اخر الاخبار

الصفحة الاولى

تصريح المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي

احتجاز شيوعيين بينهم قيادي في الحزب

انتهاك جديد لحقهم الدستوري والقانوني

منعت قوة من الجيش مرة أخرى، مساء امس في المحمودية ، مجموعة من النشطاء الشيوعيين من تعريف المواطنين بموقف الحزب من الانتخابات البرلمانية المقبلة، واحتجزت عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي الرفيق الدكتور عزت أبو التمن الى جانب مسؤول منظمة الحزب في المحمودية الرفيق سعدون غاوي، مدة تزيد على ساعتين قبل اخلاء سبيلهما.

وقد نشطت مجموعات اعلامية كثيرة من تنظيمات الحزب في الأيام الماضية وفي عموم مناطق البلاد في التعريف بموقف الحزب المقاطع للانتخابات البرلمانية المقبلة، فيما تكرر التضييق على هذه الأنشطة من قبل القوات الأمنية في عدد من المناطق.

وقد لقي رفيقانا معاملة حسنة من ضباط وافراد الجيش. الا ان واقعة الاحتجاز بحد ذاتها ومنع حزبنا من ممارسة حقه في التعريف بموقفه السياسي وتوضيحه، يعكسان موقفا خطيرا ازاء حق العمل السياسي وحرية التعبير لحزبنا وغيره من الاحزاب والقوى والشخصيات، وهو ما يتوجب التوقف عنده من قبل الحكومة والجهات الأخرى المعنية بالانتخابات.

ذلك أن من حق أي حزب ان يحدد موقفه من الانتخابات سواء بالمشاركة او بالمقاطعة، ومن حقه ان يعبر سلمياً عن ذلك، وان حجب هذا الحق هو انتهاك لنصوص الدستور ولقانون الأحزاب. وان على الجهات الرسمية اتخاذ موقف ازاء هذا الاجراء التعسفي.

لقد تكرر هذا التصرف في الأيام الاخيرة، ويبدو ان هناك توجيها مسبقا للتضيق على النشاط السياسي للقوى المقاطعة للانتخابات، ما يعكس ضيقا بالمعارضة والرأي الآخر.

اننا نؤكد ان من غير المقبول بأية حال من الاحوال ان يجري التعامل مع النشاط السياسي بالتضييق والمنع، وندعو الأحزاب والقوى الوطنية والمدنية وقوى تشرين وسائر المنظمات والجهات المعنية بالحفاظ على الحقوق الدستورية والحريات الديمقراطية الى الوقوف معا من اجل وضع حد لحملة التضييق على النشاط المكفول دستويا وقانونيا.

15-9-2021

**************

جرحى الانتفاضة يتحدثون لـ «طريق الشعب» في ذكراها الثانية

بغداد ـ سيف زهير

بعد الاتهامات والردود بين الحكومة والبرلمان، بشأن رفض الأخير قرار حكومي يقضي بمعالجة المنتفضين المصابين خلال انتفاضة تشرين، كشف شباب متظاهرون عن إهمال حالاتهم الصحية بعد اصابات بليغة، تعرضوا لها في التظاهرات، مؤكدين أن ما يصدر من قول او وعد عن أي طرف رسمي لا أهمية له لأنه بدون نتائج، حيث تكبدوا مصاريف طائلة على العلاج، برغم أن غالبيتهم من العائلات الفقيرة.

سجال بين الحكومة والبرلمان

رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي أكد أن حكومته أصدرت قرارا لتعويض ضحايا التظاهرات ومعالجة الجرحى، إلا أن البرلمان رفض تمرير القرار.

وقال عضو البرلمان محمد الشبكي، أن أعضاء مجلس النواب “لا يعلمون عن ماذا يتحدث الكاظمي”، حسب قوله.

مصابون بلا إعانات 

وقال المتظاهر الشاب وعد نجم عبد لله العزاوي: “التحقت بركب الانتفاضة التي اندلعت في تشرين الأول عام 2019. وكنت أعمل في وقت الصباح، وأتوجه في المساء الى ساحة التحرير”.

وتابع العزاوي “تعرضت في أحداث مجزرة السنك للإصابة بإطلاقة نارية استقرت في ظهري وحطمت الفقرة الثامنة فيه، وسببت ضررا في الحبل الشوكي. وبعد أن نقلت إلى مدينة الطلب وقاموا بتحويلي لاحقا إلى مستشفى غازي الحريري في الطابق 11 (الجملة العصبية) عاملني الطبيب المشرف على حالتي بطريقة سيئة جدا. ووصل الحال به في إحدى المرات إلى أن يقول (أتركوه يموت.. من قال له أن يخرج للتظاهر؟). وفي الوقت الذي كنت أحتاج فيه إلى عملية جراحية، أعطوني بعض المسكنات”.

ويتابع المتظاهر المصاب “بعد هذه المعاناة، تم تحويلي إلى مستشفى زين العابدين في كربلاء، وأكدت الفحوص الطبية الجديدة إصابتي بمرض السحايا بسبب تلوث جرح الرصاصة، وبقيت في العناية المركزة لمدة شهر، وبعدها بأسبوع أجريت عملية تثبيت الفقرات وتنظيف القناة الشوكية”.

ويؤكد قائلا: “أنفقت مبلغ 25 مليون دينار لإنقاذ حياتي، حيث اضطررت إلى توفير المبلغ بصعوبة كبيرة ومعاناة لا مثيل لها. وحصلت بعد ذلك على فرصة للقاء وزير الصحة السابق حسن التميمي لأكثر من مرة، وتم بالفعل إرسالي إلى الهند لغرض العلاج، لكن العلاج لم يكتمل لان المستشفى لم تكن مختصة بحالتي وهذا امر مستغرب فعلا”.

استشهاد حامل الراية

وعلى صعيد ذي صلة، تحدث الناشط الشاب محمد تقي، عن قصة أخرى مشابهة لقصة العزاوي.

وقال تقي: “تعرضت للإصابة بتاريخ 27/ 7/ 2020 بعد هجوم إجرامي استهدف ساحة الطيران المملوء بالمتظاهرين، واستشهد خلاله حامل راية العراق الشهيد لطيف والشهيد أبو احمد النحات”، مضيفا “الرصاصة التي اصابتني أدت إلى شلل يدي وأنفقت بسبب ذلك 5 ملايين دينار على حسابي الخاص لإجراء عمليتين وإكمال العلاج دون أي دعم حكومي أو برلماني يذكر”.

تسويف المطالب

أما الناشط حسنين العميدي، المقرب من المتظاهر الجريح كميل قاسم، فيقول ان صديقه “أصيب في ساحة الصدرين في النجف، بإطلاقة نارية استقرت في ظهره وحطمت الفقرة الثامنة من العمود الفقري، ما سببت له شللا رباعيا”.

وبيّن العميدي “أن عائلة كميل من ذوي الدخل المحدود، والتقى ابنها المصاب لمرتين بجهات حكومية مع اقرانه الجرحى المتظاهرين، والأولى كانت مع وزير الصحة السابق، الذي وعد في حينها بتقديم المساعدة”، مشيرا إلى أنه “ تم تسويف الأمر وأهملوه وأصبح يعاني من تقرحات في ظهره، ومقابل هذا الإهمال والتخلي الحكومي والبرلماني عن إنقاذ كميل، سارع أصدقاء المصاب والناشطين إلى إطلاق حملة تبرع في النجف لتغطية تكاليف العملية التي تقدر بحوالي 280 مليون دينار. ونتيجة للضغط الشعبي جاء لقاء الكاظمي بالمتظاهرين الجرحى، ورغم وعده لهم بوضع حل لمشكلتهم خلال عشرة أيام، إلا إن كميل ورفاقه لا يثقون بوعود السلطة لأنها غالبا ما تُنسى ولا تتحقق”.

*************

الدعاية تتوجه لقواعد الكتل المتنفذة فقط

بغداد ـ طريق الشعب

غابت البرامج الانتخابية، لكن التنافس لا يزال محتدماً بين غالبية مرشحي الكتل المتنفذة على مشاريع “التبليط والمحولات الكهربائية” في مختلف المحافظات، لا سيما العاصمة بغداد.

وبدلاً من أن يقدم المرشحون برامج انتخابية مقنعة للناخبين، لكسب أصواتهم، قام عدد من النواب الحاليين بترك مناطقهم، وتوجهوا الى مناطق أخرى، في محاولة منهم لتعزيز فرصهم بالفوز من جديد، بعد أن تيقنوا من فقدان قواعدهم الشعبية في مناطقهم الاصلية.

***************

راصد الطريق

في اليوم الدولي للديمقراطية

٢٥ الف مغيب قسري !

احتفلت شعوب العالم  يوم امس باليوم الدولي للديمقراطية ، وهو اليوم الذي ثبتته لأمم المتحدة سنة 2007 لتأكيد الديمقراطية  كقيمة عالمية تستند الى إرادة الناس وخياراتهم الحرة ، ولتعزيزها في مختلف جوانب الحياة.

وفي هذا اليوم سُلطت اضواءعلى واقع الممارسة الديمقراطية في العراق، فكشفت الفجوة الكبيرة بين ما مدون في الدستور والقوانين، وواقع الانتهاكات الفظة للديمقراطية.

ومن ذلك كشف منظمة هيومن رايتس ووتش عن ٨١ محاولة  اغتيال لناشطين في العراق منذ اندلاع الحراك الاحتجاجي، وعدم اعلان السلطات هوية القتلة حتى الان.

من جانب آخر لم تتوقف حالات التغييب، فيما لم يكشف عن مصير المختطفين والمغيبين، الذين يقدر عددهم بأكثر من 25 الفا.

وتجري هذه الأيام حتى محاولات اغتيال مرشحين للانتخابات فضلا عن منعهم من الدعاية الانتخابية، كذلك منع المقاطعين  للانتخابات من التعريف السلمي والقانوني بمواقفهم.

اغتيالات، ملاحقات للنشطاء والمعارضين، اختطاف وتغييب قسري .. 

بهذه العناوين يطل بلدنا على العالم في اليوم الدولي للديمقراطية !

فمتى يوضع حد لهذ كله؟! 

*************

الصفحة الثانية  

لجنة كتابة الدستور تطالب صولاغ بالاعتذار

بغداد ـ طريق الشعب

أبدى أعضاء لجنة كتابة الدستور العراقي، رفضهم المطلق للاتهام الذي وجهه الوزير والنائب السابق باقر جبر صولاغ الى أعضاء اللجنة بتقاضي كلّ منهم مبلغ 150 الف دولار، خلال استضافته في برنامج تلفزيوني.

واكد الاعضاء في بيان حمل تواقيعهم، ان “اللجنة مارست اعمالها بكل نزاهة وإخلاص ولم تترتب لهم – خلال فترة عملهم في اللجنة أو بعدها - أية مصالح مادية بصورة مباشرة أو غير مباشرة، والتي من بينها تهمة تسلمّنا مبالغ مادية”.

وطالب الموقعون “الوزير السابق بتقديم الأسماء التي تيقّن هو شخصياً من أنها تسلمت رشاوى، الى هيئة النزاهة مع الأدلة”، مبينا انه “ في حالة عدم قيام السيد صولاغ بتقديم الأسماء الى هيئة النزاهة، فثمة خياران أمامه”.

واضح البيان ان “الخيارين هما: الاعتذار الواضح والصريح الى أعضاء لجنة كتابة الدستور بالظهور مع الإعلامي نجم الربيعي وعلى قناة التغيير الفضائية نفسها، وتقديم الاعتذار”.

وتابع انه “في حالة عدم الاعتذار عليه تحمل التبعات القانونية لاننا سنحرك دعوى قضائية ضده”.

***************

كل خميس

التنابز الطائفي والمناطقي

في الحملات الانتخابية

جاسم الحلفي

عاد الخطاب الطائفي من جديد، بصورته المداهنة، الى الحملات الانتخابية، فيما يتفنن المتنفذون في تمرير سمومهم الطائفية بأشكال شتى، مرة من خلال مفردات مثل: مناطقنا، محافظاتنا، عشائرنا، اهلنا، جمهورنا، والتي تبدو وكأنها محايدة، لكن مقاصد مطلقيها سرعان ما تنكشف، فاذا بها تخفي فكرا طائفيا مقيتا، تفضحه نبرة صوت المتكلم، وموقع هذه المفردات في الخطاب السياسي للمرشح، وطريقة توظيفه لها.

وقد بلغت الصلافة الطائفية لأحدهم حدودا مخزية، حين حاول ان يلمّح بصورة غير مباشرة وبدهاء الى أن خسارة المنتخب العراقي امام ايران هي صورة مكررة لما قام به ابن العلقمي في تسليم بغداد لجيش المغول المعتدي صيف عام ١٢٥٨ ميلادية، في استعارة تاريخية غير موفقة لتعاون مؤيد الدين ابن العلقمي وزير المستعصم بالله اخر الخلفاء العباسيين، الذي تتهمه أوراق التاريخ بالعمالة لهولاكو وتسهيل احتلال لبغداد.

ويلعب عدد من المرشحين على وتر الطائفية، جاعلين من التنافس الانتخابي واحدا من  التعبيرات عن “الاستحقاقات” الطائفية والمناطقية. صحيح ان قانون الانتخابات الحالي، لم يترك مجالا للمواطنة في فضاء التنافس، اذ حصر المرشح في حدود المناطقية والطائفية وجعل عددا من المرشحين المسنودين من أصحاب السطوة والنفوذ، يلهثون وراء الأصوات عبر توفير الخدمات البلدية، سارقين جهد الدولة ومتطاولين على مهمة الدوائر البلدية، ومكرسين فهما خاطا لمهمة النائب وكأنه مختص بالجانب الخدمي في نطاق منطقته، بدلا من ان يكون ممثلا للشعب العراقي برمته، وتتركز مهمته الأساسية على تشريع القوانين ومراقبة الأداء الحكومي وإقرار الموازنة العامة.

وكشفت الحملات الانتخابية زيف التصريحات الممجوجة التي صَدّع المتنفذون بها رؤس الناس بادعائاتهم الكاذبة التمسك بموضوعة المواطنة. فالصراع على مقاعد مجلس النواب اظهر بواطن تفكيرهم وعرّى نواياهم، وفضح مآربهم في تأبيد الطائفية السياسية في السلطة. وبرهن هذا كله مرة أخرى على ان لا رجاء يمكن انتظاره من طغمة الحكم وممن تتركز أفعالهم على الفرقة والانقسام، خدمة لمصالحهم الخاصة وما يمثلون، غير مكترثين بأحوال المواطنين ومعيشتهم، وغير مبالين بتطلعات الشعب الى الامن والسلام والعيش الكريم.

واسع هو البون بين خطاب انتفاضة تشرين ٢٠١٩ الذي صاغته عقول وطنية ديمقراطية نيره، وغردت به حناجر المنتفضين، وهو الخطاب الواضح الذي يعلي قيم المواطنة والتعايش المشترك والعدالة الاجتماعية، والهادف الى إعادة بناء النظام على وفق المواطنة المتساوية في وطن امن ومستقر، والمجسد لكرامة الشعب، وخطاب حملات المرشحين لانتخابات العاشر من تشرين الاول ٢٠٢١، الملغوم بالمناطقية والطائفية وضيق الأفق الحزبوي، والهادف لتكريس الولاء للزعماء المتنفذين، الذين لا هم لهم سوى السلطة التي تؤمن لهم مال الفساد والنفوذ والامتيازات.

واذا سلمنا ببديهة مفادها ان لا ديمقراطية بدون ديمقراطيين، ولا يمكن تصور بناء نظام ديمقراطي بأيادي من ينهل من الفكر الاستبدادي التسلطي، فان بامكاننا القول بعدم امكان أحلال المواطنة كوحدة في بناء أسس النظام السياسي بدلا من نظام المكونات، الا على ايادي قوى وطنية حقة، لم تتلوث بالفكر الطائفي الانعزالي.

****************

تظاهرات للطلبة وأصحاب الأجور والعسكريين

بغداد ـ طريق الشعب

تتواصل الاحتجاجات المطلبية في بغداد وعدد من المحافظات للمطالبة بتوفير الخدمات وصرف مستحقات أصحاب العقود. فيما جدد عدد من طلبة الدراسات العليا مطالبتهم بتوسعة المقاعد الدراسية المخصصة لهم.

تظاهرات للطلبة والحشد

وقال مراسل “طريق الشعب”، ان “المتقدمين للدراسات العليا نظموا تظاهرة كبيرة امام مبنى وزارة التعليم في العاصمة بغداد، وبمشاركة طلبة من مختلف المحافظات، للمطالبة بتوسعة المقاعد الدراسية”، مشيرا الى ان “المتظاهرين برروا مطلبهم بسبب ارتفاع المعدلات نتيجة لاعتماد التعليم الالكتروني ما أضر بالعملية التنافسية بين الطلبة”.

في الاثناء، تظاهر عدد كبير من منتسبي حشد الدفاع، أمام بوابة المنطقة الخضراء في الجادرية، للمطالبة بصرف رواتبهم المتأخرة، بعد تظاهرة  لمنتسبو الحشد المفسوخة عقودهم.

الرميثة تطالب بالخدمات

وفي قضاء الرميثة، التابع الى محافظة ذي المثنى، تظاهر عدد كبير من المواطنين، للمطالبة بدعم الواقع الصحي وتحسين الخدمات الطبية في مستشفى القضاء.

وذكر مراسل “طريق الشعب”، أن “مستشفى القضاء يعاني من عدم توفر الكثير من الأجهزة والمستلزمات الطبية”، مبينا ان “المتظاهرين دعوا الجهات المعنية إلى الالتفات لمعاناتهم والأخذ بنظر الاعتبار حاجة السكان لبناء مستشفى جديد أو زيادة القدرة السريرية للمستشفى الحالي”.

تظاهرات لأصحاب الاجور

من جانبهم، تظاهر عدد من أصحاب الأجور اليومية ضمن الـ 30 ألف درجة وظيفية المنسّبين على فرع هيئة التقاعد الوطنية في محافظة البصرة، مطالبين بتحوليهم إلى عقود وزارية وصرف مستحقاتهم.

وأغلقت الهيئة أبوابها على خلفية احتجاج أصحاب الأجور، بسبب عدم تسلمهم لمستحقاتهم المالية كاملة، عدا ثلاثة أشهر فقط من العام 2019، مشيرين الى ان عددهم أكثر من 600  موزعين على جميع الأفرع في المحافظة.

وطالب المتظاهرون بالالتفات الى معاناتهم، وصرف مستحقاتهم وتحويلهم الى عقود وزارية.

احتجاج في كركوك

الى ذلك، تظاهر عدد من المفسوخة عقودهم على نظام ( بترودولار) بمعية مجموعة شام التي تعنى بالحقوق المدنية، أمام مبنى محافظة كركوك.

وطالب المتظاهرون بإعادة التعاقد معهم، مشيرين إلى أن عددهم الكلي يبلغ 7 آلاف متعاقد، مستنكرين قرار انهاء خدماتهم دون تقديم بديل لهم.

***************

“طريق الشعب” ترصد قصص المواطنين مع الازدحام المروي المزمن

رجل مرور يتحدث عن  اسباب المشكلة ويحدد الحلول

بغداد ـ نورس حسن

يضطر علي عبد الله، الموظف في وزارة الداخلية المضي سيرا على الاقدام لتجاوز شارع معسكر الرشيد، والذي يشهد ازدحاما بالمركبات صباح كل يوم، مما يعرقل وصول الكثير من المواطنين الى مبتغاهم.

ويقول عبد الله (41 عاما) لـ”طريق الشعب”، ان “ازدحام المعسكر بات روتينا يوميا يضطرني للسير مسافة غير قليلة وصولا الى تقاطع جسر المعسكر”.

ويضيف عبد الله ساخرا، ان ذلك جعله يخسر 6 كيلوغرامات من وزنه الزائد خلال فترة وجيزة، لكنه يشكو من الرصيف المتهالك على جانبي شارع المعسكر.

رياضة

ويشير المتحدث الى أن الاهالي والعابرين من والى منطقتي الزعفرانية وجسر ديالى “جزعوا من مطالبة الجهات المعنية بايجاد حل مناسب لازدحام شارع معسكر الرشيد الذي يعانون منه منذ عقود”.

ويطالب عبد الله بـ”اجراء بسيط: ترميم رصيفي المعسكر، واضافة مساحات خضراء ليتمكن المواطنون من السير بسهولة، بعدما فشلت امانة بغداد ودائرة الطرق والجسور التابعة لوزارة الاعمار، بتوسيع الشارع او بناء نفق من تحته”.

العاب الكترونية

بينما حسن القيسي فيقضي على الازدحام بـ”الالعاب الالكترونية الى حين الوصول الى مكان عمله في منطقة الجادرية”.

القيسي الذي يعمل في احد معارض بيع السيارات، يذكر لـ”طريق الشعب”، انه يستغرق يوميا ساعتين في طريق لا تزيد مسافته على 10 كيلومترات.

ويؤكد القيسي انه تعرض للطرد من قبل صاحب العمل في احدى المرات بسبب التأخير.

ويقول ان “الازدحامات المرورية قطعت ارزاق الكثير من المواطنين”، واصفا اياه بـ”الروتين المزمن الذي عجزت الحكومات عن حله، بسبب فوضى الاستيراد وقلة اعمال تطوير الطرق”.

كرسي متحرك

وأمام مستشفى مدينة الطب يشكو المواطنون من كثرة الكراجات غير القانونية، اضافة الى فوضى البسطيات والغلق غير النظامي وغير المبرر لأغلب الشوارع، ما يتسبب ذلك باختناقات مرورية كبيرة، تلحق الضرر بالمواطنين، بخاصة المرضى منهم.

تقول المواطنة نجمة ام فالح (70 عاما) انها اضطرت الى الجلوس على الرصيف القريب من المستشفى وانتظار ولدها لاحضار كرسيها المتحرك، كونها لا تقوى على السير مسافات كبيرة.

وتذكر أم فالح لـ”طريق الشعب”، ان لديها موعدا لاخذ اشعة المفراس الذي حجزت عليه منذ شهرين في مدينة الطب، لكنها بسبب الازدحامات تأخرت على الموعد بحدود ساعة، الامر الذي جعلها تواجه قرار الموعد الجديد من قبل ادارة المستشفى.

بدوره، يذكر الدكتور محمد الجنابي لـ”طريق الشعب”، ان “الازدحامات المحيطة بمستشفى مدينة الطب لا يعاني منها المواطنون فحسب وانما الطلبة والموظفون وجميع الكوادر الطبية”، مردفا “لكن المتضرر الاكبر منها هم المرضى”.

مركبات الاجرة

ويفضل إبراهيم ترك السيارة الخاصة به في المنازل، والاستعانة بمركبات الاجرة للتنقل، بسبب الزحام المروري.

ويعزو المواطن ثامر محمد، من سكنة المنطقة المحيطة بمستشفى مدينة الطب، اسباب الزحام الى عشوائية البسطيات التي تحتل الارصفة وتتعدى على الشوارع الرئيسية، في مقابل غياب الرادع القانوني لبعض الجهات التي تسيطر على مساحات معينة، حولتها الى كراجات لوقوف السيارات.

البطالة والموظفين

من جهته، أبدى سائق الاجرة وليد غزوان تذمره من الاختناقات المرورية التي تشهدها الشوارع يوميا.

ويرجع غزوان في حديثه لـ”طريق الشعب”، تلك الزحامات المزمنة الى الاستيراد العشوائي للسيارات الحديثة.

كما يشير الى ان البطالة اضطرت الكثير من الخريجين وغيرهم الى العمل سائقي أجرة، فضلا عن الموظفين الذين يمارسون العمل ذاته بعد نهاية دوامهم اليومي.

سوء التخطيط

أما رجل المرور، احمد عضاض، فيحدد في حديث لمراسل “طريق الشعب”، أسباب الزحامات الى “الوقوف العشوائي للمركبات وقلة اماكن وقوف السيارات، فضلا عن البناء غير المدروس للكثير من الابنية التي تشمل المستشفيات والمدارس والجامعات الاهلية والاسواق وغيرها، والتي تشيّد بالقرب من الشوارع العامة والرئيسية”.

ويضيف ان “الطرق الرئيسية لم تعد تستوعب اعداد المركبات في الشارع، انما هي بحاجة الى اجراءات توسيع عبر بناء المزيد من الجسور والإنفاق، ليتم استيعاب اعداد المركبات”.

ويواجه عضاض إساءات كثيرة من مواطنين، “يعتقدون أن رجال المرور يفتعلون الازدحامات في التقاطعات”.

***************

تهنئة

الرفيق العزيز محمد نبيل بنعبد الله

الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية في المغرب

أبعث اليكم بأحر التهاني بمناسبة النجاح الانتخابي غير المسبوق الذي حققه حزبكم الشقيق في الانتخابات الاخيرة بمضاعفة تمثيله في مجلس النواب. ونهنىء من خلالكم جميع الرفيقات والرفاق الذين فازوا في الانتخابات التشريعية والجهوية والجماعية، وكل مرشحي الحزب ورفاقه وانصاره الذين خاضوا هذه المعركة الانتخابية بجدارة وساهموا في تعزيز مكانته في الحياة السياسية والمجتمع المغربي.

ونعبّر عن ثقتنا بأن هذا الفوز الانتخابي المهم سيكون حافزاً لتحقيق المزيد من النجاحات في النضال بثبات دفاعاً عن الحقوق والحريات الديمقراطية ومن اجل اصلاحات بنيوية وتنمية الاقتصاد الوطني لصالح الجماهير الشعبية وتلبية طموحاتها في التقدم الاجتماعي.

مع خالص الاعتزاز الرفاقي

رائد فهمي

سكرتير اللجنة المركزية

الحزب الشيوعي العراقي

14 ايلول 2021

***************

الصفحة الثالثة

الشيوعيون يرفعون شعار «لا مشاركة بالانتخابات في ظل السلاح المنفلت والمال الفاسد والتزوير»

الحملة الإعلامية تتصاعد.. ومواطنون يؤيدون قرار المقاطعة

طريق الشعب – خاص

تتواصل الفعاليات والنشاطات الإعلامية الميدانية التي ينظمها الشيوعيون في بغداد والمحافظات بهدف تعريف الناس بموقف الحزب من الانتخابات المقبلة وغير ذلك من مواقفه السياسية إزاء الوضع الراهن.

وانطلقت مساء يوم امس ثلاث فعاليات على الاقل في بغداد في جانبي الكرخ والرصافة لتوزيع منشورات “طريق الشعب” ومقالاتها. فيما تواصل منظمات الحزب في بقية المحافظات التهيئة والتحضير لفعاليات جماهيرية واسعة في مناطق مختلفة.

وركزت الفعاليات خلال الأسابيع الماضية، على إيضاح الأسباب التي دعت الحزب إلى مقاطعة الانتخابات، وذلك من خلال اللقاء بالمواطنين والحديث معهم بشكل مباشر، وتزويدهم بالبيانات الصادرة عن الحزب في هذا الخصوص، فضلا عن رفع لافتات تتضمن شعارات مختصرة تعبر عن أسباب المقاطعة.

تقارير اعلامية متواصلة

وتتابع “طريق الشعب” و “المركز الاعلامي للحزب” جهود الناشطين الشيوعيين في تنفيذ حملة تعريف المواطنين بمواقف الحزب، وتواصل نشر التقارير والصور الاعلامية عن هذه الانشطة الواسعة.

فيما يواصل المدونون والناشطون الشيوعيون حملة التعريف بموقف الحزب عبر مواقع التواصل الاجتماعي. وخاض النشطاء خلال الايام الماضية نقاشاً واسعاً للتعريف بموقف الحزب وشعار (لا مشاركة بالانتخابات في ظل السلاح المنفلت والمال الفاسد والتزوير).

ووسم النشطاء منشوراتهم ضمن هاشتاك #مقاطعون.

في بغداد

اللجنة المحلية العمالية في الحزب، واصلت الأيام الماضية نشاطاتها الإعلامية وجولاتها الراجلة بين الاوساط العمالية، وذلك لإيضاح موقف الحزب من الانتخابات.

ووفقا لمراسل “طريق الشعب” عامر عبود الشيخ علي، فقد جاب فريقاً اعلامياً من اللجنة المحلية العمالية، الأحياء الصناعية في منطقتي “علاوي الحلة” و”القصر الأبيض”، موزعا على الكثيرين من العمال والكادحين وأصحاب الورش الصناعية، نسخا من مقالات “طريق الشعب” الافتتاحية التي تعرّف بقرار الحزب القاضي بمقاطعة الانتخابات.  وأكد الشيخ علي، أن الفعالية الإعلامية لقيت ترحيبا واسعا ورود أفعال إيجابية من قبل الكثيرين من العمال وأصحاب الورش، الذين أكد غالبيتهم عدم مشاركتهم في الانتخابات.

الرصافة الثالثة

من ناحية مماثلة، انطلقت فرق إعلامية جوالة من مقر اللجنة المحلية للحزب في الرصافة الثالثة، في مسيرات آلية جابت شوارع “حي أور” وأسواقه.

وتجولت الفرق التي ضمت نحو 26 رفيقا ورفيقة توزعوا على 5 سيارات، في “شارع البنوك”، ثم توجهت إلى منطقتي “الصليخ الجديد” و”القاهرة” وصولا إلى “شارع  المغرب”.

وفي طريقها، وزعت الفرق على الكثيرين من المواطنين وأصحاب المحال التجارية وسائقي المركبات، مطويات تحمل بيانات صادرة عن الحزب في شأن قراره القاضي بمقاطعة الانتخابات، مقدمة لهم شرحا وافيا لمضامين البيانات وأسباب المقاطعة.

ولاقت الفعالية استقبالا حارا من المواطنين، الذين ثمنوا موقف الحزب من الانتخابات، وأشادوا بكل مواقفه السياسية. وقد لاحظت الفرق الجوالة – بحسب ما نقله عدد من الرفاق إلى “طريق الشعب” – رغبة كبيرة لدى المواطنين في مقاطعة الانتخابات.   

الرصافة الثانية

وفي منطقتي المشتل وبغداد الجديدة، وزع فريق من الهيئة الشبابية في محلية الرصافة الثانية، مقالات “طريق الشعب” الخاصة بموقف الحزب لمقاطعة الانتخابات.

وبين الفريق في تقريره الاعلامي ان جولات الشيوعيين لاقت تجاوبا عاليا من المواطنين في تلك المنطقتين، والذين شددوا على أهمية الوقوف بوجه القوى التي تريد ان تعيد الوجوه الفاسدة الى مراكز صناعة القرار عبر الانتخابات المقبلة.

ويرى المواطنون، بحسب التقرير، ان خيار المقاطعة هو سبيلهم الوحيد على طريق التغيير السلمي.

ومساء امس، توزعت 6 فرق اعلامية جوالة في الزعفرانية وبغداد الجديدة والمشتل والمعلمين آلاف المنشورات الاعلامية التي صدرت عن “طريق الشعب”.

وقال سكرتير محلية الرصافة الثانية الرفيق علي خضير مطلك لـ”طريق الشعب” ان المواطنين استقبلوا نشاط الحزب بترحاب كبير سوى بعض الاشخاص كان لهم رأي آخر، فيما طلب منهم مواطنون آخرون مجموعة منشورات لتوزيعها بمبادرة منهم في أماكن اخرى.

وبين مطلك، ان النشاط شباب الحزب سوف يستمر في تعريف الناس بمواقف الحزب من الانتخابات المقبلة، مؤكداً قيام الفريق الاعلامية بتعليق شعارات في مختلف الاماكن لتعريف الناس بمواقف الحزب

في المحمودية

في الاثناء وزع فريق من محلية الكرخ الأولى/ أساسية المحمودية مجموعة منشورات في احياء المدينة قبل ان تقوم القوات الأمنية باعتراض الفريق بحجة عدم وجود رخصة امنية (بيان حول ذلك في الصفحة الاولى).

في بابل

لجنة الشهيد حيدر القبطان للحزب/ اللجنة المحلية في بابل، نظمت اليومين الماضيين جولة إعلامية راجلة في مركز مدينة الحلة.

ووزع المشاركون في الجولة على المواطنين وأصحاب المحال التجارية نسخا من البيانات الصادرة عن الحزب في شأن مقاطعة الانتخابات، ورفعوا لافتات تحمل شعارات مختصرة تعبر عن موقف الحزب في الشأن ذاته.

وكان لمنظمة الحزب في قضاء الهاشمية نشاط ميداني مماثل. إذ وزع فريق جوال منها، نسخا من البيانات على المواطنين في الشوارع والأسواق، ورفع عددا من اللافتات المذكورة. 

المحاويل

اللجنة الفرعية للحزب في قضاء المحاويل، نظمت هي الأخرى جولة راجلة في مركز القضاء، وزعت فيها على المواطنين نسخا من بيانات الحزب الخاصة بقرار مقاطعة الانتخابات.

ورفع الفريق الجوال لافتات في العديد من الأماكن العامة، تحمل شعارات تعبر عن قرار المقاطعة. وقد حظيت الفعالية بتأييد المواطنين وتفاعلهم.

مناطق أخرى من بابل

كذلك، خرجت فرق إعلامية من منظمات الحزب في أقضية الكفل والقاسم والمسيب، ومنطقة جبلة ونواحي الشوملي والإمام والمدحتية والاسكندرية والسدة، إلى الشوارع العامة والأسواق.

ووزعت الفرق على المواطنين وأصحاب المحال التجارية نسخا من “طريق الشعب” ومن بيانات “مقاطعة الانتخابات”، ورفعت عشرات اللافتات التي تحمل شعارات في هذا الخصوص.  وأوضحت الفرق الإعلامية للمواطنين، الأسباب التي دعت الحزب إلى مقاطعة الانتخابات. وقد أبدى الكثيرون من المواطنين تأييدهم هذا القرار.

في النجف

وفي محافظة النجف، واصلت الفرق الجوالة التابعة إلى اللجنة المحلية للحزب، حملاتها الإعلامية الهادفة إلى تعريف المواطنين بموقف الحزب من الانتخابات.

وبحسب مراسل “طريق الشعب” في المحافظة، أحمد عباس، فإن الفرق تجولت اليومين الماضيين في مركز مدينة النجف وأحيائها الشمالية والجنوبية، فضلا عن العديد من الأقضية والنواحي التابعة للمحافظة، مبينا أن الفرق وزعت على المواطنين في الشوارع العامة والأسواق، نسخا من فولدرات تتضمن بياني الحزب المعنونين “ما بعد المقاطعة مهمات جسام” و”لماذا نقاطع الانتخابات هذه المرة؟”.  ولفت عباس إلى أن مواطنين كثيرين أبدوا تأييدهم لقرار الحزب، وعبروا عن تفاعلهم معه، مؤكدين عدم مشاركتهم في الانتخابات المقبلة “كونها تجرى وفق نهج المحاصصة الطائفية، وفي ظل التردي الأمني وتفشي الفساد وانتشار السلاح المنفلت”.

وعدد عباس، المناطق التي شهدت فعاليات اعلامية راجلة خلال الايام الثلاثة الماضية وهي (طريق سيد جواد، حي الانصار، المدينة القديمة، المشخاب، ناحية الحرية، الكوفة، حي ميسان وحي المتنبي، حي المكرمة، الحي العسكري، مركز العباسية) وانضم فريق من الفنانين إلى الفرق الجوالة، وساهم في توزيع البيانات على المواطنين، والحديث معهم حول الأسباب التي دعت الحزب إلى اتخاذ قرار مقاطعة الانتخابات.

ميسان

وفي ميسان، خرج فريق مقاطعون لشباب الحزب الشيوعي في شوارع العمارة لتوزيع منشورات “طريق الشعب” وتعريف المواطنين بموقف الحزب من الانتخابات المقبلة، وقرار مقاطعته لها.

واجرى الفريق حوارات مباشرة مع المواطنين الذين عبروا عن امتعاضهم من مواقف الكتل المتنفذة، واصرار مرشحيهم على شراء الذمم والتزوير وعدم الاستجابة لمطالب المنتفضين في اجراء انتخابات حرة ونزيهة.

في البصرة

نظمت خليتا “الإصلاح” و”الجيل الجديد” الشبابيتان للحزب الشيوعي العراقي في البصرة، مسيرة إعلامية راجلة جابت شوارع منطقة القبلة.

ووزع المشاركون في المسيرة على المواطنين، نسخا من البيانات الصادرة عن الحزب بخصوص قرار مقاطعة الانتخابات، وتبادلوا معهم النقاش حول الأسباب التي استدعت من الحزب اتخاذ هذا القرار.

وفي الاثناء، انطلق فريق جوال من “خلية العبلي” الشيوعية في مسيرة راجلة جابت شوارع “منطقة الشعيبة” ضمن قضاء الزبير.

وعرّف المشاركون في المسيرة المواطنين بموقف الحزب من الانتخابات المقبلة، وأوضحوا لهم اسباب مقاطعته لها.

كذلك نظمت خليتا “إسماعيل” و”صباح” للحزب في قضاء القرنة، جولة راجلة في المنطقة الصناعية وسوق السيارات في القضاء.

والتقى الفريق الجوال بجموع من العمال، وتجاذب معهم أطراف الحوار حول قرار الحزب القاضي بمقاطعة الانتخابات.

في الموصل

وفي مدينة الموصل، وزعت فرق إعلامية جوالة تابعة إلى تنظيمات الحزب، نسخا من بيانات “مقاطعة الانتخابات” على المواطنين وأصحاب المحال التجارية.

وعبر حوارات مباشرة، أوضحت الفرق للمواطنين الأسباب التي تطلبت من الحزب مقاطعة الانتخابات.

ونقل مراسلنا ان الموصليين عبروا عن خيبة املهم لعدم الاستجابة لمطالبهم في التغيير بعد مرور سنوات على تحرير المدينة من قبضة داعش الارهابي، بينما يد الاعمار لم تطل مدينتهم.

وشدد آخرون على ان “المرشحين المتنفذين يحاولون شراء الذمم واغداق الوعود على الناخبين، في حين انهم كانوا في مصدر القرار بالسنوات الماضية ولم يقدموا شيئا، وهذا ما يدعونا الى مقاطعة دعايتهم الانتخابية”.

آراء أخرى

ونقل القائمون على الحملة انهم استقبلوا آراء اخرى من المواطنين الذين جرى التحاور معهم في المواضيع المطروحة للنقاش، بروح نقدية عالية.

***************

في اليوم العالمي للديمقراطية

معنيون: المنظومة السياسية شوّهت شكل الحكم في العراق

بغداد ـ علي شغاتي

يحتفل العالم في 15 من أيلول من كل عام، باعتباره يوما عالميا للديمقراطية. وبرغم مرور اكثر من 18 عاما على بدء تطبيق هذا الشكل من الحكم في العراق، لكن الشكوك ما زالت مستمرة حول التطبيق الصحيح للنظام، بسبب ممارسات اعتبرها عدد من الاكاديميين والمختصين “مضرة” في تطبيق الديمقراطية، بعد أن تجاهلت عددا من الادوات الاساسية للتطبيق الصحيح لها.

شروط أساسية

والديمقراطية هي شكل من اشكال الحكم، يشترك فيها المواطنون بشكل مباشر او من خلال ممثليهم، في ادارة البلاد عبر اقرار القوانين وتسيير امور الدولة ويقول الاكاديمي محمد فالح، إن “تطبيق الديمقراطية يتطلب شروطا اساسية، منها احترام القانون ونفاذه على الجميع، وتشريع قوانين تضمن التمثيل الحقيقي للمواطنين من دون تمييز على اساس اللون والعرق والطائفة.

ويضيف فالح لـ”طريق الشعب”، ان “الديمقراطية التمثيلية في العراق شابها الكثير من الممارسات الخاطئة، حيث عمدت القوى المتنفذة الى بسط سيطرتها على مؤسسات الدولة، وسخرت امكانيات الدولة لخدمة مصالح فئوية ضيقة من دون الالتفات على مصلحة البلد”، مبينا ان “القوى المتنفذة تعتقد ان الديمقراطية هي اجراء انتخابات فقط، غير مبالية بتوفير الاجواء المناسبة لهذه العملية، مثل مبدأ تكافؤ الفرص والامن الانتخابي وحرية التعبير”.

ويتابع الأكاديمي ان “العراقيين كانوا يأملون بعد الخلاص من الدكتاتورية بنظام يوفر لهم عدالة اجتماعية، ويضمن الحريات العامة والخاصة، لكن تصرف الاحزاب المتنفذة واساليبها في ادارة البلاد بددت تلك الآمال”، مؤكدا أن “فرص اصلاح النظام السياسي الحالي تضاءلت بشكل كبير، نتيجة للقمع الذي واجهته الحركات الاحتجاجية منذ العام 2011 وصولا الى انتفاضة تشرين، والذي ارتكبت فيه القوى المتنفذة جرائم كبيرة ضربت أسس النظام في البلاد”.

ويعتقد فالح، ان “التغيير الجذري بات ضرورة ملحة من اجل اعادة البلاد الى الطريق الصحيح، وتجنيب المواطنين ويلات الحروب والانقسامات”، مبينا ان “اية انتخابات تجريها القوى المتنفذة لن تفضي الى التغيير المنشود بسبب اعتماد الادوات ذاتها، والقوانين المفصلة على مقاس المتنفذين”.

كذبة كبيرة

بدوره، يؤكد الخبير القانوني محسن كريم، ان “الديمقراطية في العراق كذبة كبرى، تحاول الكتل المتنفذة من خلالها ترسيخ نفوذها وسيطرتها على مفاصل الدولة، بغية الاستئثار بموارد الدولة لمصالح فئات قليلة، في مشهد مخزٍ يشير الى عدم اهتمام هذه الكتل بمصلحة مواطنيها”.

ويقول كريم لـ”طريق الشعب”، ان “تطبيق الديمقراطية يتطلب شروطا اساسية يتغافل عنها صناع القرار العراقي، منها توفير فرص متساوية للمواطنين والاحزاب السياسية والسياسيين المستقلين من اجل ممارسة حياة سياسية تتوفر فيها حرية التعبير عن الاراء، وحرية ممارسة العمل السياسي دون اية ضغوط من قبل احزاب السلطة ومؤسسات الدولة”، مبينا ان “هذه الاجواء غير متوفرة في البلاد في الوقت الحالي، نتيجة الممارسات الوحشية من قبل الخارجين عن القانون في استهداف المعترضين على طريقة اداء النظام السياسي والفساد المستشري”.

ويضيف ان “هذه القوى لم تكتف بقتل وقمع المحتجين، فقد طاردتهم وهجرتهم، في مشهد لا نشاهده في اقسى الدكتاتوريات وحشية”، معتبرا ان “استغلال موارد الدولة وتسخريها من اجل تكميم الافواه وملاحقة المعترضين واغلاق المؤسسات الاعلامية واستمرار الاغتيالات، ضرب أسس العملية الديمقراطية، وجعل المواطنين يعزفون عن المشاركة في الانتخابات”.

توعية الجماهير

وحول ذات الموضوع، يعلق المهتم في الشأن السياسي حسن مجيد، بالقول: ان “نجاح الدول الديمقراطية يرتبط بشكل مباشر بتوعية الجماهير بحقوقها، ووجود ثقافة ديمقراطية لدى المواطنين ومجتمع مدني فاعل وقوي”، مؤكدا ان “العراق يشهد مناخ سياسيا متوترا، وربما يكون الاسوأ منذ الاحتلال”.

ويقول مجيد لـ”طريق الشعب”، ان “نظام المحاصصة وأد النظام الديمقراطي في البلاد، من خلال ترسيخ مفاهيم بعيدة عن الديمقراطية وتقسيم البلاد الى كانتونات طائفية وقومية في مشهد غير مألوف على العراقيين”، مشيرا الى ان “هذه التقسيمات ساهمت بشكل مباشر في تفتيت النسيج الاجتماعي العراقي وبروز الهويات الفرعية على حساب الهوية الوطنية”.

وينوه مجيد الى ان “استمرار تجاهل مطالبات اصلاح النظام السياسي يؤدي في النهاية الى ما لا تحمد عقباه”، داعيا الى “مراجعة شاملة لاداء مؤسسات الدولة المعنية بتطبيق الديمقراطية، واسنادها الى شخصيات كفوءة ونزيهة بعيدا عن التأثيرات الحزبية، وتشريع قانون للانتخابات يضمن التمثيل الحقيقي للجميع، وتشريع قوانين تضمن حرية التعبير والكف عن ملاحقة نشطاء الرأي، وتوفير بيئة مناسبة للاعلام، لاداء دوره بصورة مهنية، وانهاء عمليات الابتزاز والتضييق على المؤسسات الاعلامية”.

ويحذر من “استمرار اعتماد المحاصصة التي خلقت صراعا بين السلطة والمجتمع، في الوقت الذي كان يفترض فيه بناء ثقة متبادلة من اجل انهاء حالة الصراع بين الشعب والسلطة، التي ورثناها من النظام الدكتاتوري”، مؤكدا ان “حالة عدم الثقة والشك وعدم الايمان بالقائمين على النظام السياسي، ستؤجل عملية بناء نظام ديمقراطي حقيقي”.

توحيد الجهود

فيما يشير الناشط المدني علاء علي الى ان “الديمقراطية الحقيقية هي من تحرر الجماهير من الهيمنة الإقتصادية والاجتماعية والسياسية”، مبينا ان “القائمين على النظام السياسي فشلوا في اداء دورهم، وكان همهم الوحيد السيطرة على موارد الدولة، وتسخير مؤسساتها لخدمتهم”.

ويعتقد علي في حديث لـ”طريق الشعب”، ان “العراق يعاني من عيوب جوهرية في بنية النظام السياسي، ما يمنع تطبيق الديمقراطية الحقيقية في البلاد”، ناصحا “القوى الساعية للتغيير الى توحيد جهودها في سبيل الخلاص من نهج المحاصصة الطائفية والقومية”.

ويشير الناشط الى جملة من الاشكالات التي رافقت عمل منظومة الحكم في مرحلة ما بعد الاحتلال، من بينها إقصاء وتهميش الاقليات والتعدي على حقوقهم، الى جانب عدم تطبيق قانون الاحزاب، الامر الذي جعلها تتحول الى دويلات تصوب المال والسلاح بما يخدم مصالحها وتجذير وجودها، بعيدا عن مصالح عامة الناس. وعلى تلك الأعوام، لم تلك الاحزاب المتنفذة قد أولت أية أهمية للنساء، بل لم يتمتعن بأبسط حقوقهن، حتى قيام انتفاضة تشرين التي كسرت تلك النمطية، وأضحت المرأة، لا سيما الناشطة، تتحرك عبر مسارات فاعلة.

***************

مرشحون بلا “برامج انتخابية”..  والمنافسة محصورة  في التبليط والمحولات الكهربائية

مراقبون: الدعاية تتوجه نحو قواعد الكتل المتنفذة فقط

بغداد ـ عبدالله لطيف

لم يطرح الكثير من المرشحين للانتخابات البرلمانية المزمع عقدها في العاشر من تشرين الأول، برامج انتخابية مقنعة للناخبين، مع محاولتها اعادة الخطابات والشعارات الطائفية والقومية التي لم تعد تجدي نفعاً بعد انتفاضة تشرين، كونها أفرزت الخنادق مبكراً بين الجماهير الساعية الى بناء دولة، والجمهور المرتبط بمصالح مع الأحزاب المتنفذة، فضلاً عن انها رفعت وعي الناخب، ما دفع العديد من القوى السياسية الى الانكماش على “قواعدها المستقرة”، لأنها أصبحت مقتنعة تماماً بأن كسب أصوات جديدة خارج اطارها الحزبي بات شبه مستحيل.

التدوير عبر مناطق جديدة 

وبدلاً من أن يقدم المرشحون برامج انتخابية مقنعة للناخبين، لكسب أصواتهم، قام عدد من النواب الحاليين بترك مناطقهم، وتوجهوا الى مناطق أخرى، في محاولة منهم لتعزيز فرصهم بالفوز من جديد، بعد أن تيقنوا من فقدان قواعدهم الشعبية في مناطقهم الاصلية.

وبالإضافة إلى حالة غياب البرامج الانتخابية، تشهد شوارع المدن وتحديداً العاصمة بغداد، انحساراً واضحاً في عدد اللافتات الانتخابية بالمقارنة مع الدورات الانتخابية السابقة.

فمع اقتراب موعد الانتخابات، لا تزال العديد من التساؤلات تثير الرأي العام، تحديداً في ما يتعلق بالدعاية الانتخابية للكتل المتنافسة. ويبدو أن غالبية الأحزاب المتنافسة على نيل مقاعد البرلمان في انتخابات تشرين الأول باتت تركز على قواعدها الحزبية والقطاعات القريبة منها، لأنها على ما يبدو أصبحت مؤمنة تماماً، بان حظوظها في كسب أصوات جديدة تؤمن لهم مقاعد برلمانية اضافية، باتت شبه معدومة.

المفوضية تلزمهم .. ولكن؟

لكن المتحدثة باسم المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، جمانة الغلاي، تؤكد لـ”طريق الشعب”، أن المرشحين “ملزمون بتقديم برامجهم الانتخابية، عند مراجعة دائرة شؤون الأحزاب والتنظيمات السياسية”.

وتشير الغلاي الى أن “البرنامج الانتخابي ضمن الأوليات التي تطلبها المفوضية من أي مرشح”.

وتردف الغلاي كلامها بأن “لكل حزب او كيان او مرشح رؤية معينة حول موعد اطلاق برنامجه الانتخابي”.

ورصد مراسل “طريق الشعب” دعايات المرشحين والقوى المتنفذة التي انحصرت في تقديم الوعود الانتخابية والقيام بحملات تعبيد الشوارع واعادة نصب المحولات واقامة البطولات الرياضية وحملات تنظيف المجاري وغيرها.

وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي خلال الايام الماضية صور المرشحين وهم يقومون بحملات تعبيد وتوزيع المحولات الكهربائية، وهذا ما علق عليه احد السياسيين بالقول ان احد المرشحين وعد اهالي قرية في السماوة بجلب محولة كهرباء من الدائرة الحكومية بعد تقديمهم 100 بطاقة انتخابية، وبعد المفاوضات لم يحصل هذا المرشح سوى على 35 بطاقة، ما دعاه الى سحب المحولة.

“التخويف من الاخر”

وعن التأثيرات النفسية للبرامج الانتخابية، قال عالم النفس البروفيسور قاسم حسين مصلح، إن “العامل السيكولوجي، له دور حاسم في كل انتخابات؛ ففي انتخابات 2005 و2010 استخدمت الدعاية الانتخابية سيكولوجيا التخويف من الاخر، ولهذا انتجت الانتخابات نفس الوجوه الفاسدة رغم معرفة الناخب انهم فاسدون، لذا كان البرلمان العراقي في كل دوراته لا يمثل الشعب”.

وأضاف لـ”طريق الشعب”، أن “قادة الأحزاب والكتل السياسية المتنفذة عزفوا على وتر الطائفية ونجحوا في تغليب الانتماء إلى الهويات الفرعية”.

وأكد أن “برامج المرشحين لن تقنع الناخب العراقي مهما كانت طروحاتها ورؤيتها، لان المواطن يدرك تماما بأن المرشحين يتنافسون للفوز بالرواتب والامتيازات، ولو كان الراتب معقولا والامتيازات كما هي في الأردن او مصر لما كان عدد المرشحين أكثر من ثلاثة آلاف”.

واشار صالح الى أن “المرشحين يعتمدون على آليات غير علمية، ومعظمهم يفتقر للخبرة والحنكة السياسية”.

ونوّه بأن “الانجاز الوطني الكبير لانتفاضة تشرين تمثل في أنها احيت الشعور بالانتماء للعراق، واستعادت الهوية الوطنية، وزادت من وعي الناخب”.

ولفت المتحدث الى أن “مهمة الدعاية الانتخابية هي كسب الناخب  لصالح المرشح، وهذه تقوم على الية سيكولوجية، تعتمد تغيير اتجاه الناخب المحايد او السلبي من المرشح وصولا الى الاقناع”.

تشرين ميّزت الخنادق

وفي السياق، فسّر رئيس المركز العراقي الأسترالي للأبحاث، أحمد الياسري، حالة غياب الدعاية الانتخابية عن المشهد العراقي بكون احتجاجات تشرين ميزت الخنادق مبكراً بين مجتمع الدولة المتمثل بقوى الانتفاضة ومجتمع السلطة المتمثل بجماهير الأحزاب.

وقال الياسري، إن “نقلة نوعية في الرأي العام العراقي سببتها الاحتجاجات التي حصلت في تشرين الاول 2019، الأمر الذي أدى إلى أن يلتفت المجتمع العراقي لكيفية بناء الدولة، أكثر من الولاءات والهويات الفرعية”، مبينا أن هذا الأمر أسهم من بين عوامل أخرى في “تعقيد بناء برامج انتخابية للأحزاب التقليدية”.

وبحسب الياسري، فإن “وضوح التوقعات بشأن نتائج الانتخابات المقبلة نتيجة لحملة المقاطعة الواسعة، أسهم بشكل كبير في عدم توجيه الدعاية الانتخابية إلى الرأي العام العراقي، لأن الاشتراك سيكون محصوراً بجمهور وزبائن الأحزاب المتنفذة”.

ولفت إلى أن “حالة الاستثمار الانتخابي خلال الانتخابات المقبلة ستتمحور حول القواعد الحزبية الثابتة للكتل المتنذة”.

وخلص الى أن “الدعاية الموجهة إلى الجمهور الحزبي تعني أن قدرة الإقناع لدى الكتل السياسية باتت تتضاءل بشكل كبير، حتى وصلت إلى حدود التخوف من عدم القدرة على إقناع القواعد الحزبية التابعة لها”.

*************

الصفحة الخامسة 

السياسات الاسكانية تدفع المواطن نحو العشوائيات

بغداد ـ طريق الشعب

يوماً بعد آخر، يزداد ملف الإسكان في العراق تعقيداً بفعل التخبط والفساد وسوء الإدارة، حتى اكتظت المدن العراقية بالسكن العشوائي، وذلك نتيجة لعدم اهتمام الحكومات المتعاقبة بهذا الملف. أما الجهات الاستثمارية فتعمل على بناء وحدات سكنية ذات كلفة عالية جداً لا تناسب محدودي الدخل، فيما تبقى المبادرات الحكومية بهذا الصدد “غير جادة”.

وتدفع ازمة السكن في العراق المواطنين للجوء الى حلول بديلة، منها العشوائيات.

وطبقا لوزارة التخطيط، ان عدد العشوائيات ضمن ‏احصائية ‏اجريت مؤخرا‏، بلغ 3600 في عموم العراق. وبغداد تأتي اولا في ‏اعدادها حيث ‏وصلت الى 1022. وبذلك فهي تتصدر قائمة العشوائيات بالمحافظات، تليها البصرة بـ700 عشوائية،‏ فيما تأتي بعدهما محافظتا النجف وكربلاء بواقع 98 موقعاً في كل منهما.

في البدء اتصلت “طريق الشعب”، بعدد من المسؤولين في وزارة الاعمار والإسكان، لكن لم يجب أيٌّ منهم على اتصالاتنا المتكررة. وفي وقت سابق علم مراسلونا ان منصب المتحدث الرسمي باسم الوزارة، ما زال شاغراً منذ تشكيل حكومة الكاظمي.

لا حلول

وقال المهندس المختص في ادارة البلديات، سلوان الاغا لـ”طريق الشعب”، إن “الجهات المعنية في قطاع الإسكان لا تملك رؤية لإنهاء الازمة، وهناك تفاوت في الازمة بين المحافظات”.

ويرى أن “المعالجات الحكومية لملف السكن غيرة جادة، وهي من فاقمت الازمة حتى وصلت الحاجة الى 3 مليون وحدة سكنية”، مؤكداً أن “هذا رقم كبير على أي دولة في العالم”.

ويعتقد المهندس المختص أن “التوجه نحو الاستثمار الأجنبي والمحلي، امر لا مفر منه”، مستدركاً بالقول “لكن العراق ما زال بيئة طاردة للاستثمار، بسبب الفساد وسوء الادارة. وعلاوة على ذلك يجب ان تأخذ وزارة الاعمار والإسكان دوراً فعالاً اكثر من ذلك، وان تتوجه نحو البناء العمودي وبناء دور واطئة الكلفة”.

وأضاف أن “اغلب المبادرات لبناء مجمعات سكنية حكومية تخفق بسبب فقدان الثقة بين المواطن والحكومة، فضلاً عن الاختيار السيئ للشركات المنفذة للمشاريع”، مبيناً أن “الجهات الاستثمارية تعمل على بناء مجمعات سكنية قليلة، لكنها تضع شروطا تعجيزية على المواطنين الفقراء، ولذلك نجد ان شراء مثل هذه الوحدات السكنية يقتصر على ميسوري الحال، وفي كل الأحوال هي لا تحل ازمة السكن”.

وختم بالقول إن “هذه الازمة المتفاقمة تنعكس سلباً على الواقع، حيث نلاحظ انتشارا كبيرا للعشوائيات على حساب الأراضي الزراعية، والتجاوز على أراضي الدولة”.

قطع اراض غير مخدومة

الى ذلك، قال عضو لجنة الخدمات البرلمانية النائب منال عبد المطلب، في ‏تصريحات صحفية، ان “بيروقراطية الاجراءات والاوضاع الاستثنائية التي ‏مرت بها البلاد ساهمت في خلق عشوائيات تحولت الى مدن كبيرة، ‏تعيش في اوضاع خدمية بائسة جدا”.‏

واضافت انه “لا يمكن حل ازمة السكن في العراق دون دعم حقيقي ‏لاستراتيجية بناء مدن الاطراف والتي تتمحور حول استغلال الاراضي بين ‏المحافظات، من اجل بناء مدن متطورة وحديثة تضم بنى للخدمات ‏الاساسية، من اجل رفع العب عن الضغط على مراكز المدن الرئيسية”.‏

واشارت الى ان “اكبر خطأ ترتكبه الحكومة هو توزيع قطع اراض دون ‏توفير مسبق للخدمات الأساسية”، مبينة أن “استراتيجية البناء يجب ان ‏تتضمن خطوات متكاملة لرفع العب عن كاهل الاهالي”. ‏

نصف الشعب لا يمتلك سكناً

وفي السياق، قال الخبير الاقتصادي، أحمد خضر، ان “البلاد بحاجة الى ثلاثة ملايين ونصف المليون وحدة سكنية”، مبيناً ان “ذلك يعني ان نصف الشعب لا يملك سكنا”.

وأضاف لـ”طريق الشعب”، أن “الحكومة اذا توجهت نحو بناء مدن سكنية فهي سوف توفر فرص عمل كثيرة، فضلاً عن تفعيل قطاع الصناعات الانشائية الذي يشكل نصف صناعات العراق”.

ويعتقد خضر أن “إنهاء ازمة السكن في البلاد يتطلب بناء 200 الف وحدة سكنية في العام الواحد”، على أن يستمر ذلك لـ 25 عاما”، مشدداً على ضرورة ان “يكون التوجه لبناء مدن وليس مجمعات سكنية، وان تكون خارج إطار المدن التي اكتظت بالسكان”.

وقدرت لجنة الخدمات البرلمانية، في وقت سابق، حاجة البلاد الفعلية من الوحدات السكنية بما يقرب من خمسة ملايين وحدة.

العقارات تفوق دخولنا

وتعيش آلاف العوائل العراقية اليوم في مساحات ضيّقة، حيث تعمل غالبية الأسر على تحويل الحدائق أو البيوت ذات المساحات الواسعة الى بيوت متعددة، يقطنها أفراد الأسرة الواحدة، بالتزامن مع الارتفاع الجنوني للإيجارات التي وصل سعرها كحد أدنى إلى 300 الف دينار، وفي بعض المناطق يصل إلى مليون دينار.

وقال المواطن يحيى احمد (40 سنة) الذي يستأجر منزلا مساحته 50 متراً، إنه “في ظل غلاء المعيشة وانعدام فرص العمل والأجور القليلة، أصبح الحصول على قطعة أرض أو منزل أمر شبه مستحيل، في ظل الارتفاع الجنوني لأسعار العقارات والأراضي”.

ويقدر سعر العقار في بغداد بميلون دينار للمتر المربع الواحد، كحد ادنى.

وأضاف أحمد في حديث لـ”طريق الشعب”، أن “الحلول الموجودة لا يمكننا تطبيقها؛ فالمجمعات السكنية التي تبنى الان، تباع بأسعار تفوق دخولنا، وهي مخصصة للأغنياء فقط، فضلاً عن ان الاستمرار بدفع الايجار اصبح أمراً مرهقاً”.

***************

مقاهي الأركيلة.. مستنقع العاطلين للهروب من الواقع

بغداد ـ رقية مجيد

تنامت خلال السنوات الماضية ظاهرة لجوء الشباب العاطلين عن العمل إلى المقاهي الشعبية، التي تحولت، بنظر باحثين ومختصين، إلى بؤر للإدمان على التدخين، بعيدا عن الأنشطة التثقيفية أو التوعوية لفئة تعتبر الأكبر بين فئات الشعب.

وبينما تزداد أعداد القاصرين الذين يرتادون هذه المقاهي، تغيب الرقابة اللازمة عن الحد من هذه الظاهرة.

تحسين ظروف الشباب

ويقول الباحث لطيف عبد سالم إن مجتمع المقاهي “غير قادر على تقديم الحلول للشباب أو تحسين ظروفهم في ظل المشهد الحالي”.

ويوضح سالم لـ”طريق الشعب”، وجود عدد كبير من الشباب “يلجئون إلى المقاهي لغياب فرص العمل مع الارتفاع الكبير في مستوى البطالة وافتقاد الجهد الحكومي للسيطرة على هذه الآفة الخطرة على المجتمع. ولهذا أصبحت تجمعات المقاهي أو ما تسمى بـ(الكوفي شوب) مجالا لتضييع الوقت بشكل رئيسي”، لافتا إلى أن “إدارات هذه المقاهي تهدف للربح ولا توفر أية منافع ثقافية أو فكرية لتنمية قدرات الشباب مثلما كان في السابق، مع العلم أن الغالبية العظمى منها لا تقدم أي نشاط سوى إدمان التدخين وانحصرت النشاطات الثقافية في مؤسسات محدودة مثل اتحاد الأدباء والكتاب في العراق/ المقر العام، ومنتدى بيتنا الثقافي في ساحة الاندلس ومنتدى بيس بغداد”.

ويتابع المتحدث أن “انتشار الكوفي شوب مشابه تماما لظاهرةِ انتشار المولات التجاريَّة والسمات الاستهلاكية؛ والتي أصبحت نتائجها السلبية ملموسة على عموم الحياة الاقتصادية والثقافية والسياسية والاجتماعية. لذلك أرى أن هذا الواقع جعل نشاط المنتديات الثقافية والصالونات الأدبية غير مغر للشباب، بل ربما يضمحل في المستقبل مثلما تلاشت المتنزهات العامة وتحولت إلى مجمعات تجاريَّة ومناطق سكنيَّة”.

بطالة متفشية

من جانبه، يتحدث رائد أحمد، وهو شخص يدير أحد المقاهي في العاصمة عن “لجوء الشباب لقضاء وقتهم في هذه الأماكن بسبب البطالة المتفشية، وكذلك للهروب من منازلهم، تلافيا لحدوث المشاكل العائلية، بسبب تردي الوضع الاقتصادي”.

وردا على سؤال وجهته “طريق الشعب”، بشأن عقد ندوات تثقيفية أو فنية في هذه المقاهي، أوضح أحمد بأن ذلك “على الصعيد الشخصي في إدارة المقهى لمدة عشر سنوات، لم يعقد أي نشاط من هذا القبيل، ولم أرَ غيري يقوم بذلك، سوى جلوس بعض الشباب الناشطين في التظاهرات وحديثهم هنا وهناك بين الشباب عن ضرورة الالتحاق بانتفاضة تشرين، بعد أن استشهد عدد من رواد المقاهي أثناء مطالبتهم بفرص العمل والعدالة”.

وفي السياق، يؤكد الباحث الاقتصادي أحمد خضير أن النهج الاقتصادي الذي تم تأسيسه على الاستفادة من العائدات النفطية والابتعاد عن الصناعة والانتاج المتنوع هو “أساس الأزمة بالنسبة للشباب، فضلا عن مشاكل أخرى رهينة الصراعات السياسية”.

ويبيّن خضير لـ”طريق الشعب”، أن “غياب تكافؤ الفرص وانتشار الفساد وغياب العدالة، كلها عوامل ساهمت كثيرا في ظلم الفئة الشبابية الأكبر في المجتمع، خصوصا وأن الملايين منهم يعيشون على خط الفقر أو دونه وفق ما أكدته أرقام وزارة التخطيط الأخيرة. الأمر مؤسف وبحاجة إلى استراتيجية شاملة لجعل ظروف الشباب أفضل، وتحويل أماكن تجمعاتهم إلى أجواء آمنة، بعيدا عن الادمان والضياع”.

تقصير مجتمعي

وعلى صعيد ذي صلة، يكشف الباحث في الشأن الاجتماعي طه عبد الكريم عن إهمال كبير تتحمله جهات مجتمعية متعددة في هذا الشأن.

وأفاد عبد الكريم لـ”طريق الشعب”، بأن “مراهقين لم يتجاوزوا السن القانوني يدخنون في المقاهي وبأعداد هائلة، وهذا الامر يحدث أمام الوجهاء المؤثرين ورجال الدين والعشائر”، لافتا إلى أن “دوريات وزارة الداخلية المستمرة لا تستطيع ضبط ايقاع هذه المخالفات، ما لم يكن هناك رادع اجتماعي حقيقي”.

وشدد على أنّ “بعض المقاهي أصبحت بؤرا للإدمان وتتجاوز قضية التدخين، بل فيها من يروج المواد المخدرة والأفكار الضالة التي تجرّ الشباب نحو الانحراف، خلافا لما كانت عليه فترة السبعينات والثمانينات عندما كانت المقاهي عبارة عن صالونات ثقافية وأدبية رائعة. مع الاخذ بنظر الاعتبار مظاهر الجهل الحالية التي خلفتها الحروب العبثية على مدار اربعين عاما”.

آمال الانتفاضة

أما المتظاهر الشاب محمد علي فتحدث عن انخراط عدد كبير من هؤلاء الشباب المهمشين والعاطلين في احداث انتفاضة تشرين، أملا منهم في تغيير الحال وتوفير الحياة الكريمة.

ويقول علي لـ”طريق الشعب”، إن الشباب حسوا بـ”الضياع والحرمان والفقر بسبب البطالة وهم يبحثون عن ارزاقهم الشحيحة، ويقضون معظم اوقاتهم في المقاهي يائسين، لكنهم عندما اندلعت انتفاضة تشرين هبّوا بأعداد هائلة للمشاركة فيها من أجل رفض الفاسدين والمتنفذين الذين عبثوا في البلاد بنظام المحاصصة الطائفية”، مضيفا “كان اندفاعهم ينطلق من الحرص على تحقيق الوطن الضامن لكرامتهم ومعيشتهم، ورفعوا شعار (نريد وطن) ولذلك تفاجأت القوى المتنفذة بهم وواجهتهم بعنف مفرط حتى لا يتحول هذا الجسد العاطل الى بوابة للتغيير ومحاسبة المقصرين”.

وتابع قائلا أن “القوى السياسية المتنفذة لا يروق لها ان ترى الشباب الواعي المطالب بالحقوق والحريات، وان يكون رافعة حقيقية للتغيير، وهذا ما يقوض حركتها وامتداداتها ويبعدها عن الجماهير. لذلك هي تريد الابقاء على ادواتها واساليبها السياسية والاجتماعية القديمة ودفاعها عن نظام المحاصصة من خلال تجهيل الشباب وتعطيلهم عن العمل والانتاج”، مردفا “عملت هذه القوى على اقصاء الشباب عن المشهد السياسي وصناعة القرار وتحويلهم الى اصوات انتخابية لا أكثر، ولا يتجاوزون جدران المقاهي، لكن ذلك انكشف بفعل احداث التظاهرات وتبلور اليوم الى رأي وموقف يعتد به ليكون أملا في المستقبل لقلب الموازين”.

***************

الكساد يدفع تجار الشورجة نحو سوق العقارات  

الملابس المدرسية تتكدس في الاسواق بسبب ارتفاع الأسعار

بغداد ـ محمد التميمي

بعد إعلان وزارة التربية موعد البدء بالعام الدراسي الجديد، وتحديد آلية الدوام، توجه أولياء الأمور الى مراكز التسوّق لتغطية مستلزمات الدراسة من ملابس وقرطاسية، لكنهم صدموا بالأسعار الجنونية لتلك البضائع المستوردة، والتي لم تواجه بأية جهود حكومية لمعالجتها، انما اكتفت بجعل المواطنين يتحملون تكاليف تغيير سعر صرف الدولار. 

وطبقا لوكيل وزير التربية، فلاح القيسي، فإن الوزارة تعتزم اطلاق العام الدراسي الجديد في تشرين الثاني المقبل، مشيرا الى ان هناك خطة لتكثيف الدروس والدوام.

إقبال ضعيف

ويقول المواطن مرتضى وحيد، وهو تاجر للمستلزمات الدراسية والقرطاسية، ان “اقبال الناس ضعيف بسبب عدم حسم امر العام الدراسي الحالي، حضوريا ام الكترونيا”.

ويعلل وحيد ارتفاع اسعار البضائع الى “تغيير سعر صرف الدولار، وارتفاع تكاليف أجور النقل من الصين”.

وبحسب قوله لـ “طريق الشعب”، ان هناك منتجات محلية الصنع لكن أسعارها مرتفعة، مشددا على “ضرورة وجود رقابة على المنتج المحلي من ناحية الجودة والسعر”.

منتج رديء

وأضاف أن “المنتج العراقي المحلي المحدود رديء وغال، وهناك من يستغل المواطنين”، مشيرا الى ان “حجم الخسارة كبير جدا، ولا يمكن مقارنة الأعوام السابقة بتلك التي تلت جائحة كورونا”.

وزاد، ان حل تلك الازمة مرهون بـ”ارجاع الصرف الى السعر القديم: 120 دينارا للدولار الواحد”.

اما تاجر الملابس امين فهد فأكد لـ “طريق الشعب”، ان “كل الأسواق تأثرت بتغيير سعر الصرف، خصوصا تجار الملابس والمستلزمات المدرسية”، مضيفا “في شارع الرشيد، نجد ان الكثير من المحال والمخازن مقفلة ومعروضة للإيجار او للبيع، فيما سابقا كان هناك شحة في ذلك. لا توجد أماكن للايجار حتى في الافرع أو او القيصريات”.

وأردف بالقول” نتمنى لو كان لدينا منتج محلي، ويتم تشغيل المصانع المتوقفة، وهو ما لا يمكن تحقيقه في الوقت الحالي، اذ لا توجد مقومات لازمة لذلك، مثل الكهرباء وغيرها”. وبين فهد، ان الملابس المدرسية التي يستوردها هي من الصين او تركيا. وتابع “في مثل هذه الايام كنا خلال سنوات سابقة في ذروة الموسم. لكن الان بالكاد نبيع قطعا تتجاوز أصابع اليد”. وعزا فهد الركود في الاسواق الى “رفع سعر الدولار، وناشدنا الحكومة كثيرا، لكنها تفكر في توفير رواتب الموظفين من خلال هذا الاجراء”.

وقال فهد انه “مع ضعف القدرة الشرائية، اجبر التاجر على التنازل عن جزء كبير من أرباحه، لتمشية بضاعته”. واسترسل “في السابق كنا نبيع القميص المدرسي بـ 4 الى 5 الاف، اما الان فأصبح سعره لا يقل 8 الاف دينار”، مشيرا الى ان تلك الزيادة تؤثر على “الأطراف الثلاثة: البائع والمستورد والمستهلك”.

تغيير سعر الصرف

ورأى فهد ان “الحل يكمن في تغيير سعر الصرف وتخفيضه، لان الوضع يزداد سوءا يوما بعد اخر، ونسبة البطالة تزداد، والكساد مستمر، والسوق منذ ارتفاع سعر الصرف لم ينهض ولم تحسن. الكثير من التجار تركوا العمل هنا وانتقلوا الى سوق العقارات، لتجنب مزيدا من الخسائر”.

ارتفاع في الاسعار

اما المواطن مرتضى جاسم، فيشكو خلال حديثه لـ “طريق الشعب” من ارتفاع أسعار المستلزمات الدراسية، منوها الى وجود تساهل من قبل البائعين مع المواطنين من ذوي الدخول المحدودة، مؤكدا ان “الكثير من التجار تضرروا من إجراءات الحكومة بتغيير سعر الصرف”.

استياء!

الى ذلك، يتحدث المواطن عمر محمد لـ”طريق الشعب”، عن سعادته لأن ولده اتم السابعة من عمره، وهو الآن يتبضع له مستلزماته الدراسية والقرطاسية من أجل إكمال استعدادات خوضه المشوار الدراسي.  وابدى محمد استياءه من ارتفاع الأسعار في سوق الشورجة والمتنبي.  وقال ان “الأسعار تناسب ميسوري الحال، لكن المواطن من ذوي الدخل المحدود لا يمكن له أن يتحمل تلك التكاليف، بخاصة اذا كان لديه اكثر من ابن في المدرسة”.

**************

الصفحة السادسة

‏حول انتخابات البرلمان الروسي (الدوما) ‏المقبلة 2021 ‏

د. دكران يوسف

ستجري بعد ايام انتخابات البرلمان الروسي للدورة الثامنة لعام 2021. ومن ‏المعروف أن ‏التصويت سيجري خلال ثلاثة ايام 17 و18 و19 من ايلول/ ‏سبتمبر الحالي وذلك بسبب ‏الاجراءات الوقائية للحد من انتشار مرض ‏الكورونا. وينتخب البرلمان لفترة خمس ‏سنوات وفق النظام الانتخابي ‏المختلط بواقع: 225 نائبا ينتخبون وفق القوائم الحزبية، و225 ‏الآخرون بحسب ‏الدوائر الانتخابية أحادية التفويض خلال دورة واحدة.‏

ومن المعروف أيضا أن حزب السلطة «روسيا الموحدة» كان يحتل أغلبية ‏المقاعد في ‏البرلمان خلال الدورات السابقة. فهل سيتغير الوضع في الدورة ‏الحالية؟

من الملاحظ أنه جرت في الفترة الأخيرة تغييرات كبيرة في مسألة دعم ‏الأحزاب ‏السياسية، حيث بدأ المواطنون يميلون أكثر نحو مواقف الحزب ‏الشيوعي الروسي ‏والأحزاب التقليدية الأخرى لأسباب عديدة، في وقت ‏أن وضع “روسيا الموحدة” بدأ ‏يتضاءل.‏

وتشير أغلب التوقعات إلى أن حزب روسيا الموحدة بإمكانه أن يحصل على ‏أكثر من 40 في المائة بقليل من الأصوات خلال الدورة الحالية، لكن هل يمكن اعتبار ‏هذا الفوز أغلبية ‏دستورية، علما ان جميع التعديلات قد أدخلت على ‏الدستور الروسي في الفترة الأخيرة. ‏ومن المتوقع أن يزيد الحزب الشيوعي ‏الروسي من مقاعده في البرلمان في أكثر الأحوال ب‏رغم أن هذا لن يساعده ‏في تمرير قوانينه دون الحصول على الأغلبية.‏

ويشير المراقبون إلى إمكانية زيادة حظوظ الأحزاب التقليدية الثلاثة: روسيا ‏الموحدة ‏والحزب الشيوعي الروسي والحزب الليبرالي الديمقراطي ‏الروسي. ويعود سبب ذلك إلى ‏ثبات قاعدة ناخبيها وسعة مؤسساتها ‏التنظيمية وتمثيلها الجغرافي.‏

ومن المحتمل أن يدور الصراع على المرتبة الرابعة بين حزب “روسيا العادلة ‏‏– من ‏أجل الحقيقة” وحزب “الأشخاص الجدد”. فالأول يتفوق على الثاني ‏من ناحية قاعدته ‏الأيديولوجية وتنظيماته الواسعة وتمثيله الجغرافي. أما ‏الثاني فله عدد من القادة العاملين ‏في مواقع التواصل الاجتماعي وفريق ‏تكنولوجي ابداعي. وتراهن أغلب الأحزاب الكبيرة ‏على سعة تمثيلها ‏الجغرافي ومواردها المالية ومواقعها الأيديولوجية المتخصصة.‏

كما يشير الخبراء إلى أن حزب المتقاعدين وحزب التفاحة وحزب الوطن ‏لهم كل ‏الحظوظ لتجاوز حاجز الـ 5 في المائة لدخول البرلمان وفق القوائم ‏الفيدرالية.‏

ويحلل الاختصاصيون آفاق فوز الدوائر الانتخابية أحادية التفويض بالشكل ‏التالي: ستكون ‏الأغلبية من حصة حزب “روسيا الموحدة” – 188 شخصا. ‏ويمكن أن يحصل الحزب ‏الشيوعي الروسي وحزب “روسيا العادلة – من ‏أجل الحقيقة” على أقل من 10 مقاعد ‏أحادية التفويض لكل منهما. أما ‏الحزب الليبرالي الديمقراطي الروسي وحزب “‏الأشخاص الجدد” – على 5 ‏‏– 8 مقاعد، والأحزاب الأخرى – على مقعد واحد أو لا ‏شيء.‏

تفاصيل أخرى سوف تنشر في موقع الحزب الشيوعي العراقي ‏

*************

العارضة: مرت دورية الشرطة صدفة واعتقلتنا

التفاصيل الكاملة لهروب الاسرى الستة من «جلبوع»

رام الله ـ وكالات

كشفت أمس الأربعاء، بعض تفاصيل عملية الهروب الجماعي لستة معتقلين فلسطينيين، من سجن إسرائيلي الأسبوع الماضي، بعد تمكن المحامين من زيارة ثلاثة من الذين تمت إعادة اعتقالهم قبل أيام. وشاركت قوات كبيرة من الأمن والجيش الإسرائيلي في عمليات بحث ومطاردة واسعة استمرت خمسة أيام إعادة فيها اعتقال أربعة من الستة، والذين نجحوا في الهروب من سجن جلبوع شديد الحراسة.

مخطط الهروب

وقالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية، في بيان لها، أن “محاميها رسلان محاجنة تمكن بعد منتصف ليل الثلاثاء من لقاء محمود العارضة، أحد المشاركين في عملية الهروب والذي يصفه البعض بمهندس النفق، إنه بدأ مع رفاقه في حفر النفق في كانون الأول من العام الماضي.

ونقل محاجنة في البيان عن العارضة قوله “لم تكن هناك مساعدة من أسرى آخرين داخل السجن، وأنا المسؤول الأول عن التخطيط والتنفيذ لهذه العملية”.

ويضيف العارضة (46 عاما) المعتقل منذ عام 1996 والمحكوم عليه بالسجن المؤبد “كان لدينا خلال عملية الهرب راديو صغير وكنا نتابع ما يحصل في الخارج”.

وبحسب البيان، استعرض العارضة مراحل عملية الهروب قائلا “حاولنا قدر الإمكان عدم الدخول للقرى الفلسطينية في مناطق 48 (إسرائيل) حتى لا نعرض أي شخص لمسائلة”. وأضاف “كنا الأسرى الستة مع بعضنا حتى وصلنا قرية الناعورة (في اراضي الاحتلال) ودخلنا المسجد، ومن هناك تفرقنا كل اثنين سوية،  حاولنا الدخول لمناطق الضفة ولكن كانت هناك تعزيزات وتشديدات أمنية كبيرة”.

وأضاف “تم اعتقالنا (مع زميله يعقوب قادري) صدفة ولم يبلغ عنا أي شخص من الناصرة، حيث مرّت دورية شرطة وعندما رأتنا توقفت وتم الاعتقال”.

ووصف ما حدث بأنه “إنجاز كبير” رغم القبض عليه وعلى ثلاثة من زملائه بينما تواصل قوات الأمن الإسرائيلية البحث عن الاثنين المتبقين.

وذكرت الحكومة الإسرائيلية أن القبض علي الهاربين جاء بعد إبلاغ مواطنين عن أماكنهم.

ونقل المحامي خالد محاجنة عن العارضة قوله إنه “تعرض للضرب والتعذيب ولم يسمح له منذ الاعتقال بالنوم سوى 10 ساعات، كما أكد أنه حُرم من الطعام، وأن الاحتلال يحتجزه حاليا داخل زنزانة صغيرة تخضع لمراقبة كبيرة”.

تعذيب شديد

وقالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين أن المحامي “أفيغدور فيلدمان تمكن ظهر الأمس من زيارة الأسير زكريا الزبيدي بمعتقل الجلمة”. وأضافت في بيان طالعته “طريق الشعب”، “تبين أن الأسير الزبيدي تعرض للضرب والتنكيل خلال عملية اعتقاله مع الأسير محمد العارضة، ما أدى الى إصابته بكسر في الفك وكسرين في الأضلاع”، و”تم نقله الى أحد المشافي الإسرائيلية وأعطي المسكنات فقط بعد الاعتقال”. ونقل فليدمان عن الزبيدي (45 عاما) المعتقل منذ العام 2019 قوله “أنهم وعلى مدار الأيام الأربعة التي تحرروا فيها لم يطلبوا المساعدة من أحد، حرصا على أهلنا بالداخل المحتل من أية تبعات أو عقوبات إسرائيلية بحقهم”. وتابع قائلا “لم يتناولوا الماء طوال فترة تحررهم، وكانوا يأكلون ما يجدون من ثمار في البساتين كالصبر والتين وغيره”.

وشهدت مدن الضفة الغربية إضرابات ومسيرات تضامنا مع المعتقلين، كان أبرزها في مدينة جنين، يوم الاثنين، بعد نشر مواقع التواصل الاجتماعي أخبارا عن نقل الزبيدي إلى قسم العناية المكثفة جراء تعرضه للضرب. وعلى أثر ذلك، أصدرت مصلحة السجون الإسرائيلية بيانا قالت فيه: “خلافا للإشاعات الكاذبة التي تنتشر في شبكات التواصل الاجتماعية نؤكد أنه لم يتم إسعاف السجين زكريا الزبيدي للعناية المكثفة وهو يوجد حاليا في المعتقل الذي تم احتجازه فيه”.

***************

الاتحاد الاوربي يضاعف مساعداته الى أفغانستان

ستراسبورغ ـ وكالات

أكدت رئيسة المفوضية الاوروبية أورسولا فون دير لايين، أمس، أن أوروبا ستسعى الى تعزيز قدراتها العسكرية بعد انهيار الحكومة المدعومة من الولايات المتحدة في أفغانستان، معلنة عقد قمة دفاعية.

وفي خطاب “حالة الاتحاد” السنوي في البرلمان الأوروبي، قالت فون دير لايين “لقد حان الوقت لتنتقل أوروبا إلى المستوى التالي”. وأضحت أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون سيستضيف “قمة الدفاع الأوروبي” خلال رئاسة فرنسا للاتحاد الأوروبي التي ستستمر ستة أشهر بدءا من العام الجديد.

وتقود باريس الضغوط من أجل تطوير الاتحاد الأوروبي الذي يضم 27 بلدا، المزيد من القدرات العسكرية المستقلة إلى جانب التحالف الغربي الذي تقوده الولايات المتحدة.

تعهدات بالعمل المشترك

وقالت فون دير لايين “كانت مشاهدة الأحداث في أفغانستان مؤلمة جدا لعائلات العسكريين القتلى وأصدقائهم”.

وأضافت “علينا التفكير في الطريقة التي يمكن أن تنتهي من خلالها هذه المهمة بشكل مفاجئ. هناك أسئلة مقلقة جدا سيتعين على الحلفاء معالجتها داخل حلف شمال الأطلسي”.

وتابعت “لكن ببساطة، ليس هناك أي قضية أمنية ودفاعية يكون حلّها بتعاون قليل”.

وتعهدت فون دير لايين بالعمل مع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ من أجل إعلان مشترك جديد بين الاتحاد الأوروبي والحلف على أن يقدّم قبل نهاية العام.

وأظهر مقطع فيديو خطاب فون دير لايين، صورة لرئيسية المفوضية وهي مبتسمة إلى جانب زعيم الحلف، لكن ستولتنبرغ أعرب عن شكوكه بشأن استراتيجية الاتحاد الأوروبي المستقلة.

وقال ستولتنبرغ لصحيفة “ذي تليغراف” البريطانية الأسبوع الماضي “أي محاولة لإنشاء هيكليتين متوازيتين وازدواجية هيكلية القيادة، من شأنها أن تضعف قدرتنا المشتركة على العمل معا”.

على المدى القصير، تعهدت فون دير لايين تقديم 100 مليون يورو إضافية كمساعدات إنسانية لأفغانستان فيما تعاني الكتلة التداعيات الفورية لاستيلاء طالبان على الحكم.

وقالت “يجب أن نبذل كل ما بوسعنا لتجنب الخطر الحقيقي هناك والمتمثل بمجاعة كبيرة وكارثة إنسانية. وسنفعل ما بوسعنا وسنزيد مرة أخرى المساعدات الإنسانية لأفغانستان بمقدار 100 مليون يورو” مشددة على وقوف الكتلة “بجانب الشعب الأفغاني”.

مضاعفة المساعدات

ويأتي هذا التعهد الجديد بعدما زادت المفوضية الأوروبية مساعداتها الإنسانية لأفغانستان هذا العام بأربع مرات إلى 200 مليون يورو، فيما تكافح البلاد لتجنب الانهيار بعد استيلاء طالبان على السلطة. وقالت بروكسل إن أيا من المساعدات لن يذهب إلى حكام أفغانستان الجدد، وحضت طالبان على ضمان وصول العاملين في المجال الإنساني إلى البلاد. وأوضحت فون دير لايين أن الاتحاد الأوروبي سيحدد “حزمة دعم أفغانية جديدة أوسع نطاقا” خلال الأسابيع المقبلة. وركزت في خطابها على تعافي الاتحاد الأوروبي من جائحة كوفيد-19 والجهود المبذولة في سبيل تعزيز حملات التحصين في كل أنحاء العالم.

وأعلنت فون دير لايين أن الاتحاد الأوروبي سيتبرع بـ200 مليون جرعة إضافية من اللقاحات المضادة لكوفيد-19 للبلدان المنخفضة الدخل، أي أكثر من ضعف تعهداته الحالية.

وأقرّت فون دير لايين بالتباين الذي ظهر بين الدول المتقدمة اقتصاديا مثل الولايات المتحدة والبلدان الأوروبية التي لقّحت حتى الآن غالبية سكانها ضد فيروس كورونا، والدول الفقيرة التي تكافح للحصول على لقاحات. وقالت “مع إعطاء أقل من واحد في المائة من الجرعات العالمية في البلدان ذات الدخل المنخفض، فإن حجم عدم المساواة ومدى الإلحاح واضحان”.

*************

تصويب

نشرت “طريق الشعب”، في العدد السابق الذي صدر يوم الاثنين الماضي، تقريراً حول احراز الحزب التقدم والاشتراكية المغربي تقدماً في الانتخابات المغربية.

وجاء في مضامين التقرير، أن الحزب حصل على 23 مقعداً بفارق 7 مقاعد زيادة عن انتخابات 2016. بمعنى انه في تلك الانتخابات كان لديه 16 مقعدا فقط، بينما الحقيقة: هي أن الحزب تحصل على 12 مقعدا في 2016. وبالتالي فإن تقدمه الان هو بفارق 11 مقعدا عن الانتخابات السابقة، أي انه ضاعف عدد المقاعد في الانتخابات الحالية. لذا وجب التنويه.

*************

نصف مليون يحتجون ضد قوانين زراعية جديدة

عودة احتجاجات الفلاحين بقوة في الهند

رشيد غويلب

منذ بداية أيلول تسارعت احتجاجات الفلاحين في الهند مرة أخرى. وتأتي عودة عشرات الآلاف إلى الشوارع في محيط العاصمة نيودلهي، ضد إصرار حكومة اليمين القومي الهندوسي على سياستها، وضد ثلاثة قوانين زراعية جديدة. وكانت الحركة الاحتجاجية قد احتفلت بالذكرى الأولى لانطلاقتها في نهاية آب، بتنظيم تجمع وطني رمزي، لمدة يومين، شارك فيه قرابة 1500 ممثل للفلاحين والعمال والمنظمات الشبابية والطلابية والنسوية.  ويعد جمع هذه الشرائح في فعل احتاجي مشترك، واحد من الإنجازات العظيمة للحركة الاحتجاجية، التي تعد الأطول في تاريخ الهند.

لم تنجح، حتى الآن، المفاوضات بين المحتجين والحكومة المركزية. وانتهت أكثر من عشر جولات منها دون نتيجة تذكر. وتركز مطالب المحتجين على سحب القوانين الزراعية الثلاثة، وكذلك مطالبة الفلاحين السنوية المتكررة بضمان حد أدنى لأسعار شراء المحاصيل. وعلى الرغم من الاحتجاجات الكبيرة، كان رفع أسعار الشراء هذا العام محدودا جدًا، حيث بلغ لمحصول القمح الموسمي المهم 2 في المائة فقط.  ويعكس هذا مدى إصرار الحكومة على عدم طمأنة مخاوف الفلاحين. لذلك ليس من المستغرب أن تتسع الاحتجاجات في العديد من الأماكن، وتكتسب قوة مرة أخرى، وتشير التقارير الإعلامية، بشكل خاص إلى ولايات البنجاب وهاريانا وأوتار براديش، حيث تتمتع الحركات الفلاحية والنقابية الكبيرة بتقاليد عريقة.

وبررت الحكومة سياستها، بانها تمكن الفلاحين من بيع منتجاتهم مباشرة لتجار الجملة خارج الأسواق التي تنظمها الدولة. وبالتالي سيتحرر الفلاحين من القيود، وسيتمكنون من الحصول على أسعار أفضل.

ويرى الفلاحون أن الأمر مختلف تمامًا. ويعتقدون أن القوانين الجديدة تؤثر سلبا على معيشتهم، ولا تترك لهم سوى القليل من القدرة على مساومة تجار المفرد الكبار ومصنعي الأغذية.

أدى قمع الشرطة المباشر والموثق في هاريانا، إلى وفاة أحد المتظاهرين يوم 29 آب. ونشر مقطع فيديو يظهر مطالبة أحد ضباط الشرطة بـ “بتهشيم رؤوس”، إذا حاول المتظاهرون اختراق الحواجز. وفي 2 أيلول، نقلت الحكومة الضابط و19 آخرين، دون توجيه أية تهم إليهم أو إيقافهم عن العمل. لقد أدى ذلك إلى اشتعال الاحتجاجات في الولاية مجددا، ومع استمرار قمع الشرطة، عقد المتظاهرون جلسة عامة كبيرة لبدء المرحلة الثانية من احتجاجات الفلاحين، ووفق تصريح كريشنا براساد، زعيم اتحاد الفلاحين لعموم الهند الماركسي، لوسائل اعلام محلية: “نريد توسيع الاحتجاجات لتشمل جميع انحاء الهند”.

وفي الخامس من أيلول، ووفق ما أعلنته الشرطة، شهدت إحدى مناطق ولاية أوتار براديش، ذات الأكثرية الهندوسية، والأكثر اكتظاظا بالسكان، والتي يبلغ عدد سكانها أكثر من 204 مليون، وفق إحصاء عام 2012، مسيرة شارك فيها قرابة نصف مليون متظاهر، وهي الأكبر منذ اندلاع حركة الفلاحين الاحتجاجية. ونظم المسيرة اتحاد بهاراتيا، وهو اتحاد يتكون في الأساس من مزارعين وعمال، ذو طبيعة وطنية علمانية جامعة، تعرض في السنوات الأخيرة إلى ازمة داخلية، عندما اندلعت أعمال شغب بين الهندوس والمسلمين في المنطقة. أدت إلى خروج غلام محمد جولا أحد مؤسسي الاتحاد المسلمين، الذي عاد إلى صفوفه مجددا. لقد قام حزب رئيس وزراء الهند القومي اليميني الهندوسي، الذي يقود حكومة الولاية أيضا، بالتحريض على أعمال الشغب العنصرية. وقال راكيش تيكيت، وهو زعيم فلاحي بارز، إن التظاهرة ستعطي دفعة جديدة لحركة الاحتجاج. وأضاف “سنكثف احتجاجنا بالذهاب إلى كل بلدة في ولاية أوتار براديش لإيصال رسالة مفادها أن حكومة مودي معادية للفلاحين”.

وتكتسب الاحتجاجات في الولاية أهميتها، لان رئيس وزرائها اليميني المتطرف، يوغي أديتياناث، هو أحد القيادات المهمة في حزب رئيس وزراء الهن مودي، ومسؤول عن ملف القوانين الزراعية الجديدة. بالإضافة إلى أن الولاية ستشهد انتخابات في بداية العام المقبل. وأعلن المتظاهرون أنهم سيواصلون احتجاجهم حتى هزيمة رئيس وزراء الولاية في الانتخابات المقبلة: “علينا تجاوز السياسات الانقسامية لهذه الحكومة”. وان: “رسالتنا واضحة للغاية. إما أن تلغي القوانين أو عليك أن تتحمل الهزيمة في انتخابات الولاية ولهذا تمثل هذه الاحتجاجات أكثر من تحد لحكومة رئيس الوزراء الهندي.

تمثل الزراعة واحدا من أهم القطاعات الاقتصادية في الهند، حيث تغذي ما يقرب من نصف سكان البلاد البالغ عددهم أكثر من 1,3 مليار نسمة وتساهم بنحو 15 في المائة من الناتج الإجمالي المحلي للبلاد.

*************

الصفحة السابعة

برنامج بحاجة إلى دولة لا تضيع في التفاصيل الهامشية

ابراهيم المشهداني

طرح الحزب الشيوعي العراقي مسودة برنامجه كوثيقة أساسية للمؤتمر الحادي عشر للراي العام لمناقشته مسجلا تقليدا تفرد به عن غيره من الأحزاب العاملة في الساحة العراقية، وليكون مرشدا ودليل عمل في عموم منظماته الحزبية. وكذلك لاطلاع المؤسسات الرسمية التي تخطط لمستقيل العراق وللحركات السياسية الطامحة بصدق لبناء عراق يحتل مركزا متقدما في محيطه الاقليمي والعالمي.

البرنامج يتكون من ديباجة وأبواب تشتمل على كافة القطاعات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والخدمية،  ففي الديباجة عبر الحزب عن منهجه الفكري ورؤاه في مختلف جوانب الحياة في دولة يحكمها نظام ديمقراطي اتحادي فيدرالي بحق وحقيقة،  وفي الوقت الذي يدعو فيه إلى توطيد الفيدرالية في إقليم كردستان فإنه في ذات الوقت يدعو إلى اللامركزية في مناطق العراق الأخرى، مؤكدا إمكانية تشكيل أقاليم جديدة شريطة أن تقوم بتأمين المصالح والحاجات الحقيقية لأبناء المناطق المعنية .ومعبرة عن إرادتهم الحرة،  وهنا كان لابد من الإشارة  أن الشرط الأراس لإنشاء الأقاليم هو أن تكون الديمقراطية حقيقية وملموسة في النظام السياسي وبدونها يصبح الحديث عن الأقاليم  شيئا من حوار الطرشان،  فبدون هذا النظام القائم على هذا  الشرط يمكن وفي ظل ظروف معينة أن تعود البلاد إلى نظام أكثر شمولية وتطرفا من النظام الديكتاتوري السابق عبر أقلية متسلطة مدعومة خارجيا تقفز إلى السلطة في اجواء سياسية مشحونة بأيديولوجية طائفية سياسية.

وبالنظر لحجم الخراب والانفلات السياسي والأمني وتدهور القاعدة الاقتصادية والاجتماعية الناشئة عن الحروب والتدخلات الخارجية والتي انتجت تراجعا خطيرا في كل مناحي الحياة مما تطلب أن تكون برامج إعادة البناء بعيدة عن المثالية والمشاريع المثقلة بالرومانسية السياسية، وانطلاقا من هذه المحذورات فإن طرح البرنامج متصفا بالواقعية الفكرية والسياسية وليكون ملامسا لأية نوايا حسنة يحتمل توافرها في حكومة مستقبلية تتخلص من أدران سابقاتها وتعمل على توظيف طاقات الوطن البشرية وثرواته المادية ضمن خطط وبرامج عقلانية بعيدة عن التضليل والشعاراتية.

ففي باب بناء الدولة والنظام السياسي حدد البرنامج خيار الحزب في إقامة الدولة المدنية واشتراطاتها الدستورية وأساسها تخليص الدولة من أمراض الفساد ووبائه المنتشر في كل مفاصلها والذي انتشر نتيجة المحاصصة البغيضة التي كانت السبب الأراس في تخريب الحياة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية، وهنا وبالرغم من شمولية البحث في هذا الباب فإنني أرى من الأهمية بمكان التطرق إلى هيبة الدولة التي تعرضت للانتهاك وبشكل يومي نتيجة لاتساع نطاق الميليشيات المسلحة التي تتدخل بشكل سافر في الانشطة الحكومية  والاستحواذ على مصادر الدولة المالية وتضع كل قوانين الدولة واجراءاتها عرض الحائط، وتأتي هذه التسلكات جنبا إلى جنب مع تدخلات دول الجوار في الشأن الداخلي..

وفي حقل سياستنا الاقتصادية والاجتماعية، جاء البرنامج مؤكدا على وحدة دعائم الباء الاقتصادي والاجتماعي وروابطهما العضوية حيث يشكلان معا أسلوب الانتاج في المرحلة الراهنة  وعلاقتهما بالحياة السياسية، ومع أن ما ورد في مجال الاصلاح المصرفي كان علميا وواقعيا فأرى ضرورة تضمين هذا الإصلاح التنسيق بين السياستين المالية والنقدية لما لهذا التنسيق من أهمية في استقرار معدلات التضخم واسعار الصرف وانعكاساتهما على عمليات التنمية والاستثمار والمردود السليم للموازنات السنوية والإدارة الصحيحة للديون الحكومية وآثارها على مستوى العيش للمواطنين العراقيين، وهذا في نفس الوقت يتطلب إعادة النظر بقانون الإدارة المالية والدين العام . كما اقترح التأكيد على مراجعة نافذة البنك المركزي التي تحولت وبحسب تصريحات المسئولين في البنك المركزي والدولة وبرلمانيين كثر في أنها أصبحت نافذة لغسيل الأموال وتهريبها إلى الخارج، واداة من أدوات المضاربة في السوق،  وأيضا في الجانب المصرفي أرى ضرورة الإشارة إلى السياسة الادخارية وما تسفر عن تنشيط الاستثمار والهدف من ذلك استيعاب الكتلة النقدية المكتنزة التي تقدر ب70 في المائة من الكتلة النقدية المتداولة .وأضيف إلى ذلك ضرورة التأكيد على الغاء قرار سعر الصرف للدينار العراقي الذي أدى انخفاض قيمته إلى ارتفاع الأسعار وتعاظم معدلات التضخم وانعكاساته السلبية على حياة المواطنين المعيشية.

وفي مجال الاستثمار اقترح إلى جانب ما ورد في مسودة البرنامج الانفتاح على المحيط العربي في جذب الاستثمارات وخاصة الدول الخليجية حيث تتمتع بقدرات مالية فائضة لما تمتلك من صناديق سيادية جاهزة للاستثمار وتقدر حجم أموالها أكثر من تريليون دولار.

وفي حقل التجارة الداخلية والخارجية أقترح ما يلي:

  1. تفعيل دور وزارة التجارة بدراسة السوق باستمرار من حيث توافر البضائع والسلع الاستهلاكية سواء المنتجة محليا أو المستوردة وتحدد كميات ونوع البضائع اللازم استيرادها غير المنتجة محليا مع مراقبة الاسعار وعمليات الاحتكار التي يلجا اليها بعض التجار ضعاف النفوس.
  2. تفعيل التشريعات الحمائية للمنتجات المحلية كقانون حماية المنتجات وقانون حماية المستهلك وقانون من الاحتكار.
  3. تفعيل دور الرقابة التجارية وفي محاربة الاتجار بالسوق الموازية والبضائع المهربة.

وفي حقل القطاعات الاقتصادية اقترح إبراز فقرة خاصة تؤكد على التكامل بين القطاعين الزراعي والصناعي وتشجيع القطاع الخاص في إقامة المصانع التي تعتمد المنتجات الزراعية المحلية في سد حاجة السوق إلى بضائع الاستهلاك الشعبي وتدعيمها من الموازنات السنوية عبر زيادة مساهمتها في الانتاج المحلي الإجمالي.

وفي مجال التربية والتعليم اقترح تضمين البرنامج إضافة لمادته الثرية:

  • الاهتمام بنوعية المناهج بإعطائها جاذبية وإبعاد ما هو ممل وتوفي المستلزمات الضرورية للطلبة بهدف التشويق ومنع تسرب التلاميذ.
  • إعادة برامج التغذية المدرسية وخاصة في الأرياف حيث ينتشر الفقر للإسهام في التشبث بالدراسة والحفاظ على صحة التلاميذ.
  • معالجة توفير الطاقة الاستيعابية في المدارس ومعالجة اكتظاظ الصفوف وتأثيرها على المستوى الدراسي ومنع انتشار الأوبئة والأمراض السارية وتخليصها من المدارس الطينية والكرفانات المعرضة للاحتراق.

*************

ملاحظات حول مسودة برنامج الحزب المعدة للمؤتمر الحادي عشر

محمد حموزي

الديباجة

# الفقرة (3): أرى حذف كلمة (الإسلامية) سيما هناك حضارة عربية في مناطق عدة من المنطقة العربية قبل الاسلام.

* حذف جملة (من العرب... والشبك) وابدالها بجملة (من القوميات والطوائف) وذلك لوجود طوائف اخرى كالبهائية واليهود والزرادشتية.

# الفقرة (4): إضافة جملة (بالطرق الديمقراطية) إلى نهاية الجملة الاخيرة (وان يأتي تشكيل... ارادتهم الحرة).

# الفقرة (5): إضافة جملة (والعدالة الاجتماعية) إلى نهاية الجملة (والحزب يجمع ...وقضية الديمقراطية).

* إضافة جملة (التشريعية والتنفيذية والقضائية) إلى جملة (والفصل بين السلطات).

* إضافة جملة (عبر انتخابات نزيهة دورية) إلى جملة (التداول السلمي للسلطة).

# الفقرة (7): إضافة جملة (واشاعة ثقافة الاعتذار والتسامح) بعد نهاية الجملة (ويدعو إلى التمسك...والتكافل الاجتماعي).

# الفقرة (10): إضافة كلمة (العلمي) إلى نهاية الجملة (وتهيئة مستلزمات...والتأهيل المهني)

# الفقرة (15): إضافة كلمة (ويكافح) بعد كلمة (ويدين).

# الفقرة (18): إضافة كلمة (والمناخ) إلى جملة (حماية البيئة)

في بناء الدولة والنظام السياسي

# الفقرة (5): إضافة جملة (والعاملة بوجهين) إلى نهاية الفقرة.

# الفقرة (7): اعادة صياغة الفقرة كما يلي (اصلاح...قيام مفوضية عليا مستقلة... واجراء ...الخ). حيث أن المفوضية الموجودة حاليا شكلت على اساس المحاصصة.

# الفقرة (8): حذف جملة (وكذلك الجرحى) وجعلها فقرة خاصة بها.

* إضافة فقرة (رعاية جرحى تشرين/ 2019 وتقديم كافة انواع المساعدة لهم واستمرارهم في العيش الكريم).

سياستنا الاقتصادية الاجتماعية

-1 حذف كلمة (بعث) لا ضرورة لها فهي زائدة.

-5 حذف جملة (ولابد من التذكير) في بداية الفقرة الثانية. لأن هذا برنامج وليس بيان او مقالة.

-6 حذف جملة (لذا ندعو إلى) لأنها تضعف المعنى فهناك فرق بين الدعوة وبين العمل.

القطاع النفطي والاستخراجي

-5 إضافة جملة (وتفعيل العمل بأنبوب النفط العراقي المار بالمملكة العربية السعودية) بعد جملة (والاهتمام بتنويع منافذ التصدير).

الطاقة والكهرباء

-1 تعديل جملة (واستخدامه كمدخل) إلى (واستخدامها كمدخل). لأن الجملة تعني الطاقة الكهربائية وليس الغاز الحر والغاز المصاحب.

الصناعة

-5 يفهم من جملة (اعداد دراسات الجدوى... وبأسعار رمزية) بيع هذه الدراسة. ينبغي عدم بيعها وجعلها في متناول من يساهم في تطوير الصناعة الوطنية.

-6 تصحيح جملة (لصغار المنتجين) إلى (بصغار المنتجين).

# استحداث فقرة: تجميع الورش في مدن صناعية خارج المناطق السكنية وتقديم الدعم لها وتزويدها بالخدمات واللوازم الضرورية لها.

الزراعة

-11 تعديل الفقرة إلى (العناية ببساتين النخيل وأشجار الفواكه واستخدام الطرق الحديثة في زراعتها وحمايتها وتنميتها وتقديم الدعم لها. ورفع مستوى الإدارة المسؤولة عن هذه الثروة الوطنية.

-12 اعادة صياغة وتفكيك الفقرة كما يلي: (الاهتمام بقطاع الثروة الحيوانية... والاصول الجيدة...وتوفير الاعلاف المدعومة).

# استحداث فقرة: (تطوير وانشاء المستوصفات والمستشفيات البيطرية وتزويدها بالأدوية واللقاحات والاجهزة الحديثة. ورعاية الكادر الطبي العامل فيها ورفدها بالخريجين الجدد).

# اعادة تشغيل المشاريع العاطلة والمعطلة في مجال الانتاج النباتي والحيواني والثروة السمكية).

# استحداث فقرة: (تحديث وتطوير السايلوات الحالية وزيادة استيعابها. وانشاء سايلوات جديدة في الأماكن ذات الانتاج العالي).

التجارة الداخلية والخارجية

# استحداث فقرة: (تنظيم الاسواق الشعبية وتوفير الخدمات الضرورية لها).

# استحداث فقرة: (تجميع أصحاب البسطيات في أماكن مناسبة وانشاء اكشاك لهم بأسعار زهيدة).

قطاع السياحة

2 - حذف جملة (والنهوض باليات وانشطة الترويج) وتحويلها إلى فقرة خاصة بها

# استحداث فقرة: النهوض باليات وانشطة الترويج بإلزام مختلف وسائل الاعلام والسفارات والملحقيات الثقافية بالخارج في الترويج للسياحة نظرا لأهمية هذا الرافد في المساهمة في الدخل الوطني.

شؤون العمال والشغيلة

# استحداث فقرة: (رفع المستوى المهني للعمال من خلال فتح دورات تدريب وتأهيل لهم في مختلف مجالات العمل).

حقوق الطفل

-4 إضافة جملة (وبأطر وبرامج عصرية) إلى نهاية الفقرة.

الشبيبة والطلبة

-3 تعديل الفقرة إلى (فتح وانشاء النوادي ومراكز الشباب وتشكيل الفرق الثقافية والفنية والرياضية.

-4 إضافة جملة (بما يؤمن مصالح الطلبة ورفع المستوى العلمي لهم) إلى نهاية الفقرة.

-5 إضافة كلمة (والصحي) إلى نهاية الفقرة.

التربية والتعليم والبحث العلمي

اولا

-4 إضافة جملة (والمتوسطة والإعدادية) بعد جملة (وتفعيل الزاميته في الدراسة الابتدائية). حيث ان هذه الفترة الدراسية تلازم السن قبل (18) أي فترة المراهقة والتي يجب خلالها بناء جيل شبابي مستقبلي متعلم وبعيدا عن الضياع.

ثانيا

-4 إضافة (والعلمية) بعد كلمة (القانونية).

الصحة

-4 إضافة جملة (عموديا وأفقيا) إلى نهاية الجملة (الصحية الحكومية).

* حذف كلمة (المنتشرة).

-9 إضافة جملة (والمتاجرين بهما) إلى نهاية الفقرة.

# استحداث فقرة: (دعم وحماية الكادر الطبي المتميز).

الموارد المائية

استحداث فقرة: (انشاء خزانات لحفظ مياه السيول والاستفادة منها في أوقات شح المياه).

البيئة

-1 إضافة جملة (والتغير المناخي) إلى نهاية (الخاصة بالبيئة). وكذلك إضافة كلمة (المناخي) إلى نهاية الجملة (بتدهور الوضع البيئي).

###

نظرا لاستفحال الفساد في مختلف المجالات ونهب المال العام مما يتطلب من الحزب ان يبين موقفه منه وتضمين برنامجه طرق مكافحته له وذلك باعتماد ((رابعا - اليات واولويات مكافحة الفساد)) الواردة في (ورقة حول مكافحة الفساد) الصادرة من المكتب السياسي للحزب بتاريخ 21 / 9 / 2020.                                                               

************

وجهات نظر في شأن

برنامج الحزب الشيوعي

عبد الجبار نوري- السويد

الديباجة :لأهمية الوضع الراهن المتأزّم، طرح الحزب أكثر من ثلاثين فقرة مستفيضة  تغلغل بها  إلى مفاصل الدولة من جميع أتجاهاتها وزواياها من أجل التغيير الجذري لا المفصلى التوفيقي، وبحق أنه حدثٌ مهم وأنجازٌ سياسي مهم، في الديباجة طرحت الوثيقة (البديل) الديمقراطي، وبث الروح في الدولة المدنية الديمقراطية، وأنهاء نظام المحاصصة التي فتكت بالدولة ومزّقتَ نسيجها الأجتماعي وغيبت ثقافة المواطنة، وأكدت الديباجة القضاء على القوى الطفيلية والكومبرادورية، وأنصافاً كان التقرير شاملاً ومستوفياً بحيث ألقى الضوء على جميع الظواهرالأيجابية والسلبية وبتشخيص دقيق وبصيغة منهجية علمية تكشف النواقص والسقطات في التيارات المتصارعة مع الأسباب والمعالجة، وحقا يصلح التقرير أن يكون منهاجاً حركياً لخارطة نضال ستراتيجي مستقبلي من (التغيير) بنقلة نوعية من نظام اللادولة إلى نظام الدولة المدنية الديمقراطية،والملاحظ أن جميع فقراته تؤكد (ان يكون للتيار الديمقراطي المدني دوراً جماهيرياً واسعاً في ساحات التظاهر لكونه عنصر مهم ومؤثر في عملية تغيير (ميزان القوى)  أنه برنامج واسع يمثل أمتداد وأفكار الحزب التراكمية.

وهذه بعض من مقترحاتي وملاحظاتي(قابلة للخطأ والصواب) أرجو أن تكون موضع أهتمامكم ولكم شكري

- في مجال شؤون الطبقة العاملة أقترح أضافة و{ضمان صحي}.

- أقترح {أضافة نسبة البطالة رقما والتي هي %30 في 2015 و%46 في 2016}.

- بالنسبة للأنتخابات أقترح أن يكون شعار الحزب {تعليق المشاركة وليس تأجيل أو ألغاء الأنتخابات}.

- أقترح أضافة فقرة في أنصاف وتقييم شيوعيي الداخل الذين بقوا في الداخل لوقوع العبءالأكبر عليهم والأخطر في الحفاظ على التنظيم المحلي فهم خليط من الداخل والخارج من كافة مكونات العراق وأعراقه شهداءهم وأعتصاماتهم بالجبال الوعرة والوديان السحيقة لمدة عشرة سنوات وهم معرضون اليوم إلى ضغوطات وتهميش، أما شيوعيو الخارج كان لهم دور كبير في الدعم اللوجستي في دعم الحزب بالمقاتلين والأموال والنشاطات الأعلامية والتظامنية.

- الأسراع في تشريع قانون النفط والغاز.

- حول البنك المركزي أضيف جملة {ومكافحة غسيل الأموال} التي تعتبر أخطر آفة في تهريب موجودات البنك المركزي.

- أقترح أضافة ألغاء جميع القرارات والقوانين السابقة التي لا يزال القضاء والمؤسسات الحكومية التعكيز عليها.

- الأتجاه إلى تسريع أنشاء الطاقة البديلة  والأبتعاد الكلي عن نظام الخصخصة التي تعمق الهوة الطبقية في المجتمع العراقي.

- ذكر حقول الألغام التي تبتلع الأبرياء كل يوم.

- في مجال حقوق القوميات {أقترح أعطاء هذه الفقرة زخما وأهتماما بالنسبة للأيزيديين والفيليين الذين تعرضوا لجينوسايد فاشستي، الأيزيديين في 2014 والفيليين في ثمانينات القرن الماضي.

- بالنسبة للنظام الصحي أقترح أرجاع البطاقة الصحية لأصحاب الأمراض المزمنة وتفعيلها وتوفير الأدوية.

- في المجال الأقتصادي أقترح التوسع في موضوع أحادية الأقتصاد وألأعتماد على تصدير النفط.

- في حقل البنى التحتية أقترح أضافة {صيانة سد الموصل}.

-  أقترح أجراء تعديلات في (الدستور) العراقي لعام 2005، الذي هو سبب الشحن الطائفي والعرقي والمناطقي لكونه “ حمالة أوجه “ في التفسير الكيفي ولأن الأصلاح يبدأ بتعديل الدستور.

-  تفعيل قانون الأحزاب، أعتماد دولة المواطن لا كتلة المكوّن السياسي، قطع شريان المورد المالي الخارجي للأحزاب السياسية التي تبلغ عددها كماً أكثر من 35 حزب}

- في حقل حقوق المرأة التوسع في موضوع الساعة “التعنيف القسري” وتمثيلها في البرلمان بنسبة دستورية لا عن طريق شمولها بالكوتا المجحفة.

- تضمين تداعيات وباء كوفيد 19 على المستويات الأقتصادية والأجتماعية.

- مسح عقارات الدولة وتحريم بيعها من قبل الحكومة المركزية بالمزادات.

- اقترح وضع مقترحات موضوعية وعادلة بمنح المتجاوزين (البديل) قبل الترحيل بأسلوب التجريف المقرف والظالم وخاصة للفئات الفقيرة والمعدمة.

- أخيرا / بالنسبة إلى تغيير اسم الحزب أقول مع أقتراب كل مؤتمر وخاصة الأخيرات العاشر والحادي عشر تخرج بعض الأصوات متحججين بأسباب واهية لا مبرر ومسوغ منها، لم يكن أسم الحزب الشيوعي مشينا خلال تأريخه الحافل بالتضحيات ولم نرى منه هفوات مخجلة حتى يبدل أسمه، أقترح أقفال هذا الموضوع نهائيا.

ــــــــــــــــــــــــــــــ

مع كل الأمنيات الوطنية لنجاح المؤتمر الحادي عشر للحزب الشيوعي العراقي

كاتب وباحث عراقي مغترب

************

الصفحة الثامنة 

خارج النسق

عمالنا والحكومة والنقابات  

حسين حسن

شهدت السنين الثماني عشرة الاخيرة وللأسف تراجع وتلاشي دور العامل العراقي، المنتج المبدع الذي زكّى حجم التطور الصناعي المتحقق في عقود ما قبل 2003 اداءه الانتاجي على كل المستويات، حين سجل العمال العراقيون حضورا معروفا في سد حاجة البلد من السلع، وفي توفير فرص للتصديرالى دول الجوار.

اليوم يعاني عمال وبناة العراق من مشاكل لا حصر لها ولا حدود، وأسبابها تكمن في إهمال الحكومات المتعاقبة في العقدين الاخيرين لهم وللقطاع الصناعي وبضمنه الخاص.

لكن جزءا من المسؤولية يقع على عاتق الاتحادات النقابية العمالية. فهذه يفترض بها التهيئة لبرامج تقوم على قواعد وأسس تسهم في استنهاض القطاع، الذي يشكل العمال أبرز ضحايا تدهوره.

والمطلوب هو تشكيل قوة ضغط على الحكومة، في اتجاه تفعيل دور مؤسساتها المتمثلة بمديرية التنمية الصناعية، الى جانب اتحاد الصناعات، والمساهمة معهما في صياغة رؤى من شأنها معالجة الخلل الناجم عن غياب الموازنة الاستثمارية، ومعالجة عواقب الزيادة في سعر صرف الدولار، والحد من ارتفاع بدلات اشتراك الضمان الاجتماعي، وتفعيل التعرفة الكمركية، وتنظيم عملية الاستيراد للمواد الأولية فقط التي تدخل في الإنتاج الوطني ضمن المواصفات العالمية، والتي تخضع إلى لجنة حماية المستهلك.

هذه الإجراءات كانت جزءا من السياقات المتعارف عليها في ما مضى، وبفضلها اسهمت ظروف العمل والإنتاج في الارتقاء بمستوى جودة المنتج المحلي الذي غدا يضاهي المنتج المستورد.

آنذاك كانت المصانع جاذبة للعاملين، ولم يكن التعويل على العمل في دوائر الدولة كبيرا كما هو الحال اليوم، ففرص العمل كانت متاحة نسبيا لمختلف الاختصاصات المهنية.

وهذا ما يتوجب السعي الى استعادته اليوم، من خلال ايلاء القطاع الخاص المنتج، وليس الطفيلي، الدعم الضروري الملموس من جانب الحكومة، واوله اعادة الحياة الى المصانع والمعامل المعطلة والمتوقفة، ومن خلال نهوض النقابات العمالية واتحاداتها بمهامها في الدفاع عن حقوق العمال من جانب، وفي دعم الانتاج الوطني من جانب آخر.

***************

ثلاثة عمال عن دور الطبقة العاملة

في انتفاضة تشرين

عامر عبود الشيخ علي

لم تكن الطبقة العاملة بمعزل عن هموم جماهيرنا التي انتفضت قبل سنتين ضد سياسات وممارسات نظام المحاصصة والفساد، بل كانت في القلب من تظاهرات تشرين.

وعن دور العمال هذا في ساحات الاحتجاج حدث لـ “طريق الشعب” عدد من العاملين في القطاع العام من المشاركين في الانتفاضة.   

فقال النقابي جبار هلال ان “ موقف الطبقة العاملة من انتفاضة تشرين موقف رائع ومؤثر، نظرا الى ما لها من قدرة على التحشيد الجماهيري بفضل خبرتها الطويلة في الاحتجاجات والتظاهر”.

 وأضاف: “كانت خيمتنا في وسط ساحة التحرير منبرا ثقافيا للطبقة العاملة والكادحين، لتوعيتهم باتجاه حقوقهم ومطالبهم. وكان لنا دور كبير كنقابة للنقل والمواصلات في الانتفاضة، في توحيد القوى العاملة والمنتفضين من شرائح المجتمع المختلفة، لتكوين جبهة معارضة تقف بالضد من سلطة المحاصصة والفساد. ورغم تعرضنا للعنف والغازات المسيلة للدموع من قبل القوات الامنية، الا اننا صمدنا من اجل مطالبنا باعادة القطاع العام ودوران حركة الانتاج. ورغم توقف الاحتجاجات لاحقا في ساحة التحرير الا ان العمال استمروا في التظاهر امام الوزارات او في معاملهم. واليوم اعتقد ان الجماهير ستعمد بعد الانتخابات القريبة الى اعادة الاحتجاجات بزخم اكبر”.

العامل طارش جبار قال “ان انتفاضة تشرين لم تكن حدثا عابرا في تاريخ العراق الحديث، بل هي درس كبير حافل بالعبر والدروس، وان اكثر ما يهمني الحديث عنه كعامل في احدى شركات وزارة الصناعة والمعادن، هو شعور العمال بان هذه الانتفاضة جاءت لتحقق طموحاتنا كعمال، مثلما جاءت لتحقيق طموحات الطلبة والفلاحين والاطباء والمهندسين وكل شرائح المجتمع”

واشار الى ان السبب الرئيسي لخروجهم ومشاركتهم ابناء الشعب في هذه الانتفاضة ، هو الرغبة في التعبير عن رفضهم لسياسات نظام المحاصصة والفساد، سياسة تدمير الصناعة الوطنية والعمل على خصخصة المعامل والشركات في القطاع العام وحتى المنتجة منها.

وبيّن العامل طارش جبار ان  “ما اثار حفيظة العمال هو الاهمال المتعمد للمكائن والمعدات في معاملهم، والتي تحولت الى جثث هامدة أكلها الصدأ والغبار، بعد ان كانت تعمل على مدار الساعة رافدة البلد بالمنتجات والاموال الكثيرة.

ولهذه الاسباب  قررنا نحن عمال الشركة ان نشارك في انتفاضة تشرين، بعد ان كتبنا مطالبنا على الورق المقوى واتجهنا الى ساحة التحرير”.

 واضاف ان قسما من العمال “لم يكن راغبا في التظاهر بسبب اعتقاده ان الوضع لن تغيره التظاهرات، الا انهم عدلوا عن موقفهم بفعل اصرارنا على الاحتجاج والتظاهر. وستبقى العزيمة قوية حتى تحقيق هدفنا المنشود، في رؤية عراقنا يخرج من المحنة ويفتخر بصناعته وانتاجه”.

اما العامل محمد فنجان فقال: “شكلنا لجنة عمالية في الشركة العامة للصناعات الجلدية والنسيجية، وقمنا بنصب خيمة في بداية شارع الجمهورية، ايمانا منا بان القوى العاملة هي المحرك والداعم للانتفاضة، ولابد من مشاركتها الفعالة في التظاهرات. وكانت خيمتنا عبارة عن منبر لتثقيف المحتجين وتقويم مسار احتجاجهم وعزل المندسين وفضحهم، وقد لاحظنا تفاعلا كبيرا من جانب الجمهور الحاضر في ساحة الاحتجاج وخاصة سائقي التكتك”.

واشار الى انه “غالبا ما كنا نعقد حوارات داخل الخيمة مع الشباب والعمال حول ظروف العمل وساعاته وقوانين الانتاج وكل حقوق الطبقة العاملة، كذلك عن استغلال ارباب العمل للعاملين وعدم منحهم حقوقهم المشروعة، وتعريف المنتفضين بخطورة خصخصة القطاع العام والمنشآت الحكومية والانجرار وراء وصفات صندوق النقد الدولي.

وأكدا فنجان “ان الانتفاضة سلطت ضغطا كبير على الحكومة، وقد احرزنا ولو الحد الادنى من مطالبنا، وحصلنا على وعود بتثبيت العقود والاجراء اليوميين. الا ان بعض المطالب لم تتحق بعد ومنها صرف الرواتب في موعدها وبدون تأخير. وان تسويف المطالب وعدم الايفاء بالوعود سيكون حافزا لاستئناف التظاهرات، وخروج الكادحين والفقراء بقوة الى ساحة التحرير وهي رمز الانتفاضة وعرينها”.

****************

نكدح ونواجه الصعاب

كي نعيش بكرامة

بغداد. - طريق الشعب

نزحت نور عبد الرحمن ( ٣٨ سنة) قبل ٦ سنوات من ديالى في اعقاب هجوم داعش على منطقتهم الى قضاء كفري، وهناك بدأت تشتغل في واحد من البيوت البلاستيكية المخصصة لزراعة الخضار، تشتغل تسع ساعات يومياً حتى تگدر تأمن لگمة العيش لأطفالها الثلاثة بعد ما هجرهم زوجها قبل ٨ سنوات واضطرت تطلعهم من المدرسة لصعوبة العيشة وكل همها هسه انو تگدر تعيشهم.

الحقل الي تشتغل بي نور عبارة عن بيت بلاستيكي بناحية سرقلا بقضاء كفري، لزراعة أنواع مختلفة من الخضراوات مثل الطماطم، الخيار، الشجر، والبيتنجان .

 صاحب الحقل يعتمد بصورة أكبر على النساء لإدارة البيوت البلاستيكية ويقول “النساء أكثر دقة و حرص بالشغل”.

اغلب النساء اليشتغلن بالحقل هن نازحات من ديالى، صلاح الدين والانبار.

وتقول نور “رعاية الأطفال بالنسبة لمرة مثلي، نازحة، بدون شغل و بعيدة عن أهلي وبيتي حيل صعب، بس مسؤوليتي أرعى أطفالي وما انتظر الآخرين يتصدقون علينا”.

*************

هكذا تبتز شركة بغدادية معروفة عمالها

بغداد - طرق الشعب

تجبر شركة بغداد للمشروبات الغازية عمالها المقبلين على التقاعد، والراغبين في ان يعمل ذووهم بدلا عنهم وفق نظام البديل، على الاستغناء في المقابل عن مكافأة نهاية الخدمة.

وقد تحدث احد هؤلاء، وكان يعمل في الشركة واختار قريبا له للعمل بدلا عنه فيما هو يخرج للتقاعد، فذكر لـ “طريق الشعب” انه اضطر الى الاستغناء عن مكافاة نهاية الخدمه التي تبلغ 7 ملايين دينار، لقاء ضمان العمل لولده الذي انهي دراسته الجامعية قبل خمس سنوات ولم يجد عملا.

وفضل هذا المواطن عدم ذكر اسمه خوفا من الحاق عقوبة بولده من قبل القائمين على الشركة، وقال مضيفا ان “المعنيين في قسم الحسابات بالشركة ارغموني على توقيع عقد تنازل عن مكافأة نهاية الخدمة، مقابل عمل ولدي بدلا عني بصفة عقد”.

واوضح ان شركة بغداد للمشروبات الغازية اتخذت هذا الاجراء “ بعد الشكاوى الكثيرة التي رفعت ضدها الى محكمة العمل من قبل العمال الذين احيلوا الى التقاعد، ورفضت الشركة دفع مكافأة نهاية الخدمة لهم رغم ان القانون يقرها”.

وابدى المواطن تخوفه من قيام الشركة بطرد ولده من العمل في أية لحظة، لكونه ليس مثبتا على الملاك الدائم، وفي هذه الحالة سيخسر المكافأة وعمل ولده.

****************

مرة اخرى .. اجور قليلة

وساعات عمل طويلة

بغداد - طريق الشعب

يعاني عمال شركة الاقصى الاهلية للتسويق في الزعفرانية من ضئالة اجورهم مقابل العمل ساعات طويلة جدا كل يوم، فضلا عن طبيعة العمل المرهقة.

ويذكر عامل في الشركة لم يرغب في  الكشف عن اسمه، تجنبا للتعرض الى عقاب من جانب المسؤولين فيها، ان وقت عمله اليومي يتجاوز 14 ساعة، اضافة الى اضطراره الى المبيت في الشركة في بعض الايام، وكل ذلك مقابل راتب يبلغ  400 الف دينار يتقاضاه شهريا.

ويذكر الرجل موضحا ان “مصير من يعترض على هذا التعامل غير العادل، او يتغيب لاي سبب كان، هوالطرد من العمل”.

وردا على سؤال عما اذا قدم او ينوي تقديم شكوى ضد الشركة الى محكمة العمل او الى النقابات العمالية، اجاب بالنفي وقال ان انعدام الثقة في هذه الجهات هو المانع الابرز بالنسبة اليه. واضاف: “ لم نشاهد يوما عاملا تم طرده من العمل واستطاع العودة بفضل دفاع النقابات العمالية عنه. واغلب العمال يتخوفون من رفع الدعاوى القانونية، ويتجنبون الدخول في مشاكل قد تتوسع وتصل حد تدخل العشائر. اضافة الى ان الدعاوى القانونية تتطلب مصاريف مالية غير قليلة، ولا يستطيع العامل البسيط تحملها”.

**************

عامل غسل للسيارات: 10 آلاف دينار مقابل 10 ساعات عمل

بغداد - طريق الشعب

يواجه عمال في مجال غسل السيارات من مضايقات وابتزاز جهات حكومية، تحرّم عليهم العمل بسلام في ظل قلة فرص العمل وارتفاع الاسعار.

الشاب معتز كاظم وهو أب لثلاثة اطفال، يحمل شهادة بكلوريوس في التربية لكنه يعمل مضطرا في محطة لغسل السيارات في منطقة باطراف بغداد، يذكر ان أجره اليومي لا يتجاوز 10 آلاف دينار، يتسلمها لقاء عمل يستمر اكثر من 10 ساعات يوميا.

يقول معتز لـ”طريق الشعب” ان دائرة البلدية في المنطقة تهددهم على الدوام بقطع الماء ان لم ينتقلوا الى اي مكان غير الذي يعملون فيه حاليا “متحججين بان المكان متجاوز عليه”. ويتابع قائلا ان موظفي البلدية لا يهمهم التجاوز في الحقيقة، وانما “غايتهم اجبارنا على دفع خاوة اليهم تصل الى 100 ألف دينار اسبوعيا، ونحن مجبرون على دفعها مقابل تركنا نعمل بسلام”

ويشير معتز في حديثه الى ان اغلب زملائه هم مثله من الخريجين الذين لم يحضوا بفرص عمل ضمن اختصاصهم، فيضطرون للانخراط في اي عمل يتاح لهم وبأبخس الاجور.

***************

رغم مصادقة العراق على عشرات الاتفاقيات الدولية

ضعف وحتى غياب الحماية القانونية لحقوق العمال في القطاع الخاص

بغداد- طريق الشعب

يشتكي ليث قاسم (32 عاما) من طول ساعات العمل تحت اشعة الشمس الحارقة، مقابل راتب ضئيل لا يسد الحاجات الاساسية لعائلته. فهو يعمل في احد شركات القطاع الخاص بصفة سائق.

ويقول ليث، الذي يعمل سائقا في احدى شركات القطاع الخاص، في حديث  لـ”طريق الشعب” انه سمع بوجود العديد من القوانين المشرّعة عندنا في العراق والضامنة لحقوق العمال، الا انه لم يلمس شيئا منها على ارض الواقع.

انتهاكات لحقوق العمال

ويضيف ان جميع العمال، خاصة عمال القطاع الخاص “لا يزالون يتعرضون الى مختلف انواع الانتهاكات التي جرّمتها القوانين المحلية والاتفاقيات الدولية الخاصة بساعات العمل والاجور ومتطلبات السلامة وغيرها”. واتهم الجهات التنفيذية بالتقصير في اداء مهامها، فضلا عن “ضعف المراقبة من طرف البرلمان والجهات الدولية، وغياب الدور الحقيقي للنقابات بالدفاع عن حقوق العمال”.

وينبه ليث قاسم الى ان العمال والطبقات الفقيرة في المجتمع لا يحظون باهتمام من طرف المسؤولين والمتنفذين في السلطة الا في فترة الانتخابات، حين يطلقون حملاتهم لكسب الاصوات.

 والجدير بالذكر ان بيانا صدر مؤخرا عن منظمة العمل الدولية اشار الى ان “العراق موقع على 68 اتفاقية دولية تتعلق بالعمل والعمال، بضمنها ما يخص  ضمان حقوق العمال في ختلف القطاعات ومنع عمالة الاطفال وغير ذلك، الا ان العمال في مختلف المجالات ما زالوا يعانون الأمرين”.

فيما ينبه قانونيون الى وجود تناقض كبير بين الحرص المعلن للحكومات العراقية المتعاقبة على المصادقة على الاتفاقيات الدولية، وتطبيق تلك الاتفاقيات على ارض الواقع.

رؤية قانونية

ويرى القانوني المهتم بالشأن العمالي مصطفى قصي ان  الجهات التشريعية العراقية مقصرة في الموائمة بين الاتفاقيات الدولية والتشريعات المحلية وفي امكانيات تطبيقها.

وحذر من ان “صورة سيئة للعراق قد تتكون لدى المجتمع الدولي في حال استمرار تهاونه في تطبيق القوانين، خاصة المرتبطة منها بالاتفاقيات الدولية، والتي شرعت ونشرت في الجريدة الرسمية”.

وحول اتفاقيات العمل والعمال افاد قصي ان العراق “سعى الى استيعاب اغلب الاتفاقيات الدولية تشريعيا ضمن قانون العمل رقم 37 لسنة 2015” وان هناك نصوصا “اعطت للعمال حقوقا تفوق ما تتضمنه معايير العمل الدولية”.

مفتشون قليلون ونقابات محدودة العمل

وفي شأن ابرز التحديات التي تواجه القوانين النافذة سواء منها الدولية او المحلية قال قصي انها كثيرة ومتنوعة “ومن ابرزها قلة كوادر التفتيش التابعة الى وزارة العمل، ومحدودية عمل النقابات العمالية”، منبها الى ان “هناك ضرورة ملحة اليوم الى تطوير عمل الجهات القضائية المعنية بقضايا العمال، وتوسيع نشاطها في عموم محافظات العراق، والتعلم من تجارب الدول الاخرى بتطوير القطاعات الانتاجية، التي تستوعب العمال في مختلف التخصصات”.

***************

الصفحة التاسعة

بمناسبة اليوم الدولي للديمقراطية

أيمكن لمن لا يؤمن بالديمقراطية ان يبنيها!؟

عادل عبد الزهرة شبيب

اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة القرار المرقم (7/ 62) في ايلول  2007 باعتبار يوم 15 ايلول يوما عالميا للديمقراطية، حيث يعد هذا اليوم فرصة لاستعراض حالة الديمقراطية في العالم. وتقول الأمم المتحدة عن هذا اليوم بأنه يمثل فرصة للتذكير بأن الديمقراطية مرتبطة بالناس وهي تبنى على الشمول والمشاركة على قدم المساواة، وهي بالتالي لبنة أساسية للسلام والتنمية المستدامة وحقوق الانسان. وتعتبر كل من المشاركة السياسية والفضاء المدني والحوار الاجتماعي ركائز أساسية للحكم الرشيد. وهناك اشارة إلى تلك الصلة القائمة بين الديمقراطية وحقوق الانسان في المادة (21 / 3) من الإعلان العالمي لحقوق الانسان والتي جاء فيها: “ إن ارادة الشعب هي مصدر سلطة الحكومة ويعبر عن هذه الإرادة بانتخابات نزيهة دورية تجري على أساس الاقتراع السري وعلى قدم المساواة بين الجميع، أو حسب أي اجراء مماثل يضمن حرية التصويت..”.

يشكل احترام حقوق الانسان والحريات الأساسية ومبدأ عقد انتخابات دورية نزيهة بالاقتراع العام عناصر اساسية من عناصر الديمقراطية وهذه القيم مجسدة في الإعلان العالمي لحقوق الانسان، كما أكد الأمين العام للأمم المتحدة (انطونيو غوتيريش) على احترام وحماية حرية التعبير والصحافة وحرية المعلومات وحرية تكوين الجمعيات والتجمع وغيرها من الحقوق الاخرى.

لقد جاء تقرير مؤشر الديمقراطية لعام 2018 والذي نشرته وحدة (ايكونوميست انتيليفنس) وهي وحدة تابعة لمجلة (الايكونوميست) أن تصنيف الديمقراطية يعتمد على (60) معيارا فرعيا مجمعة في الفئات الخمسة التالية: -

  1. العملية الانتخابية والتعددية.
  2. عمل الحكومة.
  3. المشاركة السياسية.
  4. الثقافة السياسية الديمقراطية.
  5. الحريات المدنية.

ومن المقرر ان يمنح مؤشر ديمقراطية الدول درجة من (10) اعتمادا على هذه المعايير. وتم تصنيف الدول إلى أربع تصنيفات وهي:

  1. دول ديمقراطية كاملة.
  2. دول ذات ديمقراطية منقوصة.
  3. دول هجينة تجمع بين الديمقراطية والاستبداد.
  4. دول ذات انظمة استبدادية.

وبهذا الصدد فقد احتل العراق في حينها المرتبة (114) من أصل (165) حيث صنف العراق ضمن الدول ذات النظام الهجين الذي يجمع بين الديمقراطية والاستبداد.

فبعد سقوط النظام الدكتاتوري الفاشي في العراق في 2003 تأمل العراقيون إقامة النظام المدني الديمقراطي الحقيقي الذي يقطع الطريق على اي مسعى لإعادة بناء نظام شمولي استبدادي قمعي تحت اية ذريعة او واجهة. إلا أن الذي حصل بعد 2003 هو الفشل في تحقيق ما تطلع اليه العراقيون من إقامة الدولة المدنية الديمقراطية. وان الأزمات التي شهدها ويشهدها العراق منذ التغيير في 2003 وحتى اليوم ليست معزولة عن تركة النظام المباد الثقيلة وطبيعة نظام الحكم ومنهجه المعتمد على نظام المحاصصة الطائفية – الإثنية في الادارة وفي بناء مؤسسات الدولة، المدنية والعسكرية وتغليب الهويات الفرعية على المواطنة العراقية الجامعة. كما انها ليست معزولة عن تسييس الدين وتوظيفه ، وتفاعل العديد من العوامل الداخلية والخارجية وما تعرض له العراق من عنف وتخريب وموجات ارهابية دامية في ظل تعمق الطابع الريعي والاستهلاكي للاقتصاد الوطني واعتماد السوق المفتوحة وغياب الرؤية الاستراتيجية المتكاملة لتحقيق تنمية متوازنة مستدامة ، بجانب تفشي الفساد في الدولة والمجتمع واحتدام معركة شعبنا ضد الارهاب وداعش ، اضافة إلى بعض الصيغ حمالة الأوجه في الدستور والانتقائية والممارسة الخاطئة في تفسير وتطبيق مواده كما جاء ذلك في وثائق الحزب الشيوعي العراقي . اذن العراق يعاني من حالة استعصاء سياسي ناجمة عن الصراعات بين الكتل المتنفذة وفي داخلها.

في ظل هذه الأجواء المتأزمة وفي ظل نظام المحاصصة القائم في العراق هل توجد ديمقراطية حقيقية؟ تعني الديمقراطية حرفيا (حكم الشعب) حيث انها شكل من اشكال الحكم يشارك فيها جميع المواطنين المؤهلين على قدم المساواة في اقتراح وتطوير واستحداث القوانين والتي تشمل الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والثقافية التي تمكن المواطنين من الممارسة الحرة والمتساوية لتقرير المصير السياسي. فهل هذا موجود فعلا في العراق؟

من أركان الديمقراطية التي ينبغي توفرها في المجتمع حتى نسمي نظامها ديمقراطيا:

1) الانتخابات: حيث يتم اضفاء الشرعية على الديمقراطية عن طريق الانتخابات النزيهة والحرة (فهل توجد في العراق انتخابات حرة ونزيهة وغير مزورة وبدون تهديد السلاح والضغوطات؟) كون الانتخابات وسيلة لمنع البعض من تفضيل مصالحهم الخاصة على المصلحة العامة وتحد من احتكار السلطة لصالح فئة معينة او مذهب معين كما يحصل في العراق.

2) التسامح السياسي: وتكمن أهميته في تحقيق التنمية المستدامة والتوصل إلى عموم الفائدة على جميع الفئات المجتمعية دون غض الطرف عن أي منها. فهل يوجد تسامح سياسي في العراق أم صراعات سياسية من أجل المناصب والنفوذ ومغانم السلطة وامتيازاتها بل أن الصراعات موجودة حتى داخل الكتل السياسية نفسها.

3) سيادة القانون: إذ توجد علاقة وثيقة ما بين الديمقراطية وتطبيق القانون حيث يمكن للمواطن الحكم على شرعية الحكومة بعد إخضاع العملية السياسية للقوانين ووضعها ضمن إطار تنظيمي. وفي العراق لا يوجد شيء اسمه قانون؟

4) حرية التعبير: تدل حرية التعبير على حرية المجتمع، وتعد الصحافة الحرة التي تسمح للأفراد بمناقشة القضايا المختلفة دليلا على ديمقراطية النظام السياسي التابع لذلك المجتمع. وفي العراق على الرغم من ان الدستور العراقي النافذ قد أكد في بعض بنوده على حرية التعبير والرأي وحرية التظاهر السلمي إلا أن السلطات الحاكمة رفضت ذلك عمليا وقامت بقتل المتظاهرين السلميين من الشباب الذين عبروا عن رأيهم، وراح ضحية ذلك أكثر من 700 شهيد واكثر من 30 ألف جريح، اضافة إلى قيامها بغلق عدد من الإذاعات والفضائيات المخالفة لها في الرأي، فأي ديمقراطية هذه في العراق!؟

5) المساءلة والشفافية : تعد الحكومة المنتخبة من قبل الشعب مسؤولة أمامه ، ومن أجل التحقق من انجازاتها وقيامها بواجباتها كتقديم الخدمات الصحية والتعليمية وغيرها من الاجراءات ينبغي وجود مؤسسات محايدة في الدولة لتقييم ذلك كسلطات قضائية مستقلة .وفي مجال تقديم الخدمات في العراق هناك تقصير واضح جدا في تقديم الخدمات للمواطنين من قبل كل الحكومات المتعاقبة منذ 2003 وحتى اليوم. وهذا كان أحد الأسباب التي دعت للانتفاضة الشعبية التي عمت مدن العراق المختلفة ويفترض بالشعب محاسبة هذه الحكومات في ظل الديمقراطية الحقيقية وليست المقزمة كما هو الحال في العراق .

6) اللامركزية: تشجع اللامركزية المواطنين ليصبحوا أكثر وعيا من أجل المشاركة في الديمقراطية، وتسهم في تقليل نفوذ القوى السياسية، كما تشير إلى مدى اقتراب الحكومة من حكم الشعب. ولنجاح الديمقراطية ضمن اللامركزية ينبغي توافر موارد بشرية وكفاءة مؤسسية وتمويل لامركزي.

7) المجتمع المدني: ويشمل العديد من الأنشطة والمشاركات كالمجموعات التي تهتم بقضايا معينة مثل حقوق الانسان وغيرها او المنتديات المجتمعية أو الأندية أو الجمعيات الخيرية أو النقابات إضافة لمجموعات واسعة من الأعمال التطوعية وغيرها من النشاطات التي تندرج ضمن المجتمع المدني والتي تساعد بدورها على نمو الديمقراطية الشعبية في المجتمع ...

أهداف الديمقراطية

تهدف الديمقراطية الحقيقية إلى تحقيق الأهداف الآتية:

1) تحقيق المساواة بين جميع المواطنين عند تحقيق مصالحهم وأخذ آرائهم بعين الاعتبار دون الانحياز إلى أحد. فهل المساواة موجودة في العراق بغض النظر عن الدين والمذهب والمعتقد والجنس ؟.

2) حماية الحريات العامة بمختلف انواعها وحقوق الإنسان. وهذه الأمور منتهكة في العراق من قبل النظام الحاكم الذي يستخدم القوة المفرطة من أجل اسكات المعارضين وقتلهم.

3) تطبيق النظام الديمقراطي يساعد على استبعاد أنظمة الحكم الدكتاتورية والاستبدادية.

4) حكم الشعب نفسه بنفسه، فالديمقراطية تتيح للشعب إمكانية اختيار حكومته وبالتالي فإن مدى رضاه عن الحكومة يرتبط باختياراته لأنه هو صاحب القرار في هذا الاختيار. هذا إذا كانت الانتخابات غير مزورة ونزيهة تعبر فعلا عن ارادة الناخبين من الشعب وهذا الأمر لم يحصل في العراق.

اذن يمكن القول إنه لا توجد ديمقراطية حقيقية في العراق في ظل نظام المحاصصة الطائفية – الإثنية وفي ظل نظام يقوم على قتل المعارضين السلميين ويفضل مصالحه الشخصية على مصالح الشعب والوطن، وفي ظل وجود قيادات لا تؤمن بالنظام الديمقراطي الحقيقي. وتتمثل مشكلة الانتخابات في العراق في انها لا تزال غير قادرة على انتاج نظام ديمقراطي حقيقي يرعى مصالح الشعب والوطن، حيث أن القيادات والأحزاب المتنفذة لا تزال تدور في دائرة نظام المحاصصة الذي يعتمد على توزيع مغانم السلطة بين الاحزاب المتنفذة. إن إنعاش الديمقراطية الحقيقية في العراق لن يكون الا بتغيير النظام الانتخابي الحالي الذي يرسخ هيمنة الاحزاب والقيادات السياسية المتنفذة ويهمش الآخرين والتخلص من نهج المحاصصة الطائفية – الاثنية الذي هو أس البلاء في العراق.

من المفارقات التي نلاحظها في العراق أن المادة الأولى من الدستور العراقي النافذ تنص على أن نظام الحكم في العراق هو نظام ديمقراطي. ففي العراق (الديمقراطي) اليوم يتم قتل الشباب الذين يعبرون عن رأيهم المكفول دستوريا والذين يطالبون بفرص العمل التي هي حكرا لأبناء المسؤولين واقاربهم.

اذن يمكن الاستنتاج ان التجربة الديمقراطية في العراق تعاني من فشل ذريع وتجسد هذا الفشل في عدم قدرة النظام ما بعد 2003 وحتى اليوم على تحقيق الوعود التي وعدوا بها العراقيين وبناء نظام ديمقراطي حقيقي وتحقيق العدالة الاجتماعية.

أيمكن لمن لا يؤمن بالديمقراطية في العراق ان يبنيها!؟

******************* 

في يومها الدولي

 الديمقراطية في السياق العراقي

بغداد ـ طريق الشعب

في اليوم الدولي للديمقراطية، الذي يصادف 15 أيلول، اعد فريق مركز المعلومة للبحث والتطوير ورقة حملت عنوان (الديمقراطية في السياق العراقي)، من اعداد الكرار حسن، وحارث الهيتي، وسعت الورقة الى القاء أضواء على اهم عوائق بناء الديمقراطية ومخاطر غيابها، وافاق نجاحها.

وتطرقت الورقة الى مفهوم الديمقراطية، وتعريفاتها المختلفة، وعلاقاتها بالانتخابات، مشيرا الى انه يُنظر الى الديمقراطية، في بعض التعريفات من نافذة الجانب السياسي والانتخابات فقط، وللديمقراطية أبعاد أخرى من المهم توافرها، وهي حسب فالح عبد الجبار ليست مثلاً عليا ومبادئ مجردة يتبنى تطبيقها مصلح بعينه، هي ليست أكثر من تمثلات فكرية لعلاقات متبلورة أو قيد التبلور، هي نظام علاقات اجتماعية وسياسية واقتصادية مؤسساتية وثقافية. ولكي تكون هكذا فيجب أن تعمل بمستوياتٍ ثلاث حسب عبد الجبار:

أولاً: نظام علاقات بين أفراد وفئات مجتمع معين.

ثانياً: نظام علاقات بين هذا المجتمع وبين الدولة بوصفها هيئة ناظمة لاحتكار وسائل العنف المشروع والتقنين، لصيانة حياة وملكية وثقافة سائر مكونات المجتمع، وحماية المجتمع نفسه ككل من التحديات الخارجية.

ثالثاً: نظام علاقات وظيفي مؤسساتي بين مكونات هذه الدولة، التي تضطلع بوظائف متباينة (التنفيذ، التشريع، القضاء).

 وتحدثت الورقة عن السياق العراقي الديمقراطي منذ تأسيس الدولة العراقية عام 1921.

وبخصوص تجربة مابعد عام 2003 جاء في الورقة: “في كتابه (الموجة الثالثة .. التحول الديمقراطي في أواخر القرن العشرين) يشير صموئيل هنتنغتون الى ان النظم التي تحولت الى الديمقراطية في الموجة الأولى كانت عبارة عن ملكيات استبدادية وارستقراطيات اقطاعية متداعية، بينما الدول التي ذهبت باتجاه التحول الديمقراطي في الموجة الثانية كانت دولاً فاشية ومستعمرات ودكتاتوريات، فيما تشكل دول الحزب الواحد والأنظمة العسكرية والدكتاتوريات الفردية  دول الموجة الثالثة للتحول الديمقراطي وحسب تعريف هنتنغتون لموجة الديمقراطية باعتبارها تحولاً من النظام السلطوي الى النظام الديمقراطي فإن عملية التحوّل هذه تخضع لعوامل مختلفة، قد يكون التحوّل هذا نابعاً من داخل المجتمع ذاته كحالة الهند أو قد تكون مفروضة على المجتمع من خارجه كحالة اليابان بعد هزيمتها في الحرب العالمية الثانية او العراق بعد العام 2003 بعد سقوط نظام صدام حسين بفعل الغزو الأمريكي للعراق”.

وتضيف الورقة انه “قد يبدو من التجربة الديمقراطية في العراق وكأنها اجتازت مرحلة الخطر أو حسب الأدبيات السياسية مرحلة التحول باعتبارها فترةً انتقالية من النظام التسلطي نحو النظام الديمقراطي، والوصول الى المرحلة الأكثر استقراراً حين يكون هنالك قبولاً بالنظام الديمقراطي الجديد من كافة الفاعلين السياسيين. وإذا افترضنا إن كل هذا  قد تحقق، فهنالك ما هو أهم، ما يضمن  نشوء بيئة قائمة على المساواة على الصعيد السياسي والاقتصادي والاجتماعي، هذا الأمر لا يتحقق من غير الدفع بالديمقراطية للوصول بها إلى مرحلة الديمقراطية الاقتصادية التي تضمن توزيعاً عادلاً للموارد واجتماعية من شأنها أن تمنح مختلف فئات المجتمع القدر ذاته من حقوق المشاركة. فالأنظمة السياسية وإن كان يتم فيها الإيفاء ببعض عناصر النظام الديمقراطي شكلياً مثل حق الانتخاب العام بالمساواة الا انها تفتقد العناصر الجوهرية الأخرى وهي حسب رأي توماس ماير ديمقراطيةً معطوبة”.

وتشير الورقة الى انكل ما تقدم التطرق له في أعلاه من الممكن اعتباره جزء من النظام الديمقراطي، أو ديمقراطية سياسية التي نعتقد إنها غير كافية لوحدها لبناء مجتمع ديمقراطي، بل من المهم والضروري العمل على بناء الديمقراطية الاجتماعية بإطارها الواسع وعدم الاكتفاء بكونها نظاماً يتبنى نهج التحفيز الاقتصادي فقط وإنما من شأنه أن يتجه نحو الإنسان لتمكينه من الاندماج الاجتماعي والمشاركة المجتمعية والاقتصادية، فالديمقراطية الاجتماعية نظاماً من شأنه أن يعيد توزيع الثروات ويحارب الفقر. نظاماً يعمل في سبيل تحقيق العدالة الاجتماعية التي إن غابت تبدو الديمقراطية ناقصة. آخذين بالاعتبار إن الفقراء وقليلي الدخل لا يمكن أن يكون تفكيرهم بالديمقراطية بجانبها السياسي أكثر من تفكيرهم بقوت يومهم، مثلاً كشف استطلاع للرأي بعد ثورة يناير 2011 في مصر إن ما نسبته 19 في المائة فقط ممن شاركوا في ذلك الاستطلاع بينوا إن الرغبة في تحقيق الديمقراطية كانت سبباً رئيسياً في إسقاط مبارك، بينما أشار 65 في المائة منهم الى ان تردي الأوضاع الاقتصادية كان السبب في خروجهم.

وتختتم الورقة باستنتاجات بينها:

  • منذ عشرين عاماً والحديث يجري عن التجربة الديمقراطية في العراق، وبمراجعة خاطفة لطبيعة النظام – القائم على أساس المحاصصة الطائفية- وما أنتجه من أزمات مستمرة لعل أبرزها المتعلقة بمدى مقبولية هذا النظام، مقبوليته من قبل الفاعلين السياسيين كما تهدف الديمقراطية، فاحتجاجات 2011 في العراق تبعتها احتجاجات “المحافظات ذات الغالبية السنية” واحتجاجات 2015 وصولاً الى استفتاء الكرد على الانفصال عام 2017 و لحظة تشرين 2019 كلها بشكلٍ أو بآخر تقول بذلك.
  • إن هذا التغيير “الديمقراطي” في العراق جاء بتأثير قوى/إرادة خارجية فرضها الاحتلال الأمريكي، وليس بتأثير الداخل العراقي، أو حتى أحزابه وحركاته الجماهيرية، ولوجود كثير من دول الجوار العراقي قائمة على أساس الأنظمة السلطوية باختلاف مرجعياتها كانت تجربة الانتقال الديمقراطي محط توجس من قبل هؤلاء إن لم نقل معرقلاً لإجراء تغييرا مثل هذا.
  • نظراً لريعية الاقتصاد العراقي وما يمثله هذا الريع من ايجاد مداخيل عالية متأتية من القطاع النفطي فقط ولا دخل لباقي الفئات باستحصاله، هذا يسمح للدولة بأن تكون منعزلة او مستقلة نتيجة ارتباطها بالنفط وتسويقه الذي هو بالتالي على علاقة وثيقة بالخارج، كل هذا من شانه ان يفقد المجتمع واحدة من أبرز حقوقه وهو مساءلة المتصدين للشأن العام.
  • تتطلب عمليات الانتقال الديمقراطي ارادة حقيقية تعرف بإرادة الانتقال وهذا يتحقق عن طريق ترسيخ ثقافة المشاركة والاختلاف، و اصلاح البنى الفكرية اولاً ومأسسة المؤسسات ودمقرطتها ثانياً.

**************** 

الصفحة العاشرة

أفغانستان .. ممنوع اختلاط الرجال بالنساء في العمل والدراسة

كشف مصدر بارز في طالبان التي تسيطر بشكل كامل على أفغانستان، أن الحركة تنوي عدم السماح للنساء بالعمل إلى جانب الرجال، مما يعني في حال اعتماد هذا التوجه رسميا منعهن من الحصول على وظائف في أماكن عدة، منها الدوائر الحكومية والبنوك ووسائل الإعلام وغيرها.

وقال وحيد الله هاشمي المقرب من قيادة طالبان لـ”رويترز”، إن “الحركة ستطبق تفسيرها للشريعة الإسلامية تطبيقا كاملا، رغم ضغط المجتمع الدولي عليها للسماح للنساء بالعمل في الأماكن التي يسعين للعمل فيها”.

ومنذ سيطرة طالبان على أفغانستان الشهر الماضي، يقول مسؤولو الحركة إنه سيكون بإمكان النساء العمل والدراسة “في حدود ما تسمح به الشريعة الإسلامية”.

لكن هناك غموضا على نطاق واسع بشأن تأثير ذلك عمليا على إمكانية احتفاظهن بوظائفهن الراهنة.

وقال هاشمي: “قاتلنا لمدة تقترب من 40 عاما لنطبق الشريعة الإسلامية في أفغانستان. الشريعة (...) لا تسمح للنساء والرجال بالبقاء معا أو الجلوس معا تحت سقف واحد”.

وأضاف: “لا يمكن أن يعمل الرجال والنساء معا. هذا واضح. غير مسموح لهن بأن يأتين إلى مكاتبنا ويعملن في وزاراتنا”.

معلوم أن تشكيلة الحكومة التي أعلنتها طالبان في السابع من أيلول لم تضم أي نساء، وهناك تقارير متداولة على نطاق واسع عن إعادة نساء إلى بيوتهن بعد ذهابهن إلى أماكن العمل.

وقال هاشمي إن حظر عمل النساء سيشمل أيضا قطاعات مثل الإعلام والبنوك، حيث برزت النساء على نحو متزايد منذ إطاحة طالبان عام 2001، وتولي الحكومة المدعومة من الغرب مقاليد السلطة.

وأضاف أن الاختلاط بين الرجال والنساء خارج البيت سيسمح به في ظروف معينة، منها على سبيل المثال زيارة الطبيب.

وتابع أنه “يجب السماح للنساء بالدراسة والعمل في قطاعي التعليم والطب، حيث يمكن إقامة منشآت منفصلة لهن”.

وقال: “سنحتاج بالطبع إلى النساء، على سبيل المثال في الطب، في التعليم. ستكون لدينا مؤسسات منفصلة لهن، مستشفيات منفصلة، وربما جامعات منفصلة، ومدارس منفصلة، ومعاهد دينية منفصلة”.

والأحد قال وزير التعليم العالي الجديد إنه يمكن للنساء الدراسة في الجامعة، لكن لا بد من فصلهن عن الرجال.

ونظمت نساء عدة احتجاجات في أنحاء أفغانستان مطالبات بالحفاظ على الحقوق التي اكتسبنها خلال العقدين الماضيين، وفرق مسلحون من طالبان بعض المسيرات بإطلاق النار في الهواء.

وطبقا لبيانات البنك الدولي، بلغت نسبة مشاركة النساء في سوق العمل بأفغانستان 23 بالمئة عام 2020، ارتفاعا من نسبة صفر بالمئة فعليا خلال حكم طالبان السابق.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

وكالات – 14 أيلول 2021

******************* 

غربة أمينة رشيد *

أمينة النقاش**

رأيت أمينة رشيد للمرة الأولى فى النصف الأول من الثمانينيات، أثناء مشاركتها الدؤوبة والنشطة فى لجنة الدفاع عن الثقافة القومية، وهى لجنة جبهوية تم تشكيلها لمقاومة كل أشكال التطبيع الثقافى مع إسرائيل، وكانت تتخذ من حزب التجمع مقرا لها . وبسبب بساطتها الآسرة وانفتاحها التلقائى وإقبالها العفوى على الآخرين، أصبحنا منذ اللقاء الأول صديقتين، نتبادل معا الحكايات والأسرار والكتب، ونشترك معا فى المظاهرة ضد أول وآخر دعوة، لمشاركة إسرائيل فى معرض الكتاب الدولى بأرض الجزيرة . كانت أمينة قد عادت قبل فترة وجيزة إلى مصر، بعد أن غادرتها فى الستينات إلى فرنسا للدارسة ونيل شهادة الدكتوراه ثم العمل، بعد أن قررت أن تغلق هذه الصفحة من حياتها، برغم ما حققته فيها من مكانة أكاديمية ونجاح وظيفى وعلمى فى الأوساط الثقافية الفرنسية. عادت إلى مصر لتسكن شقة متواضعة فى حى الوراق، قبل أن تنتقل إلى شقة مدينة المبعوثين بالجامعة، لتعمل فى قسم الأدب الفرنسى فى جامعة القاهرة، استاذة للادب المقارن، الذى برعت فى دراسته وتدريسه والكتابة النقدية عنه. وكانت جسارتها وصدقها مع نفسها وراء اتمام تلك الخطوة التى اضطرتها إلى أصعب اختيارات حياتها: ترك ابنها مروان راشد طفلا صغيرا لاستكمال دراسته فى فرنسا، هذا فضلا عن التفاوت المادى الشاسع، ليس فقط فى الأجور بين عملها فى باريس والقاهرة، بل كذلك فى الحريات الأكاديمية المتاحة .

لم يكن الاستقرار والعمل فى باريس هو الغربة الأولى فى حياة أمينة رشيد. عاشت غربة أخرى فى طفولتها وصباها فى الوسط الارستقراطى الذى نشأت فيه، داخل بيت يحفل بالثراء وينعم بالفخامة، لا يتحدث فيه سكانه مع بعضهم البعض سوى باللغة الفرنسية، ولاتسمع فيه اللغة العربية، إلا عند الحديث مع الخدم، مما عزلها عن مجتمعها الذى يتحدث كل أفراده اللغة العربية. لم تكن سعيدة بتلك القطيعة مع مجتمع يشقى أبناؤه من الفقر والجهل والمرض، بينما تنعم هى ومحيطها الأسرى برغد العيش. وتشكلت فى تكوينها غربة أخرى، تمثلت فى عدم قدرتها على تحقيق التوازن النفسى والسلام الداخلى، فى محيط يزخر بالشقاء. وكانت حالة الاغتراب عن الوسط العائلى الذى عاشت وتربت فيه، وأرق ضميرها الحى، قد ولدت لديها شعورا دائما بالارتباك والعزلة والتعاسة، واحساسا ظل ملازما لها بالذنب،لانتمائها لتلك الطبقة التى تعكس التمايز بين مصرين، “مصر العشة” و”مصر القصر”، وربما أورثها ذلك قدرا من عدم الثقة فى النفس. أدركت أمينة رشيد، وهى تلميذة فى المرحلة قبل الجامعية ،أنها لكى تكون نفسها، فعليها أن تسقط الحدود المفروضة عليها، التى تفصل بينها وبين الناس، وأن تبحث عن طريق يجلب لهم العدل الاجتماعى وينصف حياتهم، فاختارت بوعى سياسى وإنسانى وإرادة من فولاذ تتحدى واقعا عائليا راسخا، أن تكون اشتراكية، وان تعتنق الفكر الماركسى، الذى يقود إلى تحقيقها، فانخرطت فى حركة اليسار المصرى. وكان وعيها الوطنى قد تشكل فى نفس الفترة، حين قذفتها زميلة لها فى المدرسة بالحجارة، اعتراضا على توقيع جدها لامها، رئيس الحكومة إسماعيل باشا صدقى، على اتفاقية صدقى – بيفن ،التى رفضتها الحركة الوطنية، وتظاهر المصريون ضدها طلبا للاستقلال وانهاء الاحتلال البريطانى. والمدهش أنها برجاحة عقلها ورحابة صدرها، لم تغضب من زميلتها، بل قالت، إنها المرة الأولى، التى يكون فيها المعتدي على حق !

حقق لها الزواج من زميلها الأكاديمى البارز والناقد المرموق الذى أحبته وهام بها، سيد البحراوى، سليل الأسرة الريفية الفقيرة، قدرا كبيرا من الأمان والتصالح مع النفس واستعادة الثقة بها. لكنها، وهى تمضى فى رحلتها المهنية والحياتية الفريدة، قست على نفسها كثيرا، وعاندت طبيعتها بمواقف مثالية، أجبرتها على القبول بخيارات شاقة لم تكن تعهدها من قبل، وهو مارسخ بداخلها مسحة من حزن عميق، ظلت تلازمها حتى الرمق الأخير .

شيدت أمينة رشيد عالمها بالوعى الخاص بها، وعززته بالثقافة العيمقة والمعارف المتنوعة، والقدرة على التفكير النقدى المحمل بثقة فى العقل وبوعى جمالى مرهف وحساس، وبرؤية فلسفية للحياة، تنبذ المصالح الضيقة والصراعات الصغيرة، وتنقب بدأب عن كل ما هو خيًر فى البشر، وما يخدم مصالح عامة. رؤية تنطوى على حنين آسر للعدالة والإنصاف، وترنو للجمال فى أشمل صوره، الإنسانية والسياسية والاجتماعية والادبية والفنية والأخلاقية. وحين غابت عنها وعنا تلك الصور من الجمال هيمن النسيان على ذاكرتها، واغمضت عينيها،لاتريد أن تسمع أو ترى أو تعرف ، ورحلت كما عاشت بهدوء

مع السلامة يانور عينى وإلى اللقاء يا حبيبة.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* رحلت المناضلة والكاتبة اليسارية المصرية أمينة رشيد يوم 4 ايلول 2021.

** رئيسة مجلس ادارة صحيفة «الأهالي» المصرية.

«الأهالي» – 8 أيلول 2021.

****************

الفوضى إن حَكمَت

د. حسن خليل*

على امتداد عصور الحداثة وما أنتجته، كان مفهوم “الحكم والديمقراطية” يتصدر الكثير من الدراسات والممارسات، ويشكل أساساً بارزاً في تحديد شكل النظام السياسي، حيث تطور وتغير واستُخدم بأساليب ومن قبل قوى مختلفة. تعددت المفاهيم والتسميات، فكان ينتقل من حكم الأكثرية إلى حكم الشعب، ومن تداول السلطة إلى الحرية والعدالة وغير ذلك من الأمور. لكن، إذا أمعنّا النظر، ولو قليلاً، بهذه المفاهيم وقارناها بما يواجه عالمنا المعاصر من تغيرات، وما شابه من تحولات، لوجدنا بأن ما نعيشه اليوم، هو شكل من العلاقة السلبية أو لنقل “الديمقراطية السلبية” التي تجعل من الشعب شعباً مستلباً بإرادته، متلقياً لكل ما يُصنع له وليس نشيطاً أو فاعلاً أو متفاعلاً أو منتجاً لأفكاره ولأعماله.

إنها حالة لا وجود فيها للصراع السياسي الحر ولتنافس البرامج لاختيار الأصلح في جو من النقاش الحر وتكافؤ الفرص، وإنما استُبدل بصراع “ألوان”، سواء في الشارع أو في وسائل الإعلام، فاحتل اللون، من ربطة العنق إلى الشارة إلى الخلفية، المشهد السياسي، وأصبحت المنافسة قائمة على أساسه، وإذا أردنا التطور، فيمكن أن يُدعم اللون بالطائفة أو المذهب؛ فلا مقارعة للحجة بالحجة والفكرة بالفكرة وإنما صراخ وضجيج وأكثر مجال له هو افتعال خلافات وحروب إعلامية وإزكاء التوترات المتنقلة.

منذ العام 2002 ظهر ما يسمى اصطلاحاً “استراتيجية الحروب الوقائية” في الخطاب السياسي والأيديولوجي والعسكري الغربي؛ تهدف هذه الاستراتيجية إلى محاربة عدوين مفترضين للولايات المتحدة الأميركية و”للعالم الحر” وهما: الإرهاب والدول التي تمتلك اسلحة الدمار الشامل مع بعض الاستثناءات، وتهدف أيضاً، حسب زعمهم، إلى منع الحركات المتطرفة والأصولية من امتلاك التكنولوجيا، العسكرية بخاصة. إذن نحن أمام واقع مختلف وافتراضي، “فضفاض” ونسبي، وبما أنه لا يوجد تعريف أو توصيف لنوعي الأعداء السالفَين الذكر، يصبح عندئذ كل انسان بذاته مشروعاً إرهابياً، أو يمتلك أسلحة أو يسعى إلى تكنولوجيا، وهنا يوجد تعارض جوهري بين حق الإنسان كإنسان في حياة كريمة وحرة وبين “خوفه” الدائم من شبهة “الاتهام” أو شبحها.

في الحصيلة، سنكون أمام نوع من الفوضى، سواء في التوصيف أو الافتراض أو الممارسة، ما يستدعي حكماً نتائج لا تقل كارثية عن مسبباتها. هنا لا قيم ولا أسس ولا معايير، ومعها تصبح السلطة، أي سلطة تملك شرطَّيْ التحكم، المال والقوة، قادرة على فرض نمط حكمها بكل الوسائل، وانتهاك ما ينص عليه القانون الدولي من دون أي رادع، ما دام هذا القانون ومؤسساته لا هدف لها إلّا تشريع تلك الحالة وحمايتها. فالمتعارف عليه في إرث الحداثة الغربية بأن الديمقراطية تعبّر بشكل صريح عن طبيعة النظام السياسي، إذ إن السلطة الموجودة تستمد وجودها وشرعيتها من الشعب، الذي له حق مراقبتها من خلال الآليات الدستورية والقانونية. ولكن هذا المفهوم، وأمام نمط العالم – المعولم السائد، تطور وأصبح عكس الصورة السائدة، ليصبح الشعب بذاته تحت مراقبة النظم السياسية، خاضعاً لإرادتها ومستلباً منها.

نحن أمام أزمة نظام عالمي ومأزق حقيقي للسياسة والمفاهيم والقيم؛ فالهجوم الرأسمالي – المعولم يزداد شراسة في مقارباته للأمور، وفي تعاطيه مع القضايا، بخاصة منها ما يتعلق بالحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان، ويعمل على حتمية انتصاره، وهو بذلك يحاول إثبات وجوده من خلال المعادلة التالية: إذا انتصر، فالشعوب الفقيرة هي من سيدفع الثمن، وإذا تعثر فالشعوب ذاتها هي من سيدفع الثمن أيضاً، وفي كلتا الحالتين لن يخسر شيئاً وإنما الآخر، ولأجل ذلك لا يتردد في استنباط أساليب ووسائل جديدة للحكم، وليس أقلها وأكثرها إثارة للدهشة، ما سماه “برنامج الفوضى البناءة”، الواضحة الأهداف والمضمون الإجرامي. إن تعدد أسباب الحروب حول العالم وتنوعها، من تأديبية إلى وقائية إلى “مقدسة”، وغير ذلك من تسميات أدرجها الخطاب السياسي – العسكري لعالم ما بعد الحرب الباردة، جعل من نتائج تلك الحروب تترجّح بين “الفوضى البناءة” و”الفوضى المبرمجة” و”الفوضى المطلوبة”: نزاعات، حروب أهلية، دينية وتوترات، حصار تجويع... والحل كان دوماً باستجلاب العامل الخارجي وسيادة الخطاب المذهبي الاثني وتعميم منطق الفوضى الدائمة القائم على نظام ليبرالي – متوحش، يستغل القرارات والمؤسسات الدولية ويستخدمها لتسهيل إمرار السياسات والسلوكيات المتبعة، وتعميم ثقافة واستراتيجية الخوف والعنف والفوضى، متكئاً بذلك على أدواته المنتشرة بين الاقتصاد والمال والنظم السياسية المركبة لتنفيذ مهام محددة خدمة لتلك السياسات وتسهيلاً لتنفيذها.

وها هو لبنان، الخاضع اليوم لمفاعيل الفوضى وآلياتها والمحكوم بذهنية الولاء المطلق لصاحب الأمر، والقائم على نمط من تبعية ذيلية، أنتجت من الفساد والمحسوبية والزبائنية فائضاً لا يمكن تحمّله، ويعيش حالات من النفاق السياسي، وتدهور لغة التخاطب حتى هذا الدرك من السفاهة، مع استخدام التوظيف المذهبي والمناطقي واستغلال حالات الانهيار الحاصلة، وإذا أضفنا انفلات الوضع الاقتصادي وتدهوره، فإن البلد يخضع حالياً لمنطق الفوضى المستشرية في كل مفاصل الحياة اليومية لمواطنيه. هو منطق التفلت من كل منطق وتعميم حالات الانهيار المبرمج والمقصود والذي بات نهجاً سياسياً، تُجّند له قوى المذاهب والطوائف، وتعمل على خدمته صبيانها ومحتكروها والسفارات ودولها، كما تبذل لأجله الأموال وتُحشد التصاريح وتنفتح أريحية المفسدين على خطابات فارغة وسلوك أرعن، بات يهدد الكيان بالفعل، وأصبح خطراً داهماً، وربما محققاً على وجود البلد، المهدد اليوم بفعل فاعل معروف الهوية والإقامة.

أمام هذا المشهد، السوريالي، فليس ثمة خيار أمام عامة اللبنانيين، الواقعين في مأزق الانتماء، إلّا خوض المواجهة، من خلال رفض المنظومة السياسية، بنظامها وقواها وأدواتها وسلوكها؛ فهي الباب المخلوع الذي تدخل منه رياح الفوضى العاتية إلى غرف المنزل كي تعبث بها وتبعثر محتوياتها، والدعوة إلى تشكيل اللجان الشعبية في كل المناطق، بهدف التعبئة والمساهمة في الإمساك بالوضع على الأرض، وتوجيه الغضب نحو أصل العلة، والذي هو النظام وقواه جميعاً، مع ضرورة العمل على إجهاض أي محاولات لاستجرار الفتن أو الاختلاف الأهلي أو استجلاب التوترات، مع العمل على قطع الطريق على التوظيف السياسي لأي قضية. وأيضاً بتشجيع المبادرات الأهلية في المناطق وتعميم نماذجها والمساعدة على إطلاقها وإنجاحها.

هي جمهورية الفوضى المعلنة والمحمية من أرباب الاحتكارات ومافيات السلطة وصناديد التهريب وناهبي المال العام والخاص. هي تلك الفوضى القادمة من فضاء عام، مساحته الكرة الأرضية وأصحابه من يعتقدون بديمومة سيطرتهم الأحادية. هي الفوضى المبرمجة على ركيزتين: الانهيار والإنكار وما بينهما من شعوب تستجدي لقمة العيش وحبة الدواء وهي واقفة في طوابير الذل تنتظر الفرج. هذا ليس حلم ليلة حارة أو يقظة في ليل حالك، هذا نهج سلطة وتسلط وهيمنة وتوجيه ونظام حكم وأسلوب سيطرة، هو الاستثمار في الجوع والألم والفقر والعبث في المجتمع وكسر الإرادات... وتسألون عن الفوضى إن حكمت؟ هي من تحكم وستبقى تحكم إن لم نلتفت إلى أصل العلة الحقيقية، ونقول الأشياء بأسمائها، والتي هي واضحة ومعروفة بالاسم والصفة والإقامة وكذلك بالدور...

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

*عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي اللبناني

موقع الحزب الشيوعي اللبناني – 7 أيلول 2021

*****************

الصفحة الحادية عشر

جديد «الاقلام» و«الثقافة الاجنبية»

عن دار الشؤون الثقافية في وزارة الثقافة، صدر حديثاً عدد جديد من مجلة “الاقلام”.

من ابرز المساهمين في العدد: محمد خضير، ناجح المعموري، حاتم الصكر، كاظم الحجاج، علي جعفر العلاق، علي حسن الفواز، جمال الحلاق، زهير بردى وغيرهم.

العدد ضم ملفاً عن الشاعر الراحل فوزي كريم وحوار معه في كتاب مستقل. كذلك صدر العدد الجديد من مجلة “ الثقافة الاجنبية” ومن ابرز موضوعاته: مسألة ما بعد الاستعمار، جاك دريدا/ الفيلسوف الاكثر جدلاً، تحليل قصص تولستوي، قصة “القنطور” لخوسيه سارا ماكو، الكاتب والناقد لجورج لوكاش، العنف، العدالة، التفكيك.

العدد ضم محوراً خاصاً عن دريدا.

**************

لأول مرة في العراق

اتحاد الادباء: العراق يؤلف ويطبع والعالم يقرأ

الكتاب في ساحات التظاهر

في دروته الاخيرة تمكن الاتحاد العام للادباء والكتاب في العراق من اختراق القاعدة المألوفة التي تقول (مصر تؤلف وبيروت تطبع والعراق يقرأ) لتتحول الى (العراق يؤلف ويطبع والعالم يقرأ).

وتجاوزت قيادة الاتحاد الراهنة كل سنوات الاتحاد السابقة منذ تأسيس الاتحاد في العام 1959 ليصبح المكان النابض ليس لنشاطات ومحاضرات وندوات الاتحاد المعروفة حسب، وانما بات ينبض بحركة معافاة في نشر الكتب الادبية بجميع انواعها.

يقول الشاعر عمر السراي الناطق الاعلامي للاتحاد والمسؤول عن منشورات الاتحاد: لطالما تصدى الاتحاد العام للادباء والكتاب في العراق لطباعة الكتب ونشر نتاجات اعضائه عن طريق مشروع متواصل في تزويد المكتب العربية بكل ما هو جاد من المعارف والابداع، وقد اصدر الاتحاد سلاسل عدة عبر تاريخ عمله الدؤوب، زينت مكتبات الاوساط الادبية الى ان جاءت الفرصة المناسبة لينطلق مشروع الاتحاد الرصين المتمثل بـ (منشورات الاتحاد العام للادباء والكتاب في العراق).

وعن فكرة المشروع قال: في البدء كانت فكرة بسيطة استطاعت ان تتواصل مع الاطراف الفنية من مصممين ومطابع وارباب خبر، ليتم اطلاق المشروع للاديبات والادباء، واستقبال نتاجهم وكتاباتهم، وهكذا ستمر العمل منذ عام 2017 الى الآن، برؤية عصرية تتطور تدريجياً.

- وما ابرز ما حققه؟ يجيب السراي: لعل ابرز ما حققه المشروع هو استقطاب كتابات الادباء واتاحة فرصة مناسبة لهم للتعبير عن ابداعهم بعيدا عن جشع بعض دور النشر وكسلها في مواكبة النتاج الادبي. فقد استطاعت منشورات الاتحاد ان تطبع ما تجاوز عدده 300 كتاب ادبي خالص في الفنون الادبية المختلفة من شعر وقصة ورواية ونقد ودراسات ومسرح وترجمة وادب طفل، وجاء الشعر اولاً في عدد المطبوعات لغزارة النتاج الشعري في العراق. والعمل جار لانجاز ما يقارب مئة كتاب جديد في الاشهر القليلة المقبلة.

- وبماذا تتكفل هذه المنشورات؟ منشورات الاتحاد تكفلت بطباعة ما يقارب 20 كتاباً عام 2017، فقد تطور مضمون عملها وتضاعف، فعند الحديث عن عدد الكتب المستهدفة للطباعة للعام الحالي 2021، فان المتتبع سيجد ان ما يقارب 200 كتاب سيكون منجزاً في هذا العام. واضاف: الاتحاد في اهتماماته مشروع آخر هو (المشهد الادبي العراقي) ليكون عيناً تؤرشف الشعر والقصة لمعظم ادباء الوطن، اذ تتم طباعة كتابين في القصة والشعر لكل محافظة وعلى هيأة اجزاء، لأرشفة نتاج المبدعين وتقديم رؤية علمية للقراء والباحثين. اما المجلات التي شكلت حضوراً مع مشروع المنشورات فقد قارب عددها 40 عدداً سنوياً، ومن ابرز هذه المجلات: الاديب العراقي، الاديب الكردي، الاديب التركماني، الكاتب السرياني، تامرا، ميشا للأطفال، انخيدوانا، ميشانيون، ليمونة، والعمل جار لمجلتي “ متون “ و “كربائيلو” الى غير ذلك من المجلات. كما حرص الاتحاد على اعادة طباعة عدد قديم من مجلة “الاديب العراقي” ليقدم هدية مع العدد الجديد، كبادرة لاستيلاد الثقافة من مناطقها التاريخية المهمة، واطلاع القارئ على الموضوعات الادبية القديمة المهمة. لم تتوان اتحادات المحافظات عن الطباعة ونشر نتاجات الادباء وكانت متفانية في عملها، مثل منشورات اتحادات ميسان والبصرة والنجف والمثنى ونينوى وغيرها من المحافظات. لتكون رافداً من روافد اصيلة قدمت ابهى صور الثقافة والادب للقراء والمؤلفين كما يجري العمل على طباعته عام 2021، ويلاحظ المتتبع ان الاتحاد نهاية عام 2021 بامكانه ان يصرح عن طباعة ما يقارب 350 كتاباً ومجلة، ما يعني انه اضاف للمكتبة الادبية كتاباً كل يوم. لم يتوقف الاتحاد عند حدود طباعة كتب اعضائه وتقدم لهم ليسهموا في توزيعها بصورة دؤوبة ومدروسة، فقد شارك الاتحاد عن طريق ابرز معارض الكتاب العراقية من مثل، معرض بغداد ومعرض العراق ومعرض السليمانية ومعرض الكوت ومعرضي البصرة والنجف ونينوى واربيل ومعارض الكليات والجامعات. والمعارض العربية مثل معارض القاهرة والرياض والشارقة وعمان وبيروت وغيرها.

كما تكفل الاتحاد بمبادرة ايصال الكتب في المحافل الجماهيرية كمشروع “انا عراقي.. انا أقرأ” وتوزيع الكتب في ساحات التظاهر وتكوين منظومة توزيع للكتب تجعل الكتاب متوفراً لدى القراء من أقصى مدن الشمال الى اقصى الجنوب، ومن الشرق للغرب العراقيين، فالاتحاد يرسل في وجبات متلاحقة آخر اصداراته للمحافظات والمدن، والمكتبات العامة ومكتبات الجامعات والنقابات والعتبات، لنشر الثقافة والعلم والمعرفة وكذلك صارت منشورات الاتحاد متواجدة للمقتنين والقراء في مكتبات عامة كمنافذ شراء واستعارة في ابرز مدن الوطن وشوارعه الثقافية ومقاهيه.

- هل لكتب الاتحاد مواصفات معينة؟ الكتاب الصادر عن منشورات الاتحاد حالياً، يحمل مواصفات عالية الجودة، من المضمون والتصميم ونوع الورق والطباعة، كما ان رقمي الايداع العراقي والدولي يحفظانه ويؤرشفان وجوده. في النية تبني مشروعات جديدة لتطوير عمل منشورات الادباء، ابرزها مشروع سلاسل اعلام الادب والترجمة وسلاسل المعرفة والفكر النسوية، وقد صدرت طلائع عملها وسيصدر المزيد. لقد حملت منشورات الاتحاد شعاراً مستمراً لعملها وهو (العراق يؤلف، العراق ينشر، العراق يقرأ) ولتحقيق هذا الشعار ستظل الجهود متضافرة نحو مجد الكلمة واصالة الابداع.

* تفتقد منشورات الاتحاد الى الكتب المترجمة والكتب التي تعنى بالعلوم والفنون المجاورة كالتشكيل والموسيقى وعلم النفس والتربية والاقتصاد والفكر والفلسفة وعلم الاجتماع.

-  هذا صحيح، ولكن الاتحاد للادباء ومع ذلك سنعمد للانفتاح على المعارف العامة والعلوم المجاورة فعلا بهدف اغناء الذاكرة الادبية.

* هل تعتمدون شروطاً محددة مطلوبة من المؤلف لطبع كتابه؟

- نطلب جودة الكتاب الفنية وقيمته الفكرية والابداعية وما يردنا من اعضاء الاتحاد يحال الى خبراء وهم يقررون صلاحية الكتاب من عدمها.

* وبالنسبة لتكاليف الطبع؟

- الاتحاد معني بتعضيد الكتب الصادرة عنه ويدفع بالجزء الاكبر من تكاليف الطبع فيما يقتني المؤلف عددا محدودا من كتابه الصادر كجزء يسير من سد كلفة الطبع ودعما للمنشورات، ذلك ان الاتحاد ليس داراً للنشر وانما هو ييسر لأعضائه الكثير من الجهد المالي والمعنوي لاصدار كتابه بأفضل المواصفات العالمية.

************

فوانيس العتمة

لماذا تمضغ دمك كل يوم؟

حيدر حاشوش العقابي

قناديل يعلقها الاشتهاء المر

وحلم يضيء

وصوت يموء.

لا شيء سوى ليل طويل نرسمه

بحبر عيوننا

وزيت تتركه عجلات الذاكرة

بوجوهنا المتعبة

ايه كم تنوح اليمامة فوق بساط

الموت

كم تنوح الشوارع

ونحن نحلم ان نجمعَ الرياحَ

ونقذفها باليم ليسقط المطر

الفرادة ....

ايها العاشقون اوقفوا فنادق الريح

اوقفوا هذا الابتذال في اختيار الحانكم

حتى اقطف آخر نجمة من فم

القمر

*

كان والدي يحثني ان اتمسك

جيدا بالسفينة

وكان في وحدته

وعندما كان يدخن امي

كنت انا ارتشف كاس عشق

ابيض

صبغته الحروف

بالدم

من يحملني الآن

ويوقف فناء هذا الامس الداكن

كم ثوب احتاج

لأوقف

هذه النتنة من الوجع التي تسمى حياة

وهي تصعد لصدغي كل

يوم؟

ايها الناس الصقوا ظهوركم

على جدار الحرية

لتتبين سياط القمر

*

على خشب بارد

كنت ادق مسامير الصمت

واشرب

من البئر القديم كاس بوصلتي

هي الدليل للحياة

*

قالوا

لماذا تمضغ دمك كل يومٍ

قلت اريد ان اتذوق حجر

الحرية القادم

فالرياح صادرت اشرعة اليتم

والسكينة عابسة

بوجه اليتامى

************

من باب أوْلى..

سالم سالم

حسنا يا موت

 هل كان لحمنا

طيبآ... الى هذا الحد

كي تسرقنا كلص!

كان يمكن أن تكون

 أكثر تأنقا بالأختطاف

أو أخبارهم

 من باب شرف المهنة

أو تجادل ألهك

 بتغيير بوصلة الأتجاه

 كان بالأمكان

 احراقهم بهدوء

 أو... فرادى

حدّق بقائمة الألتحاق:

لم يكن بينهم

“سيادة الرئيس “

 أو “ شيخنا الجليل”

 أو “سيد متأنق”!

كل من سرقتهم

 عصافير الوطن.

هل كان لحمنا طيبآ

إلى هذا الحد ؟

 تناول.. وجه أحمد

 مذاق الشهداء مالح

 مذاق الفقراء علقم

 ايها المتخوم بنا

 تهيأ،

 ليرجع بعض الأولاد لأمهاتهم

 ليكملوا لعبتهم

 حلمهم

ليصبح طيراً

 خذ.. اجازة صيفية

 لبعض الوقت

 فالحوريات بطعم الشهد

 ربما تغيّر وقتك

وتصبح مواطنا صالحا

او كن. ابا مرة واحدة

 حينها ،

ستعرف كيف تقتنص

 بشرف وعن جد

***********

قصة قصيرة

وطنٌ حُرٌّ..

علي البدر*

لحظات ثقيلة اختلط فيها الليل مع النهار. اسبوعان وكأنهما سنوات. أكثر من عشرين رفيقا حُشِرنا وها أنا الان وحدي، وُبُّت أُمَيِّزُهُم فقط من صراخهم وتأوهات التعذيب. ذلك الباب الحديدى الصديء.. كم أكرهه. كم اشتاق إلى باب بيتي وصوت المزلاج عند دورة مفتاحه. زوجتي واطفالي.. ما أحلى كركراتهم ونظراتها العطشانة لرؤيتي. ولا أدري.. هل ارى طفلي الذي ننتظره أم سَيُحْرَمُ من أبيه وإلى الأبد؟ ربما لن أراه أبدا. لا لا.. لأتفاءل. إلى الان لم يثبت شيء قاطع ضدي. مجرد منشور يحرض ضد الظلم وكبت الحريات. لم اوزعه أنا.. أجل.. لقيته .. لقيته مع العشرات مغطية الزقاق. ساصر على إفادتي واحمد الله انني فقدت الوعي وانا معلقٌ ويدايَ خلف ظهري. يا إلهي كدتُ على وشك الاعتراف ولكن كيف سأواجه رفاقي بل ماذا سأُبرر وأنا انظر لنفسي في المرآة؟ وأطفالي عندما يكبرون.. زوجتي وأُمي إن بقت على قيد الحياة؟

احتمالات لاتهدأ تدور في رأسي. الضربُ والرفسُ والتعليقُ ما عاد يشغلني فقد اعتاد جسدي عليه.. أصبر واتحمل ساعة لا أكثر ويبدأ جسدي بالخدر، وأنا معلق كاتما انفاسي منتظرا لحظة استراحة جلادي وهدوء انفاسه. وطالما سخرت من تلك الافتراضات التي استغربتُ منها إثناء قراءاتي المتواصلة والمجنونة لكتب الفلسفة وعلم النفس بأن الجلادَ يشعر باللذة عندما يستمر بتعذيب السجين. أيقنت الآن أن ما قرأته صحيحا فلم استغرب لشدة انفعالة وهو يهيل اللكمات على وجهي وكانني كيس تدريب في ناد للملاكمة حيث النشوة التي تورِّدُ وجنتيه وتزم شفتيه وهو ينفث دخان سيكارته بوجهي، ليطفِئُها بصدري ويمسح بعدها يديه ويأكل وجبة الغداء بكل شهيةٍ وأنا أتأرجح ملطخا بدمي.

 وكانت فرحتي لاتوصف عندما رفسني بقوة لأسقط أرضا وسط غرفة واسعة تتوسطها منضدة عريضة مع بعض الاضابير المرتبة بينما توزع البعض الاخر امامه. يا إلهي رفاقي.. كلهم على قيد الحياة. نظرت اليهم، فلم أشعر بنظرات مكسورة خجلى وانما اصرار وثبات وصلابة.

شعور بالزهو والفخر توغل لأعماقي وأنا أختلس النظر اليهم. تلمستُ أثر الرفسة التي آلمت عامودي الفقري كثيرا. خلية منسجمة وأنا أصغرهم. أكبرنا الرفيق “أبو سلام” وكان غالبا ما يمزح معي ويناديني “جدو”. خطَّ باصبعه باللون الأحمر “ جملة “وطن حر..”، لكنه لم يكملها. إنشغلنا به لحظات، وعندما فاق من غيبوبته كان الدم الذي بصدره قد نشف.

- وأنت أبو النظارات المكسورة. إسمك واسم ابيك النذل الذي خلَّفك؟ وأنت أبو عين المنفوخة وأنت وانت وأنت..؟

أما تخجلون .. تتآمرون على الحزب والثورة ونحن في حرب لمدة أربع سنوات مع العدو.. هل هذه الغيرة العراقية؟

- نتآمر؟ قال الرفيق “محمد” وهو يمسح زجاج نظارته المكسورة. وماذا بإمكاني أن أعمل وأنا موظف بسيط؟

- إخرس. لا تتكلم إن لم أسمح لك. وبدا المحقق في أوج غضبه. وكنت اختلس النظرات ولا أدري كيف مرت اللحظات التي زادت رهبتها وانا أقرأ لوحة كتب عليها باللون الأحمر؟ “وطن تشيده الجماجم والدم  تتهدم الدنيا ولا يتهدم”. وجاءت لحظة الحسم.. صوت غاضب وقرار في منتهى الغرابة.

- ملازم سعد!

- نعم سيدي..

- هذا الخائن الذي بالوسط. عبد الله زكي والذين على شماله. إعدام شنقا حتى الموت .

- تؤمر سيدي.

- والإثنان معهم جهة اليمين إعدام شنقا حتى الموت. أما هذا، وأشار بسبابته عليَّ. خمس سنوات بالحبس مع الاشغال الشاقة. خونة خونة.. سنقطع أنفاسكم. ولن نسمع بعد الآن  : “وطنٌ حرٌ وشعبٌ سعيد..”.

لحظاتٌ قاسية مرت وأنا أسمع قرار إعدام رفاقي لكن علامات الارتياح عليهم بدت عند سماعهم قرار الحكم عليَّ. خرجتُ متلمسا جمجمتي. سنون قاسية مرت، ومحاولة بناء وطني بالجماجم وفراق رفاقي كان أشد قسوة، لكن عذوبة تلك الكلمات التي اعتدنا ترديدها وجذوةَ ما نُقشِ على الصدور وأزعج الجلادين بقيت متوهجةً إلى الأبد.

ــــــــــــــــــــــــــــ

*علي البدر/ قاص وناقد ادبي وتشكيلي

***************

الصفحة الثانية عشر 

إصدار

أدوات الكتابة

عن “الدار العربية للعلوم ناشرون” في القاهرة، صدر أخيرا كتاب بعنوان “أدوات الكتابة: 49 استراتيجية ضرورية لكل كاتب”، من تأليف روي بيتر كلارك وترجمة مجموعة من المترجمين العرب.

في هذا الكتاب يحوّل كلارك عقودا من خبرته الكتابية إلى 49 أداة يمكن للكتّاب على اختلاف أنواعهم، استخدامها.

ويرى أنه أيا كانت مهمة الشخص، صحفيا أو معلما أو طالبا أو موظفا أو شاعرا أو ناقدا، يمكنه أن يصبح أكثر طلاقة وفاعلية ككاتب فيما إذا امتلك هدفا وخطة مع طاولة عمل مليئة بأدوات الكتابة.

*************

ليس مجرّد كلام

ولا عزاء للشهادة الجامعية !

عبدالسادة البصري

قبل اسبوعين تخرج ابني من الجامعة ليحمل بين يديه شهادة البكلوريوس بعد ان حمل قبل اربع سنوات شهادة الدبلوم ،، وقف امامي قائلاً :- والان أين سأعمل ، أم أظل اعمل منظفاً في محل الحلاقة كما كنت من ثلاث سنوات ولحد الان ؟؟

سؤاله اصابني بحيرة ووجوم ، وجثم على صدري همٌّ كبير ،، أين سأجد له عملاً ياترى ؟! ،،، حيث كان منذ اللحظة الأولى لدخوله إلى المدرسة يُمنّي النفسَ بمستقبلٍ باهرٍ وشهادةٍ جامعيةٍ يستفيد منها في حياته !

ويرسم شخصيته على وفق الشهادة التي يتمناها ليعمل بها بصقل موهبته بالدربة والمران والقراءة ثم يعززها بالشهادة الجامعية !

قد تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن ، ذات يوم !

وقد تتحطم أحلامه عند صخرة صماء !

وقد يأخذه التيار بعيدا عن مبتغاه ! وقد تصادفه ظروف صعبة تقلب وجهة حياته رأساً على عقب وقد .. وقد ..!

لكن أن يدرس ويتعب صيفاً وشتاءً مواصلاً الليل بالنهار ، ثم يتخرّج حاملاً شهادته الجامعية التي حلم بها ، مؤطرها بفرحته ليعلّقها في غرفة الاستقبال دون أدنى فائدة منها ، هي الصدمة الكبرى لكل واحد منا ؟! وهذا ما حصل ويحصل الآن. منذ اكثر من ثمانية عشر عاماً و أبناؤنا الطلبة يتخرجون بالآلاف من الجامعات والمعاهد الحكومية والأهلية بلا تعيين أو عمل ، ليكونوا عالة على أهلهم والطامة الأكبر إذا كانوا متزوجين طبعا ! شبابٌ بعمر الورود حالمون بمستقبلٍ كبير ، لكنهم عاطلون عن العمل ، يتسكعون على الأرصفة ويقتلون الوقت في المقاهي واللعب دون أدنى فائدة لهم ولعوائلهم ، لأنهم اصطدموا بعقبة كأداء ، ألا وهي توقّف التعيينات الحكومية ، ونادراً ما يحصل احدهم على عملٍ في شركة أهليّة ، وحينما تظاهروا للمطالبة بحقهم المشروع سماوياً وارضياً ومنطقياً ومهنياً قوبلوا بالماء الحار والهراوات والضرب والاعتقال وحتى القتل ، أيعقل هذا ؟؟؟؟؟؟

في كل دول العالم وضمن دساتيرها وخططها المالية سنوياً نجد قوائم مُعدّة وأرقام محسوبة مالياً وإدارياً وخَدَمياً للتعيين في دوائر الدولة ومؤسساتها التربوية والتعليمية والشركات الإنتاجية والخدمية كلا حسب اختصاصه ، بمعنى انه يتخرّج اليوم ويتعيّن غداً، لأنّه درس وتعلّم ليكون رجل المستقبل في بناء الوطن ! لهذا نجد أن جميع الأوطان تعتمد على أبنائها في تقدّمها وازدهارها ، لا أن تتركهم عرضة لأهواء الاستفلاس والحاجة واليأس والقنوط والانتحار  ، وكأنهم لم يحلموا ذات يوم ، ولم يدرسوا ويتعلّموا ويتعبوا في الحصول على الشهادة المعلّقة في غرفة الاستقبال !

على السادة المسؤولين ومَنْ يقود البلد ان يتوقفوا لحظة ويتأملوا الى اين سيصلون بالبلد ؟ وهل اوفوا بما قالوه ومايزالون يقولونه في كل دعاية انتخابية من وعود بان كذبها وزيفها وخداعها للناس ؟؟  حتما تقع المسؤولية الإنسانية هذه في التفكير بمستقبل البلاد على كل مسؤول بالذات ، من خلال التخطيط والعمل الجاد على تعيين الخريجين وأمثالهم وتشجيع الآخرين على الجدِّ والاجتهاد للحصول على الشهادة ليقدّموا خبراتهم علمياً وفكريّاً وثقافياً في عجلة البناء والأعمار، لا إهمالهم وتركهم عاطلين، ومحاربة مَنْ يحصل عليها أثناء الخدمة و العمل ممن لم تسنح لهم الظروف بالحصول عليها في مقتبل العمر، وكأن شهاداتهم الجامعية فاشلة لا فائدة منها !!

***************

بإمكانات مادية محدودة

“آشور تك”.. مبادرة لتطوير المحتوى التقني العراقي

بغداد – وكالات

دشنت مجموعة من الشبان العراقيين مشروعا يحمل عنوان “آشور تك”، يهدف إلى تطوير المجالات التقنية في العراق، وصولا إلى حضارة رقمية متكاملة.

يتضمن المشروع محاور عدة، أبرزها إطلاق موقع إلكتروني لنشر آخر الأخبار التقنية وتقديم الخدمات والحلول لمختلف الاحتياجات التقنية. وقد حظيت هذه المبادرة بتأييد واسع من جانب هواة واختصاصيين، سيما بعد إطلاق الموقع الالكتروني.

حضارة رقمية

صاحب فكرة المشروع ومموله محمد الكناني (27 عاما)، يقول في حديث صحفي أن فكرة “آشور تك” جاءت للنهوض بالواقع التقني في العراق خصوصا، والمنطقة عموما. لذا قرر مفاتحة صديقه قاسم الزويني بإنشاء تجمع عراقي يتبنى تبسيط التقنية للمستخدمين.

ويبيّن أن “المشروع يهدف إلى إنشاء مجتمع تقني ريادي وتهيئة بيئة عمل ترحب بكل هواة التقنية”.

ويشير الكناني، وهو حاصل على الماجستير في التمريض، إلى أن التكلفة المادية للمشروع لم تكن كبيرة جدا، موضحا أن “آشور تك” استطاع، بإمكانات بسيطة، الوصول إلى الكثير من المستخدمين.

ويؤكد أن مشروعهم لم يحظ بدعم مالي “ولو حصلنا على التمويل اللازم فسنتمكن من تحقيق شعارنا على أرض الواقع (حضارة رقمية متكاملة)”.

ويعرب الكناني عن طموحه إلى بناء فريق عمل متكامل، ودخول سوق التطبيقات الذكية والتسويق الإلكتروني، وتشكيل العديد من الفرق الملمّة بالتقنية، لافتا إلى أنه “على سبيل المثال، في المستقبل سنؤسس شركة متخصصة في البرمجة والتصميم، فضلا عن الكثير من الأفكار والطموحات التي نعمل بجد لتحقيقها”.

تطوير المحتوى التقني العراقي

قاسم الزويني (٢٥ عاما)، وهو تقني في مجال الهواتف الذكية ومتخصص في تقنيات الإدارة، يقول في حديث صحفي، إنه أعجب في البداية بفكرة المشروع، فبدأ يخطط لإنشاء موقع إلكتروني. وبالفعل، أنشأ الموقع وأضاف فيه أقساما متعددة تخص المونتاج وإعداد التقارير وإنشاء التصاميم، فضلا عن أبواب تنقل الأخبار التقنية من المواقع العالمية الموثوق بها، بعد ترجمة الأجنبية منها إلى العربية، وإعادة صياغتها بشكل مبسط، ليسهل على المتلقي فهمها.

ويضيف أن “المشروع يهدف إلى رفد المحتوى التقني في العراق بكل ما هو مفيد للمجتمع، في ظل انتشار ظاهرة خداع الناس البسطاء وتفشي الابتزاز الإلكتروني”.

ويؤكد الزويني أن “الغاية من المشروع ليست تجارية، إنما تتمثل في استقطاب الشباب المبدعين ليقدموا محتوى يليق بهم ويفيد الجميع. وبالمقابل فإن هذا العمل يحتاج إلى تطوير ودعم مادي. إذ ان أغلب أعضاء فريق المشروع من طلبة الجامعات والخريجين الكسبة”.

ويلفت إلى أن ضعف التمويل جعلهم يستخدمون أجهزة الموبايل، سواء في المونتاج أم التصميم، ومع ذلك استطاعوا الوصول إلى آلاف المتابعين.

رفع الجهل التقني

إلى ذلك، يقول أسامة عبد الرزاق بديوي (30 عاما)، وهو أحد مؤسسي المشروع والمشرفين عليه، ان فريقه يسعى إلى إيصال المعلومة التقنية لرواد مواقع التواصل الاجتماعي، ورفع الجهل التقني عن الشباب.

ويبين في حديث صحفي، ان كل شخص من فريق المشروع يعمل ضمن إمكاناته ومن منزله، ولا يوجد مقر عمل يجمعهم حتى الآن.

ويكشف بديوي الحاصل على البكالوريوس في الكيمياء، عن تمكنهم من الوصول إلى 10 آلاف متابع خلال مدة وجيزة. كما انهم قدموا للكثيرين من الشباب، المشورة والنصح في شأن مشكلات تقنية تواجههم.

**************

دراسة:

غير الملقحين أكثر عرضة بـ 11 مرة للموت بكورونا

واشنطن – وكالات

توصلت دراسة جديدة أجرتها مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة الأمريكية، إلى أن غير الملقحين ضد كورونا أكثر عرضة بـ 11 مرة للوفاة بالفيروس من الملقحين، وذلك في أحدث بيانات تظهر أهمية اللقاح.

وحللت الدراسة بيانات أكثر من 600 ألف حالة إصابة بالفيروس في الفترة الممتدة بين نيسان ومنتصف تموز الماضيين.

وقالت مديرة مراكز السيطرة، روشيل والينسكي، في مؤتمر صحفي عقد أخيرا، ان “الدراسة بحثت حالات دخول المستشفيات والوفيات بسبب كورونا في 13 ولاية أمريكية، ووجدت دليلا آخر على قوة التطعيم”.

وأشارت إلى أن “الدراسة وجدت أن غير الملقحين أكثر عرضة للإصابة بكورونا بنحو 4.5 مرة من الملقحين، وأكثر عرضة لدخول المستشفى جراء الفيروس بعشر مرات، وأكثر عرضة للوفاة بسببه بـ 11 مرة”.

***************

ذي قار

بعثة بريطانية تكتشف معبدا سومريا

الناصرية – وكالات

اكتشفت بعثة أثرية بريطانية، يرافقها فريق عراقي، معبدا سومريا في محافظة ذي قار يعود إلى الألفية الثالثة قبل الميلاد، وذلك في أول اكتشاف أثري من نوعه منذ سنوات، بينما تنتظر البلاد وصول خمس بعثات أجنبية إضافية مطلع الشهر المقبل، للبحث والتنقيب عن مواقع أثرية سومرية أخرى.

وذكرت وكالات أنباء، أن “معبد الالينو” السومري الذي جرى اكتشافه، يعود إلى “الإله نين جرسو في مدينة كرسو السومرية الواقعة شمالي ذي قار”.

ونقلت عن مدير مفتشية آثار وتراث ذي قار، عامر عبد الرزاق، قوله أن “البعثة البريطانية المنقبة والفريق العراقي الذي يرافقها، عثرا أيضاً على لقى أثرية مهمة، تم إرسالها إلى المتحف العراقي”، مبينا أن “بعثة متحف لندن تتوقع أن تعثر على المزيد من الاكتشافات المهمة، بعد تجديد العقد الموقّع معها لخمس سنوات أخرى، بهدف التوسع في أعمال التنقيب في المحافظة”.

من جانبه، قال أستاذ الآثار في جامعة ذي قار، حسن الربيعي، إن المحافظة التي تضم المئات من المواقع الأثرية العائدة إلى الحضارات السومرية والبابلية والأكدية، تحتاج إلى اهتمام حكومي أكبر في مجال الآثار، مؤكدا في حديث صحفي “وجود عدد غير قليل من المواقع الأثرية لم يتم الوصول إليها حتى اليوم، بسبب ضعف الاهتمام بملف الآثار، وقلة التخصيصات المالية، فضلاً عن الجانب الأمني الذي يحول أحياناً دون مجيء فرق أجنبية متخصصة”.

وأشار الربيعي إلى وجود باحثين عراقيين جيدين يمكن الاستفادة منهم في مجال التنقيب عن الآثار، موضحاً أن نجاح عمل هؤلاء يتطلب وجود دعم من المؤسسات الحكومية المختصة.

******************

كربلاء تشهد معرضا فوتوغرافيا لمصورين شباب

كربلاء – وكالات

نظم نادي كربلاء الفوتوغرافي، أخيرا، معرضا للصور الفوتوغرافية شارك فيه مصورون شباب من محافظات عدة، ومن كلا الجنسين.

وقال رئيس النادي محمد الصواف، أن هذا المعرض يعد الأول من نوعه في المحافظة من ناحية نوعية الأعمال وجودتها ودقتها، مبينا أن المعرض ضم 114 صورة ملونة لـ 12 مصورا.

ووفر المعرض مساحة إبداعية للمصورين الشباب، وأتاح لهم عرض إمكاناتهم الفوتوغرافية أمام الجمهور بشكل مباشر – بحسب المصور الفوتوغرافي والناقد د. صلاح حيدر، الذي ذكر في حديث صحفي أن الأعمال المعروضة كشفت عن بصمة واضحة للشباب في هذا المجال.

وأضاف قائلا، أن قسما من الصور أبرز معالم سياحية وتراثية عراقية، وقسم آخر وثق الكثير من الأحداث السياسية والأمنية والاجتماعية التي شهدتها البلاد خلال السنوات الأخيرة، مؤكدا أن إقامة المعارض والملتقيات الفوتوغرافية، تساهم في دعم الثقافة الفوتوغرافية وتأصيلها وإشاعتها في المجتمع.

وكان بين المشاركين عدد من المصورات الفوتوغرافيات الشابات، مثل فاطم الموسوي، التي رأت في حديث صحفي أن المعرض شكل مبادرة جميلة لإبراز المواهب الفوتوغرافية الشابة.

يشار إلى أن نادي كربلاء الفوتوغرافي تأسس عام 2013، من قبل عدد من المصورين الشباب.