانقلاب. ودعا المبعوث الأممي فولكر بيرتس مختلف الأطراف في السودان إلى الالتزام بالفترة الانتقالية.

كما أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط على استمرار وقوف الجامعة العربية بقوة وراء استتباب الأمن والسلام في السودان خلال الفترة الانتقالية.

من الفاعل؟

وكشفت السلطات السودانية أن قائد المحاولة الانقلابية الفاشلة هو اللواء الركن عبد الباقي الحسن عثمان.

وقال وزير الدفاع السوداني الفريق يس إبراهيم بعد اجتماع طارئ لمجلس الأمن والدفاع، إن “عدد الضباط المشتركين في المحاولة الانقلابية بلغ 22 ضابطا، بالإضافة إلى ضباط الصف والجنود”، موضحاً أن “التحريات الأولية أشارت إلى أن الهدف من الانقلاب هو الاستيلاء على السلطة وتقويض النظام الدستوري”. 

وأكد أنه “تمت السيطرة على الأوضاع في زمن قصير دون حدوث خسائر في الأرواح والممتلكات”. 

وكان عضو مجلس السيادة السوداني محمد الفكي سليمان قال لـ بي بي سي، إن الاوضاع أصبحت تحت السيطرة بعد المحاولة الانقلابية.

وأضاف أن الأجهزة العسكرية والأمنية تمكنت من السيطرة على الوحدات العسكرية التي كان مدبرو الانقلاب ينوون السيطرة عليها.

وأشار إلى أنهم كانوا يريدون السيطرة على سلاح المدرعات بالشجرة جنوب الخرطوم، ومنطقة وادي سيدنا العسكرية بشمال أمدرمان.

وأضاف أن السلطات ألقت القبض على قادة الانقلاب وأن الأجهزة المعنية ستبدأ التحقيقات معهم فورا. 

المشاركون في الانقلاب

وبحسب معلومات مسربة تناقلتها وكالات الانباء، فإن الانقلاب شارك فيه لواء و4 ضباط برتبة عميد، و6 برتبة عقيد واثنان برتبة مقدم و3 برتبة رائد ومثلهم برتبة نقيب واثنان برتبة ملازم أول، إلى جانب ضابط متقاعد برتبة عقيد.

وكان مستشار البرهان الإعلامي العميد الطاهر أبو هاجة، قد أعلن عن توقيف 21 ضابطا وعدد من الجنود، بينما أفادت معلومات لاحقة بارتفاع عدد الضباط المشاركين فيها.

الشيوعي السوداني يدين الانقلاب

وفي اعقاب محاولة الانقلاب، قال الحزب الشيوعي السوداني، ان هذا الانقلاب هو محاولة لإجهاض ثورة ديسمبر، واغراق البلاد في حالة من الفوضى.

وقال المكتب السياسي للحزب، في بيان تحصلت “طريق الشعب”، على نسخة منه، أن “فلول النظام الديكتاتوري السابق والقوى المعادية للثورة داخل القوات المسلحة، حاولت القيام بانقلاب ‏عسكري لإجهاض ثورة ديسمبر، واغراق البلاد في حالة من الفوضى، تقود الى الانفلات الامني الكامل”.

وأضاف “سبقت المحاولة الانقلابية الأخيرة عدة محاولات انقلابية وتم التحفظ على قادتها، ولم يعلن عن ‏أية محاكمات للجناة. وهذا ما يغري الاخرين للاستمرار في تكرار المؤامرات خاصة قد أصبح الإفلات من ‏العقاب صفة دائمة وطبيعية”.‏

وأوضح أن “هذه المحاولة الانقلابية الأخيرة تأتي في وقت تستمر فيه السلطة الحالية لوقف النضال الجماهيري الذي ‏يستهدف تفكيك ركائز الرأسمالية الطفيلية وتصفية نظام الإنقاذ”. ‏

وطالب الحزب الشيوعي بضرورة الكشف عن “كل الحقائق المرتبطة بالمحاولة الانقلابية الأخيرة ونشرها ‏للراي العام، وتقديم الجناة الى محاكم عادلة علنية”، مشدداً على ضرورة اتخاذ “إجراءات أكثر جدية لتفكيك ركائز ‏النظام خاصة القوات المسحة والأجهزة الأمنية وقوات الشرطة”.

وحمّل الحزب، بحسب ما اسماه المكون العسكري “المسؤولية ‏الكاملة جراء تقاعسه في تنفيذ ما جاء في الوثيقة الدستورية بإعادة هيكلة القوات المسلحة والترتيبات الامنية ‏لحل المليشيات”، داعياً “المكون المدني ان يتحمل كافة المسؤوليات وتنفيذ المنصوص عليه في الوثيقة ‏الدستورية بتكوين المفوضيات واستكمال هياكل السلطة وإلغاء كافة القوانين المقيدة للحريات”.‏

************

كوبا أول دولة تبدأ تلقيح الاطفال ضد كورونا

هافانا ـ وكالات

جلس أطفال كوبيون بمستشفى في العاصمة هافانا يشاهدون مهرجا ملونا بألوان زاهية، وهم ينتظرون دورهم لتلقي أحد لقاحات فيروس كورونا المطورة محليًا في كوبا.

وأصبحت كوبا في أيلول الجاري، أول دولة في العالم تلقحّ الأطفال الذين تزيد أعمارهم عن العامين ضد فيروس كورونا.

ورغم أن اللقاح ليس إلزاميّاً، إلا أن العيادات الخارجية والمستشفيات وحتى المدارس التي استُخدمت كمراكز تلقيح، غصت بالآباء والأطفال.

وأعربت لورا تيجيراس عن «ارتياحها لتلقي ابنتها أنيسول صاحبة الاربع سنوات الجرعة الأولى من لقاح سوبيرانا المطوّر محلياً»، مشيرة إلى أن «الكثيرين يُصابون بفيروس كورونا، لكننا سنتمتع بحماية أكبر بعد تلقي اللقاح».

وتلقى أكثر من 230 طفلاً تتراوح أعمارهم بين ثلاث وخمس سنوات اللقاح، بحسب ما ذكره مدير إحدى المستشفيات في هافانا.

وكانت كوبا قد سجّلت ارتفاعًا بعدد الإصابات في صفوف الأطفال مع انتشار موجة المتحور «دلتا» من فيروس كورونا.

وكتب وزير الصحة الكوبي خوسيه بوتال ميراندا في مقال له على موقع «Cubadebate» الحكومي، في أيلول، أنّ «عدد الإصابات بمتحوّر دلتا المسجّلة في عيادات الأطفال في كوبا في الأشهر الأخيرة الماضية، تدعو للقلق»، لافتًا إلى أن «العديد من الحالات كانت جدّية أو حرجة لا سيما لدى الحديثي الولادة».

وشُخّصت إصابة قرابة 117،500 قاصر بفيروس كورونا في كوبا، خلال الجائحة بحسب الإحصاءات الرسمية. ولم تذكر الحكومة عدد الأطفال الذين لقوا حتفهم خلال الوباء. لكن منذ مطلع آب، أدرجت أسماء عشرة قاصرين، بينهم أطفال ورضّع، ضمن قائمة الوفيات، في التقرير اليومي الصادر عن وزارة الصحة.

وكان المسؤولون أعلنوا في أيلول، عن البدء بتطعيم الأطفال كجزء من خطة تطمح إلى وصول معدل الملقّحين في البلاد إلى نسبة 90 في المائة، حتى تتمكن الدولة من إعادة فتح الحدود الدولية بحلول منتصف تشرين الثاني. وأشاروا إلى أنه من المستبعد إعادة فتح المدراس قبل هذا الوقت.

ومنحت هيئة تنظيم الأدوية في كوبا حتى الآن الموافقة على الاستخدام الطارئ لثلاثة لقاحات محلية الصنع، ويقول علماء كوبيون إنها فعالة للغاية في الوقاية من الأمراض الخطيرة والوفاة نتيجة لفيروس كورونا.

وفي وقت طالت الانتقادات الحكومة الكوبية بسبب اعتمادها السرية المفرطة ببرنامجها، صرّح علماء كوبيون الأسبوع الماضي، بأنهم بدأوا مشاركة بياناتهم مع منظمة الصحة العالمية بهدف الحصول على الموافقة على اللقاحات التي تم تطويرها.

وتوقّع منتجو اللقاحات في كوبا، انتاج جرعات تكفي سكان الجزيرة الذين يبلغ عددهم 11،2 مليون نسمة بحلول أيلول، لكنّهم أعلنوا في ما بعد أن عدم تمكنّهم من تحقيق ذلك مردّه إلى الحظر التجاري الأمريكي.

**********

الرئيس المكلف: ثلاثة أحزاب ستشكل الحكومية المغربية المقبلة

الرباط ـ وكالات

أعلن رئيس الحكومة المكلف في المغرب، عزيز أخنوش، أمس الأربعاء، أن الأحزاب الثلاثة التي ستشكل الائتلاف الحكومي المقبل في المملكة: هي التجمع الوطني للأحرار وحزب الأصالة والمعاصرة وحزب الاستقلال.

وأكد أخنوش، خلال مؤتمر صحفي، “حرصه على تشكيل أغلبية متماسكة من أجل الوصول إلى حكومة منسجمة في المملكة”.

وأضاف أخنوش الذي يقود حزب التجمع الوطني للأحرار، الذي تصدر انتخابات البرلمان في 8 من ايلول الجاري، أن “مبدأ التوازن بين الأغلبية والمعارضة كان يقتضي عدم تجميع القوى في جانب واحد”.

وأشار إلى “سعي الحكومة لبرنامج قوي وقابل للتطبيق”، موضحا أن “المنطق الذي حكم تشكيل هذه الأغلبية هو الإرادة الشعبية في المقام الأول”.

وشدد أخنوش على “اقتراح أسماء تحظى بالمصداقية والأمانة من أجل تولي المناصب الوزارية، في مسعى إلى تلبية مطالب المواطنين”.

وكان حزب التجمع الوطني للأحرار قد تصدر انتخابات البرلمان بعدما حصل على 102 من المقاعد، وتلاه حزب الأصالة والمعاصرة بـ86 مقعدا.

أما الحزب الثالث الذي سيشارك في الائتلاف الحكومي فهو حزب الاستقلال، أقدم حزب سياسي في البلاد، ونال 81 مقعدا.

ومنّي حزب العدالة والتنمية الذي قاد الحكومة، لولايتين بين 2012 و2021، بهزيمة مدوية خلال الانتخابات الأخيرة، فتراجع إلى المركز الثامن بـ13 مقعدا فقط.

***********

مرحلة متقدمة في الحرب الباردة ضد الصين

الناتو يواجه تقاطعات جدية بين قواه الرئيسية

رشيد غويلب

وصف الرئيس الفرنسي ماكرون الناتو مرة بأنه “ميت سريريا”. وانتقد في تشرين الثاني 2019 الحلف لـ “عدم وجود تنسيق إطلاقا، في اتخاذ القرارات الاستراتيجية بين الولايات المتحدة وحلفائها في الناتو”.

بعد أن قررت أستراليا إنهاء عقدها مع فرنسا لشراء 12 غواصة نووية، بقيمة 56 مليار يورو. استدعى ماكرون في 17 أيلول الحالي سفراء بلاده في الولايات المتحدة وأستراليا للتشاور. وأكدت فرنسا غضبها الشديد بسبب هذه الخطوة. لقد خسر المجمع الصناعي العسكري لثالث أكبر مصدر للأسلحة في العالم صفقة مهمة. ويمثل قرار التخلي عن عقد شراء الغواصات الفرنسية المبرم في عام 2016 لصالح شراكة جديدة مع الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا العظمى سلوكًا غير مقبول بين الحلفاء. وأن العواقب تمس جوهر التحالفات والشراكات الفرنسية، لأهمية المحيطين الهند ي، والهادي بالنسبة لأوروبا. وتحدث وزير الخارجية الفرنسي لو دريان عن قرار “وحشي” لبايدن، على غرار قرارات دونالد ترامب، وأن القرار يبين الحاجة إلى مزيد من “السيادة الاستراتيجية” الأوربية.

ما الذي حدث؟

في 15 أيلول الجاري أعلنت الولايات المتحدة وبريطانيا العظمى وأستراليا عن تحالف عسكري جديد باسم AUKUSمختصر اسماء البلدان الثلاثة، لمنطقة المحيطين الهندي والهادي، ستزود بموجبه الولايات المتحدة وبريطانيا العظمى أستراليا بغواصات تعمل بالطاقة النووية وصواريخ توماهوك كروز، تستخدم في المحيط الهادي وستقوم بدوريات في المحيط الهندي. قال رئيس الوزراء البريطاني جونسون خلال الإعلان عن التحالف “نتوقع أن نسرع في تطوير أنظمة دفاع متقدمة أخرى في مجالات الفضاء الإلكتروني والذكاء الاصطناعي وأجهزة الكمبيوتر الكمية والقدرات تحت الماء”.

حرب باردة جديدة

رد الفعل الصيني أعلنه المتحدث باسم وزارة الخارجية تشاو ليجيان، الذي أكد على أن الصين تعتبر نفسها هدفًا واضحًا لهذا “الناتو في المحيط الهادئ” ولا سيما الأسطول النووي الأسترالي المقدم من الولايات المتحدة وبريطانيا، وتدين الصين هذه الخطوة، باعتبارها تهديدًا “للسلام والاستقرار الإقليميين”. والمقلق بشكل خاص حصول استراليا على غواصات تعمل بالطاقة النووية، حتى لو لم يتم تسليحها بأسلحة نووية، لقد وصل الصراع الجيوسياسي المركزي في القرن الحادي والعشرين إلى مستوى جديد من التصعيد. وإن الاتفاقية بين الدول الثلاث ستؤدي إلى تعميق سباق التسلح في منطقة المحيطين الهندي والهادي وستلحق أضرارا جسيمة بالجهود العالمية للحد من الانتشار النووي.

تأتي الاتفاقية على خلفية سنوات من تسريع تطوير القدرات العسكرية للولايات المتحدة، والتي يصفها العديد من المحللين بأنها المرحلة الأولية لحرب باردة جديدة، تهدف إلى الحد من نمو الاقتصاد والنفوذ الدولي الصيني. وقال بايدن في خطاب ألقاه أمام الكونغرس في نيسان الفائت: “نحن في منافسة مع الصين ودول أخرى لتحقيق النصر في القرن الحادي والعشرين.” المواجهة مع الصين معركة لا تحدث إلا مرة واحدة في كل جيل. و”نحن في نقطة تحول رئيسية في التاريخ.” وقال للصحفيين: “في ظل حكومتي”، لن تحقق الصين هدفها المتمثل في تصبح “الدولة الرائدة، والأغنى والأقوى في العالم”.

وتأتي أهمية دور أستراليا، على الرغم من عدم عضويتها في الناتو، من كونها شريكًا دائما للحلف، في كل حروبه من فيتنام إلى العراق وأفغانستان. بالإضافة إلى ذلك، ترتبط الولايات المتحدة الأمريكية مع أستراليا أيضًا فيما يسمى بتعاون “العيون الخمس” لأجهزة مخابرات تحالف يضم أستراليا ونيوزيلندا وكندا وبريطانيا والولايات المتحدة. وأستراليا عضو في اتفاقية عسكرية أخرى “الحوار الأمني الرباعي” يضم إلى جانبها الهند واليابان والولايات المتحدة، وهو تحالف آخر ضد الصين.

إن ما يحدث يعيد إلى الأذهان جهود الولايات المتحدة في تأسيس حلف الناتو في أواخر أربعينات القرن العشرين، في سياق معاداتها للشيوعية والإتحاد السوفيتي.

قلق فرنسي – أوربي

لا يتعلق الأمر بالنسبة لفرنسا بفقدان الصفقة فقط. لقد اتخذ ماكرون موقفًا سياسيًا مختلفًا عن موقف الولايات المتحدة في منطقة المحيطين الهندي والهادي، ويحاول أن يسلك “طريقًا ثالثًا”، باعتباره “حليفًا مستقلًا”، لا يتبع أثر واشنطن في الحرب الباردة ضد الصين. وقد عبر الرئيس الفرنسي عن موقفه هذا في قمة الناتو في 10 حزيران الفائت. والتصرف الأمريكي يعني بالنسبة لفرنسا، أن أوربا قليلة الأهمية، أو لا تعني شيئا للولايات المتحدة. وتواجه فرنسا صعوبة في كسب ألمانيا إلى جانبها، بسبب خسارة شركات ألمانية صفقة الغواصات في عام 2016، لصالح منافستها الفرنسية، لذلك كانت رد المستشارة الألمانية، اثناء لقائها الرئيس الفرنسي في 16 أيلول في قصر الاليزيه حذرا.

الاتحاد الأوروبي صامت، لكنه ينظر بقلق إلى الإستراتيجية الأمريكية الجديدة. بعد الابتهاج بانتصار بايدن، جاء الانسحاب الفوضوي من أفغانستان دون إبلاغ الأوروبيين، الذين أجبروا على التعامل مع ملف اللاجئين الأفغان، وسبق ذلك أزمة لقاحات كورونا، حيث لم تساعد الولايات المتحدة في البداية أوروبا. ويأتي توقيت التحالف الجديد، عشية عرض إستراتيجية الاتحاد الأوروبي لمنطقة المحيطين الهندي والهادي، وهو الجزء الأول من مشروع يسمى “البوابة العالمية” الذي ينوي الاتحاد الأوروبي بموجبه توقيع اتفاقيات دولية تتجاوز التجارة في مجالات الصناعة والتكنولوجيا الرقمية والاتصال، ومصادقة “الأمن البحري” ايضا.

وكانت استراليا قد ألغت عقدا، مع إيطاليا أيضا، بقيمة 23 مليار يورو لشراء 9 فرقاطات، هي الأحدث عالميا وجاهزة للاستخدام لصالح عرض بريطاني في طور التصميم.

إن رسالة الولايات المتحدة واضحة: لا مكان للاتحاد الأوروبي في المحيط الهادي. وأن منطقة التوسع والنفوذ الأوروبي، على أساس “التحالف الأمريكي البريطاني” الجديد، مع استثناءات قليلة، تقتصر على منطقة البحر الأبيض المتوسط والخليج وأفريقيا، ولا تشمل المحيط الهادي، باعتباره منطقة تركيز استراتيجي للولايات المتحدة.

***********

الصفحة الثامنة

تعديل..

ام تراجع قانوني وإنساني؟

هيفاء الامين

لعل أهم مظاهر الصراع حول حقوق المرأة ومساواتها مع الرجل، هو العنف بأشكاله المختلفة الجسدية والنفسية والاقتصادية، والذي تذهب ضحية له مئات النساء المُعلَن عنهن واللاتي يبقين مجهولات بسبب العيب والخجل.

وتعتبر المطالبة بحق المساواة بين الجنسين عند اصحاب العقائد الشمولية والمتخلفة، تجاوزاً على العادات والتقاليد التي تُربي البنات على قبول التصنيف المتأخر، ليتصدر الذكور قادة للعائلة وللعمل والمنصب والمهمة، وحتى تختصر العائلة والعشيرة من بعدها كلها بالذكر .

والسؤال هنا هو: ما الذي يدعو هؤلاء الى إستضعاف المرأة كأم وأخت وزوجة وابنة؟  هل هي الرغبةً المجردة في الهيمنة عليها، انطلاقا من اعتبار حقها في العيش حسب ما تنص عليه مواثيق الأمم المتحدة، خطراً عليهم ؟

السبب هو السلطة التي يتمتعون بها ويريدون الابقاء عليها عبر تعطيل نصف المجتمع، وارباك النصف الآخر بهذه المفاهيم .

وتظل المادة (٥٧) من قانون الأحوال الشخصية المتعلقة بحضانة الاطفال بعد الطلاق، مادة خلافية بين المشرعين. فيرى بعضهم ان الطفل مادة مملوكة خاضعة للابتزاز والمساومة، لتجريد الام من أمومتها وحرمانها من رعاية أطفالها .

وإذا كان لابدَّ من تعديل للمادة (٥٧) فيجب ان يكون تطويراً لها، لا سحب حق الطفل وميلهِ الغريزي وحق الام التي حملت وولدت وغدت تربي وترضع. يجب عدم القفز على الحاجة الطبيعية الى الأم ا التي يؤكدها العلم والطب وعلم النفس المعاصر .

وتطوير المادة يتم من خلال تغيير اسلوب مشاهدة الأب لابنه، ومكان هذه المشاهدة ومداها، بعيدا عن اللقاءات الجماعية وفي قاعات لدوائر رسمية ولساعة او ساعتين في الاسبوع او أكثر .

ومعلوم ان من أسوأ الخيارات خيار العبد البقاء عند مالكه، وان خيار بعض النائبات دعم تعديل المادة ( ٥٧ ) الداعي الى الغاء حضانة الأم لطفلها، ليس إلا خيار العبد ولا يصح ان يُعتمد.

لذلك يتوجب الا تُعتمد هذه الآراء من قبل بعثة الأمم المتحدة، بل وأن تُرفض بشكل واضح وقاطع .. وليتحمل اصحاب هذا الرأي مسؤوليتهم إن كانوا يريدون قيادة البلد عبر انتقائية غريبة عجيبة.

فهم من باب يريدون للعراق ان يتقدم ضمن قافلة الدول المتطورة في بناء النظام الديمقراطي واحترام حقوق الانسان وبما يتناسب ومواثيق الأمم المتحدة. ومن بابٍ ثانِ يبقون على نصف الحياة معطلة وعلى أطفالٍ يُستخدمون دون رحمة في النزاعات والصراعات ويتربون في ظروف قاسية.

 والمصيبة ان يستخدم هذا في الدعاية الانتخابية من قبل المرشحين في الدورة البرلمانية الخامسة.

*************

نساء: تهميش المرأة يستهدف اقصاءنا

بعيدا عن المشهد السياسي والاجتماعي

عامر عبود الشيخ علي

كفل الدستور حق المرأة في المشاركة السياسية وفي مواقع اتخاذ القرار وفي جميع مفاصل الدولة، الا ان الاقصاء ما زال يتسيد المشهد العام، ويشكل ظاهرة ماثلة للعيان في كل المؤسسات الحكومية، بالرغم من النضال المستمر للمرأة والقوى الحية في المجتمع وكفاحها لكسر التابوهات السياسية والاجتماعية.

حول تهميش المرأة في العمل قالت الدكتورة فاتن الجراح معاون مدير عام متقاعد: “حين نبحث قضية تهميش المرأة في الوزارات والمؤسسات الحكومية، نسلط الضوء على المرأة المثقفة وهي اشد ما تخشاه الاحزاب المتسلطة والمتحاصصة، والتي من مصلحتها عدم تبوء النساء المراكز القيادية في ادارة هذه المؤسسات خشية ان تكون الافضل”. واضافت: “للاسف اغلب النساء لا يجدن المطالبة باسترداد حقوقهن، علما انها ليست حقوق فقط بل واجب انساني بعدم تهميش النصف الاخر، وواجب وطني نظرا لقدرة النساء على اعادة بناء البلد في كل ميادينه”.

واكدت د. الجراح انه “ نتيجة لنضال المرأة وكفاحها، صار العراق موطن اول وزيرة في العالم العربي، الدكتورة نزيهة الدليمي، كذلك تبوأت شخصيات نسائية اخرى مواقع قيادية في المجالات المختلفة، الا انه بعد 2003 حدث تراجع ملحوظ للنساء في المواقع الادارية، بسبب هيمنة الاحزاب ذات الافق الضيق ازاء حقوق المرأة بشكل خاص وحقوق الانسان بشكل عام”.    

وقالت المهندسة فرح كاظم: “ رغم وجود شخصيات نسوية عراقية قيادية، الا انها لم تأخذ حقها في المناصب الادارية ومواقع صنع القرار، بالرغم من عدم وجود فقرة في الدستور تمنع استلام النساء مناصب في مؤسسات الدولة، الا إن تهميش المرأة وعدم إشراكها في المناقشات والاجتماعات والقرارات السياسية المفصلية، كذلك سطوة الرجال، حالت دون ذلك”. واضافت ان “السبب الاساس في ذلك يعود الى عدم دعم المجتمع للنساء، كذلك المضايقات وحتى التهديد بالتصفية الجسدية من جانب بعض الجهات. وايضا يقع اللوم على المرأة نفسها لعدم مطالبتها بحقوقها”.

واوضحت الاعلامية تضامن عبد المحسن “ان تسنم المناصب يتطلب دعما من الاحزاب وفق المحاصصة، وغالبا ما يتم الاعتماد على الرجل لما يتطلبه الموقع من صراعات وتحديات تنافسية شديدة التأثير على سمعة الشخص، وذلك واقع نعيه جميعنا، وندرك اسبابه ودوافعه في تمرير صفقات فاسدة او محاباة لدول اقليمية،  لذلك يندر وجود امرأة بمواصفات هجومية تدافع عن غير الحق. فلو اعتمد توزيع المناصب وفق الكفاءة والتدرج الوظيفي لرأينا نساءً يملأن الكراسي بشكل موازي وربما يزيد عن اعداد الرجال.

وذكرت انه “في الوزارة التي اعمل فيها لا توجد مديرة عامة واحدة بالاصالة، وايضا هناك عدد قليل جدا من مديرات الاقسام، علما ان التوافق السياسي اقر بان تكون نسبة النساء الى الرجال في توزيع المناصب الادارية وفي كل الميادين خمسة وعشرين في المئة، وقد قبلنا بها كنسوة على مضض. ورغم ذلك لم تتحقق هذه النسبة في كل مؤسسات الدولة وتم تهميشنا بشكل علني من خلال اقصائنا من موقع المسؤولية”.

***********

شبكة النساء العراقيات تخاطب رئاسة البرلمان:

اسحبوا هذه النقطة من جدول العمل

بغداد – طريق الشعب

وجهت رئيسة شبكة النساء العراقيات السيدة هناء ادور السبت الماضي رسالة الى رئاسة مجلس النواب، طالبت فيها بسحب نقطة في جدول اعمال المجلس بجلسته في اليوم التالي، تتعلق بمشروع تعديل قانون الاحوال الشخصية المادة ٥٧ منه.

وعبرت الرسالة عن الاستغراب من اضافة هذه النقطة الى جدول العمل “ في هذا الوقت المحدود من انتهاء الدورة، التي يبدو أنها اصبحت جزء من الدعاية الانتخابية للبعض”. كما استغربت الالحاح على تشريع التعديل المقترح “ الذي آثار الكثير من الجدل والخلاف ونزاع جديد في داخل الاسرة والمجتمع بين النساء والرجال دون النظر الى مصلحة المحضونين وهم ضحايا هذه النزاعات”.

وجاء في الرسالة ايضا: “لقد حذرنا وحذر العديد من المختصين بان الموضوع بحاجة الى دراسات اجتماعية ونفسية واقتصادية معمقة وكذلك استطلاع رأي عام قبل المباشرة بتشريع قانون يعمق التفكك الاسري والمجتمعي”.

***********

المشاركة السياسية

للنساء ومعرقلاتها

ايناس جبار

بعد الدور المهم الذي لعبته النساء في انتفاضة تشرين تعزز اليقين في صفوفهن بضرورة الارتقاء بهذا الدور من اطار المشاركة العامة الى اطار المشاركة السياسية الفاعلة في صنع القرار ، وبما يضمن حقوقهن ويوفر لهن آليات الحماية التي تتناسب مع حجم الاخطار التي يتعرضن لها. فتوجهت النساء للانخراط في الاحزاب المدنية ذات الباع السياسي المشهود، اضافة الى الاحزاب الفتية التي تشكلت بعد الانتفاضة.

 لكن هذه المشاركة اتسمت بالضعف ولم تعكس الاسهام الفاعل للنساء في الانتفاضة، بفعل القيود المجتمعية المعروفة، وحملات التشويه التي طالت الناشطات في الحراك الاحتجاجي، فضلا عن التهديد الامني للناشطين وللنساء منهم خصوصا، كون الوصول اليهن اسهل في ظل غياب الحماية الضرورية وسيادة ظاهرة الافلات من العقاب وانتشار الجماعات المسلحة  واستشراء الفساد في مؤسسات الدولة.

وقد تصدت النساء لهذه الظاهرة بقيادة امهات الشهداء غالبا وبحملات شعبية طالبت بالكشف عن قتلة المتظاهرين السلميين والمدافعين عن حقوق الإنسان، الذين تجاوزت اعدادهم 600 شهيد، إلا ان الحكومة لم تستجب لهذا المطلب، متجاوزة الوعود في منهاجها الوزاري، مما عمق عدم ثقة الشعب بها والشك بضمان البيئة الآمنة للانتخابات القادمة ونزاهتها.

وبالرغم من دور النساء هذا فان نسبة التمثيل النسوي القيادي في الاحزاب الفتية عند بدء تشكيلها غداة الانتفاضة لم تتجاوز 2 في المئة، وفي بعضها كان التمثيل معدوما. علما انه حتى ما تحقق كان شكليا، كون المفروض رسميا ان توجد امرأتان من اصل 9 اشخاص في القيادة، كشرط للموافقة على تشكيل الحزب .

ثم ان اغلب قيادات هذه الاحزاب واجهت تحديا كبيرا عند ممارستها نشاطها السياسي في المحافظات، يتمثل في التهديد من قبل جهات منفلتة. فكيف يمكن للنساء والحال كذلك ان تخوض العمل السياسي؟ وفعلا تعرضت ناشطات الى التهديد فاضطررن للجوء الى محافظات الاقليم، وتحملن الكثير من الاعباء للمضي في مسيرتهن السياسية.

وهكذا ظلت النساء بعيدات عن المشهد السياسي، محرومات من فرص التمكين والتطوير لتبني القضايا النسوية والتصدي لها، فيما لم تسع تلك الاحزاب الى اشراك النساء بشكل جوهري وفاعل. فلم يكن لهن مثلا حضور في المؤتمر الاول لقوى تشرين للتغيير، الذي عقد في بابل خلال نيسان 2021 ، ولم نلاحظ صدور بيانات من هذه التشكيلات دعما لقضايا النساء ودورهن السياسي، او توضيحا للمصاعب التي يواجهنها عند المشاركة السياسية، بل وغابت النساء حتى عن المفاوضات والتنسيقات وتشكيل التحالفات.

 وهذا يؤشر استمرار وجود من يعتبرون المشاركة السياسية للنساء قضية ثانوية وليست من ضمن الاولويات، ويؤكد الحاجة الى فرض هذه المشاركة بارادة سياسية حقيقية تتضافر فيها الجهود الحكومية والدولية جميعا.

************

نحو تعميق دور النساء العراقيات في بناء السلام

بمناسبة اليوم العالمي للسلام الذي يصادف الثلاثاء 21 ايلول 2021 لازالت هناك الكثير من التحديات التي تستدعي منا وحدة الجهود والتعاون من اجل سلام الارض والبشر.

تأتي اهمية اليوم العالمي للسلام ونحن لا زلنا نعيش أزمة عالمية وبائية وهي جائحة كورونا والتي أدركنا من خلالها ضرورة التفكير بأن حماية حقوق الإنسان ركيزة أساسية للسلام والاستقرار، رغم ذلك لاتزال الكثير من الفئات المجتمعية تتعرض للأنتهاك سواء قبل أو اثناء أو بعد النزاعات ولاسيما (النساء والفتيات) اللواتي يواجهن كافة اشكال العنف والاستغلال علاوة على التهميش والاقصاء الواضح لهن في جميع المستويات التي تستوجب ان يتمتعن بها، فهن غالبا ما يكن أكثر الناس حاجة إلى أن تحمى حقوقهن.

ينص قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1325 حول المرأة والسلام والأمن على ضرورة التشاور مع المرأة على كافة مستويات ومراحل عمليات بناء السلام. وتعتبر النساء جزءا مهما من هذه العملية، أذ يجب أن تضمن عمليات دعم السلام بان تكون حماية حقوق الإنسان للمرأة أمرا ذا أولوية عليا لتطبيق السلام وحل الصراعات وبناء التعايش السلمي وكافة مراحل اعادة الاعمار في المناطق التي تأثرت بالحروب والهجمات الارهابية.

(...)

نحن تحالف 1325 (شبكة المرأة والسلام) نؤكد على ان النساء العراقيات تستطيع ان تلعب دورا على المستوى المحلي والوطني والاقليمي والدولي ونحث السلطات كافة على ضرورة:

-1 التشاور مع المنظمات النسوية المحلية حول عمليات السلام ودعم مبادراتهن...

-2 تثقيف المجتمع المدني حول دور النساء ومسؤوليتهن في عمليات السلام...

-3 تضمين الاحتياجات المحددة للمساواة بين الجنسين في كافة الاختصاصات والصلاحيات وعمليات دعم السلام وفي اتخاذ القرارات.

-4 تشجيع ودعم النساء للمشاركة في مبادرات انهاء السلاح المنفلت وحصر السلاح بيد الدولة.

(مقتطفات)

تحالف 1325

21 ايلول 2021

***********

أكثر من 200 حالة طلاق يومياً في العراق

بغداد – طريق الشعب

أثارت إحصائية للسلطة القضائية العراقية تتعلق بتسجيل أكثر من 200 حالة طلاق في البلاد كل يوم، قلق مختصين بالشأن المجتمعي، أكدوا أهمية متابعة الملف وإيجاد حلول لمشكلة التفكك العائلي.

ووفق تقرير للسلطة القضائية صدر مطلع هذا الأسبوع، فإن “حالات الزواج في العراق خلال شهر آب بلغت 23500 حالة، فيما بلغ عدد حالات الطلاق في الشهر نفسه نحو 6250 حالة طلاق، أي بنسبة تقارب 30 في المائة من إجمالي عدد حالات الزواج، بحيث تقع كل يوم 210 حالات طلاق تقريباً، بواقع 9 حالات في الساعة الواحدة”.

واكد قاضٍ في إحدى المحاكم العراقية أن حالات الطلاق في تزايد، لا سيما خلال الأشهر الأولى من الزواج. وأضاف في تصريح صحفي إن “أغلب حالات الطلاق تسجل خلال أقل من عام واحد من الزواج، وإن الكثير من جهود التوفيق بين الزوجين من قبل المحاكم تبوء بالفشل”، مبيناً أن “هذا التزايد الكبير لحالات الطلاق بات مقلقاً جداً، وعلى الجهات المسؤولة متابعة الملف”.

وأشار القاضي إلى أن “الأرقام في تزايد، وأن إحصائية الشهر الحالي يرجح أن تتجاوز مثيلتها في الشهر الماضي”. وأوضح أن “السلطة القضائية أنشأت أخيراً مكاتب مجتمعية خاصة، تبحث في هذا الملف وتسعى لإقناع طالبي الطلاق بالتراجع عن قرار الانفصال”. وبيّن في هذا الصدد أنه “تم ثني بعض الحالات والتراجع من قبل الزوجين، لكن هذه الحالات قليلة جداً قياساً بحالات الطلاق عموما، الأمر الذي يستدعي البحث عن حلول أكبر وأوسع”.

وأرجع القاضي ذلك إلى الزواج المبكر، خاصة زواج القاصرات، والى سوء استعمال الإنترنت والتفاوت الثقافي والاجتماعي بين الطرفين والمشاكل المادية والبطالة.

من جهة اخرى قال احد المحامين أن “أغلب حالات الطلاق التي نترافع عنها ناتجة عن الوضع غير المستقر في البلد”، مضيفا أن “هناك عدم استقرار نفسي لدى الشباب، بسبب الوضع الأمني والاقتصادي وعدم توفر فرص العمل، وهذا كله انعكس سلباً على حياتهم الزوجية”. وأوضح أن “أغلب الشباب يصدمون عندما يتزوجون ويجدون أنفسهم غير قادرين على تلبية متطلبات الزواج، وإعالة البيت، لا سيما العاطلون عن العمل منهم، أو الذين يعملون بأجور يومية. وأحياناً تمر عليهم أيام طويلة من دون الحصول على عمل، الأمر الذي يدفعهم الى الطلاق للتخلص من أعباء العائلة”.

وأشار إلى أن “هناك ايضا حالات طلاق ناتجة عن أسباب أخرى تتعلق بسوء استعمال الإنترنت، ما يسبب أحياناً فقدان الثقة بين الزوجين والدفع باتجاه الانفصال”.

مختصون في الشأن المجتمعي أكدوا أن هذا الواقع يشكل خطراً على التماسك الأسري، وان له آثار سلبية على المجتمع، خاصة على الأطفال الذين ينشأون في أسر مفككة يصبحون عناصر ضارة في المجتمع.

وقال الباحث في الشأن المجتمعي عدنان الفضلي، إن “الملف يحتاج إلى مراجعة من الجهات المختصة، لما له من مخاطر مجتمعية كبيرة”، مبيناً في تصريح صحفي أن “التفكك الأسري ينتج جيلاً من الأطفال لا يحصلون على فرص مناسبة للتربية والتعليم والمتابعة، ومن السهل انجرارهم نحو جهات مختلفة قد يكون بعضها جهات إرهابية لتستفيد منهم”.

وشدد على أنه “يجب على الحكومة أن تعطي الملف اهتماماً خاصاً، وتشكل فرقاً للإصلاح الأسري، وتقف على أسباب تفكك الأسرة، ومن ثم اللجوء إلى الحلول”، معتبراً أن “إهمال الملف سيكون خطيراً على استقرار المجتمع”.

************

الصفحة التاسعة 

جعفر حسن .. الفينيل والغيتار

رضوان مومنة*

أنا مصاب بإدمان تستحيل السيطرة عليه، أحب أسطوانات الفونوغراف الفينيليّة وأعشق جمعها. أنا على هذه الحال منذ زمن بعيد، مذ كنت في السابعةَ عشرة؛ أهتم بالغريب والنادر منها، خصوصًا الأسطوانات العربيّة. كان دائما من الصعب جدا إيجاد اسطوانات أعتبرها «جيدة»، تحديدا من الحقبة التي انتشر فيها إنتاج واستيراد الأسطوانات الفينيليّة خلال ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، إضافة إلى الثمانينيات نوعا ما. عموما، أتى معظم الأسطوانات التي وقعت عليها ضمن أنواع محدودة غريبة وغير مثيرة للاهتمام في غالبيتها.

لنغنّ معا

كنت قد سمعت عن ألبوم موسيقى روك شعبية عربية اشتراكيّة، بدا خرافيا، فقد قرأت عنه لكن لم يتسن لي سماعه. وهو لم يكن منشورا كطبعة خاصة فحسب، بل كان نادرا، نوعًا ما، ومطلوبا جدا من قبل العديد من هواة الجمع. بالطبع، رغبت في التفتيش عن هذه الدرّة، علما أن توقعاتي كانت في حدها الأدنى أن أضمّه إلى مجموعتي الموسيقية. تبين أن المهمة ليست سهلة، إذ استمر بحثي عنه لسنوات، لكني في النهاية وجدت نسخةً منه بسعر مرتفع قليلا. في الحقيقة، ولا أريد المبالغة هنا، كان العثور على قطعة الموسيقى هذه من أهم ما تمكنت من إيجاده خلال بحثي الموسيقي.

لأني أميل عموما إلى انتقاء تصميم الأسطوانات وتنفيذها، فإن مزاوجة كافة المفاهيم لإيجاد هذا الشيء الملموس أمر مهم للغاية بالنسبة لي. وبصراحة تامة، تحاكي أسطوانة «لنغنِّ معًا» الكمال. غلاف الأسطوانة كناية عن رسم تخطيطي يصور جعفر حسن بقميصه الأحمر الذي ينزف لونه ليصب في ما تبقى من الأرضية الحمراء بما يشبه الملصقات السياسية، بالإضافة إلى كتابة العنوان باللغتين العربية والإنكليزية وتوزيعه على أنماط أربعة من الحروف الطباعية المنظمة عموديا وأفقيا. ومن العنوان، «لنغنّ معًا»، نفهم على الفور مقاصد الفنان.

أما الجهة الخلفية للغلاف فواحدة من الأكثر تأثيرا ضمن مجموعتي. لقد كُتبت عليها بخط أسود عريض، وباللغتين العربية والإنكليزية، سيرة جعفر حسن المختصرة بما يتصل بالألبوم، وكذلك عناوين الأغنيات. الغريب في الأمر أن الحروف طُبعت كأنها نصوص كتبت بخط اليد على قطعة من الورق نَفذت مساحة الكتابة عليها مع مشارفة النص على الانتهاء، فكان على الأخير أن يصغر كي يتموضع ضمن السطرين الأخيرين. جودة استثنائية. يقدم النص جعفر حسن بوصفه «مغنيا عراقيا تقدّميا»، مشيرا بالتالي إلى المضمون الاشتراكي للألبوم، ومن دون أن يتفادى تقديم نفسه على أنه صاحب إيديولوجية اشتراكية شيوعي.

بعد ارتواء النظر ننتقل إلى الموسيقى. حالما وضعت الأُسطوانة على القرص الدوّار كان من الصعب احتواء الإثارة. حتى تلك اللحظة كنت قد سمعت من الألبوم ثلاث أغنيات ظهرت سابقًا في مجموعة من موسيقى البوب والفولكلور العراقية التي صدرت مؤخرا في الولايات المتحدة. كانت الأغنيات الثلاث رائعة، وكنت في غاية الفضول للاستماع إلى الألبوم كاملا.

بلا تردّد، أعترف بأني وقعت في الحال في حب كل ما يتعلق بالأسطوانة. الإنتاج غاية في البراعة؛ ولا أعني أنه أفضل ما يمكن إنتاجه من تسجيل في الاستديوهات وأنه ذو دقة عالية، فعلى العكس من ذلك، تقع الأسطوانة على مسامعك ككبسولة زمنية. هي ليست مؤرّخة، لكنها بنت زمانها في الكثير من النواحي. يصعب جدا تفسير الأمر، لكن هذا الغنى في الدفء الذي يبثّه الألبوم له وقع رائع على السمع. يتدفق الألبوم عبر الأغنيات ببراعة فيحيك صوت جعفر حسن مع قيثارته نسيجا موسيقيا يتركك مفعما بشعور من الارتباط العميق، ليس به وبصوته فحسب، بل بما يغنّي عنه وفي سبيله. يستحضر حسن قصة الشرق الأوسط المتأزّم من خلال صور شاعرية تحفل بالأمل، يساندها تناغم في الموسيقى وأصوات الجوقة التي تغنّي وتكرّر، مع تركيز على فلسطين ولبنان. مجددًا، يقول الألبوم الكثير عمّا يريد الفنان توجيه انتباهنا وشعورنا إليه.

من المهم الإشارة إلى أنّ جعفر حسن أطلق عام ١٩٧٨ ألبومًا لأغنية اشتراكية فولكلورية ونشره كطبعة خاصّة، كانت جميعُ أغنياته باللغة العربية لكنّ الآلات الموسيقيّة وتوزيعها غربيّة بالكامل؛ ومع ذلك، وبطريقة ما، أنجز ألبومًا متجذّرًا في نتاج التاريخ الثقافي الجمعي للمنطقة. هذا فعلاً إنجاز يؤمل يومًا ما أن يسمعه كثيرون، خصوصًا أن موسيقاه ورسالته تلامسان واقع اليوم بالقدر الذي لامستاه عام ١٩٧٨.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* موسيقي ومنتج ومهندس تسجيل كندي - لبناني. من أعماله: مشروع “القدس في قلبي” (٢٠٠٥)

“بدايات” الفصلية – العدد 31 – 2021

***********

رئيف خوري: رجال في رجل واحد

انطوان يزبك

رحل رئيف خوري (1913-1967) باكراً وهو في أوج حياته الفكرية والثورية، رجل نبيل ومواقف وشجاعة، يخبر عنه من عرفوه؛ أنه كان انساناً لا شبيه له، قامة عملاقة في المعرفة والقدرات العلمية الهائلة وسعة المعلومات حتى انه يختصر في شخصه، شخصيات عشرات الرجال في آن.

لعب رئيف خوري دوراً بارزاً لا بل جباراً في انتاج الفكر الماركسي في هذه النقطة من العالم، وخاصة في فترة البدايات اي ما بين الحرب العالمية الاولى والثانية. كانت له معرفة شاملة بهذا الفكر وطاقات غير محدودة في صناعة المحاضرات والندوات وتقريب فكر الثورة من الأذهان، فيفهمه المتعلم كما غير المتعلم. وبصمات رئيف خوري واضحة في هذه الميادين، هو الذي أسس عصبة النضال ضد النازية والفاشية، كما شارك في إضراب 1936 في فلسطين ضد المستعمر ومطامع الصهيونية - اليهودية، الناشئة في ذلك الزمن الصعب.

نعم لقد كان لرئيف خوري بصمات واضحة على تاريخ النضال، فهو أكثر من مؤسس وأكثر من مناضل، لقد عمل دؤوباً على العمل من دون توقف؛ وخاصة في مجال التدريس، ولا حاجة الى ان نذكر في هذه العجلة مدى إسهامات المدرسين في حركة النضال الشعبي، وكم قدموا على مذبح القضية العادلة من شهداء وتشريد وجوع، وكم كابدوا في سبيل أفكارهم، وأولهم رئيف خوري الذي تجادل مع رئيس مدرسة الفرير ماريست في جونية (التي اصبحت في ما بعد المدرسة المركزية بعهدة الرهبنة المارونية اللبنانية)، وأدى ذلك الى تركه عمله، ومن ثم التقلب في مدارس مختلفة.

أنتج خوري أعمالا أدبية راقية وصل عددها إلى الـ 17 مؤلفا من دراسات أدبية وقصص ومسرحيات ونقد وتحليل في حقوق الإنسان والتاريخ والشعر، يحار الدارس أمام غزارة انتاج هذا الرجل المناضل الذي أفنى عمره وصحته على دروب الجهاد المستمر من دون كلل حتى الرمق الاخير.

في دراسة كتبها الدكتور أحمد عُلبي عن رئيف خوري في ذكرى مئوية ولادته نقرأ ما يلي:” وها قد بلغنا خاتمة كتاب رئيف خوري: “نحن وحقوق الإنسان، الديموقراطية شعارنا”. وفي هذه الخاتمة يبيّن المؤلف كيف أن العالم، بسبب الثورة الصناعية، أضحى مترابطاً (...) فهنالك من جهة الأمم الضعيفة، ونحن العرب منها، وهناك الأمم ذات الشكيمة والنفوذ والأسلحة الفتاكة، وهي الأمم الاستعمارية”.

لقد أجاد رئيف خوري في توصيف هذا العالم، الذي وصفه رازحاً تحت اقدام القوى الاستعمارية، التي لا همّ لها سوى امتصاص خيرات الشعوب، ولا تكتفي عند هذا الحدّ من السرقة الموصوفة والمعلنة من دون خجل، بل تعمد الى إبادة هذه الشعوب غير عابئة بآلامها وعذاباتها.

بعد قرابة خمسين سنة على رحيل رئيف خوري، لا بأس في إعادة نبش تراثه وكتبه وكلها كتب خالدة لا زمان ولا مكان لها سوى أنها مفيدة وتقدمية تصلح لآلاف السنين القادمة...

يقول رئيف خوري على لسان أحد أبطال مسرحياته:

“هل انت عطشان؟ إنني عطشان

أتبكي والدموع ملح لا ينقع ظمأ

افتح عرقاً في ذراعي فأفتح في ذراعك عرقاً

ومُصّ دمي فأمصّ من دمك

فيبلّ هذا الظمأ الآخذ بخناقنا

أم قد دميت قدماك من المسير؟

ها إن قدميّ داميتان

تعال أقبّل جراحك وتقبّل جراحي

ولتكن قُبلنا بلسماً

حتى تصير الرمال القاحلة كلها واحات

ويهبط الفردوس الى الأرض من السماء

ورفوف الكتب ومباخر الاحلام”.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 “النداء” – 16 أيلول 2021

**********

النساء الأفغانيات قلقات إزاء فرض طالبان قيودا على العمل والتعليم

يتصاعد القلق بين الأفغانيات المتعلمات اللاتي يخشين مستقبلاً غير واضح المعالم بعدما أغلقت حكومة “طالبان” الجديدة أمام ملايين النساء والفتيات أبواب العمل أو التعليم معتبرة أنها بحاجة لمزيد من الوقت للسماح لهن بذلك.

ورغم تأكيدها أنها ستحكم بشكل أكثر اعتدالاً مقارنة بفترة حكمها البلاد بين عامي 1996 و2001، تفرض الحركة قيوداً مشددة على حرية النساء بعد شهر على استيلائها على مقاليد الحكم.

وقالت امرأة طُردت من عملها بعدما كانت تتولى منصباً رفيع المستوى في وزارة الخارجية “وكأنني بحكم الميتة”.

وأوضحت لوكالة الصحافة الفرنسية “كنت مسؤولة عن قسم بكامله وكانت كثير من النساء يعملن معي... الآن خسرنا جميعاً وظائفنا”. وطلبت عدم الكشف عن هويتها خشية رد انتقامي.

وفيما لم يعلن حكام البلاد الجدد رسمياً وبشكل واضح عن سياسات تحظر المرأة من العمل، إلا أن قواعد يطبقها مسؤولون بشكل مستقل ترقى إلى إقصائهن من العمل.

وجاء ذلك بعدما أمرت وزارة التعليم نهاية الأسبوع الماضي، المدرسين والطلاب الذكور بالعودة إلى المدارس الثانوية من دون أن تأتي على ذكر ملايين المعلمات والتلميذات.

ويخشى كثير من الأفغانيات عدم الحصول على وظائف ذات أهمية.

والإثنين، وصل المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس إلى كابول لمحادثات مع قيادة “طالبان”، في وقت ترزح المنظومة الصحية الضعيفة أصلاً، تحت عبء تعليق المساعدات الإنسانية.

وفي ولاية ننغرهار الواقعة شرقاً، أفاد صحافيون محليون وكالة الصحافة الفرنسية بوقوع انفجارين على الأقل، في ساعة متأخرة الإثنين، واحتمال أن يكون ما يصل إلى ثلاثة من عناصر “طالبان” قد قتلوا.

وكان تنظيم “داعش-ولاية خراسان” قد أعلن المسؤولية عن عدد من التفجيرات في معقله في جلال آباد عاصمة ننغرهار.

ورغم أن النساء الأفغانيات ما زلن مهمشات، فإنهن اكتسبن حقوقاً أساسية طوال العشرين عاماً الماضية خصوصاً في المدن حيث أصبحن برلمانيات وقاضيات وقائدات طائرات وضابطات شرطة.

ودخلت مئات آلاف النساء إلى سوق العمل، غالباً بدافع الضرورة، بعدما أصبح كثير منهن أرامل أو يعِلن أزواجاً معوقين بعد نزاع دام عقدين.

لكن منذ عودتها إلى السلطة في 15 آب، لم تظهر “طالبان” أي نية لضمان تلك الحقوق.

وعند سؤالهم بإلحاح يقول مسؤولو “طالبان” إن النساء أُمرن بالبقاء في المنزل حفاظاً على سلامتهن، ولكن سيُسمح لهن بالعودة إلى العمل بمجرد ضمان إمكان الفصل بين الجنسين.

وتساءلت معلمة، الإثنين، “متى سيحدث ذلك؟”. وأضافت “هذا الأمر حصل في المرة السابقة. ظلوا يقولون إنهم سيسمحون لنا بالعودة إلى العمل، لكن ذلك لم يحصل أبداً”. وعبرت نساء في كابول عن شكوكهن.

وقالت محامية في المحكمة العليا لوكالة الصحافة الفرنسية، إن “طالبان أبلغتنا بعدم المجيء إلى العمل وانتظار إعلانها الثاني. لكن يبدو أنها لا تريد أن تعود النساء إلى العمل”.

وتخشى زميلة لها أنه بسبب عملها السابق مدعية في محاكمات عناصر “طالبان”، لن يُسمح لها بالعمل مجدداً غير أنها لاحظت بعض التغييرات في النظام.

وأضافت “ليسوا كالسابق لكن لا نعلم ما إن كان هذا سيستمر. في السابق لم يُسمح لنا بالخروج من دون محرم، اليوم يمكن أن نأتي بمفردنا”.

خلال فترة الحكم الأولى لـ”طالبان” من 1996 إلى 2001، استُبعدت النساء إلى حد كبير من الحياة العامة ولم يكن قادرات على مغادرة منازلهن إلا مع ولي أمر.

وقالت سيدة أعمال، إن متجرها في كابول الذي يبيع ملابس غربية الطراز أُغلق فور سيطرة “طالبان”. وأكدت السيدة البالغة 34 عاماً “أبلغونا أنه لا يجب أن تعمل النساء في متاجر أو أن تدرن أعمالاً تجارية”.

وتقدمت النساء العديد من الاحتجاجات الصغيرة والمحدودة، لكن “طالبان” خنقت الأصوات المعارضة وفرقت احتجاجات بإطلاق النار وأصدرت تعليمات جديدة متعلقة بالتظاهر.

ولم يرد أي من مسؤولي النظام الجديد، الإثنين، على طلبات من وكالة الصحافة الفرنسية للتعليق.

في هرات، شدد مسؤول في قطاع التعليم على أن مسألة عودة التلميذات والمعلمات إلى المدارس مسألة وقت وليس سياسة.

وقال شهاب الدين ثاقب “من غير الوضح تماماً متى سيحصل ذلك: غداً أو الأسبوع المقبل أو الشهر المقبل، لا نعلم”.

وحضرت الطفلة مروة البالغة 10 سنوات حصصها الدراسية، الإثنين، لكن شقيقتها التي تكبرها بست سنوات أجبرت على لزوم المنزل.

وقالت “أريد من الحكومة الجديدة أن تعيد فتح مدرستها. هذا ما أطلبه من طالبان”. وعبرت الأمم المتحدة عن “قلق بالغ” إزاء مستقبل تعليم الفتيات في أفغانستان.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

أ ف ب – 21 أيلول 2021

*************

الصفحة العاشرة 

إصدار

الأمثال الشعبية العراقية

كما تضرب في الناصرية

بغداد - طريق الشعب

عن مطبعة الحسام، صدركتاب جديد للباحث والناقد داود سلمان الشويلي تحت عنوان (الأمثال الشعبية العراقية كما تضرب في الناصرية). والكتاب جمع وتوثيق وتنظيم للأمثال الشعبية التي تضرب في حدود مدينة الناصرية فقط والتي سمع بها الكاتب ووثقها ، وهي أكثرمن 900 مثل شعبي مرتبة حسب الحروف الابجدية.

************

فضاء شعبي

رومانسية الأحاسيس الناعمة

وجدان عبدالعزيز

من خلال قراءتي لقصيدة الشاعر نوفل الصافي وغيرها من قصادئدنا الشعبية، وجدت ان القصائد الشعبية العراقية تتأصل وتتجذر في صورها البلاغية الآخاذة، وانها طرقت ابواب الغزل والرومانسية الحديثة، فاعتقد ان البعض ينظر للرومانسية من منظور ضيق، فيعتبرها مشاعر الحب بين الطرفين على الرغم من ان الرومانسية لها معنى اشمل وادق من ذلك، المرء قد يكون رومانسياً لنفسه، لذاته، فالرومانسية مع شخص اخر، هي احد الاحاسيس الناعمة الرقيقة، التى نشعر بها، حينما يملؤنا حب الحياة والاستمتاع بجمال الطبيعة، عندها تتولد لدينا رغبة في الحب والجمال، فالكتابات العاطفية عن المحسوسات غزيرة بحالات الوصف التعبيرية، فالصور التي يكونها العقل عن تلك المحسوسات، تكون أكثر تأثيراً من أي كلمات وصفية تحاول دائماً وصف الصورة نفسها، وبالوصف الموجود في القصيدة، يستطيع القارئ أخذ الخبرة من الطرف الآخر من خلال تكوين صورة خاصة به، وبنفس الأسلوب والنبرة العاطفية في الكتابة الرومانسية، فمثل هذه الاشعار ستكون لها القدرة على الاحتفاظ بالنص في الذاكرة، وايضا اخذت القصائد الشعبية بالتناص مع اشياء المحيط، لتكون حاضرة في التأثر والتأثير، ولها القدرة على المكوث في الخاطر والذهن، يقول الشاعر الصافي:

(ياشذر طيفي ونثيث اصباي

دبرني اشتهيتك

شوغة الرغبة كتلتني

اومن اذكرك... اتخرخش ابگلبي سوالف مدري شنهي

اومدري ليش.. ابروحي صمّ اطفال تنشغ..اشتهيتك.

اشتهيتك

گاع تشرب ملحة اجنوني اوتخضر تين بري!!) فصور عاطفة الحب.. رغبة وارض، وبين اللامرئي الرغبة، والمرئي الارض، تمكن الشاعر الصافي من اثبات صدق عاطفة الحب، كون الحبيب يجعل من حضوره عسلاً، بقول الشاعر: (اتعســّل الحنظل لون جسته ابحلاتك!!)، فاختلاف الاشياء وتضادها، لايفسد معنى الشاعر، الذي التقطه من خلال اعماق المحبة، بل يثبت هذه العاطفة، وكي يجسم الصورة اكثر، راح يستعير مؤثرات الواقع والمحيط بما فيه الزمن الماضي، فتناص مع ونين المطرب الخالد داخل حسن، حيث يقول:

(اوتكوي قمصان الونين الطبگتهه ابصوت (داخل) !!

صوت (داخل) بي لگيتك...اوبي عرفتك

اوبي بچيتك واشتهيتك.

انت تدري من يوّن (داخل) اهيــس روحي

لضلوعي تشيغ .. ترگص الگصبة اعلى ريتي

اوچنـي اغط

لحزامي بالكاس)

وهذا تأكيد لروح المعنى الرومانسي، الذي بدأه الشاعر في قصيدته، وختمها في قوله:

(إنته گتلي

لفــتـح البيبان كلهه..

واغلگ البيبان كلهه

او (هيت لك ) بس الك وحدك !!

لا (تقــد) مني قميص

ولا (أقد) منك قميص

لأن احنه اثنـينـه ابلايه قميص)

ليثبت انه، هو وحبيبه عُريا، الا من اثواب الحب والصدق في ذلك، فليس لنا حاجة لفتح، أو غلق الابواب، وهذا تناص مع قصة يوسف عليه السلام في القرآن الكريم، فالحب، كما عكسته كلمات الشاعر نوفل الصافي، هو الحياة التي نعيشها والهواء الذي نتنفسه، وهوالشعور بدمنا يتحرك بداخل عروقنا، وكذا هو الشعور بالخيال والشعور بالوجدان، وبجمال كل ما حولنا.

***************

كَضبة ريح

التشكيل الصوّري وتأصيل اللون

ريسان الخزعلي

( 1 )

كَضبة ريح ، آخر اصدارات الشاعر المبدع / عبد السادة العلي / ..، وقد سبق له أن أصدر :  سواجي وعطش ، مفاتيح الشمس ، من فنون الأدب الشعبي  . كما شارك في مجموعة ( قصايد للوطن والناس ) التي صدرت في الذكرى الأربعين لميلاد الحزب الشيوعي العراقي المجيد عام 1974 . كما صدرَ عنه كتاب ( محطات نقدية في شعر عبد السادة العلي ) ضم َّ دراسات ومقالات عن تجربته الشعرية ، تؤشر الملامح الفنية والجمالية في شعره .

( 2 )

الشاعر صوت ستيني الامتداد الزمني والاشتغال الفني . تفاعل مع تحولات القصيدة الشعبية الحديثة بعد التجربة النوابية الرائدة والتجارب اللاحقة لها . تشاغل بتلك التجارب كما كان غيره ، ووقف متلمّسا ً النسغ الجديد فيها ، هذا النسغ الذي أوصل الماء إلى جذور كاد يلفحها اليباس بفعل المراوحة الشكلية التقليدية والمضامين المكررة : أسيرة النمط البدائي والابتدائي . وبذلك يكون الشاعرمن بين شعراء آخرين لامعين ، وُصفت تجاربهم مجتمعة بتجربة ( ما بعد النوابية ) بعد أن إختط َ كل ٌّ منهم طريقته ولونه ضمن حدود تجربته الابداعية ، وقد شكّلوا التأسيس الستيني والسبعيني اللامع حتى اللحظة في مشهد تطوّر الشعر الشعبي العراقي الحديث ، وعيا ً وثقافة ً وادراكا ً لمعنى الشعر وفكرة الشعر والشعرية بصورة عامة .

( 3 )

في هذه المجموعة ، يواصل الشاعر تأصيل لونه الخاص بإمتداد وارتباط واضحين مع مجاميعه السابقة ، اسلوبا ًوبناء ً وتشكيلا ً صوّريا ً إلى الحد الذي يصعب تلمّس تطوّر خطّه البياني . ومثل هذا التشخيص يحتاج استطرادا ً اضافيا ً لا تسعه مثل هذه الوقفه .

إن َّ الشاعر ومنذ بداية تشكّله الشعري يميل كثيرا ً إلى الاسلوب التصويري في صياغات جمله الشعرية على حساب عناصر فنية أخرى ، ومن هنا ، فإن َّ قراءة قصائده تحتاج إلى الكثير من الإنصات والتمعّن في تشكيل صورته الشعرية التي تُعوّل على صوت الصورة ( الدال ) وصولا ً إلى صدى هذه الصورة ( المدلول ) .

( 4 )

في قصائد ( كَضبة ريح ) تكون نبرة الحزن- حزن الخسارة -  هي الطاغية ، وهذه النبرة تبدء من مناخ البيت ،  والأسرة  -  رغم التمويه على بعض مسرّاتها – وحتى التفاعل مع شهداء الوطن وقضيتهم في التضحية . إنها معادلة الخسارة الموصوفة ب ( كَضبة ريح ) ..، هذه القبضه التي لا تقوى على مسك أي شيء ، لتكون عنوانا ً للمجموعة ، من أجل تأصيل فكرة الخسارة ، والوصول إلى الصورة الشخصية الظليّة في المرآة ، في تخاطر مع قول الشاعر أدونيس : كان َ الحُب ُّ مذ كنت ُ ... ماذا يفعل ُ الحُب ُّ إذا مت ُّ .

( 5 )

معظم قصائد المجموعة في بنائها ، تأخذ بناء  الاسترسال المتواصل ، والبعض منها يأخذ استرسال المقطع المرقّم المجرد من العنوان  عدا قصيدة ( رسوم على جدار الريح ) إذ أخذ الاسترسال المرقّم المعنّون ، وقد اكتسبت تفرّدها من الارتكازات الاستهلالية : مهر ، نهر ، بيت ، شجرة .

ومن نبرة الحزن والخسارة ، يكون الاستدلال هنا هو الأسبق في التقديم والإشارة  :

أفك بيبان حزني ...

 ابكل مِسَه إومصباح

 وادوّر للفرح ، مامش بعد مفتاح

سنابل بيدر احلامي كلتها الكَاع ..

 لا مسها الهوه إولا غازلت مرواح

............،

ياشجرة حنيني ابريح المعسرات ،

 ما ذوبَل وركَها إو لا تثنّه إو طاح

يا طعم البچي البعد الهظم واللوم ،

 واغيوم الدمع من تنزف إو تنزاح

يا شوكَ الضوه ..

من تنشتل شمسه علو رمحين كل مصباح .. مو ملّيت خلني ارتاح ...

إن َّ هذا المقطع من قصيدة ( خلني ارتاح ) المهداة إلى ابنة الشاعر وعلى لسانها ، كما تقول المقدمة ، غير أن َّ الدلالة الشعرية تعكس صوت الشاعر ، وأرى أن هذا قناع أبوي وإسقاط تحنان خفي كامن في ذات الشاعر حسب توصيفات علم النفس ، وما يُعزز هذا الاستنتاج الاستدلالبقول أدونيس في مقدمة القصيدة :

لو أنّي ماء ٌ ثقبت ُ الجماد َ ونقّبت ُ عما وراء التراب ِ وعشت ُ مصير َ الندى والضباب... ، وما هذا المصير إلا قبضة ريح أيضا ً .

*************

عمر مسجون

خضير الزبيدي

طشرني زماني حفنة اتراب

ولا يوم الهده

وسكنت أرياحه

خلصت العمر

كله مشاوير

مدمن علتعب ما شفت راحه

لامرني الفرح

لا ضكته فد يوم

صاير للحزن ملعب وساحه

مسجون بقلاع الرهبه والخوف

ياثوره التجي وتطلق سراحه

عمر  مسجون

شايل كومة جراح

وبغابة عذابه صرت فلاح

جايمته يطير...ويلحك الراح

اذا من الزغر كصو جناحه

عمر مسجون

تيه راحة البال

وعلى خده الدمع نهرين سيال

ليمته يظل باقي اعلى هالحال

امخلصهه صفك

عالكصه والراحه

************

فرحة طفل

حيدر جليل الخرساني

سراديب البروحي اسرار

بيها سوالفك ختلن

ما شافوا شكو البيه

وهنه بداخلي شعملن

كل لحظة التمر يكبر

حزن ما ينفهم المن

حزن ياكل ورگ روحي

و يعثر ايامي من يمشن

كل هذا وسواليفك

عاشن داخلي و كبرن

بسلام شموسك اتحضر

و الاگي الليل بـ تونون

واجيب بصفنتي الما جاي

وبلكت روحي اتأمن

واجذب كل دمع عيني

وأطفي بصدري ناري الظن

وامشي وياك بطيوفي

واحنن گلبك الما حن

و اسمعك صوت متفهمه

وتحس بداخله شگد فن

واركض بيك طيارة ورق بيضة

تلم فرحة طفل محزن

وافز و الگه السوالف ذيج

بعدها بروحي ما خلصن

*************

ما املك بهذا الوطن بيت

علي الجبر

ردت امشي تذكّرت روحي

معاق وما مشيت

وردت اسولف خفت من

صوت الرصاص وما حچيت

وردت اغنّي طلع ممنوع

الغناء وبطّليت

وردت احلم

گالوا اليحلم مسودن

صدّگيت

وردت ارسم ورده واتنفّس

عطرها

كسروا ايدي وما شكيت

وردت اكتب شعر

زعلوا

گالوا الشاعر منافق

لا تنافق ........

دنّگيت

وردت اشوف الوطن

ينعم بالامان

شفت موت وغمّضيت

وردت اضحك

گالوا اليضحك سفيه

عاتبت گلبي وبچيت

وردت اعارض

گالوا ...

لا تعارض وارضى

بالمقسوم واسكت

خيّطت حلگي ورضيت

وردت انام وبالي صافي

دوّريت فراش دافي

وما لگيت

وردت اذب حملي على

الناس استحيت

وردت اشد حيلي

انحنيت

وردت ارد لبيتي بس

اتذكّريت ....

انه ما املك بهذا الوطن

بيت

***************

الصفحة الحادية عشر

اتحاد الادباء.. ثمار الكتب

  • خالد الحلي: الى اين؟ للشاعر العراقي المغترب والمقيم حالياً في مدينة ملبورن/ المانيا، صدر له عن اتحاد الادباء والكتاب في العراق مجموعته الشعرية الجديدة “الى اين”. وكان الشاعر قد رفد جريدة “طريق الشعب” و“الثقافة الجديدة” بالعديد من قصائده. الشاعر ينتمي الى جيل الستينيات، وقد صدر له كتابه الاولى “عينان بلا لون” عام 1964 ثم تواصل في العديد من مجاميعه الشعرية.
  • مقاربات نقدية/ كتاب جديد للنقاد والقاص الاستاذ محسن حسين عناد، صدر عن اتحاد الادباء- بغداد. وكان المؤلف قد اصدر من قبل كتابه: “قراءة نقدية لنصوص ابداعية” و“جنازة اخرى للضوء”/ قصص قصيرة.
  • ميريل ستريب وشخصيات سينمائية من كل مكان/ كتاب للاستاذ الناقد باسم عبد الحميد حمودي، تحدث فيه عن النجمة العالمية ستريب. والاستاذ حمودي باحث في الفلكلور العراقي وله دراسات في القصة والرواية، وقد صدر عن اتحاد الادباء.

************

الثقافة التنويرية

ودورها في بناء الانسان

د. معتز عناد غزوان

لاشك ان مفهوم التنوير (Enlightenment) له مميزات ترتبط بمعنى الكلمة نفسها، والتي تأتي من النور والاستنارة اي التبصر والتعقل وقياس الظواهر كافة التي تحيط بالإنسان بنوع من المنطق والمعالجة الجديدة التي تغادر سيطرة الثوابت او المحددات التي قد فرضها المجتمع والبيئة من تقاليد وعادات استطاعت بتحولات الزمكان ان تكون ظاهرة بل ونافذة ومؤثرة في كل ميادين الحياة التي تواجه الانسان. اذ يرى (كرستوفر هل) في كتابه “الاصول الثقافية للثورة الانجليزية” الذي صدر عام (1965م) بان افكار التنوير في انجلترا كانت ذائعة في القرن السادس عشر، ومن هنا تبدو الصلة بين عصر النهضة وعصر التنوير، اما (بيتر غراي) في كتابه (التنوير) يؤكد ان هذا المصطلح بكل ما يعنيه من دلالات وافكار يعود الى اليونانيين، بعد اعتماده على ما ذكره (ديودور) في تدوينه للتاريخ بان (ارسطو) اول الطبيعيين الاقدمين، على حد وصف (ديودور) وهو اول من ادخل المنهج العلمي في الفلسفة. وكل من جاء من بعده اتخذ من العقل ناقداً لذاته، ثم ان فلاسفة اليونان قد استنبطوا الاخلاق من طبيعة الانسان، وليس من طبيعة (الله )، ومع ذلك فان الرأي الشائع ان القرن الثامن عشر هو عصر التنوير.

لقد اصبح مفهوم التنوير ولاسيما في الثقافة يعني الاهتمام بإبراز قوى العقل الانساني وفكرة التقدم الاجتماعي. لقد بحث العديد من الفلاسفة عن دور التنوير في حياة الانسان من خلال البحث عن الحقائق التي يمكن ان تقودنا الى التقدم والكشف عن الجديد والمضمر والمشفر في الثقافة التي اصبحت بفضل تيارات العولمة والانفتاح التقني والاتصالي الهائل اليوم، اشكالية كبيرة لا يمكن ان تتصدى اليها الثقافة المحلية من هوية ثقافية او خصوصية ذات سمات ترتبط بالمكان، فالتنوير في خضم تلك التحولات هو البحث عن تحسين ثقافة الانسان وتطويرها بما يضمن تطور الرؤيا والنظرية والتطبيق عن الانسان بشكل عام والانسان المثقف المعاصر بشكل خاص. لذلك طرح العديد من المثقفين المحدثين آراء عدة في هذا الميدان بان لا وجود لمعرفة شمولية قادرة على فهم الطابع الموضوعي للعالم، بل بالعكس نحن نمتلك ونحتاج الى وجهات نظر متعددة يمكن من خلالها فهم الوجود البشري المعقد وغير المتجانس. غير ان (ميشييل فوكو) اشار الى اننا لا يجب ان نكون (مع) او (ضد) التنوير، كما طعن في فكرة وجود فواصل نهائية واضحة ومميزة بين فكر التنوير وما بعد التنوير، والمسألة ليست في قبول او رفض العقلانية التنويرية، بل بالتساؤل حول ماهية العقل وكيف يتم استخدامه، مع التنقيب على آثاره التاريخية وحدوده ومخاطره.

وللثقافة أثر كبير في تحديد هوية الشعوب، ومراحل تحولها وتطورها الفكري والمعرفي، وترتبط الثقافة بالقومية ، إذ أن القومية لها دور كبير في تفعيل وتحول الثقافة، فضلاً عن تعلقها بالعادات والتقاليد والبيئة والفكر والأديان واللغة. والثقافة بمعناها الحضاري الشامل، هي هذا المكان الفكري المتطور والمتجدد الذي يعد جوهر الإبداع في الفن والعلم على حد سواء، انه زمن إبداعي عالق بفكره الإنسان منذ أقدم العصور حتى اليوم والأمة التي تجعل زمنها فكراً إبداعياً ، تتمتع بقدرتها الفائقة ومهارتها الخلاقة في ميدان العلوم والفنون وهي روح الثقافة الأصلية هي امة حضارية بدينها وعقائدها، بفنها وعلمها  فالإبداع والابتكار في شتى حقول المعرفة الانسانية هو مظهر من مظاهر الثقافة وتطورها، فضلاً عن ارتباط تلك الثقافة بتاريخ الأمة وأهدافها الإنسانية، كما ان الثقافة بالمعنى الإنساني هو صقل الذهن والذوق والسلوك وتهذيبه أو ما ينتجه العقل البشري لتحقيق هذا الهدف، أما الثقافة الشعبية فلها معنى مختلف عن الثقافة التي يقوم بها متخصصون، وليست مقتصرة على القيم والعادات التي يتلقاها المرء من المجتمع.

اذ لابد للثقافة من إثبات ذاتها، ونشر أهدافها، وتحريرها من سيطرة الغزو الثقافي الأجنبي، ولعل من أهم أنواع الغزو الثقافي الأجنبي هو ظهور العولمة Globalization، والعولمة بمفهومها المثالي هي أية متغيرات جديدة تنشأ في إقليم ما في العالم سرعان ما تنتقل إلى أقاليم العالم الأخرى منشئة نوعاً من الاعتماد المتبادل بينهما ، وقد ظهرت العولمة كمفهوم سياسي جديد بعد الحرب الباردة تتلخص في السيطرة على العالم، تحت أسماء وعناوين مختلفة منها النظام الدولي الجديد)). أن فكرة عولمة الثقافة هي من ابرز وجوه العولمة فهي تعني صياغة مكون ثقافي عالمي وتقديمه أنموذجاً ثقافياً وتعميم فهمه ومعاييره على كل العالم في ظل نظام دولي جديد. إن العولمة الثقافية ما هي إلا هيمنة للثقافة والقيم الأمريكية من خلال نظم الاتصال الحديثة وكما هو متعارف عليه.

مما تقدم فأن الثقافة هي المصدر الرئيس لبناء أفكار كل امة من الأمم والتي تنعكس على بناء ثقافة الانسان ولاسيما التنويرية في ضوء العلاقة المهمة ما بين التنوير كفكر والثقافة كنتاج واداء ومنجز حضاري مهم، وإبراز ذاتيتها الإبداعية ومنها من خلال الادب والفن والعلوم وكافة الجوانب الثقافية.

************

مسرحية

صندوق

د. ايمان الكبيسي*

من يحميني والجماجم تهطل بغزارة على هامتي؟

الرجل: تعامل برفق معه فهو اغلى منك بأضعاف.

الصبي: لن اقبل بالإهانة .

الرجل: (بسخرية) ستقبل...ستقبل...نقبل بكل شيء حين يكون المقابل هذا(يلقي بقطع نقدية معدنية على الصبي بينما يتذمر الصبي ويحاول التشاجر معه فيمسك به الاسكافي محاولا منعه).

الاسكافي: ابلغتُ امك انكَ لن تستطع معي صبرا.

الصبي: لا تؤاخذني بما نسيت.

الاسكافي : عوّد ظهرك على الانحناء وطأطئ الهامة، والا لن تعيش.

الصبي: ( مستنكرا) ولدت حراً ..

الاسكافي: (يغضب) لا تلوث الصندوق بتلك الشعارات...ابتعد هيا ابتعد.

الصبي: خرجت لكسب الرزق الكريم.

الاسكافي: انت خارج الصندوق فلا كرامة لك.

الصبي: ماذا عن من سبقني اليه؟

الاسكافي: قالوا لنا انهم الاكرمون... لكن ليست كل الصناديق سواسية... فهي كالأحذية فيها الفاخر وفيها المميز وفيها دون ذلك.

الصبي: هل يحق لنا اختيار الصندوق؟

الاسكافي: بالطبع نحن مخيرون....اسمع يا صغيري... تعّلم دون ان تتكلم... اكسب رزقك دون فلسفة ...اعمل من دون ان تنظر الى وجه الزبون فما يهمك هو حذاءه عندها سيكون لك صندوقك الخاص.

الصبي: ستجدني ان شاء الله صابرا ولا اعصي لك امرا.

الاسكافي: لا تنسى انك تتعامل مع الاحذية.

الصبي: هل احببت هذا الصندوق؟ هل عشقت يوما؟

الاسكافي: مضى زمن طويل على تلك المشاعر. لكني بالطبع عاشق للحياة.

الصبي: وهل في مهنتنا متسع للعشق؟

الاسكافي: حياتنا حذاء نرتديه، وحين تنتهي صلاحيته يُخلع.

الصبي: لكنك لا تلبسه؟

الاسكافي: لأني لم اجد مقاسي حتى الان.

الصبي: يمكنك صناعة حذاء بمقاس يناسبك.

الاسكافي: الصناعة مكلفة ومتعبة، ابحث عن حذاء مستورد بماركة عالمية.

الصبي: وماذا عن القياس؟

الاسكافي: ان وجدت الحذاء دون القياس سأجري عملية تهذيب لقدمي، (ينظر الى قدم الطفل) ابحث في الصندوق قد تجد ما يناسبك.

الصبي: شكرا، لكني احب هذا النعل الذي صنعته لي امي.

الاسكافي: لا تحدد ذاتك بقيم فارغة... فمهما كبرت ستبقى  مع الاحذية، هل فهمت؟ ...هذا حاضرك ومستقبلك.

الصبي: كنت ذلك الفارس الذي يعتلي صهوة جواده ... واليوم انا مجرد حصاة في حذوة ذلك الفرس... كانت الغيوم تسترضيني كي احدد مكان هبوطها، اما الان فالأمطار تدمي الرؤوس... البطون حبلى بالخوذ والاكفان...الوليد يتشح بالأبيض او ربما الاحمر، فيصطبغ العالم بالليل الحالك، مع كل تكبيرة طازجة في اذن الوليد( اصوات تكبيرات من خارج المسرح).

الاسكافي: انه وقت التجارة ...احفظ الصندوق ...سأعود بعد انتهاء الصلاة.

الصبي: سارع الى التجارة فلربما (بسخرية) تتمكن من شراء حذاء.(يخرج الاسكافي، بينما يتحدث الى نفسه) كيف يمكننا اختيار صناديقنا...ان كنا في كل شيء مسيرون؟! ترى هل سيكون لي صندوق مهيب كصندوق ابي؟ ام ساُترك من غير صندوق؟ (يستدرك) نعم سيكون لي نفس صندوق ابي ... لكن عليّ الصبر، تحمل المصاعب، العمل الطويل، سأتمكن من شراء صندوق يليق بي وبعائلتي.

(اصوات ضجيج وسيارات شرطة، يدخل مجموعة رجال بزي رجال الدولة)

الضابط: اقبضوا على الاسكافي  فتشوا الصندوق.

الصبي: سيدي ما الامر؟

الضابط: ضعوه في الصندوق.

الصبي: هذا ليس صندوقي...هناك خطأ.

(يُجلِسون الصبي على الكرسي، ويحدث اظلام للمسرح الا من بقعة ضوء مسلطة على الصبي والضابط يدور حوله)

الضابط: منذ متى وانت تعمل هنا؟

الصبي: منذ ان سافر ابي.

الضابط : واين والدك؟ 

الصبي: اختار صندوقا يليق به.

الضابط: سيكون لك صندوقك الخاص، لكن ليس على هذه الارض.

الصبي: لا اعرف غيرها، وامي؟ بل هي امي.

الضابط: انت غريب ولا يحق لك البقاء، تتعامل مع المستورد وهذا ممنوع في مدينتنا.

الصبي: انا من هذا الاديم وابي غادر لأجله.

الضابط: لا داعي للثرثرة... ستبقى في الصندوق حتى موعد مغادرتك.

الصبي: ماذا عن هذا الصندوق.

الضابط: له من يحميه.

الصبي: وانا من يحميني؟  والجماجم  تهطل بغزارة على هامتي، ليس ثمة ماء، لا شيء يوحي باللذة، كلنا جياع نتوسد الحنظل بعد ان هجرنا الصبر الجميل.

الضابط: لا شيء بالمجان...كل شيء بثمن.

الصبي: حتى هذا الصندوق يستوجب الدفع؟!!!

الضابط: (مال البلاش ما ينحاش) (بمفاخرة) نزيل في فندق اربع نجوم وتريد خدمة مجانية؟

الصبي: لم انتخبه بديلا عن رصيفي.

الضابط: لا مكان لك هناك.

الصبي: وامي ؟

الضابط: تود رؤيتها؟

الصبي: الحنين اليها جمرات تُذيب قطبيّ الروح.

الضابط: ااااه من ذلك القلب... طفل لا استطيع كبح جماحه، اعطني عنوانها وسأطلب منها زيارتك، ان كانت تريد ذلك.

الصبي: تريد طبعا تريد، فالجدران تخفق مع عقارب قلبها المتسارعة.

الضابط: سنرى...ونشعر... نتلمس...ونستمتع.

الصبي:  تقدم المساعدة  دون ثمن؟

الضابط: لا شيء دون ثمن، ربما هي من سيُحاسِب على الفاتورة  (استدراك) هذا ان شاءت وشاء لها الهوى.

الصبي: ليس كل ما تظنه مباح.

الضابط: طبعا ليس كل ما تظنه مباح.(اصوات اطلاق نار كثيف من خارج المسرح)

صوت: سيدي هجوم... ملثمون يهاجمون السجن.

(يخرج الضابط مسرعا مع صرخات الصبي): اخرجني ارجوك.

(اظلام تام، يظهر بعدها الصبي ومعه مجموعة من الملثمين يحيطون به، على شكل بقع ضوئية )

الصبي: (باستهزاء) كل من خارج الصندوق يقاتل كي يدخل الصندوق... هزيلة تلك الحياة.. من انتم؟

(يتقدم المجموعة رجل ملتحٍ بشخصية هو، يرتدي زي ارهابي)

هو: نحن من سيهبك الحياة.

الصبي: لم اعرف واهبا غيره.

هو: نحن جنوده .

الصبي: يمكنكم انقاذي؟

هو : (يضحك بهستيريا) طبعا يمكننا كما انقذنا معلمك من قبلك.

الصبي: من دون مقابل؟

هو:  هل تملك ما يستحق ان يكون ثمناً؟

الصبي: لا املك شيئاً ... حتى الهواء الذي في صدري ملكيته تنتهي مع كل زفير.

هو: الم يترك لك والدك ارثا تُجازياً به من يُنقذك؟

الصبي: لم يترك لي سوى بضاعة كاسدة، تدعى كرامة.

هو: نِعم الارِث...ستكون خلفا مشرفا لذلك السلف.

الصبي: ويكون لي ذات الصندوق؟

هو: طبعا.

الصبي: كيف؟ والحرب قد اعلنت توبتها؟

هو: حربنا مع الشيطان وجنوده لن تنتهي.

الصبي:  الشيطان ينافس الضابط  في احتلال ارضي.

هو: لا تخف نحن لن نفعل ذلك... نستوطنها لفترة وجيزة...استراحة مقاتل...سنصنع لك صندوقا يليق بك.

الصبي: يشبه صندوق ابي.

هو: بل اجمل ... فصندوق ابيك لم يكن من خشب جيد .

الصبي: وامي؟

هو: انا من سيعتني بها شخصيا. (يتحدث الى الاسكافي خارج المسرح) تعال ايها الرجل الطيب اكمل تعليمك لهذا الصبي النبيه.( يدخل الاسكافي، ويقوم بربط حزام ناسف على جسد الصبي)

الاسكافي: اسمع يا صغيري... تعّلم دون ان تتكلم... اكسب رزقك دون فلسفة ...اعمل دون ان تنظر الى وجه احد.

الصبي: (ينظر الى قدم الاسكافي) هل وجدت مقاسك؟

الاسكافي: بل هذبت قدماي كي تليق بالمقاس الجديد. وعليك انت ايضا ان تخضع لذلك المقاس.

الصبي: علمتني كثيرا، وقدمت لي النصح.

الاسكافي: ما الحياة عندكم سوى حذاء نرتديه.

الصبي: لكني ما زلت اعشق ذلك النعل الذي صنعته لي امي... واطمح في وطن من دون صناديق حتى وان كانت تشبه صندوق ابي . (يخلع الحزام ويلبسه للإسكافي) لقد اخترت مقاسك وسأختار مقاسي، فصندوقي لا تحده حدود ... وداعا.  

ـــــــــــــــــــــــــــ

*استاذة المسرح في كلية الفنون الجميلة- بغداد.

**************

حنين

للشاعر: فنجنسو رومانيولو

ترجمها عن الايطالية: عبد الوهاب الدايني

دعي الدموع تنهمر

انها مشاعر

تمنحها العيون وحدها

بالأحرى تحصدين شعتك

بإيقاع

مع نفسك، من شمس

ابتسامتك للحياة.

**

قبل الآن

ظهرت الورقة الصفراء

من الشتاء

لكنه ليس الوداع

دعي الروح

تغرد وتعيش

لتبحث عن الجمال

في كل هذا

الذي يحيط بك

**

هكذا تفقدين..

في المطر

بين الغيم الهاجع

تنزلق الهموم

والحياة تصبح الحقيقة

لحلم اكثر لمعاناً

نافذة في الوميض

الذي يقطع العتمة

في قطرة من حنين

***********

نجمة الوقت

سالم محسن

بيني وبينكِ هذه المسافةُ

أنتِ في الجانب الآخر ..،غامضة وغائبة

أنا ما زلتُ واقفاً

 أكللُ من مروا بالكلمات و لا أغادرْ

تتسعُ المسافةُ .. تضيقُ المسافةُ

بأقدامِنا نجوسُ الإسفلت

بأيدينا نذرعُ الهاجسَ

تقولين عن بُعدٍ :

 إن الشمسَ لا تمنحُ النظرةَ

أقول منادياً :

إن النهرَ أجملُ وتلصفُ الأسماكُ

شيء لا يتكررْ

ليس كالماضي

ما من أحدٍ  يعطينا نجوتنا

سنأخذُها من روحِنا .. ،من عمرِنا

بانتمائنا لهذه الطريق  ..،هذه الفكرة

عند المنتصف

ودونما تأخير

في الليل يطلع نجمنا

************

الصفحة الثانية عشر  

إصدار

الانتظام العربي العام

 

عن “دار الفارابي للطباعة والنشر” في بيروت، صدر أخيرا كتاب بعنوان “الانتظام العربي العام”، من تأليف د. وجيه قانصو.

يجيب المؤلف في كتابه عن تساؤلات عديدة، أبرزها: هل شقت المجتمعات العربية طريقها باتجاه التحول نحو اجتماع مدني ونظم علاقات عابرة للروابط الحميمية المباشرة؟ هل سلكت بالفعل درب التأسيس لدولة حديثة؟ وهل هناك رسوخ مهيمن لسلطات بنيوية غير محسوسة، تخلق جموداً وطيداً وتفتت أية قوة دفع نحو التغيير، وتجعل كل متغيرٍ وتحولٍ ظرفيٍ هشاً وعارضاً؟ وهل ما نحن فيه هو نتيجة طبيعية، ومسار منطقي لتوليفة سياسية وأرضية اجتماعية، وخلفية ثقافية وبنية إنتاجية راسخة لم يجرؤ التفكير العربي على الكشف عنها أو مساءلتها أو بحثها بشفافية؟

*************

خارج النسق

السياسة والشيزوفرينيا

عبد جعفر

تقول الاحصائيات العلمية إن الشيزوفرينيا أو الانفصام هو اضطراب نفسي يصيب حوالي واحد من كل مئة شخص.

وتشير أيضا إلى أن  مريضه يتسم بسلوك اجتماعي غير طبيعي وفشل في تمييز الواقع.

غير أن هذا المرض المتحور  في نسخته السياسية العراقية منذ عام 2003، لم يعد مرضا بالمعني المتعارف عليه اليوم بل أصبح مهنة خطرة وقاتلة.

  فالشيزوفرينيا  السياسية توظف في خلق اضطراب عقلي عند المتلقي أو الضحية ولا تصيب أصحابها، وهي تعد إحدى وسائل الخداع، وتعتمد على الذاكرة القصيرة للشعب، فرجالها من يملكون المال والسلطة يتحكمون في حياة الآخرين ويفعلون بها ما يريدون، والأمثلة عديدة، ففي  وقت قريب، رأينا نوابا يبكون مـتألمين لقمع التشرينيين بهذه القسوة، وشاهدنا مسؤولين حكوميين في الفضائيات يقسمون على إنصاف عوائل  ضحايا الانتفاضة من الشهداء،  وأنهم سيرسلون الجرحى منهم للعلاج، ولكن (بعد عر وجر)، يقول رئيس الحكومة أن مجلس النواب رفض الأمر! وبالتالي لحست الحكومة وعودها بجرة قلم.

وفي الانتفاضة، حين لعلع الرصاص ثاقبا صدور المنتفضين، اجتمع القضاة والمسؤولون الحكوميون والنواب لكشف قتلتهم، وقرروا.. ودخلت قراراتهم دهاليز مظلمة ولم تر النور. ولكن العجيب أن يستيقظ القضاء من نومه فجأة، ويعلن المحاكمة السريعة لمن يتجرأ على تخريب أو إزالة صور المرشحين للانتخابات أو إعلاناتهم الأخرى، وهو إجراء سليم وقانوني ولا يعترض أحد عليه، ولكن لماذا يكون تخريب صورة أهم عند القضاة من قتل إنسان، كل ذنبه انه خرج مطالبا بحقوقه؟!

 ومن جهة أخرى، يعلن أحد الساسة إنه ضد القوى الظلامية من داعش وأخواتها، ولكنه يبدي فرحه بانتصار إحداهن، لأنها هزمت أمريكا، وهو يعرف أن هذه الحركة من صنيعة الأمريكان والمخابرات البريطانية والباكستانية، وأكدتها الراحلة بنازير بوتو رئيسة وزراء باكستان في مقابلة صحفية قبل اغتيالها، وهذه الحركة لم تعد للحكم ثانية دون اتفاق مسبق مع الأمريكان.

 وحين كشفت الحكومة أن مسؤولين كبار فيها يوظفون إمكانيات وزاراتهم لخدمة ترشحيهم أو ترشيح قوى من مناصريهم، لم تفضح هذه الأسماء ولا اتخذت عقوبات إدارية بحقهم، وكأن هذه الجريمة لا تستدعي سوى لفت الانتباه حتى لا يخدش حياء من يستخفون بها أصلا! ولو فعلها موظف بسيط لأعيد شنقه عشرات المرات!

ومن العجائب في العراق التي زادت عن السبعة، يبشرنا هؤلاء الساسة أنهم راجعون الى خدمتنا (نهبنا وإذلالنا) وعلينا أن نبذل الغالي والرخيص من أجل إعادة تدويرهم، فهم العراق، وهم الخير، وهم المستقبل، وقد يصاب البعض بلوثتهم ويرى فيهم الورع والتقوى، ويعتقد أن اقوالهم هذه المرة تطابق أفعالهم، ويوقع بالحبر البنفسجي عبوديته ثانية لهم.

 إن من الصعب على الوطن أن يصحو بدون أن نضع هؤلاء القادة ومجموعاتهم المتلونة كالحرباء في متحف عاديات الزمن، و إلا سنظل نباع ونشترى في مزاد أسواقهم السوداء والبيضاء، وهم الوباء الذي علينا مكافحته باستمرار، وأخذ اللقاح لتجنب عدواه!

***************

في ندوة عقدتها محلية ميسان

“لا مشاركة في انتخابات

لا تكون بوّابة للتغيير”

العمارة – مهند حسين

تحت شعار “لا مشاركة في انتخابات لا تكون بوابة للتغيير المنشود”، عقدت اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في محافظة ميسان، الجمعة الماضية، ندوة سياسية عامة ضيّفت فيها عضو اللجنة المركزية للحزب الرفيق ياسر السالم.

حضر الندوة التي عقدت على حديقة نقابة المعلمين في مدينة العمارة، جمع من الشيوعيين والناشطين المدنيين، إلى جانب ممثلين عن قوى انتفاضة تشرين والتيار الديمقراطي العراقي و”التجمع القاسمي”، والعديد من منظمات المجتمع المدني.

 سكرتير اللجنة المحلية تحدث بإيجاز عن موقف الحزب من الانتخابات المقبلة، وقراره القاضي بمقاطعتها. بعدها ترك الحديث إلى الضيف ليوضح بعض تفاصيل هذا القرار وأسباب اتخاذه من قبل الحزب.

الرفيق السالم، وفي معرض حديثه، تناول بشكل مختصر الوضع السياسي الراهن، وعرج على انتفاضة تشرين، وعلى الأسباب التي دعت أبناء الشعب إلى التظاهر والاعتصام، وأبرزها غياب الأمن والخدمات العامة واستشراء الفساد في مفاصل الدولة.

وأوضح، أن “القوى السياسية المهيمنة على الوضع السياسي، غير جادة في معالجة إخفاقاتها السابقة في إدارة البلاد ومؤسساتها، والتي مضى عليها أكثر من ثمانية عشر عاما، الأمر الذي أدى إلى تفاقم السخط الشعبي على المنظومة الحاكمة ككل”.

وأشار الى أن “الانتخابات التي تجرى في ظل هذه المعطيات، ستؤدي إلى طريق مسدود. فالعديد من الأحزاب الماسكة بالسلطة، تمتلك المال العام والسلاح المنفلت. فيما القانون الانتخابي غير عادل، وهذا سيساعد في إعادة تدوير الوجوه نفسها”.

واختتم الرفيق السالم حديثه بالقول: “نحن كحزب شيوعي عراقي لسنا ضد الانتخابات كوسيلة للانتقال السلمي للسلطة، إنما موقفنا يأتي بالضد من الفساد والتزوير والمحاصصة المقيتة، التي أوصلت البلاد إلى ما هي عليه اليوم”.

وفي سياق الندوة قدم عدد من الحاضرين مداخلات، وطرحوا أسئلة أجاب عنها الرفيق ياسر السالم بشكل تفصيلي.

***************

تصحيح وتصويب

نسب التقرير المنشور على هذه الصفحة من عدد جريدتنا الماضي (عدد 20 ايلول الجاري) والمعنون “ شيوعيو كربلاء بصوت واحد: كلنا مقاطعون”، الى الرفيق بسام محيي عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي كلاما منقولا بشكل غير دقيق. ويهم “طريق الشعب” ان تصوّب هنا الكلام المذكور وتنشره بنصه الصحيح.

فما قاله الرفيق بسام محيي هو ان المتنفذين عملوا على افراغ الانتخابات الحالية من محتواها، الذي يشكل مطلبا هاما لانتفاضة تشرين، وعملوا على “ تشريع قانون انتخابات ينسجم مع مصالح القوى المتنفذة لاعادة انتاج سلطتها، مستخدمين المال العام والتزوير وحتى الجماعات المسلحة”.

كما اكد “ ان هدف قرار الحزب بمقاطعة هذه الانتخابات هو تغيير مرتكزات العملية السياسية واصلاحها، وتخليصها من الازمات والانسدادات الخانقة الناجمة عن نهجها الطائفي الاثني. أي ان الهدف الأرأس للمقاطعة هو ان تسهم في عملية التغيير وخلق بديل سياسي واقتصادي، وفي اصلاح الدولة الذي  يمكن ان يتحقق من خلال ربط المقاطعة بالحركة الجماهيرية والاحتجاجية، ولملمة صفوف القوى المدنية والديمقراطية والقوى التشرينية، وكل الفئات والشرائح الاجتماعية التي لها مصلحة بالتغيير. اي ان نخلق ضغطا شعبيا قادرا على ان إحداث تغيير في العملية السياسية، يخلصها من نمط التفكير السائد والطائفية السياسية”.

******************

على “شارع الفراهيدي”

ندوة حول قرار مقاطعة الانتخابات

البصرة - طريق الشعب

عقدت اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في البصرة، مساء الجمعة الماضية، ندوة حوارية للتعريف بموقف الحزب من الانتخابات المقبلة، وإيضاح أسباب مقاطعته لها.

حضر الندوة التي عقدت على حدائق “شارع الفراهيدي” للثقافة والكتاب في مركز المحافظة، جمهور من المثقفين والحقوقيين والناشطين والمهتمين في الشأن السياسي. وقد تحدث فيها عضو اللجنة المحلية، الرفيق الحقوقي كاظم محسن، ملقيا الضوء على الأسباب التي دعت الحزب إلى مقاطعة الانتخابات.

وتابع قائلا، أن من أبرز تلك الأسباب، عدم توفر بيئة آمنة وديمقراطية حقيقية لإجراء انتخابات حرة نزيهة تعبر عن إرادة المواطن وصوته الحقيقيين.

واشار محسن الى ان “المقاطعة” التي دعا إليها الحزب “هي بحد ذاتها فعل سياسي تكتيكي، الهدف منه تعبئة الجماهير والقوى المناهضة لنهج المحاصصة الطائفية، من أجل احداث التغيير المنشود”.

وشهدت الندوة مداخلات قدمها العديد من الحاضرين، وعقب عليها الرفيق محسن بصورة ضافية.

**************

ندوة حوارية بعنوان «التعليم الأكاديمي»

بغداد – طريق الشعب

تقيم اللجنة الثقافية في محلية المثقفين، ندوة حوارية بعنوان “التعليم الأكاديمي “، يقدمها الدكتور موفق الطائي. تدير الحوار د. جبرة الطائي، وسيجري على قاعة  منتدى بيتنا الثقافي في ساحة الاندلس يوم السبت 25 / 9 / 2021 .في الساعة الحادية عشر صباحا.

والدعوة عامة

******************

النجف

بطولة كرة قدم

عنوانها «مقاطعون»

النجف – أحمد عباس

نظمت المختصة الرياضية للحزب الشيوعي العراقي في النجف، أخيرا، بطولة كرة قدم بعنوان “مقاطعون”، وذلك في سياق حملتها الإعلامية للإعلان عن موقف الحزب من الانتخابات المقبلة.

البطولة التي أجريت على أحد الملاعب في منطقة الهارمية  التابعة إلى قضاء المناذرة، وتحت شعار “لا مشاركة في الانتخابات في ظل السلاح المنفلت والمال الفاسد والتزوير”، شارك فيها عدد من الفرق الشعبية، فيما حضرها جمهور من محبي كرة القدم.

ووفق ما صرّحت به المختصة لـ “طريق الشعب”، فإن هذه البطولة تأتي لدعم الفرق الرياضية الشعبية الموجودة في المناطق البعيدة عن مركز المحافظة، مشيرة إلى أنه تم تعريف اللاعبين والجمهور بموقف الحزب من الانتخابات المقبلة وقراره القاضي بمقاطعتها، من خلال تزويدهم بفولدرات تحمل بيانات صادرة عن الحزب في هذا الخصوص.

ورفعت المختصة في ساحة الملعب، شعارات تعبر عن قرار المقاطعة.

***************

اليوم..

العراق يتسلم “لوح كلكامش” من واشنطن

بغداد – وكالات

أعلنت منظمة اليونسكو، أن العراق سيتسلم هذا اليوم الخميس من الولايات المتحدة الأمريكية، “لوح كلكامش”، أحد أقدم الأعمال الأدبية العراقية، وذلك في حفل يقام في “معهد سميثسونيان” بواشنطن.

وكانت وزارة الثقافة والسياحة والآثار، قد حدد نهاية أيلول الجاري موعدا لتسلم العراق مجموعة قطع أثرية من الولايات المتحدة، بضمنها “لوح كلكامش”، الذي هو عبارة عن لوح طيني مسماري يتضمن جزءا من “ملحمة كلكامش”.

ووفقاً للسلطات الأمريكية، فإنّ هذا اللوح الذي يصل عمره إلى 3500 سنة، سُرق من متحف عراقي عام 1991، ثم اشتراه في 2003 تاجر أعمال فنيّة أمريكي من أسرة أردنية تقيم في لندن، وشحنه إلى الولايات المتحدة من دون أن يكشف للجمارك عن طبيعة الشحنة.

وفي العام 2007 باع التاجر اللوح لتجّار آخرين مقابل 50 ألف دولار وبشهادة منشأ مزوّرة. وفي 2014 اشترت متاجر “هوبي لوبي” اللوح بسعر 1,67 مليون دولار، وذلك لعرضه في متحف بواشنطن، لكن في 2017، أعرب أحد أمناء المتحف عن قلقه بشأن مصدر اللوح، بعدما تبيّن له أنّ المستندات التي أُبرزت خلال عملية شرائه لم تكن مكتملة.

وفي أيلول 2019 صادرت السلطات الأميركية هذه القطعة الأثرية، بعد أن صدّق قاضٍ فدرالي على إعادتها إلى بلدها الأصل (العراق).

وفي بيان صحفي، قالت المديرة العامة لليونسكو، أودري أزولاي، التي ستحضر حفل تسليم اللوح، انّ “إعادة هذا الكنز الثقافي إلى أصحابه تمثل انتصاراً كبيراً على أولئك الذين يشوّهون التراث”.